4 - طعم الموت.
طعم الموت
سرت قشعريرة في جسد سوبارو بينما كان روزوال يتحدث. كان يشير إلى تلك الموجة الباردة التي عرفها سكان القصر والقرية سابقًا، عندما تساقط الثلج خارج موسمه حول قصر روزوال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت ذراع بشرية كاملة، بأصابعها الخمسة المرتجفة، تشق طريقها عبر صدره وتبرز من ظهره.
《١》
حين زأر غارفيل بكلماته، اندفع سوبارو نحوه، صارخًا في وجهه بكل ما أوتي من قوة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
من وخز الهواء البارد الذي غطَّى جلده، تيقَّن سوبارو تقريبًا مما يحدث.
ومع ذلك، تسلل إلى قلب سوبارو إحساس مزعج، وكأن شيئًا غريبًا يقبع في المشهد، دون أن يتمكن من تحديده بوضوح.
لكن رؤية ذلك المشهد بعينه أصابت قلبه بصدمة عميقة، صدمة يستحيل فهمها.
لكن بينما بدأت كلمات سوبارو المتكسرة تخفت، التفت روزوال نحو نافذة الغرفة. وفي زاوية عين سوبارو المغمضة، ضاقت عينا روزوال قليلًا قبل أن ينطق بكلمة واحدة:
تجاوز البرد القارس في الملجأ كل توقعات سوبارو الفاترة.
ومع استمرار ذلك الإحساس المزعج عالقًا في حلقه، حاول سوبارو تغيير الموضوع بأداء كارثي حتى بمقاييسه. شعر أن عليه التمسك بأي شيء قبل أن ينجرف تمامًا في صوتها الحلو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هذا ليس مضحكًا… ما زلنا في اليوم الثاني فقط…»
«لكنني فكرت بعدها: هذا لا يصح. لا يمكنني الاستسلام للخوف وأتوقع من الآخرين أن يهتموا بكل شيء… كان هذا غباءً مني، أليس كذلك؟ أدركت أخيرًا أنك تكفلت دائمًا بكل شيء، سوبارو.»
ضامًا كتفيه وناثرًا أنفاسًا بيضاء بفعل الصقيع، صرَّ سوبارو على أسنانه بإحكام. وشدَّ فكيه دون أن يُطابق بينها، متجاهلًا الألم النابض في عينه اليسرى، ومجبرًا عينه اليمنى المتجمدة على البقاء مفتوحة.
قطعت الرياح الباردة كالخناجر جسده، وتساقطت الثلوج عليه؛ لا لتتراكم بل لتصدمه بقسوة. كلاهما سلبا منه حرارة جسده سريعًا، وكأنها كابوس أبيض يسلب حياته ثانيةً بعد ثانية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أن تسامحني أو نحو ذلك؟ لا حاجة لمثل هذا الكلام. عليك أن تكون صادقًا مع قلبك. هذا هو الـ ”أنت“ الذي أريده، الـ ”أنت“ الذي كنت أريده دائمًا، دااائـمًا.»
تساقط الثلج كاسيًا الملجأ. عرف سوبارو هذا المنظر جيدًا.
بينما كان يتحدث، وضع سوبارو إصبعه على أحد أطراف ذلك الإحساس المزعج.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—رسالة؟»
«ولكن… لماذا بهذه السرعة؟»
«كفاكم هذا الهراء! لم آتِ هنا لأناقش تفاهاتٍ كهذه! هل فقدتما صوابكما؟ العجائز في الخارج يرتجفن من البرد وينتظرن!»
عالم مكتمل، مستقبل بعيد المنال، آمال ضائعة، وروابط مداسة: كان كل شيء منها يعبق بطعم الدم.
رأى سوبارو هذا المشهد المغطى بالثلوج من قبل، خلال دورته الأخيرة. عندما كاد غارفيل أن يقتله، نقلته قوة البلورة إلى منشأة التجارب. وعندما خرج منها، كان العالم من حوله قد تلون بالأبيض. لكن حينها… كان الثلج قد غطى كل شيء بالفعل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هناك خطأ. شيء ما ليس على ما يرام. الإحساس المزعج الذي شعر به منذ لحظة لقائهما لم يتبدد.
الآن، ومع برودة الهواء الذي يلسع جلده، تأكد تقريبًا مما سيحدث.
«رسالة…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن سوبارو مدركًا تمامًا إلى أي حدٍّ يرغب في أن يكون الأهم بالنسبة لإميليا. لكنه ليس مغرورًا بما يكفي ليصدق أنه يحتل هذه المكانة بالفعل.
لم يولي تساقط الثلج نفسه أهمية كبيرة آنذاك، ولكن—
«تييي- هييي.» ضحكت إميليا فجأة، ضحكة صغيرة ولطيفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…انتظر، لا تقل لي إن هذا…؟»
«إذًا، تساقط الثلج بهذه الغزارة…»
ومع ذلك، لم يشعر سوبارو مطلقًا بأن روزوال يمتلك الإرادة للمقاومة. كان تقدمه المستمر يوحي بوضوح أنَّه رجل يمضي إلى حتفه بإرادته.
كان عليه أن يدرك الأمر. في غضون ساعات قليلة، أو نصف يوم على الأكثر، سيغرق الملجأ بالكامل تحت طبقة سميكة من الثلوج، كان هذا الانهمار الغزير في مثل هذا الوقت القصير كافيًا لتخيُّل شدَّته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com روزوال، الذي كان راقدًا على السرير حينها، لم يُبدِ أي محاولة للنهوض، ولم يوجه أي نظرة غاضبة نحو رام أو غارفيل.
وفي الحاضر، تمامًا كما في ذلك الحين، أحاط البرد بسوبارو كما لو أن جسده على وشك التجمد تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«على أي حال… المستوطنة في هذا الاتجاه…»
ضحك غارفيل بمرارة وقال: «الاحترام؟ ها! كم هو مثير للسخرية! ربما حان الوقت لأُريكم الاحترام على طريقتي، ياااه!»
نفض سوبارو الثلج المتراكم عن كتفيه، ثم ركَّز ذهنه على الوصول إلى المستوطنة، ساعيًا لفهم الوضع.
أولئك الذين في الداخل اختاروا الموت حرقًا بدلًا من أن تُنهش أجسادهم على يد الوحوش الشيطانية. هذا كل ما في الأمر.
الخفقان المستمر في عينه اليسرى كان يُذكِّره بالمآسي المتتالية التي وقعت قبل لحظات. كأنها تهمس: ”لا تنسَ، لا تنسَ“.
في ذهنه المثقل، لم تتردد سوى صورة فتاة واحدة.
وضع سوبارو تلك الأفكار على الرف مؤقتًا. سيكون هناك متسع لها لاحقًا، لكن في الوقت الراهن كان عليه التركيز. إذا تهاون، ستتوقف قدماه عن المسير. وهذا ما كان يخشى حدوثه.
«… وكيف لا أشعر بذلك وهم يشبهون ريوزو تمامًا؟»
«إذا كنتِ تسمعينني، أرجوكِ، أجيبي…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آآه… أم أن هذه محاولة أخرى منك بالفعل؟ الآن بعدما فكرت في الأمر، لا أملك وسيلة لمعرفة ما إذا كنت قد جربت أم لا. يا لها من هفوة كبيرة في حساباتي.»
رفعت رام حاجبها ببرود: «إذا تجرأت على إظهار وقاحة تجاه السيد روزوال، فلن أتردد في الوقوف أمامك. الأمر كله يتوقف عليك، يا غارف.»
أزاح سوبارو الظلال المتراقصة في ذهنه، ومدَّ يده إلى جيبه ليخرج البلورة. أمسك بها بإحكام بينما تركَّزت أفكاره عليها. إذا كان لا يزال مؤهلًا، فمن المؤكد أنها ستظهر.
«—ماذا؟»
«…»
تلك العين التي تراقب الملجأ، ستستجيب لرغبة رسول الجشع—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
غطى الفراء الذهبي جسده المكشوف، وبدأت أنيابه الحادة تصدر صوتًا وهي تنمو ببطء. رغم أن جسده كان على شفا الموت، دفعته غريزته نحو التحول إلى هيئة النمر العملاق كوسيلة للهروب من الموت المحتم.
«—آه.»
وسط الرياح التي تعصف من حوله، لم يسمع سوبارو أي صوت. لكن ببطء، بدأت ملامح شخص تظهر.
«ما هذا الذي…؟»
دون أن ينظر إلى مشهد النيران، حوَّل سوبارو رأسه نحو الثلوج، إلى حيث يُفترض أن يكون القبر.
حافية القدمين، تسير فوق الثلج المتراكم؛ كانت ريوزو أو بالأحرى، نسخة عنها. من المرجح أن تكون بيكو، إحدى النسخ التي أوكلت إليها الحراسة قرب منشأة التجارب.
بقدر ما استطاعت رؤيته، لم تكن هناك أضواء من مصابيح البلور أو الشموع. وفي ظلِّ هذا البرد القارس، كان عدم إشعال النار ضربًا من الانتحار. فلا شكَّ أن وجود النار يمثل ضرورة قصوى لوجود الحياة.
«كان عليَّ إيجاد طريقة لتمييزك عن البقية…»
أما فيما يخص رام، فلم يتيقن سوبارو تمامًا من مكانتها في مخططات روزوال. بناءً على ما رآه منها خلال العوالم المتكررة في الملجأ، كان لديه تخمين يقترب من الأمل، لكن…
عكست عيناها البنفسجيتان صورة سوبارو بوضوح تام، لكن الواقع لم ينعكس في نظراتها.
ربما لم يتمكن عقله من استيعاب ذلك حينها بسبب الصدمة. أو ربما كان اكتشافه لهذا الأمر فقط في هذه اللحظة تحت هذا الضغط دليلًا على ضعفه وهروبه من الحقيقة… وهو أمر لم يعد مسموحًا بعد الآن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أحتاج… ممم أن… أوصلها لك بوضوح.»
«بيكو، أعتقد أن هذا أنتِ على أية حال… لديَّ طلب. أرشديني إلى المستوطنة. لا وقت لديَّ للضياع.»
《٧》
أن يصل إلى ذلك الحد بعقل مشتت كان نتاجًا لعزيمة تشبه الهوس، ومعجزة بائسة ساعدتها برودة الجو التي أبطأت عملية الأيض في جسده. لكن حتى تلك المعجزة الرخيصة بلغت حدودها.
«…»
ما الذي يسعى إليه روزوال حقًا؟ ولماذا تتعاون رام معه؟
«لا شك أن الثلوج هي السبب.»
لم تنبس النسخة بيكو بكلمة، ولم تهز رأسها تأكيدًا، بل أدارت ظهرها لسوبارو بهدوء وركضت بخفة على الثلوج، غير مكترثة بما يحيط بها. تبعها سوبارو على الفور، مستعجلًا خلفها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بينما كان يتحدث، وضع سوبارو إصبعه على أحد أطراف ذلك الإحساس المزعج.
كان ما حصل عليه من سلطة دون قصد لا يزال صالحًا، لكن استخدام الحقوق التي منحته إياها الساحرة بقرار منها جعل مزاجه متوترًا. بالطبع، كان ممتنًا بشدة، ولكن—
وماذا عن كتاب روزوال إذًا؟ هل كان المستقبل مكتوبًا بدقة فيه؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إلى أي مدى توقعتِ هذا يا إيكيدنا…؟»
إحداهما بلا مشاعر، أما الآخر فكانت مشاعره غامضة، تغلي في أعماق غضبه العارم.
كانت قد زرعت في منديل بترا تدبيرًا لمواجهة الساحرات، ومنحته القدرة على جعل بيكو تتعاون معه في تلك اللحظة تحديدًا. لم يفهم مقصدها الحقيقي. لم يشك في كونها متعاونة معه، ولكن…
«الأ-الأرانب…!»
انسحبت الذراع ببطء، ومع انعدام أي دعم لجسدها، انهارت رام إلى الأمام. كان غارفيل، رغم نزيفه الغزير، هو مَن تلقفها بين ذراعيه.
كان هناك الكثير مما لم يفهمه بعد. لو أمكن، لتمنى لو أنه يجد جوابًا لهذا الوضع الغامض في تلك اللحظة ذاتها. لغز الملجأ، ونحيب بياتريس. لا شك أن إيكيدنا تمتلك الأجوبة لكل ذلك، بل ولكل ما لم يتضح بعد—
«اللعنة… سأفكر في هذا لاحقًا. الآن… يجب أن أتحرك!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… يبدو أن هناك مخططًا يحاكَ ليس منك أو مني.»
غمر الثلج الكثيف الملجأ، مسكونًا ببرود قاتل، يصبغ الحياة وكل شيء آخر باللون الأبيض القاتم.
«—مرارًا وتكرارًا. نعم، مرارًا وتكرارًا، سوبارو.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «مصلحة؟ لم تُدر ظهرك لها أبدًا، هراء! أنت… حتى أنت، الأمر يتعلق بذلك الكتاب، أليس كذلك؟! أنت تتبع ما كُتب فيه، أليس كذلك؟! هل ستخبرني بنفس ما قالته بياتريس؟! أن كل ما فعلته حتى الآن -وما تفعله في هذا الملجأ- هو…!»
سبق لسوبارو أن أرى هذا المشهد من قبل. ودفع حياته بسببه أيضًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إذا كان كل شيء الآن مشابهًا لما حدث آنذاك، إذا كان كل شيء يسير بالنسق ذاته—
بعبارة أخرى، كان روزوال على دراية بأنَّ سوبارو يعيش ضمن حلقة زمنية متكررة، وحاول استغلال ذلك لهدف ما. غير أن ما فعله كان محدودًا بإطار هذه الفكرة فقط.
«—إميليا… ماذا جرى لكِ؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إذا كانت هي مَن سبَّبت هذا الجحيم الأبيض، فما الذي كان يدور في خلدها حينها؟
《٢》
《٤》
استغرق سوبارو أكثر من ساعة حتى وصل إلى المستوطنة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان ضجيج العالم يلاحقه، يعنفه بلا رحمة، ولكن سوبارو حاول بجهد تجاهل كل صوت، يدفعه بعيدًا عن أذنيه.
«إميليا لن تخرج. إنها نائمة هناك الآن.»
العالم الأبيض الذي عبث بحسِه للمسافات، وفقدانه عينه حديثًا، جعلا هذه الرحلة مرهقةً إلى حد يصعب احتماله. سلبت الثلوج حرارة جسده، وقدرته على التفكير تراجعت لتصبح ثقيلة ومشوشة، أما ساقاه فقد بدتا وكأنهما تزحفان ببطء السلحفاة.
ومع احتضار سوبارو تحت وطأة الألم، استمر روزوال في إنزال ضرباته عليه بلا هوادة— لكمات وركلات وأحيانًا ضربة قاسية على رأسه، حتى سالت من محجر عينه اليسرى دموع من دماء.
«مع ذلك…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فجأة، بينما كان سوبارو يحدق في الثلج، طرح هذا السؤال على غارفيل الذي يمشي أمامه. لم تجعل الكلمات غارفيل يلتفت إليه.
همس سوبارو بشفاه مرتجفة ومخدَّرة، وهو يرفع قدميه من بين الثلوج التي غمرته حتى كاحليه.
عند البحث عن مَن تتوفر فيه شروط العقل المدبر، ليس هناك سوى اسم واحد يناسب هذا الوصف. بدا أن غارفيل تقبَّل هذه الفكرة بسهولة، ربما لأن الشكوك حول روزوال كانت قد بدأت تتغلغل في داخله مسبقًا.
«أنت مَن تسبب في تساقط الثلج هنا في الملجأ، أليس كذلك، روزوال؟»
أمامه، من خلف الرياح التي تعصف بالثلج، استطاع بصعوبة أن يلمح مبنًى حجريًا بسيطًا. بطريقة ما، نجح في العودة إلى المستوطنة التي يقيم فيها سكان الملجأ.
لكن هذا النوع من التفكير كان ببساطة—
لكن ما أقلق سوبارو بشدة؛ أنه لم يكن هناك أي أثر للحياة في المستوطنة.
ورغم أن الكلمات بدت قاسية، إلا أن وقعها على مسامع سوبارو كان يوحي وكأن غارفيل يحاول إقناع نفسه بها.
«لا أضواء في المنازل… أليس هناك أحد بالداخل…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بقدر ما استطاعت رؤيته، لم تكن هناك أضواء من مصابيح البلور أو الشموع. وفي ظلِّ هذا البرد القارس، كان عدم إشعال النار ضربًا من الانتحار. فلا شكَّ أن وجود النار يمثل ضرورة قصوى لوجود الحياة.
ضامًا كتفيه وناثرًا أنفاسًا بيضاء بفعل الصقيع، صرَّ سوبارو على أسنانه بإحكام. وشدَّ فكيه دون أن يُطابق بينها، متجاهلًا الألم النابض في عينه اليسرى، ومجبرًا عينه اليمنى المتجمدة على البقاء مفتوحة.
بينما كانت تتحدث بنعومة، اقتربت إميليا من صدر سوبارو.
في الحال، تجمدت أحشاء سوبارو من الخوف. ومض في ذهنه أن هذا الملجأ المغطى بالثلوج قد يكون بالفعل مقدمةً لظهور ذلك الوحش الأبيض الرهيب—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
‹—هل اجتاح الأرنب العظيم الملجأ بالفعل؟›
«—ما الذي تظن نفسك فاعله، هااا؟!»
«—أوه، لقد عدت أخيرًا، لكن ما هذا الوجه الغبي الذي أعدته معك؟»
على عكس الساحات المغمورة بالثلوج في الملجأ، كانت أجواء القبر تحتفظ بقدر من الدفء، ما أعاد سريان الحياة في جسد سوبارو الممزق وأعاد نزيفه من جديد. بقع الدم على الأرض الحجرية أخذت في الاتساع، والدم الذي كان يسعل به سوبارو تناثر على خد إميليا. لكنها لم تكترث لذلك، ولم تلتفت إلى الدم الذي لطخها.
ارتد سوبارو على الفور عند سماعه الصوت الذي اخترق أذنيه. وحين استدار، رأى شخصية تتقدم عبر الثلج بفظاظة.
سار غارفيل بخطوات واثقة، مبعدًا كتل الثلج الغزير وكأنها لا شيء. توقف على مسافة أمتار قليلة أمام سوبارو، عابسًا بوجه مشمئز.
ذلك كان الشيطان المسمى بالتحامل، الذي أذاق إميليا مرارة الألم على مدار سنوات طويلة.
وقف سوبارو في حيرة من أمره، فيما فتح روزوال ذراعيه قليلًا وكأنه يشرح أمرًا بديهيًّا.
«آه؟ حقًا، ما هذه الملامح؟ هل سقطت عينك اليسرى في مكان ما أم ماذا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«حدثت أشياء كثيرة بعد مغادرتي… ليس من طبعك أن تكون هكذا، تخرج طوعًا لاستقبالي عند عودتي.»
نفض سوبارو الثلج المتراكم عن كتفيه، ثم ركَّز ذهنه على الوصول إلى المستوطنة، ساعيًا لفهم الوضع.
«ها! هذا ليس تعاطفًا. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أنك لاحظت القوة الموجودة في البلور أيضًا.»
من خلال رؤية بيكو واقفة بجانبه، استنتج غارفيل أن سوبارو قد حصل على حقوق القيادة. زادت عدائية غارفيل أكثر، وألم عينه اليسرى تفاقم بفعل المشاعر المعادية المتجسدة في غارفيل.
لكن، رغم الألم المتزايد، لم يشعر سوبارو بالخوف من عدائية غارفيل.
«تيي-هيي إذًا… في هذه الحالة…»
«بيكو، أعتقد أن هذا أنتِ على أية حال… لديَّ طلب. أرشديني إلى المستوطنة. لا وقت لديَّ للضياع.»
ليس الأمر بسبب برودة الطقس التي تشتت انتباهه عن الألم؛ بل ارتبط ذلك بطبيعة العداء الذي يواجهه.
رفع روزوال كتفيه كأنما يقول إنه أمر لا يستحق العناء، ثم اعترف بنواياه القاتلة بكل بساطة. اخترقت كلماته عقل سوبارو، متجاوزة مشاعره بالغضب، وأطلقت زفيرًا لا إراديًّا من صدره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«… لا حاجة للانخراط في هذا الحديث الآن، رغم أن الأمر صحيح، فهذا ليس من طبعك. لا أظن أن الشخص الذي أعرفه سيقف هنا يتحدث معي بصورة غير رسمية في وقت مثل هذا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«الآن بدأت أشعر بالقلق. ليس لديَّ وقت لهراءك. إذا كنت ترى هذا الثلج، فلا حاجة لتفسير لماذا لا يمكنني الحديث معك أثناء شرب الشاي، اللعنة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بمعنى أنه لديك شيء مهم لتخبرني به وليس حديثًا أثناء شرب الشاي.»
لكن سوبارو لم يحق له في لومهم. لقد مارسوا ببساطة حقهم الطبيعي؛ حقَّهم في اختيار نهايتهم. هذا الحق الذي لا يملكه سوبارو. وهكذا، اتخذوا خيارهم.
«…».
تفاقمت عاصفة مشاعره العنيفة، فأخذ يصرخ بكل ما أثقله من ألم حتى تلك اللحظة. ومع ذلك، كان التعبير الذي ارتسم على وجه روزوال غريبًا، لا يناسب الموقف.
تجمد غارفيل في صمته، حيث برزت مشاعر معقدة في عينيه الجادين.
«…»
اختفت ابتسامة المهرِّج تحت أجساد الأرانب التي احتشدت بجنون حوله. وكأنها تلتهمه بشغف، غطَّت الأرانب جسد روزوال بالكامل. ومع سقوطه على جانبه بلا مقاومة، أخذت الأنياب تنهش جسده بلا رحمة. راحت الأرانب تتغذى بنهم، تلتهم كل ما طالته أنيابها.
كان غاضبًا، وغضبه كان شديدًا. ولكنه في الوقت ذاته، كان خائفًا. عندما فكر في تلك اللحظة، تدهورت علاقته مع غارفيل بطريقة تختلف عن تلك التي تجلت عند لجوئه إلى القتل.
ما زالت حيرة غارفيل من أفعال سوبارو، التي تتضمن حساب الموت، قائمة.
«رو…ز…»
«لا أدري ما قصتك مع بيكو، لكن لا تمنحهم أسماء. هؤلاء مجرد دمى بلا عقول. لا فائدة من أن تشفق عليهم.»
لكن تلك الحيرة أوجدت مساحة كافية بينهما للحوار في تلك اللحظة.
المُلام الوحيد هو ناتسكي سوبارو. هو مَن دفعهم إلى اتخاذ قرار ينهي حياتهم، تلك الحياة التي، على عكس حياته، لن تُمنح فرصة أخرى. هذا كان ذنب ناتسكي سوبارو— جريمة لا يمكن محوها أبدًا.
«أوتو فعل ذلك؟ هو مَن اقترح ذلك؟»
«إن كنت لا تزال عاقلًا وغير هائج على نحوٍ مفاجئ… فهذا يعني أن الآخرين بأمان، أليس كذلك؟»
«ها؟» همس بغضب وهو يقول: «…أفهم يا. لقد أجبرت العجوز على التحدث عن قوة البلور رغمًا عنها، أليس كذلك؟»
«دونو لا أدري إلى أي مدى تعرَّف الآخرين، لكن رجالنا ونسائنا ومَن في قريتك موجودون جميعًا في الكاتدرائية. جاء الرجل المزعج بهذه الفكرة.»
أكد روزوال بصراحة وجرأة، وبدون أي خجل، أنه كان مخلصًا في كل أفعاله حتى اللحظة.
«أوتو فعل ذلك؟ هو مَن اقترح ذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إ… إميليا…؟»
«—هاه؟»
«في وضع مثل هذا، لا يوجد أعداء أو حلفاء، هذا ما قاله. لا سبب يدفعنا لعض بعضنا البعض بلا تفكير. وتخيَّل أنه مجرد شخص عادي متورط في كل هذا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اختلط صوت طقطقة لسان غارفيل بتفسيره، ما دفع سوبارو إلى إيماءة إقرار. التفت بنظرة جانبية إلى الوراء، ليرى بيكو تتبعه دون أن تنبس بكلمة. منظرها أثار انزعاج غارفيل.
ورغم أن الكلمات بدت قاسية، إلا أن وقعها على مسامع سوبارو كان يوحي وكأن غارفيل يحاول إقناع نفسه بها.
بينما كانت أنياب غارفيل تصطدم ببعضها البعض، أومأ سوبارو له برأسه. وسط هذا الثلج، لا، في هذا الوضع في الملجأ، كان ممتنًا من أعماق قلبه لأن أوتو اقترح قرارًا منطقيًا. بفضل تمكنه من التحدث مع غارفيل، تأكد من أمان القرويين. المسألة المتبقية، كانت أمرًا يجب عليه تأكيده بنفسه—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان ضجيج العالم يلاحقه، يعنفه بلا رحمة، ولكن سوبارو حاول بجهد تجاهل كل صوت، يدفعه بعيدًا عن أذنيه.
«—الثلج. هل فعلت إميليا هذا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—شعرت بالوحدة.»
لم يعد هناك ما يمكن إنقاذه في الملجأ. لقد تحوَّل إلى مجرد أرض صيد لجحافل الأرانب العظيمة. امتزجت الصرخات الغاضبة واليائسة بصيحات الوحوش وأصوات مضغها، فيما كانت نهايات وحشية بلا عد تتكشف وسط تلك الثلوج الناعمة.
بالنسبة لسوبارو، كان سؤالًا بدا ككذبة واضحة.
«إميليا… قالت لي إنها تحبني».
كان يعرف إجابة السؤال. لم يسألها رغم ذلك لأنه كان يأمل في العثور على شعاع من الأمل. من المحتمل أنه كان… خائفًا.
«أنـا… أنا… أنا…»
خائفًا من استنتاجه الخاص: أن إميليا قد تسببت في هذا المشهد بنفسها. جعل سؤال سوبارو الذي أطلقه بصوت بدا خشنًا، غارفيل يتفوه بـ «ها!»
«دونو لا أدري ذلك، أيضًا. الأميرة حبيسة في القبر منذ الليلة الماضية، كما ترى؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «قتلك سيكون كمن يضع العربة أمام الحصان، ألا تعتقد؟ سيكون موتك مزعجًا بالنسبة لي. فأنا بحاجة ماسَّة إلى أن تغتنم الفرصة التالية، مهما حدث لك.»
«—ماذا؟ حبيسة في القبر…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أظن يا أنك لا تدرك أنك السبب. اختفاؤك كان له تأثير كبير على قلب الأميرة. لقد أخرجها عن مسارها، ثم دخلت إلى القبر… ولم تخرج منذ ذلك الحين.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
«هذا جنون! أعني، تركت لها رسالة ملائمة وكل…»
في لحظة واحدة، تحطم قلب غارفيل الذي كان ملتهبًا بالكراهية، بفعل رؤية الجروح التي أصابت محبوبته.
«رسالة…؟»
«قالتها بوجه لطيف، بصوت عذب، بجواري مباشرة… كان ذلك ساحرًا، لا شك في ذلك».
‹ماذا تقصد بالرسالة؟› كان ذلك معنيًّا ضمنيًا في الرد، مما جعل سوبارو يلتقط أنفاسه.
لقد دفع بالفعل برسالة تحت باب منزل ريوزو. كان سوبارو قد كتب وترك رسالة تخبرها بأنه سيغادر الملجأ. إذا كانت إميليا قد قرأتها، فلا ينبغي أن تتفاجأ إلى حد يجعلها تقع في حالة من الضيق. وحتى بدون تلك الرسالة، لم يكن هناك سبب يجعلها تختبئ عن الآخرين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ربما لم يتمكن عقله من استيعاب ذلك حينها بسبب الصدمة. أو ربما كان اكتشافه لهذا الأمر فقط في هذه اللحظة تحت هذا الضغط دليلًا على ضعفه وهروبه من الحقيقة… وهو أمر لم يعد مسموحًا بعد الآن.
«… يبدو أن هناك مخططًا يحاكَ ليس منك أو مني.»
«إيه؟»
«ها؟» همس بغضب وهو يقول: «…أفهم يا. لقد أجبرت العجوز على التحدث عن قوة البلور رغمًا عنها، أليس كذلك؟»
«دع ذلك لوقتٍ لاحق. اتبعني. قرار إيزولتي أعاد الأمور إلى نصابها. يغضبني ذلك، لكنك الوحيد الذي يمكنني الاعتماد عليه. سنتجه إلى القبر.»
جاء رد فعل سوبارو متأخرًا جدًا على تلك الكلمات، إذ كان غارقًا في ذلك المشهد الذي ترسخ في ذاكرته.
مؤشرًا برأسه، أشار غارفيل له ليتبعه وهو يمشي للخارج. القوة الكبيرة في أرجلهم تعني أن غارفيل دفع الثلج بعيدًا دون توقف. ومع ذلك، تمكن سوبارو من اللحاق به بعض الشيء.
«القبر، يمعنى… أنك ستسمح لي بلقاء إميليا؟!»
ومع ذلك، لم يشعر سوبارو مطلقًا بأن روزوال يمتلك الإرادة للمقاومة. كان تقدمه المستمر يوحي بوضوح أنَّه رجل يمضي إلى حتفه بإرادته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنت متفائل للغاية. لن أسمح لك بلقائها. سأجعلك تتحدث مع أميرتك لتوقف هذا الثلج عن السقوط. أنت مَن سيذهب للداخل. هذا هو عملك اللعين، وليس عملي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «تقول إنها نائمة هذا ليس وقت الاسترخاء…»
«…! حسنًا، هذا مقبول بالنسبة لي. إذا كنت لن تتدخل في حديثي مع إميليا، فحينها…»
في الغرفة الحجرية، نامت إميليا بسلام تحت معطف سوبارو.
«… إيه؟»
كان طلب فظ، لكن سوبارو لم يعترض، وقبل ذلك برحابة صدر.
شعر سوبارو بصدمة هائلة. صحيح أن قدرة روزوال على القتال دون سلاح كانت مثيرة للإعجاب، لكن المقارنة بين هذه الصدمة والمشاعر التي اجتاحته بعد رؤية موت رام وغارفيل المفاجئ لم تكن بالأمر الهيِّن.
لم يفقد أي من سوبارو وغارفيل عداءهما تجاه بعضهما البعض. ولكن كما حدث عندما واجها الساحرة، وضعت هذه المهمة اللحظية كليهما على نفس الصفحة، وهكذا ساروا معًا في تلك اللحظة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«غارفيل، كم سمعت من ريوزو؟»
على عكس الساحات المغمورة بالثلوج في الملجأ، كانت أجواء القبر تحتفظ بقدر من الدفء، ما أعاد سريان الحياة في جسد سوبارو الممزق وأعاد نزيفه من جديد. بقع الدم على الأرض الحجرية أخذت في الاتساع، والدم الذي كان يسعل به سوبارو تناثر على خد إميليا. لكنها لم تكترث لذلك، ولم تلتفت إلى الدم الذي لطخها.
«أنا… مَن يطرح عليك السؤال… لماذا… تتصرف… وتخطط بناءً على افتراض أنني… أو أن أحدًا آخر… يمكنه إعادة الأمور؟ هل تعتقد حقًا…؟»
فجأة، بينما كان سوبارو يحدق في الثلج، طرح هذا السؤال على غارفيل الذي يمشي أمامه. لم تجعل الكلمات غارفيل يلتفت إليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ها؟» همس بغضب وهو يقول: «…أفهم يا. لقد أجبرت العجوز على التحدث عن قوة البلور رغمًا عنها، أليس كذلك؟»
«قد يسيء الناس الفهم إن سمعوا ذلك، لكن معظم ذلك الحديث كان طوعيًّا… حسنًا، بما أن المعني بالأمر قال إن هناك سلطة إجبارية، فربما يجدر الشك في مدى طواعيته حقًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا المكان مرتبط بساحرة، والسيدة إميليا تقف في مواجهة التجربة لتحرير الملجأ. في مثل هذا الوضع، إذا هطل الثلج في غير موسمه في المكان الذي توجد فيه… يمكن تخيُّل ما سيحدث، أليس كذلك؟»
«هاه، مَن يدري؟ بالنسبة لي، لم أسمع شيئًا من العجوز. كل ما عرفتُه أنك عدت ومعك إحدى ”العيون“. هذا وحده كان كافيًا ليجعلني أخرج لأرى الأمر بنفسي.»
«بمعنى أنه لديك شيء مهم لتخبرني به وليس حديثًا أثناء شرب الشاي.»
فقد خرج وحده، تاركًا الفتاة التي يُرجَّح أنها سبب هذا الثلج خلفه.
«العيون… فهمتُ. إذًا، ما يصل إلى ريوزو يمر من بيكو، أليس كذلك؟»
«—آه.»
اختلط صوت طقطقة لسان غارفيل بتفسيره، ما دفع سوبارو إلى إيماءة إقرار. التفت بنظرة جانبية إلى الوراء، ليرى بيكو تتبعه دون أن تنبس بكلمة. منظرها أثار انزعاج غارفيل.
في الغرفة الحجرية، نامت إميليا بسلام تحت معطف سوبارو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «غـ… روز… را… رام… رام… رام… رااااام…»
«لا أدري ما قصتك مع بيكو، لكن لا تمنحهم أسماء. هؤلاء مجرد دمى بلا عقول. لا فائدة من أن تشفق عليهم.»
«…هل أنت متعب؟»
«… وكيف لا أشعر بذلك وهم يشبهون ريوزو تمامًا؟»
«لهذا السبب تحديدًا. لدينا عجوز واحدة، ولسنا بحاجة إلى المزيد. هؤلاء مجرد نسخ مزيفة.»
«نعم… ربما قليلًا.»
ورغم أن الكلمات بدت قاسية، إلا أن وقعها على مسامع سوبارو كان يوحي وكأن غارفيل يحاول إقناع نفسه بها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بمعنى أنه لديك شيء مهم لتخبرني به وليس حديثًا أثناء شرب الشاي.»
«ها قد وصلنا. حتى هنا عند المدخل، تراكم الثلج على نحو لا بأس به.»
«بمجرد أن تعتمد السيدة إميليا عليك، لن تتمكن أبدًا من إبعادها. بالطبع، فأنت تحبها… وإذا منحتك محبوبتك السيدة إميليا ثقتها الكاملة، فلن تتمكن من صدَّها.»
توقف غارفيل، بينما ألقى سوبارو نظرة من خلف كتفه على ظل المبنى الكبير المحجوب بستار من الثلج المتطاير، ليؤكد أن القبر كان هناك. شعر بأنفاسه تتباطأ قليلًا.
«أمور جانبية؟ انتظر… هل هذا السبب وراء ما فعلته برسالتي؟»
«إميليا بالداخل. مع معرفتك بذلك، ألم تفكر في الدخول بنفسك؟»
«لكن الأمر مختلف الآن. كنت أفكر فيك طوال هذا الوقت، سوبارو. شعرت بكل هذه المشاعر… والآن أريد أن أقول لك كل ما كنت تقوله لي. أنا آسفة جدًا… هذا غير منصف مني. أحتاج حقًا أن أعبر عن هذه الأمور على نحوٍ صحيح.»
«أنا… سكان الملجأ لا يمكنهم الدخول. هذا هو القانون. وأنا أحد سكان هذا المكان.»
«لا أدري ما قصتك مع بيكو، لكن لا تمنحهم أسماء. هؤلاء مجرد دمى بلا عقول. لا فائدة من أن تشفق عليهم.»
«سمعت من ريوزو أن الحاجز يمنعهم من المغادرة، لكن الدخول والخروج مسألتان مختلفتان، أليس كذلك؟ بالنظر إلى الوضع الحالي، كان بإمكانك… غووه؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تكلم سوبارو بصعوبة، محاولًا تبرير خروجه من الملجأ. شعر أن ما حدث ما كان ليكون هكذا لو وصلت رسالته إليها. نعم، الرسالة…
«توقف عن هذا الهراء المطوَّل، أيها الوغد.»
فقد خرج وحده، تاركًا الفتاة التي يُرجَّح أنها سبب هذا الثلج خلفه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حاول سوبارو الإشارة إلى أن غارفيل كان بإمكانه انتهاك القاعدة والدخول بنفسه.
«من مظهرك، يبدو أن بياتريس قد أدت واجبها بطريقةٍ ما.»
ولكن غارفيل قطع حديثه بالإمساك بياقة سوبارو ورفعه قليلًا عن الأرض، بينما اقتربت يده المتحولة إلى مخالب من وجهه، وأظهر له أنيابه بوضوح.
خائفًا من استنتاجه الخاص: أن إميليا قد تسببت في هذا المشهد بنفسها. جعل سؤال سوبارو الذي أطلقه بصوت بدا خشنًا، غارفيل يتفوه بـ «ها!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«دوري هو حماية هذا المكان. أما دورك فهو حماية الأميرة. المحارب الحقيقي لا يتراجع. أو لعلي أنتزع عينك اليمنى أيضًا؟»
ومع ذلك، لم يكن قادرًا على استيعاب كيف يمكن لروزوال أن يبتسم بهذه الراحة، وكأن شيئًا لم يحدث.
تفجرت عدائية غارفيل المدمرة باتجاه سوبارو قبل أن يرخى قبضته أخيرًا. سعل سوبارو بخفة وهو يحدق في غارفيل بنظرة غاضبة، لكن كل ما فعله غارفيل هو أن أشار له بذقنه.
لقد كانت الكاتدرائية.
«اذهب.»
أربكت تلك النظرة سوبارو؛ إذ شعر وكأن روزوال، رغم جروحه البالغة وشحوب وجهه، قد انهار من مكانته التي تفوق الرجال العاديين.
ليس هناك مجال للمماطلة أو النقاش. بعد أن وصلوا إلى هذه النقطة، ليس لدى غارفيل سوى هذه الكلمة ليقولها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنت… هل أدركت ما كان يحدث لي؟!»
ولكن غارفيل قطع حديثه بالإمساك بياقة سوبارو ورفعه قليلًا عن الأرض، بينما اقتربت يده المتحولة إلى مخالب من وجهه، وأظهر له أنيابه بوضوح.
استدار سوبارو وسار بخطواته على الثلج النقي، متجهًا نحو مدخل القبر المدفون تحت البياض.
طعم الموت
«تذكرت كلماتك، سوبارو. كلماتك التي ظلت ترافقني طوال هذه المدة. منذ لقائنا الأول، وأنت تمنحني الشجاعة وتدفعني للمضي قدمًا، تدعمني… وتقول لي إنك تحبني…»
أما مَن راقبا ظهره وهما يقفان جنبًا إلى جنب، فكان غارفيل وبيكو فقط.
«حسنًا. بما أنك لا تفهم، سأقوم، بوصفي شخصًا يعتقد أنه يفهم، بإرشادك بإرادتي. سأخبرك تحديدًا لماذا، رغم مشاهدتك موت هذين الاثنين ومواجهتك لي، مَن قتلهما بيديه، لا تتصرف بدافع عاطفة.»
إحداهما بلا مشاعر، أما الآخر فكانت مشاعره غامضة، تغلي في أعماق غضبه العارم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《٣》
أغمض غارفيل عينيه متأملًا للحظة، مستغرقًا في أفكاره، قبل أن يتخذ قراره. حرر قبضته عن ياقة سوبارو، مفسحًا له المجال ليلتقط أنفاسه.
كان الهواء البارد الساكن في الداخل مختلفًا تمامًا عن الصقيع القارس في الخارج، وكأن الزمن نفسه قد توقف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فقد ريم وبترا وفريدريكا، وشاهد بياتريس تموت أمامه. وبعد كل ذلك، عاد ليجد الملجأ في هذه الحالة. محاولاته للاحتفاظ بهدوئه ليست سوى ضرب من العبث في نظره.
اختفت ابتسامة المهرِّج تحت أجساد الأرانب التي احتشدت بجنون حوله. وكأنها تلتهمه بشغف، غطَّت الأرانب جسد روزوال بالكامل. ومع سقوطه على جانبه بلا مقاومة، أخذت الأنياب تنهش جسده بلا رحمة. راحت الأرانب تتغذى بنهم، تلتهم كل ما طالته أنيابها.
في ظلمة الممر، ترددت صوت خطوات سوبارو، بينما لم يسأل قلبه سوى سؤال واحد:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في هذه اللحظة، هل ما زال يتمتع بعقله، أم أن اضطرابًا قد ألمَّ به؟
وقف سوبارو في ذهول وسط هذا المشهد الذي يفوق التصور.
لقد وقعت بالفعل مآسٍ لا يمكن إصلاحها في هذا العالم…
فقد ريم وبترا وفريدريكا، وشاهد بياتريس تموت أمامه. وبعد كل ذلك، عاد ليجد الملجأ في هذه الحالة. محاولاته للاحتفاظ بهدوئه ليست سوى ضرب من العبث في نظره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «غـ… روز… را… رام… رام… رام… رااااام…»
«حتى أنا كنت سأجد صعوبة بالغة في نسج سحر دون أن يلاحظ غارفيل. لذلك، لجأتُ للحظة وجيزة إلى وسائل تعتبر بدعة بالنسبة لساحر مثلي.»
ومَن يدرك عبثية الأمور لا بد أن يصاب بالاضطراب. ليس هناك سبيل لأن يكون عاقلًا بعد كل هذا.
وماذا عن كتاب روزوال إذًا؟ هل كان المستقبل مكتوبًا بدقة فيه؟
ومع ذلك، لم يكن بإمكانه التوقف عن التفكير. أزاح كل أفكار الاستسلام جانبًا بعزم لا يلين. كان عليه أن يتطلع إلى المستقبل، مهما كان بعيدًا وصعبًا. مستعدًّا لدفع أي ثمن من أجل ذلك، حتى لو كلفه الأمر حياته.
حاولت رام أن تنطق باسمه بضعف، لكن روزوال قاطعها بصوت غاية في اللطف: «لم أنقض عهدي. أقدم هذه الروح لكِ.»
وإلا، فما الذي يُبقي سوبارو حيًا إلى الآن—؟
«لقد قتلت رام وغارفيل، ثم تأتي لتلقي عليَّ مثل هذا الكلام؟!»
المُلام الوحيد هو ناتسكي سوبارو. هو مَن دفعهم إلى اتخاذ قرار ينهي حياتهم، تلك الحياة التي، على عكس حياته، لن تُمنح فرصة أخرى. هذا كان ذنب ناتسكي سوبارو— جريمة لا يمكن محوها أبدًا.
«—سوبارو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
جاءه الصوت من العتمة، وكأنما أطلقه من قفص أفكاره الطويل. أمامه تمامًا، انتهى الممر، ليكشف عن غرفة حجرية تشع بريقًا أزرق خافتًا. وفي قلب الغرفة، وقفت تلك الشخصية الوحيدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن غارفيل مدركًا لهذا، فواصل كفاحه في محاولة يائسة لإنقاذها. لكن لم يكن هناك ما يمكن فعله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا المكان مرتبط بساحرة، والسيدة إميليا تقف في مواجهة التجربة لتحرير الملجأ. في مثل هذا الوضع، إذا هطل الثلج في غير موسمه في المكان الذي توجد فيه… يمكن تخيُّل ما سيحدث، أليس كذلك؟»
شعرها الفضي يلمع في الضوء الخفيف، وعيناها البنفسجيتان تأسران مَن ينظر إليهما. لم يخطر سوبارو أي وصف لهذه الملامح، بل خرجت همسة خافتة من شفتيه:
«على أي حال… المستوطنة في هذا الاتجاه…»
«—إميليا.»
«بالنظر إلى كيف سيتطور ما بيننا بعد هذا، لا أظن أن هذه التصرفات مني لائقة. هل استخدمت المصطلح بالشكل الصحيح؟»
«نعم. هذا صحيح، سوبارو… إنها أنا. أنا، إميليا.»
شعر بالخوف… فقد واجه شيئًا لم يستطع استيعابه إطلاقًا.
ومع صرخته، كما لو أن الفزع استدعى الكارثة، قفزت الوحوش من بين الثلوج واحدة تلو الأخرى. أصدرت تلك الكائنات الصغيرة أصوات *كيي، كيي*، بينما استمر صوت *سكرت سكرت* يصاحب تحريك أنيابها، وعددها تجاوز حدود العد.
أربع مقاطع قصيرة تحولت إلى اسم، ومع الرد الذي تلقاه، اجتاح شعور هائل سوبارو كأنما صاعقة اخترقته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—!! إذًا…»
«كما قلت، أنا أحسدها. —ففي النهاية، يبدو أن أمنيتي العزيزة لن تتحقق أبدًا.»
ارتجفت ركبتاه وسقطتا تحت ثقله. قد يراه البعض أمرًا مبالغًا فيه، لكنه لم يعد قادرًا على التحمل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الإرهاق، الخسارة، اليأس، والراحة… مشاعر كثيرة أثقلت جسده بالرصاص. قاومها طويلًا بقوة الإرادة، لكن حين وصل إلى أذنيه ذلك الصوت الناعم كجرس فضي، بلغ حده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مع انقطاع تلك الأوتار المشدودة، سقط بجسده إلى الأمام. وفي اللحظة ذاتها، امتدت ذراعان لدعمه برفق.
ولكن هذا المشهد بدا متناقضًا مع كل ما يعرفه، بل وأكثر من ذلك، أربكته فوضى اللحظة وعطلت تفكيره.
«أي عذر أتيت لتخبرني به الآن هاه؟»
شعر بملمس دافئ وناعم. دفء اللمسة أمامه جعل جسده يتجمد من المفاجأة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ها قد وصلنا. حتى هنا عند المدخل، تراكم الثلج على نحو لا بأس به.»
في تلك اللحظة، كانت إميليا تحتضنه بلطف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تجمد غارفيل في صمته، حيث برزت مشاعر معقدة في عينيه الجادين.
«آه، أنا… آسف… جسدي استسلم فجأة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ظلت همسات حبها المتفاني ودفء عناقها الحار عالقة في ذاكرته، مشتعلة في قلبه بمشاعر حب جياشة تكفي لجعل دمه يغلي، ومشحونة بندم ساحق جعله يتمنى الموت.
«—يبدو أن الحديث قد انتهى…»
«…»
كان جسده المثقل بالجراح ملفوفًا بالضمادات، مستلقيًا على جانبه فوق السرير في الغرفة المخصصة له. وجهه كان مغطى كالعادة بتلك الألوان البهلوانية التي تشبه زينة المهرجين.
«إميليا؟»
«حين أراكما واقفين جنبًا إلى جنب، تصبح كلماتك أكثر إقناعًا بكثير…»
بدلًا من الرد على اعتذاره المرتبك، أحكمت إميليا ذراعيها حوله، وشدت عناقها أكثر. لم تكن قوة كبيرة، لكنها حملت إحساسًا عميقًا وكأنها تتعلق به بشدة.
وسرعان ما أدرك سوبارو أن هذا ليس وهمًا أو سوء فهم.
«أنا آسفة على كل ما حدث، سوبارو. لقد أسأت إليك. أن يكون هناك شخص دائم التفكير بك بهذه الطريقة أمر لا يصدق… أنا أنانية للغاية. حتى عندما قلتُ إنني أريد أن أفهمك أكثر، لم أفهمك على الإطلاق.»
«—شعرت بالوحدة.»
كان هذا الجواب العبثي امتدادًا لوضعٍ يفوق التصور. تعليق مجنون على مصير مجنون. ما الذي يجري؟
في ظلمة الممر، ترددت صوت خطوات سوبارو، بينما لم يسأل قلبه سوى سؤال واحد:
«… إيه؟»
عكست عيناها البنفسجيتان صورة سوبارو بوضوح تام، لكن الواقع لم ينعكس في نظراتها.
توقف سوبارو عن الحركة تمامًا. وجهها الجميل كان قريبًا جدًا منه، يكفي ليشعر بأنفاسها تلامس أنفاسه. وأثارت دهشته أكثر حين رأى حاجبيها ينخفضان بحزن بينما قالت:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«شعرت بالوحدة، سوبارو… أعني، لقد تركتني وذهبت.»
«هـ…ـذا… أ-أنتِ مخطئة. لم أقصد أبدًا أن أترككِ هكذا…»
تكلم سوبارو بصعوبة، محاولًا تبرير خروجه من الملجأ. شعر أن ما حدث ما كان ليكون هكذا لو وصلت رسالته إليها. نعم، الرسالة…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «عندما نتحدث عن شخص يمكنه التحكم في الطقس، لديَّ مشتبهان فقط. لكن إميليا ليست إحداهما. فدون باك، لا يمكنها تنفيذ أمر بهذا الحجم».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«الرسالة… صحيح. كتبتُ رسالة. أخبرتكِ بكل شيء فيها، ولهذا السبب… نويت إخباركِ بكل شيء، لكن…»
ما الذي يسعى إليه روزوال حقًا؟ ولماذا تتعاون رام معه؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«تييي- هييي.» ضحكت إميليا فجأة، ضحكة صغيرة ولطيفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وسط تلك الأجواء المشحونة، بدت ضحكتها وكأنها قادمة من عالم آخر. ضحكة بريئة وكأن شيئًا لم يكن يحدث، كما لو كان سوبارو قد ألقى مزحة عفوية في أيامهما العادية داخل القصر. وكأنها نسيت واجبها تجاه المحاكمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «اللعنة… سأفكر في هذا لاحقًا. الآن… يجب أن أتحرك!»
«حتى لو لم تبذل كل هذا الجهد لتبرير نفسك، لن أغضب منك. أوه، سوبارو، لا داعي لأن تكون شاحب الوجه هكذا. حقًا، أنت فقط… مهمل بعض الشيء.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إ… إميليا…؟»
في أشد أحلامه جنونًا، لم يكن يتخيل مدى الرعب الذي قد تحمله نظرات إميليا الغارقة في حب أعمى.
تبدل لون وجه سوبارو حين استشفَّ ما تخفيه تلك النظرة؛ فقد سبق له في حلقة زمنية سابقة أن رأى غارفيل ينهي حياة رام بيديه.
«لا بأس. لا داعي لأي أعذار. المهم أنك عدت، سوبارو. آمنت دائمًا بأنك ستعود. قلت لنفسي: سيأتي سوبارو من أجلي. إذا اجتهدت وأتممت واجبي على أكمل وجه، فسيأتي وينقذني… وهكذا كان الحال دائمًا، أليس كذلك؟»
ومع صرخته، كما لو أن الفزع استدعى الكارثة، قفزت الوحوش من بين الثلوج واحدة تلو الأخرى. أصدرت تلك الكائنات الصغيرة أصوات *كيي، كيي*، بينما استمر صوت *سكرت سكرت* يصاحب تحريك أنيابها، وعددها تجاوز حدود العد.
«هاه، مَن يدري؟ بالنسبة لي، لم أسمع شيئًا من العجوز. كل ما عرفتُه أنك عدت ومعك إحدى ”العيون“. هذا وحده كان كافيًا ليجعلني أخرج لأرى الأمر بنفسي.»
بينما كانت تتحدث بنعومة، اقتربت إميليا من صدر سوبارو.
جعل تصريح سوبارو الواثق قبضة غارفيل على ياقة قميصه ترتخي.
ابتسامتها كانت ساحرة على نحو لا يُقاوم، وهمساتها الحلوة كانت تخلب القلب. تأمل سوبارو الحرارة المنبعثة من أنفاسها اللامعة والرطوبة في عينيها، فيما شعور غريب شبيه بالسحر التف حول قلبه.
ثم، وسط تلك المشاعر العميقة التي جعلت حلقه يجف، صرخ حدسه بشيء واحد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان غارفيل لا يزال غاضبًا، وقد صكَّ أنيابه وهو يقترب من القبر. وقبل أن يصل إليه، وقف سوبارو عند المدخل. في تلك اللحظة، ضاقت عينا غارفيل بلونهما اليشمي، مشيرة إلى خطر داهم.
هناك خطأ. شيء ما ليس على ما يرام. الإحساس المزعج الذي شعر به منذ لحظة لقائهما لم يتبدد.
«…»
هناك شيء خاطئ. شيء ما، في مكان ما، بدا غير طبيعي، رغم أن إميليا بدت فاتنة للغاية.
رغم أنها بدت فاتنة للغاية وهي تتجاوب مع سوبارو…
سبق لسوبارو أن أرى هذا المشهد من قبل. ودفع حياته بسببه أيضًا.
«عـ-على كل حال… سمعت أنك كنتِ هنا منذ الأمس…»
«إميليا… قالت لي إنها تحبني».
ومع استمرار ذلك الإحساس المزعج عالقًا في حلقه، حاول سوبارو تغيير الموضوع بأداء كارثي حتى بمقاييسه. شعر أن عليه التمسك بأي شيء قبل أن ينجرف تمامًا في صوتها الحلو.
ومع ذلك، ها هي مستيقظة أمامه، مما يعني أن محاكمتها قد انتهى—
«كونك هنا يعني أنك دخلتِ المحاكمة، صحيح؟ ولكنك الآن…»
بينما كانت تتحدث بنعومة، اقتربت إميليا من صدر سوبارو.
بينما كان يتحدث، وضع سوبارو إصبعه على أحد أطراف ذلك الإحساس المزعج.
«لكنني فكرت بعدها: هذا لا يصح. لا يمكنني الاستسلام للخوف وأتوقع من الآخرين أن يهتموا بكل شيء… كان هذا غباءً مني، أليس كذلك؟ أدركت أخيرًا أنك تكفلت دائمًا بكل شيء، سوبارو.»
هذه الغرفة هي غرفة المحاكمة داخل القبر. المحاكمة يبدأ بمجرد دخول إميليا، إذ تُستدعى لمواجهة ماضيها ولا يُسمح لعقلها بالخروج قبل انتهاء المحاكمة.
«لا يهمني سبب انفجارها على هذا النحو! أحضر النصف شيطانية الآن! إذا عجزت حتى عن هذا…»
ومع ذلك، ها هي مستيقظة أمامه، مما يعني أن محاكمتها قد انتهى—
ذلك الشك كان أن روزوال يمتلك وسيلة لوراثة الذكريات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إميليا؟»
«هل تنوي… قتلي؟»
توقف سوبارو عن الكلام فجأة، إثر إحساس غير متوقع. أصابعها تسللت بين خصلات شعره الأسود وبدأت تملس على رأسه برفق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مسدت إميليا على رأسه. خديها ازدادا احمرارًا، بينما ارتسمت على وجهها ابتسامة لطيفة.
استدار سوبارو وسار بخطواته على الثلج النقي، متجهًا نحو مدخل القبر المدفون تحت البياض.
وسط تلك الأجواء المشحونة، بدت ضحكتها وكأنها قادمة من عالم آخر. ضحكة بريئة وكأن شيئًا لم يكن يحدث، كما لو كان سوبارو قد ألقى مزحة عفوية في أيامهما العادية داخل القصر. وكأنها نسيت واجبها تجاه المحاكمة.
«أوه، سوبارو، أنت تلمس شعري أحيانًا، أليس كذلك؟ لذا عليَّ أن أردَّ لك الجميل.»
لكن بينما بدأت كلمات سوبارو المتكسرة تخفت، التفت روزوال نحو نافذة الغرفة. وفي زاوية عين سوبارو المغمضة، ضاقت عينا روزوال قليلًا قبل أن ينطق بكلمة واحدة:
«—لأن إميليا ليست هي مَن تسبب في تساقط هذا الثلج».
«…»
ولكن غارفيل قطع حديثه بالإمساك بياقة سوبارو ورفعه قليلًا عن الأرض، بينما اقتربت يده المتحولة إلى مخالب من وجهه، وأظهر له أنيابه بوضوح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بصراحة، كنت خائفة حقًا. خفت من أن سوبارو لا يحبني من أعماق قلبه، وأنه قد يكرهني. لهذا السبب جئت إلى هنا، ولكن لم أتمكن من النجاح… ولهذا أنا سعيدة جدًا، جدًا، لأنك جئت، سوبارو.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حينما استقرت قدما سوبارو على الأرض، مرَّر يده برفق على عنقه، ثم أومأ برأسه تجاه غارفيل بامتنان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يكن هذا جوابًا على سؤاله. ومع ذلك، نظرت إميليا إلى سوبارو بإخلاص شديد. لم يكن في عينيها سوى سوبارو. سوبارو وحده، ولا أحد غيره.
«روز…وال… أنت… تتحدث وكأني جربت… مرات كثيرة…»
لهذا السبب—
«إذا كان الأمر كذلك… فهذا مقبول. لكن إن كان صحيحًا… فلا أستطيع…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هل تبقى معي إلى الأبد؟ طالما أنك بجانبي، لا أحتاج إلى أي شيء آخر.»
تحقيق أمنية عزيزة؟ تلبية رغبة؟ بدا الأمر خاطئًا وغير متناسق. أما فيما يخص رغبته هو—
في أشد أحلامه جنونًا، لم يكن يتخيل مدى الرعب الذي قد تحمله نظرات إميليا الغارقة في حب أعمى.
غطى الفراء الذهبي جسده المكشوف، وبدأت أنيابه الحادة تصدر صوتًا وهي تنمو ببطء. رغم أن جسده كان على شفا الموت، دفعته غريزته نحو التحول إلى هيئة النمر العملاق كوسيلة للهروب من الموت المحتم.
«في البداية، كنت خائفة جدًا، كما ترى. استعسر الأمر عليَّ. أعني، لم أتمكن من القيام بأي شيء كما يجب، واعتقدت أن سوبارو سيشعر بالإحباط مني هكذا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أربع مقاطع قصيرة تحولت إلى اسم، ومع الرد الذي تلقاه، اجتاح شعور هائل سوبارو كأنما صاعقة اخترقته.
«لكنني فكرت بعدها: هذا لا يصح. لا يمكنني الاستسلام للخوف وأتوقع من الآخرين أن يهتموا بكل شيء… كان هذا غباءً مني، أليس كذلك؟ أدركت أخيرًا أنك تكفلت دائمًا بكل شيء، سوبارو.»
تفاقمت عاصفة مشاعره العنيفة، فأخذ يصرخ بكل ما أثقله من ألم حتى تلك اللحظة. ومع ذلك، كان التعبير الذي ارتسم على وجه روزوال غريبًا، لا يناسب الموقف.
«تذكرت كلماتك، سوبارو. كلماتك التي ظلت ترافقني طوال هذه المدة. منذ لقائنا الأول، وأنت تمنحني الشجاعة وتدفعني للمضي قدمًا، تدعمني… وتقول لي إنك تحبني…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«… لن تأتي؟»
«أدركت أخيرًا أنك دائمًا ما فعلت أشياء عظيمة من أجلي. لكن بالرغم من كل ذلك، غيابك أرهقني؛ شعرت أن هذا العبء سيحطمني…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لهذا، عندما رأيتك تأتي إليَّ الآن، شعرت أن قلبي ينقبض… وبدأت الحرارة تتصاعد بداخلي حتى لم أعد أستطيع تحملها. فكرت: ربما هذا حلم، لكنه ليس كذلك… أنا آسفة، حتى أنني لم أعد أعلم ما أريد قوله. أنا… ممم… أريد أن أعبر عن مشاعري بطريقة صحيحة، لذا…»
أما روزوال، الذي لا يستمر وعيه، فحين يموت تنتهي قصته. ومع إدراكه لهذه النهاية، قبل بها وضمنها ضمن خطته وكأنها أمر واقع. كان هذا ضربًا من الجنون.
تسللت الشكوك إلى كلمات روزوال وهو يطرح السؤال على نفسه. لكن سرعان ما تخلَّى عن تلك الشكوك.
«أنا آسفة على كل ما حدث، سوبارو. لقد أسأت إليك. أن يكون هناك شخص دائم التفكير بك بهذه الطريقة أمر لا يصدق… أنا أنانية للغاية. حتى عندما قلتُ إنني أريد أن أفهمك أكثر، لم أفهمك على الإطلاق.»
«لكن الأمر مختلف الآن. كنت أفكر فيك طوال هذا الوقت، سوبارو. شعرت بكل هذه المشاعر… والآن أريد أن أقول لك كل ما كنت تقوله لي. أنا آسفة جدًا… هذا غير منصف مني. أحتاج حقًا أن أعبر عن هذه الأمور على نحوٍ صحيح.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«سيكون من المزعج السماح لك بالتحول، أليس كذلك؟»
«أحتاج… ممم أن… أوصلها لك بوضوح.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا تتدخلي الآن يا رام. لا أريد أن أوجه مخالبي نحوك.»
«سوبارو، أحبك. أحبك حقًا. عندما أفكر فيك، عندما أفكر فيك وحدك، أرغب في أن أكون معك إلى الأبد. هذا ما أشعر به.»
سقط غارفيل على جانبه، ووجه نحو روزوال نظرة حاقدة بعينه الوحيدة المتبقية. وفي مصير مأساوي، سقط هو ورام معًا وكأنهما جسد واحد، ممددين بلا حراك على الأرض.
في حين كان غارفيل يصر على غضبه ويؤكد مشاعره الغاضبة، جاءت إجابة سوبارو من حيث لم يتوقع. كان وقعها مفاجئًا إلى درجة أن غارفيل لم يستطع إلا أن يحدق فيه بذهول.
«سأكون سعيدة… إذا كنت تشعر نحوي بنفس الطريقة، سوبارو…»
كان ذلك يعني موتها— لكن حتى مع علمه بذلك، لم يطلب سوبارو من إميليا الهروب.
«إيه-هيه-هيه. نعم… أحبك. سوبارو… أحبك كثيرًا.»
رغم أنها بدت فاتنة للغاية وهي تتجاوب مع سوبارو…
《٤》
خانته الكلمات، وبهت الضوء في عينيه السوداوين.
رد غارفيل بحدة: «لديك جبال من الأسباب للشك بك. يا صاحب رائحة الساحرة!»
«—ما الذي تظن نفسك فاعله، هااا؟!»
لكن ما أقلق سوبارو بشدة؛ أنه لم يكن هناك أي أثر للحياة في المستوطنة.
عندما وقف سوبارو عند مدخل القبر، استقبله صوت غارفيل مشحونًا بالغضب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لن أقتلك. لكن، أستطيع فعل أي شيء آخر بك. أليس كذلك؟»
لم تهدأ قسوة الثلج؛ بل زادت قوة الرياح التي حملته، فبدأت تتراكم طبقات الثلج وتغمر معالم الملجأ تدريجيًا. وكما هو متوقع من أحد سكان الملجأ، كان من الطبيعي أن يشعر غارفيل بالغضب تجاه هذا المشهد. ومن غير المعقول ألا يصب هذا الغضب على سوبارو أيضًا.
خارج القبر، كانت وحوش الأرانب العظيمة قد بدأت في إحاطة المكان. وليس من المستبعد أن تقتحم الداخل قريبًا. وحينها، مثلما ابتلعت روزوال، لن تترك الأرانب أي أثر من إميليا.
فقد خرج وحده، تاركًا الفتاة التي يُرجَّح أنها سبب هذا الثلج خلفه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «دونو لا أدري إلى أي مدى تعرَّف الآخرين، لكن رجالنا ونسائنا ومَن في قريتك موجودون جميعًا في الكاتدرائية. جاء الرجل المزعج بهذه الفكرة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تكلم سوبارو بصعوبة، محاولًا تبرير خروجه من الملجأ. شعر أن ما حدث ما كان ليكون هكذا لو وصلت رسالته إليها. نعم، الرسالة…
«بمفردك، بمفردك… بمفردك؟! ماذا عن الأميرة… ماذا عن نصف الشيطانة؟! وماذا عن هذا الثلج اللعين؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «اذهب.»
«إميليا لن تخرج. إنها نائمة هناك الآن.»
«تييي- هييي.» ضحكت إميليا فجأة، ضحكة صغيرة ولطيفة.
«تقول إنها نائمة هذا ليس وقت الاسترخاء…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
«إنها منهكة. ظلت تخوض المحاكمة مرارًا وتكرارًا منذ الليلة الماضية. عقلها وجسدها… خاصةً عقلها، استُهلكا تمامًا. الآن، كل ما أريده هو أن أتركها ترتاح.»
كان جسده المثقل بالجراح ملفوفًا بالضمادات، مستلقيًا على جانبه فوق السرير في الغرفة المخصصة له. وجهه كان مغطى كالعادة بتلك الألوان البهلوانية التي تشبه زينة المهرجين.
أصرَّت إميليا على تحدي المحاكمة عدة مرات، معتقدة أن ذلك هو السبيل الوحيد لكسر هذه الأزمة. لكنها لم تتمكن من تجاوزه رغم ذلك، وليس صعبًا تخيل الحالة النفسية التي وصلت إليها بعد كل تلك المحاولات الفاشلة.
فهم سوبارو تمامًا ما شعرت به؛ فقد تذوق هذا الشعور بالعجز مرارًا، تمامًا كما ذاق الموت مرات لا تُحصى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في الغرفة الحجرية، نامت إميليا بسلام تحت معطف سوبارو.
«تلك كانت رغبتها. ما يتمناه كل شخص في نهايته هو أمر لا ينبغي للآخرين الاستهانة به، ورغباتها كانت تخصها وحدها. لا يحق لك أو لي تدنيس نهايتها.»
ظلت همسات حبها المتفاني ودفء عناقها الحار عالقة في ذاكرته، مشتعلة في قلبه بمشاعر حب جياشة تكفي لجعل دمه يغلي، ومشحونة بندم ساحق جعله يتمنى الموت.
تكررت في ذهنه مرارًا صورة وجنتيها المحمرتين وارتعاشة شفتيها وهمساتها الحانية بالحب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لن يفهم أحد مدى عذاب سوبارو حين فكر في الاستسلام لذلك الدفء، الغرق فيه، والانحدار في هذا المستنقع مع إميليا.
ومع غياب باك، وجد سوبارو نفسه يؤدي دور البديل، لا أكثر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لا ملامة عليه. فهذا العالم قد انهار بالفعل. كان مجرد فقاعة معدَّة للزوال. فمَن ذا الذي يمكنه لومه على اختياره الراحة وإسدال الستار على كل شيء؟
«إذًا تركت الهجينة، والثلج لم يتوقف بعد؟! تعود خالي اليدين ورأسك منخفض، وتظن أنني سأتقبل هذا ببساطة؟! هيه، مَن تظن نفسك هاه؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يخطئ غارفيل في غضبه. فقد ترك سوبارو إميليا في القبر، والجميع يعلم جيدًا أن الوقت لا يسمح بالمماطلة.
كان غارفيل لا يزال غاضبًا، وقد صكَّ أنيابه وهو يقترب من القبر. وقبل أن يصل إليه، وقف سوبارو عند المدخل. في تلك اللحظة، ضاقت عينا غارفيل بلونهما اليشمي، مشيرة إلى خطر داهم.
«أي عذر أتيت لتخبرني به الآن هاه؟»
«في مثل هذه الظروف، يكون انعدام الدهاء لدى غارفيل مفيدًا للغاية. ستجعله شكوكه الطبيعية يلقي اللوم مباشرة على السيدة إميليا، بصوت عالٍ كعادته. وهنا يأتي دور ذكريات سكان قرية إيرلهام. فهم يعرفون عن موجة البرد الموضعية التي تستطيع السيدة إميليا -أو بدقة أكبر، الروح العظمى- أن تتسبب بها.»
«إميليا… قالت لي إنها تحبني».
《٢》
«…»
في حين كان غارفيل يصر على غضبه ويؤكد مشاعره الغاضبة، جاءت إجابة سوبارو من حيث لم يتوقع. كان وقعها مفاجئًا إلى درجة أن غارفيل لم يستطع إلا أن يحدق فيه بذهول.
ارتد سوبارو على الفور عند سماعه الصوت الذي اخترق أذنيه. وحين استدار، رأى شخصية تتقدم عبر الثلج بفظاظة.
لكنه سرعان ما كشف عن أنيابه مرة أخرى، وقد أشعلت هذه الكلمات في داخله غضبًا كأنه تعرَّض للسخرية.
ومع ذلك، تسلل إلى قلب سوبارو إحساس مزعج، وكأن شيئًا غريبًا يقبع في المشهد، دون أن يتمكن من تحديده بوضوح.
باستخدام حقوقه بصفته رسولًا، استدعى سوبارو النسخ المتبقية من ريوزو في الملجأ. كلفها بمهمة اعتراض الوحوش الشيطانية، وفي غمرة الفوضى، تمكَّن بصعوبة من النجاة.
«يبدو أن الأمر لا يقتصر على النصف شيطانية فقط بل تحب أنت أيضًا إثارة أعصابي، صحيح لديك الجرأة لتتحدث عن هراء الحب هذا وسط كل هذه الفوضى، أليس كذلك يا؟!»
تحت وطأة الغضب المتفجر داخله، تصاعد البخار من الثلج الذي لامس جسد غارفيل، إذ بخر الغليان في داخله كل ما حوله. أطراف أنيابه أخذت تصدر صريرًا وهي تزداد طولًا، فيما بدأ جسده يتضخم، على شفا التحوُّل، حتى بلغ ضعف حجمه الأصلي.
«أتمنى ألا تقول لي: لماذا لم تفعل شيئًا من أجلها؟ أو ما شابه. هل تعرف ماذا أرادت تلك الفتاة من شخص ما ليبدد حزنها؟ لقد سمعت مناجاتها، أليس كذلك؟»
رغم أن سوبارو لاحظ علامات هذا التحول الوشيك، لم تهتز ملامحه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «عندما نتحدث عن شخص يمكنه التحكم في الطقس، لديَّ مشتبهان فقط. لكن إميليا ليست إحداهما. فدون باك، لا يمكنها تنفيذ أمر بهذا الحجم».
كل ما فعله هو التحديق بعينه اليمنى فقط في غارفيل الغاضب، مستمرًا في الكلام بصوت ثابت:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا المكان مرتبط بساحرة، والسيدة إميليا تقف في مواجهة التجربة لتحرير الملجأ. في مثل هذا الوضع، إذا هطل الثلج في غير موسمه في المكان الذي توجد فيه… يمكن تخيُّل ما سيحدث، أليس كذلك؟»
«إميليا أخبرتني بأنها تحبني. قالت لي إن وجودي بجانبها يكفيها».
الخفقان المستمر في عينه اليسرى كان يُذكِّره بالمآسي المتتالية التي وقعت قبل لحظات. كأنها تهمس: ”لا تنسَ، لا تنسَ“.
«أنت… ماذا…؟»
«هل سقوط الثلج أيضًا وفقًا لما في الكتاب؟! هل الكتاب أخبرك أن تُسقط الثلج؟ ما الغاية من هذا بحق؟!»
وعليه، اعتقد روزوال أنه لا يمكنه قتل سوبارو ما لم يُفعِّل الحلقة بنفسه عن طواعية. إذا كانت الأمور على هذا النحو، فهناك فرصة للنجاة—
«قالتها بوجه لطيف، بصوت عذب، بجواري مباشرة… كان ذلك ساحرًا، لا شك في ذلك».
«ما الذي تقصده بحق؟! أليس واضحًا منذ البداية أن النصف شيطانية تحمل مشاعر نحوك! لكن ما أهمية ذلك الآن؟ أتريدني أن أسحق رأسك بين أنيابـ؟!»
«—لا يمكن أن تقول إميليا إنها تحبني، مستحيل!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—؟!!»
«ولكن… لماذا بهذه السرعة؟»
حين زأر غارفيل بكلماته، اندفع سوبارو نحوه، صارخًا في وجهه بكل ما أوتي من قوة.
ليس هناك أي سحر شفاء قادر على إنقاذ وجه ميت كتلك الملامح التي ارتسمت على وجه رام. وحتى إن حاول، فلن يُفعَّل السحر على جسد فارقته الحياة بالفعل.
هذا الانفجار العاطفي جعل حتى غارفيل الغاضب يتراجع للحظة، ناسيًا غضبه. أطبق فمه على غير عادته، فيما سوبارو، وقد أصابته موجة من الاضطراب، أطلق صرخته المحمومة.
كان روزوال يبتسم. انفرجت شفتاه الرقيقتان بابتسامة شيطانية، يفيض وجهه بتعبير ملؤه الترحيب والسعادة وهو يواصل التحديق في سوبارو.
بغضبٍ ومرارة، ألقى الكلمات التي قيلت في القبر، والدفء الذي شعر به من قربها، وكل المشاعر التي تأججت بينهما، في مهب الريح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
المُلام الوحيد هو ناتسكي سوبارو. هو مَن دفعهم إلى اتخاذ قرار ينهي حياتهم، تلك الحياة التي، على عكس حياته، لن تُمنح فرصة أخرى. هذا كان ذنب ناتسكي سوبارو— جريمة لا يمكن محوها أبدًا.
لقد أحس بخسارتها. ولا مجال لإنكار هذا الألم.
ندم على ضياع تلك الكلمات، وتلك اللحظات الحميمة، وتلك المشاعر التي خفق بها قلبه. ومع ذلك، لم يكن سوبارو قادرًا على أن يخدع نفسه بقبول ما بدا له كجوهرة زائفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مسدت إميليا على رأسه. خديها ازدادا احمرارًا، بينما ارتسمت على وجهها ابتسامة لطيفة.
لو كان قادرًا على التظاهر بالغباء، والاكتفاء بما قُدم له، لما كان هذا الألم ينهش صدره الآن.
«—لأن إميليا ليست هي مَن تسبب في تساقط هذا الثلج».
تراجعت رام خطوة إلى الوراء، وعلت ملامحها نظرة مهيبة وهي تقول: «عليك أن تشكر سيد روزوال على كرمه.»
«لا يمكن أن تقول إميليا إنها تحبني… أنها تعتمد عليَّ بالكامل، وتقول إن وجودي يكفيها ولا تحتاج إلى شيء آخر؟ هذا مستحيل».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—شعرت بالوحدة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«مـ-ماذا تحاول أن تقول…؟»
«ما الذي تقصده بحق؟! أليس واضحًا منذ البداية أن النصف شيطانية تحمل مشاعر نحوك! لكن ما أهمية ذلك الآن؟ أتريدني أن أسحق رأسك بين أنيابـ؟!»
«أن تقول لي ”كل شيء“ بهذا الشكل… هذا أمر غير ممكن. ثم لو كان باك بجانبها، لما اعتمدت عليَّ بهذه الطريقة…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا المكان مرتبط بساحرة، والسيدة إميليا تقف في مواجهة التجربة لتحرير الملجأ. في مثل هذا الوضع، إذا هطل الثلج في غير موسمه في المكان الذي توجد فيه… يمكن تخيُّل ما سيحدث، أليس كذلك؟»
لم يكن سوبارو مدركًا تمامًا إلى أي حدٍّ يرغب في أن يكون الأهم بالنسبة لإميليا. لكنه ليس مغرورًا بما يكفي ليصدق أنه يحتل هذه المكانة بالفعل.
خارج القبر، كانت وحوش الأرانب العظيمة قد بدأت في إحاطة المكان. وليس من المستبعد أن تقتحم الداخل قريبًا. وحينها، مثلما ابتلعت روزوال، لن تترك الأرانب أي أثر من إميليا.
أولى ثقتها المطلقة، ومكانتها الأهم، كانت لروح القط الصغير، رفيقها الوحيد وعائلتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ليس في هذه الابتسامة أي سخرية أو تهكم. شعر روزوال ببهجة صادقة لرؤية حال سوبارو. وبالنسبة إلى سوبارو، كان تدفق تلك المشاعر الغامضة مثيرًا للاشمئزاز.
ومع غياب باك، وجد سوبارو نفسه يؤدي دور البديل، لا أكثر.
«أنا آسفة على كل ما حدث، سوبارو. لقد أسأت إليك. أن يكون هناك شخص دائم التفكير بك بهذه الطريقة أمر لا يصدق… أنا أنانية للغاية. حتى عندما قلتُ إنني أريد أن أفهمك أكثر، لم أفهمك على الإطلاق.»
«العيون… فهمتُ. إذًا، ما يصل إلى ريوزو يمر من بيكو، أليس كذلك؟»
ذلك الاعتراف بالحب، تلك الأنامل المرتعشة بحرارة، وتلك الأنفاس المتقطعة. لم يرد أن يصدق أنها كانت كلها مزيفة.
أربع مقاطع قصيرة تحولت إلى اسم، ومع الرد الذي تلقاه، اجتاح شعور هائل سوبارو كأنما صاعقة اخترقته.
«مـ-ماذا تحاول أن تقول…؟»
لكنها لم تكن حقيقية. وإذا لم تكن حقيقية، فلا يمكنه أن يقبل بها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنا… مَن يطرح عليك السؤال… لماذا… تتصرف… وتخطط بناءً على افتراض أنني… أو أن أحدًا آخر… يمكنه إعادة الأمور؟ هل تعتقد حقًا…؟»
«هناك مَن دفع تلك الفتاة إلى زاوية خانقة، حتى انتهى بها الحال إلى هذا الوضع. حوصر قلبها إلى درجة اضطرارها للاعتماد على شخص مثلي…».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتجفت ركبتاه وسقطتا تحت ثقله. قد يراه البعض أمرًا مبالغًا فيه، لكنه لم يعد قادرًا على التحمل.
«أ-أنت مَن اختار ذلك الطريق بنفسك، أيها الأحمق! فماذا؟ هل تساقط هذا الثلج عقابًا على كل إخفاقاتها؟! هل تقول إنها تلقي باللوم عليَّ وعلى العجائز هنا؟!»
ومثل مَن يمضغ كلماته بمرارة، دفع غارفيل الثلج جانبًا وأمسك بياقة سوبارو، ثم زجَّ به بعنف نحو الحائط خلفه. ارتطم جسد سوبارو، وخرجت من حنجرته آهة مؤلمة، كأنها غصة مغروسة في حلقه.
لكنها لم تكن حقيقية. وإذا لم تكن حقيقية، فلا يمكنه أن يقبل بها.
«لا يهمني سبب انفجارها على هذا النحو! أحضر النصف شيطانية الآن! إذا عجزت حتى عن هذا…»
«إخراج إميليا لتوقف تساقط الثلج؟… لن ينفع. لأن…»
ارتجف سوبارو، إذ شعر بقشعريرة كأنما أصبع مبتل يمر على طول عموده الفقري.
وكأن تلك الفكرة أشعلت عزمه، دفع سوبارو جسده المتألم إلى الوقوف بصعوبة. مسح دماء أنفه بكمه، وتقدم نحو روزوال مع اقتراب هجوم الأرانب الوشيك.
«لأن ماذا؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه، أنا… آسف… جسدي استسلم فجأة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—لأن إميليا ليست هي مَن تسبب في تساقط هذا الثلج».
جعل تصريح سوبارو الواثق قبضة غارفيل على ياقة قميصه ترتخي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «قتلك سيكون كمن يضع العربة أمام الحصان، ألا تعتقد؟ سيكون موتك مزعجًا بالنسبة لي. فأنا بحاجة ماسَّة إلى أن تغتنم الفرصة التالية، مهما حدث لك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبينما كان غارفيل يحملق فيه بذهول، تابع سوبارو حديثه بنبرة هادئة:
«نعم… ربما قليلًا.»
«الوضع برمَّته خاطئ. الثلج وإميليا… لو كانت معتكفة في القبر، فالتوقيت المرتبط بتساقط الثلج مختل تمامًا. وإن كانت إميليا مَن أسقطت الثلج، فما هو السبب؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«رام، أنتِ خادمة رائعة بحق.»
«ذ-ذاك… انتقامٌ مني ومن العجائز…»
«هذا جنون! أعني، تركت لها رسالة ملائمة وكل…»
«لماذا قد ترغب إميليا في الانتقام منك؟ هذا غريب جدًا. أنت تحمل ضغينة ضدها الآن بسبب تساقط الثلج. لكن الثلج، والضغط الذي دفعها إلى الزاوية… التوقيت لا يتطابق».
«أوه؟ يبدو أننا نخوض في موضوع بالغ الأهمية الآن؟ هيا أخبرني.»
منذ البداية كان الأمر مريبًا. وليس من الصعب على سوبارو أن يستنتج أن هناك مَن خطط لهذا المشهد بهذه الدقة.
ارتعش سوبارو وهو يصيح بذهول أمام ظهور ”الأرنب العظيم“، أحد الوحوش الثلاثة العظيمة.
شخص ما داخل الملجأ كان يحرك الخيوط؛ أخفى رسالة سوبارو، وأقنع إميليا بأن تعتكف في القبر، وأجَّج غضب غارفيل تجاهها.
«مم؟ لماذا ماذا؟»
أما عن هوية هذا الشخص، فقد كان لديه حدس وحيد.
صدمت كلمات روزوال سوبارو كأنها صاعقة. كان روزوال يؤكد أن الفرصة لإعادة المحاولة تخص سوبارو وحده، وأن كل شيء آخر في الحلقة الزمنية لا علاقة له بها.
«عندما نتحدث عن شخص يمكنه التحكم في الطقس، لديَّ مشتبهان فقط. لكن إميليا ليست إحداهما. فدون باك، لا يمكنها تنفيذ أمر بهذا الحجم».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—شعرت بالوحدة.»
«هل أنت واثق من ذلك؟»
«…»
«… تخمين قائم على بعض الأمل من جانبي. أريد أن أصدق ذلك وحسب. حتى في أشد حالات يأسها، إميليا ليست من النوع الذي يفعل شيئًا كهذا. هذا ما أريد أن أؤمن به».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يخطئ غارفيل في غضبه. فقد ترك سوبارو إميليا في القبر، والجميع يعلم جيدًا أن الوقت لا يسمح بالمماطلة.
«تريد أن تؤمن…»
في تلك اللحظة، كانت إميليا تحتضنه بلطف.
«شعرت بالوحدة، سوبارو… أعني، لقد تركتني وذهبت.»
أغمض غارفيل عينيه متأملًا للحظة، مستغرقًا في أفكاره، قبل أن يتخذ قراره. حرر قبضته عن ياقة سوبارو، مفسحًا له المجال ليلتقط أنفاسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تكلم سوبارو بصعوبة، محاولًا تبرير خروجه من الملجأ. شعر أن ما حدث ما كان ليكون هكذا لو وصلت رسالته إليها. نعم، الرسالة…
حينما استقرت قدما سوبارو على الأرض، مرَّر يده برفق على عنقه، ثم أومأ برأسه تجاه غارفيل بامتنان.
«أين روزوال؟»
«ذلك الوغد في بيت العجوز. رام كان من المفترض أن تذهب لإحضاره، لكن… لا تتوقع منها الكثير في مثل هذا الوقت».
وسط الرياح التي تعصف من حوله، لم يسمع سوبارو أي صوت. لكن ببطء، بدأت ملامح شخص تظهر.
عند البحث عن مَن تتوفر فيه شروط العقل المدبر، ليس هناك سوى اسم واحد يناسب هذا الوصف. بدا أن غارفيل تقبَّل هذه الفكرة بسهولة، ربما لأن الشكوك حول روزوال كانت قد بدأت تتغلغل في داخله مسبقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «انتظر، انتظر… انتظر لحظة، انتظر!»
حين زأر غارفيل بكلماته، اندفع سوبارو نحوه، صارخًا في وجهه بكل ما أوتي من قوة.
«رام…»
مؤشرًا برأسه، أشار غارفيل له ليتبعه وهو يمشي للخارج. القوة الكبيرة في أرجلهم تعني أن غارفيل دفع الثلج بعيدًا دون توقف. ومع ذلك، تمكن سوبارو من اللحاق به بعض الشيء.
«اصمت. حتى لو كانت الفتاة التي وقعت في حبها متورطة، هذا لا يغير ما عليَّ فعله».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان ضجيج العالم يلاحقه، يعنفه بلا رحمة، ولكن سوبارو حاول بجهد تجاهل كل صوت، يدفعه بعيدًا عن أذنيه.
صوت غارفيل العميق، المليء بالعزم، قطع محاولة سوبارو التعبير عن قلقه بشأن رام. أحسَّ سوبارو بشيء من الحسد إزاء هذا التصميم الجازم؛ فبينما كان غارفيل يتمسك بموقفه حتى لو ثبت أن مَن يحبها قد تكون عدوته، امتلك قلبًا من فولاذ. وهو ما كان سوبارو يتمنى لو امتلكه.
أما فيما يخص رام، فلم يتيقن سوبارو تمامًا من مكانتها في مخططات روزوال. بناءً على ما رآه منها خلال العوالم المتكررة في الملجأ، كان لديه تخمين يقترب من الأمل، لكن…
«ولعلك تسأل: ماذا أستفيد من عزل السيدة إميليا؟ حسنًا، السيدة إميليا ضعيفة للغاية، في واقع الأمر. ليس غريبًا أن تُلقي بنفسها بين يدي ”شخص“ يستطيع تقبُّلها. وإذا كان هذا الشخص يرغب في دعم السيدة إميليا بكل جوارحه، فذلك أفضل بكثير.»
«—معرفة الجواب هي آخر شيء أود تحقيقه في هذا العالم».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «تمكنت بياتريس من الاختفاء، محققة أمنيتها العزيزة. وهذا هو المغزى من كونك هنا الآن، أليس كذلك؟»
همس سوبارو بهذه الكلمات بصوت خافت، بحيث لا يسمعها غارفيل المتحفز.
《٥》
«سأكون سعيدة… إذا كنت تشعر نحوي بنفس الطريقة، سوبارو…»
«يا للغرابة! ألا ترى أن اجتماعكم في هذا الوقت بالذات أمر مثير للاهتمام؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ابتسم روزوال ابتسامة مشبعة بالعبث عند رؤية ضيوفه غير المتوقعين.
لكن تلك الحيرة أوجدت مساحة كافية بينهما للحوار في تلك اللحظة.
كان جسده المثقل بالجراح ملفوفًا بالضمادات، مستلقيًا على جانبه فوق السرير في الغرفة المخصصة له. وجهه كان مغطى كالعادة بتلك الألوان البهلوانية التي تشبه زينة المهرجين.
«إميليا؟»
أمام هذا الرجل الذي اشتبها في كونه العقل المدبر، وقف سوبارو وغارفيل جنبًا إلى جنب، مستعدين لمواجهته.
ساد صمت ثقيل في الغرفة، وكانت التعابير المتجهمة على وجهيهما تنبئ بما لا يدع مجالًا للشك أن التوتر بات يخيم على الأجواء. ورغم كل ذلك، ظل روزوال محتفظًا بهدوئه المعتاد، بل بدا وكأنه في مزاج طيب وهو يفتح ذراعيه ببساطة متعمدة.
«إذًا جاء شابان ليأخذا رجلًا مصابًا بجراح بالغة وسط هذا الثلج العنيف… مع أني أجد من الضروري أن أتساءل عن اختياراتكما. من مظهر عينك اليسرى، يبدو أنك بدورك مصاب بجراح خطيرة، أليس كذلك؟»
مع انقطاع تلك الأوتار المشدودة، سقط بجسده إلى الأمام. وفي اللحظة ذاتها، امتدت ذراعان لدعمه برفق.
«وفر سخريتك، روزوال. كلانا يعرف جيدًا نوع الرجل الذي أنت عليه… لكن هناك مواقف معينة يتغير فيها ما يمكن التغاضي عنه، مثل هذه اللحظة.»
«حين أراكما واقفين جنبًا إلى جنب، تصبح كلماتك أكثر إقناعًا بكثير…»
«أنا آسفة على كل ما حدث، سوبارو. لقد أسأت إليك. أن يكون هناك شخص دائم التفكير بك بهذه الطريقة أمر لا يصدق… أنا أنانية للغاية. حتى عندما قلتُ إنني أريد أن أفهمك أكثر، لم أفهمك على الإطلاق.»
أطلق روزوال هذه الكلمات أثناء انتقال نظراته الساخرة نحو غارفيل الواقف بجانب سوبارو، الذي وقف متأهبًا عند مدخل الغرفة ليغلق طريق الخروج. شم غارفيل أنفه باشمئزاز وهو يعبر عن ضيقه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«مثلما قال هو، كل شيء يتوقف على الظروف. أنا لن أهدأ حتى أتيقن ممن هو عدو. وعندما أعرف سأمزقه إربًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ابتسم روزوال بخبث: «يا لها من طريقة همجية في التفكير… يبدو أن غارف هو غارف، كما هو معتاد.»
كانت صورة غارفيل في ذهنه لشخص بعيد تمامًا عن ممارسة أي نوع من السحر، فما بالك بسحر الشفاء. أن يُتقنه بهذا القدر وفي مثل هذا الظرف الحرج كشف عن مهارة مدهشة لم يتوقعها سوبارو أبدًا.
أطلق غارفيل صوتًا منخفضًا أشبه بالهدير، بينما أطلقت رام، التي وقفت في زاوية الغرفة، تنهيدة ملؤها الاستهجان. وكما توقعا عند القبر، كانت رام بالفعل تنتظر إلى جانب روزوال، حتى في ظل هذا الثلج المتساقط.
«الأمر واضح.؛ لعزل السيدة إميليا.»
«روزواااااال—!!»
وهذه الحقيقة بحد ذاتها أكدت أنها شريكة في مخططات روزوال، وإن لم تكن مشاركة في كل تفاصيلها. إلا أن الغموض كان يكمن في الغاية الحقيقية من تلك المخططات.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ما الذي يسعى إليه روزوال حقًا؟ ولماذا تتعاون رام معه؟
بفخر طفيف يملأ تعابيرها مع احمرار خفيف على وجهها، قدمت إميليا عرضها. وببطء، جلس سوبارو في مكانه واستسلم لكرمها، واضعًا رأسه على فخذيها الناعمين. وبمجرد أن لامس شعره جلدها، تنهدت بلطف، «هممم.»، لكنها بدأت على الفور تمسح على رأسه برفق.
«لا تتدخلي الآن يا رام. لا أريد أن أوجه مخالبي نحوك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي الحاضر، تمامًا كما في ذلك الحين، أحاط البرد بسوبارو كما لو أن جسده على وشك التجمد تمامًا.
رفعت رام حاجبها ببرود: «إذا تجرأت على إظهار وقاحة تجاه السيد روزوال، فلن أتردد في الوقوف أمامك. الأمر كله يتوقف عليك، يا غارف.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تدخل روزوال مبتسمًا: «اهدآ أنتما الاثنان، سواء غارفيل أو رام. عليكم الآن التزام الصمت… تلك كلمات يجب أن تُقال في اللحظة المناسبة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com خلال لقائه العابر مع الساحرات، أخبرته ”ساحرة الشراهة“؛ دافني، أن الأرانب تنجذب إلى المانا. وعلى الرغم من أنه لم يجد بعد وسيلة لاستغلال هذه المعلومة لمواجهة تهديد الوحوش، إلا أن الحقيقة كانت واضحة الآن—
رد غارفيل بحدة: «لديك جبال من الأسباب للشك بك. يا صاحب رائحة الساحرة!»
تراجعت رام خطوة إلى الوراء، وعلت ملامحها نظرة مهيبة وهي تقول: «عليك أن تشكر سيد روزوال على كرمه.»
لكن، رغم الألم المتزايد، لم يشعر سوبارو بالخوف من عدائية غارفيل.
«لمـ-لماذا…؟»
أصدر غارفيل صوتًا منزعجًا وهو يقرع لسانه بضيق: «لندع رام جانبًا… ليس لديَّ سبب لسماع كلامك أو الهدوء. كن حذرًا من كلامك، فمخالبي يمكن تنغرس في أحدكما.»
«مع ذلك…»
«ألا يمكن التوقف عن وضعي ضمن أهدافك المحتملة وكأنها مسألة عادية؟ أما زلت تشك فيَّ بعد كل هذا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ليس مضحكًا… ما زلنا في اليوم الثاني فقط…»
ارتد سوبارو على الفور عند سماعه الصوت الذي اخترق أذنيه. وحين استدار، رأى شخصية تتقدم عبر الثلج بفظاظة.
رد غارفيل بحدة: «لديك جبال من الأسباب للشك بك. يا صاحب رائحة الساحرة!»
«… لن تأتي؟»
تسببت كلمات روزوال في ارتباك سوبارو للحظة، لكنه استوعب سريعًا معناها، وفي الوقت ذاته أدرك اختلافها عن الحقائق التي يعرفها.
رغم أن كليهما شك في الشخص ذاته، إلا أن ذلك لم يعني وجود ثقة بينهما. لم يطمئن سوبارو بدوره تمامًا إلى غارفيل. فكما كان لغارفيل مخالبه جاهزة، لم يكن سوبارو مستعدًا لخفض دفاعاته.
وكأن تلك الفكرة أشعلت عزمه، دفع سوبارو جسده المتألم إلى الوقوف بصعوبة. مسح دماء أنفه بكمه، وتقدم نحو روزوال مع اقتراب هجوم الأرانب الوشيك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في تلك اللحظة، أغمض روزوال إحدى عينيه، لتلمع عينه الصفراء المتبقية بوميض متفحص وهو يقول: «إذا استبعدتُ مريضًا طريح الفراش مثلي، فلا تستهِن أبدًا بسوبارو. إن اشتبكتما، ليس مضمونًا على الإطلاق أن تكون كفة النصر في صالحك.»
رفع روزوال الكتاب بين يديه، مما ذكَّر سوبارو بالكلمات التي سمعها منه سابقًا. حين تطرق الحديث إلى هذا الأمر من قبل، أوضح روزوال أن هاتين النسختين هما الأصليتان الوحيدتان، وأن إحداهما كانت بحوزة بياتريس. أما الأخرى—
قهقه غارفيل بسخرية: « هل أخسر أمام فاقد العين هذا؟ هل لديك مشكلة في عينك؟! سأفوز بلا شك.»
بخطوات متثاقلة ثم بخطوات متسارعة، ركض سوبارو متخليًا عن تردده، ليندفع بقوة نحو هدفه. خلفه، أدركت الوحوش الشيطانية أن الفريسة الجديدة قد ولَّت هاربة، فقفزت الأجساد الصغيرة في أثره، لا تعرف سوى الجوع. التزمت النسخ بالأوامر، تقاتل دون هوادة، متجاهلة مصيرها في سبيل حمايته من الوحوش الطاردة.
«كان عليَّ إيجاد طريقة لتمييزك عن البقية…»
ابتسم روزوال بخبث أعمق: «أوه، لو توافرت الظروف المناسبة… لا أظن أن فرص انتصاره ستكون ضئيلة كما تعتقد.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ضاق سوبارو ذرعًا بتعليق روزوال، لكنه أدرك في أعماقه أن الأخير محق إلى حد ما. فمنذ وصوله إلى هذا العالم، لم يحقق سوى انتصار واحد في قتال فردي… انتصار تحقق بضربات مباغتة ثلاث.
بالطبع، لم يكن مجديًا مقارنة غارفيل بثلاثة أوباش في زقاق مظلم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لمـ-لماذا…؟»
«كفاكم هذا الهراء! لم آتِ هنا لأناقش تفاهاتٍ كهذه! هل فقدتما صوابكما؟ العجائز في الخارج يرتجفن من البرد وينتظرن!»
ثم تابع روزوال حديثه:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لإيقاف هذا الحوار العقيم، ضرب غارفيل بكعب حذائه الأرضية الخشبية بقوة، مما أثار سحابة من غبار الخشب في الغرفة. أغمض سوبارو عينه، متجاهلًا هدير غارفيل الغاضب.
«رام…»
ومَن يدرك عبثية الأمور لا بد أن يصاب بالاضطراب. ليس هناك سبيل لأن يكون عاقلًا بعد كل هذا.
لم يخطئ غارفيل في غضبه. فقد ترك سوبارو إميليا في القبر، والجميع يعلم جيدًا أن الوقت لا يسمح بالمماطلة.
التقط سوبارو أنفاسه بعمق، ثم فتح عينه اليمنى. وعندما وقع نظره على روزوال، قال مباشرة:
ارتعدت أوصاله وتجمد دمه في عروقه. شعر وكأن قلبه انقبض بقبضة قاتلة.
التقط سوبارو أنفاسه بعمق، ثم فتح عينه اليمنى. وعندما وقع نظره على روزوال، قال مباشرة:
«إذًا تركت الهجينة، والثلج لم يتوقف بعد؟! تعود خالي اليدين ورأسك منخفض، وتظن أنني سأتقبل هذا ببساطة؟! هيه، مَن تظن نفسك هاه؟!»
«بمجرد أن تعتمد السيدة إميليا عليك، لن تتمكن أبدًا من إبعادها. بالطبع، فأنت تحبها… وإذا منحتك محبوبتك السيدة إميليا ثقتها الكاملة، فلن تتمكن من صدَّها.»
«أنت مَن تسبب في تساقط الثلج هنا في الملجأ، أليس كذلك، روزوال؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
المُلام الوحيد هو ناتسكي سوبارو. هو مَن دفعهم إلى اتخاذ قرار ينهي حياتهم، تلك الحياة التي، على عكس حياته، لن تُمنح فرصة أخرى. هذا كان ذنب ناتسكي سوبارو— جريمة لا يمكن محوها أبدًا.
باغت سوبارو الجوهر بلا تردد.
طعم الموت
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com خلال لقائه العابر مع الساحرات، أخبرته ”ساحرة الشراهة“؛ دافني، أن الأرانب تنجذب إلى المانا. وعلى الرغم من أنه لم يجد بعد وسيلة لاستغلال هذه المعلومة لمواجهة تهديد الوحوش، إلا أن الحقيقة كانت واضحة الآن—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إذا كنتِ تسمعينني، أرجوكِ، أجيبي…»
لم ينبس روزوال ببنت شفة، لكن الابتسامة التي ارتسمت على شفتيه تلاشت على الفور.
«إذا فعلت ذلك—»
تسللت الشكوك إلى كلمات روزوال وهو يطرح السؤال على نفسه. لكن سرعان ما تخلَّى عن تلك الشكوك.
كانت تلك اللحظة كاشفة؛ فقد ظهر الوجه الحقيقي وراء قناع مساحيق التجميل الذي اعتاده. وصمته لم يكن إلا دليلًا إضافيًا على أن سوبارو أصاب الهدف.
قُذف سوبارو وسط الثلوج، فحاول نفض شيء بارد لمس رأسه، وتمكَّن بصعوبة من الجلوس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ساد الصمت في الغرفة، ولم يُسمع سوى صوت الرياح والثلج المتراكم على النافذة. استمر هذا الهدوء الثقيل وكأنه لا نهاية له، حتى انكسر فجأة.
«أنا… بخير… تمامًا…»
«سوبارو.»
«… إيه؟»
توجهت الأنظار نحوه عندما ذُكر اسمه، وبقي سوبارو صامتًا، مترقبًا ما سيقال بعد ذلك.
ترك روزوال برهة قبل أن يتابع حديثه: «—هل سمعت هذا مني، كما أظن؟»
أطلق روزوال زفرة ثقيلة، وكأن الكلمات فقدت معناها لديه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يدرك سوبارو مغزى السؤال.
كان قد توقع عدة ردود من روزوال: أعذار، ارتباك، محاولات للتهرب، وربما حتى عنف. لكن الرد الذي حصل عليه كان خارجًا عن كل تلك التوقعات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ليس في هذه الابتسامة أي سخرية أو تهكم. شعر روزوال ببهجة صادقة لرؤية حال سوبارو. وبالنسبة إلى سوبارو، كان تدفق تلك المشاعر الغامضة مثيرًا للاشمئزاز.
وسرعان ما أدرك سوبارو أن هذا ليس وهمًا أو سوء فهم.
في مواجهة سؤال لم يفهمه، لم يستطع سوبارو تخمين الإجابة المرجوة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«همم-مم… أفهم… أفهم… كم هو مخيب للآمال.»
خارج القبر، كانت وحوش الأرانب العظيمة قد بدأت في إحاطة المكان. وليس من المستبعد أن تقتحم الداخل قريبًا. وحينها، مثلما ابتلعت روزوال، لن تترك الأرانب أي أثر من إميليا.
لو كان قادرًا على التظاهر بالغباء، والاكتفاء بما قُدم له، لما كان هذا الألم ينهش صدره الآن.
هز روزوال رأسه، وقد تجلت الخيبة على ملامحه، وكأن الكلمات لم تكن كافية للتعبير عن إحباطه. كان واضحًا من صوته الشاحب ووجهه المرهق أنه هذا ليس ما تمناه.
«القبر، يمعنى… أنك ستسمح لي بلقاء إميليا؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أربكت تلك النظرة سوبارو؛ إذ شعر وكأن روزوال، رغم جروحه البالغة وشحوب وجهه، قد انهار من مكانته التي تفوق الرجال العاديين.
لكن غارفيل لم يهتم بهذا التغيير. قال بغضب: «يا ألن تنكر الأمر؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بالنسبة لغارفيل، كان المهم هو كشف المتسبب في الأزمة التي ألمت بالملجأ، وليس مشاعر روزوال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حتى لو أتيحت لك الفرصة لتكرار الأمور، لا أملك أنا مثلها. الشخص الذي ينتظرك بعد المحاولة الجديدة لن يكون أنا الذي تراه أمامك الآن. هذه نهايتي— ولكن هذا لا بأس به.»
أطلق روزوال زفرة ثقيلة، وكأن الكلمات فقدت معناها لديه.
على عكس الساحات المغمورة بالثلوج في الملجأ، كانت أجواء القبر تحتفظ بقدر من الدفء، ما أعاد سريان الحياة في جسد سوبارو الممزق وأعاد نزيفه من جديد. بقع الدم على الأرض الحجرية أخذت في الاتساع، والدم الذي كان يسعل به سوبارو تناثر على خد إميليا. لكنها لم تكترث لذلك، ولم تلتفت إلى الدم الذي لطخها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بإمكاني أن أعلن براءتي، لكنك لن تتقبلها بأي حال، أليس كذلك؟ فقد جئت إلى هنا بعد أن جمعت ما يكفي من الأسباب لذلك. ألا يستحق هذا بعض الاحترام؟»
رفعت رام حاجبها ببرود: «إذا تجرأت على إظهار وقاحة تجاه السيد روزوال، فلن أتردد في الوقوف أمامك. الأمر كله يتوقف عليك، يا غارف.»
أربع مقاطع قصيرة تحولت إلى اسم، ومع الرد الذي تلقاه، اجتاح شعور هائل سوبارو كأنما صاعقة اخترقته.
ضحك غارفيل بمرارة وقال: «الاحترام؟ ها! كم هو مثير للسخرية! ربما حان الوقت لأُريكم الاحترام على طريقتي، ياااه!»
اندفع غارفيل بخطوات واثقة نحو روزوال، ليختصر المسافة القليلة بين الباب والسرير في لحظة. وبحركة خاطفة، مد يده ليقبض على عنق روزوال الواثق.
احترق الهدف بالكامل في غمضة عين، متحولًا إلى رماد، ولم يتبقَّ منه سوى صوت صرخاته المحتضرة: «كيي، كيي…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هل يمكن أن ينجح ضبط النفس في كبح جماح القوة المسعورة التي تحركها نيران الغضب؟ أمام هذا الخطر، حاول سوبارو أن يرفع صوته، لكن حركة أسرع سبقته. فقد تقدمت شخصية بخفة أمام غارفيل لتقطع عليه الطريق، وارتفع صوتها:
«أخبرتك يا غارف. لن أسمح بأي وقاحة تجاه السيد روزوال.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—واجب؟ ما الذي تعرفه عن واجبها…؟»
وقفت رام بثبات أمام ذراعه الممدودة، نافخة صدرها المتواضع بعزم، لتسد طريقه بجسدها النحيل. لوهلة، لمع في عيني غارفيل مزيج غريب من الغضب والتردد، مزيج سببه خوفه من أن يؤذي شخصًا عزيزًا عليه. لكن بعد لحظة قصيرة، ظهر في نظره شيء آخر؛ عزيمة قاسية، وكأن إرادته باتت تميل نحو إزالة رام من طريقه أيضًا.
كان عليه أن يدرك الأمر. في غضون ساعات قليلة، أو نصف يوم على الأكثر، سيغرق الملجأ بالكامل تحت طبقة سميكة من الثلوج، كان هذا الانهمار الغزير في مثل هذا الوقت القصير كافيًا لتخيُّل شدَّته.
تبدل لون وجه سوبارو حين استشفَّ ما تخفيه تلك النظرة؛ فقد سبق له في حلقة زمنية سابقة أن رأى غارفيل ينهي حياة رام بيديه.
لقد أحس بخسارتها. ولا مجال لإنكار هذا الألم.
«—لا يمكن أن تقول إميليا إنها تحبني، مستحيل!!»
«رام، أنتِ خادمة رائعة بحق.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لكنني فكرت بعدها: هذا لا يصح. لا يمكنني الاستسلام للخوف وأتوقع من الآخرين أن يهتموا بكل شيء… كان هذا غباءً مني، أليس كذلك؟ أدركت أخيرًا أنك تكفلت دائمًا بكل شيء، سوبارو.»
جاء رد فعل سوبارو متأخرًا جدًا على تلك الكلمات، إذ كان غارقًا في ذلك المشهد الذي ترسخ في ذاكرته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شعور بالغموض ساور سوبارو وهو يراقب الموقف، إذ انصب خوفه على احتمال اندلاع العنف من غارفيل وخشيته على سلامة رام. لم يكن هناك شيء غريب في جملة روزوال، فقد كان يمدح رام ببساطة على دفاعها المستميت عنه. لكن المشكلة لم تكن في الكلمات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
روزوال، الذي كان راقدًا على السرير حينها، لم يُبدِ أي محاولة للنهوض، ولم يوجه أي نظرة غاضبة نحو رام أو غارفيل.
«القبر، يمعنى… أنك ستسمح لي بلقاء إميليا؟!»
ومع ذلك، تسلل إلى قلب سوبارو إحساس مزعج، وكأن شيئًا غريبًا يقبع في المشهد، دون أن يتمكن من تحديده بوضوح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وسرعان ما تجسد ذلك الشعور الغريب أمام عينيه.
«الأمر واضح.؛ لعزل السيدة إميليا.»
ارتد سوبارو على الفور عند سماعه الصوت الذي اخترق أذنيه. وحين استدار، رأى شخصية تتقدم عبر الثلج بفظاظة.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بالنسبة لسوبارو، كان سؤالًا بدا ككذبة واضحة.
«رسالة…؟»
‹ها… ماذا؟ هناك ذراع بشرية تخرج من ظهر غارفيل…›
وماذا عن كتاب روزوال إذًا؟ هل كان المستقبل مكتوبًا بدقة فيه؟
تحت وطأة الغضب المتفجر داخله، تصاعد البخار من الثلج الذي لامس جسد غارفيل، إذ بخر الغليان في داخله كل ما حوله. أطراف أنيابه أخذت تصدر صريرًا وهي تزداد طولًا، فيما بدأ جسده يتضخم، على شفا التحوُّل، حتى بلغ ضعف حجمه الأصلي.
كانت ذراع بشرية كاملة، بأصابعها الخمسة المرتجفة، تشق طريقها عبر صدره وتبرز من ظهره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لا أستطيع مسامحتك. إذا كان كلاهما قد ورث تلك الذكريات، فلن يكون هناك مجال لاستمرار العلاقة بينهما.
«غـ… فو…!»
كان غاضبًا، وغضبه كان شديدًا. ولكنه في الوقت ذاته، كان خائفًا. عندما فكر في تلك اللحظة، تدهورت علاقته مع غارفيل بطريقة تختلف عن تلك التي تجلت عند لجوئه إلى القتل.
ثم أدرك ما كان أمامه، فتسمر في مكانه وعقدت الدهشة لسانه.
اهتز جسد غارفيل بعنف، وكأن الزمن قد تجمد لوهلة، قبل أن ينحني على ركبتيه ويسقط أرضًا. ومع ارتطام ركبتيه بالخشب، اختفت الذراع فجأة من ظهره، لتتدفق الدماء بغزارة من الجرح الذي كانت تسده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقفت رام بثبات أمام ذراعه الممدودة، نافخة صدرها المتواضع بعزم، لتسد طريقه بجسدها النحيل. لوهلة، لمع في عيني غارفيل مزيج غريب من الغضب والتردد، مزيج سببه خوفه من أن يؤذي شخصًا عزيزًا عليه. لكن بعد لحظة قصيرة، ظهر في نظره شيء آخر؛ عزيمة قاسية، وكأن إرادته باتت تميل نحو إزالة رام من طريقه أيضًا.
«—هاه؟»
شعر بالخوف… فقد واجه شيئًا لم يستطع استيعابه إطلاقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ساد صمت ثقيل في الغرفة، وكانت التعابير المتجهمة على وجهيهما تنبئ بما لا يدع مجالًا للشك أن التوتر بات يخيم على الأجواء. ورغم كل ذلك، ظل روزوال محتفظًا بهدوئه المعتاد، بل بدا وكأنه في مزاج طيب وهو يفتح ذراعيه ببساطة متعمدة.
جلس غارفيل على الأرض، غارقًا في دهشته ودمائه. بينما كانت رام وروزوال يحدقان إليه من أعلى، وفي الوقت ذاته…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «غـ… روز… را… رام… رام… رام… رااااام…»
كان هناك شيء يخترق صدر رام أيضًا.
وسط الرياح التي تعصف من حوله، لم يسمع سوبارو أي صوت. لكن ببطء، بدأت ملامح شخص تظهر.
«رو…ز…»
كان هذا الجواب العبثي امتدادًا لوضعٍ يفوق التصور. تعليق مجنون على مصير مجنون. ما الذي يجري؟
حاولت رام أن تنطق باسمه بضعف، لكن روزوال قاطعها بصوت غاية في اللطف: «لم أنقض عهدي. أقدم هذه الروح لكِ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
من خلفها، احتضن روزوال جسدها النحيل برقة، وراح يمرر يده اليسرى بلطف على خصلات شعرها الوردي. بدا وكأن رام قد فقدت وعيها داخل لمسته الساحرة، إذ احمرت وجنتاها وارتسمت على شفتيها ابتسامة جذابة.
في لحظة واحدة، تحطم قلب غارفيل الذي كان ملتهبًا بالكراهية، بفعل رؤية الجروح التي أصابت محبوبته.
لكن من زاوية تلك الابتسامة الناعمة، بدأ خيط من الدم الطازج بالتدفق ببطء.
لكن، رغم الألم المتزايد، لم يشعر سوبارو بالخوف من عدائية غارفيل.
أولى ثقتها المطلقة، ومكانتها الأهم، كانت لروح القط الصغير، رفيقها الوحيد وعائلتها.
بالطبع، فقد كان صدرها مثقوبًا بعمق من الخلف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أفهم، أفهم… —إذًا هكذا ينتهي الأمر؟»
«…»
تداخل هذا المشهد مع ذاكرة أخرى في عقل سوبارو؛ مشهد بياتريس وهي مطعونة أمامه.
《١》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
انسحبت الذراع ببطء، ومع انعدام أي دعم لجسدها، انهارت رام إلى الأمام. كان غارفيل، رغم نزيفه الغزير، هو مَن تلقفها بين ذراعيه.
لكنها لم تكن حقيقية. وإذا لم تكن حقيقية، فلا يمكنه أن يقبل بها.
غارقين في دمائهما، احتضن كل منهما الآخر، وكأن الألم جمع بين روحيهما في لحظة مأساوية.
كان جسده المثقل بالجراح ملفوفًا بالضمادات، مستلقيًا على جانبه فوق السرير في الغرفة المخصصة له. وجهه كان مغطى كالعادة بتلك الألوان البهلوانية التي تشبه زينة المهرجين.
《٧》
«غـ… روز… را… رام… رام… رام… رااااام…»
في لحظة واحدة، تحطم قلب غارفيل الذي كان ملتهبًا بالكراهية، بفعل رؤية الجروح التي أصابت محبوبته.
ما زالت حيرة غارفيل من أفعال سوبارو، التي تتضمن حساب الموت، قائمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بينما نادى غارفيل باسم الفتاة التي في أحضانه، انطلق منه زئير غاضب مصحوبًا بنزيف دموي، في حين بدأت ذراعه تشع بضوء شاحب. أدرك سوبارو على الفور أن الطاقة المتدفقة من ذلك الضوء اللامع ما هي إلا سحر شفاء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ولكن هذا المشهد بدا متناقضًا مع كل ما يعرفه، بل وأكثر من ذلك، أربكته فوضى اللحظة وعطلت تفكيره.
«في وضع مثل هذا، لا يوجد أعداء أو حلفاء، هذا ما قاله. لا سبب يدفعنا لعض بعضنا البعض بلا تفكير. وتخيَّل أنه مجرد شخص عادي متورط في كل هذا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هناك خطأ. شيء ما ليس على ما يرام. الإحساس المزعج الذي شعر به منذ لحظة لقائهما لم يتبدد.
كانت صورة غارفيل في ذهنه لشخص بعيد تمامًا عن ممارسة أي نوع من السحر، فما بالك بسحر الشفاء. أن يُتقنه بهذا القدر وفي مثل هذا الظرف الحرج كشف عن مهارة مدهشة لم يتوقعها سوبارو أبدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بالطبع. أنت تحب وسادتي، أليس كذلك؟ قلت لي هذا من قبل. ما زلت أذكر.»
ورغم أن غارفيل نفسه كان يعاني من جروح قاتلة، لم يأبه بجراحه، وكرَّس كل ما لديه من طاقة في محاولة لإنقاذ رام.
«غـ… فو…!»
لم يكن أي من هذا في حسبان سوبارو، فقد تجاوزت الأحداث كل ما يمكن لعقله تصوره، حتى أنه عجز عن تحريك قدم واحدة.
وإلا، لماذا حمت سوبارو في النهاية؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«غـاه-آآه-آآآآه…!»
بينما كان غارفيل يمارس سحر الشفاء، بدأت عضلاته ترتجف وتتضخم، وكأن عروقه تنبض بتسارع غريب.
«لـ-لماذا… أنت…»
غطى الفراء الذهبي جسده المكشوف، وبدأت أنيابه الحادة تصدر صوتًا وهي تنمو ببطء. رغم أن جسده كان على شفا الموت، دفعته غريزته نحو التحول إلى هيئة النمر العملاق كوسيلة للهروب من الموت المحتم.
«نعم… ربما قليلًا.»
لكن ذلك التحول يعني وقف السحر، وبالتالي موت رام. تصارعت عقله الواعي، الساعي لإنقاذها، مع غرائزه التي تناديه بالتحول حفاظًا على حياته.
‹ماذا تقصد بالرسالة؟› كان ذلك معنيًّا ضمنيًا في الرد، مما جعل سوبارو يلتقط أنفاسه.
لم يكن أي من هذا في حسبان سوبارو، فقد تجاوزت الأحداث كل ما يمكن لعقله تصوره، حتى أنه عجز عن تحريك قدم واحدة.
وإن توقف عن الشفاء قبل التحول، فقد يبقى هناك أمل ضئيل بنجاتهما معًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «دونو لا أدري إلى أي مدى تعرَّف الآخرين، لكن رجالنا ونسائنا ومَن في قريتك موجودون جميعًا في الكاتدرائية. جاء الرجل المزعج بهذه الفكرة.»
«سيكون من المزعج السماح لك بالتحول، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حينما استقرت قدما سوبارو على الأرض، مرَّر يده برفق على عنقه، ثم أومأ برأسه تجاه غارفيل بامتنان.
تقدم روزوال بخطوة واحدة إلى الأمام. انثنت ساقه اليمنى، ثم انطلقت بسرعة خاطفة.
فقد خرج وحده، تاركًا الفتاة التي يُرجَّح أنها سبب هذا الثلج خلفه.
أحاطت الرياح بساقه المنثنية وهي تندفع لتسدد ضربة مباشرة إلى مؤخرة رأس غارفيل، محدثة صوتًا ثقيلًا أشبه بكسر بيضة. وفي لحظة، تحطمت جمجمته، وانتشرت خصلات شعره الأشقر الملطخة بالدماء على الأرض في مشهد بدا غير واقعي.
أمام هذا الرجل الذي اشتبها في كونه العقل المدبر، وقف سوبارو وغارفيل جنبًا إلى جنب، مستعدين لمواجهته.
«—!!»
«لكن الأمر مختلف الآن. كنت أفكر فيك طوال هذا الوقت، سوبارو. شعرت بكل هذه المشاعر… والآن أريد أن أقول لك كل ما كنت تقوله لي. أنا آسفة جدًا… هذا غير منصف مني. أحتاج حقًا أن أعبر عن هذه الأمور على نحوٍ صحيح.»
سقط غارفيل على جانبه، ووجه نحو روزوال نظرة حاقدة بعينه الوحيدة المتبقية. وفي مصير مأساوي، سقط هو ورام معًا وكأنهما جسد واحد، ممددين بلا حراك على الأرض.
كانت الحياة تغادر جسد غارفيل، وفي أحضانه بقيت رام ساكنة، وابتسامة رقيقة لا تزال مرسومة على شفتيها.
اشتبه غارفيل بإميليا، وامتدت شكوكه بين سكان المستوطنة كالنار في الهشيم. وعلى الرغم من أن أهل قرية إيرلهام أرادوا تصديق إميليا، إلا أن ذكرياتهم عن الثلج كانت مرتبطة بها.
أطلق روزوال هذه الكلمات أثناء انتقال نظراته الساخرة نحو غارفيل الواقف بجانب سوبارو، الذي وقف متأهبًا عند مدخل الغرفة ليغلق طريق الخروج. شم غارفيل أنفه باشمئزاز وهو يعبر عن ضيقه.
ليس هناك أي سحر شفاء قادر على إنقاذ وجه ميت كتلك الملامح التي ارتسمت على وجه رام. وحتى إن حاول، فلن يُفعَّل السحر على جسد فارقته الحياة بالفعل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «اللعنة… سأفكر في هذا لاحقًا. الآن… يجب أن أتحرك!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن أعداد النسخ بدأت تتناقص أمام عينيه. لم يمضِ وقت طويل حتى تمزقت بيكو، أول مَن جاء لنجدته، بين أنياب الأرانب، وتحوَّلت النسخ الباقية إلى مجرد عوائق مؤقتة غير فعالة. دفع بها للقتال حتى النهاية، وجعلها تنفجر لتقضي على أكبر عدد ممكن من الوحوش. كرر هذا التكتيك مرارًا وتكرارًا—
بحلول اللحظة التي سحب فيها روزوال يده، كانت روح رام قد غادرت بالفعل، بعد أن تحطم قلبها.
كل ما فعله هو التحديق بعينه اليمنى فقط في غارفيل الغاضب، مستمرًا في الكلام بصوت ثابت:
لم يكن غارفيل مدركًا لهذا، فواصل كفاحه في محاولة يائسة لإنقاذها. لكن لم يكن هناك ما يمكن فعله.
مسح روزوال يديه وقدمه الملطخة بالدماء بأطراف الأغطية، ثم التفت نحو سوبارو، الذي ظل واقفًا في مكانه، عاجزًا عن النطق أو الحركة.
«حتى أنا كنت سأجد صعوبة بالغة في نسج سحر دون أن يلاحظ غارفيل. لذلك، لجأتُ للحظة وجيزة إلى وسائل تعتبر بدعة بالنسبة لساحر مثلي.»
اهتز جسد غارفيل بعنف، وكأن الزمن قد تجمد لوهلة، قبل أن ينحني على ركبتيه ويسقط أرضًا. ومع ارتطام ركبتيه بالخشب، اختفت الذراع فجأة من ظهره، لتتدفق الدماء بغزارة من الجرح الذي كانت تسده.
مسح روزوال يديه وقدمه الملطخة بالدماء بأطراف الأغطية، ثم التفت نحو سوبارو، الذي ظل واقفًا في مكانه، عاجزًا عن النطق أو الحركة.
رمق روزوال سوبارو بنظرة متفحصة قبل أن يضيق عينيه قليلًا، ثم هز كتفيه بلا مبالاة وهو يتحدث مجددًا:
وسط هذه اللحظة التي حملت في طياتها إلحاحًا وصدقًا عميقين، ارتسمت ابتسامة على وجه روزوال وهو ينظر إلى سوبارو.
«والآن، ووفاءً بالعهد الذي قطعناه، فلنتحدث يا ناتسكي سوبارو.»
كيف يمكن فهم أمنيتها بالموت؟ تلك الأمنية لم تكن ما أرادته حقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《٦》
كانت تلك حقًا كلمات شخص يتوهم أنه يدرك ما يدور في عقل الآخر.
أولى ثقتها المطلقة، ومكانتها الأهم، كانت لروح القط الصغير، رفيقها الوحيد وعائلتها.
وقف سوبارو في ذهول وسط هذا المشهد الذي يفوق التصور.
«—ماذا؟»
لم يدرك سوبارو مغزى السؤال.
رقدت رام غارقة في بركة من الدماء، بينما سُحقت جمجمة غارفيل حتى قضى نحبه. فوق جثتيهما، وقف روزوال، الذي ارتكب تلك المجزرة، متأملًا بهدوء في اتجاه سوبارو.
لم يستطع سوبارو، الذي وقف مشلولًا من الصدمة، حتى أن ينطق بكلمة واحدة بعد مشاهدته لهذا العمل الوحشي. ولما أدرك روزوال حالة الذهول التي استبدت بسوبارو، حدَّق فيه بعينه الصفراء الوحيدة، وقال بنبرة هادئة:
تجاوز البرد القارس في الملجأ كل توقعات سوبارو الفاترة.
«الاعتقاد بأن مستخدمي السحر لا يمكنهم القتال بلا سلاح… ضرب من التحيز، تراه؟ إنه الفخ الذي حتى الساحرات يقعن فيه أحيانًا. احرص على تذكُّر هذا لاحقًا.»
«—إميليا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ربما كان يقصد بهذه الكلمات تقديم نصيحة صادقة، لكن حديثه المصحوب برفع إصبعه بدا أشبه بمحاضرة مرعبة لسوبارو.
أغمض غارفيل عينيه متأملًا للحظة، مستغرقًا في أفكاره، قبل أن يتخذ قراره. حرر قبضته عن ياقة سوبارو، مفسحًا له المجال ليلتقط أنفاسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في الحال، تجمدت أحشاء سوبارو من الخوف. ومض في ذهنه أن هذا الملجأ المغطى بالثلوج قد يكون بالفعل مقدمةً لظهور ذلك الوحش الأبيض الرهيب—
شعر سوبارو بصدمة هائلة. صحيح أن قدرة روزوال على القتال دون سلاح كانت مثيرة للإعجاب، لكن المقارنة بين هذه الصدمة والمشاعر التي اجتاحته بعد رؤية موت رام وغارفيل المفاجئ لم تكن بالأمر الهيِّن.
ومع ذلك، لم يكن قادرًا على استيعاب كيف يمكن لروزوال أن يبتسم بهذه الراحة، وكأن شيئًا لم يحدث.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رأى سوبارو هذا المشهد المغطى بالثلوج من قبل، خلال دورته الأخيرة. عندما كاد غارفيل أن يقتله، نقلته قوة البلورة إلى منشأة التجارب. وعندما خرج منها، كان العالم من حوله قد تلون بالأبيض. لكن حينها… كان الثلج قد غطى كل شيء بالفعل.
وسرعان ما أدرك سوبارو أن هذا ليس وهمًا أو سوء فهم.
«لمـ-لماذا…؟»
«نعم… ربما قليلًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«مم؟ لماذا ماذا؟»
«لهذا، عندما رأيتك تأتي إليَّ الآن، شعرت أن قلبي ينقبض… وبدأت الحرارة تتصاعد بداخلي حتى لم أعد أستطيع تحملها. فكرت: ربما هذا حلم، لكنه ليس كذلك… أنا آسفة، حتى أنني لم أعد أعلم ما أريد قوله. أنا… ممم… أريد أن أعبر عن مشاعري بطريقة صحيحة، لذا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هناك شيء يخترق صدر رام أيضًا.
«لماذا قتلت…؟ لماذا قتلت رام؟ وغارفيل أيضًا…»
ارتعش سوبارو وهو يصيح بذهول أمام ظهور ”الأرنب العظيم“، أحد الوحوش الثلاثة العظيمة.
«لأن غارفيل كان عقبة تحول دون حديثي معك. أما بشأن رام… فقد ارتكبت بحقها أمرًا مريعًا، لكن تعاونها كان ضروريًّا لإبعاد غارفيل عن طريقي. لولا أنها خلقت لي فرصة، لكانت فرصتي في الانتصار ضئيلة جدًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخيرًا، تحولت الهواجس التي لطالما رافقته إلى شك ملموس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—هاه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ها قد وصلنا. حتى هنا عند المدخل، تراكم الثلج على نحو لا بأس به.»
منذ البداية كان الأمر مريبًا. وليس من الصعب على سوبارو أن يستنتج أن هناك مَن خطط لهذا المشهد بهذه الدقة.
رفع روزوال كتفيه كأنما يقول إنه أمر لا يستحق العناء، ثم اعترف بنواياه القاتلة بكل بساطة. اخترقت كلماته عقل سوبارو، متجاوزة مشاعره بالغضب، وأطلقت زفيرًا لا إراديًّا من صدره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وكأن تلك الفكرة أشعلت عزمه، دفع سوبارو جسده المتألم إلى الوقوف بصعوبة. مسح دماء أنفه بكمه، وتقدم نحو روزوال مع اقتراب هجوم الأرانب الوشيك.
كان هذا الجواب العبثي امتدادًا لوضعٍ يفوق التصور. تعليق مجنون على مصير مجنون. ما الذي يجري؟
«ردة فعل غير متوقعة. سوبارو الذي أعرفه شابٌّ لا يرى شيئًا سوى ما أمامه، فيندفع بغضب ويحاول الإمساك بي. أليس كذلك، ناتسكي سوبارو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—هذا ليس منطق إنسان.»
«ما الذي تحاول قوله؟ أنت مجنون… لن أستطيع أبدًا…!»
«—لا يمكن أن تقول إميليا إنها تحبني، مستحيل!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الغضب، واليأس، والحزن، والصدمة— كلها كانت تتأهب للانفجار في أي لحظة لتُمطر المهرِّج المتعالي بوابل من السخط والكراهية.
«أن تسامحني أو نحو ذلك؟ لا حاجة لمثل هذا الكلام. عليك أن تكون صادقًا مع قلبك. هذا هو الـ ”أنت“ الذي أريده، الـ ”أنت“ الذي كنت أريده دائمًا، دااائـمًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—!! توقف عن النظر إليَّ بهذه العين! ما هذا بحق؟ ماذا دهاك؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
طوال هذا الحوار، لم يكف روزوال عن التحديق في سوبارو بعينه اليسرى الوحيدة. كان بريق تلك القزحية الصفراء أشبه بشيء ينقب عميقًا في روحه، مما جعله يشعر بالغثيان حتى اهتز صوته وانكسر.
«لقد قتلتَ شخصين! وليس هذا كل شيء! أتحدث عن كل ما حدث من قبل أيضًا! نعم، حين كنت تتحدث عن جماعة طائفة الساحرة! ظللتَ تخدعني مرارًا وتكرارًا—»
«—مرارًا وتكرارًا. نعم، مرارًا وتكرارًا، سوبارو.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ليس هناك أي سحر شفاء قادر على إنقاذ وجه ميت كتلك الملامح التي ارتسمت على وجه رام. وحتى إن حاول، فلن يُفعَّل السحر على جسد فارقته الحياة بالفعل.
ارتجف سوبارو، إذ شعر بقشعريرة كأنما أصبع مبتل يمر على طول عموده الفقري.
في تلك اللحظة، كانت إميليا تحتضنه بلطف.
كانت قد زرعت في منديل بترا تدبيرًا لمواجهة الساحرات، ومنحته القدرة على جعل بيكو تتعاون معه في تلك اللحظة تحديدًا. لم يفهم مقصدها الحقيقي. لم يشك في كونها متعاونة معه، ولكن…
تفاقمت عاصفة مشاعره العنيفة، فأخذ يصرخ بكل ما أثقله من ألم حتى تلك اللحظة. ومع ذلك، كان التعبير الذي ارتسم على وجه روزوال غريبًا، لا يناسب الموقف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان روزوال يبتسم. انفرجت شفتاه الرقيقتان بابتسامة شيطانية، يفيض وجهه بتعبير ملؤه الترحيب والسعادة وهو يواصل التحديق في سوبارو.
—طعم قبلتها الأولى كان طعم الموت البارد.
وإلا، فما الذي يُبقي سوبارو حيًا إلى الآن—؟
ليس في هذه الابتسامة أي سخرية أو تهكم. شعر روزوال ببهجة صادقة لرؤية حال سوبارو. وبالنسبة إلى سوبارو، كان تدفق تلك المشاعر الغامضة مثيرًا للاشمئزاز.
كان ما حصل عليه من سلطة دون قصد لا يزال صالحًا، لكن استخدام الحقوق التي منحته إياها الساحرة بقرار منها جعل مزاجه متوترًا. بالطبع، كان ممتنًا بشدة، ولكن—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شعر بالخوف… فقد واجه شيئًا لم يستطع استيعابه إطلاقًا.
تدخل روزوال مبتسمًا: «اهدآ أنتما الاثنان، سواء غارفيل أو رام. عليكم الآن التزام الصمت… تلك كلمات يجب أن تُقال في اللحظة المناسبة.»
بينما كان روزوال يحدق في عيني سوبارو المرتجفتين، أومأ برأسه وكأنه إيماءة تنمُّ عن مودة مصطنعة.
«لا شك أن الثلوج هي السبب.»
«حسنًا. بما أنك لا تفهم، سأقوم، بوصفي شخصًا يعتقد أنه يفهم، بإرشادك بإرادتي. سأخبرك تحديدًا لماذا، رغم مشاهدتك موت هذين الاثنين ومواجهتك لي، مَن قتلهما بيديه، لا تتصرف بدافع عاطفة.»
«…»
ما زالت حيرة غارفيل من أفعال سوبارو، التي تتضمن حساب الموت، قائمة.
«الأمر بسيط للغاية. أنت لست حزينًا على موتهما. أنت مندهش. ولكن، لا تشعر بالحزن. ولهذا السبب لم تهجم عليَّ بدافع الغضب.»
من كل صوب، تردد صوت أنياب الوحوش، *كيشي كيشي*، أسرى لشهوتها التي لا تعرف شبعًا.
كانت تلك حقًا كلمات شخص يتوهم أنه يدرك ما يدور في عقل الآخر.
من وخز الهواء البارد الذي غطَّى جلده، تيقَّن سوبارو تقريبًا مما يحدث.
«الوضع برمَّته خاطئ. الثلج وإميليا… لو كانت معتكفة في القبر، فالتوقيت المرتبط بتساقط الثلج مختل تمامًا. وإن كانت إميليا مَن أسقطت الثلج، فما هو السبب؟»
‹ما الذي تفهمه أنت!؟ كيف لا أكون حزينًا على موتهما! سأقتلك!!›
ومع استمرار ذلك الإحساس المزعج عالقًا في حلقه، حاول سوبارو تغيير الموضوع بأداء كارثي حتى بمقاييسه. شعر أن عليه التمسك بأي شيء قبل أن ينجرف تمامًا في صوتها الحلو.
طفحت في قلب سوبارو كلمات عديدة، كأصداء غاضبة تتزاحم على شفتيه، جاهزة لتُقال.
«…»
كانت تلك العبارات بلا حصر، تشكَّلت من دوامات من المشاعر العنيفة التي عصفَت بداخله.
وصلت عضة الوحش في وركه إلى أمعائه. لم يتبقَ من أصابع يده اليمنى، التي استخدمها لإبعاد أرنب وثّاَب، سوى الإبهام. وتحت خصره، تراكمت جروح غائرة كشفت عن العظام، وقد نزف منها ما يفوق قدرة الجسد على الاحتمال.
اشتبه غارفيل بإميليا، وامتدت شكوكه بين سكان المستوطنة كالنار في الهشيم. وعلى الرغم من أن أهل قرية إيرلهام أرادوا تصديق إميليا، إلا أن ذكرياتهم عن الثلج كانت مرتبطة بها.
الغضب، واليأس، والحزن، والصدمة— كلها كانت تتأهب للانفجار في أي لحظة لتُمطر المهرِّج المتعالي بوابل من السخط والكراهية.
هناك شيء خاطئ. شيء ما، في مكان ما، بدا غير طبيعي، رغم أن إميليا بدت فاتنة للغاية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… اجعلوا حياتكم في سبيل حمايتي. وبمجرد وصولي إلى القبر، افعلوا ما شئتم.»
«—لأنك تؤمن بأن ما حدث يمكن التراجع عنه، أليس كذلك؟»
«—؟!!»
جلس غارفيل على الأرض، غارقًا في دهشته ودمائه. بينما كانت رام وروزوال يحدقان إليه من أعلى، وفي الوقت ذاته…
غارقين في دمائهما، احتضن كل منهما الآخر، وكأن الألم جمع بين روحيهما في لحظة مأساوية.
ارتعدت أوصاله وتجمد دمه في عروقه. شعر وكأن قلبه انقبض بقبضة قاتلة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم تكن تلك مجرَّد استعارة. بل كان إحساسًا حقيقيًا، وكأن قلبه قد وُضع تحت قبضة مميتة. وقع الكلمات كان شديدًا لدرجة لا توصف.
ارتعدت أوصاله وتجمد دمه في عروقه. شعر وكأن قلبه انقبض بقبضة قاتلة.
صدمته العبارة بقوة مرعبة، إذ بدت كلمات روزوال وكأنها تشير مباشرة إلى ”العودة بعد الموت“. كان القانون الذي تحكمه الساحرة صارمًا وقاسيًا. ربما يتوقف الزمن في تلك اللحظة، وتنبثق الأذرع السوداء لتفرض حكمها. أو ربما، لا تكفي تلك الأذرع وحدها، فتعود الساحرة من جديد، لتلتهم الملجأ بأكمله—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لأن غارفيل كان عقبة تحول دون حديثي معك. أما بشأن رام… فقد ارتكبت بحقها أمرًا مريعًا، لكن تعاونها كان ضروريًّا لإبعاد غارفيل عن طريقي. لولا أنها خلقت لي فرصة، لكانت فرصتي في الانتصار ضئيلة جدًا.»
«… لن تأتي؟»
«قالتها بوجه لطيف، بصوت عذب، بجواري مباشرة… كان ذلك ساحرًا، لا شك في ذلك».
«هذا الترقب… أرى. إذًا لقد عقدتَ معها عهدًا. في ضوء ذلك، أستطيع الآن تقبُّل الكثير من أقوالك وأفعالك السابقة. إنها ماكرة بحق.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«تقبل؟ لا، قبل هذا كله… كيف…؟!»
ابتسم روزوال ابتسامة مشبعة بالعبث عند رؤية ضيوفه غير المتوقعين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أظن يا أنك لا تدرك أنك السبب. اختفاؤك كان له تأثير كبير على قلب الأميرة. لقد أخرجها عن مسارها، ثم دخلت إلى القبر… ولم تخرج منذ ذلك الحين.»
ازداد شحوب وجه سوبارو فيما وضع روزوال يده على ذقنه وأومأ بتفكير. لم يكن هناك شك: لقد لمست كلمات روزوال للتو المحظور الذي يخفيه سوبارو في أعماقه—
صرخ سوبارو في غضب، رافعًا إصبعه باتهام تجاه روزوال على المجزرة التي ارتكبها، لكن الأخير هز رأسه يمينًا ويسارًا وكأنه يقول: ”وهل كانت أفعالك أنت نبيلة بما يكفي لتأخذ هذا الموقف المتعالي؟“
«لـ-لماذا… أنت…»
«أنت… هل أدركت ما كان يحدث لي؟!»
«—يبدو أن الحديث قد انتهى…»
«لأشرح لك، ربما يكون من الأسرع أن أريك بدلًا من الكلام.»
«انتظر! يبدو أنك تتهرَّب مرة أخرى—»
تحت وطأة الغضب المتفجر داخله، تصاعد البخار من الثلج الذي لامس جسد غارفيل، إذ بخر الغليان في داخله كل ما حوله. أطراف أنيابه أخذت تصدر صريرًا وهي تزداد طولًا، فيما بدأ جسده يتضخم، على شفا التحوُّل، حتى بلغ ضعف حجمه الأصلي.
حينما استدار روزوال واتجه نحو السرير، حاول سوبارو أن يقترب منه، لكنه تردد في تخطِّي بركة الدم التي لامست أطراف أصابعه، حيث ترقد جثتا رام وغارفيل.
«بمجرد أن تعتمد السيدة إميليا عليك، لن تتمكن أبدًا من إبعادها. بالطبع، فأنت تحبها… وإذا منحتك محبوبتك السيدة إميليا ثقتها الكاملة، فلن تتمكن من صدَّها.»
في تلك اللحظة، وصل روزوال إلى السرير. دسَّ يده تحت الوسادة، وبدأ يتلمس شيئًا هناك، ثم—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آآه… أم أن هذه محاولة أخرى منك بالفعل؟ الآن بعدما فكرت في الأمر، لا أملك وسيلة لمعرفة ما إذا كنت قد جربت أم لا. يا لها من هفوة كبيرة في حساباتي.»
«…انتظر، لا تقل لي إن هذا…؟»
«كتاب السحر؟ اطمئن. هذا ليس مجرَّد نسخة مقلَّدة، بل هو واحد من النسختين الأصليتين.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تجمد غارفيل في صمته، حيث برزت مشاعر معقدة في عينيه الجادين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
رفع روزوال الكتاب بين يديه، مما ذكَّر سوبارو بالكلمات التي سمعها منه سابقًا. حين تطرق الحديث إلى هذا الأمر من قبل، أوضح روزوال أن هاتين النسختين هما الأصليتان الوحيدتان، وأن إحداهما كانت بحوزة بياتريس. أما الأخرى—
«هل أنت واثق من ذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إذًا… كان معك طوال الوقت!»
«لـ-لماذا… أنت…»
«يبدو أنك لست بحاجة إلى تفسير حول محتويات الكتاب. كما يبدو أنك تعرف تمامًا مَن يمتلك النسخة الأخرى. في هذه الحالة، أظن أنني أجبت عن سؤالك، أليس كذلك؟»
«في وضع مثل هذا، لا يوجد أعداء أو حلفاء، هذا ما قاله. لا سبب يدفعنا لعض بعضنا البعض بلا تفكير. وتخيَّل أنه مجرد شخص عادي متورط في كل هذا.»
«…»
بينما كان سوبارو يحدق في الكتاب الأسود المغلَّف، دوى في أذنيه صوت رنين صاخب، وكأن العالم من حوله بدأ ينهار ببطء.
ارتجف سوبارو، إذ شعر بقشعريرة كأنما أصبع مبتل يمر على طول عموده الفقري.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في الحقيقة، كل شيء جرى وفقًا لمخططات روزوال حتى أدق التفاصيل.
عندما ركز سوبارو أفكاره، محاولًا مطابقة ما يراه مع ذكرياته السابقة، وجد الدليل الذي يبحث عنه. مُتجاهلًا واقع اللحظة الراهنة، أرهق عقله حتى حافة الانهيار، ليصل في النهاية إلى استنتاج ذي معنى.
«كان عليَّ إيجاد طريقة لتمييزك عن البقية…»
في لحظة واحدة، تحطم قلب غارفيل الذي كان ملتهبًا بالكراهية، بفعل رؤية الجروح التي أصابت محبوبته.
كان في يد روزوال الكتاب الثاني للمعرفة— ذلك الكتاب الذي تنبأ بالمستقبل. وكما فعلت بياتريس، التي أحكمت عزلتها عبر قرون أربعة بكتابها الفارغ، فإن روزوال أيضًا كان قد قرأ محتويات هذا الكتاب مرارًا وتكرارًا—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جاءه الصوت من العتمة، وكأنما أطلقه من قفص أفكاره الطويل. أمامه تمامًا، انتهى الممر، ليكشف عن غرفة حجرية تشع بريقًا أزرق خافتًا. وفي قلب الغرفة، وقفت تلك الشخصية الوحيدة.
«غـ… فو…!»
«من مظهرك، يبدو أن بياتريس قد أدت واجبها بطريقةٍ ما.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《٣》
«—واجب؟ ما الذي تعرفه عن واجبها…؟»
قطعت تلك الجملة سيل أفكار سوبارو، وأوقفته مؤقتًا. وبينما واصل عقله محاولة التحقق من المعلومات المتراكمة، اشتعلت في صدره مشاعر الفقد، ليواجه روزوال غضبًا من أجل الفتاة التي كانت في صميم ذلك الألم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أظن يا أنك لا تدرك أنك السبب. اختفاؤك كان له تأثير كبير على قلب الأميرة. لقد أخرجها عن مسارها، ثم دخلت إلى القبر… ولم تخرج منذ ذلك الحين.»
«فقط… قليلًا… نعم. آه، لا بأس، لا بأس… يمكنني فعل هذا… يمكنني فعل هذا…»
هل كان هذا الرجل يدرك حقًا مشاعر بياتريس الحقيقية، تلك الفتاة التي صرخت بمرارة وحدتها؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ألم تكن تعرف ما كانت تعانيه؟! تلك التي ظلت أسيرة تلك الغرفة، متشبثة بوعد قديم مضى عليه زمن طويل… ألم تكن تعرف شيئًا عن دموعها؟!»
«سوبارو، هل تشعر بالنعاس؟»
«بالطبع كنت أعرف. إنها شخص عرفته منذ ولادتي. إحساسها بالكآبة الذي تحمله في قلبها، ورغبتها في التحرر… كانت أمورًا لطالما أدركتها.»
ومثل مَن يمضغ كلماته بمرارة، دفع غارفيل الثلج جانبًا وأمسك بياقة سوبارو، ثم زجَّ به بعنف نحو الحائط خلفه. ارتطم جسد سوبارو، وخرجت من حنجرته آهة مؤلمة، كأنها غصة مغروسة في حلقه.
«—!! إذًا…»
قُذف سوبارو وسط الثلوج، فحاول نفض شيء بارد لمس رأسه، وتمكَّن بصعوبة من الجلوس.
«أتمنى ألا تقول لي: لماذا لم تفعل شيئًا من أجلها؟ أو ما شابه. هل تعرف ماذا أرادت تلك الفتاة من شخص ما ليبدد حزنها؟ لقد سمعت مناجاتها، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان هناك الكثير مما لم يفهمه بعد. لو أمكن، لتمنى لو أنه يجد جوابًا لهذا الوضع الغامض في تلك اللحظة ذاتها. لغز الملجأ، ونحيب بياتريس. لا شك أن إيكيدنا تمتلك الأجوبة لكل ذلك، بل ولكل ما لم يتضح بعد—
أصابت كلمات روزوال قلب سوبارو كطعنة موجعة، حتى شعر وكأن قلبه ينفث دماءً.
خارج القبر، كانت وحوش الأرانب العظيمة قد بدأت في إحاطة المكان. وليس من المستبعد أن تقتحم الداخل قريبًا. وحينها، مثلما ابتلعت روزوال، لن تترك الأرانب أي أثر من إميليا.
نعم، لقد كانت الحقيقة. سوبارو سمع مناجاة بياتريس. حاول أن يمد يده لينقذها، لكن يده رُفضت، وصوته لم يصل إليها، وفي النهاية، سُلبت حياة بياتريس بسيف آثم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في الحقيقة، كل شيء جرى وفقًا لمخططات روزوال حتى أدق التفاصيل.
مسدت إميليا على رأسه. خديها ازدادا احمرارًا، بينما ارتسمت على وجهها ابتسامة لطيفة.
لم يكن في وسع سوبارو امتلاك القوة أو المعرفة الكافية ليداوي جراح أربعة قرون من العزلة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنت مَن تسبب في تساقط الثلج هنا في الملجأ، أليس كذلك، روزوال؟»
بإمكانه أن يعود إلى الوراء، مستخدمًا قدرته لإعادة الأحداث، ليخلق ”فرصة أخيرة“ للتحدث مع بياتريس مرارًا وتكرارًا. لكن كيف يمكن علاج حزن استمر أربعة قرون؟
صوت غارفيل العميق، المليء بالعزم، قطع محاولة سوبارو التعبير عن قلقه بشأن رام. أحسَّ سوبارو بشيء من الحسد إزاء هذا التصميم الجازم؛ فبينما كان غارفيل يتمسك بموقفه حتى لو ثبت أن مَن يحبها قد تكون عدوته، امتلك قلبًا من فولاذ. وهو ما كان سوبارو يتمنى لو امتلكه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن سوبارو مدركًا تمامًا إلى أي حدٍّ يرغب في أن يكون الأهم بالنسبة لإميليا. لكنه ليس مغرورًا بما يكفي ليصدق أنه يحتل هذه المكانة بالفعل.
لا يستطيع إعادة عقارب الزمن لتغيير السنوات الطويلة التي قضتها بياتريس بين رفوف أرشيف الكتب المحرَّمة.
لهذا السبب—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—لكن لا أخفي أنني أحسدها.»
كان هذا الجواب العبثي امتدادًا لوضعٍ يفوق التصور. تعليق مجنون على مصير مجنون. ما الذي يجري؟
تسللت تلك الكلمات، وكأنها همسة عابرة، إلى أذنَي سوبارو المنهكتين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يصدق ما سمعه للتو. رفع وجهه وحدق في فم روزوال، ذلك الفم الذي نطق بتلك الكلمات المستفزة. لكن روزوال لم ينتبه لنظراته، بل تابع كلامه مع تنهيدة غامضة:
«مم؟ لماذا ماذا؟»
«—لأنك تؤمن بأن ما حدث يمكن التراجع عنه، أليس كذلك؟»
«تمكنت بياتريس من الاختفاء، محققة أمنيتها العزيزة. وهذا هو المغزى من كونك هنا الآن، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أمنيتها العزيزة…؟ هل… هل تقصد أن موتها بتلك الطريقة كان أمنيتها العزيزة؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه، أنا… آسف… جسدي استسلم فجأة…»
«تلك كانت رغبتها. ما يتمناه كل شخص في نهايته هو أمر لا ينبغي للآخرين الاستهانة به، ورغباتها كانت تخصها وحدها. لا يحق لك أو لي تدنيس نهايتها.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لقد قتلت رام وغارفيل، ثم تأتي لتلقي عليَّ مثل هذا الكلام؟!»
أطلق غارفيل صوتًا منخفضًا أشبه بالهدير، بينما أطلقت رام، التي وقفت في زاوية الغرفة، تنهيدة ملؤها الاستهجان. وكما توقعا عند القبر، كانت رام بالفعل تنتظر إلى جانب روزوال، حتى في ظل هذا الثلج المتساقط.
صرخ سوبارو في غضب، رافعًا إصبعه باتهام تجاه روزوال على المجزرة التي ارتكبها، لكن الأخير هز رأسه يمينًا ويسارًا وكأنه يقول: ”وهل كانت أفعالك أنت نبيلة بما يكفي لتأخذ هذا الموقف المتعالي؟“
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كما كانت تفعل إيكيدنا داخل القبر، حيث تقبع في قصر أحلامها المنفصل عن الواقع، فهل ورث روزوال الذكريات حتى بعد عودة سوبارو بالموت؟
سمع سوبارو مناجاة بياتريس وآلامها. ومع ذلك، كيف يمكن لرجل مثل روزوال، الذي لم يفعل شيئًا من أجلها، أن يتصرف وكأنه يفهم بياتريس حقًا؟
«بمجرد أن تعتمد السيدة إميليا عليك، لن تتمكن أبدًا من إبعادها. بالطبع، فأنت تحبها… وإذا منحتك محبوبتك السيدة إميليا ثقتها الكاملة، فلن تتمكن من صدَّها.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أفهم، أفهم… —إذًا هكذا ينتهي الأمر؟»
كيف يمكن فهم أمنيتها بالموت؟ تلك الأمنية لم تكن ما أرادته حقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وإلا، لماذا حمت سوبارو في النهاية؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «مصلحة؟ لم تُدر ظهرك لها أبدًا، هراء! أنت… حتى أنت، الأمر يتعلق بذلك الكتاب، أليس كذلك؟! أنت تتبع ما كُتب فيه، أليس كذلك؟! هل ستخبرني بنفس ما قالته بياتريس؟! أن كل ما فعلته حتى الآن -وما تفعله في هذا الملجأ- هو…!»
«كما قلت، أنا أحسدها. —ففي النهاية، يبدو أن أمنيتي العزيزة لن تتحقق أبدًا.»
«إذًا، تساقط الثلج بهذه الغزارة…»
كيف يمكنه أن يقول هذا بكل هذا الهدوء وبتلك الوقاحة؟! اشتعل غضب أسود في أعماق سوبارو.
«—؟»
كان استنتاج روزوال يصف حالة إميليا في القبر بدقة، وكأنه يراها بعينيه.
حتى تلك اللحظة، لم يستوعب سوبارو كلمة واحدة مما نطق به روزوال. كان ذهنه غارقًا في فوضى عارمة.
أربع مقاطع قصيرة تحولت إلى اسم، ومع الرد الذي تلقاه، اجتاح شعور هائل سوبارو كأنما صاعقة اخترقته.
《٨》
ومع ذلك، أثار ما قاله روزوال أخيرًا شعورًا غريبًا ومُقلقًا في نفس سوبارو، كأن هناك نغمة نشازًا تخترق عقله.
تحقيق أمنية عزيزة؟ تلبية رغبة؟ بدا الأمر خاطئًا وغير متناسق. أما فيما يخص رغبته هو—
«تييي- هييي.» ضحكت إميليا فجأة، ضحكة صغيرة ولطيفة.
«ما الذي… تريده إذًا؟ ما رغبتك؟ ولماذا… لماذا تفعل كل هذا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ليس…»
«مـ-ماذا تحاول أن تقول…؟»
«لن أفصح عنها. لديَّ عهد لا يمكنني نقضه، تمامًا كما هو حالك. ما قلته حتى الآن هو أقصى ما أستطيع تقديمه لك من تنازلات. لكن دعني أقول هذا.»
أربكت تلك النظرة سوبارو؛ إذ شعر وكأن روزوال، رغم جروحه البالغة وشحوب وجهه، قد انهار من مكانته التي تفوق الرجال العاديين.
«…»
«—لكن لا أخفي أنني أحسدها.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنا أبذل قصارى جهدي دائمًا، وأتصرف بما يخدم مصلحتي في تحقيق رغبتي العزيزة. كل مخططاتي، تجديفي، دعمي ومساعدتي— كلها من أجل ذلك الهدف. لم أُدر ظهري له أبدًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أكد روزوال بصراحة وجرأة، وبدون أي خجل، أنه كان مخلصًا في كل أفعاله حتى اللحظة.
تجاوز البرد القارس في الملجأ كل توقعات سوبارو الفاترة.
كيف يمكنه أن يقول هذا بكل هذا الهدوء وبتلك الوقاحة؟! اشتعل غضب أسود في أعماق سوبارو.
لم يدرك سوبارو مغزى السؤال.
«ولعلك تسأل: ماذا أستفيد من عزل السيدة إميليا؟ حسنًا، السيدة إميليا ضعيفة للغاية، في واقع الأمر. ليس غريبًا أن تُلقي بنفسها بين يدي ”شخص“ يستطيع تقبُّلها. وإذا كان هذا الشخص يرغب في دعم السيدة إميليا بكل جوارحه، فذلك أفضل بكثير.»
شعر سوبارو أن غضبه يبدو أنانيًّا، وربما منفصلًا عن مشاعر الحقد والاحتقار التي حملها طوال رحلته حتى تلك اللحظة. لكنه لم يستطع السيطرة عليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنت… هل أدركت ما كان يحدث لي؟!»
«مصلحة؟ لم تُدر ظهرك لها أبدًا، هراء! أنت… حتى أنت، الأمر يتعلق بذلك الكتاب، أليس كذلك؟! أنت تتبع ما كُتب فيه، أليس كذلك؟! هل ستخبرني بنفس ما قالته بياتريس؟! أن كل ما فعلته حتى الآن -وما تفعله في هذا الملجأ- هو…!»
في المحاولة الأولى التي اكتشف فيها سوبارو ذلك الكتاب، أخبرته بياتريس أنها تتبع ما كُتب فيه حرفيًّا. لكن ذلك كان كذبًا؛ فقد اكتشف سوبارو لاحقًا أن صفحات كتابها كانت فارغة.
هل كان هذا الرجل يدرك حقًا مشاعر بياتريس الحقيقية، تلك الفتاة التي صرخت بمرارة وحدتها؟
وماذا عن كتاب روزوال إذًا؟ هل كان المستقبل مكتوبًا بدقة فيه؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما غرس روزوال أظافره في خاصرة سوبارو الملقى على الأرض، أمال رأسه كما لو كان هذا مجرد موقف عادي. لم يعتمد على قوة ركلاته بقدر ما استغل معرفته الدقيقة بنقاط الضعف، ليزيد عذاب سوبارو بدقة مؤلمة.
«الأ-الأرانب…!»
«هل سقوط الثلج أيضًا وفقًا لما في الكتاب؟! هل الكتاب أخبرك أن تُسقط الثلج؟ ما الغاية من هذا بحق؟!»
«الأمر واضح.؛ لعزل السيدة إميليا.»
من كل صوب، تردد صوت أنياب الوحوش، *كيشي كيشي*، أسرى لشهوتها التي لا تعرف شبعًا.
«—هـ…ـاه؟»
«حين أراكما واقفين جنبًا إلى جنب، تصبح كلماتك أكثر إقناعًا بكثير…»
بدعوة من الصوت، خطا إلى الأمام بخطى ثقيلة، وفي وسط الغرفة، وقفت فتاة تنظر إليه وتقول:
«يبدو أن عليَّ التكرار. هذا الثلج يضر بالسكان، ويؤدي إلى عزل السيدة إميليا، مما يجعلها في حالة نفسية مضطربة. ولولا هذا الثلج، لما وصلت إلى تلك الحالة، أليس كذلك؟»
ورغم أن الكلمات بدت قاسية، إلا أن وقعها على مسامع سوبارو كان يوحي وكأن غارفيل يحاول إقناع نفسه بها.
كان استنتاج روزوال يصف حالة إميليا في القبر بدقة، وكأنه يراها بعينيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «قتلك سيكون كمن يضع العربة أمام الحصان، ألا تعتقد؟ سيكون موتك مزعجًا بالنسبة لي. فأنا بحاجة ماسَّة إلى أن تغتنم الفرصة التالية، مهما حدث لك.»
تقدمت الأمور تمامًا كما تنبأ روزوال. لكن المسألة لم تكن في النتائج؛ بل في التفكير المتطرف الذي قاده لاتخاذ مثل هذا القرار.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أطلق روزوال زفرة ثقيلة، وكأن الكلمات فقدت معناها لديه.
وقف سوبارو في حيرة من أمره، فيما فتح روزوال ذراعيه قليلًا وكأنه يشرح أمرًا بديهيًّا.
لكن رؤية ذلك المشهد بعينه أصابت قلبه بصدمة عميقة، صدمة يستحيل فهمها.
«هذا المكان مرتبط بساحرة، والسيدة إميليا تقف في مواجهة التجربة لتحرير الملجأ. في مثل هذا الوضع، إذا هطل الثلج في غير موسمه في المكان الذي توجد فيه… يمكن تخيُّل ما سيحدث، أليس كذلك؟»
تبدل لون وجه سوبارو حين استشفَّ ما تخفيه تلك النظرة؛ فقد سبق له في حلقة زمنية سابقة أن رأى غارفيل ينهي حياة رام بيديه.
«لـ-لماذا… أنت…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com توقف سوبارو عن الكلام فجأة، إثر إحساس غير متوقع. أصابعها تسللت بين خصلات شعره الأسود وبدأت تملس على رأسه برفق.
«في مثل هذه الظروف، يكون انعدام الدهاء لدى غارفيل مفيدًا للغاية. ستجعله شكوكه الطبيعية يلقي اللوم مباشرة على السيدة إميليا، بصوت عالٍ كعادته. وهنا يأتي دور ذكريات سكان قرية إيرلهام. فهم يعرفون عن موجة البرد الموضعية التي تستطيع السيدة إميليا -أو بدقة أكبر، الروح العظمى- أن تتسبب بها.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سرت قشعريرة في جسد سوبارو بينما كان روزوال يتحدث. كان يشير إلى تلك الموجة الباردة التي عرفها سكان القصر والقرية سابقًا، عندما تساقط الثلج خارج موسمه حول قصر روزوال.
وسط هذه اللحظة التي حملت في طياتها إلحاحًا وصدقًا عميقين، ارتسمت ابتسامة على وجه روزوال وهو ينظر إلى سوبارو.
«كان عليَّ إيجاد طريقة لتمييزك عن البقية…»
تلك اللحظات كانت فترة سلام ممتعة بين سكان القصر وأهل القرية. لكن روزوال كان يستغل تلك الذكريات الآن.
وماذا عن كتاب روزوال إذًا؟ هل كان المستقبل مكتوبًا بدقة فيه؟
كان مقيدًا برغبته الأنانية في البقاء إلى جانبها خلال لحظاته الأخيرة.
في الحقيقة، كل شيء جرى وفقًا لمخططات روزوال حتى أدق التفاصيل.
«إميليا؟»
فقد خرج وحده، تاركًا الفتاة التي يُرجَّح أنها سبب هذا الثلج خلفه.
اشتبه غارفيل بإميليا، وامتدت شكوكه بين سكان المستوطنة كالنار في الهشيم. وعلى الرغم من أن أهل قرية إيرلهام أرادوا تصديق إميليا، إلا أن ذكرياتهم عن الثلج كانت مرتبطة بها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد كانت إميليا هي من أسقط الثلج، وكل ذرة تراب في تلك الأرض، في ذلك العالم، حملت مبررًا لإلصاق كل جريمة بها، بغض النظر عن الفاعل الحقيقي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أظن يا أنك لا تدرك أنك السبب. اختفاؤك كان له تأثير كبير على قلب الأميرة. لقد أخرجها عن مسارها، ثم دخلت إلى القبر… ولم تخرج منذ ذلك الحين.»
ذلك كان الشيطان المسمى بالتحامل، الذي أذاق إميليا مرارة الألم على مدار سنوات طويلة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ولعلك تسأل: ماذا أستفيد من عزل السيدة إميليا؟ حسنًا، السيدة إميليا ضعيفة للغاية، في واقع الأمر. ليس غريبًا أن تُلقي بنفسها بين يدي ”شخص“ يستطيع تقبُّلها. وإذا كان هذا الشخص يرغب في دعم السيدة إميليا بكل جوارحه، فذلك أفضل بكثير.»
وسرعان ما تجسد ذلك الشعور الغريب أمام عينيه.
«انتظر، انتظر… انتظر لحظة، انتظر!»
استمرت اعترافات روزوال، وأثارت تلك الكلمات في نفس سوبارو خوفًا غريزيًّا جعله يرفع يديه.
لقد ارتكب روزوال العديد من الخطايا الفادحة لتحقيق هدف غامض بالنسبة لسوبارو، ولم يقتصر هذا المسار على هذه الحلقة فقط؛ بل كان نهج هذا الرجل في كل مرة ومضة من المستقبل القادم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هل تبقى معي إلى الأبد؟ طالما أنك بجانبي، لا أحتاج إلى أي شيء آخر.»
شعر وكأن حقيقة مروِّعة، أو معلومة صادمة، قد كُشفت أمامه في تلك اللحظة.
«… إيه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—رسالة؟»
وكأن تلك الكلمات كانت المفتاح لفهم نوايا روزوال الحقيقية— وما إن عرفها، لم يعد بإمكانه التراجع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «استمع جيدًا ياسوبارو.لديك شيء مهم شيء واحد عزيز عليك بحق. تجرد من كل شيء آخر. تخلَّ عن كل ما سواه وفكر فقط في حماية ذلك الشيء الغالي على قلبك.»
«بمجرد أن تعتمد السيدة إميليا عليك، لن تتمكن أبدًا من إبعادها. بالطبع، فأنت تحبها… وإذا منحتك محبوبتك السيدة إميليا ثقتها الكاملة، فلن تتمكن من صدَّها.»
«هذا ليس…»
تكررت في ذهنه مرارًا صورة وجنتيها المحمرتين وارتعاشة شفتيها وهمساتها الحانية بالحب.
ومَن يدرك عبثية الأمور لا بد أن يصاب بالاضطراب. ليس هناك سبيل لأن يكون عاقلًا بعد كل هذا.
‹لا. لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا.›
لقد قاوم سوبارو هذا الشعور في تلك اللحظة التي لجأت إليه إميليا في القبر. تحمل كل ذلك لأنه علم أن تلك لم تكن مشاعرها الحقيقية، ولم يسمح لنفسه أن يغرق في مشاعر حب مزيفة ليست سوى ظل باهت للحقيقة—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أرى أنك ترفض هذا اليوم. يا للخسارة بالنسبة لي. يبدو أن النسخة الحالية منك منشغلة بأمور جانبية أكثر مما ينبغي.»
«دع ذلك لوقتٍ لاحق. اتبعني. قرار إيزولتي أعاد الأمور إلى نصابها. يغضبني ذلك، لكنك الوحيد الذي يمكنني الاعتماد عليه. سنتجه إلى القبر.»
«أمور جانبية؟ انتظر… هل هذا السبب وراء ما فعلته برسالتي؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—رسالة؟»
توقف غارفيل، بينما ألقى سوبارو نظرة من خلف كتفه على ظل المبنى الكبير المحجوب بستار من الثلج المتطاير، ليؤكد أن القبر كان هناك. شعر بأنفاسه تتباطأ قليلًا.
تسللت الشكوك إلى كلمات روزوال وهو يطرح السؤال على نفسه. لكن سرعان ما تخلَّى عن تلك الشكوك.
«انتظر! يبدو أنك تتهرَّب مرة أخرى—»
تقدَّم خطوة واحدة، غامرًا في بركة الدماء، مما دفع جسد سوبارو إلى الارتداد لا إراديًّا إلى الخلف. لوَّح روزوال بذراعه الطويلة، مرتسمًا على وجهه ابتسامة حزينة، ثم قال:
«الاعتقاد بأن مستخدمي السحر لا يمكنهم القتال بلا سلاح… ضرب من التحيز، تراه؟ إنه الفخ الذي حتى الساحرات يقعن فيه أحيانًا. احرص على تذكُّر هذا لاحقًا.»
«النسخة الحالية منك غير كافية لتحقيق المستقبل الذي ورد في النص. وأي انحراف عما هو مسجَّل يتطلب تصحيحًا.»
في تلك اللحظة، وصل روزوال إلى السرير. دسَّ يده تحت الوسادة، وبدأ يتلمس شيئًا هناك، ثم—
نفض سوبارو الثلج المتراكم عن كتفيه، ثم ركَّز ذهنه على الوصول إلى المستوطنة، ساعيًا لفهم الوضع.
«هل تنوي… قتلي؟»
وسط تلك الأجواء المشحونة، بدت ضحكتها وكأنها قادمة من عالم آخر. ضحكة بريئة وكأن شيئًا لم يكن يحدث، كما لو كان سوبارو قد ألقى مزحة عفوية في أيامهما العادية داخل القصر. وكأنها نسيت واجبها تجاه المحاكمة.
«قتلك سيكون كمن يضع العربة أمام الحصان، ألا تعتقد؟ سيكون موتك مزعجًا بالنسبة لي. فأنا بحاجة ماسَّة إلى أن تغتنم الفرصة التالية، مهما حدث لك.»
«ما هذا الذي…؟»
«—ماذا؟»
تقدم روزوال بخطوة واحدة إلى الأمام. انثنت ساقه اليمنى، ثم انطلقت بسرعة خاطفة.
تسببت كلمات روزوال في ارتباك سوبارو للحظة، لكنه استوعب سريعًا معناها، وفي الوقت ذاته أدرك اختلافها عن الحقائق التي يعرفها.
ابتسم روزوال بخبث: «يا لها من طريقة همجية في التفكير… يبدو أن غارف هو غارف، كما هو معتاد.»
«إميليا بالداخل. مع معرفتك بذلك، ألم تفكر في الدخول بنفسك؟»
بناءً على ما هو مكتوب في كتاب المعرفة، أدرك روزوال أن سوبارو يخوض حلقات زمنية. لكنه لم يكن يعلم أن الموت هو الزناد الذي يفعِّل العودة بالزمن.
وعليه، اعتقد روزوال أنه لا يمكنه قتل سوبارو ما لم يُفعِّل الحلقة بنفسه عن طواعية. إذا كانت الأمور على هذا النحو، فهناك فرصة للنجاة—
«على أي حال… المستوطنة في هذا الاتجاه…»
«لن أقتلك. لكن، أستطيع فعل أي شيء آخر بك. أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «دونو لا أدري إلى أي مدى تعرَّف الآخرين، لكن رجالنا ونسائنا ومَن في قريتك موجودون جميعًا في الكاتدرائية. جاء الرجل المزعج بهذه الفكرة.»
في اللحظة التالية، تلقى سوبارو ضربة عنيفة اخترقت ضلوعه وكأنها تستهدف ضفيرة معدته مباشرة، لترسله مرتطمًا بالجدار بقوة.
«غـ-آه…»
رفع روزوال الكتاب بين يديه، مما ذكَّر سوبارو بالكلمات التي سمعها منه سابقًا. حين تطرق الحديث إلى هذا الأمر من قبل، أوضح روزوال أن هاتين النسختين هما الأصليتان الوحيدتان، وأن إحداهما كانت بحوزة بياتريس. أما الأخرى—
«بالنظر إلى كيف سيتطور ما بيننا بعد هذا، لا أظن أن هذه التصرفات مني لائقة. هل استخدمت المصطلح بالشكل الصحيح؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «تمكنت بياتريس من الاختفاء، محققة أمنيتها العزيزة. وهذا هو المغزى من كونك هنا الآن، أليس كذلك؟»
تحت وطأة الغضب المتفجر داخله، تصاعد البخار من الثلج الذي لامس جسد غارفيل، إذ بخر الغليان في داخله كل ما حوله. أطراف أنيابه أخذت تصدر صريرًا وهي تزداد طولًا، فيما بدأ جسده يتضخم، على شفا التحوُّل، حتى بلغ ضعف حجمه الأصلي.
«غـواا! غـ-غيااا!»
رغم أنها بدت فاتنة للغاية وهي تتجاوب مع سوبارو…
بينما غرس روزوال أظافره في خاصرة سوبارو الملقى على الأرض، أمال رأسه كما لو كان هذا مجرد موقف عادي. لم يعتمد على قوة ركلاته بقدر ما استغل معرفته الدقيقة بنقاط الضعف، ليزيد عذاب سوبارو بدقة مؤلمة.
ومع احتضار سوبارو تحت وطأة الألم، استمر روزوال في إنزال ضرباته عليه بلا هوادة— لكمات وركلات وأحيانًا ضربة قاسية على رأسه، حتى سالت من محجر عينه اليسرى دموع من دماء.
تذكَّر سوبارو أن الأرانب العظيمة هاجمت الملجأ، وفقًا لما يعرفه، في اليوم الخامس. كان يفترض أن هناك متسعًا من الوقت. فما الذي دفعها إلى الظهور بهذه السرعة؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com همس سوبارو بشفاه مرتجفة ومخدَّرة، وهو يرفع قدميه من بين الثلوج التي غمرته حتى كاحليه.
ومع كل هذا، لم يمت. لم تحدث العودة بالموت. لم تتكرر الحلقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في الغرفة الحجرية، نامت إميليا بسلام تحت معطف سوبارو.
«…فعلت كل هذا، ومع ذلك لا تحاول مرة أخرى؟ تبدو عنيدًا للغاية.»
«نعم… ربما قليلًا.»
«أنـا… أنا… أنا…»
«قالتها بوجه لطيف، بصوت عذب، بجواري مباشرة… كان ذلك ساحرًا، لا شك في ذلك».
«آآه… أم أن هذه محاولة أخرى منك بالفعل؟ الآن بعدما فكرت في الأمر، لا أملك وسيلة لمعرفة ما إذا كنت قد جربت أم لا. يا لها من هفوة كبيرة في حساباتي.»
بينما نادى غارفيل باسم الفتاة التي في أحضانه، انطلق منه زئير غاضب مصحوبًا بنزيف دموي، في حين بدأت ذراعه تشع بضوء شاحب. أدرك سوبارو على الفور أن الطاقة المتدفقة من ذلك الضوء اللامع ما هي إلا سحر شفاء.
كلمات روزوال الأخيرة، موته المهيب، ندمه على فقدان رام وغارفيل، غموض مصير بيترا وفريدريكا، عجزه عن إنقاذ ريم وبياتريس— كلها كانت تمزق قلب سوبارو.
كانت نظرات روزوال المشفقة الموجهة نحو سوبارو تحمل سخرية مبطَّنة أثارت في نفسه مرارة أشد من الألم نفسه. لكن ما دفع الألم الحقيقي إلى التسرب من شفتي سوبارو كان شيئًا أعمق وأثقل، دائم الحضور في أعماقه:
«سوبارو.»
«روز…وال… أنت… تتحدث وكأني جربت… مرات كثيرة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—هذا ليس منطق إنسان.»
«أوه؟ يبدو أننا نخوض في موضوع بالغ الأهمية الآن؟ هيا أخبرني.»
«أنا… سكان الملجأ لا يمكنهم الدخول. هذا هو القانون. وأنا أحد سكان هذا المكان.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنا… مَن يطرح عليك السؤال… لماذا… تتصرف… وتخطط بناءً على افتراض أنني… أو أن أحدًا آخر… يمكنه إعادة الأمور؟ هل تعتقد حقًا…؟»
«سأكون سعيدة… إذا كنت تشعر نحوي بنفس الطريقة، سوبارو…»
أخيرًا، تحولت الهواجس التي لطالما رافقته إلى شك ملموس.
كانت تلك حقًا كلمات شخص يتوهم أنه يدرك ما يدور في عقل الآخر.
ذلك الشك كان أن روزوال يمتلك وسيلة لوراثة الذكريات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كما كانت تفعل إيكيدنا داخل القبر، حيث تقبع في قصر أحلامها المنفصل عن الواقع، فهل ورث روزوال الذكريات حتى بعد عودة سوبارو بالموت؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—واجب؟ ما الذي تعرفه عن واجبها…؟»
«الآن بدأت أشعر بالقلق. ليس لديَّ وقت لهراءك. إذا كنت ترى هذا الثلج، فلا حاجة لتفسير لماذا لا يمكنني الحديث معك أثناء شرب الشاي، اللعنة.»
وإلا، فلن يكون منطقيًا كيف يمكنه التخطيط معتمدًا على إمكانية إعادة الأمور.
«يا للغرابة! ألا ترى أن اجتماعكم في هذا الوقت بالذات أمر مثير للاهتمام؟»
«إذا كان الأمر كذلك… فهذا مقبول. لكن إن كان صحيحًا… فلا أستطيع…»
شخص ما داخل الملجأ كان يحرك الخيوط؛ أخفى رسالة سوبارو، وأقنع إميليا بأن تعتكف في القبر، وأجَّج غضب غارفيل تجاهها.
أحاطت الرياح بساقه المنثنية وهي تندفع لتسدد ضربة مباشرة إلى مؤخرة رأس غارفيل، محدثة صوتًا ثقيلًا أشبه بكسر بيضة. وفي لحظة، تحطمت جمجمته، وانتشرت خصلات شعره الأشقر الملطخة بالدماء على الأرض في مشهد بدا غير واقعي.
لا أستطيع مسامحتك. إذا كان كلاهما قد ورث تلك الذكريات، فلن يكون هناك مجال لاستمرار العلاقة بينهما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد ارتكب روزوال العديد من الخطايا الفادحة لتحقيق هدف غامض بالنسبة لسوبارو، ولم يقتصر هذا المسار على هذه الحلقة فقط؛ بل كان نهج هذا الرجل في كل مرة ومضة من المستقبل القادم.
بخطوات متثاقلة ثم بخطوات متسارعة، ركض سوبارو متخليًا عن تردده، ليندفع بقوة نحو هدفه. خلفه، أدركت الوحوش الشيطانية أن الفريسة الجديدة قد ولَّت هاربة، فقفزت الأجساد الصغيرة في أثره، لا تعرف سوى الجوع. التزمت النسخ بالأوامر، تقاتل دون هوادة، متجاهلة مصيرها في سبيل حمايته من الوحوش الطاردة.
إذا كان الأمر كذلك، فإن المستقبل الأمثل الذي يسعى إليه سوبارو، وأهداف روزوال—
«الوضع برمَّته خاطئ. الثلج وإميليا… لو كانت معتكفة في القبر، فالتوقيت المرتبط بتساقط الثلج مختل تمامًا. وإن كانت إميليا مَن أسقطت الثلج، فما هو السبب؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—يبدو أن الحديث قد انتهى…»
لم يفقد أي من سوبارو وغارفيل عداءهما تجاه بعضهما البعض. ولكن كما حدث عندما واجها الساحرة، وضعت هذه المهمة اللحظية كليهما على نفس الصفحة، وهكذا ساروا معًا في تلك اللحظة.
لكن بينما بدأت كلمات سوبارو المتكسرة تخفت، التفت روزوال نحو نافذة الغرفة. وفي زاوية عين سوبارو المغمضة، ضاقت عينا روزوال قليلًا قبل أن ينطق بكلمة واحدة:
«هذا جنون! أعني، تركت لها رسالة ملائمة وكل…»
«غوا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ليس الأمر بسبب برودة الطقس التي تشتت انتباهه عن الألم؛ بل ارتبط ذلك بطبيعة العداء الذي يواجهه.
تحت وطأة الغضب المتفجر داخله، تصاعد البخار من الثلج الذي لامس جسد غارفيل، إذ بخر الغليان في داخله كل ما حوله. أطراف أنيابه أخذت تصدر صريرًا وهي تزداد طولًا، فيما بدأ جسده يتضخم، على شفا التحوُّل، حتى بلغ ضعف حجمه الأصلي.
على الرغم من همسه بالكلمة بصوت منخفض، إلا أن النتيجة كانت ساطعة بلون أحمر متوهج.
«هل أنت واثق من ذلك؟»
انطلق كرة نارية قرمزية بحجم قبضة اليد بسرعة سهم، مخترقة النافذة ومذيبة زجاجها في طريقها، لتصيب مباشرة الظل الذي حاول التسلل عبر النافذة.
وسرعان ما تجسد ذلك الشعور الغريب أمام عينيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن هذا جوابًا على سؤاله. ومع ذلك، نظرت إميليا إلى سوبارو بإخلاص شديد. لم يكن في عينيها سوى سوبارو. سوبارو وحده، ولا أحد غيره.
احترق الهدف بالكامل في غمضة عين، متحولًا إلى رماد، ولم يتبقَّ منه سوى صوت صرخاته المحتضرة: «كيي، كيي…»
«ما هذا الذي…؟»
«إذًا، تساقط الثلج بهذه الغزارة…»
«أمور جانبية؟ انتظر… هل هذا السبب وراء ما فعلته برسالتي؟»
«أفهم، أفهم… —إذًا هكذا ينتهي الأمر؟»
في ظلمة الممر، ترددت صوت خطوات سوبارو، بينما لم يسأل قلبه سوى سؤال واحد:
شهق سوبارو عندما قبض روزوال على عنقه من الأمام ورفع جسده بسهولة بيد نحيلة. أنَّ سوبارو وتلوى في محاولة للفرار، لكن روزوال لم يعر مقاومته أي اهتمام. بخطى سريعة، جرَّه بلا رحمة نحو الباب، ليخرجه بعنف من المنزل ويقذفه إلى الخارج، حيث هبَّت رياح باردة تعصف بلا شفقة.
وسط هذه اللحظة التي حملت في طياتها إلحاحًا وصدقًا عميقين، ارتسمت ابتسامة على وجه روزوال وهو ينظر إلى سوبارو.
بالنسبة لغارفيل، كان المهم هو كشف المتسبب في الأزمة التي ألمت بالملجأ، وليس مشاعر روزوال.
قُذف سوبارو وسط الثلوج، فحاول نفض شيء بارد لمس رأسه، وتمكَّن بصعوبة من الجلوس.
ثم أدرك ما كان أمامه، فتسمر في مكانه وعقدت الدهشة لسانه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ترك روزوال برهة قبل أن يتابع حديثه: «—هل سمعت هذا مني، كما أظن؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ليس في هذه الابتسامة أي سخرية أو تهكم. شعر روزوال ببهجة صادقة لرؤية حال سوبارو. وبالنسبة إلى سوبارو، كان تدفق تلك المشاعر الغامضة مثيرًا للاشمئزاز.
سمع صوت *سكرت سكرت* حادًّا، أشبه باحتكاك أشياء صلبة ببعضها، وكان هذا الصوت مألوفًا بالنسبة له— تلك كانت أنشودة أنياب مصممة لتمزيق فرائسها. إنه صوت جرَّبه من قبل.
من كل صوب، تردد صوت أنياب الوحوش، *كيشي كيشي*، أسرى لشهوتها التي لا تعرف شبعًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فجأة، بينما كان سوبارو يحدق في الثلج، طرح هذا السؤال على غارفيل الذي يمشي أمامه. لم تجعل الكلمات غارفيل يلتفت إليه.
امتزج الفراء الأبيض الناصع تمامًا مع مشهد الثلج الذي غطَّى أراضي الملجأ، بينما ارتجفت أجساد صغيرة لا تكاد تملأ راحة اليد، وأخذت أعينها المستديرة تتفحص المكان ببراءة مخادعة. كانت تلك المخلوقات تبدو لطيفة، لكنها ليست سوى أدوات عشوائية للقتل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وكأن تلك الفكرة أشعلت عزمه، دفع سوبارو جسده المتألم إلى الوقوف بصعوبة. مسح دماء أنفه بكمه، وتقدم نحو روزوال مع اقتراب هجوم الأرانب الوشيك.
«الأ-الأرانب…!»
في حين كان غارفيل يصر على غضبه ويؤكد مشاعره الغاضبة، جاءت إجابة سوبارو من حيث لم يتوقع. كان وقعها مفاجئًا إلى درجة أن غارفيل لم يستطع إلا أن يحدق فيه بذهول.
في ذهنه المثقل، لم تتردد سوى صورة فتاة واحدة.
ارتعش سوبارو وهو يصيح بذهول أمام ظهور ”الأرنب العظيم“، أحد الوحوش الثلاثة العظيمة.
ومع صرخته، كما لو أن الفزع استدعى الكارثة، قفزت الوحوش من بين الثلوج واحدة تلو الأخرى. أصدرت تلك الكائنات الصغيرة أصوات *كيي، كيي*، بينما استمر صوت *سكرت سكرت* يصاحب تحريك أنيابها، وعددها تجاوز حدود العد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—سوبارو؟»
هذه الوحوش، التي لم يبقَ لها من غرائز سوى جوع لا يشبع، وصلت إلى الملجأ.
‹—هل اجتاح الأرنب العظيم الملجأ بالفعل؟›
«لكن… هذا جنون. اليوم هو الثاني فقط… لماذا يحدث هذا الآن…؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تذكَّر سوبارو أن الأرانب العظيمة هاجمت الملجأ، وفقًا لما يعرفه، في اليوم الخامس. كان يفترض أن هناك متسعًا من الوقت. فما الذي دفعها إلى الظهور بهذه السرعة؟
توقف غارفيل، بينما ألقى سوبارو نظرة من خلف كتفه على ظل المبنى الكبير المحجوب بستار من الثلج المتطاير، ليؤكد أن القبر كان هناك. شعر بأنفاسه تتباطأ قليلًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا شك أن الثلوج هي السبب.»
حاول سوبارو الإشارة إلى أن غارفيل كان بإمكانه انتهاك القاعدة والدخول بنفسه.
«—! دافني قالت إن الأرانب تتغذى على الطاقة السحرية؛ وكلما زادت المانا، كان أفضل لها…!»
ومع ذلك، ها هي مستيقظة أمامه، مما يعني أن محاكمتها قد انتهى—
خلال لقائه العابر مع الساحرات، أخبرته ”ساحرة الشراهة“؛ دافني، أن الأرانب تنجذب إلى المانا. وعلى الرغم من أنه لم يجد بعد وسيلة لاستغلال هذه المعلومة لمواجهة تهديد الوحوش، إلا أن الحقيقة كانت واضحة الآن—
هناك شيء خاطئ. شيء ما، في مكان ما، بدا غير طبيعي، رغم أن إميليا بدت فاتنة للغاية.
«الثلج…! لا شيء يمنعها من التهام السحر العظيم الذي يتحكم في الطقس. لهذا السبب…!»
«…»
كان ذلك يعني موتها— لكن حتى مع علمه بذلك، لم يطلب سوبارو من إميليا الهروب.
«بالنسبة إلى الأرنب العظيم، هذا المكان مثالي للتغذية. السكان ذوو الدماء الشبيهة بالبشر تلقُّوا بركة مانا غزيرة منذ ولادتهم… والأهم من ذلك، أن الجميع -بما فيهم القرويون الذين تم إجلاؤهم-ومجتمعون في مكان واحد.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت ذراع بشرية كاملة، بأصابعها الخمسة المرتجفة، تشق طريقها عبر صدره وتبرز من ظهره.
«الكاتدرائية—!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ولكن هذا المشهد بدا متناقضًا مع كل ما يعرفه، بل وأكثر من ذلك، أربكته فوضى اللحظة وعطلت تفكيره.
وكأن تلك الفكرة أشعلت عزمه، دفع سوبارو جسده المتألم إلى الوقوف بصعوبة. مسح دماء أنفه بكمه، وتقدم نحو روزوال مع اقتراب هجوم الأرانب الوشيك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«روزوال! الآن… فقط الآن، لنوقف القتال! علينا التوجه إلى الكاتدرائية! هل يمكننا الاحتماء هناك؟ لا، يجب أن نلتقي بإميليا في القبر ونهرب معًا إلى الخارج…»
أصدر غارفيل صوتًا منزعجًا وهو يقرع لسانه بضيق: «لندع رام جانبًا… ليس لديَّ سبب لسماع كلامك أو الهدوء. كن حذرًا من كلامك، فمخالبي يمكن تنغرس في أحدكما.»
ومع ذلك، لم يكن قادرًا على استيعاب كيف يمكن لروزوال أن يبتسم بهذه الراحة، وكأن شيئًا لم يحدث.
«الهرب؟ إلى أين؟ هناك الحاجز. سكان الملجأ لا يستطيعون الفرار.»
رفعت رام حاجبها ببرود: «إذا تجرأت على إظهار وقاحة تجاه السيد روزوال، فلن أتردد في الوقوف أمامك. الأمر كله يتوقف عليك، يا غارف.»
لم يفقد أي من سوبارو وغارفيل عداءهما تجاه بعضهما البعض. ولكن كما حدث عندما واجها الساحرة، وضعت هذه المهمة اللحظية كليهما على نفس الصفحة، وهكذا ساروا معًا في تلك اللحظة.
«هـ-هذا…»
شهق سوبارو عندما قبض روزوال على عنقه من الأمام ورفع جسده بسهولة بيد نحيلة. أنَّ سوبارو وتلوى في محاولة للفرار، لكن روزوال لم يعر مقاومته أي اهتمام. بخطى سريعة، جرَّه بلا رحمة نحو الباب، ليخرجه بعنف من المنزل ويقذفه إلى الخارج، حيث هبَّت رياح باردة تعصف بلا شفقة.
تناثرت الدماء الطازجة على الثلوج البيضاء، لتشكِّل لوحة جحيمية على هذا القماش الطبيعي الهائل. ولم تلبث تلك اللوحة الدامية أن اختفت أيضًا، إذ راحت الوحوش الشيطانية تلعق الثلج الملطخ بالدماء، تمحو أي أثر متبقٍّ.
«لم يكن الوقت كافيًا، سوبارو. ما دامت التجربة لم تنتهِ، فلن يتمكن السكان من مغادرة الملجأ. وبذلك، فإن المستقبل الذي تطمح إليه لن يتحقق أبدًا.»
حين زأر غارفيل بكلماته، اندفع سوبارو نحوه، صارخًا في وجهه بكل ما أوتي من قوة.
بينما تلعثم سوبارو، دفع روزوال صدره بخفة وواصل سيره بهدوء نحو الأمام.
أما عن هوية هذا الشخص، فقد كان لديه حدس وحيد.
أمام خطواته التي تركت آثارًا فوق الثلج، كانت الأرانب العظيمة تتقدم في خط غير منظم، لكنها تحمل الموت معها.
بقوته الساحرة، كواحد من أعظم السحرة في المملكة، لم يكن هناك مكان أفضل لخوض معركة مثل هذه. العدد لم يشكل عائقًا بالنسبة له؛ فبقوته الساحقة، يستطيع بلا شك اجتثاث ذلك الحشد وفتح الطريق.
«—سوبارو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ليس في هذه الابتسامة أي سخرية أو تهكم. شعر روزوال ببهجة صادقة لرؤية حال سوبارو. وبالنسبة إلى سوبارو، كان تدفق تلك المشاعر الغامضة مثيرًا للاشمئزاز.
ومع ذلك، لم يشعر سوبارو مطلقًا بأن روزوال يمتلك الإرادة للمقاومة. كان تقدمه المستمر يوحي بوضوح أنَّه رجل يمضي إلى حتفه بإرادته.
«لا يهمني سبب انفجارها على هذا النحو! أحضر النصف شيطانية الآن! إذا عجزت حتى عن هذا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ركضت إميليا بخطوات صغيرة نحوه، وأمسكت بكلتا يديه. وملامحها تحمل شيئًا من العبوس، شدَّت يديه بلطف إلى صدرها. امتزج دفء جسدها بنعومة ملمسها، ورفعت عينيها لتنظر إليه بنظرة تفيض حنانًا.
«انتظر، انتظر، تبًا، روزوال…! لم ننتهِ بعد من حديثنا!»
جاء رد فعل سوبارو متأخرًا جدًا على تلك الكلمات، إذ كان غارقًا في ذلك المشهد الذي ترسخ في ذاكرته.
«لا، انتهينا. على الأقل، ليس لديَّ ما أقوله لك بعد الآن، ولا سبب للعيش.»
وماذا عن كتاب روزوال إذًا؟ هل كان المستقبل مكتوبًا بدقة فيه؟
«حـ-حتى لو أعدت المحاولة، هذا المسار هو الأسوأ! لو تحدثنا أكثر… لو تحدثنا بصدق… أم أنك تظنُّ أنَّك ستفعل ذلك في المرة القادمة، لكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «مهلًا، سوبارو، هل تسمعني؟ هناك الكثير والكثير مما أريد أن أقوله لك. لذا، أرجوك، دعني أبقى إلى جانبك. استمع إلى صوتي. دعني أتحدث، حسنًا؟»
«—يبدو أنك تسيء فهم شيء ما، سوبارو.»
«ماذا؟»
كان ما حصل عليه من سلطة دون قصد لا يزال صالحًا، لكن استخدام الحقوق التي منحته إياها الساحرة بقرار منها جعل مزاجه متوترًا. بالطبع، كان ممتنًا بشدة، ولكن—
تجمَّد سوبارو عند سماع كلمة ”سوء فهم“. وقف روزوال في مكانه، لكنه اكتفى بإدارة رأسه نحو سوبارو، الذي ظل مشدوهًا دون أن ينبس ببنت شفة.
«إنها منهكة. ظلت تخوض المحاكمة مرارًا وتكرارًا منذ الليلة الماضية. عقلها وجسدها… خاصةً عقلها، استُهلكا تمامًا. الآن، كل ما أريده هو أن أتركها ترتاح.»
استغرق سوبارو أكثر من ساعة حتى وصل إلى المستوطنة.
ثم تابع روزوال حديثه:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«حتى لو أتيحت لك الفرصة لتكرار الأمور، لا أملك أنا مثلها. الشخص الذي ينتظرك بعد المحاولة الجديدة لن يكون أنا الذي تراه أمامك الآن. هذه نهايتي— ولكن هذا لا بأس به.»
«لأشرح لك، ربما يكون من الأسرع أن أريك بدلًا من الكلام.»
شخص ما داخل الملجأ كان يحرك الخيوط؛ أخفى رسالة سوبارو، وأقنع إميليا بأن تعتكف في القبر، وأجَّج غضب غارفيل تجاهها.
صدمت كلمات روزوال سوبارو كأنها صاعقة. كان روزوال يؤكد أن الفرصة لإعادة المحاولة تخص سوبارو وحده، وأن كل شيء آخر في الحلقة الزمنية لا علاقة له بها.
من كل صوب، تردد صوت أنياب الوحوش، *كيشي كيشي*، أسرى لشهوتها التي لا تعرف شبعًا.
بعبارة أخرى، كان روزوال على دراية بأنَّ سوبارو يعيش ضمن حلقة زمنية متكررة، وحاول استغلال ذلك لهدف ما. غير أن ما فعله كان محدودًا بإطار هذه الفكرة فقط.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com روزوال، الذي كان راقدًا على السرير حينها، لم يُبدِ أي محاولة للنهوض، ولم يوجه أي نظرة غاضبة نحو رام أو غارفيل.
فبالنسبة إلى روزوال الذي سيموت في هذه الحلقة، تنتهي حياته ووعيه هنا. حتى لو أعاد سوبارو الزمن، لن يكون هذا ”روزوال“ في انتظاره في الطرف الآخر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن هذا النوع من التفكير كان ببساطة—
ومع كل هذا، لم يمت. لم تحدث العودة بالموت. لم تتكرر الحلقة.
«لكن الأمر مختلف الآن. كنت أفكر فيك طوال هذا الوقت، سوبارو. شعرت بكل هذه المشاعر… والآن أريد أن أقول لك كل ما كنت تقوله لي. أنا آسفة جدًا… هذا غير منصف مني. أحتاج حقًا أن أعبر عن هذه الأمور على نحوٍ صحيح.»
«—هذا ليس منطق إنسان.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ظلت همسات حبها المتفاني ودفء عناقها الحار عالقة في ذاكرته، مشتعلة في قلبه بمشاعر حب جياشة تكفي لجعل دمه يغلي، ومشحونة بندم ساحق جعله يتمنى الموت.
بالنسبة لسوبارو، الذي يستمر وعيه عبر الحلقات، تختلف الشروط الأساسية تمامًا.
أما روزوال، الذي لا يستمر وعيه، فحين يموت تنتهي قصته. ومع إدراكه لهذه النهاية، قبل بها وضمنها ضمن خطته وكأنها أمر واقع. كان هذا ضربًا من الجنون.
كانت تلك حقًا كلمات شخص يتوهم أنه يدرك ما يدور في عقل الآخر.
«—هاه؟»
«في النهاية، سيأتي اليوم الذي تلحق بي فيه حقًا، يا سوبارو.»
توقف سوبارو عن الحركة تمامًا. وجهها الجميل كان قريبًا جدًا منه، يكفي ليشعر بأنفاسها تلامس أنفاسه. وأثارت دهشته أكثر حين رأى حاجبيها ينخفضان بحزن بينما قالت:
«روزوال…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حافية القدمين، تسير فوق الثلج المتراكم؛ كانت ريوزو أو بالأحرى، نسخة عنها. من المرجح أن تكون بيكو، إحدى النسخ التي أوكلت إليها الحراسة قرب منشأة التجارب.
«استمع جيدًا ياسوبارو.لديك شيء مهم شيء واحد عزيز عليك بحق. تجرد من كل شيء آخر. تخلَّ عن كل ما سواه وفكر فقط في حماية ذلك الشيء الغالي على قلبك.»
«هاه، مَن يدري؟ بالنسبة لي، لم أسمع شيئًا من العجوز. كل ما عرفتُه أنك عدت ومعك إحدى ”العيون“. هذا وحده كان كافيًا ليجعلني أخرج لأرى الأمر بنفسي.»
«…»
كان روزوال يبتسم. انفرجت شفتاه الرقيقتان بابتسامة شيطانية، يفيض وجهه بتعبير ملؤه الترحيب والسعادة وهو يواصل التحديق في سوبارو.
«إذا فعلت ذلك—»
«—لا يمكن أن تقول إميليا إنها تحبني، مستحيل!!»
وسط هذه اللحظة التي حملت في طياتها إلحاحًا وصدقًا عميقين، ارتسمت ابتسامة على وجه روزوال وهو ينظر إلى سوبارو.
في مواجهة سؤال لم يفهمه، لم يستطع سوبارو تخمين الإجابة المرجوة.
«أوتو فعل ذلك؟ هو مَن اقترح ذلك؟»
ثم انقضَّ الأرنب العظيم، الذي كان قد اقترب بشدة، وغرس أنيابه في عنق روزوال.
كانت تلك اللحظة كاشفة؛ فقد ظهر الوجه الحقيقي وراء قناع مساحيق التجميل الذي اعتاده. وصمته لم يكن إلا دليلًا إضافيًا على أن سوبارو أصاب الهدف.
تطايرت الدماء، وتردد صوت تمزيق اللحم معلنًا بداية مشهد مأساوي. تأخرت باقي الأرانب قليلًا، لكنها سرعان ما انقضَّت على ذراعيه، وركبتيه، وظهره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فجأة، بينما كان سوبارو يحدق في الثلج، طرح هذا السؤال على غارفيل الذي يمشي أمامه. لم تجعل الكلمات غارفيل يلتفت إليه.
«لم يكن الوقت كافيًا، سوبارو. ما دامت التجربة لم تنتهِ، فلن يتمكن السكان من مغادرة الملجأ. وبذلك، فإن المستقبل الذي تطمح إليه لن يتحقق أبدًا.»
«روزواااااال—!!»
ضامًا كتفيه وناثرًا أنفاسًا بيضاء بفعل الصقيع، صرَّ سوبارو على أسنانه بإحكام. وشدَّ فكيه دون أن يُطابق بينها، متجاهلًا الألم النابض في عينه اليسرى، ومجبرًا عينه اليمنى المتجمدة على البقاء مفتوحة.
«—يمكنك أن تصبح مثلي.»
توقف سوبارو عن الحركة تمامًا. وجهها الجميل كان قريبًا جدًا منه، يكفي ليشعر بأنفاسها تلامس أنفاسه. وأثارت دهشته أكثر حين رأى حاجبيها ينخفضان بحزن بينما قالت:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
اختفت ابتسامة المهرِّج تحت أجساد الأرانب التي احتشدت بجنون حوله. وكأنها تلتهمه بشغف، غطَّت الأرانب جسد روزوال بالكامل. ومع سقوطه على جانبه بلا مقاومة، أخذت الأنياب تنهش جسده بلا رحمة. راحت الأرانب تتغذى بنهم، تلتهم كل ما طالته أنيابها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إذا كنتِ تسمعينني، أرجوكِ، أجيبي…»
تناثرت الدماء الطازجة على الثلوج البيضاء، لتشكِّل لوحة جحيمية على هذا القماش الطبيعي الهائل. ولم تلبث تلك اللوحة الدامية أن اختفت أيضًا، إذ راحت الوحوش الشيطانية تلعق الثلج الملطخ بالدماء، تمحو أي أثر متبقٍّ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com همس سوبارو بشفاه مرتجفة ومخدَّرة، وهو يرفع قدميه من بين الثلوج التي غمرته حتى كاحليه.
في صمتٍ مطبق، راقب سوبارو المشهد المروِّع؛ شاهد كيف زال روزوال عن الوجود، وكيف تلاشت حياته قطعة بعد أخرى.
ثم أدرك ما كان أمامه، فتسمر في مكانه وعقدت الدهشة لسانه.
—لقد شاهد كل شيء.
《٧》
باستخدام حقوقه بصفته رسولًا، استدعى سوبارو النسخ المتبقية من ريوزو في الملجأ. كلفها بمهمة اعتراض الوحوش الشيطانية، وفي غمرة الفوضى، تمكَّن بصعوبة من النجاة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هناك مَن دفع تلك الفتاة إلى زاوية خانقة، حتى انتهى بها الحال إلى هذا الوضع. حوصر قلبها إلى درجة اضطرارها للاعتماد على شخص مثلي…».
عالم مكتمل، مستقبل بعيد المنال، آمال ضائعة، وروابط مداسة: كان كل شيء منها يعبق بطعم الدم.
«غـاه-آآه-آآآآه…!»
من خلال رؤية بيكو واقفة بجانبه، استنتج غارفيل أن سوبارو قد حصل على حقوق القيادة. زادت عدائية غارفيل أكثر، وألم عينه اليسرى تفاقم بفعل المشاعر المعادية المتجسدة في غارفيل.
ومع ذلك، عضَّ سوبارو على تلك المرارة المتصاعدة، متشبثًا بقراره.
لقد حان الوقت. هذه المرة سيستسلم حقًّا لهذا العالم؛ فقد آن الأوان للتخلي عنه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اختلط صوت طقطقة لسان غارفيل بتفسيره، ما دفع سوبارو إلى إيماءة إقرار. التفت بنظرة جانبية إلى الوراء، ليرى بيكو تتبعه دون أن تنبس بكلمة. منظرها أثار انزعاج غارفيل.
لن يفهم أحد مدى عذاب سوبارو حين فكر في الاستسلام لذلك الدفء، الغرق فيه، والانحدار في هذا المستنقع مع إميليا.
من كل صوب، تردد صوت أنياب الوحوش، *كيشي كيشي*، أسرى لشهوتها التي لا تعرف شبعًا.
«أمنيتها العزيزة…؟ هل… هل تقصد أن موتها بتلك الطريقة كان أمنيتها العزيزة؟!»
لم يعد هناك ما يمكن إنقاذه في الملجأ. لقد تحوَّل إلى مجرد أرض صيد لجحافل الأرانب العظيمة. امتزجت الصرخات الغاضبة واليائسة بصيحات الوحوش وأصوات مضغها، فيما كانت نهايات وحشية بلا عد تتكشف وسط تلك الثلوج الناعمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن أعداد النسخ بدأت تتناقص أمام عينيه. لم يمضِ وقت طويل حتى تمزقت بيكو، أول مَن جاء لنجدته، بين أنياب الأرانب، وتحوَّلت النسخ الباقية إلى مجرد عوائق مؤقتة غير فعالة. دفع بها للقتال حتى النهاية، وجعلها تنفجر لتقضي على أكبر عدد ممكن من الوحوش. كرر هذا التكتيك مرارًا وتكرارًا—
«لم يكن الوقت كافيًا، سوبارو. ما دامت التجربة لم تنتهِ، فلن يتمكن السكان من مغادرة الملجأ. وبذلك، فإن المستقبل الذي تطمح إليه لن يتحقق أبدًا.»
ركض سوبارو دون تردد، عابرًا وسط أهوال المشهد في خط مستقيم نحو وجهته. أصداء الأنياب المحمومة تحاصره من كل جانب، والأرانب الشرهة للحم استبشرت بقدوم فريسة جديدة إلى ساحة وليمتها. أخرج الكريستالة من جيبه وأطلق صرخة مجنونة محفوفة بالمخاطر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
باستخدام حقوقه بصفته رسولًا، استدعى سوبارو النسخ المتبقية من ريوزو في الملجأ. كلفها بمهمة اعتراض الوحوش الشيطانية، وفي غمرة الفوضى، تمكَّن بصعوبة من النجاة.
«لـ-لماذا… أنت…»
كان عليه أن يدرك الأمر. في غضون ساعات قليلة، أو نصف يوم على الأكثر، سيغرق الملجأ بالكامل تحت طبقة سميكة من الثلوج، كان هذا الانهمار الغزير في مثل هذا الوقت القصير كافيًا لتخيُّل شدَّته.
لكن أعداد النسخ بدأت تتناقص أمام عينيه. لم يمضِ وقت طويل حتى تمزقت بيكو، أول مَن جاء لنجدته، بين أنياب الأرانب، وتحوَّلت النسخ الباقية إلى مجرد عوائق مؤقتة غير فعالة. دفع بها للقتال حتى النهاية، وجعلها تنفجر لتقضي على أكبر عدد ممكن من الوحوش. كرر هذا التكتيك مرارًا وتكرارًا—
لم يستطع سوبارو، الذي وقف مشلولًا من الصدمة، حتى أن ينطق بكلمة واحدة بعد مشاهدته لهذا العمل الوحشي. ولما أدرك روزوال حالة الذهول التي استبدت بسوبارو، حدَّق فيه بعينه الصفراء الوحيدة، وقال بنبرة هادئة:
«ها-ها-ها-ها…»
لم يصدق ما سمعه للتو. رفع وجهه وحدق في فم روزوال، ذلك الفم الذي نطق بتلك الكلمات المستفزة. لكن روزوال لم ينتبه لنظراته، بل تابع كلامه مع تنهيدة غامضة:
في الغرفة الحجرية، نامت إميليا بسلام تحت معطف سوبارو.
تسربت ضحكة جافة من فمه وهو يتوقف، لتقع عيناه على المبنى المشتعل أمامه. كانت ألسنة اللهب تتراقص ببراعة مدمرة.
«الآن بدأت أشعر بالقلق. ليس لديَّ وقت لهراءك. إذا كنت ترى هذا الثلج، فلا حاجة لتفسير لماذا لا يمكنني الحديث معك أثناء شرب الشاي، اللعنة.»
لقد كانت الكاتدرائية.
«يبدو أن عليَّ التكرار. هذا الثلج يضر بالسكان، ويؤدي إلى عزل السيدة إميليا، مما يجعلها في حالة نفسية مضطربة. ولولا هذا الثلج، لما وصلت إلى تلك الحالة، أليس كذلك؟»
ما بين سكان قرية إيرهام وأهالي الملجأ، كان ينبغي أن يكون هناك ما يقارب مئة نفس احتموا بداخلها. المكان الذي كان من المفترض أن ينتظر فيه الناجون قد التهمته النيران بالكامل.
«—يبدو أنك تسيء فهم شيء ما، سوبارو.»
«—؟»
لم تكن الأرانب العظيمة، المسكونة بالجوع وحده، قادرة على إشعال النار في فرائسها. إذًا، مَن أشعل النار؟ ولأي غرض؟ لم يكن سوبارو بحاجة إلى التفكير في الإجابة، فقد عرفها في الحال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سمع صوت *سكرت سكرت* حادًّا، أشبه باحتكاك أشياء صلبة ببعضها، وكان هذا الصوت مألوفًا بالنسبة له— تلك كانت أنشودة أنياب مصممة لتمزيق فرائسها. إنه صوت جرَّبه من قبل.
أولئك الذين في الداخل اختاروا الموت حرقًا بدلًا من أن تُنهش أجسادهم على يد الوحوش الشيطانية. هذا كل ما في الأمر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ذ-ذاك… انتقامٌ مني ومن العجائز…»
عندما ركز سوبارو أفكاره، محاولًا مطابقة ما يراه مع ذكرياته السابقة، وجد الدليل الذي يبحث عنه. مُتجاهلًا واقع اللحظة الراهنة، أرهق عقله حتى حافة الانهيار، ليصل في النهاية إلى استنتاج ذي معنى.
الجحيم— هذا كان تصويرًا حيًّا للجحيم ذاته. كان سكان القرية، وأهالي الملجأ، وربما حتى ريوزو وأوتو، جميعهم داخل الكاتدرائية. كيف استطاعوا أن يتخذوا قرارًا بهذه السرعة؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هز روزوال رأسه، وقد تجلت الخيبة على ملامحه، وكأن الكلمات لم تكن كافية للتعبير عن إحباطه. كان واضحًا من صوته الشاحب ووجهه المرهق أنه هذا ليس ما تمناه.
لكن سوبارو لم يحق له في لومهم. لقد مارسوا ببساطة حقهم الطبيعي؛ حقَّهم في اختيار نهايتهم. هذا الحق الذي لا يملكه سوبارو. وهكذا، اتخذوا خيارهم.
حين بدأت الدنيا تتلاشى إلى بياض، كانت وعيه وروحه ينكمشان شيئًا فشيئًا، وبدأت قواه تتلاشى، وفقدت أطرافه الإحساس.
المُلام الوحيد هو ناتسكي سوبارو. هو مَن دفعهم إلى اتخاذ قرار ينهي حياتهم، تلك الحياة التي، على عكس حياته، لن تُمنح فرصة أخرى. هذا كان ذنب ناتسكي سوبارو— جريمة لا يمكن محوها أبدًا.
«أنا… مَن يطرح عليك السؤال… لماذا… تتصرف… وتخطط بناءً على افتراض أنني… أو أن أحدًا آخر… يمكنه إعادة الأمور؟ هل تعتقد حقًا…؟»
«… اجعلوا حياتكم في سبيل حمايتي. وبمجرد وصولي إلى القبر، افعلوا ما شئتم.»
«إميليا بالداخل. مع معرفتك بذلك، ألم تفكر في الدخول بنفسك؟»
وإلا، لماذا حمت سوبارو في النهاية؟
أحاطت الأرانب العظيمة بالكاتدرائية، التي كانت تنهار تحت وطأة ألسنة اللهب. ومع اقتراب الوحوش، ترك سوبارو هذه الأوامر الأخيرة للنسخ الست المتبقية من ريوزو.
دون أن ينظر إلى مشهد النيران، حوَّل سوبارو رأسه نحو الثلوج، إلى حيث يُفترض أن يكون القبر.
دون أن ينظر إلى مشهد النيران، حوَّل سوبارو رأسه نحو الثلوج، إلى حيث يُفترض أن يكون القبر.
وقف سوبارو في ذهول وسط هذا المشهد الذي يفوق التصور.
بخطوات متثاقلة ثم بخطوات متسارعة، ركض سوبارو متخليًا عن تردده، ليندفع بقوة نحو هدفه. خلفه، أدركت الوحوش الشيطانية أن الفريسة الجديدة قد ولَّت هاربة، فقفزت الأجساد الصغيرة في أثره، لا تعرف سوى الجوع. التزمت النسخ بالأوامر، تقاتل دون هوادة، متجاهلة مصيرها في سبيل حمايته من الوحوش الطاردة.
ضحك غارفيل بمرارة وقال: «الاحترام؟ ها! كم هو مثير للسخرية! ربما حان الوقت لأُريكم الاحترام على طريقتي، ياااه!»
اختلطت الأصوات من حوله: صرخات الوحوش وأصوات النسخ الممزقة وهي تتحول إلى نور ثم تنفجر. ترك كل ذلك وراءه، واضعًا يديه على أذنيه، وواصل الركض عبر الرياح المحمَّلة بالثلوج.
ارتعدت أوصاله وتجمد دمه في عروقه. شعر وكأن قلبه انقبض بقبضة قاتلة.
كان ضجيج العالم يلاحقه، يعنفه بلا رحمة، ولكن سوبارو حاول بجهد تجاهل كل صوت، يدفعه بعيدًا عن أذنيه.
«حتى لو لم تبذل كل هذا الجهد لتبرير نفسك، لن أغضب منك. أوه، سوبارو، لا داعي لأن تكون شاحب الوجه هكذا. حقًا، أنت فقط… مهمل بعض الشيء.»
شعور بالغموض ساور سوبارو وهو يراقب الموقف، إذ انصب خوفه على احتمال اندلاع العنف من غارفيل وخشيته على سلامة رام. لم يكن هناك شيء غريب في جملة روزوال، فقد كان يمدح رام ببساطة على دفاعها المستميت عنه. لكن المشكلة لم تكن في الكلمات.
—واصل الركض.
منذ البداية كان الأمر مريبًا. وليس من الصعب على سوبارو أن يستنتج أن هناك مَن خطط لهذا المشهد بهذه الدقة.
رغم أن كليهما شك في الشخص ذاته، إلا أن ذلك لم يعني وجود ثقة بينهما. لم يطمئن سوبارو بدوره تمامًا إلى غارفيل. فكما كان لغارفيل مخالبه جاهزة، لم يكن سوبارو مستعدًا لخفض دفاعاته.
《٨》
عينه اليسرى غارقة في ظلمة فارغة، ورؤيته في عينه اليمنى تلاشت شيئًا فشيئًا. ومع ذلك، لم يكترث بالألم.
«حين أراكما واقفين جنبًا إلى جنب، تصبح كلماتك أكثر إقناعًا بكثير…»
«… لا حاجة للانخراط في هذا الحديث الآن، رغم أن الأمر صحيح، فهذا ليس من طبعك. لا أظن أن الشخص الذي أعرفه سيقف هنا يتحدث معي بصورة غير رسمية في وقت مثل هذا.»
في ذهنه المثقل، لم تتردد سوى صورة فتاة واحدة.
تقدم عبر ممر حجري جاف، يمضي أعمق فأعمق حتى وصل إلى وجهته—
«هـ…ـذا… أ-أنتِ مخطئة. لم أقصد أبدًا أن أترككِ هكذا…»
«—سوبارو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تطايرت الدماء، وتردد صوت تمزيق اللحم معلنًا بداية مشهد مأساوي. تأخرت باقي الأرانب قليلًا، لكنها سرعان ما انقضَّت على ذراعيه، وركبتيه، وظهره.
في نهاية الممر، كانت غرفة حجرية مضاءة بضوء أزرق خافت. ومن هناك، جاءه صوت ينادي باسمه.
«بمعنى أنه لديك شيء مهم لتخبرني به وليس حديثًا أثناء شرب الشاي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آآه… أم أن هذه محاولة أخرى منك بالفعل؟ الآن بعدما فكرت في الأمر، لا أملك وسيلة لمعرفة ما إذا كنت قد جربت أم لا. يا لها من هفوة كبيرة في حساباتي.»
بدعوة من الصوت، خطا إلى الأمام بخطى ثقيلة، وفي وسط الغرفة، وقفت فتاة تنظر إليه وتقول:
«سوبارو، هذا أنت حقًّا! عجبًا، أين كنت؟ كنت قلقة عليك!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ركضت إميليا بخطوات صغيرة نحوه، وأمسكت بكلتا يديه. وملامحها تحمل شيئًا من العبوس، شدَّت يديه بلطف إلى صدرها. امتزج دفء جسدها بنعومة ملمسها، ورفعت عينيها لتنظر إليه بنظرة تفيض حنانًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«النسخة الحالية منك غير كافية لتحقيق المستقبل الذي ورد في النص. وأي انحراف عما هو مسجَّل يتطلب تصحيحًا.»
«…هل أنت متعب؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نعم… ربما قليلًا.»
«—!! توقف عن النظر إليَّ بهذه العين! ما هذا بحق؟ ماذا دهاك؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رأى سوبارو هذا المشهد المغطى بالثلوج من قبل، خلال دورته الأخيرة. عندما كاد غارفيل أن يقتله، نقلته قوة البلورة إلى منشأة التجارب. وعندما خرج منها، كان العالم من حوله قد تلون بالأبيض. لكن حينها… كان الثلج قد غطى كل شيء بالفعل.
«تيي-هيي إذًا… في هذه الحالة…»
صرخ سوبارو في غضب، رافعًا إصبعه باتهام تجاه روزوال على المجزرة التي ارتكبها، لكن الأخير هز رأسه يمينًا ويسارًا وكأنه يقول: ”وهل كانت أفعالك أنت نبيلة بما يكفي لتأخذ هذا الموقف المتعالي؟“
«أن تقول لي ”كل شيء“ بهذا الشكل… هذا أمر غير ممكن. ثم لو كان باك بجانبها، لما اعتمدت عليَّ بهذه الطريقة…!»
ابتسمت إميليا وقد احمرَّت وجنتاها خجلًا، ثم انحنت قليلًا، مائلةً على جنبها، وطوت ساقيها تحتها، وربتت على فخذيها الأبيضين.
«…وسادة على الفخذين، هاه؟»
—طعم قبلتها الأولى كان طعم الموت البارد.
«بالطبع. أنت تحب وسادتي، أليس كذلك؟ قلت لي هذا من قبل. ما زلت أذكر.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقفت رام بثبات أمام ذراعه الممدودة، نافخة صدرها المتواضع بعزم، لتسد طريقه بجسدها النحيل. لوهلة، لمع في عيني غارفيل مزيج غريب من الغضب والتردد، مزيج سببه خوفه من أن يؤذي شخصًا عزيزًا عليه. لكن بعد لحظة قصيرة، ظهر في نظره شيء آخر؛ عزيمة قاسية، وكأن إرادته باتت تميل نحو إزالة رام من طريقه أيضًا.
بفخر طفيف يملأ تعابيرها مع احمرار خفيف على وجهها، قدمت إميليا عرضها. وببطء، جلس سوبارو في مكانه واستسلم لكرمها، واضعًا رأسه على فخذيها الناعمين. وبمجرد أن لامس شعره جلدها، تنهدت بلطف، «هممم.»، لكنها بدأت على الفور تمسح على رأسه برفق.
«كم مرة قدمت لك وسادة من فخذي يا سوبارو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا أدري… ربما للمرة الثالثة؟ وأعتقد أنني كنت محطمًا في كل مرة.»
«لهذا، عندما رأيتك تأتي إليَّ الآن، شعرت أن قلبي ينقبض… وبدأت الحرارة تتصاعد بداخلي حتى لم أعد أستطيع تحملها. فكرت: ربما هذا حلم، لكنه ليس كذلك… أنا آسفة، حتى أنني لم أعد أعلم ما أريد قوله. أنا… ممم… أريد أن أعبر عن مشاعري بطريقة صحيحة، لذا…»
«لـ-لماذا… أنت…»
«أحب أن أدللك، لكن تعلم أن الأطفال المدللين يتعرضون للمزاح بشعرهم…»
«—لا يمكن أن تقول إميليا إنها تحبني، مستحيل!!»
داعبت إميليا خصلات شعره، تداعب جبينه بأطراف أصابعها، وقد بدا عليها المرح وهي تستمتع بفعل ما يحلو لها مع سوبارو.
«إذا كان الأمر كذلك… فهذا مقبول. لكن إن كان صحيحًا… فلا أستطيع…»
بسبب تعابيرها البريئة والمحببة، لم يخطر ببال سوبارو أن يبعد يديها عنه.
ثم إن إرادته وقواه كانت قد خارت تمامًا. فما كان يجب أن يملأ بطنه قد تسرب منه بالفعل…
ازداد شحوب وجه سوبارو فيما وضع روزوال يده على ذقنه وأومأ بتفكير. لم يكن هناك شك: لقد لمست كلمات روزوال للتو المحظور الذي يخفيه سوبارو في أعماقه—
«…»
كان حال سوبارو يرثى له، حتى بات من الصعب على أي شخص أن يتحمل رؤيته في هذه الحالة.
صرخ سوبارو في غضب، رافعًا إصبعه باتهام تجاه روزوال على المجزرة التي ارتكبها، لكن الأخير هز رأسه يمينًا ويسارًا وكأنه يقول: ”وهل كانت أفعالك أنت نبيلة بما يكفي لتأخذ هذا الموقف المتعالي؟“
وصلت عضة الوحش في وركه إلى أمعائه. لم يتبقَ من أصابع يده اليمنى، التي استخدمها لإبعاد أرنب وثّاَب، سوى الإبهام. وتحت خصره، تراكمت جروح غائرة كشفت عن العظام، وقد نزف منها ما يفوق قدرة الجسد على الاحتمال.
في ذهنه المثقل، لم تتردد سوى صورة فتاة واحدة.
أن يصل إلى ذلك الحد بعقل مشتت كان نتاجًا لعزيمة تشبه الهوس، ومعجزة بائسة ساعدتها برودة الجو التي أبطأت عملية الأيض في جسده. لكن حتى تلك المعجزة الرخيصة بلغت حدودها.
«ولكن… لماذا بهذه السرعة؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تجمد غارفيل في صمته، حيث برزت مشاعر معقدة في عينيه الجادين.
«سوبارو، هل تشعر بالنعاس؟»
‹ما الذي تفهمه أنت!؟ كيف لا أكون حزينًا على موتهما! سأقتلك!!›
«فقط… قليلًا… نعم. آه، لا بأس، لا بأس… يمكنني فعل هذا… يمكنني فعل هذا…»
«حقًا؟ ألستَ ترغم نفسك؟ أعني، أنت دائمًا تفعل أشياء متهورة من أجل الآخرين… أنت تدرك ذلك، أليس كذلك؟ وهذا يجعلني أقلق حقًا.»
«—سوبارو؟»
«أنا… بخير… تمامًا…»
«أشعر ببعض التردد حيال ذلك. أريدك أن تفعل أشياء متهورة من أجلي وحدي… لكن لا أريدك أن تتظاهر بعدم رؤية الآخرين… آسفة، أعلم أنني أنانية جدًا، أليس كذلك؟»
أخذت إميليا تتحدث بسرعة، وكلماتها توالت بلا توقف. لكن صوتها بدأ يبتعد شيئًا فشيئًا.
«لكن الأمر مختلف الآن. كنت أفكر فيك طوال هذا الوقت، سوبارو. شعرت بكل هذه المشاعر… والآن أريد أن أقول لك كل ما كنت تقوله لي. أنا آسفة جدًا… هذا غير منصف مني. أحتاج حقًا أن أعبر عن هذه الأمور على نحوٍ صحيح.»
على عكس الساحات المغمورة بالثلوج في الملجأ، كانت أجواء القبر تحتفظ بقدر من الدفء، ما أعاد سريان الحياة في جسد سوبارو الممزق وأعاد نزيفه من جديد. بقع الدم على الأرض الحجرية أخذت في الاتساع، والدم الذي كان يسعل به سوبارو تناثر على خد إميليا. لكنها لم تكترث لذلك، ولم تلتفت إلى الدم الذي لطخها.
الآن، ومع برودة الهواء الذي يلسع جلده، تأكد تقريبًا مما سيحدث.
«مهلًا، سوبارو، هل تسمعني؟ هناك الكثير والكثير مما أريد أن أقوله لك. لذا، أرجوك، دعني أبقى إلى جانبك. استمع إلى صوتي. دعني أتحدث، حسنًا؟»
شعر وكأن حقيقة مروِّعة، أو معلومة صادمة، قد كُشفت أمامه في تلك اللحظة.
لم تكن تتجاهله، بل لم تكن تعي حالته. لم تدرك ما حدث له، ولا الدم الذي لطخ وجنتها.
«الكاتدرائية—!»
عكست عيناها البنفسجيتان صورة سوبارو بوضوح تام، لكن الواقع لم ينعكس في نظراتها.
في حين كان غارفيل يصر على غضبه ويؤكد مشاعره الغاضبة، جاءت إجابة سوبارو من حيث لم يتوقع. كان وقعها مفاجئًا إلى درجة أن غارفيل لم يستطع إلا أن يحدق فيه بذهول.
لم ترَ إميليا ما كان خطأً في سوبارو، ولم تدرك التغيرات التي طالت الملجأ، ولا النهاية التي كانت تقترب منهما ببطء. وربما كان سوبارو أيضًا على نفس الحال.
توجهت الأنظار نحوه عندما ذُكر اسمه، وبقي سوبارو صامتًا، مترقبًا ما سيقال بعد ذلك.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان عليه أن يبذل قصارى جهده لإنقاذ إميليا من هذا المكان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
خارج القبر، كانت وحوش الأرانب العظيمة قد بدأت في إحاطة المكان. وليس من المستبعد أن تقتحم الداخل قريبًا. وحينها، مثلما ابتلعت روزوال، لن تترك الأرانب أي أثر من إميليا.
صرخ سوبارو في غضب، رافعًا إصبعه باتهام تجاه روزوال على المجزرة التي ارتكبها، لكن الأخير هز رأسه يمينًا ويسارًا وكأنه يقول: ”وهل كانت أفعالك أنت نبيلة بما يكفي لتأخذ هذا الموقف المتعالي؟“
«…»
كان ذلك يعني موتها— لكن حتى مع علمه بذلك، لم يطلب سوبارو من إميليا الهروب.
حاولت رام أن تنطق باسمه بضعف، لكن روزوال قاطعها بصوت غاية في اللطف: «لم أنقض عهدي. أقدم هذه الروح لكِ.»
كان مقيدًا برغبته الأنانية في البقاء إلى جانبها خلال لحظاته الأخيرة.
«أنا… سكان الملجأ لا يمكنهم الدخول. هذا هو القانون. وأنا أحد سكان هذا المكان.»
كلمات روزوال الأخيرة، موته المهيب، ندمه على فقدان رام وغارفيل، غموض مصير بيترا وفريدريكا، عجزه عن إنقاذ ريم وبياتريس— كلها كانت تمزق قلب سوبارو.
«—لا يمكن أن تقول إميليا إنها تحبني، مستحيل!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «غـ… روز… را… رام… رام… رام… رااااام…»
—بين إحساس بالخسارة ووحشة الوحدة، تمنى سوبارو أن يختفي، وأراد أن يحدث ذلك في أقرب وقت ممكن.
«نعم. هذا صحيح، سوبارو… إنها أنا. أنا، إميليا.»
حين بدأت الدنيا تتلاشى إلى بياض، كانت وعيه وروحه ينكمشان شيئًا فشيئًا، وبدأت قواه تتلاشى، وفقدت أطرافه الإحساس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إميليا، التي لم تدرك أن سوبارو يحتضر، ستكون الوحيدة المتبقية.
طفحت في قلب سوبارو كلمات عديدة، كأصداء غاضبة تتزاحم على شفتيه، جاهزة لتُقال.
هل سيتركها هنا؟ إميليا، التي لم يعد لديها أحد تعتمد عليه؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عندما وقف سوبارو عند مدخل القبر، استقبله صوت غارفيل مشحونًا بالغضب.
«آه—»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حـ-حتى لو أعدت المحاولة، هذا المسار هو الأسوأ! لو تحدثنا أكثر… لو تحدثنا بصدق… أم أنك تظنُّ أنَّك ستفعل ذلك في المرة القادمة، لكن…»
حتى لو أراد الندم، كان الأوان قد فات. فات الأوان على كل شيء.
«الثلج…! لا شيء يمنعها من التهام السحر العظيم الذي يتحكم في الطقس. لهذا السبب…!»
تداخل هذا المشهد مع ذاكرة أخرى في عقل سوبارو؛ مشهد بياتريس وهي مطعونة أمامه.
خانته الكلمات، وبهت الضوء في عينيه السوداوين.
لكن تلك الحيرة أوجدت مساحة كافية بينهما للحوار في تلك اللحظة.
وقف سوبارو في حيرة من أمره، فيما فتح روزوال ذراعيه قليلًا وكأنه يشرح أمرًا بديهيًّا.
لم تنتبه إميليا لذلك، بل ظنَّت أنه صمت وحسب. أمالت رأسها في براءة، ثم ابتسمت بلطف، واقتربت من وجهه بهدوء—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ذ-ذاك… انتقامٌ مني ومن العجائز…»
تداخل هذا المشهد مع ذاكرة أخرى في عقل سوبارو؛ مشهد بياتريس وهي مطعونة أمامه.
«…»
«كم مرة قدمت لك وسادة من فخذي يا سوبارو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—وقبَّلت شفتي سوبارو الصامت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إميليا… قالت لي إنها تحبني».
—طعم قبلتها الأولى كان طعم الموت البارد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الغضب، واليأس، والحزن، والصدمة— كلها كانت تتأهب للانفجار في أي لحظة لتُمطر المهرِّج المتعالي بوابل من السخط والكراهية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تقدم روزوال بخطوة واحدة إلى الأمام. انثنت ساقه اليمنى، ثم انطلقت بسرعة خاطفة.
استغرق سوبارو أكثر من ساعة حتى وصل إلى المستوطنة.
/////
ثم أدرك ما كان أمامه، فتسمر في مكانه وعقدت الدهشة لسانه.
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن غارفيل مدركًا لهذا، فواصل كفاحه في محاولة يائسة لإنقاذها. لكن لم يكن هناك ما يمكن فعله.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
