الوعد
الفصل 490: الوعد
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أردت.. أن أخبرك،” بدأتُ، فجأة محرجة. كنت أعرف ما أريد قوله، لكن الكلمات نفسها بدت من الصعب التمسك بها. “حظًا سعيدًا. كما تعلمين، عندما تذهبين لزيارة الأزرواس الأخرين. هل ستحميه؟ لا يهم، أعلم أنك ستفعلي. أنا آسفة إذ سأفتقده، لكن… أحتاج إلى العودة إلى المنزل.”
تيسيا إيراليث
“هناك. كانت هدية. من… ألدير. رمز، شيء يساعد في التعويض عما فعله،” أوضح آرثر. “ليس أن أي شيء يمكن أن يعوض ذلك.”
“إنه لأمر غريب للغاية أن أكون دائمًا مركز الاهتمام،” قالت أليس وهي تعيد ملء أكوابنا بالماء البارد من إبريق. “نحن مجرد هؤلاء الأشخاص العاديين جدًا، محاطون بعواهل حقيقيين – أو على الأقل بما كنا نظن دائمًا أنهم عواهل – لكنهم جميعًا مهتمون بنا كثيرًا.” حدقت في الإبريق، وعيناها تلمعان. “أشعر وكأنني انزلقت وسقطت في حياة شخص آخر.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقفت، وأعدت شعري إلى الوراء. رفع آرثر يده فورًا ليمسح دموعي، لكن لم تكن هناك دموع. تردد. أمسكت بيده بكلتا يديّ ووضعتها بيننا بينما انحنيت للأمام وضغطت شفتي على شفتيه. قلبي انكسر من نعومة شفتيه والإيقاع غير المستقر لنبضه، لكن قراري لم يتزعزع. يريد القلب ما يريده القلب، لكن روحي كانت مرتاحة بقراري.
دورتُ خصلة من شعري حول أطراف أصابعي بينما أفكر في التنانين التي تحدثنا معها. “أعتقد أنني كنت دائمًا مركز الاهتمام في إلينور، لكنهم يبدو أنهم مهتمون بحقيقة أنني إلف أكثر من كونني أميرة. الأشياء التي يسألون عنها…”
كانت فكرة جرّي إلى مدينة أخرى من مدن الآسوران تجعل أحشائي تتقلص مثل قبضة يد ملطخة بالدماء. لقد اشتقت إلى عائلتي. لقد اشتقت إلى منزلي. كنت مستعدة للعودة إلى ديكاثين. أعلم أن إلينور قد رحلت – لقد رحلت أمي وأبي – لكنني أردت رؤية جدي. أردت أن أكون مع الإلف، وأن أعانقهم وأبكي معهم، وأن أحزن على خسائرنا المشتركة بطريقة لم أتمكن من القيام بها بعد. ليس بينما كنت محبوسة تحت إرادة سيسيليا.
ضحكتُ، وضحكت إيلي وأليس بجانبي.
كلماته وسلوكه لا يمكن أن تعني إلا شيئًا واحدًا، كما بدا أن إيلي وأليس قد خمنتا بالفعل: وافق الأزوراس على اقتراح اللورد إكلياه.
“نعم، إنهم غريبون نوعًا ما،” قالت إيلي بابتسامة مسلية. “أصرت فتاة صغيرة على أنني لا أستطيع أن أكون أدنى، لأنه قيل لها أن الأدنى بالكاد يستطيعون التحدث أو الوقوف بإستقامة!”
لقد فعلت سيسيليا أشياء فظيعة وهي ترتدي وجهي وجسدي. ربما لم يتعرف علي القزم العادي في الشارع – أو عليها – من خلال النظر، لكنني كنت خائفة من أن يراني جدي، وليس أنا. لم أكن أعتقد أنني أستطيع تحمل رؤية نظرة الرعب على وجهه عند ظهوري.
“حسنًا، الأمور هنا ستصبح أكثر غرابة كثيرًا.”
أومأتُ، واستمرت المحادثة، حيث بدأت إيلي وأليس بطرح بعض الأسئلة من جانبهما. رغم كل محاولاتي، كلما طالت المحادثة، كلما بدأت أشعر بالإرهاق. خشيت أن يفلت مني التحكم وأن أنحرف بالمحادثة، لذا انتظرت لحظة هدوء واعتذرت، ثم عدت إلى غرفتي واستلقيت على السرير. أغلقت عيني، وتنهدت بعمق، واستعدت ذكرياتي عن الدروس التي تعلمتها.
استدرنا جميعًا نحو الباب، حيث دفع آرثر الستارة للتو. بدأت أبتسم، لكن التعبير تلعثم بينما أستوعب كلماته والتعبير المؤلم على وجهه.
اندفع الخوف الذي كنت أعاني منه بهدوء إلى الأمام.
وضعت أليس يديها على وجهها وانهارت على المقعد الذي كانت تجلس على حافته. “لا. لم يفعلوا! لا يمكن أن تكون جادًة.”
لا خطة تصمد بعد مواجهة الخصم.
راحت يد أليس ترتجف. أخذتُ الإبريق منها بسرعة ووضعته على الطاولة الجانبية ذات السطح المبلط قبل أن ينسكب.
لقد فعلت سيسيليا أشياء فظيعة وهي ترتدي وجهي وجسدي. ربما لم يتعرف علي القزم العادي في الشارع – أو عليها – من خلال النظر، لكنني كنت خائفة من أن يراني جدي، وليس أنا. لم أكن أعتقد أنني أستطيع تحمل رؤية نظرة الرعب على وجهه عند ظهوري.
“أنت… من الأفضل أن تجلسي،” قال آرثر وهو يفرك مؤخرة عنقه بتلك الطريقة المضحكة التي كان يفعلها منذ أن كان طفلًا.
تيسيا إيراليث
كلماته وسلوكه لا يمكن أن تعني إلا شيئًا واحدًا، كما بدا أن إيلي وأليس قد خمنتا بالفعل: وافق الأزوراس على اقتراح اللورد إكلياه.
انحنيت ومررت أصابعي عبر التربة. كانت أغنى تربة رأيتها على الإطلاق، مليئة بمانا سمات الأرض. “هناك أثر من أفيتوس في هذا.”
وجدت نفسي أتمنى لو أن آرثر لم يقضِ الكثير من الأسابيع القليلة الماضية بعيدًا. بالتأكيد سينشغل بمهام أخرى، ومن المحتمل أن يكون هناك القليل من الوقت لمعالجة كل شيء بيننا إذ يحتاج إلى التوضيح. ومع ذلك، قلت لنفسي، ربما كان ذلك الأفضل. ربما ما نحتاجه حقًا هو الوقت.
“وهي التي أعطت هذا المكان اسمه،” قال آرثر بهدوء. “هذا هو بستان إلشاير.”
مجبورةً على أن أبدو هادئة، جلستُ بجانب إيلي التي قد ضمت ساقيها إلى صدرها.
قبل أن يتمكنوا من الوصول إلينا، جاء شخص آخر عبر البوابة. مرتديًا نفس الزي العسكري الفاخر الذي كنت أراه دائمًا به، وعيناه الأخرويتان غير قابلتين للقراءة، جذب ويندسوم الأقزامَ بنظرة سريعة.
“لقد سُميت رسميًا كأزوراس،” قال آرثر. كان يتحدث في الغالب إلى والدته، لكن مرتين تحركت عيناه نحوي بسرعة كبيرة لدرجة أنني بالكاد لاحظت. “أنا الأول من عرق جديد. أركون.”
جلست، وسحبت ساقيَّ إلى حافة السرير، ومسحت الرطوبة من عيني. جلست سيلفي بجانبي. بدلًا من الكلام، وضعت رأسها على كتفي.
شعرت بعيني تتجمدان، وأفكاري تنفصل عن وجودي الجسدي وأنا أكافح لفهم ما يعنيه هذا. لقد تغير الكثير منذ جلسنا فوق الجدار ووعدنا بعضنا البعض. وعد بالبقاء على قيد الحياة. أن يكون لدينا مستقبل معًا. علاقة. عائلة. لقد كانت لحظة جميلة. كانت خطة جميلة. لكن الجد فيريون علمني في وقت مبكر…
لا خطة تصمد بعد مواجهة الخصم.
ضغطت يديها على يدي. “بالطبع. أخبرهم آرثر أنهم سيضطرون إلى الانتظار.” نظرت إليّ بتفهم مفاجئ ثم بابتسامة متعاطفة. “سنأخذك إلى المنزل أولًا، تيسيا.”
هل من العدل الآن، بعد كل ما حدث، أن نُلزم آرثر بوعد جميل قُطِع بسذاجة في وسط حرب لم يكن لأي منا السيطرة على نتيجتها؟
ترجمة الخال
عم الصمت الغرفة. أجبرت نفسي على التركيز. جلست إيلي بجانبي، مذهولة. بإمكاني رؤية تروس عقلها تعمل، وكان فمها يتحرك بصمت، لكنها بدت في حيرة من أمرها. من ناحية أخرى، كانت أليس تنظر إلى آرثر وكأنه أخبرها للتو أن تصارع أسدًا عالميًا بيديها العاريتين. لقد شاركتهما مشاعرهما، لكنني لم أستطع ترك هذه المشاعر تفلت مني.
ترجمة الخال
“ماذا يحدث الآن؟” سألتُ لكسر الصمت. “ما الذي سيتغير بالضبط، وكيف سيؤثر هذا على ديكاثين وألاكريا؟”
أخذت نفسًا عميقًا، وأجبرت نفسي على البقاء هادئة.
تردد آرثر، متبادلًا نظرة مع سيلفي. “على الرغم من أن عرقًا جديدًا قد اخترع لأجلي، فإنني في الحقيقة سأكون ممثلًا لعالمنا بين الأزوراس. في النهاية، أعتقد أن ذلك ضروري لضمان حماية ديكاتين وألاكريا.” انخفض رأسه قليلًا. “بهذا السلطة، يمكنني التأكد من أن ما حدث في إلينور لن يحدث مرة أخرى.”
أومأتُ، واستمرت المحادثة، حيث بدأت إيلي وأليس بطرح بعض الأسئلة من جانبهما. رغم كل محاولاتي، كلما طالت المحادثة، كلما بدأت أشعر بالإرهاق. خشيت أن يفلت مني التحكم وأن أنحرف بالمحادثة، لذا انتظرت لحظة هدوء واعتذرت، ثم عدت إلى غرفتي واستلقيت على السرير. أغلقت عيني، وتنهدت بعمق، واستعدت ذكرياتي عن الدروس التي تعلمتها.
مجبورةً على أن أبدو هادئة، جلستُ بجانب إيلي التي قد ضمت ساقيها إلى صدرها.
لا أستطيع التحكم في العالم من حولي، لكن يمكنني التحكم في نفسي وفي الطريقة التي أتحرك بها داخلها. ذلك درس حاول والدي غرسه في ذهني عندما كنت طفلة صغيرة، لكني لا أعتقد أنني أدركت معناه حقًا حتى فقدت ذلك التحكم.
انحنيت ومررت أصابعي عبر التربة. كانت أغنى تربة رأيتها على الإطلاق، مليئة بمانا سمات الأرض. “هناك أثر من أفيتوس في هذا.”
خارج الغرفة، واصل آرثر الحديث، رغم أنني أقسم أنني شعرت بنظراته تتوقف على الستارة التي تفصل بيننا. “لقد ‘دُعينا’ – أعتقد أنه توقع أكثر منه دعوة، بصراحة – لزيارة بعض اللوردات الآخرين في منازلهم.”
“حسنًا، آرثر، إذا لم يكن هناك شيء آخر، أخشى أنني مشغول جدًا بحيث لا يمكنني نقلك من مكان إلى آخر—”
“أوه، هذا…” بدأت أليس لكنها توقفت، وقد خفت صوتها.
تركتُ يده تنزلق من بين يديّ، واستدرت مبتعدة، مدركة أنه بحاجة لذلك. استطعت أن أشعر بحدة نظراته على ظهري مثل أشعة الشمس، وتحملت ذلك.
“أعلم يا أمي،” أجاب آرثر. تغير صوته؛ لابد أنه انتقل عبر الغرفة. “أعلم ما أطلب منكِ فعله، وأعلم مدى خطورة هذا علينا جميعًا، لكن…”
“إنه لأمر غريب للغاية أن أكون دائمًا مركز الاهتمام،” قالت أليس وهي تعيد ملء أكوابنا بالماء البارد من إبريق. “نحن مجرد هؤلاء الأشخاص العاديين جدًا، محاطون بعواهل حقيقيين – أو على الأقل بما كنا نظن دائمًا أنهم عواهل – لكنهم جميعًا مهتمون بنا كثيرًا.” حدقت في الإبريق، وعيناها تلمعان. “أشعر وكأنني انزلقت وسقطت في حياة شخص آخر.”
أخذت نفسًا عميقًا، وأجبرت نفسي على البقاء هادئة.
قبل أن يتمكنوا من الوصول إلينا، جاء شخص آخر عبر البوابة. مرتديًا نفس الزي العسكري الفاخر الذي كنت أراه دائمًا به، وعيناه الأخرويتان غير قابلتين للقراءة، جذب ويندسوم الأقزامَ بنظرة سريعة.
كانت فكرة جرّي إلى مدينة أخرى من مدن الآسوران تجعل أحشائي تتقلص مثل قبضة يد ملطخة بالدماء. لقد اشتقت إلى عائلتي. لقد اشتقت إلى منزلي. كنت مستعدة للعودة إلى ديكاثين. أعلم أن إلينور قد رحلت – لقد رحلت أمي وأبي – لكنني أردت رؤية جدي. أردت أن أكون مع الإلف، وأن أعانقهم وأبكي معهم، وأن أحزن على خسائرنا المشتركة بطريقة لم أتمكن من القيام بها بعد. ليس بينما كنت محبوسة تحت إرادة سيسيليا.
“أنا آسف على خسارتكم،” قال آرثر، بصوت خافت بما يكفي لدرجة أن الأقزام من حوله اضطروا إلى بذل جهد للاستماع. “أنا آسف لكل من فقد أحباءه في هذه الحرب، سواء كان ذلك في المعركة الأخيرة أو الأولى منذ سنوات،” وتابع وهو ينظر حوله إلى الجميع. “أعلم أن كل أنواع الشائعات انتشرت في غياب المعلومات الواقعية خلال هذين الأسبوعين الماضيين. لا تقعوا فريسة لأولئك الذين يتغذون على مخاوفكم. أنا في طريقي الآن لشرح كل شيء لقادتكم. سيشاركون الحقيقة قريبًا بما فيه الكفاية.”
جعلني حفيف الستار أدير رأسي. كنت أتوقع، أو ربما كنت آمل فقط، أن أرى آرثر هناك، لكنني لم أشعر بخيبة الأمل عندما دخلت سيلفي الغرفة وأسقطت الستارة خلفها مرة أخرى. نظرت إليّ بفهم شديد لدرجة أن ضغط الدموع المفاجئة تضخم خلف عيني وكأنها من العدم.
ضغطت يديها على يدي. “بالطبع. أخبرهم آرثر أنهم سيضطرون إلى الانتظار.” نظرت إليّ بتفهم مفاجئ ثم بابتسامة متعاطفة. “سنأخذك إلى المنزل أولًا، تيسيا.”
جلست، وسحبت ساقيَّ إلى حافة السرير، ومسحت الرطوبة من عيني. جلست سيلفي بجانبي. بدلًا من الكلام، وضعت رأسها على كتفي.
بينما ارتخى فكه واتسعت عيناه ولمعتا، بدا أن ضوءًا يشرق من داخله. لم يكن هناك ما يشبه الخوف أو الرعب على وجهه، وفي لحظة، شاهدتُ سنوات من الخوف والمشقة تذوب منه.
جلسنا هناك هكذا، نحن الاثنان فقط، لفترة طويلة. في حضورها، شعرت بنفسي أستقر مرة أخرى. كانت لديها طريقة لنقلي من اللحظة وإعادتي بالزمن إلى أيام أبسط. كان من الغريب جدًا أن الوحش الصغير الذي يشبه الثعلب والذي اعتاد أن يركب على رأس آرثر قد نما إلى هذه الشابة القوية المتعاطفة. يمكنني أن أتذكر بوضوح عندما فقست لأول مرة في زيستير…
من يريد دعمي يمكنه قراءة رواياتي الأخرى:
انغمست في اللحظة، مستمتعة بالسلام والهدوء. بدلًا من القلق بشأن المستقبل، استمعت إلى حفيف ملابسنا على ملاءات السرير مع كل حركة صغيرة. شاهدتُ انكسار ضوء الشمس عبر النافذة ليتألق على الجدران. استمعت إلى أنفاسنا بينما كنا نتناغم مع بعضنا البعض، وشعرت بدغدغة توقيع مانا سيلفي بجانبي، يتحرك بنفس التشنج الدقيق مثل العيون تحت الجفون المغلقة.
انغمست في اللحظة، مستمتعة بالسلام والهدوء. بدلًا من القلق بشأن المستقبل، استمعت إلى حفيف ملابسنا على ملاءات السرير مع كل حركة صغيرة. شاهدتُ انكسار ضوء الشمس عبر النافذة ليتألق على الجدران. استمعت إلى أنفاسنا بينما كنا نتناغم مع بعضنا البعض، وشعرت بدغدغة توقيع مانا سيلفي بجانبي، يتحرك بنفس التشنج الدقيق مثل العيون تحت الجفون المغلقة.
ببطء، تلاشى التوتر كله.
جثم جدي على ركبتيه، ممسكًا بي كما كان يفعل عندما كنت طفلة. أصدر أصواتًا مهدئة ومسح على شعري. لم يكن لدي أي طاقة لأشعر بالخجل أو بالذنب لهذا العرض أمام آرثر وعائلته.
“شكرًا،” قلتُ في النهاية.
ومع ذلك…
مدت يدها وأمسكت بيدي، وأخذتها بكلتا يديها.
انزلقت يدٌ في يدي، ونظرتُ إلى إيلي، التي ابتسمت. “لقد أنت تضعين تلك النظرة على وجهك مرة أخرى.”
“أردت.. أن أخبرك،” بدأتُ، فجأة محرجة. كنت أعرف ما أريد قوله، لكن الكلمات نفسها بدت من الصعب التمسك بها. “حظًا سعيدًا. كما تعلمين، عندما تذهبين لزيارة الأزرواس الأخرين. هل ستحميه؟ لا يهم، أعلم أنك ستفعلي. أنا آسفة إذ سأفتقده، لكن… أحتاج إلى العودة إلى المنزل.”
“لقد تخليت عنا!” صرخت إحدى النساء. “لقد مات ابني. لقد قتله الألاكريون عندما هاجموا، وأين كنت!” حاول أحدهم الإمساك بها، لكنها دفعته بعيدًا. “وصينا؟ حامينا؟ انظروا إليه!” كان هذا الجزء الأخير موجهًا إلى الحشد المتجمع. “إنه ليس أفضل من التنانين أو الألاكريون!”
ضغطت يديها على يدي. “بالطبع. أخبرهم آرثر أنهم سيضطرون إلى الانتظار.” نظرت إليّ بتفهم مفاجئ ثم بابتسامة متعاطفة. “سنأخذك إلى المنزل أولًا، تيسيا.”
تيسيا إيراليث
***
من يريد دعمي يمكنه قراءة رواياتي الأخرى:
تغير الهواء عندما خرجتُ من البوابة إلى الظلام. بدا الظهور فجأة في باطن الأرض البارد الرطب أشبه بالاستيقاظ بعد أجواء إيفربورن المثالية تقريبًا. وكأن ديكاثين كانت أكثر واقعية بطريقة ما.
هل من العدل الآن، بعد كل ما حدث، أن نُلزم آرثر بوعد جميل قُطِع بسذاجة في وسط حرب لم يكن لأي منا السيطرة على نتيجتها؟
بدأت عيني تتكيف، ووجدت نفسي واقفة في وسط نفق واسع غير واضح. كان آرثر هناك بالفعل، بعد أن وصل عبر البوابة أولًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «عرش الحالم»، رواية شبيهة بأجواء لورد الغوامض، تتكلم عن رجل يجد نفسه في جسدِ شاب لا يمكنه الحراك(مقعد)، ويده اليسري مقطوعة، وهو بلا حولٍ ولا قوة أمام الوحوش المرعبة من عالم الأحلام والكوابيس، والعصابات التي لا تلقي بالًا لحياة من هم أدنى منهم.
خلفى ظهرت إيلي وبو، تلاهما أليس، ثم سيلفي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقفت، وأعدت شعري إلى الوراء. رفع آرثر يده فورًا ليمسح دموعي، لكن لم تكن هناك دموع. تردد. أمسكت بيده بكلتا يديّ ووضعتها بيننا بينما انحنيت للأمام وضغطت شفتي على شفتيه. قلبي انكسر من نعومة شفتيه والإيقاع غير المستقر لنبضه، لكن قراري لم يتزعزع. يريد القلب ما يريده القلب، لكن روحي كانت مرتاحة بقراري.
استقبل ظهورنا صرخة، ونظرنا جميعًا لنرى العديد من الحراس الأقزام المدججين بالسلاح وهم يسارعون نحونا. خلفهم كان هناك جدار مصنوع بشكل غير متقن مع بوابة صغيرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أردت.. أن أخبرك،” بدأتُ، فجأة محرجة. كنت أعرف ما أريد قوله، لكن الكلمات نفسها بدت من الصعب التمسك بها. “حظًا سعيدًا. كما تعلمين، عندما تذهبين لزيارة الأزرواس الأخرين. هل ستحميه؟ لا يهم، أعلم أنك ستفعلي. أنا آسفة إذ سأفتقده، لكن… أحتاج إلى العودة إلى المنزل.”
قبل أن يتمكنوا من الوصول إلينا، جاء شخص آخر عبر البوابة. مرتديًا نفس الزي العسكري الفاخر الذي كنت أراه دائمًا به، وعيناه الأخرويتان غير قابلتين للقراءة، جذب ويندسوم الأقزامَ بنظرة سريعة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هدأ نحيبي، ومسحت عيناي وبدأت أفكك نفسي من بين ذراعي جدي. كان يمسك بي بحماية، لكنني ابتسمت له. “لا داعي لعناقي بهذه القوة، جدي. أعدك، لن أذهب إلى أي مكان. لكن… أحتاج إلى لحظة وحدي مع آرثر قبل أن يذهب. مجرد لحظة.”
عندما رأيت ويندسوم لأول مرة، عدت إلى المعركة بين سيسيليا ونيكو وهو. ساعد هذا التنين الجنرال ألدير في حرق إلينور حتى تحولت إلى رماد. كنت في حالة غيبوبة في ذلك الوقت، لكن ذكريات سيسيليا عن القتال كانت واضحة بما فيه الكفاية. بدا الأمر غير عادل بشكل واضح أن هذا التنين لا يزال يخدم سيده بسعادة، وقادرًا على التنقل بين عالمنا وعالمه في أي لحظة، بينما طُرد بقايا شعبي المحطمة وباتوا بلا مأوى ولا مكان يذهبون إليه.
تغير الهواء عندما خرجتُ من البوابة إلى الظلام. بدا الظهور فجأة في باطن الأرض البارد الرطب أشبه بالاستيقاظ بعد أجواء إيفربورن المثالية تقريبًا. وكأن ديكاثين كانت أكثر واقعية بطريقة ما.
قال ويندسوم بطريقته المختصرة: “دارف، كما طلبت. مدينة فيلدوريال تقع خلف تلك البوابة.” وأشار إلى الحراس. “فيريون إيراليث وموكب من الأقزام هنا، على الرغم من أن الجزء الأكبر من اللاجئين نقلوا قبل هجوم أغرونا الأخير.”
«جمرات البحر العميق»، وهي رواية شبيهة بأجواء لورد أيضًا، وتتكلم عن معلم يخرج من غرفة عزوبيته، فبدلًا من أن يخرجه الباب إلى الخارج، ينقله لعالم وحشي، تحكمه الوحوش والشذوذات، إذ يجد نفسه في جسد قبطان مغوار، لُقب ب”كابوس البحر المتجول”، وواحد من أقوى البشر وغير البشر في هذا العالم المغمور بالماء والغوامض والأسرار.
تمكن الأقزام أخيرًا من النظر إلى ما وراء ويندسوم إلى بقيتنا، وتعرفوا على آرثر على الفور. “الوصي ليوين! أنت حي…” التفت القزم المسؤول إلى أحد رجاله. “اذهب إلى لودنهولد على الفور. أبلغ اللوردات إيرثبورن وسيلفرشيل أن-”
عم الصمت الغرفة. أجبرت نفسي على التركيز. جلست إيلي بجانبي، مذهولة. بإمكاني رؤية تروس عقلها تعمل، وكان فمها يتحرك بصمت، لكنها بدت في حيرة من أمرها. من ناحية أخرى، كانت أليس تنظر إلى آرثر وكأنه أخبرها للتو أن تصارع أسدًا عالميًا بيديها العاريتين. لقد شاركتهما مشاعرهما، لكنني لم أستطع ترك هذه المشاعر تفلت مني.
“انتظر قليلًا،” قال آرثر وهو يرفع يده. “لدي عمل يجب أن أهتم به، ثم سأذهب إلى المجلس بنفسي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تمكن الأقزام أخيرًا من النظر إلى ما وراء ويندسوم إلى بقيتنا، وتعرفوا على آرثر على الفور. “الوصي ليوين! أنت حي…” التفت القزم المسؤول إلى أحد رجاله. “اذهب إلى لودنهولد على الفور. أبلغ اللوردات إيرثبورن وسيلفرشيل أن-”
نظر الأقزام إلى بعضهم البعض بتوتر، لكن لم يتحرك أي منهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رغم غضبي تجاه ويندسوم، لم أستطع إلا أن أرتجف من مواجهة نواياهم المتعارضة. لم أكن وحدي، حيث تراجعت أليس وإيلي غريزيًا داخل حدود النفق الخافت، وتحرك بو لحمايتهما من الصراع.
“حسنًا، آرثر، إذا لم يكن هناك شيء آخر، أخشى أنني مشغول جدًا بحيث لا يمكنني نقلك من مكان إلى آخر—”
***
“اللورد ليوين،” قال آرثر، قاطعًا ويندسوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جلسنا هناك هكذا، نحن الاثنان فقط، لفترة طويلة. في حضورها، شعرت بنفسي أستقر مرة أخرى. كانت لديها طريقة لنقلي من اللحظة وإعادتي بالزمن إلى أيام أبسط. كان من الغريب جدًا أن الوحش الصغير الذي يشبه الثعلب والذي اعتاد أن يركب على رأس آرثر قد نما إلى هذه الشابة القوية المتعاطفة. يمكنني أن أتذكر بوضوح عندما فقست لأول مرة في زيستير…
رغم غضبي تجاه ويندسوم، لم أستطع إلا أن أرتجف من مواجهة نواياهم المتعارضة. لم أكن وحدي، حيث تراجعت أليس وإيلي غريزيًا داخل حدود النفق الخافت، وتحرك بو لحمايتهما من الصراع.
“سنكتشف ذلك قريبًا،” قال آرثر من فوق كتفه.
“بالطبع… اللورد ليوين. أعتذر.” انحنى ويندسوم، مخفيًا تعبيره عن الأنظار.
“انتظر قليلًا،” قال آرثر وهو يرفع يده. “لدي عمل يجب أن أهتم به، ثم سأذهب إلى المجلس بنفسي.”
“لا مشكلة، ويندسوم.” كانت نظرة آرثر ثاقبة، ونبرته باردة. “إنه تغيير كبير بالنسبة لك لتعتاد عليه، أعلم. لكنني متأكد من أنك ستعتاد عليه.”
بعد أن ابتعدت، سمحت لنفسي بالغرق في التوأم الذهبي لعينيه. إنها حقًا أجمل عينين رأيتهما على الإطلاق. “كن حذرًا، آرثر” سمعت نفسي أقول، بالكاد واعية للكلمات. “لا تفقد نفسك في كل هذا.”
“بالطبع.” تظاهر الأزوراس بموقف الخنوع، لكنني استطعت أن أرى انزعاجه يغلي تحت جلده. “سأعود في غضون يومين لفتح الطريق للعودة إلى أفيتوس.”
“أنا آسف على خسارتكم،” قال آرثر، بصوت خافت بما يكفي لدرجة أن الأقزام من حوله اضطروا إلى بذل جهد للاستماع. “أنا آسف لكل من فقد أحباءه في هذه الحرب، سواء كان ذلك في المعركة الأخيرة أو الأولى منذ سنوات،” وتابع وهو ينظر حوله إلى الجميع. “أعلم أن كل أنواع الشائعات انتشرت في غياب المعلومات الواقعية خلال هذين الأسبوعين الماضيين. لا تقعوا فريسة لأولئك الذين يتغذون على مخاوفكم. أنا في طريقي الآن لشرح كل شيء لقادتكم. سيشاركون الحقيقة قريبًا بما فيه الكفاية.”
قال آرثر وهو يدير ظهره لويندسوم، “يمكنك الانصراف الآن.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تمكن الأقزام أخيرًا من النظر إلى ما وراء ويندسوم إلى بقيتنا، وتعرفوا على آرثر على الفور. “الوصي ليوين! أنت حي…” التفت القزم المسؤول إلى أحد رجاله. “اذهب إلى لودنهولد على الفور. أبلغ اللوردات إيرثبورن وسيلفرشيل أن-”
انحنى الحراس الأقزام، الذين كانوا يراقبون التبادل وكأنهم تماثيل بعيون واسعة، بعمق قبل أن يتجه ويندسوم نحو البوابة.
“لا مشكلة، ويندسوم.” كانت نظرة آرثر ثاقبة، ونبرته باردة. “إنه تغيير كبير بالنسبة لك لتعتاد عليه، أعلم. لكنني متأكد من أنك ستعتاد عليه.”
رأيت إيلي وأليس يتبادلان نظرة، لكن لم يتحرك أي منهما ليظهر أي احترام له. رفعت ذقني ووقفت بثبات، لكنه لم يلتفت إلينا قبل أن يختفي في البوابة التي ذابت بعدها.
من يريد دعمي يمكنه قراءة رواياتي الأخرى:
لم أنطق أفكاري بصوت عالٍ لآرثر، لكنني شعرت بنشوة لرؤيته يضع ويندسوم في مكانه. جزء مني تمنى أن يكون آرثر أكثر قسوة.
اندفع الخوف الذي كنت أعاني منه بهدوء إلى الأمام.
تحولت الفكرة إلى طعم مر فور أن خطرت ببالي. لست سيسيليا، لأستمتع بهذه الأمور. بينما اقترب آرثر من الحراس وأشار لهم بالوقوف، دفعت تلك الأفكار بعيدًا، مفسحة المجال للأعصاب المتوترة التي شعرت بها عند التفكير في رؤية جدي فيريون.
بينما ارتخى فكه واتسعت عيناه ولمعتا، بدا أن ضوءًا يشرق من داخله. لم يكن هناك ما يشبه الخوف أو الرعب على وجهه، وفي لحظة، شاهدتُ سنوات من الخوف والمشقة تذوب منه.
انزلقت يدٌ في يدي، ونظرتُ إلى إيلي، التي ابتسمت. “لقد أنت تضعين تلك النظرة على وجهك مرة أخرى.”
انحنيت ومررت أصابعي عبر التربة. كانت أغنى تربة رأيتها على الإطلاق، مليئة بمانا سمات الأرض. “هناك أثر من أفيتوس في هذا.”
أعطيتها ابتسامة محرجة. خلال الأسبوعين الماضيين، بدأت إيلي تنبهني كلما ظهرت على وجهي ‘نظرة القلق’. “أنا آسفة، فقط…”
لم يهتم آرثر بالصراخ، لكنه توقف الآن واستدار. وبينما بدأت الضربات الجسدية تتطاير، دخل في المعمعة، وفصل الأقزام بحضوره وحده. انتهى الشجار فجأة كما بدأ. ترددت مجموعة من الحراس القريبين، الذين بدأوا في اتجاهنا، ونظروا إلى بعضهم البعض بتوتر.
قالت سيلفي من جانبي الآخر قبل أن تمسك يدي الأخرى، لنمشي نحن الثلاثة معًا مثل الأطفال، “من فضلك، لا تعتذري. لقد مررتِ بالكثير، ولم يكن لديكِ سوى أسبوعين للتعافي. قد يستغرق نوع هذا الصدمة سنوات فقط للبدء في فك عقده.”
قلتُ ممازحة، وأنا أسحب سيلفي أقرب حتى تتلاصق كتفانا، “يا للهول، شكرًا لك.” وضحكنا جميعًا معًا.
تغير الهواء عندما خرجتُ من البوابة إلى الظلام. بدا الظهور فجأة في باطن الأرض البارد الرطب أشبه بالاستيقاظ بعد أجواء إيفربورن المثالية تقريبًا. وكأن ديكاثين كانت أكثر واقعية بطريقة ما.
فتح الحراس البوابة، وتبادل آرثر معهم بضع كلمات هادئة أخرى بينما خطونا جميعًا إلى الكهف الضخم الذي يضم مدينة فيلدوريال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تردد آرثر، متبادلًا نظرة مع سيلفي. “على الرغم من أن عرقًا جديدًا قد اخترع لأجلي، فإنني في الحقيقة سأكون ممثلًا لعالمنا بين الأزوراس. في النهاية، أعتقد أن ذلك ضروري لضمان حماية ديكاتين وألاكريا.” انخفض رأسه قليلًا. “بهذا السلطة، يمكنني التأكد من أن ما حدث في إلينور لن يحدث مرة أخرى.”
“واو،” قلت، ملتفة حولي لأتأمل الكهف بأكمله.
قالت سيلفي من جانبي الآخر قبل أن تمسك يدي الأخرى، لنمشي نحن الثلاثة معًا مثل الأطفال، “من فضلك، لا تعتذري. لقد مررتِ بالكثير، ولم يكن لديكِ سوى أسبوعين للتعافي. قد يستغرق نوع هذا الصدمة سنوات فقط للبدء في فك عقده.”
لم تكن فيلدوريال مختلفة عن خلية نحل مقلوبة رأسًا على عقب. كانت المساكن من جميع الأشكال والأحجام محفورة في الجدران الخارجية، بينما دار طريق سريع متعرج حول نفسه وينزل، ويربط بين المستويات المختلفة. كان سكانه، ومعظمهم من الأقزام، يتحركون بنشاط، بعضهم يرتدي حقائب كبيرة، والبعض الآخر يسحب عربات أو يقود وحوش مانا للقيام بذلك نيابة عنهم.
كلماته وسلوكه لا يمكن أن تعني إلا شيئًا واحدًا، كما بدا أن إيلي وأليس قد خمنتا بالفعل: وافق الأزوراس على اقتراح اللورد إكلياه.
بدأ تدفق حركة المرور أمامنا يتباطأ عندما أدرك الناس أن آرثر كان معنا. بدأ بسرعة في قيادتنا على الطريق السريع عندما سمعنا أول صرخة “الرمح آرثر!” عبر الكهف. تجمع الحشد خلفنا، حيث تخلى العديد من الأقزام عما كانوا يفعلونه ليتبعونا ويصرخوا بشكرهم أو رسائل الترحيب. ولكن لم يكن جميعهم سعداء بحضوره.
“إنه جميل،” قلتُ وأنا أنظر حولي مرة أخرى. هذه المرة، ركزت انتباهي على رقعة من الأرض حيث أزيلت الطحالب ليحل محلها تربة داكنة طازجة.
“لقد تخليت عنا!” صرخت إحدى النساء. “لقد مات ابني. لقد قتله الألاكريون عندما هاجموا، وأين كنت!” حاول أحدهم الإمساك بها، لكنها دفعته بعيدًا. “وصينا؟ حامينا؟ انظروا إليه!” كان هذا الجزء الأخير موجهًا إلى الحشد المتجمع. “إنه ليس أفضل من التنانين أو الألاكريون!”
انغمست في اللحظة، مستمتعة بالسلام والهدوء. بدلًا من القلق بشأن المستقبل، استمعت إلى حفيف ملابسنا على ملاءات السرير مع كل حركة صغيرة. شاهدتُ انكسار ضوء الشمس عبر النافذة ليتألق على الجدران. استمعت إلى أنفاسنا بينما كنا نتناغم مع بعضنا البعض، وشعرت بدغدغة توقيع مانا سيلفي بجانبي، يتحرك بنفس التشنج الدقيق مثل العيون تحت الجفون المغلقة.
صرخ قزم ذو مظهر قاس، “أغلقي فمك.”
بدأ تدفق حركة المرور أمامنا يتباطأ عندما أدرك الناس أن آرثر كان معنا. بدأ بسرعة في قيادتنا على الطريق السريع عندما سمعنا أول صرخة “الرمح آرثر!” عبر الكهف. تجمع الحشد خلفنا، حيث تخلى العديد من الأقزام عما كانوا يفعلونه ليتبعونا ويصرخوا بشكرهم أو رسائل الترحيب. ولكن لم يكن جميعهم سعداء بحضوره.
“إنهم يتركونهم جميعًا يذهبون!” صرخ رجل آخر وهو يحدق في آرثر بيأس. “الألاكريون الذين هاجمونا. يتركونهم يذهبون!”
“ماذا أردت أن تقولي؟” سأل آرثر، وهو ينحني بجانبي ويتظاهر بفحص أوراق شجرة. في الحقيقة، كان كل انتباهه عليّ. كان مشدودًا مثل وتر القوس المشدود.
“كفى من الغرباء!” صرخت المرأة الأولى. “دارف للأقزام! اشنقوهم جميعًا من-”
كان الطريق السريع يؤدي مباشرة إلى قصر الأقزام، لكن آرثر لم يأخذنا لرؤية أمراء الأقزام. بدلًا من ذلك، قادنا إلى سلسلة من الأنفاق الأصغر حجمًا وفي النهاية إلى درج متعرج طويل جدًا. مررنا عبر كهف صغير إلى…
دفع شخص آخر المرأة، وسرعان ما اندلع شجار، مما قاطع الخطاب المحموم. بدأ بو في الزئير، ووقف بين إيلي والمعتدين.
انغمست في اللحظة، مستمتعة بالسلام والهدوء. بدلًا من القلق بشأن المستقبل، استمعت إلى حفيف ملابسنا على ملاءات السرير مع كل حركة صغيرة. شاهدتُ انكسار ضوء الشمس عبر النافذة ليتألق على الجدران. استمعت إلى أنفاسنا بينما كنا نتناغم مع بعضنا البعض، وشعرت بدغدغة توقيع مانا سيلفي بجانبي، يتحرك بنفس التشنج الدقيق مثل العيون تحت الجفون المغلقة.
لم يهتم آرثر بالصراخ، لكنه توقف الآن واستدار. وبينما بدأت الضربات الجسدية تتطاير، دخل في المعمعة، وفصل الأقزام بحضوره وحده. انتهى الشجار فجأة كما بدأ. ترددت مجموعة من الحراس القريبين، الذين بدأوا في اتجاهنا، ونظروا إلى بعضهم البعض بتوتر.
كانت فكرة جرّي إلى مدينة أخرى من مدن الآسوران تجعل أحشائي تتقلص مثل قبضة يد ملطخة بالدماء. لقد اشتقت إلى عائلتي. لقد اشتقت إلى منزلي. كنت مستعدة للعودة إلى ديكاثين. أعلم أن إلينور قد رحلت – لقد رحلت أمي وأبي – لكنني أردت رؤية جدي. أردت أن أكون مع الإلف، وأن أعانقهم وأبكي معهم، وأن أحزن على خسائرنا المشتركة بطريقة لم أتمكن من القيام بها بعد. ليس بينما كنت محبوسة تحت إرادة سيسيليا.
“أنا آسف على خسارتكم،” قال آرثر، بصوت خافت بما يكفي لدرجة أن الأقزام من حوله اضطروا إلى بذل جهد للاستماع. “أنا آسف لكل من فقد أحباءه في هذه الحرب، سواء كان ذلك في المعركة الأخيرة أو الأولى منذ سنوات،” وتابع وهو ينظر حوله إلى الجميع. “أعلم أن كل أنواع الشائعات انتشرت في غياب المعلومات الواقعية خلال هذين الأسبوعين الماضيين. لا تقعوا فريسة لأولئك الذين يتغذون على مخاوفكم. أنا في طريقي الآن لشرح كل شيء لقادتكم. سيشاركون الحقيقة قريبًا بما فيه الكفاية.”
هززتُ رأسي، وسقط شعري أمام عيني. “أنا أعرف من أنت، آرثر. أعرف ذلك حقًا. ولهذا السبب أعفيك من الوعد الذي قطعناه. شكرًا لك على الوفاء به. سأعتز بهذه اللحظة إلى الأبد، لكنني لن أتشبث بها على حساب مستقبل العالم.”
شاهد الأقزام آرثر وهم يحدقون بعيون واسعة ومتعرقة. بل إن البعض منهم مد يده، تلامس أصابعهم ذراعه أو ظهر يده. ظلوا واقفين هناك ونحن نتحرك بعيدًا، والجميع واقفون على الطريق وكأنهم غير متأكدين مما يجب فعله الآن.
فتح الحراس البوابة، وتبادل آرثر معهم بضع كلمات هادئة أخرى بينما خطونا جميعًا إلى الكهف الضخم الذي يضم مدينة فيلدوريال.
“حسنًا، هذا متوقع، على ما أعتقد،” قالت إيلي بهدوء، وكأنها تتحدث إلى نفسها. “آمل أن يكون الجميع بخير.”
لا أستطيع التحكم في العالم من حولي، لكن يمكنني التحكم في نفسي وفي الطريقة التي أتحرك بها داخلها. ذلك درس حاول والدي غرسه في ذهني عندما كنت طفلة صغيرة، لكني لا أعتقد أنني أدركت معناه حقًا حتى فقدت ذلك التحكم.
“سنكتشف ذلك قريبًا،” قال آرثر من فوق كتفه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقفت، وأعدت شعري إلى الوراء. رفع آرثر يده فورًا ليمسح دموعي، لكن لم تكن هناك دموع. تردد. أمسكت بيده بكلتا يديّ ووضعتها بيننا بينما انحنيت للأمام وضغطت شفتي على شفتيه. قلبي انكسر من نعومة شفتيه والإيقاع غير المستقر لنبضه، لكن قراري لم يتزعزع. يريد القلب ما يريده القلب، لكن روحي كانت مرتاحة بقراري.
كان الطريق السريع يؤدي مباشرة إلى قصر الأقزام، لكن آرثر لم يأخذنا لرؤية أمراء الأقزام. بدلًا من ذلك، قادنا إلى سلسلة من الأنفاق الأصغر حجمًا وفي النهاية إلى درج متعرج طويل جدًا. مررنا عبر كهف صغير إلى…
انحنيت ومررت أصابعي عبر التربة. كانت أغنى تربة رأيتها على الإطلاق، مليئة بمانا سمات الأرض. “هناك أثر من أفيتوس في هذا.”
حسنًا، إلى شيء لم أتوقعه على الإطلاق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هدأ نحيبي، ومسحت عيناي وبدأت أفكك نفسي من بين ذراعي جدي. كان يمسك بي بحماية، لكنني ابتسمت له. “لا داعي لعناقي بهذه القوة، جدي. أعدك، لن أذهب إلى أي مكان. لكن… أحتاج إلى لحظة وحدي مع آرثر قبل أن يذهب. مجرد لحظة.”
كنت أعلم أن آرثر كان يقودنا إلى الجد فيريون، وشعرت وكأننا صعدنا تقريبًا إلى السطح للوصول إلى هذه الغرفة، ولكن حتى حينها، كنت أتوقع أن تكون الصحراء… وليس هذا.
جلست، وسحبت ساقيَّ إلى حافة السرير، ومسحت الرطوبة من عيني. جلست سيلفي بجانبي. بدلًا من الكلام، وضعت رأسها على كتفي.
انفتحت أمامنا واحة رائعة وسط كل هذه الحجارة. أضيء الكهف بشكل ساطع بأضواء صغيرة تطفو وترقص فوق الطحالب الخضراء المورقة والكروم الزمردية التي نمت لإخفاء الجدران.
“أنت حفيدتي،” قال بصوت أجش مريح مثل بطانية مرجحة. “نظرة واحدة إليك تكفي.”
لكن الأكثر إثارة للدهشة على الإطلاق هو الشجرة الكبيرة التي ملأت وسط الكهف. تعرفتُ على أوراقها العريضة وبراعمها الوردية على الفور. “هذه الشجرة من غابة إلشاير…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “آرثر، هل هذا أنت؟ أنا…” توقف صوته وهو ينظر إلى أسفل من شرفة المنزل الصغير على الشجرة.
“وهي التي أعطت هذا المكان اسمه،” قال آرثر بهدوء. “هذا هو بستان إلشاير.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أردت.. أن أخبرك،” بدأتُ، فجأة محرجة. كنت أعرف ما أريد قوله، لكن الكلمات نفسها بدت من الصعب التمسك بها. “حظًا سعيدًا. كما تعلمين، عندما تذهبين لزيارة الأزرواس الأخرين. هل ستحميه؟ لا يهم، أعلم أنك ستفعلي. أنا آسفة إذ سأفتقده، لكن… أحتاج إلى العودة إلى المنزل.”
“إنه جميل،” قلتُ وأنا أنظر حولي مرة أخرى. هذه المرة، ركزت انتباهي على رقعة من الأرض حيث أزيلت الطحالب ليحل محلها تربة داكنة طازجة.
“أنا آسف، أتمنى لو كان بإمكاني البقاء، ولكن هناك العديد من الأشخاص الآخرين الذين أحتاج حقًا إلى التحدث إليهم، ولست متأكدًا من المدة التي سأبقى فيها في فيلدوريال،” أنهى حديثه. “سنمنحكما بعض الوقت… فقط لتكونا في صحبة بعضكما البعض.”
ظهرت العديد من الشتلات في صفوف أنيقة. كان من بين الشتلات حيث شعرت لأول مرة بتوقيع جدي، وارتجف رأسي إلى الشجرة بمجرد خروجه من المنزل الصغير الذي نمت فيه أغصانها.
بعد أن ابتعدت، سمحت لنفسي بالغرق في التوأم الذهبي لعينيه. إنها حقًا أجمل عينين رأيتهما على الإطلاق. “كن حذرًا، آرثر” سمعت نفسي أقول، بالكاد واعية للكلمات. “لا تفقد نفسك في كل هذا.”
“آرثر، هل هذا أنت؟ أنا…” توقف صوته وهو ينظر إلى أسفل من شرفة المنزل الصغير على الشجرة.
اندفع الخوف الذي كنت أعاني منه بهدوء إلى الأمام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “آرثر، هل هذا أنت؟ أنا…” توقف صوته وهو ينظر إلى أسفل من شرفة المنزل الصغير على الشجرة.
لقد فعلت سيسيليا أشياء فظيعة وهي ترتدي وجهي وجسدي. ربما لم يتعرف علي القزم العادي في الشارع – أو عليها – من خلال النظر، لكنني كنت خائفة من أن يراني جدي، وليس أنا. لم أكن أعتقد أنني أستطيع تحمل رؤية نظرة الرعب على وجهه عند ظهوري.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “حسنًا، هذا متوقع، على ما أعتقد،” قالت إيلي بهدوء، وكأنها تتحدث إلى نفسها. “آمل أن يكون الجميع بخير.”
ومع ذلك…
تيسيا إيراليث
بينما ارتخى فكه واتسعت عيناه ولمعتا، بدا أن ضوءًا يشرق من داخله. لم يكن هناك ما يشبه الخوف أو الرعب على وجهه، وفي لحظة، شاهدتُ سنوات من الخوف والمشقة تذوب منه.
“هناك. كانت هدية. من… ألدير. رمز، شيء يساعد في التعويض عما فعله،” أوضح آرثر. “ليس أن أي شيء يمكن أن يعوض ذلك.”
قفز فوق درابزين الشرفة، وسقط بخفة على الأرض على بعد أكثر من اثني عشر قدمًا أدناه، وركض نحوي. “تي-تيسيا!” اختنق، وصوته مملوء بالعاطفة.
“لا أريد أن أقول الشيء الخطأ أو أطيل الحديث عنه، لذا سأحاول أن أكون صريحة،” قلتُ، والكلمات تتدفق مني. “لقد تغير الكثير، آرثر. كثير جدًا. كل شيء.” فتح فمه ليتحدث، لكنني واصلت الحديث، خيفة من أنني إذا لم أفعل، سأفقد شجاعتي. “لقد قلنا ذلك من قبل: الوعد الذي قطعناه – اللحظة والكلمات التي شاركناها – كان كل شيء جميلًا للغاية. وكان حقيقيًا. و… كان مهمًا. كانت هناك مرات عديدة أردت فيها الاستسلام، والسماح لنفسي بالتلاشي أو التضحية بنفسي لتدمير سيسيليا. في النهاية، كان هذا الوعد بيننا هو الذي أعطاني القوة للبقاء على قيد الحياة عندما كان الموت أسهل كثيرًا. لكن الحقيقة هي أنني لم أعد الشخص الذي وعدته بعد الآن. و… و…”
بدأت أشعر بنفسي أتحطم، فركضت لمقابلته. اصطدمنا، وألقى جدي ذراعيه حولي. انهرت بينهما، واندلع نحيب يائس من جسدي. كل التوتر والقلق والارتباك والرعب الوجودي الذي شعرت به خلال الأسبوعين الماضيين انفجر مني كما لو كنت قد ألقيت تعويذة من عنصر الماء من عيني.
صرخ قزم ذو مظهر قاس، “أغلقي فمك.”
جثم جدي على ركبتيه، ممسكًا بي كما كان يفعل عندما كنت طفلة. أصدر أصواتًا مهدئة ومسح على شعري. لم يكن لدي أي طاقة لأشعر بالخجل أو بالذنب لهذا العرض أمام آرثر وعائلته.
شاهد الأقزام آرثر وهم يحدقون بعيون واسعة ومتعرقة. بل إن البعض منهم مد يده، تلامس أصابعهم ذراعه أو ظهر يده. ظلوا واقفين هناك ونحن نتحرك بعيدًا، والجميع واقفون على الطريق وكأنهم غير متأكدين مما يجب فعله الآن.
“ك-كيف عرفت؟” قلتُ وأنا أحاول التنفس وسط النحيب، متوسلة إليه أن يفهم.
حسنًا، إلى شيء لم أتوقعه على الإطلاق.
“أنت حفيدتي،” قال بصوت أجش مريح مثل بطانية مرجحة. “نظرة واحدة إليك تكفي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هدأ نحيبي، ومسحت عيناي وبدأت أفكك نفسي من بين ذراعي جدي. كان يمسك بي بحماية، لكنني ابتسمت له. “لا داعي لعناقي بهذه القوة، جدي. أعدك، لن أذهب إلى أي مكان. لكن… أحتاج إلى لحظة وحدي مع آرثر قبل أن يذهب. مجرد لحظة.”
بينما واصلت البكاء، لم يكن مجرد الأسبوعين الماضيين ما كان يخرج مني. لم أتمكن من حساب المدة الدقيقة التي قضيتها تحت سيطرة سيسيليا، منذ اللحظة التي أسرني فيها إيليا—نيكو—في إلينور إلى الساعات المصيرية الأخيرة بعد أن ساعدت سيسيليا على الهروب من المقابر القديمة والعودة إلى أغرونا. ربما عام، وربما أكثر، لكن الشعور كان وكأنه عمر كامل. حياتان. لقد مت وأعدت ولادة شخص مختلف تمامًا.
“إنه جميل،” قلتُ وأنا أنظر حولي مرة أخرى. هذه المرة، ركزت انتباهي على رقعة من الأرض حيث أزيلت الطحالب ليحل محلها تربة داكنة طازجة.
وكل هذا، كل لحظة مؤلمة من مشاركة الحيز العقلي مع الطفلة المشوهة والمكسورة التي كانت سيسيليا، ذكريات كل الأشياء المروعة التي فعلتها بينما كانت في جسدي، كل ذكريات حياة آرثر السابقة التي شاركتها سيسيليا—سواء الحقيقية أو المختلقة—كل شيء غريب مررت به واكتشفته…
من يريد دعمي يمكنه قراءة رواياتي الأخرى:
كل شيء تدفق مني.
استقبل ظهورنا صرخة، ونظرنا جميعًا لنرى العديد من الحراس الأقزام المدججين بالسلاح وهم يسارعون نحونا. خلفهم كان هناك جدار مصنوع بشكل غير متقن مع بوابة صغيرة.
كان آرثر يتحدث. قال شيئًا عن أغرونا والأزوراس. يشرح أين كنا خلال الأسبوعين الماضيين ولماذا لم يعيدني إلى المنزل في وقت أقرب.
بدأ تدفق حركة المرور أمامنا يتباطأ عندما أدرك الناس أن آرثر كان معنا. بدأ بسرعة في قيادتنا على الطريق السريع عندما سمعنا أول صرخة “الرمح آرثر!” عبر الكهف. تجمع الحشد خلفنا، حيث تخلى العديد من الأقزام عما كانوا يفعلونه ليتبعونا ويصرخوا بشكرهم أو رسائل الترحيب. ولكن لم يكن جميعهم سعداء بحضوره.
“أنا آسف، أتمنى لو كان بإمكاني البقاء، ولكن هناك العديد من الأشخاص الآخرين الذين أحتاج حقًا إلى التحدث إليهم، ولست متأكدًا من المدة التي سأبقى فيها في فيلدوريال،” أنهى حديثه. “سنمنحكما بعض الوقت… فقط لتكونا في صحبة بعضكما البعض.”
«حكايات عائد لانهائي» وهي رواية فريدة من نوعها للغاية، لم أرى مثيل لها من قبل، يتحدث بها “حانوتي”، وهو من يكتب حكاياته، ويسردها، عن ماضيه كعائد بالزمن في دوراته ال ١١٨٣ من الفشل والنجاح، من الهزيمة والنصر. عالم لا يكره سوى البشر، وشذوذات وُجدت لتصعيب الحياة على الإنسان. إنها ليست حكاية نجاح، بل حكاية فشل.
هدأ نحيبي، ومسحت عيناي وبدأت أفكك نفسي من بين ذراعي جدي. كان يمسك بي بحماية، لكنني ابتسمت له. “لا داعي لعناقي بهذه القوة، جدي. أعدك، لن أذهب إلى أي مكان. لكن… أحتاج إلى لحظة وحدي مع آرثر قبل أن يذهب. مجرد لحظة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “حسنًا، هذا متوقع، على ما أعتقد،” قالت إيلي بهدوء، وكأنها تتحدث إلى نفسها. “آمل أن يكون الجميع بخير.”
“لقد امتلكك هذا الفتى منذ أسبوعين بالفعل، أنا…” قال، ونظر في عيني ثم توقف. كان وجهه خليطًا غير مفهوم من المشاعر المتضاربة المصهورة في تعبير واحد، لكن الفرح والثقة كانا يلمعان أكثر من أي شيء آخر. بابتسامة متفهمة، ساعدني على الوقوف وتراجع بضع خطوات إلى الوراء.
“لا مشكلة، ويندسوم.” كانت نظرة آرثر ثاقبة، ونبرته باردة. “إنه تغيير كبير بالنسبة لك لتعتاد عليه، أعلم. لكنني متأكد من أنك ستعتاد عليه.”
عانقتني سيلفي وإيلي وأليس بالتتابع وأكدن لي أنهن سيعدن لمساعدتي على الاستقرار. ثم أرسل آرثر الجميع إلى الأمام، موضحًا أنه سيلحق بهن، قبل أن يقودني للوقوف بجانب الحديقة الصغيرة المليئة بالشتلات.
“حسنًا، الأمور هنا ستصبح أكثر غرابة كثيرًا.”
انحنيت ومررت أصابعي عبر التربة. كانت أغنى تربة رأيتها على الإطلاق، مليئة بمانا سمات الأرض. “هناك أثر من أفيتوس في هذا.”
ضحكتُ، وضحكت إيلي وأليس بجانبي.
“هناك. كانت هدية. من… ألدير. رمز، شيء يساعد في التعويض عما فعله،” أوضح آرثر. “ليس أن أي شيء يمكن أن يعوض ذلك.”
“لقد سُميت رسميًا كأزوراس،” قال آرثر. كان يتحدث في الغالب إلى والدته، لكن مرتين تحركت عيناه نحوي بسرعة كبيرة لدرجة أنني بالكاد لاحظت. “أنا الأول من عرق جديد. أركون.”
لقد سمعت بالفعل حقيقة ما حدث لألدير، الأزوراس الذي أحرق منزلي. لم تجلب لي هذه المعلومات أي سلام، لكنني لم أستطع منع شرارة الحنين إلى الوطن و… الأمل… الذي جلبته لي أشجار إلشاير.
قال ويندسوم بطريقته المختصرة: “دارف، كما طلبت. مدينة فيلدوريال تقع خلف تلك البوابة.” وأشار إلى الحراس. “فيريون إيراليث وموكب من الأقزام هنا، على الرغم من أن الجزء الأكبر من اللاجئين نقلوا قبل هجوم أغرونا الأخير.”
“ماذا أردت أن تقولي؟” سأل آرثر، وهو ينحني بجانبي ويتظاهر بفحص أوراق شجرة. في الحقيقة، كان كل انتباهه عليّ. كان مشدودًا مثل وتر القوس المشدود.
هل من العدل الآن، بعد كل ما حدث، أن نُلزم آرثر بوعد جميل قُطِع بسذاجة في وسط حرب لم يكن لأي منا السيطرة على نتيجتها؟
“لا أريد أن أقول الشيء الخطأ أو أطيل الحديث عنه، لذا سأحاول أن أكون صريحة،” قلتُ، والكلمات تتدفق مني. “لقد تغير الكثير، آرثر. كثير جدًا. كل شيء.” فتح فمه ليتحدث، لكنني واصلت الحديث، خيفة من أنني إذا لم أفعل، سأفقد شجاعتي. “لقد قلنا ذلك من قبل: الوعد الذي قطعناه – اللحظة والكلمات التي شاركناها – كان كل شيء جميلًا للغاية. وكان حقيقيًا. و… كان مهمًا. كانت هناك مرات عديدة أردت فيها الاستسلام، والسماح لنفسي بالتلاشي أو التضحية بنفسي لتدمير سيسيليا. في النهاية، كان هذا الوعد بيننا هو الذي أعطاني القوة للبقاء على قيد الحياة عندما كان الموت أسهل كثيرًا. لكن الحقيقة هي أنني لم أعد الشخص الذي وعدته بعد الآن. و… و…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “آرثر، هل هذا أنت؟ أنا…” توقف صوته وهو ينظر إلى أسفل من شرفة المنزل الصغير على الشجرة.
“ولستُ الشخص الذي كنتِ تعتقدين أنني هو عندما قطعنا ذلك الوعد،” قال آرثر ببساطة. كان هادئًا. جادًا. متفهمًا.
تغير الهواء عندما خرجتُ من البوابة إلى الظلام. بدا الظهور فجأة في باطن الأرض البارد الرطب أشبه بالاستيقاظ بعد أجواء إيفربورن المثالية تقريبًا. وكأن ديكاثين كانت أكثر واقعية بطريقة ما.
هززتُ رأسي، وسقط شعري أمام عيني. “أنا أعرف من أنت، آرثر. أعرف ذلك حقًا. ولهذا السبب أعفيك من الوعد الذي قطعناه. شكرًا لك على الوفاء به. سأعتز بهذه اللحظة إلى الأبد، لكنني لن أتشبث بها على حساب مستقبل العالم.”
دفع شخص آخر المرأة، وسرعان ما اندلع شجار، مما قاطع الخطاب المحموم. بدأ بو في الزئير، ووقف بين إيلي والمعتدين.
وقفت، وأعدت شعري إلى الوراء. رفع آرثر يده فورًا ليمسح دموعي، لكن لم تكن هناك دموع. تردد. أمسكت بيده بكلتا يديّ ووضعتها بيننا بينما انحنيت للأمام وضغطت شفتي على شفتيه. قلبي انكسر من نعومة شفتيه والإيقاع غير المستقر لنبضه، لكن قراري لم يتزعزع. يريد القلب ما يريده القلب، لكن روحي كانت مرتاحة بقراري.
حسنًا، إلى شيء لم أتوقعه على الإطلاق.
بعد أن ابتعدت، سمحت لنفسي بالغرق في التوأم الذهبي لعينيه. إنها حقًا أجمل عينين رأيتهما على الإطلاق. “كن حذرًا، آرثر” سمعت نفسي أقول، بالكاد واعية للكلمات. “لا تفقد نفسك في كل هذا.”
“لقد تخليت عنا!” صرخت إحدى النساء. “لقد مات ابني. لقد قتله الألاكريون عندما هاجموا، وأين كنت!” حاول أحدهم الإمساك بها، لكنها دفعته بعيدًا. “وصينا؟ حامينا؟ انظروا إليه!” كان هذا الجزء الأخير موجهًا إلى الحشد المتجمع. “إنه ليس أفضل من التنانين أو الألاكريون!”
تركتُ يده تنزلق من بين يديّ، واستدرت مبتعدة، مدركة أنه بحاجة لذلك. استطعت أن أشعر بحدة نظراته على ظهري مثل أشعة الشمس، وتحملت ذلك.
لا أستطيع التحكم في العالم من حولي، لكن يمكنني التحكم في نفسي وفي الطريقة التي أتحرك بها داخلها. ذلك درس حاول والدي غرسه في ذهني عندما كنت طفلة صغيرة، لكني لا أعتقد أنني أدركت معناه حقًا حتى فقدت ذلك التحكم.
ترجمة الخال
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قفز فوق درابزين الشرفة، وسقط بخفة على الأرض على بعد أكثر من اثني عشر قدمًا أدناه، وركض نحوي. “تي-تيسيا!” اختنق، وصوته مملوء بالعاطفة.
من يريد دعمي يمكنه قراءة رواياتي الأخرى:
أخذت نفسًا عميقًا، وأجبرت نفسي على البقاء هادئة.
«عرش الحالم»، رواية شبيهة بأجواء لورد الغوامض، تتكلم عن رجل يجد نفسه في جسدِ شاب لا يمكنه الحراك(مقعد)، ويده اليسري مقطوعة، وهو بلا حولٍ ولا قوة أمام الوحوش المرعبة من عالم الأحلام والكوابيس، والعصابات التي لا تلقي بالًا لحياة من هم أدنى منهم.
انغمست في اللحظة، مستمتعة بالسلام والهدوء. بدلًا من القلق بشأن المستقبل، استمعت إلى حفيف ملابسنا على ملاءات السرير مع كل حركة صغيرة. شاهدتُ انكسار ضوء الشمس عبر النافذة ليتألق على الجدران. استمعت إلى أنفاسنا بينما كنا نتناغم مع بعضنا البعض، وشعرت بدغدغة توقيع مانا سيلفي بجانبي، يتحرك بنفس التشنج الدقيق مثل العيون تحت الجفون المغلقة.
«جمرات البحر العميق»، وهي رواية شبيهة بأجواء لورد أيضًا، وتتكلم عن معلم يخرج من غرفة عزوبيته، فبدلًا من أن يخرجه الباب إلى الخارج، ينقله لعالم وحشي، تحكمه الوحوش والشذوذات، إذ يجد نفسه في جسد قبطان مغوار، لُقب ب”كابوس البحر المتجول”، وواحد من أقوى البشر وغير البشر في هذا العالم المغمور بالماء والغوامض والأسرار.
“ك-كيف عرفت؟” قلتُ وأنا أحاول التنفس وسط النحيب، متوسلة إليه أن يفهم.
«حكايات عائد لانهائي» وهي رواية فريدة من نوعها للغاية، لم أرى مثيل لها من قبل، يتحدث بها “حانوتي”، وهو من يكتب حكاياته، ويسردها، عن ماضيه كعائد بالزمن في دوراته ال ١١٨٣ من الفشل والنجاح، من الهزيمة والنصر. عالم لا يكره سوى البشر، وشذوذات وُجدت لتصعيب الحياة على الإنسان. إنها ليست حكاية نجاح، بل حكاية فشل.
رأيت إيلي وأليس يتبادلان نظرة، لكن لم يتحرك أي منهما ليظهر أي احترام له. رفعت ذقني ووقفت بثبات، لكنه لم يلتفت إلينا قبل أن يختفي في البوابة التي ذابت بعدها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعرت بعيني تتجمدان، وأفكاري تنفصل عن وجودي الجسدي وأنا أكافح لفهم ما يعنيه هذا. لقد تغير الكثير منذ جلسنا فوق الجدار ووعدنا بعضنا البعض. وعد بالبقاء على قيد الحياة. أن يكون لدينا مستقبل معًا. علاقة. عائلة. لقد كانت لحظة جميلة. كانت خطة جميلة. لكن الجد فيريون علمني في وقت مبكر…
ومع ذلك…
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
