الفصل 31: البحر
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
على طول ساحل الطرف الشرقي للقارة، مملكة بوركانا قائمة. وكغيرها من الممالك، بوركانا أيضًا تابعة للإمبراطورية.
“البحر…؟” اتسعت عينا يوريتش. انهار على الأرض وتجمّد. في اللحظة التي صعد فيها إلى قمة التل، رأى أخيرًا مُسبّب النسيم البارد ورائحة السمك التي كان يشمها منذ زمن.
زقزقت طيور النورس. حدق يوريتش في الأفق بنظرة فارغة.
“انهض أيها الريفي ” قال باتشمان وهو يفرك أنفه. أخيرًا، تمكن من رؤية يوريتش المحيط الذي كان يتحدث عنه طويلًا.
“آه، البحر. مرّ وقت طويل،” قال سفين وهو يستنشق رائحة المحيط. هناك العديد من البحارة بين الشماليين الذين يسكنون سواحل بلادهم.
“آه، إذن هذا هو البحر؟” بدا يوريتش مذهولًا.
“إن الماء لا نهاية له حقًا مثل السهول.”
بدا الأمر رائعًا ومخيفًا في نفس الوقت.
” هيا بنا ننزل. أسماك المياه المالحة لذيذة جدًا عند شويها. ستكون ممتعة ”
رفع باتشمان يوريتش. نظر إلى قلادة الشمس المعلقة حول رقبة يوريتش.
“أصبح يوريتش مؤمنًا بالشمس الآن.”
كان انضمام زعيمهم إلى دينهم خبرًا هامًا لباتشمان والمرتزقة الآخرين، فقد منحهم شعورًا إضافيًا بالرفقة والارتياح.
“الآن، لا داعي للقلق بشأن غضب لو بسبب اتباع زعيم وثني.”
مرّ شهران على معمودية يوريتش. ومنذ ذلك الحين، تولّت فرقة المرتزقة ثلاث مهمات أخرى وأنجزتها مع تقدّمها شرقًا.
“من مدينة أنقرة عند سفح جبال السماء إلى الساحل الشرقي. عبرنا القارة هذا العام أيضًا ” علق باتشمان. في الماضي، عندما كانوا مصارعين تحت قيادة حورس، كان عبور القارة حدثًا سنويًا.
نقرة.
كان كل مرتزق يحمل حمولة ثقيلة. كلما خطا خطوة، كان يُسمع صوت ارتطام معدني ثقيل.
“جنود؟”
فُزِعَ المواطنون الذين خرجوا إلى أطراف المدينة لرؤية فرقة مرتزقة يوريتش. بلغ عددهم ستة وأربعين رجلاً، وهو عدد كافٍ للتعامل مع أي صراع أو معارك تقريبًا، أو حتى نهب قرية صغيرة – إن أرادوا.
“مهلاً، ألا يقلقهم بناء مدينة في مكان كهذا؟ ماذا سيفعلون عندما يرتفع منسوب المحيط بسبب الأمطار الغزيرة؟ ألن تغمر الفيضانات المدينة؟”
كلمات يوريتش جعلت المرتزقة ينفجرون بالضحك.
“ههه، اسمعوا كم هو مراعٍ قائدنا. هل تعتقدون أن المحيط سيغمره الماء بسبب بعض الأمطار؟”
“لا يرتفع مستوى المحيط بما يكفي لإغراق مدينة بأكملها. حسنًا، أعتقد أن هناك مدًا قويًا عند حدوث عاصفة، ولكن مع ذلك.”
نهض يوريتش من مقعده محرجًا واستنشق نسيم المحيط. بدت رائحة لم يشمها من قبل، جديدة لدرجة أنه لم يستطع إيجاد تشبيه مناسب لها.
“إنها رائحة المحيط، لا شيء يُضاهيها. شيء لم يختبره إخوتي على الجانب الآخر من الجبال قط.”
ارتجفت الحقائب الثقيلة مع تحرك المرتزقة. شهدت أخوة يوريتش نموًا كبيرًا في قوتها القتالية. تحسنت معداتها إلى مستوى جيش نظامي متوسط، وانضم إليها بعض المرتزقة ذوي الخبرة بعد أن سمعوا بإنجازاتها.
“هناك سفين و شماليين أيضًا.”
ادّخر سفين كل سنت من أرباحه وأنفقه على تحرير إخوته الشماليين. أنقذ ثلاثة شماليين حتى الآن، ليصل عددهم في الفرقة إلى أربعة.
“توقف هنا!”
أوقف جنود السور المرتزقة عند البوابة. خرج قائد الحرس يحدق بهم.
“ما الذي أتى بك إلى مدينتنا؟”
“نحن مرتزقة. نحن هنا للبحث عن عمل.”
“هاه، هنا؟ وظائف للمرتزقة؟ نحن مدينة كاراكان الساحلية.”
ضحك قائد الحرس. نادرًا المدن الساحلية توفر فرص عمل لفرقة مرتزقة. في الواقع، السبب الوحيد وراء توجه أخوة يوريتش إلى مدينة ساحلية هو إشباع رغبة يوريتش في رؤية المحيط. ومع ذلك، فقد عكس ذلك أيضًا نفوذ يوريتش داخل الفرقة كقائدٍ قويٍّ بما يكفي لإقناع المرتزقة بالقدوم إلى مدينةٍ تندر فيها فرص العمل.
“عشرة رجال فقط يمكنهم دخول المدينة في وقت واحد. أما أنتم، فبإمكانكم إقامة معسكركم أسفل التل خارج أسوار القلعة. سنراقبكم ” قال قائد الحرس. لم يكن من السهل على مدينة صغيرة ككاراكان أن تسمح لفرقة مرتزقة من أربعين رجلاً بالدخول عبر بواباتها.
“يا إلهي، وصلنا إلى المدينة وما زال علينا التخييم؟ لهذا السبب لا أحب المدن الصغيرة.”
“ماذا عسانا أن نفعل يا رجل؟ يوريتش كان يرغب بشدة في رؤية المحيط.”
“في الواقع، لم أرى المحيط بنفسي أبدًا.”
“هاه؟ أنت أيضًا من سكان الريف مثل قائدنا؟
انصرف المرتزقة مزاحين. كان قائد الحرس على دراية تامة بما كان يتعامل معه هنا.
“إنهم سائحون.”
كانت السياحة جزءًا أساسيًا من مملكة بوركانا. كانت المملكة وجهة سياحية شهيرة تجذب العديد من النبلاء كل صيف.
” هل لفرقتك اسم؟ أخبرني لأسجله في سجل الضيوف ” سأل قائد الحرس وهو يمسك بالقلم، مفترضًا أن يوريتش أميٌّ بسبب مظهره. بما أنه يرتدي الفراء بدلًا من الملابس، لم يكن من الخطأ افتراض أنه محارب غير متعلم.
“لا، سأكتبها بنفسي.”
ارتجفت الحقائب الثقيلة مع تحرك المرتزقة. شهدت أخوة يوريتش نموًا كبيرًا في قوتها القتالية. تحسنت معداتها إلى مستوى جيش نظامي متوسط، وانضم إليها بعض المرتزقة ذوي الخبرة بعد أن سمعوا بإنجازاتها. “هناك سفين و شماليين أيضًا.” ادّخر سفين كل سنت من أرباحه وأنفقه على تحرير إخوته الشماليين. أنقذ ثلاثة شماليين حتى الآن، ليصل عددهم في الفرقة إلى أربعة. “توقف هنا!” أوقف جنود السور المرتزقة عند البوابة. خرج قائد الحرس يحدق بهم. “ما الذي أتى بك إلى مدينتنا؟” “نحن مرتزقة. نحن هنا للبحث عن عمل.” “هاه، هنا؟ وظائف للمرتزقة؟ نحن مدينة كاراكان الساحلية.” ضحك قائد الحرس. نادرًا المدن الساحلية توفر فرص عمل لفرقة مرتزقة. في الواقع، السبب الوحيد وراء توجه أخوة يوريتش إلى مدينة ساحلية هو إشباع رغبة يوريتش في رؤية المحيط. ومع ذلك، فقد عكس ذلك أيضًا نفوذ يوريتش داخل الفرقة كقائدٍ قويٍّ بما يكفي لإقناع المرتزقة بالقدوم إلى مدينةٍ تندر فيها فرص العمل. “عشرة رجال فقط يمكنهم دخول المدينة في وقت واحد. أما أنتم، فبإمكانكم إقامة معسكركم أسفل التل خارج أسوار القلعة. سنراقبكم ” قال قائد الحرس. لم يكن من السهل على مدينة صغيرة ككاراكان أن تسمح لفرقة مرتزقة من أربعين رجلاً بالدخول عبر بواباتها. “يا إلهي، وصلنا إلى المدينة وما زال علينا التخييم؟ لهذا السبب لا أحب المدن الصغيرة.” “ماذا عسانا أن نفعل يا رجل؟ يوريتش كان يرغب بشدة في رؤية المحيط.” “في الواقع، لم أرى المحيط بنفسي أبدًا.” “هاه؟ أنت أيضًا من سكان الريف مثل قائدنا؟ انصرف المرتزقة مزاحين. كان قائد الحرس على دراية تامة بما كان يتعامل معه هنا. “إنهم سائحون.” كانت السياحة جزءًا أساسيًا من مملكة بوركانا. كانت المملكة وجهة سياحية شهيرة تجذب العديد من النبلاء كل صيف. ” هل لفرقتك اسم؟ أخبرني لأسجله في سجل الضيوف ” سأل قائد الحرس وهو يمسك بالقلم، مفترضًا أن يوريتش أميٌّ بسبب مظهره. بما أنه يرتدي الفراء بدلًا من الملابس، لم يكن من الخطأ افتراض أنه محارب غير متعلم. “لا، سأكتبها بنفسي.”
أمسك يوريتش بقلم القائد ودوّن الكلمات على سجل الضيوف. بدت كتابته ككتابة طفل، لكنها واضحة جدًا.
“أخوة يوريتش؟”
تذكر قائد الحرس فجأةً اسم الأغنية من أغاني الشعراء المتجولين. كانوا يغنونها بشغف، قائلين إنها أحدث إصداراتهم.
“هل تعرفنا؟”
ابتسم يوريتش ابتسامةً مُرضيةً بعد أن انتهى من الكتابة. كان فخورًا بنفسه لأنه استطاع كتابة اسم فرقة المرتزقة خاصته.
“سمعتُ المغنين يغنون. هل هكذا سارت الأمور؟ همم. إقليم مولاندو في خطر! أعداء أقوياء! ” صفّى قائد الحرس حلقه ثم تجشأ الكلمات. وتبعه المرتزقة المرحون.
“أربعة وعشرون مرتزقًا شجاعًا من العدم! هو!”
“لقد تقدموا بلا خوف ضد المئات من مرتزقة الأسد الفضي الأقوياء!!!”
ضرب المرتزقة ركبهم وقرعوا بطونهم بينما يضحكون ويغنون.
“كنت أحلم بأن أكون مغنيًا. لكنني أرى أن عددكم قد تزايد – ذكرت الأغنية أنكم فرقة من أربعة وعشرين رجلاً. على أي حال، لا تفعلوا أي شيء غبي داخل المدينة.”
سمح لهم قائد الحرس بالدخول. قرر المرتزقة اختيار أول عشرة لدخول المدينة بلعبة حجرة ورقة مقص.
“ههه، لطالما حالفني الحظ منذ أن عُمِّدتُ. الإيمان بوجود حاكم أمرٌ جميل ” قال يوريتش بعد فوزه باللعبة. دخل هو وعشرة مرتزقة آخرين من أبواب المدينة بينما نصب باقي الفريق معسكرهم.
ركض المرتزقة مباشرةً إلى حيّ الضوء الأحمر. كانوا متعطشين للنساء، فقد مرّ أكثر من نصف شهر على آخر اتصال لهم. أنفقوا معظم ما جنوه من مالٍ خاطروا بحياتهم على النساء.
” إذن، هذا هو البحر.”
سار يوريتش نحو الميناء. هناك رائحة غريبة تشبه رائحة السمك.
بوو!
سار على طول المحيط حتى ظهر شاطئ خلف الميناء.
سسسسس.
انزلق الرمل من بين أصابعه، وحدق في حبيبات الرمل المتساقطة.
“هاهاهاهاها!”
زقزقت طيور النورس. حدق يوريتش في الأفق بنظرة فارغة. “انهض أيها الريفي ” قال باتشمان وهو يفرك أنفه. أخيرًا، تمكن من رؤية يوريتش المحيط الذي كان يتحدث عنه طويلًا. “آه، البحر. مرّ وقت طويل،” قال سفين وهو يستنشق رائحة المحيط. هناك العديد من البحارة بين الشماليين الذين يسكنون سواحل بلادهم. “آه، إذن هذا هو البحر؟” بدا يوريتش مذهولًا. “إن الماء لا نهاية له حقًا مثل السهول.” بدا الأمر رائعًا ومخيفًا في نفس الوقت. ” هيا بنا ننزل. أسماك المياه المالحة لذيذة جدًا عند شويها. ستكون ممتعة ” رفع باتشمان يوريتش. نظر إلى قلادة الشمس المعلقة حول رقبة يوريتش. “أصبح يوريتش مؤمنًا بالشمس الآن.” كان انضمام زعيمهم إلى دينهم خبرًا هامًا لباتشمان والمرتزقة الآخرين، فقد منحهم شعورًا إضافيًا بالرفقة والارتياح. “الآن، لا داعي للقلق بشأن غضب لو بسبب اتباع زعيم وثني.” مرّ شهران على معمودية يوريتش. ومنذ ذلك الحين، تولّت فرقة المرتزقة ثلاث مهمات أخرى وأنجزتها مع تقدّمها شرقًا. “من مدينة أنقرة عند سفح جبال السماء إلى الساحل الشرقي. عبرنا القارة هذا العام أيضًا ” علق باتشمان. في الماضي، عندما كانوا مصارعين تحت قيادة حورس، كان عبور القارة حدثًا سنويًا. نقرة. كان كل مرتزق يحمل حمولة ثقيلة. كلما خطا خطوة، كان يُسمع صوت ارتطام معدني ثقيل. “جنود؟” فُزِعَ المواطنون الذين خرجوا إلى أطراف المدينة لرؤية فرقة مرتزقة يوريتش. بلغ عددهم ستة وأربعين رجلاً، وهو عدد كافٍ للتعامل مع أي صراع أو معارك تقريبًا، أو حتى نهب قرية صغيرة – إن أرادوا. “مهلاً، ألا يقلقهم بناء مدينة في مكان كهذا؟ ماذا سيفعلون عندما يرتفع منسوب المحيط بسبب الأمطار الغزيرة؟ ألن تغمر الفيضانات المدينة؟” كلمات يوريتش جعلت المرتزقة ينفجرون بالضحك. “ههه، اسمعوا كم هو مراعٍ قائدنا. هل تعتقدون أن المحيط سيغمره الماء بسبب بعض الأمطار؟” “لا يرتفع مستوى المحيط بما يكفي لإغراق مدينة بأكملها. حسنًا، أعتقد أن هناك مدًا قويًا عند حدوث عاصفة، ولكن مع ذلك.” نهض يوريتش من مقعده محرجًا واستنشق نسيم المحيط. بدت رائحة لم يشمها من قبل، جديدة لدرجة أنه لم يستطع إيجاد تشبيه مناسب لها. “إنها رائحة المحيط، لا شيء يُضاهيها. شيء لم يختبره إخوتي على الجانب الآخر من الجبال قط.”
كان الأطفال يقفزون داخل وخارج الماء والشاطئ الرملي. حدّق يوريتش في الأفق مجددًا.
“إذن، هناك بحرٌ لا نهاية له. باتشمان لم يكن يكذب في النهاية.”
أصبح يشهد ما كان دائمًا يشك فيه. بدا أمرًا لم يكن من الممكن تصوّره حتى بعد سماعه مرارًا وتكرارًا، مئات وآلاف المرات.
لا كلمات تصف هذا، حتى مع مئات وآلاف الأوصاف. لا شيء يضاهي رؤيته بعيني ولو لمرة واحدة.
قبض قبضتيه لا إراديًا. طاردت عيناه الأفق. في تلك اللحظة، كانت النساء آخر ما يشغل باله. شعر بصرخة قلبه تنفجر وهو ينظر إلى المحيط اللامتناهي.
” آه، اهههههه! واههههه —!”
ارتفعت عروق وجهه وهو يشد كل عضلة في جسده ليُطلق صراخا هائلًا. ارتجف الأطفال الذين يلعبون على الشاطئ، والتفتوا نحو يوريتش.
“ماذا يفعل هذا الرجل المجنون؟” توقف المارة وهمسوا وهم يراقبون يوريتش.
“البحر مذهل ” قال يوريتش وهو يبسط ذراعيه. لم يستطع استيعاب حجم الماء مهما بسط ذراعيه.
“السماء والأرض والبحر.”
هذه هي الأشياء التي لم يكن بإمكان أي إنسان أن يدركها أو يتصور نهايتها.
“هاها.”
كل هذا الصراخ جعل يوريتش يشعر بالعطش. خطا إلى مياه المحيط الباردة وانحنى.
“الماء هو نفسه، لذا يجب أن يكون من الجيد شربه، أليس كذلك؟”
كان الأطفال يلعبون في الماء بشكل جيد، لذلك بدا الأمر كما لو الماء نظيف.
وضع يوريتش يديه معًا وأخذ بعضًا من مياه البحر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان الأطفال يقفزون داخل وخارج الماء والشاطئ الرملي. حدّق يوريتش في الأفق مجددًا. “إذن، هناك بحرٌ لا نهاية له. باتشمان لم يكن يكذب في النهاية.” أصبح يشهد ما كان دائمًا يشك فيه. بدا أمرًا لم يكن من الممكن تصوّره حتى بعد سماعه مرارًا وتكرارًا، مئات وآلاف المرات. لا كلمات تصف هذا، حتى مع مئات وآلاف الأوصاف. لا شيء يضاهي رؤيته بعيني ولو لمرة واحدة. قبض قبضتيه لا إراديًا. طاردت عيناه الأفق. في تلك اللحظة، كانت النساء آخر ما يشغل باله. شعر بصرخة قلبه تنفجر وهو ينظر إلى المحيط اللامتناهي. ” آه، اهههههه! واههههه —!” ارتفعت عروق وجهه وهو يشد كل عضلة في جسده ليُطلق صراخا هائلًا. ارتجف الأطفال الذين يلعبون على الشاطئ، والتفتوا نحو يوريتش. “ماذا يفعل هذا الرجل المجنون؟” توقف المارة وهمسوا وهم يراقبون يوريتش. “البحر مذهل ” قال يوريتش وهو يبسط ذراعيه. لم يستطع استيعاب حجم الماء مهما بسط ذراعيه. “السماء والأرض والبحر.” هذه هي الأشياء التي لم يكن بإمكان أي إنسان أن يدركها أو يتصور نهايتها. “هاها.” كل هذا الصراخ جعل يوريتش يشعر بالعطش. خطا إلى مياه المحيط الباردة وانحنى. “الماء هو نفسه، لذا يجب أن يكون من الجيد شربه، أليس كذلك؟” كان الأطفال يلعبون في الماء بشكل جيد، لذلك بدا الأمر كما لو الماء نظيف. وضع يوريتش يديه معًا وأخذ بعضًا من مياه البحر.
بمجرد أن نزلت أول رشفة إلى حلقه، اختنق يوريتش.
“يا للهول، ما هذا بحق الجحيم؟ إنه مالح. طعمه كـ…” حرك يوريتش لسانه وعبس.
“هاهاهاها!”
جاء صوت واضح من الخلف. كان شاب أنيق الملبس يبتسم له. لا يزال وجهه يحمل ملامح طفولية. كان الشاب يراقب يوريتش منذ أن سمع زئيرها.
“كيف لا تعلم أنك لا تستطيع شرب ماء البحر؟ من أين أنت؟ من طريقة لباسك، تبدو وكأنك من مكان بعيد. لا أحد في بوركانا يرتدي الفراء ” واصل الشاب حديثه. عيناه الزرقاوان الداكنتان جعلتاه يبدوان وكأنه يملك جوهرة.
“اصمت. هل تريد أن تُضرب؟” شتم يوريتش كأنه يحاول التخلص من غضبه. ارتجف الشاب.
” آه، أظن أنك لا تعرف وضعي. لكن انتبه لطريقة حديثك معي. أنا رجل ذو مكانة مرموقة. ” بدا الشاب فخورًا وغير مبالٍ.
“من سيهتم بوضعك عندما تكون مجرد جثة تطفو في المحيط؟”
توجه يوريتش نحو الشاب وأمسكه من رقبته.
“د- دعني أذهب! من تظن نفسك، كيف تجرؤ؟”
“أجرؤ على هذا، أجرؤ على ذلك، لم يسبق لأحد ممن تحدثوا معي بهذه الطريقة أن عاد إلى منزله بكل عظامه سليمة.”
ألقى يوريتش الشاب في المحيط.
دفقة!
بدا الرجل الملقى في الماء مذهولاً، وسرعان ما احمرّ وجهه غضباً.
“يا لك من وغد!”
أخرج الرجل خنجرًا قصيرًا من حزامه. كان خنجرًا للدفاع عن النفس، بطول ساعده فقط.
“ما هذا؟ لماذا تحمل خنجرًا أنثويًا كهذا؟” سأل يوريتش وهو يمد يده إلى سيفه خلف ظهره.
بدا السيف المصنوع من الفولاذ الإمبراطوري يُصدر صوتًا غريبًا. كان إحساسه بالقوة مختلفًا تمامًا عن مجرد خنجر للدفاع عن النفس.
“هذا ما يمكنك تسميته بالسيف الحقيقي.”
بدا سيف يوريتش قاتلًا، يتغذى على دماء الرجال الذين قتلهم. بدا نصله يحمل آثار معارك حقيقية.
“آه…”
أصبح الشاب خائفًا. حتى شرف المكانة لم يكن له أي معنى قبل الموت.
“لو لا يميز بين العالي والمنخفض في العالم البشري.”
اتت الكلمات في ذهن الشاب.
“مهلاً، ماذا تظن نفسك فاعلاً؟” صرخ رجل في منتصف العمر من بعيد. ركض نحو يوريتش بنظرة غاضبة.
بوو!
بدا سيفه موجهًا نحو رقبة يوريتش. صدّه يوريتش بسهولة برفع شفرته.
بوو! بوو!
تصادمت السيوف مرارًا وتكرارًا. حدق يوريتش في الرجل في منتصف العمر.
“هل أنت ولي أمر هذا الطفل؟ أمسك بطفلك ” قال يوريتش وهو يعض على شفتيه.
” أيها الأحمق، الذي أتى من العدم!” بدا الرجل في منتصف العمر لا يزال غاضبًا.
“هاها، كم هو مثير للشفقة.”
كان لدى يوريتش فرص متعددة لقتل الرجل.
“القتل حادث خطير هنا.”
كان من الممكن أن يقوم الرجل العجوز يوريتش بتقطيع الرجلين إلى قطع دون تفكير كبير ويواصل حياته، لكنه الآن تعلم قواعد المجتمع المتحضر.
” بسبب قائد الحرس فقط…”
ركل يوريتش ساق الرجل في منتصف العمر، الذي انهار على الأرض ووجهه أولاً.
“… لو لم يخبرني ألا أفعل أي شيء غبي، لكنت قتلتك منذ زمن طويل.”
وضع يوريتش سيفه على رقبة الرجل الموجود على الأرض، ثم سحبه.
“أنت! ستُعاقب. كيف تجرؤ على وضع يديك على هذا الرجل! يا سيدي الشاب!”
حتى بعد خسارته، استمر الرجل في منتصف العمر في الكلام. هرع إلى الشاب وساعده على النهوض.
“يا رجل… هؤلاء المتحضرون… تنهد يوريتش وهو يضع سيفه جانبًا. ”ظل الرجل في منتصف العمر يلعنه بلا هوادة حتى اختفى عن ناظريه. بدا وكأنه غاضبٌ حقًّا.
“همف، ربما ينبغي لي أن أذهب.”
سأل يوريتش الناس في الشوارع عن اتجاهات حيّ الضوء الأحمر. كان بعض المرتزقة يغادرون المكان بعد أن تلقوا احتياجاتهم.
” أهلاً يا قائد! النساء هنا لذيذات جدًا، مع أن طعمهن يشبه السمك قليلاً، هههههه.”
“ههه، اذهب واحصل على الرجال الآخرين. ربما أعضاؤهم الذكرية تعبت من الانتصاب لفترة طويلة.”
تبادل يوريتش اللكمات مع المرتزقة الآخرين، ثم دخل بيت دعارة. وبعد أن شبع من النساء، عاد إلى المخيم مع غروب الشمس.
“ما هو العشاء؟” سأل يوريتش وهو يدخل المخيم.
” هذا ليس مهمًا. ادخل، لدينا مهمة ” قال المرتزق المُناوب ليوريتش. هزّ يوريتش كتفيه.
“العمل؟”
دخل الخيمة حيث دونوفان وباتشمان يتحدثان مع العميل.
“إيه؟”
” أنت!”
اتسعت عينا يوريتش والعميل بعد أن رأيا وجهيهما. الرجل في منتصف العمر هو من كاد يوريتش أن يقتله على الشاطئ. حدق يوريتش فيه وهو يرتجف غضبًا.
“مهلاً، مهلاً، استرخِ الآن. أنا يوريتش، قائد أخوة يوريتش.”
لم يستطع يوريتش كبت ضحكته. جلس على الطاولة بابتسامة عريضة.
بدا السيف المصنوع من الفولاذ الإمبراطوري يُصدر صوتًا غريبًا. كان إحساسه بالقوة مختلفًا تمامًا عن مجرد خنجر للدفاع عن النفس. “هذا ما يمكنك تسميته بالسيف الحقيقي.” بدا سيف يوريتش قاتلًا، يتغذى على دماء الرجال الذين قتلهم. بدا نصله يحمل آثار معارك حقيقية. “آه…” أصبح الشاب خائفًا. حتى شرف المكانة لم يكن له أي معنى قبل الموت. “لو لا يميز بين العالي والمنخفض في العالم البشري.” اتت الكلمات في ذهن الشاب. “مهلاً، ماذا تظن نفسك فاعلاً؟” صرخ رجل في منتصف العمر من بعيد. ركض نحو يوريتش بنظرة غاضبة. بوو! بدا سيفه موجهًا نحو رقبة يوريتش. صدّه يوريتش بسهولة برفع شفرته. بوو! بوو! تصادمت السيوف مرارًا وتكرارًا. حدق يوريتش في الرجل في منتصف العمر. “هل أنت ولي أمر هذا الطفل؟ أمسك بطفلك ” قال يوريتش وهو يعض على شفتيه. ” أيها الأحمق، الذي أتى من العدم!” بدا الرجل في منتصف العمر لا يزال غاضبًا. “هاها، كم هو مثير للشفقة.” كان لدى يوريتش فرص متعددة لقتل الرجل. “القتل حادث خطير هنا.” كان من الممكن أن يقوم الرجل العجوز يوريتش بتقطيع الرجلين إلى قطع دون تفكير كبير ويواصل حياته، لكنه الآن تعلم قواعد المجتمع المتحضر. ” بسبب قائد الحرس فقط…” ركل يوريتش ساق الرجل في منتصف العمر، الذي انهار على الأرض ووجهه أولاً. “… لو لم يخبرني ألا أفعل أي شيء غبي، لكنت قتلتك منذ زمن طويل.” وضع يوريتش سيفه على رقبة الرجل الموجود على الأرض، ثم سحبه. “أنت! ستُعاقب. كيف تجرؤ على وضع يديك على هذا الرجل! يا سيدي الشاب!” حتى بعد خسارته، استمر الرجل في منتصف العمر في الكلام. هرع إلى الشاب وساعده على النهوض. “يا رجل… هؤلاء المتحضرون… تنهد يوريتش وهو يضع سيفه جانبًا. ”ظل الرجل في منتصف العمر يلعنه بلا هوادة حتى اختفى عن ناظريه. بدا وكأنه غاضبٌ حقًّا. “همف، ربما ينبغي لي أن أذهب.” سأل يوريتش الناس في الشوارع عن اتجاهات حيّ الضوء الأحمر. كان بعض المرتزقة يغادرون المكان بعد أن تلقوا احتياجاتهم. ” أهلاً يا قائد! النساء هنا لذيذات جدًا، مع أن طعمهن يشبه السمك قليلاً، هههههه.” “ههه، اذهب واحصل على الرجال الآخرين. ربما أعضاؤهم الذكرية تعبت من الانتصاب لفترة طويلة.” تبادل يوريتش اللكمات مع المرتزقة الآخرين، ثم دخل بيت دعارة. وبعد أن شبع من النساء، عاد إلى المخيم مع غروب الشمس. “ما هو العشاء؟” سأل يوريتش وهو يدخل المخيم. ” هذا ليس مهمًا. ادخل، لدينا مهمة ” قال المرتزق المُناوب ليوريتش. هزّ يوريتش كتفيه. “العمل؟” دخل الخيمة حيث دونوفان وباتشمان يتحدثان مع العميل. “إيه؟” ” أنت!” اتسعت عينا يوريتش والعميل بعد أن رأيا وجهيهما. الرجل في منتصف العمر هو من كاد يوريتش أن يقتله على الشاطئ. حدق يوريتش فيه وهو يرتجف غضبًا. “مهلاً، مهلاً، استرخِ الآن. أنا يوريتش، قائد أخوة يوريتش.” لم يستطع يوريتش كبت ضحكته. جلس على الطاولة بابتسامة عريضة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بمجرد أن نزلت أول رشفة إلى حلقه، اختنق يوريتش. “يا للهول، ما هذا بحق الجحيم؟ إنه مالح. طعمه كـ…” حرك يوريتش لسانه وعبس. “هاهاهاها!” جاء صوت واضح من الخلف. كان شاب أنيق الملبس يبتسم له. لا يزال وجهه يحمل ملامح طفولية. كان الشاب يراقب يوريتش منذ أن سمع زئيرها. “كيف لا تعلم أنك لا تستطيع شرب ماء البحر؟ من أين أنت؟ من طريقة لباسك، تبدو وكأنك من مكان بعيد. لا أحد في بوركانا يرتدي الفراء ” واصل الشاب حديثه. عيناه الزرقاوان الداكنتان جعلتاه يبدوان وكأنه يملك جوهرة. “اصمت. هل تريد أن تُضرب؟” شتم يوريتش كأنه يحاول التخلص من غضبه. ارتجف الشاب. ” آه، أظن أنك لا تعرف وضعي. لكن انتبه لطريقة حديثك معي. أنا رجل ذو مكانة مرموقة. ” بدا الشاب فخورًا وغير مبالٍ. “من سيهتم بوضعك عندما تكون مجرد جثة تطفو في المحيط؟” توجه يوريتش نحو الشاب وأمسكه من رقبته. “د- دعني أذهب! من تظن نفسك، كيف تجرؤ؟” “أجرؤ على هذا، أجرؤ على ذلك، لم يسبق لأحد ممن تحدثوا معي بهذه الطريقة أن عاد إلى منزله بكل عظامه سليمة.” ألقى يوريتش الشاب في المحيط. دفقة! بدا الرجل الملقى في الماء مذهولاً، وسرعان ما احمرّ وجهه غضباً. “يا لك من وغد!” أخرج الرجل خنجرًا قصيرًا من حزامه. كان خنجرًا للدفاع عن النفس، بطول ساعده فقط. “ما هذا؟ لماذا تحمل خنجرًا أنثويًا كهذا؟” سأل يوريتش وهو يمد يده إلى سيفه خلف ظهره.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات