الفصل 882: استيقاظ لوه فنغ
لم يكن قادرًا حتى على التفكير، حيث كانت روحه على وشك الانهيار.
مجرد فكرة واحدة
أجبر روحه على التمسك ببعضها البعض، الفكرة الوحيدة الباقية…
…
“ما زلتَ تُكافح، روحك تنهار.” تنهد بو تي. “يا صغيري، أنت مُرهَقٌ جدًا، استسلم.” بفضل قوته المذهلة كسيدٍ للكون، رأى حالة روح لوه فنغ، وبدأ يهتم بهذا الطفل.
“لقد أمضيت 6000 عامًا في النضال مع هذا الأمر، ولكن… لم تعش سوى 10000 عام.”
“أنت صغير جدًا.”
“وما زلت طفلاً…” هز رأسه. كان أول تابعٍ للخبير. منذ أقدم العصور، اتبع الخبير في جميع أنحاء الكون، وعاش حياةً طويلةً بشكلٍ لا يُصدق. في نظره، لم يكن عمر سيد العالم الذي يمتد لألف عصر سوى نضج.
أما بالنسبة لنضال لوه فنغ لمدة 6000 عام مع الميراث، فقد عاش فقط أكثر من 10000 عام، في الكون الشاسع، بدا عمرا قصيرا حقًا.
“كي كي…” ارتجف جسد لوه فنغ وهو يصدر ضوضاء دون وعي، بينما تدفق الدم ال.
تقريباً مثل سمكة على الشاطئ على وشك الموت…
كان يُكافح! لا يُمكن أن يموت بسهولة، حتى لو يعلم أنه سيُبعث في النهاية.
******
بدا ذيل بو تي الثعبان ممتدًا على الأرض. نظر إلى لوه فنغ الذي قد يسقط في أي لحظة. أدرك أن هذا الشاب يُقاتل بكل ما أوتي من قوة.
“أنت مثير للإعجاب.”
” دام الأول ٢٦٠٠ عام، بينما دام الثاني ٣٣٠٠ عام، ومع ذلك، فقد عشتَ هنا لأكثر من ٦٠٠٠ عام. إنه لأمرٌ مُثيرٌ للإعجاب ، ويجب أن تفخر به. استسلم فحسب. ” بو تي علم فيما يمر به لوه فنغ، الذي بدا عاجزًا حتى عن التفكير، بينما روحه تنهار…
“برج النجوم!”
“لماذا هذا الميراث صعب للغاية؟” تنهد وهو ينظر إلى لوه فنغ فاقد الوعي الذي يرتجف وينزف.
…
شهد لوه فنغ حدثًا غيّر حياته سابقًا، عندما ضحّى بروحه لمحاربة الوحش ذي القرون الذهبية. خلال ذلك الوقت، من المفترض أن يموت هو الآخر، وكان مستعدًا للتضحية بكل شيء لقتل الوحش، لكن القدر خدع الناس، فلم يتوقع أن يستحوذ على الوحش ويبدأ حياة جديدة تمامًا.
كان فخر معركة العبقرية، محقق عالم جانوو، تلميذ زعيم مدينة الفوضى البدائية. ذبح الأباطرة حتى نال لقب إمبراطور نهر الشفرة… شجاع! مثيرٌ للغاية!
والآن وصل إلى هذه النقطة مرة أخرى.
و هذا هو الحدث الثاني الذي غيّر حياتي.
لو نجح فسوف يستمر في الحياة.
إذا فشل فسوف يسقط.
…
صدر من جسده أصوات طقطقة لا شعوريًا، وتشوّهت تعابير وجهه. تمزق جلده، مأساة أكبر من مأساة معظم الموتى.
عيش أو مت.
كافح لوه فنغ على هذا الخيط الرفيع. هبت عليه رياح عاتية، تدفعه نحو الموت، لكن حبه وعاطفته لعائلته جعلته يكافح بشدة للتمسك بها، جاذبًا نفسه إلى جنة الحياة.
لكن لكل فكر حدوده، وإذا استمر الميراث فإن روحه ستظل ممزقة أقوى من ذي قبل!
“أتمنى…أتمنى حقًا…”
بدا لوه فنغ كشخص يركض على الطريق السريع، تطارده السيارات، يركض بأقصى سرعة ممكنة، لكن حركة المرور خلفه كانت تتسارع وتلحق به تدريجيًا…
وأخيرا تم اللحاق بهم!
******
في داخل الآلاف من المساحات المحظورة في برج النجوم، أصيب العديد من الخالدين من كل مكان بالصدمة فجأة.
“ماذا يحدث هنا؟”
“لماذا تهتز الأماكن المحرمة؟”
فووو…
كعملاق يهز كل مكان بعنف، اهتز البرج الذي يبلغ ارتفاعه تسع سنوات ضوئية، لكن مع وجود الدوامات التسع المحيطة، من الصعب معرفة ذلك. لم يكن عدد لا يحصى من الأحياء داخله يعلمون ما حدث.
…
وفي الوقت نفسه، وفي منطقة خطيرة بعيدة بشكل لا يصدق، وسط طاقات هائلة، ظهر قصر وحيد متوهج بالضوء الأخضر.
وكان العديد من المرؤوسين في الداخل جميعهم فرسان.
“هممم؟ ”داخل عرشٍ ضخم، جلس رجلٌ عجوزٌ مهيبٌ يزيد طوله عن 90 ألف كيلومتر، يستمع إلى تقارير مرؤوسيه. فجأةً، تغيَّرت تعابير وجهه، ونظر إلى مكانٍ بعيد، كأنه يرى عبر الزمان والمكان، مباشرةً نحو برج النجوم.
“عملية التعرف على مالك برج النجوم مستمرة منذ فترة طويلة، لدرجة أن الشباب استمر إلى الآن.”
“هاها…”
“بعد تريليون عام من الانتظار، أنتج الجنس البشري أخيرًا محاربًا استثنائيًا.”
نهض فجأة.
سو!
إختفى عن الأنظار.
…
“نجاح؟” نظر بو تي بصدمة إلى لوه فنغ الذي توقف عن الارتعاش. شعر بوعي لوه فنغ يتلاشى تدريجيًا، وكأنه على وشك الانتهاء، ولن يصمد أكثر من سنتين أو ثلاث سنوات. بدا لوه فنغ قد صمد 6092 عامًا.
ماذا كان قبل سنتين أو ثلاث سنوات من آلاف السنين السابقة؟
كان أي شخص يعلم أن النهاية قادمة.
حتى لو قاتل بشدة، ولم يتبق لديه أي وقود، فمن الطبيعي أن يتوقف عن الحركة تمامًا.
وقبل قليل، اندمجت تلك البلورة أخيرًا مع روحه، وكان الاندماج ناجحًا.
لقد شاء القدر ذلك!
في الواقع، لو لم يكن لوه فنغ يتمتع بقلبٍ قويٍّ كهذا، قادرٍ على تحمّل الألم كل هذه المدة، لما حدث التطور حتى قبل 3200 عام. لولا هذا التطور… مهما بلغت قوته، لما صمد 3000 عام أخرى.
حتى مع هذا التطور.
لو لم يتمسك بفكره قرابة 500 عام…
هذه اللحظة الأخيرة! التطور النهائي!
حتى مع المعجزات، نحتاج إلى العمل الجاد لتكوين الفرص!
“نجحت.” فتح لوه فنغ عينيه، وتخلص من كل الدماء التي على جسده بفضل طاقة العالم. بدت عيناه متعبتين ومبتهجتين للغاية. “لقد نجحت، لقد نجحت، يمكنني العودة إليكم جميعًا…”
لقد أصبح مرتاحًا وسعيدًا.
استولى عليه التعب الشديد في روحه واستهلك وعيه.
فووو!
لوه فنغ، الذي كان جالسًا متربعًا طوال هذه المدة، حتى عندما كاد الموت أن يُصيبه، سقط فجأةً على الأرض بلا حراك. غط في نوم عميق.
“هل نام؟”
“هل نام حقًا؟” ابتسم بو تي في المشهد ” من النادر أن ينام سيد العالم من التعب.”
سوف يقع الخالد في غيبوبة عندما يفقد الكثير من جسده الخالد.
وفي اللحظة التي تنهار فيها روح سيد العالم، يموت. إلا إذا الأمر يشبه حالة لوه فنغ، حيث أفرغ طاقته من روحه، متجاوزًا حدود روح سيد العالم بكثير. ولذلك غلبه النعاس فور نجاحه. كانت روحه نفسها متعبة للغاية، واحتاجت إلى وقت للتعافي.
مع ذلك، عادةً ما يُعتبر المحاربون القادرون على إطلاق العنان لقوتهم الروحية جيدًا، ناهيك عن تجاوز حدودها. كان فقدان الوعي من قِبل سيد عالم من التعب أمرًا نادرًا للغاية.
…
شهر، شهرين، ثلاثة أشهر…
لكي يكون سيد عالم متعبًا لدرجة أنه يحتاج إلى النوم، فمن الطبيعي أن يدوم النوم طويلًا، لكن بما أن روحه لا تزال مكتملة، فلن يدوم طويلًا كخالد يتعافى من غيبوبة.
لقد نام لوه فنغ لأكثر من تسع سنوات!
لم يحلم بمثل هذا الحلم منذ زمن طويل. كان مستلقيًا داخل ضريح برج النجوم، مبتسمًا وهو مستلقٍ. بدا وكأنه يحلم بأشياء سعيدة. في هذه اللحظة، بجانبه في الضريح… هناك كائنان مرعبان للغاية يراقبانه.
فتحت عيون لوه فنغ تدريجيا.
نام نومًا عميقًا حتى حلم بأشياء كثيرة. من الواضح أن روحه قد استعادت عافيتها تمامًا، وعندما انتهى حلمه، فتح عينيه.
“يا صغير…” صدر صوت دافئ. تمامًا مثل الصوت الصادر من اللوح المعدني الأسود، جعل لوه فنغ يقف على الفور ويستدير.
هناك صورتان ظليتان.
أحدهم سيد الكون المألوف بو تي. في ذلك الوقت، يجلس متربعًا، محافظًا على قوته، وبعيدًا عن الأضواء. وفي الوسط، يقف أمامه مباشرةً ظلٌّ مهيبٌ ضخمٌ يزيد طوله عن 900 متر. يرتدي درعًا أخضر عاديًا، وله قرنان شفافان على جبهته، و ينظر إلى لوه فنغ.
اجتاحت طاقته الهائلة الضريح بأكمله.
وسط هذه الطاقة الهائلة، شعر لوه فنغ كإنسان عادي تُغطيه الشمس. لم يكن هناك أي شعور بالتهديد، بل كان مريحًا للغاية. كما أدرك أن هذا ليس ضغطًا، بل طاقة الحياة الطبيعية المنبعثة. هذه الطاقة وحدها فاقت طاقة بو تي بكثير، بل وحتى طاقة زعيم مدينة الفوضى البدائية…
“قوانين الكون، لا أستطيع أن أشعر بها بعد الآن.” بدا لوه فنغ في حالة صدمة.
“كيف يكون هذا ممكنا؟”
“لماذا لا أستطيع أن أشعر بالقوانين؟”
تدرب جميع المحاربين على استشعار القوانين وفهمها، وكلما ازدادت وضوحًا، كان تدريبهم أسرع، ومع ذلك، سواءً جسده البشري، أو جسد موشا، أو الوحش ذي القرون الذهبية ، لم يشعروا جميعًا بأي أثرٍ للقوانين، وكأنهم…
هذا أمام عينيه، فطاقة حياته أجبرته حتى على التخلي عن قوانين الكون.
“هذه هي قوة الخبير؟” نظر لوه فنغ إلى هذا الكائن العجوز المهيب الذي يزيد طوله عن 900 متر. شعر بالصدمة في داخله ” حتى قوانين الكون لا تضاهيه؟ لا عجب أنه يستطيع تأليف دليل المجلدات التسعة، وهو شيء يتعارض تمامًا مع القوانين، هذا … جدًا…”
يبلغ ارتفاعه أكثر من 900 متر، وقد صدم لوه فنغ.
نادرًا ما كان البشر بهذا الطول. لم يكن يعلم أن طول هذا الكائن الطبيعي يتجاوز 90,000 كيلومتر. ولأنه كائن فريد من نوعه، من حيث الموهبة ومستوى السلالة، كان أطول بكثير من الوحش ذي القرون الذهبية، ومع ذلك، لدخول الضريح ورؤية لوه فنغ، قلّص طوله إلى 900 متر فقط.
” تهانينا، من الآن فصاعدًا، أنت قائد العالم. يحق لك أن تصبح محاربًا أسطوريًا في هذا الكون! ” صدر صوت الكائن المهيب في أرجاء القاعة، مُخترقًا قلب لوه فنغ.
بجانبه، سيد الكون بو تي يبتسم له أيضًا، وكان سعيدًا لأجله. ” الأخ الثالث، مبروك.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
