الفصل 15
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“واهاهاهاها!”
ملأ ضحك السكاى قاعة المأدبة. دعا حاكم المدينة ونبلائها المصارعين لإضفاء أجواء من المرح.
“أحبّ الناس مبارياتك اليوم يا حورس. كانت بطولة رائعة ” أشاد الحاكم بحورس. كان نجاحًا آخر لبطولة المصارعة في هذه المدينة الجديدة، وكان مصارعو حورس الأبرز مجددًا.
“كل هذا بفضل نعمة الكونت ” أجاب حورس بتواضع. يعلم جيدًا كيف يتصرف ليكون في صالح كبار المسؤولين.
“يا إلهي، انظر إلى هذا الجسد.”
“لا أستطيع حتى رؤية عصا زوجي لأنه مدفون تحت بطنه.”
تبادلت السيدات النبيلات أطراف الحديث، وغطت مراوحهن أفواههن، وهنّ يُعجبن بأجساد المصارعين المتناسقة. أما اللواتي تركن أزواجهن في المنزل، فسيُضَيِّعن مصارعيهن المفضلين في وقت لاحق من تلك الليلة.
“هاه، يا لها من ليلة رائعة!” بدا يوريتش يتبادل أطراف الحديث مع المصارعين الآخرين وهو يستمتع بالطعام والشراب على الطاولة. كان النبلاء كرماء للغاية مع الفائزين في البطولة.
“لا بد أنك يوريتش، الذي هزم خمسة رجال بمفرده!” قال أحد النبلاء وهو يتعرف على يوريتش من مباراته الشهيرة. منذ ذلك الحين، انتشر اسمه في كل مكان. ومع دخوله الشهر الثالث من حياته الجديدة كمصارع، كان الناس في المدن يتعرفون عليه دائمًا.
“أنا بالفعل يوريتش!” رفع يوريتش كأسه وهو يضحك.
“لقد استمتعتُ بمباراتك كثيرًا، لقد كنتَ مذهلًا! ما رأيكَ أن تُريني مهاراتكَ في الفأس؟ هل تعتقد أنك قادرٌ على فعل ذلك من أجلنا؟ ” قال النبيل بحماس. ثم وضع تفاحةً على رأس الخادم.
” آه…” الخادم الذي كان متكئًا على الحائط وعلى رأسه تفاحة ارتجف خوفًا. وبخه النبيل بقسوة ليبقى ساكنًا حتى تبقى التفاحة في مكانها.
“لا تتحرك، سيرمي يوريتش فأسه! لا تقلق بشأن رأسك، فهو بارع في رمي الفؤوس، هاهاها!”
زادت كلمات النبيل من حيوية قاعة المأدبة. أصبحت كل الأنظار موجهة نحو فأس يوريتش.
“ههه، إذا كنت تريد حقًا أن ترى مدى براعتي، فبالتأكيد!” نهض يوريتش السكير من مقعده. أخذ الفأس الذي تركه مع الحارس.
ووش، ووش.
أدار يوريتش الفأس في يده. كانت أصابعه رشيقة تتحرك برشاقة، حتى في سكره.
“أوه.” نظر الخادم العاجز إلى شفرة فأس يوريتش وهو يرتجف.
“مهلاً، رأسك سينقسم نصفين إذا استمررت في الحركة هكذا. فقط أغمض عينيك، ولا تفكر حتى في تفادي فأسي ” قال يوريتش بانزعاج. ثم أغمض الخادم عينيه بتردد بينما قال يوريتش.
“يوريتش! يوريتش! يوريتش!” صفق النبلاء بأيديهم وهتفوا باسمه.
“أرى أن الأشخاص هنا يعرفون كيف يستمتعون، هاهاها!” بدا يوريتش يستمتع بوقته.
كان أفضل رامي فؤوس حتى في قبيلة الفؤوس الحجرية. تطلب إتقانًا هائلًا لهذه المهارة، إذ كان من الصعب جدًا توجيه النصل والمقبض إلى المكان المطلوب. إذا كانت الرمية غير دقيقة، فقد يصيب المقبض العدو ويدمر السلاح بأكمله.
“همف.”
اتخذ يوريتش وضعيته وهو يزفر بخفة. حبس النبلاء أنفاسهم وهم يحدقون في يوريتش وفأسه، وساد الصمت قاعة المأدبة.
“المسافة حوالي… 10 خطوات.”
بعد أن حدّق في المسافة إلى التفاحة، رفع كتفه. وبينما كانت عضلاته ترتجف، فارق الفأس أطراف أصابعه.
بوو!
ساد الصمت الغرفة. سقطت التفاحة المتناثرة على الأرض نصفين كاملين، وسقط الخادم سليمًا. انغرز الفأس عميقًا في الجدار.
“رائع، رائع!”
صفق! صفق! صفق!
ضجت القاعة بالتصفيق. استعاد يوريتش فأسه من الحائط وهز كتفيه كما لو أنه لم يفعل شيئًا مميزًا.
“شكرًا لك يا سيدي!” عبّر الخادم عن امتنانه وارتياحه، وهو لا يزال يرتجف من الخوف على حياته. ففي النهاية، كاد أن يموت من أجل تسلية بعض الأغنياء.
“لا تذكر ذلك.” ساعد يوريتش الخادم المسكين على النهوض وربت على ظهره. كان الخادم على وشك العودة إلى مكانه وظهره غارق في العرق من شدة التوتر.
“توقف.” أمسك شاب نبيل بالخادم.
“ما الخطب يا تريوس؟” سأل الحاكم الشاب النبيل.
” بطلي موهوبٌ أيضًا في استخدام فأسه. أودُّ أن أُريكم ما يُجيده.”
كان تريوس أحد النبلاء الذين أرسلوا بطلهم إلى بطولات المصارعة.
“حسنًا، روحك التنافسية أحيانًا تكون مبالغ فيها بعض الشيء.”
“إنه فقط للتسلية. لا يمكن لبطلي أن يفعل ما فعله هذا المصارع العادي. موجدي!” نادى تريوس على بطله. خرج رجل ذو بشرة نحاسية من بين الحشد.
“نعم يا سيدي.”
كان موجدي جنوبيًا. شارك في بطولات المصارعة لإرضاء رغبات أسياده الثلاثية الترفيهية.
“أنت تعرف ماذا تفعل، أليس كذلك؟ جهّز فأسك. لا يُمكن لبطلي أن يفعل ما يفعله هذا المصارع العشوائي ” قال تريوس بغطرسة وهو يلتقط تفاحة أخرى من على الطاولة.
” سيدي، لكن هذا…” بدا موجدي مترددًا بشكل واضح. كان يراقب يوريتش عن كثب.
“بالنظر إلى ما رأيته في الساحة، وحتى الآن، فهو أكثر مهارة في استخدام الفأس مني.”
ولم يكن لدى موجدي أدنى ثقة في قدرته على التفوق على يوريتش.
“هل ستُهينني يا موجدي؟” اقترب تريوس من موجدي وهمس في اذنه. ابتلع موجدي ريقه بصعوبة.
“اللعنة عليك، أيها الطفل التنافسي بلا داعٍ!”
كان موجدي على وشك أن يفقد عقله بسبب سيده الشاب، لكن تريوس كان نبيلًا ثريًا للغاية ولديه ميراث ضخم أنفقه كما لو كان لا شيء.
“أوه؟” انبهر يوريتش، فاستند إلى الحائط ليراقب ما سيحدث. نظر إلى موجدي بابتسامة خفيفة، بينما بدأ النبلاء الآخرون يتساءلون إن كان بطل تريوس قادرًا حقًا على فعل ما أظهره لهم يوريتش للتو.
“أوه، لا يمكن لأي شخص هنا أن يرمي الفأس بشكل أفضل مني.”
بدا يوريتش فخورًا بمهاراته، خاصةً في رمي الفأس. بدا واثقًا من أنه لن يخسر أمام أي شخص في مسابقة رمي الفأس.
“يا إلهي، وضع الخادم العاجز تفاحةً أخرى على رأسه. بدا توتر موجدي شديدًا لدرجة أنه أثر على الخادم المسكين أيضًا.
“حسنًا، هذا لن يكون جيدًا.”
أي شخص لديه غرائز المحارب رأى من خلال موجدي.
سيده يُجبره على رمي فأسه. يبدو أن هذا الخادم قد يموت فعلاً.
كان لدى يوريتش ثقةٌ بشخصٍ أتقن مهارته. لم يكن أحدٌ يتفوق عليه في الرمي. لم يجد أحدٌ ولو ذرةً من تلك الثقة في موجدي وهو يستعد للرمي.
“موجدي!” اندفع تريوس نحو بطله.
“أعتقد أنني يجب أن أترك هذا الأمر للسيدة فورتشن.”
وجّه موجدي فأسه نحو التفاحة. كان فأسًا عاديًا يُستخدم لقطع الحطب، ولم يكن معتادا عليه حتى في يديه.
ووش.
” آه …
صرخ الخادم وهو يسقط على الأرض. سقط الفأس على كتفه، وسرعان ما غُطّيت الأرض من حوله بدمائه.
” توقعنا جميعًا حدوث ذلك. اعتبر نفسك محظوظًا لأنه لم يُكسر رأسه.” ضحك يوريتش وهو يُصدر صوتًا مُطلقًا. لقد لاحظ وضعية موجدي غير المستقرة حتى قبل أن يُنهي رميته الفاشلة.
“إهم ” سعل الحاكم معبرًا عن انزعاجه. لقد أفسد عناد تريوس جو الحفل تمامًا. خفتت موسيقى المأدبة، وكان بعض النبلاء يحاولون المغادرة.
“موجدي، كيف تجرؤ على إحراجي هكذا؟” ألقى تريوس عاره على موجدي وهو يمسكه من قفا عنقه. لم يستطع موجدي سوى التحديق في الأرض.
“اعتذاري يا سيدي ” دفع تريوس موجدي إلى الجانب وحدق في يوريتش وحورس الأبرياء.
“أنت، أيها القائد، ما اسمك مرة أخرى؟”
“إنه حورس، سيدي تريوس.”
“لماذا لا نقاتل مقاتلينا ضد بعضنا البعض الآن بفؤوسهم؟ سيكون ذلك تسليةً لطيفةً للنبلاء.”
في أي يوم آخر، كان النبلاء في قاعة الولائم سينفجرون بالهتاف والتشجيع، لكن قاعة الولائم شهدت إراقة دماء مرعبة من الحادث السابق.
“أنا لست متأكدًا من ذلك ” لقد كان طلبًا صعبًا بالنسبة لحورس.
“هذا الطفل مصدر إزعاج كبير ” فكر حورس بينما حافظ على أدبه تجاه الشاب النبيل.
المحافظ الذي كان يراقب الوضع، سعل بصوت عالٍ.
“إهم! يبدو أننا نقترب من نهاية الليل. يا تريوس، من الأفضل أن تخرج ” كانت كلمات الحاكم بمثابة طرد له. احمرّ وجه تريوس من فرط المشاعر. عضّ على شفته السفلى وهو يرتجف بقبضتيه.
“يوريتش، يجب عليك العودة الآن ” اقترح حورس على يوريتش بينما يحرك كتفه.
“لماذا؟ بدا الأمر ممتعًا بالنسبة لي.”
أعرب حورس عن انزعاجه من يوريتش الذي يضحك بصوت عالٍ.
” أريدك أن تعود إلى الغرفة، يوريتش.”
“حسنًا، حسنًا، أسمعك يا قائد. لا داعي للعبوس هكذا، ههه!” غادر يوريتش الغرفة وفي يده كأس. تلاشى جو قاعة المأدبة النابض بالحياة، وتحدث الجميع عن حماقة تريوس.
لقد غادر جميع المدعوين، ولم يبق في الغرفة سوى المحافظ وحاشيته.
“ذلك تريوس. لقد دمّر أعمال والده، ولم يعتدل بعد.”
“سمعت أنه لا يزال لديه قدر لا بأس به من الثروة.”
“هاه، حتى أنني فكرت في خطبته لابنتي الثانية.”
ضحك الحاضرون.
“رجل مثله يضر أكثر مما ينفع. من الأفضل تجنب أي ارتباط به.”
أومأ المحافظ برأسه موافقا.
“من الآن فصاعدًا، لا تهتم بإرسال دعوات المأدبة إلى تريوس.”
“كما تريد يا سيدي الحاكم.”
انحنى الوفد وتراجع.
” آه … صرخ الخادم وهو يسقط على الأرض. سقط الفأس على كتفه، وسرعان ما غُطّيت الأرض من حوله بدمائه. ” توقعنا جميعًا حدوث ذلك. اعتبر نفسك محظوظًا لأنه لم يُكسر رأسه.” ضحك يوريتش وهو يُصدر صوتًا مُطلقًا. لقد لاحظ وضعية موجدي غير المستقرة حتى قبل أن يُنهي رميته الفاشلة. “إهم ” سعل الحاكم معبرًا عن انزعاجه. لقد أفسد عناد تريوس جو الحفل تمامًا. خفتت موسيقى المأدبة، وكان بعض النبلاء يحاولون المغادرة. “موجدي، كيف تجرؤ على إحراجي هكذا؟” ألقى تريوس عاره على موجدي وهو يمسكه من قفا عنقه. لم يستطع موجدي سوى التحديق في الأرض. “اعتذاري يا سيدي ” دفع تريوس موجدي إلى الجانب وحدق في يوريتش وحورس الأبرياء. “أنت، أيها القائد، ما اسمك مرة أخرى؟” “إنه حورس، سيدي تريوس.” “لماذا لا نقاتل مقاتلينا ضد بعضنا البعض الآن بفؤوسهم؟ سيكون ذلك تسليةً لطيفةً للنبلاء.” في أي يوم آخر، كان النبلاء في قاعة الولائم سينفجرون بالهتاف والتشجيع، لكن قاعة الولائم شهدت إراقة دماء مرعبة من الحادث السابق. “أنا لست متأكدًا من ذلك ” لقد كان طلبًا صعبًا بالنسبة لحورس. “هذا الطفل مصدر إزعاج كبير ” فكر حورس بينما حافظ على أدبه تجاه الشاب النبيل. المحافظ الذي كان يراقب الوضع، سعل بصوت عالٍ. “إهم! يبدو أننا نقترب من نهاية الليل. يا تريوس، من الأفضل أن تخرج ” كانت كلمات الحاكم بمثابة طرد له. احمرّ وجه تريوس من فرط المشاعر. عضّ على شفته السفلى وهو يرتجف بقبضتيه. “يوريتش، يجب عليك العودة الآن ” اقترح حورس على يوريتش بينما يحرك كتفه. “لماذا؟ بدا الأمر ممتعًا بالنسبة لي.” أعرب حورس عن انزعاجه من يوريتش الذي يضحك بصوت عالٍ. ” أريدك أن تعود إلى الغرفة، يوريتش.” “حسنًا، حسنًا، أسمعك يا قائد. لا داعي للعبوس هكذا، ههه!” غادر يوريتش الغرفة وفي يده كأس. تلاشى جو قاعة المأدبة النابض بالحياة، وتحدث الجميع عن حماقة تريوس. لقد غادر جميع المدعوين، ولم يبق في الغرفة سوى المحافظ وحاشيته. “ذلك تريوس. لقد دمّر أعمال والده، ولم يعتدل بعد.” “سمعت أنه لا يزال لديه قدر لا بأس به من الثروة.” “هاه، حتى أنني فكرت في خطبته لابنتي الثانية.” ضحك الحاضرون. “رجل مثله يضر أكثر مما ينفع. من الأفضل تجنب أي ارتباط به.” أومأ المحافظ برأسه موافقا. “من الآن فصاعدًا، لا تهتم بإرسال دعوات المأدبة إلى تريوس.” “كما تريد يا سيدي الحاكم.” انحنى الوفد وتراجع.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات