You dont have javascript enabled! Please enable it!
]
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سعي بربري 2

الفصل الثاني
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
رصدت المجموعة الدب الرمادي بين الشجيرات الكثيفة. لم يكن من النادر أن يفقد الصيادون أرواحهم في محاولاتهم للقضاء على هذه الوحوش المرعبة.
aa
سحب يوريتش قوسه بقوة هائلة. جعلت طبقتا الخشب الإضافيتان على قوسه، بالإضافة إلى وتر القوس المصنوع من خيوط ملتوية متعددة، قوسه أكثر سمكًا من ضعف سمك القوس العادي.
“همف.”
وبينما يسحب الوتر بكل ألياف العضلات في جسده بالكامل، برزت الأوردة في ذراعي يوريتش بشكل بارز وتحول وجهه إلى اللون الأحمر الدموي من شدة ضغطه على أسنانه.
بوو!
أدى التوتر الهائل الناتج عن القوس إلى إرسال السهم ليشق طريقه عبر هواء الجبل البارد مع صوت هسهسة حاد.
ثاك.
أصبح سهم يوريتش مغروسًا عميقًا في رقبة الدب الرمادي. لكن حتى جرحًا عميقًا كهذا لم يكن كافيًا لإسقاط دبٍّ كهذا.
“أطلقها!” انهالت السهام على الدب الرمادي بأمر يوريتش. أطلق الدب زئيرًا وحشيًا في آنٍ واحد، وانقضّ على المحاربين الصغار.
“ارفعوا الرماح!” تفرق المحاربون لمحاصرة الدب برماح الصيد الطويلة الخاصة بهم. “اطعنوه!”
استراتيجيتهم استغلال النقاط العمياء التي يُحدثها الدب عند استهدافه محاربًا واحدًا في كل مرة. المحارب المستهدف يلفت انتباه الدب بينما يوجه المحاربون في نقاطه العمياء الضربات. وهكذا، بدأ الدب يتراكم عليه جروح الرماح.
“يا رفاق، هيا، أنتم تُخربون الجلد! اضربوا الرأس، نحتاج ضربة قوية واحدة فقط!” صرخ يوريتش على المحاربين الآخرين وهو يتفادى بسرعة ضربة الدب القوية.
“هل تعتقد حقًا أن الأمر سهل كما تجعله يبدو؟”
“حسنًا، سأفعل ذلك بنفسي ” ردّ يوريتش وهو يُطلق رمحه بلا مبالاة على رأس الدب، الذي تصدّى له الدب بسهولة. لكن يوريتش لم يُزعجه هذا. فرغم أن القوس والسهم والرمح كانتا من الأسلحة الأساسية للصيادين، إلا أنه كان يُفضّل بشدة استخدام فأسي القتال المزدوجين. بالنسبة له، لا شيء يُضاهي الركض نحو هدفه حاملاً فأسًا في كل يد.
بوو!
أخرج يوريتش زوجًا من فأس المعركة من حزامه.
“همف.”
أخذ يوريتش نفسًا عميقًا ليملأ رئتيه بأكبر قدر ممكن من الهواء النقي بينما يستعد للحظة من الجهد المبذول، وهي موجة من الحركات التي لن تسمح له حتى بثانية واحدة للتنفس.
‘المخلب الأمامي الأيمن.’
بدا يوريتش الآن في حالة تركيز تام. ظلت عيناه مفتوحتين على اتساعهما، مثبتتين على ما أمامه. لم يكن هناك ما يشتت تركيزه، ولا حتى التراب الذي دخل في عينيه.

 

ووش!
كانت ضربة الدب غير الدقيقة كافية فقط للمس شعر يوريتش حيث أغلق المسافة بينهما.
’المخلب الأمامي الأيسر’. بدا يوريتش يرى من خلال جميع هجمات الدب. ’أستطيع رؤية هجماته. عليّ فقط أن أبقى هادئًا، ثم أتمكن من تفاديها جميعًا’. أبطل هجومًا آخر بشقلبة بهلوانية كانت رشيقة جدًا بالنسبة لمحارب. لم ينجح الدب إلا في لمس صدره بمخالبه الخشنة.
’حان دوري الآن’. أثارت حماسة القتال حماسة يوريتش. كان قد خاض للتو لعبة حياة أو موت ليتمكن من توجيه ضربة مباشرة إلى حلق الدب الرمادي.
خفض!
دفن يوريتش فؤوسه عميقًا في حلق الدب. ثم شرع في انتزاعها، فمزق لحمه وترك فجوة واسعة في حلقه. تناثر دم الوحش كالنافورة.
“ابتعدوا، إنه على وشك الانهيار ” قال يوريتش لزملائه المحاربين وهو يبتعد عن الدب المتعثر. شعر كل من كان حاضرًا بالثقة المنبعثة من صوت يوريتش. سقط الدب عند أقدامهم سريعًا.
سووش!
أرجح يوريتش فؤوسه للتخلص من الدم واللحم العالقين على الشفرات.
هل هذا الرجل لا يخاف الموت؟ صعق المحاربون مما شاهدوه للتو. لم يكن الركض نحو دبٍّ رماديّ بالغ بفأسين فقط أمرًا يمكن لرجل عاقل فعله. والأكثر جنونًا هو نجاح يوريتش. لم يكن الأمر منطقيًا.
“نعم، أنت بالتأكيد رئيسنا القادم، يوريتش ” أعلن أحد المحاربين.
“كفى هذا الهراء ” ردّ يوريتش. “سلخوه واجمعوا ما تستطيعون من اللحم. سنترك الباقي للحيوانات.”
جلس يوريتش على صخرة بلا مبالاة. كتفاه لا تزالان مشدودتين من المعركة، وعضلاته المحفزة تغلي من شدة الجهد.
“سيكون هذا صيدًا لا يُنسى لأي شخص آخر – حقٌّ للتفاخر لسنواتٍ طويلة. هذا الرجل جعل الأمر يبدو سهلًا للغاية.”
نظر جميع المحاربين الشباب إلى يوريتش برهبة واحترام وحسد. لكن يوريتش لم يكن يومًا من المتباهين. كان يبتسم فقط وهو يفعل ما لا يخطر على بال أحد.
“الجو حار ” قال يوريتش وهو يُصفف شعره المُشعث. نظر إلى قمم جبال السماء المُغطاة بالثلوج. “لقد وصلنا إلى هنا، لكننا لم نصعد حتى نصفها.”
ما الذي قد يكون وراء هذه الجبال؟ هل هو حقًا عالم الأرواح؟ عندما يغادر الناس أخيرًا عالمهم الفاني، هل سيجدون أنفسهم جميعًا على الجانب الآخر من الجبال؟ كانت لدى يوريتش رغبة قوية في أن يرى بنفسه ما وراء قمم الجبال البيضاء.
فوو!
بدأ العشب يتحرك.
التقطت عينا يوريتش اليقظتان حركة العشب. انقبضت حدقتا عينيه ليكتشفا سبب الحفيف، ثم اكتشف شيئًا لامعًا فانحني على الفور.
“انبطح!” صرخ يوريتش على زملائه المحاربين – لكن الشيء اللامع أسرع من كلماته.
ثويب!
انطلقت السهام في الهواء نحو المحاربين الشباب، فسقطوا بسرعة على الأرض بحثًا عن ملجأ. أمسك يوريتش بمحارب ساقط وسحبه خلف شجرة.
“يا إلهي، من هذا؟ هل هي قبيلة أخرى؟”
“أخرجوا أقواسكم! علينا الرد!” ردّ المحاربون بسرعة وأطلقوا سهامهم في اتجاه الهجوم.
هذه الرؤوس حادة ومتقنة. لم أرَ رأس سهم بهذا التعقيد من قبل، فكّر يوريتش وهو يسحب أحدها من الأرض. كان الأعداء يهاجمون بشراسة من أعلى نقطة. بدا يوريتش ومحاربوه بلا شك في وضع حرج للغاية. “مدى هجومهم أوسع بكثير من مدى هجومنا، وهم حتى يمتلكون أعلى نقطة.”
وبالإضافة إلى عيبهم، فإن الكمين غير المتوقع قد تسبب بالفعل في إصابات خطيرة لاثنين من المحاربين وتركهم يعانون من نزيف حاد.
زوو!
صر يوريتش على أسنانه بينما استحوذ الغضب على رأسه. عكست عيناه غضبه ونيته القاتلة.
’أنا من جلبنا إلى هنا. عليّ أن أتحمل مسؤولية هذا’، فكّر يوريتش وهو يُقيّم عدد المحاربين القادرين على الحركة بشكل سليم.
“أمسكوا إخواننا المصابين وانطلقوا. سأحتجزهم هنا.”
“بالتأكيد لا، لن نتركك هنا. نحن إخوة يا يوريتش ” فالد، أحد محاربي يوريتش المخلصين، أعلن ذلك بثقة.
“اصمت، أنا أفضل حالاً بدونكم. على أي حال، أنا أفضل القتال وحدي. إنقاذ أرواح إخوتنا لا يقل أهمية عن موتنا معاً، لذا اذهب قبل أن أكسر رأسك يا فالد.”
عرف فالد أن يوريتش قد حسم أمره. ابتسم ابتسامةً مريرة. “من الأفضل ألا تموت يا يوريتش.”
“قال الشامان العجوز إنني سأصبح محاربًا عظيمًا. لا أمل لي في الموت هنا، ليس اليوم. أنا يوريتش، قاتل الثلاثين رجلاً!” أعلن يوريتش وهو يهاجم، ممسكًا بجلد الدب كغطاء. كانت السهام تخترق الجلد لكنها لم تتمكن من الوصول إلى يوريتش.
في هذه الأثناء، اندفع المحاربون الآخرون عائدين إلى أسفل الجبل مع رفاقهم المصابين. ألقى يوريتش نظرة أخرى على محاربيه ليتأكد من أنهم في طريقهم إلى النزول بسلام.
ووش!

ووش! كانت ضربة الدب غير الدقيقة كافية فقط للمس شعر يوريتش حيث أغلق المسافة بينهما. ’المخلب الأمامي الأيسر’. بدا يوريتش يرى من خلال جميع هجمات الدب. ’أستطيع رؤية هجماته. عليّ فقط أن أبقى هادئًا، ثم أتمكن من تفاديها جميعًا’. أبطل هجومًا آخر بشقلبة بهلوانية كانت رشيقة جدًا بالنسبة لمحارب. لم ينجح الدب إلا في لمس صدره بمخالبه الخشنة. ’حان دوري الآن’. أثارت حماسة القتال حماسة يوريتش. كان قد خاض للتو لعبة حياة أو موت ليتمكن من توجيه ضربة مباشرة إلى حلق الدب الرمادي. خفض! دفن يوريتش فؤوسه عميقًا في حلق الدب. ثم شرع في انتزاعها، فمزق لحمه وترك فجوة واسعة في حلقه. تناثر دم الوحش كالنافورة. “ابتعدوا، إنه على وشك الانهيار ” قال يوريتش لزملائه المحاربين وهو يبتعد عن الدب المتعثر. شعر كل من كان حاضرًا بالثقة المنبعثة من صوت يوريتش. سقط الدب عند أقدامهم سريعًا. سووش! أرجح يوريتش فؤوسه للتخلص من الدم واللحم العالقين على الشفرات. هل هذا الرجل لا يخاف الموت؟ صعق المحاربون مما شاهدوه للتو. لم يكن الركض نحو دبٍّ رماديّ بالغ بفأسين فقط أمرًا يمكن لرجل عاقل فعله. والأكثر جنونًا هو نجاح يوريتش. لم يكن الأمر منطقيًا. “نعم، أنت بالتأكيد رئيسنا القادم، يوريتش ” أعلن أحد المحاربين. “كفى هذا الهراء ” ردّ يوريتش. “سلخوه واجمعوا ما تستطيعون من اللحم. سنترك الباقي للحيوانات.” جلس يوريتش على صخرة بلا مبالاة. كتفاه لا تزالان مشدودتين من المعركة، وعضلاته المحفزة تغلي من شدة الجهد. “سيكون هذا صيدًا لا يُنسى لأي شخص آخر – حقٌّ للتفاخر لسنواتٍ طويلة. هذا الرجل جعل الأمر يبدو سهلًا للغاية.” نظر جميع المحاربين الشباب إلى يوريتش برهبة واحترام وحسد. لكن يوريتش لم يكن يومًا من المتباهين. كان يبتسم فقط وهو يفعل ما لا يخطر على بال أحد. “الجو حار ” قال يوريتش وهو يُصفف شعره المُشعث. نظر إلى قمم جبال السماء المُغطاة بالثلوج. “لقد وصلنا إلى هنا، لكننا لم نصعد حتى نصفها.” ما الذي قد يكون وراء هذه الجبال؟ هل هو حقًا عالم الأرواح؟ عندما يغادر الناس أخيرًا عالمهم الفاني، هل سيجدون أنفسهم جميعًا على الجانب الآخر من الجبال؟ كانت لدى يوريتش رغبة قوية في أن يرى بنفسه ما وراء قمم الجبال البيضاء. فوو! بدأ العشب يتحرك. التقطت عينا يوريتش اليقظتان حركة العشب. انقبضت حدقتا عينيه ليكتشفا سبب الحفيف، ثم اكتشف شيئًا لامعًا فانحني على الفور. “انبطح!” صرخ يوريتش على زملائه المحاربين – لكن الشيء اللامع أسرع من كلماته. ثويب! انطلقت السهام في الهواء نحو المحاربين الشباب، فسقطوا بسرعة على الأرض بحثًا عن ملجأ. أمسك يوريتش بمحارب ساقط وسحبه خلف شجرة. “يا إلهي، من هذا؟ هل هي قبيلة أخرى؟” “أخرجوا أقواسكم! علينا الرد!” ردّ المحاربون بسرعة وأطلقوا سهامهم في اتجاه الهجوم. هذه الرؤوس حادة ومتقنة. لم أرَ رأس سهم بهذا التعقيد من قبل، فكّر يوريتش وهو يسحب أحدها من الأرض. كان الأعداء يهاجمون بشراسة من أعلى نقطة. بدا يوريتش ومحاربوه بلا شك في وضع حرج للغاية. “مدى هجومهم أوسع بكثير من مدى هجومنا، وهم حتى يمتلكون أعلى نقطة.” وبالإضافة إلى عيبهم، فإن الكمين غير المتوقع قد تسبب بالفعل في إصابات خطيرة لاثنين من المحاربين وتركهم يعانون من نزيف حاد. زوو! صر يوريتش على أسنانه بينما استحوذ الغضب على رأسه. عكست عيناه غضبه ونيته القاتلة. ’أنا من جلبنا إلى هنا. عليّ أن أتحمل مسؤولية هذا’، فكّر يوريتش وهو يُقيّم عدد المحاربين القادرين على الحركة بشكل سليم. “أمسكوا إخواننا المصابين وانطلقوا. سأحتجزهم هنا.” “بالتأكيد لا، لن نتركك هنا. نحن إخوة يا يوريتش ” فالد، أحد محاربي يوريتش المخلصين، أعلن ذلك بثقة. “اصمت، أنا أفضل حالاً بدونكم. على أي حال، أنا أفضل القتال وحدي. إنقاذ أرواح إخوتنا لا يقل أهمية عن موتنا معاً، لذا اذهب قبل أن أكسر رأسك يا فالد.” عرف فالد أن يوريتش قد حسم أمره. ابتسم ابتسامةً مريرة. “من الأفضل ألا تموت يا يوريتش.” “قال الشامان العجوز إنني سأصبح محاربًا عظيمًا. لا أمل لي في الموت هنا، ليس اليوم. أنا يوريتش، قاتل الثلاثين رجلاً!” أعلن يوريتش وهو يهاجم، ممسكًا بجلد الدب كغطاء. كانت السهام تخترق الجلد لكنها لم تتمكن من الوصول إلى يوريتش. في هذه الأثناء، اندفع المحاربون الآخرون عائدين إلى أسفل الجبل مع رفاقهم المصابين. ألقى يوريتش نظرة أخرى على محاربيه ليتأكد من أنهم في طريقهم إلى النزول بسلام. ووش!

أطلق يوريتش رمحه الطويل باتجاه الأعداء. فاجأهم هجومه المتهور، فأوقف هجماتهم للحظة. انتهز يوريتش هذه الفرصة ليتخلص من جلد الدب ويأخذ نفسًا عميقًا، مُستعدًا لهجوم مضاد.
تشبث!
أخرج يوريتش فؤوسه واندفع نحو الأعداء، مستخدمًا الأشجار الطويلة كغطاء لتجنب السهام التي تنهمر عليه بسرعة.
“أنت هنا.”
كانت فخذا يوريتش منتفختين كالصخر. اندفع للأمام بقفزات هائلة، كأنه يطير عبر الغابة. قلّص المسافة في لمح البصر، ورشّ الأعداء بحفنة من الحجارة.
سووش!
“آ …
“آآآآآه!”
صرخ الأعداء من المطر الحجري وتمكن يوريتش من تحديدهم وسط الشجيرات.
“لم أرَ ملابس كهذه من قبل. ”تمكن يوريتش أخيرًا من رؤية الرجال ذوي الملابس الغريبة. على عكس رجال القبائل شبه العراة، لم يظهر من ملابسهم سوى أيديهم ووجوههم. كانوا مغطون من الرأس إلى أخمص القدمين بالقماش كما لو كانوا يخجلون من إظهار أجسادهم.
’إنهم من الجانب الآخر من الجبال!’ صرخت غريزة يوريتش بأن هؤلاء الرجال ليسوا من نفس مكانه. إنهم أناس من وراء جبال السماء.
كان الأعداء يصرخون على يوريتش، لكنه لم يستطع فهم كلامهم لأنهم كانوا يتحدثون لغة مختلفة. لم يكن الأمر مهمًا على أي حال، فقد بدا يوريتش قد حسم أمره بشأن ما سيفعله بهم. ’لقد وضعتم أيديكم على إخوتي. ستموتون جميعًا’.
حاصر يوريتش الأعداء وهو يُلوّح بفؤوسه. فر الأعداء مبتعدين عنه كما لو كان أسدًا قفز على قطيع من الغزلان.
“ماذا، ألا تستطيعون القتال بدون قوسكم وسهامكم؟ جبناء!” صرخ يوريتش على الرجال المتفرقين. ولكن بعد ذلك، من بينهم، تحرك شيء نحوه.
زوو! زوو!
نهض رجلٌ يرتدي درعًا ذهبيًا كاملًا من بين العشب، ينتظر اقتراب البربري منه.
“السيد فوردجال!” صرخ أحد الأعداء.
“من حسن الحظ أنني كنت أرتدي هذا الدرع في حالة الطوارئ.” أخرج فوردجال، الرجل ذو الدرع الذهبي، سيفه ودرعه ليقف أمام يوريتش.
ما هذا الموقف القتالي… وما هذا الدرع؟ ذهل يوريتش من كمية المعدن التي بحوزة هؤلاء الرجال. في قبيلته، لم يكن هناك ما يكفي من الحديد لصنع أسلحة، ناهيك عن مجموعة دروع كاملة. كانت دروعهم مصنوعة من جلود حيوانات متعددة الطبقات.
ألقى فوردجال درعه إلى الخلف.
“يجب عليك أن تحتفظ بدرعك، يا سيدي فوردجال!” صرخ أحد الأعداء بقلق.
“إنه فأس بربري. إنه لا يخترق درعي المتين.” واجه فوردجال يوريتش بثقة كبيرة.
“لا أعرف ما الذي يحدث الآن، ولكن هل تتخلى عن درعك؟ أنت واثقٌ جدًا من درعك، أليس كذلك؟” تمتم يوريتش وهو يُدير فأسه. لم يفهم أيٌّ منهما ما قاله خصمه.

ووش! كانت ضربة الدب غير الدقيقة كافية فقط للمس شعر يوريتش حيث أغلق المسافة بينهما. ’المخلب الأمامي الأيسر’. بدا يوريتش يرى من خلال جميع هجمات الدب. ’أستطيع رؤية هجماته. عليّ فقط أن أبقى هادئًا، ثم أتمكن من تفاديها جميعًا’. أبطل هجومًا آخر بشقلبة بهلوانية كانت رشيقة جدًا بالنسبة لمحارب. لم ينجح الدب إلا في لمس صدره بمخالبه الخشنة. ’حان دوري الآن’. أثارت حماسة القتال حماسة يوريتش. كان قد خاض للتو لعبة حياة أو موت ليتمكن من توجيه ضربة مباشرة إلى حلق الدب الرمادي. خفض! دفن يوريتش فؤوسه عميقًا في حلق الدب. ثم شرع في انتزاعها، فمزق لحمه وترك فجوة واسعة في حلقه. تناثر دم الوحش كالنافورة. “ابتعدوا، إنه على وشك الانهيار ” قال يوريتش لزملائه المحاربين وهو يبتعد عن الدب المتعثر. شعر كل من كان حاضرًا بالثقة المنبعثة من صوت يوريتش. سقط الدب عند أقدامهم سريعًا. سووش! أرجح يوريتش فؤوسه للتخلص من الدم واللحم العالقين على الشفرات. هل هذا الرجل لا يخاف الموت؟ صعق المحاربون مما شاهدوه للتو. لم يكن الركض نحو دبٍّ رماديّ بالغ بفأسين فقط أمرًا يمكن لرجل عاقل فعله. والأكثر جنونًا هو نجاح يوريتش. لم يكن الأمر منطقيًا. “نعم، أنت بالتأكيد رئيسنا القادم، يوريتش ” أعلن أحد المحاربين. “كفى هذا الهراء ” ردّ يوريتش. “سلخوه واجمعوا ما تستطيعون من اللحم. سنترك الباقي للحيوانات.” جلس يوريتش على صخرة بلا مبالاة. كتفاه لا تزالان مشدودتين من المعركة، وعضلاته المحفزة تغلي من شدة الجهد. “سيكون هذا صيدًا لا يُنسى لأي شخص آخر – حقٌّ للتفاخر لسنواتٍ طويلة. هذا الرجل جعل الأمر يبدو سهلًا للغاية.” نظر جميع المحاربين الشباب إلى يوريتش برهبة واحترام وحسد. لكن يوريتش لم يكن يومًا من المتباهين. كان يبتسم فقط وهو يفعل ما لا يخطر على بال أحد. “الجو حار ” قال يوريتش وهو يُصفف شعره المُشعث. نظر إلى قمم جبال السماء المُغطاة بالثلوج. “لقد وصلنا إلى هنا، لكننا لم نصعد حتى نصفها.” ما الذي قد يكون وراء هذه الجبال؟ هل هو حقًا عالم الأرواح؟ عندما يغادر الناس أخيرًا عالمهم الفاني، هل سيجدون أنفسهم جميعًا على الجانب الآخر من الجبال؟ كانت لدى يوريتش رغبة قوية في أن يرى بنفسه ما وراء قمم الجبال البيضاء. فوو! بدأ العشب يتحرك. التقطت عينا يوريتش اليقظتان حركة العشب. انقبضت حدقتا عينيه ليكتشفا سبب الحفيف، ثم اكتشف شيئًا لامعًا فانحني على الفور. “انبطح!” صرخ يوريتش على زملائه المحاربين – لكن الشيء اللامع أسرع من كلماته. ثويب! انطلقت السهام في الهواء نحو المحاربين الشباب، فسقطوا بسرعة على الأرض بحثًا عن ملجأ. أمسك يوريتش بمحارب ساقط وسحبه خلف شجرة. “يا إلهي، من هذا؟ هل هي قبيلة أخرى؟” “أخرجوا أقواسكم! علينا الرد!” ردّ المحاربون بسرعة وأطلقوا سهامهم في اتجاه الهجوم. هذه الرؤوس حادة ومتقنة. لم أرَ رأس سهم بهذا التعقيد من قبل، فكّر يوريتش وهو يسحب أحدها من الأرض. كان الأعداء يهاجمون بشراسة من أعلى نقطة. بدا يوريتش ومحاربوه بلا شك في وضع حرج للغاية. “مدى هجومهم أوسع بكثير من مدى هجومنا، وهم حتى يمتلكون أعلى نقطة.” وبالإضافة إلى عيبهم، فإن الكمين غير المتوقع قد تسبب بالفعل في إصابات خطيرة لاثنين من المحاربين وتركهم يعانون من نزيف حاد. زوو! صر يوريتش على أسنانه بينما استحوذ الغضب على رأسه. عكست عيناه غضبه ونيته القاتلة. ’أنا من جلبنا إلى هنا. عليّ أن أتحمل مسؤولية هذا’، فكّر يوريتش وهو يُقيّم عدد المحاربين القادرين على الحركة بشكل سليم. “أمسكوا إخواننا المصابين وانطلقوا. سأحتجزهم هنا.” “بالتأكيد لا، لن نتركك هنا. نحن إخوة يا يوريتش ” فالد، أحد محاربي يوريتش المخلصين، أعلن ذلك بثقة. “اصمت، أنا أفضل حالاً بدونكم. على أي حال، أنا أفضل القتال وحدي. إنقاذ أرواح إخوتنا لا يقل أهمية عن موتنا معاً، لذا اذهب قبل أن أكسر رأسك يا فالد.” عرف فالد أن يوريتش قد حسم أمره. ابتسم ابتسامةً مريرة. “من الأفضل ألا تموت يا يوريتش.” “قال الشامان العجوز إنني سأصبح محاربًا عظيمًا. لا أمل لي في الموت هنا، ليس اليوم. أنا يوريتش، قاتل الثلاثين رجلاً!” أعلن يوريتش وهو يهاجم، ممسكًا بجلد الدب كغطاء. كانت السهام تخترق الجلد لكنها لم تتمكن من الوصول إلى يوريتش. في هذه الأثناء، اندفع المحاربون الآخرون عائدين إلى أسفل الجبل مع رفاقهم المصابين. ألقى يوريتش نظرة أخرى على محاربيه ليتأكد من أنهم في طريقهم إلى النزول بسلام. ووش!

 

أطلق يوريتش رمحه الطويل باتجاه الأعداء. فاجأهم هجومه المتهور، فأوقف هجماتهم للحظة. انتهز يوريتش هذه الفرصة ليتخلص من جلد الدب ويأخذ نفسًا عميقًا، مُستعدًا لهجوم مضاد. تشبث! أخرج يوريتش فؤوسه واندفع نحو الأعداء، مستخدمًا الأشجار الطويلة كغطاء لتجنب السهام التي تنهمر عليه بسرعة. “أنت هنا.” كانت فخذا يوريتش منتفختين كالصخر. اندفع للأمام بقفزات هائلة، كأنه يطير عبر الغابة. قلّص المسافة في لمح البصر، ورشّ الأعداء بحفنة من الحجارة. سووش! “آ … “آآآآآه!” صرخ الأعداء من المطر الحجري وتمكن يوريتش من تحديدهم وسط الشجيرات. “لم أرَ ملابس كهذه من قبل. ”تمكن يوريتش أخيرًا من رؤية الرجال ذوي الملابس الغريبة. على عكس رجال القبائل شبه العراة، لم يظهر من ملابسهم سوى أيديهم ووجوههم. كانوا مغطون من الرأس إلى أخمص القدمين بالقماش كما لو كانوا يخجلون من إظهار أجسادهم. ’إنهم من الجانب الآخر من الجبال!’ صرخت غريزة يوريتش بأن هؤلاء الرجال ليسوا من نفس مكانه. إنهم أناس من وراء جبال السماء. كان الأعداء يصرخون على يوريتش، لكنه لم يستطع فهم كلامهم لأنهم كانوا يتحدثون لغة مختلفة. لم يكن الأمر مهمًا على أي حال، فقد بدا يوريتش قد حسم أمره بشأن ما سيفعله بهم. ’لقد وضعتم أيديكم على إخوتي. ستموتون جميعًا’. حاصر يوريتش الأعداء وهو يُلوّح بفؤوسه. فر الأعداء مبتعدين عنه كما لو كان أسدًا قفز على قطيع من الغزلان. “ماذا، ألا تستطيعون القتال بدون قوسكم وسهامكم؟ جبناء!” صرخ يوريتش على الرجال المتفرقين. ولكن بعد ذلك، من بينهم، تحرك شيء نحوه. زوو! زوو! نهض رجلٌ يرتدي درعًا ذهبيًا كاملًا من بين العشب، ينتظر اقتراب البربري منه. “السيد فوردجال!” صرخ أحد الأعداء. “من حسن الحظ أنني كنت أرتدي هذا الدرع في حالة الطوارئ.” أخرج فوردجال، الرجل ذو الدرع الذهبي، سيفه ودرعه ليقف أمام يوريتش. ما هذا الموقف القتالي… وما هذا الدرع؟ ذهل يوريتش من كمية المعدن التي بحوزة هؤلاء الرجال. في قبيلته، لم يكن هناك ما يكفي من الحديد لصنع أسلحة، ناهيك عن مجموعة دروع كاملة. كانت دروعهم مصنوعة من جلود حيوانات متعددة الطبقات. ألقى فوردجال درعه إلى الخلف. “يجب عليك أن تحتفظ بدرعك، يا سيدي فوردجال!” صرخ أحد الأعداء بقلق. “إنه فأس بربري. إنه لا يخترق درعي المتين.” واجه فوردجال يوريتش بثقة كبيرة. “لا أعرف ما الذي يحدث الآن، ولكن هل تتخلى عن درعك؟ أنت واثقٌ جدًا من درعك، أليس كذلك؟” تمتم يوريتش وهو يُدير فأسه. لم يفهم أيٌّ منهما ما قاله خصمه.

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

We have detected that you are using extensions to block ads. Please support us by disabling these ads blocker.

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط