2 - بداية الملجأ وبداية الخراب.
《١》
ذلك الجرح في قلب بياتريس، الناجم عن فقدان صديقتها الوحيدة، ظل ندبًا باقيًا منذ ذلك الحين. الأمل الذي تعلقت به لاحقًا، بلقاء ذلك الشخص كما أمرتها والدتها، لم يتحقق، وكان الزمن قد أنهك روحها.
لنعد بالزمن قليلًا إلى المكان خارج القبر، حيث كانت إميليا تختبئ في تلك اللحظة.
في البقعة العشبية أمام المدخل، كانت المجموعة التي ودَّعتها عندما دخلت لخوض التجربة تنتظر عودتها بسلام، ولكن—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «علينا الفرار من هنا حالًا. لم نستعد بعد؛ وإن ظهر في هذا المكان الآن، فسينهار المشروع. ولن يكون بالإمكان إعادة بنائه أبدًا.»
«لقد خرقت وعدي بكتابة مشاعري، لكن شخصًا آخر قرأها أولًا… الأمر انتهى بالنسبة لي…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وربما اعتادت استحضار الذكريات، إذ انساب حديثها بهدوء وسلاسة. وبوصولها إلى تلك الوقفة في روايتها، بدا أن شخوص الماضي المحيطين بريوزو ماير قد اكتملوا للحظة. لكن—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«مهما حاولت النظر للأمر، أنت تبالغ. تماسك قليلًا، جييز. لنفعلها معًا.»
اندفع سيل هائل من الحرارة من يد روزوال المرفوعة، رغم سقوطه.
تنهَّد غارفيل، الذي لم يكن يرتدي سوى نصف ملابسه، وهو ينظر إلى سوبارو المنهار وكأن العالم قد انهار فوق رأسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لـ-لكن… السيد روزوال والسيدة إيكيدنا طلبا مني البقاء هنا.»
جاء الصوت من خلف الفتاة، ومن ثم مباشرة أمام ريوزو. ومن كوخ في عمق المستوطنة، خرجت امرأة تنضح بهالة بيضاء نقية.
رغم كونه الضحية، كان لدى سوبارو الكثير مما أراد قوله لمرتكب الجريمة غير المبالي، لكن السبب الأساسي كان عدم حذره هو نفسه. ليس أمامه خيار سوى تحمُّل الخزي والعار.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عبَّر غارفيل، بلا نية سيئة، عن رغبته في خوض حملته الرومانسية الخاصة تجاه رام. بالطبع، كانت محاولاته مرجحة أن تصطدم بالجدران الحديدية التي أقامتها رام حول قلبها.
لدعم إميليا وتشجيعها على خوض المحاكمة داخل القبر، أمضى سوبارو الليلة الماضية في نحت أفكاره، الكبيرة والصغيرة، على جدران غرفة حجرية. كتب كل ما استطاع التعبير عنه بالكلمات، واستمر في الكتابة حتى عندما عجزت الكلمات عن نقل كل ما يريد قوله.
«لكنِّي لم أتصوَّر أن غارفيل سيذهب لحلِّ مشاكله أولًا…»
قطع روزوال حديثه وهو يضغط على أسنانه غيظًا.
«يا للعجب، مع أنك دائمًا تحاول إغواءها في وضح النهار، كيف تشعر بالإحراج من مجرد كتابة مشاعرك؟ سيد ناتسكي، ألا تعتقد أن إحساسك بالعار في غير محله؟»
«لنعد إلى صلب الموضوع. يبدو أنني فهمت الأمر على هذا النحو: كانت هناك بالفعل ساحرة في هذا الملجأ. ترتعد فرائصي من مجرد تخيُّل وجود حقبة كان فيها حضور الساحرة أمرًا اعتياديًا.»
«عادةً أكون مستعدًا نفسيًّا لتجاهلها، وعندما تفعل ذلك، لا أشعر بالسوء! لكن هذه المرة كنت جادًّا! ورسالة الحب هذه التي كتبتها في جوف الليل… من أحرج الأمور على الإطلاق!»
اتسعت عينا بياتريس دهشة أمام هذا العرض المهذب بمساعدتها في الأعمال المنزلية. شعرت ريوزو في تلك اللحظة بندم سريع على اعتمادها على كلمات روزوال.
غطَّى سوبارو وجهه الأحمر بكلتا يديه، فيما خفض أوتو كتفيه بنظرة متعبة.
لدعم إميليا وتشجيعها على خوض المحاكمة داخل القبر، أمضى سوبارو الليلة الماضية في نحت أفكاره، الكبيرة والصغيرة، على جدران غرفة حجرية. كتب كل ما استطاع التعبير عنه بالكلمات، واستمر في الكتابة حتى عندما عجزت الكلمات عن نقل كل ما يريد قوله.
«الخطايا السبع المميتة هي الكبرياء، الغيرة، الغضب، الكسل، الجشع، الشراهة، والشهوة… لكنني سمعتُ أنه في الماضي، كانت مختلفة، وكانت هناك خطايا أخرى تُدرج بجانب الخطايا المعترف بها حاليًا.»
ليس غريبًا على الناس أن يشعروا بحماس غريب أثناء الليل ويستخدموا كلمات لا تخطر ببالهم عادة. وقد كان من المعتاد أن ينظروا إلى تلك اللحظات في الصباح التالي بحسرة وتأنيب.
بدأت بياتريس بسرد قائمة من الأمور التي يمكن أن تبعث على الاطمئنان، بسرعة تفوق المعتاد، وكأنها تحاول مواساة ريوزو بأقصى ما تستطيع. وفي لحظة خاطفة، تأثرت ريوزو بصدق هذه المشاعر، وهو ما أشعل في صدرها دفئًا غريبًا. تلك الكلمات منحتها القوة، وشعرت بفخر عميق تجاه بياتريس في تلك اللحظة.
«لا تقلق، قائد. لم تفعل شيء غريب بفضلك فكرت في فعل شيء مثل هذا. الحب مثل السباق، مَن يصل أولًا يربح.»
«ريوزو…؟!»
«سواء كنتَ تقصدها أو لا، سماع هذا من الجاني يجعل الأمر أسوأ!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عبَّر غارفيل، بلا نية سيئة، عن رغبته في خوض حملته الرومانسية الخاصة تجاه رام. بالطبع، كانت محاولاته مرجحة أن تصطدم بالجدران الحديدية التي أقامتها رام حول قلبها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد سُحق روزوال بقوة غير مفهومة… والآن سيواجه جسدها المصير ذاته—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وسط تلك الأحاديث والتعليقات، انتظر سوبارو والباقون انتهاء المحاكمة.
«لست هنا لسبب محدد… مجرد تمضية الوقت، كما أتساءل؟»
دخلت إميليا القبر مليئة بالإصرار والحماسة. رغم أن المحاكمة كسرت قلبها سابقًا وجعلتها تبكي، إلا أن الجميع كانوا واثقين بأنها ستتجاوزها هذه المرة.
«حينما كان غارفيل، استغرق ساعة تقريبًا. يا ترى هل ستأخذ الوقت نفسه؟»
«… كآبة.»
«إذعانًا للعرق… كم هو كئيب.»
«في حال النجاح، أتوقع ذلك… أوه! وأوه مرة ثانية؟!»
«تبًا، يا شيطان الكآبة!»
«—راقب الجو قليلًا، يا رجل.»
لقد خانت كل ما فعلتاه معًا، وكل المشاعر التي تقاسمتاها يومًا بعد يوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بينما كان سوبارو يوجه مرفقه نحو أوتو عديم الإحساس، ظهرت رام لتزيد من معاناة الرجل المسكين. نقرت على جبينه ببرود، بينما ضاقت عيناها بحدة.
«الحقبة التي وُجدت فيها سيدتنا الساحرة كانت منذ زمن بعيد. ربما لهذا السبب لا تعرفون عنها شيئًا. في الواقع، حتى بالنسبة لي، هذه ليست ذكرياتي الخاصة، بل هي ذكريات شخص آخر.»
«أنتَ لا تفهم مشاعر الآخرين على الإطلاق… هل أنتَ حقًا تاجر؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«الطريقة التي قلتِ بها ذلك مؤلمة أكثر من أي شيء آخر…»
بينما كانت ريوزو تحدق في إيكيدنا وروزوال، أطلت بياتريس من الجانب، مكتوفة الذراعين، وأطلقت شهيقًا ساخرًا، وقد بدت على وجهها تلك الملامح المعتادة التي اعتادت عليها ريوزو. ولأنها اعتادت على هذا التعبير الغاضب، لم تعتذر بياتريس عن تسببه.
صُدِم أوتو بتلك الكلمات الحادة، متألمًا نفسيًا وجسديًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أعتذر. لا أملك القوة الكافية لإنقاذ معلمتي بمفردي.»
«على أي حال.» بدأت رام وهي تلقي نظرة خاطفة على وجهه البائس قبل أن تلتفت نحو سوبارو، «السيدة ريوزو… أو بالأحرى، الآنسة شيما، لأن هذا هو الاسم الذي ترغب في أن تُنادى به، تريد التحدث معك، باروسو. يبدو أنها ترغب في متابعة حديث البارحة.»
«هذا… أتفق معكما في ذلك.»
«حديث البارحة، هاه…؟»
«من المستحيل فهم مَن تقصد، فلنُطلق عليهما من الآن فصاعدًا الجدة شي والجدة ريو. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكننا تبادل الأدوار بهذا الشكل. هذا الحديث لا يمكننا سماعه إلا من شفتي شيما.»
«سأترك الأمور لجيوس من الآن فصاعدًا. أنا واثقة أنه سيبذل قصارى جهده لإرشادكِ بالطريقة المناسبة.»
عقد سوبارو ذراعيه وقطَّب جبينه وهو يستمع إلى كلام رام.
«أنا لست أشبه بابنتكِ—أنا ابنتكِ بالفعل!»
في تلك اللحظة، اتسعت عينا غارفيل بلونها الزمردي فجأة عندما تذكَّر أمرًا. «الآن وأنا أفكر… لم تسنح لي فرصة أن أسأل عن التفاصيل. ما الذي دار بين القائد والعجوزة… أقصد الجدة العجوز… البارحة؟»
«سواء صحَّحت نفسك أم لا، يعرف الجميع أنك متعلق بها على نحو مبالغ فيه… معظم ما سألت عنه كان عن حالك قبل ما تدخل القبر. كنت أفكر فيك كثيرًا أمس.»
كانت إيكيدنا تقتطع وقتًا من جدولها المزدحم لزيارة هذه الأرض، مصطحبة معها بياتريس. ونتيجة لذلك، سنحت لهما فرص كثيرة للتواصل والتقاء وجهيهما أثناء انتظار انتهاء الساحرة من أعمالها.
«…حقًا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أدار غارفيل وجهه في حرج، متجنبًا النظر في أعينهم. رغم أنه حاول قطع صلته بماضيه بعد اجتياز المحاكمة، إلا أن ذلك الماضي لم يتلاشى، وبقيت ذكرياته مثقلة بالندم المستمر، ما جعل الحديث عنه أمرًا مربكًا.
«…ب يتي لا تحب جيوس كثيرًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هاكِ، احذري.»
«على أي حال، كان تركيزي أمس على التخطيط لكيفية اللحاق بك. لهذا طلبت من شيما تأجيل الحديث المهم إلى ما بعد تأديب غارفيل.»
«…»
«يبدو أن غارفيل المعاقَب ليس راضيًا، لكن ما هو هذا الحديث الذي أجلته بالضبط؟»
هزَّ سوبارو رأسه موافقًا بعد أن تحقق أوتو من الأمر معه، مستعيدًا ذكرى من دورة سابقة في الحلقة الزمنية.
«أسلوبك في الحديث لم يتغير أبدًا… ما زلت كما كنت حين افترقنا.»
«ذلك…»
«…ب يتي لا تحب جيوس كثيرًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «عادةً أكون مستعدًا نفسيًّا لتجاهلها، وعندما تفعل ذلك، لا أشعر بالسوء! لكن هذه المرة كنت جادًّا! ورسالة الحب هذه التي كتبتها في جوف الليل… من أحرج الأمور على الإطلاق!»
«—حديث لا بد منه لتحرير هذا الملجأ.»
تراخت ذراعاها من المفاجأة، وكادت تسقط السلة من بين يديها.
أكملت شيما الحديث بصوت منخفض حين توقف سوبارو. كانت إحدى نسخ ريوزو التي تشاركها الشكل نفسه تسندها على كتفها بينما تقترب ببطء. حمل وجه شيما تعبيرًا متجهمًا، وصوت أنفاسها المتعبة يعكس إرهاقها الشديد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انخفض رأس روزوال، وقد ارتسمت على ملامحه حسرة عميقة. ثم ضرب الطاولة بقبضته بأقصى ما يملك من قوة، فأنَّت أرجل الطاولة القديمة تحت وطأة الضربة، وبدأت الدماء تتسلل من يده الممزقة.
«كما أُخبرت يا شاب، أجسادنا، تمامًا كالأرواح، تتعرض لاستهلاك مستمر.»
«… آااه، فهمت. ريوزو لديها ثلاث نسخ يمكنها التناوب معهن، لكن شيما أُخرجت من الدورة، لهذا لا يوجد مَن يحلُّ محلها. لهذا تبدو متعبة هكذا…»
«نعم. أفهم ذلك.»
«—تابعي قصتكِ، من فضلكِ. حتى الآن، تحدثتِ فقط عن ذكريات دافئة من الماضي. لكننا جميعًا نعلم أن المحاكمة لا تنتهي عند هذا الحد.»
«عادةً، النوم والاستيقاظ بانتظام يساعدان في تجنُّب التدهور، لكني لست واثقة أنني سأصمد حتى تعود السيدة إميليا. لذا علينا التحدث بينما أستطيع.»
جاء الصوت من خلف الفتاة، ومن ثم مباشرة أمام ريوزو. ومن كوخ في عمق المستوطنة، خرجت امرأة تنضح بهالة بيضاء نقية.
رغم اتكائها على كتف ريوزو، رفعت شيما وجهها وأومأت لسوبارو بعزم.
مرة أخيرة، انحنت ريوزو بإجلال نحو ظهر إيكيدنا. لم تُلقِ الساحرة أي اهتمام لها، لكن ريوزو شعرت بواجبها في ذلك.
«انتظري. يا ليس هناك حاجة للضغط على نفسك. دعي العجوز السليمة تحلُّ محلها و—»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
صُدِم أوتو بتلك الكلمات الحادة، متألمًا نفسيًا وجسديًا.
«من المستحيل فهم مَن تقصد، فلنُطلق عليهما من الآن فصاعدًا الجدة شي والجدة ريو. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكننا تبادل الأدوار بهذا الشكل. هذا الحديث لا يمكننا سماعه إلا من شفتي شيما.»
وحينما كان يحف بها جمع كبير من الناس، تطلب إيكيدنا من بياتريس أن تتصرف كما يحلو لها. وفي معظم الأحيان، قضت بياتريس وقتها قريبة من ريوزو.
برفع صوتها وبكلمات متسارعة، اقتربت بياتريس من ريوزو بخطوات متلاحقة، لكن في منتصف حديثها، توقفت فجأة. الفتاة الذكية وجدت الجواب على سؤالها بنفسها.
بدت كلمات غارفيل نابعة من قلق عائلي على شيما التي جاهدت لتتحدث. أراد سوبارو احترام رأيه، إذ كان منطقيًا، لكنه لم يستطع قول ذلك في هذا السياق.
في اللحظة التي مرَّ فيها بعض الهواء إلى رئتيها، تحول انتباه الرجل نحوها.
برفق، نزعت ريوزو أصابع بياتريس من على كمها.
ما أرادت شيما الحديث عنه كان ماضي الملجأ— أمورًا لم تعرفها إلا شيما والأشخاص المرتبطون مباشرة بتأسيسه. والسبب—
«—أنا وحدي، لأنني دخلت القبر وخضت المحاكمة، أستطيع التحدث عن هذا.»
«لا وقت لذلك. يجب اتخاذ القرار في هذه اللحظة.»
«آه…»
«هلَّا تتوقفين عن وصفها بالمزحة، أتساءل؟ لقد كان الأمر أكثر رقيًا من ذلك بكثير.»
انطلق نفس من غارفيل، وكأن إدراكه لهذا الواقع أذهله.
قطع روزوال حديثه وهو يضغط على أسنانه غيظًا.
حينما دخل غارفيل إلى القبر عندما كان صغيرًا، كانت شيما هي مَن لحق به وأعادته. ونتيجة لذلك، رأت شيما ما كان هناك… أي—
«بصراحة، فوجئت بأن إيكيدنا كانت تتجول برفقة بياتريس. من خلال ما أعرفه، لم أكن أعتقد أنها تكنُّ لها أي مشاعر حب كعائلة.»
«ذكريات سلفنا جميعًا… ريوزو ماير.»
رأت الفتاة التي كانت مخبأة في منشأة النسخ داخل الغابة، نائمة في داخل بلورة.
«شكرًا لكِ— وداعًا، بيتي.»
عندما رفض روزوال الاستسلام لكلماته، انحنى الرجل على ركبته بنفور. أطلق زفرة عميقة وكأنه في مزاج بائس، ثم ضغط بإصبعه على صدر روزوال.
كانت تلك الفتاة هي ريوزو ماير، الأصل الذي استُنسخت منه شيما وبقية النسخ. داخل القبر، عايشت شيما، النسخة، ذكريات ريوزو ماير كما عاشتها في حياتها.
ومن ثم، فإن القصة التي سترويها شيما كانت عن الندم الذي حملته ريوزو ماير في قلبها حيال ماضيها— ذكريات مرتبطة بإنشاء الملجأ نفسه.
«هذه الذكريات تتعلق بالأمل العزيز الذي حملته عائلة الشاب روز، آل ميزرس، وبتلك السيدة الساحرة التي أنشأت الملجأ وهدفها من ذلك— كما تتعلق بابنتها، الصديقة الوحيدة لريوزو ماير.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ابنة الساحرة…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—غآه… آااه؟!»
«هذا أشبه بمزحة سيئة عن الاستنساخ… إذًا، يمكننا القول إن إيكيدنا كانت تأتي إلى هنا بين حين وآخر؟ وبياتريس كانت ترافقها؟»
رفع سوبارو حاجبيه وحده، إذ كان الوحيد الذي التقط مغزى خاصًا في كلمات شيما.
«… هل ما زلت تريد المزيد؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
غارفيل وريوزو ورام وأوتو لم يستوعبوا ذلك، أما سوبارو فقد شعر بشيء لم يكن قادرًا على مقاومته؛ اشتياق أليم استقر في أعماقه.
«نعم.»
«…»
وبينما كان سوبارو غارقًا في هذا الإدراك الجديد، خفَّضت شيما صوتها، وكأنها تحكي حكاية خيالية لطفل.
«بدأ كل شيء هنا، قبل أن يُطلق على هذا المكان اسم الملجأ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا بأس. ربما بدأ هذا المكان هكذا، لكن كل الوقت الذي قضيناه هنا قد غيَّر الأمور بلا شك. العيش هنا، القدرة على التحدث معكِ يا سيدتي بياتريس، والتواجد مع الجميع… هذه جميعها خيارات اخترتها بنفسي.»
«هل يمكن أن يكون هذا ممكنًا، أتساءل…؟ مَهْمَا كان رأيك في الأمر، المعنى الحقيقي لهذا المكان لم يكن أبدًا من أجلكم…!»
حملت عيناها نظرة بعيدة مليئة بالأمل، وبدأت تسرد ذكريات ستنتهي لا محالة بالندم—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا، هذا لطف مبالغ فيه. علاوة على ذلك، لا أعتقد أنه يمكنني اعتبار الأمر قراءة بعد.»
—إلا أن نظرتها حملت في طيَّاتها شوقًا وحبًا رقيقًا.
«لست هنا لسبب محدد… مجرد تمضية الوقت، كما أتساءل؟»
《٢》
«—ما الأمر يا ترى؟ حتى وإن نظرت إليَّ بتلك العينين، فلن أمنحك شيئًا.»
تحدثت شيما كممثلة للنسخ، وكان سوبارو يتفق جزئيًا مع رأيها.
غارفيل وريوزو ورام وأوتو لم يستوعبوا ذلك، أما سوبارو فقد شعر بشيء لم يكن قادرًا على مقاومته؛ اشتياق أليم استقر في أعماقه.
بدأت الذكريات الغريبة بنظرة حادة من فتاة غاضبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «وجود أشخاص ذوي عقول حكيمة يسرع الحديث حقًا…»
«—هل عرفتِ ذلك من بياتريس؟»
كان وجه الفتاة يحمل ملامح فاتنة، وشعرها بلون كريمي كأن النور قد ذاب في خصلاته، وبشرتها بيضاء شفافة تكاد تُرى من خلالها. عيناها المستديرتان بلون أزرق شاحب؛ ولو كان هناك كلمة واحدة تجسد مظهرها فهي آسرة.
انطلق نفس من غارفيل، وكأن إدراكه لهذا الواقع أذهله.
كان شعرها مفروقًا في ضفيرتين كبيرتين وطويلتين، وفستانها المتسع يجعلها أشبه بأميرة من كتاب قصص. وفي الواقع، لم يكن وضعها بعيدًا عن ذلك في المقام والهيبة.
«هيه، إن كنت ستذهبين إلى هناك، فيمكنني المجيء معكِ…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما وجهت تلك الفتاة نظراتها الحادة نحو ريوزو، شعرت الأخيرة بالانكماش تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آهننن؟»
رغم أن المقارنة بينهما كانت ضربًا من الجرأة، إلا أن الفتاة التي تقف أمامها كانت أرفع شأنًا بكثير. كانت ريوزو تفتقر إلى الجمال في المظهر واللباس، مما زاد شعورها بالحرج لتقارب أعمارهم الظاهري.
ورغم عدم إدراكها لتلك التفاصيل المعقدة، كانت هناك فكرة وحيدة استقرت في ذهنها: ‹لابد أن لديكما طريقة للتغلب على هذا الأمر، أليس كذلك؟›
أدار غارفيل وجهه في حرج، متجنبًا النظر في أعينهم. رغم أنه حاول قطع صلته بماضيه بعد اجتياز المحاكمة، إلا أن ذلك الماضي لم يتلاشى، وبقيت ذكرياته مثقلة بالندم المستمر، ما جعل الحديث عنه أمرًا مربكًا.
«همف! تصمتين مجددًا. هل أنتِ فتاة مملة وجبانة يا ترى؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في عمر السادسة عشرة فقط، أتقن الشاب الألوان الستة للسحر، وبلغ مستوى يُعد قمة ما يمكن للبشر تحقيقه من فنون السحر. ورغم حصوله على ساحرة كمعلمة، لم يتوقف أبدًا عن السعي إلى المزيد من التقدم. كان عبقريًا حقيقيًّا— لم يكن هناك كلمة أكثر دقة في هذا العالم تصفه من كلمة ”عبقري“ لوصف روزوال إل ميزرس.
أطلقت الفتاة تنهيدة استياء تجاه ريوزو التي كانت تتلوى بخجل ووجهها موجه نحو الأرض. هذا السلوك الغاضب بدا متناقضًا مع مظهرها البريء، لكن كلماتها نفذت إلى قلب ريوزو كالإبر.
«لا، لم تلتقِ بنا. لم تطأ السيدة بياتريس هذه الأرض منذ أن ولدنا كنسخ. لطالما تساءلت؛ أليس من الأجدر أن نلتقي بها؟»
لم تكن الإهانة هي ما آلمها، بل الخيبة التي حملتها نبرة الفتاة. شعرت ريوزو وكأنها لا تستطيع التقاط أنفاسها.
«بياتريس، ما هذه التصرفات؟ هل علمتكِ أن تتصرفي بهذا الشكل؟»
—تثاقل الجو وأصبح مشحونًا بالتوتر، حتى شعرت ريوزو وكأن الدم في عروقها بدأ يجف.
تصلب تعبير الفتاة على الفور عند سماع ذلك الصوت اللطيف. أطلقت ريوزو زفرة طويلة كانت تحبسها في صدرها.
«ذلك…»
«إبعاد رام عن هذا؟ مهلًا، ما زلت لا أفهم ما الذي تتحدث عنه…»
جاء الصوت من خلف الفتاة، ومن ثم مباشرة أمام ريوزو. ومن كوخ في عمق المستوطنة، خرجت امرأة تنضح بهالة بيضاء نقية.
كان شعرها طويلًا وناعمًا بلون أبيض طبيعي، وبشرتها بدت كأن الضوء لم يمسها قط. عيناها وشفتاها، وكذلك فستانها الطويل، بالكاد أضفوا لمسات من اللون على حضورها، لكنها مع ذلك امتلكت جمالًا لا يحتاج إلى أكثر من هذا.
في الآونة الأخيرة، بدأت إيكيدنا تزور المستوطنة بازدياد. أحب الجميع الساحرة، فقد كانت المنقذة لهم جميعًا، بما في ذلك ريوزو. منحهم وجودها وطنًا يحتضنهم، وهو امتنان لم يستطع أحدهم التعبير عنه بما يكفي.
«السيدة إيكيدنا.»
مرة أخيرة، انحنت ريوزو بإجلال نحو ظهر إيكيدنا. لم تُلقِ الساحرة أي اهتمام لها، لكن ريوزو شعرت بواجبها في ذلك.
انحنت ريوزو على عجل، مطأطئة رأسها حين نطقت باسم الساحرة التي ترعاها— إيكيدنا. وما إن ألقت نظرة نحو ريوزو، حتى استدارت الفتاة التي تُدعى بياتريس بسرعة بالغة.
لن توفر إميليا جهدًا في سبيل هذا الهدف. لم يكن يستطيع الجزم بما قد يفعله المرشحون الآخرون جميعًا، لكنه كان يرى أن نصفهم على الأقل قد يعملون من أجل المصلحة العامة.
«آه، أ-أمي…! أنتِ مخطئة! بيتي لم تفعل شيئًا… لكن هذه الفتاة، هي—!»
اندفعت بياتريس غاضبة، لكنها لم تكن تمتلك ما يكفي من المهارة لتتفوق على شخص خبير في استفزاز الآخرين مثل روزوال. وكما في مبارزاتهما السحرية، كان روزوال دائمًا يبدو متقدمًا عليها بخطوة، الأمر الذي جعل هذه المناوشات اليومية بينهما أمرًا مألوفًا بالنسبة لريوزو، رغم أنها تجاوزت فهمها أحيانًا.
«إن لم تستدعيها الآن، فستحمل ضغينة ضدك وضدي طيلة حياتها… ومع ذلك، قد يحدث هذا حتى لو استدعيتها.»
«إذا لم ترتكبي خطأً، فلا داعي للارتباك. عليكِ فقط أن تنقلي الحقائق بدقة. وإن لم تكوني مذنبة حقًا، فلن تكوني بحاجة إلى التردد، أليس كذلك؟ هل أنا مخطئة؟»
هزت بياتريس رأسها في إنكار، لكن كلماتها تلاشت تدريجيًا في النهاية. هي نفسها عرفت أكثر من أي شخص آخر أن إعلانها اليائس لم يكن مقنعًا.
«ذلك لأن لديَّ ضغينة ضدهن. ومَن يكون هذا الكائن المسمى بالكآبة الذي ظهر في القصة؟»
«ربما… هذا صحيح.»
الأكثر تأثرًا من بينهم جميعًا كانت ريوزو، التي وُلدت بالطريقة نفسها التي وُلدت بها شيما. شغلت نفس الموقع، لكنها لم تكن تعلم بالمعرفة التي احتفظ بها ذووها في طي الكتمان، وكان الصدمة التي شعرت بها جراء معرفتها للحقيقة لا يمكن قياسها. ورغم أن سوبارو لم يشعر بالصدمة بذات القدر، إلا أنه لم يستطع إلا أن يتفاجأ بالحقيقة أيضًا.
كانت نبرة إيكيدنا خالية من العاطفة، لكنها بدت هادئة وحازمة وصارمة. لو كانت ريوزو تجهل بياتريس، لظنت أن والدتها تقسو عليها، لكن ملامح الامتعاض التي علت وجه الفتاة جعلتها تعتقد عكس ذلك.
«أظن أن كل ما نفعله السيدة بياتريس ليس سوى مدحه…»
عندما حاولت بياتريس يائسةً أن تستخرج خطة بديلة، أجابت ريوزو بكلمات كانت لطيفةً لكنها قاسية.
«بيتي انتظرت بهدوء في الخارج كما طلبتِ، أمي. ثم رأتها هذه الفتاة من بعيد… فتساءلت بيتي إن كانت لديها أي حاجة لتتحدث إليها.»
احتوت ذكريات شيما، التي رافقها شيء من اللين في تعابيرها، نسخة من بياتريس يعرفها سوبارو. تلك الفتاة التي لم تستطع التعامل بصدق مع الآخرين، بقيت على حالها منذ أربعة قرون. ولذا، تعمدت عدم إظهار مشاعرها الحقيقية للناس، محتفظة بمختلف الأحاسيس داخل جسدها الصغير.
«أفهم. والآن، ماذا لديكِ لتقولي في ذلك؟»
«بالنظر إلى الموقف، من الصعب القول إنني وصلت في الوقت المناسب.»
«آه…! اممم، نعم، ليس لديَّ عذر. لقد تصرفتُ بفظاظة بالغة…»
تمتم الرجل كما لو كان يشكو لنفسه، دون أي نية حقيقية في التحدث مع الآخرين. ومع كل كلمة وكل خطوة، ازداد الضرر الذي أصاب جسد روزوال. عظامه أصدرت صريرًا، ولحمه تمزق وانفجر، وجسده انهار كما لو كان يسحقه الهواء، بينما انهمرت منه دموع ملطخة بالدم.
كان تفسير بياتريس الطفولي صادقًا. حين رأت ريوزو بياتريس عند أطراف المستوطنة، لم تستطع سوى التحديق فيها بذهول، مما أزعج بياتريس ودفعها للتصرف كما فعلت.
«هذا النوع من الأشياء يثقل الروح. يجعل صدرك يفسد، ويغرقك في مزاج كئيب.»
«لقد انبهرتُ بمشهد السيدة بياتريس عند المغيب… أنا آسفة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فجأة، شعرت بجذبٍ خفيفٍ على كمَّها.
«انبهرتِ، إذًا…؟ بياتريس، هل تعترفين بصحة رواية ريوزو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… أشعر بألم في صدري أكثر مما توقعت. لا أستطيع الحفاظ على حيادي تجاه هذه النتيجة…»
داخل الكوخ، ضرب روزوال الطاولة بقبضة مشدودة، وقد بدا صوته متحشرجًا.
«أمممم…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«قد لا يكون من اللائق أن أطلب منكِ، وأنتِ طفلة، أن تتصرفي بنضج أكبر، لكن سلوككِ ينقصه التسامح. صحيح أنكِ مميزة، لكن ليس من أجل أن تنظري إلى الآخرين بازدراء. يبدو أنني أكرر هذا الكلام كثيرًا.»
لم تعد تخشى شيئًا— فقد بددت بياتريس كل آثار ذلك.
بعدما سمعت رد ريوزو، وجهت إيكيدنا توبيخًا صارمًا لبياتريس. ورغم أن ملامح الفتاة بدت شاحبة بخيبة أمل، كانت ريوزو مشغولة للغاية بارتباكها لتلاحظ ذلك.
«إييك…»
لم يخطر ببالها قط أن السيدة الساحرة العظيمة إيكيدنا ستتذكر اسمها شخصيًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ماذا حدث، تسأل…؟»
عاشت ريوزو في قرية صغيرة، لكنها شعرت بأن وجودها هو الأصغر على الإطلاق. كامرأة نذرت نفسها للساحرة، غمرها شعور عارم بالسعادة حين أدركت أن ساحرة الجشع نفسها تتذكر اسمها، حتى ارتجف قلبها فرحًا.
«سأترك الأمور لجيوس من الآن فصاعدًا. أنا واثقة أنه سيبذل قصارى جهده لإرشادكِ بالطريقة المناسبة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي النهاية، مع دفء أطراف أصابعهما المتلامسة، ابتسمت ريوزو كزهرة تتفتح.
«رأيي لا يختلف عن رأيك… لكن هناك أمرًا… قبل ذلك… وقبل ذلك بكثير.»
«…ب يتي لا تحب جيوس كثيرًا.»
«إذا فعلنا هذا، هل يعني ذلك أن هذه الأرض… أن الملجأ سيُنجى؟»
«بالنظر إلى دوره، فإن استيائكِ منه هو بالتحديد التقدير الذي أريده وأتوقعه منه.»
ابتسمت إيكيدنا، وقد ارتسمت على وجهها بسمة هادئة وهي تنظر إلى وجه بياتريس العابس، ثم التفتت نحو ريوزو.
قفز قلب ريوزو مرة أخرى. لم تكن تتخيل أن تحصل على فرصة للتحدث، ودائمًا ما تركت الفرص تفلت من يديها، متذرعة بأسباب واهية لتبتعد. لذا، تفاجأت عندما أولتها إيكيدنا اهتمامًا مرة أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا شك أن هذا الأمر كان صدمة بالنسبة لكِ، أليس كذلك يا ريوزو؟ هذه الفتاة، بياتريس، هي… أشبه بابنتي. كما ترين، لم تتعلم بعد التصرفات اللائقة، وأنا أعتذر عن ذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جاملت شيما سوبارو على أسلوبه المرح بابتسامة. بدا من تعابيرها كما لو أنها ألقت عبئًا ثقيلًا كانت تحمله منذ زمن طويل— لا، لقد كانت تلك الحقيقة بالفعل. أخيرًا، وضعت ذلك العبء جانبًا.
على النقيض من إيكيدنا التي وقفت على مسافة، تصرف هيكتور بطبيعته المعتادة. ورغم يقين الجميع بقوة إيكيدنا، إلا أن هيكتور كان كيانًا يتجاوز حدود المنطق. لم تستطع ريوزو حتى تخيل أحد يهزمه في قتال.
«أنا لست أشبه بابنتكِ—أنا ابنتكِ بالفعل!»
«هـ-هل تتحدثين بجنون، أتساءل؟! أن تقدِّمي جسدك… ما الذي تعتقدين أنك قادرة على فعله؟! أنت لا تفهمين شيئًا عن السحر! أنتِ… أأأ…»
ذلك الجرح في قلب بياتريس، الناجم عن فقدان صديقتها الوحيدة، ظل ندبًا باقيًا منذ ذلك الحين. الأمل الذي تعلقت به لاحقًا، بلقاء ذلك الشخص كما أمرتها والدتها، لم يتحقق، وكان الزمن قد أنهك روحها.
«حسنًا، هو أمر من هذا القبيل. أعتقد أنني سأحضر إلى هنا معها بوتيرة أكبر في المستقبل. لذا، ستلتقيان كثيرًا، وأود منكما أن تتفقا جيدًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نـ-نعم! اتركي الأمر لي، يا سيدة إيكيدنا…!»
قالت بياتريس، وهي تحتضن ركبتيها، وقد احمرَّ وجهها بانزعاج طفولي. كانت تجلس على جذع شجرة، وكلماتها تنضح بنبرة غاضبة. عندها، ارتسمت على وجه ريوزو ابتسامة غامضة، تحمل شيئًا من الحيرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أومأت ريوزو بحماس، وقد تلألأت عيناها فرحًا بهذا الطلب.
جاء إقرار ريوزو برد مطمئن من إيكيدنا، التي أومأت برضا. ومن خلفها، تمتمت بياتريس بصوت خافت فيه شيء من الحزن.
كم كان سيكون رائعًا لو استطاعت قضاء المزيد من الوقت مع بياتريس على هذا النحو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«… أتساءل، هل بيتي ليست بخير تمامًا حتى وهي وحدها…؟»
«لا بأس. لقد توصلت إلى نفس الاستنتاج، يا شاب سوبارو… أنا فقط أشعر بشيء من الإرهاق.»
《٣》
«—تابعي قصتكِ، من فضلكِ. حتى الآن، تحدثتِ فقط عن ذكريات دافئة من الماضي. لكننا جميعًا نعلم أن المحاكمة لا تنتهي عند هذا الحد.»
«أنتِ هناك، أيتها الفتاة. أعتذر، فقد كان من المفترض أن تكون السيدة إيكيدنا هنا، لكني لا أراها في أي مكان.»
«… كآبة.»
«لنذهب يا سيدتي بياتريس. أين جرى التحضير؟»
«نعم؟»
«—آه.»
«احرصي على ألا تفرطي في تناول الحلويات.»
كانت ريوزو تحمل سلة مليئة بالغسيل حين ناداها أحدهم، مما دفعها إلى التوقف في منتصف الطريق. وعندما استدارت ببطء نحو مصدر الصوت، لم تستطع منع نفسها من فتح عينيها على اتساعهما دهشة.
«ومع ذلك، فإن هذا… يختلف اختلافًا كبير عن حقيقة الملجأ كما أعرفه…»
هذه المرة، خمد روزوال تمامًا ولم يعد يقوى على الحركة. ألقى هيكتور عليه نظرة خاطفة قبل أن يستدير بكسل. ثم حدق باتجاه الكوخ حيث كانت ريوزو، و -دون سابق إنذار- انهرس الكوخ تحت ضغط هائل.
«ووه!»
لكن سوبارو جاءته فكرة واحدة، وإن لم يكن يحبذ تصديقها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جاملت شيما سوبارو على أسلوبه المرح بابتسامة. بدا من تعابيرها كما لو أنها ألقت عبئًا ثقيلًا كانت تحمله منذ زمن طويل— لا، لقد كانت تلك الحقيقة بالفعل. أخيرًا، وضعت ذلك العبء جانبًا.
تراخت ذراعاها من المفاجأة، وكادت تسقط السلة من بين يديها.
«هاكِ، احذري.»
«انتظر، ماذا؟ لم تقابل الساحرة من قبل يا غارفيل؟»
«ووه… آه! أ-أنا آسفة للغاية!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
انحنت ريوزو على عجل أمام الفتى، الذي خطا خطوة واسعة ليقترب منها ومدَّ يده تحت السلة لمنعها من السقوط. ابتسم ابتسامة لطيفة وقد ظهرت على وجهه علامات الحرج، ثم هزَّ رأسه نافيًا بلطف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رؤية معلمته صامتة أمام استغاثاته زادت من توتر روزوال، الذي بدأ يتوسل بصوت مرتفع للفرار فورًا.
«لا عليكِ. أنا مَن ينبغي أن يعتذر على مقاطعتكِ أثناء عملك. لقد تصرفت دون مراعاة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com استمع سوبارو والبقية بوجوه متلهفة إلى نهاية حديثها، دون أن يبدوا أي تعليق على حركة شيما تلك. لا بد وأنها تحملت عذابات على مدار سنوات طويلة حيال ما تحدثت عنه: أصل الملجأ وعبء الحقيقة المخفية عن ريوزو ماير، الفتاة التي كانت جدتها.
«أبدًا…! أنت لطيف جدًا يا سيد ميزرس!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا بأس. ربما بدأ هذا المكان هكذا، لكن كل الوقت الذي قضيناه هنا قد غيَّر الأمور بلا شك. العيش هنا، القدرة على التحدث معكِ يا سيدتي بياتريس، والتواجد مع الجميع… هذه جميعها خيارات اخترتها بنفسي.»
«يجب ألَّا ننسى أن نعامل السيدات بلطف، مهما كانت الفوارق بيننا… ولكن إذا كان لي طلب بسيط، فلا أحب أن يُناديني أحد بلقبي العائلي. هل يمكنكِ مناداتي باسم روزوال؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قبض سوبارو يده، ودفعها للأمام وهو يتحدث بحزم.
«سيّدتي… بياتريس…»
بعد أن خاطب ريوزو باعتذار، أغمض الفتى -روزوال- عينه في غمزة خفيفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هل يمكن وصف هذا المشهد إلا بأنه كابوس؟ وهل هناك خيار آخر سوى الذهول والدهشة؟
كان يكبر ريوزو بنحو أربع سنوات، إذ لم يتجاوز عمرها حينها الثانية عشرة، وكان أطول منها برأس كامل. ومع ذلك، كان يبدو أنه لم يبلغ ذروة نموه بعد، فيما بدأت نبرة صوته تأخذ طابعًا رجوليًا، وهي تتأرجح بين الطفولة والرُشد. حمل الفتى سحرًا مميزًا في تلك الفترة العابرة بين الطفولة والبلوغ، وكان يشعُّ بأناقة طبيعية نادرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رغم كونه الضحية، كان لدى سوبارو الكثير مما أراد قوله لمرتكب الجريمة غير المبالي، لكن السبب الأساسي كان عدم حذره هو نفسه. ليس أمامه خيار سوى تحمُّل الخزي والعار.
رغم صغر سنه، كان روزوال زعيم عائلة ميزرس التي تحكم عدة مناطق، وكان أيضًا الإداري المتعلم الذي يدير المستوطنة في الغابة بالتعاون مع إيكيدنا، ما جعله بمثابة المشرف على ريوزو. وبالنسبة لها ولغيرها من سكان المستوطنة، حظى باحترام يعادل احترامهم للساحرة إيكيدنا.
«عليَّ العودة قبل أن تأتي إميليا تان منتصبة الصدر، فخورة بنفسها…»
«هاه؟»
«مم بالنسبة للسيدة إيكيدنا… لم أرها حتى الآن اليوم. ويبدو أن بياتريس أيضًا لم تأتِ إلى مكانها المعتاد.»
«هل يمكن أن يكون هذا ممكنًا، أتساءل…؟ مَهْمَا كان رأيك في الأمر، المعنى الحقيقي لهذا المكان لم يكن أبدًا من أجلكم…!»
«أفهم… ربما تأخر وصولهما. لكن بصرف النظر عن السيدة إيكيدنا، من الصعب عليَّ أن أصدق أن بياتريس لم تأتِ للقائكِ.»
«سيدتي بياتريس، أشكركِ على الاعتناء بي طوال هذه المدة الطويلة… هذه هي لحظة الوداع.»
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
«اررر… بياتريس لا تزورني إلا بين الحين والآخر…»
«تقولين بين الحين والآخر فقط لأن هذا ما تصر بياتريس على تسميته، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—راقب الجو قليلًا، يا رجل.»
«لا تقلق، قائد. لم تفعل شيء غريب بفضلك فكرت في فعل شيء مثل هذا. الحب مثل السباق، مَن يصل أولًا يربح.»
كانت إيكيدنا تقتطع وقتًا من جدولها المزدحم لزيارة هذه الأرض، مصطحبة معها بياتريس. ونتيجة لذلك، سنحت لهما فرص كثيرة للتواصل والتقاء وجهيهما أثناء انتظار انتهاء الساحرة من أعمالها.
«بففف.» كتم روزوال ضحكة خافتة عند سماعه رد ريوزو.
كان مشهدًا طاغيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
«قد لا يكون من اللائق أن أطلب منكِ، وأنتِ طفلة، أن تتصرفي بنضج أكبر، لكن سلوككِ ينقصه التسامح. صحيح أنكِ مميزة، لكن ليس من أجل أن تنظري إلى الآخرين بازدراء. يبدو أنني أكرر هذا الكلام كثيرًا.»
«بياتريس ليست فتاة صريحة، كما تعلمين. من الجيد أنكِ لا تجدين صعوبة في التعامل معها…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—راقب الجو قليلًا، يا رجل.»
«عندما يحين ذلك الوقت، سيكون من العار البقاء محبوسين هنا. أما بالنسبة لأولئك الذين يبدون نظرات غير مصدقة، يمكنك الرهان على أنني سأكون هناك بابتسامة مغرورة على وجهي وأنا أخبرهم بأنني كنت أول مَن انضم إلى الفكرة.»
«بعيدًا عن ذلك. إنها تعامل حتى شخصًا مثلي بلطف بالغ. في الواقع، أنا دائمًا أُغضب السيدة بياتريس… حتى أنني خشيت أن تبدأ في كراهيتي.»
رغم أن المقارنة بينهما كانت ضربًا من الجرأة، إلا أن الفتاة التي تقف أمامها كانت أرفع شأنًا بكثير. كانت ريوزو تفتقر إلى الجمال في المظهر واللباس، مما زاد شعورها بالحرج لتقارب أعمارهم الظاهري.
«ليس عليكِ القلق بشأن ذلك. كراهية بياتريس لا تؤخذ على محمل الجد. لو كانت تكرهكِ حقًا، لما اخترعت كل هذه الذرائع لقضاء الوقت معكِ.»
ابتسم روزوال ابتسامة عريضة، لكن ريوزو لم تستطع سوى تصديق نصف ما قاله. كانت بياتريس تنفث أنفاسها غاضبة، منتقدة كل شيء تقريبًا حين تتحدث مع ريوزو، ولم يكن هذا يشبه ما تعرفه عن الرفض الحقيقي. ومع ذلك، شعرت ريوزو أن بياتريس قد أظهرت لها كراهية لا يمكن إنكارها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«آمل أن تتمكني في يوم من الأيام من فهم مشاعر تلك الفتاة الحقيقية.»
«أنا واثقة أنني طلبت منك دراسة الألوان الأربعة فقط. إذًا، توصلت بنفسك إلى فكرة الألوان الستة من خلال الدراسة الذاتية؟ يا لك من طالب يتمتع بسرعة تعلم مرعبة ورغبة لا تشبع في التقدم… أو لعلها هوس؟ حسنًا، لقد أدهشتني بالفعل.»
«ما بكِ، يا ترى؟ إن لم يعجبكِ الأمر، فلا نية لدى بيتي في فرضه عليك. ليس وكأنني متحمسة لذلك…»
رأى روزوال كيف سكتت ريوزو، فتمتم بتعليق بصوت بدا عليه شيء من الشجن. ومع أن ابتسامته لم تزل من على وجهه، إلا أن ملامحه بدت متألمة قليلًا، مما جعل صدر ريوزو يضيق بحزن غامض.
«الذكريات تنتهي هنا. ليس لديَّ أي وسيلة لمعرفة ما حدث بعد ذلك. لكن من واقع استمرار الملجأ في الوجود، يبدو أن قرار ريوزو ماير لم يكن بلا جدوى.»
قبل أن تتمكن ريوزو من الاعتذار، ارتسمت على وجه روزوال ملامح إدراك مفاجئ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إن كنتِ مصَرّة، فما من خيار آخر، أتساءل؟ أنتِ فتاة محظوظة للغاية.»
«معلمتي! سمعت أنك هنا اليوم، فجئت على الفور!»
كان في تعابير روزوال ما يمنع أي تردد أو نقاش. دون أن تنبس ببنت شفة، وجدت ريوزو نفسها تستجيب طوعًا.
ولهذا السبب—
توهَّجت عينا روزوال بلمعان طفولي، وركض نحوهما مفعمًا بالحماس، وقد اختفت تمامًا هيئته التي بدت راشدة قبل لحظات. انطلق نحو إيكيدنا، الساحرة المقصودة، التي تنهدت بصوت مسموع عندما رأته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «على أي حال.» بدأت رام وهي تلقي نظرة خاطفة على وجهه البائس قبل أن تلتفت نحو سوبارو، «السيدة ريوزو… أو بالأحرى، الآنسة شيما، لأن هذا هو الاسم الذي ترغب في أن تُنادى به، تريد التحدث معك، باروسو. يبدو أنها ترغب في متابعة حديث البارحة.»
«روزوال… لا أذكر أنني سمحت لك بمناداتي بـ معلمتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا يمكن أن يمر هذا اليوم دون أن أناديكِ بذلك. لقد أتقنت تمامًا ما طلبتِه في الواجب السابق، معلمتي. إذا ركَّزت المانا ذات الألوان الأربعة بمعدل موحَّد، تتحول إلى طاقة سحرية بلا خصائص عنصرية. ثم بإضافة اللونين المتبقيين، يصل المرء إلى خاصية ذات ألوان قوس قزح— ما رأيك؟»
«نـ-نعم، سأنصرف على الفور. أستأذنكِ الآن.»
«أنا واثقة أنني طلبت منك دراسة الألوان الأربعة فقط. إذًا، توصلت بنفسك إلى فكرة الألوان الستة من خلال الدراسة الذاتية؟ يا لك من طالب يتمتع بسرعة تعلم مرعبة ورغبة لا تشبع في التقدم… أو لعلها هوس؟ حسنًا، لقد أدهشتني بالفعل.»
«—بمعنى آخر، باروسو قد قابل ساحرة الجشع؟»
مدحت إيكيدنا روزوال، مما جعل عيني ريوزو تتسعان ذهولًا. فقد كانت إيكيدنا ساحرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكل ما يتجاوز توقعاتها كان بعيدًا تمامًا عن إدراك ريوزو.
لقد كان كما قالت رام؛ كيفما كانت البداية، وإن كانت زائفة، فلا يعني ذلك أن كل ما جرى بعدها بات ملطخًا بذلك الزيف. تقبلت ريوزو تلك الكلمات من أعماق قلبها.
لذا، لم تستطع منع نفسها من الابتسام أمام ملامح الفخر التي ارتسمت على وجه روزوال بعد إنجازه. حتى ريوزو، بحدسها البسيط، أدركت كم يكن روزوال مشاعر خاصة لإيكيدنا. أما إيكيدنا، فقد بدت متفاجئة بمقدار الحب والاحترام الذي يغدقه عليها تلميذها الذي أعلن نفسه بنفسه.
«ما الذي يجعلك تقفين هناك شاردة الذهن، كما أتساءل؟ كما هي عادتك، تبدين فتاة غير مبالية.»
«نغغغ…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جاملت شيما سوبارو على أسلوبه المرح بابتسامة. بدا من تعابيرها كما لو أنها ألقت عبئًا ثقيلًا كانت تحمله منذ زمن طويل— لا، لقد كانت تلك الحقيقة بالفعل. أخيرًا، وضعت ذلك العبء جانبًا.
«آه… السيدة بياتريس…»
بينما كانت ريوزو تحدق في إيكيدنا وروزوال، أطلت بياتريس من الجانب، مكتوفة الذراعين، وأطلقت شهيقًا ساخرًا، وقد بدت على وجهها تلك الملامح المعتادة التي اعتادت عليها ريوزو. ولأنها اعتادت على هذا التعبير الغاضب، لم تعتذر بياتريس عن تسببه.
راقبت ريوزو المشهد حتى النهاية، وقد نسيت كيف تتنفس، قبل أن تستعيد أنفاسها المتقطعة أخيرًا—
«هل لدى أمي وروزوال ما يناقشانه معًا؟ لم يعد لديهما وقت لاهتمام بأمثالكِ، كما أتساءل؟ ثم، ألا تزعجك تلك السلة؟ ينبغي أن تعودي إلى عملك بسرعة، أليس كذلك؟»
«هيه، إن كنت ستذهبين إلى هناك، فيمكنني المجيء معكِ…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—غآه… آااه؟!»
«نـ-نعم، سأنصرف على الفور. أستأذنكِ الآن.»
«سأترك الأمور لجيوس من الآن فصاعدًا. أنا واثقة أنه سيبذل قصارى جهده لإرشادكِ بالطريقة المناسبة.»
انحنت ريوزو بخضوع أمام بياتريس المتجهمة، ثم أسرعت بمغادرة المكان على عجل.
«هاه؟»
رغم أن روزوال أخبرها أن بياتريس لا تكرهها حقًا، إلا أن ريوزو وجدت صعوبة في تصديق ذلك. غير أن فكرة خطرت على بالها فجأة.
لقد كان كما قالت رام؛ كيفما كانت البداية، وإن كانت زائفة، فلا يعني ذلك أن كل ما جرى بعدها بات ملطخًا بذلك الزيف. تقبلت ريوزو تلك الكلمات من أعماق قلبها.
«أمم… سيدة بياتريس؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لست هنا لسبب محدد… مجرد تمضية الوقت، كما أتساءل؟»
كانت ريوزو تحمل سلة مليئة بالغسيل حين ناداها أحدهم، مما دفعها إلى التوقف في منتصف الطريق. وعندما استدارت ببطء نحو مصدر الصوت، لم تستطع منع نفسها من فتح عينيها على اتساعهما دهشة.
«بياتريس، ما هذه التصرفات؟ هل علمتكِ أن تتصرفي بهذا الشكل؟»
عندما استأنفت ريوزو حمل السلة، تبعتها بياتريس بخطواتها. نظرت إليها ريوزو بارتباك، لكن بياتريس اكتفت بإبداء ملامح هادئة. وعندما تابعت ريوزو سيرها، ظلت بياتريس تسير خلفها.
«إن كانت بياتريس قد قالت هذا، فلا بد أن الأمر كذلك.»
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
فكرت ريوزو في الأمر قليلًا. ثم قررت أن تؤمن بكلمات روزوال بإصرار.
ما أرادت شيما الحديث عنه كان ماضي الملجأ— أمورًا لم تعرفها إلا شيما والأشخاص المرتبطون مباشرة بتأسيسه. والسبب—
«سيدة بياتريس، إن كان يطيب لكِ، هل يمكن أن تساعديني في طي الغسيل؟»
«…هاه؟»
الشاب الذي اعتاد التحلِّي بأقصى درجات الهدوء والانضباط، بدا هذه المرة متوترًا، متشنجًا، ومرتبكًا. كانت إيكيدنا الساحرة قد أغمضت عينيها، متجاهلة توسلاته.
اتسعت عينا بياتريس دهشة أمام هذا العرض المهذب بمساعدتها في الأعمال المنزلية. شعرت ريوزو في تلك اللحظة بندم سريع على اعتمادها على كلمات روزوال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان ذلك هو القرار الذي توصلت إليه إيكيدنا وروزوال قبل بدء هجوم الشيطان.
«—إذا كانت هذه المهمة أكبر من أن تقومي بها وحدكِ، فلا خيار آخر… ستساعدكِ بيتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هاه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—أفهم.»
«هل أكررها، يا ترى؟ تحركي الآن، هل ستقفين هناك طوال اليوم، أتساءل؟»
—تثاقل الجو وأصبح مشحونًا بالتوتر، حتى شعرت ريوزو وكأن الدم في عروقها بدأ يجف.
تجاوزت بياتريس ريوزو التي تجمدت في مكانها من المفاجأة، واندفعت للأمام. وفي اللحظة التي عبرتها فيها، لمحت ريوزو على وجهها تعبيرًا غامضًا يمزج بين نفاد الصبر ومشاعر أخرى يصعب تحديدها.
«هل يمكن أن يكون هذا ممكنًا، أتساءل…؟ مَهْمَا كان رأيك في الأمر، المعنى الحقيقي لهذا المكان لم يكن أبدًا من أجلكم…!»
«—آه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد سُحق روزوال بقوة غير مفهومة… والآن سيواجه جسدها المصير ذاته—
شعرت ريوزو بوجنتيها تحترقان، وبدفء يغمر صدرها، وكأن شيئًا ما قد ارتفع إلى عينيها.
بشيء من الجهد لكبح تلك المشاعر، انطلقت ريوزو بخطوات صغيرة إلى جانب بياتريس، متطلعة نحو وجهها.
—كانت بياتريس رائعة. احترمتها ريوزو من أعماق قلبها.
«أمم…! إن لم يكن هناك مانع، هل أستطيع ترك الغسيل معكِ للحظة قصيرة؟»
لم تكن ريوزو تفهم هذا الحديث المعقد، لكن بدا لها أن العائق الذي يواجه إيكيدنا وروزوال كان صلبًا إلى درجة أن تعاونهما معًا لم يفلح في تجاوزه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آهننن؟»
«لا تظني نفسك مهمة للغاية— لكن أظن أنه يمكنني ذلك لبعض الوقت، كما أقول.»
«تلك شظايا من ذكريات جمعتها معًا… كنت أنوي ترتيبها زمنيًا على طريقتي الخاصة، لكني وجدت أن سرد قصة من ذكريات شخص آخر— حتى لو كانت تخص أقرب شخص لي على الإطلاق— لا يزال أمرًا بالغ الصعوبة.»
ومع هذه الكلمات، مدت بياتريس يديها نحو الغسيل بتعبير يبدو غير راغب على وجهها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبالتالي، لم يجد صعوبة في تقبُّل فكرة أن بياتريس دخلت وغادرت الملجأ في ذلك الوقت.
《٤》
«مم بالنسبة للسيدة إيكيدنا… لم أرها حتى الآن اليوم. ويبدو أن بياتريس أيضًا لم تأتِ إلى مكانها المعتاد.»
مرَّت ريوزو بالكثير من الأمور قبل أن تصل إلى هذه الأرض، ما بين الخير والشر. لكن الشرَّ كان أثقل وزنًا من الخير. ورغم ذلك، استطاعت الاستمرار بصمود حتى وصلت إلى هذا اليوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حدث مرة أن ردَّت إيكيدنا على شكرهم بقولها: «لا داعي للامتنان.» عندها، رأت ريوزو على شفتيها ابتسامة صغيرة. ومن تلك الابتسامة الخافتة، شعرت ريوزو أنها فهمت السبب وراء كل ما بذلته إيكيدنا من جهود: لكي تستطيع—
كان هناك آخرون من ذوي الخلفيات المشابهة، وقد كانوا لطفاء، حرصوا على حمايتها كونها فتاة صغيرة وضعيفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وربما اعتادت استحضار الذكريات، إذ انساب حديثها بهدوء وسلاسة. وبوصولها إلى تلك الوقفة في روايتها، بدا أن شخوص الماضي المحيطين بريوزو ماير قد اكتملوا للحظة. لكن—
«بيتي انتظرت بهدوء في الخارج كما طلبتِ، أمي. ثم رأتها هذه الفتاة من بعيد… فتساءلت بيتي إن كانت لديها أي حاجة لتتحدث إليها.»
ذات مرة، وبينما كانوا يتحدثون عن أوطانهم، قالت ريوزو إنها لا تحمل أي ذكريات جيدة عن موطنها. عندها، ردَّ أحدهم قائلًا: «وأنا كذلك.»، ثم ضحك. وبعدها أضاف: «لنجعل من هذا المكان وطنًا للجميع.»
«—!»
لم تتذكر ريوزو مَن الذي قال ذلك. لكنها ظلت تحفظ تلك الكلمات في قلبها منذ ذلك اليوم.
«—سنقوم ببناء نواة الملجأ عبر وضع أودو الخاص بكِ في محفِّز. بهذه الطريقة، سنُسرع عملية تكيُّف مانا جسدك مع تربة هذه الأرض، مما سيمكننا من تفعيل الحاجز.»
في الآونة الأخيرة، بدأت إيكيدنا تزور المستوطنة بازدياد. أحب الجميع الساحرة، فقد كانت المنقذة لهم جميعًا، بما في ذلك ريوزو. منحهم وجودها وطنًا يحتضنهم، وهو امتنان لم يستطع أحدهم التعبير عنه بما يكفي.
«إن كنتِ مصَرّة، فما من خيار آخر، أتساءل؟ أنتِ فتاة محظوظة للغاية.»
مع إيكيدنا، تلاشت مشاق حياتهم اليومية، وتوفرت احتياجاتهم على نحوِ جيد، دون أن تطلب في المقابل شيئًا من أحد.
لهاثات متقطعة انبعثت من صدرها، وقد شوهت الدموع واللعاب ملامح وجهها. رفعت ريوزو رأسها بصعوبة وهي تلهث.
حدث مرة أن ردَّت إيكيدنا على شكرهم بقولها: «لا داعي للامتنان.» عندها، رأت ريوزو على شفتيها ابتسامة صغيرة. ومن تلك الابتسامة الخافتة، شعرت ريوزو أنها فهمت السبب وراء كل ما بذلته إيكيدنا من جهود: لكي تستطيع—
«يا للعجب، مع أنك دائمًا تحاول إغواءها في وضح النهار، كيف تشعر بالإحراج من مجرد كتابة مشاعرك؟ سيد ناتسكي، ألا تعتقد أن إحساسك بالعار في غير محله؟»
—الاستمرار في الابتسام بتلك الطريقة.
بينما كانت رام تحتضن شيما، حاول غارفيل أن يتطوع لمساعدتها، لكن أوتو أوقفه. أثارت هذه الحركة زمجرة من غارفيل، إلا أن رام قالت بلا مبالاة: «أعتقد أن هذا منطقي.»
«إبعاد رام عن هذا؟ مهلًا، ما زلت لا أفهم ما الذي تتحدث عنه…»
وفي كل مرة تأتي فيها إيكيدنا إلى المستوطنة، كانت بياتريس ترافقها بلا استثناء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «بمجرد أن تقف بيتي بجانب أمي، سيعود كل شيء إلى طبيعته، أتساءل؟ ذلك الأحمق روزوال على وشك الموت، لذا عليَّ إنقاذه بسرعة أيضًا. وبعد الغد، يمكننا أن…»
وحينما كان يحف بها جمع كبير من الناس، تطلب إيكيدنا من بياتريس أن تتصرف كما يحلو لها. وفي معظم الأحيان، قضت بياتريس وقتها قريبة من ريوزو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حتى لو كانت طفلة، فقد كان على ريوزو، كأحد أعضاء المستوطنة، القيام بالكثير من الأعمال. أحيانًا، ساعدتها بياتريس في الغسيل أو الخياطة على مضض، متذمرة من أنها ليست ماهرة في هذه الأمور. لكن، رغم شكاويها، أنجزت العمل باجتهاد يفوق اجتهاد ريوزو نفسها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وعندما لا تساعد ريوزو في أعمالها، قضت بياتريس وقتها في دروس السحر، غارقة في صفحات كتاب ضخم لا يتناسب مع حجمها الصغير، وهي تتدرب على التحكم في المانا عبر محاولات متكررة.
«لم أفعل ذلك مع أمي بنية… انتظري، أتوسل إليكِ! هـ-هل يمكن لبيتي أن تطلب من أمي شخصيًا، أتساءل؟ أمي لطيفة مع بيتي، وستستمع لي بالتأكيد…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فإذا كانت الكآبة والغرور قد استُبعِدتا من الخطايا السبع المميتة، فيمكن تسميتهما بـ ”الخطايا المميتة القديمة“.
بالنسبة لريوزو، التي ليس لها أي علاقة بالسحر ولا تستطيع حتى القراءة، بدت تلك المحاولات وكأنها معاناة تتجاوز فهمها.
تسللت تلك الكلمات الكئيبة إلى أعماق روزوال، وكأنها تلتهم قلبه. وآخر كلمة همس بها الرجل جاءت كضربة قاضية. عجز روزوال عن تحمل الضغط المتزايد، فانهار صدره كما لو سحقه بالكامل.
«—آه.»
في تلك اللحظات، كان روزوال دائمًا يظهر، قاطعًا تدريبات بياتريس، مما يثير غضبها. ومع ذلك، لم يُظهر روزوال سلوكه النبيل المعتاد إلا في حضرة إيكيدنا وبياتريس.
«لقد خرقت وعدي بكتابة مشاعري، لكن شخصًا آخر قرأها أولًا… الأمر انتهى بالنسبة لي…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان من المعتاد أن ترى بياتريس وقد احمرَّ وجهها من الغضب، وهي تتصدى لمزاح روزوال بمهاجمات مضادة. وفي بعض الأحيان، ألقت ريوزو نظرة على مبارزاتهما السحرية، فتبتسم وكأنها تشاهد شجارًا بين شقيقين.
وكان يحدث بين حين وآخر أن تفاجئهم إيكيدنا وسط مشاجرتهم، فيبهت وجه كل من روزوال وبياتريس من الرعب، مما يثير الضحك بين سكان المستوطنة جميعًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… لقد أنقذتني السيدة إيكيدنا والسيد روزوال. كنت سعيدة بقدومي إلى هذا المكان، حيث تمكنت من العيش دون ازدراء أو نبذ. إن كان بإمكاني رد هذا الجميل الغالي، أعتقد أن ذلك سيمنح حياتي معنى.»
إيكيدنا، روزوال، ريوزو، وحتى بياتريس— كان الجميع يضحكون قليلًا.
«لقد استلت بياتريس الكلمات من فم المعلمة ذاتها— بالمناسبة، بما أنك تقضين الكثير من الوقت معها، ماذا لو أصبحتِ معلمة لريوزو؟»
بالنسبة لريوزو ماير، كانت تلك الأيام في وطنها الجديد أيامًا سعيدة، سعيدة، سعيدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
«من أين سمعت ذلك…؟ لا جدوى من السؤال على ما يبدو… إذًا، ما هي تلك الخطايا الأخرى؟»
في عمر السادسة عشرة فقط، أتقن الشاب الألوان الستة للسحر، وبلغ مستوى يُعد قمة ما يمكن للبشر تحقيقه من فنون السحر. ورغم حصوله على ساحرة كمعلمة، لم يتوقف أبدًا عن السعي إلى المزيد من التقدم. كان عبقريًا حقيقيًّا— لم يكن هناك كلمة أكثر دقة في هذا العالم تصفه من كلمة ”عبقري“ لوصف روزوال إل ميزرس.
《٥》
«تلك شظايا من ذكريات جمعتها معًا… كنت أنوي ترتيبها زمنيًا على طريقتي الخاصة، لكني وجدت أن سرد قصة من ذكريات شخص آخر— حتى لو كانت تخص أقرب شخص لي على الإطلاق— لا يزال أمرًا بالغ الصعوبة.»
«أعتذر إن أرهقتكِ كثيرًا. لكنكِ أخبرتنا بما أردتُ سؤالكِ عنه وأكثر. شكرًا لكِ.»
اختارت شيما كلماتها وذكرياتها بعناية وهي تتحدث عن ماضي ريوزو ماير.
كلمات سوبارو جعلت الحاضرين يومئون برؤوسهم، وكل منهم يحمل مشاعر مختلفة في صدره.
وربما اعتادت استحضار الذكريات، إذ انساب حديثها بهدوء وسلاسة. وبوصولها إلى تلك الوقفة في روايتها، بدا أن شخوص الماضي المحيطين بريوزو ماير قد اكتملوا للحظة. لكن—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
خفضت شيما، الراوية الوحيدة لهذه الحكاية، عينيها وأجابت بصوت مرهق. ثم أخذت تمعن النظر في وجوه الحاضرين ببطء.
«—ربما ينبغي أن أقول إن السيدة بياتريس لم تتغير على الإطلاق؟»
ذلك الجرح في قلب بياتريس، الناجم عن فقدان صديقتها الوحيدة، ظل ندبًا باقيًا منذ ذلك الحين. الأمل الذي تعلقت به لاحقًا، بلقاء ذلك الشخص كما أمرتها والدتها، لم يتحقق، وكان الزمن قد أنهك روحها.
«رأيي لا يختلف عن رأيك… لكن هناك أمرًا… قبل ذلك… وقبل ذلك بكثير.»
كان ظهور بياتريس في ذكريات ريوزو ماير مفاجئًا لسوبارو، لكن ليس من الصعب عليه تقبُّل الأمر.
«ما بكِ، يا ترى؟ إن لم يعجبكِ الأمر، فلا نية لدى بيتي في فرضه عليك. ليس وكأنني متحمسة لذلك…»
من البداية، كان يعرف أن بياتريس هي الروح المتعاقدة مع إيكيدنا قبل أربعة قرون. فقد عملت إيكيدنا مع سلف روزوال على إنشاء الملجأ وأوكلت إلى بياتريس مهمة حراسة أرشيف الكتب المحرَّمة في قصر روزوال، منتظرة ذلك الشخص الذي وعدت بلقائه بعد وفاتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ما الذي يجري؟»
وبالتالي، لم يجد صعوبة في تقبُّل فكرة أن بياتريس دخلت وغادرت الملجأ في ذلك الوقت.
تراخت ذراعاها من المفاجأة، وكادت تسقط السلة من بين يديها.
«هذه السيدة بياتريس… من المؤكد أنها هي نفسها التي سمعت اسمها فقط في قصر المركيز؟ لم تسنح لي الفرصة لمقابلتها بعد…»
«نعم، هي بياتريس ذاتها. لذا، فعلًا لها علاقة بالملجأ… وفوق ذلك، هي التي نقلتني إلى الملجأ حينها…»
«… روزوال الآن مجرد كومة على الأرض. اسمعي، هل ترافقكِ بيتي، أتساءل؟ هذا ما أمرت به أمي— الطريقة الوحيدة لقلب هذا الوضع لصالحنا.»
هزَّ سوبارو رأسه موافقًا بعد أن تحقق أوتو من الأمر معه، مستعيدًا ذكرى من دورة سابقة في الحلقة الزمنية.
—رفضت ذلك العزاء، واختارت المضي قدمًا نحو مصير شائك، بلا تردد.
في تلك المرة، عندما ذهب لإنقاذ القصر، فشل سوبارو في إنقاذ أي شخص من سيف إلزا الغادر، حتى أنه شهد موت بياتريس أمام عينيه. وعندما جاء دور سوبارو ليُقتل على يد إلزا، استخدمت بياتريس قوتها لتنقله إلى الملجأ.
«آه…»
«حتى لو استخدمت المعبر، بقي أمر يحيرني: كيف استطاعت نقلي إلى الملجأ بهذه السهولة؟ إذا كان المعبر لا يستطيع إرسال الأشخاص إلا إلى أماكن مألوفة لديهم، فلا بد أن الملجأ…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هاكِ، احذري.»
«سمعتُ عن هذا الأمر قبل فترة. وهو أنني أستوفي الشروط لأكون نواة الحاجز الذي تبنيه السيدة إيكيدنا… ولهذا اخترتموني.»
كان الملجأ، بالنسبة لبياتريس، مكانًا مليئًا بالذكريات. وربما كان بمثابة وطنها الحقيقي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وربما اعتادت استحضار الذكريات، إذ انساب حديثها بهدوء وسلاسة. وبوصولها إلى تلك الوقفة في روايتها، بدا أن شخوص الماضي المحيطين بريوزو ماير قد اكتملوا للحظة. لكن—
ولذلك، في تلك اللحظة الحرجة، تمكَّنت بياتريس من تأمين هروب سوبارو إلى الملجأ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «وجود أشخاص ذوي عقول حكيمة يسرع الحديث حقًا…»
«—لا أدري دونو بشأن تلك الصغيرة، لكنني مهتم أكثر بالساحرة. كنت أعلم أن هذا المكان هو ساحة محاكمة ساحرة الجشع، لكنني لم أحصل على فرصة لمعرفة المزيد عنها.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لقد انبهرتُ بمشهد السيدة بياتريس عند المغيب… أنا آسفة.»
«انتظر، ماذا؟ لم تقابل الساحرة من قبل يا غارفيل؟»
«أرر، أكره أن أكون صريحًا إلى هذا الحد، لكن أليس سؤالك غريبًا يا سيد ناتسكي؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أعلن سوبارو استنتاجه النهائي، وعندما وافقته رام، شحب وجه ريوزو واهتزت قليلًا. على الفور، دعمها غارفيل من كتفيها، وجلس بها برفق على درجات القبر الحجرية.
وبتلك الكلمات المقتضبة، انزلقت بياتريس برشاقة عبر الباب المفتوح. ولكن ما إن عبرت عتبة الباب حتى اختفت عن الأنظار؛ إذ لا شك أنها انتقلت فورًا إلى مكان بعيد عبر البوابة.
كان أوتو متشككًا من رد فعل سوبارو، لكن كلمات غارفيل منذ لحظة كانت شيئًا لا يمكن لسوبارو تجاهله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان القبر مثوى إيكيدنا، وكان غارفيل يمتلك المؤهلات لخوض المحاكمة باعتباره رسول الجشع. اعتقد سوبارو أن هذه المؤهلات لا تُمنح لأحد إلا بعد لقاء إيكيدنا شخصيًا.
«بالنظر إلى الموقف، من الصعب القول إنني وصلت في الوقت المناسب.»
ربما أدت تلك التغيرات إلى تحريف شخصيتها، وأفسدت جوهرها الداخلي.
«لكن من طريقتك في الكلام الآن، يبدو أن إيكيدنا لم تظهر خلال محاكمتك، صحيح؟ إذًا كيف عرفت أنك اجتزت المحاكمة؟»
«قائد، طريقتك في الكلام توحي وكأنك قابلت الساحرة… أما أنا، فقد اجتزت الأمر وانتهى. لم أقابل الساحرة. ولن أتحدث عن ما جرى في الداخل بعد الآن.»
تحاشى غارفيل الحديث عن تفاصيل تجربته في المحاكمة وهو يرد على سؤال سوبارو بشأن الساحرة. وعندما هز سوبارو رأسه بتفهم، طرحت رام سؤالًا فجأة.
اندفع سيل هائل من الحرارة من يد روزوال المرفوعة، رغم سقوطه.
«—بمعنى آخر، باروسو قد قابل ساحرة الجشع؟»
في البقعة العشبية أمام المدخل، كانت المجموعة التي ودَّعتها عندما دخلت لخوض التجربة تنتظر عودتها بسلام، ولكن—
ضيَّقت رام عينيها الورديتين ببطء، وحدَّقت في سوبارو بصمت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…حدث ذلك في اليوم الأول، حين دخلتُ المقبرة لاستعادة إميليا. سألتها عن ريوزو… وبعض الأمور الأخرى.»
«…»
غارفيل وريوزو ورام وأوتو لم يستوعبوا ذلك، أما سوبارو فقد شعر بشيء لم يكن قادرًا على مقاومته؛ اشتياق أليم استقر في أعماقه.
«ما الذي يجري؟»
فجأة، شُدت ريوزو من ياقة ثوبها، لتجد نفسها تُرفع إلى الأعلى. وفي خضم المفاجأة، أدركت أن مَن يقف بجانبها لم يكن سوى فتاة مألوفة، تنظر إليها بوجه متجهم.
ما إن نطق هيكتور بصوت منخفظ حتى انطلقت صرخة مليئة بالألم، صرخة معلنة قرب نهاية روزوال.
دون أن يفصح عن تفاصيل محاكمته، شرح سوبارو لقاءه العابر مع الساحرة. كان يشك في سبب صمت رام، لكنها زفرت بهدوء على الفور.
لم يكن رد إيكيدنا يهدف إلى تهدئة مخاوف ريوزو؛ فالساحرة لم تعرف المجاملات أو تزيين الحقائق.
«فهمت. كنت أعتقد فقط أن كل شيء يبدو منسجمًا الآن. لشخص جاء إلى الملجأ لأول مرة، قد رتَّبت الأمور بحنكة يا باروسو. وإن كان ذلك يبعث الطمأنينة في نفسي، فأنا سعيدة أن الأمر لم يكن بفضل مهاراتك الحقيقية.»
رغم كونه الضحية، كان لدى سوبارو الكثير مما أراد قوله لمرتكب الجريمة غير المبالي، لكن السبب الأساسي كان عدم حذره هو نفسه. ليس أمامه خيار سوى تحمُّل الخزي والعار.
«انتظري، هل هناك مشكلة في كوني رجلًا بارعًا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هاه! باروسو، رجل بارع؟ لا تقل ذلك حتى في أحلامك. إنه أمر مثير للقلق.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هلَّا تتوقفين عن وصفها بالمزحة، أتساءل؟ لقد كان الأمر أكثر رقيًا من ذلك بكثير.»
«هل كان عليك الذهاب إلى هذا الحد؟!»
«نعم؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أطلق سوبارو صرخة احتجاج مع ارتفاع صوته، فيما رام تنفجر ضاحكة. لكن رغم ذلك، لم يستطع التخلص من الشكوك التي تراوده حيال تصرفاتها. شعر وكأن عظمة صغيرة عالقة في حلقه.
«لنعد إلى صلب الموضوع. يبدو أنني فهمت الأمر على هذا النحو: كانت هناك بالفعل ساحرة في هذا الملجأ. ترتعد فرائصي من مجرد تخيُّل وجود حقبة كان فيها حضور الساحرة أمرًا اعتياديًا.»
طوال الوقت، كانت ريوزو تعتذر عن أي شيء قد يزعج بياتريس. لكن هذه المرة وحدها، لم يكن بإمكانها فعل ذلك.
حاول أوتو إعادة الحوار إلى مساره الصحيح، لكنه انتهى بضم كتفيه وهو يرتجف لا إراديًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حتى لو استخدمت المعبر، بقي أمر يحيرني: كيف استطاعت نقلي إلى الملجأ بهذه السهولة؟ إذا كان المعبر لا يستطيع إرسال الأشخاص إلا إلى أماكن مألوفة لديهم، فلا بد أن الملجأ…»
«الحقبة التي وُجدت فيها سيدتنا الساحرة كانت منذ زمن بعيد. ربما لهذا السبب لا تعرفون عنها شيئًا. في الواقع، حتى بالنسبة لي، هذه ليست ذكرياتي الخاصة، بل هي ذكريات شخص آخر.»
كان شعرها طويلًا وناعمًا بلون أبيض طبيعي، وبشرتها بدت كأن الضوء لم يمسها قط. عيناها وشفتاها، وكذلك فستانها الطويل، بالكاد أضفوا لمسات من اللون على حضورها، لكنها مع ذلك امتلكت جمالًا لا يحتاج إلى أكثر من هذا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ربما كان كذلك. لم يتحقق ذلك، لكن…»
«أن أسمع ذلك من شخص يحمل نفس ملامحي يجعلني أشعر كأنني أصبت بالخرف…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يخطر ببالها قط أن السيدة الساحرة العظيمة إيكيدنا ستتذكر اسمها شخصيًا.
«هذا أشبه بمزحة سيئة عن الاستنساخ… إذًا، يمكننا القول إن إيكيدنا كانت تأتي إلى هنا بين حين وآخر؟ وبياتريس كانت ترافقها؟»
قاطع سوبارو الحوار الهادئ بين شيما وريوزو بطرح سؤاله. أومأت شيما بعمق ردًا عليه.
صُدِم أوتو بتلك الكلمات الحادة، متألمًا نفسيًا وجسديًا.
«إيه…؟»
«كثير من ذكريات ريوزو ماير تدور حول السيدة بياتريس. وكما أخبرتك، يبدو أنهما كانتا تستمتعان بصحبة بعضهما البعض.»
«سيدة بياتريس؟»
احتوت ذكريات شيما، التي رافقها شيء من اللين في تعابيرها، نسخة من بياتريس يعرفها سوبارو. تلك الفتاة التي لم تستطع التعامل بصدق مع الآخرين، بقيت على حالها منذ أربعة قرون. ولذا، تعمدت عدم إظهار مشاعرها الحقيقية للناس، محتفظة بمختلف الأحاسيس داخل جسدها الصغير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شعر سوبارو بحزن عميق يعتمل في صدره وهو يتذكر بياتريس، المتمسكة بعقدها وأرشيف الكتب المحرَّمة.
كان في تعابير روزوال ما يمنع أي تردد أو نقاش. دون أن تنبس ببنت شفة، وجدت ريوزو نفسها تستجيب طوعًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ما الذي يجري؟»
«بصراحة، فوجئت بأن إيكيدنا كانت تتجول برفقة بياتريس. من خلال ما أعرفه، لم أكن أعتقد أنها تكنُّ لها أي مشاعر حب كعائلة.»
«أعتقد أنك تشعرين بخيبة أمل من معرفة أن المهمة التي كنتِ تؤمنين بها كانت كاذبة. لكن، السيدة ريوزو، هل كان الوقت الذي قضيته في الملجأ مجرد أداء لواجبك فحسب؟»
«أمممم…»
«أتساءل عن نوع المحادثات التي أجريتها مع سيدتنا الساحرة حتى تتوصل إلى هذا الاستنتاج…»
«وأنا أيضًا أوافق على هذا الرأي. في الذكريات التي شاهدتها، لم أجد سيدتنا الساحرة تفتقر إلى الإنسانية، لا تجاه ابنتها ولا تلميذها ولا حتى تجاه ريوزو ماير.»
«صدقًا، كيف يمكن أن يكون روزوال مزعجًا إلى هذا الحد؟ إنه حقًا شخص يصعب مسامحته.»
«لكنني عازم عليها بكل جوارحي!»
«هذا… أتفق معكما في ذلك.»
«أنا آسفة، يا ريوزو، لكن علينا أن نمضي بالحديث قُدمًا. لستُ متفاجئةً من أن إيكيدونا أخفت هدفها الحقيقي. هذا أمر معتاد منها. إذًا، بشأن ذلك الهدف المخفي…»
«يا للعجب، مع أنك دائمًا تحاول إغواءها في وضح النهار، كيف تشعر بالإحراج من مجرد كتابة مشاعرك؟ سيد ناتسكي، ألا تعتقد أن إحساسك بالعار في غير محله؟»
ربما لم تكن تلك الصورة التي يحملها سوبارو عن إيكيدنا متوافقة تمامًا مع ما يعرفونه عنها، لكن هذا كل ما كان بوسعه قوله. مرَّت أربعة قرون على وفاتها، وقد يجلب مثل هذا الزمن الطويل تغيرات هائلة حتى لعقل ساحرة تمتلك قوة عظيمة كهذه.
فجأة، شعرت بجذبٍ خفيفٍ على كمَّها.
«الطريقة التي قلتِ بها ذلك مؤلمة أكثر من أي شيء آخر…»
ربما أدت تلك التغيرات إلى تحريف شخصيتها، وأفسدت جوهرها الداخلي.
لكن هذا المكان كان مختلفًا. هنا، للمرة الأولى، اختارت ريوزو كيف تعيش حياتها.
«—تابعي قصتكِ، من فضلكِ. حتى الآن، تحدثتِ فقط عن ذكريات دافئة من الماضي. لكننا جميعًا نعلم أن المحاكمة لا تنتهي عند هذا الحد.»
«تبًا، يا شيطان الكآبة!»
كلمات سوبارو جعلت الحاضرين يومئون برؤوسهم، وكل منهم يحمل مشاعر مختلفة في صدره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«حياة الملجأ، التي بدت هادئة على السطح، استمرت هكذا… فماذا حدث بعد ذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ماذا حدث، تسأل…؟»
خفضت شيما، الراوية الوحيدة لهذه الحكاية، عينيها وأجابت بصوت مرهق. ثم أخذت تمعن النظر في وجوه الحاضرين ببطء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ما حدث كان الدمار. وهنا ظهرت الحقيقة الكامنة وراء وجود الملجأ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«الحقيقة الكامنة وراء وجود هذا المكان…؟»
«فهمت. كنت أعتقد فقط أن كل شيء يبدو منسجمًا الآن. لشخص جاء إلى الملجأ لأول مرة، قد رتَّبت الأمور بحنكة يا باروسو. وإن كان ذلك يبعث الطمأنينة في نفسي، فأنا سعيدة أن الأمر لم يكن بفضل مهاراتك الحقيقية.»
لم يكن الجو الذي أشاعته شيما وديًّا، إذ شعر سوبارو بتلك البرودة تتجسد في العرق الذي سال على جبينه. راقب قطرة العرق وهي تتشكل وتسقط من ذقنه، فيما أغمضت شيما عينيها، لتغوص تحت أغطية ذكرياتها مجددًا—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«في ذلك اليوم، كانت السيدة الساحرة، والسيدة بياتريس، وسلف الشاب روز، جميعهم في الملجأ. كان المستوطَن كما هو دائمًا… وكنت أظن أن تلك الأيام ستستمر، هادئة وثابتة إلى الأبد.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《٦》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه—»
《١٠》
«صدقًا، كيف يمكن أن يكون روزوال مزعجًا إلى هذا الحد؟ إنه حقًا شخص يصعب مسامحته.»
«—سنقوم ببناء نواة الملجأ عبر وضع أودو الخاص بكِ في محفِّز. بهذه الطريقة، سنُسرع عملية تكيُّف مانا جسدك مع تربة هذه الأرض، مما سيمكننا من تفعيل الحاجز.»
قالت بياتريس، وهي تحتضن ركبتيها، وقد احمرَّ وجهها بانزعاج طفولي. كانت تجلس على جذع شجرة، وكلماتها تنضح بنبرة غاضبة. عندها، ارتسمت على وجه ريوزو ابتسامة غامضة، تحمل شيئًا من الحيرة.
«هل أزعجكِ وجهي، أتساءل؟ إن كان لديكِ ما تقولينه، فقوليها صراحة.»
«لا شك أن هذا الأمر كان صدمة بالنسبة لكِ، أليس كذلك يا ريوزو؟ هذه الفتاة، بياتريس، هي… أشبه بابنتي. كما ترين، لم تتعلم بعد التصرفات اللائقة، وأنا أعتذر عن ذلك.»
«… أليس ما حدث لأن السيدة بياتريس بادرت بممازحتي أولًا، ومنحت السيد روزوال ذريعة للانتقام؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ليس حاجزًا عاديًّا. يجب ألا يُكسر هذا الحاجز بأي حال. ولأجل ذلك، كنت أحرص على التحضير بعناية فائقة. على مدى سنوات، جمعتُ هنا مَن يحملون دماء بشرية وشبه بشرية، لضمان تحقيق النطاق اللازم لإقامة الحاجز. وقد تكونين أنتِ الدفعة الأخيرة التي نحتاجها. لكن…»
«آآاه، آااه، آااه، ما هذا. ما هذا. مااااذا…؟ أكره هذا حقًا، أشعر بثقل في صدري. مزاجي ينهار. رأسي مثقل. كآبة. كآبة، كآبة، كآبة كآبة كآبة كآبة—»
«هلَّا تتوقفين عن وصفها بالمزحة، أتساءل؟ لقد كان الأمر أكثر رقيًا من ذلك بكثير.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حاولت بياتريس، على نحو غير مقنع، تبرير فعلتها بعد أن أشارت ريوزو إلى السبب الحقيقي للنزاع بينهما. وبما أنها صادقة حتى النخاع، كانت سيئة جدًا في تقديم الأعذار. ورغم أن ريوزو وجدت هذه السجية لطيفة، فإن المزحة التي لعبتها عليها بياتريس لم تكن مما يمكن تجاوزه بابتسامة بسيطة.
أبعدت إيكيدنا نظرها عن هيكتور الذي كان يتذمر بأسى، ونظرت إلى روزوال الملقى بلا حراك وسط بركة من الدماء. ضيقت عينيها قليلًا، وهي تتأمل تلميذها الذي أدى واجبه حتى النهاية المريرة.
فقد استخدمت السحر المظلم لتلتف بالفضاء، محبِسةً إياها في ممر متاهة لا نهاية له.
«غــاه!… غههه… غوه…!»
رغم كونه الضحية، كان لدى سوبارو الكثير مما أراد قوله لمرتكب الجريمة غير المبالي، لكن السبب الأساسي كان عدم حذره هو نفسه. ليس أمامه خيار سوى تحمُّل الخزي والعار.
«فتحُ باب بعد الآخر، لأجد نفسي في كل مرة في نفس الغرفة، كان تجربة مرعبة بالنسبة لي.»
《٢》
«… أكان ذلك لمجرد لمسة بسيطة من السحر المظلم، أتساءل؟ لا داعي لتضخيم الأمر.»
«—أفهم. إذًا، لا حرج في أن أستخدم سحرًا مضادًا للرد عليكِ بنفس الطريقة. حسنٌ، جيد أن أعرف ذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—من خلال ردك، يا سيدتي بياتريس، أكَّدتِ لي أن هذا هو ما سيحدث بالفعل.»
بدأت ريوزو تعبر عن مشاعرها المتدفقة كلمةً تلو الأخرى.
«نغغغ…!»
«إن كانت بياتريس قد قالت هذا، فلا بد أن الأمر كذلك.»
صدمت بياتريس عند سماع الصوت القادم من خلفها، وعلقت الكلمات في حلقها. وعندما استدارت لترى، وجدت روزوال واقفًا خلف جذع الشجرة الذي كانت تجلس عليه بجوار ريوزو، وابتسامة واسعة ترتسم على وجهه.
أخذت بياتريس تزم شفتيها بامتعاض، ما دفع روزوال إلى الإيماء برضى، وكأن تعبيرها ذاك قد راق له تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«يا لها من نظرة رائعة، بياتريس. بعد ردة فعل المعلمة، أجد هذه النظرة المفضلة لديَّ.»
«يا له من أسلوب متعجرف في الحديث!! أنت مجرد شخص محظوظ وُلد في عائلة ثرية، ويمتلك قدرًا بسيطًا من الموهبة، وقد أُتيح له التعلم على يد أعظم معلمة في العالم! لا تتمادى في غرورك!»
كان وجه الفتاة يحمل ملامح فاتنة، وشعرها بلون كريمي كأن النور قد ذاب في خصلاته، وبشرتها بيضاء شفافة تكاد تُرى من خلالها. عيناها المستديرتان بلون أزرق شاحب؛ ولو كان هناك كلمة واحدة تجسد مظهرها فهي آسرة.
«أظن أن كل ما نفعله السيدة بياتريس ليس سوى مدحه…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —هكذا انتهت حياة روزوال المهيبة، على يد هذا الرجل الغريب الذي تجاوز كل فهم بشري.
اندفعت بياتريس غاضبة، لكنها لم تكن تمتلك ما يكفي من المهارة لتتفوق على شخص خبير في استفزاز الآخرين مثل روزوال. وكما في مبارزاتهما السحرية، كان روزوال دائمًا يبدو متقدمًا عليها بخطوة، الأمر الذي جعل هذه المناوشات اليومية بينهما أمرًا مألوفًا بالنسبة لريوزو، رغم أنها تجاوزت فهمها أحيانًا.
«ريوزو، أخبريني إن سببت لكِ بياتريس أي إزعاج مرة أخرى. سأتولى توبيخها فورًا، بل وأعاقبها بضربة على مؤخرتها.»
«سيدتي بياتريس.»
كان ذلك هو القرار الذي توصلت إليه إيكيدنا وروزوال قبل بدء هجوم الشيطان.
«هاه! هل تعتقد حقًا أن هذه الفتاة ستلجأ إليك بأي شكل من الأشكال، أتساءل؟ أخبريه بنفسكِ.»
«تبًا، يا شيطان الكآبة!»
أغمضت ريوزو عينيها وهمست باسم تلك الفتاة الصغيرة. وبينما كانت تفكر في تلك الفتاة العنيدة التي لم تكن موجودة، اعتصر الألم قلبها بشدة.
«شكرًا جزيلًا، سيد روزوال. سأخبرك بالتأكيد إن حدث شيء.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《٣》
«ماذا، حقًا؟!»
بالطبع، كانت تعلم أن إيكيدنا و روزوال لم يبحثا عنها وعن الآخرين من ذوي الدماء المختلطة بدافع طيب… على الرغم من أن ذلك منحهم وطنًا جديدًا وأملًا جديدًا.
رأت ريوزو كيف تدلت كتفا بياتريس، وارتسمت على وجهها ملامح الخذلان، ما جعل تعبيرها يلين بعض الشيء. عندها أومأ روزوال، مبتسمًا وكأنه يدرك تمامًا أن ريوزو لن تبلغ عن شيء كهذا. ثم مال برأسه متأملًا للحظة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«على أي حال، أعتذر عن مقاطعة قراءتك. اسمحي لي بالاعتذار بالنيابة عن بياتريس.»
«قد لا يكون من اللائق أن أطلب منكِ، وأنتِ طفلة، أن تتصرفي بنضج أكبر، لكن سلوككِ ينقصه التسامح. صحيح أنكِ مميزة، لكن ليس من أجل أن تنظري إلى الآخرين بازدراء. يبدو أنني أكرر هذا الكلام كثيرًا.»
«لا، هذا لطف مبالغ فيه. علاوة على ذلك، لا أعتقد أنه يمكنني اعتبار الأمر قراءة بعد.»
هزَّت ريوزو رأسها برفق تجاه اعتذار روزوال، ثم مررت أصابعها فوق صفحات الكتاب الذي استقر على حضنها. كان هذا أحد الكتب التي قدمتها إيكيدنا لسكان المستوطنة الذين لا يعرفون القراءة ويرغبون في تعلمها. ورغم أنها لم تتقن النص بعد، فإنها كانت في منتصف طريقها نحو فهمه، خطوة بخطوة.
«إذا تم تفعيل الحاجز، سيتحول هذا المكان إلى ملجأ، وسيصبح محميًا. السيدة إيكيدنا وعدتني بذلك… ولذلك سأقدِّم جسدي في سبيل تحقيقه.»
«همم… ألا يمكن للقراءة إلا أن تكون مفيدة، أتساءل؟ فالقراءة تمنح الحياة غنى أكبر.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لقد استلت بياتريس الكلمات من فم المعلمة ذاتها— بالمناسبة، بما أنك تقضين الكثير من الوقت معها، ماذا لو أصبحتِ معلمة لريوزو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لقد اكتفيتُ من الذكريات الدافئة. أنا، طفلة محظورة وغير مرغوب بها، تم استقبالي هنا ومنحي سعادةً لم أستحقها… لذلك، أشعر بالرضا.»
فجأة، شعرت بجذبٍ خفيفٍ على كمَّها.
«تقصد أن تكون بيتي معلمة لهذه الفتاة…؟»
«بيتي انتظرت بهدوء في الخارج كما طلبتِ، أمي. ثم رأتها هذه الفتاة من بعيد… فتساءلت بيتي إن كانت لديها أي حاجة لتتحدث إليها.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هل كان عليك الذهاب إلى هذا الحد؟!»
للحظة، اتسعت عينا بياتريس استجابة لاقتراح روزوال، وكأنها شعرت بأنه يسخر منها. لكنها لم تكن أكثر اندهاشًا من ريوزو.
«عظامك تتصدع. أعضاؤك الداخلية تنسحق. قلبك يتشقق. ماذا ستفعل الآن، ها؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هـ-هذا كثير عليَّ! لا يمكنني أن أسبب إزعاجًا للسيدة بياتريس، فهي مشغولة للغاية…»
«حديث البارحة، هاه…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنا لا أفقد شيئًا. أحمل كل شيء هنا معي.»
«—هل يعد ذلك مشكلة حقيقية، أتساءل؟ هذا الأمر لا يتعدى كونه لعب أطفال.»
ربما كان بدافع التحدي تجاه روزوال، إذ عقدت بياتريس ذراعيها وقبلت دور المعلمة. وبينما بدت الدهشة بادية على وجه ريوزو، تابعت بياتريس متسائلة وهي تشهق بازدراء:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ما بكِ، يا ترى؟ إن لم يعجبكِ الأمر، فلا نية لدى بيتي في فرضه عليك. ليس وكأنني متحمسة لذلك…»
«لا، إن قبلتِ بتعليمي، سأكون سعيدة جدًا.»
بالنسبة لريوزو، التي ليس لها أي علاقة بالسحر ولا تستطيع حتى القراءة، بدت تلك المحاولات وكأنها معاناة تتجاوز فهمها.
في الحقيقة، كان إعجاب ريوزو ببياتريس هو ما دفعها لرغبة تعلم القراءة في المقام الأول. فقد أُغرمت بمظهرها وهي تتنقل دائمًا حاملة ذلك الكتاب الكبير بين يديها، ما جعل القراءة شيئًا تولد لديها اهتمام به.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت نبرة إيكيدنا خالية من العاطفة، لكنها بدت هادئة وحازمة وصارمة. لو كانت ريوزو تجهل بياتريس، لظنت أن والدتها تقسو عليها، لكن ملامح الامتعاض التي علت وجه الفتاة جعلتها تعتقد عكس ذلك.
«إن كنتِ مصَرّة، فما من خيار آخر، أتساءل؟ أنتِ فتاة محظوظة للغاية.»
أدارت بياتريس وجهها على الفور، وقد تورد خَدّاها بسعادة وهي تتجاوب مع طلب ريوزو. وراحت تعبث بشعرها المجعد بعناية مبالغ فيها، وكأنها تهم بمواصلة الحديث—
تصلب تعبير الفتاة على الفور عند سماع ذلك الصوت اللطيف. أطلقت ريوزو زفرة طويلة كانت تحبسها في صدرها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«سيدة بياتريس؟»
«…هل تناديني أمي، أتساءل؟»
«يا له من أسلوب متعجرف في الحديث!! أنت مجرد شخص محظوظ وُلد في عائلة ثرية، ويمتلك قدرًا بسيطًا من الموهبة، وقد أُتيح له التعلم على يد أعظم معلمة في العالم! لا تتمادى في غرورك!»
رغم أن المقارنة بينهما كانت ضربًا من الجرأة، إلا أن الفتاة التي تقف أمامها كانت أرفع شأنًا بكثير. كانت ريوزو تفتقر إلى الجمال في المظهر واللباس، مما زاد شعورها بالحرج لتقارب أعمارهم الظاهري.
فجأة، تبدلت ملامح بياتريس جذريًا، فقفزت من فوق الجذع بخفة. وألقت نظرة جانبية سريعة نحو ريوزو التي بدت عليها الحيرة، ثم أشارت بيدها نحو منزل قريب.
«روزوال، أمي تستدعيك أيضًا. هل هذا أمر طارئ، أتساءل؟»
«إذًا… إذا كنتِ تفهمين، فلماذا…؟»
«فهمت. نفِّذي تعليمات المعلمة. سأ…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبتلك الكلمات المقتضبة، انزلقت بياتريس برشاقة عبر الباب المفتوح. ولكن ما إن عبرت عتبة الباب حتى اختفت عن الأنظار؛ إذ لا شك أنها انتقلت فورًا إلى مكان بعيد عبر البوابة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—الوضع قد تغيَّر إلى حدٍّ ما. تعالي معي فورًا إلى حيث المعلمة.»
«—سنقوم ببناء نواة الملجأ عبر وضع أودو الخاص بكِ في محفِّز. بهذه الطريقة، سنُسرع عملية تكيُّف مانا جسدك مع تربة هذه الأرض، مما سيمكننا من تفعيل الحاجز.»
كان في تعابير روزوال ما يمنع أي تردد أو نقاش. دون أن تنبس ببنت شفة، وجدت ريوزو نفسها تستجيب طوعًا.
اجتاحت النيران القرمزية الرجل الغامض، وكأنها تنوي تحويله إلى رماد. كانت جحيمًا ملتهبًا جاء من عالم من الحرارة الحارقة.
حقيقة أن المستقبل الذي خطته أفكارهما، في اللحظة الأخيرة، كان واحدًا، منحت ريوزو الشجاعة التي تحتاجها لتُكمل.
—خُيِّل إليها أنها تشعر برياح مزعجة تهبُّ في الأفق، رغم صفاء السماء الخالي من الغيوم.
بدأت ريوزو تعبر عن مشاعرها المتدفقة كلمةً تلو الأخرى.
《٧》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هل كان عليك الذهاب إلى هذا الحد؟!»
—تثاقل الجو وأصبح مشحونًا بالتوتر، حتى شعرت ريوزو وكأن الدم في عروقها بدأ يجف.
من البداية، كان يعرف أن بياتريس هي الروح المتعاقدة مع إيكيدنا قبل أربعة قرون. فقد عملت إيكيدنا مع سلف روزوال على إنشاء الملجأ وأوكلت إلى بياتريس مهمة حراسة أرشيف الكتب المحرَّمة في قصر روزوال، منتظرة ذلك الشخص الذي وعدت بلقائه بعد وفاتها.
«علينا الفرار من هنا حالًا. لم نستعد بعد؛ وإن ظهر في هذا المكان الآن، فسينهار المشروع. ولن يكون بالإمكان إعادة بنائه أبدًا.»
رغم أن المقارنة بينهما كانت ضربًا من الجرأة، إلا أن الفتاة التي تقف أمامها كانت أرفع شأنًا بكثير. كانت ريوزو تفتقر إلى الجمال في المظهر واللباس، مما زاد شعورها بالحرج لتقارب أعمارهم الظاهري.
أطلق سوبارو صرخة احتجاج مع ارتفاع صوته، فيما رام تنفجر ضاحكة. لكن رغم ذلك، لم يستطع التخلص من الشكوك التي تراوده حيال تصرفاتها. شعر وكأن عظمة صغيرة عالقة في حلقه.
«…»
«سأنطلق حالًا. معلمتي، اهتمي بإعداد الحاجز… وأرجو أن تستدعي بياتريس.»
«معلمتي! الوقت الذي نقضيه هنا ثمين للغاية! لقد… لقد وصل إلى هذا الحد بالفعل!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
داخل الكوخ، ضرب روزوال الطاولة بقبضة مشدودة، وقد بدا صوته متحشرجًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—أنا وحدي، لأنني دخلت القبر وخضت المحاكمة، أستطيع التحدث عن هذا.»
الشاب الذي اعتاد التحلِّي بأقصى درجات الهدوء والانضباط، بدا هذه المرة متوترًا، متشنجًا، ومرتبكًا. كانت إيكيدنا الساحرة قد أغمضت عينيها، متجاهلة توسلاته.
«أنا واثقة أنني طلبت منك دراسة الألوان الأربعة فقط. إذًا، توصلت بنفسك إلى فكرة الألوان الستة من خلال الدراسة الذاتية؟ يا لك من طالب يتمتع بسرعة تعلم مرعبة ورغبة لا تشبع في التقدم… أو لعلها هوس؟ حسنًا، لقد أدهشتني بالفعل.»
رؤية معلمته صامتة أمام استغاثاته زادت من توتر روزوال، الذي بدأ يتوسل بصوت مرتفع للفرار فورًا.
رغم صغر سنه، كان روزوال زعيم عائلة ميزرس التي تحكم عدة مناطق، وكان أيضًا الإداري المتعلم الذي يدير المستوطنة في الغابة بالتعاون مع إيكيدنا، ما جعله بمثابة المشرف على ريوزو. وبالنسبة لها ولغيرها من سكان المستوطنة، حظى باحترام يعادل احترامهم للساحرة إيكيدنا.
«يجب ألا نتردد! قوته طاغية جدًا! أنا لستُ مستعدًا بعد لخدمة المعلمة كما ينبغي. إن طلبتِ مني أن أكون درعًا لك، فسأفعل بكل سرور. لكن دون خطة مضادة، لن نستطيع…»
«يا له من أسلوب متعجرف في الحديث!! أنت مجرد شخص محظوظ وُلد في عائلة ثرية، ويمتلك قدرًا بسيطًا من الموهبة، وقد أُتيح له التعلم على يد أعظم معلمة في العالم! لا تتمادى في غرورك!»
«إيه…؟»
«ليست المشكلة في غياب الوسائل. إلى حدٍّ ما، بات الملجأ يلبي توقعاتي.»
«حتى وإن انحرفت حياتك أو فسدت بطريقة ما… فإنك أصبحت كما أنت بسبب اختياراتك، مهما كانت محدودة. لا تحاول أن تُقنع نفسك بأنك ضحية… يا شيطان الكآبة، هيكتور!»
«—الأمر بين يديك، يا سوبارو الصغير.»
«إيه…؟»
للفوز في هذه المعركة، التي تتخطى حدود الفهم البشري، كان عليهما المغادرة.
فتحت إيكيدنا عينيها وحدَّقت في الطاولة الخشنة. وبدا على روزوال الذهول من كلماتها، ما جعل إيكيدنا تتنهد حيال رد فعله.
في هذه اللحظة، لم يشك أحد من الحاضرين في معلومات سوبارو، رغم أن مصدرها لم يكن واضحًا. فحتى أوتو، الذي كان أول المؤمنين، نظر إلى وجوه الجميع وقال: «أليس كذلك؟ مجرد وجود ساحرات الخطايا السبع المميتة ترك أثرًا في التاريخ. ومع ذلك، هناك خطايا مميتة غير مسجلة في التاريخ؟ وعلاوة على ذلك، من خلال مجرد السماع عنها، يبدو أنها كائنات قاسية بحق. هناك شيء غريب بالتأكيد.»
بشيء من الجهد لكبح تلك المشاعر، انطلقت ريوزو بخطوات صغيرة إلى جانب بياتريس، متطلعة نحو وجهها.
«البنية النظرية قد اكتملت. وقد جُمعت كمية كافية من الدم اللازم لتفعيل الحاجز في الكاتدرائية.»
فجأة، شعرت بجذبٍ خفيفٍ على كمَّها.
«إ-إذًا…!»
«ما حدث كان الدمار. وهنا ظهرت الحقيقة الكامنة وراء وجود الملجأ.»
أخيرًا فهم سوبارو السبب وراء رفض بياتريس له، ورغبتها الصادقة في الموت.
«—لكن، ليس هناك بعد ”نواة“ كافية لتفعيل الحاجز.»
«مع ذلك، هذا ليس فقط مزعجًا، بل أمرٌ رهيب بحق.»
بعد أن خاطب ريوزو باعتذار، أغمض الفتى -روزوال- عينه في غمزة خفيفة.
كاد الأمل أن يتجدد في قلب روزوال، لكن نبرة الخيبة في كلمات إيكيدنا جعلته يلتقط أنفاسه بمرارة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com للحظة، اتسعت عينا بياتريس استجابة لاقتراح روزوال، وكأنها شعرت بأنه يسخر منها. لكنها لم تكن أكثر اندهاشًا من ريوزو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«دون تلك النواة المحورية، لا يمكن تفعيل الحاجز. ومن دون الحاجز، لا سبيل إلى صدِّه. وإن لم نستطع تأمين شبكة حماية متكاملة، فسيدمرنا بلا شك.»
انخفض رأس روزوال، وقد ارتسمت على ملامحه حسرة عميقة. ثم ضرب الطاولة بقبضته بأقصى ما يملك من قوة، فأنَّت أرجل الطاولة القديمة تحت وطأة الضربة، وبدأت الدماء تتسلل من يده الممزقة.
ساد الصمت داخل الكوخ، وكأن الزمن قد تباطأ فجأة، وأصبح الهواء ثقيلًا، يكاد يُلمس على الجلد.
في تلك اللحظة، وبينما كان الحزن يخيم على المكان، رفعت فتاة خجولة يدها -ريوزو- في محاولة لتحدي ذلك الجو الكئيب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بخصوص النواة الناقصة… أيمكنني أن أكون ذات نفع؟»
اختارت شيما كلماتها وذكرياتها بعناية وهي تتحدث عن ماضي ريوزو ماير.
«ريوزو…؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبالتالي، لم يجد صعوبة في تقبُّل فكرة أن بياتريس دخلت وغادرت الملجأ في ذلك الوقت.
اتسعت عينا روزوال من الصدمة، بينما هزت ريوزو رأسها ببطء ونظرت نحو إيكيدنا.
أكملت شيما الحديث بصوت منخفض حين توقف سوبارو. كانت إحدى نسخ ريوزو التي تشاركها الشكل نفسه تسندها على كتفها بينما تقترب ببطء. حمل وجه شيما تعبيرًا متجهمًا، وصوت أنفاسها المتعبة يعكس إرهاقها الشديد.
«لا تدعها تظل كلمات وحسب، أيها القائد… حتى لو اضطررت إلى ركل الأميرة… السيدة إميليا في مؤخرتها!»
«سمعتُ عن هذا الأمر قبل فترة. وهو أنني أستوفي الشروط لأكون نواة الحاجز الذي تبنيه السيدة إيكيدنا… ولهذا اخترتموني.»
حذَّرتها بياتريس بنبرة جدية، مخافة أن تأسرها البلورة بسحرها لدرجة أن تقدم على فعل متهور. كانت تلك البلورة السحرية تحوي طاقة هائلة، قادرة على أن تسيطر على العقل وتدفع أي شخص للقيام بما لا يمكن تصوره. عادت ريوزو إلى رشدها على الفور، ومالت معتذرة: «آسفة!» وهي تخفض رأسها. أن تنجرف خلف سحر البلورة في مثل هذا الوقت الحرج…
«—هل عرفتِ ذلك من بياتريس؟»
اجتاحت النيران القرمزية الرجل الغامض، وكأنها تنوي تحويله إلى رماد. كانت جحيمًا ملتهبًا جاء من عالم من الحرارة الحارقة.
«نعم.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في لحظة واحدة، أغلقت ريوزو عينيها، تخفي بحنكة القلق الخفيف الذي كان يراودها. أمامها مباشرة، كانت بياتريس تبذل قصارى جهدها، تبحث بيأس عن الكلمات… عن كلمات سحرية تجعل إرادة ريوزو تتزعزع، ومشاعرها تهتز، وتجعلها تتراجع عن قرارها.
برباطة جأش هادئة، أومأت ريوزو ردًّا على سؤال إيكيدنا بلا خوف. أثار موقفها الجريء دهشة الساحرة، التي اتسعت عيناها بذهول. استحضرت ريوزو في ذهنها لحظة اندهاش إيكيدنا من روزوال، وشعرت ببعض الفخر لأنها استطاعت إحداث ذات التأثير.
«وفقًا لما قالته السيدة بياتريس، أخبرتِها بأنني أصلح تمامًا لتلبية هذه الشروط. كما علمت أن السيدة بياتريس قد أخذت عينات من المانا الخاص بي عدة مرات خلال الأشهر الماضية لهذا الغرض.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «في ذلك اليوم، كانت السيدة الساحرة، والسيدة بياتريس، وسلف الشاب روز، جميعهم في الملجأ. كان المستوطَن كما هو دائمًا… وكنت أظن أن تلك الأيام ستستمر، هادئة وثابتة إلى الأبد.»
«روزوال، أمي تستدعيك أيضًا. هل هذا أمر طارئ، أتساءل؟»
«إن كانت بياتريس قد قالت هذا، فلا بد أن الأمر كذلك.»
«آمل أن تتمكني في يوم من الأيام من فهم مشاعر تلك الفتاة الحقيقية.»
بنبرة تنطوي على بعض الحذر، أمعنت إيكيدنا النظر في ريوزو بتمعُّن قبل أن تستأنف حديثها:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا المكان هو لتواجه به السيدة إيكيدنا الرجل الذي يطاردها.»
«بالتأكيد، احتمالية أن تؤدي دور نواة الحاجز عالية. بوجودك كنواة، يُفترض نظريًّا أن يكتمل تأسيس الملجأ. غير أن ذلك يستلزم انتظار تكيف مانا جسدك مع هذه الأرض.»
كاد الأمل أن يتجدد في قلب روزوال، لكن نبرة الخيبة في كلمات إيكيدنا جعلته يلتقط أنفاسه بمرارة.
«إذًا، لا يمكن فعل ذلك الآن؟»
أومأت شيما برأسها لريوزو الحائرة، وقد تجاوزت تلك الصدمة ذاتها قبل عشر سنوات. كان واضحًا أن ريوزو لم تستوعب الأمر بعد.
«أبدًا. بالنسبة لي، أنت أيضًا يا سيد روزوال منحتني نعمة غالية لا أستبدلها بشيء. أشعر بالامتنان لذلك، ولا أجد في نفسي أي سبب لألومك على شيء.»
«هذا ليس حاجزًا عاديًّا. يجب ألا يُكسر هذا الحاجز بأي حال. ولأجل ذلك، كنت أحرص على التحضير بعناية فائقة. على مدى سنوات، جمعتُ هنا مَن يحملون دماء بشرية وشبه بشرية، لضمان تحقيق النطاق اللازم لإقامة الحاجز. وقد تكونين أنتِ الدفعة الأخيرة التي نحتاجها. لكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «سيدة بياتريس، إن كان يطيب لكِ، هل يمكن أن تساعديني في طي الغسيل؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قطع روزوال حديثه وهو يضغط على أسنانه غيظًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ما الذي يجري؟»
لم تكن ريوزو تفهم هذا الحديث المعقد، لكن بدا لها أن العائق الذي يواجه إيكيدنا وروزوال كان صلبًا إلى درجة أن تعاونهما معًا لم يفلح في تجاوزه.
«ما الذي يجعلك تقفين هناك شاردة الذهن، كما أتساءل؟ كما هي عادتك، تبدين فتاة غير مبالية.»
ورغم عدم إدراكها لتلك التفاصيل المعقدة، كانت هناك فكرة وحيدة استقرت في ذهنها: ‹لابد أن لديكما طريقة للتغلب على هذا الأمر، أليس كذلك؟›
لكن، دون تفسير، رأت ريوزو الصدق في عيني بياتريس المستديرتين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أن أسمع ذلك من شخص يحمل نفس ملامحي يجعلني أشعر كأنني أصبت بالخرف…»
عندما شعرت بأنفاسهما تتوقف، استجمعت شجاعتها لتواصل:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«… لقد أنقذتني السيدة إيكيدنا والسيد روزوال. كنت سعيدة بقدومي إلى هذا المكان، حيث تمكنت من العيش دون ازدراء أو نبذ. إن كان بإمكاني رد هذا الجميل الغالي، أعتقد أن ذلك سيمنح حياتي معنى.»
بدأت ريوزو تعبر عن مشاعرها المتدفقة كلمةً تلو الأخرى.
ضيَّقت رام عينيها الورديتين ببطء، وحدَّقت في سوبارو بصمت.
حدَّقت إيكيدنا في ريوزو بعينيها السوداوين الباردتين، بينما قبضت الفتاة يديها بإحكام حتى شحبت أصابعها. وعلى مقربة منها، ارتسمت على ملامح روزوال بجوار الساحرة علامات العذاب.
تجاوزت بياتريس ريوزو التي تجمدت في مكانها من المفاجأة، واندفعت للأمام. وفي اللحظة التي عبرتها فيها، لمحت ريوزو على وجهها تعبيرًا غامضًا يمزج بين نفاد الصبر ومشاعر أخرى يصعب تحديدها.
«مـ-معلمتي…»
مع إيكيدنا، تلاشت مشاق حياتهم اليومية، وتوفرت احتياجاتهم على نحوِ جيد، دون أن تطلب في المقابل شيئًا من أحد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
نادى روزوال إيكيدنا بصوتٍ أشبه باللهاث، ولم يكن نداءه يحمل ثقةً في حكم معلمته؛ بل كان يحمل معنى: «لا يمكن أن تكوني جادة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعر سوبارو بحزن عميق يعتمل في صدره وهو يتذكر بياتريس، المتمسكة بعقدها وأرشيف الكتب المحرَّمة.
لكن إيكيدنا لم تمنحه الرد الذي كان يرجوه. بقيت عيناها السوداوان موجهتين نحو ريوزو دون أن تحيد.
«—سنقوم ببناء نواة الملجأ عبر وضع أودو الخاص بكِ في محفِّز. بهذه الطريقة، سنُسرع عملية تكيُّف مانا جسدك مع تربة هذه الأرض، مما سيمكننا من تفعيل الحاجز.»
مرة أخيرة، انحنت ريوزو بإجلال نحو ظهر إيكيدنا. لم تُلقِ الساحرة أي اهتمام لها، لكن ريوزو شعرت بواجبها في ذلك.
«إذا فعلنا هذا، هل يعني ذلك أن هذه الأرض… أن الملجأ سيُنجى؟»
«…»
«هذا يتوقف على مفهوم النجاة نفسه. لكن بلا شك، سنتمكن من صد الخطر الداهم الذي يهددنا في هذه اللحظة. ووفقًا لهدفي الأساسي، سنحظى بفترة من الهدوء تتيح لنا تحسين تدابيرنا المضادة.»
لم يكن رد إيكيدنا يهدف إلى تهدئة مخاوف ريوزو؛ فالساحرة لم تعرف المجاملات أو تزيين الحقائق.
انحنت ريوزو على عجل أمام الفتى، الذي خطا خطوة واسعة ليقترب منها ومدَّ يده تحت السلة لمنعها من السقوط. ابتسم ابتسامة لطيفة وقد ظهرت على وجهه علامات الحرج، ثم هزَّ رأسه نافيًا بلطف.
كان وجه الفتاة يحمل ملامح فاتنة، وشعرها بلون كريمي كأن النور قد ذاب في خصلاته، وبشرتها بيضاء شفافة تكاد تُرى من خلالها. عيناها المستديرتان بلون أزرق شاحب؛ ولو كان هناك كلمة واحدة تجسد مظهرها فهي آسرة.
إذا قالت إيكيدنا إنها قادرة على فعل شيء، فهذا يعني أنها ستحوله إلى واقع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبهذا، أصبحت ريوزو على يقين أنها تستطيع ردَّ الجميل، ولو كان الثمن حياتها.
«بالتأكيد، مرور أربعمائة عام يُعتبر متأخرًا بعض الشيء… لكن لم يفت الأوان بعد.»
كان شعور من الحماسة قد اشتعل داخل صدره. وفي أعماق عينيه، لاح بريق نور. أمام ذراعه، كانت هناك فتاة يرغب في الوصول إليها.
«… متى يمكننا البدء؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—يمكننا البدء فورًا. هناك منشأة مهيأة لاستقبال النواة. ما تبقى هو تنقية البلورة السحرية التي ستصبح المحفز، والاستعداد لإجراء الطقوس المرتبطة بدماء سكان الكاتدرائية. المشكلة تكمن في كسب الوقت لمواجهة الخطر الداهم…»
«لا وقت لذلك. يجب اتخاذ القرار في هذه اللحظة.»
«هذا… هو واجبي. أليس كذلك، يا معلمتي؟ سأبذل كل ما بوسعي حتى أنفاسي الأخيرة… ريوزو.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إ-إذًا…!»
أخفى روزوال حزنه العميق خلف نظراته، ثم التفت نحو ريوزو. لم يظهر على وجهه الشاب أي أثر للضعف، بل انعكس فيه احترام عميق لريوزو، التي كانت عزيمتها صلبة بقدر عزيمته.
حقيقة أن المستقبل الذي خطته أفكارهما، في اللحظة الأخيرة، كان واحدًا، منحت ريوزو الشجاعة التي تحتاجها لتُكمل.
«أعتذر. لا أملك القوة الكافية لإنقاذ معلمتي بمفردي.»
«…»
«أدهشني أنك لم تختفِ بعد. اضطراري لاستخدام قوتي أمر كئيب… أريد فقط أن أموت.»
«أبدًا. بالنسبة لي، أنت أيضًا يا سيد روزوال منحتني نعمة غالية لا أستبدلها بشيء. أشعر بالامتنان لذلك، ولا أجد في نفسي أي سبب لألومك على شيء.»
وضعت ريوزو يدها على صدرها الضئيل وهزَّت رأسها ببطء، فيما أطلق روزوال زفرة طويلة بعد ردها. ثم وجه بصره نحو إيكيدنا.
«كانت تلك رغبة ريوزو ماير الأخيرة، أليس كذلك؟ أن يصبح هذا المكان ملجأا، حيث يمكن للجميع أن يبتسموا… وأن تكون بياتريس جزءًا من ذلك.»
«ما بكِ، يا ترى؟ إن لم يعجبكِ الأمر، فلا نية لدى بيتي في فرضه عليك. ليس وكأنني متحمسة لذلك…»
«سأنطلق حالًا. معلمتي، اهتمي بإعداد الحاجز… وأرجو أن تستدعي بياتريس.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«… ألن يكون من الأفضل ألا تعرف بياتريس؟»
«إذا تم تفعيل الحاجز، سيتحول هذا المكان إلى ملجأ، وسيصبح محميًا. السيدة إيكيدنا وعدتني بذلك… ولذلك سأقدِّم جسدي في سبيل تحقيقه.»
«إن لم تستدعيها الآن، فستحمل ضغينة ضدك وضدي طيلة حياتها… ومع ذلك، قد يحدث هذا حتى لو استدعيتها.»
—كان هذا السحر هو ما أطلقه روزوال، وقد ناء بجسده وروحه المتهاويين، متشبثًا بأمل مستحيل في قلب المعركة. لكنه استنفد أنفاسه الأخيرة، وكل ما حققه كان إجبار هذا الرجل الغريب على بذل القليل من الجهد.
«في المقام الأول، حتى الغرض من إنشاء الملجأ كان مخفيًا عن السيدة ريوزو. بمعنى آخر، وجود الكآبة قد مُحِي عمدًا. لا نعلم لأي غرض، لكن…»
«فهمت… سأستدعيها قريبًا.»
«من أين سمعت ذلك…؟ لا جدوى من السؤال على ما يبدو… إذًا، ما هي تلك الخطايا الأخرى؟»
عندما أومأت إيكيدنا برأسها، توجه روزوال نحو باب الكوخ. وفي منتصف الطريق، وضع يده على كتف ريوزو وضغط عليها بشدة للحظة وجيزة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت أصابعه المرتجفة أوضح دليل على أن روزوال سيفتقد وجود ريوزو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مع صرخة مليئة بالمعاناة، سعل الشاب كتلة من الدم وهو يطير موازيًا للأرض.
وكان يحدث بين حين وآخر أن تفاجئهم إيكيدنا وسط مشاجرتهم، فيبهت وجه كل من روزوال وبياتريس من الرعب، مما يثير الضحك بين سكان المستوطنة جميعًا.
«… السيدة بياتريس.»
وبعد أن شاركت مودتها مع الشخص الذي أحبته أكثر من أي شخص آخر في حياتها، احتوى الضوء الأزرق وعي ريوزو بالكامل.
أغمضت ريوزو عينيها وهمست باسم تلك الفتاة الصغيرة. وبينما كانت تفكر في تلك الفتاة العنيدة التي لم تكن موجودة، اعتصر الألم قلبها بشدة.
«هاه؟»
《٨》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، إنها موجودة هناك في منشأة النسخ… لكن الغرض من المنشأة، بما في ذلك البلورة، يختلف تمامًا عما سمعت به. لم تذكر إيكيدونا شيئًا عن الحاجز أيضًا…»
—انقلب المشهد مرة أخرى رأسًا على عقب.
«آآاه، آااه، آااه، ما هذا. ما هذا. مااااذا…؟ أكره هذا حقًا، أشعر بثقل في صدري. مزاجي ينهار. رأسي مثقل. كآبة. كآبة، كآبة، كآبة كآبة كآبة كآبة—»
«غاه… ها…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—لا تقلقي. ألا تدركين أن حتى بيتي تفهم قلقك في مثل هذا الوضع، أتساءل؟ من الأفضل أن تبقي صامتة وتنتظري هنا.»
مع صرخة مليئة بالمعاناة، سعل الشاب كتلة من الدم وهو يطير موازيًا للأرض.
«هذا يتوقف على مفهوم النجاة نفسه. لكن بلا شك، سنتمكن من صد الخطر الداهم الذي يهددنا في هذه اللحظة. ووفقًا لهدفي الأساسي، سنحظى بفترة من الهدوء تتيح لنا تحسين تدابيرنا المضادة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في حين تصاعد الغبار بعنف جراء تدحرجه، وقفت ريوزو مبهوتة، وقد نسيت حتى أن تتنفس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تمتم الرجل كما لو كان يشكو لنفسه، دون أي نية حقيقية في التحدث مع الآخرين. ومع كل كلمة وكل خطوة، ازداد الضرر الذي أصاب جسد روزوال. عظامه أصدرت صريرًا، ولحمه تمزق وانفجر، وجسده انهار كما لو كان يسحقه الهواء، بينما انهمرت منه دموع ملطخة بالدم.
كان مشهدًا طاغيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
«هذا يتوقف على مفهوم النجاة نفسه. لكن بلا شك، سنتمكن من صد الخطر الداهم الذي يهددنا في هذه اللحظة. ووفقًا لهدفي الأساسي، سنحظى بفترة من الهدوء تتيح لنا تحسين تدابيرنا المضادة.»
في عمر السادسة عشرة فقط، أتقن الشاب الألوان الستة للسحر، وبلغ مستوى يُعد قمة ما يمكن للبشر تحقيقه من فنون السحر. ورغم حصوله على ساحرة كمعلمة، لم يتوقف أبدًا عن السعي إلى المزيد من التقدم. كان عبقريًا حقيقيًّا— لم يكن هناك كلمة أكثر دقة في هذا العالم تصفه من كلمة ”عبقري“ لوصف روزوال إل ميزرس.
«كانت تلك رغبة ريوزو ماير الأخيرة، أليس كذلك؟ أن يصبح هذا المكان ملجأا، حيث يمكن للجميع أن يبتسموا… وأن تكون بياتريس جزءًا من ذلك.»
«سأترك الأمور لجيوس من الآن فصاعدًا. أنا واثقة أنه سيبذل قصارى جهده لإرشادكِ بالطريقة المناسبة.»
ومع ذلك، ها هو روزوال ممدد على الأرض، يلهث، نافثًا زبدًا ممزوجًا بالدم.
«بأي حال، أريد السماح لشيما بالراحة… رام، هل يمكنني ترك هذا الأمر لك؟»
هل يمكن وصف هذا المشهد إلا بأنه كابوس؟ وهل هناك خيار آخر سوى الذهول والدهشة؟
«… أوه، لقد وصلتُ فقط إلى حد زمني للتشغيل، لا أكثر. لقد بذلت جهدًا أكبر قليلًا مما ينبغي لشخص في مثل عمري.»
كان ذلك هو القرار الذي توصلت إليه إيكيدنا وروزوال قبل بدء هجوم الشيطان.
«… هل ما زلت تريد المزيد؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ببرود، انحنى رجل بدا عليه الإرهاق الشديد ونظر إلى روزوال وهو ينطق بهذه الكلمات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هلَّا تتوقفين عن وصفها بالمزحة، أتساءل؟ لقد كان الأمر أكثر رقيًا من ذلك بكثير.»
كان عمره يقارب العشرين عامًا، بشعر بني محترق مربوط إلى الخلف. ظهرت تحت عينيه هالات داكنة كمَن يعاني من مرض العضال، وكان وجهه شاحبًا وقامته منحنية. بدا كما لو كان منفصلًا تمامًا عن الحياة، منهكًا لدرجة أنه بالكاد استطاع ارتداء ملابسه والتحرك.
«هاه؟»
لكن لباسه كان الشيء الوحيد الذي يلفت النظر في مظهره، إذ كان أشبه بزي مهرج، رغم أنه لم يحمل في وقفته أي أثر للبهجة.
《٨》
بينما كان يسير ببطء، دفع روزوال بقدمه كما لو كان يلعب بحجر صغير، فتطايرت قطرات الدم من جسده المتهالك.
«—آه.»
«غــاه!… غههه… غوه…!»
«إذا فعلنا هذا، هل يعني ذلك أن هذه الأرض… أن الملجأ سيُنجى؟»
«اصمت. صوتك يزعجني. محبط. مزعج. بائس. مثير للشفقة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تمتم الرجل كما لو كان يشكو لنفسه، دون أي نية حقيقية في التحدث مع الآخرين. ومع كل كلمة وكل خطوة، ازداد الضرر الذي أصاب جسد روزوال. عظامه أصدرت صريرًا، ولحمه تمزق وانفجر، وجسده انهار كما لو كان يسحقه الهواء، بينما انهمرت منه دموع ملطخة بالدم.
«أحسنت. لقد فعلت ما بوسعك. لم تنتصر عليَّ، لكنك بذلت جهدًا عظيمًا، أليس كذلك؟ هذا الجهد شيء جيد، أليس كذلك؟ …لكن، لن يجدي نفعًا أن تحاول أكثر من ذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ما هذا الهراء الذي…؟ إن لم أوقفك هنا… غه، آآااه!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هذا النوع من الأشياء يثقل الروح. يجعل صدرك يفسد، ويغرقك في مزاج كئيب.»
عندما قبض الرجل المتذمر على يده المرفوعة، تسببت هذه الإيماءة في انفجار الكرة التي سقطت على الأرض. تردد صدى صوت الحرارة الحارقة التي تحرق الهواء مرة واحدة، ثم تبدد، واستنفدت مانا بالكامل.
عندما رفض روزوال الاستسلام لكلماته، انحنى الرجل على ركبته بنفور. أطلق زفرة عميقة وكأنه في مزاج بائس، ثم ضغط بإصبعه على صدر روزوال.
بنبرة تنطوي على بعض الحذر، أمعنت إيكيدنا النظر في ريوزو بتمعُّن قبل أن تستأنف حديثها:
وفي اللحظة التالية، انطلقت صرخة مدوية من روزوال مع التواء أطرافه وتحطمها، بينما تحطمت عظامه وتمزقت أنسجته.
«ووه!»
مرَّت ريوزو بالكثير من الأمور قبل أن تصل إلى هذه الأرض، ما بين الخير والشر. لكن الشرَّ كان أثقل وزنًا من الخير. ورغم ذلك، استطاعت الاستمرار بصمود حتى وصلت إلى هذا اليوم.
«أنا حقًا أكره هذا. يجعلني أشعر بالكآبة. القيام بأمور بشعة كهذه هو الأسوأ. إنه بائس. مثير للشفقة. قاتم. موحش. الأسوأ على الإطلاق. أسوأ ما يمكن— كئيب جدًا.»
انعقدت أنفاس ريوزو وهي تهز رأسها، متلقية رسالة إيكيدنا الشفهية. وعلى النقيض منها، لم تبدُ بياتريس وكأنها تفهم المعنى الحقيقي لكلمات أمها، لكن هذا لم يكن المكان المناسب لتوضيح الأمور.
«آه—»
《٨》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تسللت تلك الكلمات الكئيبة إلى أعماق روزوال، وكأنها تلتهم قلبه. وآخر كلمة همس بها الرجل جاءت كضربة قاضية. عجز روزوال عن تحمل الضغط المتزايد، فانهار صدره كما لو سحقه بالكامل.
—كانت بياتريس رائعة. احترمتها ريوزو من أعماق قلبها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت نبرة إيكيدنا خالية من العاطفة، لكنها بدت هادئة وحازمة وصارمة. لو كانت ريوزو تجهل بياتريس، لظنت أن والدتها تقسو عليها، لكن ملامح الامتعاض التي علت وجه الفتاة جعلتها تعتقد عكس ذلك.
سعل كميات هائلة من الدم، مما أقنع أي ناظر بأن أعضائه الداخلية قد انقلبت ودُفعت عبر فمه. انكشفت بياض عينيه، وارتعشت أطرافه حتى خمد تمامًا في سكون قاتل.
ورغم عدم إدراكها لتلك التفاصيل المعقدة، كانت هناك فكرة وحيدة استقرت في ذهنها: ‹لابد أن لديكما طريقة للتغلب على هذا الأمر، أليس كذلك؟›
«آآاه، آااه، آااه، ما هذا. ما هذا. مااااذا…؟ أكره هذا حقًا، أشعر بثقل في صدري. مزاجي ينهار. رأسي مثقل. كآبة. كآبة، كآبة، كآبة كآبة كآبة كآبة—»
وفيما غاص روزوال في بحر من الدماء، لا يحرك ساكنًا، استمر الرجل في تفريغ كآبته بصوت خافت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—هكذا انتهت حياة روزوال المهيبة، على يد هذا الرجل الغريب الذي تجاوز كل فهم بشري.
راقبت ريوزو المشهد حتى النهاية، وقد نسيت كيف تتنفس، قبل أن تستعيد أنفاسها المتقطعة أخيرًا—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«آه؟ رغم كل هذا الثقل في صدري، يبدو أن هناك شخصًا هناك؟»
«—أفهم. إذًا، لا حرج في أن أستخدم سحرًا مضادًا للرد عليكِ بنفس الطريقة. حسنٌ، جيد أن أعرف ذلك.»
«—!»
«في حال النجاح، أتوقع ذلك… أوه! وأوه مرة ثانية؟!»
في اللحظة التي مرَّ فيها بعض الهواء إلى رئتيها، تحول انتباه الرجل نحوها.
«أتساءل عن نوع المحادثات التي أجريتها مع سيدتنا الساحرة حتى تتوصل إلى هذا الاستنتاج…»
ارتجفت ريوزو من الذهول. لقد كانت تراقب المعركة من داخل كوخ بعيد، ومع ذلك استطاع الرجل أن يلاحظها من خلال ثغرة في الجدار الخشن وبسبب النفس البسيط الذي أخذته.
كان أوتو متشككًا من رد فعل سوبارو، لكن كلمات غارفيل منذ لحظة كانت شيئًا لا يمكن لسوبارو تجاهله.
«أتعلمين، أنا لا أفعل هذا لأنني أريده حقًا. سلب الأرواح يؤلم قلبي. سماع الصرخات يفسد مزاجي. أن يلعنني الآخرون يعني أن أعيش حياة كئيبة… هل توفرين عليَّ الوقت؟»
«إييك…»
عندما استأنفت ريوزو حمل السلة، تبعتها بياتريس بخطواتها. نظرت إليها ريوزو بارتباك، لكن بياتريس اكتفت بإبداء ملامح هادئة. وعندما تابعت ريوزو سيرها، ظلت بياتريس تسير خلفها.
«… كآبة.»
مهما كان الجرح صغيرًا، لن يشفى إذا لم يتحرك الزمن للأمام. ولهذا السبب—
بينما ظلت ريوزو عاجزة عن الحركة أو الكلام، وجه الرجل راحة يده نحو الكوخ حيث تجمدت في مكانها. لم تفهم ما كان يفعله، لكن شعرت كما لو أنه أصدر بحقها حكمًا بالإعدام.
«بالنظر إلى الموقف، من الصعب القول إنني وصلت في الوقت المناسب.»
لقد سُحق روزوال بقوة غير مفهومة… والآن سيواجه جسدها المصير ذاته—
هزت بياتريس رأسها في إنكار، لكن كلماتها تلاشت تدريجيًا في النهاية. هي نفسها عرفت أكثر من أي شخص آخر أن إعلانها اليائس لم يكن مقنعًا.
«هل يمكن أن يكون هذا ممكنًا، أتساءل…؟ مَهْمَا كان رأيك في الأمر، المعنى الحقيقي لهذا المكان لم يكن أبدًا من أجلكم…!»
«آل… غووواااا!!»
فكرت ريوزو في الأمر قليلًا. ثم قررت أن تؤمن بكلمات روزوال بإصرار.
دوى هدير مزلزل تفجرت معه ألسنة من اللهب الهائج، مصطبغة بالأحمر القاني.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—من هذه النقطة، سنقتحم مقر المركيز ميزرس، كما ترى. مع يدي غارفيل الاثنتين، واثنين من الأشخاص العاجزين، أنا واثق أننا سنتدبر الأمر بطريقة ما.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
اندفع سيل هائل من الحرارة من يد روزوال المرفوعة، رغم سقوطه.
غارفيل وريوزو ورام وأوتو لم يستوعبوا ذلك، أما سوبارو فقد شعر بشيء لم يكن قادرًا على مقاومته؛ اشتياق أليم استقر في أعماقه.
«يا له من أسلوب متعجرف في الحديث!! أنت مجرد شخص محظوظ وُلد في عائلة ثرية، ويمتلك قدرًا بسيطًا من الموهبة، وقد أُتيح له التعلم على يد أعظم معلمة في العالم! لا تتمادى في غرورك!»
اجتاحت النيران القرمزية الرجل الغامض، وكأنها تنوي تحويله إلى رماد. كانت جحيمًا ملتهبًا جاء من عالم من الحرارة الحارقة.
«لقد خرقت وعدي بكتابة مشاعري، لكن شخصًا آخر قرأها أولًا… الأمر انتهى بالنسبة لي…»
لكن هذا الرجل الطويل النحيف، الذي بدا كتهديد يتجاوز حدود البشر، واجه فجأة هذا الهجوم المستعر—
غطَّى سوبارو وجهه الأحمر بكلتا يديه، فيما خفض أوتو كتفيه بنظرة متعبة.
«إذعانًا للعرق… كم هو كئيب.»
«—آه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تمتم الرجل في خمول، ثم دك اللهيب الجحيمي في الأرض قبل أن يصل إليه.
—كان هذا السحر هو ما أطلقه روزوال، وقد ناء بجسده وروحه المتهاويين، متشبثًا بأمل مستحيل في قلب المعركة. لكنه استنفد أنفاسه الأخيرة، وكل ما حققه كان إجبار هذا الرجل الغريب على بذل القليل من الجهد.
«كوخ غارف المتداعي… أو بالأحرى، مخبأ السيدة شيما، هو الأقرب.»
كان من المفترض أن تحرق الكرة الحمراء المتقدة الرجل وتحوله إلى رماد، مبددة وجوده بالكامل. لكنَّها عجزت عن مس شعرة واحدة منه، لتتحول إلى كتلة صغيرة متوهجة سقطت على الأرض.
«—غغ، آه!»
بعد أن خاطب ريوزو باعتذار، أغمض الفتى -روزوال- عينه في غمزة خفيفة.
«أدهشني أنك لم تختفِ بعد. اضطراري لاستخدام قوتي أمر كئيب… أريد فقط أن أموت.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما قبض الرجل المتذمر على يده المرفوعة، تسببت هذه الإيماءة في انفجار الكرة التي سقطت على الأرض. تردد صدى صوت الحرارة الحارقة التي تحرق الهواء مرة واحدة، ثم تبدد، واستنفدت مانا بالكامل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—كل شيء مزيف. المهمة التي أُوكلت إلى ريوزو، وطريقة إنشاء النسخ— كانت كلها مجرد تمويه لتغطية الإجراءات التي قامت بها إيكيدونا لمواجهة الكآبة، هاه؟»
—كان هذا السحر هو ما أطلقه روزوال، وقد ناء بجسده وروحه المتهاويين، متشبثًا بأمل مستحيل في قلب المعركة. لكنه استنفد أنفاسه الأخيرة، وكل ما حققه كان إجبار هذا الرجل الغريب على بذل القليل من الجهد.
«قد لا يكون من اللائق أن أطلب منكِ، وأنتِ طفلة، أن تتصرفي بنضج أكبر، لكن سلوككِ ينقصه التسامح. صحيح أنكِ مميزة، لكن ليس من أجل أن تنظري إلى الآخرين بازدراء. يبدو أنني أكرر هذا الكلام كثيرًا.»
لم يتبقَ سوى مسألة واحدة: مَن سيرحل أولًا -روزوال أم ريوزو- في ثوانٍ معدودة لا أكثر.
«نعم، تمامًا… ها؟! عندما قلتِ رجالًا الآن، هل شملتِني أنا أيضًا؟!»
«تبًا، يا شيطان الكآبة!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ماذا حدث، تسأل…؟»
«يا له من لقب سيئ… يُثقل روحي. أتظن أنني اخترت أن أكون على هذه الحال، همم؟»
«هذا يتوقف على مفهوم النجاة نفسه. لكن بلا شك، سنتمكن من صد الخطر الداهم الذي يهددنا في هذه اللحظة. ووفقًا لهدفي الأساسي، سنحظى بفترة من الهدوء تتيح لنا تحسين تدابيرنا المضادة.»
«حتى وإن انحرفت حياتك أو فسدت بطريقة ما… فإنك أصبحت كما أنت بسبب اختياراتك، مهما كانت محدودة. لا تحاول أن تُقنع نفسك بأنك ضحية… يا شيطان الكآبة، هيكتور!»
«حجة وجيهة. تؤلم أذني… وتشعرني بالسوء. همم. حقًا، لا أتفاهم معك إطلاقًا. ولهذا السبب—»
«—هل عرفتِ ذلك من بياتريس؟»
«من المستحيل فهم مَن تقصد، فلنُطلق عليهما من الآن فصاعدًا الجدة شي والجدة ريو. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكننا تبادل الأدوار بهذا الشكل. هذا الحديث لا يمكننا سماعه إلا من شفتي شيما.»
قطع هيكتور كلامه ووجه راحة يده نحو روزوال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قبض سوبارو يده، ودفعها للأمام وهو يتحدث بحزم.
«—غغ، آه!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، إنها موجودة هناك في منشأة النسخ… لكن الغرض من المنشأة، بما في ذلك البلورة، يختلف تمامًا عما سمعت به. لم تذكر إيكيدونا شيئًا عن الحاجز أيضًا…»
«عظامك تتصدع. أعضاؤك الداخلية تنسحق. قلبك يتشقق. ماذا ستفعل الآن، ها؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ربما كان كذلك. لم يتحقق ذلك، لكن…»
ما إن نطق هيكتور بصوت منخفظ حتى انطلقت صرخة مليئة بالألم، صرخة معلنة قرب نهاية روزوال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد سُحق روزوال بقوة غير مفهومة… والآن سيواجه جسدها المصير ذاته—
كلما تفكر سوبارو في الأمر، أحس بشعور مؤلم من الشوق ينهش صدره.
هذه المرة، خمد روزوال تمامًا ولم يعد يقوى على الحركة. ألقى هيكتور عليه نظرة خاطفة قبل أن يستدير بكسل. ثم حدق باتجاه الكوخ حيث كانت ريوزو، و -دون سابق إنذار- انهرس الكوخ تحت ضغط هائل.
«يبدو أن غارفيل المعاقَب ليس راضيًا، لكن ما هو هذا الحديث الذي أجلته بالضبط؟»
«—غآه… آااه؟!»
《٢》
لم تصمد حتى لجزء من الثانية.
أومأ سوبارو برأسه بعمق على تعليق أوتو، وانحنى برأسه نحو ظهر رام التي اختفت بالفعل. لم يستطع مجاراتها.
خلال لقاءاته مع إيكيدونا في قصر أحلامها، لم تتطرق أبدًا إلى غرض الحاجز.
سُحقت من الأعلى بقوة تفوق وزنها بأضعاف. وبمعجزة ما، سقطت إلى الأمام على الأرض؛ لو تغير وضع جسدها قليلًا لكانت مفاصلها قد انكسرت وانقلبت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عبَّر غارفيل، بلا نية سيئة، عن رغبته في خوض حملته الرومانسية الخاصة تجاه رام. بالطبع، كانت محاولاته مرجحة أن تصطدم بالجدران الحديدية التي أقامتها رام حول قلبها.
غير أن تلك المعجزة لم تحقق شيئًا سوى تخفيف بعض الألم الذي سبق موتها المحتوم.
—انقلب المشهد مرة أخرى رأسًا على عقب.
«إن لم تكن تقاوم، فهي ليست إيكيدنا. وإذا لم تكن إيكيدنا… فلا يهمني أمرها، أليس كذلك؟»
هزَّت ريوزو رأسها برفق تجاه اعتذار روزوال، ثم مررت أصابعها فوق صفحات الكتاب الذي استقر على حضنها. كان هذا أحد الكتب التي قدمتها إيكيدنا لسكان المستوطنة الذين لا يعرفون القراءة ويرغبون في تعلمها. ورغم أنها لم تتقن النص بعد، فإنها كانت في منتصف طريقها نحو فهمه، خطوة بخطوة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنا… نحن النسخ الأولى التي أوكلت إليها مهمة الإدارة. الذكاء… والهدف… كانا في رؤوسنا منذ البداية. ولهذا لم نُفكر أبدًا في التشكيك بالأمر…»
«—ماذا؟»
«أ-أنا لقد وعدتُ… بتعليمكِ القراءة…»
غمر جسدها بالكامل ضغط خانق لا فكاك منه، شعرت كأن الهواء نفسه يسحقها. وفي اللحظة التي ظنت فيها أن صوت هيكتور البعيد سيكون آخر ما تسمعه في هذا العالم، اختفى ذلك الضغط فجأة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ليس حاجزًا عاديًّا. يجب ألا يُكسر هذا الحاجز بأي حال. ولأجل ذلك، كنت أحرص على التحضير بعناية فائقة. على مدى سنوات، جمعتُ هنا مَن يحملون دماء بشرية وشبه بشرية، لضمان تحقيق النطاق اللازم لإقامة الحاجز. وقد تكونين أنتِ الدفعة الأخيرة التي نحتاجها. لكن…»
«—يمكننا البدء فورًا. هناك منشأة مهيأة لاستقبال النواة. ما تبقى هو تنقية البلورة السحرية التي ستصبح المحفز، والاستعداد لإجراء الطقوس المرتبطة بدماء سكان الكاتدرائية. المشكلة تكمن في كسب الوقت لمواجهة الخطر الداهم…»
لهاثات متقطعة انبعثت من صدرها، وقد شوهت الدموع واللعاب ملامح وجهها. رفعت ريوزو رأسها بصعوبة وهي تلهث.
كان في ذهن سوبارو صورة مرشحات الانتقاء الملكي متجمعات في القصر. هناك، عبَّرت إميليا عن إرادتها بالكلمات، وتحدَّت الشرور الموجهة نحوها بشجاعة. كانت مثاليتها قد بدأت في رسم طريق يقود إلى العالم الذي تمنته ريوزو ماير.
«بالنظر إلى الموقف، من الصعب القول إنني وصلت في الوقت المناسب.»
كانت الساحرة ذات الشعر الأبيض تقف خلف الكوخ المتهدم. بطريقة ما، تمكنت من إبطال القوة التي استُدعيَت لتدمير ريوزو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما رأى هيكتور هذا المشهد، رفع حاجبيه بدهشة.
ارتجَّت الأرض، متأثرةً بتوابع المعركة الدائرة بين الكائنات ذات القوة الخارقة، ما جعل الأجواء تهتز بعنف. كان التغير بطيئًا، لكن الزئير كان بلا شك يقترب، كأن القدر ذاته يطالب الثنائي باتخاذ قرار حاسم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«… لا، لقد أتيتِ في الوقت المناسب تمامًا. تلميذكِ أبطأني بشجاعة، مما أدى إلى تعطيل كل شيء عن جدوله. وهذا حقًا… يُثقل روحي. يجعلني أشعر بالكآبة، بلا شك.»
«… آااه، فهمت. ريوزو لديها ثلاث نسخ يمكنها التناوب معهن، لكن شيما أُخرجت من الدورة، لهذا لا يوجد مَن يحلُّ محلها. لهذا تبدو متعبة هكذا…»
«أسلوبك في الحديث لم يتغير أبدًا… ما زلت كما كنت حين افترقنا.»
«هل أزعجكِ وجهي، أتساءل؟ إن كان لديكِ ما تقولينه، فقوليها صراحة.»
«وأنتِ أيضًا… طريقتك في الكلام كما هي. أتساءل كيف انتهى بك الأمر بأسلوب حديث غير لطيف كهذا؟ رغم أنك كنتِ لطيفة جدًا في ذلك الوقت…»
—كان هذا السحر هو ما أطلقه روزوال، وقد ناء بجسده وروحه المتهاويين، متشبثًا بأمل مستحيل في قلب المعركة. لكنه استنفد أنفاسه الأخيرة، وكل ما حققه كان إجبار هذا الرجل الغريب على بذل القليل من الجهد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أبعدت إيكيدنا نظرها عن هيكتور الذي كان يتذمر بأسى، ونظرت إلى روزوال الملقى بلا حراك وسط بركة من الدماء. ضيقت عينيها قليلًا، وهي تتأمل تلميذها الذي أدى واجبه حتى النهاية المريرة.
«نعم.»
«… أشعر بألم في صدري أكثر مما توقعت. لا أستطيع الحفاظ على حيادي تجاه هذه النتيجة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«في موقف كهذا، التزام الهدوء وعدم التأثر يبدو أكثر إثارة للرعب، أليس كذلك؟ إن أردتِ البكاء، فخذي ما يكفي من الوقت لذلك. لستُ بهذه القسوة.»
«أمم… سيدة بياتريس؟»
—لكن مثل هذه الكلمات السحرية لم تكن موجودة في هذا العالم.
«أنتَ مَن ألحق به الأذى، ثم تتجرأ على قول هذا الكلام؟»
كان حديثهما مليئًا بالحدة، مما أوضح أن علاقتهما أبعد ما تكون عن الود.
أبعدت إيكيدنا نظرها عن هيكتور الذي كان يتذمر بأسى، ونظرت إلى روزوال الملقى بلا حراك وسط بركة من الدماء. ضيقت عينيها قليلًا، وهي تتأمل تلميذها الذي أدى واجبه حتى النهاية المريرة.
على النقيض من إيكيدنا التي وقفت على مسافة، تصرف هيكتور بطبيعته المعتادة. ورغم يقين الجميع بقوة إيكيدنا، إلا أن هيكتور كان كيانًا يتجاوز حدود المنطق. لم تستطع ريوزو حتى تخيل أحد يهزمه في قتال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حدث مرة أن ردَّت إيكيدنا على شكرهم بقولها: «لا داعي للامتنان.» عندها، رأت ريوزو على شفتيها ابتسامة صغيرة. ومن تلك الابتسامة الخافتة، شعرت ريوزو أنها فهمت السبب وراء كل ما بذلته إيكيدنا من جهود: لكي تستطيع—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ما هذا الهراء الذي…؟ إن لم أوقفك هنا… غه، آآااه!!»
«—إلى متى ستبقين مستلقية هكذا على نحوٍ مزرٍ؟»
صدمت بياتريس عند سماع الصوت القادم من خلفها، وعلقت الكلمات في حلقها. وعندما استدارت لترى، وجدت روزوال واقفًا خلف جذع الشجرة الذي كانت تجلس عليه بجوار ريوزو، وابتسامة واسعة ترتسم على وجهه.
«…هـه؟»
فجأة، شُدت ريوزو من ياقة ثوبها، لتجد نفسها تُرفع إلى الأعلى. وفي خضم المفاجأة، أدركت أن مَن يقف بجانبها لم يكن سوى فتاة مألوفة، تنظر إليها بوجه متجهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«سيّدتي… بياتريس…»
حتى لو لم ترَ المستقبل الذي خططت له، فإن ريوزو ما زالت تُقدِّر سعادته، ودفء أيامه.
«ليس هذا وقت الاستلقاء في ذهول. كل ما تفعلينه هنا هو إبطاء الآخرين… غادري بسرعة بينما توفر أمي الوقت اللازم لكِ، أتساءل؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بسبب تردد ريوزو ماير وخجلها، وطباع بياتريس العنيدة، لم تبح أي منهما بصداقة الأخرى حتى اللحظة الأخيرة المطلقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لقد اكتفيتُ من الذكريات الدافئة. أنا، طفلة محظورة وغير مرغوب بها، تم استقبالي هنا ومنحي سعادةً لم أستحقها… لذلك، أشعر بالرضا.»
«لـ-لكن… السيد روزوال والسيدة إيكيدنا طلبا مني البقاء هنا.»
ومع ذلك، ها هو روزوال ممدد على الأرض، يلهث، نافثًا زبدًا ممزوجًا بالدم.
«… روزوال الآن مجرد كومة على الأرض. اسمعي، هل ترافقكِ بيتي، أتساءل؟ هذا ما أمرت به أمي— الطريقة الوحيدة لقلب هذا الوضع لصالحنا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—هـه؟»
حتى بياتريس لم تستطع الحفاظ على هدوئها أمام سقوط روزوال وحضور هذا الشيطان الغامض. بدا الغضب في قسماتها، وكأنها تعنف ريوزو بنظراتها.
«—غغ، آه!»
مدحت إيكيدنا روزوال، مما جعل عيني ريوزو تتسعان ذهولًا. فقد كانت إيكيدنا ساحرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكل ما يتجاوز توقعاتها كان بعيدًا تمامًا عن إدراك ريوزو.
ورغم ذلك، كانت بياتريس أقوى بكثير من ريوزو التي لم تتمكن إلا من التراجع بخوف.
وفي اللحظة التالية، انطلقت صرخة مدوية من روزوال مع التواء أطرافه وتحطمها، بينما تحطمت عظامه وتمزقت أنسجته.
«الاستعدادات قد اكتملت. ألم تخبركِ أمي بذلك، أتساءل؟ قالت إنك ستفهمين جيدًا.»
«ما بكِ، يا ترى؟ إن لم يعجبكِ الأمر، فلا نية لدى بيتي في فرضه عليك. ليس وكأنني متحمسة لذلك…»
«—أفهم.»
«همف! تصمتين مجددًا. هل أنتِ فتاة مملة وجبانة يا ترى؟»
انعقدت أنفاس ريوزو وهي تهز رأسها، متلقية رسالة إيكيدنا الشفهية. وعلى النقيض منها، لم تبدُ بياتريس وكأنها تفهم المعنى الحقيقي لكلمات أمها، لكن هذا لم يكن المكان المناسب لتوضيح الأمور.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
خلف الفتاتين، تصاعد التوتر في الهواء مع تحول طاقة المانا إلى قوة متفجرة. المعركة قد بدأت بالفعل؛ مواجهة بين كائنات خارقة تتجاوز إدراك البشر.
كانت ريوزو تحمل سلة مليئة بالغسيل حين ناداها أحدهم، مما دفعها إلى التوقف في منتصف الطريق. وعندما استدارت ببطء نحو مصدر الصوت، لم تستطع منع نفسها من فتح عينيها على اتساعهما دهشة.
للفوز في هذه المعركة، التي تتخطى حدود الفهم البشري، كان عليهما المغادرة.
«لنذهب يا سيدتي بياتريس. أين جرى التحضير؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إذًا، بيتي قررت الذهاب لمساعدة أمي فورًا! إذا كانت أمي معي، هل تظنين أن ذلك الشيطان سيصمد؟! بيتي ستعالج روزوال أيضًا، ثم بعد ذلك…»
«… في الغابة، في مبنى ينبعث منه عطر مقزز. كل ما قالته أمي هو أن تأخذكِ بيتي هناك عبر ممرَّها المزعج، أتساءل؟»
«إن كنتِ مصَرّة، فما من خيار آخر، أتساءل؟ أنتِ فتاة محظوظة للغاية.»
رغم تذمرها الضمني من هذا التفسير المقتضب، أمسكت بياتريس بيد ريوزو، وسحبتها بعيدًا عن ساحة المعركة. ومع احتدام الصراع بين الساحرة والشيطان، كان عليهما الوصول إلى وجهتهما قبل أن تجرفهما أهوال تلك المعركة المحتدمة.
كان تفسير بياتريس الطفولي صادقًا. حين رأت ريوزو بياتريس عند أطراف المستوطنة، لم تستطع سوى التحديق فيها بذهول، مما أزعج بياتريس ودفعها للتصرف كما فعلت.
«…»
«في هذه اللحظة، أفهم أن هذا ما هو عليه هذا المكان، وما أنا هنا من أجله.»
مرة أخيرة، انحنت ريوزو بإجلال نحو ظهر إيكيدنا. لم تُلقِ الساحرة أي اهتمام لها، لكن ريوزو شعرت بواجبها في ذلك.
فلم تكن هناك فرصة أخرى للتحدث معها، أو للتعبير عن امتنانها…
«سمعتُ عن هذا الأمر قبل فترة. وهو أنني أستوفي الشروط لأكون نواة الحاجز الذي تبنيه السيدة إيكيدنا… ولهذا اخترتموني.»
«عليَّ العودة قبل أن تأتي إميليا تان منتصبة الصدر، فخورة بنفسها…»
《٩》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—هل عرفتِ ذلك من بياتريس؟»
كانت البلورة زرقاء، شفافة، وجميلة إلى حد جعل ريوزو ترتجف.
«أتساءل عن نوع المحادثات التي أجريتها مع سيدتنا الساحرة حتى تتوصل إلى هذا الاستنتاج…»
«لا تنبهري بها لدرجة أن تلمسيها عن طريق الخطأ. أتساءل، هل ستصبحين جزءًا من البلورة؟»
توهَّجت عينا روزوال بلمعان طفولي، وركض نحوهما مفعمًا بالحماس، وقد اختفت تمامًا هيئته التي بدت راشدة قبل لحظات. انطلق نحو إيكيدنا، الساحرة المقصودة، التي تنهدت بصوت مسموع عندما رأته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حذَّرتها بياتريس بنبرة جدية، مخافة أن تأسرها البلورة بسحرها لدرجة أن تقدم على فعل متهور. كانت تلك البلورة السحرية تحوي طاقة هائلة، قادرة على أن تسيطر على العقل وتدفع أي شخص للقيام بما لا يمكن تصوره. عادت ريوزو إلى رشدها على الفور، ومالت معتذرة: «آسفة!» وهي تخفض رأسها. أن تنجرف خلف سحر البلورة في مثل هذا الوقت الحرج…
«… آااه، فهمت. ريوزو لديها ثلاث نسخ يمكنها التناوب معهن، لكن شيما أُخرجت من الدورة، لهذا لا يوجد مَن يحلُّ محلها. لهذا تبدو متعبة هكذا…»
«تحوي هذه البلورة من المانا ما يكفي لتُسكر أي شخص، فلا عجب أنك تأثرتِ بها… الآن، ماذا نفعل من هنا فصاعدًا؟ كل ما أخبرتني به أمي هو أن أحضركِ إلى هذا المكان.»
أشارت بياتريس، الحادة النظرات كعادتها، إلى التعبير العاطفي على وجه ريوزو. لكنها، بحكم معرفتها العميقة بريوزو، أدركت أن تلك الابتسامة ليست عادية. وبمجرد أن وعت ريوزو ذلك، فاضت عيناها بالدموع.
اندفعت بياتريس غاضبة، لكنها لم تكن تمتلك ما يكفي من المهارة لتتفوق على شخص خبير في استفزاز الآخرين مثل روزوال. وكما في مبارزاتهما السحرية، كان روزوال دائمًا يبدو متقدمًا عليها بخطوة، الأمر الذي جعل هذه المناوشات اليومية بينهما أمرًا مألوفًا بالنسبة لريوزو، رغم أنها تجاوزت فهمها أحيانًا.
«ومع ذلك، يا سيدتي بياتريس، لقد قمتِ بما أمْلَتْهُ عليكِ السيدة إيكيدنا بكل إخلاص.»
«هل يُعَدُّ هذا أمرًا غير متوقع، أتساءل؟ بالنسبة لبيتي، أمي هي كل شيء… أنتم وسكان هذا المكان محظوظون بوجودها. وعندما ينتهي كل هذا على خير، ألا ينبغي عليكم رد الجميل لها بجدية، أتساءل؟»
«أعتذر إن أرهقتكِ كثيرًا. لكنكِ أخبرتنا بما أردتُ سؤالكِ عنه وأكثر. شكرًا لكِ.»
بنبرة تنطوي على بعض الحذر، أمعنت إيكيدنا النظر في ريوزو بتمعُّن قبل أن تستأنف حديثها:
ردَّت بياتريس على كلمات ريوزو بنفخة خفيفة، وبما بدا كموقف متعجرف. استعادت ريوزو ذكريات تلك الأيام التي أخذت فيها مثل هذه العبارات على محمل الجد، مما أشعرها بالندم العميق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «يجب ألَّا ننسى أن نعامل السيدات بلطف، مهما كانت الفوارق بيننا… ولكن إذا كان لي طلب بسيط، فلا أحب أن يُناديني أحد بلقبي العائلي. هل يمكنكِ مناداتي باسم روزوال؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ومع ذلك، أدركت الآن أن هذا التظاهر بالتعالي ليس إلا صورة من صور لطف الفتاة الصعب فهمه، وتعبيرًا عن مودتها العميقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كم كان سيكون رائعًا لو استطاعت قضاء المزيد من الوقت مع بياتريس على هذا النحو.
«—تبتسمين الآن بطريقة مقلقة بعض الشيء.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لكن من طريقتك في الكلام الآن، يبدو أن إيكيدنا لم تظهر خلال محاكمتك، صحيح؟ إذًا كيف عرفت أنك اجتزت المحاكمة؟»
أشارت بياتريس، الحادة النظرات كعادتها، إلى التعبير العاطفي على وجه ريوزو. لكنها، بحكم معرفتها العميقة بريوزو، أدركت أن تلك الابتسامة ليست عادية. وبمجرد أن وعت ريوزو ذلك، فاضت عيناها بالدموع.
تمتم الرجل كما لو كان يشكو لنفسه، دون أي نية حقيقية في التحدث مع الآخرين. ومع كل كلمة وكل خطوة، ازداد الضرر الذي أصاب جسد روزوال. عظامه أصدرت صريرًا، ولحمه تمزق وانفجر، وجسده انهار كما لو كان يسحقه الهواء، بينما انهمرت منه دموع ملطخة بالدم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا المكان هو لتواجه به السيدة إيكيدنا الرجل الذي يطاردها.»
«أ-أنا آسفة جدًا…! دخل شيء في عيني…»
«بالتأكيد، مرور أربعمائة عام يُعتبر متأخرًا بعض الشيء… لكن لم يفت الأوان بعد.»
«—لا تقلقي. ألا تدركين أن حتى بيتي تفهم قلقك في مثل هذا الوضع، أتساءل؟ من الأفضل أن تبقي صامتة وتنتظري هنا.»
«… أتساءل، هل بيتي ليست بخير تمامًا حتى وهي وحدها…؟»
أظهرت بياتريس تعاطفها مع ريوزو التي كانت تبكي، ثم حوَّلت نظرها نحو الخارج، حيث تُركت إيكيدنا وروزوال. أومأت عدة مرات باتجاه ريوزو، مؤكدة على ضرورة المضي قدمًا.
«عليَّ العودة قبل أن تأتي إميليا تان منتصبة الصدر، فخورة بنفسها…»
«العالم كله خارج هذا الملجأ… سيصبح هو ذاته ملجأا، تقول؟»
«بمجرد أن تقف بيتي بجانب أمي، سيعود كل شيء إلى طبيعته، أتساءل؟ ذلك الأحمق روزوال على وشك الموت، لذا عليَّ إنقاذه بسرعة أيضًا. وبعد الغد، يمكننا أن…»
أومأ سوبارو برأسه بعمق على تعليق أوتو، وانحنى برأسه نحو ظهر رام التي اختفت بالفعل. لم يستطع مجاراتها.
بدأت بياتريس بسرد قائمة من الأمور التي يمكن أن تبعث على الاطمئنان، بسرعة تفوق المعتاد، وكأنها تحاول مواساة ريوزو بأقصى ما تستطيع. وفي لحظة خاطفة، تأثرت ريوزو بصدق هذه المشاعر، وهو ما أشعل في صدرها دفئًا غريبًا. تلك الكلمات منحتها القوة، وشعرت بفخر عميق تجاه بياتريس في تلك اللحظة.
ولهذا السبب—
«نعم، تمامًا… ها؟! عندما قلتِ رجالًا الآن، هل شملتِني أنا أيضًا؟!»
«سيدتي بياتريس، أشكركِ على الاعتناء بي طوال هذه المدة الطويلة… هذه هي لحظة الوداع.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا، أنتِ مخطئة. لو كنت سأهرب، لأملت أن ألتقي بكِ مجددًا يومًا ما. لكن هذا وداع أبدي… لن أتمكن من التحدث إلى سيدتي بياتريس مرة أخرى.»
«أحسنت. لقد فعلت ما بوسعك. لم تنتصر عليَّ، لكنك بذلت جهدًا عظيمًا، أليس كذلك؟ هذا الجهد شيء جيد، أليس كذلك؟ …لكن، لن يجدي نفعًا أن تحاول أكثر من ذلك.»
—رفضت ذلك العزاء، واختارت المضي قدمًا نحو مصير شائك، بلا تردد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حدقت بياتريس، وقد صُدمت، إلى البلورة السحرية الزرقاء التي تقبع بجانبهما.
بينما كانت ريوزو تحدق في إيكيدنا وروزوال، أطلت بياتريس من الجانب، مكتوفة الذراعين، وأطلقت شهيقًا ساخرًا، وقد بدت على وجهها تلك الملامح المعتادة التي اعتادت عليها ريوزو. ولأنها اعتادت على هذا التعبير الغاضب، لم تعتذر بياتريس عن تسببه.
«—هـه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… أكان ذلك لمجرد لمسة بسيطة من السحر المظلم، أتساءل؟ لا داعي لتضخيم الأمر.»
«حديث البارحة، هاه…؟»
خرج صوت بياتريس ضعيفًا، بينما رمشت عينيها غير مستوعبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
استدارت ريوزو لتنظر إليها، فرأت بياتريس تحدق فيها بذهول. كان التردد والألم يطفوان في عيني بياتريس المستديرتين، لكن ريوزو، التي كانت تعرف طيبة قلبها، لم تتراجع.
غمر جسدها بالكامل ضغط خانق لا فكاك منه، شعرت كأن الهواء نفسه يسحقها. وفي اللحظة التي ظنت فيها أن صوت هيكتور البعيد سيكون آخر ما تسمعه في هذا العالم، اختفى ذلك الضغط فجأة.
طوال الوقت، كانت ريوزو تعتذر عن أي شيء قد يزعج بياتريس. لكن هذه المرة وحدها، لم يكن بإمكانها فعل ذلك.
ربما أدت تلك التغيرات إلى تحريف شخصيتها، وأفسدت جوهرها الداخلي.
المهمة التي كانت تؤمن بها طوال حياتها تم كشفها كخدعة كاملة. لا يمكن لأي أحد، سواء كان سوبارو أو غيره، أن يتخيل مدى مرارة معرفة ذلك.
«ماذا تعنين بالوداع…؟ هل تعنين أنكِ ستهربين؟»
«أنتَ لا تفهم مشاعر الآخرين على الإطلاق… هل أنتَ حقًا تاجر؟»
«لا، أنتِ مخطئة. لو كنت سأهرب، لأملت أن ألتقي بكِ مجددًا يومًا ما. لكن هذا وداع أبدي… لن أتمكن من التحدث إلى سيدتي بياتريس مرة أخرى.»
شددت بياتريس شفتيها بإحكام، بينما تطلعت بعمق إلى عيني ريوزو، وكأنها تبحث عن نواياها الحقيقية. كانت هذه أول مرة تسمح فيها بياتريس لريوزو برؤية مدى يأسها. اختارت ريوزو كلماتها بعناية وهدوء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يكن رد إيكيدنا يهدف إلى تهدئة مخاوف ريوزو؛ فالساحرة لم تعرف المجاملات أو تزيين الحقائق.
اختارتها من بين كل الكلمات التي تملكها، لأن هذه اللحظة كانت الأهم في حياتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هذا المرفق… قد صُمم لنشر حاجز حول الغابة. وكان من المفترض أن أصبح أنا النواة التي تُفعِّل ذلك الحاجز… لكن لم يعد هناك وقت كافٍ لتنفيذ الخطة الأصلية.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنا… نحن النسخ الأولى التي أوكلت إليها مهمة الإدارة. الذكاء… والهدف… كانا في رؤوسنا منذ البداية. ولهذا لم نُفكر أبدًا في التشكيك بالأمر…»
«وقت الحاجز… وذاك الرجل يُشكِّل عقبة؟ إذًا علينا أن…»
للفوز في هذه المعركة، التي تتخطى حدود الفهم البشري، كان عليهما المغادرة.
«لن يُهزم بالقتال وحده. كانت هذه هي النتيجة التي أدت إلى إنشاء الملجأ في الأساس. أعتقد أن سبب تفاني السيد روزوال هو إدراكه أن إنقاذ السيدة إيكيدنا لن يكون ممكنًا إلا بهذا الحل.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رأت الفتاة التي كانت مخبأة في منشأة النسخ داخل الغابة، نائمة في داخل بلورة.
كان شيطان الكآبة كائنًا يفوق التصور في قوته، لدرجة أن تلك الحقيقة كانت وراء هذا المشروع برمته. حتى ريوزو لم تكن تعرف بدقة تأثير تفعيل الحاجز على ذلك الشيطان. لكن هذا الوعد الوحيد الذي قطعته إيكيدنا كان راسخًا في ذهنها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ليس حاجزًا عاديًّا. يجب ألا يُكسر هذا الحاجز بأي حال. ولأجل ذلك، كنت أحرص على التحضير بعناية فائقة. على مدى سنوات، جمعتُ هنا مَن يحملون دماء بشرية وشبه بشرية، لضمان تحقيق النطاق اللازم لإقامة الحاجز. وقد تكونين أنتِ الدفعة الأخيرة التي نحتاجها. لكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إذا تم تفعيل الحاجز، سيتحول هذا المكان إلى ملجأ، وسيصبح محميًا. السيدة إيكيدنا وعدتني بذلك… ولذلك سأقدِّم جسدي في سبيل تحقيقه.»
«نعم، هي بياتريس ذاتها. لذا، فعلًا لها علاقة بالملجأ… وفوق ذلك، هي التي نقلتني إلى الملجأ حينها…»
«هـ-هل تتحدثين بجنون، أتساءل؟! أن تقدِّمي جسدك… ما الذي تعتقدين أنك قادرة على فعله؟! أنت لا تفهمين شيئًا عن السحر! أنتِ… أأأ…»
في النهاية، النسخ مختلفة عن الأصل، وحتى لو التقت بياتريس بريوزو وبالآخرين، فلن يكون ذلك لقاءً بريوزو ماير نفسها. قد يزيد ذلك من جرحها فقط. لكن—
برفع صوتها وبكلمات متسارعة، اقتربت بياتريس من ريوزو بخطوات متلاحقة، لكن في منتصف حديثها، توقفت فجأة. الفتاة الذكية وجدت الجواب على سؤالها بنفسها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حدقت بياتريس، وقد صُدمت، إلى البلورة السحرية الزرقاء التي تقبع بجانبهما.
«إن كانت بياتريس قد قالت هذا، فلا بد أن الأمر كذلك.»
«هل ستستخدمين هذه البلورة كوسيط لتجعلين من طاقة أودو الخاصة بكِ نواةً للحاجز؟ إذا فعلتِ ذلك، يمكنكِ تجاوز حاجة انتظار تنشيط المانا في التربة، وستصبح الغابة ملجأا على الفور…»
كان عمره يقارب العشرين عامًا، بشعر بني محترق مربوط إلى الخلف. ظهرت تحت عينيه هالات داكنة كمَن يعاني من مرض العضال، وكان وجهه شاحبًا وقامته منحنية. بدا كما لو كان منفصلًا تمامًا عن الحياة، منهكًا لدرجة أنه بالكاد استطاع ارتداء ملابسه والتحرك.
«نعم. هذا ما قالته السيدة إيكيدنا.»
«في هذه اللحظة، أفهم أن هذا ما هو عليه هذا المكان، وما أنا هنا من أجله.»
برفق، نزعت ريوزو أصابع بياتريس من على كمها.
كان ذلك هو القرار الذي توصلت إليه إيكيدنا وروزوال قبل بدء هجوم الشيطان.
«يا للعجب، مع أنك دائمًا تحاول إغواءها في وضح النهار، كيف تشعر بالإحراج من مجرد كتابة مشاعرك؟ سيد ناتسكي، ألا تعتقد أن إحساسك بالعار في غير محله؟»
وقفت بياتريس في صمت، وقد فقدت القدرة على الكلام. هي التي أحضرت البلورة بنفسها، وكانت تعرف جيدًا أن ريوزو ملائمة تمامًا لتكون نواة الملجأ—
«أتساءل عن نوع المحادثات التي أجريتها مع سيدتنا الساحرة حتى تتوصل إلى هذا الاستنتاج…»
«—من خلال ردك، يا سيدتي بياتريس، أكَّدتِ لي أن هذا هو ما سيحدث بالفعل.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنتِ مخطئة…! بيتي… بيتي لم تنوي ذلك…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«على أي حال، أعتذر عن مقاطعة قراءتك. اسمحي لي بالاعتذار بالنيابة عن بياتريس.»
ارتعش صوت بياتريس، ورفعت وجهها وكأنها تلقت صفعة، غير قادرة على استعادة رباطة جأشها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هل يمكن وصف هذا المشهد إلا بأنه كابوس؟ وهل هناك خيار آخر سوى الذهول والدهشة؟
«لم أفعل ذلك مع أمي بنية… انتظري، أتوسل إليكِ! هـ-هل يمكن لبيتي أن تطلب من أمي شخصيًا، أتساءل؟ أمي لطيفة مع بيتي، وستستمع لي بالتأكيد…»
«لا عليكِ. أنا مَن ينبغي أن يعتذر على مقاطعتكِ أثناء عملك. لقد تصرفت دون مراعاة.»
«لا وقت لذلك. يجب اتخاذ القرار في هذه اللحظة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هـ-هذا كثير عليَّ! لا يمكنني أن أسبب إزعاجًا للسيدة بياتريس، فهي مشغولة للغاية…»
«إذًا، بيتي قررت الذهاب لمساعدة أمي فورًا! إذا كانت أمي معي، هل تظنين أن ذلك الشيطان سيصمد؟! بيتي ستعالج روزوال أيضًا، ثم بعد ذلك…»
كان يكبر ريوزو بنحو أربع سنوات، إذ لم يتجاوز عمرها حينها الثانية عشرة، وكان أطول منها برأس كامل. ومع ذلك، كان يبدو أنه لم يبلغ ذروة نموه بعد، فيما بدأت نبرة صوته تأخذ طابعًا رجوليًا، وهي تتأرجح بين الطفولة والرُشد. حمل الفتى سحرًا مميزًا في تلك الفترة العابرة بين الطفولة والبلوغ، وكان يشعُّ بأناقة طبيعية نادرة.
هزت بياتريس رأسها في إنكار، لكن كلماتها تلاشت تدريجيًا في النهاية. هي نفسها عرفت أكثر من أي شخص آخر أن إعلانها اليائس لم يكن مقنعًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«الحقبة التي وُجدت فيها سيدتنا الساحرة كانت منذ زمن بعيد. ربما لهذا السبب لا تعرفون عنها شيئًا. في الواقع، حتى بالنسبة لي، هذه ليست ذكرياتي الخاصة، بل هي ذكريات شخص آخر.»
—كانت بياتريس رائعة. احترمتها ريوزو من أعماق قلبها.
اختارتها من بين كل الكلمات التي تملكها، لأن هذه اللحظة كانت الأهم في حياتها.
كانت ريوزو تراقبها طوال الوقت. كانت تعلم مدى حب بياتريس لوالدتها، وكيف أن علاقتها المتضاربة مع روزوال أشبه بمشاكسات بين الأشقاء، وكيف كانت ترسل إليها اهتمامًا غير ملحوظ.
درست بياتريس السحر بجدية تامة، ولم تثنها مزاحمات روزوال المتكررة. كانت تحب والدتها إيكيدنا بشدة، والابتسامة التي أظهرتها لريوزو بين حين وآخر كانت ساحرة بحق.
درست بياتريس السحر بجدية تامة، ولم تثنها مزاحمات روزوال المتكررة. كانت تحب والدتها إيكيدنا بشدة، والابتسامة التي أظهرتها لريوزو بين حين وآخر كانت ساحرة بحق.
«ما حدث كان الدمار. وهنا ظهرت الحقيقة الكامنة وراء وجود الملجأ.»
«لو استخدمت بياتريس المرور ليهرب الجميع من هنا، فسيسير كل شيء على ما يرام.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
كان شيطان الكآبة كائنًا يفوق التصور في قوته، لدرجة أن تلك الحقيقة كانت وراء هذا المشروع برمته. حتى ريوزو لم تكن تعرف بدقة تأثير تفعيل الحاجز على ذلك الشيطان. لكن هذا الوعد الوحيد الذي قطعته إيكيدنا كان راسخًا في ذهنها.
«صحيح؟ هل أفعل ذلك، أتساءل؟ هذه الحشود مزعجة بالنسبة لبياتريس، لكنها تستطيع التكيف. سأحمل روزوال حينما تتاح الفرصة، وسآخذ والدتي أيضًا… هيه، ومن ثم—!»
«وبعد أن نهرب بهذه الطريقة، سنعيش في خوف من مطاردة ذلك الرجل لنا مجددًا؟ بفضل السيدة إيكيدنا والسيد روزوال، حصلنا أخيرًا على مكان للسلام… إذا تخلينا عن هذا المكان، لا أستطيع إلا أن أتساءل، كم من الوقت سيستغرق بناء ملجأ جديد؟»
«بأي حال، أريد السماح لشيما بالراحة… رام، هل يمكنني ترك هذا الأمر لك؟»
عندما حاولت بياتريس يائسةً أن تستخرج خطة بديلة، أجابت ريوزو بكلمات كانت لطيفةً لكنها قاسية.
فكرت ريوزو في الأمر قليلًا. ثم قررت أن تؤمن بكلمات روزوال بإصرار.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما رأت تعبير الحزن يتسلل إلى وجه الفتاة، اجتاحتها مشاعر مُرَّة أيضًا. كانت بياتريس ببساطة لطيفة، لكن ريوزو داست على لطفها لتُعبِّر عن رأيها.
لقد خانت كل ما فعلتاه معًا، وكل المشاعر التي تقاسمتاها يومًا بعد يوم.
كم كان هذا قاسيًا، أنانيًا، وجاحدًا؟
تمتم الرجل كما لو كان يشكو لنفسه، دون أي نية حقيقية في التحدث مع الآخرين. ومع كل كلمة وكل خطوة، ازداد الضرر الذي أصاب جسد روزوال. عظامه أصدرت صريرًا، ولحمه تمزق وانفجر، وجسده انهار كما لو كان يسحقه الهواء، بينما انهمرت منه دموع ملطخة بالدم.
«سيدتي بياتريس، أحب هذا المكان. أؤمن حقًا بأنه كان من الرائع أن يُسمح لي بالعيش هنا. أحب كثيرًا الوجوه المبتسمة لكل مَن يعيش هنا. لا يجب أن يُفقد هذا المكان.»
«هه، كوكو. فهمت… لا شك أنك ستكون كذلك.»
«…»
«لقد اكتفيتُ من الذكريات الدافئة. أنا، طفلة محظورة وغير مرغوب بها، تم استقبالي هنا ومنحي سعادةً لم أستحقها… لذلك، أشعر بالرضا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حتى لو استخدمت المعبر، بقي أمر يحيرني: كيف استطاعت نقلي إلى الملجأ بهذه السهولة؟ إذا كان المعبر لا يستطيع إرسال الأشخاص إلا إلى أماكن مألوفة لديهم، فلا بد أن الملجأ…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان شعرها مفروقًا في ضفيرتين كبيرتين وطويلتين، وفستانها المتسع يجعلها أشبه بأميرة من كتاب قصص. وفي الواقع، لم يكن وضعها بعيدًا عن ذلك في المقام والهيبة.
«هل يمكن أن يكون هذا ممكنًا، أتساءل…؟ مَهْمَا كان رأيك في الأمر، المعنى الحقيقي لهذا المكان لم يكن أبدًا من أجلكم…!»
كم كان سيكون رائعًا لو استطاعت قضاء المزيد من الوقت مع بياتريس على هذا النحو.
«نعم. أفهم ذلك.»
«الحقبة التي وُجدت فيها سيدتنا الساحرة كانت منذ زمن بعيد. ربما لهذا السبب لا تعرفون عنها شيئًا. في الواقع، حتى بالنسبة لي، هذه ليست ذكرياتي الخاصة، بل هي ذكريات شخص آخر.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قاطعت ريوزو كلمات بياتريس وهزت رأسها بعمق، لأنها كانت تعرف هذا بالفعل.
كان من المفترض أن تحرق الكرة الحمراء المتقدة الرجل وتحوله إلى رماد، مبددة وجوده بالكامل. لكنَّها عجزت عن مس شعرة واحدة منه، لتتحول إلى كتلة صغيرة متوهجة سقطت على الأرض.
كانت تفهم الغرض الحقيقي من الملجأ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هذا المكان هو لتواجه به السيدة إيكيدنا الرجل الذي يطاردها.»
«معلمتي! سمعت أنك هنا اليوم، فجئت على الفور!»
بالطبع، كانت تعلم أن إيكيدنا و روزوال لم يبحثا عنها وعن الآخرين من ذوي الدماء المختلطة بدافع طيب… على الرغم من أن ذلك منحهم وطنًا جديدًا وأملًا جديدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن الإهانة هي ما آلمها، بل الخيبة التي حملتها نبرة الفتاة. شعرت ريوزو وكأنها لا تستطيع التقاط أنفاسها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —هكذا انتهت حياة روزوال المهيبة، على يد هذا الرجل الغريب الذي تجاوز كل فهم بشري.
«في هذه اللحظة، أفهم أن هذا ما هو عليه هذا المكان، وما أنا هنا من أجله.»
ابتسم روزوال ابتسامة عريضة، لكن ريوزو لم تستطع سوى تصديق نصف ما قاله. كانت بياتريس تنفث أنفاسها غاضبة، منتقدة كل شيء تقريبًا حين تتحدث مع ريوزو، ولم يكن هذا يشبه ما تعرفه عن الرفض الحقيقي. ومع ذلك، شعرت ريوزو أن بياتريس قد أظهرت لها كراهية لا يمكن إنكارها.
«ما حدث كان الدمار. وهنا ظهرت الحقيقة الكامنة وراء وجود الملجأ.»
«إذًا… إذا كنتِ تفهمين، فلماذا…؟»
طوال الوقت، كانت ريوزو تعتذر عن أي شيء قد يزعج بياتريس. لكن هذه المرة وحدها، لم يكن بإمكانها فعل ذلك.
«ماذا تعنين بالوداع…؟ هل تعنين أنكِ ستهربين؟»
غير قادرة على الفهم، هزَّت بياتريس رأسها بضعف يمنةً ويسرة. وأمام نظرتها الملتمسة، أظهرت ريوزو ابتسامة مشرقة، سعيدة.
«هاه! باروسو، رجل بارع؟ لا تقل ذلك حتى في أحلامك. إنه أمر مثير للقلق.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا بأس. ربما بدأ هذا المكان هكذا، لكن كل الوقت الذي قضيناه هنا قد غيَّر الأمور بلا شك. العيش هنا، القدرة على التحدث معكِ يا سيدتي بياتريس، والتواجد مع الجميع… هذه جميعها خيارات اخترتها بنفسي.»
«انتظري. يا ليس هناك حاجة للضغط على نفسك. دعي العجوز السليمة تحلُّ محلها و—»
حتى وصولها إلى الملجأ، عاشت حياةً لم تقرر فيها شيئًا لنفسها. وكمخلوقة نصف شيطان في عالم قاس، واجهت ريوزو تجارب مريرة لا تُعد رغم صغر سنها.
في حين تصاعد الغبار بعنف جراء تدحرجه، وقفت ريوزو مبهوتة، وقد نسيت حتى أن تتنفس.
لكن هذا المكان كان مختلفًا. هنا، للمرة الأولى، اختارت ريوزو كيف تعيش حياتها.
اللقاءات الكريمة التي عاشتها، والأيام التي قضتها بعزم على تكوين صداقات جديدة— كانت كلها قرارات اتخذتها بنفسها.
الشاب الذي اعتاد التحلِّي بأقصى درجات الهدوء والانضباط، بدا هذه المرة متوترًا، متشنجًا، ومرتبكًا. كانت إيكيدنا الساحرة قد أغمضت عينيها، متجاهلة توسلاته.
وكذلك كان اقترابها من تلك الفتاة التي تحمل كتابها محاولة لتكون مثلها، وتعلمها منها لتُحسن التقليد، متتبعةً مستقبلًا طلبت فيه من الفتاة أن تعلمها أشياء أكثر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«وبعد أن نهرب بهذه الطريقة، سنعيش في خوف من مطاردة ذلك الرجل لنا مجددًا؟ بفضل السيدة إيكيدنا والسيد روزوال، حصلنا أخيرًا على مكان للسلام… إذا تخلينا عن هذا المكان، لا أستطيع إلا أن أتساءل، كم من الوقت سيستغرق بناء ملجأ جديد؟»
«أنا لا أفقد شيئًا. أحمل كل شيء هنا معي.»
—تثاقل الجو وأصبح مشحونًا بالتوتر، حتى شعرت ريوزو وكأن الدم في عروقها بدأ يجف.
حتى لو لم ترَ المستقبل الذي خططت له، فإن ريوزو ما زالت تُقدِّر سعادته، ودفء أيامه.
كان الملجأ، بالنسبة لبياتريس، مكانًا مليئًا بالذكريات. وربما كان بمثابة وطنها الحقيقي.
«لقد عشتُ بسعادة هنا. لهذا يجب أن أرحل. سأحمي تلك السعادة. سيدتي بياتريس، أشكركِ كثيرًا على العطف الذي أظهرتِه لي مرات عديدة، واليوم مرة أخرى.»
خرج صوت بياتريس ضعيفًا، بينما رمشت عينيها غير مستوعبة.
لدعم إميليا وتشجيعها على خوض المحاكمة داخل القبر، أمضى سوبارو الليلة الماضية في نحت أفكاره، الكبيرة والصغيرة، على جدران غرفة حجرية. كتب كل ما استطاع التعبير عنه بالكلمات، واستمر في الكتابة حتى عندما عجزت الكلمات عن نقل كل ما يريد قوله.
ومن بعيد، تردد صدى زئير قادم من خلف المبنى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ارتجَّت الأرض، متأثرةً بتوابع المعركة الدائرة بين الكائنات ذات القوة الخارقة، ما جعل الأجواء تهتز بعنف. كان التغير بطيئًا، لكن الزئير كان بلا شك يقترب، كأن القدر ذاته يطالب الثنائي باتخاذ قرار حاسم.
كان في تعابير روزوال ما يمنع أي تردد أو نقاش. دون أن تنبس ببنت شفة، وجدت ريوزو نفسها تستجيب طوعًا.
«بدأ كل شيء هنا، قبل أن يُطلق على هذا المكان اسم الملجأ.»
في لحظة واحدة، أغلقت ريوزو عينيها، تخفي بحنكة القلق الخفيف الذي كان يراودها. أمامها مباشرة، كانت بياتريس تبذل قصارى جهدها، تبحث بيأس عن الكلمات… عن كلمات سحرية تجعل إرادة ريوزو تتزعزع، ومشاعرها تهتز، وتجعلها تتراجع عن قرارها.
ليس غريبًا على الناس أن يشعروا بحماس غريب أثناء الليل ويستخدموا كلمات لا تخطر ببالهم عادة. وقد كان من المعتاد أن ينظروا إلى تلك اللحظات في الصباح التالي بحسرة وتأنيب.
—لكن مثل هذه الكلمات السحرية لم تكن موجودة في هذا العالم.
كان الملجأ، بالنسبة لبياتريس، مكانًا مليئًا بالذكريات. وربما كان بمثابة وطنها الحقيقي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«سيدتي بياتريس.»
عندما نُودي اسمها، رفعت بياتريس وجهها، متشبثةً بأمل ضعيف. كانت تتوقع أن تكون ريوزو هي مَن ستنطق بالكلمات السحرية التي لم تستطع بياتريس نفسها إيجادها. لكن—
«هيه، إن كنت ستذهبين إلى هناك، فيمكنني المجيء معكِ…»
«لم أفعل ذلك مع أمي بنية… انتظري، أتوسل إليكِ! هـ-هل يمكن لبيتي أن تطلب من أمي شخصيًا، أتساءل؟ أمي لطيفة مع بيتي، وستستمع لي بالتأكيد…»
«احرصي على ألا تفرطي في تناول الحلويات.»
«لم أفعل ذلك مع أمي بنية… انتظري، أتوسل إليكِ! هـ-هل يمكن لبيتي أن تطلب من أمي شخصيًا، أتساءل؟ أمي لطيفة مع بيتي، وستستمع لي بالتأكيد…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—بدلًا من الكلمات السحرية، قدمت ريوزو طلبًا أخيرًا إلى بياتريس.
ما أرادت شيما الحديث عنه كان ماضي الملجأ— أمورًا لم تعرفها إلا شيما والأشخاص المرتبطون مباشرة بتأسيسه. والسبب—
فبعد كل شيء، كانت بياتريس، عندما تشرب الشاي معها، تلك الفتاة التي لا تقاوم الحلويات أبدًا. كانت لطيفةً لدرجة تجعلها لا تطيق رؤية ذلك الجمال يضيع بسبب زيادة في الوزن. كما أرادت ريوزو لأسنانها أن تبقى جميلة، أيضًا.
«مع ذلك، هذا ليس فقط مزعجًا، بل أمرٌ رهيب بحق.»
—على الرغم من أن بياتريس لم تكن تُظهر ابتسامتها كثيرًا، إلا أنها كانت، حين تبتسم، فتاة رائعة بحق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
استدارت ريوزو ناظرة إلى البلورة السحرية العميقة، اللامعة، والمغرية تقريبًا. كل ما كان عليها فعله… هو أن تلمسها.
في الآونة الأخيرة، بدأت إيكيدنا تزور المستوطنة بازدياد. أحب الجميع الساحرة، فقد كانت المنقذة لهم جميعًا، بما في ذلك ريوزو. منحهم وجودها وطنًا يحتضنهم، وهو امتنان لم يستطع أحدهم التعبير عنه بما يكفي.
بلا شك، لن يكون هناك أي ألم أو معاناة.
«هذه السيدة بياتريس… من المؤكد أنها هي نفسها التي سمعت اسمها فقط في قصر المركيز؟ لم تسنح لي الفرصة لمقابلتها بعد…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ورغم أنها كانت قد استسلمت لمصيرها، لم تكن تعرف كيف ستكون نهايتها. شعرت بأنها ضعيفة بعض الشيء لأنها وجدت الأمر مخيفًا ولو قليلًا.
فجأة، شعرت بجذبٍ خفيفٍ على كمَّها.
وفيما غاص روزوال في بحر من الدماء، لا يحرك ساكنًا، استمر الرجل في تفريغ كآبته بصوت خافت.
عندما تبتلعها تلك النور، ستتمكن من تحويل المكان إلى ملجأ حقيقي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «البنية النظرية قد اكتملت. وقد جُمعت كمية كافية من الدم اللازم لتفعيل الحاجز في الكاتدرائية.»
«…»
في النهاية، النسخ مختلفة عن الأصل، وحتى لو التقت بياتريس بريوزو وبالآخرين، فلن يكون ذلك لقاءً بريوزو ماير نفسها. قد يزيد ذلك من جرحها فقط. لكن—
فجأة، شعرت بجذبٍ خفيفٍ على كمَّها.
«ريوزو…؟!»
عندما استدارت، رأت بياتريس تقف هناك، بوجه كانت ريوزو تراه لأول مرة، ممسكةً بكمَّها بأصابع مرتعشة.
«—هل عرفتِ ذلك من بياتريس؟»
«فهمت. نفِّذي تعليمات المعلمة. سأ…»
حتى بياتريس ربما لم تكن تفهم لماذا أرادت إيقافها.
وقفت بياتريس في صمت، وقد فقدت القدرة على الكلام. هي التي أحضرت البلورة بنفسها، وكانت تعرف جيدًا أن ريوزو ملائمة تمامًا لتكون نواة الملجأ—
لكن، دون تفسير، رأت ريوزو الصدق في عيني بياتريس المستديرتين.
حتى وصولها إلى الملجأ، عاشت حياةً لم تقرر فيها شيئًا لنفسها. وكمخلوقة نصف شيطان في عالم قاس، واجهت ريوزو تجارب مريرة لا تُعد رغم صغر سنها.
«أ-أنا لقد وعدتُ… بتعليمكِ القراءة…»
حقيقة أن المستقبل الذي خطته أفكارهما، في اللحظة الأخيرة، كان واحدًا، منحت ريوزو الشجاعة التي تحتاجها لتُكمل.
برفق، نزعت ريوزو أصابع بياتريس من على كمها.
—كانت بياتريس رائعة. احترمتها ريوزو من أعماق قلبها.
وفي النهاية، مع دفء أطراف أصابعهما المتلامسة، ابتسمت ريوزو كزهرة تتفتح.
ومع ذلك، أدركت الآن أن هذا التظاهر بالتعالي ليس إلا صورة من صور لطف الفتاة الصعب فهمه، وتعبيرًا عن مودتها العميقة.
لم تعد تخشى شيئًا— فقد بددت بياتريس كل آثار ذلك.
«على أي حال، أعتذر عن مقاطعة قراءتك. اسمحي لي بالاعتذار بالنيابة عن بياتريس.»
«شكرًا لكِ— وداعًا، بيتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—ماذا؟»
وبعد أن شاركت مودتها مع الشخص الذي أحبته أكثر من أي شخص آخر في حياتها، احتوى الضوء الأزرق وعي ريوزو بالكامل.
كان شعور من الحماسة قد اشتعل داخل صدره. وفي أعماق عينيه، لاح بريق نور. أمام ذراعه، كانت هناك فتاة يرغب في الوصول إليها.
«أبدًا. بالنسبة لي، أنت أيضًا يا سيد روزوال منحتني نعمة غالية لا أستبدلها بشيء. أشعر بالامتنان لذلك، ولا أجد في نفسي أي سبب لألومك على شيء.»
《١٠》
«في موقف كهذا، التزام الهدوء وعدم التأثر يبدو أكثر إثارة للرعب، أليس كذلك؟ إن أردتِ البكاء، فخذي ما يكفي من الوقت لذلك. لستُ بهذه القسوة.»
«إن لم تكن تقاوم، فهي ليست إيكيدنا. وإذا لم تكن إيكيدنا… فلا يهمني أمرها، أليس كذلك؟»
«هذه… جميع ذكريات ريوزو ماير التي رأيتها داخل القبر.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان ذلك هو القرار الذي توصلت إليه إيكيدنا وروزوال قبل بدء هجوم الشيطان.
انحنت شيما برأسها بعمق، منهية بذلك سردًا موجزًا، لكنه كان يبدو طويلًا للغاية، عن أحداث الماضي.
استمع سوبارو والبقية بوجوه متلهفة إلى نهاية حديثها، دون أن يبدوا أي تعليق على حركة شيما تلك. لا بد وأنها تحملت عذابات على مدار سنوات طويلة حيال ما تحدثت عنه: أصل الملجأ وعبء الحقيقة المخفية عن ريوزو ماير، الفتاة التي كانت جدتها.
«نعم، تلك الآمال منذ أربعمائة عام في يدي الآن… وهي ثقيلة حقًا…»
وكذلك كان اقترابها من تلك الفتاة التي تحمل كتابها محاولة لتكون مثلها، وتعلمها منها لتُحسن التقليد، متتبعةً مستقبلًا طلبت فيه من الفتاة أن تعلمها أشياء أكثر.
«الذكريات تنتهي هنا. ليس لديَّ أي وسيلة لمعرفة ما حدث بعد ذلك. لكن من واقع استمرار الملجأ في الوجود، يبدو أن قرار ريوزو ماير لم يكن بلا جدوى.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ومع ذلك، فإن هذا… يختلف اختلافًا كبير عن حقيقة الملجأ كما أعرفه…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «علينا الفرار من هنا حالًا. لم نستعد بعد؛ وإن ظهر في هذا المكان الآن، فسينهار المشروع. ولن يكون بالإمكان إعادة بنائه أبدًا.»
الأكثر تأثرًا من بينهم جميعًا كانت ريوزو، التي وُلدت بالطريقة نفسها التي وُلدت بها شيما. شغلت نفس الموقع، لكنها لم تكن تعلم بالمعرفة التي احتفظ بها ذووها في طي الكتمان، وكان الصدمة التي شعرت بها جراء معرفتها للحقيقة لا يمكن قياسها. ورغم أن سوبارو لم يشعر بالصدمة بذات القدر، إلا أنه لم يستطع إلا أن يتفاجأ بالحقيقة أيضًا.
«الشاب سو والبقية يعرفون أين انتهت البلورة السحرية وكذلك مصير ريوزو ماير.»
استدارت ريوزو ناظرة إلى البلورة السحرية العميقة، اللامعة، والمغرية تقريبًا. كل ما كان عليها فعله… هو أن تلمسها.
«نعم، إنها موجودة هناك في منشأة النسخ… لكن الغرض من المنشأة، بما في ذلك البلورة، يختلف تمامًا عما سمعت به. لم تذكر إيكيدونا شيئًا عن الحاجز أيضًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… ألن يكون من الأفضل ألا تعرف بياتريس؟»
خلال لقاءاته مع إيكيدونا في قصر أحلامها، لم تتطرق أبدًا إلى غرض الحاجز.
مرةً، ادعت إيكيدونا زورًا أن التجربة لا علاقة لها بها، لكنه غير رأيه تمامًا. ولتجنب الوقوع في مزيد من الأكاذيب، قرر سوبارو أنه في مسعاه للتحقيق في خلق الملجأ وطبيعة الحاجز، سيبحث لا لدى إيكيدونا بل لدى—
«أين سمعتِ شيما… أو بالأحرى، كيف علمت الريوزو بمقصد إيكيدونا؟»
قبل أن تتمكن ريوزو من الاعتذار، ارتسمت على وجه روزوال ملامح إدراك مفاجئ.
كان هدف إيكيدونا الخلود— بنقل ذكرياتها إلى أحد النسخ، يمكنها أن تحقق حياة أبدية زائفة. لكن يبدو أن خللًا ما قد حدث؛ ولم يبق سوى بناء النسخ والأوعية المحتملة، وما زاد عددها حتى اليوم. تلك كانت القصة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «عادةً أكون مستعدًا نفسيًّا لتجاهلها، وعندما تفعل ذلك، لا أشعر بالسوء! لكن هذه المرة كنت جادًّا! ورسالة الحب هذه التي كتبتها في جوف الليل… من أحرج الأمور على الإطلاق!»
«أنا… نحن النسخ الأولى التي أوكلت إليها مهمة الإدارة. الذكاء… والهدف… كانا في رؤوسنا منذ البداية. ولهذا لم نُفكر أبدًا في التشكيك بالأمر…»
«أنتَ مَن ألحق به الأذى، ثم تتجرأ على قول هذا الكلام؟»
«في البداية، تقبلت ذلك تمامًا كما هو. ونتيجة لذلك، فقدت أفكاري وتصرفاتي كفاءتها الطبيعية، وتم استبعادي من مهمة الريوزو الإدارية.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، إنها موجودة هناك في منشأة النسخ… لكن الغرض من المنشأة، بما في ذلك البلورة، يختلف تمامًا عما سمعت به. لم تذكر إيكيدونا شيئًا عن الحاجز أيضًا…»
أومأت شيما برأسها لريوزو الحائرة، وقد تجاوزت تلك الصدمة ذاتها قبل عشر سنوات. كان واضحًا أن ريوزو لم تستوعب الأمر بعد.
استمعت شيما لتصريح سوبارو، وهزت رأسها ببطء وهي تتحدث. كانت خصلات شعرها الوردي الفاتح تتمايل في حركة بدت لسوبارو كأنها تعبير ملموس عن قلقها الداخلي.
ومع ذلك، لم يكن لدى شيما الوقت الكافي. لم يستطيعوا الانتظار حتى تستعيد ريوزو اتزانها.
ومع هذه الكلمات، مدت بياتريس يديها نحو الغسيل بتعبير يبدو غير راغب على وجهها.
«أنا آسفة، يا ريوزو، لكن علينا أن نمضي بالحديث قُدمًا. لستُ متفاجئةً من أن إيكيدونا أخفت هدفها الحقيقي. هذا أمر معتاد منها. إذًا، بشأن ذلك الهدف المخفي…»
«سيد ناتسكي، يثير اهتمامي بين حين وآخر أنك تتحدث بجرأة عن الساحرات، أليس كذلك…؟»
—خُيِّل إليها أنها تشعر برياح مزعجة تهبُّ في الأفق، رغم صفاء السماء الخالي من الغيوم.
اندفع سيل هائل من الحرارة من يد روزوال المرفوعة، رغم سقوطه.
«ذلك لأن لديَّ ضغينة ضدهن. ومَن يكون هذا الكائن المسمى بالكآبة الذي ظهر في القصة؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا يمكن أن يمر هذا اليوم دون أن أناديكِ بذلك. لقد أتقنت تمامًا ما طلبتِه في الواجب السابق، معلمتي. إذا ركَّزت المانا ذات الألوان الأربعة بمعدل موحَّد، تتحول إلى طاقة سحرية بلا خصائص عنصرية. ثم بإضافة اللونين المتبقيين، يصل المرء إلى خاصية ذات ألوان قوس قزح— ما رأيك؟»
ألحَّ سوبارو بالسؤال حول مفهوم الكآبة، الذي لعب دورًا بارزًا وجليًا. إن كان ذلك مجرد جهل منه، كما هو الحال مع الساحرات السبع المرتبطات بأسماء الخطايا السبع المميتة، فلا بأس. أما إذا لم يكن كذلك—
«هذه أول مرة تسمع فيها رام عن كائن يُدعى الكآبة أيضًا. حتى بخصوص ساحرة الجشع، أعلم القليل باستثناء الاسم… ومع ذلك، لم أسمع شيئًا عن هذا الكآبة.»
«هذه أول مرة تسمع فيها رام عن كائن يُدعى الكآبة أيضًا. حتى بخصوص ساحرة الجشع، أعلم القليل باستثناء الاسم… ومع ذلك، لم أسمع شيئًا عن هذا الكآبة.»
«أنا أيضًا لا أعرف عنه شيء دونو شيء… لو ما تصبح الجدة شي خَرِفَة، فإذًا ما الأمر؟»
«بياتريس، ما هذه التصرفات؟ هل علمتكِ أن تتصرفي بهذا الشكل؟»
هزت رام وغارفيل رأسيهما جانبًا كردٍ على سؤال سوبارو. وعندما نظر إليهما سوبارو، وجد أوتو كذلك يهز كتفيه في حيرة، يزداد ارتباكه من الموقف.
«… أتساءل، هل بيتي ليست بخير تمامًا حتى وهي وحدها…؟»
لنعد بالزمن قليلًا إلى المكان خارج القبر، حيث كانت إميليا تختبئ في تلك اللحظة.
لكن سوبارو جاءته فكرة واحدة، وإن لم يكن يحبذ تصديقها.
فقد استخدمت السحر المظلم لتلتف بالفضاء، محبِسةً إياها في ممر متاهة لا نهاية له.
«… آااه، فهمت. ريوزو لديها ثلاث نسخ يمكنها التناوب معهن، لكن شيما أُخرجت من الدورة، لهذا لا يوجد مَن يحلُّ محلها. لهذا تبدو متعبة هكذا…»
«الخطايا السبع المميتة هي الكبرياء، الغيرة، الغضب، الكسل، الجشع، الشراهة، والشهوة… لكنني سمعتُ أنه في الماضي، كانت مختلفة، وكانت هناك خطايا أخرى تُدرج بجانب الخطايا المعترف بها حاليًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—أنا وحدي، لأنني دخلت القبر وخضت المحاكمة، أستطيع التحدث عن هذا.»
«من أين سمعت ذلك…؟ لا جدوى من السؤال على ما يبدو… إذًا، ما هي تلك الخطايا الأخرى؟»
حملت عيناها نظرة بعيدة مليئة بالأمل، وبدأت تسرد ذكريات ستنتهي لا محالة بالندم—
«أعتقد… أنها كانت الكآبة والغرور، على ما أذكر.»
ساد الصمت داخل الكوخ، وكأن الزمن قد تباطأ فجأة، وأصبح الهواء ثقيلًا، يكاد يُلمس على الجلد.
فإذا كانت الكآبة والغرور قد استُبعِدتا من الخطايا السبع المميتة، فيمكن تسميتهما بـ ”الخطايا المميتة القديمة“.
وإذا كانت هذه مرتبطة بالكآبة التي لها صلة بماضي الملجأ، فربما قد يكون هناك وجود للغرور أيضًا.
«—لا تقلقي. ألا تدركين أن حتى بيتي تفهم قلقك في مثل هذا الوضع، أتساءل؟ من الأفضل أن تبقي صامتة وتنتظري هنا.»
«مع ذلك، هذا ليس فقط مزعجًا، بل أمرٌ رهيب بحق.»
«ما بكِ، يا ترى؟ إن لم يعجبكِ الأمر، فلا نية لدى بيتي في فرضه عليك. ليس وكأنني متحمسة لذلك…»
«هاه! باروسو، رجل بارع؟ لا تقل ذلك حتى في أحلامك. إنه أمر مثير للقلق.»
في هذه اللحظة، لم يشك أحد من الحاضرين في معلومات سوبارو، رغم أن مصدرها لم يكن واضحًا. فحتى أوتو، الذي كان أول المؤمنين، نظر إلى وجوه الجميع وقال: «أليس كذلك؟ مجرد وجود ساحرات الخطايا السبع المميتة ترك أثرًا في التاريخ. ومع ذلك، هناك خطايا مميتة غير مسجلة في التاريخ؟ وعلاوة على ذلك، من خلال مجرد السماع عنها، يبدو أنها كائنات قاسية بحق. هناك شيء غريب بالتأكيد.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان شعرها مفروقًا في ضفيرتين كبيرتين وطويلتين، وفستانها المتسع يجعلها أشبه بأميرة من كتاب قصص. وفي الواقع، لم يكن وضعها بعيدًا عن ذلك في المقام والهيبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«في المقام الأول، حتى الغرض من إنشاء الملجأ كان مخفيًا عن السيدة ريوزو. بمعنى آخر، وجود الكآبة قد مُحِي عمدًا. لا نعلم لأي غرض، لكن…»
عاشت ريوزو في قرية صغيرة، لكنها شعرت بأن وجودها هو الأصغر على الإطلاق. كامرأة نذرت نفسها للساحرة، غمرها شعور عارم بالسعادة حين أدركت أن ساحرة الجشع نفسها تتذكر اسمها، حتى ارتجف قلبها فرحًا.
المهمة التي كانت تؤمن بها طوال حياتها تم كشفها كخدعة كاملة. لا يمكن لأي أحد، سواء كان سوبارو أو غيره، أن يتخيل مدى مرارة معرفة ذلك.
«وجود أشخاص ذوي عقول حكيمة يسرع الحديث حقًا…»
«أمم… سيدة بياتريس؟»
«يا للعجب، مع أنك دائمًا تحاول إغواءها في وضح النهار، كيف تشعر بالإحراج من مجرد كتابة مشاعرك؟ سيد ناتسكي، ألا تعتقد أن إحساسك بالعار في غير محله؟»
تنهد سوبارو بإعجاب من سرعة تفكير كلٍ من أوتو ورام، ثم نظر إلى شيما. ومن خلال استنتاج المجموعة وكل ما عرفه سوبارو عن حالة الملجأ الحالية، كان تاريخ ما حدث في الملجأ—
«…»
«—ما الأمر يا ترى؟ حتى وإن نظرت إليَّ بتلك العينين، فلن أمنحك شيئًا.»
«—كل شيء مزيف. المهمة التي أُوكلت إلى ريوزو، وطريقة إنشاء النسخ— كانت كلها مجرد تمويه لتغطية الإجراءات التي قامت بها إيكيدونا لمواجهة الكآبة، هاه؟»
«—يبدو أن وجود الكآبة كان شيئًا اضطرت إلى إخفائه بكل هذه الجهود.»
«إذًا، لا يمكن فعل ذلك الآن؟»
«—! جدتي!»
أعلن سوبارو استنتاجه النهائي، وعندما وافقته رام، شحب وجه ريوزو واهتزت قليلًا. على الفور، دعمها غارفيل من كتفيها، وجلس بها برفق على درجات القبر الحجرية.
«يبدو أن غارفيل المعاقَب ليس راضيًا، لكن ما هو هذا الحديث الذي أجلته بالضبط؟»
«آسف، ربما لم أكن موفقًا في التعبير. لكنني لا أعرف كيف كان عليّ أن أعبر عنه…»
كم كان سيكون رائعًا لو استطاعت قضاء المزيد من الوقت مع بياتريس على هذا النحو.
«لا بأس. لقد توصلت إلى نفس الاستنتاج، يا شاب سوبارو… أنا فقط أشعر بشيء من الإرهاق.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… أفهم قلقك. ليس هذا بعيدًا تمامًا عن مسألة الدم، لكن هناك تمييزًا قائمًا على المظهر الخارجي هنا وهناك. وحتى لو خرجت من الغابة، قد تواجه بعض التجارب المريرة. لكن…»
تكلمت ريوزو بصوت ثقيل وعينان منخفضتان. لم يكن أحد ليلومها. ولم يكن هناك داعٍ لأن تضغط على نفسها.
المهمة التي كانت تؤمن بها طوال حياتها تم كشفها كخدعة كاملة. لا يمكن لأي أحد، سواء كان سوبارو أو غيره، أن يتخيل مدى مرارة معرفة ذلك.
ارتجَّت الأرض، متأثرةً بتوابع المعركة الدائرة بين الكائنات ذات القوة الخارقة، ما جعل الأجواء تهتز بعنف. كان التغير بطيئًا، لكن الزئير كان بلا شك يقترب، كأن القدر ذاته يطالب الثنائي باتخاذ قرار حاسم.
«هل تعتقدين أن كل هذا كان عبثيًا، سيدتي ريوزو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في حين تصاعد الغبار بعنف جراء تدحرجه، وقفت ريوزو مبهوتة، وقد نسيت حتى أن تتنفس.
«رام…؟»
خلف الفتاتين، تصاعد التوتر في الهواء مع تحول طاقة المانا إلى قوة متفجرة. المعركة قد بدأت بالفعل؛ مواجهة بين كائنات خارقة تتجاوز إدراك البشر.
وسط ذلك الصمت، ألقت رام بصوتها تجاه ريوزو التي نكست رأسها. تقاطعت ذراعاها ونظرت إلى غارفيل، الذي كان بجانب ريوزو، بنظرتها النافذة المعتادة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أفهم… ربما تأخر وصولهما. لكن بصرف النظر عن السيدة إيكيدنا، من الصعب عليَّ أن أصدق أن بياتريس لم تأتِ للقائكِ.»
«أسلوبك في الحديث لم يتغير أبدًا… ما زلت كما كنت حين افترقنا.»
«أعتقد أنك تشعرين بخيبة أمل من معرفة أن المهمة التي كنتِ تؤمنين بها كانت كاذبة. لكن، السيدة ريوزو، هل كان الوقت الذي قضيته في الملجأ مجرد أداء لواجبك فحسب؟»
كلما تفكر سوبارو في الأمر، أحس بشعور مؤلم من الشوق ينهش صدره.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هزت رام وغارفيل رأسيهما جانبًا كردٍ على سؤال سوبارو. وعندما نظر إليهما سوبارو، وجد أوتو كذلك يهز كتفيه في حيرة، يزداد ارتباكه من الموقف.
«بغض النظر عن كيفية بدايته، بالتأكيد، ليس الواجب وحده ما دفعكِ للاستمرار. على الأقل، هذا هو الحال بالنسبة لرام.»
أدار غارفيل وجهه في حرج، متجنبًا النظر في أعينهم. رغم أنه حاول قطع صلته بماضيه بعد اجتياز المحاكمة، إلا أن ذلك الماضي لم يتلاشى، وبقيت ذكرياته مثقلة بالندم المستمر، ما جعل الحديث عنه أمرًا مربكًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت كلمات رام بمثابة عزاء حاد ومواساة بلهجة تأنيب. كان هذا بالضبط أسلوبها. ارتعشت شفاه ريوزو قليلًا وهي تستوعب تلك الكلمات، ثم أمسكت بيد غارفيل بيدها النحيلة، فأمسك هو الآخر بيدها دون أن ينبس بكلمة. كان هذا كافيًا.
ضيَّقت رام عينيها الورديتين ببطء، وحدَّقت في سوبارو بصمت.
الشاب الذي اعتاد التحلِّي بأقصى درجات الهدوء والانضباط، بدا هذه المرة متوترًا، متشنجًا، ومرتبكًا. كانت إيكيدنا الساحرة قد أغمضت عينيها، متجاهلة توسلاته.
لقد كان كما قالت رام؛ كيفما كانت البداية، وإن كانت زائفة، فلا يعني ذلك أن كل ما جرى بعدها بات ملطخًا بذلك الزيف. تقبلت ريوزو تلك الكلمات من أعماق قلبها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—راقب الجو قليلًا، يا رجل.»
كلما تفكر سوبارو في الأمر، أحس بشعور مؤلم من الشوق ينهش صدره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن الإهانة هي ما آلمها، بل الخيبة التي حملتها نبرة الفتاة. شعرت ريوزو وكأنها لا تستطيع التقاط أنفاسها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«— بياتريس فقدت صديقة، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رفع سوبارو حاجبيه وحده، إذ كان الوحيد الذي التقط مغزى خاصًا في كلمات شيما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حسنًا، رام تتمتع بحدس قوي، لذا من الممكن تمامًا. لكن حقيقة أنها سمحت لنا بالمضي قدما تعني… لا، حقيقة أنها تعاونت معنا من الأساس تعني أنها في صفنا، أعتقد ذلك بثقة.»
بسبب تردد ريوزو ماير وخجلها، وطباع بياتريس العنيدة، لم تبح أي منهما بصداقة الأخرى حتى اللحظة الأخيرة المطلقة.
وبهذا، أصبحت ريوزو على يقين أنها تستطيع ردَّ الجميل، ولو كان الثمن حياتها.
لقد ظل الحب الطيب الذي خلفته ريوزو ماير، بعد أن غمرها البلور السحري، ينهش قلب بياتريس كأنه لعنة، نابضًا بألم جرح لا يندمل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أخيرًا فهم سوبارو السبب وراء رفض بياتريس له، ورغبتها الصادقة في الموت.
ذلك الجرح في قلب بياتريس، الناجم عن فقدان صديقتها الوحيدة، ظل ندبًا باقيًا منذ ذلك الحين. الأمل الذي تعلقت به لاحقًا، بلقاء ذلك الشخص كما أمرتها والدتها، لم يتحقق، وكان الزمن قد أنهك روحها.
—الأربعمائة سنة التي قضتها بياتريس كانت فراغًا، ويدها الممدودة لا تزال تبحث عمّا فقدته.
«… ريوزو، هل سبق لبياتريس أن التقت بك أو بالآخرين؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا، لم تلتقِ بنا. لم تطأ السيدة بياتريس هذه الأرض منذ أن ولدنا كنسخ. لطالما تساءلت؛ أليس من الأجدر أن نلتقي بها؟»
«قد لا يكون من اللائق أن أطلب منكِ، وأنتِ طفلة، أن تتصرفي بنضج أكبر، لكن سلوككِ ينقصه التسامح. صحيح أنكِ مميزة، لكن ليس من أجل أن تنظري إلى الآخرين بازدراء. يبدو أنني أكرر هذا الكلام كثيرًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن هذا الرجل الطويل النحيف، الذي بدا كتهديد يتجاوز حدود البشر، واجه فجأة هذا الهجوم المستعر—
تحدثت شيما كممثلة للنسخ، وكان سوبارو يتفق جزئيًا مع رأيها.
مرةً، ادعت إيكيدونا زورًا أن التجربة لا علاقة لها بها، لكنه غير رأيه تمامًا. ولتجنب الوقوع في مزيد من الأكاذيب، قرر سوبارو أنه في مسعاه للتحقيق في خلق الملجأ وطبيعة الحاجز، سيبحث لا لدى إيكيدونا بل لدى—
في النهاية، النسخ مختلفة عن الأصل، وحتى لو التقت بياتريس بريوزو وبالآخرين، فلن يكون ذلك لقاءً بريوزو ماير نفسها. قد يزيد ذلك من جرحها فقط. لكن—
فقد استخدمت السحر المظلم لتلتف بالفضاء، محبِسةً إياها في ممر متاهة لا نهاية له.
«من أين سمعت ذلك…؟ لا جدوى من السؤال على ما يبدو… إذًا، ما هي تلك الخطايا الأخرى؟»
«كانت تلك رغبة ريوزو ماير الأخيرة، أليس كذلك؟ أن يصبح هذا المكان ملجأا، حيث يمكن للجميع أن يبتسموا… وأن تكون بياتريس جزءًا من ذلك.»
«—لكن، ليس هناك بعد ”نواة“ كافية لتفعيل الحاجز.»
«—بمعنى آخر، باروسو قد قابل ساحرة الجشع؟»
«ربما كان كذلك. لم يتحقق ذلك، لكن…»
«…حدث ذلك في اليوم الأول، حين دخلتُ المقبرة لاستعادة إميليا. سألتها عن ريوزو… وبعض الأمور الأخرى.»
«بالتأكيد، مرور أربعمائة عام يُعتبر متأخرًا بعض الشيء… لكن لم يفت الأوان بعد.»
لم يلتئم جرح بياتريس لأن الزمن بالنسبة لها ظل متوقفًا.
مهما كان الجرح صغيرًا، لن يشفى إذا لم يتحرك الزمن للأمام. ولهذا السبب—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عندما رأت تعبير الحزن يتسلل إلى وجه الفتاة، اجتاحتها مشاعر مُرَّة أيضًا. كانت بياتريس ببساطة لطيفة، لكن ريوزو داست على لطفها لتُعبِّر عن رأيها.
«—هذه المرة، سأحطم زمنها المتوقف.»
ذات مرة، وبينما كانوا يتحدثون عن أوطانهم، قالت ريوزو إنها لا تحمل أي ذكريات جيدة عن موطنها. عندها، ردَّ أحدهم قائلًا: «وأنا كذلك.»، ثم ضحك. وبعدها أضاف: «لنجعل من هذا المكان وطنًا للجميع.»
«لقد عشتُ بسعادة هنا. لهذا يجب أن أرحل. سأحمي تلك السعادة. سيدتي بياتريس، أشكركِ كثيرًا على العطف الذي أظهرتِه لي مرات عديدة، واليوم مرة أخرى.»
قبض سوبارو يده، ودفعها للأمام وهو يتحدث بحزم.
«انتظري. يا ليس هناك حاجة للضغط على نفسك. دعي العجوز السليمة تحلُّ محلها و—»
«لا تقلق، قائد. لم تفعل شيء غريب بفضلك فكرت في فعل شيء مثل هذا. الحب مثل السباق، مَن يصل أولًا يربح.»
كان شعور من الحماسة قد اشتعل داخل صدره. وفي أعماق عينيه، لاح بريق نور. أمام ذراعه، كانت هناك فتاة يرغب في الوصول إليها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«… لطالما كنت أخشى أن رفع الحاجز قد يكون تعديًا على رغبات سلفنا ريوزو ماير.»
«نـ-نعم، سأنصرف على الفور. أستأذنكِ الآن.»
رغم أن المقارنة بينهما كانت ضربًا من الجرأة، إلا أن الفتاة التي تقف أمامها كانت أرفع شأنًا بكثير. كانت ريوزو تفتقر إلى الجمال في المظهر واللباس، مما زاد شعورها بالحرج لتقارب أعمارهم الظاهري.
استمعت شيما لتصريح سوبارو، وهزت رأسها ببطء وهي تتحدث. كانت خصلات شعرها الوردي الفاتح تتمايل في حركة بدت لسوبارو كأنها تعبير ملموس عن قلقها الداخلي.
«عندما تحقق إميليا ذلك، سيبدأ الملجأ المُكتمل من جديد. وعندما تُصحح الأمور، سيصبح بإمكان أي شخص أن يعتبر العالم بأسره ملجأا.»
«مع مرور الزمن، تتغير العصور كذلك. كان هناك وقت عندما أُجبر أفراد جماعتنا، الذين عُرفوا سابقًا بلعنة الدم، على اللجوء إلى هذا المكان… لكن في الآونة الأخيرة، أُحسِن التعامل مع ذوي الدم المختلط. كنت أخدع نفسي، متخذةً من رغبة جدتنا ذريعة.»
«سواء صحَّحت نفسك أم لا، يعرف الجميع أنك متعلق بها على نحو مبالغ فيه… معظم ما سألت عنه كان عن حالك قبل ما تدخل القبر. كنت أفكر فيك كثيرًا أمس.»
ورغم ذلك، كانت بياتريس أقوى بكثير من ريوزو التي لم تتمكن إلا من التراجع بخوف.
«… أفهم قلقك. ليس هذا بعيدًا تمامًا عن مسألة الدم، لكن هناك تمييزًا قائمًا على المظهر الخارجي هنا وهناك. وحتى لو خرجت من الغابة، قد تواجه بعض التجارب المريرة. لكن…»
«أظن أن كل ما نفعله السيدة بياتريس ليس سوى مدحه…»
كان في ذهن سوبارو صورة مرشحات الانتقاء الملكي متجمعات في القصر. هناك، عبَّرت إميليا عن إرادتها بالكلمات، وتحدَّت الشرور الموجهة نحوها بشجاعة. كانت مثاليتها قد بدأت في رسم طريق يقود إلى العالم الذي تمنته ريوزو ماير.
بضعف، ردَّت شيما بعبارة هزلية بينما دعمتها رام بجسدها الواهن. من كلمات شيما والطريقة النعسانة التي خفضت بها رأسها، أدرك سوبارو أنها وصلت بالفعل إلى حدودها.
على الأقل، هذا ما آمن به سوبارو. وآمن بأن إميليا ستنجح في تحقيقه.
كانت ريوزو تحمل سلة مليئة بالغسيل حين ناداها أحدهم، مما دفعها إلى التوقف في منتصف الطريق. وعندما استدارت ببطء نحو مصدر الصوت، لم تستطع منع نفسها من فتح عينيها على اتساعهما دهشة.
سُحقت من الأعلى بقوة تفوق وزنها بأضعاف. وبمعجزة ما، سقطت إلى الأمام على الأرض؛ لو تغير وضع جسدها قليلًا لكانت مفاصلها قد انكسرت وانقلبت.
«عندما تحقق إميليا ذلك، سيبدأ الملجأ المُكتمل من جديد. وعندما تُصحح الأمور، سيصبح بإمكان أي شخص أن يعتبر العالم بأسره ملجأا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنتِ هناك، أيتها الفتاة. أعتذر، فقد كان من المفترض أن تكون السيدة إيكيدنا هنا، لكني لا أراها في أي مكان.»
لن توفر إميليا جهدًا في سبيل هذا الهدف. لم يكن يستطيع الجزم بما قد يفعله المرشحون الآخرون جميعًا، لكنه كان يرى أن نصفهم على الأقل قد يعملون من أجل المصلحة العامة.
«—إذا كانت هذه المهمة أكبر من أن تقومي بها وحدكِ، فلا خيار آخر… ستساعدكِ بيتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وكان دوره هو دعمها عن قرب حتى يحين اليوم الذي تُشاد فيه أفكارها وتُرفع عاليًا.
«يا له من حلم جميل يطرب له السامع… إنها كلمات حسنة النبرة ولا شيء أكثر.»
بالطبع، كانت تعلم أن إيكيدنا و روزوال لم يبحثا عنها وعن الآخرين من ذوي الدماء المختلطة بدافع طيب… على الرغم من أن ذلك منحهم وطنًا جديدًا وأملًا جديدًا.
شددت بياتريس شفتيها بإحكام، بينما تطلعت بعمق إلى عيني ريوزو، وكأنها تبحث عن نواياها الحقيقية. كانت هذه أول مرة تسمح فيها بياتريس لريوزو برؤية مدى يأسها. اختارت ريوزو كلماتها بعناية وهدوء.
«لكنني عازم عليها بكل جوارحي!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لو استخدمت بياتريس المرور ليهرب الجميع من هنا، فسيسير كل شيء على ما يرام.»
عندما تهادت كلمات شيما بشفتيها متهكمةً بتعليق متكاسل، ضرب غارفيل صدره بقوة. مبتسمًا بابتسامته ذات الأنياب الحادة، أومأ غارفيل لسوبارو بوجه خالٍ من الشكوك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا تدعها تظل كلمات وحسب، أيها القائد… حتى لو اضطررت إلى ركل الأميرة… السيدة إميليا في مؤخرتها!»
«لن أتعامل بخشونة مع مؤخرة إميليا تان الجميلة هكذا. لكنني أفهمك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بدت شيما متأثرة بتبادل الحماسة بين غارفيل وسوبارو.
«هاه! باروسو، رجل بارع؟ لا تقل ذلك حتى في أحلامك. إنه أمر مثير للقلق.»
«عندما تحقق إميليا ذلك، سيبدأ الملجأ المُكتمل من جديد. وعندما تُصحح الأمور، سيصبح بإمكان أي شخص أن يعتبر العالم بأسره ملجأا.»
«العالم كله خارج هذا الملجأ… سيصبح هو ذاته ملجأا، تقول؟»
داخل الكوخ، ضرب روزوال الطاولة بقبضة مشدودة، وقد بدا صوته متحشرجًا.
أخذت بياتريس تزم شفتيها بامتعاض، ما دفع روزوال إلى الإيماء برضى، وكأن تعبيرها ذاك قد راق له تمامًا.
«عندما يحين ذلك الوقت، سيكون من العار البقاء محبوسين هنا. أما بالنسبة لأولئك الذين يبدون نظرات غير مصدقة، يمكنك الرهان على أنني سأكون هناك بابتسامة مغرورة على وجهي وأنا أخبرهم بأنني كنت أول مَن انضم إلى الفكرة.»
فجأة، شعرت بجذبٍ خفيفٍ على كمَّها.
«هه، كوكو. فهمت… لا شك أنك ستكون كذلك.»
جاملت شيما سوبارو على أسلوبه المرح بابتسامة. بدا من تعابيرها كما لو أنها ألقت عبئًا ثقيلًا كانت تحمله منذ زمن طويل— لا، لقد كانت تلك الحقيقة بالفعل. أخيرًا، وضعت ذلك العبء جانبًا.
«ووه!»
وفي إلقاء هذا العبء الثقيل الذي حملته وحدها، يمكنها أن تبدأ بالمضي قدمًا من جديد.
«… هل ما زلت تريد المزيد؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أن أسمع ذلك من شخص يحمل نفس ملامحي يجعلني أشعر كأنني أصبت بالخرف…»
«يبدو أننا جميعًا سنسير جنبًا إلى جنب للمضي قدمًا… آه، شيما؟»
«لا شك أن هذا الأمر كان صدمة بالنسبة لكِ، أليس كذلك يا ريوزو؟ هذه الفتاة، بياتريس، هي… أشبه بابنتي. كما ترين، لم تتعلم بعد التصرفات اللائقة، وأنا أعتذر عن ذلك.»
«… أوه، لقد وصلتُ فقط إلى حد زمني للتشغيل، لا أكثر. لقد بذلت جهدًا أكبر قليلًا مما ينبغي لشخص في مثل عمري.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «بمجرد أن تقف بيتي بجانب أمي، سيعود كل شيء إلى طبيعته، أتساءل؟ ذلك الأحمق روزوال على وشك الموت، لذا عليَّ إنقاذه بسرعة أيضًا. وبعد الغد، يمكننا أن…»
بضعف، ردَّت شيما بعبارة هزلية بينما دعمتها رام بجسدها الواهن. من كلمات شيما والطريقة النعسانة التي خفضت بها رأسها، أدرك سوبارو أنها وصلت بالفعل إلى حدودها.
غير أن تلك المعجزة لم تحقق شيئًا سوى تخفيف بعض الألم الذي سبق موتها المحتوم.
لقد بلغت حد نسخة تعتمد على إمداد ضعيف من المانا، وتستطيع النشاط فقط في أوقات معينة. لقد انتهى الحديث عن الماضي. سيسمحون لشيما بالنوم، بعد أن أدت واجبها. أما البقية، فقد أُوكلت إلى سوبارو والآخرين.
«… متى يمكننا البدء؟»
كانت تلك الفتاة هي ريوزو ماير، الأصل الذي استُنسخت منه شيما وبقية النسخ. داخل القبر، عايشت شيما، النسخة، ذكريات ريوزو ماير كما عاشتها في حياتها.
«أعتذر إن أرهقتكِ كثيرًا. لكنكِ أخبرتنا بما أردتُ سؤالكِ عنه وأكثر. شكرًا لكِ.»
«هذا يتوقف على مفهوم النجاة نفسه. لكن بلا شك، سنتمكن من صد الخطر الداهم الذي يهددنا في هذه اللحظة. ووفقًا لهدفي الأساسي، سنحظى بفترة من الهدوء تتيح لنا تحسين تدابيرنا المضادة.»
«عادةً، النوم والاستيقاظ بانتظام يساعدان في تجنُّب التدهور، لكني لست واثقة أنني سأصمد حتى تعود السيدة إميليا. لذا علينا التحدث بينما أستطيع.»
«—الأمر بين يديك، يا سوبارو الصغير.»
«لا وقت لذلك. يجب اتخاذ القرار في هذه اللحظة.»
عندما شكرها سوبارو، ردَّت شيما برد غامض. بعد ذلك، أسلمت وزنها لرام بينما تخلَّت برفق عن وعيها. المرة القادمة التي ستستيقظ فيها ستكون على الأرجح في اليوم التالي، بعد أن يُحسم كل شيء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نعم، تلك الآمال منذ أربعمائة عام في يدي الآن… وهي ثقيلة حقًا…»
بدت شيما متأثرة بتبادل الحماسة بين غارفيل وسوبارو.
لم تكن شيئًا يمكنه أن يوكل به آخرين، وبالتأكيد يس شيئًا يستطيع أن يسقطه عند قدميه. حملها بكلتا يديه، وإن لم يكفي ذلك، فسوف يلتمس ويستعير أيدي الآخرين.
«…ب يتي لا تحب جيوس كثيرًا.»
«بأي حال، أريد السماح لشيما بالراحة… رام، هل يمكنني ترك هذا الأمر لك؟»
في الحقيقة، كان إعجاب ريوزو ببياتريس هو ما دفعها لرغبة تعلم القراءة في المقام الأول. فقد أُغرمت بمظهرها وهي تتنقل دائمًا حاملة ذلك الكتاب الكبير بين يديها، ما جعل القراءة شيئًا تولد لديها اهتمام به.
«كوخ غارف المتداعي… أو بالأحرى، مخبأ السيدة شيما، هو الأقرب.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هيه، إن كنت ستذهبين إلى هناك، فيمكنني المجيء معكِ…»
«أعتذر إن أرهقتكِ كثيرًا. لكنكِ أخبرتنا بما أردتُ سؤالكِ عنه وأكثر. شكرًا لكِ.»
فتحت إيكيدنا عينيها وحدَّقت في الطاولة الخشنة. وبدا على روزوال الذهول من كلماتها، ما جعل إيكيدنا تتنهد حيال رد فعله.
«آآآه، من فضلك انتظر. غارفيل، لا تزال الأمور مبكرة جدًا عليك لتتجاوز حدودك. إن أردتِ يا الآنسة رام أن يكون لكِ مرافق، فلنسأل الآنسة ريوزو للقيام بذلك.»
«آهننن؟»
عندما تبتلعها تلك النور، ستتمكن من تحويل المكان إلى ملجأ حقيقي.
بينما كانت رام تحتضن شيما، حاول غارفيل أن يتطوع لمساعدتها، لكن أوتو أوقفه. أثارت هذه الحركة زمجرة من غارفيل، إلا أن رام قالت بلا مبالاة: «أعتقد أن هذا منطقي.»
《٥》
«إذا جاء غارفيل الفظ والوقح وأزعج راحة السيدة شيما، فسنكون كمَن يضع العربة أمام التنين. سأشعر بالذنب إذا تركت رجالًا عديمي الحس والاعتبار بجانبها بدلًا من السيدة ريوزو.»
《٢》
ولذلك، في تلك اللحظة الحرجة، تمكَّنت بياتريس من تأمين هروب سوبارو إلى الملجأ.
«نعم، تمامًا… ها؟! عندما قلتِ رجالًا الآن، هل شملتِني أنا أيضًا؟!»
《٤》
تجاهلت رام صرخة أوتو الاعتراضية، وأخذت شيما وريوزو معها وغادرت. وبينما غادر هؤلاء الثلاثة الذين يحملون نفس لون الشعر، تمتم أوتو مفكرًا: «أظن أن رام ما زالت تشتبه بنا.»
«لا تظني نفسك مهمة للغاية— لكن أظن أنه يمكنني ذلك لبعض الوقت، كما أقول.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وربما اعتادت استحضار الذكريات، إذ انساب حديثها بهدوء وسلاسة. وبوصولها إلى تلك الوقفة في روايتها، بدا أن شخوص الماضي المحيطين بريوزو ماير قد اكتملوا للحظة. لكن—
«حسنًا، رام تتمتع بحدس قوي، لذا من الممكن تمامًا. لكن حقيقة أنها سمحت لنا بالمضي قدما تعني… لا، حقيقة أنها تعاونت معنا من الأساس تعني أنها في صفنا، أعتقد ذلك بثقة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بدأت ريوزو تعبر عن مشاعرها المتدفقة كلمةً تلو الأخرى.
أومأ سوبارو برأسه بعمق على تعليق أوتو، وانحنى برأسه نحو ظهر رام التي اختفت بالفعل. لم يستطع مجاراتها.
«آسف، ربما لم أكن موفقًا في التعبير. لكنني لا أعرف كيف كان عليّ أن أعبر عنه…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«مهلًا، لا تتركوني في الظلام! ما الذي يحدث؟ اشرحوا لي الآن. يا إذا تركتم الأمور هكذا، فهذا أشبه بـ مورغللو العشرة وواحد، اللعنة!»
«لا شك أن هذا الأمر كان صدمة بالنسبة لكِ، أليس كذلك يا ريوزو؟ هذه الفتاة، بياتريس، هي… أشبه بابنتي. كما ترين، لم تتعلم بعد التصرفات اللائقة، وأنا أعتذر عن ذلك.»
وفي كل مرة تأتي فيها إيكيدنا إلى المستوطنة، كانت بياتريس ترافقها بلا استثناء.
عندها، صاح غارفيل بصوت عالٍ غير قادر تمامًا على مواكبة المحادثة. فقال له سوبارو، مخاطبًا غارفيل الغاضب: «بشأن ذلك، غضبك يجعل الأمور أكثر تعقيدًا، وهذا بالضبط لماذا أردت أن نبقي البطاقة العشوائية رام بعيدة عن هذا. لا يبدو أن ذلك كان ذا جدوى كبيرة، على الأرجح تخفي حالتها المتدهورة أيضًا.»
«إبعاد رام عن هذا؟ مهلًا، ما زلت لا أفهم ما الذي تتحدث عنه…»
عندما قبض الرجل المتذمر على يده المرفوعة، تسببت هذه الإيماءة في انفجار الكرة التي سقطت على الأرض. تردد صدى صوت الحرارة الحارقة التي تحرق الهواء مرة واحدة، ثم تبدد، واستنفدت مانا بالكامل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «يجب ألَّا ننسى أن نعامل السيدات بلطف، مهما كانت الفوارق بيننا… ولكن إذا كان لي طلب بسيط، فلا أحب أن يُناديني أحد بلقبي العائلي. هل يمكنكِ مناداتي باسم روزوال؟»
«—من هذه النقطة، سنقتحم مقر المركيز ميزرس، كما ترى. مع يدي غارفيل الاثنتين، واثنين من الأشخاص العاجزين، أنا واثق أننا سنتدبر الأمر بطريقة ما.»
عندما شعرت بأنفاسهما تتوقف، استجمعت شجاعتها لتواصل:
بينما سكت غارفيل محاولًا أن يقرر كيف ينبغي أن يرد، أومأ أوتو له. وبينما كان ينظر نحو الثنائي، استمر سوبارو في التفكير في القبر— ومحاكمة إميليا.
عندما شعرت بأنفاسهما تتوقف، استجمعت شجاعتها لتواصل:
«بالتأكيد، مرور أربعمائة عام يُعتبر متأخرًا بعض الشيء… لكن لم يفت الأوان بعد.»
«عليَّ العودة قبل أن تأتي إميليا تان منتصبة الصدر، فخورة بنفسها…»
«يا له من لقب سيئ… يُثقل روحي. أتظن أنني اخترت أن أكون على هذه الحال، همم؟»
عندما تبتلعها تلك النور، ستتمكن من تحويل المكان إلى ملجأ حقيقي.
////
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
«بالتأكيد، احتمالية أن تؤدي دور نواة الحاجز عالية. بوجودك كنواة، يُفترض نظريًّا أن يكتمل تأسيس الملجأ. غير أن ذلك يستلزم انتظار تكيف مانا جسدك مع هذه الأرض.»
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
