You dont have javascript enabled! Please enable it!
]
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سعي بربري 16

الفصل السادس عشر
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“هذا قاسٍ بعض الشيء، أن يتخلى عن بطله هكذا لمجرد أنه لا يجيد رمي الفأس مثلي ” تعاطف يوريتش وهو ينظر إلى الساحة وذراعاه متقاطعتان. لم تكن لديه مباراة اليوم، فقد مُنح دونوفان مباراة القمة هذه المرة.
“حسنًا، يُمكن شراء مصارع بهذا المستوى بسهولة. على أي حال، حياة مصارع مثلنا جميعًا تتلخص في المال. لا بد أن تريوس نبيلٌ يملك ثروةً طائلة ” قال باتشمان بجانب يوريتش.
وكانت الساحة بمثابة مرجل الجنون.
“الأسد والإنسان.”
بدت مواجهة نادرة. جاب أسدان ذكران الساحة وهما يُطلقان هديرهما الوحشي المخيف.
زوو!
خرج مصارع من البوابة المقابلة. موجدي، بطل تريوس.
“أوه، أوه.”
حمل موجدي جسده المرتجف إلى الساحة. بدا منهكًا من الضرب المبرح الذي تعرض له في الليلة السابقة. بدا وكأنه يجد صعوبة حتى في حمل سلاحه.
“إنه لا يبدو جيدًا جدًا ” لاحظ باتشمان مع عبوس.
” بالنظر إلى طريقة حركته، أعتقد أن ذراعه اليسرى مكسورة تمامًا. ويبدو أن ساقه مكسورة بعض الشيء أيضًا.”
“ماذا، هل يمكنك رؤية كل ذلك من هنا؟”
“إيه، إلى حد ما.”
“أنت لست إنسانًا حقًا. أنت وحش.” نقر باتشمان بلسانه عند رؤية يوريتش الخارقة.
هل نحن حقًا من نفس النوع؟ فكّر باتشمان. القدرات الجسدية التي أظهرها يوريتش أحيانًا كانت بعيدة كل البعد عن البشر.
“لن يستطيع مواجهة أسدين بجسد كهذا. ستكون هذه معركة ضارية.”
لقد كان موت موجدي مؤكدًا تقريبًا.
“وااااه!”
أعرب الحشد عن ترقبه للمشهد الدموي الوشيك الذي كانوا على وشك مشاهدته. وطالب هديرهم بإعدام موجدي.
“هذا ما حصلت عليه لإذلالي، موجدي”، فكر تريوس وهو يضحك في مقعده وساقاه متقاطعتان بشكل عرضي وهو يشاهد موت بطله العاجز الذي لا مفر منه.
انقضّ الأسد على البطل الجريح. فمزقت مخالب الوحش الأمامية درعه الذي رفعه في محاولة يائسة لحماية نفسه.
بوو!
لوّح موجدي بسيفه نحو الأسد لكنه فشل في توجيه ضربة قاتلة له.
قطع!
قضم الأسد رأس موجدي. دوى صراخه المؤلم في أرجاء الساحة، وهتف الجمهور فرحًا. حتى أن بعضهم انهار من هول المنظر.
“آآآآآآآه!”
كافح موجدي وصرخ حتى وهو يحتضر. لكن صراخه لم يُزعج الأسد إطلاقًا.
بوو! بوو!
خفّض صوت سحق لحمه وعظامه وتهشيمها صرخته المحتضرة، بينما تحول جسد موجدي إلى لحم. هتف الحشد لموته.
“غررر.”
جرّ الأسد جثة موجدي الهامدة في أرجاء الساحة. وسرعان ما دخل صيادون ماهرون الساحة وأمسكوا بالأسود في شباكهم.
” كان ذلك فظيعًا ” طقطق باتشمان لسانه عند رؤية موت موجدي. إطعام الوحش حيًا أسوأ ما يمكن أن يؤول إليه حال المصارع.
“دونوفان هو التالي، أليس كذلك؟” قال يوريتش وهو يشتري وجبة خفيفة من بائع الساحة المتجول بين المدرجات.
“ها هو قادم.”
انفتحت البوابة المعدنية، وخرج دونوفان مدججًا بالسلاح.
” ودرع قوي، وسيف بطول مناسب تمامًا.”
درع دونوفان هو درع المشاة الثقيلة النموذجي.
“دونوفان قوي. مع أن أسلوبه القتالي قاسٍ جدًا، إلا أن استراتيجيته القتالية مثالية. ” همس باتشمان قائلًا: “لا يُخاطر في أي مباراة”.
“أجل، أعرف. إنه يعصر حياة خصمه ببطء، كالأفعى.”
قدّم دونوفان مباراةً غايةً في الرقي. كان خصمه مصارعًا مرتزقًا من الطراز نفسه. تميّزت المباراة بمناوشاتٍ شرسة، حيث سعى كلا المصارعين إلى استغلال فرصةٍ ضئيلةٍ لتحقيق الأفضلية من خلال ألعاب العقل والحيل. كان دونوفان مصارعًا متمرسًا ذا خبرةٍ واسعةٍ في الحياة الواقعية، لذا اختار الأفضلية بتكتيكاتٍ أفضل.
بوو!
لقد حفر سيفه في كتف خصمه.
” هذا كل شيء إذن ” علق يوريتش. بمجرد أن امتلك دونوفان الأفضلية، لم يُضيعها أبدًا.
“من المحتمل أن يسحب هذا الرجل ويقطعه حتى يقرر القضاء عليه بلا رحمة.”
بدا باتشمان مُدركًا تمامًا لكيفية سير مباريات دونوفان. وكانت النهايات الدموية هي سرّ شعبية دونوفان.
“لقد انتهينا جميعًا هنا.”
رفع دونوفان المنتصر سيفه وزأر.
بانتهاء هذه البطولة، انتهت زيارة مصارعي حورس لهذه المدينة، وحان وقت انتقالهم إلى المدينة التالية. كان حورس يعرف شخصيًا عدة كونتات في مدن مختلفة، وكان لديه جدول حافل بالبطولات لمصارعيه.
“أنا سعيد لأنني تابعت حورس.”
بدا يوريتش يستمتع بحياته كمصارع لدى حورس. كان يجني أموالاً طائلة، وكانت معاركه التي لا تنتهي تحمي جسده من الصدأ. والأهم من ذلك، كان يرى الكثير من الأشياء الجديدة أثناء تجواله مع الفرقة.
* * *
“هل حمّلنا كل الحمولة؟ عدٍّ آخر.”
“ماذا عن العبيد؟”
“لقد اجتمعوا جميعا.”
كان مصارعو حورس منشغلين بالتحضير لمغادرتهم إلى المدينة الجديدة. كانوا مسافرين مع أكثر من خمسين شخصًا، بمن فيهم جميع المصارعين والعبيد والحراس والخدم.
“هذا يكفي لاستقرارك هنا. شكرًا لجهودكِ يا فيين.”
“وأتمنى لك التوفيق أيضًا يا سيدي.”
في زاوية، ودّعت عدة إماء، كل واحدة منهن ممتلئة بطونها. كنّ المسؤولات عن إطلاق العنان لرغبات الرجال الجنسية. الإماء الحوامل، تركن في مدينة المغادرة حيث سيُلدن أطفالهن ويبدأن حياة جديدة. استعادن حريتهن، مع أن معظمهن انتهى بهن المطاف في أحياء الضوء الأحمر.
” سيُطلق سراحهم ويُعطيهم المال. هذا مُثير للاهتمام. ” أومأ يوريتش برأسه مُندهشًا.
“ليس بإمكاننا إحضار جميع النساء الحوامل معنا على أي حال. وبهذه الطريقة، سيكون لدى الإماء المتبقيات ما يتطلعن إليه. لولا هذا الأمل، لما استطعن تحمل ما عليهن فعله من أجلنا. إن تحريرهن بقليل من المال هو الشيء الوحيد الذي يبقيهن عاقلات رغم كل هذا الرجال. حورس يعرف كيف يتعامل مع عبيده ” شرح باتشمان وهو يحمّل أمتعته على العربة.
“همم.” نظر يوريتش إلى العبيد. لقد كان يتردد على مساكنهم كثيرًا طوال رحلته، ولأنهم كانوا مُلزمين بهذا الدور أساسًا، فقد كانوا دائمًا يتقبلون طلباته بصدر رحب.
بوو!
“هذا حوالي ثلاثة ملايين شيل.”

أخرج يوريتش حقيبة نقوده وتوجه نحو النساء.
“ليس كثيرًا، لكن شاركوه بينكم. شكرًا على كل شيء، واعتني بنفسكم ” قال يوريتش للنساء وهو يرمي إليهن الكيس المليء بالعملات المعدنية. اتسعت أعينهن بهدية يوريتش غير المتوقعة، وكذلك حورس.
“كان ينبغي عليك أن تعطيني تلك الأموال ” اشتكى باتشمان بعد أن رأى ما فعله يوريتش للتو.
“من يدري؟ ربما يحمل أحدهم طفلي ” ابتسم يوريتش وأظهر أسنانه.
“ههه، كأنه سيحدث. أي امرأة تمتلئ بطنها في ثلاثة أشهر فقط؟” هز باتشمان رأسه في عدم تصديق.
أنهى مصارعو حورس برنامجهم وغادروا المدينة. تناوب المصارعون على ركوب العربات والمشي. تمركز الحراس على أطراف المجموعة السائرة، وتثاءب حورس من فوق جواده بتكاسل.
” يوريتش، من أين أنت حقًا؟ تُعطي انطباعًا بأنك جنوبي، ولكن في الوقت نفسه، تشعر أحيانًا بأنك شمالي.” اقترب حورس من يوريتش وسأله. ضحك يوريتش على سؤاله.
“دعنا نقول فقط إنني من الجنوب. ما أهمية ذلك؟”
“همم، أنت محق. هذا ليس مهمًا.”
كان حورس يعمل في مجال المصارعة لعشر سنوات. وخلال تلك السنوات، رأى عددًا لا يُحصى من المصارعين.
“يوريتش خاص.”
من الصعب تحديد السبب، لكنه متأكد من أن يوريتش خارج عن المألوف.
“إنه ليس شخصًا يمكن أن تنتهي حياته كمصارع تحت قيادة شخص مثلي.”
من نواحٍ عديدة، لدى يوريتش إمكانيات هائلة. للوهلة الأولى، بدا شابًا مغرورًا، لكن بعد قضاء بعض الوقت معه، اتضح أنه يفي بوعوده. إذا وعد بفعل شيء، نفذه. إذا وعد بقتل شخص، قتله.
لم يستغرق الأمر منه سوى ثلاثة أشهر ليلحق دونوفان. بربري مثله أيضًا.
لدى يوريتش الكثير من المؤيدين. العديد من المصارعين، بمن فيهم باتشمان، مفتونين به. حتى دونوفان، الذي لم يُعطِه وجها في البداية، أدرك مكانته.
“أنا حقا أحب هذا المكان، حورس ” قال يوريتش وهو ينظر إلى حقول القمح خارج المدينة.
“مثير للاهتمام. من بين جميع الأماكن، هل أعجبتك الحقول؟”
“أجل. لهذا السبب أريد هذه الأراضي ” قال يوريتش وهو يُحدّق في عينيه. قوة حياة غريبة تتلوى حوله.
ارتجف حورس بقشعريرة لا يمكن تفسيرها.
“عندما يكون لديك الكثير من المال، ربما يمكنك شراء بعض الأراضي في مكان ما في الريف ” أجاب حورس بصوت أجش وهو يضم رمز الطاقة الشمسية بالقرب من صدره.
“أوه لو، حاكم الشمس، هل من المقبول بالنسبة لي أن أحتفظ بهذا البربري حولي؟”
كلما مرّ حورس بمدينة، كان يلتقي بالكهنة المحليين ويقدّم تبرعًا. هذه محاولته للتكفير عن الخطايا اللاأخلاقية التي ارتكبها بسبب تجارته.
“إلى أين نحن ذاهبون؟ متى سنصل إلى البحر؟” سأل يوريتش حورس.
“لا تزال المدن الساحلية بعيدة. وجدولنا الزمني كما ذكرت سابقًا ” أجاب حورس وهو ينظر إلى يوريتش، الذي كان منتبهًا لما يقوله.
“أوه نعم، أنت تعرف كيفية القراءة والكتابة، أليس كذلك، حورس؟ ”
“بالطبع.”
” علمني. علمني الحروف.”
عبس حورس عند طلب يوريتش.
“إنه ليس شيئًا يمكنك تعلمه بين عشية وضحاها.”
“لهذا السبب أطلب منك أن تعلميني!”
“ماذا، مجانًا؟”
“حسنًا. من الآن فصاعدًا، خذ عشرة بالمائة زيادةً على ما تأخذه عادةً من أرباحي.”
عرض يوريتش جعل حورس يضحك.
“حسنًا، تعالَ وابحث عني بعد العشاء الليلة. سنبدأ باسمك.”
* * *
” كانت تلك وجبة لطيفة.”
بعد العشاء، كسر يوريتش شوكة من شجرة واستخدمها كعود أسنان.
“مرحبًا، إلى أين أنت ذاهب يا يوريتش؟ نحن نلعب النرد.”
” لا. على أي حال، ليس لديّ مال الآن.”
“ه … ”
“هل ترغب في أن يقوم شخص أحمق بكسر جمجمتك؟”
ضحك المصارعون على ردّ يوريتش. تركهم وتوجَّه إلى خيمة حورس.

 

بدا الليل حالكًا، وأصوات الحشرات تملأ هواء المساء البارد. كانت أطراف المخيم المظلمة حالكة السواد. لم تستطع العيون التي اعتادت على الضوء الرؤية في الغابة المظلمة. أدار الحراس ظهورهم للضوء، وركزوا أنظارهم على الظلام.
“يوريتش؟” رأى الحارس يوريتش وسأل.
“أنا هنا من أجل الزعيم.”
حورس، الذي انتهى للتو من عشاءه، أشار إلى يوريتش ليقترب.
” إذًا، هل ترغب حقًا في تعلم القراءة والكتابة؟ على أي حال، ربما لن تستفيد كثيرًا من ذلك.”
“هذا الأمر متروك لي لأقرره، وليس لك.”
“أنت شخص غريب، يوريتش.”
جلس حورس ويوريتش بجوار نار المخيم وأخرجا خنجرًا.
“لنبدأ يا حورس ” قال يوريتش وهو ينظر إلى حورس بعينين لامعتين فضوليتين. خدش حورس الأرض بخنجره، وهو ينطق كل حرف أبجدي.
“سنكون محظوظين إذا تمكنت من حفظ هذه الحروف وتهجئة اسمك بها بحلول نهاية الليل.”
لم يكن لدى حورس توقعات كبيرة. كان يتوقع أن يستسلم يوريتش قريبًا.
“هممم.” أسند يوريتش رأسه على يده، ونظر بتمعّن إلى الأبجدية الهاميلية الغريبة. قرأها بصوت عالٍ، مُكرّرًا ما قاله حورس.

بدا الليل حالكًا، وأصوات الحشرات تملأ هواء المساء البارد. كانت أطراف المخيم المظلمة حالكة السواد. لم تستطع العيون التي اعتادت على الضوء الرؤية في الغابة المظلمة. أدار الحراس ظهورهم للضوء، وركزوا أنظارهم على الظلام. “يوريتش؟” رأى الحارس يوريتش وسأل. “أنا هنا من أجل الزعيم.” حورس، الذي انتهى للتو من عشاءه، أشار إلى يوريتش ليقترب. ” إذًا، هل ترغب حقًا في تعلم القراءة والكتابة؟ على أي حال، ربما لن تستفيد كثيرًا من ذلك.” “هذا الأمر متروك لي لأقرره، وليس لك.” “أنت شخص غريب، يوريتش.” جلس حورس ويوريتش بجوار نار المخيم وأخرجا خنجرًا. “لنبدأ يا حورس ” قال يوريتش وهو ينظر إلى حورس بعينين لامعتين فضوليتين. خدش حورس الأرض بخنجره، وهو ينطق كل حرف أبجدي. “سنكون محظوظين إذا تمكنت من حفظ هذه الحروف وتهجئة اسمك بها بحلول نهاية الليل.” لم يكن لدى حورس توقعات كبيرة. كان يتوقع أن يستسلم يوريتش قريبًا. “هممم.” أسند يوريتش رأسه على يده، ونظر بتمعّن إلى الأبجدية الهاميلية الغريبة. قرأها بصوت عالٍ، مُكرّرًا ما قاله حورس.

كانت النار مشتعلة، و الجمر تطفو حول الرجلين.
“يوريتش ” أصيب حورس بالذهول.
“ماذا؟”
“هل أنت متأكد أنك لم تتعلم هذا من قبل؟”
“لو الأمر كذلك، فلماذا أفعل هذا معك الآن؟ هل فقدت عقلك فجأة أم ماذا؟”
اتسعت عيون حورس.
“هل استغرق الأمر منه محاولتين فقط لحفظ الأبجدية بأكملها؟”
بدت قدرة يوريتش على الحفظ مذهلة. لم يتطلب منه سوى بضع محاولات ليحفظ ما سيستغرقه بضعة أيام على الأقل.
“أنا… اسمي… هل هذه هي الطريقة التي أكتب بها اسمي؟”
كتب يوريتش اسمه على الأرض.
“بالضبط.”
“ه … ”
لم يستطع حورس قول شيء. لم يكن كلام يوريتش مبالغًا فيه.
” يتعلم الحروف بسرعة. قدرته على الحفظ مميزة. سمعت أن البرابرة يتقنون القراءة والكتابة بشكل مدهش، لكن هذا… هذا لا يبدو واقعيا. ”
حث يوريتش حورس على تعليمه المزيد من الكلمات، ولم يمض وقت طويل قبل أن يحفظها كلها.

 

بدا الليل حالكًا، وأصوات الحشرات تملأ هواء المساء البارد. كانت أطراف المخيم المظلمة حالكة السواد. لم تستطع العيون التي اعتادت على الضوء الرؤية في الغابة المظلمة. أدار الحراس ظهورهم للضوء، وركزوا أنظارهم على الظلام. “يوريتش؟” رأى الحارس يوريتش وسأل. “أنا هنا من أجل الزعيم.” حورس، الذي انتهى للتو من عشاءه، أشار إلى يوريتش ليقترب. ” إذًا، هل ترغب حقًا في تعلم القراءة والكتابة؟ على أي حال، ربما لن تستفيد كثيرًا من ذلك.” “هذا الأمر متروك لي لأقرره، وليس لك.” “أنت شخص غريب، يوريتش.” جلس حورس ويوريتش بجوار نار المخيم وأخرجا خنجرًا. “لنبدأ يا حورس ” قال يوريتش وهو ينظر إلى حورس بعينين لامعتين فضوليتين. خدش حورس الأرض بخنجره، وهو ينطق كل حرف أبجدي. “سنكون محظوظين إذا تمكنت من حفظ هذه الحروف وتهجئة اسمك بها بحلول نهاية الليل.” لم يكن لدى حورس توقعات كبيرة. كان يتوقع أن يستسلم يوريتش قريبًا. “هممم.” أسند يوريتش رأسه على يده، ونظر بتمعّن إلى الأبجدية الهاميلية الغريبة. قرأها بصوت عالٍ، مُكرّرًا ما قاله حورس.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

 

 

أخرج يوريتش حقيبة نقوده وتوجه نحو النساء. “ليس كثيرًا، لكن شاركوه بينكم. شكرًا على كل شيء، واعتني بنفسكم ” قال يوريتش للنساء وهو يرمي إليهن الكيس المليء بالعملات المعدنية. اتسعت أعينهن بهدية يوريتش غير المتوقعة، وكذلك حورس. “كان ينبغي عليك أن تعطيني تلك الأموال ” اشتكى باتشمان بعد أن رأى ما فعله يوريتش للتو. “من يدري؟ ربما يحمل أحدهم طفلي ” ابتسم يوريتش وأظهر أسنانه. “ههه، كأنه سيحدث. أي امرأة تمتلئ بطنها في ثلاثة أشهر فقط؟” هز باتشمان رأسه في عدم تصديق. أنهى مصارعو حورس برنامجهم وغادروا المدينة. تناوب المصارعون على ركوب العربات والمشي. تمركز الحراس على أطراف المجموعة السائرة، وتثاءب حورس من فوق جواده بتكاسل. ” يوريتش، من أين أنت حقًا؟ تُعطي انطباعًا بأنك جنوبي، ولكن في الوقت نفسه، تشعر أحيانًا بأنك شمالي.” اقترب حورس من يوريتش وسأله. ضحك يوريتش على سؤاله. “دعنا نقول فقط إنني من الجنوب. ما أهمية ذلك؟” “همم، أنت محق. هذا ليس مهمًا.” كان حورس يعمل في مجال المصارعة لعشر سنوات. وخلال تلك السنوات، رأى عددًا لا يُحصى من المصارعين. “يوريتش خاص.” من الصعب تحديد السبب، لكنه متأكد من أن يوريتش خارج عن المألوف. “إنه ليس شخصًا يمكن أن تنتهي حياته كمصارع تحت قيادة شخص مثلي.” من نواحٍ عديدة، لدى يوريتش إمكانيات هائلة. للوهلة الأولى، بدا شابًا مغرورًا، لكن بعد قضاء بعض الوقت معه، اتضح أنه يفي بوعوده. إذا وعد بفعل شيء، نفذه. إذا وعد بقتل شخص، قتله. لم يستغرق الأمر منه سوى ثلاثة أشهر ليلحق دونوفان. بربري مثله أيضًا. لدى يوريتش الكثير من المؤيدين. العديد من المصارعين، بمن فيهم باتشمان، مفتونين به. حتى دونوفان، الذي لم يُعطِه وجها في البداية، أدرك مكانته. “أنا حقا أحب هذا المكان، حورس ” قال يوريتش وهو ينظر إلى حقول القمح خارج المدينة. “مثير للاهتمام. من بين جميع الأماكن، هل أعجبتك الحقول؟” “أجل. لهذا السبب أريد هذه الأراضي ” قال يوريتش وهو يُحدّق في عينيه. قوة حياة غريبة تتلوى حوله. ارتجف حورس بقشعريرة لا يمكن تفسيرها. “عندما يكون لديك الكثير من المال، ربما يمكنك شراء بعض الأراضي في مكان ما في الريف ” أجاب حورس بصوت أجش وهو يضم رمز الطاقة الشمسية بالقرب من صدره. “أوه لو، حاكم الشمس، هل من المقبول بالنسبة لي أن أحتفظ بهذا البربري حولي؟” كلما مرّ حورس بمدينة، كان يلتقي بالكهنة المحليين ويقدّم تبرعًا. هذه محاولته للتكفير عن الخطايا اللاأخلاقية التي ارتكبها بسبب تجارته. “إلى أين نحن ذاهبون؟ متى سنصل إلى البحر؟” سأل يوريتش حورس. “لا تزال المدن الساحلية بعيدة. وجدولنا الزمني كما ذكرت سابقًا ” أجاب حورس وهو ينظر إلى يوريتش، الذي كان منتبهًا لما يقوله. “أوه نعم، أنت تعرف كيفية القراءة والكتابة، أليس كذلك، حورس؟ ” “بالطبع.” ” علمني. علمني الحروف.” عبس حورس عند طلب يوريتش. “إنه ليس شيئًا يمكنك تعلمه بين عشية وضحاها.” “لهذا السبب أطلب منك أن تعلميني!” “ماذا، مجانًا؟” “حسنًا. من الآن فصاعدًا، خذ عشرة بالمائة زيادةً على ما تأخذه عادةً من أرباحي.” عرض يوريتش جعل حورس يضحك. “حسنًا، تعالَ وابحث عني بعد العشاء الليلة. سنبدأ باسمك.” * * * ” كانت تلك وجبة لطيفة.” بعد العشاء، كسر يوريتش شوكة من شجرة واستخدمها كعود أسنان. “مرحبًا، إلى أين أنت ذاهب يا يوريتش؟ نحن نلعب النرد.” ” لا. على أي حال، ليس لديّ مال الآن.” “ه … ” “هل ترغب في أن يقوم شخص أحمق بكسر جمجمتك؟” ضحك المصارعون على ردّ يوريتش. تركهم وتوجَّه إلى خيمة حورس.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

We have detected that you are using extensions to block ads. Please support us by disabling these ads blocker.

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط