ري زيرو: بدء الحياة في عالم أخر من الصفر 4

4 - النمر البديع..

بالعودة إلى اليوم السابق لاندفاع غارفيل نحو الملجأ —

 

 

 

بينما كان يمشي في أحد شوارع المدينة عند الغروب، توقف غارفيل فجأة عندما شعر بنظرات تراقبه.

 

على زاوية شارع على الجانب الآخر من الحشد، ظهرت أمامه ظلال سوداء لامرأة. انعكس شكلها بخفة على سطح الماء المتمايل.

لكنه لم يستطع التراجع. إذا تراجع، فلن يتمكن من تحقيق رغبة ليارا — أو ليشا.

كانت تلك شخصية مألوفة، لطالما لمحها عند أطراف رؤيته من حين لآخر — رغم أنه علم يقينًا أنها ليست حقيقية، بل شبح امرأة كانت موجودة ذات يوم.

“ناعم، أليس كذلك؟ سيدتنا تفعل هذا كثيرًا أيضًا. تقول إنه يمتلك خصائص علاجية!”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com توقفي، توقفي، من فضلكِ توقفي.

فلم يستطع شم رائحتها.

صرخت عظام وركه وأضلاعه ، ثم تحطمت. الألم البليغ وحده جعل رؤيته تتلون بالدماء، وهو يُدفع إلى شفير الموت.

مع حاسة الشم القوية التي يتمتع بها، كان من المستحيل ألا يلتقط رائحة شخص يقف على مرمى بصره — ناهيك عن رائحة الدم القوية التي تحيط بتلك المرأة، وهي رائحة لا تزال محفورة في ذاكرته ولم تتلاشَ مهما طال الزمن.

“وووه، التل الذي عليك تسلقه لتصبح الأقوى يبدو طوييييلاً جدًا!”

لهذا السبب، كان واثقًا تمامًا: هذه المرأة ليست سوى طيف.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بعد ارتطامه بالأرض، شعر بضربة أخرى تقترب من جانبه. كان محظوظًا أن ذراعه تحركت في الوقت المناسب لصد السيف العظيم بدرعه. حتى مع تقليل حدة الضربة، ظل يُقذف على الأرض وعلى سطح الماء، مرتطمًا بعنف.

علاوة على ذلك، هو من أنهى حياتها بنفسه — إلزا غراهيلد — بيديه.

ولكن إذا كانت شخصًا مختلفًا، فلماذا بدت رائحتها مألوفة جدًا؟

 

ومع ذلك —

ومع ذلك، حتى بعد مرور كل هذا الوقت، ظل شبحها يحدق في غارفيل.

 

بدت ابتسامتها مفعمة بسواد كالدماء القاتمة، حتى أنه كاد يشتم ألوانها الحادة. تلك الابتسامة ظلت تجعل صدره يعتصر ألمًا حتى يومنا هذا.

 

 

 

أول مرة لاحظ فيها هذا الطيف كانت بعد حوالي شهرين من مغادرته للملاذ.

لقد قالها بصوت عالٍ.

بعد حادثة تورط فيها مع سوبارو وأوتو في إحدى المدن، بدأ يرى صورتها تظهر عند أطراف رؤيته بين الحين والآخر.

“تشوياسااااا!!”

بطريقة ما، أدرك السبب — هذا الطيف كان انعكاسًا لضعفه الداخلي.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com التوصيفات المتناقضة تمامًا التي قدمها ابنه وابنته تركت الرجل — والدهما — في حالة من الحيرة. بحثًا عن الخلاص، نظر إلى ليارا التي تقف بجانب الأطفال.

 

لم ترد ميمي سوى بـ “هاه؟” وأمالت رأسها ببراءة، مما جعل غارفيل ينفجر ضاحكًا.

لم يكن غارفيل قادرًا على تجاوز تلك الحادثة بشكل كامل. رغم أنه يرى نفسه جبانًا، إلا أن سوبارو والبقية ظلوا يصرّون على أنه أدى أداءً رائعًا.

 

وعندما استرجع ذكرياته، أدرك أنهم دائمًا ما كانوا يتجاهلون عيوبه.

 

 

متجاوزًا العقبات، راكضاً بجنون، وصل غارفيل إلى وجهته وهو محموم. وصل إلى نفس المبنى الذي زاره في اليوم السابق واندفع إلى إحدى الغرف بداخله. تفاجأ عدد كبير من الأشخاص برؤية شكله الملطخ بالدماء. لم يكن لديه وقت لشرح شيء. وهو يدير رأسه بسرعة، بحث عن الرجل الذي يمكنه الاعتماد عليه.

لكن غارفيل لم ينسَ يومًا كل ما فعله بالأشخاص الذين أصبحوا الآن رفاقه.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

خطوة واحدة خاطئة كانت كفيلة بأن تجعل من السهل جدًا أن يستخدم مخالب الحماية التي يملكها الآن لتمزيق سوبارو وأوتو. حتى لو افتقر إلى الجرأة لفعل ذلك، فقد كان السقوط في اليأس أمرًا قريب المنال.

“أيها النمر البديع… أرجوك، لا تأكل أختي…”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

لهذا السبب، لم يستطع مسامحة ضعفه أو جبنه.

إن لم يتمكنا من الالتقاء بـ “سوبارو” والبقية عند “رذاذ الماء” ووضع حد لطغيان طائفة الساحرة —

وهكذا، تقبل غارفيل حقيقة أن رؤيته لإلزا — أول حياة أزهقها — كانت تمثل تجسيدًا لضعفه.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

كان رئيس الأساقفة الممثل لإحدى الخطايا السبع الكبرى، الذي هزمه سوبارو قبل عام، يمتلك عددًا لا بأس به من التابعين. لم يكن لديهم قوة قتالية كبيرة، ولكنهم كانوا جيدين في الاندماج وسط الحشود.

ابتسامة الطيف الدموية ظلت تظهر ساخرة كلما ضعف قلبه —

ومع صمت غارفيل، أمالت ميمي رأسها فجأة.

“هاي، غارف، هل تستمع؟ ميمي تتحدث الآن عن أشياء رائعة! أمور مذهلة!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

ابتسامة مشرقة اخترقت مجال رؤيته، حاجبةً الابتسامة الدموية البعيدة. لو اقترب هذا الوجه المبتهج أكثر، لشعر بأنفاسها على وجهه. تراجع غارفيل قليلًا.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بعد أن أخذها تحت رعايته، تعمقت الروابط بينهما بشكل طبيعي، ولم يمض وقت طويل حتى وقعا في الحب. ومنذ أن أخذ ليارا تحت جناحه، شهدت أعمال غاليك التجارية ازدهارًا كبيرًا.

“…أوه، نعم، أستمع.”

 

“رائع! على أي حال، هيتارو وتي بي مدللون جدًا. الأمر صعب جدًا عليّ كأخت كبيرة!”

“نعم، بالطبع. إذا كان ذلك شيئًا يسمح لي موقعي بالإجابة عنه، فسأفعل.”

 

 

رد غارفيل بدا فاتراً، لكن بالنظر إلى ضحكاتها المرحة، بدا أنها لم تلاحظ شيئًا.

كانت ملابس ليارا وتصرفاتها ملائمة لشخص يعيش في قصر فخم. أما المرأة في ذكريات غارفيل، فقد كانت بسيطة، ترتدي ملابس متواضعة، وتُظهر سذاجة توحي بقلة معرفتها بالعالم من حولها. في هذا الجانب، كانتا مختلفتين تمامًا.

كانت صاحبة الفرو البرتقالي والعينين المستديرتين تحمل براءة لا حد لها.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “مم؟ ماذا بك يا غارف؟ وجهك يبدو كئيبًا… هل تشعر بشيء مثل القمق…القلم… الغلق؟”

 

قبل أن ينطلق عن الأرض بلحظة، لمح غارفيل المبنى الإداري. هناك، في مركز المدينة الذي أصبح تحت سيطرة “الشهوة”، كان يقبع الشخص الأخير الذي يبحث عنه. ومرة أخرى، حان وقت الاختيار.

لسبب ما، كانت ميمي، ظلت الفتاة القطة وعضوة معسكر منافس، تلاحق غارفيل في كل فرصة سانحة.

 

 

أما الأخ الصغير —

في الوقت الحالي، كان غارفيل وميمي يتجولان معًا في بريستيلا خلال المساء.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

فضل غارفيل أن يظل بمفرده، لكنه ارتكب خطأً عندما سمح لميمي برؤيته، وما إن فعلت ذلك حتى التصقت به. بدا واضحًا أنها لم تمتلك القدرة على التقاط الإشارات الاجتماعية الدقيقة.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com يعُرف راينهارد الحالي بكونه الأقوى ليس فقط في مملكة لوغونيكا، بل في جميع الأمم الأربع الكبرى.

 

أراد أن يقتل من كان يتحدث بصوت بائس كهذا في وقت كهذا. رفع وجهه ونظر حوله. لم يكن هناك أي شخص آخر. سرعان ما أدرك أن الصوت… كان صوته هو.

منذ وصولهم إلى بريستيلا — أو ربما منذ لقائهم الأول في قصر روزوال — أظهرت ميمي إعجابًا خاصًا بغارفيل. في البداية، ظن غارفيل أن الأمر ربما كان محاولة منها لتقييم قوة مقاتل من المعسكر المنافس. ولكن مع مرور الوقت، وطريقة حديثها وتصرفاتها، تبددت تلك الشكوك. وفي هذه المرحلة، اعتقد أنها ببساطة قد أعجبت به.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان التأثير قويًا لدرجة أنه شعر وكأن جسده يتمزق —

 

عندما قطع غارفيل حديثه بشكل مباشر، بدا على وجه غاليك تعبيراً من الارتباك الواضح. فتح وأغلق فمه عدة مرات، لاهثًا بحثًا عن الهواء والكلمات.

لم يفهم أبدًا السبب وراء ذلك، ولكنه كان يوافق عادة على معظم رغباتها بشكل تلقائي.

 

 

“…لأني… غادرت دون أن أخبر أحدًا.”

“غارف! وجهك غريب! هل حدث شيء مضحك؟”

وضعت ذقنها على قمة رأسه وبدأت تمسّد رأس غارفيل بلطف بكفها الصغيرة. بدا الإحساس الناعم وكأنه يخفف من ألم الأفكار المشتعلة التي تمزق عقله.

“هل يبدو لك هذا وجه شخص سعيد؟… لا أريد الحديث عن الأمر، وليس لدي أي التزام بذلك.”

لم يكن قد استوعب الأمر تمامًا بعد، ولكن إذا كانوا أشقاء من أب مختلف، فإن علاقته بهم ستكون بالضبط مثل علاقته بفريدريكا. بعبارة أخرى، ذلك الصبي وتلك الفتاة هما شقيقاه الصغيران العزيزان. لطالما كان الابن الأصغر، وها قد أصبح لغارفيل أخوان أصغر منه، وهو الشيء الذي تمناه دائمًا.

“لا يجب عليك استخدام كلمات صعبة مثل ‘التزام’ و’لياقة’ مثل جوشوا، حسنًا؟ ميمي تعتقد أنه من الأفضل استخدام كلمات بسيطة. بالإضافة إلى ذلك، الابتسام كالأحمق كما تفعل عادةً هو شيء رائع حقًا، غارف!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com دافعًا جانبًا شعور الارتياح لكونه قد نجا، زأر غارفيل وسحب ذراعه من خصمه الذي كان يُمسكه. بركلة إلى صدر العملاق، لم يهتم برؤية النتائج بينما قفز مبتعدًا للانضمام إلى ميمي.

“ماذا قلتِ لتوّك؟!”

 

 

“همم، فكرت أن غارف يريد البكاء، أليس كذلك؟ لكنك تعلم، سمعت أن الرجال لا يبكون إلا إذا وفّرت لهم مكانًا لفعل ذلك، وهذا يبدو مزعجًا جدًا! هذا بالتأكيد ما قالته لي السيدة!”

ربما كانت تحاول مدحه بإخلاص، لكن كلماتها أزعجت غارفيل ودفعته لإظهار أنيابه.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شقيقاه الصغيران غير المرئيين، “غاليك” الذي ترك في منطقة الخطر، ليارا التي ظلت تركض في تلك اللحظة قلقًا على عائلتها — في مواجهة هذا الخطر، لم يستطع غارفيل أن يقف بهدوء متفرجًا.

صرخت الفتاة قائلة “واااه!” ثم ابتسمت وهي تندفع بالركض. وبعد أن قطعت مسافة قصيرة، توقفت ميمي وابتسمت وهي تنتظر أن يلحق بها — وفي الوقت نفسه، كان الشبح الذي كان موجودًا في السابق قد اختفى تمامًا.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

ما الذي كان يقوله سوبارو؟ إنقاذ ميمي بفضل غارفيل؟ عما كان يتحدث؟

كان غارفيل قد اندفع للخروج من نزل “رايمنت المائي” في ذلك المساء بسبب آثار اللقاء الذي جمعه مع راينهارد، قديس السيف.

 

 

كان هناك قارب يتحرك بمفرده في المجرى المائي الكبير الذي يمر عبر المدينة. يبدو أن الحبل الذي كان يربطه بالشاطئ المقابل قد انقطع. لكن المشكلة الحقيقية لم تكن في ذلك.

يعُرف راينهارد الحالي بكونه الأقوى ليس فقط في مملكة لوغونيكا، بل في جميع الأمم الأربع الكبرى.

وكان غارفيل بالمثل مندهشًا. فكرة وجود أخت كبرى أخرى إلى جانب فريدريكا تهاجم أخاها الأصغر دون أي تحذير عند لقائهما مجددًا كانت جديدة عليه.

لم يكن غارفيل قد سمع فقط الشائعات التقليدية عن هذا الرجل، بل سمع عنه أيضًا مباشرةً من سوبارو، الذي التقى بهذا الأسطورة الحيّة. لهذا السبب، ظل غارفيل يتوق بشدة لمقابلته يومًا ما.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com توقفي، توقفي، من فضلكِ توقفي.

 

 

كان يعتقد اعتقادًا راسخًا أن هذه المواجهة ضرورية بالنسبة له ليصبح الأقوى.

 

 

 

بالنسبة لغارفيل، حمل لقب “الأقوى” معنى خاصًا للغاية.

 

 

 

كان مقتنعًا بأن أي شخص وُلد رجلاً قد حلم يومًا بأن يصبح الأقوى. وكل من راودهم هذا الحلم نسوه في مرحلة ما من حياتهم، وأصبحوا يتوقون إلى ما تخلوا عنه. لكن غارفيل لم يرغب في نسيان هذا الحلم أبدًا.

كان على وشك أن يبكي كصبي صغير وضعيف.

 

 

بات هذا اللقب ضرورة مطلقة لغارفيل الجبان كي يتمكن من حماية ما هو أغلى عليه. مع هذا التفكير في ذهنه، ظل يلاحق هذا الحلم دون راحة.

“ميمي تعرف! هذا الصوت يأتي من ميتيا خارقة رائعة! في هذه المدينة، يمكنك سماع الغناء كل صباح بفضلها. لكنني نمت طوال الأمس!”

 

أمسك بكم غارفيل محاولاً منعه من المغادرة.

لهذا السبب، أصبح واقعاً أنه قد تراجع دون وعي في اللحظة التي واجه فيها “الأقوى” يدفعه حاليًا إلى اليأس.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

على الرغم من أنه عاش خمسة عشر عامًا فقط، فإن غارفيل قد قضى معظم حياته في التدريب. بذل كل جهده في إتقان الفنون القتالية، لإثبات أنه يمكنه الوفاء بقسمه لحماية ما هو عزيز عليه بيديه العاريتين.

“أمي…”

 

صاحت ميمي بقلق وهي تشير إلى القارب الذي يقف في مسار القارب الصغير الذي ينجرف. كان هناك خمسة أطفال يلعبون على القارب الراسي، غير مدركين للقارب الذي يقترب بسرعة.

لكن في اللحظة التي خسر فيها أمام القوة الحقيقية، شعر وكأنه خان هذا القسم.

لم يكن قد استوعب الأمر تمامًا بعد، ولكن إذا كانوا أشقاء من أب مختلف، فإن علاقته بهم ستكون بالضبط مثل علاقته بفريدريكا. بعبارة أخرى، ذلك الصبي وتلك الفتاة هما شقيقاه الصغيران العزيزان. لطالما كان الابن الأصغر، وها قد أصبح لغارفيل أخوان أصغر منه، وهو الشيء الذي تمناه دائمًا.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ليارا، لماذا…؟”

قبل أن يجعل القديس بالسيف يسلّ سلاحه، قبل أن يضطر الرجل حتى إلى تفادي لكمته المدربة، كان غارفيل قد خسر بالفعل.

 

 

 

“غارفيل، سواء كنت قلقًا أم لا، فأنت قوي بحق.”

على زاوية شارع على الجانب الآخر من الحشد، ظهرت أمامه ظلال سوداء لامرأة. انعكس شكلها بخفة على سطح الماء المتمايل.

كانت هذه الكلمات التي استخدمها سوبارو لتعزية غارفيل بينما يتخبط في مستنقع الهزيمة. تلك الكلمات أكلت قلبه لدرجة أنه اعتبر حقيقة أنه لم ينفجر في البكاء في تلك اللحظة إنجازًا في حد ذاته.

“أيها النمر البديع… أرجوك، لا تأكل أختي…”

 

 

استفزته هذه المشاعر التي تتلاطم في صدره دون مخرج، فظهرت أمامه — المرأة التي قتلها. غير قادر على تجاهل وجودها، اندفع غارفيل إلى مدينة بوابة المياه عند الغسق بمفرده.

 

 

 

على الأقل، هذا ما كان يخطط للقيام به.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“غارف! غارف! انظر، انظر! يمكنك حقًا رؤية غروب الشمس على الماء — إنه أحمر جدًا! هذا مذهل! انظر! جميل جدًا!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بعد ارتطامه بالأرض، شعر بضربة أخرى تقترب من جانبه. كان محظوظًا أن ذراعه تحركت في الوقت المناسب لصد السيف العظيم بدرعه. حتى مع تقليل حدة الضربة، ظل يُقذف على الأرض وعلى سطح الماء، مرتطمًا بعنف.

 

 

كانت ميمي تركض متحمسة، تشد كم غارفيل، تسحب شعره، بل وتقفز على ظهره. رفيقته التي نصبت نفسها بنفسها بدت وكأنها لا تعرف معنى التأمل أو الرحمة.

 

بفضلها، لم يتمكن غارفيل حتى من إيجاد لحظة لينغمس في أفكاره وحزنه.

 

 

كان قد سمع أن الأبراج الأربعة في المدينة هي مرافق حيوية لتنظيم تدفق المياه في كافة أنحاء “بريستيلا”. وقيل إن وظائفها لم تتغير منذ أن استُخدمت “مدينة البوابة المائية” لاحتجاز كائن ذي قوة هائلة منذ زمن بعيد — والآن، أصبحت في قبضة هذه الكيان الغامض.

“هيه، هدئي من روعك! ألا تفهمين أنني مكتئب؟!”

 

“هممم، لااا!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“من يرد بهذه السرعة على سؤال كهذا؟!”

ثم وضع سوبارو يده برفق على كتفه. وعندما رفع غارفيل رأسه ببطء لينظر إليه، أومأ سوبارو. فقط الآن لاحظ غارفيل أن ساق سوبارو كانت مضمدة بشدة.

 

“المغنية، أليس كذلك؟ وفقًا للزعيم، هي تمتلك صوتًا رائعًا جدًا…”

استمرت ميمي في شد ذراعه، مُجبرةً غارفيل على مرافقتها أينما أرادت.

 

كان بإمكانه أن يدفعها بعيدًا ويهرب، لكنه يعلم أنها ستلاحقه عبر المدينة، وهو ما أراد تجنبه لتفادي أي متاعب قد تسبب مشاكل لسوبارو والآخرين.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخذت ميمي الحقيبة من يد ليارا بروح مرحة وابتسامة مشرقة، بدت في حالة مناقضة تمامًا للأجواء التي سادت قبل لحظات. كان الأمر غير متوقع لدرجة أن غاليك استغرق بعض الوقت ليقبل ما يحدث. ولكن ليارا، غير مدركة للظروف، قابلت فرحة ميمي الصادقة بابتسامة مشرقة.

 

ما لم يتحدث غارفيل، فلن تتمكن عائلة ليارا أيضًا من اكتشاف الماضي. وستظل حياتهم العائلية السعيدة كما هي، محمية وغير متأثرة، ومليئة بالسلام.

لقد حذرتاه رام وفريدريكا بشدة قبل أن تنطلق المجموعة إلى بريستيلا. طلبتا منه أن يحرص على أن غرابته لا تسبب الإزعاج لأحد سوى أوتو، الذي كان خبيرًا في التعامل مع فوضى الآخرين.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

“أوه، كيف يمكنكِ قول ذلك؟ السيد البديع والآنسة ميمي ساعدا فريد، كما تعلمين. كان على ما يبدو في خطر الغرق أثناء اللعب في قارب.”

“مم؟ ماذا بك يا غارف؟ وجهك يبدو كئيبًا… هل تشعر بشيء مثل القمق…القلم… الغلق؟”

 

“تحاولين قول ‘قلق’؟”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “فتى جييييد.”

“هذا صحيح، قلق! إذن ما الأمر؟ أخبرني، أخبرني!”

“…”

 

سيضطر غاليك إلى مشاهدة زوجته تعاني، ولن يتمكن أطفالها بالتأكيد من فهم معاناة والدتهم عندما لا يعرفون شيئًا عن الظروف.

في تلك اللحظة، أكدت ميمي طلبها بمد قبضتها للأمام بحماس. رؤية الفتاة متحمسة للحديث جعلت غارفيل يطقطق أنيابه، وكأن كل مشاعر المرارة قد تبخرت فجأة.

“— أوه، أصبحت عاطفيًا أكثر من اللازم.”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

نظر غارفيل إلى القناة المائية، وضيق عينيه بلون اليشم.

حتى مع اقتراب الموت من الأمام والخلف، لم يكن لدى غارفيل أي تحركات ليقوم بها.

“…أعتقد أن المنظر جميل، أليس كذلك؟”

“؟!!”

“نعم، بالتأكيد! مذهل! رائع جدًا! أتمنى لو كانت الشابة تستطيع رؤيته أيضًا!”

استعدت ميمي بعصاها المحببة التي تحملها على ظهرها، بينما ثبت غارفيل دروعه الفضية على ذراعيه. وبعد التأكد من تجهيزاته وأن الفولاذ ملفوف بإحكام حول ذراعيه القويتين، أصبح جاهزًا للقتال.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…سأجد أطفالكِ وزوجكِ.”

كان يستمع لنصف كلماتها فقط، لكن منظر الشمس الحمراء الغاربة المنعكسة على القناة لا يُنكر جماله.

 

مع غروب الشمس الذي صبغ العالم باللون القرمزي، تركت أشعتها بقعًا زاهية من الأصفر والأبيض على سطح الماء، حافرةً هذا المشهد الرائع في قلوب كل من شاهدها.

“لماذا…؟”

 

صاحت ميمي بقلق وهي تشير إلى القارب الذي يقف في مسار القارب الصغير الذي ينجرف. كان هناك خمسة أطفال يلعبون على القارب الراسي، غير مدركين للقارب الذي يقترب بسرعة.

“…”

 

 

“— أوه، أصبحت عاطفيًا أكثر من اللازم.”

أثناء انبهاره بالمشهد، أدرك غارفيل أن قلبه قد أصبح بشكل غريب هادئًا.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بخطوات متعثرة ورأس مثقل، ركض نحو أمله وهو يحمل وزنًا خفيفًا للغاية في ذراعيه. تصلبت وجنتا سوبارو عندما رأى ميمي وهي مسترخية بين ذراعيه.

من المفترض أن يكون وحيدًا، غارقًا في مشاعر العجز التي ظلت تلتهمه بسبب هزيمته المحبطة. لكن إشراق الفتاة بجانبه منعه من السقوط في حفرة من اليأس.

 

 

 

“هممم، هممم، هممم.”

بات المواطنون يرشدون الغرباء الذين لا يعرفون الإجراءات. حتى الأشخاص القريبون من غارفيل وميمي حاولوا دعوتهما للانضمام إليهم، لكنهما رفضا، متعجلين للارتباط مجددًا مع رفاقهما.

وقفت ميمي بجانب غارفيل، وهي الفتاة المعنية، تغني بصوت خافت وفي حالة معنوية مرتفعة. كانت تشد سرواله بينما تهز رأسها ذهابًا وإيابًا، بوضوح مستمتعة بوقتها.

 

 

كانت تلك كلمات روزوال غير المعتادة لوصف والدة غارفيل.

فجأة، لاحظ غارفيل أن شعرها وذيلها كانا بلون غروب الشمس النابض. دون أن يدرك، مد يده ولمس رأسها، مما جعل ميمي تمد جسمها بسعادة واضحة.

جاثيًا، محاولًا كبح كل ما يعتمل داخله، شعر برغبة شديدة تمزق قلبه.

 

 

“ناعم، أليس كذلك؟ سيدتنا تفعل هذا كثيرًا أيضًا. تقول إنه يمتلك خصائص علاجية!”

“…”

“آه، القائد يتحدث عن الخصائص العلاجية والأشياء من هذا القبيل أيضًا. أعتقد أنني بدأت أفهم الآن ما يقصده.”

“هااي ، أيتها الصغيرة… أوه، ماذا؟!”

“هاي، غارف. هل الاستمتاع بملمس نعومة ميمي مفيد لك؟”

لكن الأمور لم تسر وفق خطتها.

“انتظري لحظة، جعلتِ الأمر يبدو غريبًا جدًا للتو!”

 

 

بدا في صوت غارفيل نبرة حادة عندما توجه بالكلام إلى الرجل الذي لحق بهما.

لم ترد ميمي سوى بـ “هاه؟” وأمالت رأسها ببراءة، مما جعل غارفيل ينفجر ضاحكًا.

إذا كان ذلك الطيف يمثل ضعفًا في قلب غارفيل، لم يكن من الغريب أن تؤدي أحداث الليلة الماضية إلى ظهوره بوضوح أكبر. لكن ذلك لم يحدث على الإطلاق.

 

“سيكون رائعًا إذا استطعنا إسكاتها فقط. على الأقل، أريد أن أرى وجه العدو.”

التبادل بينه وبين ميمي جعل المشاعر السلبية التي كانت تعصف في صدره تتلاشى وتختفي. أمكنه أن يشعر أن روحه التنافسية، التي باتت مثبطة بفعل الإهانة والشعور بالهزيمة، قد انتعشت بعناد.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت ميمي مسترخية في ذراعيه بلا حراك. عندما نظر إلى الأسفل، رأى المرأة تنظر نحوهما من الأرض، وهي تسحب سيفها الطويل الذي طعنت به.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “— هذا هو الوقت الذي تقول فيه شكرًا!”

“…لا يصبح أحدٌ الأقوى بين يوم وليلة. أنا مازلت في منتصف طريق الصعود.”

 

“وووه، التل الذي عليك تسلقه لتصبح الأقوى يبدو طوييييلاً جدًا!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“ههه، تفهمين بشكل مفاجئ، هاه؟ همم، بالضبط. هذا هو الطريق لأصبح الأقوى.”

أخذ سوبارو ميمي من بين ذراعي غارفيل ووضعها على الطاولة الطويلة. ظل غارفيل يراقب بينما وضع الفتى الجميل ذا الأذنين الشبيهة بالقط يده على جرح ميمي.

 

— ما نوع الأضرار التي ألحقها مرتكب هذا البث القاسي والمجنون بالأشخاص في مبنى البلدية؟

عندما رفعت ميمي قبضتها بحماس، لمس غارفيل الندبة البيضاء على جبينه وأصدر صوتًا بفكيه.

وقفت ميمي بجانب غارفيل، وهي الفتاة المعنية، تغني بصوت خافت وفي حالة معنوية مرتفعة. كانت تشد سرواله بينما تهز رأسها ذهابًا وإيابًا، بوضوح مستمتعة بوقتها.

كان يكره أن يعترف بذلك، لكن ميمي ساعدته على استعادة روحه القتالية. لو تُرك لوحده ليغرق في أفكاره، فمن يدري كم من الوقت سيحتاج للوصول إلى نفس النتيجة؟

 

 

“أنا آسف… أنا آسف جدًا، أيها القائد!! أنا…! أنا عديم الفائدة! لا أساوي شيئًا…!”

“— آه! غارف، هناك!”

 

 

“…”

في حين شعوره بالامتنان بينما لا يستطيع التعبير عنه علنًا، جذبت ميمي كمه بشدة. بدت عيناها مثبتتين على المجرى المائي الكبير، الذي يتوهج بالأحمر اللامع. وعندما نظر غارفيل، رأى ما كانت تشير إليه.

 

 

“…لا يصبح أحدٌ الأقوى بين يوم وليلة. أنا مازلت في منتصف طريق الصعود.”

كان هناك قارب يتحرك بمفرده في المجرى المائي الكبير الذي يمر عبر المدينة. يبدو أن الحبل الذي كان يربطه بالشاطئ المقابل قد انقطع. لكن المشكلة الحقيقية لم تكن في ذلك.

سآخذ أي شخص يمكنه المساعدة. أرجوكم، فقط أنقذوا هذه الفتاة.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“الأطفال!”

“…”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

صاحت ميمي بقلق وهي تشير إلى القارب الذي يقف في مسار القارب الصغير الذي ينجرف. كان هناك خمسة أطفال يلعبون على القارب الراسي، غير مدركين للقارب الذي يقترب بسرعة.

“— نعم، شكرًا.”

 

 

عند سماع صوت ميمي، أدرك الناس القريبون من المجرى المائي بسرعة خطر الاصطدام. اندفع صاحب القارب القريب نحو الأطفال، لكنه لن يصل إليهم في الوقت المناسب. عندما لاحظ الأطفال الجلبة، شحبت وجوههم أخيرًا وهم يدركون الخطر.

بعد كل شيء، قد مر خمسة عشر عامًا منذ ذلك الحين. ومع ذلك، بالكاد تغير مظهرها منذ آخر مرة رآها فيها — وهو أمر ظل يمزق قلب غارفيل بشدة مروعة.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بحسب ما قاله الأخوان، كانت هذه أمهم، لكن غارفيل بات يأمل بشدة ألا تأخذ الأم بكلامهم وتظن أنه شخص مشبوه. قد تصبح الأمور معقدة للغاية إذا صدقت ادعاء ابنتها.

في هذه المرحلة، لم يتبق سوى ثوانٍ قبل وقوع الكارثة —

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com خفض غاليك رأسه، وأغمض عينيه، واهتزت كتفاه، بينما قدم اعتذاره لغارفيل.

 

 

“— هيه، أيها الصغار. الأفضل تشكروا الأخت الكبيرة هناك لأنها كانت أول من لاحظ.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ربما كانت تحاول مدحه بإخلاص، لكن كلماتها أزعجت غارفيل ودفعته لإظهار أنيابه.

“غارف!”

ولهذا السبب تحديدًا —

 

 

عبر غارفيل المجرى المائي بقفزة واحدة، ليهبط على القارب الذي كان عليه الأطفال. اتسعت أعين الأطفال بدهشة من كيفية ظهوره على القارب في الماء دون أن يهتز تقريبًا.

عندما رفعت ميمي قبضتها بحماس، لمس غارفيل الندبة البيضاء على جبينه وأصدر صوتًا بفكيه.

 

مع والدته في الأسفل بعيدًا، استدار غارفيل لمواجهة الريح واستغلال أنفه إلى أقصى حد.

مستغلًا دهشتهم، جمع غارفيل الأطفال الخمسة دفعة واحدة، وقفز مرة أخرى للهروب. وبعد لحظات فقط، اصطدم القاربان وغرقا في المجرى المائي.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

ولكن إذا كانت شخصًا مختلفًا، فلماذا بدت رائحتها مألوفة جدًا؟

“وهكذا انتهى الأمر!!”

 

 

 

تسببت الأمواج الناتجة عن انقلاب القاربين في ميلان قوارب أخرى مثل الدومينو. وبعد أن أنزل الأطفال على ضفة المجرى، أمسك غارفيل الحبل الذي يربط القوارب المتبقية بالمراسي، وسحبها بقوة لتثبيتها مرة أخرى.

“رائع!”

 

“هممم، لااا!”

“تمت المهمة!”

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “مم؟ ماذا بك يا غارف؟ وجهك يبدو كئيبًا… هل تشعر بشيء مثل القمق…القلم… الغلق؟”

ومع تقلص قوة الأمواج، أعاد غارفيل بعناية ربط الحبال التي تراخت، وابتسم للأطفال الذين أصبحوا الآن بأمان. بعد ذلك، ساعد في استعادة القاربين المنقلبين، واحنى صاحب القارب رأسه عدة مرات تعبيرًا عن امتنانه لقوة غارفيل وجهوده في تقليل الأضرار لأقصى حد ممكن.

بعد أن ارتفعا ثلاث طوابق في قفزة واحدة، تمددت ميمي بظهرها.

 

الفتاة بين ذراعيه لم تتحرك. عصاها… ظلت تتساقط نحو الأرض.

وبينما يربت على كتف صاحب القارب المسكين، توقف غارفيل ليلتقط أنفاسه. في تلك اللحظة —

لم يكن قد استوعب الأمر تمامًا بعد، ولكن إذا كانوا أشقاء من أب مختلف، فإن علاقته بهم ستكون بالضبط مثل علاقته بفريدريكا. بعبارة أخرى، ذلك الصبي وتلك الفتاة هما شقيقاه الصغيران العزيزان. لطالما كان الابن الأصغر، وها قد أصبح لغارفيل أخوان أصغر منه، وهو الشيء الذي تمناه دائمًا.

 

“بديع؟ نمر؟ أين النمر الذهبي بداخلي الآن؟”

“سيدي، شكرًا جزيلًا!”

 

 

“أنتِ لي —!”

— تحدث الأطفال الذين أنقذهم بصوت واحد. وعندما نظر غارفيل إليهم، وجد أن نظراتهم لم تعد تحمل الدهشة فقط — بل الإعجاب.

 

 

رغم أنه لم يكن مناسبًا تمامًا لهذا الدور، إلا أنه وضع روحه في تعلم السحر العلاجي. أراد تلك القوة ليتمكن من التصرف إذا حدث شيء لأي شخص في الملاذ. لهذا السبب ركز غارفيل جهوده على دراسة السحر العلاجي، وفي هذه العملية، تعلم قدرًا كبيرًا عن معالجة الجروح بشكل عام.

مستمتعاً بتلك اللحظة مع الأطفال، بدأت التصفيقات تتصاعد من كل مكان من حوله.

“أوه، كيف يمكنكِ قول ذلك؟ السيد البديع والآنسة ميمي ساعدا فريد، كما تعلمين. كان على ما يبدو في خطر الغرق أثناء اللعب في قارب.”

 

لم يكن الوضع معه كحال ليارا والأطفال، لكنه كان أيضًا مصدر قلق بالنسبة لغارفيل. لم ينوِ غارفيل الحديث لفترة طويلة. كل ما أراده هو أن يبتعد بأسرع ما يمكن.

متقبلاً الإشادة بملامح محرجة، مسح غارفيل ندبته بخفة على جبينه.

“سعيدٌ أن الجميع سالمون. الآن تحركوا نحو الملجأ. علينا أن…”

 

 

“ليس هناك داعٍ للشكر. كانت مجرد صدفة إني كنت… الرياح الرطبة المسائية قالت لي، هذا كل شيء. لو بكى أحد في مدينة البوابات المائية هذه، لفاضت هذه الممرات!”

 

 

كان قد اكتفى من “الصغار”، لكن مع ذلك أطلق على الفتاة هذا اللقب.

تراجعت أصوات التصفيق فجأة عندما رد غارفيل بفخر.

 

لسبب ما، أصبحت أصوات الإعجاب بعيدة، وأصبح التصفيق خفيفًا ومحرجًا. لكن على عكس الآخرين من حولهم، بقيت ردود فعل الأطفال كما هي، مليئة بالحماس.

 

“و-واو، كان ذلك جنونيًا!”

 

 

كان المتنزه قريبًا من قاعة المياه، وهو مكان يمكنهم من خلاله الالتقاء سريعًا بسوبارو والبقية —

“رائع!”

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“لا تراجع! لا استسلام!”

 

“أوه، هذه فكرة رائعة! مثل قبضة السيدة المقدسة التي تشق الأرض!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com — دماء طازجة… من أين تأتي بحق الجحيم؟

“يا سيدي، ما اسمك؟ ماذا يجب أن نناديك؟”

“غارفيل، سواء كنت قلقًا أم لا، فأنت قوي بحق.”

عندما انتفخ صدر غارفيل، طرح أحد الأطفال هذا السؤال. على الفور، كشف غارفيل عن أنيابه الحادة، مبتسمًا ابتسامة شرسة.

أرني القوة لتحمل أي شيء، لتحمل كل شيء، والوقوف رغم ذلك.

 

 

“أنا لست شخصًا مهمًا بما فيه الكفاية لأعطي اسمي. إذا كنت مضطراً لتناديني بشيء، فـ… أنا نمر. نعم، نمر ذهبي. لذا الناس ينادونني — النمر البديع!”

“رائع!”

“رائع!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تبادل غارفيل وميمي نظرات أثناء استمرار الصوت في الثرثرة، ثم رفعا رأسيهما نحو السماء في وقت واحد. كان السبب هو أن الصوت بدا وكأنه يناديهم من هناك.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “سمعت القصة من زوجتي. أنتما أنقذتما ابني، أليس كذلك؟ ومع ذلك، تركتكما ترحلان دون أن أقول كلمة شكر واحدة. تلك قمة الجفاء.”

“نمر!!”

 

عندما اتخذ غارفيل وضعية، ممدًا ذراعيه إلى السماء، أصبح الأطفال أكثر حماسة، وقلدوه جميعًا.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إلى أي حد كنت تريد أن تجعلني أقلق عليك؟!!”

“غارفي، هذا مذهل! سوبر رائع!!”

العديد من الأشخاص قد لقوا حتفهم بالفعل، وجثثهم متناثرة في برك من دمائهم — وبناءً على تجهيزاتهم، كان هؤلاء من حراس بريستيلا. على الأرجح، استجابوا للبث وهرعوا بشجاعة للدفاع عن مدينتهم.

في تلك اللحظة، وصلت ميمي، التي كانت تجري حول مجرى المياه، إلى غارفيل والأطفال أخيرًا. بدت عيناها تلمعان مثل باقي المجموعة عندما انضمت إليهم، مُقلدة نفس الوضعية الغامضة.

 

“رائع!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“رائع!”

 

“النمر البديع!!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “غارف! وجهك غريب! هل حدث شيء مضحك؟”

وبينما انتهت التصفيقات والتشجيعات منذ فترة، ظل مالك القارب هو الشخص الوحيد المتبقي في مجرى المياه، وقد كان خده يرتجف وهو يراقب في صمت.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أما غارفيل، فقد رفع الكوب إلى شفتيه دون أن ينطق بكلمة. الطعم والحرارة كانا مناسبين تمامًا له.

 

“رائع!”

**

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

بعد أن أحب الأطفال بسرعة، قرر غارفيل شراء الطعام لهم من كشك قريب. ثم وقف شامخًا منتصرًا وهو يتجول في المدينة.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أمم… في الواقع، ذهبنا إلى الحديقة في المنطقة الأولى للاستماع إلى المغنية…”

“ثم قلت هذا: ‘لقد اكتشفت أفعالكم الشريرة، أيها الأوغاد. شروركم ووجوهكم الشريرة لن تمر على الزعيم وأخي!’ ”

— الجرح… لم يكن يلتئم.

“واو! هذا رائع!”

 

 

 

“واو! شعرت بالقشعريرة!”

“— أنا أحب زوجتي. أحب أطفالي كثيرًا. في وقت من الأوقات، كان ماضيها يشغل ذهني، لكنه لم يعد كذلك. مهما كان ما حدث لها قبل أن نلتقي، هي زوجتي، المرأة الأثمن بالنسبة لي.”

مع اقتراب الليل بسرعة، بدأ سماء بريستلا يتلون بالألوان، بينما كانت ميمي وطفل أشقر يشجعان غارفيل وهو يروي قصته. كان هذا الطفل في السادسة أو السابعة من عمره، وكان أحد الأطفال الذين أنقذهم غارفيل في مجرى المياه.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما ظل غارفيل صامتًا، خفضت المرأة — التي تحمل اسم ليارا تومبسون — عينيها بتعبير متوتر، لذا رد غارفيل بسرعة.

القصة التي يرويها غارفيل في ذلك الوقت كانت حادثة تمثال الإلهة الملعونة، والتي تركت أكبر انطباع عليه من بين كل ما حدث في العام الماضي.

“تقصد استكشافًا؟ هممم… حسنًا! لنقم ببعض الاستكشاف!”

على أي حال، كان الثلاثي سوبارو، وأوتو، وغارفيل قد تورطوا بسرعة، وكالعادة، قابلوا مالك الميتيا. ومن غير المفاجئ أن العديد من المشاكل حدثت بعد ذلك.

— ولكن هل ماتت والدته حقًا؟ لم يفكر أبدًا في احتمالات أخرى.

ضحك غارفيل وهو يظهر أنيابه بفرح لوجود جمهور سعيد للاستماع إلى قصصه. كان الجميع في طريقهم إلى منزل الطفل الأشقر؛ فقد كانوا يرافقونه إلى منزله.

عندما التفت إلى الخلف، كانت “ليارا” تركض في الشارع خلفه هو وميمي، وقد بدا عليها الارتياح لرؤيتها أشخاصًا تعرفهم. متجاهلًا الألم الذي يشعر به في صدره، استدار غارفيل لمواجهتها.

بعد أن أخذ الأطفال إلى كشك الطعام، أصبح لدى غارفيل مسؤولية كأكبر شخص بين الحاضرين لإعادتهم إلى منازلهم بأمان. لقد سلم الأربعة الآخرين بأمان. هذا الطفل كان الأخير.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بالنسبة لغارفيل، حمل لقب “الأقوى” معنى خاصًا للغاية.

“لا بد أن أقول، بالنسبة للأطفال الصغار، لقد ذهبتم بعيدًا عن منازلكم.”

“لا، يبدو أننا تأخرنا قليلًا… أتساءل إذا كانت أختي ستغضب.”

“أمم… في الواقع، ذهبنا إلى الحديقة في المنطقة الأولى للاستماع إلى المغنية…”

وضع يده على الجرح، وبدأ في صب الطاقة السحرية في جسد ميمي.

“المغنية، أليس كذلك؟ وفقًا للزعيم، هي تمتلك صوتًا رائعًا جدًا…”

 

تجعد أنف غارفيل من الإعجاب البريء الذي خرج من فم الصبي.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

كان الطفل يتحدث عن ليليانا، المغنية الشهيرة في بريستلا. على الرغم من أنه كان لقاءً قصيرًا، إلا أن غارفيل قد قابل الفتاة في شركة الميوزيك. وبصراحة، بدت كشخصية عنيدة للغاية، وشعر أنها تحمل عيوبًا قاتلة لا تتماشى مع الشائعات حول أنها مغنية ذات موهبة استثنائية.

 

“غارفي، لم تسمع المغنية تغني؟ يا للأسف! هي حقًا رائعة!”

“من يرد بهذه السرعة على سؤال كهذا؟!”

 

“…تبدو عائلتكم كبيرة جدًا، أليس كذلك؟”

“ماذا، هل استمعت لها بالفعل؟”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “— نعم، لا شك في ذلك! عمل رائع!”

“نعم! لم أنم حتى النهاية! هذا إنجاز ضخم! ميمي مذهلة، أليس كذلك؟ امدحوني!”

 

عندما قدمت ميمي رأسها، ربّت غارفيل عليها باستخفاف.

ثم بينما التزم غارفيل الصمت، بدأ غاليك يتحدث.

لكن ميمي قالت، “ييييي!” على أي حال، وركضت للأمام بسعادة كبيرة بينما التفت غارفيل نحو الصبي.

 

“هل تمكنت من لقاء هذه المغنية التي تعجبك؟”

 

“لا، يبدو أننا تأخرنا قليلًا… أتساءل إذا كانت أختي ستغضب.”

لا أريد أن أبكي، لا أريد أن أكون ضعيفًا، لا أريد أن أتحدث بصوت مليء بالدموع كهذا.

“أختك؟ لماذا ستغضب؟”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…”

“…لأني… غادرت دون أن أخبر أحدًا.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “مم؟ ماذا بك يا غارف؟ وجهك يبدو كئيبًا… هل تشعر بشيء مثل القمق…القلم… الغلق؟”

“آه —”

“لا بأس. غارف، أنت فتى جيد جدًا!”

من وجه الصبي الكئيب، بدا أن الخطة كانت أن يُبقي وعده مع أصدقائه سريًا عن عائلته. لكن بما أنه سيعود إلى المنزل في وقت متأخر أكثر مما كان متوقعًا، لم يستطع إلا أن يشعر بالخوف من رد فعل عائلته، خاصة هذه الأخت الكبرى له.

 

فهم غارفيل هذا الشعور بشكل مؤلم. الأخوات الكبريات هنَّ كائنات قوية. قد يذهب الأمر إلى حد القول أنهن جدران هائلة لا يمكن للإخوة الصغار تجاوزها. كان هذا هو الحال بالنسبة له عندما أعاد التواصل بأخته بعد أن قضى عشر سنوات في تقوية جسده. بمجرد النظر إلى الصبي الصغير الذي كانوا يرافقونه إلى المنزل، بدا من الواضح أن حتى المنافسات الجسدية كان محكومًا عليها بالفشل. كان هناك فارق محبط في القوة بين الأخوات الكبار وأشقائهم الصغار.

“…حسنًا. سنفعل كما قلتِ. نبذل كل ما لدينا في ضربة واحدة، ثم ننسحب. سنجمع فريقنا ونعود لشن هجومنا الحقيقي — هذا مقبول، صحيح؟”

“فهمت. اترك الأمر لي.”

 

على الرغم من قلقه، أغمض الصبي عينيه بقوة عندما ربت غارفيل على صدره لتهدئته.

 

“أعرف كم أن الأخوات الكبار يمكن أن يكن مخيفات، انظر، لدي أخت كبيرة، وهناك امرأة أحبها ولها أخت أصغر. يا فتى، إذا باتت أختك غاضبة، سأظل معك لأسمع محاضرتها.”

 

“النمر البديع!”

 

متحمسًا للغاية، عانق الصبي غارفيل بشدة. عانقه غارفيل أيضًا، فقط لتلتحق به ميمي من خلفه كذلك.

من هناك، تبع غارفيل جذب يد ميمي وسار خلفها. لم يقل أي منهما شيئًا لفترة، وواصلا السير بينما تلاشت ليارا وغاليك عن الأنظار.

وبذلك، ومع حمله على الأمام والخلف، واصل غارفيل طريقه نحو منزل الصبي بخطوات غير ثابتة وعزيمة جديدة.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان لديها إخوة صغار وأشخاص آخرين ترغب في حمايتهم أيضًا. لم يمكنه إجبارها على الانصياع لرغباته بعد الآن.

“النمر البديع، أليس كذلك؟”

كان غارفيل غارقًا في أفكاره عندما جعله هذا الاقتراح المفاجئ يفتح عينيه على مصراعيها بصدمة. أما ميمي، فردت ببساطة بقولها: “حقًا؟” مع إمالة رأسها بتعبير بريء على وجهها.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان أعداؤهم بوضوح أساتذة تجاوزوا حدود البشر العاديين — وما لم يتخطَ غارفيل هؤلاء الحراس، لن يتمكن من الوفاء بقسمه.

إن حقيقة أن الصبي قد ناداه بذلك جعل غارفيل يضغط على أنيابه.

ما نوع الشخص الذي يجب أن يراه غارفيل في غاليك؟

مشاعر العجز التي دفعته للمغادرة من النزل لم تختفِ تمامًا بأي حال. ما زال يفتقر إلى الثقة التي تمكنه من مواجهة راينهارد في الريوكان والحفاظ على هدوئه.

تلك الابتسامة البريئة، والطريقة التي لم تعرف بها الشك، والطريقة التي استضافت بها رجلاً مشبوهًا وفتاة قطة في منزلها دون تحفظ، كانت كلها أمورًا استثنائية.

ومع ذلك، لم يكن هناك أثر للشبح الأنثوي التي ترتدي الأسود وترمز إلى إحساسه بالضعف.

كان انطباعه السابق بأن خصومهم لم يظهروا أي رد فعل خطأً — فما إن دخل غارفيل وميمي الساحة، حتى اجتاحهما جو مروع مليء بالشر وهالة حادة كأنها نصل سيف بحد ذاته.

ربما كان ذلك بفضل الأطفال الذين أصبحوا الآن يوقرونه بلقب “النمر البديع”، والطاقة الغامضة التي غرستها ميمي فيه —

رغم أنه أظهر منظرًا غير جميل في اليوم السابق، لم يظهر الطيف الوهمي في هذا الصباح.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رد غارفيل بصدق على سؤال غاليك المتردد.

“— فريد!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بفضل ذلك، تذكر غارفيل وجه أمه وصوتها — وحبها. وهكذا علم غارفيل بموت أمه المؤسف الذي حدث بعد فترة وجيزة من انفصالها عن أطفالها.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “؟!!”

موشكاً على الغرق في مشاعر الحنين، ارتعشت أذناه عندما سمع ذلك الصوت الحاد ذي النبرة العالية.

 

 

 

عندما رفع وجهه، رأى شخصية صغيرة تندفع نحوه. شعرها الأشقر الطويل يتطاير بينما تقترب الغريبة منهم كأنها مذنّب.

“لا أستطيع مدح أخت كبرى تركل أخوها الصغير!”

 

“هممم، أليس من الجيد تركه؟ سأغير ملابسي عندما نعود إلى النزل… لم أعد بالأمس، لذا السيدة بالتأكيد غاضبة جدًا! هيتارو و تي بي قد يكونان يبكيان!”

اندفعت مباشرة نحو الصبي الذي كان متشبثًا بغارفيل.

أنا نمر، نمر!

 

“بعد إنقاذها، كانت على حافة الحياة والموت، واستعادت وعيها بعد أيام قليلة عندما جئت لأتفقدها. ثم قالت هذه الكلمات بصوت عالٍ وواضح — ‘من أنا؟’.”

“آه، أختي الكبي… غواه!”

كيف شعرت النجوم والهلال المتزايد أثناء نظرها إليه في تلك اللحظة؟

 

 

“إلى أي حد كنت تريد أن تجعلني أقلق عليك؟!!”

 

 

 

كان الصبي يتشبث بغارفيل — حتى أرسلته ركلة أخته طائرًا. وجد غارفيل نفسه معجبًا بشكل ركلتها وطريقتها المدهشة في الهبوط.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

 

في تلك اللحظة، استدارت الفتاة بسرعة، وأدارت كعبها على قدم غارفيل وهي تصرخ.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“أيها المحتال المريب! ماذا كنت تفعل مع فريد خاصتي؟!”

عندما استدار، أدرك غارفيل أنه كان يجر ميمي نصف جر.

 

“…طعمها جيد، أليس كذلك.”

“ذاك موجع… حسنًا، أعتقد أنه ليس مؤلمًا فعليًا، لكن هل يمكنك أن تزيلي قدمك عن قدمي، أيتها الصغيرة؟”

“ما هذا الصوت الغبي؟”

 

“السيد البديع؟”

كان قد اكتفى من “الصغار”، لكن مع ذلك أطلق على الفتاة هذا اللقب.

 

ومن ردة فعلها الصامتة، بدا أن الفتاة تفاجأت قليلًا بأن هجومها المباغت لم ينجح. ربما عند النظر إلى وجه غارفيل عن قرب، اشتبهت في أنها قد أثارت مشكلة مع شخص عنيف.

“لقد عدت… أوه، لدينا ضيوف؟”

 

 

وكان غارفيل بالمثل مندهشًا. فكرة وجود أخت كبرى أخرى إلى جانب فريدريكا تهاجم أخاها الأصغر دون أي تحذير عند لقائهما مجددًا كانت جديدة عليه.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في اللحظة التالية، قفزت ميمي، مما شد ذراع غارفيل. انطلقت من الأرض فجأة، وقفز الاثنان على سطح مبنى قريب.

 

 

على أية حال، قفزت ميمي لتلتقط الصبي الطائر بصرخة “بواه!”، وانتهى الأمر بهما بالتدحرج معًا دون أن يصابا بأي أذى. ومع ذلك، شعر غارفيل بأنه مضطر للتعليق.

 

 

 

“لا أستطيع مدح أخت كبرى تركل أخوها الصغير!”

 

 

 

“آرغ… حسنًا، آسفة بشأن ذلك، لكن ما قصتك أنت على أي حال؟! فقط لتعلم، لن أسمح لك بلمس شعرة من فريد أو مني! أنا مرعبة عندما أغضب!!”

 

 

“غرااااااااه!!”

اختيار غارفيل لكلماته جعل الفتاة تشد على أسنانها، معترفة بخطأ تصرفها.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

ورغم أنها كانت الأخت الكبرى للصبي، إلا أنها لم تتجاوز العاشرة من عمرها، تقريبًا — العمر الذي يبدأ فيه الأطفال بالتباهي بشجاعتهم. وبناءً على مظهر غارفيل، افترضت أنه مشاغب من الشوارع وتحدّته بينما تستجمع كل شجاعتها بدموع في عينيها. على الأرجح، كانت تفعل ما بوسعها لتشتيت الانتباه عن شقيقها الصغير.

من المفترض أن يكون وحيدًا، غارقًا في مشاعر العجز التي ظلت تلتهمه بسبب هزيمته المحبطة. لكن إشراق الفتاة بجانبه منعه من السقوط في حفرة من اليأس.

 

ثم بينما التزم غارفيل الصمت، بدأ غاليك يتحدث.

لكن الأمور لم تسر وفق خطتها.

 

“أيها النمر البديع… أرجوك، لا تأكل أختي…”

 

 

نظر غاليك إلى غارفيل بنظرة مليئة بالتصميم الهادئ والثابت. حتى غارفيل لم يكن غافلًا عن أهمية تلك الكلمات والمشاعر التي حملتها.

تدخل الأخ الأصغر بين “النمر” وأخته الكبرى المليئة بالدموع. كلمات الصبي المتوسلة جعلت الفتاة الحامية تفتح عينيها على اتساعهما. ومع ذلك، شدت الفتاة على أسنانها ووقفت بثبات بجانب أخيها الأصغر.

وبينما تراقب ليارا بذهول، استدار الاثنان لمواجهتها مجددًا.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفجأة، طرأت عليه فكرة — ربما، زوج ليارا هذا يعرف حقيقتها.

لم يكن غارفيل متأكدًا تمامًا مما يجري، لكن بدا أن هذا الأخ والأخت يمتلكان علاقة جميلة مليئة بالاهتمام.

فاجاً هذا غارفيل وأثار فضوله عما حدث بينما أكمل قفزته بعيدًا. تحطمت حجارة الأرضية بينما حلق نصف الوحش في السماء، وقطرات من الدماء الطازجة تتطاير في أثره.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“لا يعني معاملتكم لي كشرير أنني أوافق على ذلك!”

 

 

“أمي، أشعر بالجوع.”

“سيء، سيء! غارف، ليس من المفترض أن تكون شخصاً سيئاً! أنت غارف! أنت النمر البديع!”

نظر غاليك إلى غارفيل بنظرة مليئة بالتصميم الهادئ والثابت. حتى غارفيل لم يكن غافلًا عن أهمية تلك الكلمات والمشاعر التي حملتها.

 

 

عائدةً بعد قفزة قصيرة، انطلقت ميمي نحو غارفيل وضغطت بإصبعها على جبهته. لم يكن ذلك مؤلمًا، لكنه شعر بأنه لا ينبغي تجاهله.

“لماذا…؟ لا، فهمتُ — آسف.”

 

 

وبينما يفكر غارفيل في كيفية تبرئة ساحته —

لكنه لم يستطع التراجع. إذا تراجع، فلن يتمكن من تحقيق رغبة ليارا — أو ليشا.

 

 

“— عزيزي؟ هل وجدت فريد؟”

وفي اللحظة التي أراد فيها غارفيل أن يتخلى عن كل شيء، أدرك شيئًا.

 

رغم أن ميمي ما تزال تحاول دفعه للتراجع، أصر غارفيل بشدة على موقفه.

كان صوتًا ناعمًا وهادئًا لامرأة هو من حطم هذا الجمود.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي النهاية، انتهى بها الأمر إلى الموت بعد وقت قصير من انطلاقها.

في اللحظة التي سمع فيها الصوت، توقع غارفيل أن ينظر الأخ والأخت لبعضهما البعض، لكن بدلاً من ذلك، اندفعا نحو مصدر الصوت بسرعة كبيرة.

عندما انتفخ صدر غارفيل، طرح أحد الأطفال هذا السؤال. على الفور، كشف غارفيل عن أنيابه الحادة، مبتسمًا ابتسامة شرسة.

 

 

“بحق الجحيم؟”

عندما كانت عائلتها تعاني من ديون ساحقة، بيعت وهي صغيرة لتاجر عبيد غير قانوني. وبعد أن تعرض هذا التاجر لغارة من قطاع طرق شبه بشريين، أصبحت عبدة لدى أولئك القوم.

 

 

بينما يرمش غارفيل في ذهول من شدة اندفاعهما المفاجئ، ظهرت شخصية جديدة من بعيد. وعندما استدارت تلك الشخصية حول الزاوية وظهرت في مجال رؤيته، قفز الأخوان إلى أحضانها.

“ليس هناك حاجة…”

 

الأرضية باردة.

“أمي!” “أمي، هناك غريب مخيف!! ذلك النمر البديع أو أيًا كان اسمه كان يحتضن فريد، وأنا…!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل تمكنت من لقاء هذه المغنية التي تعجبك؟”

 

ازدياد شراسته المفاجئ قلّل قليلًا من حدة الهجمات القادمة. بدا هيكل وجه غارفيل وكأنه يتغير بشكل مسموع، فيما بدأت ذراعاه العضليتان تنتفخان أكثر، وفراء ذهبي يغطي جلده المكشوف.

استقبلتهم امرأة ذات شعر أشقر طويل ترتدي ملابس عادية، واحتضنتهم بينما كانوا يتشبثون بها باكين.

“…آه.”

بحسب ما قاله الأخوان، كانت هذه أمهم، لكن غارفيل بات يأمل بشدة ألا تأخذ الأم بكلامهم وتظن أنه شخص مشبوه. قد تصبح الأمور معقدة للغاية إذا صدقت ادعاء ابنتها.

“غارف، هل أنت بخير مع ذلك؟”

 

 

ومع ذلك، فإن ظهور شخص بالغ قادر على إجراء حديث منطقي كان مساعدة عظيمة. تقدم غارفيل خطوة للأمام، راغبًا في شرح الموقف قبل أن يستدعي أحدهم حراس المدينة —

 

 

 

“— هاه؟”

 

 

 

بينما لا يزال الأطفال متشبثين بها، توقفت الابتسامة الهادئة التي وجهتها إليه غارفيل في مكانه.

 

 

“— واه!”

“غارف؟”

كانت ميمي تسانده في لحظة تهوره، حيث وضع مسؤولياتها جانبًا وفضلت متابعة أموره الشخصية، على الرغم من العوامل التي حاولت إقناعها بالعدول عن هذا القرار.

 

كان ذلك شيئًا يشبه الجواب، لكنه لم يكن مكتملًا تمامًا.

جعلت حركة غارفيل المترددة ميمي تنظر إليه بوجه مرتبك.

ربما، لن يظهر ذلك الطيف أمامه مرة أخرى أبدًا. إذا كان الأمر كذلك، فهذه كانت فرصة منحت له بفضل وجود الفتاة التي بقيت بجانبه —

لكن غارفيل لم يستطع الرد على ندائها. كان منشغلًا تمامًا. قلبه وعيناه أصبحا مليئتين بالارتباك.

ومع ذلك، فإن ظهور شخص بالغ قادر على إجراء حديث منطقي كان مساعدة عظيمة. تقدم غارفيل خطوة للأمام، راغبًا في شرح الموقف قبل أن يستدعي أحدهم حراس المدينة —

عاصفة من المشاعر والأفكار أوقعته في فوضى تامة.

 

 

كان لديه كل ما يريده — وفي اللحظة التي أصبح متأكدًا من ذلك، اقترب الموت منه من الخلف.

بالطبع، كان ذلك متوقعًا. كان أمرًا طبيعيًا للغاية.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “— فريد!”

 

 

“أوه، يبدو أنك كنت تعتني بأطفالي. إن أردت، يمكننا أن نتحدث أكثر في منزلنا. إنه قريب جدًا من هنا.”

فضل غارفيل أن يظل بمفرده، لكنه ارتكب خطأً عندما سمح لميمي برؤيته، وما إن فعلت ذلك حتى التصقت به. بدا واضحًا أنها لم تمتلك القدرة على التقاط الإشارات الاجتماعية الدقيقة.

 

لذلك، كان لقاء أمه من جديد أمنية لن تتحقق أبدًا. هذه فقط امرأة أخرى تشبهها كثيرًا.

تحدثت المرأة برفق، بنبرة لا تحمل أي شكوك على الإطلاق.

 

 

لم تعرف ميمي عن عائلة غارفيل من خلال المحادثة. بل وصلت إلى الحقيقة بدقة اعتمادًا على حاسة الشم الفطرية والغريزة الأساسية.

وعندما اقتربت المرأة دون تحفظ، اتسعت عينا غارفيل عند رؤيتها. أسنانه الحادة رفضت الاصطفاف بشكل صحيح. أمالت المرأة رأسها بفضول عند سماع صوت اصطكاك أسنانه.

“لا، الأمر ليس كذلك.” رفع كوبه على عجل. “ليس الأمر كذلك أبدًا. كنت فقط… متفاجئًا من حجم المكان.”

 

ما نوع الشخص الذي يجب أن يراه غارفيل في غاليك؟

ذلك التعبير، تلك السلوكيات، ذلك الصوت — هزّ غارفيل في أعماق كيانه.

وبينما يتعرض لهذين النمطين المتناقضين تمامًا من المبارزة، والتي تقبع على طرفي نقيض من حيث الإيقاع والحركة، أوشك عقل غارفيل أن يصل إلى حدوده. ظل يتجنب ويصد الموت بالحدس البحت، هاربًا بصعوبة من عدة ضربات قاتلة.

 

“غارفي، هذا مذهل! سوبر رائع!!”

بعد كل شيء، كانت تلك المرأة الواقفة أمامه —

 

“— أمي؟”

“نعم، أنا بخير تمامًا! آه، لقد كانت السواري لذيذة! أقمنا وليمة!”

 

 

ذلك الصوت المتصدع هو كل ما استطاع أن يخرجه من حلقه في مواجهة لقاء لم يكن من المفترض أن يحدث أبدًا.

 

**

“غارف، ما الذي سنفعله الآن؟”

“أنا آسفة للغاية. لم أظن أننا سنحظى بضيوف، لذا لم أحظَ بفرصة لتنظيف المكان جيدًا.”

كانت تلك المشاعر الراسخة التي شعر بها تجاه زوجته، والتي حملها منذ لحظة لقائهما وحتى يومنا هذا.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إذن أراهن أنك كنت تفكر: أنا لست متأكدًا من مكاني الآن، لكن ربما أنا في أحضان امرأة؟ هذا ما فكرت به، صحيح؟ نعم! الرجل يمكنه البكاء في أحضان المرأة التي يحبها!”

“أوه، لا تقلقي بشأن ذلك! لا بأس! مقارنة بغرفة ميمي، هذا المكان أنظف بكثييير!”

كانت تلك شخصية مألوفة، لطالما لمحها عند أطراف رؤيته من حين لآخر — رغم أنه علم يقينًا أنها ليست حقيقية، بل شبح امرأة كانت موجودة ذات يوم.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا تربطني… أي علاقة بزوجتك.”

“يا إلهي، أنتِ فتاة، لذا هذا أمر غير مقبول. عليكِ أن تحافظي على غرفتك نظيفة دائمًا.”

ثم جاءت كلمات ليارا التالية، لتصيب روح غارفيل غير المحصنة بعمق.

قامت المرأة بمداعبة رأس ميمي بلطف بينما كانت الأخيرة جالسة على الأريكة، تلوّح بقدميها. أطلقت ميمي صوتًا يشبه الهرير وسرعان ما بدت مرتاحة تمامًا.

لم يشك غاليك أبدًا في أن هذا الحظ الجيد جاء نتيجة إعادة ليارا معه.

 

شخص ما، في أي مكان، أرجوكم أظهروا لي معجزة. أخبروني. إذا كان هناك أي شيء يمكنني فعله، فأخبروني كيف أنقذ هذه الفتاة.

أما غارفيل، فبقي صامتًا تمامًا، وهو يحدّق بهدوء إلى الاثنتين.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

تمتعت المرأة بشعر أشقر طويل ومتألق، وبشرة ناصعة، وقوام رقيق. كان وجهها يحمل ملامح لطيفة، وعيناها ذات اللون اليشم — اللتان بدتا قريبتين جدًا من عيني شقيقته الكبرى — مليئتين بالحنان.

“كل شيء يتعلق بأطفالي مهم جدًا بالنسبة لي. أرجو أن تسمح لي بشكرك. أنا غاليك تومبسون، أحد المسؤولين عن إدارة هذه المدينة. إذا كان هناك أي شيء يمكنني القيام به من أجلكما…”

ومن مظهرها الشاب، بدت وكأنها في العشرينات من عمرها، لكن عمرها الحقيقي كان لا بد أن يكون في النصف الثاني من الثلاثينات.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بهذا المعدل، بات من المؤكد أنه لا مفر من أن يُقطع إربًا أو يُسحق تحت وطأة السيوف الثقيلة —

 

ما فكّر فيه أعداؤهما عن قدراتهما لم يكن مهمًا في تلك اللحظة. بعد أن قفز خمس مرات إضافية ليزيد المسافة عن الساحة، حطم غارفيل سقف المبنى الذي اختار الهبوط عليه، ثم وضع الفتاة التي كان يحملها.

بعد كل شيء، قد مر خمسة عشر عامًا منذ ذلك الحين. ومع ذلك، بالكاد تغير مظهرها منذ آخر مرة رآها فيها — وهو أمر ظل يمزق قلب غارفيل بشدة مروعة.

“غارف! توقف!”

 

جعل الصوت غارفيل يتوقف في مكانه على الفور.

“سيدي، أمم، النمر البديع؟ ألا تحب الشاي؟ أنا آسفة. لقد قمت بإعداده دون أن أسألك ما الذي تفضله…”

 

 

كان غارفيل قد اندفع للخروج من نزل “رايمنت المائي” في ذلك المساء بسبب آثار اللقاء الذي جمعه مع راينهارد، قديس السيف.

بينما ظل غارفيل صامتًا، خفضت المرأة — التي تحمل اسم ليارا تومبسون — عينيها بتعبير متوتر، لذا رد غارفيل بسرعة.

“على الرحب والسعة! ياي!”

“لا، الأمر ليس كذلك.” رفع كوبه على عجل. “ليس الأمر كذلك أبدًا. كنت فقط… متفاجئًا من حجم المكان.”

ومع ذلك، الجرح الذي كان يحتاج للالتئام لم يلتئم.

 

 

“يا إلهي، هل هذا كل ما في الأمر؟ صحيح، منزلنا كبير بالفعل. تنظيفه يوميًا أمر مرهق للغاية ويستغرق وقتًا طويلاً… لكن الأمر غريب، حقًا.”

 

 

شعر سوبارو أن هناك شيئًا خاطئًا، فسأل بحذر.

“…ما هو الغريب؟”

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل تمكنت من لقاء هذه المغنية التي تعجبك؟”

“عادةً ما أسأل ضيوفي عن نوع أوراق الشاي التي يفضلونها، لكن هذه المرة اخترت النوع مباشرةً.”

بل أكثر من ذلك، كان يعلم جيدًا ما الرد الذي يجب أن يعطيه.

 

 

ابتسمت ليارا بخفة وكأنها تقول “كم هذا غريب”، بينما وضعت يدها على خدها.

 

أما غارفيل، فقد رفع الكوب إلى شفتيه دون أن ينطق بكلمة. الطعم والحرارة كانا مناسبين تمامًا له.

“هاي، غارف، هل تستمع؟ ميمي تتحدث الآن عن أشياء رائعة! أمور مذهلة!”

 

 

مضطرباً بشدة من ذلك، بحث غارفيل عن أي فروقات بين ليارا التي أمامه والمرأة التي تسكن ذكرياته.

 

كانت ملابس ليارا وتصرفاتها ملائمة لشخص يعيش في قصر فخم. أما المرأة في ذكريات غارفيل، فقد كانت بسيطة، ترتدي ملابس متواضعة، وتُظهر سذاجة توحي بقلة معرفتها بالعالم من حولها. في هذا الجانب، كانتا مختلفتين تمامًا.

ربما، لن يظهر ذلك الطيف أمامه مرة أخرى أبدًا. إذا كان الأمر كذلك، فهذه كانت فرصة منحت له بفضل وجود الفتاة التي بقيت بجانبه —

 

أمسك بكم غارفيل محاولاً منعه من المغادرة.

ومع ذلك، فإن كل شيء في حضورها — ذلك الوجه المبتسم، ذلك الصوت اللطيف، وأبسط الإيماءات — ظل يقود غارفيل نحو الحيرة.

 

 

ثم جاءت كلمات ليارا التالية، لتصيب روح غارفيل غير المحصنة بعمق.

“…”

 

 

 

لابد أنها شخص آخر. كان متأكدًا أنها ليست هي. ليارا تعاملت مع غارفيل كما لو كان مجرد صديق لأطفالها. علاوة على ذلك، لم تكن أمه ممثلة ماهرة لدرجة تمكنها من أداء هذا الدور ببراعة.

 

 

 

في ذهنه، توصل غارفيل بيأس إلى استنتاج أن ليارا تومبسون ليست سوى شخص مختلف عن أمه، ليشا تينزيل. هذه المرأة فقط تشبهها بشكل كبير.

 

 

يقع مبنى البلدية في مركز بريستيلا، والتي تنقسم إلى أربع مناطق: الشمالية، الجنوبية، الشرقية، والغربية. إنه المكان الذي يتم فيه إدارة كل الوظائف الأساسية للمدينة. وهو أيضًا المكان الذي أعلنت “الشهوة” أنها تحت سيطرتها.

آخر مرة رأى فيها أمه، كان لا يزال رضيعًا. والسبب في أن ذكرياته عن أمه كانت حية بهذه الدرجة رغم ذلك، هو أنه، بغض النظر عن مشاعره حيال الأمر، قد شاهد الماضي بتفاصيله في محاكمة الملجأ، التي كشفت له ما لا يمكن معرفته عادةً.

— تحدث الأطفال الذين أنقذهم بصوت واحد. وعندما نظر غارفيل إليهم، وجد أن نظراتهم لم تعد تحمل الدهشة فقط — بل الإعجاب.

 

وأخيرًا، عندما رأى غارفيل أنهما ابتعدا بما يكفي، توقف.

بفضل ذلك، تذكر غارفيل وجه أمه وصوتها — وحبها. وهكذا علم غارفيل بموت أمه المؤسف الذي حدث بعد فترة وجيزة من انفصالها عن أطفالها.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

لذلك، كان لقاء أمه من جديد أمنية لن تتحقق أبدًا. هذه فقط امرأة أخرى تشبهها كثيرًا.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

ولكن إذا كانت شخصًا مختلفًا، فلماذا بدت رائحتها مألوفة جدًا؟

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الأطفال؟!!”

“ميمي، يبدو الفراء حول أذنيكِ ناعمًا جدًا. أتساءل… هل يمكنني لمسه؟”

عبر غارفيل المجرى المائي بقفزة واحدة، ليهبط على القارب الذي كان عليه الأطفال. اتسعت أعين الأطفال بدهشة من كيفية ظهوره على القارب في الماء دون أن يهتز تقريبًا.

“بالطبع!”

لم يكن قد استوعب الأمر تمامًا بعد، ولكن إذا كانوا أشقاء من أب مختلف، فإن علاقته بهم ستكون بالضبط مثل علاقته بفريدريكا. بعبارة أخرى، ذلك الصبي وتلك الفتاة هما شقيقاه الصغيران العزيزان. لطالما كان الابن الأصغر، وها قد أصبح لغارفيل أخوان أصغر منه، وهو الشيء الذي تمناه دائمًا.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الآن أصبحت هذه المدينة حديقة صغيرة يمكننا فيها التجول والتسلية بأنفسنا، وإساءة معاملتكم، واللعب بكم كما يحلو لنا، يا إلهي! أنتم أيها اللحم البشري مجرد حشرات داخل قفص، أليس كذلك؟ لا أوراق رابحة! لا آمال زاهية! لا أحلام أو تطلعات! هل تفهمون ما يعنيه ذلك؟ ها؟!”

عندما قدمت ميمي رأسها، قامت ليارا بمداعبته بسعادة، مستمتعة بنعومة الفراء المريح.

لم تعرف ميمي عن عائلة غارفيل من خلال المحادثة. بل وصلت إلى الحقيقة بدقة اعتمادًا على حاسة الشم الفطرية والغريزة الأساسية.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

تلك الابتسامة البريئة، والطريقة التي لم تعرف بها الشك، والطريقة التي استضافت بها رجلاً مشبوهًا وفتاة قطة في منزلها دون تحفظ، كانت كلها أمورًا استثنائية.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الأطفال؟!!”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

كل شيء في سلوكها جعل غارفيل يشك أن هذه المرأة قد تكون حقًا أمه.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بعد أن أخذها تحت رعايته، تعمقت الروابط بينهما بشكل طبيعي، ولم يمض وقت طويل حتى وقعا في الحب. ومنذ أن أخذ ليارا تحت جناحه، شهدت أعمال غاليك التجارية ازدهارًا كبيرًا.

 

 

— ليشا، أم غارفيل وفريدريكا، كانت امرأة غير محظوظة.

“غارفيل؟!”

 

 

عندما كانت عائلتها تعاني من ديون ساحقة، بيعت وهي صغيرة لتاجر عبيد غير قانوني. وبعد أن تعرض هذا التاجر لغارة من قطاع طرق شبه بشريين، أصبحت عبدة لدى أولئك القوم.

ظهور طائفة الساحرة وشخص يدعي أنه أحد رؤساء الأساقفة الممثلين للخطايا السبع الكبرى زرع الفوضى والارتباك، لكن يمكن القول إن سكان بريستيلا استمروا في التحرك بشكل منظم نسبيًا. رغم اضطرابهم، قاموا بما تدربوا عليه يوميًا، وبدأ الأشخاص المحيطون بتوجيه غير المقيمين إلى أقرب ملاجئ.

 

“أعني ما قلت. كان ريد يواجه خصومه دائمًا وجهاً لوجه. لا أحب الطرق الملتوية. زوجتك… هل اسمها الحقيقي ليارا أم لا؟”

بعد عدة سنوات، تخلى قطاع الطرق عن ليشا بسهولة عندما حملت بفريدريكا. بعد ذلك، وبعد سلسلة من الأحداث المتقلبة، أنجبت فريدريكا بينما كانت أسيرة لمجموعة أخرى من قطاع الطرق.

تلك الابتسامة البريئة، والطريقة التي لم تعرف بها الشك، والطريقة التي استضافت بها رجلاً مشبوهًا وفتاة قطة في منزلها دون تحفظ، كانت كلها أمورًا استثنائية.

 

عندما قدمت ميمي رأسها، قامت ليارا بمداعبته بسعادة، مستمتعة بنعومة الفراء المريح.

كان غارفيل قد سمع من شقيقته الكبرى، فريدريكا، أن أولى ذكرياتها كانت من فترة وجودها مع قطاع الطرق. لم تتحدث شقيقته عما حدث خلال ذلك الوقت، ولكن بالنظر إلى الطريقة التي اختفى بها قطاع الطرق بمجرد أن حملت ليشا بغارفيل، فمن المؤكد أن البيئة لم تكن سليمة بأي حال من الأحوال.

 

 

 

قضت ليشا حياتها متنقلة بين المصائب المتتالية، إلى أن وصلت أخيرًا، مع ابنتها الصغيرة وبطنها المنتفخ، إلى رعاية روزوال في أرض الملجأ الهادئة.

على أي حال، كان الثلاثي سوبارو، وأوتو، وغارفيل قد تورطوا بسرعة، وكالعادة، قابلوا مالك الميتيا. ومن غير المفاجئ أن العديد من المشاكل حدثت بعد ذلك.

 

“غارف، هل أنت بخير مع ذلك؟”

أمك… ليشا، أليس كذلك؟ لم تتح لي الكثير من الفرص للتحدث معها، كما تعلم. كانت امرأة غامضة جدًا. أو بالأحرى، هل أصفها بأنها غير مفهوووومة، ربما؟ هي امرأة بدت وكأنها تحافظ على السعادة قريبة جدًا منها. أعتقد أنها كانت تحفز نفسها بالعيش من أجل الغد منذ صغرها جدًا… آه، نعم. ربما كنت أشعر بالغيرة. ربما لهذا السبب—

“…لكن بالنظر إلى طريقة وقوفكما كرُوَّاد قتال ورائحة الدم التي تنبعث منكما، أنتما المسؤولان عن هذا، صحيح؟”

 

في اللحظة التالية، انتشرت كمية هائلة من طاقة الشفاء السحرية. بدت هذه القوة لا تُقارن بما يمكن لغارفيل أن يفعله. إذا كان سحر الشفاء الخاص بغارفيل بمثابة قطرة مطر، فإن قوة هذه الشخصية بدت كالشلال الهادر.

كانت تلك كلمات روزوال غير المعتادة لوصف والدة غارفيل.

أنا الأقوى.

 

“أمي!” “أمي، هناك غريب مخيف!! ذلك النمر البديع أو أيًا كان اسمه كان يحتضن فريد، وأنا…!”

كانت تلك الليلة الأولى التي أقنع فيها أوتو غارفيل بتجربة الكحول. في تلك الليلة نفسها، زار غارفيل روزوال وهو في حالة سكر شديد. وفي حين ما ظل غارفيل يهاجمه بنبرة أكثر عدائية من المعتاد، تحدث روزوال فجأة عن انطباعاته عن والدة الفتى.

لقد حذرتاه رام وفريدريكا بشدة قبل أن تنطلق المجموعة إلى بريستيلا. طلبتا منه أن يحرص على أن غرابته لا تسبب الإزعاج لأحد سوى أوتو، الذي كان خبيرًا في التعامل مع فوضى الآخرين.

 

وضع ذراعه حول خصرها النحيف، وصب قوته في ساقيه. حان الوقت لأخذ ميمي والانسحاب. ووفقًا لاقتراحها الأول، سيجمعون رفاقهم ويعودون بقوة.

شعر غارفيل وكأنه سيموت من شدة الصداع في صباح اليوم التالي، لكنه لم يفقد ذكريات الليلة السابقة. وبالتالي، ظلت ذكرى حديث روزوال عن أمه حية في ذهنه. وكان غارفيل ممتنًا للكحول إلى حد ما لأنه ترك له تلك الذكرى.

 

 

“أعتذر بشدة لطرح هذا السؤال. لكن مع ذلك، أود أن أسأل.”

على أي حال، من خلال النظر إلى الصورة الكبيرة، بدت أمه وكأنها شخص بسيط ذو عقل مبرمج دائمًا على الشعور بالسعادة. لو لم يكن الأمر كذلك، لماذا كانت ستترك مكانًا مليئًا بالسلام للبحث عن والد غارفيل، الذي لم يكن لديه سوى ذكريات مؤلمة عنه؟

لكن غارفيل لم يستطع الرد على ندائها. كان منشغلًا تمامًا. قلبه وعيناه أصبحا مليئتين بالارتباك.

 

 

وفي النهاية، انتهى بها الأمر إلى الموت بعد وقت قصير من انطلاقها.

“فهمت. اترك الأمر لي.”

 

 

ما الذي كان يدور في عقلها؟

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com استجابةً لكلمات غارفيل، قامت ليارا بلطف بفك أصابع ابنها. شعر غارفيل بالارتياح عندما تحرر كُمّه مرة أخرى.

 

 

— حتى بعد كل هذا الوقت، لم يعثر غارفيل أبدًا على إجابة لسؤال من أين استمدت أمه سعادتها.

“لا يمكن. هذا يشبه نحت الكوكران، اللعنة.”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“أمي، أشعر بالجوع.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

 

في تلك اللحظة، عاد الشقيقان ممسكين بأيدي بعضهما البعض بعد أن ارتديا ملابس جديدة.

وبذلك، ومع حمله على الأمام والخلف، واصل غارفيل طريقه نحو منزل الصبي بخطوات غير ثابتة وعزيمة جديدة.

 

 

نظرت الأخت الكبرى فوق رؤوس الضيوف لتنادي والدتها وسارعت إلى جانبها، موجهةً نظرات صارمة بعينيها الزمرديتين نحو غارفيل طوال الوقت.

 

 

 

“أمي، حان وقت العشاء بالفعل، ألا ينبغي لضيوفنا أن يعودوا إلى منازلهم؟”

بينما اقترب غارفيل بسرعة السهم، ظلت المرأة واقفة بثبات، دون أن تتحرك قيد أنملة. تلاشت المسافة بينهما في طرفة عين، وعند خمسة إلى أربع خطوات فقط، شن غارفيل الهجوم الأول، ملوحًا بمخلبه الوحشي.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“أوه، كيف يمكنكِ قول ذلك؟ السيد البديع والآنسة ميمي ساعدا فريد، كما تعلمين. كان على ما يبدو في خطر الغرق أثناء اللعب في قارب.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قبل أن يتمكن من القفز، طاردته المرأة بوضعية منخفضة. ميمي، موجّهةً عصاها نحو المرأة المقتربة، استدعت حاجزًا سحريًا ثلاثي الطبقات، يفوق ما استدعته من قبل، لتمنع المرأة من التقدم.

 

“…”

“همف، هل أنتِ متأكدة من ذلك؟ أليس من الممكن أن يكون هذا البديع هو من قلب القارب في المقام الأول؟ أراهن أنه كان يخطط للمجيء هنا ليحاول ابتزازنا للكثير من المال.”

ابتسمت ليارا بخفة وكأنها تقول “كم هذا غريب”، بينما وضعت يدها على خدها.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“يكفي، يا صغيرة… ولكن الآن بعد أن ذكرتِ ذلك، بالفعل، لقد أنقذ فريد. ينبغي علينا أن نظهر له شكرنا، لذا ربما تقديم المال هو الأنسب.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

 

“أمي!!”

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com دافعًا جانبًا شعور الارتياح لكونه قد نجا، زأر غارفيل وسحب ذراعه من خصمه الذي كان يُمسكه. بركلة إلى صدر العملاق، لم يهتم برؤية النتائج بينما قفز مبتعدًا للانضمام إلى ميمي.

على ما يبدو، شعرت الفتاة أنها بحاجة إلى فعل كل ما في وسعها لحماية عائلتها. ومع ذلك، لم تتناغم جهودها الحماسية تمامًا مع والدتها؛ لم يستطع غارفيل سوى أن يشعر بأنها كانت تحاول جاهدة لكنها بلا جدوى.

 

 

 

لكن التبادل الدافئ بين الأم وطفليها ظل يسبب لغارفيل ألمًا مريرًا، وكأنه يسير حافي القدمين على طريق من الأشواك. كان ذلك مؤلمًا لدرجة أنه بالكاد تمكن من البقاء هناك لفترة أطول.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد توسلت إليه بوجع.

“…يبدو أننا لسنا موضع ترحيب كبير هنا، لذا ربما علينا المغادرة.”

 

 

في تلك اللحظة، عاد الشقيقان ممسكين بأيدي بعضهما البعض بعد أن ارتديا ملابس جديدة.

“إييييه، لماذَا؟ دعنا نبقى لفترة أطول قليلاً!”

 

“لا يمكن. هذا يشبه نحت الكوكران، اللعنة.”

 

 

“بحق الجحيم؟”

اعترضت ميمي على محاولة غارفيل الرحيل، لكن غارفيل لم يسمح بأي اعتراضات وهو يحاول سحب الفتاة معه بالقوة. أظهرت ليارا وجهًا حزينًا عندما أعلن غارفيل ذلك، بينما استغلت ابنتها الفرصة لتخرج لسانها له وهي تراقب مغادرته.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

من المفترض أن يكون وحيدًا، غارقًا في مشاعر العجز التي ظلت تلتهمه بسبب هزيمته المحبطة. لكن إشراق الفتاة بجانبه منعه من السقوط في حفرة من اليأس.

أما الأخ الصغير —

وضع كفه على الجرح المفتوح، شعر بتدفق الدم تحت الجلد، واللحم، والأعضاء، والسحر العلاجي الذي ظل يسكبه. صب وصب، ولكن —

“لا ترحل، أيها النمر البديع!”

تأرجح قلبه بين الخيارين، لكن تلك الذكرى المؤلمة جعلته يتخذ قرارًا سريعًا.

 

“السيدة ميمي، أنا سعيدة لأنك بخير أيضًا. ذلك البث كان يقلقني.”

أمسك بكم غارفيل محاولاً منعه من المغادرة.

خطوة واحدة خاطئة كانت كفيلة بأن تجعل من السهل جدًا أن يستخدم مخالب الحماية التي يملكها الآن لتمزيق سوبارو وأوتو. حتى لو افتقر إلى الجرأة لفعل ذلك، فقد كان السقوط في اليأس أمرًا قريب المنال.

 

 

تردد غارفيل للحظة عن نزع تلك الأصابع الصغيرة من على كمه. لم يكن متأكدًا لماذا تردد، لكن…

“إذا كنتم تستمعون إلى صوتي، فاهتزوا في أحذيتكم، وأي لحم بشري لا يستمع، فقط ليتفضل بالموت ويوفر لي الكثير من العناء! هو-هو-هو-هو!”

 

“…”

“آسف يا صغير، لدي أشخاص ينتظرونني. سيشعرون بالقلق إذا تأخرت. لهذا السبب سأرحل، حسنًا؟”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “النمر البديع!”

 

 

ما زال غارفيل عاجزًا عن فهم سبب تردده للحظة، فوضع يده على رأس الصبي بينما يشرح.

شعر غارفيل بالامتنان لوجود ميمي بجانبه. لقد أنقذته مرارًا وتكرارًا.

 

“ولأن ميمي هي ميمي البديعة!!”

لقد رُحِّب به في المنزل، لكنه الآن يهرب. لو كان هذا هو الحال، لما كان عليه قبول الدعوة في المقام الأول.

حتى مع اقتراب الموت من الأمام والخلف، لم يكن لدى غارفيل أي تحركات ليقوم بها.

 

 

ندم، ندم، ندم — لم يكن هناك سوى الندم ينبض بعمق في صدره.

ومع ذلك —

 

“همم، فكرت أن غارف يريد البكاء، أليس كذلك؟ لكنك تعلم، سمعت أن الرجال لا يبكون إلا إذا وفّرت لهم مكانًا لفعل ذلك، وهذا يبدو مزعجًا جدًا! هذا بالتأكيد ما قالته لي السيدة!”

“فريد، أعلم أنك حزين، لكن عليك أن تترك ملابس السيد البديع.”

“— أنا أحب زوجتي. أحب أطفالي كثيرًا. في وقت من الأوقات، كان ماضيها يشغل ذهني، لكنه لم يعد كذلك. مهما كان ما حدث لها قبل أن نلتقي، هي زوجتي، المرأة الأثمن بالنسبة لي.”

 

 

استجابةً لكلمات غارفيل، قامت ليارا بلطف بفك أصابع ابنها. شعر غارفيل بالارتياح عندما تحرر كُمّه مرة أخرى.

“إذًا فقط مرة واحدة! ندخل ونواجههم سريعًا ثم ننسحب ونهرب. أي شيء آخر غير مقبول! ميمي وغارف وحدهما ليسا كافيين! الأمر مستحيل من دون القائد وجوليوس!”

 

 

“يجب ألا نسبب الإزعاج لضيوفنا بإجبارهم على البقاء. كما يقول المثل، للنزلاء حسن الضيافة والسوارية.”

 

 

“…لكن بالنظر إلى طريقة وقوفكما كرُوَّاد قتال ورائحة الدم التي تنبعث منكما، أنتما المسؤولان عن هذا، صحيح؟”

ثم جاءت كلمات ليارا التالية، لتصيب روح غارفيل غير المحصنة بعمق.

 

 

 

بعد أن شعر بالارتياح الأولي، تهاوت دفاعاته ليجد أن تلك العبارة الوحيدة شقت طريقها إلى ذكرياته، مما أطلق العنان لشعوره بالعجز.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

“السيدة ميمي، أنا سعيدة لأنك بخير أيضًا. ذلك البث كان يقلقني.”

إحساسه بالهزيمة تجاه رينهارد، إحساسه بالعجز بعد أن خان حلمه، صدمته عند رؤيته الأولى لليارا — كل ذلك بدا تافهًا مقارنةً بتأثير تلك العبارة.

“سيكون رائعًا إذا استطعنا إسكاتها فقط. على الأقل، أريد أن أرى وجه العدو.”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

كان التأثير قويًا لدرجة أنه شعر وكأن جسده يتمزق —

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“غارف، لنذهب.”

 

 

 

في تلك اللحظة، ميمي، التي بدت مترددة في المغادرة، سحبت ذراع غارفيل بلطف. عندما توجهت نحو الباب، تبعها غارفيل بصمت.

 

 

دوى انفجار صوتي هائل، تاركًا غارفيل في حالة من الصدمة.

وبينما كانا يتوجهان إلى المدخل —

 

 

 

“لقد عدت… أوه، لدينا ضيوف؟”

ظل يسكب كل المانا التي يمكن لجسده أن يوفرها في السحر العلاجي. متجاهلًا جراحه، أرسل موجات من الطاقة العلاجية إلى جسد ميمي الممزق، ليملأه بقوة لطيفة.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انفصلت ليارا عن حياتها السابقة كليشيا.

— فتح الباب أمامهما، وظهر رجل أنيق بلحية كثيفة ورفع حاجبيه عند رؤية المشهد غير المتوقع.

كان غارفيل غارقًا في أفكاره عندما جعله هذا الاقتراح المفاجئ يفتح عينيه على مصراعيها بصدمة. أما ميمي، فردت ببساطة بقولها: “حقًا؟” مع إمالة رأسها بتعبير بريء على وجهها.

 

“فريد، أعلم أنك حزين، لكن عليك أن تترك ملابس السيد البديع.”

كان يرتدي ملابس أنيقة ويبدو عليه الحيوية. وجهه يشير إلى شخص هادئ وفعّال في منزله. كانت مكانته واضحة حتى قبل أن يتفاعل الأطفال مع عودته.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شقيقاه الصغيران غير المرئيين، “غاليك” الذي ترك في منطقة الخطر، ليارا التي ظلت تركض في تلك اللحظة قلقًا على عائلتها — في مواجهة هذا الخطر، لم يستطع غارفيل أن يقف بهدوء متفرجًا.

 

العنق، الكتف، الذراع — دار السيف الطويل كالأفعى ليحميهم جميعًا بينما تعالت أصوات السيف وهو يضرب الدرع. وبينما يتفادى إحدى الضربات، رد غارفيل فورًا بركلة أخرى؛ صدتها المرأة بغمدها، لكنها طارت للخلف.

“آآآه، لا أعتقد أننا التقينا من قبل. من قد تكون؟”

 

 

“إذن ماذا سنفعل هذا الصباح؟ هل ستذهب لمقابلة والدتك؟”

“أبي، هذا هو النمر البديع!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ظل نبضه يتسارع. شعر بتذبذب في رؤيته. وصداع مؤلم في رأسه.

 

 

“شخص مشبوه!”

 

 

 

التوصيفات المتناقضة تمامًا التي قدمها ابنه وابنته تركت الرجل — والدهما — في حالة من الحيرة. بحثًا عن الخلاص، نظر إلى ليارا التي تقف بجانب الأطفال.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن في اللحظة التي خسر فيها أمام القوة الحقيقية، شعر وكأنه خان هذا القسم.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا تربطني… أي علاقة بزوجتك.”

نظرة الرجل الدافئة جعلت ليارا تبتسم برقة. كان ذلك بلا شك تعبيرًا عن الحب.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تبادل غارفيل وميمي نظرات أثناء استمرار الصوت في الثرثرة، ثم رفعا رأسيهما نحو السماء في وقت واحد. كان السبب هو أن الصوت بدا وكأنه يناديهم من هناك.

 

 

وصل غارفيل إلى أقصى تحمله.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وهكذا انتهى الأمر!!”

 

 

“نحن لا شيء. لا داعي للقلق. حان وقت مغادرتنا.”

“غارف، تبدو وكأنك على وشك البكاء.”

 

“ميمي تعرف! هذا الصوت يأتي من ميتيا خارقة رائعة! في هذه المدينة، يمكنك سماع الغناء كل صباح بفضلها. لكنني نمت طوال الأمس!”

ودع غارفيل بسرعة، ممسكًا بيد ميمي وهو يغادر الغارفة معها. دفع الرجل الذي أفسح له الطريق على عجل، وغادر المنزل مسرعًا.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا يعني معاملتكم لي كشرير أنني أوافق على ذلك!”

“النمر البديع!”

لهذا السبب، أصبح واقعاً أنه قد تراجع دون وعي في اللحظة التي واجه فيها “الأقوى” يدفعه حاليًا إلى اليأس.

 

 

من الخلف، نادى الصبي على غارفيل بصوت حزين. ومع ذلك، لم يكن لدى غارفيل ما يكفي للرد — لا، لم يكن يستحق الرد.

“لماذا…؟ لا، فهمتُ — آسف.”

 

“غارف! غارف! انظر، انظر! يمكنك حقًا رؤية غروب الشمس على الماء — إنه أحمر جدًا! هذا مذهل! انظر! جميل جدًا!”

— عندما نظر حوله، رأى شبحًا أسوداً يتسلل إلى حافة رؤيته. ابتسمت له امرأة، ميتة بالتأكيد، بسخرية.

 

 

 

“بديع؟ نمر؟ أين النمر الذهبي بداخلي الآن؟”

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أمي!!”

النمر قوي. النمر عظيم. لا شيء يهز النمر. أي جزء مني كان نمرًا في تلك اللحظة؟

 

 

 

هل يمكن لنمر حقيقي أن ينكسر بسبب شيء كهذا؟!!

 

 

 

“غارف! توقف!”

لم يكن من الصواب أن تموت هذه الفتاة من أجله.

 

العنق، الكتف، الذراع — دار السيف الطويل كالأفعى ليحميهم جميعًا بينما تعالت أصوات السيف وهو يضرب الدرع. وبينما يتفادى إحدى الضربات، رد غارفيل فورًا بركلة أخرى؛ صدتها المرأة بغمدها، لكنها طارت للخلف.

“!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

“هااي ، أيتها الصغيرة… أوه، ماذا؟!”

بينما غرقت أفكاره في ضباب أحمر قانٍ، أعدته ذلك الصوت إلى وعيه.

 

 

ثم بينما التزم غارفيل الصمت، بدأ غاليك يتحدث.

عندما استدار، أدرك غارفيل أنه كان يجر ميمي نصف جر.

 

 

 

لقد توسلت إليه بوجع.

ازدياد شراسته المفاجئ قلّل قليلًا من حدة الهجمات القادمة. بدا هيكل وجه غارفيل وكأنه يتغير بشكل مسموع، فيما بدأت ذراعاه العضليتان تنتفخان أكثر، وفراء ذهبي يغطي جلده المكشوف.

 

 

وعندما دقق أكثر، رأى أن معصم الفتاة النحيل قد أصبح أزرقاً بسبب قبضته.

 

 

 

“آآه… آسف… لم أقصد ذلك…”

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“غارف، هل أنت بخير؟ تبدو غريبًا جدًا منذ قليل. هل يؤلمك بطنك؟”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قبل أن يتمكن من القفز، طاردته المرأة بوضعية منخفضة. ميمي، موجّهةً عصاها نحو المرأة المقتربة، استدعت حاجزًا سحريًا ثلاثي الطبقات، يفوق ما استدعته من قبل، لتمنع المرأة من التقدم.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

عندما حاول غارفيل الاعتذار بصوت متردد، نظرت إليه ميمي بقلق. لم تكن تلك نظرة لوم بسبب إصابتها في معصمها، بل نظرة خالصة من الاهتمام فقط.

وبذلك، ومع حمله على الأمام والخلف، واصل غارفيل طريقه نحو منزل الصبي بخطوات غير ثابتة وعزيمة جديدة.

 

وبينما يتعرض لهذين النمطين المتناقضين تمامًا من المبارزة، والتي تقبع على طرفي نقيض من حيث الإيقاع والحركة، أوشك عقل غارفيل أن يصل إلى حدوده. ظل يتجنب ويصد الموت بالحدس البحت، هاربًا بصعوبة من عدة ضربات قاتلة.

دفع ذلك قلب غارفيل، الذي كان يغرق بالفعل، إلى أعماقه.

 

 

 

سقط صمت محرج بين الاثنين بينما هبت نسمة ليلية رطبة عليهما. كانت الشمس قد غربت بالفعل، وأضواء الشوارع في المدينة تحت السماء الليلية تلمع بمصابيح سحرية. ومع انعكاس ضوء المصابيح السحرية على مياه القنوات، بدت المياه هادئة ومفعمة بجمال غامض. لكن غارفيل لم يكن لديه مساحة في قلبه للاستمتاع بالمشهد.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

 

“عذرًا، كلاكما!”

كان عدد الجثث ثلاثين تقريبًا، لكن هذا التفصيل المروع لم يكن أكثر ما جذب انتباه غارفيل.

 

بات المواطنون يرشدون الغرباء الذين لا يعرفون الإجراءات. حتى الأشخاص القريبون من غارفيل وميمي حاولوا دعوتهما للانضمام إليهم، لكنهما رفضا، متعجلين للارتباط مجددًا مع رفاقهما.

في تلك اللحظة، اقترب صوت رجل لاهث من الثنائي الواقف في الشارع ليلاً.

استعدت ميمي بعصاها المحببة التي تحملها على ظهرها، بينما ثبت غارفيل دروعه الفضية على ذراعيه. وبعد التأكد من تجهيزاته وأن الفولاذ ملفوف بإحكام حول ذراعيه القويتين، أصبح جاهزًا للقتال.

 

“يكفي، يا صغيرة… ولكن الآن بعد أن ذكرتِ ذلك، بالفعل، لقد أنقذ فريد. ينبغي علينا أن نظهر له شكرنا، لذا ربما تقديم المال هو الأنسب.”

عندما نظرا، رأيا الرجل الذي قابلاه سابقًا مضاءً تحت أضواء المصابيح السحرية. كان قد خلع معطفه، ووصل أخيرًا إليهما وهو يلهث، مستندًا على ركبتيه.

بينما غرقت أفكاره في ضباب أحمر قانٍ، أعدته ذلك الصوت إلى وعيه.

 

 

“هاه! هاه! تمكنت من اللحاق بكما. هذا أمر لا يليق حقًا… كنت أتمتع بطاقة بدنية كبيرة في الماضي، لكنني ضعفت منذ أن بدأت العمل المكتبي فقط…”

لم يكن قد استوعب الأمر تمامًا بعد، ولكن إذا كانوا أشقاء من أب مختلف، فإن علاقته بهم ستكون بالضبط مثل علاقته بفريدريكا. بعبارة أخرى، ذلك الصبي وتلك الفتاة هما شقيقاه الصغيران العزيزان. لطالما كان الابن الأصغر، وها قد أصبح لغارفيل أخوان أصغر منه، وهو الشيء الذي تمناه دائمًا.

 

 

“…ما الأمر؟ هل لديك عمل معنا أم ماذا؟”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

منذ وصولهم إلى بريستيلا — أو ربما منذ لقائهم الأول في قصر روزوال — أظهرت ميمي إعجابًا خاصًا بغارفيل. في البداية، ظن غارفيل أن الأمر ربما كان محاولة منها لتقييم قوة مقاتل من المعسكر المنافس. ولكن مع مرور الوقت، وطريقة حديثها وتصرفاتها، تبددت تلك الشكوك. وفي هذه المرحلة، اعتقد أنها ببساطة قد أعجبت به.

بدا في صوت غارفيل نبرة حادة عندما توجه بالكلام إلى الرجل الذي لحق بهما.

في الوقت الحالي، كان غارفيل وميمي يتجولان معًا في بريستيلا خلال المساء.

 

“؟!”

لم يكن الوضع معه كحال ليارا والأطفال، لكنه كان أيضًا مصدر قلق بالنسبة لغارفيل. لم ينوِ غارفيل الحديث لفترة طويلة. كل ما أراده هو أن يبتعد بأسرع ما يمكن.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تُصدر صوتًا.

 

 

رأى الرجل في موقف غارفيل أنه لم يُستقبل بأذرع مفتوحة.

حين سألت ميمي، ضاغطةً عليه لاتخاذ قرار، سأل غارفيل نفسه السؤال ذاته.

 

“لا يجب عليك استخدام كلمات صعبة مثل ‘التزام’ و’لياقة’ مثل جوشوا، حسنًا؟ ميمي تعتقد أنه من الأفضل استخدام كلمات بسيطة. بالإضافة إلى ذلك، الابتسام كالأحمق كما تفعل عادةً هو شيء رائع حقًا، غارف!”

“سمعت القصة من زوجتي. أنتما أنقذتما ابني، أليس كذلك؟ ومع ذلك، تركتكما ترحلان دون أن أقول كلمة شكر واحدة. تلك قمة الجفاء.”

زأر في وجه الخصمين الصامتين، مستخدمًا بركة روح الأرض لتفجير الأرض تحت قدميه. أدى تطاير الدم والحصى بينما يندفع عبر ساحة المعركة الغارقة في الدماء إلى إرباك تنسيق العدو.

 

ومع ذلك —

“…ليس هناك داعٍ. تضخيم الأمور مثل تلك دائماً ما يسبب لي الصداع.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

“ناعم، أليس كذلك؟ سيدتنا تفعل هذا كثيرًا أيضًا. تقول إنه يمتلك خصائص علاجية!”

“كل شيء يتعلق بأطفالي مهم جدًا بالنسبة لي. أرجو أن تسمح لي بشكرك. أنا غاليك تومبسون، أحد المسؤولين عن إدارة هذه المدينة. إذا كان هناك أي شيء يمكنني القيام به من أجلكما…”

كانت أمنية غارفيل واحدة سيتم تحقيقها. بعد كل شيء، العالم لم يكن رحيمًا إلى هذا الحد.

 

 

“ليس هناك حاجة…”

“للبداية، سنُسقط واحدًا!!”

 

قبل أن ينطلق عن الأرض بلحظة، لمح غارفيل المبنى الإداري. هناك، في مركز المدينة الذي أصبح تحت سيطرة “الشهوة”، كان يقبع الشخص الأخير الذي يبحث عنه. ومرة أخرى، حان وقت الاختيار.

عندما حاول غارفيل صد الرجل المثابر، غاليك، توقفت كلماته فجأة في حلقه.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

على ما يبدو، شعرت الفتاة أنها بحاجة إلى فعل كل ما في وسعها لحماية عائلتها. ومع ذلك، لم تتناغم جهودها الحماسية تمامًا مع والدتها؛ لم يستطع غارفيل سوى أن يشعر بأنها كانت تحاول جاهدة لكنها بلا جدوى.

وفجأة، طرأت عليه فكرة — ربما، زوج ليارا هذا يعرف حقيقتها.

 

 

“أنا، أنا…”

“هناك شيء واحد أريد أن أسألك عنه.”

كان بإمكانه أن يدفعها بعيدًا ويهرب، لكنه يعلم أنها ستلاحقه عبر المدينة، وهو ما أراد تجنبه لتفادي أي متاعب قد تسبب مشاكل لسوبارو والآخرين.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“نعم، بالطبع. إذا كان ذلك شيئًا يسمح لي موقعي بالإجابة عنه، فسأفعل.”

رغم أنه لم يكن مناسبًا تمامًا لهذا الدور، إلا أنه وضع روحه في تعلم السحر العلاجي. أراد تلك القوة ليتمكن من التصرف إذا حدث شيء لأي شخص في الملاذ. لهذا السبب ركز غارفيل جهوده على دراسة السحر العلاجي، وفي هذه العملية، تعلم قدرًا كبيرًا عن معالجة الجروح بشكل عام.

 

ظل يسكب كل المانا التي يمكن لجسده أن يوفرها في السحر العلاجي. متجاهلًا جراحه، أرسل موجات من الطاقة العلاجية إلى جسد ميمي الممزق، ليملأه بقوة لطيفة.

أومأ غاليك نحو غارفيل بابتسامة ودودة.

 

 

على الرغم من أنه عاش خمسة عشر عامًا فقط، فإن غارفيل قد قضى معظم حياته في التدريب. بذل كل جهده في إتقان الفنون القتالية، لإثبات أنه يمكنه الوفاء بقسمه لحماية ما هو عزيز عليه بيديه العاريتين.

كان الحال كذلك بالنسبة لليارا وابنه فريد. وعندما أُضيف غاليك، بدا واضحًا أن عائلة تومبسون كانوا ودودين للغاية تجاه الناس. كانت تلك الابنة هي الوحيدة التي تمتلك قدرًا مناسبًا من الحذر بينهم.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

— وهكذا كان تهديداً خارجياً مثل غارفيل قادرًا على استغلالهم.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…”

“زوجتك… هل اسمها الحقيقي ليارا؟”

 

 

جعل الصوت غير المريح غارفيل يقبض قبضته بغضب، بينما تشد ميمي على كُمّه، وقد خفّت بهجتها المعتادة وهي تحدق في السماء بقلق.

“…”

— عندما نظر حوله، رأى شبحًا أسوداً يتسلل إلى حافة رؤيته. ابتسمت له امرأة، ميتة بالتأكيد، بسخرية.

 

 

على الفور، تغيرت الأجواء.

 

 

 

عندما طرح غارفيل سؤاله، أسقط غاليك الابتسامة التي ظل يرتديها حتى تلك اللحظة. بدا صوته وتعابير وجهه هادئة بينما يكرر سؤال غارفيل في ذهنه.

 

 

“نعم، نعم، فهـــمت! فهمت خااارقة!”

“أتساءل — ماذا تقصد بذلك؟”

 

 

مع غروب الشمس الذي صبغ العالم باللون القرمزي، تركت أشعتها بقعًا زاهية من الأصفر والأبيض على سطح الماء، حافرةً هذا المشهد الرائع في قلوب كل من شاهدها.

“أعني ما قلت. كان ريد يواجه خصومه دائمًا وجهاً لوجه. لا أحب الطرق الملتوية. زوجتك… هل اسمها الحقيقي ليارا أم لا؟”

كانت تلك كلمات روزوال غير المعتادة لوصف والدة غارفيل.

 

فقدت المرأة توازنها بسبب وزنها الخفيف بعد التغيير المفاجئ في الأرضية. مخلب غارفيل الوحشي، الحاد كأي شفرة، لم يُضِع الفرصة. وقبل أن تضرب ضربته القصبة الهوائية للمرأة، تدخل العملاق ليحميها.

عندما قطع غارفيل حديثه بشكل مباشر، بدا على وجه غاليك تعبيراً من الارتباك الواضح. فتح وأغلق فمه عدة مرات، لاهثًا بحثًا عن الهواء والكلمات.

 

 

“ميمي مستاءة لأن غارف يظن أنها ستتراجع بعد أن قال شيئًا بهذا الروعة! ميمي ستأتي، ستأتي تماماً!”

“أنت… هل تعني أنك تعرف شيئًا عن زوجتي؟”

لم يكن غارفيل قد سمع فقط الشائعات التقليدية عن هذا الرجل، بل سمع عنه أيضًا مباشرةً من سوبارو، الذي التقى بهذا الأسطورة الحيّة. لهذا السبب، ظل غارفيل يتوق بشدة لمقابلته يومًا ما.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“أنا من يريد أن يعرف عنها.”

كان المتنزه قريبًا من قاعة المياه، وهو مكان يمكنهم من خلاله الالتقاء سريعًا بسوبارو والبقية —

 

 

رد غارفيل بصدق على سؤال غاليك المتردد.

 

 

في ذهنه، توصل غارفيل بيأس إلى استنتاج أن ليارا تومبسون ليست سوى شخص مختلف عن أمه، ليشا تينزيل. هذه المرأة فقط تشبهها بشكل كبير.

بدا غاليك صامتًا، متعمقًا في التفكير، بعدما التقط الشعور الصادق الذي تضمنه رد غارفيل. وبينما انتظر غارفيل الكلمات التي ستأتي، شعر بميمي تمسك بيده الأخرى بيدها الحرة.

“ماذا قلتِ لتوّك؟!”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أتساءل — ماذا تقصد بذلك؟”

عندما حول نظره نحوها، ابتسمت ميمي بابتسامة طفولية قائلة: “هيه-هيه”.

“وووه، التل الذي عليك تسلقه لتصبح الأقوى يبدو طوييييلاً جدًا!”

 

 

“…يبدو أنه يجب أن أكون صادقًا معك.”

“…لكن بالنظر إلى طريقة وقوفكما كرُوَّاد قتال ورائحة الدم التي تنبعث منكما، أنتما المسؤولان عن هذا، صحيح؟”

 

خلال كل هذا النقاش، استمر ذلك الصوت الحاد في الانسكاب من السماء.

كسر غاليك الصمت بتلك الكلمات مصحوبة بزفرة.

 

 

صد غارفيل السيف الطويل القادم من الأمام بدرعه، وتجنب ضربة سيف عظيمة شرسة من الخلف عبر ركل السلاح في اللحظة الأخيرة. ومع تخمينه لمسار السيف، تمكن من صدّه بشكل معجزة. لكن، بينما تحرق شرارات النار وجنتيه، سُحق جسده بضربات السيف العظيم من الأعلى والأسفل.

امتزج صوته بإرهاق عميق وشعور لا يمكن إخفاؤه بالذنب، مما جعل غارفيل يضيق حاجبيه.

 

 

“لا بد أن أقول، بالنسبة للأطفال الصغار، لقد ذهبتم بعيدًا عن منازلكم.”

ثم بينما التزم غارفيل الصمت، بدأ غاليك يتحدث.

— على الأقل، كان هذا هو المخطط حتى التقط رائحة كثيفة بشكل استثنائي للدم المتسرب من المبنى الإداري.

 

من خلف العملاق، دارت المهاجمة الأنثى مقتربةً من غارفيل من زاوية عمياء، وسيفها مرفوع وجاهز.

“زوجتي، ليارا… ليس لديها أي ذكريات من قبل أن ألتقي بها قبل خمسة عشر عامًا.”

 

 

“…يبدو أنه يجب أن أكون صادقًا معك.”

“!لا ذكريات، تقول؟”

“أوه، يبدو أنك كنت تعتني بأطفالي. إن أردت، يمكننا أن نتحدث أكثر في منزلنا. إنه قريب جدًا من هنا.”

 

يقع مبنى البلدية في مركز بريستيلا، والتي تنقسم إلى أربع مناطق: الشمالية، الجنوبية، الشرقية، والغربية. إنه المكان الذي يتم فيه إدارة كل الوظائف الأساسية للمدينة. وهو أيضًا المكان الذي أعلنت “الشهوة” أنها تحت سيطرتها.

“كانت ليلة عاصفة. كنت مجرد تاجر عائد من صفقة تجارية عندما مررت بموقع انهيار أرضي كبير. زوجتي المستقبلية كانت قد علقت في تلك الكارثة ودُفنت حية.”

— حتى بعد كل هذا الوقت، لم يعثر غارفيل أبدًا على إجابة لسؤال من أين استمدت أمه سعادتها.

 

في تلك اللحظة، رفع غارفيل درعه الأيمن ليصد السيف بينما ركل نحو صدر المرأة المفتوح. تجنبت الركلة دون أي حركة غير ضرورية. وبينما يلتف جسدها مبتعدًا، تحرر سيفها، الذي كان عالقًا في درعه، ليهاجم من جديد.

المصطلحات التي استخدمها غاليك — انهيار أرضي، دفن حي — جعلت أنفاس غارفيل تتوقف.

موشكاً على الغرق في مشاعر الحنين، ارتعشت أذناه عندما سمع ذلك الصوت الحاد ذي النبرة العالية.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان التأثير قويًا لدرجة أنه شعر وكأن جسده يتمزق —

تدفقت إلى ذهنه لمحة من الماضي الذي شاهده في الملاذ. ماضٍ لا يمكن إنقاذه، حيث تركت والدته غارفيل وفريدريكا خلفها، وانطلقت من المستوطنة لتُدفن في انهيار أرضي وتفقد حياتها —

كان يعتقد اعتقادًا راسخًا أن هذه المواجهة ضرورية بالنسبة له ليصبح الأقوى.

 

“لكن هل هذا حقًا جيد؟ لدي شعور سيئ يجعل شعري يقف من الخوف.”

— ولكن هل ماتت والدته حقًا؟ لم يفكر أبدًا في احتمالات أخرى.

بينما لا يزال الأطفال متشبثين بها، توقفت الابتسامة الهادئة التي وجهتها إليه غارفيل في مكانه.

 

كان لديه كل ما يريده — وفي اللحظة التي أصبح متأكدًا من ذلك، اقترب الموت منه من الخلف.

“…”

لقد قالها بصوت عالٍ.

 

 

جعلته هذه الفكرة المرعبة يضغط على أسنانه بقوة حتى لا يرتجف.

“أوه، يبدو أنك كنت تعتني بأطفالي. إن أردت، يمكننا أن نتحدث أكثر في منزلنا. إنه قريب جدًا من هنا.”

 

صرخت عظام وركه وأضلاعه ، ثم تحطمت. الألم البليغ وحده جعل رؤيته تتلون بالدماء، وهو يُدفع إلى شفير الموت.

كان يعتقد بكل تأكيد أن والدته قد ماتت. حتى لو نجت والدته، إذا كانت لا تزال على قيد الحياة، لم يستطع تخيل سبباً لعدم عودتها إلى غارفيل وفريدريكا.

بينما يُصارع هذه الأفكار، لمس غارفيل الندبة على جبهته. قرر أن يترك التفكير في الأمر لوقت لاحق، واختار ببساطة أن يتبع قلبه. في النهاية، كان هذا الخيار أسرع. لم تكن هناك حاجة للاختيار بين هذا وذاك إذا أمكنه الحصول على كل شيء.

 

“هممم…؟ أي غرض غير إثارة أعصاب الجميع…؟”

“بعد إنقاذها، كانت على حافة الحياة والموت، واستعادت وعيها بعد أيام قليلة عندما جئت لأتفقدها. ثم قالت هذه الكلمات بصوت عالٍ وواضح — ‘من أنا؟’.”

 

 

 

خفض غاليك عينيه، وهز رأسه من جانب إلى آخر.

فاجاً هذا غارفيل وأثار فضوله عما حدث بينما أكمل قفزته بعيدًا. تحطمت حجارة الأرضية بينما حلق نصف الوحش في السماء، وقطرات من الدماء الطازجة تتطاير في أثره.

 

بينما يتساءل غارفيل عن مصدر الصوت، رفعت ميمي يدها وشرحت بسرعة. افترض غارفيل أنها تقصد أنهم يسمعون شخصًا عبر قوة ميتيا خاصة وليس مجرد صوت عالٍ جدًا.

“ربما كان ذلك نتيجة توقف قلبها لفترة قصيرة. لم تتذكر شيئًا. كل ما عرفته، من الشارة التي كانت على ملابسها، هو أن اسمها يحتوي على ‘لي’ في اسمها العائلي أو الأول. وهكذا اخترت اسماً تيمناً بزهرة الليل، ومنذ ذلك الحين، أسميتها ليارا.”

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

بعد ذلك، بدأ غاليك يتحدث بنظرة بعيدة، لكن لم يكن هناك الكثير ليُروى بعدها.

 

 

كان لديه كل ما يريده — وفي اللحظة التي أصبح متأكدًا من ذلك، اقترب الموت منه من الخلف.

بعد أن أخذها تحت رعايته، تعمقت الروابط بينهما بشكل طبيعي، ولم يمض وقت طويل حتى وقعا في الحب. ومنذ أن أخذ ليارا تحت جناحه، شهدت أعمال غاليك التجارية ازدهارًا كبيرًا.

 

 

 

لم يشك غاليك أبدًا في أن هذا الحظ الجيد جاء نتيجة إعادة ليارا معه.

تردد هذا التقرير المؤلم في أنحاء الغرفة، بينما سقط غارفيل على الحائط وانهار على الأرض.

 

فضل غارفيل أن يظل بمفرده، لكنه ارتكب خطأً عندما سمح لميمي برؤيته، وما إن فعلت ذلك حتى التصقت به. بدا واضحًا أنها لم تمتلك القدرة على التقاط الإشارات الاجتماعية الدقيقة.

وبفضلها، عمل غاليك في هذه المدينة كرجل وزوج وأب حتى يومنا هذا.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

لهذا السبب —

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

الفتاة بين ذراعيه لم تتحرك. عصاها… ظلت تتساقط نحو الأرض.

“— أنا أحب زوجتي. أحب أطفالي كثيرًا. في وقت من الأوقات، كان ماضيها يشغل ذهني، لكنه لم يعد كذلك. مهما كان ما حدث لها قبل أن نلتقي، هي زوجتي، المرأة الأثمن بالنسبة لي.”

 

 

 

قال غاليك هذه الكلمات بحزم وبساطة، متحدثًا بثقة وإخلاص.

 

 

كان بإمكانه أن يدفعها بعيدًا ويهرب، لكنه يعلم أنها ستلاحقه عبر المدينة، وهو ما أراد تجنبه لتفادي أي متاعب قد تسبب مشاكل لسوبارو والآخرين.

كانت تلك المشاعر الراسخة التي شعر بها تجاه زوجته، والتي حملها منذ لحظة لقائهما وحتى يومنا هذا.

— تحدث الأطفال الذين أنقذهم بصوت واحد. وعندما نظر غارفيل إليهم، وجد أن نظراتهم لم تعد تحمل الدهشة فقط — بل الإعجاب.

 

عندما طرح غارفيل سؤاله، أسقط غاليك الابتسامة التي ظل يرتديها حتى تلك اللحظة. بدا صوته وتعابير وجهه هادئة بينما يكرر سؤال غارفيل في ذهنه.

“…”

 

 

 

استمع غارفيل للقصة حتى النهاية، ثم رفع نظره بصمت إلى السماء الليلية الغائمة.

 

 

ولهذا السبب تحديدًا —

كيف شعرت النجوم والهلال المتزايد أثناء نظرها إليه في تلك اللحظة؟

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

كان مقتنعًا بأن أي شخص وُلد رجلاً قد حلم يومًا بأن يصبح الأقوى. وكل من راودهم هذا الحلم نسوه في مرحلة ما من حياتهم، وأصبحوا يتوقون إلى ما تخلوا عنه. لكن غارفيل لم يرغب في نسيان هذا الحلم أبدًا.

اختار غارفيل الصمت، بينما ارتجفت شفتا غاليك أكثر من مرة. بدا مترددًا، لكنه أغلق عينيه بإحكام، وتغلب على تردده.

“لا يمكننا تجاهل الحدس. أذني أنهكتا من عدد المرات التي قال لي فيها الزعيم أن رؤساء الأساقفة الممثلين للخطايا السبع الكبرى هم خطر كبير. ومع ذلك…”

 

خفض غاليك عينيه، وهز رأسه من جانب إلى آخر.

“أعتذر بشدة لطرح هذا السؤال. لكن مع ذلك، أود أن أسأل.”

استفزته هذه المشاعر التي تتلاطم في صدره دون مخرج، فظهرت أمامه — المرأة التي قتلها. غير قادر على تجاهل وجودها، اندفع غارفيل إلى مدينة بوابة المياه عند الغسق بمفرده.

 

“إذن، هل أنا محقة؟ هل ليارا هي أم غارف؟”

“…”

“هممم…؟ أي غرض غير إثارة أعصاب الجميع…؟”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انفصلت ليارا عن حياتها السابقة كليشيا.

“ما هي علاقتك بزوجتي، ليارا؟”

 

 

ما الذي كان يقوله سوبارو؟ إنقاذ ميمي بفضل غارفيل؟ عما كان يتحدث؟

يا لقسوة أن يُطرح مثل هذا السؤال على أحدهم.

 

 

الأول كان رجلًا ضخمًا، لدرجة أن غارفيل اضطر للنظر للأعلى ليتمكن من رؤيته. كان يحمل سيفين كبيرين في يديه، وينظر بهدوء نحو غارفيل. أما الآخر، فكانت ذات جسد نحيف وهيئة أنثوية، تحمل شفرة طويلة وحادة بحافة واحدة، ووقفت بوضعية أظهرت جمالًا أرعب غارفيل.

أمام هذا السؤال الذي كان آخر شيء يود سماعه، حوّل غارفيل نظره ببطء من السماء إلى الأرض، وأخيرًا إلى غاليك.

 

 

على الفور، تغيرت الأجواء.

نظر غاليك إلى غارفيل بنظرة مليئة بالتصميم الهادئ والثابت. حتى غارفيل لم يكن غافلًا عن أهمية تلك الكلمات والمشاعر التي حملتها.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

بل أكثر من ذلك، كان يعلم جيدًا ما الرد الذي يجب أن يعطيه.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أأنا من بدا ضعيفًا هكذا؟ لماذا أطلقت صوتًا مثل هذا؟ هذا يشبه… يشبه…

 

تمكن من فهم أن ميمي عاشت حياة صعبة. ومن الطريقة العفوية التي تحدثت بها، لم تكن حياتها كلها مأساوية، لكنه أدرك بطريقة ما أنها لم تكن سهلة بالتأكيد.

“…”

كانت عينا ميمي مغمضتين. الكثير من الدماء لا يزال يخرج من صدرها المطعون.

 

 

فتح فمه مرة، ثم أغلقه. تنفس داخلًا وخارجًا، مرارًا وتكرارًا.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “غوه!”

 

 

ظل نبضه يتسارع. شعر بتذبذب في رؤيته. وصداع مؤلم في رأسه.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تُصدر صوتًا.

 

“نمر!!”

باتت الرغبة في التقيؤ تتصاعد بداخله.

 

 

 

شعر بعاصفة من المشاعر تموج داخله، إلى جانب شعور عميق بالخسارة. طوال ذلك، ظلت ميمي تمسك بيده.

“أنتِ حقًا لم تنتبهي لأي شيء قيل بالأمس، أليس كذلك؟”

 

“إييييه، لماذَا؟ دعنا نبقى لفترة أطول قليلاً!”

“أنا، أنا…”

وقفت ميمي بجانب غارفيل، وهي الفتاة المعنية، تغني بصوت خافت وفي حالة معنوية مرتفعة. كانت تشد سرواله بينما تهز رأسها ذهابًا وإيابًا، بوضوح مستمتعة بوقتها.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما يرمش غارفيل في ذهول من شدة اندفاعهما المفاجئ، ظهرت شخصية جديدة من بعيد. وعندما استدارت تلك الشخصية حول الزاوية وظهرت في مجال رؤيته، قفز الأخوان إلى أحضانها.

“…”

 

 

 

“لا تربطني… أي علاقة بزوجتك.”

 

 

“هاي، أيتها القصيرة؟”

قالها.

“بديع؟ نمر؟ أين النمر الذهبي بداخلي الآن؟”

 

 

لقد قالها بصوت عالٍ.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “النمر البديع!!”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

مع تلك الكلمات، تلاشى السيل العارم من المشاعر التي اجتاحت صدره بسرعة. ما تبقى كان فراغًا شاسعًا، إحساسًا بالخسارة جعله يشعر بالبرد في أطرافه.

ابتسمت ليارا بخفة وكأنها تقول “كم هذا غريب”، بينما وضعت يدها على خدها.

 

لم يكن غارفيل قادرًا على تجاوز تلك الحادثة بشكل كامل. رغم أنه يرى نفسه جبانًا، إلا أن سوبارو والبقية ظلوا يصرّون على أنه أدى أداءً رائعًا.

“أنا… آسف جدًا…”

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت ميمي مسترخية في ذراعيه بلا حراك. عندما نظر إلى الأسفل، رأى المرأة تنظر نحوهما من الأرض، وهي تسحب سيفها الطويل الذي طعنت به.

خفض غاليك رأسه، وأغمض عينيه، واهتزت كتفاه، بينما قدم اعتذاره لغارفيل.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

موشكاً على الغرق في مشاعر الحنين، ارتعشت أذناه عندما سمع ذلك الصوت الحاد ذي النبرة العالية.

لكن اعتذار غاليك لم يكن شيئًا يريده غارفيل.

 

 

 

كفى. فقط توقف. لا تؤذيني أكثر.

 

 

“!!”

ما الخطأ الذي حدث؟ من هو المذنب؟ من يجب أن أسحقه، أو أمزقه، أو أطرحه أرضًا، حتى أتجاوز هذا الألم؟

“هاه، الأمور تصبح مشوقة…!”

 

بدت مهارة المرأة في استخدام السيف حادة، تمثل قمة الجمال القاتل. وزن ضرباتها الفردية لم يضاهِ العملاق، لكن التقنية والمهارة التي أظهرتها في استخدام سيفها الطويل جعلت أي زلة من غارفيل تؤدي حتمًا إلى ضربة قاتلة تتجاوز دفاعاته.

ما الذي يفترض بي فعله تجاه الألم الذي في قلبي والذي يرفض أن يزول؟

ومع ذلك، فإن ظهور شخص بالغ قادر على إجراء حديث منطقي كان مساعدة عظيمة. تقدم غارفيل خطوة للأمام، راغبًا في شرح الموقف قبل أن يستدعي أحدهم حراس المدينة —

 

الأرضية باردة.

“— عزيزي! آه، أنا سعيدة جدًا لأنك مع السيد البديع والسيدة ميمي.”

“هممم، لااا!”

 

لأنك ستقتلني، أنت حبي الأول، غارفيل تينزل.

“؟!”

ما الذي كان يقوله سوبارو؟ إنقاذ ميمي بفضل غارفيل؟ عما كان يتحدث؟

 

 

أراد أن يصرخ.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخذت ميمي الحلوى بيدها الشاحبة بعض الشيء، وابتسمت وهي تؤدي تحية مرحة. ثم وضعت الحقيبة داخل حقيبتها التي تحملها على كتفها، واستخدمت ذيلها الطويل لتضرب غارفيل على ظهره.

 

رفع غارفيل حاجبًا عندما شعر بخفة وزن المرأة.

كان على وشك أن يبكي كصبي صغير وضعيف.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

في تلك اللحظة، أصبحت رؤيتها أكثر إيلامًا من أي نصل مسموم بالنسبة لغارفيل.

لم تبتسم حتى.

 

 

“ليارا، لماذا…؟”

“زوجتك… هل اسمها الحقيقي ليارا؟”

 

كانت تلك الليلة الأولى التي أقنع فيها أوتو غارفيل بتجربة الكحول. في تلك الليلة نفسها، زار غارفيل روزوال وهو في حالة سكر شديد. وفي حين ما ظل غارفيل يهاجمه بنبرة أكثر عدائية من المعتاد، تحدث روزوال فجأة عن انطباعاته عن والدة الفتى.

“لأنني ظننت أنك ركضت على عجل، وأنك ربما ستتمكن من اللحاق بهما. اعتقدت أنه من السيئ أن يغادرا فارغَي اليدين أيضًا…”

دون أي إشارة، اندفع غارفيل وميمي نحو خصومهما في نفس اللحظة.

 

الأرضية باردة.

بدا غاليك متفاجئًا تمامًا من ظهور زوجته المفاجئ، بينما اقتربت ليارا بخطوات صغيرة، متجاوزة زوجها. ثم، بينما ظل غارفيل جامدًا من الصدمة، مدت حقيبة بلطف نحوه.

شخص ما، في أي مكان، أرجوكم أظهروا لي معجزة. أخبروني. إذا كان هناك أي شيء يمكنني فعله، فأخبروني كيف أنقذ هذه الفتاة.

 

مشاعر العجز التي دفعته للمغادرة من النزل لم تختفِ تمامًا بأي حال. ما زال يفتقر إلى الثقة التي تمكنه من مواجهة راينهارد في الريوكان والحفاظ على هدوئه.

“هذه بعض الحلوى التي أعددتها من السواري. ربما لا تُعتبر مكافأة عظيمة، لكنني أثق في مذاقها. أرجو أن تأخذها.”

 

 

 

“آه…”

“أمي…”

 

 

بابتسامة بريئة تمامًا، قدمت ليارا لغارفيل أقسى الهدايا.

 

 

حين ارتسمت ابتسامة غبية على وجه ميمي، ابتسم غارفيل أيضًا، شاعراً وكأن ثقلًا كبيرًا قد أُزيح عن كاهله.

خفض غاليك وجهه بمرارة أثناء هذا التبادل بين غارفيل وزوجته. بدا الأمر مؤلمًا للغاية بحيث لا يمكن لأي شخص التدخل.

 

 

 

كان الألم ظاهرًا للغاية لمن فهم الطبيعة الحقيقية لهذا اللقاء، مما جعل من المستحيل القيام بأي شيء أكثر.

لا شيء سوى أن ثمن خطئه يجب أن يُدفع بالدم.

 

“…”

ولهذا السبب تحديدًا —

 

 

أومأ غاليك نحو غارفيل بابتسامة ودودة.

“أوهه! ياااي! أحب الحلويات! سأتباهى بها أمام السيدة!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com دافعًا جانبًا شعور الارتياح لكونه قد نجا، زأر غارفيل وسحب ذراعه من خصمه الذي كان يُمسكه. بركلة إلى صدر العملاق، لم يهتم برؤية النتائج بينما قفز مبتعدًا للانضمام إلى ميمي.

 

الثنائي المنتظر في الساحة كان خطيرًا وعدائيًا بشكل واضح لدرجة جعلت من الجليٍّ أنهما خصمان شديدا الصعوبة. شعر غارفيل بتهديد كبير لدرجة أن حلقه جف فجأة، وكأن طرف سيف يضغط على قلبه النابض.

أخذت ميمي الحقيبة من يد ليارا بروح مرحة وابتسامة مشرقة، بدت في حالة مناقضة تمامًا للأجواء التي سادت قبل لحظات. كان الأمر غير متوقع لدرجة أن غاليك استغرق بعض الوقت ليقبل ما يحدث. ولكن ليارا، غير مدركة للظروف، قابلت فرحة ميمي الصادقة بابتسامة مشرقة.

“غارف! قلت إنك ستنسحب فورًا!”

 

 

“أنا سعيدة جدًا لسماعك تقولين ذلك. أرجو أن تنقلي تحياتي لهذه السيدة.”

قبل أن يجعل القديس بالسيف يسلّ سلاحه، قبل أن يضطر الرجل حتى إلى تفادي لكمته المدربة، كان غارفيل قد خسر بالفعل.

“نعم، نعم، فهـــمت! فهمت خااارقة!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

إذا كان ذلك الطيف يمثل ضعفًا في قلب غارفيل، لم يكن من الغريب أن تؤدي أحداث الليلة الماضية إلى ظهوره بوضوح أكبر. لكن ذلك لم يحدث على الإطلاق.

أخذت ميمي الحلوى بيدها الشاحبة بعض الشيء، وابتسمت وهي تؤدي تحية مرحة. ثم وضعت الحقيبة داخل حقيبتها التي تحملها على كتفها، واستخدمت ذيلها الطويل لتضرب غارفيل على ظهره.

////

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com القصة التي يرويها غارفيل في ذلك الوقت كانت حادثة تمثال الإلهة الملعونة، والتي تركت أكبر انطباع عليه من بين كل ما حدث في العام الماضي.

“حان الوقت للرحيل حقًا! النمر البديع وميمي الرائعة سيغادران الآن!”

 

“نعم، احرصا على الحذر. أيها السيد الرائع، احرص ألا تسقط في القناة المائية ليلاً.”

“آه، القائد يتحدث عن الخصائص العلاجية والأشياء من هذا القبيل أيضًا. أعتقد أنني بدأت أفهم الآن ما يقصده.”

 

كان لديه كل ما يريده — وفي اللحظة التي أصبح متأكدًا من ذلك، اقترب الموت منه من الخلف.

عندما انطلقت ميمي مع تلويحة كبيرة بيدها، بادلتها ليارا تلويحة صغيرة. ومع تبادل التلويحات بينهما، ظل الرجلان يراقبان الموقف بوجوه عابسة.

في منتصف وداعه، ضغطت ميمي بكعب قدمها على قدم غارفيل. كان جسدها خفيفًا، لكن تلك الركلة كانت موجهة بزاوية لتحقيق أقصى تأثير. تأوه غارفيل من الألم بينما انتفخت ميمي صدرها بفخر.

 

كان يعتقد اعتقادًا راسخًا أن هذه المواجهة ضرورية بالنسبة له ليصبح الأقوى.

“…”

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “— نعم، لا شك في ذلك! عمل رائع!”

من هناك، تبع غارفيل جذب يد ميمي وسار خلفها. لم يقل أي منهما شيئًا لفترة، وواصلا السير بينما تلاشت ليارا وغاليك عن الأنظار.

 

 

ذلك التعبير، تلك السلوكيات، ذلك الصوت — هزّ غارفيل في أعماق كيانه.

وأخيرًا، عندما رأى غارفيل أنهما ابتعدا بما يكفي، توقف.

 

“هااي ، أيتها الصغيرة… أوه، ماذا؟!”

 

“هيااااا!”

ربما، لن يظهر ذلك الطيف أمامه مرة أخرى أبدًا. إذا كان الأمر كذلك، فهذه كانت فرصة منحت له بفضل وجود الفتاة التي بقيت بجانبه —

 

متجاوزًا العقبات، راكضاً بجنون، وصل غارفيل إلى وجهته وهو محموم. وصل إلى نفس المبنى الذي زاره في اليوم السابق واندفع إلى إحدى الغرف بداخله. تفاجأ عدد كبير من الأشخاص برؤية شكله الملطخ بالدماء. لم يكن لديه وقت لشرح شيء. وهو يدير رأسه بسرعة، بحث عن الرجل الذي يمكنه الاعتماد عليه.

في اللحظة التالية، قفزت ميمي، مما شد ذراع غارفيل. انطلقت من الأرض فجأة، وقفز الاثنان على سطح مبنى قريب.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بعد ارتطامه بالأرض، شعر بضربة أخرى تقترب من جانبه. كان محظوظًا أن ذراعه تحركت في الوقت المناسب لصد السيف العظيم بدرعه. حتى مع تقليل حدة الضربة، ظل يُقذف على الأرض وعلى سطح الماء، مرتطمًا بعنف.

 

 

بعد أن ارتفعا ثلاث طوابق في قفزة واحدة، تمددت ميمي بظهرها.

 

“ممم!! رائع! الشعور جيد جدًا!”

كان على وشك أن يبكي كصبي صغير وضعيف.

“مهلاً، لا تعطيني هذا! ما الذي تفعلينه فجأة…؟”

بطريقة ما، أدرك السبب — هذا الطيف كان انعكاسًا لضعفه الداخلي.

 

بدا الجدار باردًا.

كانت ميمي تستمتع بالنسيم المنعش بينما اقترب منها. ولكن عندما نظرت إليه بعينيها المستديرتين، لم يجد غارفيل كلمات ليقولها. كان يشعر بعدم ارتياح غريب عندما رأى انعكاس مظهره في عينيها.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لماذا؟! لماذا نسيتني؟! بعد كل هذا… لقاؤك بعد كل هذا الوقت!! حتى أنكِ لن تقولي اسمي… أنتِ لن… تـ – تَغفري لي……!”

ومع صمت غارفيل، أمالت ميمي رأسها فجأة.

“أنا، أنا…”

“غارف، تبدو وكأنك على وشك البكاء.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان التأثير قويًا لدرجة أنه شعر وكأن جسده يتمزق —

 

شعر غارفيل بالضياع. باتت أفكاره فارغة وجوفاء. عذبته مشاعر الاشمئزاز والذنب وكأنها لن تتوقف أبدًا. استمر طنين مزعج في أذنيه بلا انقطاع. حتى ألم جروحه بدا مثيرًا للضحك وغير منطقي.

“…ماذا؟ ما الذي تقولينه؟ مستحيل أن أفعل ذلك.”

ورغم أنها كانت الأخت الكبرى للصبي، إلا أنها لم تتجاوز العاشرة من عمرها، تقريبًا — العمر الذي يبدأ فيه الأطفال بالتباهي بشجاعتهم. وبناءً على مظهر غارفيل، افترضت أنه مشاغب من الشوارع وتحدّته بينما تستجمع كل شجاعتها بدموع في عينيها. على الأرجح، كانت تفعل ما بوسعها لتشتيت الانتباه عن شقيقها الصغير.

“أنا أعرف أنك قوي، غارف، ولكن هذا لا يعني أنك تحتاج للتظاهر بالقوة. ليارا هي أم غارف، صحيح؟”

ظهر في ذهن غارفيل كل من سوبارو، إميليا، بياتريس، وأوتو.

“!”

كيف أبدو الآن؟

 

 

عندما دخلت ميمي في جوهر الموضوع، سحب غارفيل أنفاسه، غير مستعد تمامًا لذلك.

يبدو أن المتحدثة باتت مسرورة بالاضطراب المتزايد، فازداد صوتها حدة وانغماسًا في ذاتها.

“لماذا تعتقدين…أنها…؟”

 

“أعني، رائحة غارف وليارا متشابهة جدًا. ورائحة أطفال ليارا تشبه رائحة غارف قليلاً أيضًا. لذلك فكرت، ربما…”

“لأنني ظننت أنك ركضت على عجل، وأنك ربما ستتمكن من اللحاق بهما. اعتقدت أنه من السيئ أن يغادرا فارغَي اليدين أيضًا…”

 

“…”

لم تعرف ميمي عن عائلة غارفيل من خلال المحادثة. بل وصلت إلى الحقيقة بدقة اعتمادًا على حاسة الشم الفطرية والغريزة الأساسية.

“لننطلق.”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com — دماء طازجة… من أين تأتي بحق الجحيم؟

الكلمات يمكن أن تُختلق أو تُخفى. ولكن غارفيل لم يكن لديه رد على شيء يعتمد على جزء لا يتغير منك.

ما الذي كان يدور في عقلها؟

“ما الذي…؟”

 

 

وبينما كان يساعدها في مسح وجهها، غرق غارفيل مرة أخرى في أفكاره. في الحقيقة، كان اليوم السابق مليئًا بالتقلبات. كل حدث كان بمثابة اختبار، لكن شيئًا واحدًا إيجابيًا حدث بلا شك.

جلس غارفيل ببطء في مكانه، مائلًا رأسه المُرهق إلى الخلف. فوقه، كانت النجوم والقمر في السماء يحدقون فيه، لمعانهم ثابت كما كان من قبل.

هذا —

 

نظرت ميمي إلى غارفيل بقلق بينما تعصف هذه المشاعر المتشابكة بداخله. رؤيتها تنتظر قراره جعلته يتذكر الليلة التي قضاها محميًا بدفئها.

“إذن، هل أنا محقة؟ هل ليارا هي أم غارف؟”

 

“…لا أعرف. هل هذه المرأة…حقًا أمي؟”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

“لأنني ظننت أنك ركضت على عجل، وأنك ربما ستتمكن من اللحاق بهما. اعتقدت أنه من السيئ أن يغادرا فارغَي اليدين أيضًا…”

لم يكن يعرف. حقًا، كان هذا هو شعور غارفيل من أعماق قلبه.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بسرعة، نزع ملابسها حول موضع النزيف وتفحص الجرح. لحسن الحظ، بدا أن الجرح لم يصب الأعضاء الحيوية. بالطبع، حياتها كانت في خطر إذا لم تُعالج فورًا، لكن مستخدمًا للسحر العلاجي كان موجودًا بجانبها.

 

علاوة على ذلك، هو من أنهى حياتها بنفسه — إلزا غراهيلد — بيديه.

ولكن كما قال غاليك، وكما أظهرت تصرفات ليارا نفسها، فقد نسيت تمامًا ماضيها كـليشا.

 

 

 

بعد أن نسيت كل شيء، أنجبت أطفالًا كـليارا، وعاشت معهم كعائلة سعيدة.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com من وجه الصبي الكئيب، بدا أن الخطة كانت أن يُبقي وعده مع أصدقائه سريًا عن عائلته. لكن بما أنه سيعود إلى المنزل في وقت متأخر أكثر مما كان متوقعًا، لم يستطع إلا أن يشعر بالخوف من رد فعل عائلته، خاصة هذه الأخت الكبرى له.

“هاه. الآن بعد أن فكرت في الأمر، ألا يجعل ذلك هذين الاثنين أخي وأختي الصغيرين؟”

وفقًا لشرح ميمي، تُستخدم الـ “ميتيا” عادة لإرسال الأغاني إلى كل ركن من أركان المدينة كل صباح، ولكن غارفيل كان مقتنعًا تمامًا أن صاحبة هذا الصوت لا تمتلك أدنى حساسية تمكنها من تقديم شيء كهذا. أما هدفها فكان غامضًا. شخصيتها كانت مبتذلة. ما كان يعرفه هو…

 

 

لم يكن قد استوعب الأمر تمامًا بعد، ولكن إذا كانوا أشقاء من أب مختلف، فإن علاقته بهم ستكون بالضبط مثل علاقته بفريدريكا. بعبارة أخرى، ذلك الصبي وتلك الفتاة هما شقيقاه الصغيران العزيزان. لطالما كان الابن الأصغر، وها قد أصبح لغارفيل أخوان أصغر منه، وهو الشيء الذي تمناه دائمًا.

“!!”

— رغم أن لا أحد أراد مثل هذه العلاقة.

“فتى جيد.”

“إخباري لها بحقيقتي لن يفيد بأي شيء…”

 

 

“شهيق ، زفير. هذا كل ما يتطلبه الأمر ليخرب أشباهكم مزاجي. أنتم حقًا مجرد قطع قمامة بلا قيمة تُذكر، أليس كذلك؟ إذا كنتم تقضون حياتكم فقط في الأكل، والشهوة، والترويل دون أي هدف، فالأفضل أن تكونوا جثثًا بدلًا من ذلك! أتعرفون؟ فقط موتوا بالفعل! أرجوكم فقط موتوا! حقًا، أتوسل إليكم! هو-ها-ها-ها-ها!”

انفصلت ليارا عن حياتها السابقة كليشيا.

 

 

كان ذلك بمثابة أخذ المدينة بأكملها رهينة.

حتى لو كشف غارفيل كل ما يعرفه، فلن يغير ذلك حقيقة أنها أمضت خمسة عشر عامًا كليارا، أو أن ليشيا فقدت تلك الخمسة عشر عامًا. سيجلب ذلك فقط عبء خمسة عشر عامًا من الذنب إلى ليارا ويثير شعورًا بالفقد على الوقت الذي لن تعود ليشيا لاسترجاعه أبدًا.

“أنا، أنا…”

 

 

سيضطر غاليك إلى مشاهدة زوجته تعاني، ولن يتمكن أطفالها بالتأكيد من فهم معاناة والدتهم عندما لا يعرفون شيئًا عن الظروف.

 

 

 

— كل هذا من أجل إرضاء غارفيل فقط.

تجعد أنف غارفيل من الإعجاب البريء الذي خرج من فم الصبي.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الفتاة التي أمامه الآن لم تشترك في أي من هذه الصفات معها — ومع ذلك، استمرت ميمي في الابتسام.

حتى لو تم الاعتراف بليارا كليشيا حينها، فإن الوحيد الذي سيشعر بالراحة من ذلك هو غارفيل.

ومن مظهرها الشاب، بدت وكأنها في العشرينات من عمرها، لكن عمرها الحقيقي كان لا بد أن يكون في النصف الثاني من الثلاثينات.

 

 

لم تكن فريدريكا أو ريوزو ليعرفا أن ليشيا قد نجت بهذه الطريقة. وإذا لم يخبرهما غارفيل، فلن يعرفا أبدًا.

حين سألت ميمي، ضاغطةً عليه لاتخاذ قرار، سأل غارفيل نفسه السؤال ذاته.

 

لم ترد ميمي سوى بـ “هاه؟” وأمالت رأسها ببراءة، مما جعل غارفيل ينفجر ضاحكًا.

ما لم يتحدث غارفيل، فلن تتمكن عائلة ليارا أيضًا من اكتشاف الماضي. وستظل حياتهم العائلية السعيدة كما هي، محمية وغير متأثرة، ومليئة بالسلام.

 

 

“— هيه، أيها الصغار. الأفضل تشكروا الأخت الكبيرة هناك لأنها كانت أول من لاحظ.”

إذا أمكن لغارفيل أن يحتفظ بكل ذلك داخله ويتخلى عن رغباته الحقيقية، فسيتم حل كل شيء مرة واحدة وإلى الأبد.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أما غارفيل، فقد رفع الكوب إلى شفتيه دون أن ينطق بكلمة. الطعم والحرارة كانا مناسبين تمامًا له.

 

**

ومع ذلك —

“نحن لا شيء. لا داعي للقلق. حان وقت مغادرتنا.”

“لماذا…؟”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الفتاة التي أمامه الآن لم تشترك في أي من هذه الصفات معها — ومع ذلك، استمرت ميمي في الابتسام.

القدرة على التخلي عنهم، القرار بالنسيان، الشجاعة لحبس كل شيء بعيدًا — لماذا هذا صعب جدًا؟

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أمي!!”

 

“سنجدهم. عودي إلى أقرب ملجأ. من الأفضل أن تبقي مع الآخرين وتنتظري حتى نتولى الأمر.”

يا نمر، أين أنت؟ أرني الطريق الصحيح، الطريقة الصحيحة للتصرف.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

 

أرني القوة لتحمل أي شيء، لتحمل كل شيء، والوقوف رغم ذلك.

استمع غارفيل للقصة حتى النهاية، ثم رفع نظره بصمت إلى السماء الليلية الغائمة.

— يا نمر، أرجوك أخبرني… لأن النمر الحقيقي لن يخسر أمام أي أحد.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com — أيها النمر، أيها النمر. 

 

 

“…”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

جاثيًا، محاولًا كبح كل ما يعتمل داخله، شعر برغبة شديدة تمزق قلبه.

 

 

عندما حول نظره نحوها، ابتسمت ميمي بابتسامة طفولية قائلة: “هيه-هيه”.

وفي اللحظة التي أراد فيها غارفيل أن يتخلى عن كل شيء، أدرك شيئًا.

 

“فتى جييييد.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هاي، غارف. هل الاستمتاع بملمس نعومة ميمي مفيد لك؟”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

كان هناك من يحتضن رأسه ضد صدره الصغير ويمسّد على شعره.

“هاي، أيتها القصيرة؟”

 

 

“…”

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

بينما ظل غارفيل جالسًا هناك، كانت ميمي تعانقه من الخلف.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

“رائع! على أي حال، هيتارو وتي بي مدللون جدًا. الأمر صعب جدًا عليّ كأخت كبيرة!”

وضعت ذقنها على قمة رأسه وبدأت تمسّد رأس غارفيل بلطف بكفها الصغيرة. بدا الإحساس الناعم وكأنه يخفف من ألم الأفكار المشتعلة التي تمزق عقله.

 

 

بينما لا يزال الأطفال متشبثين بها، توقفت الابتسامة الهادئة التي وجهتها إليه غارفيل في مكانه.

“ما الذي…تعتقدين أنك تفعلينه…؟”

 

 

 

“همم، فكرت أن غارف يريد البكاء، أليس كذلك؟ لكنك تعلم، سمعت أن الرجال لا يبكون إلا إذا وفّرت لهم مكانًا لفعل ذلك، وهذا يبدو مزعجًا جدًا! هذا بالتأكيد ما قالته لي السيدة!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا يعني معاملتكم لي كشرير أنني أوافق على ذلك!”

 

عندما نظرا، رأيا الرجل الذي قابلاه سابقًا مضاءً تحت أضواء المصابيح السحرية. كان قد خلع معطفه، ووصل أخيرًا إليهما وهو يلهث، مستندًا على ركبتيه.

كان ذلك شيئًا يشبه الجواب، لكنه لم يكن مكتملًا تمامًا.

 

 

هذا —

محاولًا إبقاء قلبه وصوته من الارتجاف، استوعب غارفيل تلك الكلمات المتفرقة والمتقطعة بعناية فائقة.

“كانت ليلة عاصفة. كنت مجرد تاجر عائد من صفقة تجارية عندما مررت بموقع انهيار أرضي كبير. زوجتي المستقبلية كانت قد علقت في تلك الكارثة ودُفنت حية.”

 

“يجب ألا نسبب الإزعاج لضيوفنا بإجبارهم على البقاء. كما يقول المثل، للنزلاء حسن الضيافة والسوارية.”

وبينما لا تزال تحتضنه، ابتسمت ميمي له بابتسامة ماكرة.

 

 

 

“إذن أراهن أنك كنت تفكر: أنا لست متأكدًا من مكاني الآن، لكن ربما أنا في أحضان امرأة؟ هذا ما فكرت به، صحيح؟ نعم! الرجل يمكنه البكاء في أحضان المرأة التي يحبها!”

فتح فمه مرة، ثم أغلقه. تنفس داخلًا وخارجًا، مرارًا وتكرارًا.

“…من سيقع في حب طفلة صغيرة مثلك؟”

كان يائسًا لدرجة أنه بات على استعداد للتضحية بحياته من أجلها إن تطلب الأمر. ركز غارفيل كل طاقته على حاسة الشم لديه.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

أول شخص خطر في بال غارفيل عن ذلك لم تتصرف مثل ميمي أبدًا، كانت باردة ومتعجرفة في الأوقات التي كان فيها بأمس الحاجة إلى اللطف. وفجأة، تعامله بلطف حين لا يتوقع، فقط لتلكمه بشدة مضاعفة لاحقًا. يا لها من امرأة خطيرة.

على أية حال، قفزت ميمي لتلتقط الصبي الطائر بصرخة “بواه!”، وانتهى الأمر بهما بالتدحرج معًا دون أن يصابا بأي أذى. ومع ذلك، شعر غارفيل بأنه مضطر للتعليق.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تحوُّل غارفيل الجزئي في جسده العلوي كان عادةً يقلل من قدرته على التفكير المنطقي، ويستبدله بغريزة قتالية حيوانية. لكن هذه المرة، بدا أن أفكاره أصبحت أكثر وضوحًا.

الفتاة التي أمامه الآن لم تشترك في أي من هذه الصفات معها — ومع ذلك، استمرت ميمي في الابتسام.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “جف كل شيء!”

“همم، ولكن لا بأس! حتى لو لم يقع غارف في حب ميمي، فإن ميمي قد وقعت في حبه بالفعل! والآن أنت في أحضان ميمي! أحضان الفتاة التي تحب غارف! لذا، لا بأس أن تبكي!”

 

“— آه.”

“ذاك موجع… حسنًا، أعتقد أنه ليس مؤلمًا فعليًا، لكن هل يمكنك أن تزيلي قدمك عن قدمي، أيتها الصغيرة؟”

 

 

رأيها كان سخيفًا للغاية.

 

 

“آرغ… حسنًا، آسفة بشأن ذلك، لكن ما قصتك أنت على أي حال؟! فقط لتعلم، لن أسمح لك بلمس شعرة من فريد أو مني! أنا مرعبة عندما أغضب!!”

ما هذا؟ نوع من اللعب بالكلمات؟ طفلة تختلق الأمور كما تمضي؟ إنه مجرد عذر ملائم — لا أكثر.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com استمرت ميمي في شد ذراعه، مُجبرةً غارفيل على مرافقتها أينما أرادت.

لا شيء، لذا كفي عن العبث معي.

“…”

 

في تلك اللحظة، أكدت ميمي طلبها بمد قبضتها للأمام بحماس. رؤية الفتاة متحمسة للحديث جعلت غارفيل يطقطق أنيابه، وكأن كل مشاعر المرارة قد تبخرت فجأة.

— يا نمر، يا نمر، أين ذهبت؟

 

عد إلى داخل هذا الصدر الآن. أطلق زئيرًا عظيمًا، اضرب هذا الظهر المتراجع، أعدني إلى قدمي، وافعل شيئًا حيال هذه المشاعر التي لا تُحتمل.

“همف، هل أنتِ متأكدة من ذلك؟ أليس من الممكن أن يكون هذا البديع هو من قلب القارب في المقام الأول؟ أراهن أنه كان يخطط للمجيء هنا ليحاول ابتزازنا للكثير من المال.”

 

 

إذا لم تفعل… فلن أتمكن من النجاة هذه المرة.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“أمي…”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أنا درعٌ أقوى وأصلب من أي شخص آخر.

توقفي، توقفي، من فضلكِ توقفي.

 

 

— ومباشرة بعد ذلك الإعلان الشرير، بدأت الأوضاع تتحرك بسرعة، وكأنها مياه تتدفق بلا توقف.

لا أريد أن أبكي، لا أريد أن أكون ضعيفًا، لا أريد أن أتحدث بصوت مليء بالدموع كهذا.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “نتتبعهم بالرائحة. ما زلت أتذكر رائحتهم جيدًا!!”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ليارا، لماذا…؟”

أنا نمر، نمر!

 

 

 

أنا الأقوى.

قبل أن ينطلق عن الأرض بلحظة، لمح غارفيل المبنى الإداري. هناك، في مركز المدينة الذي أصبح تحت سيطرة “الشهوة”، كان يقبع الشخص الأخير الذي يبحث عنه. ومرة أخرى، حان وقت الاختيار.

 

“فتى جيد.”

أنا الأعظم.

 

 

فلم يستطع شم رائحتها.

أنا درعٌ أقوى وأصلب من أي شخص آخر.

“…لا… يمكن.”

 

 

هذا —

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نقر غارفيل لسانه مستاءً من تلك التعلقات في ذهنه، وحشا ما تبقى من السواري في فمه دفعة واحدة. فتحت ميمي فمها على اتساعه محاولة تقليده، لكنها انتهت بتلطيخ وجهها بالكريمة.

“أمي…! أمي……! أمي!!!”

“ميمي مستاءة لأن غارف يظن أنها ستتراجع بعد أن قال شيئًا بهذا الروعة! ميمي ستأتي، ستأتي تماماً!”

“فتى جيد.”

“هممم، هذا معقد جدًا! ميمي لا تعرف حتى إذا كان لديها أم!”

“لماذا؟! لماذا نسيتني؟! بعد كل هذا… لقاؤك بعد كل هذا الوقت!! حتى أنكِ لن تقولي اسمي… أنتِ لن… تـ – تَغفري لي……!”

 

“لا بأس. غارف، أنت فتى جيد جدًا!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “النمر البديع!”

 

 

“أمي!!… أمي!!!!… أمي!!!!!!”

 

 

 

— أيها النمر، أيها النمر. 

 

 

لم ترد ميمي سوى بـ “هاه؟” وأمالت رأسها ببراءة، مما جعل غارفيل ينفجر ضاحكًا.

إلى أين ذهبت؟

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في اللحظة التالية، قفزت ميمي، مما شد ذراع غارفيل. انطلقت من الأرض فجأة، وقفز الاثنان على سطح مبنى قريب.

 

“آه، أختي الكبي… غواه!”

ترى، كيف أبدو الآن؟

مطأطأً رأسه، حدقت المرأة الشبحيّة ذات الرداء الأسود إلى غارفيل.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

أيتها النجوم، أيها القمر، أيتها السماء، ألا تخبرونني؟

— يا نمر، يا نمر، أين ذهبت؟

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

كيف أبدو الآن؟

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ما الذي…تعتقدين أنك تفعلينه…؟”

 

 

إذا لم يكن النمر ليصرخ أبدًا من الألم، فكيف أبدو الآن؟!

 

 

“رائع!”

 

 

***

أمسك بكم غارفيل محاولاً منعه من المغادرة.

 

 

“جف كل شيء!”

“غارف، ما الذي سنفعله الآن؟”

“اصمتي — لا تقولي ذلك مرارًا وتكرارًا!”

 

 

 

في اليوم التالي، ومع تقدم وقت النار، كان غارفيل يتجول في المدينة برفقة ميمي، وعلامات الذنب بادية على وجهه.

جلس غارفيل ببطء في مكانه، مائلًا رأسه المُرهق إلى الخلف. فوقه، كانت النجوم والقمر في السماء يحدقون فيه، لمعانهم ثابت كما كان من قبل.

 

 

ظلت ميمي تضحك بصوت عالٍ وهي تشد على الجزء من ردائها الأبيض فوق صدرها، والذي كان لا يزال متسخًا بدموع غارفيل ومخاطه ولعابه، رغم أنه قد جف تمامًا الآن.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…”

“هذا مقرف. اغسليه عند أي بركة ماء في مكان ما.”

 

“هممم، أليس من الجيد تركه؟ سأغير ملابسي عندما نعود إلى النزل… لم أعد بالأمس، لذا السيدة بالتأكيد غاضبة جدًا! هيتارو و تي بي قد يكونان يبكيان!”

إن لم يتمكنا من الالتقاء بـ “سوبارو” والبقية عند “رذاذ الماء” ووضع حد لطغيان طائفة الساحرة —

“…آسف بشأن ذلك.”

كان مديح ميمي مبالغًا فيه، لكن غارفيل وجد النكهة رائعة كذلك. كانت الحلوى مدهشة — غير حلوة جدًا وناعمة للغاية. ربما ستصبح ألذ لو كانت طازجة. لو كانت هذه الحلوى من تخصصات والدته، لربما حظي بعدة فرص لتذوقها بنفسه —

“لا تقلق بشأنه… ميمي قالت لغارف إنه ولد جيد وجيد جدًا وتركته يبكي حتى يجف — هذا كل شيء.”

 

 

 

اعتذار غارفيل البسيط جلب ابتسامة بريئة على وجه ميمي. لم يكن بإمكانه رفع رأسه على الإطلاق.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ضغط غارفيل على أنيابه عند كلماتها وأطلق ابتسامة شرسة.

 

الجرح لم يُشفَ.

لقد جعل من نفسه أضحوكة، ببكائه طوال الليل، وقبل أن يدرك الأمر، استلقى ونام بين ذراعيها. كان يحتفظ بهدوئه بطريقة ما في تلك اللحظة، لكنه لم يكن قادرًا على مواكبة تصرفات ميمي العادية على الإطلاق ذلك اليوم.

“ميمي مستاءة لأن غارف يظن أنها ستتراجع بعد أن قال شيئًا بهذا الروعة! ميمي ستأتي، ستأتي تماماً!”

 

 

في النهاية، شعر غارفيل بالذنب ولم يستطع أن يجد الكلمات المناسبة ليعبر عن شكره.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي النهاية، انتهى بها الأمر إلى الموت بعد وقت قصير من انطلاقها.

“إذن ماذا سنفعل هذا الصباح؟ هل ستذهب لمقابلة والدتك؟”

لكن بينما يجهز غارفيل نفسه، فتحت ميمي ذراعيها على مصراعيهما ووقفت أمامه وهي تصرخ.

“بفف…! مـ – ماذا تقولين؟! مقابلتها…؟ لا يمكن ذلك إطلاقًا!”

ثم بينما التزم غارفيل الصمت، بدأ غاليك يتحدث.

 

“واو! هذا رائع!”

كان غارفيل غارقًا في أفكاره عندما جعله هذا الاقتراح المفاجئ يفتح عينيه على مصراعيها بصدمة. أما ميمي، فردت ببساطة بقولها: “حقًا؟” مع إمالة رأسها بتعبير بريء على وجهها.

 

“لكن ليارا هي والدة غارف، أليس كذلك؟ أليس لديك الكثير لتتحدث عنه معها؟”

 

“أنتِ حقًا لم تنتبهي لأي شيء قيل بالأمس، أليس كذلك؟”

 

 

 

على الرغم من أنها غريزيًا أصابت جوهر الموضوع، يبدو أن ميمي لم تلتقط أيًا من التفاصيل الدقيقة.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “سيدي، شكرًا جزيلًا!”

 

رغم أنه أظهر منظرًا غير جميل في اليوم السابق، لم يظهر الطيف الوهمي في هذا الصباح.

بينما كان غارفيل يفكر في كيفية شرح موقفه الصعب مع تلك العائلة، تراجع بسرعة عن الفكرة. لقد خرجت الإجابة مع دموعه الليلة الماضية.

 

“لا بأس. أمـ… تلك الشخص لا ينبغي أن تعرف أنني ابنها.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومن ردة فعلها الصامتة، بدا أن الفتاة تفاجأت قليلًا بأن هجومها المباغت لم ينجح. ربما عند النظر إلى وجه غارفيل عن قرب، اشتبهت في أنها قد أثارت مشكلة مع شخص عنيف.

“غارف، هل أنت بخير مع ذلك؟”

 

“لا بأس… آه، لم أفكر فيما إذا كنت سأخبر أختي أو جدتي، رغم ذلك.”

 

 

“أوه، كيف يمكنكِ قول ذلك؟ السيد البديع والآنسة ميمي ساعدا فريد، كما تعلمين. كان على ما يبدو في خطر الغرق أثناء اللعب في قارب.”

إذا عرفتا الحقيقة، فربما ستعاني فريدريكا وريوزو من الألم كما يعاني هو. إذا حدث ذلك حقًا، فقد ينتهي الأمر بغارفيل نادمًا على الحديث معهما عن الأمر.

في أعماق صدره، ظل نبض قلب غارفيل يدق كجرس إنذار، وأصبحت أفكاره محدودة للغاية.

 

لكن في الوقت نفسه، لم يستطع قلبه أن يتجاهل أشقاءه الصغار الذين اكتشفهم حديثًا، “غاليك”، ومشهد والدته أمام عينيه.

لكن إذا انعكس الوضع، لودَّ غارفيل بالتأكيد معرفة الحقيقة. بعد كل شيء، حتى لو كان الشيء الوحيد الذي يمكن أن يتحقق هو تقاسم هذا الاستنتاج المؤلم، فإن كلتا المرأتين لا تزالان عائلة بالنسبة لغارفيل.

ومع صمت غارفيل، أمالت ميمي رأسها فجأة.

“هممم، هذا معقد جدًا! ميمي لا تعرف حتى إذا كان لديها أم!”

 

“…أنتِ لا تعرفين والدتكِ؟”

كلاهما كان يرتدي ملابس سوداء من الرأس إلى القدمين. لم يتمكن غارفيل من رؤية ملامح وجهيهما بوضوح.

“صحيح… ميمي وهيتارو و تي بي — ولا أحد منا يعرف أي شيء عن والدينا. يبدو أنه تم التخلي عنا لأنه كان من الصعب تربية ثلاثة توائم. لذا أخذنا روسي، والآن نحن مع السيدة والقائد! كلنا عائلة!”

“زوجتك… هل اسمها الحقيقي ليارا؟”

“…تبدو عائلتكم كبيرة جدًا، أليس كذلك؟”

عادت ميمي إلى ساحة المعركة، منقذةً غارفيل في الوقت المناسب.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وهكذا، تقبل غارفيل حقيقة أن رؤيته لإلزا — أول حياة أزهقها — كانت تمثل تجسيدًا لضعفه.

تمكن من فهم أن ميمي عاشت حياة صعبة. ومن الطريقة العفوية التي تحدثت بها، لم تكن حياتها كلها مأساوية، لكنه أدرك بطريقة ما أنها لم تكن سهلة بالتأكيد.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

 

ومع ذلك، لم تظهر ميمي أيًا من ذلك. وبدون أي تفكير عميق وراءه، قام غارفيل بربت رأسها.

 

“— واه!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أمم… في الواقع، ذهبنا إلى الحديقة في المنطقة الأولى للاستماع إلى المغنية…”

 

 

فورًا، دفعت ميمي يد غارفيل بعيدًا وقفزت للخلف. تفاجأ غارفيل بردة فعلها الدرامية، بينما بدأت ميمي تصدر أصواتًا مثل “أوووو” ووجهها محمر.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com دون أن ينطقا بكلمة، حوّل مهاجموه ضرباتهم الصامتة إلى شراسة بلا قلب، مستمرين في الهجوم على غارفيل.

“لسبب ما، كنت أشعر بغرابة منذ الأمس. أشعر بشيء لزج ووخز عندما أقترب من غارف.”

الكلمات يمكن أن تُختلق أو تُخفى. ولكن غارفيل لم يكن لديه رد على شيء يعتمد على جزء لا يتغير منك.

“أ-آه، فهمت. يبدو هذا مزعجًا… ربما يجب أن نمشي متباعدين قليلاً، إذن؟”

“…”

 

“غارف!”

“لا أريد. لذا يجب أن نقف ليس قريبًا جدًا ولا بعيدًا جدًا!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ربما كانت تحاول مدحه بإخلاص، لكن كلماتها أزعجت غارفيل ودفعته لإظهار أنيابه.

 

“ميمي، يبدو الفراء حول أذنيكِ ناعمًا جدًا. أتساءل… هل يمكنني لمسه؟”

اقتربت ميمي قليلًا، تمشي بجانبه، ولكن خارج نطاق ذراعه. شعر غارفيل أن وجه ميمي كان محمرًا قليلًا، لكنها ابتسمت ابتسامة مشرقة من ذلك الموقع.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

أمسك بكم غارفيل محاولاً منعه من المغادرة.

“آه، بالمناسبة، لدينا سواري! دعنا نأكل بعضها!”

 

“آه، صحيح.”

كلمات ميمي التي حاولت بها إيقاف غارفيل غرست نفسها في الشقوق الموجودة داخل قلبه. وهو يضغط بأسنانه على مخاوفه العميقة، أشار غارفيل بذقنه نحو الثنائي.

 

“إذن ماذا سنفعل هذا الصباح؟ هل ستذهب لمقابلة والدتك؟”

بدت ميمي وكأنها تحاول إلهاءه عن احمرار وجنتيها، فأخرجت كيس الحلوى من حقيبة كتفها. للحظة، شعر غارفيل بألم في صدره عند رؤية الكيس، لكنه قبل الحلوى التي قدمتها له، متأملًا القطعة في راحة يده.

 

 

بعد هزيمته على يد راينهارد دون قتال، هل يستطيع حقًا تحمل الفرار من خصومه مرتين؟

كانت السواري حلوى مخبوزة لذيذة مصنوعة من عجينة الخبز ومحشوة بالكريمة ومعجون الفاصولياء؛ وهي وجبة خفيفة شهية ومشبعة. بالنظر إلى وقت النهار، كانت بمثابة فطور متأخر لهم.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أمامه، لا تزال عملية إنقاذ حياة ميمي جارية. تدفقت طاقة سحرية مذهلة، لدرجة أن الطاقة المتبقية وحدها بدت قوية بما يكفي لعلاج كل الأمراض.

 

 

“هممم! حلوة! لذيذة! يا لروعتها!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أمم… في الواقع، ذهبنا إلى الحديقة في المنطقة الأولى للاستماع إلى المغنية…”

“…طعمها جيد، أليس كذلك.”

“…تبدو عائلتكم كبيرة جدًا، أليس كذلك؟”

 

بالطبع، كان ذلك متوقعًا. كان أمرًا طبيعيًا للغاية.

كان مديح ميمي مبالغًا فيه، لكن غارفيل وجد النكهة رائعة كذلك. كانت الحلوى مدهشة — غير حلوة جدًا وناعمة للغاية. ربما ستصبح ألذ لو كانت طازجة. لو كانت هذه الحلوى من تخصصات والدته، لربما حظي بعدة فرص لتذوقها بنفسه —

 

 

 

“— أوه، أصبحت عاطفيًا أكثر من اللازم.”

 

 

“أمي، حان وقت العشاء بالفعل، ألا ينبغي لضيوفنا أن يعودوا إلى منازلهم؟”

نقر غارفيل لسانه مستاءً من تلك التعلقات في ذهنه، وحشا ما تبقى من السواري في فمه دفعة واحدة. فتحت ميمي فمها على اتساعه محاولة تقليده، لكنها انتهت بتلطيخ وجهها بالكريمة.

وأخيرًا، عندما رأى غارفيل أنهما ابتعدا بما يكفي، توقف.

 

 

وبينما كان يساعدها في مسح وجهها، غرق غارفيل مرة أخرى في أفكاره. في الحقيقة، كان اليوم السابق مليئًا بالتقلبات. كل حدث كان بمثابة اختبار، لكن شيئًا واحدًا إيجابيًا حدث بلا شك.

“أنا مطران خطيئة الشهوة في طائفة الساحرة —

 

خفض غاليك عينيه، وهز رأسه من جانب إلى آخر.

رغم أنه أظهر منظرًا غير جميل في اليوم السابق، لم يظهر الطيف الوهمي في هذا الصباح.

 

 

أنا الأقوى.

إذا كان ذلك الطيف يمثل ضعفًا في قلب غارفيل، لم يكن من الغريب أن تؤدي أحداث الليلة الماضية إلى ظهوره بوضوح أكبر. لكن ذلك لم يحدث على الإطلاق.

في اللحظة التي خطرت فيها فكرة الموت، دوى ذلك الصوت الحلو والمظلم، دعوةً إلى ما وراء الحياة، بداخل نفسه.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عد إلى داخل هذا الصدر الآن. أطلق زئيرًا عظيمًا، اضرب هذا الظهر المتراجع، أعدني إلى قدمي، وافعل شيئًا حيال هذه المشاعر التي لا تُحتمل.

ربما، لن يظهر ذلك الطيف أمامه مرة أخرى أبدًا. إذا كان الأمر كذلك، فهذه كانت فرصة منحت له بفضل وجود الفتاة التي بقيت بجانبه —

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انفصلت ليارا عن حياتها السابقة كليشيا.

 

“حسناً!”

“— إحم، إحم! هل تسمعني أيها اللحم البشري؟”

 

 

شعر غارفيل بالضياع. باتت أفكاره فارغة وجوفاء. عذبته مشاعر الاشمئزاز والذنب وكأنها لن تتوقف أبدًا. استمر طنين مزعج في أذنيه بلا انقطاع. حتى ألم جروحه بدا مثيرًا للضحك وغير منطقي.

في تلك اللحظة، ظهر فجأة صوت وصل إلى أذني غارفيل وميمي.

 

“إذا كنتم تستمعون إلى صوتي، فاهتزوا في أحذيتكم، وأي لحم بشري لا يستمع، فقط ليتفضل بالموت ويوفر لي الكثير من العناء! هو-هو-هو-هو!”

 

 

“أنا من يريد أن يعرف عنها.”

تبادل غارفيل وميمي نظرات أثناء استمرار الصوت في الثرثرة، ثم رفعا رأسيهما نحو السماء في وقت واحد. كان السبب هو أن الصوت بدا وكأنه يناديهم من هناك.

 

“ما هذا الصوت الغبي؟”

تلك الابتسامة البريئة، والطريقة التي لم تعرف بها الشك، والطريقة التي استضافت بها رجلاً مشبوهًا وفتاة قطة في منزلها دون تحفظ، كانت كلها أمورًا استثنائية.

“ميمي تعرف! هذا الصوت يأتي من ميتيا خارقة رائعة! في هذه المدينة، يمكنك سماع الغناء كل صباح بفضلها. لكنني نمت طوال الأمس!”

محاولًا إبقاء قلبه وصوته من الارتجاف، استوعب غارفيل تلك الكلمات المتفرقة والمتقطعة بعناية فائقة.

 

 

بينما يتساءل غارفيل عن مصدر الصوت، رفعت ميمي يدها وشرحت بسرعة. افترض غارفيل أنها تقصد أنهم يسمعون شخصًا عبر قوة ميتيا خاصة وليس مجرد صوت عالٍ جدًا.

إلى أين ذهبت؟

 

— الجرح… لم يكن يلتئم.

خلال كل هذا النقاش، استمر ذلك الصوت الحاد في الانسكاب من السماء.

 

“إذًا، إذًا، إذًا — هل هناك أي أغبياء أخذوا عرضي للتو وماتوا؟ إذا لم يكن هناك أي منهم، فلا بأس، لكن ذلك سيخيب أملي لأنني كنت متحمسةً جدًا للثرثرة!”

ربما كان ذلك بفضل الأطفال الذين أصبحوا الآن يوقرونه بلقب “النمر البديع”، والطاقة الغامضة التي غرستها ميمي فيه —

 

من الخلف، نادى الصبي على غارفيل بصوت حزين. ومع ذلك، لم يكن لدى غارفيل ما يكفي للرد — لا، لم يكن يستحق الرد.

ظل الصوت المزعج يتردد في جميع أنحاء “مدينة البوابة المائية”، مما أثار دهشة وارتباك المارة الذين سمعوه. بدا أنهم، مثل غارفيل وميمي، لا يملكون أي فكرة عن هوية المتحدث، فكانوا يحدقون في السماء في حيرة.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “— فريد!”

 

بطريقة ما، أدرك السبب — هذا الطيف كان انعكاسًا لضعفه الداخلي.

وفقًا لشرح ميمي، تُستخدم الـ “ميتيا” عادة لإرسال الأغاني إلى كل ركن من أركان المدينة كل صباح، ولكن غارفيل كان مقتنعًا تمامًا أن صاحبة هذا الصوت لا تمتلك أدنى حساسية تمكنها من تقديم شيء كهذا. أما هدفها فكان غامضًا. شخصيتها كانت مبتذلة. ما كان يعرفه هو…

“عذرًا، كلاكما!”

 

 

“شهيق ، زفير. هذا كل ما يتطلبه الأمر ليخرب أشباهكم مزاجي. أنتم حقًا مجرد قطع قمامة بلا قيمة تُذكر، أليس كذلك؟ إذا كنتم تقضون حياتكم فقط في الأكل، والشهوة، والترويل دون أي هدف، فالأفضل أن تكونوا جثثًا بدلًا من ذلك! أتعرفون؟ فقط موتوا بالفعل! أرجوكم فقط موتوا! حقًا، أتوسل إليكم! هو-ها-ها-ها-ها!”

بما أن غارفيل لم يستجب على الفور، أجابت ميمي بدلًا عنه. شعر غارفيل أنه مثير للشفقة لعدم تمكنه من الرد، حتى مع شعوره بالارتياح لرؤية “ليارا” بخير.

 

أول شخص خطر في بال غارفيل عن ذلك لم تتصرف مثل ميمي أبدًا، كانت باردة ومتعجرفة في الأوقات التي كان فيها بأمس الحاجة إلى اللطف. وفجأة، تعامله بلطف حين لا يتوقع، فقط لتلكمه بشدة مضاعفة لاحقًا. يا لها من امرأة خطيرة.

— المتحدثة كانت ملتوية بشكل لا يصدق.

“حسناً!”

“غارف… هذا مخيف جدًا.”

قبل أن ينطلق عن الأرض بلحظة، لمح غارفيل المبنى الإداري. هناك، في مركز المدينة الذي أصبح تحت سيطرة “الشهوة”، كان يقبع الشخص الأخير الذي يبحث عنه. ومرة أخرى، حان وقت الاختيار.

 

“أوه، هذه فكرة رائعة! مثل قبضة السيدة المقدسة التي تشق الأرض!”

جعل الصوت غير المريح غارفيل يقبض قبضته بغضب، بينما تشد ميمي على كُمّه، وقد خفّت بهجتها المعتادة وهي تحدق في السماء بقلق.

 

 

 

رؤية تعبيرها ذاك أثار شيئًا في نفس غارفيل بطريقة ما. ذلك النوع من التعابير لا يليق بوجهها على الإطلاق.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “— آه.”

 

***

“والآن، أيها اللحم البشري الذي يتجاهل رأيي المنطقي تمامًا، هل لاحظ أي منكم، أخيرًا، الغرض الحقيقي من هذا البث؟ الغرض الحقيقي؟”

وبينما كانا يتوجهان إلى المدخل —

 

“لكن هل هذا حقًا جيد؟ لدي شعور سيئ يجعل شعري يقف من الخوف.”

“هممم…؟ أي غرض غير إثارة أعصاب الجميع…؟”

 

“— حقيقة أن صوتي يصل إليكم تعني أنني… أو بالأحرى، نحن، قد استولينا على قلب هذه المدينة، أليس كذلك؟ آه، بالمناسبة، أبراج التحكم الأربعة على أطراف المدينة تحت سيطرتنا أيضًا!”

تدخل الأخ الأصغر بين “النمر” وأخته الكبرى المليئة بالدموع. كلمات الصبي المتوسلة جعلت الفتاة الحامية تفتح عينيها على اتساعهما. ومع ذلك، شدت الفتاة على أسنانها ووقفت بثبات بجانب أخيها الأصغر.

 

 

“أبراج التحكم؟!”

— فجأة، لمع السيف بجمال ساحر يكفي لإبهار أي شخص يشاهد.

 

 

كان هذا التصريح المروع ممتلئًا بالخبث، مما جعل أنفاس غارفيل تتوقف.

وبينما لا تزال تحتضنه، ابتسمت ميمي له بابتسامة ماكرة.

 

 

كان قد سمع أن الأبراج الأربعة في المدينة هي مرافق حيوية لتنظيم تدفق المياه في كافة أنحاء “بريستيلا”. وقيل إن وظائفها لم تتغير منذ أن استُخدمت “مدينة البوابة المائية” لاحتجاز كائن ذي قوة هائلة منذ زمن بعيد — والآن، أصبحت في قبضة هذه الكيان الغامض.

 

 

“لا بأس. غارف، أنت فتى جيد جدًا!”

كان ذلك بمثابة أخذ المدينة بأكملها رهينة.

ابتسمت ليارا بخفة وكأنها تقول “كم هذا غريب”، بينما وضعت يدها على خدها.

 

 

“الآن أصبحت هذه المدينة حديقة صغيرة يمكننا فيها التجول والتسلية بأنفسنا، وإساءة معاملتكم، واللعب بكم كما يحلو لنا، يا إلهي! أنتم أيها اللحم البشري مجرد حشرات داخل قفص، أليس كذلك؟ لا أوراق رابحة! لا آمال زاهية! لا أحلام أو تطلعات! هل تفهمون ما يعنيه ذلك؟ ها؟!”

تلك الابتسامة البريئة، والطريقة التي لم تعرف بها الشك، والطريقة التي استضافت بها رجلاً مشبوهًا وفتاة قطة في منزلها دون تحفظ، كانت كلها أمورًا استثنائية.

 

 

عبس غارفيل مع ازدياد حدة الصوت السادي الذي كان يُبث في المدينة. في الوقت ذاته، بدأ الناس المحيطون يدركون ببطء خطورة الوضع، مما أدى إلى انتشار الفوضى والذعر.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عد إلى داخل هذا الصدر الآن. أطلق زئيرًا عظيمًا، اضرب هذا الظهر المتراجع، أعدني إلى قدمي، وافعل شيئًا حيال هذه المشاعر التي لا تُحتمل.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رد غارفيل بصدق على سؤال غاليك المتردد.

يبدو أن المتحدثة باتت مسرورة بالاضطراب المتزايد، فازداد صوتها حدة وانغماسًا في ذاتها.

 

 

أمسك بكم غارفيل محاولاً منعه من المغادرة.

“هل فهمتم؟ هل وصل الأمر إلى جماجمكم السميكة؟ أنتم بائسون للغاية، كل واحد منكم يركض في حالة من الذعر بينما تدركون أخيرًا ما كنت أقول لكم طوال الوقت! إنه أمر مثير للشفقة للغاية! على أي حال، لدي خبر سعيد لكم، أيها الأوغاد البائسون الذين لا يمكن إصلاحهم!”

في حين شعوره بالامتنان بينما لا يستطيع التعبير عنه علنًا، جذبت ميمي كمه بشدة. بدت عيناها مثبتتين على المجرى المائي الكبير، الذي يتوهج بالأحمر اللامع. وعندما نظر غارفيل، رأى ما كانت تشير إليه.

 

نظر غارفيل إلى القناة المائية، وضيق عينيه بلون اليشم.

“…”

 

 

تردد هذا التقرير المؤلم في أنحاء الغرفة، بينما سقط غارفيل على الحائط وانهار على الأرض.

“هدفي هو عظام الساحرة المحفوظة في مكان ما داخل هذه المدينة! أريدها. أريدها لدرجة أنني لا أستطيع النوم ليلًا، لذا هل يمكنكم بذل القليل من الجهد؟ إذا سلمتم ما أطلبه… ربما سأعيد النظر في أمر أبراج التحكم!”

“هممم…؟ أي غرض غير إثارة أعصاب الجميع…؟”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

**

 

 

انفجر الصوت الحاد بالضحك، كما لو أن المتحدثة ظلت تنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر.

بعد أن أخذت المدينة بأكملها كرهينة، كشفت المتحدثة أخيرًا عن طلبها. كان العنصر الذي ذكرته، “عظام الساحرة”، كفيلًا بجعل غارفيل يقطب جبينه بقلق، بينما ازداد الاضطراب المحيط بهم سوءًا.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

انفجر الصوت الحاد بالضحك، كما لو أن المتحدثة ظلت تنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن فريدريكا أو ريوزو ليعرفا أن ليشيا قد نجت بهذه الطريقة. وإذا لم يخبرهما غارفيل، فلن يعرفا أبدًا.

 

“…”

“ها-ها! أوه، لاااا، إن لم أعرّف بنفسي أخيرًا، قد يبدأ أمثالكم بمحاولة الهروب من الواقع الآن، أليس كذلك؟ لهذا السبب، أنا، الحكيمة والرائعة، سأشرح لكم بصوت عالٍ وواضح ما يحدث هنا حتى يستطيع حتى أمثالكم فهمه!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تُصدر صوتًا.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

بينما سيطرت النبرة الشريرة على المدينة مثيرةً الفوضى، وقف غارفيل وميمي بجانب بعضهما، متأهبين لما قد يُعلن لاحقًا.

 

 

 

عندها، صرّح الصوت المألوف في البث بنبرة مليئة بالرضا التام —

 

 

 

“أنا مطران خطيئة الشهوة في طائفة الساحرة —

إذا أمكن لغارفيل أن يحتفظ بكل ذلك داخله ويتخلى عن رغباته الحقيقية، فسيتم حل كل شيء مرة واحدة وإلى الأبد.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “غوه!”

“إنها أنا، كابيلا إميرادا لوغونيكا! ها-ها-ها-ها-ها!! اجثوا، اعبدوا، ابكوا، وتبولوا على أنفسكم وأنتم تبكون بائسين، أيها الحمقى! ها-ها-ها-ها!!”

 

— ومباشرة بعد ذلك الإعلان الشرير، بدأت الأوضاع تتحرك بسرعة، وكأنها مياه تتدفق بلا توقف.

 

 

 

ظهور طائفة الساحرة وشخص يدعي أنه أحد رؤساء الأساقفة الممثلين للخطايا السبع الكبرى زرع الفوضى والارتباك، لكن يمكن القول إن سكان بريستيلا استمروا في التحرك بشكل منظم نسبيًا. رغم اضطرابهم، قاموا بما تدربوا عليه يوميًا، وبدأ الأشخاص المحيطون بتوجيه غير المقيمين إلى أقرب ملاجئ.

عندما نظرا، رأيا الرجل الذي قابلاه سابقًا مضاءً تحت أضواء المصابيح السحرية. كان قد خلع معطفه، ووصل أخيرًا إليهما وهو يلهث، مستندًا على ركبتيه.

 

كان هناك قارب يتحرك بمفرده في المجرى المائي الكبير الذي يمر عبر المدينة. يبدو أن الحبل الذي كان يربطه بالشاطئ المقابل قد انقطع. لكن المشكلة الحقيقية لم تكن في ذلك.

بات المواطنون يرشدون الغرباء الذين لا يعرفون الإجراءات. حتى الأشخاص القريبون من غارفيل وميمي حاولوا دعوتهما للانضمام إليهم، لكنهما رفضا، متعجلين للارتباط مجددًا مع رفاقهما.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عندما اتخذ غارفيل وضعية، ممدًا ذراعيه إلى السماء، أصبح الأطفال أكثر حماسة، وقلدوه جميعًا.

 

لهذا السبب، لم يستطع مسامحة ضعفه أو جبنه.

إن لم يتمكنا من الالتقاء بـ “سوبارو” والبقية عند “رذاذ الماء” ووضع حد لطغيان طائفة الساحرة —

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إذا عرفتا الحقيقة، فربما ستعاني فريدريكا وريوزو من الألم كما يعاني هو. إذا حدث ذلك حقًا، فقد ينتهي الأمر بغارفيل نادمًا على الحديث معهما عن الأمر.

 

 

“— آه، السيد البديع!”

“غارفيل؟!”

 

 

“!؟”

“حان الوقت للرحيل حقًا! النمر البديع وميمي الرائعة سيغادران الآن!”

 

ظهور طائفة الساحرة وشخص يدعي أنه أحد رؤساء الأساقفة الممثلين للخطايا السبع الكبرى زرع الفوضى والارتباك، لكن يمكن القول إن سكان بريستيلا استمروا في التحرك بشكل منظم نسبيًا. رغم اضطرابهم، قاموا بما تدربوا عليه يوميًا، وبدأ الأشخاص المحيطون بتوجيه غير المقيمين إلى أقرب ملاجئ.

جعل الصوت غارفيل يتوقف في مكانه على الفور.

 

 

 

عندما التفت إلى الخلف، كانت “ليارا” تركض في الشارع خلفه هو وميمي، وقد بدا عليها الارتياح لرؤيتها أشخاصًا تعرفهم. متجاهلًا الألم الذي يشعر به في صدره، استدار غارفيل لمواجهتها.

“هل رأيت أطفالي؟ خرجوا في وقت مبكر هذا الصباح للعب… لكن لم يكن أي منهم في أقرب ملجأ.”

 

بطريقة ما، أدرك السبب — هذا الطيف كان انعكاسًا لضعفه الداخلي.

“السيدة ميمي، أنا سعيدة لأنك بخير أيضًا. ذلك البث كان يقلقني.”

 

“نعم، أنا بخير تمامًا! آه، لقد كانت السواري لذيذة! أقمنا وليمة!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

وضع كفه على الجرح المفتوح، شعر بتدفق الدم تحت الجلد، واللحم، والأعضاء، والسحر العلاجي الذي ظل يسكبه. صب وصب، ولكن —

بما أن غارفيل لم يستجب على الفور، أجابت ميمي بدلًا عنه. شعر غارفيل أنه مثير للشفقة لعدم تمكنه من الرد، حتى مع شعوره بالارتياح لرؤية “ليارا” بخير.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الرجل الضخم المترنح لن يتمكن من الإمساك بميمي. لن يكون من الصعب عليها الهروب دون أن تصاب بأذى. أما بالنسبة للمرأة التي دفعها غارفيل للخلف، فلم تكن في وضع يسمح لها بتحمل هجوم آخر.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وهكذا انتهى الأمر!!”

“سعيدٌ أن الجميع سالمون. الآن تحركوا نحو الملجأ. علينا أن…”

“نمر!!”

“نعم، أنا بخير… لكن، أممم، السيد البديع…”

في هذه المرحلة، لم يتبق سوى ثوانٍ قبل وقوع الكارثة —

 

حين سألت ميمي، ضاغطةً عليه لاتخاذ قرار، سأل غارفيل نفسه السؤال ذاته.

حتى عندما حاول غارفيل أن يودعها بسرعة، استمرت ليارا بصوت متردد. ثم جمعت يديها معًا أمامها.

 

 

لسبب ما، كانت ميمي، ظلت الفتاة القطة وعضوة معسكر منافس، تلاحق غارفيل في كل فرصة سانحة.

“هل رأيت أطفالي؟ خرجوا في وقت مبكر هذا الصباح للعب… لكن لم يكن أي منهم في أقرب ملجأ.”

يبدو أن المتحدثة باتت مسرورة بالاضطراب المتزايد، فازداد صوتها حدة وانغماسًا في ذاتها.

 

 

“الأطفال؟!!”

 

 

 

تفاجأ غارفيل من هذا التطور غير المتوقع، فمزق إحدى خصلات شعره الذهبي القصير بإحباط.

“لا أستطيع مدح أخت كبرى تركل أخوها الصغير!”

 

كان الألم ظاهرًا للغاية لمن فهم الطبيعة الحقيقية لهذا اللقاء، مما جعل من المستحيل القيام بأي شيء أكثر.

“اللعنة، بالطبع أنتِ قلقة بسبب هذا…”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “— هذا هو الوقت الذي تقول فيه شكرًا!”

“نـ – نعم. وأيضًا، ذلك البث… الميتيا اللازمة لتشغيله موجودة في مبنى البلدية، حيث يعمل زوجي… أنا قلقة بشأن ما إذا كان قد حدث له شيء.”

موشكاً على الغرق في مشاعر الحنين، ارتعشت أذناه عندما سمع ذلك الصوت الحاد ذي النبرة العالية.

 

 

وهي تعبر عن قلقها، عضّت ليارا شفتها وهي تنظر باتجاه المبنى.

“أنت… هل تعني أنك تعرف شيئًا عن زوجتي؟”

 

“غارفيل؟!”

يقع مبنى البلدية في مركز بريستيلا، والتي تنقسم إلى أربع مناطق: الشمالية، الجنوبية، الشرقية، والغربية. إنه المكان الذي يتم فيه إدارة كل الوظائف الأساسية للمدينة. وهو أيضًا المكان الذي أعلنت “الشهوة” أنها تحت سيطرتها.

“— هيه، أيها الصغار. الأفضل تشكروا الأخت الكبيرة هناك لأنها كانت أول من لاحظ.”

 

 

— ما نوع الأضرار التي ألحقها مرتكب هذا البث القاسي والمجنون بالأشخاص في مبنى البلدية؟

“ليس هناك داعٍ للشكر. كانت مجرد صدفة إني كنت… الرياح الرطبة المسائية قالت لي، هذا كل شيء. لو بكى أحد في مدينة البوابات المائية هذه، لفاضت هذه الممرات!”

 

 

في أعماق صدره، ظل نبض قلب غارفيل يدق كجرس إنذار، وأصبحت أفكاره محدودة للغاية.

ومع صمت غارفيل، أمالت ميمي رأسها فجأة.

 

مع غروب الشمس الذي صبغ العالم باللون القرمزي، تركت أشعتها بقعًا زاهية من الأصفر والأبيض على سطح الماء، حافرةً هذا المشهد الرائع في قلوب كل من شاهدها.

شقيقاه الصغيران غير المرئيين، “غاليك” الذي ترك في منطقة الخطر، ليارا التي ظلت تركض في تلك اللحظة قلقًا على عائلتها — في مواجهة هذا الخطر، لم يستطع غارفيل أن يقف بهدوء متفرجًا.

“أنا آسفة للغاية. لم أظن أننا سنحظى بضيوف، لذا لم أحظَ بفرصة لتنظيف المكان جيدًا.”

 

“— عزيزي؟ هل وجدت فريد؟”

“الزعيم ، السيدة إميليا…”

فجأة، لاحظ غارفيل أن شعرها وذيلها كانا بلون غروب الشمس النابض. دون أن يدرك، مد يده ولمس رأسها، مما جعل ميمي تمد جسمها بسعادة واضحة.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “النمر البديع!”

ظهر في ذهن غارفيل كل من سوبارو، إميليا، بياتريس، وأوتو.

 

 

 

كان هؤلاء هم من أتى غارفيل إلى “مدينة البوابة المائية” لحمايتهم. ماذا سيكون نفعه إذا لم يكن بجانبهم الآن؟ فهو لا يقدم سوى قدراته القتالية.

“…”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ثم قلت هذا: ‘لقد اكتشفت أفعالكم الشريرة، أيها الأوغاد. شروركم ووجوهكم الشريرة لن تمر على الزعيم وأخي!’ ”

لكن في الوقت نفسه، لم يستطع قلبه أن يتجاهل أشقاءه الصغار الذين اكتشفهم حديثًا، “غاليك”، ومشهد والدته أمام عينيه.

 

 

 

— لقد حان وقت الاختيار. قرار بات يضغط على غارفيل لتحديد أي طريق سيسلكه مصيره.

سقط على ركبتيه أمام سوبارو، ورفع ميمي بين ذراعيه. ثم استسلم لليأس، لاعناً غباءه.

 

“…”

“أنا آسفة لإزعاجك بهذا الشكل… أرجوك، انسَ كل ما قلته لك، أيها البديع.”

تلك العيون المرتجفة من ليارا ظلتا تبحثان عن السبب الحقيقي وراء قرار غارفيل. لم يكن ذلك بدافع القلق أو الشك. كانت لديها فقط شعور بسيط بالريبة — كان هذا تصرفًا خيرًا دون أي مبرر يمكنها التفكير فيه.

“…آه.”

كان يكره أن يعترف بذلك، لكن ميمي ساعدته على استعادة روحه القتالية. لو تُرك لوحده ليغرق في أفكاره، فمن يدري كم من الوقت سيحتاج للوصول إلى نفس النتيجة؟

 

 

“أنا غير عادلة تمامًا معكَ الآن. لا بأس بذلك. هؤلاء الأطفال يسمعون بث المدينة كل يوم، ومنذ زمن بعيد لم يخطئ ذلك الرجل في شيء من هذا القبيل…”

“بعد إنقاذها، كانت على حافة الحياة والموت، واستعادت وعيها بعد أيام قليلة عندما جئت لأتفقدها. ثم قالت هذه الكلمات بصوت عالٍ وواضح — ‘من أنا؟’.”

 

— كل هذا من أجل إرضاء غارفيل فقط.

حاولت ليارا أن ترسم ابتسامة شجاعة لتهدئة غارفيل المتردد. لكن يديها، التي بدت وكأنها مطوية في صلاة، كانتا ترتجفان. وجهها شاحب وكأن الدم قد نزف منه تمامًا.

 

 

بابتسامة، صدم غارفيل الدروع المغطية لذراعيه أمام صدره في محاولة لتحفيز نفسه. صوت احتكاك المعدن بالمعدن ورشقات الشرر أضاءت الوحش المحتجز داخل قلبه المتردد.

كان ذلك أداءً يائسًا. كانت تحاول ألا تحمل غارفيل وميمي أعباء ليست من واجبهما.

 

 

“أوه، لا تقلقي بشأن ذلك! لا بأس! مقارنة بغرفة ميمي، هذا المكان أنظف بكثييير!”

— تمامًا كما فعلت حين تركته هو وأخته الكبرى في الملاذ للبحث عن والده في العالم الخارجي.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

 

تأرجح قلبه بين الخيارين، لكن تلك الذكرى المؤلمة جعلته يتخذ قرارًا سريعًا.

 

 

 

“…سأجد أطفالكِ وزوجكِ.”

 

“السيد البديع؟”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

ظل الصوت المزعج يتردد في جميع أنحاء “مدينة البوابة المائية”، مما أثار دهشة وارتباك المارة الذين سمعوه. بدا أنهم، مثل غارفيل وميمي، لا يملكون أي فكرة عن هوية المتحدث، فكانوا يحدقون في السماء في حيرة.

فتحت ليارا عينيها على اتساعهما بدهشة عند رده غير المتوقع. أومأ غارفيل بثبات نحو ليارا، ثم نظر إلى يد ميمي وهي تمسك بيده. أثناء تفكيره واتخاذه للقرار، انتظرت ميمي بصمت، تاركةً له حرية الاختيار.

عائدةً بعد قفزة قصيرة، انطلقت ميمي نحو غارفيل وضغطت بإصبعها على جبهته. لم يكن ذلك مؤلمًا، لكنه شعر بأنه لا ينبغي تجاهله.

 

“هممم، أليس من الجيد تركه؟ سأغير ملابسي عندما نعود إلى النزل… لم أعد بالأمس، لذا السيدة بالتأكيد غاضبة جدًا! هيتارو و تي بي قد يكونان يبكيان!”

كان لديها إخوة صغار وأشخاص آخرين ترغب في حمايتهم أيضًا. لم يمكنه إجبارها على الانصياع لرغباته بعد الآن.

ابتسامة مشرقة اخترقت مجال رؤيته، حاجبةً الابتسامة الدموية البعيدة. لو اقترب هذا الوجه المبتهج أكثر، لشعر بأنفاسها على وجهه. تراجع غارفيل قليلًا.

 

بعد أن أخذت المدينة بأكملها كرهينة، كشفت المتحدثة أخيرًا عن طلبها. كان العنصر الذي ذكرته، “عظام الساحرة”، كفيلًا بجعل غارفيل يقطب جبينه بقلق، بينما ازداد الاضطراب المحيط بهم سوءًا.

“من الآن فصاعدًا، هذا تصرف أناني مني فقط. عودي و…”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “غارف! وجهك غريب! هل حدث شيء مضحك؟”

“آآآي!!”

 

“ماذا الآن!”

 

 

أنا نمر، نمر!

في منتصف وداعه، ضغطت ميمي بكعب قدمها على قدم غارفيل. كان جسدها خفيفًا، لكن تلك الركلة كانت موجهة بزاوية لتحقيق أقصى تأثير. تأوه غارفيل من الألم بينما انتفخت ميمي صدرها بفخر.

 

 

“!!”

“ميمي مستاءة لأن غارف يظن أنها ستتراجع بعد أن قال شيئًا بهذا الروعة! ميمي ستأتي، ستأتي تماماً!”

 

“لماذا…؟ لا، فهمتُ — آسف.”

عندما نظرا، رأيا الرجل الذي قابلاه سابقًا مضاءً تحت أضواء المصابيح السحرية. كان قد خلع معطفه، ووصل أخيرًا إليهما وهو يلهث، مستندًا على ركبتيه.

“— هذا هو الوقت الذي تقول فيه شكرًا!”

 

“— نعم، شكرًا.”

 

“على الرحب والسعة! ياي!”

خفض غاليك وجهه بمرارة أثناء هذا التبادل بين غارفيل وزوجته. بدا الأمر مؤلمًا للغاية بحيث لا يمكن لأي شخص التدخل.

 

يقع مبنى البلدية في مركز بريستيلا، والتي تنقسم إلى أربع مناطق: الشمالية، الجنوبية، الشرقية، والغربية. إنه المكان الذي يتم فيه إدارة كل الوظائف الأساسية للمدينة. وهو أيضًا المكان الذي أعلنت “الشهوة” أنها تحت سيطرتها.

حين ارتسمت ابتسامة غبية على وجه ميمي، ابتسم غارفيل أيضًا، شاعراً وكأن ثقلًا كبيرًا قد أُزيح عن كاهله.

 

 

 

وبينما تراقب ليارا بذهول، استدار الاثنان لمواجهتها مجددًا.

 

 

لكن في الوقت نفسه، لم يستطع قلبه أن يتجاهل أشقاءه الصغار الذين اكتشفهم حديثًا، “غاليك”، ومشهد والدته أمام عينيه.

“سنجدهم. عودي إلى أقرب ملجأ. من الأفضل أن تبقي مع الآخرين وتنتظري حتى نتولى الأمر.”

 

“و – لكن… لماذا تفعلون كل هذا من أجلي؟”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

 

— حقًا، لماذا؟

 

 

 

تلك العيون المرتجفة من ليارا ظلتا تبحثان عن السبب الحقيقي وراء قرار غارفيل. لم يكن ذلك بدافع القلق أو الشك. كانت لديها فقط شعور بسيط بالريبة — كان هذا تصرفًا خيرًا دون أي مبرر يمكنها التفكير فيه.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قال غاليك هذه الكلمات بحزم وبساطة، متحدثًا بثقة وإخلاص.

 

 

ضغط غارفيل على أنيابه عند كلماتها وأطلق ابتسامة شرسة.

“أنا لست شخصًا مهمًا بما فيه الكفاية لأعطي اسمي. إذا كنت مضطراً لتناديني بشيء، فـ… أنا نمر. نعم، نمر ذهبي. لذا الناس ينادونني — النمر البديع!”

 

 

“لأنني النمر الذهبي! أنا النمر البديع!!”

 

“ولأن ميمي هي ميمي البديعة!!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هناك ثمن لأخطائه — لكن هذا الثمن سيأتي بأبغض الطرق الممكنة.

 

 

صرخ الاثنان بهذه الكلمات بصوت عالٍ جدًا، ثم نظرا نحو ليارا، التي رمشت بدهشة، قبل أن ينطلقا معًا بعيدًا.

عبس غارفيل مع ازدياد حدة الصوت السادي الذي كان يُبث في المدينة. في الوقت ذاته، بدأ الناس المحيطون يدركون ببطء خطورة الوضع، مما أدى إلى انتشار الفوضى والذعر.

 

فتح فمه مرة، ثم أغلقه. تنفس داخلًا وخارجًا، مرارًا وتكرارًا.

مع والدته في الأسفل بعيدًا، استدار غارفيل لمواجهة الريح واستغلال أنفه إلى أقصى حد.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الثنائي أمام عينيه كانا حائطًا. حاجزان يقفان أمام طريقه بقوة هائلة، يمثلان عائقًا يجب عليه تحديه وتجاوزه.

“غارف، ما الذي سنفعله الآن؟”

ومن مظهرها الشاب، بدت وكأنها في العشرينات من عمرها، لكن عمرها الحقيقي كان لا بد أن يكون في النصف الثاني من الثلاثينات.

“نتتبعهم بالرائحة. ما زلت أتذكر رائحتهم جيدًا!!”

“لماذا…؟ لا، فهمتُ — آسف.”

“حسناً!”

 

 

 

بينما كانا يتحدثان بصوت عالٍ تقريبًا ليسمع أحدهما الآخر، انطلق غارفيل وميمي في سباق عبر مدينة البوابات المائية وكأنهما يطيران.

“يجب ألا نسبب الإزعاج لضيوفنا بإجبارهم على البقاء. كما يقول المثل، للنزلاء حسن الضيافة والسوارية.”

كانت ميمي تسانده في لحظة تهوره، حيث وضع مسؤولياتها جانبًا وفضلت متابعة أموره الشخصية، على الرغم من العوامل التي حاولت إقناعها بالعدول عن هذا القرار.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

بينما يُصارع هذه الأفكار، لمس غارفيل الندبة على جبهته. قرر أن يترك التفكير في الأمر لوقت لاحق، واختار ببساطة أن يتبع قلبه. في النهاية، كان هذا الخيار أسرع. لم تكن هناك حاجة للاختيار بين هذا وذاك إذا أمكنه الحصول على كل شيء.

رائحة الماء، رائحة الدم، رائحة العنف التي تؤججها العواطف الهائجة، رائحة اللحم المحترق — وسط تلك الروائح التي لا حصر لها، التقط أنف غارفيل الرائحة التي كان يبحث عنها.

هذا هو أسلوب فصيل إيميليا — الشيء الذي تعلمه غارفيل خلال العام الماضي.

“؟!”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الفتاة التي أمامه الآن لم تشترك في أي من هذه الصفات معها — ومع ذلك، استمرت ميمي في الابتسام.

“غارف! هذه الرائحة! إنها قادمة من ذلك الاتجاه!”

 

“— نعم، لا شك في ذلك! عمل رائع!”

 

 

— الجرح… لم يكن يلتئم.

أكد غارفيل متأخرًا أن ميمي قد التقطت الرائحة التي كانا يبحثان عنها. وجدوا آثارًا باقية للرائحة التي تخص الأخوين الصغيرين. كانت تقودهم نحو المنطقة الأولى — مما ذكره بالمحادثة التي أجراها مع فريد الليلة السابقة.

 

 

 

“الآن فهمت! إذاً هذان الاثنان خرجا مجددًا هذا الصباح لزيارة المغنية في ذلك المتنزه؟!”

وأخيرًا، عندما رأى غارفيل أنهما ابتعدا بما يكفي، توقف.

 

إذا أمكن لغارفيل أن يحتفظ بكل ذلك داخله ويتخلى عن رغباته الحقيقية، فسيتم حل كل شيء مرة واحدة وإلى الأبد.

ما يعني أن الأخ الأصغر استيقظ مبكرًا بعد أن فكر في خطأه في اليوم السابق، وانتهى الأمر بأخته سليطة اللسان بمرافقته نتيجة لذلك. ومن ثم، بات من المنطقي أنهما في الملجأ القريب من هناك.

“…تبدو عائلتكم كبيرة جدًا، أليس كذلك؟”

 

“ممم!! رائع! الشعور جيد جدًا!”

كان المتنزه قريبًا من قاعة المياه، وهو مكان يمكنهم من خلاله الالتقاء سريعًا بسوبارو والبقية —

“لا بد أن أقول، بالنسبة للأطفال الصغار، لقد ذهبتم بعيدًا عن منازلكم.”

 

“سيكون رائعًا إذا استطعنا إسكاتها فقط. على الأقل، أريد أن أرى وجه العدو.”

“— المبنى الإداري.”

 

 

بعد أن ارتفعا ثلاث طوابق في قفزة واحدة، تمددت ميمي بظهرها.

قبل أن ينطلق عن الأرض بلحظة، لمح غارفيل المبنى الإداري. هناك، في مركز المدينة الذي أصبح تحت سيطرة “الشهوة”، كان يقبع الشخص الأخير الذي يبحث عنه. ومرة أخرى، حان وقت الاختيار.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com المصطلحات التي استخدمها غاليك — انهيار أرضي، دفن حي — جعلت أنفاس غارفيل تتوقف.

“غارف، ما الذي سنفعله الآن؟”

الفراغ الذي يتركه شخص ما في العائلة لا يمكن ملؤه أبدًا — وغارفيل يعرف ذلك أكثر من أي شخص آخر.

 

“…ماذا؟ ما الذي تقولينه؟ مستحيل أن أفعل ذلك.”

حين سألت ميمي، ضاغطةً عليه لاتخاذ قرار، سأل غارفيل نفسه السؤال ذاته.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

بينما يتساءل غارفيل عن مصدر الصوت، رفعت ميمي يدها وشرحت بسرعة. افترض غارفيل أنها تقصد أنهم يسمعون شخصًا عبر قوة ميتيا خاصة وليس مجرد صوت عالٍ جدًا.

ما نوع الشخص الذي يجب أن يراه غارفيل في غاليك؟

 

هل يراه الرجل البغيض الذي سرق والدته، أم المنقذ العظيم الذي أنقذ حياتها؟ على عكس الأخوين اللذين تربطهما به رابطة الدم، لم يكن بينه وبين غاليك أي صلة مباشرة.

بعد أن شعر بالارتياح الأولي، تهاوت دفاعاته ليجد أن تلك العبارة الوحيدة شقت طريقها إلى ذكرياته، مما أطلق العنان لشعوره بالعجز.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخذت ميمي الحلوى بيدها الشاحبة بعض الشيء، وابتسمت وهي تؤدي تحية مرحة. ثم وضعت الحقيبة داخل حقيبتها التي تحملها على كتفها، واستخدمت ذيلها الطويل لتضرب غارفيل على ظهره.

إذا كان سيعتمد في اختياراته على روابط الدم، فلا واجب عليه لإنقاذ غاليك. لكن ماذا سيحدث لليارا والأطفال إذا فقدوه؟

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أتساءل — ماذا تقصد بذلك؟”

 

متفقين الآن، استدارا معًا لمواجهة خصومهما. ظل الثنائي المقابل لهما يشاهد تبادلهما بصمت. لم يكن غريبًا أن يهاجموا خلال نقاش غارفيل وميمي، لكنهم لم يفعلوا ذلك، سواء كان بدافع الكبرياء، أو الرحمة، أو التماسك — غارفيل وميمي سيجعلانهم يندمون على ذلك.

الفراغ الذي يتركه شخص ما في العائلة لا يمكن ملؤه أبدًا — وغارفيل يعرف ذلك أكثر من أي شخص آخر.

ومع ذلك، الجرح الذي كان يحتاج للالتئام لم يلتئم.

 

وفي اللحظة التي أراد فيها غارفيل أن يتخلى عن كل شيء، أدرك شيئًا.

“…المبنى الإداري — هناك بالتحديد تتحصن رئيسة الأساقفة التي بثت ذلك الخطاب الملعون سابقًا.”

 

“هممم، ربما، نعم.”

 

“لقد هزّت المدينة بأكملها، وبين الزعيم وإخوانكِ الصغار، هناك الكثير من القلق… لكن قلب المشكلة يكمن في مصدرها. إذا دمرنا سبب كل ذلك، يمكننا إنهاء الأمر بسرعة.”

 

“يعني يمكننا إنقاذ الجميع! مذهل! هذا مذهل!”

مطأطأً رأسه، حدقت المرأة الشبحيّة ذات الرداء الأسود إلى غارفيل.

 

عندما انتفخ صدر غارفيل، طرح أحد الأطفال هذا السؤال. على الفور، كشف غارفيل عن أنيابه الحادة، مبتسمًا ابتسامة شرسة.

قفزت ميمي على غارفيل بينما يشرح المنطق وراء قراره. لكن ذيلها الطويل ارتفع على الفور، مشيرًا نحو المبنى الإداري.

 

“لكن هل هذا حقًا جيد؟ لدي شعور سيئ يجعل شعري يقف من الخوف.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع ذلك، بدا أن سوبارو توصل بشكل طبيعي إلى استنتاج أن ما فعله غارفيل هو ما أنقذها.

 

 

“لا يمكننا تجاهل الحدس. أذني أنهكتا من عدد المرات التي قال لي فيها الزعيم أن رؤساء الأساقفة الممثلين للخطايا السبع الكبرى هم خطر كبير. ومع ذلك…”

كانت تلك شخصية مألوفة، لطالما لمحها عند أطراف رؤيته من حين لآخر — رغم أنه علم يقينًا أنها ليست حقيقية، بل شبح امرأة كانت موجودة ذات يوم.

 

فهم غارفيل هذا الشعور بشكل مؤلم. الأخوات الكبريات هنَّ كائنات قوية. قد يذهب الأمر إلى حد القول أنهن جدران هائلة لا يمكن للإخوة الصغار تجاوزها. كان هذا هو الحال بالنسبة له عندما أعاد التواصل بأخته بعد أن قضى عشر سنوات في تقوية جسده. بمجرد النظر إلى الصبي الصغير الذي كانوا يرافقونه إلى المنزل، بدا من الواضح أن حتى المنافسات الجسدية كان محكومًا عليها بالفشل. كان هناك فارق محبط في القوة بين الأخوات الكبار وأشقائهم الصغار.

الشخص الوحيد الذي يعرفه غارفيل وله صلة بالساحرات هي الساحرة ذات الشخصية السيئة التي ترقد في ضريح الملاذ.

 

 

عاصفة من المشاعر والأفكار أوقعته في فوضى تامة.

الحقيقة أنها كانت تتمتع بقوة هائلة. لكن غارفيل لم يشعر أبدًا، ولا لحظة، بأنه سيخسر أمامها في مواجهة قوة.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لماذا لا…؟”

 

 

على أي حال، يجب القضاء على مطران خطيئة الشهوة لتحرير المدينة.

ما هذا؟ نوع من اللعب بالكلمات؟ طفلة تختلق الأمور كما تمضي؟ إنه مجرد عذر ملائم — لا أكثر.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“سيكون رائعًا إذا استطعنا إسكاتها فقط. على الأقل، أريد أن أرى وجه العدو.”

إن لم يتمكنا من الالتقاء بـ “سوبارو” والبقية عند “رذاذ الماء” ووضع حد لطغيان طائفة الساحرة —

 

“لا ترحل، أيها النمر البديع!”

“تقصد استكشافًا؟ هممم… حسنًا! لنقم ببعض الاستكشاف!”

 

 

“؟!”

رغم أن ميمي بدت مترددة في البداية بسبب المخاطر، وافقت في النهاية على خطة غارفيل.

 

 

 

استعدت ميمي بعصاها المحببة التي تحملها على ظهرها، بينما ثبت غارفيل دروعه الفضية على ذراعيه. وبعد التأكد من تجهيزاته وأن الفولاذ ملفوف بإحكام حول ذراعيه القويتين، أصبح جاهزًا للقتال.

“بالطبع!”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“لننطلق.”

“لماذا…؟ لا، فهمتُ — آسف.”

 

 

بهذا الإعلان المقتضب، انطلق الاثنان ركضًا نحو المبنى الإداري.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

يقع مبنى البلدية في مركز بريستيلا، والتي تنقسم إلى أربع مناطق: الشمالية، الجنوبية، الشرقية، والغربية. إنه المكان الذي يتم فيه إدارة كل الوظائف الأساسية للمدينة. وهو أيضًا المكان الذي أعلنت “الشهوة” أنها تحت سيطرتها.

كان رئيس الأساقفة الممثل لإحدى الخطايا السبع الكبرى، الذي هزمه سوبارو قبل عام، يمتلك عددًا لا بأس به من التابعين. لم يكن لديهم قوة قتالية كبيرة، ولكنهم كانوا جيدين في الاندماج وسط الحشود.

رغم أن ميمي ما تزال تحاول دفعه للتراجع، أصر غارفيل بشدة على موقفه.

 

 

كان عليهم التعامل مع هذا الموقف بسرعة واستعادة المبنى بالقوة. وبالرغم من تقديم غارفيل خطته لميمي كعملية استطلاع، إلا أنه في قرارة نفسه كان ينوي التغلب على الأعداء بسرعة وبعنف.

“لا، الأمر ليس كذلك.” رفع كوبه على عجل. “ليس الأمر كذلك أبدًا. كنت فقط… متفاجئًا من حجم المكان.”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com امتزج صوته بإرهاق عميق وشعور لا يمكن إخفاؤه بالذنب، مما جعل غارفيل يضيق حاجبيه.

— على الأقل، كان هذا هو المخطط حتى التقط رائحة كثيفة بشكل استثنائي للدم المتسرب من المبنى الإداري.

اقتربت ميمي قليلًا، تمشي بجانبه، ولكن خارج نطاق ذراعه. شعر غارفيل أن وجه ميمي كان محمرًا قليلًا، لكنها ابتسمت ابتسامة مشرقة من ذلك الموقع.

 

 

“…”

هذا —

 

 

عندما توقف الاثنان، رأى عبق الحديد الكثيف يتصاعد من الشارع أمامهما. إذا واصلا السير مباشرة ولفا عند الزاوية، سيجدان المبنى الإداري أمامهما مباشرة. لم يكن هناك شك في مصدر الرائحة.

عادت ميمي إلى ساحة المعركة، منقذةً غارفيل في الوقت المناسب.

 

 

“غارف، لا تفعل! لا…!”

لم ترد ميمي سوى بـ “هاه؟” وأمالت رأسها ببراءة، مما جعل غارفيل ينفجر ضاحكًا.

 

 

في اللحظة التي حاول فيها غارفيل التقدم باتجاه رائحة الدم، أمسكت ميمي بقماشة وسطه. ظلت تهز رأسها رافضةً، ودموعها تكاد تنهمر وهي تكرر: “لا تفعل.”

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وعندما اقتربت المرأة دون تحفظ، اتسعت عينا غارفيل عند رؤيتها. أسنانه الحادة رفضت الاصطفاف بشكل صحيح. أمالت المرأة رأسها بفضول عند سماع صوت اصطكاك أسنانه.

لكنه لم يستطع التراجع. إذا تراجع، فلن يتمكن من تحقيق رغبة ليارا — أو ليشا.

“…لا… يمكن.”

 

لهذا السبب، لم يستطع مسامحة ضعفه أو جبنه.

“إذا لم ترغبي في الذهاب، ابقي هنا. أما أنا، فسأمزق رأس هذا الوغد وحدي إذا اضطررت!”

 

 

 

“غارف!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

كانت ميمي تركض متحمسة، تشد كم غارفيل، تسحب شعره، بل وتقفز على ظهره. رفيقته التي نصبت نفسها بنفسها بدت وكأنها لا تعرف معنى التأمل أو الرحمة.

هز غارفيل يد ميمي التي تمسك به وانطلق يجري عبر الشارع. عند التفافه حول الزاوية، اتسعت رؤيته — المبنى الإداري كان أمامه، والمشهد في الساحة المؤدية إليه بدا مأساويًا.

 

 

 

“؟!!”

شعر غارفيل بالضياع. باتت أفكاره فارغة وجوفاء. عذبته مشاعر الاشمئزاز والذنب وكأنها لن تتوقف أبدًا. استمر طنين مزعج في أذنيه بلا انقطاع. حتى ألم جروحه بدا مثيرًا للضحك وغير منطقي.

 

 

باتت رائحة الدم قوية جدًا لدرجة أنها جعلته يزم أنفه، وبدت نظرة واحدة كافية للتعرف على آثار مذبحة بشعة. الساحة أمام المبنى الإداري، المحاطة بالمجاري المائية من ثلاث جهات، أصبحت غارقة في الدماء لدرجة أنه بات من المستحيل تقريبًا تمييز لون الحجارة المبلطة الأصلية.

 

 

حين ارتسمت ابتسامة غبية على وجه ميمي، ابتسم غارفيل أيضًا، شاعراً وكأن ثقلًا كبيرًا قد أُزيح عن كاهله.

العديد من الأشخاص قد لقوا حتفهم بالفعل، وجثثهم متناثرة في برك من دمائهم — وبناءً على تجهيزاتهم، كان هؤلاء من حراس بريستيلا. على الأرجح، استجابوا للبث وهرعوا بشجاعة للدفاع عن مدينتهم.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

“أنا… آسف جدًا…”

ثم انتهت حياتهم بوحشية.

هذا —

 

يبدو أن المتحدثة باتت مسرورة بالاضطراب المتزايد، فازداد صوتها حدة وانغماسًا في ذاتها.

كان عدد الجثث ثلاثين تقريبًا، لكن هذا التفصيل المروع لم يكن أكثر ما جذب انتباه غارفيل.

وعندما استرجع ذكرياته، أدرك أنهم دائمًا ما كانوا يتجاهلون عيوبه.

 

بينما كانا يتحدثان بصوت عالٍ تقريبًا ليسمع أحدهما الآخر، انطلق غارفيل وميمي في سباق عبر مدينة البوابات المائية وكأنهما يطيران.

— بل كان الشخصين اللذين يقفان جنبًا إلى جنب في مركز الساحة، محاطين بالجثث.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “سمعت القصة من زوجتي. أنتما أنقذتما ابني، أليس كذلك؟ ومع ذلك، تركتكما ترحلان دون أن أقول كلمة شكر واحدة. تلك قمة الجفاء.”

 

بدت توسلات ميمي صحيحة. كل من الاثنين أمامهما يمتلكان قوة تفوق البشر— مستواهما الخطير يعادل، إن لم يكن يتجاوز، مستوى “صيادة الأمعاء”. وعلى الرغم من اتفاق غارفيل الكبير على أن مواجهتهما دون استعداد كان انتحارًا، فإن تقبل ذلك كحقيقة أمر مختلف تمامًا.

“…”

صرخت الفتاة قائلة “واااه!” ثم ابتسمت وهي تندفع بالركض. وبعد أن قطعت مسافة قصيرة، توقفت ميمي وابتسمت وهي تنتظر أن يلحق بها — وفي الوقت نفسه، كان الشبح الذي كان موجودًا في السابق قد اختفى تمامًا.

 

فلم يستطع شم رائحتها.

الأول كان رجلًا ضخمًا، لدرجة أن غارفيل اضطر للنظر للأعلى ليتمكن من رؤيته. كان يحمل سيفين كبيرين في يديه، وينظر بهدوء نحو غارفيل. أما الآخر، فكانت ذات جسد نحيف وهيئة أنثوية، تحمل شفرة طويلة وحادة بحافة واحدة، ووقفت بوضعية أظهرت جمالًا أرعب غارفيل.

أسلوب قتال الرجل الضخم كان وحشيًا وعنيفًا، لكن الفوضى وانعدام الصقل في هجماته زادت من تدميرها. ظل يلوّح بسيوف يعجز الشخص العادي عن رفعها بكلتا يديه، بينما يستخدم يد واحدة لكل سيف، هائجًا كعاصفة لا تُقهر مجسدة في هيئة بشرية.

 

على الأقل، هذا ما كان يخطط للقيام به.

كلاهما كان يرتدي ملابس سوداء من الرأس إلى القدمين. لم يتمكن غارفيل من رؤية ملامح وجهيهما بوضوح.

 

 

 

“…لكن بالنظر إلى طريقة وقوفكما كرُوَّاد قتال ورائحة الدم التي تنبعث منكما، أنتما المسؤولان عن هذا، صحيح؟”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أثناء انبهاره بالمشهد، أدرك غارفيل أن قلبه قد أصبح بشكل غريب هادئًا.

 

 

صك غارفيل أنيابه بينما تحدث إلى الشخصين اللذين وقفا بجرأة في تلك الساحة الدامية. لكن لم يستجب أي منهما لاستفزازاته. شعر بندبته على جبهته تخفق بشدة.

عيناها السوداوان الجوفاوان لم تبوحا له بشيء.

 

كان غارفيل غارقًا في أفكاره عندما جعله هذا الاقتراح المفاجئ يفتح عينيه على مصراعيها بصدمة. أما ميمي، فردت ببساطة بقولها: “حقًا؟” مع إمالة رأسها بتعبير بريء على وجهها.

“غارف… هذان الشخصان… قويااان جدًا!”

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “سمعت القصة من زوجتي. أنتما أنقذتما ابني، أليس كذلك؟ ومع ذلك، تركتكما ترحلان دون أن أقول كلمة شكر واحدة. تلك قمة الجفاء.”

مع صوت خطوات سريعة، لحقت ميمي بغارفيل ووقفت بجانبه. وكما توقع، أصابها المشهد المروع للساحة بالذهول، لكن جسدها الصغير بدا متوترًا بشكل يفوق دهشتها، مما ملؤه الحذر.

 

 

“غارفي، هذا مذهل! سوبر رائع!!”

كان انطباعه السابق بأن خصومهم لم يظهروا أي رد فعل خطأً — فما إن دخل غارفيل وميمي الساحة، حتى اجتاحهما جو مروع مليء بالشر وهالة حادة كأنها نصل سيف بحد ذاته.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ليارا، لماذا…؟”

 

 

الثنائي المنتظر في الساحة كان خطيرًا وعدائيًا بشكل واضح لدرجة جعلت من الجليٍّ أنهما خصمان شديدا الصعوبة. شعر غارفيل بتهديد كبير لدرجة أن حلقه جف فجأة، وكأن طرف سيف يضغط على قلبه النابض.

عندها، صرّح الصوت المألوف في البث بنبرة مليئة بالرضا التام —

 

 

كان أعداؤهم بوضوح أساتذة تجاوزوا حدود البشر العاديين — وما لم يتخطَ غارفيل هؤلاء الحراس، لن يتمكن من الوفاء بقسمه.

 

 

 

“هاه، الأمور تصبح مشوقة…!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

 

بابتسامة، صدم غارفيل الدروع المغطية لذراعيه أمام صدره في محاولة لتحفيز نفسه. صوت احتكاك المعدن بالمعدن ورشقات الشرر أضاءت الوحش المحتجز داخل قلبه المتردد.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أأنا من بدا ضعيفًا هكذا؟ لماذا أطلقت صوتًا مثل هذا؟ هذا يشبه… يشبه…

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

لكن بينما يجهز غارفيل نفسه، فتحت ميمي ذراعيها على مصراعيهما ووقفت أمامه وهي تصرخ.

 

“لا تفعل! غارف! لا يمكننا مجابهة هذين! إنهما أقوى مما نستطيع مواجهته بمفردنا! توقف!”

“…”

 

 

“ــــ! لن نعرف حتى نحاول. من المستحيل أن أقبل حقائق مطلقة على أنها محسومة.”

“هااي ، أيتها الصغيرة… أوه، ماذا؟!”

 

 

كلمات ميمي التي حاولت بها إيقاف غارفيل غرست نفسها في الشقوق الموجودة داخل قلبه. وهو يضغط بأسنانه على مخاوفه العميقة، أشار غارفيل بذقنه نحو الثنائي.

 

“إضافة لذلك، حتى لو تراجعنا، لن يتركونا نرحل من هنا بسلام. يجب أن يواجههم أحد.”

كان غارفيل غارقًا في أفكاره عندما جعله هذا الاقتراح المفاجئ يفتح عينيه على مصراعيها بصدمة. أما ميمي، فردت ببساطة بقولها: “حقًا؟” مع إمالة رأسها بتعبير بريء على وجهها.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com دون أن ينطقا بكلمة، حوّل مهاجموه ضرباتهم الصامتة إلى شراسة بلا قلب، مستمرين في الهجوم على غارفيل.

“إذًا فقط مرة واحدة! ندخل ونواجههم سريعًا ثم ننسحب ونهرب. أي شيء آخر غير مقبول! ميمي وغارف وحدهما ليسا كافيين! الأمر مستحيل من دون القائد وجوليوس!”

أراد أن يصرخ.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “سيدي، شكرًا جزيلًا!”

رغم أن ميمي ما تزال تحاول دفعه للتراجع، أصر غارفيل بشدة على موقفه.

 

 

 

بدت توسلات ميمي صحيحة. كل من الاثنين أمامهما يمتلكان قوة تفوق البشر— مستواهما الخطير يعادل، إن لم يكن يتجاوز، مستوى “صيادة الأمعاء”. وعلى الرغم من اتفاق غارفيل الكبير على أن مواجهتهما دون استعداد كان انتحارًا، فإن تقبل ذلك كحقيقة أمر مختلف تمامًا.

لقد قالها بصوت عالٍ.

 

“ماذا، هل استمعت لها بالفعل؟”

الثنائي أمام عينيه كانا حائطًا. حاجزان يقفان أمام طريقه بقوة هائلة، يمثلان عائقًا يجب عليه تحديه وتجاوزه.

انفجر غارفيل عبر موجة الصدمة، لتتلاشى أفكاره بينما يسعل كتلة من الدم.

 

كان هناك من يحتضن رأسه ضد صدره الصغير ويمسّد على شعره.

بعد هزيمته على يد راينهارد دون قتال، هل يستطيع حقًا تحمل الفرار من خصومه مرتين؟

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com باتت ضربة النمر القوية على وشك أن تمزق كتلة اللحم الضخمة —

كان يتوق لأن يصبح الأقوى. كان يملك كبرياءً داخليًا، وكان واعيًا لدوره كدرع لأصدقائه الأعزاء. وبشكل مختلف عما يتمنى، اجتمع مجددًا بوالدته وعائلتها الجديدة.

لم يكن غارفيل قادرًا على تجاوز تلك الحادثة بشكل كامل. رغم أنه يرى نفسه جبانًا، إلا أن سوبارو والبقية ظلوا يصرّون على أنه أدى أداءً رائعًا.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أما غارفيل، فقد رفع الكوب إلى شفتيه دون أن ينطق بكلمة. الطعم والحرارة كانا مناسبين تمامًا له.

بالنسبة لأمه، سلامة أو خطر الرجل الذي أنقذها كان —

بعد أن ارتفعا ثلاث طوابق في قفزة واحدة، تمددت ميمي بظهرها.

“…”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

 

نظرت ميمي إلى غارفيل بقلق بينما تعصف هذه المشاعر المتشابكة بداخله. رؤيتها تنتظر قراره جعلته يتذكر الليلة التي قضاها محميًا بدفئها.

اعتذار غارفيل البسيط جلب ابتسامة بريئة على وجه ميمي. لم يكن بإمكانه رفع رأسه على الإطلاق.

 

“أنتِ لي —!”

على الفور، هز غارفيل رأسه، إذ تلاشى العناد الذي كان يثبته في مكانه.

 

“…حسنًا. سنفعل كما قلتِ. نبذل كل ما لدينا في ضربة واحدة، ثم ننسحب. سنجمع فريقنا ونعود لشن هجومنا الحقيقي — هذا مقبول، صحيح؟”

 

“همم! نعم! دعنا نبذل قصارى جهدنا!”

“أمي…”

 

 

بدت ميمي مرتاحة لأن غارفيل تراجع عن تهوره.

مع صوت خطوات سريعة، لحقت ميمي بغارفيل ووقفت بجانبه. وكما توقع، أصابها المشهد المروع للساحة بالذهول، لكن جسدها الصغير بدا متوترًا بشكل يفوق دهشتها، مما ملؤه الحذر.

متفقين الآن، استدارا معًا لمواجهة خصومهما. ظل الثنائي المقابل لهما يشاهد تبادلهما بصمت. لم يكن غريبًا أن يهاجموا خلال نقاش غارفيل وميمي، لكنهم لم يفعلوا ذلك، سواء كان بدافع الكبرياء، أو الرحمة، أو التماسك — غارفيل وميمي سيجعلانهم يندمون على ذلك.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

 

“!!”

 

دون أي إشارة، اندفع غارفيل وميمي نحو خصومهما في نفس اللحظة.

كانت ميمي تركض متحمسة، تشد كم غارفيل، تسحب شعره، بل وتقفز على ظهره. رفيقته التي نصبت نفسها بنفسها بدت وكأنها لا تعرف معنى التأمل أو الرحمة.

واجه غارفيل المرأة بقوته، بينما واجهت ميمي الرجل الضخم بمهارتها في المناورة.

“لماذا تعتقدين…أنها…؟”

 

 

بينما اقترب غارفيل بسرعة السهم، ظلت المرأة واقفة بثبات، دون أن تتحرك قيد أنملة. تلاشت المسافة بينهما في طرفة عين، وعند خمسة إلى أربع خطوات فقط، شن غارفيل الهجوم الأول، ملوحًا بمخلبه الوحشي.

 

— فجأة، لمع السيف بجمال ساحر يكفي لإبهار أي شخص يشاهد.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“— غاه!”

كان ذلك شيئًا يشبه الجواب، لكنه لم يكن مكتملًا تمامًا.

في تلك اللحظة، رفع غارفيل درعه الأيمن ليصد السيف بينما ركل نحو صدر المرأة المفتوح. تجنبت الركلة دون أي حركة غير ضرورية. وبينما يلتف جسدها مبتعدًا، تحرر سيفها، الذي كان عالقًا في درعه، ليهاجم من جديد.

صرخت الفتاة قائلة “واااه!” ثم ابتسمت وهي تندفع بالركض. وبعد أن قطعت مسافة قصيرة، توقفت ميمي وابتسمت وهي تنتظر أن يلحق بها — وفي الوقت نفسه، كان الشبح الذي كان موجودًا في السابق قد اختفى تمامًا.

 

وبينما انتهت التصفيقات والتشجيعات منذ فترة، ظل مالك القارب هو الشخص الوحيد المتبقي في مجرى المياه، وقد كان خده يرتجف وهو يراقب في صمت.

العنق، الكتف، الذراع — دار السيف الطويل كالأفعى ليحميهم جميعًا بينما تعالت أصوات السيف وهو يضرب الدرع. وبينما يتفادى إحدى الضربات، رد غارفيل فورًا بركلة أخرى؛ صدتها المرأة بغمدها، لكنها طارت للخلف.

تسببت الأمواج الناتجة عن انقلاب القاربين في ميلان قوارب أخرى مثل الدومينو. وبعد أن أنزل الأطفال على ضفة المجرى، أمسك غارفيل الحبل الذي يربط القوارب المتبقية بالمراسي، وسحبها بقوة لتثبيتها مرة أخرى.

 

لم يكن غارفيل متأكدًا تمامًا مما يجري، لكن بدا أن هذا الأخ والأخت يمتلكان علاقة جميلة مليئة بالاهتمام.

“ما هذا؟”

القدرة على التخلي عنهم، القرار بالنسيان، الشجاعة لحبس كل شيء بعيدًا — لماذا هذا صعب جدًا؟

رفع غارفيل حاجبًا عندما شعر بخفة وزن المرأة.

ومع صمت غارفيل، أمالت ميمي رأسها فجأة.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جعلت حركة غارفيل المترددة ميمي تنظر إليه بوجه مرتبك.

على يمينه، ركضت ميمي في دوائر حول خصمها الضخم وتسللت تحت سيوفه العظيمة، ملوحةً بعصاها لتنفيذ هجوم سحري. عندما هز انفجار أزرق خصمها ووضعه في موقف ضعيف، بدا أن هذا هو الوقت المناسب لهما للانسحاب من الساحة.

أومأ غاليك نحو غارفيل بابتسامة ودودة.

 

“تشوياسااااا!!”

الرجل الضخم المترنح لن يتمكن من الإمساك بميمي. لن يكون من الصعب عليها الهروب دون أن تصاب بأذى. أما بالنسبة للمرأة التي دفعها غارفيل للخلف، فلم تكن في وضع يسمح لها بتحمل هجوم آخر.

 

 

كانت تلك المشاعر الراسخة التي شعر بها تجاه زوجته، والتي حملها منذ لحظة لقائهما وحتى يومنا هذا.

“للبداية، سنُسقط واحدًا!!”

 

لذلك، قرر أن الوقت قد حان للضربة. كشف غارفيل عن أنيابه وقفز باتجاه المرأة.

“واو! شعرت بالقشعريرة!”

 

 

مع بقاء سيفها في مكانه حيث صدّه الدرع آخر مرة، وجه مخلبه نحو جذعها المكشوف.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“أنتِ لي —!”

جسده مغطىً بالدماء.

كان لديه كل ما يريده — وفي اللحظة التي أصبح متأكدًا من ذلك، اقترب الموت منه من الخلف.

“غارف، ما الذي سنفعله الآن؟”

“!!”

 

 

“إييييه، لماذَا؟ دعنا نبقى لفترة أطول قليلاً!”

تلاشت المسافة بينه وبين العملاق. كانت تلك الهالة المروعة التحذير الوحيد الذي حصل عليه غارفيل. أوقف هجومه على الفور، وقلب جسده للخلف وقفز عاليًا. وفي اللحظة التالية، نزل سيف عظيم ليحطم جسده على الأرض.

الأرضية باردة.

 

 

“غاه، آرغههه؟!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إذا لم يكن النمر ليصرخ أبدًا من الألم، فكيف أبدو الآن؟!

 

 

انفجر غارفيل عبر موجة الصدمة، لتتلاشى أفكاره بينما يسعل كتلة من الدم.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ظلت ميمي تضحك بصوت عالٍ وهي تشد على الجزء من ردائها الأبيض فوق صدرها، والذي كان لا يزال متسخًا بدموع غارفيل ومخاطه ولعابه، رغم أنه قد جف تمامًا الآن.

بعد ارتطامه بالأرض، شعر بضربة أخرى تقترب من جانبه. كان محظوظًا أن ذراعه تحركت في الوقت المناسب لصد السيف العظيم بدرعه. حتى مع تقليل حدة الضربة، ظل يُقذف على الأرض وعلى سطح الماء، مرتطمًا بعنف.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…سأجد أطفالكِ وزوجكِ.”

 

تدخل الأخ الأصغر بين “النمر” وأخته الكبرى المليئة بالدموع. كلمات الصبي المتوسلة جعلت الفتاة الحامية تفتح عينيها على اتساعهما. ومع ذلك، شدت الفتاة على أسنانها ووقفت بثبات بجانب أخيها الأصغر.

وبينما يتطاير في الهواء، طارده العملاق والمرأة، قافزين في وقت واحد. بات الموت قريبًا.
محاولين إيقاعه في كماشة مميتة، هجم الاثنان من الجانبين، محافظين على غارفيل محاصرًا بينهما.

مع حاسة الشم القوية التي يتمتع بها، كان من المستحيل ألا يلتقط رائحة شخص يقف على مرمى بصره — ناهيك عن رائحة الدم القوية التي تحيط بتلك المرأة، وهي رائحة لا تزال محفورة في ذاكرته ولم تتلاشَ مهما طال الزمن.

 

 

صد غارفيل السيف الطويل القادم من الأمام بدرعه، وتجنب ضربة سيف عظيمة شرسة من الخلف عبر ركل السلاح في اللحظة الأخيرة. ومع تخمينه لمسار السيف، تمكن من صدّه بشكل معجزة. لكن، بينما تحرق شرارات النار وجنتيه، سُحق جسده بضربات السيف العظيم من الأعلى والأسفل.

“آه، القائد يتحدث عن الخصائص العلاجية والأشياء من هذا القبيل أيضًا. أعتقد أنني بدأت أفهم الآن ما يقصده.”

“غوه!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

صرخت عظام وركه وأضلاعه ، ثم تحطمت. الألم البليغ وحده جعل رؤيته تتلون بالدماء، وهو يُدفع إلى شفير الموت.

 

حتى مع خروج أنين الألم وكتل الدم من فمه، لم يتوقف عن البحث عن طريق يقوده للنجاة. لكن خصميه القويين لم يسمحا له بذلك.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أأنا من بدا ضعيفًا هكذا؟ لماذا أطلقت صوتًا مثل هذا؟ هذا يشبه… يشبه…

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

دون أن ينطقا بكلمة، حوّل مهاجموه ضرباتهم الصامتة إلى شراسة بلا قلب، مستمرين في الهجوم على غارفيل.

 

بدت مهارة المرأة في استخدام السيف حادة، تمثل قمة الجمال القاتل. وزن ضرباتها الفردية لم يضاهِ العملاق، لكن التقنية والمهارة التي أظهرتها في استخدام سيفها الطويل جعلت أي زلة من غارفيل تؤدي حتمًا إلى ضربة قاتلة تتجاوز دفاعاته.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com يعُرف راينهارد الحالي بكونه الأقوى ليس فقط في مملكة لوغونيكا، بل في جميع الأمم الأربع الكبرى.

 

 

أسلوب قتال الرجل الضخم كان وحشيًا وعنيفًا، لكن الفوضى وانعدام الصقل في هجماته زادت من تدميرها. ظل يلوّح بسيوف يعجز الشخص العادي عن رفعها بكلتا يديه، بينما يستخدم يد واحدة لكل سيف، هائجًا كعاصفة لا تُقهر مجسدة في هيئة بشرية.

 

 

 

“غغ… آآآه!!”

 

من جانب، ظلت ضربات السيف اللامعة تتدفق مثل الماء. ومن الجانب الآخر، تدفقت ضربات تدميرية تسحق كل ما يعترض طريقها، مثل إعصار لا يرحم.

 

 

 

وبينما يتعرض لهذين النمطين المتناقضين تمامًا من المبارزة، والتي تقبع على طرفي نقيض من حيث الإيقاع والحركة، أوشك عقل غارفيل أن يصل إلى حدوده. ظل يتجنب ويصد الموت بالحدس البحت، هاربًا بصعوبة من عدة ضربات قاتلة.

مضطرباً بشدة من ذلك، بحث غارفيل عن أي فروقات بين ليارا التي أمامه والمرأة التي تسكن ذكرياته.

 

صد غارفيل السيف الطويل القادم من الأمام بدرعه، وتجنب ضربة سيف عظيمة شرسة من الخلف عبر ركل السلاح في اللحظة الأخيرة. ومع تخمينه لمسار السيف، تمكن من صدّه بشكل معجزة. لكن، بينما تحرق شرارات النار وجنتيه، سُحق جسده بضربات السيف العظيم من الأعلى والأسفل.

بهذا المعدل، بات من المؤكد أنه لا مفر من أن يُقطع إربًا أو يُسحق تحت وطأة السيوف الثقيلة —

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com المصطلحات التي استخدمها غاليك — انهيار أرضي، دفن حي — جعلت أنفاس غارفيل تتوقف.

لأنك ستقتلني، أنت حبي الأول، غارفيل تينزل.

كان ذلك بمثابة أخذ المدينة بأكملها رهينة.

 

 

في اللحظة التي خطرت فيها فكرة الموت، دوى ذلك الصوت الحلو والمظلم، دعوةً إلى ما وراء الحياة، بداخل نفسه.

 

فورًا، اشتعل رأسه، متخليًا عن تلك الأفكار المظلمة. وصاح.

 

“غرااااااااه!!”

على يمينه، ركضت ميمي في دوائر حول خصمها الضخم وتسللت تحت سيوفه العظيمة، ملوحةً بعصاها لتنفيذ هجوم سحري. عندما هز انفجار أزرق خصمها ووضعه في موقف ضعيف، بدا أن هذا هو الوقت المناسب لهما للانسحاب من الساحة.

 

“تقصد استكشافًا؟ هممم… حسنًا! لنقم ببعض الاستكشاف!”

ازدياد شراسته المفاجئ قلّل قليلًا من حدة الهجمات القادمة. بدا هيكل وجه غارفيل وكأنه يتغير بشكل مسموع، فيما بدأت ذراعاه العضليتان تنتفخان أكثر، وفراء ذهبي يغطي جلده المكشوف.

ومع ذلك، حمل الفتى الذي يستعمل هذه القوة المذهلة نظرة يائسة على وجهه وهو يهز رأسها.

 

لكن اعتذار غاليك لم يكن شيئًا يريده غارفيل.

تحوُّل غارفيل الجزئي في جسده العلوي كان عادةً يقلل من قدرته على التفكير المنطقي، ويستبدله بغريزة قتالية حيوانية. لكن هذه المرة، بدا أن أفكاره أصبحت أكثر وضوحًا.

بدا هجومها أشبه برقصة سيف جميلة. وفي حالته الحالية، كان من السهل عليها أن تقطع رأس غارفيل كما لو كان مجرد فزاعة.

زأر في وجه الخصمين الصامتين، مستخدمًا بركة روح الأرض لتفجير الأرض تحت قدميه. أدى تطاير الدم والحصى بينما يندفع عبر ساحة المعركة الغارقة في الدماء إلى إرباك تنسيق العدو.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

 

فقدت المرأة توازنها بسبب وزنها الخفيف بعد التغيير المفاجئ في الأرضية. مخلب غارفيل الوحشي، الحاد كأي شفرة، لم يُضِع الفرصة. وقبل أن تضرب ضربته القصبة الهوائية للمرأة، تدخل العملاق ليحميها.

أراد أن يصرخ.

 

 

باتت ضربة النمر القوية على وشك أن تمزق كتلة اللحم الضخمة —

اقتربت ميمي قليلًا، تمشي بجانبه، ولكن خارج نطاق ذراعه. شعر غارفيل أن وجه ميمي كان محمرًا قليلًا، لكنها ابتسمت ابتسامة مشرقة من ذلك الموقع.

“؟!!”

“يكفي، يا صغيرة… ولكن الآن بعد أن ذكرتِ ذلك، بالفعل، لقد أنقذ فريد. ينبغي علينا أن نظهر له شكرنا، لذا ربما تقديم المال هو الأنسب.”

دوى انفجار صوتي هائل، تاركًا غارفيل في حالة من الصدمة.

في تلك اللحظة، اقترب صوت رجل لاهث من الثنائي الواقف في الشارع ليلاً.

 

 

توقفت ضربة غارفيل بواسطة أذرع العملاق الهائلة. لكن هذه لم تكن نفس الأذرع التي كانت تحمل السيوف العظيمة. حينما فتح العملاق ملابسه، اتضح أنه يستخدم أذرعًا إضافية مخبأة لصد هجوم غارفيل بقوة لا تُصدّق.

“اصمتي — لا تقولي ذلك مرارًا وتكرارًا!”

 

 

بالمجمل، أصبح لديه الآن أربع أذرع، دون أي فتحات واضحة يمكن استغلالها. هذا المزيج الساحق من الهجوم والدفاع أعاق هجوم غارفيل المضاد بالكامل. في لحظة، توقف النمر القوي الذي كان رمزًا للعدوان في مكانه.

الأرضية باردة.

 

 

بمعنى آخر، في ساحة معركة يُقرر فيها المصير خلال لحظة، أصبحت حياته الآن مكشوفة وغير محمية.

 

من خلف العملاق، دارت المهاجمة الأنثى مقتربةً من غارفيل من زاوية عمياء، وسيفها مرفوع وجاهز.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اختيار غارفيل لكلماته جعل الفتاة تشد على أسنانها، معترفة بخطأ تصرفها.

بدا هجومها أشبه برقصة سيف جميلة. وفي حالته الحالية، كان من السهل عليها أن تقطع رأس غارفيل كما لو كان مجرد فزاعة.

عند سماع صوت ميمي، أدرك الناس القريبون من المجرى المائي بسرعة خطر الاصطدام. اندفع صاحب القارب القريب نحو الأطفال، لكنه لن يصل إليهم في الوقت المناسب. عندما لاحظ الأطفال الجلبة، شحبت وجوههم أخيرًا وهم يدركون الخطر.

حتى مع اقتراب الموت من الأمام والخلف، لم يكن لدى غارفيل أي تحركات ليقوم بها.

العديد من الأشخاص قد لقوا حتفهم بالفعل، وجثثهم متناثرة في برك من دمائهم — وبناءً على تجهيزاتهم، كان هؤلاء من حراس بريستيلا. على الأرجح، استجابوا للبث وهرعوا بشجاعة للدفاع عن مدينتهم.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

وبينما يشعر بالموت يقترب، رأى في زاوية نظره ظلًا يبتسم له بابتسامة ملطخة بالدماء وهي تضحك —

بعد عدة سنوات، تخلى قطاع الطرق عن ليشا بسهولة عندما حملت بفريدريكا. بعد ذلك، وبعد سلسلة من الأحداث المتقلبة، أنجبت فريدريكا بينما كانت أسيرة لمجموعة أخرى من قطاع الطرق.

 

“أعني ما قلت. كان ريد يواجه خصومه دائمًا وجهاً لوجه. لا أحب الطرق الملتوية. زوجتك… هل اسمها الحقيقي ليارا أم لا؟”

“تشوياسااااا!!”

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

صاح صوت قوي، مستدعيًا جدارًا سحريًا أزرقاً صد سيف المرأة.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الشخص الوحيد الذي يعرفه غارفيل وله صلة بالساحرات هي الساحرة ذات الشخصية السيئة التي ترقد في ضريح الملاذ.

أحدث الجدار صوتًا يشبه تكسير الجليد بينما انزلقت الشفرة على سطح الحاجز وانغرست بلا أذى في الأرض.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الثنائي أمام عينيه كانا حائطًا. حاجزان يقفان أمام طريقه بقوة هائلة، يمثلان عائقًا يجب عليه تحديه وتجاوزه.

 

 

عادت ميمي إلى ساحة المعركة، منقذةً غارفيل في الوقت المناسب.

 

“غارف! قلت إنك ستنسحب فورًا!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قال غاليك هذه الكلمات بحزم وبساطة، متحدثًا بثقة وإخلاص.

ممسكةً بعصاها، كانت كلمات ميمي الأولى توبيخًا مباشرًا لرفض غارفيل اتباع خطتهم.

“…ما الأمر؟ هل لديك عمل معنا أم ماذا؟”

 

 

سماع صوتها خلفه بينما كان في حالته النصف متحولة، جعل غارفيل يدرك حماقته.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان يستمع لنصف كلماتها فقط، لكن منظر الشمس الحمراء الغاربة المنعكسة على القناة لا يُنكر جماله.

في سعيه اليائس لتحقيق النتائج، خاطر بالموت من خلال سوء تقديره لقوة خصومه. لو لم تكن ميمي موجودة، لانتهى غارفيل بالتأكيد نهاية مأساوية — حياته تُختتم دون أن يحقق حلمه بأن يصبح الأقوى.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “جف كل شيء!”

“— أوهووووووووااااااغ!!”

 

 

 

دافعًا جانبًا شعور الارتياح لكونه قد نجا، زأر غارفيل وسحب ذراعه من خصمه الذي كان يُمسكه. بركلة إلى صدر العملاق، لم يهتم برؤية النتائج بينما قفز مبتعدًا للانضمام إلى ميمي.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “— هذا هو الوقت الذي تقول فيه شكرًا!”

وضع ذراعه حول خصرها النحيف، وصب قوته في ساقيه. حان الوقت لأخذ ميمي والانسحاب. ووفقًا لاقتراحها الأول، سيجمعون رفاقهم ويعودون بقوة.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

 

“…”

“ناعم، أليس كذلك؟ سيدتنا تفعل هذا كثيرًا أيضًا. تقول إنه يمتلك خصائص علاجية!”

قبل أن يتمكن من القفز، طاردته المرأة بوضعية منخفضة. ميمي، موجّهةً عصاها نحو المرأة المقتربة، استدعت حاجزًا سحريًا ثلاثي الطبقات، يفوق ما استدعته من قبل، لتمنع المرأة من التقدم.

 

 

 

شعر غارفيل بالامتنان لوجود ميمي بجانبه. لقد أنقذته مرارًا وتكرارًا.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

وبينما خطرت هذه الفكرة في ذهنه، كان غارفيل قد بدأ بالفعل بتهيئة ساقيه للقفز، و —

 

 

 

“— آه.”

 

 

كانت هناك رائحة للدم والموت تخيم على المدينة. لم يرَ روحًا أخرى بينما يراجع جميع الخيارات المتاحة في ذهنه.

سمع هناك صوت خافت متألم وارتطام طفيف. تردد صوت أشبه بتكسر الجليد.

كان الطفل يتحدث عن ليليانا، المغنية الشهيرة في بريستلا. على الرغم من أنه كان لقاءً قصيرًا، إلا أن غارفيل قد قابل الفتاة في شركة الميوزيك. وبصراحة، بدت كشخصية عنيدة للغاية، وشعر أنها تحمل عيوبًا قاتلة لا تتماشى مع الشائعات حول أنها مغنية ذات موهبة استثنائية.

 

 

فاجاً هذا غارفيل وأثار فضوله عما حدث بينما أكمل قفزته بعيدًا. تحطمت حجارة الأرضية بينما حلق نصف الوحش في السماء، وقطرات من الدماء الطازجة تتطاير في أثره.

“فيريس، ما الأمر…؟”

— دماء طازجة… من أين تأتي بحق الجحيم؟

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“هاي، أيتها القصيرة؟”

شعر غارفيل بالضياع. باتت أفكاره فارغة وجوفاء. عذبته مشاعر الاشمئزاز والذنب وكأنها لن تتوقف أبدًا. استمر طنين مزعج في أذنيه بلا انقطاع. حتى ألم جروحه بدا مثيرًا للضحك وغير منطقي.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

في اللحظة التي نادى فيها، أطلق غارفيل فورًا تحوله النصفي وعاد إلى شكله البشري. ومع ذلك، فإن القشعريرة التي اجتاحت عموده الفقري كانت الشيء الوحيد الذي استحوذ عليه، لدرجة أنه لم يلاحظ حتى الشعور المزعج لتساقط فرائه.

 

 

 

كانت ميمي مسترخية في ذراعيه بلا حراك. عندما نظر إلى الأسفل، رأى المرأة تنظر نحوهما من الأرض، وهي تسحب سيفها الطويل الذي طعنت به.

ودع غارفيل بسرعة، ممسكًا بيد ميمي وهو يغادر الغارفة معها. دفع الرجل الذي أفسح له الطريق على عجل، وغادر المنزل مسرعًا.

 

ومع ذلك، حتى بعد مرور كل هذا الوقت، ظل شبحها يحدق في غارفيل.

لاحظ أن نصف طول السيف بات ملطخًا بالدماء.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“…”

 

 

“…طعمها جيد، أليس كذلك.”

شعر بشيء دافئ ينتشر عبر معدته.

 

الفتاة بين ذراعيه لم تتحرك. عصاها… ظلت تتساقط نحو الأرض.

مع اقتراب الليل بسرعة، بدأ سماء بريستلا يتلون بالألوان، بينما كانت ميمي وطفل أشقر يشجعان غارفيل وهو يروي قصته. كان هذا الطفل في السادسة أو السابعة من عمره، وكان أحد الأطفال الذين أنقذهم غارفيل في مجرى المياه.

 

 

هبط غارفيل، ثم قفز مجددًا. قافزًا نحو سطح أقرب مبنى، هرب دون أي اعتبار لأي شيء آخر.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

لم تكن هناك مطاردة. شاهد الخصمان فقط الضعيفين الجريحين وهما يهربان.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حسابنا بتويتر @ReZeroAR

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

ما فكّر فيه أعداؤهما عن قدراتهما لم يكن مهمًا في تلك اللحظة. بعد أن قفز خمس مرات إضافية ليزيد المسافة عن الساحة، حطم غارفيل سقف المبنى الذي اختار الهبوط عليه، ثم وضع الفتاة التي كان يحملها.

ومع صمت غارفيل، أمالت ميمي رأسها فجأة.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جعلت حركة غارفيل المترددة ميمي تنظر إليه بوجه مرتبك.

كانت عينا ميمي مغمضتين. الكثير من الدماء لا يزال يخرج من صدرها المطعون.

 

 

ما يعني أن الأخ الأصغر استيقظ مبكرًا بعد أن فكر في خطأه في اليوم السابق، وانتهى الأمر بأخته سليطة اللسان بمرافقته نتيجة لذلك. ومن ثم، بات من المنطقي أنهما في الملجأ القريب من هناك.

بسرعة، نزع ملابسها حول موضع النزيف وتفحص الجرح. لحسن الحظ، بدا أن الجرح لم يصب الأعضاء الحيوية. بالطبع، حياتها كانت في خطر إذا لم تُعالج فورًا، لكن مستخدمًا للسحر العلاجي كان موجودًا بجانبها.

 

 

 

وضع يده على الجرح، وبدأ في صب الطاقة السحرية في جسد ميمي.

بعد ذلك، بدأ غاليك يتحدث بنظرة بعيدة، لكن لم يكن هناك الكثير ليُروى بعدها.

رغم أنه لم يكن مناسبًا تمامًا لهذا الدور، إلا أنه وضع روحه في تعلم السحر العلاجي. أراد تلك القوة ليتمكن من التصرف إذا حدث شيء لأي شخص في الملاذ. لهذا السبب ركز غارفيل جهوده على دراسة السحر العلاجي، وفي هذه العملية، تعلم قدرًا كبيرًا عن معالجة الجروح بشكل عام.

فورًا، دفعت ميمي يد غارفيل بعيدًا وقفزت للخلف. تفاجأ غارفيل بردة فعلها الدرامية، بينما بدأت ميمي تصدر أصواتًا مثل “أوووو” ووجهها محمر.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

حان الوقت لتطبيق كل هذا العمل الجاد. كانت فرصة لإظهار مدى تقدمه. هذا بالتأكيد الموقف الذي أراد أن يكون مستعدًا له.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com خفض غاليك رأسه، وأغمض عينيه، واهتزت كتفاه، بينما قدم اعتذاره لغارفيل.

حتى جرح خطير كهذا يجب أن يلتئم بسرعة باستخدام القليل من مانا العلاج.

 

وضع كفه على الجرح المفتوح، شعر بتدفق الدم تحت الجلد، واللحم، والأعضاء، والسحر العلاجي الذي ظل يسكبه. صب وصب، ولكن —

“لا ترحل، أيها النمر البديع!”

— الجرح… لم يكن يلتئم.

 

“لماذا لا…؟”

“!لا ذكريات، تقول؟”

 

 

سمع صوتًا واهيًا للغاية يتحدث.

 

أراد أن يقتل من كان يتحدث بصوت بائس كهذا في وقت كهذا. رفع وجهه ونظر حوله. لم يكن هناك أي شخص آخر. سرعان ما أدرك أن الصوت… كان صوته هو.

بدا في صوت غارفيل نبرة حادة عندما توجه بالكلام إلى الرجل الذي لحق بهما.

 

 

أأنا من بدا ضعيفًا هكذا؟ لماذا أطلقت صوتًا مثل هذا؟ هذا يشبه… يشبه…

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بهذا المعدل، بات من المؤكد أنه لا مفر من أن يُقطع إربًا أو يُسحق تحت وطأة السيوف الثقيلة —

“التئم!! التئم، التئم، اللعنة! اشفِ، اشفِ، اشفِ اشفِ اشفِ!!!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

 

ظل يسكب كل المانا التي يمكن لجسده أن يوفرها في السحر العلاجي. متجاهلًا جراحه، أرسل موجات من الطاقة العلاجية إلى جسد ميمي الممزق، ليملأه بقوة لطيفة.

“غارف، ما الذي سنفعله الآن؟”

 

في تلك اللحظة، اقترب صوت رجل لاهث من الثنائي الواقف في الشارع ليلاً.

ومع ذلك، الجرح الذي كان يحتاج للالتئام لم يلتئم.

“ماذا الآن!”

“…لا… يمكن.”

ولهذا السبب تحديدًا —

 

عندما انتفخ صدر غارفيل، طرح أحد الأطفال هذا السؤال. على الفور، كشف غارفيل عن أنيابه الحادة، مبتسمًا ابتسامة شرسة.

غير قادر على تقبل الواقع أمامه، بصق غارفيل كلمات واهنة مرة أخرى.

 

 

 

ثم وجه لكمة إلى خده، قاطعًا شفته بأنيابه الخاصة، واستخدم الألم ليوقظ نفسه. لم يكن هذا وقت الاستسلام لليأس. لا بد أن هناك طريقة. كان يعلم أن هناك حلاً. بالطبع كان موجودًا. لكنه كان أحمقاً للغاية ليدركه. كان عليه أن يفكر. الجهل ليس عذرًا للاستسلام.

بينما كان يمشي في أحد شوارع المدينة عند الغروب، توقف غارفيل فجأة عندما شعر بنظرات تراقبه.

 

وصل غارفيل إلى أقصى تحمله.

على أي حال، كان عليه أن يفعل أي شيء لإنقاذ هذه الفتاة.

“تحاولين قول ‘قلق’؟”

 

 

هي من ساعدت غارفيل على البكاء.

 

لم يكن من الصواب أن تموت هذه الفتاة من أجله.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“…”

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخذت ميمي الحقيبة من يد ليارا بروح مرحة وابتسامة مشرقة، بدت في حالة مناقضة تمامًا للأجواء التي سادت قبل لحظات. كان الأمر غير متوقع لدرجة أن غاليك استغرق بعض الوقت ليقبل ما يحدث. ولكن ليارا، غير مدركة للظروف، قابلت فرحة ميمي الصادقة بابتسامة مشرقة.

أثناء عض أنيابه، قفز غارفيل عن السطح وهو لا يزال في حالة من الذهول. حافظ على الضغط على جرح الفتاة، محاولًا إيقاف النزيف بينما استمر في محاولاته عديمة الجدوى للسحر العلاجي.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

 

كانت هناك رائحة للدم والموت تخيم على المدينة. لم يرَ روحًا أخرى بينما يراجع جميع الخيارات المتاحة في ذهنه.

سمع هناك صوت خافت متألم وارتطام طفيف. تردد صوت أشبه بتكسر الجليد.

 

“؟!!”

سآخذ أي شخص يمكنه المساعدة. أرجوكم، فقط أنقذوا هذه الفتاة.

 

شخص ما، في أي مكان، أرجوكم أظهروا لي معجزة. أخبروني. إذا كان هناك أي شيء يمكنني فعله، فأخبروني كيف أنقذ هذه الفتاة.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جعلت حركة غارفيل المترددة ميمي تنظر إليه بوجه مرتبك.

كان يائسًا لدرجة أنه بات على استعداد للتضحية بحياته من أجلها إن تطلب الأمر. ركز غارفيل كل طاقته على حاسة الشم لديه.

“شهيق ، زفير. هذا كل ما يتطلبه الأمر ليخرب أشباهكم مزاجي. أنتم حقًا مجرد قطع قمامة بلا قيمة تُذكر، أليس كذلك؟ إذا كنتم تقضون حياتكم فقط في الأكل، والشهوة، والترويل دون أي هدف، فالأفضل أن تكونوا جثثًا بدلًا من ذلك! أتعرفون؟ فقط موتوا بالفعل! أرجوكم فقط موتوا! حقًا، أتوسل إليكم! هو-ها-ها-ها-ها!”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عندما دخلت ميمي في جوهر الموضوع، سحب غارفيل أنفاسه، غير مستعد تمامًا لذلك.

رائحة الماء، رائحة الدم، رائحة العنف التي تؤججها العواطف الهائجة، رائحة اللحم المحترق — وسط تلك الروائح التي لا حصر لها، التقط أنف غارفيل الرائحة التي كان يبحث عنها.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…”

كان يعرف هذه الرائحة. وكانت هي ما يبحث عنه.

نظر غارفيل إلى القناة المائية، وضيق عينيه بلون اليشم.

 

 

متجاوزًا العقبات، راكضاً بجنون، وصل غارفيل إلى وجهته وهو محموم. وصل إلى نفس المبنى الذي زاره في اليوم السابق واندفع إلى إحدى الغرف بداخله. تفاجأ عدد كبير من الأشخاص برؤية شكله الملطخ بالدماء. لم يكن لديه وقت لشرح شيء. وهو يدير رأسه بسرعة، بحث عن الرجل الذي يمكنه الاعتماد عليه.

ما فكّر فيه أعداؤهما عن قدراتهما لم يكن مهمًا في تلك اللحظة. بعد أن قفز خمس مرات إضافية ليزيد المسافة عن الساحة، حطم غارفيل سقف المبنى الذي اختار الهبوط عليه، ثم وضع الفتاة التي كان يحملها.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com خفض غاليك رأسه، وأغمض عينيه، واهتزت كتفاه، بينما قدم اعتذاره لغارفيل.

“غارفيل؟!”

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

ناداه أحدهم باسمه. استدار، ورأى الشخص الذي كان يبحث عنه. رافعاً رأسه، مباشرةً إلى الأمام في الجزء الخلفي من الغرفة، رأى ناتسكي سوبارو.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

بالنسبة لغارفيل، كان هذا الرجل رمزًا للمعجزات؛ تجسيدًا لشعاع الضوء الذي يكشف عن الأمل في أحلك المواقف.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انفصلت ليارا عن حياتها السابقة كليشيا.

 

— حتى بعد كل هذا الوقت، لم يعثر غارفيل أبدًا على إجابة لسؤال من أين استمدت أمه سعادتها.

بخطوات متعثرة ورأس مثقل، ركض نحو أمله وهو يحمل وزنًا خفيفًا للغاية في ذراعيه. تصلبت وجنتا سوبارو عندما رأى ميمي وهي مسترخية بين ذراعيه.

“بالطبع!”

 

نظرة الرجل الدافئة جعلت ليارا تبتسم برقة. كان ذلك بلا شك تعبيرًا عن الحب.

“أنا آسف… أنا آسف جدًا، أيها القائد!! أنا…! أنا عديم الفائدة! لا أساوي شيئًا…!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

لكن غارفيل لم يستطع الرد على ندائها. كان منشغلًا تمامًا. قلبه وعيناه أصبحا مليئتين بالارتباك.

سقط على ركبتيه أمام سوبارو، ورفع ميمي بين ذراعيه. ثم استسلم لليأس، لاعناً غباءه.

 

 

 

لم يحمِ عائلته. فشل في الوفاء بوعده بأن يصبح درعًا. تحدى العدو بناءً على حكمه الخاص وتعرض لهزيمة ساحقة، ونتيجة لذلك، أصبحت هذه الفتاة الطيبة القلب على وشك الموت.

 

 

 

“غارفيل، ماذا فعلت…؟ لا، سنترك هذا لوقت لاحق! فيريس!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“أعلم! بسرعة، ضعها هنا!”

 

 

 

أخذ سوبارو ميمي من بين ذراعي غارفيل ووضعها على الطاولة الطويلة. ظل غارفيل يراقب بينما وضع الفتى الجميل ذا الأذنين الشبيهة بالقط يده على جرح ميمي.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

 

في اللحظة التالية، انتشرت كمية هائلة من طاقة الشفاء السحرية. بدت هذه القوة لا تُقارن بما يمكن لغارفيل أن يفعله. إذا كان سحر الشفاء الخاص بغارفيل بمثابة قطرة مطر، فإن قوة هذه الشخصية بدت كالشلال الهادر.

عندها، صرّح الصوت المألوف في البث بنبرة مليئة بالرضا التام —

 

 

كانت عظيمة لدرجة أن فكرة إعادة الموتى إلى الحياة بدت وكأنها في متناول اليد. شعر غارفيل وكأن روحه انفصلت عن جسده وهو يحدق في هذه القوة الإلهية في ذهول.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أيها المحتال المريب! ماذا كنت تفعل مع فريد خاصتي؟!”

 

 

ثم وضع سوبارو يده برفق على كتفه. وعندما رفع غارفيل رأسه ببطء لينظر إليه، أومأ سوبارو. فقط الآن لاحظ غارفيل أن ساق سوبارو كانت مضمدة بشدة.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

“لن أجمل الوضع وأقول أنه جيد، لكنك أحسنت بوصولك إلى هنا. مع وجود فيريس هنا، هذا هو أفضل مكان كان يمكنك إحضارها إليه. سنتمكن من إنقاذ ميمي بفضلك.”

“أختك؟ لماذا ستغضب؟”

 

 

“بفضلي…؟”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الشخص الوحيد الذي يعرفه غارفيل وله صلة بالساحرات هي الساحرة ذات الشخصية السيئة التي ترقد في ضريح الملاذ.

ما الذي كان يقوله سوبارو؟ إنقاذ ميمي بفضل غارفيل؟ عما كان يتحدث؟

“…”

ألم يكن غارفيل هو السبب في أن ميمي انتهى بها الأمر بهذا الشكل في المقام الأول؟

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

 

ومع ذلك، بدا أن سوبارو توصل بشكل طبيعي إلى استنتاج أن ما فعله غارفيل هو ما أنقذها.

وبينما يفكر غارفيل في كيفية تبرئة ساحته —

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

لكن هذا كان خطأً.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بعد حادثة تورط فيها مع سوبارو وأوتو في إحدى المدن، بدأ يرى صورتها تظهر عند أطراف رؤيته بين الحين والآخر.

 

“…لكن بالنظر إلى طريقة وقوفكما كرُوَّاد قتال ورائحة الدم التي تنبعث منكما، أنتما المسؤولان عن هذا، صحيح؟”

شعر غارفيل بالضياع. باتت أفكاره فارغة وجوفاء. عذبته مشاعر الاشمئزاز والذنب وكأنها لن تتوقف أبدًا. استمر طنين مزعج في أذنيه بلا انقطاع. حتى ألم جروحه بدا مثيرًا للضحك وغير منطقي.

“نمر!!”

 

 

“أريد اللوم. أريد الألم. لا أريد أن يغفر لي أحد غبائي.”

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أمام هذا السؤال الذي كان آخر شيء يود سماعه، حوّل غارفيل نظره ببطء من السماء إلى الأرض، وأخيرًا إلى غاليك.

كانت أمنية غارفيل واحدة سيتم تحقيقها. بعد كل شيء، العالم لم يكن رحيمًا إلى هذا الحد.

لكن في الوقت نفسه، لم يستطع قلبه أن يتجاهل أشقاءه الصغار الذين اكتشفهم حديثًا، “غاليك”، ومشهد والدته أمام عينيه.

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “— المبنى الإداري.”

كان هناك ثمن لأخطائه — لكن هذا الثمن سيأتي بأبغض الطرق الممكنة.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “النمر البديع!”

“فيريس، ما الأمر…؟”

“لا، يبدو أننا تأخرنا قليلًا… أتساءل إذا كانت أختي ستغضب.”

شعر سوبارو أن هناك شيئًا خاطئًا، فسأل بحذر.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “— أمي؟”

أمامه، لا تزال عملية إنقاذ حياة ميمي جارية. تدفقت طاقة سحرية مذهلة، لدرجة أن الطاقة المتبقية وحدها بدت قوية بما يكفي لعلاج كل الأمراض.

 

 

 

ومع ذلك، حمل الفتى الذي يستعمل هذه القوة المذهلة نظرة يائسة على وجهه وهو يهز رأسها.

“غارف، لنذهب.”

 

 

“لماذا…؟ الجرح…لا يلتئم! لا أستطيع مساعدتها بهذا الشكل! لا أفهم!!”

“زوجتي، ليارا… ليس لديها أي ذكريات من قبل أن ألتقي بها قبل خمسة عشر عامًا.”

 

وبينما لا تزال تحتضنه، ابتسمت ميمي له بابتسامة ماكرة.

تردد هذا التقرير المؤلم في أنحاء الغرفة، بينما سقط غارفيل على الحائط وانهار على الأرض.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الأطفال؟!!”

بدا الجدار باردًا.

فورًا، دفعت ميمي يد غارفيل بعيدًا وقفزت للخلف. تفاجأ غارفيل بردة فعلها الدرامية، بينما بدأت ميمي تصدر أصواتًا مثل “أوووو” ووجهها محمر.

 

على أي حال، كان عليه أن يفعل أي شيء لإنقاذ هذه الفتاة.

الأرضية باردة.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

 

— يا نمر، يا نمر، أين ذهبت؟

جسده مغطىً بالدماء.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أيها المحتال المريب! ماذا كنت تفعل مع فريد خاصتي؟!”

الجرح لم يُشفَ.

“هيه، هدئي من روعك! ألا تفهمين أنني مكتئب؟!”

 

لم يحمِ عائلته. فشل في الوفاء بوعده بأن يصبح درعًا. تحدى العدو بناءً على حكمه الخاص وتعرض لهزيمة ساحقة، ونتيجة لذلك، أصبحت هذه الفتاة الطيبة القلب على وشك الموت.

“…”

“…”

مطأطأً رأسه، حدقت المرأة الشبحيّة ذات الرداء الأسود إلى غارفيل.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان لديها إخوة صغار وأشخاص آخرين ترغب في حمايتهم أيضًا. لم يمكنه إجبارها على الانصياع لرغباته بعد الآن.

لم تقل شيئًا.

“هاي، أيتها القصيرة؟”

 

 

لم تُصدر صوتًا.

عندما رفعت ميمي قبضتها بحماس، لمس غارفيل الندبة البيضاء على جبينه وأصدر صوتًا بفكيه.

 

 

لم تبتسم حتى.

 

 

فلم يستطع شم رائحتها.

عيناها السوداوان الجوفاوان لم تبوحا له بشيء.

“لا يجب عليك استخدام كلمات صعبة مثل ‘التزام’ و’لياقة’ مثل جوشوا، حسنًا؟ ميمي تعتقد أنه من الأفضل استخدام كلمات بسيطة. بالإضافة إلى ذلك، الابتسام كالأحمق كما تفعل عادةً هو شيء رائع حقًا، غارف!”

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عندما انطلقت ميمي مع تلويحة كبيرة بيدها، بادلتها ليارا تلويحة صغيرة. ومع تبادل التلويحات بينهما، ظل الرجلان يراقبان الموقف بوجوه عابسة.

لا شيء سوى أن ثمن خطئه يجب أن يُدفع بالدم.

“هذا مقرف. اغسليه عند أي بركة ماء في مكان ما.”

 

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

////

تحدثت المرأة برفق، بنبرة لا تحمل أي شكوك على الإطلاق.

حسابنا بتويتر @ReZeroAR

 

“…لا… يمكن.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات