You dont have javascript enabled! Please enable it!
]
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سعي بربري 30

الفصل 30
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

أنهى يوريتش حمامه وسار في الممر الرخامي دون أن يلمس جسده ثوبا واحدًا. اقترب منه راهبان صبيان بمنشفتين وجففاه.

نظر يوريتش في عيني جوتفال. بعض الجنود يُثبّتون أطرافه.
“أين قطعة القماش المخصصة للعضة؟” سأل يوريتش، الذي هز رأسه.
“لا بأس. سأصلي بدلاً من ذلك.”
أخرج يوريتش الفأس الذي كان موضوعًا على نار المخيم المشتعلة. الفأس أداةً أفضل من السيف لقطع الذراع.
“أوه، لو، من فضلك أعطني الشجاعة للتغلب على هذا الألم ” تمتم جوتفال.
“هذا سيؤلمك يا كاهن ” حذّر يوريتش جوتفال. لقد أخذ على عاتقه قطع ذراع الكاهن، إذ لم يكن ينوي أن يُحمّل أحدًا ألمه.

أومأ جوتفال برأسه مُظهرًا فهمه. بدت عيناه مُثبّتتين على يوريتش. “جوتفال ليس رجلاً ضعيفًا.” لم يرَ يوريتش شخصًا مثل جوتفال من قبل. كان تعريفه للرجل القويّ مساويًا للمحارب القوي. كل من يفتقر إلى القوة البدنية كان ضعيفًا ببساطة. “بغض النظر عن مدى كبر كلامك، فإنك تميل إلى إظهار ضعفك الحقيقي عندما يكون جسدك هو الذي يتحمل العبء.” لكن جوتفال استثناءً. بدا رجلاً قوياً، مع أن جسده لم يكن يُضاهي جسد المحارب. “قد يقتلك هذا يا جوتفال. قبل أن نبدأ، دعني أسألك شيئًا ” قال يوريتش وهو يرفع كمّ قميص الكاهن. “هيا ” أجاب جوتفال وهو يفتح عينيه المغمضتين. بالنسبة لشخص على وشك أن يختبر ألمًا مبرحًا كهذا، بدت عيناه هادئتين بشكل صادم. بدا وكأنه قد تقبّل ما يجب فعله. “لماذا تعرضت للعض من أجلي؟” “كنت أحاول إنقاذك فقط. لم أُلدغ عمدًا. عندما أنقذتني من ذلك السهم، أنا متأكد أنك لم تفكر كثيرًا قبل التصرف أيضًا.” “هذا صحيح ” تمتم يوريتش، ثم رفع الفأس استعدادًا للضربة. تردد جوتفال للحظة، ثم فتح فمه. ” بصراحة… روحي لها مكان تذهب إليه. من الواضح لي أنه حتى لو متُّ، سيرشدني لو. لكن هذا ليس حالك. روحك لم تنل الراحة الأبدية بعد.” اتسعت عينا يوريتش. رأى في جوتفال شيئًا لم يره في أي شخص آخر من قبل. لم يستطع التعبير عنه، لكنه أدرك أنه محارب متمرس، وليس إنسانًا متمرسًا. أمامه أشياء أكثر ليتعلمها مما يعرفه بالفعل. “لو استطعتُ رؤية الأرواح بعيني، لكانت روح جوتفال نقية ومشرقة. هل كل الكهنة هكذا؟” بدا جوتفال شخصًا ذكيًا. هذا كل ما فكر يوريتش فيه. “قد لا تكون محاربًا، جوتفال، لكنك تستحق الاحترام.” ضرب يوريتش ذراع جوتفال بفأسه. تمزق اللحم والعضلات، وتهشمت العظام. لم يكن الجرح جيدا من الضربة الأولى. ضرب يوريتش مرة أخرى. صلى جوتفال بصوته المتقطع وهو يصرخ من الألم. لم يُفهم من دعائه سوى اسم لو، وتلاشى باقي الكلمات. أُنزل الفأس للمرة الثالثة، فقطع أخيرًا الجزء المصاب من الذراع. أشار يوريتش للجنود، فأحضروا صفيحة حديدية ساخنة وأحرقوا المقطع العرضي للذراع المقطوعة.

أومأ جوتفال برأسه مُظهرًا فهمه. بدت عيناه مُثبّتتين على يوريتش.
“جوتفال ليس رجلاً ضعيفًا.”
لم يرَ يوريتش شخصًا مثل جوتفال من قبل. كان تعريفه للرجل القويّ مساويًا للمحارب القوي. كل من يفتقر إلى القوة البدنية كان ضعيفًا ببساطة.
“بغض النظر عن مدى كبر كلامك، فإنك تميل إلى إظهار ضعفك الحقيقي عندما يكون جسدك هو الذي يتحمل العبء.”
لكن جوتفال استثناءً. بدا رجلاً قوياً، مع أن جسده لم يكن يُضاهي جسد المحارب.
“قد يقتلك هذا يا جوتفال. قبل أن نبدأ، دعني أسألك شيئًا ” قال يوريتش وهو يرفع كمّ قميص الكاهن.
“هيا ” أجاب جوتفال وهو يفتح عينيه المغمضتين. بالنسبة لشخص على وشك أن يختبر ألمًا مبرحًا كهذا، بدت عيناه هادئتين بشكل صادم. بدا وكأنه قد تقبّل ما يجب فعله.
“لماذا تعرضت للعض من أجلي؟”
“كنت أحاول إنقاذك فقط. لم أُلدغ عمدًا. عندما أنقذتني من ذلك السهم، أنا متأكد أنك لم تفكر كثيرًا قبل التصرف أيضًا.”
“هذا صحيح ” تمتم يوريتش، ثم رفع الفأس استعدادًا للضربة. تردد جوتفال للحظة، ثم فتح فمه.
” بصراحة… روحي لها مكان تذهب إليه. من الواضح لي أنه حتى لو متُّ، سيرشدني لو. لكن هذا ليس حالك. روحك لم تنل الراحة الأبدية بعد.”
اتسعت عينا يوريتش. رأى في جوتفال شيئًا لم يره في أي شخص آخر من قبل. لم يستطع التعبير عنه، لكنه أدرك أنه محارب متمرس، وليس إنسانًا متمرسًا. أمامه أشياء أكثر ليتعلمها مما يعرفه بالفعل.
“لو استطعتُ رؤية الأرواح بعيني، لكانت روح جوتفال نقية ومشرقة. هل كل الكهنة هكذا؟”
بدا جوتفال شخصًا ذكيًا. هذا كل ما فكر يوريتش فيه.
“قد لا تكون محاربًا، جوتفال، لكنك تستحق الاحترام.”
ضرب يوريتش ذراع جوتفال بفأسه. تمزق اللحم والعضلات، وتهشمت العظام. لم يكن الجرح جيدا من الضربة الأولى.
ضرب يوريتش مرة أخرى. صلى جوتفال بصوته المتقطع وهو يصرخ من الألم. لم يُفهم من دعائه سوى اسم لو، وتلاشى باقي الكلمات.
أُنزل الفأس للمرة الثالثة، فقطع أخيرًا الجزء المصاب من الذراع. أشار يوريتش للجنود، فأحضروا صفيحة حديدية ساخنة وأحرقوا المقطع العرضي للذراع المقطوعة.

أومأ جوتفال برأسه مُظهرًا فهمه. بدت عيناه مُثبّتتين على يوريتش. “جوتفال ليس رجلاً ضعيفًا.” لم يرَ يوريتش شخصًا مثل جوتفال من قبل. كان تعريفه للرجل القويّ مساويًا للمحارب القوي. كل من يفتقر إلى القوة البدنية كان ضعيفًا ببساطة. “بغض النظر عن مدى كبر كلامك، فإنك تميل إلى إظهار ضعفك الحقيقي عندما يكون جسدك هو الذي يتحمل العبء.” لكن جوتفال استثناءً. بدا رجلاً قوياً، مع أن جسده لم يكن يُضاهي جسد المحارب. “قد يقتلك هذا يا جوتفال. قبل أن نبدأ، دعني أسألك شيئًا ” قال يوريتش وهو يرفع كمّ قميص الكاهن. “هيا ” أجاب جوتفال وهو يفتح عينيه المغمضتين. بالنسبة لشخص على وشك أن يختبر ألمًا مبرحًا كهذا، بدت عيناه هادئتين بشكل صادم. بدا وكأنه قد تقبّل ما يجب فعله. “لماذا تعرضت للعض من أجلي؟” “كنت أحاول إنقاذك فقط. لم أُلدغ عمدًا. عندما أنقذتني من ذلك السهم، أنا متأكد أنك لم تفكر كثيرًا قبل التصرف أيضًا.” “هذا صحيح ” تمتم يوريتش، ثم رفع الفأس استعدادًا للضربة. تردد جوتفال للحظة، ثم فتح فمه. ” بصراحة… روحي لها مكان تذهب إليه. من الواضح لي أنه حتى لو متُّ، سيرشدني لو. لكن هذا ليس حالك. روحك لم تنل الراحة الأبدية بعد.” اتسعت عينا يوريتش. رأى في جوتفال شيئًا لم يره في أي شخص آخر من قبل. لم يستطع التعبير عنه، لكنه أدرك أنه محارب متمرس، وليس إنسانًا متمرسًا. أمامه أشياء أكثر ليتعلمها مما يعرفه بالفعل. “لو استطعتُ رؤية الأرواح بعيني، لكانت روح جوتفال نقية ومشرقة. هل كل الكهنة هكذا؟” بدا جوتفال شخصًا ذكيًا. هذا كل ما فكر يوريتش فيه. “قد لا تكون محاربًا، جوتفال، لكنك تستحق الاحترام.” ضرب يوريتش ذراع جوتفال بفأسه. تمزق اللحم والعضلات، وتهشمت العظام. لم يكن الجرح جيدا من الضربة الأولى. ضرب يوريتش مرة أخرى. صلى جوتفال بصوته المتقطع وهو يصرخ من الألم. لم يُفهم من دعائه سوى اسم لو، وتلاشى باقي الكلمات. أُنزل الفأس للمرة الثالثة، فقطع أخيرًا الجزء المصاب من الذراع. أشار يوريتش للجنود، فأحضروا صفيحة حديدية ساخنة وأحرقوا المقطع العرضي للذراع المقطوعة.

تمتم جوتفال بدعاء متلعثم وهو يكتم صرخته. أصبح يتصبب عرقًا ويتبول من شدة الألم.
ظل يوريتش واقفا إلى جانبه حتى أغمي عليه الكاهن أخيرا ونام.
“فو ” زفر يوريتش وألقى فأسه. ارتفع الباقي الآن إلى السماء. لو كان السم قد وصل إلى جسده بالفعل لأنه لم يكن سريعًا بما يكفي، لكان قد مات. لو لم يتحمل جسده صدمة قطع ذراعه، لكان قد مات هو الآخر.
“إذا لم يأخذك حاكمك، فإنك ستعيش لتشاهد يومًا آخر.”
لو، حاكم الشمس. نظر يوريتش إلى السماء. لم ينتهِ الليل بعد، فالشمس ستشرق مجددًا بعد وقت طويل.
“إلى أين أنت ذاهب يا يوريتش؟”
سأل أحد المرتزقة يوريتش الذي كان يسير نحو الغابة.
“سأتبول. لماذا، تريد رؤية قضيبي؟” ردّ يوريتش وهو يمسك بفخذه فوق بنطاله. أشار إليه المرتزق بإصبعه الأوسط وشتمه.

أنهى يوريتش حمامه وسار في الممر الرخامي دون أن يلمس جسده ثوبا واحدًا. اقترب منه راهبان صبيان بمنشفتين وجففاه.

تعثر يوريتش في أعماق الغابة. أصبح وحيدًا تمامًا.
بوو!
وضع سلاحه وجثا على ركبتيه. ثم بدأ بالصلاة كرجل متحضر.
“إذا لم تأخذ جوتفال…”
توقف عن التنفس وفتح فمه ببطء.
“سأُجرّبُك. سأُصبحُ تابعًا، يا حاكم الشمس.”
* * *
عادت فرقة الإبادة إلى المدينة. استقبلها سكان هافيلوند بأحرّ الترحيب بالتصفيق والزهور. وفي استقبالهم البطولي، رفع الجنود والمرتزقة أسلحتهم ردًّا على ذلك.
” أحسنتم يا جماعة السير سيتون ويوريتش!” رحّب الكونت هافيلوند بالفرقة بحفاوة بالغة. كان قد أعدّ المأدبة فور سماعه خبر عودتهم.
“بوو! أيها اللصوص اللعينون!”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

تبع قطاع الطرق المقيدين المرتزقة. رمى الناس عليهم الحجارة والخضراوات الفاسدة، حتى أن بعضهم سكب دلوًا من البراز على رؤوسهم من نوافذ منازلهم.

نظر يوريتش في عيني جوتفال. بعض الجنود يُثبّتون أطرافه. “أين قطعة القماش المخصصة للعضة؟” سأل يوريتش، الذي هز رأسه. “لا بأس. سأصلي بدلاً من ذلك.” أخرج يوريتش الفأس الذي كان موضوعًا على نار المخيم المشتعلة. الفأس أداةً أفضل من السيف لقطع الذراع. “أوه، لو، من فضلك أعطني الشجاعة للتغلب على هذا الألم ” تمتم جوتفال. “هذا سيؤلمك يا كاهن ” حذّر يوريتش جوتفال. لقد أخذ على عاتقه قطع ذراع الكاهن، إذ لم يكن ينوي أن يُحمّل أحدًا ألمه.

واصل اللصوص سيرهم بعيونٍ ميتة. لم يبقَ لهم سوى الموت. كل اللعنات والسخرية التي سيتلقونها ستمنعهم من إيجاد مثوى أبدي لأرواحهم.
تم التعامل مع الإخوة بالراحة، في حين تم وضع قطاع الطرق في السجن.
“انظروا كم هذا رائع! هذه غرفة ضيوف القلعة الداخلية! لم أشعر بمثل هذا الدفء منذ زمن طويل ” قال باتشمان وهو يستلقي على سريره بعد الاستحمام. بدا يوريتش جالسًا على سريره مقابل باتشمان. لم يكن يبدو سعيدًا كأخيه.
“يوريتش، هل مازلت تفكر في ذلك الكاهن؟”
” لا، ليس حقا.”
“همم، أعتقد أنك كذلك.”
“أخبرتك، ليس تمامًا. اطرح الموضوع مجددًا وسأقتلك.”
ضحك باتشمان من تهديد يوريتش وأغلق فمه في النهاية.
هل أفعل الشيء الصحيح؟
انتاب يوريتش مزيج من المشاعر. تردد صدى القسم الذي قطعه في الغابة ليلة الحادثة في ذهنه.
“لا أستطيع الرجوع في كلمتي”
بدا يوريتش ينوي أن يعتمد إذا نجا جوتفال من الإصابة.
“إذا بدأتُ أؤمن بلو، ستنتقل روحي إلى مكانٍ مختلفٍ عن أجدادي وإخوتي. لن أتمكن من رؤيتهم مجددًا.”
كان خائفًا. بدا احتمال وجوده في مكانٍ خالٍ من إخوته من القبيلة مُقلقًا تمامًا كتجول روح شريرة في عالم الأحياء. ارتجفت كتفاه قليلًا وهو يسأل نفسه مرارًا.
“هل أفعل الشيء الصحيح؟”
لم يكن لديه أي نية للتراجع عن القسم، بسبب جثته.
“إذا مات جوتفال فقط…”
ثارت أفكار يوريتش بشدة، ثم تخلص من الفكرة. لو مات جوتفال، لكان قد تحرر من قسمه مع لو، لأنه سيكون حاكما بخيلًا لا يُلبي ولو أمنية واحدة. حاكم كهذا لا يستحق إيمان يوريتش.
“اللعنة!”
قال يوريتش من العدم، مما أثار دهشة باتشمان.
“ه- هل فعلت شيئًا خاطئًا، يوريتش؟”
“لا بأس. لنذهب لنشرب الخمر. أين قاعة الحفل؟” قال يوريتش لباتشمان وهو يربت على كتفه.
بدت المأدبة فخمة، كما هو متوقع من مدينة ثرية. أفضل مأدبة شهدها يوريتش على الإطلاق. اجتمع أقوى رجال المدينة في قاعة الرقص، يُشيدون بفضائل كونتهم ومزاياهم، ويشيدون بشجاعة قائد الحرس سيتون.
بوووووب!
دخل يوريتش والمرتزقة الآخرون قاعة المأدبة. نفخ أحد الخدم في البوق معلنًا دخولهم.
“دخول “أخوة يوريتش”.”
كان النبلاء والأثرياء ينظرون إلى يوريتش والمرتزقة.
” هم المرتزقة.”
سار يوريتش ونظر حوله. لم تكن هناك لحظة واحدة لترتاح فيها عيناه وأنفه وأذناه. صوت الآلات الموسيقية الغريبة، والطعام المطهو بتوابل غريبة، وأمواج النساء الجميلات العذبة، والمجوهرات المرصعة بالأحجار الكريمة البراقة – لم يُرِد يوريتش أن يفوته شيء واحد.
“سيدي، أرجو أن تُثني على المرتزقة بما يليق بهم. لقد لعبوا دورًا حاسمًا في نجاحنا ” همس سيتون للكونت هافيلوند.
” أوه؟ أنا مندهش. ألم تكن ضد فكرة توظيف مرتزق بربري؟”
“كنتَ مُحقًا منذ البداية يا سيدي. لو لم نستعن بيوريتش ومرتزقته، لكان عدد ضحايانا أكبر بكثير. لقد استحقوا تعويضاتهم الإضافية.”
اعترف سيتون بخطئه في التصور. ابتسم الكونت هافيلوند ابتسامة خفيفة وهو يسمع تفاصيل المهمة من قائد حرسه.
” أهلاً بك يا قائد المرتزقة! سمعتُ كل شيء عن مساهمتك. قيل لي إنك قدمت أداءً رائعًا ” قال الكونت هافيلوند وهو يتجه نحو يوريتش.
“هذه وليمة رائعة. لم أرَ مثلها من قبل ” قال يوريتش في رهبة، مما جعل الكونت هافيلوند يبتسم. من لا يحب أن يخبره أحدٌ أن وليمةً رائعة؟
“ماذا نفعل هنا! فليسكب أحدٌ شرابًا لهذا الشجاع يوريتش!” قال هافيلوند وهو يشير إلى خادمه. ثم ناول الخادم يوريتش كأسًا برونزيًا بحركة رشيقة.
توقف رجال المدينة الأقوياء للتحدث مع يوريتش. ردّ يوريتش تحياتهم وراقب تحركاتهم وملابسهم.
“أتساءل هل يمكنني أن أكون مثلهم أيضًا؟”
أناس متحضرون. أناسٌ يمتلكون الحضارة ويستمتعون بها. ما بنوه تجاوز فن البقاء والقتال. كانوا يسعون إلى ما هو أعظم، إلى ما هو أعظم.
شهدت أخوة يوريتش قفزة نوعية في شهرتها. تذكر الكثيرون اسم فرقة المرتزقة خاصتهم.
“فو.”
شعر يوريتش بتأثير الكحول. جلس على كرسيه وحدق في السقف، حيث هناك مجموعة مذهلة من اللوحات التي لم يرها من قبل. قيل له إنها جدارية تمثل تمثيلًا مجازيًا لأسطورة الشمس.
“لو ” تمتم يوريتش تحت أنفاسه.
زوو!
انفتحت أبواب قاعة الحفل بصوت صرير عندما دخل ضيف جديد.
“أوه يا إلهي ” هتف النبلاء في دهشة.
“أوه، لو ” بعضهم كانوا على وشك البكاء.
حدق يوريتش في المدخل وعيناه مغلقتان قليلاً.
بوو!
بدا هناك كمّ فارغ. دخل كاهنٌ ذو ذراعٍ واحدةٍ قاعةَ المأدبةِ بمساعدةِ مساعدٍ له.
“جوتفال.”
جلس يوريتش، الذي كان متكئًا إلى الخلف في كرسيه، على حافة مقعده.
” يا إلهي، هل أنت بخير يا أب جوتفال؟ ” رحب الكونت هافيلوند بالكاهن بحركة مبالغ فيها نوعًا ما. فأومأ جوتفال برأسه ردًا على ذلك.
“انخفضت الحرارة الآن. أعتقد أن الخطر قد زال.”
” بالتأكيد، إنها نعمة لو. لا يزال أمامك الكثير لتفعله في هذا العالم.”
“أؤمن بذلك أيضًا. إنها إشارة من لو.”
تلا النبلاء والأثرياء صلاةً قصيرةً وهم ينظرون إلى جوتفال. ثم استؤنفت الموسيقى المبهجة مع الشرب. استمتع الجميع وهم ينادون باسم حاكمهم.
“لم يأخذك حاكمك ” قال يوريتش وهو يرتشف النبيذ في كأسه.
” لا بد أن هذا يعني أنه لا يزال لديّ ما أفعله هنا ” حرك جوتفال يده للدعاء، لكنه أدرك أنه فقد يده اليمنى. لم يعد هناك شيء أسفل ساعده الأيمن.
“هل استجاب لو لدعائي؟ ”حدّق يوريتش بهدوء في جوتفال. هو أول كاهن يلتقيه، و من الصعب فهم طريقة تفكيره.
“يجب أن تغادر قريبًا.”
“نعم، سأرحل بمجرد أن أشعر بتحسن كافٍ.”
” سنواصل دروسنا حتى ذلك الحين، مع أنني الآن لا أملك سوى يدي اليسرى. لدينا كتب في هذه المدينة، لذا يُمكنني إحضار بعض الكتب الدراسية لك أيضًا. ”
أومأ يوريتش. وبينما جوتفال يستعد للمغادرة، قال للكاهن بصوتٍ ثمل:
“أريد أن أعتمد.”
حرك جوتفال رأسه بتيبس لينظر إلى يوريتش.
“هل يمكنك… أن تقول ذلك مرة أخرى، يوريتش؟”
“عمّدني. أريدك أن تفعل ذلك.”
ابتسم جوتفال.
“الآن تأكدتُ أن لو لم يأخذني لسبب. لديّ مهمة.”
* * *
مرّ نصف شهر. وفي فترة قصيرة، تعلّم يوريتش الكثير.
وجد يوريتش نفسه في معبد الشمس، غارقًا حتى رأسه في حوضه. بدا الماء ساحرًا برائحة زكية من بتلات الزهور التي طفت على السطح. تحت الماء، أصبحت حواسه مشوشة. هناك صوت ماء خافت.

أنهى يوريتش حمامه وسار في الممر الرخامي دون أن يلمس جسده ثوبا واحدًا. اقترب منه راهبان صبيان بمنشفتين وجففاه.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تبع قطاع الطرق المقيدين المرتزقة. رمى الناس عليهم الحجارة والخضراوات الفاسدة، حتى أن بعضهم سكب دلوًا من البراز على رؤوسهم من نوافذ منازلهم.

كان شهود المعمودية واقفين على يسار ويمين الممر الرخامي، في انتظار يوريتش.
“الصمت.”
توقفت التمتمة. في نهاية الممر، وقف كاهن ذو ذراع واحدة يرتدي رداءً أحمر: جوتفال.
’لو، حاكم الشمس’، فكّر يوريتش في نفسه وهو يرفع رأسه لينظر إلى التمثال الشمسي. لو مجرد شمس. هذا كل ما هو عليه.
“لماذا أعتمد؟”
اتخذ يوريتش خطوة أخرى إلى الأمام.
‘بسبب القسم الذي قطعته؟ لماذا أقسمت مثل هذا القسم؟’
أصبح يوريتش الآن واقفا أمام جوتفال.
بوو!
انفتحت النوافذ في كل مكان، حتى سقف المعبد. تسللت أشعة شمس الظهيرة إلى المعبد.
وقف يوريتش في وسط الضوء. شعره، لا يزال رطبًا، يلمع كالجوهرة. وبينما يركع، ارتعشت عضلاته. بدت عضلاته شديدة الوضوح ظاهرة من خلال جلده حتى أليافه. كان جسده كتمثال منحوت.
لم يتخيل أحدٌ في الغرفة أن يوريتش بربري. الرجل الراكع أمامهم يتمتع بجسدٍ جميلٍ يكاد يبدو مقدسًا.
‘أنا…’
لا يزال يوريتش يتساءل. أغمض عينيه، ثم فتحهما. جوتفال ينتظره.
” يا لو، ابنك الضال يتمنى العودة إلى حضنك. أرجوك، اهدِه برحمتك… ”
“قوده.”
تلا جوتفال صلاة المعمودية، وردد الشهود الواقفون على يمينه ويساره كلماته. و من بينهم باتشمان ودونوفان وبعض المرتزقة الآخرين، باستثناء سفين الذي كان غائبًا.
“أريد اليقين.”
لم يتمكن يوريتش من اكتساب القدرة على التأمل إلا في نهاية الحفل.
“أريد التأكد من أن روحي لن تتجول بعد أن أموت.”
كاد يوريتش أن يموت في المعركة الأخيرة. لم يكن خوفه من الموت نفسه، بل خوفه من احتمال عدم وجود ملاذ بعده. بدا يوريتش بحاجة إلى حياته الآخرة.
” …سيكون دليلا لروحك.”
انتهى الحفل الطويل أخيرًا. أغلق جوتفال المخطوطة السميكة.
نهض يوريتش. شعر بجسده المجفف بالشمس منتعشًا، وكأنه وُلد من جديد.
” هذه كلماتي الشخصية يا يوريتش. أنت محارب شجاع لا يعرف الخوف، وربما سيُخلّد ذكراك في التاريخ. لكن أريدك أن تتذكر هذا. أحبّ الآخرين وارحمهم. حينها ستزداد روحك قوة ” همس جوتفال في أذن يوريتش بعد المراسم.
“هذا طلب صعب، أيها الرجل الكاهن ” كشف يوريتش عن أسنانه وابتسم.

الفصل 30 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

 

تمتم جوتفال بدعاء متلعثم وهو يكتم صرخته. أصبح يتصبب عرقًا ويتبول من شدة الألم. ظل يوريتش واقفا إلى جانبه حتى أغمي عليه الكاهن أخيرا ونام. “فو ” زفر يوريتش وألقى فأسه. ارتفع الباقي الآن إلى السماء. لو كان السم قد وصل إلى جسده بالفعل لأنه لم يكن سريعًا بما يكفي، لكان قد مات. لو لم يتحمل جسده صدمة قطع ذراعه، لكان قد مات هو الآخر. “إذا لم يأخذك حاكمك، فإنك ستعيش لتشاهد يومًا آخر.” لو، حاكم الشمس. نظر يوريتش إلى السماء. لم ينتهِ الليل بعد، فالشمس ستشرق مجددًا بعد وقت طويل. “إلى أين أنت ذاهب يا يوريتش؟” سأل أحد المرتزقة يوريتش الذي كان يسير نحو الغابة. “سأتبول. لماذا، تريد رؤية قضيبي؟” ردّ يوريتش وهو يمسك بفخذه فوق بنطاله. أشار إليه المرتزق بإصبعه الأوسط وشتمه.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

 

الفصل 30 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

كان شهود المعمودية واقفين على يسار ويمين الممر الرخامي، في انتظار يوريتش. “الصمت.” توقفت التمتمة. في نهاية الممر، وقف كاهن ذو ذراع واحدة يرتدي رداءً أحمر: جوتفال. ’لو، حاكم الشمس’، فكّر يوريتش في نفسه وهو يرفع رأسه لينظر إلى التمثال الشمسي. لو مجرد شمس. هذا كل ما هو عليه. “لماذا أعتمد؟” اتخذ يوريتش خطوة أخرى إلى الأمام. ‘بسبب القسم الذي قطعته؟ لماذا أقسمت مثل هذا القسم؟’ أصبح يوريتش الآن واقفا أمام جوتفال. بوو! انفتحت النوافذ في كل مكان، حتى سقف المعبد. تسللت أشعة شمس الظهيرة إلى المعبد. وقف يوريتش في وسط الضوء. شعره، لا يزال رطبًا، يلمع كالجوهرة. وبينما يركع، ارتعشت عضلاته. بدت عضلاته شديدة الوضوح ظاهرة من خلال جلده حتى أليافه. كان جسده كتمثال منحوت. لم يتخيل أحدٌ في الغرفة أن يوريتش بربري. الرجل الراكع أمامهم يتمتع بجسدٍ جميلٍ يكاد يبدو مقدسًا. ‘أنا…’ لا يزال يوريتش يتساءل. أغمض عينيه، ثم فتحهما. جوتفال ينتظره. ” يا لو، ابنك الضال يتمنى العودة إلى حضنك. أرجوك، اهدِه برحمتك… ” “قوده.” تلا جوتفال صلاة المعمودية، وردد الشهود الواقفون على يمينه ويساره كلماته. و من بينهم باتشمان ودونوفان وبعض المرتزقة الآخرين، باستثناء سفين الذي كان غائبًا. “أريد اليقين.” لم يتمكن يوريتش من اكتساب القدرة على التأمل إلا في نهاية الحفل. “أريد التأكد من أن روحي لن تتجول بعد أن أموت.” كاد يوريتش أن يموت في المعركة الأخيرة. لم يكن خوفه من الموت نفسه، بل خوفه من احتمال عدم وجود ملاذ بعده. بدا يوريتش بحاجة إلى حياته الآخرة. ” …سيكون دليلا لروحك.” انتهى الحفل الطويل أخيرًا. أغلق جوتفال المخطوطة السميكة. نهض يوريتش. شعر بجسده المجفف بالشمس منتعشًا، وكأنه وُلد من جديد. ” هذه كلماتي الشخصية يا يوريتش. أنت محارب شجاع لا يعرف الخوف، وربما سيُخلّد ذكراك في التاريخ. لكن أريدك أن تتذكر هذا. أحبّ الآخرين وارحمهم. حينها ستزداد روحك قوة ” همس جوتفال في أذن يوريتش بعد المراسم. “هذا طلب صعب، أيها الرجل الكاهن ” كشف يوريتش عن أسنانه وابتسم.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

We have detected that you are using extensions to block ads. Please support us by disabling these ads blocker.

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط