نيران الغابة
نيران الغابة
عندما خرج سيرين وميرسا من الكهف، واجهوا مشهدًا يرعب القلب. الأشجار المحيطة بالمخبأ تشتعل بنيران متوهجة، تلتهم الأغصان وتُطلق أعمدة دخان كثيفًا تصاعد إلى السماء.
في وسط هذه النيران، ظهرت مجموعة من الرجال والنساء يرتدون أردية سوداء مزينة برموز غريبة، عيونهم تشع ببرودة قاتلة، وأسلحتهم تلمع تحت ضوء النار.
كان قائدهم رجلاً طويل القامة، ذو لحية سوداء كثيفة ووجه يحمل ندوبًا عميقة، يملك نظرة جعلت الدم يتجمد في عروق أي من يراه. رفع يده وأصدر إشارة، فتوقف الجميع عن التقدم.
“سيرين!” صاح بصوت مملوء بالغضب والحقد، “أنت لا تعرف ما الذي تلعب به.”
سيرين، رغم خوفه، وقف بثبات بجانب ميرسا، ممسكًا بالختم المتوهج.
“من أنتم؟ وما هدفكم؟” سأل سيرين بجرأة.
ابتسم الرجل ابتسامة قاتمة، وقال: “نحن صائدو الأختام، حراس التوازن. لكن هناك من يريد استخدام قوى الأختام لأغراض شخصية، ونحن هنا لوقف ذلك.”
ميرسا أشاحت بنظرها لسيرين وقالت: “لا تثق بكلامهم بسهولة، كل كلمة منهم تحمل سمًا مخفيًا.”
فجأة، انطلقت المعركة. استخدمت ميرسا قوسها ببراعة، فأطلقت سهامًا أضاءت الهواء قبل أن تخترق بعض الأعداء. سيرين، بدوره، رفع يده أمامه، وخرج من الختم شعاع أزرق قوي صدم مجموعة من المهاجمين، ودفعهم بعيدًا.
لكن القائد لم يكن شخصًا عاديًا. تجنب الهجوم بخفة مخيفة، ثم انقض على سيرين بسكين مسحور. كانت المواجهة شرسة، حيث تصدى سيرين للهجوم مستخدمًا القوة التي بدأ يشعر بها تتصاعد في داخله.
في لحظة حاسمة، نجح سيرين في توجيه ضربة للخادم الأسفل للقائد، مما أجبر القائد على التراجع مع باقي المهاجمين.
بعد انصرافهم، تنفس سيرين بعمق، وشعر بثقل المعركة التي خاضها لأول مرة على حقيقته.
ميرسا قالته بنبرة جادة: “هذه المعركة كانت مجرد البداية، هناك من سيأتي بقوة أكبر، ونحن بحاجة إلى حلفاء.”
سيرين نظر إلى الأفق المشتعل، وعرف أن رحلته مع الأختام لم تبدأ للتو، بل هي نيران مشتعلة في طريقه نحو مصير مجهول
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
