الفصل 1
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
حشود من الناس ساروا بسرعة وسيارات مختلفة الأحجام. بدت السماء الرمادية الغائمة دافئة ورطبة.
حبست أنفاسي وحدقت في السماء الرمادية أعلاه.
وسط سيل الأصوات المزعجة، كنت داخل زقاق بين بعض أكياس القمامة الملقاة على الخرسانة الباردة.
لم أعرف والدي أو المنزل مطلقًا. أنا هنا منذ فترة طويلة كما أتذكر.
هذه هي المرة السابعة التي أرى فيها هذه الغيوم الكثيفة، ملتصقة ببعضها.
بمجرد أن أدركت ما يدور حولي، وعلى الرغم من صغر سني، فقد فهمت حقيقة أنني كنت بلا منزل. بصرف النظر عن القليل من الغداء الذي شاركته معي بائعة السمك في منتصف العمر ممتلئة الجسم، فإن عالمي ممل وغير متغير.
“يبدو أنها ستمطر”، قالت امرأة وهي تقطع قطعًا من السمك لتمريرها إلي.
أخرجت رأسي بحذر وببطء، قبل أن أذهب بقوة إلى السمكة الموضوعة على لوح ورقي أبيض رفيع بينما كنت أفكر في المطر.
كنت جائعًا حقًا.
عندما كنت أشق طريقي بحذر إلى وجبتي، فكرت في كيف أنه من بين سبع مرات عندما كان الجو غائمًا للغاية، انتهى الأمر بمطر مرتين بغزراة. في الظلام، عندما أصبح كل شيء حولنا ساكنًا مثل الموت، بدأ المطر يتساقط بلا انقطاع من السماء السوداء.
المطر هو ألم حقيقي. لم يصبح الجو باردًا فحسب، بل ينقع سريري، ولم أستطع فعل أي شيء سوى احتضان جسدي الرطب، والتحمل بهدوء في كل مرة.
“سأعطيك المزيد قبل أن أغلق المتجر.”
قبل أن تنحني المرأة مباشرة من أجل سحب اللوحة الفارغة، انكمشت داخل كيس القمامة.
أنا حذر ناحية البشر. في أول يوم غائم، عندما لم أفهم شيئًا واحدًا، تعرضت للإهانات من عدد لا يحصى من البشر، وبدا الأمر وكأنهم سيضربونني.
اظهرت المرأة وجهًا وحيدًا بعض الشيء، وتركتني.
بعد فترة قصيرة، قالت المرأة بصوت عالٍ إلى المارة “ماذا عن بعض الأسماك الطازجة؟”.
الكثير من البشر والمركبات يأتون ويذهبون عبر الطرق. معظم الرجال البالغين يرتدون بدلات، وأزعجني صوت أحذيتهم الجلدية وهو يضرب الرصيف.
البشر المارة، وجميعهم يظهرون نفس التعابير، والمركبات المعدنية الباردة تقترب بسرعة قاتلة.
يا له من عالم قاس، فكرت في نفسي، وأنا أنظر بلا حراك إلى العالم الرمادي أمامي.
أنا أعرف كل شيء عن ذلك. حتى لو لم أتذكر، فأنا متأكد من أنني قد تم نقلي هنا بتلك السيارة المعدنية، وألقيت هنا. هذا شيء أفهمه حتى لو لم يخبرني به أحد.
وعيي قد ظهر بعد ذلك، لكن غريزتي بدأت في الظهور في اللحظة التي ولدت فيها من والدتي، التي لم أكن أعرف وجهها.
ولهذا السبب يعرف حدسي.
ما شعرت به تلك التجربة هو التحذير المستمر من “لا تثق بالآخرين”، “لا تتوقع أي شيء من الآخرين”، “أنا و نفسي فقط.”
على الرغم من فهمي أن ذلك خطأ، لا يسعني إلا الحفاظ على هذا الشعور المتشائم.
على سبيل المثال، إذا كانت حياتي ستنتهي، أعيش هكذا، فلن يؤثر عليّ أو يهم ما إذا كان هنا أو في مكان آخر.
آكل وأنام لكي أعيش، ثم أموت في مكان ما، يومًا ما.
أنا الآن صغير وصغير، لذلك ليس لدي خيار سوى قبول الطعام الذي تقدمه لي السيدة، ولكن بمجرد أن أصبح أكبر قليلاً، ربما سأكون قادرًا على تأمين مصدر طعامي الخاص. وبالتالي، في الوقت الحالي، لكي أصبح أكبر، ليس لدي خيار سوى البقاء هنا.
ظللت أتحمل، وأتحمل، وأحبس أنفاسي. آكل فقط من أجل البقاء على قيد الحياة.
في بعض الأحيان، يكون هناك أشخاص يلاحظونني مختبئًا في الظل، وتلتقي أعيننا، لكنني كنت أحدق فيهم بنظرة عابرة، وانحناءة، وثابتة.
إنهم ينظرون إلي فقط بسبب فضولهم. لن يعطوني أي طعام مثل تلك السيدة، فقط غرقوا في شعورهم بالتفوق الذي يشعرون به من رؤية وجود يرثى له أدنى منهم. يا لها من مجموعة وقحة.
بعد فترة قصيرة، الغيوم تقدمت في السماء، مما يفسح المجال للضوء القرمزي.
عندما سمعت الأصوات العالية والمزعجة، تراجعت أكثر، واختبأت داخل أكياس القمامة.
في هذا الوقت، يبدأ الأطفال بالمرور من هنا.
الأطفال، هم حقا مجموعة مخيفة. هناك الكثير ممن يهاجمونني من أجل المتعة.
كانوا يمسكون بشيء صغير مثلي ويجذبونه، وفي أسوأ حالاتهم، يضربونني بشدة. حتى أولئك الذين سيقولون، “توقفوا، المسكين”، كانوا يقولون ذلك بشكل عابر، بينما تتوهج عيونهم من السرور.
تنهد، الأمر سخيف.
تنهدت وتسائلت من قرر هذا القرار، طالما أنه لم يكن بشريا، يمكنك أن تفعل ما تريد.
في حين أنه من الصحيح أنني لست بشريًا، إلا أن لي الحق في العيش.
انا لست لعبة. أنا هنا، أبذل قصارى جهدي للعيش.
“يا رجل، أتساءل عما إذا سيكون هناك الكثير من الواجبات المنزلية خلال العطلة الصيفية مرة أخرى.”
“أراهن. بعد كل شيء، كان هناك الكثير في العام الماضي أيضًا “.
” البحث صعب للغاية، أليس كذلك؟”
“فقط افعله كما ينبغي.”
عندما سمعت ضحكهم رأيت الصغار الذين يرتدون ملابس بألوان مختلفة.
بعد فترة وجيزة، سار أشخاص أطول وأكبر قليلاً، يرتدون نفس الزي، بجانبي.
قبل أن أدرك، تشتت الغيوم الرمادية بالأعلى، وكنت أنظر إلى السماء القرمزيو. برؤية ذلك، فهمت أنه سيحل وقت الليل.
السيارات والمحلات التجارية قد أضاءت بالفعل.
وإذا انتظرت لفترة أطول قليلاً، فمن المحتمل أن تحضر لي السيدة من قبل وجبتي الأخيرة في اليوم.
في شكلي الجاثم، أخرجت رأسي قليلاً وانتظرتها.
ما زلت صغيرا، لكنني لست أحمق.
هناك بعض الأطفال البشريين ما زالوا يمرون، لكنهم لم يبذلوا قصارى جهدهم لمهاجمتي.
“حصلت على علبة من محل البقالة المجاور. هنا، كل. ”
جاءت السيدة ووضعت علبة مفتوحة أمامي. شممت رائحة شيء بدا أكثر لذة من ما تناولته على الغداء، اقتربت منه بحذر وأخذت قضمة.
قضمة واحدة كانت كل ما يتطلبه الأمر لتصدمني. بدا طعمها جيد جدا.
كانت قاعدتي أن آكل عندما أستطيع ذلك. من الأفضل وضع كل هذا في معدتي الآن.
بينما السيدة تجلس بجانبي، تنظر في اتجاهي، قمت بحشو كل شيء في فمي دون أن أتنفس ثانية. بدا أن هناك الكثير من الطعام بجانب فمي، ولكن لا أهتم. لا بأس إذا قمت بتنظيفه بعد ذلك. لا مشكلة.
في ذلك الوقت، توقف رجل يسير خلف المرأة فجأة ونظر إلى هذا الاتجاه.
بإلقاء نظرة سريعة لمعرفة من هو، رأيت رجل يرتدي نظارات، يرتدي بدلة مضحكة لا يبدو أنها مناسبة تمامًا، كما لو بدا غير معتاد عليها.
بدا القميص الأبيض داخل البذلة مجعدًا و يخرج من سرواله. لم يكن يرتدي ربطة عنق وتم فتح الزر العلوي لقميصه. كان يحمل مظروفًا بني اللون ويرتدي زوجًا من الأحذية الجلدية العريضة.
توقفت عن الأكل، وعلى الفور نظرت إلى الرجل كتحذير.
ومع ذلك، بيني وبين الرجل، تلك السيدة. أعتقد أنه ما دامت تلك السيدة هنا، فلن يتمكن أحد من إيذائي، استأنفت وجبتي.
“مرحبًا.”
نادى الرجل على السيدة.
استدارت السيدة كما لو بدت مندهشة بعض الشيء، لكنها ابتسمت على الفور .
” إيتو سان. هل ذهبت إلى الناشر اليوم؟ ”
“نعم، كما تعلمين.”
أجاب الرجل المسمى إيتو على هذا النحو وابتسم بابتسامة مشرقة.
بالنسبة للرجل البشري، بدا صوته أعلى قليلاً. دفنت وجهي في العلبة، من أجل إدخال الطعام إلى معدتي.
“يا له من قط أسود لطيف”
قال الرجل، وشعرت أن السيدة تعيد نظرها إلي.
“أوافق، لكن لا يبدو أن أي شخص يبجحث عنه.”
“…. ضال، هل هو…؟”
سأل الرجل بحسرة.
أكلت ما تبقى من الطعام في قاع العلبة.
“لقد كان هنا منذ حوالي أسبوعين. كان هناك خمسة في البداية، جميعهم تركوا هنا واحدًا تلو الآخر، هل تعلم؟ لكن، جميعهم، باستثناء هذه القطة السوداء، بدا أنهم وجدوا مالكًا … أنا متأكد من أن الأم ولدتهم، لكن الشخص الذي قام بتربية الأم لم يستطع تحمل تربيتهم لذا ألقى بهم بعيدًا. هذا ما أعتقده، ولكن … يا له من شيء مروع “.
“بالحديث عن ذلك، قال العم من محل البقالة إنه بدأ في تربية قطة.”
“نعم، يعيش يامادا سان في منزل ولهذا يمكنه تربيتهم بنفسه. مكاني جيد أيضًا، لذلك أردت تربية قطة، لكن لديّ كلب. لذلك … ”
عندما أستمعت إلى حديث البشر، أدركت أنه تم التخلي عن إخوتي تمامًا مثلي ومع ذلك، يبدو أنه أصبح لديهم بطريقة أو بأخرى، منزلًا دافئًا وآمنًا.
عندما سمعت عن السعادة التي وجدها الأشقاء الذين لم ألتق بهم من قبل، أولئك الذين ولدوا من نفس الأم، اعتقدت أن الأمر غريب، لكن خف حزني عندما أدخلت فمي بداخل العلبة.
يبدو أنه حتى لشخص غير مبال مثلي، بقيت هذه المشاعر.
آه، إنه لأمر رائع حقًا أنني لم أكن الشخص الذي تم التقاطه، على ما أعتقد.
رفعت رأسي عن العلبة، ومسحت بقايا الطعام على وجهي باستخدام كفي ولسان. لمست السيدة رأسي بخفة. لم أحب أن ألمس، لكني أعتقد أني سأعطيها استثناء لشكرها على الطعام، ولذا لم أقاوم.
“القطة الصغيرة، هل كانت الوجبة جيدة؟”
منذ أن سألت السيدة بصوت هادئ، أجبتها بصدق: “لقد كان لذيذًا”.
أنا متأكد من أنها ربما سمعت “مواء” غير مبال.
إنه لأمر مخز، لكنني لست ساحرًا .
“يبدو أنه قد تجاوز مرحلة الحليب هاه.”
“نعم، يبدو أن هذا هو الحال. سمعت من زوجة يامادا سان أنها حاولت إطعامه الحليب. كما ترى، عندما لا يزالون يشربون الحليب، فهم صعبون للتربية للغاية، أليس كذلك؟ ”
“آه، لأنه عليك إطعامهم باستخدام زجاجات الأطفال المخصصة للقطط بعد كل شيء.”
“يا إيتو سان، هل قمت بتربية قطة من قبل؟”
“قبل أن أتزوج، كان هناك وقت كانت فيه أختي الصغيرة تربي قطة، وفي النهاية كان علي أن أعتني بها خلال فترة الجامعة.”
“هل هذا صحيح؟”
تفاجئت السيدة ثم قالت “ها نحن ذا”، وهي تقف.
اختبأت بين أكياس القمامة وانحنيت بينما أشاهد الاثنين. قالت السيدة بعض كلمات الفراق للرجل الذي يُدعى إيتو وغادرت، بينما انحنى الرجل قليلاً، وودع السيدة.
بشكل غير متوقع، التفت الرجل لينظر إلي.
كتحذير، خففت وجودي، ونظرت بثبات إلى الرجل.
بدت عيون الرجل اللطيفة المختبئة خلف نظارته حزينة.
“اراك لاحقا.”
أراك لاحقا، أو أيا كان أيها البشري.
أجبت وأنا أتجه إلى أكياس القمامة وألتف على شكل كرة.
أنا أكره البشر.
أنا آسف ولكن ليس لدي أي نية لأن أصبح لعبة من أجل إشباع حواسك بالتفوق، سأغمض عيني.
الفصل 1 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ حشود من الناس ساروا بسرعة وسيارات مختلفة الأحجام. بدت السماء الرمادية الغائمة دافئة ورطبة. حبست أنفاسي وحدقت في السماء الرمادية أعلاه. وسط سيل الأصوات المزعجة، كنت داخل زقاق بين بعض أكياس القمامة الملقاة على الخرسانة الباردة. لم أعرف والدي أو المنزل مطلقًا. أنا هنا منذ فترة طويلة كما أتذكر. هذه هي المرة السابعة التي أرى فيها هذه الغيوم الكثيفة، ملتصقة ببعضها. بمجرد أن أدركت ما يدور حولي، وعلى الرغم من صغر سني، فقد فهمت حقيقة أنني كنت بلا منزل. بصرف النظر عن القليل من الغداء الذي شاركته معي بائعة السمك في منتصف العمر ممتلئة الجسم، فإن عالمي ممل وغير متغير. “يبدو أنها ستمطر”، قالت امرأة وهي تقطع قطعًا من السمك لتمريرها إلي. أخرجت رأسي بحذر وببطء، قبل أن أذهب بقوة إلى السمكة الموضوعة على لوح ورقي أبيض رفيع بينما كنت أفكر في المطر. كنت جائعًا حقًا. عندما كنت أشق طريقي بحذر إلى وجبتي، فكرت في كيف أنه من بين سبع مرات عندما كان الجو غائمًا للغاية، انتهى الأمر بمطر مرتين بغزراة. في الظلام، عندما أصبح كل شيء حولنا ساكنًا مثل الموت، بدأ المطر يتساقط بلا انقطاع من السماء السوداء. المطر هو ألم حقيقي. لم يصبح الجو باردًا فحسب، بل ينقع سريري، ولم أستطع فعل أي شيء سوى احتضان جسدي الرطب، والتحمل بهدوء في كل مرة. “سأعطيك المزيد قبل أن أغلق المتجر.” قبل أن تنحني المرأة مباشرة من أجل سحب اللوحة الفارغة، انكمشت داخل كيس القمامة. أنا حذر ناحية البشر. في أول يوم غائم، عندما لم أفهم شيئًا واحدًا، تعرضت للإهانات من عدد لا يحصى من البشر، وبدا الأمر وكأنهم سيضربونني. اظهرت المرأة وجهًا وحيدًا بعض الشيء، وتركتني. بعد فترة قصيرة، قالت المرأة بصوت عالٍ إلى المارة “ماذا عن بعض الأسماك الطازجة؟”. الكثير من البشر والمركبات يأتون ويذهبون عبر الطرق. معظم الرجال البالغين يرتدون بدلات، وأزعجني صوت أحذيتهم الجلدية وهو يضرب الرصيف. البشر المارة، وجميعهم يظهرون نفس التعابير، والمركبات المعدنية الباردة تقترب بسرعة قاتلة. يا له من عالم قاس، فكرت في نفسي، وأنا أنظر بلا حراك إلى العالم الرمادي أمامي. أنا أعرف كل شيء عن ذلك. حتى لو لم أتذكر، فأنا متأكد من أنني قد تم نقلي هنا بتلك السيارة المعدنية، وألقيت هنا. هذا شيء أفهمه حتى لو لم يخبرني به أحد. وعيي قد ظهر بعد ذلك، لكن غريزتي بدأت في الظهور في اللحظة التي ولدت فيها من والدتي، التي لم أكن أعرف وجهها. ولهذا السبب يعرف حدسي. ما شعرت به تلك التجربة هو التحذير المستمر من “لا تثق بالآخرين”، “لا تتوقع أي شيء من الآخرين”، “أنا و نفسي فقط.” على الرغم من فهمي أن ذلك خطأ، لا يسعني إلا الحفاظ على هذا الشعور المتشائم. على سبيل المثال، إذا كانت حياتي ستنتهي، أعيش هكذا، فلن يؤثر عليّ أو يهم ما إذا كان هنا أو في مكان آخر. آكل وأنام لكي أعيش، ثم أموت في مكان ما، يومًا ما. أنا الآن صغير وصغير، لذلك ليس لدي خيار سوى قبول الطعام الذي تقدمه لي السيدة، ولكن بمجرد أن أصبح أكبر قليلاً، ربما سأكون قادرًا على تأمين مصدر طعامي الخاص. وبالتالي، في الوقت الحالي، لكي أصبح أكبر، ليس لدي خيار سوى البقاء هنا. ظللت أتحمل، وأتحمل، وأحبس أنفاسي. آكل فقط من أجل البقاء على قيد الحياة. في بعض الأحيان، يكون هناك أشخاص يلاحظونني مختبئًا في الظل، وتلتقي أعيننا، لكنني كنت أحدق فيهم بنظرة عابرة، وانحناءة، وثابتة. إنهم ينظرون إلي فقط بسبب فضولهم. لن يعطوني أي طعام مثل تلك السيدة، فقط غرقوا في شعورهم بالتفوق الذي يشعرون به من رؤية وجود يرثى له أدنى منهم. يا لها من مجموعة وقحة. بعد فترة قصيرة، الغيوم تقدمت في السماء، مما يفسح المجال للضوء القرمزي. عندما سمعت الأصوات العالية والمزعجة، تراجعت أكثر، واختبأت داخل أكياس القمامة. في هذا الوقت، يبدأ الأطفال بالمرور من هنا. الأطفال، هم حقا مجموعة مخيفة. هناك الكثير ممن يهاجمونني من أجل المتعة. كانوا يمسكون بشيء صغير مثلي ويجذبونه، وفي أسوأ حالاتهم، يضربونني بشدة. حتى أولئك الذين سيقولون، “توقفوا، المسكين”، كانوا يقولون ذلك بشكل عابر، بينما تتوهج عيونهم من السرور. تنهد، الأمر سخيف. تنهدت وتسائلت من قرر هذا القرار، طالما أنه لم يكن بشريا، يمكنك أن تفعل ما تريد. في حين أنه من الصحيح أنني لست بشريًا، إلا أن لي الحق في العيش. انا لست لعبة. أنا هنا، أبذل قصارى جهدي للعيش. “يا رجل، أتساءل عما إذا سيكون هناك الكثير من الواجبات المنزلية خلال العطلة الصيفية مرة أخرى.” “أراهن. بعد كل شيء، كان هناك الكثير في العام الماضي أيضًا “. ” البحث صعب للغاية، أليس كذلك؟” “فقط افعله كما ينبغي.” عندما سمعت ضحكهم رأيت الصغار الذين يرتدون ملابس بألوان مختلفة. بعد فترة وجيزة، سار أشخاص أطول وأكبر قليلاً، يرتدون نفس الزي، بجانبي. قبل أن أدرك، تشتت الغيوم الرمادية بالأعلى، وكنت أنظر إلى السماء القرمزيو. برؤية ذلك، فهمت أنه سيحل وقت الليل. السيارات والمحلات التجارية قد أضاءت بالفعل. وإذا انتظرت لفترة أطول قليلاً، فمن المحتمل أن تحضر لي السيدة من قبل وجبتي الأخيرة في اليوم. في شكلي الجاثم، أخرجت رأسي قليلاً وانتظرتها. ما زلت صغيرا، لكنني لست أحمق. هناك بعض الأطفال البشريين ما زالوا يمرون، لكنهم لم يبذلوا قصارى جهدهم لمهاجمتي. “حصلت على علبة من محل البقالة المجاور. هنا، كل. ” جاءت السيدة ووضعت علبة مفتوحة أمامي. شممت رائحة شيء بدا أكثر لذة من ما تناولته على الغداء، اقتربت منه بحذر وأخذت قضمة. قضمة واحدة كانت كل ما يتطلبه الأمر لتصدمني. بدا طعمها جيد جدا. كانت قاعدتي أن آكل عندما أستطيع ذلك. من الأفضل وضع كل هذا في معدتي الآن. بينما السيدة تجلس بجانبي، تنظر في اتجاهي، قمت بحشو كل شيء في فمي دون أن أتنفس ثانية. بدا أن هناك الكثير من الطعام بجانب فمي، ولكن لا أهتم. لا بأس إذا قمت بتنظيفه بعد ذلك. لا مشكلة. في ذلك الوقت، توقف رجل يسير خلف المرأة فجأة ونظر إلى هذا الاتجاه. بإلقاء نظرة سريعة لمعرفة من هو، رأيت رجل يرتدي نظارات، يرتدي بدلة مضحكة لا يبدو أنها مناسبة تمامًا، كما لو بدا غير معتاد عليها. بدا القميص الأبيض داخل البذلة مجعدًا و يخرج من سرواله. لم يكن يرتدي ربطة عنق وتم فتح الزر العلوي لقميصه. كان يحمل مظروفًا بني اللون ويرتدي زوجًا من الأحذية الجلدية العريضة. توقفت عن الأكل، وعلى الفور نظرت إلى الرجل كتحذير. ومع ذلك، بيني وبين الرجل، تلك السيدة. أعتقد أنه ما دامت تلك السيدة هنا، فلن يتمكن أحد من إيذائي، استأنفت وجبتي. “مرحبًا.” نادى الرجل على السيدة. استدارت السيدة كما لو بدت مندهشة بعض الشيء، لكنها ابتسمت على الفور . ” إيتو سان. هل ذهبت إلى الناشر اليوم؟ ” “نعم، كما تعلمين.” أجاب الرجل المسمى إيتو على هذا النحو وابتسم بابتسامة مشرقة. بالنسبة للرجل البشري، بدا صوته أعلى قليلاً. دفنت وجهي في العلبة، من أجل إدخال الطعام إلى معدتي. “يا له من قط أسود لطيف” قال الرجل، وشعرت أن السيدة تعيد نظرها إلي. “أوافق، لكن لا يبدو أن أي شخص يبجحث عنه.” “…. ضال، هل هو…؟” سأل الرجل بحسرة. أكلت ما تبقى من الطعام في قاع العلبة. “لقد كان هنا منذ حوالي أسبوعين. كان هناك خمسة في البداية، جميعهم تركوا هنا واحدًا تلو الآخر، هل تعلم؟ لكن، جميعهم، باستثناء هذه القطة السوداء، بدا أنهم وجدوا مالكًا … أنا متأكد من أن الأم ولدتهم، لكن الشخص الذي قام بتربية الأم لم يستطع تحمل تربيتهم لذا ألقى بهم بعيدًا. هذا ما أعتقده، ولكن … يا له من شيء مروع “. “بالحديث عن ذلك، قال العم من محل البقالة إنه بدأ في تربية قطة.” “نعم، يعيش يامادا سان في منزل ولهذا يمكنه تربيتهم بنفسه. مكاني جيد أيضًا، لذلك أردت تربية قطة، لكن لديّ كلب. لذلك … ” عندما أستمعت إلى حديث البشر، أدركت أنه تم التخلي عن إخوتي تمامًا مثلي ومع ذلك، يبدو أنه أصبح لديهم بطريقة أو بأخرى، منزلًا دافئًا وآمنًا. عندما سمعت عن السعادة التي وجدها الأشقاء الذين لم ألتق بهم من قبل، أولئك الذين ولدوا من نفس الأم، اعتقدت أن الأمر غريب، لكن خف حزني عندما أدخلت فمي بداخل العلبة. يبدو أنه حتى لشخص غير مبال مثلي، بقيت هذه المشاعر. آه، إنه لأمر رائع حقًا أنني لم أكن الشخص الذي تم التقاطه، على ما أعتقد. رفعت رأسي عن العلبة، ومسحت بقايا الطعام على وجهي باستخدام كفي ولسان. لمست السيدة رأسي بخفة. لم أحب أن ألمس، لكني أعتقد أني سأعطيها استثناء لشكرها على الطعام، ولذا لم أقاوم. “القطة الصغيرة، هل كانت الوجبة جيدة؟” منذ أن سألت السيدة بصوت هادئ، أجبتها بصدق: “لقد كان لذيذًا”. أنا متأكد من أنها ربما سمعت “مواء” غير مبال. إنه لأمر مخز، لكنني لست ساحرًا . “يبدو أنه قد تجاوز مرحلة الحليب هاه.” “نعم، يبدو أن هذا هو الحال. سمعت من زوجة يامادا سان أنها حاولت إطعامه الحليب. كما ترى، عندما لا يزالون يشربون الحليب، فهم صعبون للتربية للغاية، أليس كذلك؟ ” “آه، لأنه عليك إطعامهم باستخدام زجاجات الأطفال المخصصة للقطط بعد كل شيء.” “يا إيتو سان، هل قمت بتربية قطة من قبل؟” “قبل أن أتزوج، كان هناك وقت كانت فيه أختي الصغيرة تربي قطة، وفي النهاية كان علي أن أعتني بها خلال فترة الجامعة.” “هل هذا صحيح؟” تفاجئت السيدة ثم قالت “ها نحن ذا”، وهي تقف. اختبأت بين أكياس القمامة وانحنيت بينما أشاهد الاثنين. قالت السيدة بعض كلمات الفراق للرجل الذي يُدعى إيتو وغادرت، بينما انحنى الرجل قليلاً، وودع السيدة. بشكل غير متوقع، التفت الرجل لينظر إلي. كتحذير، خففت وجودي، ونظرت بثبات إلى الرجل. بدت عيون الرجل اللطيفة المختبئة خلف نظارته حزينة. “اراك لاحقا.” أراك لاحقا، أو أيا كان أيها البشري. أجبت وأنا أتجه إلى أكياس القمامة وألتف على شكل كرة. أنا أكره البشر. أنا آسف ولكن ليس لدي أي نية لأن أصبح لعبة من أجل إشباع حواسك بالتفوق، سأغمض عيني.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات