You dont have javascript enabled! Please enable it!
]
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سعي بربري 13

الفصل 13
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اندلعت ضجة في غرفة إعداد المصارعين.
“ماذا يفعل؟”
“هل هذا فحم أم دم؟”
تبادل المصارعون أطراف الحديث فيما بينهم وهم يراقبون يوريتش.
“اصمتوا جميعًا. عليّ التركيز على هذا.”
أجرى يوريتش قطعًا في راحة يده وعصر دمه في الوعاء الذي ملأه بغبار الفحم.
تنقيط، تنقيط.
سال الدم الأحمر الداكن في الوعاء. خلط يوريتش المادتين بإصبعه.
“هذا ينبغي أن يكون كافيا.”
بدا خليط الفحم والدم، ذو اللون الأسود المائل للبني، لزجًا. فحص يوريتش اللون وتحسس لزوجة الخليط بأطراف أصابعه.
“طلاء حرب… مرّ وقت طويل منذ أن رأيتُ واحدًا ” تمتم سفين في نفسه وهو يراقب من بعيد. ومعه، أدرك آخرون ما يفعله يوريتش.
“ههه، انظر إلى ذلك الوغد البربري الذي يُلطخ وجهه بتلك القاذورات، ذلك الطلاء الحربي اللعين ” تمتم دونوفان وهو يبصق على الأرض. لقد رأى ما يكفي من طلاء الحرب القبلي من أيام إبادة البرابرة.
“فو.” أمسك يوريتش الوعاء وجثا على ركبتيه. ثم أغمض عينيه ودهن وجهه بالسائل الداكن. وزع الجزء الداكن، ذو اللون الفحمي الكثيف، حول عينيه ليبدو داكنًا، واستخدم الجزء الأحمر لرسم حلقة حول مؤخرة رقبته.
” يا إلهي، هذا مُرعبٌ جدًا! ” علق المصارعون المُشاهدون وهم يشاهدون تقدم طلاء حرب يوريتش. تجاهل يوريتش كلماتهم وركز على إنهاء مهمته. بضرباتٍ ماهرة، رسم صورةً على وجهه. بدت الخطوط الدموية الداكنة على وجهه وكأنها شيطان. كان مجرد طلاء وجه مُتقن، لكنه أثار كل حواسه، مما جعله يرغب في الاستيلاء على سلاحه والهجوم على الأعداء من شدة النشوة.
“ربما أموت”
يوريتش يعلم جيدًا ما ورط نفسه فيه. يعلم معنى القتال ضد خمسة رجال بمفرده من تجاربه السابقة.
“ولكن ليس لدي أي نية للموت هنا، على الأقل ليس بعد.”
لم يكن ليقترح الفكرة لو لم يكن يعتقد أن لديه فرصة. كانت المواجهات الفردية صعبة، لكنها لم تكن مستحيلة بالنسبة له.
” يوريتش ” أعلن شخص ما في الغرفة عن دوره.
فتح يوريتش عينيه بعد أن غطاه دواؤه. وسط طلاء الحرب الدموي الداكن، لم تبرز منه سوى عيناه البيضاء وأسنانه. وبينما يفتح عينيه المغمضتين منذ زمن، شعر وكأنه غارق في ضوء ساطع لدرجة أنه شعر بألم شديد. حدق يوريتش في الصورة الخلفية المنتشرة للضوء.
“اللعنة، لقد مات جارولد.”
“يا رجل، كنت أعرف أنه سيموت. إنه يعاني من الإسهال منذ الصباح، ذلك الوغد التعيس.”
قال المصارعون الملطخون بالدماء وهم يعودون إلى غرفة التحضير: “بوجودهم، انتهت جميع مباريات اليوم، باستثناء مباراة يوريتش”.
“فز، يوريتش ” قال باتشمان بجدية ليوريتش وهو يربت على ظهره.
زوو!

الفصل 13 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اندلعت ضجة في غرفة إعداد المصارعين. “ماذا يفعل؟” “هل هذا فحم أم دم؟” تبادل المصارعون أطراف الحديث فيما بينهم وهم يراقبون يوريتش. “اصمتوا جميعًا. عليّ التركيز على هذا.” أجرى يوريتش قطعًا في راحة يده وعصر دمه في الوعاء الذي ملأه بغبار الفحم. تنقيط، تنقيط. سال الدم الأحمر الداكن في الوعاء. خلط يوريتش المادتين بإصبعه. “هذا ينبغي أن يكون كافيا.” بدا خليط الفحم والدم، ذو اللون الأسود المائل للبني، لزجًا. فحص يوريتش اللون وتحسس لزوجة الخليط بأطراف أصابعه. “طلاء حرب… مرّ وقت طويل منذ أن رأيتُ واحدًا ” تمتم سفين في نفسه وهو يراقب من بعيد. ومعه، أدرك آخرون ما يفعله يوريتش. “ههه، انظر إلى ذلك الوغد البربري الذي يُلطخ وجهه بتلك القاذورات، ذلك الطلاء الحربي اللعين ” تمتم دونوفان وهو يبصق على الأرض. لقد رأى ما يكفي من طلاء الحرب القبلي من أيام إبادة البرابرة. “فو.” أمسك يوريتش الوعاء وجثا على ركبتيه. ثم أغمض عينيه ودهن وجهه بالسائل الداكن. وزع الجزء الداكن، ذو اللون الفحمي الكثيف، حول عينيه ليبدو داكنًا، واستخدم الجزء الأحمر لرسم حلقة حول مؤخرة رقبته. ” يا إلهي، هذا مُرعبٌ جدًا! ” علق المصارعون المُشاهدون وهم يشاهدون تقدم طلاء حرب يوريتش. تجاهل يوريتش كلماتهم وركز على إنهاء مهمته. بضرباتٍ ماهرة، رسم صورةً على وجهه. بدت الخطوط الدموية الداكنة على وجهه وكأنها شيطان. كان مجرد طلاء وجه مُتقن، لكنه أثار كل حواسه، مما جعله يرغب في الاستيلاء على سلاحه والهجوم على الأعداء من شدة النشوة. “ربما أموت” يوريتش يعلم جيدًا ما ورط نفسه فيه. يعلم معنى القتال ضد خمسة رجال بمفرده من تجاربه السابقة. “ولكن ليس لدي أي نية للموت هنا، على الأقل ليس بعد.” لم يكن ليقترح الفكرة لو لم يكن يعتقد أن لديه فرصة. كانت المواجهات الفردية صعبة، لكنها لم تكن مستحيلة بالنسبة له. ” يوريتش ” أعلن شخص ما في الغرفة عن دوره. فتح يوريتش عينيه بعد أن غطاه دواؤه. وسط طلاء الحرب الدموي الداكن، لم تبرز منه سوى عيناه البيضاء وأسنانه. وبينما يفتح عينيه المغمضتين منذ زمن، شعر وكأنه غارق في ضوء ساطع لدرجة أنه شعر بألم شديد. حدق يوريتش في الصورة الخلفية المنتشرة للضوء. “اللعنة، لقد مات جارولد.” “يا رجل، كنت أعرف أنه سيموت. إنه يعاني من الإسهال منذ الصباح، ذلك الوغد التعيس.” قال المصارعون الملطخون بالدماء وهم يعودون إلى غرفة التحضير: “بوجودهم، انتهت جميع مباريات اليوم، باستثناء مباراة يوريتش”. “فز، يوريتش ” قال باتشمان بجدية ليوريتش وهو يربت على ظهره. زوو!

فتحت أبواب المعركة، ودخل يوريتش إلى الساحة الرملية وهو يلوح بسيفه.
” أوهوهو، انظروا إلى هذا الطقس. إنه جميل ” قال يوريتش وهو يبسط ذراعيه كجناحيه وينظر إلى السماء. ثار الحشد بمجرد أن رأوا طلاء يوريتش الحربي.
“ما هذا الذي على وجهه؟ هل هو دم؟”
“إنه يبدو وكأنه وحش، وحش!”
لم يتمكن الحشد من رفع أعينهم عن اللوحة الغريبة على وجه يوريتش.
زوو!
انفتحت البوابات على الجانب الآخر، ودخل السجناء الخمسة إلى الساحة.
“كيكي، لذا إذا قتلنا هذا الرجل، فسوف نحصل على تخفيف الحكم الصادر بحقنا.”
لم يكن هؤلاء السجناء محكومين بالإعدام، بل كانوا سجناءً مُدانين منذ مدة طويلة، تطوعوا للقتال بشرط تخفيف عقوبتهم. جميعهم الخمسة كانوا مُدانين بعقوبات عمل في التعدين وقطع الأشجار.
بوو!
استلّ السجناء أسلحتهم. على عكس المحكومين بالإعدام الذين لا خيار لهم سوى القتال، تطوّع هؤلاء الرجال للقتال إيمانًا منهم بتجربتهم الشخصية مع الأسلحة.
” يا للخسارة! هؤلاء الرجال يجيدون القتال حقًا. ما الذي يفكر فيه حورس بهذه المباراة؟ ” صرخ باتشمان محبطًا وهو يشاهد من خارج الحلبة. حتى هو نفسه سيحظى بفرصة جيدة ضد خمسة محكومين بالإعدام، إذ لم يكن جميعهم يجيدون القتال.
“من خلال حركاتهم، يعرفون كيف يستخدمون أسلحتهم. ربما رشّحوا أسماءهم لتخفيف العقوبة. معظمهم مقاتلون أكفاء ” قال سفين وهو يضع نفسه في أغلاله.
“ههه، انظروا إلى ما ورط نفسه فيه. لا بد أنهم نفدوا من محكومي الإعدام ” ضحك دونوفان مع جماعته المخلصة، مما جعل باتشمان يعقد حاجبيه.
“إذا مات يوريتش هنا، فإن دونوفان سوف يتدخل في عملية التوفيق بين اللاعبين مرة أخرى.”
كان التوفيق بين المصارعين جزءًا أساسيًا من كسب عيش كريم كمصارع. كلما زادت سهولة التوفيق بين المصارعين الذين يقدمهم دونوفان لشعبه، زادت صعوبة التوفيق بين باتشمان والآخرين.
” أوه؟ أرى أنكم جميعًا تتخذون وضعيات جيدة مع أسلحتكم.”
رفع يوريتش سيفه وهو يتخذ وضعية منخفضة. تبادل السجناء الخمسة النظرات وهم يضيقون المسافة تدريجيًا عن يوريتش.
لم يُدرَّبوا قط على القتال معًا. قد يكون عددهم خمسة، لكن لا أحد منهم يرغب في المشاركة أولًا. لا يريدون المخاطرة.
بدا يوريتش يُقيّم السجناء بإصرار. كان لدى المتفوقين عدديًا أفضلية كبيرة للهجوم أولاً، لكنهم ظلوا يتبادلون النظرات الخاطفة كما لو كانوا يشجعون أي شخص آخر غير أنفسهم على شن الهجوم الأول.
“حسنًا، إذن سأبدأ أنا أولًا.”
استهدف يوريتش أحد السجناء وهو يتخبط جانبًا. أضاف زخم جريه إلى الطعنة.
“همف!”
رفع السجين التعيس درعه، لكن يبدو أن يوريتش لم يمانع.
“أستطيع أن أفعل ذلك بهذا السيف.”
شدد يوريتش قبضته على المقبض.
بوو!
قفز وطعن. اخترقت شفرة الفولاذ الإمبراطوري الحادة الخشب الطبيعي حتى قلب السجين.
“ههه، هذا لا يُصدق! يا له من فولاذ مذهل.”
لو كان سيفه مصنوعًا من معدن عادي باهت، لانحنى. لكن نصل يوريتش الفولاذي الإمبراطوري نجح في اختراق الدرع الخشبي دون أي خدش.
سحب يوريتش السيف بسرعة من السجين الميت وركله إلى الجانب.
“هاجموه!” صرخ السجناء المتبقون المذعورون بصوت واحد وهم يندفعون أخيرًا نحو يوريتش. انهمرت رماحهم وسيوفهم على يوريتش، لكن يوريتش تدحرج على الأرض عدة مرات ليتفادى كل هجماتهم الفاشلة. كانت رؤيته تدور، ولكن حتى عندما بدأ يضعف إدراكه للاتجاهات، لم يرفع عينيه عن خصومه. أمسك بالفأس المغمد بفخذه.
“همف!”
ألقى يوريتش الفأس على الأرض بقوة هائلة حتى ارتدّ عن الأرض الرملية. عجز السجناء عن التصرّف حيال مساره غير المتوقع.
“آه!”
انغرس الفأس المرتدّ بين ساقي أحد السجناء. صرخ السجين من الألم وهو يمسك بفخذه المشوه، وأسقط سلاحه على الفور.
انقطع انتباه بقية السجناء لثانية واحدة وجيزة.
“أين تبحث؟ أنا هنا.”
أمسك يوريتش سيفه بكلتا يديه وضربه بكل قوته. ضرب سيفه رأس السجين الآخر ضربًا مبرحًا.
بوو!
على الرغم من أن السجين كان يرتدي خوذة حديدية، إلا أن القوة الهائلة لضربة يوريتش كانت كافية لكسر رقبته.
“لا أستطيع أن أصدق مدى جودة هذا السيف.”
لو كان سيفًا عاديًا آخر، لكان نصله قد تلف أو انثنى تمامًا. ولم يكن هذا السيف الفولاذي الإمبراطوري كذلك.
“إنه حقًا… فولاذ إمبراطوري…” قال دونوفان بصدمة وهو ينهض من مكانه. في أيامه العسكرية، سنحت له عدة فرص لرؤية الأسلحة المصنوعة من الفولاذ الإمبراطوري. الأسلحة المصنوعة من الفولاذ فائق الصلابة والمرونة أحد الأسباب الحاسمة التي مكنت الإمبراطورية من السيطرة على القارة بأكملها.
“إذن، هذا حقًا سيف فولاذي إمبراطوري؟ هل يمتلكه هذا البربري حقًا؟” صرخ المصارع.
“جرب ما يفعله بالسيوف التي لدينا. ستتكسر في لحظة. هل تريد أن تجرب بنفسك؟ هاه؟”
قلب دونوفان عينيه. أما المصارع الذي طرح السؤال، فقد أطرق رأسه خجلاً.
“من أين حصل بربري مثل يوريتش على أحد أفضل السيوف المعروفة للإنسان؟”
من شبه المستحيل الحصول على أسلحة فولاذية إمبراطورية في الحياة المدنية العادية إلا إذا كان المرء نبيلًا. لم يكن بإمكان مصارع عادي حملها.
“لقد قتلت اثنين يا يوريتش! استمر!” هتف باتشمان بحماس. بدا النصر قريبًا.
“لو هؤلاء السجناء الخمسة رجال مدربين، لربما كان لدى الباقين فرصة. لكنهم مجرد مجموعة من الناس المتشردين، مرعوبون بالفعل من الهجمات السابقة. ربما يكون طلاء الحرب فعالًا .” واصل سفين مشاهدة المباراة وذراعاه متقاطعتان.
الأمر كما قال سفين تمامًا. زئير يوريتش الوحشي،وطلاء الحرب الذي جعله يبدو كشيطان حقيقي، جعل السجناء الثلاثة المتبقين مترددين، مما منح يوريتش مزيدًا من الوقت لإعادة تنظيم صفوفه وتجهيز هجماته.
“سيطر عليهم بحماس. ذلك الشاب يعرف بالفعل كيف يتعامل مع خصوم متعددين. طلب هذه المباراة بثقة، لا غرور ” ضحك سفين .
بدا يوريتش مسيطرًا على المباراة على الرغم من حقيقة أن المنافسين كانوا يفوقونه عددًا بشكل كبير.
“واو!” صرخ يوريتش، وهو يلوح بسيفه بعنف.
رفع السجين سيفه ليصد الضربة.
رنين!
تمزق جلد كف السجين من شدة ضربة يوريتش. طار سيفه العاجز في الهواء.
“آ …
لوّح يوريتش بفأسه بيده الأخرى. سال الدم من حلق السجين وهو يُمزّق. وبينما بدا يوريتش غارقًا في الدم، انطلقت عيناه باحثةً عن فريسته التالية.
“بقي اثنان.”
لم يبقَ سوى سجينين. أما الآخران فكانا يرتجفان خوفًا. حتى لو كانا يجيدان استخدام سلاح أو اثنين، ففي النهاية، لم يكونا سوى مقاتلي شوارع. بدا يوريتش محاربًا كرّس حياته للمعارك والحروب. لم يكن الأمر متكافئًا.
” هيا، هاجموني! ليس لديكم خيار آخر، أليس كذلك؟” قال يوريتش ساخرًا للسجناء وهو يحرك إصبعه نحوهم: كان محقًا. لم يكن الاستسلام خيارًا لهذين الرجلين. كان الخيار إما النصر أو الموت.
“أوه، آه!”
اندفع السجين المرعوب نحو يوريتش. كانت حركته متذبذبة كطفل حديث الولادة.
أطلق يوريتش تنهيدة مكتومة.
“لم يكن الأمر يستحق كل هذا الجهد. ممل.”
قام بقطع بطن السجين، مما أدى إلى سكب أحشائه على الأرض.
ووش!
رمى يوريتش بفأسه بخفة على آخر سجينٍ واقف. شقّ النصل رأسه بسهولة.
كسر.
ثم انحنى ليسحب فؤوسه من جثث السجناء الساقطين. تلألأت شفراتها في ضوء الشمس بدمائهم.
“واااااااه!”
ذهلت الحشود مما شاهدوه للتو. استجاب يوريتش لهتافهم برفع سيفه. لقد قتل خمسة رجال بهجمات وحشية بحتة. فلا عجب أن كان الجمهور متحمسًا للغاية. حتى النبلاء في الحضور صفقوا لجهوده.
” أجل، هذا ما أتحدث عنه!” هتف باتشمان بحماس وهو يلوح بقبضته في غرفة تحضير المصارعين. وانضم إليه بعض المصارعين الآخرين في الاحتفال.
زوو!
بعد المعركة، عاد يوريتش إلى غرفة التحضير. لم يعد وجهه الملطخ بالدماء يشبه وجه إنسان. دماء العدو فوق طلاء الحرب المرعب جعله يبدو أكثر شيطانية.
“ماذا تنظرون إليه يا رفاق، أليس كذلك؟” ضحك يوريتش وهو يمسح الدم عن أسلحته أولاً قبل أي شيء آخر.
بوو!
تقدّم دونوفان نحو يوريتش. حرّك يوريتش عينيه لينظر إليه دون أن يُدير رأسه.
“أبدو وكأنني وجه مصارعي حورس الآن، أليس كذلك يا دونوفان؟” قال يوريتش بلا مبالاة. عبس دونوفان وبصق على الأرض.
“هاه؟ سنرى ذلك. لكن في الوقت الحالي، تهانينا. أنت النجم الصاعد الرسمي لفريقنا ” قال دونوفان وهو يمد يده للمصافحة. أمسك يوريتش بيده ونهض.
“هدنة في الوقت الراهن.”
اختار دونوفان عدم الدخول في صراع. بل قرر الاعتراف بمنصب يوريتش الجديد في الفريق. وإلا، على أحدهم أن يموت.

الفصل 13 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اندلعت ضجة في غرفة إعداد المصارعين. “ماذا يفعل؟” “هل هذا فحم أم دم؟” تبادل المصارعون أطراف الحديث فيما بينهم وهم يراقبون يوريتش. “اصمتوا جميعًا. عليّ التركيز على هذا.” أجرى يوريتش قطعًا في راحة يده وعصر دمه في الوعاء الذي ملأه بغبار الفحم. تنقيط، تنقيط. سال الدم الأحمر الداكن في الوعاء. خلط يوريتش المادتين بإصبعه. “هذا ينبغي أن يكون كافيا.” بدا خليط الفحم والدم، ذو اللون الأسود المائل للبني، لزجًا. فحص يوريتش اللون وتحسس لزوجة الخليط بأطراف أصابعه. “طلاء حرب… مرّ وقت طويل منذ أن رأيتُ واحدًا ” تمتم سفين في نفسه وهو يراقب من بعيد. ومعه، أدرك آخرون ما يفعله يوريتش. “ههه، انظر إلى ذلك الوغد البربري الذي يُلطخ وجهه بتلك القاذورات، ذلك الطلاء الحربي اللعين ” تمتم دونوفان وهو يبصق على الأرض. لقد رأى ما يكفي من طلاء الحرب القبلي من أيام إبادة البرابرة. “فو.” أمسك يوريتش الوعاء وجثا على ركبتيه. ثم أغمض عينيه ودهن وجهه بالسائل الداكن. وزع الجزء الداكن، ذو اللون الفحمي الكثيف، حول عينيه ليبدو داكنًا، واستخدم الجزء الأحمر لرسم حلقة حول مؤخرة رقبته. ” يا إلهي، هذا مُرعبٌ جدًا! ” علق المصارعون المُشاهدون وهم يشاهدون تقدم طلاء حرب يوريتش. تجاهل يوريتش كلماتهم وركز على إنهاء مهمته. بضرباتٍ ماهرة، رسم صورةً على وجهه. بدت الخطوط الدموية الداكنة على وجهه وكأنها شيطان. كان مجرد طلاء وجه مُتقن، لكنه أثار كل حواسه، مما جعله يرغب في الاستيلاء على سلاحه والهجوم على الأعداء من شدة النشوة. “ربما أموت” يوريتش يعلم جيدًا ما ورط نفسه فيه. يعلم معنى القتال ضد خمسة رجال بمفرده من تجاربه السابقة. “ولكن ليس لدي أي نية للموت هنا، على الأقل ليس بعد.” لم يكن ليقترح الفكرة لو لم يكن يعتقد أن لديه فرصة. كانت المواجهات الفردية صعبة، لكنها لم تكن مستحيلة بالنسبة له. ” يوريتش ” أعلن شخص ما في الغرفة عن دوره. فتح يوريتش عينيه بعد أن غطاه دواؤه. وسط طلاء الحرب الدموي الداكن، لم تبرز منه سوى عيناه البيضاء وأسنانه. وبينما يفتح عينيه المغمضتين منذ زمن، شعر وكأنه غارق في ضوء ساطع لدرجة أنه شعر بألم شديد. حدق يوريتش في الصورة الخلفية المنتشرة للضوء. “اللعنة، لقد مات جارولد.” “يا رجل، كنت أعرف أنه سيموت. إنه يعاني من الإسهال منذ الصباح، ذلك الوغد التعيس.” قال المصارعون الملطخون بالدماء وهم يعودون إلى غرفة التحضير: “بوجودهم، انتهت جميع مباريات اليوم، باستثناء مباراة يوريتش”. “فز، يوريتش ” قال باتشمان بجدية ليوريتش وهو يربت على ظهره. زوو!

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

We have detected that you are using extensions to block ads. Please support us by disabling these ads blocker.

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط