البيدق المتخلى عنه
لقد فقدت دوق تشينج منذ فترة طويلة….
لم يكن مي تشانجسو أول من توصل إلى هذا الاستنتاج، حيث ذكر ذلك العديد من الاستراتيجيين في مقر إقامة الأمير يو في اجتماعهم، ولكن في ذلك الوقت، ركز الجميع على الشخصية التي لا تنضب للمحقق الرئيسي، الأمير جينج. الأدلة التي تم جمعها شخصيًا من قبل مكتب شوانجينج ، وحول كيف سيكون من المستحيل تقريبًا قلب هذه القضية، ولذا فقد ركزت المحادثة على الجوانب العملية للقضية، تاركة للأمير يو ذرة من الأمل في قلبه، لكن اليوم، لم يهدر مي تشانجسو أي وقت في التفكير في جوهر الأمر، وأشار بصراحة إلى أنه فقد دوق تشينج، ليس لأنه سيكون من الصعب حمايته، ولكن لأنه ببساطة لا يمكن حمايته.
على عكس ولي العهد، لدى الأمير يو شعور جيد بالحكم بنفسه، وبمجرد أن أثار مي تشانجسو هذه النقطة، أدرك أنها الحقيقة، واختفى انتباهه الشديد فجأة، وانقبض قلبه. في الحقيقة، لم يكن لديه أي شعور بالمودة الشخصية تجاه دوق تشينج، لكنه الوزير الوحيد من الجانب العسكري الذي يدعم الأمير يو علنًا، وبفضل قوة أقدميته، يمكنه بسهولة زيادة دعم عدد من تلاميذه والأصدقاء القدامى، ولهذا السبب أصبح أكثر قيمة. إذا ذلك قبل أيام قليلة فقط، لكان بإمكانه قبول هذه الخسارة، لأنها ثقيلة، ولكن منذ أن أخبرته تشين بانرو سرًا أن شي يو يدعم بالفعل ولي العهد، أصبح أكثر وعيًا بأهمية الدوق تشينج.
وفقًا لنظام محاكم دا لييانج، هناك انقسام صارم بين المناصب المدنية والعسكرية، حيث لا يمكن منح المسؤولين المدنيين لقب “ماركيز ” ولا يمكن للمسؤولين العسكريين المشاركة في السياسة، ولا يمكن لأي وزير دون الرتبة الأولى يحمل كل من الألقاب المدنية والعسكرية. يمكن للوزراء المدنيين الاعتماد على عملهم بالإضافة إلى تفضيل رؤسائهم والإمبراطور للحصول على ترقيات في الرتب، لكن رفع رتب المسؤولين العسكريين يجب أن يعتمد على أعمالهم العسكرية، وليس فقط تفضيل الإمبراطور . بسبب هذا التقليد، ظل غالبية المسؤولين العسكريين غير مهتمين بأمور لا علاقة لها بالجيش، مثل القتال من أجل التاج، لأنهم حتى لو خاطروا كثيرًا باختيار جانب، فلن يتمكنوا من الحصول على أي مكافأة حقيقية أو الصعود في الرتبة دون إنجازات عسكرية فعلية، لذا بما أنها لم تكن مقامرة تستحق العناء، فلماذا لا يستمتعون بالعرض من الخطوط الجانبية فقط؟ فقط المسؤولون العسكريون الذين حصلوا بالفعل على مكانة من الدرجة الأولى من خلال خدمتهم العسكرية وحصلوا على رتبة “ماركيز” أو “قائد” لم يقيدهم هذا القيد، ويمكنهم الحصول على أي ألقاب يمنحها الإمبراطور، كذلك رواتب تتجاوز رواتبهم وهدايا ومكافآت لعائلاتهم. من بين المسؤولين العسكريين في جميع أنحاء دا لييانج، هناك حوالي خمسة فقط من هذه الرتبة.
وهكذا، فإن اختيارات هؤلاء الخمسة مثلت إلى حد كبير تفضيلات معظم المسؤولين العسكريين، على الرغم من هؤلاء الخمسة، باستثناء دوق تشينج، الذي دعم علنًا الأمير يو، وماركيز نينج، الذي دعم سرا ولي العهد، بدا أن البقية يبتعدون عن الصراع.
بالطبع، عند تحديد من سيرث العرش، فإن جزء من قرار الإمبراطور سيستند إلى أداء ولي العهد والأمير يو في المهام التي كانوا مسؤولين عنها وقدرتهم على الوصول إلى السلطة وسط الإدارات الست للمحكمة، لكن الجزء المتبقي سيأخذ في الاعتبار أيضًا تفضيلات الجيش.
على الرغم من أن الأمير يو واثق من أن له اليد العليا في الجزء الأول، إلا أنه يعلم أنه لم ينجح في توسيع الفجوة كثيرًا، وبالتالي لا يزال الجزء المتبقي له أهمية كبيرة للنتيجة الإجمالية.
ناهيك عن أن مواقف المسؤولين العسكريين من الصعب تحديدها دائمًا، لأن معظمهم لم يخاطروا ولم يظهروا أي تلميح للتحيز، وكانوا يهزون رؤوسهم بشدة إذا حاول أحد أن يسأل، وفقط في اللحظة الأخيرة عندما سألهم الإمبراطور شخصيًا يميلون بالقرب من الأذن الإمبراطورية ليهمسوا اسمًا بهدوء، ولا يتركوا الصوت ينتقل حتى إلى متفرج واحد. على الرغم من أن هذا لن يكسبهم أي خدمة كبيرة من الإمبراطور المختار حديثًا، إلا أنه تجنب أيضًا أي حوادث مؤسفة كبيرة، و الطريقة المفضلة لمن ليس لديهم الكثير من الطموح.
ومن هنا يمكن أن نرى مدى ندرة وقيمة الدعم العام لمسؤول عسكري من الدرجة الأولى للأمير يو.
“السيد سو لا يعرف ” تنهد الأمير يو وقال ” لقد اعتقدت دائمًا أن لدي ميزة على ولي العهد في تجنيد دعم المسؤولين العسكريين، لأن لدي دوق تشينج، وكذلك شي بي، ولم يكن هناك داع للقلق بشأن الجانب العسكري، لكن في النهاية، بعد كل خططي، ما زلت لم أفكر أبدًا في أن ماركيز نينج كان يلعب على كلا الجانبين، وعندما لم يعترض علانية على أخذ شي بي تحت جناحي، اعتقدت أنه يميل نحوي، لكنه كان في الواقع يدعم ولي العهد سرًا طوال الوقت، ورفع حدة قضية “التعدي على الأرض” هذه لإزالة دوق تشينج … والآن، ليس لدي طريقة لمعرفة تفضيل الجيش، وأنا أخشى أنه عندما تأتي اللحظة، سأقع بسبب هذا الضعف .. ”
استمع مي تشانجسو بهدوء إلى رثاء الأمير يو، وبغض النظر عن الإيماء قليلاً، لم يظهر أي تعبير آخر. بدت عيون الأمير يو وكأنها تومض من هذا الرد، لكن تعابيره دقيقة، وأغمض عينيه لفترة وجيزة، ثم ابتسم ابتسامة مريرة وقال بحزن ” إنه تهور. لقد نسيت أن السيد سو يتمتع بعلاقة جيدة جدًا مع ابن ماركيز نينج النبيل … لقد جعلت الأمور صعبة عليك بهذه الكلمات .. ”
لم يتغير تعبير مي تشانجسو، ولم ينكر ذلك، فقط خفض رأسه قليلاً.
“لكن على حد علمي، على الرغم من أن السيد سو صديق حميم لـ جينجروي و شي بي، فأنتما أيضًا صديقان حميمان للأميرة نيهوانج، وقد تجرأت حتى على إغضاب ولي العهد من أجلها …” حدق الأمير يو في مي تشانجسو وتابع ” ربما لم تكن هذه هي نيتك الأصلية، ولكن بما أن الفعل قد تم، فلا يمكن الندم عليه الآن. إذا خمنت بشكل صحيح، فقد كان هناك دافع خفي لمغادرتك الكوخ وسط العاصفة الثلجية بسرعة؟ ”
“أين ذهبت أفكار سموك؟” ابتسم مي تشانجسو ” أنا مجرد رجل جيانججو ، بدون قلق أو هموم، ولم أكن معتادًا في إقامة ماركيز الكبير، ولذا فقد خرجت في أقرب وقت ممكن. أما بالنسبة لسوء فهم ولي العهد تجاهي، إذا هناك فرصة، فسأكون قادرًا على شرح ذلك له بوضوح “.
عند سماع الرفض الخفي في هذا الرد، ارتجفت عين الأمير يو وانزعج من الغضب، ولكن فقط للحظة قصيرة، قبل أن يقمع على الفور غضبه مرة أخرى.
في هذه اللحظة، الأهم ألا يبدو ضيق الأفق وتافهًا مثل ولي العهد، أو أنه سيفقد الفرصة للحصول على ما يريد … هذا ما يقوله الأمير يو لنفسه.
منذ أن غادر مي تشانجسو مقاطعة لانغ لدخول جينلينج، يجب أن يعني ذلك أنه قد فهم في قلبه أنه لا يستطيع تجنب المصير الذي وضعته عليه كلمات قاعة لانجيا، ولذا فقد أعد نفسه لاختيار سيد. في ظل هذه الظروف القسرية، سيختار من يبدو أكثر كرمًا ومن يجعله يشعر بالأمان. بمجرد أن يتخذ قراره ويختار جانبًا، فإن معجزة تشيلين هذه لن تتراجع بالتأكيد.
هذا لأن مي تشانجسو يقدر حقًا تحالف النهر الشرقي كثيرًا. إذا الجانب الذي اختاره خسر المعركة من أجل العرش، فإن تحالف النهر الشرقي سيعاني بلا شك من خسارة رئيسهم، وبغض النظر عن أي شيء، فإن مي تشانجسو لن يسمح بحدوث ذلك. طالما تمكن الأمير يو من كسب ولائه والتأكد من أنه لن يكون على اتصال آخر بالعدو، فيمكنه ربط مصيره بمصير تحالف مي تشانجسو وجيانججو، ومن ذلك، يمكنه الاستفادة الكاملة من موهبته وقدرات دون قلق.
هذه هي الخطة التي وضعها الأمير يو بعد أن سألته تشين بانرو في ذلك اليوم ” إذا بإمكان سموك أن يتخذ مي تشانجسو كمرؤوس له قبل أن يتمكن ولي العهد من التصرف، فهل أنت على استعداد للثقة به دون قيد أو شرط؟” هو واثق من أنها ستكون قادرة على اصطياد قدرات معجزة تشيلين واستخدامها على أكمل وجه.
لكن أولاً، بالطبع، عليه أن يمسك به في شبكته.
“السيد سو كان على استعداد لتقديم المشورة لي بشأن قضية التعدي على الأراضي اليوم، ولهذا أنا ممتن لك بشكل كبير. أما بالنسبة للمستقبل، فأنا لا أجرؤ على التفكير في أي شيء “. بابتسامته الدافئة ومزاجه المتواضع، اظهر الأمير يو بشكل مثالي جو الأمير اللطيف ” من خلال موهبتك العظيمة، ستدرك الموقف بشكل طبيعي من خلال بصيرتك الفريدة، وما الذي يمكنني إضافته أكثر من ذلك؟ أود فقط أن أقول، بغض النظر عن الطريقة التي تختارها في المستقبل، بغض النظر عن المكان الذي يقودنا إليه المصير، طالما أنك على استعداد للتحدث معي، فإن أبواب سكن الأمير يو ستكون مفتوحة لك إلى الأبد “. بدت هذه الكلمات محترمة حقًا، ولاحظ الأمير يو تغير تعبير مي تشانجسو إلى تعبير أكثر طبيعية. الأمير يو، الذي كان يراقب وجهه عن كثب، بدا سعيدًا. “لقد أزعجتك لفترة كافية اليوم، وأخذت من وقت راحتك، لذلك سأغادر الآن.” علم الأمير يو أن بعض الأشياء لا يمكن التعجيل بها، ورأى أن مي تشانجسو تحرك قليلا، ولكنه اختار التراجع بدلاً من المثابرة، ووقف يودعه مبتسمًا، مما أدى إلى إظهاء توتره تجاه دوق تشينج، وبالتالي أظهر شخصيته. نهض مي تشانجسو وانحنى للأمام ” سموك تحدى البرد ليأتي شخصيًا إلى مسكني المتواضع، كيف يمكن أن يطلق عليه ازعاج؟ الوقت متأخر، وعليّ أن أدعو سموك إلى البقاء لتناول وجبة، لكن صاحب السمو لديه آلاف المسؤوليات وقليل من الوقت لقضاءه هنا، ولذلك لا أجرؤ على تقديم هذا العرض. لقد قدمت الشاي اليوم فقط، وكرم الضيف ينقصني، ادعو سموك أن يغفر لي “. بعد قول هذا، رفع يده، كما لو ينوي مرافقة ضيفه للخارج. بالطبع، سيكون الأمير يو سعيدا بالبقاء، لكن يبدو أن كلمات مي تشانجسو تطلب منه البقاء والمغادرة في نفس الوقت، ولم يستطع فهم نيته الحقيقية، وإذا أخطأ في الحكم، سيُظهر أنه لم يكن لديه تفاهم متبادل مع معجزة تشيلين، وقد طارت العديد من الأفكار في ذهنه لكنه لم يستطع اتخاذ قرار بشأن أي منها، لذلك قام فقط بإبطاء خطواته، على أمل أن يتكلم مي تشانجسو مرة أخرى. لحسن الحظ، ابتسمت السماء إليه، وبينما غادر الاثنان جنبًا إلى جنب، سائرين في الممر إلى الجناح في مركزهما، رفع مي تشانجسو نظرته إلى السحب في الأفق الضبابي، وقال بهدوء ” لا يحتاج الأمير يو إلى الإفراط في القلق. حتى لو نجا دوق تشينج من هذه الجولة، فهو لا يضاهي شي يو، وبالتالي فهي ليست خسارة كبيرة .. ” “قد يكون الأمر كذلك ” عبس الأمير يو “لكن له مكانة في المحكمة، ومن المؤكد أنه من الأفضل أن يكون له من عدمه”. ابتسم مي تشانجسو بلا مبالاة ” في رأيي المتواضع، أعتقد أن صاحب السمو يجب أن يبتعد تمامًا عن دوق تشينج، وأن تدعم الأمير جينج.” “دعم الأمير جينج؟” بدا الأمير يو مصدومًا بعض الشيء. إنه أمير، ولديه المرسوم الإمبراطوري لإجراء التحقيق، فمن يجرؤ على إيقافه؟ لماذا يحتاج إلى دعمي؟ ” “صحيح، لو كان الأمر يتعلق فقط بقضية مقاطعة بن “. توقف مي تشانجسو واستمر بهدوء، لكن سموك يعلم أن هذه القضية ليست سوى البداية، وبمجرد الحكم عليها، سيكون هناك على الفور تدفق لعدد كبير من القضايا المماثلة التي توجه اتهامات ضد العديد من النبلاء. الأمير جينج ليس لديه خبرة في التعامل مع الأمور المعقدة من هذا النوع. إذا كان سموك في هذا الوقت على استعداد للتدخل ومساعدته بسرعة على تهدئة موجات الاحتجاج التي تثيرها هذه البيوت النبيلة، والحفاظ على استقرار الشؤون الوطنية لجلالة الملك، فكيف لا يكون الأمير جينج ممتنًا لسموك؟ ” تباطأ تنفس الأمير يو، وبدا فجأة أنه يرى اتجاهًا جديدًا تمامًا لم يلاحظه من قبل، والمعرفة تنمو ببطء في عقله “أنت تعني….” تابع مي تشانجسو ببرود ” ما الذي يقوله دوق تشينج بأنه يستحق رثاء سموك، هل يمكن حتى أن يقارن اثنان من دوق تشينج بنصف الأمير جينج؟” تعير تعبير الأمير يو، واحمر وجهه وهو يسير في دائرة سريعة ” إذا بإمكاني الحصول على الأمير جينج، إذن بالطبع ..، ولكن مع شخصية الأمير جينج … أخشى أنني لن أتمكن من التعامل معه …” بدت نظرة مي تشانجسو مثل الثلج، تخترق الأمير يو مثل نصل السكين ” حتى لو لا يمكن التعامل معه، يجب أن تتعامل معه. لقد اختار ماركيز نينج بالفعل ولي العهد، وإلى جانب الأمير جينج، من يمكن أن ينافسه من بين الجيش؟ ” عرف الأمير يو أن هذه الكلمات لم تكن فارغة، وتجعد جبينه ” صحيح أنه لا يمكن لأي شخص آخر أن يضاهي شي يو علانية، لكن جينجيان عنيد، وأخشى أنه عندما أحتاج إلى استخدامه، لن يطيع أوامري وينشر جنوده .. ” استدار مي تشانجسو وقابل عيني الأمير يو قائلا ببطء شديد ” لماذا يريد سموك السيطرة على الجيش؟ هل تستعد لإجبار الإمبراطور على التنازل عن العرش أو لبدء تمرد؟ ” توقف قلب الأمير يو من الخوف، ونظر حوله سريعًا قبل أن يقول بغضب ” ما معنى هذه الكلمات؟ إذا لدي أي نوايا من هذا القبيل، فلن تتسامح السماوات معي! ” “إذن بما أنك لا تنوي إجبار أحد على التنازل عن العرش أو بدء التمرد، فلمااستخدمت عبارة ” نشر جنوده؟” بدت لهجة مي تشانجسو مثل الجليد ” وظيفة الأمير جينج هي التخويف فقط. حتى لو ولي العهد لديه شي يو، أو حتى ماركيز في المرتبة الأولى، فلن يعني ذلك أي شيء، طالما أن صاحب السمو لديه الأمير جينج والأميرة نيهوانج، وفي نظر جلالة الملك، التأثير عليك أنت وولي العهد قبضتك على العسكر متساوية على الأقل، حتى لا تخسر أمامه في هذا الصدد. طالما أنك لا تنوي أبدًا السير على طريق الخيانة، فكل هذا ليس سوى ورقة مساومة، ولن يكون عليك سوى تقديم عرض لجلالة الملك، ولن تحتاج إلى استخدامه أبدًا “. غالبًا ما حلل جميع استراتيجيي الأمير يو سياسات القصر أمامه، لكن لم يذكر أحد على الإطلاق منظور جديد كهذا، وشعر كما لو أن طريقًا جديدًا ينفتح أمامه، والاضطراب في ذهنه بدأ ببطء في التلاشي. صحيح، الجيش لم يكن مثل مسؤولي المحكمة، ولم تكن هناك حاجة للسيطرة الكاملة عليهم، لأنه مع وجود جيش يولين الشخصي للإمبراطور في جينلينج، ويقظة مينج تشي الصارمة على المدينة، لم تكن هناك إمكانية للاستيلاء على العرش بالقوة، وبما أنه لم يكن بحاجة إلا لظهور القوة العسكرية، فما فائدة الطاعة الكاملة؟ عند رؤية تعبير الأمير يو المتغير، عرف مي تشانجسو أنه قد تأثر في قلبه، ورفع زاويا شفتيه عندما أضاف عرضًا ” حتى لو توقعنا وقلنا أن ولي العهد اختار التصرف بتهور، بمجرد تعرض جلالته للخطر، هل تعتقد حقًا أن الأمير جينج، بشخصيته المستقيمة، سيحتاج إلى أوامرك للتحرك؟ “
“السيد سو كان على استعداد لتقديم المشورة لي بشأن قضية التعدي على الأراضي اليوم، ولهذا أنا ممتن لك بشكل كبير. أما بالنسبة للمستقبل، فأنا لا أجرؤ على التفكير في أي شيء “. بابتسامته الدافئة ومزاجه المتواضع، اظهر الأمير يو بشكل مثالي جو الأمير اللطيف ” من خلال موهبتك العظيمة، ستدرك الموقف بشكل طبيعي من خلال بصيرتك الفريدة، وما الذي يمكنني إضافته أكثر من ذلك؟ أود فقط أن أقول، بغض النظر عن الطريقة التي تختارها في المستقبل، بغض النظر عن المكان الذي يقودنا إليه المصير، طالما أنك على استعداد للتحدث معي، فإن أبواب سكن الأمير يو ستكون مفتوحة لك إلى الأبد “.
بدت هذه الكلمات محترمة حقًا، ولاحظ الأمير يو تغير تعبير مي تشانجسو إلى تعبير أكثر طبيعية. الأمير يو، الذي كان يراقب وجهه عن كثب، بدا سعيدًا.
“لقد أزعجتك لفترة كافية اليوم، وأخذت من وقت راحتك، لذلك سأغادر الآن.” علم الأمير يو أن بعض الأشياء لا يمكن التعجيل بها، ورأى أن مي تشانجسو تحرك قليلا، ولكنه اختار التراجع بدلاً من المثابرة، ووقف يودعه مبتسمًا، مما أدى إلى إظهاء توتره تجاه دوق تشينج، وبالتالي أظهر شخصيته.
نهض مي تشانجسو وانحنى للأمام ” سموك تحدى البرد ليأتي شخصيًا إلى مسكني المتواضع، كيف يمكن أن يطلق عليه ازعاج؟ الوقت متأخر، وعليّ أن أدعو سموك إلى البقاء لتناول وجبة، لكن صاحب السمو لديه آلاف المسؤوليات وقليل من الوقت لقضاءه هنا، ولذلك لا أجرؤ على تقديم هذا العرض. لقد قدمت الشاي اليوم فقط، وكرم الضيف ينقصني، ادعو سموك أن يغفر لي “. بعد قول هذا، رفع يده، كما لو ينوي مرافقة ضيفه للخارج.
بالطبع، سيكون الأمير يو سعيدا بالبقاء، لكن يبدو أن كلمات مي تشانجسو تطلب منه البقاء والمغادرة في نفس الوقت، ولم يستطع فهم نيته الحقيقية، وإذا أخطأ في الحكم، سيُظهر أنه لم يكن لديه تفاهم متبادل مع معجزة تشيلين، وقد طارت العديد من الأفكار في ذهنه لكنه لم يستطع اتخاذ قرار بشأن أي منها، لذلك قام فقط بإبطاء خطواته، على أمل أن يتكلم مي تشانجسو مرة أخرى.
لحسن الحظ، ابتسمت السماء إليه، وبينما غادر الاثنان جنبًا إلى جنب، سائرين في الممر إلى الجناح في مركزهما، رفع مي تشانجسو نظرته إلى السحب في الأفق الضبابي، وقال بهدوء ” لا يحتاج الأمير يو إلى الإفراط في القلق. حتى لو نجا دوق تشينج من هذه الجولة، فهو لا يضاهي شي يو، وبالتالي فهي ليست خسارة كبيرة .. ”
“قد يكون الأمر كذلك ” عبس الأمير يو “لكن له مكانة في المحكمة، ومن المؤكد أنه من الأفضل أن يكون له من عدمه”.
ابتسم مي تشانجسو بلا مبالاة ” في رأيي المتواضع، أعتقد أن صاحب السمو يجب أن يبتعد تمامًا عن دوق تشينج، وأن تدعم الأمير جينج.”
“دعم الأمير جينج؟” بدا الأمير يو مصدومًا بعض الشيء. إنه أمير، ولديه المرسوم الإمبراطوري لإجراء التحقيق، فمن يجرؤ على إيقافه؟ لماذا يحتاج إلى دعمي؟ ”
“صحيح، لو كان الأمر يتعلق فقط بقضية مقاطعة بن “. توقف مي تشانجسو واستمر بهدوء، لكن سموك يعلم أن هذه القضية ليست سوى البداية، وبمجرد الحكم عليها، سيكون هناك على الفور تدفق لعدد كبير من القضايا المماثلة التي توجه اتهامات ضد العديد من النبلاء. الأمير جينج ليس لديه خبرة في التعامل مع الأمور المعقدة من هذا النوع. إذا كان سموك في هذا الوقت على استعداد للتدخل ومساعدته بسرعة على تهدئة موجات الاحتجاج التي تثيرها هذه البيوت النبيلة، والحفاظ على استقرار الشؤون الوطنية لجلالة الملك، فكيف لا يكون الأمير جينج ممتنًا لسموك؟ ”
تباطأ تنفس الأمير يو، وبدا فجأة أنه يرى اتجاهًا جديدًا تمامًا لم يلاحظه من قبل، والمعرفة تنمو ببطء في عقله “أنت تعني….”
تابع مي تشانجسو ببرود ” ما الذي يقوله دوق تشينج بأنه يستحق رثاء سموك، هل يمكن حتى أن يقارن اثنان من دوق تشينج بنصف الأمير جينج؟”
تعير تعبير الأمير يو، واحمر وجهه وهو يسير في دائرة سريعة ” إذا بإمكاني الحصول على الأمير جينج، إذن بالطبع ..، ولكن مع شخصية الأمير جينج … أخشى أنني لن أتمكن من التعامل معه …”
بدت نظرة مي تشانجسو مثل الثلج، تخترق الأمير يو مثل نصل السكين ” حتى لو لا يمكن التعامل معه، يجب أن تتعامل معه. لقد اختار ماركيز نينج بالفعل ولي العهد، وإلى جانب الأمير جينج، من يمكن أن ينافسه من بين الجيش؟ ”
عرف الأمير يو أن هذه الكلمات لم تكن فارغة، وتجعد جبينه ” صحيح أنه لا يمكن لأي شخص آخر أن يضاهي شي يو علانية، لكن جينجيان عنيد، وأخشى أنه عندما أحتاج إلى استخدامه، لن يطيع أوامري وينشر جنوده .. ”
استدار مي تشانجسو وقابل عيني الأمير يو قائلا ببطء شديد ” لماذا يريد سموك السيطرة على الجيش؟ هل تستعد لإجبار الإمبراطور على التنازل عن العرش أو لبدء تمرد؟ ”
توقف قلب الأمير يو من الخوف، ونظر حوله سريعًا قبل أن يقول بغضب ” ما معنى هذه الكلمات؟ إذا لدي أي نوايا من هذا القبيل، فلن تتسامح السماوات معي! ”
“إذن بما أنك لا تنوي إجبار أحد على التنازل عن العرش أو بدء التمرد، فلمااستخدمت عبارة ” نشر جنوده؟” بدت لهجة مي تشانجسو مثل الجليد ” وظيفة الأمير جينج هي التخويف فقط. حتى لو ولي العهد لديه شي يو، أو حتى ماركيز في المرتبة الأولى، فلن يعني ذلك أي شيء، طالما أن صاحب السمو لديه الأمير جينج والأميرة نيهوانج، وفي نظر جلالة الملك، التأثير عليك أنت وولي العهد قبضتك على العسكر متساوية على الأقل، حتى لا تخسر أمامه في هذا الصدد. طالما أنك لا تنوي أبدًا السير على طريق الخيانة، فكل هذا ليس سوى ورقة مساومة، ولن يكون عليك سوى تقديم عرض لجلالة الملك، ولن تحتاج إلى استخدامه أبدًا “.
غالبًا ما حلل جميع استراتيجيي الأمير يو سياسات القصر أمامه، لكن لم يذكر أحد على الإطلاق منظور جديد كهذا، وشعر كما لو أن طريقًا جديدًا ينفتح أمامه، والاضطراب في ذهنه بدأ ببطء في التلاشي.
صحيح، الجيش لم يكن مثل مسؤولي المحكمة، ولم تكن هناك حاجة للسيطرة الكاملة عليهم، لأنه مع وجود جيش يولين الشخصي للإمبراطور في جينلينج، ويقظة مينج تشي الصارمة على المدينة، لم تكن هناك إمكانية للاستيلاء على العرش بالقوة، وبما أنه لم يكن بحاجة إلا لظهور القوة العسكرية، فما فائدة الطاعة الكاملة؟
عند رؤية تعبير الأمير يو المتغير، عرف مي تشانجسو أنه قد تأثر في قلبه، ورفع زاويا شفتيه عندما أضاف عرضًا ” حتى لو توقعنا وقلنا أن ولي العهد اختار التصرف بتهور، بمجرد تعرض جلالته للخطر، هل تعتقد حقًا أن الأمير جينج، بشخصيته المستقيمة، سيحتاج إلى أوامرك للتحرك؟ “
“السيد سو لا يعرف ” تنهد الأمير يو وقال ” لقد اعتقدت دائمًا أن لدي ميزة على ولي العهد في تجنيد دعم المسؤولين العسكريين، لأن لدي دوق تشينج، وكذلك شي بي، ولم يكن هناك داع للقلق بشأن الجانب العسكري، لكن في النهاية، بعد كل خططي، ما زلت لم أفكر أبدًا في أن ماركيز نينج كان يلعب على كلا الجانبين، وعندما لم يعترض علانية على أخذ شي بي تحت جناحي، اعتقدت أنه يميل نحوي، لكنه كان في الواقع يدعم ولي العهد سرًا طوال الوقت، ورفع حدة قضية “التعدي على الأرض” هذه لإزالة دوق تشينج … والآن، ليس لدي طريقة لمعرفة تفضيل الجيش، وأنا أخشى أنه عندما تأتي اللحظة، سأقع بسبب هذا الضعف .. ” استمع مي تشانجسو بهدوء إلى رثاء الأمير يو، وبغض النظر عن الإيماء قليلاً، لم يظهر أي تعبير آخر. بدت عيون الأمير يو وكأنها تومض من هذا الرد، لكن تعابيره دقيقة، وأغمض عينيه لفترة وجيزة، ثم ابتسم ابتسامة مريرة وقال بحزن ” إنه تهور. لقد نسيت أن السيد سو يتمتع بعلاقة جيدة جدًا مع ابن ماركيز نينج النبيل … لقد جعلت الأمور صعبة عليك بهذه الكلمات .. ” لم يتغير تعبير مي تشانجسو، ولم ينكر ذلك، فقط خفض رأسه قليلاً. “لكن على حد علمي، على الرغم من أن السيد سو صديق حميم لـ جينجروي و شي بي، فأنتما أيضًا صديقان حميمان للأميرة نيهوانج، وقد تجرأت حتى على إغضاب ولي العهد من أجلها …” حدق الأمير يو في مي تشانجسو وتابع ” ربما لم تكن هذه هي نيتك الأصلية، ولكن بما أن الفعل قد تم، فلا يمكن الندم عليه الآن. إذا خمنت بشكل صحيح، فقد كان هناك دافع خفي لمغادرتك الكوخ وسط العاصفة الثلجية بسرعة؟ ” “أين ذهبت أفكار سموك؟” ابتسم مي تشانجسو ” أنا مجرد رجل جيانججو ، بدون قلق أو هموم، ولم أكن معتادًا في إقامة ماركيز الكبير، ولذا فقد خرجت في أقرب وقت ممكن. أما بالنسبة لسوء فهم ولي العهد تجاهي، إذا هناك فرصة، فسأكون قادرًا على شرح ذلك له بوضوح “. عند سماع الرفض الخفي في هذا الرد، ارتجفت عين الأمير يو وانزعج من الغضب، ولكن فقط للحظة قصيرة، قبل أن يقمع على الفور غضبه مرة أخرى. في هذه اللحظة، الأهم ألا يبدو ضيق الأفق وتافهًا مثل ولي العهد، أو أنه سيفقد الفرصة للحصول على ما يريد … هذا ما يقوله الأمير يو لنفسه. منذ أن غادر مي تشانجسو مقاطعة لانغ لدخول جينلينج، يجب أن يعني ذلك أنه قد فهم في قلبه أنه لا يستطيع تجنب المصير الذي وضعته عليه كلمات قاعة لانجيا، ولذا فقد أعد نفسه لاختيار سيد. في ظل هذه الظروف القسرية، سيختار من يبدو أكثر كرمًا ومن يجعله يشعر بالأمان. بمجرد أن يتخذ قراره ويختار جانبًا، فإن معجزة تشيلين هذه لن تتراجع بالتأكيد. هذا لأن مي تشانجسو يقدر حقًا تحالف النهر الشرقي كثيرًا. إذا الجانب الذي اختاره خسر المعركة من أجل العرش، فإن تحالف النهر الشرقي سيعاني بلا شك من خسارة رئيسهم، وبغض النظر عن أي شيء، فإن مي تشانجسو لن يسمح بحدوث ذلك. طالما تمكن الأمير يو من كسب ولائه والتأكد من أنه لن يكون على اتصال آخر بالعدو، فيمكنه ربط مصيره بمصير تحالف مي تشانجسو وجيانججو، ومن ذلك، يمكنه الاستفادة الكاملة من موهبته وقدرات دون قلق. هذه هي الخطة التي وضعها الأمير يو بعد أن سألته تشين بانرو في ذلك اليوم ” إذا بإمكان سموك أن يتخذ مي تشانجسو كمرؤوس له قبل أن يتمكن ولي العهد من التصرف، فهل أنت على استعداد للثقة به دون قيد أو شرط؟” هو واثق من أنها ستكون قادرة على اصطياد قدرات معجزة تشيلين واستخدامها على أكمل وجه. لكن أولاً، بالطبع، عليه أن يمسك به في شبكته.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات