الفصل 87: الدم الخاص
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
بدت رياح الليل التي تهب من بحر الخريف باردة، مما جعل حتى يوريتش، الذي يرتدي الجلد، أرتجف.
بوو!
مد يوريتش يده ليصعد إلى المنحدر الساحلي.
“هوب.”
استنشق بعمق، رافعًا نفسه. وبسرعة، أدخل أصابعه في شقوق الجرف ليسند جسده.
“لم ينبغي لي أن أتطوع لهذا أبدًا.”
استراح يوريتش قليلًا بعد أن علق جسده في الجرف. نظر إلى أسفل فرأى الجنود الذين ساروا على خطاه يصعدون الجرف خلفه.
“حتى أنا متعب بالفعل، هؤلاء الرجال لابد وأنهم يموتون.
على الرغم من أنهم اختاروا بعناية أولئك الذين يتمتعون بالقدرة على التحمل من معسكر الأمراء، إلا أنهم لم يكونوا في وضع جيد على وجه الجرف.
بدت وجوه الجنود شاحبة كما لو كانوا على وشك الموت. كانوا يتنفسون بصعوبة، يمدون أذرعهم المرتعشة. تخلصوا من دروعهم الثقيلة، ولم يحملوا سوى دروعهم وأسلحتهم على ظهورهم.
ووش!
ضربت الأمواج الجرف، مما أدى إلى تناثر رذاذ كبير.
” أوه، ربما نموت إذا سقطنا من هنا، أليس كذلك؟”
أخرج يوريتش قارورة الماء الجلدية. بعد أن هدأ عطشه، رفع نظره مرة أخرى.
“أفهم أنك تريد إنهاء الحصار قبل حلول فصل الشتاء هنا، لكن هذا صعب للغاية، باهيل.”
القيادة قد وضعت عدة استراتيجيات، لكنها رُفضت جميعها بسبب الخسائر الفادحة في صفوف القوات. لم يكن أمراء بوركانا وحدهم، بل قادة الجيش الإمبراطوري أيضًا، غير راغبين في المخاطرة بجنودهم.
العملية الوحيدة الممكنة قبل حلول الشتاء هي تسلل القلعة. الخطة هي التسلل عبر المنحدرات الساحلية غير المحكمة وفتح بوابة القلعة لبقية الجيش. أُسندت المهمة إلى يوريتش.
“أوه، هاه.”
بدا الجنود الذين صعدوا بجانب يوريتش يلهثون لالتقاط أنفاسهم. تجمعوا في شقوق الجرف لالتقاط أنفاسهم والتعافي. كان كل واحد منهم واثقًا من قدرته على التحمل، حتى أن المجموعة ضمت بعض فرسان الإمبراطورية.
“كل ذلك ومازلنا في منتصف الطريق فقط ” تمتم جندي يستريح في الشق في يأس.
“نحن أربعة عشر شخصًا، بما فيهم أنا.”
أحصى يوريتش عدد الجنود. لحسن الحظ، لم يسقط أحد من الجرف بعد.
“على أي حال، ليس من الضروري أن يزيد عدد الرجال من فرص نجاح عملية كهذه. لو لدينا مجموعة من الرجال قادرين على تسلق هذا الجرف، لتسلقناه واستولينا على القلعة منذ فترة.”
الرجال الثلاثة عشر الذين كانوا مع يوريتش على الجرف من أفضل الرجال، كلٌّ منهم مشهورٌ في وحدته. وفوق ذلك، هم فرسان الإمبراطورية، بلا شك، استثنائيين.
“حسنًا، استرح وراقب المسار الذي أتبعه للتسلق.”
يوريتش، الذي وصل أولاً، كان قد انتهى من التقاط أنفاسه. بدا مستعدًا لمواصلة التسلق.
“شكرا لك، يوريتش.”
نظر فارس إمبراطوري إلى يوريتش باحترام. حتى وهو بربري، كان استعداد يوريتش لتولي أدوار قاسية وخطيرة دون كلمة شكوى واحدة. هو يستحق احترامهم.
“هذه بعض القوة.”
بدا الرجال الآخرون يراقبون يوريتش وهو يتسلق المنحدر المظلم بقوة، ويكاد يقفز من نتوءات إلى نتوءات.
“يا إلهي، إنه مثل قرد، ” قال أحد الجنود وهو يضحك.
بدا يوريتش رائدًا في صعود المنحدر الخطير، الذي تعصف به رياح البحر. خطوة خاطئة واحدة قد تؤدي إلى سقوط مميت، لكنه مع ذلك، كان يميز بدقة بين الصخور المفككة والصلبة ليرشد الآخرين.
وصل يوريتش والجنود إلى قاعدة سور القلعة. بدا السور القريب من شاطئ البحر مهملاً ومنخفض الارتفاع بسبب هبوب رياح البحر المستمرة. ومع اتساع فجواته، بدا السور سهل التسلق حتى على الجنود المنهكين.
بوو!
عضّ يوريتش خنجرًا في فمه. استخدم إشارات اليد لتقسيم الجنود إلى مجموعات. تحركوا في وحدات من ثلاثة أو أربعة، بقيادة الفرسان الإمبراطوريين الذين تسلقوا معهم.
“تخلص من الحراس على السور، وتوجه نحو البوابة وافتحها. بمجرد إعطاء الإشارة، ستدخل القوات المتربصة حول البوابة.”
تذكر يوريتش الخطة. كان دوره حاسمًا. بدون فتح البوابة، سيفشل الهجوم قبل أن يبدأ.
ووش!
انتظر يوريتش حتى اشتدت الرياح والأمواج. هبت عاصفة قوية بسرعة. أعمت الرياح المالحة أعين الأعداء، وخنقت أصوات الأمواج آذانهم.
بوو!
أعطى يوريتش الإشارة. تسلّق الجنود الجدار.
‘اثنين.’
يوريتش، أول من وصل إلى الجدار، نظر إلى أسفل. رأى حارسًا يحرس الجدار. وكما هو متوقع، دفاعات جدار الجرف متراخية.
الفصل 87: الدم الخاص ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ بدت رياح الليل التي تهب من بحر الخريف باردة، مما جعل حتى يوريتش، الذي يرتدي الجلد، أرتجف. بوو! مد يوريتش يده ليصعد إلى المنحدر الساحلي. “هوب.” استنشق بعمق، رافعًا نفسه. وبسرعة، أدخل أصابعه في شقوق الجرف ليسند جسده. “لم ينبغي لي أن أتطوع لهذا أبدًا.” استراح يوريتش قليلًا بعد أن علق جسده في الجرف. نظر إلى أسفل فرأى الجنود الذين ساروا على خطاه يصعدون الجرف خلفه. “حتى أنا متعب بالفعل، هؤلاء الرجال لابد وأنهم يموتون. على الرغم من أنهم اختاروا بعناية أولئك الذين يتمتعون بالقدرة على التحمل من معسكر الأمراء، إلا أنهم لم يكونوا في وضع جيد على وجه الجرف. بدت وجوه الجنود شاحبة كما لو كانوا على وشك الموت. كانوا يتنفسون بصعوبة، يمدون أذرعهم المرتعشة. تخلصوا من دروعهم الثقيلة، ولم يحملوا سوى دروعهم وأسلحتهم على ظهورهم. ووش! ضربت الأمواج الجرف، مما أدى إلى تناثر رذاذ كبير. ” أوه، ربما نموت إذا سقطنا من هنا، أليس كذلك؟” أخرج يوريتش قارورة الماء الجلدية. بعد أن هدأ عطشه، رفع نظره مرة أخرى. “أفهم أنك تريد إنهاء الحصار قبل حلول فصل الشتاء هنا، لكن هذا صعب للغاية، باهيل.” القيادة قد وضعت عدة استراتيجيات، لكنها رُفضت جميعها بسبب الخسائر الفادحة في صفوف القوات. لم يكن أمراء بوركانا وحدهم، بل قادة الجيش الإمبراطوري أيضًا، غير راغبين في المخاطرة بجنودهم. العملية الوحيدة الممكنة قبل حلول الشتاء هي تسلل القلعة. الخطة هي التسلل عبر المنحدرات الساحلية غير المحكمة وفتح بوابة القلعة لبقية الجيش. أُسندت المهمة إلى يوريتش. “أوه، هاه.” بدا الجنود الذين صعدوا بجانب يوريتش يلهثون لالتقاط أنفاسهم. تجمعوا في شقوق الجرف لالتقاط أنفاسهم والتعافي. كان كل واحد منهم واثقًا من قدرته على التحمل، حتى أن المجموعة ضمت بعض فرسان الإمبراطورية. “كل ذلك ومازلنا في منتصف الطريق فقط ” تمتم جندي يستريح في الشق في يأس. “نحن أربعة عشر شخصًا، بما فيهم أنا.” أحصى يوريتش عدد الجنود. لحسن الحظ، لم يسقط أحد من الجرف بعد. “على أي حال، ليس من الضروري أن يزيد عدد الرجال من فرص نجاح عملية كهذه. لو لدينا مجموعة من الرجال قادرين على تسلق هذا الجرف، لتسلقناه واستولينا على القلعة منذ فترة.” الرجال الثلاثة عشر الذين كانوا مع يوريتش على الجرف من أفضل الرجال، كلٌّ منهم مشهورٌ في وحدته. وفوق ذلك، هم فرسان الإمبراطورية، بلا شك، استثنائيين. “حسنًا، استرح وراقب المسار الذي أتبعه للتسلق.” يوريتش، الذي وصل أولاً، كان قد انتهى من التقاط أنفاسه. بدا مستعدًا لمواصلة التسلق. “شكرا لك، يوريتش.” نظر فارس إمبراطوري إلى يوريتش باحترام. حتى وهو بربري، كان استعداد يوريتش لتولي أدوار قاسية وخطيرة دون كلمة شكوى واحدة. هو يستحق احترامهم. “هذه بعض القوة.” بدا الرجال الآخرون يراقبون يوريتش وهو يتسلق المنحدر المظلم بقوة، ويكاد يقفز من نتوءات إلى نتوءات. “يا إلهي، إنه مثل قرد، ” قال أحد الجنود وهو يضحك. بدا يوريتش رائدًا في صعود المنحدر الخطير، الذي تعصف به رياح البحر. خطوة خاطئة واحدة قد تؤدي إلى سقوط مميت، لكنه مع ذلك، كان يميز بدقة بين الصخور المفككة والصلبة ليرشد الآخرين. وصل يوريتش والجنود إلى قاعدة سور القلعة. بدا السور القريب من شاطئ البحر مهملاً ومنخفض الارتفاع بسبب هبوب رياح البحر المستمرة. ومع اتساع فجواته، بدا السور سهل التسلق حتى على الجنود المنهكين. بوو! عضّ يوريتش خنجرًا في فمه. استخدم إشارات اليد لتقسيم الجنود إلى مجموعات. تحركوا في وحدات من ثلاثة أو أربعة، بقيادة الفرسان الإمبراطوريين الذين تسلقوا معهم. “تخلص من الحراس على السور، وتوجه نحو البوابة وافتحها. بمجرد إعطاء الإشارة، ستدخل القوات المتربصة حول البوابة.” تذكر يوريتش الخطة. كان دوره حاسمًا. بدون فتح البوابة، سيفشل الهجوم قبل أن يبدأ. ووش! انتظر يوريتش حتى اشتدت الرياح والأمواج. هبت عاصفة قوية بسرعة. أعمت الرياح المالحة أعين الأعداء، وخنقت أصوات الأمواج آذانهم. بوو! أعطى يوريتش الإشارة. تسلّق الجنود الجدار. ‘اثنين.’ يوريتش، أول من وصل إلى الجدار، نظر إلى أسفل. رأى حارسًا يحرس الجدار. وكما هو متوقع، دفاعات جدار الجرف متراخية.
قفز يوريتش على الحائط، وانقضّ على الحارس. أمسك برقبة الرجل وكسرها بسهولة.
“هاه؟ هاه!”
رأى حارس آخر يوريتش وحاول الصراخ، لكن الجندي الذي يتبع يوريتش طعنه في حلقه.
“همف.”
زفر يوريتش وهو يرمي الحراس الموتى من على الحائط.
“حسنًا، لنذهب يا أصدقائي.”
وبعد إشارة يوريتش، تحرك الجنود إلى الأسفل، وأخفوا أجسادهم في الظل.
بدا المتسللون الذين تسلّقوا جدار القلعة ماهرين، وكانت كفاءة الحراس متدنية. تقدّموا بسلاسة على الجدار.
“هاه؟”
لكن لا مفر من حدوث مواقف غير متوقعة. لفت انتباههم جندي يتجول أسفل الجدار في وقت متأخر من الليل. كان الجندي يفرك عينيه. ربما خرج لقضاء حاجته، لكن بغض النظر عن السبب، نظر الجندي إلى الجدار. لفت انتباهه شكل يشبه الظل.
“مرحبًا، هل يوجد أحد هناك؟ أجبني إن كنت هناك ” نادى الجندي بإصرار على الحائط.
‘عليك اللعنة.’
ضغط يوريتش والجنود بأجسادهم على الحائط، حابسين أنفاسهم وأعينهم تدور.
“انظر، أنا أعلم أنك هناك، لذا أظهر نفسك فقط ” رفع الجندي صوته مرة أخرى.
بوو!
تحرك يوريتش. قفز من الحائط، وهبط فوق الجندي. أمسك برقبة الجندي بقوة.
بوو!
شعر يوريتش بعظام رقبة الرجل تتكسر تحت قبضته. تردد صدر صوت في أطراف أصابعه.
“همم؟”
أحس يوريتش بوجود أحدهم، فالتفت. أحدهم يقف تحت ظل الجدار.
“كيااااااه!”
صدرت صرخة حادة وعالية النبرة من امرأة.
“اللعنة، لا بد أنه تسلل للقاء هذه المرأة في الليل.”
أصبحت استفسارات الجنود المستمرة منطقية الآن؛ فهو يحاول تجنب الوقوع في اجتماعه السري.
بوو!
أمسك يوريتش رأس المرأة وضربه بالحائط. انهارت على الأرض والدم يسيل على جبينها.
لفت صراخها انتباه معسكر العدو بسرعة وومضت المشاعل من كل اتجاه.
“من هذا؟”
“عدو؟”
هرع الحراس إلى مصدر الصراخ. ألقوا بمصابيحهم، فأضاءوا المكان.
“لقد فشلنا.”
فشلت العملية. بدا سوء حظ.
بوو!
أطلق الحراس أقواسًا وسهامًا. رفع المتسللون الذين تم اكتشافهم دروعهم وصرخوا مطالبين بالانسحاب.
“اركض! لنخرج من هنا!”
هربوا عائدين من حيث أتوا. لم يستطع يوريتش اللحاق بهم، إذ لا يزال عند قاعدة السور وحيدًا. تسلقه الآن سيجعله هدفًا سهلًا للأعداء.
“أحتاج للاختباء.”
لحسن الحظ، لم يكن هناك حراس يراقبون يوريتش الذي وقف في أسفل الجدار. كانوا جميعًا يركزون على الجنود فوقه.
قفز الجنود الهاربون من فوق السور إلى الجرف. نزلوا من نفس الجرف الذي تسلقوه. انزلق بعضهم وسقط. مات خمسة رجال أو سقطوا من الجرف في طريق عودتهم إلى القارب أسفل الجرف الساحلي.
“اللعنة، أين يوريتش؟”
صرخ فارسٌ إمبراطوريٌّ على متن القارب. بدا قلقًا بشأن تركه يوريتش خلفه.
“سيتدبر أمره! الآن، علينا الخروج من هنا، ارفعوا دروعكم!”
رفع الجنود دروعهم لصد وابل السهام. جذّفوا للابتعاد عن الجرف. فشلت خطة التسلل، وتركوا يوريتش في قلب معسكر العدو.
أصبح يوريتش وحيدًا، فشق طريقه بين المباني متجنبًا أن يُكتشف أمره. ساعده ظلام الليل على تجنب أعين الأعداء، لكن الفجر يقترب. وعندما يحل النهار، سيستحيل عليه الاختباء من أنظار الأعداء.
“أحتاج إلى إيجاد مكان للاختباء.”
بدا الحراس يفتشون القلعة بدقة بحثًا عن أي متطفلين محتملين بعد العثور على الجنود القتلى. بدا من السهل اكتشافه لو اختبأ على عجل.
“شم.”
اتسعت أنف يوريتش. أحس برائحة كريهة تشتد، فتتبعها إلى مصدرها.
زوو!
وجد يوريتش حفرةً مليئةً بالنفايات. تُجمع فيها جميع أنواع نفايات القلعة، بما في ذلك البراز وبقايا الطعام. عندما هطل المطر، تدفقت النفايات من الجرف الساحلي إلى البحر. ولأن الأمطار كانت قليلةً مؤخرًا، ازداد حجم الكومة بشكلٍ كبير، وانبعثت منها رائحة نفاذة.
“مرة أخرى؟”
بدا الوضع مألوفًا. مع ذلك، من الممكن وجود مخرج في الحفرة. تنهد يوريتش بعمق وأخذ نفسًا عميقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بصق يوريتش ونظر حوله. لحسن الحظ، لم يكن هناك حراس في الأفق. “هذه المنحدرات شديدة الانحدار. ولا أرى أي قوارب أيضًا.”
غطس يوريتش في حفرة النفايات حيث وصلت النفايات إلى صدره. التصقت به القذارة كمستنقع.
ازداد عمق حفرة النفايات، فغمرت المياه يوريتش حتى رأسه. بدا منفذ البحر نصف مسدود بالنفايات الصلبة.
بوو!
قام يوريتش بكشط الحفرة المسدودة وحفرها بيديه. وما إن وفّر مساحة كافية لمرور شخص، حتى بدأت النفايات تتدفق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بصق يوريتش ونظر حوله. لحسن الحظ، لم يكن هناك حراس في الأفق. “هذه المنحدرات شديدة الانحدار. ولا أرى أي قوارب أيضًا.”
انطلق يوريتش عبر القناة الضيقة، وخرج من الخارج مثل روث الحصان الذي يتم إخراجه من مؤخرته.
“أوه.”
تأوه يوريتش وهو يمد يده ليلتقط صخرة بارزة. كاد أن ينجرف مع النفايات إلى أسفل الجرف.
غطس يوريتش في حفرة النفايات حيث وصلت النفايات إلى صدره. التصقت به القذارة كمستنقع.
بصق يوريتش ونظر حوله. لحسن الحظ، لم يكن هناك حراس في الأفق.
“هذه المنحدرات شديدة الانحدار. ولا أرى أي قوارب أيضًا.”
ازداد عمق حفرة النفايات، فغمرت المياه يوريتش حتى رأسه. بدا منفذ البحر نصف مسدود بالنفايات الصلبة. بوو! قام يوريتش بكشط الحفرة المسدودة وحفرها بيديه. وما إن وفّر مساحة كافية لمرور شخص، حتى بدأت النفايات تتدفق.
بدا الوضع قاتمًا. بدت المنحدرات هنا أكثر انحدارًا بكثير من ذي قبل. بدا وكأنه لا سبيل للنزول. الأمواج تضرب باستمرار قاعدة المنحدر. لم يكن يوريتش يعرف الكثير عن البحر، لكنه أدرك مع ذلك أنه ليس مكانًا مناسبًا للسباحة.
“الشاطئ بعيد جدًا. ربما يُقبض عليّ من قِبل الحراس في الطريق.”
حتى بعد خروجه من جدار القلعة، لم يكن لديه مكان يذهب إليه.
دينغ! دينغ!
صدر صوت جرس من الجدار. ساد ضجيجٌ داخل القلعة.
“قال باهيل إنه يريد إنهاء الحرب الأهلية قبل حلول الشتاء.”
نظر يوريتش إلى القلعة الداخلية العالية. من المرجح أن شخصيات بارزة في الحرب الأهلية، مثل الدوق هارماتي، تقيم فيها.
“كل ما أحتاجه هو قطع رأس هارماتي، وستنتهي الحرب الأهلية.”
وجد يوريتش شقًا في الجرف واسعًا بما يكفي ليدخل فيه جسده. انزلق فيه كطائر بحري يبحث عن عش على الجرف، وأغمض عينيه. نام ليستعيد قواه.
عدّل يوريتش خطته. أصبح ينوي قطع رأس الدوق هارماتي والعودة.
* * *
“يوريتش لم يعد بعد! كنت أعلم أنه ما كان يجب علينا إرساله إلى هناك!”
صرخ باهيل، مُظهرًا بوضوح انفعاله. مرّ يومٌ منذ عودة الوحدة الخاصة من مهمتها الفاشلة. لم يعد سوى سبعة من أصل أربعة عشر فردًا.
“سيجد يوريتش طريقةً للخروج من القلعة بمفرده. أرجوك اهدأ يا أميري،” قال فيليون وهو يحاول تهدئة باهيل. لقد مرّ وقتٌ طويلٌ منذ أن فقد باهيل رباطة جأشه هكذا.
“يوريتش إنسانٌ أيضًا! إنسان! كيف تتوقع منه أن يهرب من هناك وحيدًا؟”
ركل باهيل كرسيًا صارخًا. لحسن الحظ، هو وفيليون الوحيدين في الخيمة.
“ليس من الجيد للآخرين أن يعرفوا أن الأمير منزعج للغاية بسبب مرتزق بربري واحد.”
لم يعد باهيل مجرد سيد شاب، بل على وشك أن يصبح ملكًا على مملكته. عليه أن يحافظ على مسافة بينه وبين يوريتش. لن يرضى النبلاء عن سيدهم القريب بهذا القدر من المرتزقة البرابرة.
“حتى يوريتش له حدود. كأي شخص آخر، قد ينهار هو الآخر.”
لقد رأى باهيل يوريتش يكاد يموت عدة مرات. لم يكن يوريتش منيعًا من الهزيمة بالتأكيد.
“استدعِ النبلاء والقادة فورًا. سنشنّ هجومًا شاملًا. لقد صنعنا ما يكفي من أسلحة الحصار لهجومٍ قوي ” قال باهيل لفيليون وهو يعضّ أظافره. أصبحت عيناه ملتهبتين.
بوو!
خلع فيليون قفازه وصفع خد باهيل. استخدم يده اليمنى التي لم يبقَ منها إلا أصابع قليلة.
” عُد إلى رشدك يا أميري. آلاف الأرواح تعتمد على كلماتك. هذا الأمر لا يُقال بالعاطفة.”
غطى باهيل خده المحمر. أصبحت عيناه تستعيدان رباطة جأشهما ببطء.
“أنت على حق، يا سيد فيليون.”
سعى باهيل جاهدًا لتقليل عدد الضحايا في هذه الحرب الأهلية. أدرك ما كاد أن يرتكبه. علاوة على ذلك، سيعارض اللوردات أي هجوم شامل، ولو فرض الأمور على هواه، لكان وُصف بأنه ملك عاطفي وغير كفء.
“لقد كدت تدمر كل شيء تقريبًا بيدي.”
أحضر فيليون كوبًا برونزيًا من الماء البارد إلى باهيل.
“يوريتش رجلٌ وحشٌ في نظره. لن يموت بسهولة. علاوةً على ذلك، لو أسر هارماتي أو قتل يوريتش، لكانوا قد أرسلوا رسالةً الآن. هارماتي أيضًا يعرف وجه يوريتش.”
شرب باهيل من الكأس التي كانت على خده وأومأ برأسه.
“لدي أخبار عاجلة!”
صاح فارسٌ خارج الخيمة. رفع فيليون الستارة التي تغطي مدخل الخيمة.
“ما هو؟”
“علّق الأعداء بعض جنودنا على جدار القلعة. يبدو أنهم أفراد وحدة التسلل الذين أُسروا!”
فيليون جبهته وهز رأسه.
“خذني إلى هناك فورًا.” توهجت عينا باهيل. رمى الكأس وارتدى معطفه.
“إذا يوريتش من بين الأسرى…”
أصبح باهيل يمسك صدره.
“ثم لا أعرف ماذا يمكنني أن أفعل.”
تبع فيليون باهيل بعيون قلقة، وهمس بهدوء.
“من فضلك، لا تكن يوريتش.”
“
انطلق يوريتش عبر القناة الضيقة، وخرج من الخارج مثل روث الحصان الذي يتم إخراجه من مؤخرته. “أوه.” تأوه يوريتش وهو يمد يده ليلتقط صخرة بارزة. كاد أن ينجرف مع النفايات إلى أسفل الجرف.
بدا الوضع قاتمًا. بدت المنحدرات هنا أكثر انحدارًا بكثير من ذي قبل. بدا وكأنه لا سبيل للنزول. الأمواج تضرب باستمرار قاعدة المنحدر. لم يكن يوريتش يعرف الكثير عن البحر، لكنه أدرك مع ذلك أنه ليس مكانًا مناسبًا للسباحة. “الشاطئ بعيد جدًا. ربما يُقبض عليّ من قِبل الحراس في الطريق.” حتى بعد خروجه من جدار القلعة، لم يكن لديه مكان يذهب إليه. دينغ! دينغ! صدر صوت جرس من الجدار. ساد ضجيجٌ داخل القلعة. “قال باهيل إنه يريد إنهاء الحرب الأهلية قبل حلول الشتاء.” نظر يوريتش إلى القلعة الداخلية العالية. من المرجح أن شخصيات بارزة في الحرب الأهلية، مثل الدوق هارماتي، تقيم فيها. “كل ما أحتاجه هو قطع رأس هارماتي، وستنتهي الحرب الأهلية.” وجد يوريتش شقًا في الجرف واسعًا بما يكفي ليدخل فيه جسده. انزلق فيه كطائر بحري يبحث عن عش على الجرف، وأغمض عينيه. نام ليستعيد قواه. عدّل يوريتش خطته. أصبح ينوي قطع رأس الدوق هارماتي والعودة. * * * “يوريتش لم يعد بعد! كنت أعلم أنه ما كان يجب علينا إرساله إلى هناك!” صرخ باهيل، مُظهرًا بوضوح انفعاله. مرّ يومٌ منذ عودة الوحدة الخاصة من مهمتها الفاشلة. لم يعد سوى سبعة من أصل أربعة عشر فردًا. “سيجد يوريتش طريقةً للخروج من القلعة بمفرده. أرجوك اهدأ يا أميري،” قال فيليون وهو يحاول تهدئة باهيل. لقد مرّ وقتٌ طويلٌ منذ أن فقد باهيل رباطة جأشه هكذا. “يوريتش إنسانٌ أيضًا! إنسان! كيف تتوقع منه أن يهرب من هناك وحيدًا؟” ركل باهيل كرسيًا صارخًا. لحسن الحظ، هو وفيليون الوحيدين في الخيمة. “ليس من الجيد للآخرين أن يعرفوا أن الأمير منزعج للغاية بسبب مرتزق بربري واحد.” لم يعد باهيل مجرد سيد شاب، بل على وشك أن يصبح ملكًا على مملكته. عليه أن يحافظ على مسافة بينه وبين يوريتش. لن يرضى النبلاء عن سيدهم القريب بهذا القدر من المرتزقة البرابرة. “حتى يوريتش له حدود. كأي شخص آخر، قد ينهار هو الآخر.” لقد رأى باهيل يوريتش يكاد يموت عدة مرات. لم يكن يوريتش منيعًا من الهزيمة بالتأكيد. “استدعِ النبلاء والقادة فورًا. سنشنّ هجومًا شاملًا. لقد صنعنا ما يكفي من أسلحة الحصار لهجومٍ قوي ” قال باهيل لفيليون وهو يعضّ أظافره. أصبحت عيناه ملتهبتين. بوو! خلع فيليون قفازه وصفع خد باهيل. استخدم يده اليمنى التي لم يبقَ منها إلا أصابع قليلة. ” عُد إلى رشدك يا أميري. آلاف الأرواح تعتمد على كلماتك. هذا الأمر لا يُقال بالعاطفة.” غطى باهيل خده المحمر. أصبحت عيناه تستعيدان رباطة جأشهما ببطء. “أنت على حق، يا سيد فيليون.” سعى باهيل جاهدًا لتقليل عدد الضحايا في هذه الحرب الأهلية. أدرك ما كاد أن يرتكبه. علاوة على ذلك، سيعارض اللوردات أي هجوم شامل، ولو فرض الأمور على هواه، لكان وُصف بأنه ملك عاطفي وغير كفء. “لقد كدت تدمر كل شيء تقريبًا بيدي.” أحضر فيليون كوبًا برونزيًا من الماء البارد إلى باهيل. “يوريتش رجلٌ وحشٌ في نظره. لن يموت بسهولة. علاوةً على ذلك، لو أسر هارماتي أو قتل يوريتش، لكانوا قد أرسلوا رسالةً الآن. هارماتي أيضًا يعرف وجه يوريتش.” شرب باهيل من الكأس التي كانت على خده وأومأ برأسه. “لدي أخبار عاجلة!” صاح فارسٌ خارج الخيمة. رفع فيليون الستارة التي تغطي مدخل الخيمة. “ما هو؟” “علّق الأعداء بعض جنودنا على جدار القلعة. يبدو أنهم أفراد وحدة التسلل الذين أُسروا!” فيليون جبهته وهز رأسه. “خذني إلى هناك فورًا.” توهجت عينا باهيل. رمى الكأس وارتدى معطفه. “إذا يوريتش من بين الأسرى…” أصبح باهيل يمسك صدره. “ثم لا أعرف ماذا يمكنني أن أفعل.” تبع فيليون باهيل بعيون قلقة، وهمس بهدوء. “من فضلك، لا تكن يوريتش.” “
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات