بوادر الاكتشاف
الفصل الأول: بوادر الاكتشاف
الفصل 1-1- صباح عادي لعالم استثنائي
في صباح يوم خريفي هادئ، تسللت أشعة الشمس الذهبية عبر ستائر النافذة الرقيقة لتوقظ الدكتور هشام محمد من نومه العميق. فتح عينيه ببطء، ملقياً نظرة على ساعة الحائط التي أشارت إلى السادسة صباحاً تماماً. لم يكن بحاجة إلى منبه؛ فجسده اعتاد الاستيقاظ في هذا الوقت بالضبط كل يوم، حتى في أيام العطلات.
الفصل الأول: بوادر الاكتشاف الفصل 1-1- صباح عادي لعالم استثنائي في صباح يوم خريفي هادئ، تسللت أشعة الشمس الذهبية عبر ستائر النافذة الرقيقة لتوقظ الدكتور هشام محمد من نومه العميق. فتح عينيه ببطء، ملقياً نظرة على ساعة الحائط التي أشارت إلى السادسة صباحاً تماماً. لم يكن بحاجة إلى منبه؛ فجسده اعتاد الاستيقاظ في هذا الوقت بالضبط كل يوم، حتى في أيام العطلات.
تنهد بعمق وهو يستنشق رائحة الخريف المميزة التي تسللت من النافذة المفتوحة قليلاً. كان الجو منعشاً في القاهرة هذه الأيام، بعد صيف حارق امتد لأشهر طويلة. نهض من سريره بحركة معتادة، وتوجه مباشرة إلى الحمام ليبدأ روتينه اليومي الذي لم يتغير منذ سنوات: استحمام بماء دافئ، غسل أسنان بعناية، ثم حلاقة دقيقة لذقنه الذي بدأت تظهر فيه بعض الشعيرات البيضاء رغم أنه لم يتجاوز الخامسة والأربعين بعد.
جميع الحقوق محفوظه للمولف إبراهيم محمود
أمام المرآة، تأمل وجهه للحظات. كانت عيناه البنيتان تحملان ذلك المزيج الغريب من الحكمة والفضول الذي ميزه طوال حياته الأكاديمية. خطوط رفيعة بدأت تظهر حول عينيه، شاهدة على سنوات طويلة قضاها محدقاً في التلسكوبات وشاشات الكمبيوتر، يدرس أسرار الكون الفسيح.
تنهد بعمق وهو يستنشق رائحة الخريف المميزة التي تسللت من النافذة المفتوحة قليلاً. كان الجو منعشاً في القاهرة هذه الأيام، بعد صيف حارق امتد لأشهر طويلة. نهض من سريره بحركة معتادة، وتوجه مباشرة إلى الحمام ليبدأ روتينه اليومي الذي لم يتغير منذ سنوات: استحمام بماء دافئ، غسل أسنان بعناية، ثم حلاقة دقيقة لذقنه الذي بدأت تظهر فيه بعض الشعيرات البيضاء رغم أنه لم يتجاوز الخامسة والأربعين بعد.
ارتدى ملابسه بعناية: قميص أزرق فاتح، ربطة عنق كحلية، وبنطال رمادي أنيق، ثم سترة بيضاء نظيفة تليق بمكانته كأستاذ متميز في كلية علوم الفضاء بجامعة القاهرة. كان الدكتور هشام معروفاً بأناقته المحافظة وهندامه المرتب، تماماً كما كان معروفاً بدقته العلمية وانضباطه الشديد.
جميع الحقوق محفوظه للمولف إبراهيم محمود
في المطبخ الصغير لشقته التي يعيش فيها وحيداً منذ وفاة والديه قبل سنوات، أعد فطوراً بسيطاً: شريحتان من الخبز المحمص، بيضة مسلوقة، وكوب من الشاي الأسود بالنعناع. جلس على طاولة الطعام الصغيرة، وفتح الجريدة اليومية التي اعتاد قراءتها أثناء الإفطار. تصفح العناوين الرئيسية بسرعة: أزمات سياسية، مشاكل اقتصادية، صراعات دولية… العالم كما هو دائماً، مضطرب ومتقلب.
جميع الحقوق محفوظه للمولف إبراهيم محمود
انتقلت عيناه إلى زاوية صغيرة في الصفحة العلمية تتحدث عن اكتشاف كوكب جديد يشبه الأرض في منظومة نجمية بعيدة. ابتسم قليلاً وهو يقرأ التفاصيل. كان يعلم أن هذا “الاكتشاف” قديم، وأن الصحافة تأخرت في نقله للجمهور كعادتها. هذا ما كان يزعجه دائماً في الإعلام العلمي: البطء والسطحية وأحياناً عدم الدقة.
ارتدى ملابسه بعناية: قميص أزرق فاتح، ربطة عنق كحلية، وبنطال رمادي أنيق، ثم سترة بيضاء نظيفة تليق بمكانته كأستاذ متميز في كلية علوم الفضاء بجامعة القاهرة. كان الدكتور هشام معروفاً بأناقته المحافظة وهندامه المرتب، تماماً كما كان معروفاً بدقته العلمية وانضباطه الشديد.
أنهى فطوره، غسل الأطباق بعناية، ثم جمع أوراقه وكتبه ووضعها في حقيبته الجلدية البنية التي لازمته طوال مسيرته الأكاديمية. كانت الساعة تشير إلى السابعة تماماً عندما أغلق باب شقته وتوجه نحو المصعد.
تنهد بعمق وهو يستنشق رائحة الخريف المميزة التي تسللت من النافذة المفتوحة قليلاً. كان الجو منعشاً في القاهرة هذه الأيام، بعد صيف حارق امتد لأشهر طويلة. نهض من سريره بحركة معتادة، وتوجه مباشرة إلى الحمام ليبدأ روتينه اليومي الذي لم يتغير منذ سنوات: استحمام بماء دافئ، غسل أسنان بعناية، ثم حلاقة دقيقة لذقنه الذي بدأت تظهر فيه بعض الشعيرات البيضاء رغم أنه لم يتجاوز الخامسة والأربعين بعد.
في الشارع، كانت القاهرة تستيقظ ببطء. باعة متجولون يعدون بسطاتهم، عمال يهرعون إلى وظائفهم، طلاب يحملون حقائبهم متوجهين إلى مدارسهم وجامعاتهم. استقل الدكتور هشام سيارته المتواضعة، وهي طراز ياباني قديم لكنه محافظ عليها بعناية فائقة، وانطلق نحو الجامعة.
أنهى فطوره، غسل الأطباق بعناية، ثم جمع أوراقه وكتبه ووضعها في حقيبته الجلدية البنية التي لازمته طوال مسيرته الأكاديمية. كانت الساعة تشير إلى السابعة تماماً عندما أغلق باب شقته وتوجه نحو المصعد.
الطريق إلى الجامعة كان مزدحماً كالعادة، لكن الدكتور هشام اعتاد الخروج مبكراً تحسباً لهذا الازدحام. كان يستمع إلى الراديو الذي كان يبث برنامجاً صباحياً عن آخر الاكتشافات العلمية. المذيع كان يتحدث بحماس عن مهمة فضائية جديدة لاستكشاف المريخ، لكن الدكتور هشام لاحظ عدة أخطاء علمية في كلام المذيع، مما جعله يبتسم بسخرية خفيفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
جميع الحقوق محفوظه للمولف إبراهيم محمود
أمام المرآة، تأمل وجهه للحظات. كانت عيناه البنيتان تحملان ذلك المزيج الغريب من الحكمة والفضول الذي ميزه طوال حياته الأكاديمية. خطوط رفيعة بدأت تظهر حول عينيه، شاهدة على سنوات طويلة قضاها محدقاً في التلسكوبات وشاشات الكمبيوتر، يدرس أسرار الكون الفسيح.
الفصل الأول: بوادر الاكتشاف الفصل 1-1- صباح عادي لعالم استثنائي في صباح يوم خريفي هادئ، تسللت أشعة الشمس الذهبية عبر ستائر النافذة الرقيقة لتوقظ الدكتور هشام محمد من نومه العميق. فتح عينيه ببطء، ملقياً نظرة على ساعة الحائط التي أشارت إلى السادسة صباحاً تماماً. لم يكن بحاجة إلى منبه؛ فجسده اعتاد الاستيقاظ في هذا الوقت بالضبط كل يوم، حتى في أيام العطلات.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات