زيفاير
الفصل 42 — زيفاير
في هذا العالم متعدد القارات، وجدت العديد من الطرق لإستخدام السحر. فلم يكن السحر بحد ذاته قائماً على إستخدام العناصر وحدها؛ وإنمّا كُل ما سُخِّرت فيه قوى العالم – المانا – كان سحراً.
بدخولهم البعد السري بغتة جاهلين غير مستعدين، ماتت أعداد هائلة من الناس. لكّن أهم سبب قد كان وبلا شك، عدم القدرة على تحمل الضغط الروحي!
ولعدم إستحالة أي شيء بفضل العقل البشري، إنتشرت العجائب والغرائب، وتنافست المواهب في تميزها دون عن غيرها؛ فالأبطال ألهموا أنفسهم وغيرهم، مشرقين كشمس حضارة ضوءها لا يفنى على مدار الحقب؛ فقد كان الشرط الأول للتميز هو عدم الإنحصار في قيدٍ أو شرط، وكسر المستحيل إمّا بالحظ أو الإجتهاد!
أومأ له الخيميائي وأثنى:”مقاومتك مدعاة للثناء. ما رأيك، هل تود تجربة جرعة جديدة؟ سأوصي لك لدى القائد دولاد.”
كان زيفاير مثالاً على الإجتهاد.
ترعرع في ميتم قد وقع في العاصمة، وبعد مراسم الإيقاظ، شكّل نواته فلم يكن ذو نصيبٍ أو نسب، موقظاً سلطةً أو علامةً سحرية. مكتسباً بها ما قد يرفع من شأنه ويجعله محط أنظار المنظمات. كان محبطاً كطفل؛ بالأخص كيتيم ليس له إلا نفسه. لكنّه ولصلابة ذهنه بعمره ذاك لم ييأس أو يحبط، بل وقد إمتنّ كونه قد أصبح ساحراً!
فإمتلاكه لنواة سحرية قد عنى قدرته على السير في طريق السحرة لتسخير المانا والإرتفاع في هذا العالم!
لم يسعه سوى الإستنكار ناظراً إلى كل هؤلاء اللاجئين أمام السور الصخري:’ما زال العدد يزداد…لكم ستنجو هذه البلدة؟ وهذه الرائحة اللاذعة أيضاً…’
آنذاك كان قد بادر أحد ملّاك الميتم وبسرية بالتواصل معه، مقترحاً عليه: أن يصبح عينة تجارب لدى ساحر ما، وبالمقابل كان سيأخذ النتائج لنفسه، ويُدعم من قبله ببعض الموارد الأساسية للعيش كساحر. لذلك وفي سنّ مبكرة، طوّر زيفاير إدراكاً بمدى قساوة هذا العالم، وبالمبدأ الأساسي للسحرة والمتمثل في “تجارة التبادل”.
“هاه!”
كان الميتم الذي رباه يراه كفرصة إستثمارية، إن قبل أُخذ وأجريت عليه التجارب، وإن رفض فقد كان عليه المغادرة والعيش وحيداً بدأً من سن السادسة!
كانت هذه سيثريا غرود، مغامرة من الصنف B من حزب مخالب الجشع؛ وأحد المغامرين الأوائل في المرسلين لإستكشاف البعد!
ما دام المرء حياً، فقد إمتلك المجال للنمو بلا شك. لذلك قبل زيفاير الفرصة ليصبح عينة تجارب. وإنه ومن حسن حظه مساعدة ذلك له في زيادة مخزون المانا خاصته بعدة أضعاف عن المعتاد!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فسلك زيفاير مساراً مزدوجاً في إستخدام السحر؛ كان معززاً وساحراً في الوقت نفسه؛ فقد أُنعم بمخزون مانا كبير بإجتهاده، وبعد عقد من ذلك، تطوع لعامين لدى محكمة الحقيقة. مستفيداً منها في زيادة مخزونه المعرفي والسحري والنظامي مدركاً أهمية العلوم في هذا العالم؛ وبإضافة خبرة عشر سنين كمغامر في الصنف A مطبقاً جلّ ما تعلمه؛ بمفرده دون دعم أي منظمة، وفي عمر الـ26 كان زيفاير قد حقق الرتبة الرابعة المتوسطة!
تحت السماء الليلة المتطايرة بالأشفاق، حيثما إختلف الحقل. وجِدت غابةٌ حالكة السواد؛ برؤوسٍ متنوعة الأشكال، ذات تعابير مرعبة في غُلَفٍ شفافة. مدعومةً بجذوعٍ داكنة كالأيادي. لمع الأثير الفضي ببرقة، بينما تحركت الأعشاب السوداء على الأرض بفعل الرياح غامضة المصدر.
كانت هذه المسلة شيئاً مشوقاً.
ملئت العتمة المكان، مكتنفةً بالآلام والأحزان.
‘مالذي حصل حقاً…؟’ آمن زيفاير بحصول شيْ غريب حتى تصبح سيثريا بهذه الحال الملوثة روحياً والبلا عقل، فقد إمتلكت إحتياطاتها الكافية للدفاع عن بيئة هذا البعد لئلا تصبح بهذه الحالة على الأقل. ناهيك عن فقدانه لباقي الأعضاء أيضاً!
كان هذا المكان أشبه بمستقر الموتى عبر التاريخ. بكل مافيها من عجائب الأشباح واللاموتى، كانت أرض موت مطلقة لأي مخلوق حي.
“حفيف…”
لكن أنى لهذا رد مخلوقات كالبشر؟
بين الأشجار الشبحية والأعشاب السوداء ورائحة الموت والجثث العفنة، وجدت بلدة صغيرة من الخيام والأكواخ، كانت بدائية الملامح والبنيان، كافية المهام والأغراض. تجمع حولها جمعٌ هائل من الناس بحثاً عن الملجئ والأمان، ملقيين في الطرقات وحول الأسوار. أحاط حاجزٌ أزرق حولها، حامياً إياها من شيء كان كالسّم في الهواء – الأثير!
وقف زيفاير أمام سورٍ صخري بدائي قليلاً، حرسه مشعوذان غريبا المظهر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‘لهذا عوائده السلبية، على الإخوة بيليت إزالة هؤلاء من هذه المنطقة..التراكم آفة.’ فور أن فكر زيفاير في ذلك، رأى شاباً نحيلاً يزحف نحو البوابة.
كان زيفاير رجلاً طويلاً. مرتدياً بنطالاً أسوداً وقلنسوة زرقاء داكنة لم تبرز ما أسفلها. كان حاد الملامح مستقيم الأنف خفيف اللحى، بني الشعر، بندبة بارزة على فمه، كان قد تلقاها في إحدى مغامراته. كان حاداً وإن ستر نفسه.
لم يكن هو الوحيد هنا، وجد العشرات من الناس المتكئين على الأسوار وما حولها، فلم يُقدّر لهم دخول البلدة أبداً. فقد تطلبت القوة والمال!
لم يسعه سوى الإستنكار ناظراً إلى كل هؤلاء اللاجئين أمام السور الصخري:’ما زال العدد يزداد…لكم ستنجو هذه البلدة؟ وهذه الرائحة اللاذعة أيضاً…’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان هذا أول ملجئ للبشر داخل هذا الجزء من البعد، بلدة بيليت!
كان البقاء هنا كالصعود فوق قمة مرتفعة حيث لا هواء يصل للرئة أو كالغوص في أعماق البحر بضغطٍ لايقاوم. لسوء الحظ، مات على الأقل نصف من دخل البعد السري فقط لمواجهتهم المستمرة للضغط الروحي الذي لا مناص منه خلال الشهرين المنصرمين. ناهيك عن باقي الأخطار الأخرى كالوحوش والأشباح واللاموتى!
قبل شهرين، بدأت مآساة مفاجئة حين تجمهر جمع من الناس أمام بوابة بعد سري غامض كان قد ظهر في إمبراطورية فولنهايم العظمى، محتجين برغبتهم بدخوله قائلين بأن الإمبراطورية تبغيه لنفسها دوناً عنهم.
ومالم يتوقعه أحد هو إنفجار البوابة المفاجئ وإبتلاعهم من قبلها!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‘ما للآن للآن.’زفر زيفاير بهدوء، مصفياً عقله، لم يجاوب عليه، وإنمّا سأل:”أرأيت المسلّة؟”
بدخولهم البعد السري بغتة جاهلين غير مستعدين، ماتت أعداد هائلة من الناس. لكّن أهم سبب قد كان وبلا شك، عدم القدرة على تحمل الضغط الروحي!
كانت بيئة هذا البعد السري كما لم يُسمع قط حتى في القارة الشمالية، أرض موت مطلقة! إنتشرت الأرواح في كل مكان، منتجة مجالات واسعة لا تطاق من الضغط على أرواح الأحياء.
كان البقاء هنا كالصعود فوق قمة مرتفعة حيث لا هواء يصل للرئة أو كالغوص في أعماق البحر بضغطٍ لايقاوم. لسوء الحظ، مات على الأقل نصف من دخل البعد السري فقط لمواجهتهم المستمرة للضغط الروحي الذي لا مناص منه خلال الشهرين المنصرمين. ناهيك عن باقي الأخطار الأخرى كالوحوش والأشباح واللاموتى!
لذلك وللرتبة الأولى والثانية بالأخص، كان هذا المكان جحيماً لا يمكن العيش فيه. إنتشرت جثثهم في أنحاء في أنحاء البعد، وقد صعُب عليهم البقاء بعد هذه المدة. وحينما كانت تظهر أي تجمعات قوية صانعةً مستقراً ما كانوا – وبعدم فائدتهم – يطالبون بالمشاركة في ذلك أو الحماية على الأقل.
هز مايرل رأسه.” قدراتي محدودة، ولست بباعث أو متعاقد. وهذا لا يتضمن مجالي أيضاً؛ كوني قادراً على إبقاءها حيةً هو معجزة بحد ذاته، لا تتمنى أكثر من ذلك.”ثم ابتسم بمرارة وقال:”سحر الموت والروح محرّمان لأسباب واضحة، ومن سوء حظها وجودها هنا، فهذا يفاقم حالتها فقط.”
‘لهذا عوائده السلبية، على الإخوة بيليت إزالة هؤلاء من هذه المنطقة..التراكم آفة.’ فور أن فكر زيفاير في ذلك، رأى شاباً نحيلاً يزحف نحو البوابة.
كان شاحباً كمن كان على شفى الموت، تخثّر الدم أسفل كلتا فتحتي أنفه منذ فترة طويلة، كان لون عينيه دموياً بالكامل. لم يستطع السير حتى، زحف متوسلاً، وبصوت متقطع، كان يهمس:”التـ..ـحصـ…ـين..”
بالنسبة له، فحتى وإن غادر حزب مخالب الجشع، إلا أنه قد كان منزلاً له ذات مرة، وخلّ أعضاءه إخوة له. فأنّى له إدارة ظهره لهم والتركيز على إستكشاف البعد في هكذا موقف؟
“ر..جا..ءاً…فقـ…ط…جـ…جـ…ـغـ…مة…”
لم يضيع الحارسان ماناتهما عليه، ونظرا إليه ببرود، في النهاية مات لوحده بعد ثوان.
‘الحمقى…’أخفض زيفاير حاجبيه بلا وعي شاعراً ببرد طفيف على عموده الفقري، ثم تنهد. كان قلبه هادئاً أمام هكذا مناظر، فقد رأى ما هو أسوأ قبلاً. رغم ذلك…
كانت بيئة هذا البعد السري كما لم يُسمع قط حتى في القارة الشمالية، أرض موت مطلقة! إنتشرت الأرواح في كل مكان، منتجة مجالات واسعة لا تطاق من الضغط على أرواح الأحياء.
لم يعلم ما إذا كانت عيناه مميزتين أم النّاس قد تفادوا هذا بلا وعي، لكّن كل موتة لم تساهم إلا في زيادة الأثير في الأرجاء. والذي بدوره قد جعل البيئة أكثر سمية من الناحية الروحية…كانت الجثث ستنظف، لكن ليس الأثير الباقي. قد عنى هذا أن هذه البيئة كانت تُستنزف بإستمرار.
أخفض زيفاير رأسه بإحترام، وأومأ رداً على ذلك.
لم ينتج الأثير إلا من الأرواح؛ فقد كان جوهرها ومكونها، وبطبيعة الحال ما ساهمت كل ميتة إلا في إزدياده بالأرجاء.
سأل زيفاير شيئاً كان يدور بخلده منذ فترة، مستغلاً الفرصة للإستزادة:”لما البرق عنصر أولي؟”
‘لأرجوا ألا تسقط البلدة خلال زياراتي القادمة، على الأقل لتسلم المسلّة…’
“بتنفيذ المهام الموجودة على المسلة، يمكنك نيل الثروات! لا تقلق – فنحن نُزهاء؛ وسنتأكد من مكافأتك تعبك جيداً! ستعرف بعض الأسرار بعد تنفيذ المهام، وقد تحصل على مكافآتٍ سرية! هذه فرصةٌ يا رفيق – قد تتغير حياتك للأفضل!”
غير مبالٍ أكثر في أفكاره، دخل زيفاير البلدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‘لهذا عوائده السلبية، على الإخوة بيليت إزالة هؤلاء من هذه المنطقة..التراكم آفة.’ فور أن فكر زيفاير في ذلك، رأى شاباً نحيلاً يزحف نحو البوابة.
“هاه!”
أخفض زيفاير رأسه بإحترام، وأومأ رداً على ذلك.
فور إجتيازه للسور، إختل توازن كتفيه لنصف ثانية. ما دفعه لإطلاق زفير شديد. خف الوزن على كتفيه إلى النصف عمّا كان عليه، ولمثل هذه البيئة التراكمية والشريرة، كان هذا التغير بالوزن كافياً له لأن يطلق تنهيدةً مرتاحة شاعراً بأنفاسه أخيراً. لم تكن هذه هي أول مرة يمر بها بهذا، لكنه لم يستطع التعود عليه فعلاً.
هز مايرل رأسه.” قدراتي محدودة، ولست بباعث أو متعاقد. وهذا لا يتضمن مجالي أيضاً؛ كوني قادراً على إبقاءها حيةً هو معجزة بحد ذاته، لا تتمنى أكثر من ذلك.”ثم ابتسم بمرارة وقال:”سحر الموت والروح محرّمان لأسباب واضحة، ومن سوء حظها وجودها هنا، فهذا يفاقم حالتها فقط.”
لم يعلم كيف تمكّن الإخوة بيليت من تحقيق ذلك، لكنهم قد صنعوا مصفوفة سحرية قد عزلت الكثير من المجال الروحي الواقع عليهم مخففة وبشدة تأثيرات الأثير وما تجلبه من ضرر. نتيجةً لذلك، كثيراً ماعاد الناس إلى هذه البلدة، حتى يرتاحوا مؤقتاً. فعلى حد علمه، كانت هذه البلدة هي الوحيدة في البعد وبمثل هذا الخواص – حتى الآن.
‘متعاقد أم باعث، أو حتى خيميائي…’ وضع زيفاير لنفسه هدفاً جديداً. ناهيك عن سيثريا، من كان ليضمن له أن باقي الأعضاْ لم يكونوا بحال مماثلة؟
‘هذا حقاً…’
ترعرع في ميتم قد وقع في العاصمة، وبعد مراسم الإيقاظ، شكّل نواته فلم يكن ذو نصيبٍ أو نسب، موقظاً سلطةً أو علامةً سحرية. مكتسباً بها ما قد يرفع من شأنه ويجعله محط أنظار المنظمات. كان محبطاً كطفل؛ بالأخص كيتيم ليس له إلا نفسه. لكنّه ولصلابة ذهنه بعمره ذاك لم ييأس أو يحبط، بل وقد إمتنّ كونه قد أصبح ساحراً!
آثناء سيره، شعر زيفاير بالرغبة بالقيئ كلّما رأى أضواء الشفق في السماء الليلية، وإفتقد ضوء الشمس مؤلم العينين. فبلا ضوء وبين الظلام والآلام، كان القلب بلا مناره تقوده. لكنه قد منع نفسه من ذلك وإن إختلج الغثيان فيه متراكماً، فقد كان الطعام في جوفه مورد نجاة مهم لا غنى عنه.
وإنه ومن حسن حظه إستعداده الدائم بإمتلاك أطعمة تكفيه لبضع أشهر في مخزونه كونه مغامراً ورحالاً أيضاً.
كان البقاء هنا كالصعود فوق قمة مرتفعة حيث لا هواء يصل للرئة أو كالغوص في أعماق البحر بضغطٍ لايقاوم. لسوء الحظ، مات على الأقل نصف من دخل البعد السري فقط لمواجهتهم المستمرة للضغط الروحي الذي لا مناص منه خلال الشهرين المنصرمين. ناهيك عن باقي الأخطار الأخرى كالوحوش والأشباح واللاموتى!
بعد مدة من السير، وصل لوجهته – خيمة مميزة بحارسين؛ كان هذا موقع أهم خيميائي بالبلدة. حرسه رجلان في الرتبة الثالثة المبكرة. ولندرة الرتبة الثالثة وضرورتهم القصوى في هذا البعد السري، أوضح هذا مدى أهميته كخميائي لقادته. فقد وجد واحد لدى البوابة، وإثنان لدى الخيميائي.
مرّ زيفاير بفحص دوري، قبل أن يدخل إلى الخيمة. كان محتواها بسيطاً؛ لكن لم يهمه سوى الطاولة التي بيعت فيها الجرعات، حيثما كان البائع هو الخيميائي بنفسه.
كانت هذه سيثريا غرود، مغامرة من الصنف B من حزب مخالب الجشع؛ وأحد المغامرين الأوائل في المرسلين لإستكشاف البعد!
كان الخيميائي ملثماً بالكامل، تحدث بصوت أجش بلا تحيات:”أي جرعة؟”
“لا، “أصبح صوته أرق:”كما أخبرتك. لا حول لي في هذا؛ جد باعثاً أو ما شابه، حتى خيميائي ذو خبرة بالمجال المقابل سيفي بالغرض.”
كان صوت زيفاير هادئاً:”التحصين.”
“التحصين…”نظر إليه الخيميائي بإمعان، قبل أن يسأل:”كم جرعة قد شربت حتى الآن؟”
‘مالذي حصل حقاً…؟’ آمن زيفاير بحصول شيْ غريب حتى تصبح سيثريا بهذه الحال الملوثة روحياً والبلا عقل، فقد إمتلكت إحتياطاتها الكافية للدفاع عن بيئة هذا البعد لئلا تصبح بهذه الحالة على الأقل. ناهيك عن فقدانه لباقي الأعضاء أيضاً!
— جرعة التحصين.
منذ ذلك الحين، كان زيفاير يساعده مقابل البحث عن ابن أخيه، وأن يكون أذنه في هذا البعد. فقد كان باحثاً على مايبدو، لذلك لم يرد أن يشغل نفسه بما يحصل.
كانت جرعة منخفضة الدرجة من الدرجة 3، صنعها الإخوة بيليت لمقاومة آثار الضغط الروحي وتخفيفها قدر الإمكان على الناس. وكانت آثارها واضحة؛ فبينما عانى الكثيرون من رعاف وغثيان وهذيان لايطاق في الأذنين، بات ذلك لا يتخطّى الآن رعافاً وبعض الصداع.
أشار زيفاير إلى شيء معقول، كان في نفس مايرل منذ مدة. لذلك اومأ ببطء، وسأل:”جيد أنك قد لاحظت ذلك، مالذي تعتقده؟”
بالضبط، كان هذا هو ما يترجى المتوسل لدّى البوابة لأخذه.
الفصل 42 — زيفاير في هذا العالم متعدد القارات، وجدت العديد من الطرق لإستخدام السحر. فلم يكن السحر بحد ذاته قائماً على إستخدام العناصر وحدها؛ وإنمّا كُل ما سُخِّرت فيه قوى العالم – المانا – كان سحراً.
وبواسطة إحتكارها في السوق، وزيادة إمتلاكهما لمسلة المهام، تمكن الإخوة بيليت من التحكّم بأعداد هائلة من الناس بسهولة. فمن كان ليقاوم دواءاً كهذا وسط هذه البيئة؟ ناهيك عن الحاجز حول البلدة!
“لا، “أصبح صوته أرق:”كما أخبرتك. لا حول لي في هذا؛ جد باعثاً أو ما شابه، حتى خيميائي ذو خبرة بالمجال المقابل سيفي بالغرض.”
عبر هذه الجرعة خفت الآثار التراكمية للضغط الروحي كثيراً، وبات إستكشاف البعد السري أسهل بتفاوت عمّا كان عليه، لكن وكعادة النظام المناعي البشري؛ ولكون هذه الجرعة منتجاً أولياً، وجب تخفيف إستخدامها لئلا تُكتسب منها مناعة توقف أثارها، فقد كان هذا وارداً؛ وكان ذلك سبب سؤال الخيميائي له.
لم يطل زيفاير التفكير، وقال:”ثلاثة. أظن أن حدي سيصل بعد جرعتين إضافيتين.”
أومأ له الخيميائي وأثنى:”مقاومتك مدعاة للثناء. ما رأيك، هل تود تجربة جرعة جديدة؟ سأوصي لك لدى القائد دولاد.”
دخل بهدوء، حتى وصل لإحدى زوايا الخيمة حيث وجد سرير بسيط. فوق السرير، إستلقت إمرأة شاحبة. كانت متوسطة الجمال بشعرها البني، مرتجفةً في نومها، بتعبيرٍ متألم كمن عانى من كابوس.
كان هذا أيضاً عرضاً لأن يكون عينة بشرية؛ فقد رأى الخميائي مقاومةً جيدة لدى زيفاير، لكن الأخير قد رفض عرضه مباشرة. وعلى أي حال: كان طلب الخيميائي الغريب هذا شيئاً شائعاً، وكذا أن يُرفض، لذلك لم يبال كلاهما بالأمر.
مقابل إطالة عمر سيثريا أو إنقاذها، كان زيفاير سيبحث عن ابن اخ مايرل – فتى باسم ثيلرن. كانت هذه إتفاقية بسيطة بينهما؛ وبالطبع ولصدقهما لم يدخّر أيٌ منهما جهداً في ذلك.
بعد شراء جرعتي تحصين، وثلاث جرع شفاء، وجرعة إستعادة مانا واحدة. غادر زيفاير، سار بين الخيام، حتى وصل لخيمة كانت في منعزلة قليلاً عن باقي الخيام.
لكن لم يتخطى حجم أكبر بعد سري 5000 كيلومتر في أفضل الأحوال. فقد كانت الأبعاد السرية حارقةً للموارد بطبعها؛ ناهيك عن تقلبات الفضاء، وباقي مشاكلها الأخرى.
دخل بهدوء، حتى وصل لإحدى زوايا الخيمة حيث وجد سرير بسيط. فوق السرير، إستلقت إمرأة شاحبة. كانت متوسطة الجمال بشعرها البني، مرتجفةً في نومها، بتعبيرٍ متألم كمن عانى من كابوس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“سيثريا…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يطل زيفاير التفكير، وقال:”ثلاثة. أظن أن حدي سيصل بعد جرعتين إضافيتين.”
لم يسع زيفاير سوى إطلاق تنهيدة مثقلة.
كانت هذه سيثريا غرود، مغامرة من الصنف B من حزب مخالب الجشع؛ وأحد المغامرين الأوائل في المرسلين لإستكشاف البعد!
كانت بيئة هذا البعد السري كما لم يُسمع قط حتى في القارة الشمالية، أرض موت مطلقة! إنتشرت الأرواح في كل مكان، منتجة مجالات واسعة لا تطاق من الضغط على أرواح الأحياء.
كان زيفاير عضواً سابقاً في حزب مخالب الجشع.
فإمتلاكه لنواة سحرية قد عنى قدرته على السير في طريق السحرة لتسخير المانا والإرتفاع في هذا العالم!
حزب المغامرين ذو التصنيف B، والذين قد كانوا أوّل من يدخل إلى البعد السري، رفقة جمع من سحرة البرج!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يطل زيفاير التفكير، وقال:”ثلاثة. أظن أن حدي سيصل بعد جرعتين إضافيتين.”
ناظراً لحال سيثريا العصيبة، ماكان له إلا التفكير في الماضي: هل اخطأ حينها؟
كان زيفاير عضواً مؤسساً في حزب مخالب الجشع؛ كان من مطوريه رفقة غرانتيش وعضو آخر قد وافته المنية منذ سنوات. آنذاك، إختلف هو وغرانيتش في كيفية إدارة الحزب وتطويره، فقد شكلت وفاة ذلك العضو صدمةً لهما؛ وكان لكل منهما رأي بعد ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com — الروح!
اتفق كلاهما على ضرورة إمتلاك دعم خارجي، فقد تطلبت الإستكشافات الأموال والموارد. ولم يكفي تنفيذ المهام لسد مصاريفهم. رأى غرانيتش بأن أي مصدر يفي بالغرض، وآنذاك بادر إرستقراطي شاب بالتواصل معهم
كان لزيفاير خبراته في الحياة دوناً عن مخالب الجشع، بدأً من طفولته بعد مراسم الإيقاظ لدى الميتم والمدار من النبلاء؛ كان من المستحيل أن يثق زيفاير بهم!
بدخولهم البعد السري بغتة جاهلين غير مستعدين، ماتت أعداد هائلة من الناس. لكّن أهم سبب قد كان وبلا شك، عدم القدرة على تحمل الضغط الروحي!
كان هذا أيضاً عرضاً لأن يكون عينة بشرية؛ فقد رأى الخميائي مقاومةً جيدة لدى زيفاير، لكن الأخير قد رفض عرضه مباشرة. وعلى أي حال: كان طلب الخيميائي الغريب هذا شيئاً شائعاً، وكذا أن يُرفض، لذلك لم يبال كلاهما بالأمر.
لهذا كان مقترحه البديل هو الإعتماد على المنظمات السحرية كـ”محكمة الحقيقة” فقد كان له تجربته معهم، ورأى منهجيتهم وعمليتهم عكس النبلاء الساعين للفوائد بعمي.
كانت جوهر هذا البعد، والدليل الأهم حتى الآن للوصول لما كتب عنه أنه الميراث. كان منجماً للجوائز والمكافآت الرائعة، وطريقاً للميراث النهائي — كما كتب عليها!
كان هذا المكان أشبه بمستقر الموتى عبر التاريخ. بكل مافيها من عجائب الأشباح واللاموتى، كانت أرض موت مطلقة لأي مخلوق حي.
في النهاية مال الحزب لخيار غرانيتش أكثر فقد أغراهم ذلك الإرستقراطي الشاب بفوائد جمة. بعد فترة من ذلك، غادر زيفاير الحزب. وثق زيفاير بغريزته ولم يشعر بالراحة على الإطلاق بوجود ذلك الإرتسقراطي بالجوار، ولم يستطع ثني رفاقه، في النهاية تم تعويضه بقدر ممتلكاته، وكان ذلك مفترق طريقه مع مخالب الجشع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان زيفاير رجلاً طويلاً. مرتدياً بنطالاً أسوداً وقلنسوة زرقاء داكنة لم تبرز ما أسفلها. كان حاد الملامح مستقيم الأنف خفيف اللحى، بني الشعر، بندبة بارزة على فمه، كان قد تلقاها في إحدى مغامراته. كان حاداً وإن ستر نفسه.
فعل ذلك الإرستقراطي الشاب مالم يستطع فعله.
أدرك زيفاير بأنه قد فشل كقائد. ولم يستطع سد ذلك النقص، لذلك تخلى عن القيادة له.
آثناء سيره، شعر زيفاير بالرغبة بالقيئ كلّما رأى أضواء الشفق في السماء الليلية، وإفتقد ضوء الشمس مؤلم العينين. فبلا ضوء وبين الظلام والآلام، كان القلب بلا مناره تقوده. لكنه قد منع نفسه من ذلك وإن إختلج الغثيان فيه متراكماً، فقد كان الطعام في جوفه مورد نجاة مهم لا غنى عنه.
في كل الأحوال، كان قد هزم تماماً من قبل ذلك الارستقراطي.
‘متعاقد أم باعث، أو حتى خيميائي…’ وضع زيفاير لنفسه هدفاً جديداً. ناهيك عن سيثريا، من كان ليضمن له أن باقي الأعضاْ لم يكونوا بحال مماثلة؟
منذ فترة، سمع زيفاير بخبر ظهور بعد سري بأضواء شفق غامضة بالجوار، وبنيل مخال الجشع لحقوق أستكشافه الأولى. حين لم يعودوا خلال شهر واحد، كان قد قطع طريقه بسرعة لموقع البعد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ملئت العتمة المكان، مكتنفةً بالآلام والأحزان.
صدم زيفاير وقال على الفور:”لكن…”
كونهم مغامرين، فقد عنى ذلك مواجتهم للأخطار والموت دائماً؛ لكن ولأنهم مغامرون، فقد إمتلكوا طرقهم للعيش وللتواصل رغم كل شيء. لذلك رأى زيفاير إنقطاعهم التام لشهر أمراً غريباً، وأتى للتحقق بنفسه، حين أقحم فجاةً في البعد، و وجد سيثريا بهذه الحال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يعلم ما إذا كانت عيناه مميزتين أم النّاس قد تفادوا هذا بلا وعي، لكّن كل موتة لم تساهم إلا في زيادة الأثير في الأرجاء. والذي بدوره قد جعل البيئة أكثر سمية من الناحية الروحية…كانت الجثث ستنظف، لكن ليس الأثير الباقي. قد عنى هذا أن هذه البيئة كانت تُستنزف بإستمرار.
‘مالذي حصل حقاً…؟’ آمن زيفاير بحصول شيْ غريب حتى تصبح سيثريا بهذه الحال الملوثة روحياً والبلا عقل، فقد إمتلكت إحتياطاتها الكافية للدفاع عن بيئة هذا البعد لئلا تصبح بهذه الحالة على الأقل. ناهيك عن فقدانه لباقي الأعضاء أيضاً!
وإنه ومن حسن حظه إستعداده الدائم بإمتلاك أطعمة تكفيه لبضع أشهر في مخزونه كونه مغامراً ورحالاً أيضاً.
فعل ذلك الإرستقراطي الشاب مالم يستطع فعله.
كان عليه معرفة ماحصل لهم، وإنقاذهم على الاقل!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
‘أحتاج لمعرفة ماحصل لهم…بأي ثمن.’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‘ما للآن للآن.’زفر زيفاير بهدوء، مصفياً عقله، لم يجاوب عليه، وإنمّا سأل:”أرأيت المسلّة؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ملئت العتمة المكان، مكتنفةً بالآلام والأحزان.
بالنسبة له، فحتى وإن غادر حزب مخالب الجشع، إلا أنه قد كان منزلاً له ذات مرة، وخلّ أعضاءه إخوة له. فأنّى له إدارة ظهره لهم والتركيز على إستكشاف البعد في هكذا موقف؟
عبر هذه الجرعة خفت الآثار التراكمية للضغط الروحي كثيراً، وبات إستكشاف البعد السري أسهل بتفاوت عمّا كان عليه، لكن وكعادة النظام المناعي البشري؛ ولكون هذه الجرعة منتجاً أولياً، وجب تخفيف إستخدامها لئلا تُكتسب منها مناعة توقف أثارها، فقد كان هذا وارداً؛ وكان ذلك سبب سؤال الخيميائي له.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يستطع زيفاير ذلك.
“أعتقد أن هذا الميراث يتبع نظام التصفية المتبع بالحقبة الثانية، فالمرشحات في كل مكان. والموت منتشر. بتنفيذ المهام ينال الأقوياء حقّ التقدم في البعد، وفي النهاية، التقاتل لنيل الميراث!”
الفصل 42 — زيفاير في هذا العالم متعدد القارات، وجدت العديد من الطرق لإستخدام السحر. فلم يكن السحر بحد ذاته قائماً على إستخدام العناصر وحدها؛ وإنمّا كُل ما سُخِّرت فيه قوى العالم – المانا – كان سحراً.
“حفيف…”
“لذلك إعلم؛ في اليوم الذي سترى فيه تطبيقاً عملياً للروح كسحر أو كعنصر وبشكل مباشر بسحر ذو مسار مثبت، إعلم أن هذه بادرة عصر جديد…”لم يسع مايرل إلا لمح غابة الأشباح المرعبة، متذكرًا مابها من أثير وأرواح، تنهد:”لا أظن أنّ هذا ببعيد.”
دخل الخيمة رجل مسن.
ترعرع في ميتم قد وقع في العاصمة، وبعد مراسم الإيقاظ، شكّل نواته فلم يكن ذو نصيبٍ أو نسب، موقظاً سلطةً أو علامةً سحرية. مكتسباً بها ما قد يرفع من شأنه ويجعله محط أنظار المنظمات. كان محبطاً كطفل؛ بالأخص كيتيم ليس له إلا نفسه. لكنّه ولصلابة ذهنه بعمره ذاك لم ييأس أو يحبط، بل وقد إمتنّ كونه قد أصبح ساحراً!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان أشيباً طويلاً بملابس ساحر رمادية وبيضاء، كان محلوق اللحى، عُجّ وجهه بالتجاعيد، وبينهم برزت عيناه العميقتان كبئرٍ قديمة، كان طويل الشعر. كانت هالته ساكنة، لم تبرز حتى كساحر في الرتبة الأولى، ما أعطاه جواً من الحكمة والغموض، ابتسم:”انت هنا، مرحباً بك.”
“السلطات في جوهرها ليست أكثر من صيغ جاهزة لعناصر مدمجة، فالأرض والنار ينتجان البراكين، والرمال والنار ينتجان الزجاج، وكذا…لهذا تسمّى بالأشكال المتقدمة، وكذا بالفرعية. لأنها تفرعت في أصلها من غيرها.”حين قال مايرل ذلك، لمعت عيناه بضوءٍ عميق وابتسم:”ولكون الأمر محتملاً وغير محدود، ولترى عجيب هذا العالم، يمكن الوصول لهيئة العناصر الأولية بدمج بعض العناصر مع بعضها، أترى؟”
كان هذا المسن يدعى بـ مايرل. كان محسن زيفاير ومنقذه، إلتقاه زيفاير بعد إيجاده لسيثريا.
ناظراً لحال سيثريا العصيبة، ماكان له إلا التفكير في الماضي: هل اخطأ حينها؟
كان شاحباً كمن كان على شفى الموت، تخثّر الدم أسفل كلتا فتحتي أنفه منذ فترة طويلة، كان لون عينيه دموياً بالكامل. لم يستطع السير حتى، زحف متوسلاً، وبصوت متقطع، كان يهمس:”التـ..ـحصـ…ـين..”
منذ ذلك الحين، كان زيفاير يساعده مقابل البحث عن ابن أخيه، وأن يكون أذنه في هذا البعد. فقد كان باحثاً على مايبدو، لذلك لم يرد أن يشغل نفسه بما يحصل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وجود العناصر أمر مثبت، لكن تصنيفها معضلة…”شعر مايرل بالصداع، لكنه لم يبخل حين شرح:”العناصر هي أساس هذا العالم ومكونه، لكن تصنيفها يميل إلى كونه فلسفياً، وهذا يعتمد على المكان ومن يسكنه. فعلى سبيل المثال: في القارة الشمالية الموت والحياة هما العنصران الأوليان الوحيدان، ماغيرهم يتبع التصنيفات الأخرى…”
دخل بهدوء، حتى وصل لإحدى زوايا الخيمة حيث وجد سرير بسيط. فوق السرير، إستلقت إمرأة شاحبة. كانت متوسطة الجمال بشعرها البني، مرتجفةً في نومها، بتعبيرٍ متألم كمن عانى من كابوس.
أخفض زيفاير رأسه بإحترام، وأومأ رداً على ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‘ما للآن للآن.’زفر زيفاير بهدوء، مصفياً عقله، لم يجاوب عليه، وإنمّا سأل:”أرأيت المسلّة؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“كيف بتّ مؤخراً؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أدرك زيفاير بأنه قد فشل كقائد. ولم يستطع سد ذلك النقص، لذلك تخلى عن القيادة له.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‘ما للآن للآن.’زفر زيفاير بهدوء، مصفياً عقله، لم يجاوب عليه، وإنمّا سأل:”أرأيت المسلّة؟”
“ليس سيئاً.”
في كل الأحوال، كان قد هزم تماماً من قبل ذلك الارستقراطي.
شعر زيفاير بإحترام شديد تجاه مايرل. فقد تمكن من تثبيت حالة سيثريا وعدم السماح لها بالموت، وبمقابل بسيطغي مضمون.
سأل زيفاير شيئاً كان يدور بخلده منذ فترة، مستغلاً الفرصة للإستزادة:”لما البرق عنصر أولي؟”
سأل:”كيف أصبحت؟ هل ما تزال تتحسن؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هز مايرل رأسه.” قدراتي محدودة، ولست بباعث أو متعاقد. وهذا لا يتضمن مجالي أيضاً؛ كوني قادراً على إبقاءها حيةً هو معجزة بحد ذاته، لا تتمنى أكثر من ذلك.”ثم ابتسم بمرارة وقال:”سحر الموت والروح محرّمان لأسباب واضحة، ومن سوء حظها وجودها هنا، فهذا يفاقم حالتها فقط.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com — جرعة التحصين.
لكن أنى لهذا رد مخلوقات كالبشر؟
— الروح!
دخل بهدوء، حتى وصل لإحدى زوايا الخيمة حيث وجد سرير بسيط. فوق السرير، إستلقت إمرأة شاحبة. كانت متوسطة الجمال بشعرها البني، مرتجفةً في نومها، بتعبيرٍ متألم كمن عانى من كابوس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتفق كلاهما على ضرورة إمتلاك دعم خارجي، فقد تطلبت الإستكشافات الأموال والموارد. ولم يكفي تنفيذ المهام لسد مصاريفهم. رأى غرانيتش بأن أي مصدر يفي بالغرض، وآنذاك بادر إرستقراطي شاب بالتواصل معهم
في عالم السيف والسحر، كانت الروح مفهوماً غامضاً ومبهماً؛ ولم يثبت وجودها حتى لدى الكثيرين. وعلى الرغم من ذلك، كانت مستخدمة في أوساط عدة، لكن وبالإتفاق — لم يثبت عنها شيء أو مسار واضح.
حزب المغامرين ذو التصنيف B، والذين قد كانوا أوّل من يدخل إلى البعد السري، رفقة جمع من سحرة البرج!
في الحقبة الأولى، كان البشر عبيداً لباقي الأعراق، ولم يحلموا بالسحر أو المقاومة حتى. لكن مرور الوقت تغيّر الأمر بالتدريج وبتتابع آخذين الحق لصنع مسارهم، بدأً من قدرتهم على إستخدام السحر، وصولاً لتطويره بل والتفرع به!
“هيه.” ضحك مايرل، قبل أن يسأل بعمق:”للوجودات عناصر؛ فالضوء والظلام هما البداية يتلوهما البرق والفضاء والزمن، وكذا الحياة والموت. وهذا ماجعلهم عناصر أولية، فهم الوجود نفسه.”
سأل زيفاير شيئاً كان يدور بخلده منذ فترة، مستغلاً الفرصة للإستزادة:”لما البرق عنصر أولي؟”
كان من المعقول تصنيف الضوء والظلام وكذا نقيضين آخرين كالحياة والموت، ومتوازيين كالفضاء والزمن. لكن البرق؟
كان شاحباً كمن كان على شفى الموت، تخثّر الدم أسفل كلتا فتحتي أنفه منذ فترة طويلة، كان لون عينيه دموياً بالكامل. لم يستطع السير حتى، زحف متوسلاً، وبصوت متقطع، كان يهمس:”التـ..ـحصـ…ـين..”
“أعتقد أن هذا الميراث يتبع نظام التصفية المتبع بالحقبة الثانية، فالمرشحات في كل مكان. والموت منتشر. بتنفيذ المهام ينال الأقوياء حقّ التقدم في البعد، وفي النهاية، التقاتل لنيل الميراث!”
“وجود العناصر أمر مثبت، لكن تصنيفها معضلة…”شعر مايرل بالصداع، لكنه لم يبخل حين شرح:”العناصر هي أساس هذا العالم ومكونه، لكن تصنيفها يميل إلى كونه فلسفياً، وهذا يعتمد على المكان ومن يسكنه. فعلى سبيل المثال: في القارة الشمالية الموت والحياة هما العنصران الأوليان الوحيدان، ماغيرهم يتبع التصنيفات الأخرى…”
لم يعلم كيف تمكّن الإخوة بيليت من تحقيق ذلك، لكنهم قد صنعوا مصفوفة سحرية قد عزلت الكثير من المجال الروحي الواقع عليهم مخففة وبشدة تأثيرات الأثير وما تجلبه من ضرر. نتيجةً لذلك، كثيراً ماعاد الناس إلى هذه البلدة، حتى يرتاحوا مؤقتاً. فعلى حد علمه، كانت هذه البلدة هي الوحيدة في البعد وبمثل هذا الخواص – حتى الآن.
في القارة المركزية؛ الماء هي العنصر الأولي الوحيد، وما غيرها يتبع تصنيفات أخرى…أترى؟ كل هذا يعتمد على النشأة والنظرة للأمر، وبالطبع هو قابلٌ للنقاش، ويمكن الوصول لتصنيف ثابت أيضاً.”
كانت جوهر هذا البعد، والدليل الأهم حتى الآن للوصول لما كتب عنه أنه الميراث. كان منجماً للجوائز والمكافآت الرائعة، وطريقاً للميراث النهائي — كما كتب عليها!
“السلطات في جوهرها ليست أكثر من صيغ جاهزة لعناصر مدمجة، فالأرض والنار ينتجان البراكين، والرمال والنار ينتجان الزجاج، وكذا…لهذا تسمّى بالأشكال المتقدمة، وكذا بالفرعية. لأنها تفرعت في أصلها من غيرها.”حين قال مايرل ذلك، لمعت عيناه بضوءٍ عميق وابتسم:”ولكون الأمر محتملاً وغير محدود، ولترى عجيب هذا العالم، يمكن الوصول لهيئة العناصر الأولية بدمج بعض العناصر مع بعضها، أترى؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يطل زيفاير التفكير، وقال:”ثلاثة. أظن أن حدي سيصل بعد جرعتين إضافيتين.”
قال زيفاير:”أنا أعتقد أن “حقل الفراغ’ المكتوب لدى المسلّة، يعني تقسيم هذا البعد السري لحقلين أو أكثر…وهذا يفسّر سبب عدم رؤيتي لهؤلاء الأشخاص حتى الآن، فمن المعقول وجودهم في الحقول الأخرى. أليس هذا منطقياً؟”
“إن كان للموت والحياة عناصر؛ وللدم عنصر أيضاً، فهل الروح سلطة أم عنصر؟”
هز مايرل رأسه.” قدراتي محدودة، ولست بباعث أو متعاقد. وهذا لا يتضمن مجالي أيضاً؛ كوني قادراً على إبقاءها حيةً هو معجزة بحد ذاته، لا تتمنى أكثر من ذلك.”ثم ابتسم بمرارة وقال:”سحر الموت والروح محرّمان لأسباب واضحة، ومن سوء حظها وجودها هنا، فهذا يفاقم حالتها فقط.”
لم يعرف زيفاير الجواب. فلم يكن متأكداً من فهمه لما قاله مايرل 100%.
لم ينتج الأثير إلا من الأرواح؛ فقد كان جوهرها ومكونها، وبطبيعة الحال ما ساهمت كل ميتة إلا في إزدياده بالأرجاء.
في عالم السيف والسحر، كانت الروح مفهوماً غامضاً ومبهماً؛ ولم يثبت وجودها حتى لدى الكثيرين. وعلى الرغم من ذلك، كانت مستخدمة في أوساط عدة، لكن وبالإتفاق — لم يثبت عنها شيء أو مسار واضح.
“أترى؟”ضحك مايرل، كان صوته عميقاً حين قال:”مرد كل من عبث بالروح إمّا الجنون أو…الموت، ولا مفر من ذلك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لذلك إعلم؛ في اليوم الذي سترى فيه تطبيقاً عملياً للروح كسحر أو كعنصر وبشكل مباشر بسحر ذو مسار مثبت، إعلم أن هذه بادرة عصر جديد…”لم يسع مايرل إلا لمح غابة الأشباح المرعبة، متذكرًا مابها من أثير وأرواح، تنهد:”لا أظن أنّ هذا ببعيد.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سكت مايرل لبرهة، قبل أن يهز رأسه.
قال زيفاير:”أنا أعتقد أن “حقل الفراغ’ المكتوب لدى المسلّة، يعني تقسيم هذا البعد السري لحقلين أو أكثر…وهذا يفسّر سبب عدم رؤيتي لهؤلاء الأشخاص حتى الآن، فمن المعقول وجودهم في الحقول الأخرى. أليس هذا منطقياً؟”
في الحقبة الأولى، كان البشر عبيداً لباقي الأعراق، ولم يحلموا بالسحر أو المقاومة حتى. لكن مرور الوقت تغيّر الأمر بالتدريج وبتتابع آخذين الحق لصنع مسارهم، بدأً من قدرتهم على إستخدام السحر، وصولاً لتطويره بل والتفرع به!
تطورت العديد من الأسحار على مر العصور، كالبصيرة في الحقبة الثانية، والفضاء والزمان في الحقبة الثالثة، والحياة والموت في الحقبة الرابعة على أيدي القديسين وغيرهم من الحكماء العظام على مر التاريخ. وحتى سحر الأرواح لم يظهر على يد القديس اللوتس الغامض سوى في أوساط الحقبة الرابعة.
تنهد مايرل المسن، ثم سأل،”لايبدو أنك وجدت موقع الصبي؟”
وفي مطلع الحقبة القادمة وفي أواخر الحقبة الحالية، لم يسع مايرل سوى الشعور بالرعب مما هو قادم، كان هذا البعد السري مثالاً على ذلك: قد يبدو بسيطاً للوهلة الأولى، لكنّ مايرل قد آمن أن الأمر خلاف ذلك…فلم تكن مياه هذا العالم بهذه الضحالة!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فور إجتيازه للسور، إختل توازن كتفيه لنصف ثانية. ما دفعه لإطلاق زفير شديد. خف الوزن على كتفيه إلى النصف عمّا كان عليه، ولمثل هذه البيئة التراكمية والشريرة، كان هذا التغير بالوزن كافياً له لأن يطلق تنهيدةً مرتاحة شاعراً بأنفاسه أخيراً. لم تكن هذه هي أول مرة يمر بها بهذا، لكنه لم يستطع التعود عليه فعلاً.
عمّ الصمت لدقائق، وشعر كلا من مايرل وزيفاير بمدى ضآلتهما أمام ماقد يحدث. كان الجو ثقيلاً. في النهاية، ماكان للمسن إلا التنهد مذكراً نفسه بعدم إشغال نفسه بذلك، ثم غيّر الموضوع:”الآن لنركز على وضعنا الحالي، أي تحديثاتٍ أخرى لديك؟”
“السلطات في جوهرها ليست أكثر من صيغ جاهزة لعناصر مدمجة، فالأرض والنار ينتجان البراكين، والرمال والنار ينتجان الزجاج، وكذا…لهذا تسمّى بالأشكال المتقدمة، وكذا بالفرعية. لأنها تفرعت في أصلها من غيرها.”حين قال مايرل ذلك، لمعت عيناه بضوءٍ عميق وابتسم:”ولكون الأمر محتملاً وغير محدود، ولترى عجيب هذا العالم، يمكن الوصول لهيئة العناصر الأولية بدمج بعض العناصر مع بعضها، أترى؟”
بعد شراء جرعتي تحصين، وثلاث جرع شفاء، وجرعة إستعادة مانا واحدة. غادر زيفاير، سار بين الخيام، حتى وصل لخيمة كانت في منعزلة قليلاً عن باقي الخيام.
تنهد مايرل المسن، ثم سأل،”لايبدو أنك وجدت موقع الصبي؟”
وإنه ومن حسن حظه إستعداده الدائم بإمتلاك أطعمة تكفيه لبضع أشهر في مخزونه كونه مغامراً ورحالاً أيضاً.
مقابل إطالة عمر سيثريا أو إنقاذها، كان زيفاير سيبحث عن ابن اخ مايرل – فتى باسم ثيلرن. كانت هذه إتفاقية بسيطة بينهما؛ وبالطبع ولصدقهما لم يدخّر أيٌ منهما جهداً في ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com آنذاك كان قد بادر أحد ملّاك الميتم وبسرية بالتواصل معه، مقترحاً عليه: أن يصبح عينة تجارب لدى ساحر ما، وبالمقابل كان سيأخذ النتائج لنفسه، ويُدعم من قبله ببعض الموارد الأساسية للعيش كساحر. لذلك وفي سنّ مبكرة، طوّر زيفاير إدراكاً بمدى قساوة هذا العالم، وبالمبدأ الأساسي للسحرة والمتمثل في “تجارة التبادل”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
‘ما للآن للآن.’زفر زيفاير بهدوء، مصفياً عقله، لم يجاوب عليه، وإنمّا سأل:”أرأيت المسلّة؟”
“نعم.”أجاب مايرل قبل أن يستغرب:”ألاحظت شيئاً؟”
“أعتقد أن هذا الميراث يتبع نظام التصفية المتبع بالحقبة الثانية، فالمرشحات في كل مكان. والموت منتشر. بتنفيذ المهام ينال الأقوياء حقّ التقدم في البعد، وفي النهاية، التقاتل لنيل الميراث!”
مسلة المهام!
في النهاية مال الحزب لخيار غرانيتش أكثر فقد أغراهم ذلك الإرستقراطي الشاب بفوائد جمة. بعد فترة من ذلك، غادر زيفاير الحزب. وثق زيفاير بغريزته ولم يشعر بالراحة على الإطلاق بوجود ذلك الإرتسقراطي بالجوار، ولم يستطع ثني رفاقه، في النهاية تم تعويضه بقدر ممتلكاته، وكان ذلك مفترق طريقه مع مخالب الجشع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت جوهر هذا البعد، والدليل الأهم حتى الآن للوصول لما كتب عنه أنه الميراث. كان منجماً للجوائز والمكافآت الرائعة، وطريقاً للميراث النهائي — كما كتب عليها!
لم يعلم كيف تمكّن الإخوة بيليت من تحقيق ذلك، لكنهم قد صنعوا مصفوفة سحرية قد عزلت الكثير من المجال الروحي الواقع عليهم مخففة وبشدة تأثيرات الأثير وما تجلبه من ضرر. نتيجةً لذلك، كثيراً ماعاد الناس إلى هذه البلدة، حتى يرتاحوا مؤقتاً. فعلى حد علمه، كانت هذه البلدة هي الوحيدة في البعد وبمثل هذا الخواص – حتى الآن.
بنيت بلدة بيليت حول مسلّة المهام، والتي نالها الإخوة دولاد بقوتهم بعد معارك عديدة. وبشكل غريب، كانت مهام المسلة متجددة، وكانت تزيد صعوبةً في كل مرة.
كونهم مغامرين، فقد عنى ذلك مواجتهم للأخطار والموت دائماً؛ لكن ولأنهم مغامرون، فقد إمتلكوا طرقهم للعيش وللتواصل رغم كل شيء. لذلك رأى زيفاير إنقطاعهم التام لشهر أمراً غريباً، وأتى للتحقق بنفسه، حين أقحم فجاةً في البعد، و وجد سيثريا بهذه الحال.
“كما تعلم، ضاع العديد من الناس.”كان زيفاير دقيقاً، حين ذكر:”كانوا بالمئات. دعك من ابن أخيك، فالأميرة عائشة، وساحر البلاط الإمبراطوري هيروسوليم، وغيرهم من الشخصيات الأخرى الهامة الذين قد تواجدوا حين حصل الإنفجار…لايرون بداخل هذا البعد، أو لم يظهروا أنفسهم حتى الآن، ألا تجد هذا غريباً؟”
كان زيفاير عضواً سابقاً في حزب مخالب الجشع.
سأل زيفاير شيئاً كان يدور بخلده منذ فترة، مستغلاً الفرصة للإستزادة:”لما البرق عنصر أولي؟”
“ومن غير المعقول أن يكونوا قد ماتوا بعد، أليس كذلك؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هذا هو أول نص رُسم على مسلّة المهام بلغة آركانا القديمة.
“هاه!”
أشار زيفاير إلى شيء معقول، كان في نفس مايرل منذ مدة. لذلك اومأ ببطء، وسأل:”جيد أنك قد لاحظت ذلك، مالذي تعتقده؟”
“ومن غير المعقول أن يكونوا قد ماتوا بعد، أليس كذلك؟”
بين الأشجار الشبحية والأعشاب السوداء ورائحة الموت والجثث العفنة، وجدت بلدة صغيرة من الخيام والأكواخ، كانت بدائية الملامح والبنيان، كافية المهام والأغراض. تجمع حولها جمعٌ هائل من الناس بحثاً عن الملجئ والأمان، ملقيين في الطرقات وحول الأسوار. أحاط حاجزٌ أزرق حولها، حامياً إياها من شيء كان كالسّم في الهواء – الأثير!
“مرحباً بك في حقل الضياع!”
“نعم.”أجاب مايرل قبل أن يستغرب:”ألاحظت شيئاً؟”
“بتنفيذ المهام الموجودة على المسلة، يمكنك نيل الثروات! لا تقلق – فنحن نُزهاء؛ وسنتأكد من مكافأتك تعبك جيداً! ستعرف بعض الأسرار بعد تنفيذ المهام، وقد تحصل على مكافآتٍ سرية! هذه فرصةٌ يا رفيق – قد تتغير حياتك للأفضل!”
حزب المغامرين ذو التصنيف B، والذين قد كانوا أوّل من يدخل إلى البعد السري، رفقة جمع من سحرة البرج!
لم يسعه سوى الإستنكار ناظراً إلى كل هؤلاء اللاجئين أمام السور الصخري:’ما زال العدد يزداد…لكم ستنجو هذه البلدة؟ وهذه الرائحة اللاذعة أيضاً…’
كان هذا هو أول نص رُسم على مسلّة المهام بلغة آركانا القديمة.
منذ ذلك الحين، كان زيفاير يساعده مقابل البحث عن ابن أخيه، وأن يكون أذنه في هذا البعد. فقد كان باحثاً على مايبدو، لذلك لم يرد أن يشغل نفسه بما يحصل.
كان أشيباً طويلاً بملابس ساحر رمادية وبيضاء، كان محلوق اللحى، عُجّ وجهه بالتجاعيد، وبينهم برزت عيناه العميقتان كبئرٍ قديمة، كان طويل الشعر. كانت هالته ساكنة، لم تبرز حتى كساحر في الرتبة الأولى، ما أعطاه جواً من الحكمة والغموض، ابتسم:”انت هنا، مرحباً بك.”
كانت هذه المسلة شيئاً مشوقاً.
كان هذا المسن يدعى بـ مايرل. كان محسن زيفاير ومنقذه، إلتقاه زيفاير بعد إيجاده لسيثريا.
قال زيفاير:”أنا أعتقد أن “حقل الفراغ’ المكتوب لدى المسلّة، يعني تقسيم هذا البعد السري لحقلين أو أكثر…وهذا يفسّر سبب عدم رؤيتي لهؤلاء الأشخاص حتى الآن، فمن المعقول وجودهم في الحقول الأخرى. أليس هذا منطقياً؟”
كان الخيميائي ملثماً بالكامل، تحدث بصوت أجش بلا تحيات:”أي جرعة؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لمعت عينا مايرل، قبل أن يومأ:”تابع.”
‘هذا حقاً…’
“أعتقد أن هذا الميراث يتبع نظام التصفية المتبع بالحقبة الثانية، فالمرشحات في كل مكان. والموت منتشر. بتنفيذ المهام ينال الأقوياء حقّ التقدم في البعد، وفي النهاية، التقاتل لنيل الميراث!”
‘لأرجوا ألا تسقط البلدة خلال زياراتي القادمة، على الأقل لتسلم المسلّة…’
سكت مايرل لبرهة، قبل أن يهز رأسه.
‘أحتاج لمعرفة ماحصل لهم…بأي ثمن.’
كان هذا العالم شاسعاً.
لهذا كان مقترحه البديل هو الإعتماد على المنظمات السحرية كـ”محكمة الحقيقة” فقد كان له تجربته معهم، ورأى منهجيتهم وعمليتهم عكس النبلاء الساعين للفوائد بعمي.
شعر زيفاير بإحترام شديد تجاه مايرل. فقد تمكن من تثبيت حالة سيثريا وعدم السماح لها بالموت، وبمقابل بسيطغي مضمون.
لم تستخدم الأبعاد السرية بكثرة إلا في الحقبتي الثانية والثالثة، وكان ذلك لسببين: تكبّر الأركانيين ونظرهم للأبعاد السرية كمنازل لعالي المقام، ولكونها سهلة الحماية ضد الأعداء الخارجيين — الأعراق الأخرى!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن لم يتخطى حجم أكبر بعد سري 5000 كيلومتر في أفضل الأحوال. فقد كانت الأبعاد السرية حارقةً للموارد بطبعها؛ ناهيك عن تقلبات الفضاء، وباقي مشاكلها الأخرى.
لم يسهب مايرل في الكلام، أومأ في النهاية وقال:”هذا مشوّق بطريقته. إستمر هكذا ولاقني بالجديد.”
كان من المعقول تصنيف الضوء والظلام وكذا نقيضين آخرين كالحياة والموت، ومتوازيين كالفضاء والزمن. لكن البرق؟
“التحصين…”نظر إليه الخيميائي بإمعان، قبل أن يسأل:”كم جرعة قد شربت حتى الآن؟”
“أوقف البحث عن ثيلرن مؤقتاً، وركّز على إستكشاف البعد والبحث عن رفاقك…”توقف مؤقتاً ثم ألقى نظرة سريعة على سيثريا ثم قال:”بالنسبة لها…لا يمكنني مساعدتها أكثر من ذلك.”
في القارة المركزية؛ الماء هي العنصر الأولي الوحيد، وما غيرها يتبع تصنيفات أخرى…أترى؟ كل هذا يعتمد على النشأة والنظرة للأمر، وبالطبع هو قابلٌ للنقاش، ويمكن الوصول لتصنيف ثابت أيضاً.”
صدم زيفاير وقال على الفور:”لكن…”
في كل الأحوال، كان قد هزم تماماً من قبل ذلك الارستقراطي.
“لا، “أصبح صوته أرق:”كما أخبرتك. لا حول لي في هذا؛ جد باعثاً أو ما شابه، حتى خيميائي ذو خبرة بالمجال المقابل سيفي بالغرض.”
كانت جوهر هذا البعد، والدليل الأهم حتى الآن للوصول لما كتب عنه أنه الميراث. كان منجماً للجوائز والمكافآت الرائعة، وطريقاً للميراث النهائي — كما كتب عليها!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لذلك كان، لا، بل وجب عليه السعي في ذلك!
علم زيفاير بمدى إستحالة إنقاذها، لكنه لا يزال يأمل في ذلك.
كانت هذه المسلة شيئاً مشوقاً.
ناظراً لحال سيثريا العصيبة، ماكان له إلا التفكير في الماضي: هل اخطأ حينها؟
‘متعاقد أم باعث، أو حتى خيميائي…’ وضع زيفاير لنفسه هدفاً جديداً. ناهيك عن سيثريا، من كان ليضمن له أن باقي الأعضاْ لم يكونوا بحال مماثلة؟
“هيه.” ضحك مايرل، قبل أن يسأل بعمق:”للوجودات عناصر؛ فالضوء والظلام هما البداية يتلوهما البرق والفضاء والزمن، وكذا الحياة والموت. وهذا ماجعلهم عناصر أولية، فهم الوجود نفسه.”
لذلك كان، لا، بل وجب عليه السعي في ذلك!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“ر..جا..ءاً…فقـ…ط…جـ…جـ…ـغـ…مة…”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات