الميتات بيننا I
3: الميتات بيننا I
كل هذا جعل الحي وقتًا ومكانًا مثاليين لترتيب لقائي مع مارسيل ديفروكس، أحد الوسطاء الذين أتعامل معهم في تجارة الكتب—والذي أشك بشدة في أن اسمه مجرد اسم مستعار. انه رجل ذو ذوق رفيع وهيئة أنيقة، بشارب مهذّب تتخلله خصل فضية، وشعر مصفف بعناية تحت قبعة، وبذلة مصممة بعناية كنت لأتوقعها من رجل نبيل من علية القوم وليس من مجرم محترف. كانت عيناه الخضراوان تومضان بتسلية وهو يقلّب صفحات كتاب “الميتات الضائعة”.
ما الذي يحدث بعد الموت؟
لم أجد أي دليل يمكنه الإجابة عن هذا الغموض. لم يعد أحد ليخبرنا بما ينتظرنا، ولم يقدم أحد تفسيرًا يقنعني بما يحدث عندما نصل إلى النهاية.
هذا السؤال كان يلازمني كظل منذ سنوات طويلة، كما كان موضوع تفكير وتأمل لدى البشر منذ الأزل. عبر العصور، قدمت الثقافات المختلفة تصوراتها وتفسيراتها، لكن أياً منها لم يتمكن من تقديم إجابة قاطعة.
“هذا يعتمد على العمل المطلوب مني. ربما بضع فرنكات، أو خدمة تُحدد لاحقًا.” كانت ابتسامته تحمل كل مرارة الزبدة العفنة. “سمعت أنك طالب محترم في السوربون، وقد ساعدت أحد الأساتذة في عملية جراحية.”
هل ينتهي الشعور بالوجود الفردي بعد توقف الحياة؟ أم أننا جزء من كيان أكبر يستمر بعدنا؟ هل ما نسميه بالوعي أو الإدراك يختفي تمامًا أم أنه يتحول إلى شكل آخر؟
“أفترض أن دفترًا فارغًا لم يكن يستحق العناء.” تخيلت السبب، إذ لم يذكر السيد ديفروكس شيئًا عن مدخلات الميتة. _أنا لا أكشف الحقيقة إلا لسيدي،_ كما قال الكتاب. لقد كان يُظهر للقراء الجاهلين ما أرادهم أن يروا فقط. “أود معرفة المزيد عن نيلسون، إذ ربما لا يزال بعض معارفه أحياء. هل يمكنك جمع المعلومات نيابةً عني؟”
لم أجد أي دليل يمكنه الإجابة عن هذا الغموض. لم يعد أحد ليخبرنا بما ينتظرنا، ولم يقدم أحد تفسيرًا يقنعني بما يحدث عندما نصل إلى النهاية.
لم تكن المسألة أنني أبحث عن إجابة مريحة أو أتمنى استمرارًا مطلقًا، بل كان خوفي من فكرة التلاشي التام، من أن ينطفئ كل شيء فجأة، وأن تختفي كل أفكاري وخبراتي ولحظات الفرح والحزن إلى الأبد، بينما يواصل الكون مساره غير مكترث.
لكنني لم أغادر بلفيل بعد، إذ كان لي سبب آخر لعقد اجتماعنا هنا. فقد وعدني كتاب الميتات الضائعة بـ”معجزة مظلمة” إن انتظرت طويلًا بما يكفي.
ربما لن نجد إجابة منطقية عن هذه الأسئلة، وربما يكمن الحل في التوقف عن طرحها أصلًا. لكن بالنسبة لي، ظل هذا السؤال علامة استفهام كبيرة لم أتمكن من تجاهلها.
“سررت إذن. سأعود إليك حالما أتعرف على المزيد.” تنحنح السيد ديفروكس. “لكنني أود تحذيرك. إذا اقتربت من الشمس أكثر مما ينبغي، كما فعل إيكاروس، فستكتوي بنارها.”
لم يقدم كتاب الميتات الضائعة إجابة منطقية على هذه الأسئلة بعد، لكنه قد يزيل الحاجة إلى طرحها على البشر في المقام الأول. إذا كان يقول الحقيقة.
“هل ستصدقني لو قلتُ إنه على الأرجح يعود لقرون خلت؟” سألتُه.
راقبت السيد ديفروكس وهو يقرأ الكتاب تحت وهج المصباح. كانت الشوارع شبه خاوية إلا منا نحن الاثنين وقلة من الرعاع. فقد اعتاد أهل باريس المحترمون الابتعاد عن حي بلفيل لفقره وسوء أحواله الصحية، ينسحبون مع غروب الشمس ليتركوا الليل في قبضة السكارى، وبغايا لم يجدن ما يكفي من الحظوة للانتقال إلى مونمارتر، وأشباه اللصوص. نادرًا ما كان رجال الشرطة يكلّفون أنفسهم عناء زيارة هذا الجزء من المدينة، فضلًا من التدخل فيه.
كل هذا جعل الحي وقتًا ومكانًا مثاليين لترتيب لقائي مع مارسيل ديفروكس، أحد الوسطاء الذين أتعامل معهم في تجارة الكتب—والذي أشك بشدة في أن اسمه مجرد اسم مستعار. انه رجل ذو ذوق رفيع وهيئة أنيقة، بشارب مهذّب تتخلله خصل فضية، وشعر مصفف بعناية تحت قبعة، وبذلة مصممة بعناية كنت لأتوقعها من رجل نبيل من علية القوم وليس من مجرم محترف. كانت عيناه الخضراوان تومضان بتسلية وهو يقلّب صفحات كتاب “الميتات الضائعة”.
“أنت مطلع جيدًا.” بالطبع، هذا النوع من الأشخاص يحقق فيمن يتعامل معهم. العميل الخطأ أو الجاهل قد يعرضهم لخطر السلطات. “هل تحتاج إلى مهاراتي؟”
“إنه كتاب غريب جدًا هذا الذي جلبته لي، يا صديقي،” قال بعد أن أغلق المخطوط وأعاده لي. “الورق الكتاني المستخدم في صفحاته يتناسب مع الأساليب التي استخدمتها الحضارات الشرقية ما قبل الإسلام، لكن جودة صنعه توحي وكأنه صُنع بالأمس.”
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.
“هل ستصدقني لو قلتُ إنه على الأرجح يعود لقرون خلت؟” سألتُه.
راقبت السيد ديفروكس وهو يقرأ الكتاب تحت وهج المصباح. كانت الشوارع شبه خاوية إلا منا نحن الاثنين وقلة من الرعاع. فقد اعتاد أهل باريس المحترمون الابتعاد عن حي بلفيل لفقره وسوء أحواله الصحية، ينسحبون مع غروب الشمس ليتركوا الليل في قبضة السكارى، وبغايا لم يجدن ما يكفي من الحظوة للانتقال إلى مونمارتر، وأشباه اللصوص. نادرًا ما كان رجال الشرطة يكلّفون أنفسهم عناء زيارة هذا الجزء من المدينة، فضلًا من التدخل فيه.
سخر وسيطي قائلًا، “لأصفك بالكاذب، لكن دعني أقول إنك أثرت فضولي. من أين حصلت على هذا؟”
[**: السوربون هي جامعة فرنسية رفيعة وعريقة.]
“يأتي من مكتبة هنري نيلسون.”
“نعم… ولكن ليس مجانًا.”
“نيلسون… من الحريق أثناء الحصار؟” حك مارسيل ذقنه. كان مجرد معرفة الاسم لديه أمرًا أدهشني. “كنت أظن أن المكتب قد صادر جميع مقتنياته خلال العقد الماضي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ضيقتُ عينيّ وأنا أرمقه. لم يكن السيد ديفروكس بحاجة لأن يذكرني بأي مكتب يشير، وذكره وحده كان كافيًا ليكشف عن الطابع غير القانوني لمكتبة نيلسون الراحل. “لم أكن أعلم أنه كان مشهورًا.”
ضيقتُ عينيّ وأنا أرمقه. لم يكن السيد ديفروكس بحاجة لأن يذكرني بأي مكتب يشير، وذكره وحده كان كافيًا ليكشف عن الطابع غير القانوني لمكتبة نيلسون الراحل. “لم أكن أعلم أنه كان مشهورًا.”
“هل ستصدقني لو قلتُ إنه على الأرجح يعود لقرون خلت؟” سألتُه.
“لن أصفه بالشهرة… بل أقرب إلى فضول منسي. سمعتُ شائعات بأن نيلسون كان يتعامل مع صوفيين روس، وسحرة أفارقة، وغيرهم من ذوي السمعة السيئة. بعض الهواة دفعوا أموالًا طائلة للحصول على كتب لم تحترق مع مكتبته، فقط ليستولي عليها المكتب لاحقًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ضيقتُ عينيّ وأنا أرمقه. لم يكن السيد ديفروكس بحاجة لأن يذكرني بأي مكتب يشير، وذكره وحده كان كافيًا ليكشف عن الطابع غير القانوني لمكتبة نيلسون الراحل. “لم أكن أعلم أنه كان مشهورًا.”
اتسعت عيناي قليلًا. هنري نيلسون كان بائع كتب وجامعًا لها، ومعظمها احترق مع مكتبته. هل يمكن أن تكون مهنته مجرد ستار لجمع كتب السحر والغرائب الأخرى؟ قد يفسر هذا سبب مصادرة المكتب لأعماله.
“حسنًا،” وافقت. “معروف يُرد بمعروف.”
“أفترض أن دفترًا فارغًا لم يكن يستحق العناء.” تخيلت السبب، إذ لم يذكر السيد ديفروكس شيئًا عن مدخلات الميتة. _أنا لا أكشف الحقيقة إلا لسيدي،_ كما قال الكتاب. لقد كان يُظهر للقراء الجاهلين ما أرادهم أن يروا فقط. “أود معرفة المزيد عن نيلسون، إذ ربما لا يزال بعض معارفه أحياء. هل يمكنك جمع المعلومات نيابةً عني؟”
قهقه، ورأيته يتلاشى في ظلام بلفيل بعد ذلك بوقت قصير. تمنيتُ أن يفي بكلمته. كانت المصحة ملزمة قانونيًا بإبلاغ السلطات بوفاة أي نزيل في أسرع وقت ممكن، وإذا كانت شكوكي صحيحة، فلن يطول الوقت قبل أن يأتي أحد للتحقيق في وفاة هنري.
“نعم… ولكن ليس مجانًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ضيقتُ عينيّ وأنا أرمقه. لم يكن السيد ديفروكس بحاجة لأن يذكرني بأي مكتب يشير، وذكره وحده كان كافيًا ليكشف عن الطابع غير القانوني لمكتبة نيلسون الراحل. “لم أكن أعلم أنه كان مشهورًا.”
قطبتُ جبيني. كنت أخشى ذلك. “كم تريد؟”
“سررت إذن. سأعود إليك حالما أتعرف على المزيد.” تنحنح السيد ديفروكس. “لكنني أود تحذيرك. إذا اقتربت من الشمس أكثر مما ينبغي، كما فعل إيكاروس، فستكتوي بنارها.”
“هذا يعتمد على العمل المطلوب مني. ربما بضع فرنكات، أو خدمة تُحدد لاحقًا.” كانت ابتسامته تحمل كل مرارة الزبدة العفنة. “سمعت أنك طالب محترم في السوربون، وقد ساعدت أحد الأساتذة في عملية جراحية.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن المسألة أنني أبحث عن إجابة مريحة أو أتمنى استمرارًا مطلقًا، بل كان خوفي من فكرة التلاشي التام، من أن ينطفئ كل شيء فجأة، وأن تختفي كل أفكاري وخبراتي ولحظات الفرح والحزن إلى الأبد، بينما يواصل الكون مساره غير مكترث.
[**: السوربون هي جامعة فرنسية رفيعة وعريقة.]
“هل ستصدقني لو قلتُ إنه على الأرجح يعود لقرون خلت؟” سألتُه.
“أنت مطلع جيدًا.” بالطبع، هذا النوع من الأشخاص يحقق فيمن يتعامل معهم. العميل الخطأ أو الجاهل قد يعرضهم لخطر السلطات. “هل تحتاج إلى مهاراتي؟”
راقبت السيد ديفروكس وهو يقرأ الكتاب تحت وهج المصباح. كانت الشوارع شبه خاوية إلا منا نحن الاثنين وقلة من الرعاع. فقد اعتاد أهل باريس المحترمون الابتعاد عن حي بلفيل لفقره وسوء أحواله الصحية، ينسحبون مع غروب الشمس ليتركوا الليل في قبضة السكارى، وبغايا لم يجدن ما يكفي من الحظوة للانتقال إلى مونمارتر، وأشباه اللصوص. نادرًا ما كان رجال الشرطة يكلّفون أنفسهم عناء زيارة هذا الجزء من المدينة، فضلًا من التدخل فيه.
“ليس بعد،” أجاب الرجل. “وربما لا أحتاجها أبدًا؛ ولكن قد يأتي يوم أطرق فيه بابك وأطلب مساعدتك. وعندما يحين ذلك، ستوافق على طلبي دون أن تطرح أسئلة.”
ما الذي يحدث بعد الموت؟
بعبارة أخرى، سيطلب مني إما المشاركة في جريمة أو مساعدة في مشروع مشابه. كنت حذرًا من الموافقة على هذا النوع من الصفقات، لكن الخيارات أمامي محدودة. لم تكن الاتصالات الموثوقة متوفرة بسهولة في مجالنا، ولم يكن لدي رفاهية المساومة.
[**: السوربون هي جامعة فرنسية رفيعة وعريقة.]
“حسنًا،” وافقت. “معروف يُرد بمعروف.”
ربما لن نجد إجابة منطقية عن هذه الأسئلة، وربما يكمن الحل في التوقف عن طرحها أصلًا. لكن بالنسبة لي، ظل هذا السؤال علامة استفهام كبيرة لم أتمكن من تجاهلها.
“سررت إذن. سأعود إليك حالما أتعرف على المزيد.” تنحنح السيد ديفروكس. “لكنني أود تحذيرك. إذا اقتربت من الشمس أكثر مما ينبغي، كما فعل إيكاروس، فستكتوي بنارها.”
“هذا يعتمد على العمل المطلوب مني. ربما بضع فرنكات، أو خدمة تُحدد لاحقًا.” كانت ابتسامته تحمل كل مرارة الزبدة العفنة. “سمعت أنك طالب محترم في السوربون، وقد ساعدت أحد الأساتذة في عملية جراحية.”
ابتسمتُ. “تلك ليست العبرة التي استخلصتُها من الحكاية.”
راقبت السيد ديفروكس وهو يقرأ الكتاب تحت وهج المصباح. كانت الشوارع شبه خاوية إلا منا نحن الاثنين وقلة من الرعاع. فقد اعتاد أهل باريس المحترمون الابتعاد عن حي بلفيل لفقره وسوء أحواله الصحية، ينسحبون مع غروب الشمس ليتركوا الليل في قبضة السكارى، وبغايا لم يجدن ما يكفي من الحظوة للانتقال إلى مونمارتر، وأشباه اللصوص. نادرًا ما كان رجال الشرطة يكلّفون أنفسهم عناء زيارة هذا الجزء من المدينة، فضلًا من التدخل فيه.
“حقًا؟” رفع حاجبه نحوي. “وأي درس تعلمته منها إذن؟”
“لن أصفه بالشهرة… بل أقرب إلى فضول منسي. سمعتُ شائعات بأن نيلسون كان يتعامل مع صوفيين روس، وسحرة أفارقة، وغيرهم من ذوي السمعة السيئة. بعض الهواة دفعوا أموالًا طائلة للحصول على كتب لم تحترق مع مكتبته، فقط ليستولي عليها المكتب لاحقًا.”
“أن البشر قادرون على الطيران إن عزموا أمرهم.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بعبارة أخرى، سيطلب مني إما المشاركة في جريمة أو مساعدة في مشروع مشابه. كنت حذرًا من الموافقة على هذا النوع من الصفقات، لكن الخيارات أمامي محدودة. لم تكن الاتصالات الموثوقة متوفرة بسهولة في مجالنا، ولم يكن لدي رفاهية المساومة.
قهقه، ورأيته يتلاشى في ظلام بلفيل بعد ذلك بوقت قصير. تمنيتُ أن يفي بكلمته. كانت المصحة ملزمة قانونيًا بإبلاغ السلطات بوفاة أي نزيل في أسرع وقت ممكن، وإذا كانت شكوكي صحيحة، فلن يطول الوقت قبل أن يأتي أحد للتحقيق في وفاة هنري.
“هذا يعتمد على العمل المطلوب مني. ربما بضع فرنكات، أو خدمة تُحدد لاحقًا.” كانت ابتسامته تحمل كل مرارة الزبدة العفنة. “سمعت أنك طالب محترم في السوربون، وقد ساعدت أحد الأساتذة في عملية جراحية.”
لكنني لم أغادر بلفيل بعد، إذ كان لي سبب آخر لعقد اجتماعنا هنا. فقد وعدني كتاب الميتات الضائعة بـ”معجزة مظلمة” إن انتظرت طويلًا بما يكفي.
ابتسمتُ. “تلك ليست العبرة التي استخلصتُها من الحكاية.”
————————
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بعبارة أخرى، سيطلب مني إما المشاركة في جريمة أو مساعدة في مشروع مشابه. كنت حذرًا من الموافقة على هذا النوع من الصفقات، لكن الخيارات أمامي محدودة. لم تكن الاتصالات الموثوقة متوفرة بسهولة في مجالنا، ولم يكن لدي رفاهية المساومة.
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.
كل هذا جعل الحي وقتًا ومكانًا مثاليين لترتيب لقائي مع مارسيل ديفروكس، أحد الوسطاء الذين أتعامل معهم في تجارة الكتب—والذي أشك بشدة في أن اسمه مجرد اسم مستعار. انه رجل ذو ذوق رفيع وهيئة أنيقة، بشارب مهذّب تتخلله خصل فضية، وشعر مصفف بعناية تحت قبعة، وبذلة مصممة بعناية كنت لأتوقعها من رجل نبيل من علية القوم وليس من مجرم محترف. كانت عيناه الخضراوان تومضان بتسلية وهو يقلّب صفحات كتاب “الميتات الضائعة”.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
اتسعت عيناي قليلًا. هنري نيلسون كان بائع كتب وجامعًا لها، ومعظمها احترق مع مكتبته. هل يمكن أن تكون مهنته مجرد ستار لجمع كتب السحر والغرائب الأخرى؟ قد يفسر هذا سبب مصادرة المكتب لأعماله.
ربما لن نجد إجابة منطقية عن هذه الأسئلة، وربما يكمن الحل في التوقف عن طرحها أصلًا. لكن بالنسبة لي، ظل هذا السؤال علامة استفهام كبيرة لم أتمكن من تجاهلها.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات