اليوم الموعود
أزف يوم لقاء الإمبراطورة الموعود أخيراً.
كان في جوف الصندوق حجر كرستالي أزرق بحجم ذراع أشبه بزرقة البحار الجنوبية، ولما رأت ارتيزيا الكريستال ذي الحواف الحادة غير المنتظمة، لم تستطع منع الابتسامة من الظهور، و نطقت:
ذاك الصباح ، قلبت أليس الخزانات رأسا على عقب بحثاً عن فستان يناسب هذا اللقاء مبعثرة الفساتين هنا وهناك، وقالت متساءلة في حيرة من أمرها، وتحمل في يمناها فستاناً عاجي اللون، وفي يسراها فستاناً أزرق سماوياً:
“اوه، سيد فريل! إنه أثقل مما يبدو عليه! “
“أي واحد نختار؟ أيهما الأفضل يا آنسة؟”
ورأى بين حاجبي سيدريك تقطيب طفيف، ولكن لم يثر غضباً، بل فرك جبينه بيده مره وحسب.
فهزت ارتيزيا رأسها نفياً، وقالت:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في ذلك اليوم، زار فريل غرفة الملابس، جاء في توقيت غريب، قائلاً وهو فخور بصنيعه:
“لا أريد أن أرتدي ألواناً زاهية. “
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وما كانت ترغب في ذلك بالمقام الأول، وما عاد أمامها خيار سوى الإدلاء بموافقتها له.
” ولكنني أظن أن اللون الأزرق يلائمك أكثر من غيره، أليس كذلك”
” هل هذه الهدية التي تودين تقديمها للإمبراطورة؟”
فردت بإقتضاب: “سوف ارتدي ملابس غامقة اللون، ضعي ما بيدك جانباً، إن آخر ما يهمني في لقاء هذا اليوم أن يكون مظهري جميلاً.”
فقالت أليس ولا تزال تتذمر: ” ومع ذلك. فأنت لم تزوري البلاط الامبراطوري بصفتك خليفة عائلة روزان مطلقاً، وهذه المرة الأولى التي تذهبين فيها لتحية الإمبراطورة بصفتك خطيبة الأرشيدوق إيفرون. “
قبل ثمانية عشر سنة، خسرت الامبراطورة جميع أطفالها، وتلاه فقدان أقرب صديقاتها مباشرة، الفيكونتيسة بيشر التي انتحرت مع زوجها. ولم تتوقف المصائب عن الوقوع تباعاً، بينما كانت غارقة في حدادها، كان الإمبراطور قد أعد العدة لإعادة هيكلة تنظيم القوى الجنوبية، وأنتهى من زرع شقاق في عائلة ريجان، عائلتها.
“سأذهب إلى البلاط والتقي الإمبراطورة لا غير، لا حاجة لأي إثارة ضجة. مهما صار في القصر، لن يجد طريقاً إلى إذن تسمعه أو يلاحظه أي أحد.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عندئذ ازدراد الملازم ريقه، ونظر نحوه نظرة حذرة، مع أنه كان اعزبا طوال حياته، فهو لبق بقدر ما هو ذكي في نواحي عديدة.
قبل ثمانية عشر سنة، خسرت الامبراطورة جميع أطفالها، وتلاه فقدان أقرب صديقاتها مباشرة، الفيكونتيسة بيشر التي انتحرت مع زوجها. ولم تتوقف المصائب عن الوقوع تباعاً، بينما كانت غارقة في حدادها، كان الإمبراطور قد أعد العدة لإعادة هيكلة تنظيم القوى الجنوبية، وأنتهى من زرع شقاق في عائلة ريجان، عائلتها.
وعندما سمعت أليس تلك الملاحظة، أخذت الصندوق، وفي لمح البصر، أسرعت إلى العربة تسبقهم حتى تضعه أولا. ومضى الإثنان إلى الأسفل عبر السلالم ببطء، ومن ثمة ساعدها على الصعود إلى العربة، وبعد أن جلسا سويا وأغلق الباب من خلفها، سألته قائلة:
عندما فطنت إلى ما يدور خلف الكواليس، كان الأوان قد فات، وتبع التعديلات، مقتل دوق ريجان وزوجته في حادث، وكان من المستحيل معرفة سواء أكان حادثاً حقيقيا أم لا طبعاً.
” أرى أنك تنسى في كل مرة شيئاً، ربما لأنك لست حكيماً بما فيه الكفاية، قد لا تهم هذه التفاصيل الصغيرة، لكن قد تؤدي بحياتك يومًا ما. “
ومنذئذ أغلقت عليها أبواب بلاطها، ولم تخلع عنها السواد حدادا على أطفالها، وصديقة طفولتها، ووالديها، وبدت كمن تخلى عن إكمال حياتها.
” يا له من موضوع مخيف تتحدثان عنه”
فكرت ارتيزيا : <ومع ذلك، لا يزال الإمبراطور حذراً منها، وهذا أكبر مؤشر على أنها ليست قشرةً فارغةً.> …
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “حياتي؟ إنك تبالغين يا آنستي الشابة”.
وبينما قضت الامبراطورة عقدين من الزمان في الحداد، أنشأ الامبراطور عائلة سعيدة مع ميرايلا ولورانس، ألن يزيد هذا الغضب والاستياء المكبوت في قلبها؟ لاشك طبعاً، إنها ليست قديسة، إنها على يقين من أنها قد وضعت ثقتها في الامبراطور ذات يوم، مع أنه لا مجال لمعرفة سواء أكانت قد أحبته ذات مرة أم لا. أيا يكن، فقد كان لها دور بالغ الأهمية ساهم في اعتلائه موقعه الحالي، وما زالت تملك سلطتها حتى اللحظة، وهو غير قادر على قتلها أو عزلها، إنها تملك نصيباً كبيراً في عرشه، وبالتالي، من الأفضل لها ألا تحاول أن تبدو جميلة ما دامت ذاهبة لرؤيتها، فلا حاجة تقضيها الامبراطورة عند فتاة عالقة في أحلام عاطفية خيالية وردية.
ومنذئذ أغلقت عليها أبواب بلاطها، ولم تخلع عنها السواد حدادا على أطفالها، وصديقة طفولتها، ووالديها، وبدت كمن تخلى عن إكمال حياتها.
رتبت تسلسل أفكارها، وضبطت استراتيجيتها.
فكرت ارتيزيا : <ومع ذلك، لا يزال الإمبراطور حذراً منها، وهذا أكبر مؤشر على أنها ليست قشرةً فارغةً.> …
في ذلك اليوم، زار فريل غرفة الملابس، جاء في توقيت غريب، قائلاً وهو فخور بصنيعه:
ثم عاد يفرك بإصبعه السبابة على جبينه مرة أخرى وقال:
“لقد وصلت في الوقت المناسب!”
” لقد قالت أنها تحتاج إلى بلورة ملح من مقاطعة ريجان، ولذلك اشتريت واحدة من أجلها، وما أقول سوى الحقيقة، والآن سوف أغادر، فقد انتهيت.” واختفى بسرعة كأنه يفر بجلده
كانت ارتيزيا قد أنهت تغيير ملابسها لما سمعت بالخبر، أخبرتهم أن يدعوه يلج إلى غرفتها وهي محتارة، فما من داع حتى يدفعه ليأتي للقائها في هذه الساعة بالتحديد.
فردت قائلة: ” أجل”
ومع ذلك، جاءها وهو يحمل صندوقاً، نظرت أليس بفضول نحو الصندوق وتناولته منه، ثم علقت متفاجئة:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فسألت صوفيا غير مصدقة:” أهذا ملح؟”
“اوه، سيد فريل! إنه أثقل مما يبدو عليه! “
” إذا، لنذهب معاً، فأنا لن أقف في عرض طريق مساعيك” وأضاف بصوت منخفض:
وأخذته إلى منضدة التزيين، وضعته قبالة ارتيزيا، و فتحته.
فقالت أليس ولا تزال تتذمر: ” ومع ذلك. فأنت لم تزوري البلاط الامبراطوري بصفتك خليفة عائلة روزان مطلقاً، وهذه المرة الأولى التي تذهبين فيها لتحية الإمبراطورة بصفتك خطيبة الأرشيدوق إيفرون. “
واختلست صوفيا النظر إلى الصندوق ايضا، وقالت متفاجئة:
فأبتسم بإتساع وقال: “لا شيء، إنه لأمر غير متوقع قليلاً، وهذا كل شيء”
“يا إلهي، أهذه جوهرة؟”
فقال: ” ألم يفت الأوان على طرق هذا الحديث، صحيح؟”
كان في جوف الصندوق حجر كرستالي أزرق بحجم ذراع أشبه بزرقة البحار الجنوبية، ولما رأت ارتيزيا الكريستال ذي الحواف الحادة غير المنتظمة، لم تستطع منع الابتسامة من الظهور، و نطقت:
ورأى بين حاجبي سيدريك تقطيب طفيف، ولكن لم يثر غضباً، بل فرك جبينه بيده مره وحسب.
“لا، إنه ملح خاص من بحر الجنوب، لا بد أن من الصعب العثور على بلورة جميلة وكبيرة الحجم.”
عندئذ فتنفس فريل القنوط، لم يكن يستطيع الجزم سواء أكانت لا تعي ما تقوله أو أنها تدعي الجهالة وحسب، فقال على وجه السرعة:
فسألت صوفيا غير مصدقة:” أهذا ملح؟”
“أجل”
“أجل”
فقال: ” ألم يفت الأوان على طرق هذا الحديث، صحيح؟”
ينتج البحر الجنوبي كميات هائلة من الملح الجيد، وتستخدمه كل المناطق في جميع أنحاء الإمبراطورية، عدا بعض المناطق الفقيرة في الغرب والشمال، وقد تجاوزت عائدات ضرائب مبيعاته وحدها العشرين بالمائة من الموارد المالية للإمبراطورية بأسرها.
لم تجبه، بل جعلت الصمت رفيقها وعلى ثغرها ابتسامة مريرة، حينئذ دخل أحدهم إلى الحجرة، وعلق قائلا:
وواصلت ارتيزيا التوضيح:
ثم عاد يفرك بإصبعه السبابة على جبينه مرة أخرى وقال:
” ينتج معظم الملح من غليان مياه البحر الجنوبي، ولكنني سمعت أنه يتشكل على هيئة بلورية على شاطئ من شواطئ ريغان، ومع ذلك، لايزال ملحاً، وليس باهظ الثمن للغاية”
” لقد قالت أنها تحتاج إلى بلورة ملح من مقاطعة ريجان، ولذلك اشتريت واحدة من أجلها، وما أقول سوى الحقيقة، والآن سوف أغادر، فقد انتهيت.” واختفى بسرعة كأنه يفر بجلده
“ولكنه جميل للغاية.”
” ليست الإمبراطورة شخصا يُنظر نحوه نظرة استخفاف، حتى هذه اللحظة، ظلت أبواب بلاطها مغلقة في وجه الغرباء، ولو ذهبت لزيارتها بمفردك، فسوف تجذبين الانتباه إليك.”
“في منطقة ريجان، حتى العامة يستطيعون وضع أيديهم على بلورة حتى يزينون بها منازلهم.”
وقد أُبلغت أن الامبراطورة لم تبرح مطرحها. لم تصبغ سكاكين القتلة المأجورين الذين كانوا يترصدون إنهاء حياتها إذا ما لاذت بالفرار من النيران بقطرة دم. وفي تلك اللحظة بالذات، أدركت أن الامبراطورة قد بلغت من اليأس الزبى كما يشاع فعلاً.
وهنا اعترض فريل: ” كان من الصعب جلبه طوال الطريق إلى العاصمة، لا تستهيني بعملي لو سمحت. “
وأعاد السؤال مجدداً متفاجئاً: “هل جلب لك فريل هدية؟ “
فردت متسائلة: ” أولم يجلب لك تاجرٌ هذا البلور؟ لم تذهب بنفسك حتى تحضره، صحيح؟ “
فردت بإقتضاب: “سوف ارتدي ملابس غامقة اللون، ضعي ما بيدك جانباً، إن آخر ما يهمني في لقاء هذا اليوم أن يكون مظهري جميلاً.”
فتصلب وجهه وقال:” ليس سهلاً إقناع أي تاجر حتى يحضره بسرعة”
” أنا لا أسألك بغية الحصول على المعلومات، لستُ سوى فضولية عن نظرتك نحوها، لأنك قلت عندما عرضت عليّ أن ترافقني أنها ليست خصماً يسهل التعامل معه.”
فقالت ببساطة: “عمل جيد، ولكنني اذكر انني أمهلتك شهرا كاملاً حتى تنجز هذا الأمر”
علي خلاف مقتل خادم بسيط، لن يمر أمرٌ كهذا شديد الخطورة دون أن يلحظه ولا ريب. ثم تفرست في ملامح وجهه وهو غارق في التفكير بهدوء، والرزانة تعلو وجهها.
فقال وهو محبط:” أحقاً؟ “
كانت ارتيزيا قد أنهت تغيير ملابسها لما سمعت بالخبر، أخبرتهم أن يدعوه يلج إلى غرفتها وهي محتارة، فما من داع حتى يدفعه ليأتي للقائها في هذه الساعة بالتحديد.
” لكن لا بأس، من الأفضل لو أخذته معي اليوم، لقد وضعت مهلة شهر لأني كنت أتوقع أن من الصعب العثور على بلورة عالية الصفاء كالتي جلبتها “
فكرت ارتيزيا : <ومع ذلك، لا يزال الإمبراطور حذراً منها، وهذا أكبر مؤشر على أنها ليست قشرةً فارغةً.> …
” لقد شعرت لوهلة كأن جهودي في محاولة تسريع هذه العملية ضاعت هباءً.”
وبينما قضت الامبراطورة عقدين من الزمان في الحداد، أنشأ الامبراطور عائلة سعيدة مع ميرايلا ولورانس، ألن يزيد هذا الغضب والاستياء المكبوت في قلبها؟ لاشك طبعاً، إنها ليست قديسة، إنها على يقين من أنها قد وضعت ثقتها في الامبراطور ذات يوم، مع أنه لا مجال لمعرفة سواء أكانت قد أحبته ذات مرة أم لا. أيا يكن، فقد كان لها دور بالغ الأهمية ساهم في اعتلائه موقعه الحالي، وما زالت تملك سلطتها حتى اللحظة، وهو غير قادر على قتلها أو عزلها، إنها تملك نصيباً كبيراً في عرشه، وبالتالي، من الأفضل لها ألا تحاول أن تبدو جميلة ما دامت ذاهبة لرؤيتها، فلا حاجة تقضيها الامبراطورة عند فتاة عالقة في أحلام عاطفية خيالية وردية.
” أرى أنك تنسى في كل مرة شيئاً، ربما لأنك لست حكيماً بما فيه الكفاية، قد لا تهم هذه التفاصيل الصغيرة، لكن قد تؤدي بحياتك يومًا ما. “
“أي واحد نختار؟ أيهما الأفضل يا آنسة؟”
“حياتي؟ إنك تبالغين يا آنستي الشابة”.
فردت قائلة: ” أجل”
فابتسمت وقالت: “ليست مزحة، عندما تندم على تناول كوب من السم أو شيء من هذا القبيل، سيكون الأوان قد فات.”
ذاك الصباح ، قلبت أليس الخزانات رأسا على عقب بحثاً عن فستان يناسب هذا اللقاء مبعثرة الفساتين هنا وهناك، وقالت متساءلة في حيرة من أمرها، وتحمل في يمناها فستاناً عاجي اللون، وفي يسراها فستاناً أزرق سماوياً:
“من يُسمم فارسًا عاديًا مثلي، ها؟”
“لا أريد أن أرتدي ألواناً زاهية. “
لم تجبه، بل جعلت الصمت رفيقها وعلى ثغرها ابتسامة مريرة، حينئذ دخل أحدهم إلى الحجرة، وعلق قائلا:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عندئذ ازدراد الملازم ريقه، ونظر نحوه نظرة حذرة، مع أنه كان اعزبا طوال حياته، فهو لبق بقدر ما هو ذكي في نواحي عديدة.
” يا له من موضوع مخيف تتحدثان عنه”
“لا أريد أن أرتدي ألواناً زاهية. “
كان سيدريك، وفي لحظة، أدرك أنه كسر الآداب، وتراجع للخلف وطرق الباب قائلاً: ” لم اقصد استراق السمع، الباب مفتوح… “
“أنه لأمر عجاب، ألست ذاهبة إلى هناك لألقاء التحية عليها لأنك خطيبتي، فلماذا تودين الذهاب بمفردك إذاً؟”
تفاجيء فريل، وأدى التحية العسكرية ” تحياتي، يا صاحب السمو! “
رتبت تسلسل أفكارها، وضبطت استراتيجيتها.
في حين نهضت الشقراء من كرسيها وحيّته بأدب: “أهلا بعودتك”
وبينما قضت الامبراطورة عقدين من الزمان في الحداد، أنشأ الامبراطور عائلة سعيدة مع ميرايلا ولورانس، ألن يزيد هذا الغضب والاستياء المكبوت في قلبها؟ لاشك طبعاً، إنها ليست قديسة، إنها على يقين من أنها قد وضعت ثقتها في الامبراطور ذات يوم، مع أنه لا مجال لمعرفة سواء أكانت قد أحبته ذات مرة أم لا. أيا يكن، فقد كان لها دور بالغ الأهمية ساهم في اعتلائه موقعه الحالي، وما زالت تملك سلطتها حتى اللحظة، وهو غير قادر على قتلها أو عزلها، إنها تملك نصيباً كبيراً في عرشه، وبالتالي، من الأفضل لها ألا تحاول أن تبدو جميلة ما دامت ذاهبة لرؤيتها، فلا حاجة تقضيها الامبراطورة عند فتاة عالقة في أحلام عاطفية خيالية وردية.
فسألها:” هل أنهيت كل استعداداتك؟ “
” يا له من موضوع مخيف تتحدثان عنه”
فردت قائلة: ” أجل”
علي خلاف مقتل خادم بسيط، لن يمر أمرٌ كهذا شديد الخطورة دون أن يلحظه ولا ريب. ثم تفرست في ملامح وجهه وهو غارق في التفكير بهدوء، والرزانة تعلو وجهها.
كانت صوفيا قد ثبتت اخر قطعة، القبعة، على شعرها في هذه الاثناء، فقال: ” لقد سمعت شيئاً عن التسميم من برهة”
ذاك الصباح ، قلبت أليس الخزانات رأسا على عقب بحثاً عن فستان يناسب هذا اللقاء مبعثرة الفساتين هنا وهناك، وقالت متساءلة في حيرة من أمرها، وتحمل في يمناها فستاناً عاجي اللون، وفي يسراها فستاناً أزرق سماوياً:
فردت على الفور: “مزحة لا أكثر”
“اوه، تلك هدية جلبها السير فريل”
” وما ذلك؟”
“لا أريد أن أرتدي ألواناً زاهية. “
“اوه، تلك هدية جلبها السير فريل”
” إذا، لنذهب معاً، فأنا لن أقف في عرض طريق مساعيك” وأضاف بصوت منخفض:
وأعاد السؤال مجدداً متفاجئاً: “هل جلب لك فريل هدية؟ “
ثم عاد يفرك بإصبعه السبابة على جبينه مرة أخرى وقال:
عندئذ ازدراد الملازم ريقه، ونظر نحوه نظرة حذرة، مع أنه كان اعزبا طوال حياته، فهو لبق بقدر ما هو ذكي في نواحي عديدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “حياتي؟ إنك تبالغين يا آنستي الشابة”.
ورأى بين حاجبي سيدريك تقطيب طفيف، ولكن لم يثر غضباً، بل فرك جبينه بيده مره وحسب.
فردت متسائلة: ” أولم يجلب لك تاجرٌ هذا البلور؟ لم تذهب بنفسك حتى تحضره، صحيح؟ “
فأجابت على مضض: ” أجل”
وبينما قضت الامبراطورة عقدين من الزمان في الحداد، أنشأ الامبراطور عائلة سعيدة مع ميرايلا ولورانس، ألن يزيد هذا الغضب والاستياء المكبوت في قلبها؟ لاشك طبعاً، إنها ليست قديسة، إنها على يقين من أنها قد وضعت ثقتها في الامبراطور ذات يوم، مع أنه لا مجال لمعرفة سواء أكانت قد أحبته ذات مرة أم لا. أيا يكن، فقد كان لها دور بالغ الأهمية ساهم في اعتلائه موقعه الحالي، وما زالت تملك سلطتها حتى اللحظة، وهو غير قادر على قتلها أو عزلها، إنها تملك نصيباً كبيراً في عرشه، وبالتالي، من الأفضل لها ألا تحاول أن تبدو جميلة ما دامت ذاهبة لرؤيتها، فلا حاجة تقضيها الامبراطورة عند فتاة عالقة في أحلام عاطفية خيالية وردية.
عندئذ فتنفس فريل القنوط، لم يكن يستطيع الجزم سواء أكانت لا تعي ما تقوله أو أنها تدعي الجهالة وحسب، فقال على وجه السرعة:
فأبتسم بإتساع وقال: “لا شيء، إنه لأمر غير متوقع قليلاً، وهذا كل شيء”
” لقد قالت أنها تحتاج إلى بلورة ملح من مقاطعة ريجان، ولذلك اشتريت واحدة من أجلها، وما أقول سوى الحقيقة، والآن سوف أغادر، فقد انتهيت.” واختفى بسرعة كأنه يفر بجلده
” لقد شعرت لوهلة كأن جهودي في محاولة تسريع هذه العملية ضاعت هباءً.”
راقبه سيدريك وهو يسرع مغادرا، مفكراً <مع أنني لم انطق حتى حرفاً واحداً.>
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com راقبه سيدريك وهو يسرع مغادرا، مفكراً <مع أنني لم انطق حتى حرفاً واحداً.>
ثم عاد يفرك بإصبعه السبابة على جبينه مرة أخرى وقال:
وعندما سمعت أليس تلك الملاحظة، أخذت الصندوق، وفي لمح البصر، أسرعت إلى العربة تسبقهم حتى تضعه أولا. ومضى الإثنان إلى الأسفل عبر السلالم ببطء، ومن ثمة ساعدها على الصعود إلى العربة، وبعد أن جلسا سويا وأغلق الباب من خلفها، سألته قائلة:
” هل هذه الهدية التي تودين تقديمها للإمبراطورة؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في ذلك اليوم، زار فريل غرفة الملابس، جاء في توقيت غريب، قائلاً وهو فخور بصنيعه:
فقالت وهي تميل رأسها بتساؤل: ” نعم، لم تسأل؟ “
فقال: ” ألم يفت الأوان على طرق هذا الحديث، صحيح؟”
فأبتسم بإتساع وقال: “لا شيء، إنه لأمر غير متوقع قليلاً، وهذا كل شيء”
أزف يوم لقاء الإمبراطورة الموعود أخيراً.
ثم أخذ يدها وطواها على ذراعه، فأجابت:” لم أكن اخطط لهذا منذ البدء، ولكن من الأفضل أن نقدمها في هذا اليوم.”
وأعاد السؤال مجدداً متفاجئاً: “هل جلب لك فريل هدية؟ “
وعندما سمعت أليس تلك الملاحظة، أخذت الصندوق، وفي لمح البصر، أسرعت إلى العربة تسبقهم حتى تضعه أولا. ومضى الإثنان إلى الأسفل عبر السلالم ببطء، ومن ثمة ساعدها على الصعود إلى العربة، وبعد أن جلسا سويا وأغلق الباب من خلفها، سألته قائلة:
وياحسرتاه! قد عارض الخطيب الموقر فكرة لقاءها الإمبراطورة بمفردها، مما أدى لنشوب شجار بينهما.
” أي نوع من الناس هي الامبراطورة؟”
“يا إلهي، أهذه جوهرة؟”
فقال: ” ألم يفت الأوان على طرق هذا الحديث، صحيح؟”
” لكن لا بأس، من الأفضل لو أخذته معي اليوم، لقد وضعت مهلة شهر لأني كنت أتوقع أن من الصعب العثور على بلورة عالية الصفاء كالتي جلبتها “
” أنا لا أسألك بغية الحصول على المعلومات، لستُ سوى فضولية عن نظرتك نحوها، لأنك قلت عندما عرضت عليّ أن ترافقني أنها ليست خصماً يسهل التعامل معه.”
فابتسمت وقالت: “ليست مزحة، عندما تندم على تناول كوب من السم أو شيء من هذا القبيل، سيكون الأوان قد فات.”
بادئ ذي البدء، كانت تعتزم مقابلة الامبراطورة لوحدها، فقد اعتقدت أن قدوم سيدريك معها لسوف يحول دون مرادها ويحيا هذا اللقاء إلى لقاء بسيط لتبادل التحايا بين الأقارب، ولو كانت تريد ذلك، لكانت قد قابلتها منذ وقت طويل، أو لكانت طلبت منه أن يسلم قلب أولغا نيابة عنها، ولسوف تظهر الامبراطورة من العرفان ما يليق رداً لتلقيها هذه الجوهرة النفيسة، لكن ليس هذا ما تريده في الحقيقة، وإلا لما اتخذت الطريق الطويل والمملوء بالمطبات!
فهزت ارتيزيا رأسها نفياً، وقالت:
عندما وضعت يدها على قلب أولغا، سعت حتى يعلم كل شخص في المجتمع الراقي، وقد تيقنت من الكشف عن تورطها في الحوادث التي تلت ذلك، بإظهار تعاطفها وآرائها. وكما خلقت سيناريو وارد يجعل الناس يحسبون انها تود الانتقام من والدتها، ولا بد أنه ما استرعى انتباه الامبراطورة. قد أبلغ الإمبراطورة جوهرياً أنها ذات شخصية كفؤ وأهل للتعامل معها. وفي الأخير، استلمت دعوة بسيطة أرفق عليها اسم ارتيزيا روزان بخط دقيق على ظرفها.
” أرى أنك تنسى في كل مرة شيئاً، ربما لأنك لست حكيماً بما فيه الكفاية، قد لا تهم هذه التفاصيل الصغيرة، لكن قد تؤدي بحياتك يومًا ما. “
وياحسرتاه! قد عارض الخطيب الموقر فكرة لقاءها الإمبراطورة بمفردها، مما أدى لنشوب شجار بينهما.
ورأى بين حاجبي سيدريك تقطيب طفيف، ولكن لم يثر غضباً، بل فرك جبينه بيده مره وحسب.
“أنه لأمر عجاب، ألست ذاهبة إلى هناك لألقاء التحية عليها لأنك خطيبتي، فلماذا تودين الذهاب بمفردك إذاً؟”
وهنا اعترض فريل: ” كان من الصعب جلبه طوال الطريق إلى العاصمة، لا تستهيني بعملي لو سمحت. “
” وما الغريب في ذهاب سيدة نبيلة للقاء الامبراطورة وحدها؟ وقد سبق وقلت لك أنني لست ذاهبة بصفتي قريبة للإلقاء التحية عليها وحسب!”
قبل ثمانية عشر سنة، خسرت الامبراطورة جميع أطفالها، وتلاه فقدان أقرب صديقاتها مباشرة، الفيكونتيسة بيشر التي انتحرت مع زوجها. ولم تتوقف المصائب عن الوقوع تباعاً، بينما كانت غارقة في حدادها، كان الإمبراطور قد أعد العدة لإعادة هيكلة تنظيم القوى الجنوبية، وأنتهى من زرع شقاق في عائلة ريجان، عائلتها.
“وهل يعتريك القلق لأنني قد أحول دون خططك؟”
وبينما قضت الامبراطورة عقدين من الزمان في الحداد، أنشأ الامبراطور عائلة سعيدة مع ميرايلا ولورانس، ألن يزيد هذا الغضب والاستياء المكبوت في قلبها؟ لاشك طبعاً، إنها ليست قديسة، إنها على يقين من أنها قد وضعت ثقتها في الامبراطور ذات يوم، مع أنه لا مجال لمعرفة سواء أكانت قد أحبته ذات مرة أم لا. أيا يكن، فقد كان لها دور بالغ الأهمية ساهم في اعتلائه موقعه الحالي، وما زالت تملك سلطتها حتى اللحظة، وهو غير قادر على قتلها أو عزلها، إنها تملك نصيباً كبيراً في عرشه، وبالتالي، من الأفضل لها ألا تحاول أن تبدو جميلة ما دامت ذاهبة لرؤيتها، فلا حاجة تقضيها الامبراطورة عند فتاة عالقة في أحلام عاطفية خيالية وردية.
وقتها ذُهلت وقالت:
واختلست صوفيا النظر إلى الصندوق ايضا، وقالت متفاجئة:
“لا! لستُ كذلك!” ولم تكن كلماتها تنم عن حقيقة كاملة، ولكن وبطبيعة الحال، لم يكن ما تحيكه أمراً تستطيع فعله دون يحيط به علماً.
“أنه لأمر عجاب، ألست ذاهبة إلى هناك لألقاء التحية عليها لأنك خطيبتي، فلماذا تودين الذهاب بمفردك إذاً؟”
” إذا، لنذهب معاً، فأنا لن أقف في عرض طريق مساعيك” وأضاف بصوت منخفض:
فردت قائلة: ” أجل”
” ليست الإمبراطورة شخصا يُنظر نحوه نظرة استخفاف، حتى هذه اللحظة، ظلت أبواب بلاطها مغلقة في وجه الغرباء، ولو ذهبت لزيارتها بمفردك، فسوف تجذبين الانتباه إليك.”
“في منطقة ريجان، حتى العامة يستطيعون وضع أيديهم على بلورة حتى يزينون بها منازلهم.”
وما كانت ترغب في ذلك بالمقام الأول، وما عاد أمامها خيار سوى الإدلاء بموافقتها له.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com راقبه سيدريك وهو يسرع مغادرا، مفكراً <مع أنني لم انطق حتى حرفاً واحداً.>
وعلى الرغم من أن الامبراطورة قد تلعب أهم دور في رفع مكانة لورانس، فإنها لم تكن تعلم عنها الكثير، ولعل السبب الأكبر هو أن ميرايلا دائما ما تقع في نوبة من الغضب متى ما سمعت سيرتها، وشيء آخر، فقد كانت الامبراطورة منغلقة للغاية على نفسها، وكل الخدم الذين يعملون في بلاطها اشخاصٌ يدينون لها بولاء مطلق إلى حد أن يضحوا بحياتهم من أجلها. وحتى الضيوف الذين يقصدونها هم أصدقاء مقربون، لا تستطيع رشوة احدهم بالمال أو نحو ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وما كانت ترغب في ذلك بالمقام الأول، وما عاد أمامها خيار سوى الإدلاء بموافقتها له.
وقتذاك، كان بإمكانها استخدام أساليب أخرى مثل التهديد أو السحر النسائي لأجل خلق ثغرة، بيد أنها إختارت سلك الطريقة الأسهل، فمن بعد نزول نبوءة القديسة، خلصت إلى أنها ما عادت تحتاج إلى الامبراطورة في منح لورانس شرعيته، و بالتواطؤ مع الامبراطور أضرمت النيران في بلاطها.
وياحسرتاه! قد عارض الخطيب الموقر فكرة لقاءها الإمبراطورة بمفردها، مما أدى لنشوب شجار بينهما.
وقد أُبلغت أن الامبراطورة لم تبرح مطرحها. لم تصبغ سكاكين القتلة المأجورين الذين كانوا يترصدون إنهاء حياتها إذا ما لاذت بالفرار من النيران بقطرة دم. وفي تلك اللحظة بالذات، أدركت أن الامبراطورة قد بلغت من اليأس الزبى كما يشاع فعلاً.
“أنه لأمر عجاب، ألست ذاهبة إلى هناك لألقاء التحية عليها لأنك خطيبتي، فلماذا تودين الذهاب بمفردك إذاً؟”
أعادت النظر في كل ما اقترفته يداها وقتئذ، ثم رفعت نظرها إلى سيدريك الجالس قبالتها، وحدثت نفسها:
فردت قائلة: ” أجل”
<لن يغفر لي هذا الرجل شيئاً من هذا القبيل ما حييت>
وعندما سمعت أليس تلك الملاحظة، أخذت الصندوق، وفي لمح البصر، أسرعت إلى العربة تسبقهم حتى تضعه أولا. ومضى الإثنان إلى الأسفل عبر السلالم ببطء، ومن ثمة ساعدها على الصعود إلى العربة، وبعد أن جلسا سويا وأغلق الباب من خلفها، سألته قائلة:
علي خلاف مقتل خادم بسيط، لن يمر أمرٌ كهذا شديد الخطورة دون أن يلحظه ولا ريب. ثم تفرست في ملامح وجهه وهو غارق في التفكير بهدوء، والرزانة تعلو وجهها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في ذلك اليوم، زار فريل غرفة الملابس، جاء في توقيت غريب، قائلاً وهو فخور بصنيعه:
“أنه لأمر عجاب، ألست ذاهبة إلى هناك لألقاء التحية عليها لأنك خطيبتي، فلماذا تودين الذهاب بمفردك إذاً؟”
للتواصل:https://twitter.com/Laprava1?t=HVnWR0UJPN2o_D8ezS1eOg&s=09
وواصلت ارتيزيا التوضيح:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في ذلك اليوم، زار فريل غرفة الملابس، جاء في توقيت غريب، قائلاً وهو فخور بصنيعه:
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات