You dont have javascript enabled! Please enable it!
]
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سعي بربري 19

الفصل 19
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
بدأت المعركة لتحديد حاكم الأراضي الزراعية.
حرّك الكونت داجلتون قواته تدريجيًا استعدادًا للمعركة. نظر إلى جيشه، وكان واثقًا من انتصاره.
” يا مولاندو، أيها الأحمق. هل ظننتَ حقًا أن توظيف بعض المرتزقة المجهولين سيقلب الموازين لصالحك؟ ”
الجيش بقيادة الكونت داجلتون يضم أكثر من خمسين جنديًا مدججين بالسلاح، أي أكثر من نصف جيشه بأكمله.
“ربما لم تكن لديك أي فكرة أن أخي غير الشقيق زعيم فرقة مرتزقة.”
من بين الخمسين رجلاً المدججين بالسلاح، كان عشرون منهم مرتزقة مستأجرين من مرتزقة الأسد الفضي. أبقى داجلتون وأخوه غير الشقيق اتصالاتهما سريةً لإخفاء قوة جيشهما عن الكونت مولاندو.
“ستصبح هذه المزرعة ملكنا قريبًا، يا كونتي ” قال أحد أتباع داجلتون، وهو رجل ذو مظهر لطيف إلى حد ما بالنسبة لرجل، له بصوت هادئ.
” يا أليان، هذه الحرب من أجلك. سأهديكَ تلك المزرعة بعد أن أستولي عليها من الكونت مولاندو ” قال داجلتون بمودة. الاثنان في علاقة مثلية، وهو أمرٌ شائعٌ في مجتمع النبلاء.
احمرّ وجه أليان ونظر بعيدًا للحظة، ثم قال: ” لم أكن أعلم أن قائد مرتزقة الأسد الفضي هو أخوك غير الشقيق. لقد حالفنا الحظ. ”
[ المترجم: كونتي دلع كونت، زي حمادة حمودي مثلا، علاقة نجسة ملناش دعوة بيهم ]
“قبل عشر سنوات، هرب من منزله مع عشرة شبان آخرين. من كان ليتوقع أن يصبح قائد فرقة مرتزقة؟ بالتأكيد لا.”
” مرتزقة الأسد الفضي من أشهر فرق المرتزقة. قد لا يكون عددهم كبيرًا، لكن قوتهم… سمعت قصصهم بنفسي عدة مرات. تقول الشائعات إن الجيش الإمبراطوري حاول تجنيدهم كوحدة نظامية. ”
“لقد تخلى عنه والدنا، لكن علاقتنا جيدة. قضينا وقتًا طويلًا نلعب معًا خلال نشأتنا.”
“يا كونتي، أرجوك تراجع للحظة. أعتقد أن هناك سهامًا تتجه نحونا، ”قال أليان وهو يسحب داجلتون برفق. مع تقارب المسافة بين الجيشين، بدأت السهام تتطاير. سقط بعض رجال داجلتون أرضًا بعد إصابتهم.
“همم، ينقصنا عدد الرماة. من الأفضل أن نهاجمهم بسيوفهم.”
استل الكونت داجلتون سيفه. أخذ نفسًا عميقًا وصاح بأعلى صوته.
” هيااا!”
صرخ رجاله مع زعيمهم.
“إنهم قادمون! جيش داجلتون قادم!”
خرج جنودٌ يحملون دروعًا من معسكر الكونت مولاندو. ابتلعوا بصعوبةٍ وهم يستعدون للاشتباك الوشيك.
“لدى داجلتون ضعف عدد المشاة الثقيلة لدينا. ما هذا بحق الجحيم؟ كيف حدث هذا؟” صرخ مولاندو وهو يعبس من شدة الإحباط. عجز أتباعه عن الكلام عند سؤاله. لقد هُزموا في حرب المعلومات التي سبقت معركتهم.
في معركة أصغر حجمًا كهذه، عدد الرجال المدججين بالسلاح هو الفيصل. لم تكن معدات المجندين الهزيلة كافيةً لإلحاق أي ضرر يُذكر بدروعهم المتينة.
“لو لم نوظف هؤلاء المرتزقة، لانتهى أمرنا قبل أن نبدأ،” فكّر مولاندو وهو ينظر إلى مرتزقة يوريتش على الجناح الأيسر. حتى بينهم، لم يكن سوى عدد قليل منهم مدججين بالسلاح. ورغم أنهم كانوا محاربين متمرسين، إلا أن معظمهم كان لا يزال مسلحًا بأسلحة خفيفة.
“لدينا أرقام مماثلة، ولكننا متفوقون بوضوح.”

دفن يوريتش شفرة فأسه في وجه عدوه. “هف، هف ” التقط يوريتش أنفاسه. كتفاه تهتز بقوة من شدة التنفس. نشل. حرك يوريتش رأسه جانبًا دون أن ينظر إلى الوراء. طعنة رمح خدش جانب وجهه. “كيف؟” نظر الجندي الذي رمى الرمح إلى يوريتش مذهولاً. “هل تفادى رمحتي دون أن ينظر إليه؟ هل لديه عينان في مؤخرة رأسه أم ماذا؟” لم يرتدِ يوريتش خوذة قط. كانت تضغط على شعره وتحجب أذنيه. كما أنها أبطأت حركة رأسه وضيّقت مجال رؤيته. عندما يُضغط على شعره بخوذة، كان يشعر وكأن قرون استشعاره معطلة. بدا يوريتش يشعر غالبًا بأنه يستطيع اكتشاف حركة أعدائه وموقعهم من خلال ارتعاشة شعره، كما تفعل الحشرات بقرون استشعارها. ربما هذا مجرد وهم، لكنه كان مهمًا لمحارب مثله على أي حال. ” يا أحمق! كدت تقتلني!” سحب يوريتش الغاضب نفس الرمح من الأرض ورماه. بوو! انطلق الرمح نحو العدو وأصاب رأسه. ذُهل النبلاء الذين كانوا يتابعون سير المعركة. فرقة المرتزقة، التي معظمها يرتدي دروعًا خفيفة فقط، تسيطر على المشاة الثقيلة. انبهر الكونتان بشجاعة يوريتش ومرتزقته. “يا إلهي، كيف يتم التفوق علينا؟” “لديهم محاربون عظماء إلى جانبهم، يا كونت داجلتون. تشكيلتنا تنهار.” تحرك داجلتون بقلق. رياح المعركة تهب ضدهم. “اللعنة، اللعنة!” لم يستطع داجلتون أن يأمر بالانسحاب. حدّق في ساحة المعركة ودموع الندم تملأ عينيه. “ههه؟ أوقف هذا الرجل!” قفز يوريتش من وسط الفوضى، ولم يستطع الرجال ذوو الدروع الثقيلة مواكبة سرعته. ركض يوريتش عبر التل نحو الكونت داجلتون. اندفع أتباعه على خيولهم لإيقافه. “الخيول هنا شيء آخر.” في قبيلة يوريتش، لم تكن الخيول قوية أو كبيرة بما يكفي لحمل الناس، ناهيك عن المحاربين الكبار. أما هنا، فقد رُبّيت الخيول منذ زمن طويل للركوب، مما جعلها ضخمة وقوية.

بوم!
“وااااه!”
” واو!”
اشتبك الجيشان. دوّت أصوات ارتطام الدروع ببعضها، وتقاتل المحاربون بشراسة. تداخلت الصرخات والصيحات، وانتشرت رائحة الدم في أرجاء الميدان. سقط العديد من الضحايا بلا حول ولا قوة.
“هيا بنا نجني بعض المال!” صرخ يوريتش. تقدم المرتزقة الذين كانوا يقودون الجناح الأيسر.
“لم أخض حربًا منذ زمن طويل ” تقدم سفين بخطى ثقيلة بفأسه ذي اليدين. مع كل حركة من ذراعه، يسحق أحد رجال داجلتون. غمرته روح الشمال.
كان سفين محاربًا شماليًا كافح حتى جنود الإمبراطورية لهزيمة ساحته لعشر سنوات. حتى مع ترسانتهم المتهالكة وبيئتهم المتهالكة، نجا محاربو الشمال بفضل بنيتهم الجسدية القوية وعقليتهم الشجاعة.
“هيا، هاجمني. أرسلني إلى حقل السيوف، هاهاهاها!” اندفع سفين من التشكيل وانقضّ على أعدائه. انعكست في عينيه جنونه وهو يشقّ رماح الأعداء كأنه يطلب الموت.
“حقل السيوف، فكّر يوريتش وهو ينظر إلى سفين المهاجم. لم يكن يخشى الموت ليقينه بأنه سيصل إلى جنته.
“اتبعوا سفين! لقد تحطم تشكيلهم!” لم يُفوِّت دونوفان الفرصة وأصدر أوامره للمرتزقة. كان جنود داجلتون عديمو الحماس في حالة من الذعر عندما انقضَّ عليهم سفين المضطرب. لم يكن هناك مزارع واحد في العالم يجرؤ على الوقوف أمام شمالي ضخم يهاجمهم بفأس ذي حدين.
“مرتزقتهم يدمرون تشكيلتنا، الكونت داجلتون!”
“أرى ذلك! أليان، أرسل المشاة الثقيلة إلى هناك!” أمر داجلتون رجاله. تقدم الرجال المدججون بالسلاح نحو يوريتش ومرتزقته. حدق بهم الرجال ذوو الدروع المعدنية. كانت دروعهم الخشبية مغلفة بجلد وحواف معدنية لزيادة متانتها، وكان تشكيلهم المتراص كتفًا بكتف متناسقًا.
“هؤلاء هم محاربوهم الرئيسيون،” قال يوريتش وهو يشعر بقشعريرة في ذراعيه. يشعر بمعركة الحياة أو الموت الوشيكة، ولا أحد يعلم من سيخرج حيًا.
“امنحنا الحياة والنصر يا لو.” سُمع صوت الدعاء. في ساحة المعركة، لم يكن هناك ما يُعتمد عليه سوى أجسادهم ودروعهم.
“إذا لو في صفنا، فسننجو من هذا!” صرخ باتشمان وهو يُقبّل قلادته. رفع رمحه وتقدم نحو ساحة المعركة.
” حسنًا، حسنًا، هيا بنا يا رفاقي الشباب!” أومأ سفين برأسه ولعق بقع الدم حول فمه.
“واوووو!”
تقدم المرتزقة بلا خوف نحو المشاة الثقيلة لداجلتون.
“الموت يتنفس بالقرب من رقبتي.”
طعن يوريتش أعداءه بسيفه الفولاذي الإمبراطوري. اخترق طرف السيف الحادّ كلاً من الدرع البريدي والبطانة الجلدية التي تحته، بفضل قوة يوريتش الهائلة.
“كيو!” سعل الرجل ذو السترة البريدية دمًا ونظر إلى يوريتش. لا تزال نيران المعركة عالقة في عينيه الدامعتين.
“هؤلاء الرجال لن يتوقفوا عن القتال حتى تسقط رؤوسهم.”
لم يكن يوريتش هاويًا. يعلم أن أي محارب مُدرّب جيدًا يُقاتل حتى يتوقف أنفاسه تمامًا. كان عليه التأكد من موت محاربين كهؤلاء تمامًا قبل الانتقال إلى التالي.
بوو!

انحنى يوريتش لالتقاط حصاة على الأرض. بوو! رمى الحصاة على الحصان، فأصابت عينه مباشرة. “صهيل!” قاومت الخيول وهي تُفاجأ بالهجوم غير المتوقع. انتهز يوريتش الفرصة وضرب أرجل سيدهم. ” آآ … هبط السيد، الذي فقد أرجله، من على خيوله وتدحرج على الأرض. تجاهله يوريتش ونظر إلى الأمام. “أعتقد أن هذا هو الكونت داجلتون.” من الواضح من هو الكونت من النظر إلى عباءته الملونة. أخرج يوريتش فأسه. “هل أضرب حصانه ليسقط أرضًا؟ أم أضرب رأسه بالمقبض ليفقد وعيه؟” بينما تردد يوريتش للحظة، استدار الكونت داجلتون بحصانه ليهرب من المكان. هذه فرصته الوحيدة للهرب. “همف ” زفر يوريتش وأطلق فأسه. بوو! توقفت الفأس أسرع مما كان متوقعًا. تدخّل أحدهم لووقف تقدمها. “أليان!” صرخ الكونت داجلتون باسم حبيبه. أليان، حبيبه، أخذ الفأس مكانه. لكن للأسف، انغرس الفأس في صدره. “اليااااااان!” حاول داجلتون أن يدير حصانه وهو ينادي باسم حبيبه. نظر أليان إلى الكونت بعينيه المحتضرتين. “انطلق يا كونتي. أحبك…” لفظ أليان أنفاسه الأخيرة وسقط أرضًا. حدق داجلتون في يوريتش بعينيه المليئتين بالغضب والدموع. “سأنتقم لك يا أليان، يا حبيبي! أعدك، أعدك!” حفّز داجلتون حصانه وانطلق. حتى يوريتش لم يستطع الركض بسرعة الحصان. “اللعنة، لقد هرب.” داس يوريتش على رأس أليان واستعاد فأسه من صدر أليان. “لقد هرب قائدكم بدونكم، أيها الفاشلون اللعينون!” صرخ يوريتش وهو ينظر خلفه. بدأ رجال داجلتون بالفرار في حالة من الفوضى، بينما ألقى بعضهم أسلحتهم واستسلموا. “وااااه!” أصبحت معنويات جيش الكونت مولاندو في أوجها. طاردوا الخاسرين وهم يهتفون بصيحات المعركة. قرر يوريتش البقاء، وظل يحدق في ساحة المعركة بصمت. أين تذهب أرواحهم؟ إلى حاكم الشمس؟ لتتقمص؟ تساءل يوريتش عن مدى روعة رؤية الأرواح بعينيه. أراد أن يعرف ما ينتظره في نهاية الموت. “ه- هل انتصرنا؟ انتصرنا! حمينا أرضنا، يا له من أمر عظيم! ههه!” ضحك مولاندو مندهشًا. وبعد أن استجمع قواه، أخبر أتباعه. “عامل هؤلاء المرتزقة بكل احترام. عاملهم كضيوفنا الكرام!”

دفن يوريتش شفرة فأسه في وجه عدوه.
“هف، هف ” التقط يوريتش أنفاسه. كتفاه تهتز بقوة من شدة التنفس.
نشل.
حرك يوريتش رأسه جانبًا دون أن ينظر إلى الوراء. طعنة رمح خدش جانب وجهه.
“كيف؟” نظر الجندي الذي رمى الرمح إلى يوريتش مذهولاً.
“هل تفادى رمحتي دون أن ينظر إليه؟ هل لديه عينان في مؤخرة رأسه أم ماذا؟”
لم يرتدِ يوريتش خوذة قط. كانت تضغط على شعره وتحجب أذنيه. كما أنها أبطأت حركة رأسه وضيّقت مجال رؤيته.
عندما يُضغط على شعره بخوذة، كان يشعر وكأن قرون استشعاره معطلة. بدا يوريتش يشعر غالبًا بأنه يستطيع اكتشاف حركة أعدائه وموقعهم من خلال ارتعاشة شعره، كما تفعل الحشرات بقرون استشعارها. ربما هذا مجرد وهم، لكنه كان مهمًا لمحارب مثله على أي حال.
” يا أحمق! كدت تقتلني!” سحب يوريتش الغاضب نفس الرمح من الأرض ورماه.
بوو!
انطلق الرمح نحو العدو وأصاب رأسه.
ذُهل النبلاء الذين كانوا يتابعون سير المعركة. فرقة المرتزقة، التي معظمها يرتدي دروعًا خفيفة فقط، تسيطر على المشاة الثقيلة. انبهر الكونتان بشجاعة يوريتش ومرتزقته.
“يا إلهي، كيف يتم التفوق علينا؟”
“لديهم محاربون عظماء إلى جانبهم، يا كونت داجلتون. تشكيلتنا تنهار.”
تحرك داجلتون بقلق. رياح المعركة تهب ضدهم.
“اللعنة، اللعنة!”
لم يستطع داجلتون أن يأمر بالانسحاب. حدّق في ساحة المعركة ودموع الندم تملأ عينيه.
“ههه؟ أوقف هذا الرجل!”
قفز يوريتش من وسط الفوضى، ولم يستطع الرجال ذوو الدروع الثقيلة مواكبة سرعته. ركض يوريتش عبر التل نحو الكونت داجلتون. اندفع أتباعه على خيولهم لإيقافه.
“الخيول هنا شيء آخر.”
في قبيلة يوريتش، لم تكن الخيول قوية أو كبيرة بما يكفي لحمل الناس، ناهيك عن المحاربين الكبار. أما هنا، فقد رُبّيت الخيول منذ زمن طويل للركوب، مما جعلها ضخمة وقوية.

انحنى يوريتش لالتقاط حصاة على الأرض. بوو! رمى الحصاة على الحصان، فأصابت عينه مباشرة. “صهيل!” قاومت الخيول وهي تُفاجأ بالهجوم غير المتوقع. انتهز يوريتش الفرصة وضرب أرجل سيدهم. ” آآ … هبط السيد، الذي فقد أرجله، من على خيوله وتدحرج على الأرض. تجاهله يوريتش ونظر إلى الأمام. “أعتقد أن هذا هو الكونت داجلتون.” من الواضح من هو الكونت من النظر إلى عباءته الملونة. أخرج يوريتش فأسه. “هل أضرب حصانه ليسقط أرضًا؟ أم أضرب رأسه بالمقبض ليفقد وعيه؟” بينما تردد يوريتش للحظة، استدار الكونت داجلتون بحصانه ليهرب من المكان. هذه فرصته الوحيدة للهرب. “همف ” زفر يوريتش وأطلق فأسه. بوو! توقفت الفأس أسرع مما كان متوقعًا. تدخّل أحدهم لووقف تقدمها. “أليان!” صرخ الكونت داجلتون باسم حبيبه. أليان، حبيبه، أخذ الفأس مكانه. لكن للأسف، انغرس الفأس في صدره. “اليااااااان!” حاول داجلتون أن يدير حصانه وهو ينادي باسم حبيبه. نظر أليان إلى الكونت بعينيه المحتضرتين. “انطلق يا كونتي. أحبك…” لفظ أليان أنفاسه الأخيرة وسقط أرضًا. حدق داجلتون في يوريتش بعينيه المليئتين بالغضب والدموع. “سأنتقم لك يا أليان، يا حبيبي! أعدك، أعدك!” حفّز داجلتون حصانه وانطلق. حتى يوريتش لم يستطع الركض بسرعة الحصان. “اللعنة، لقد هرب.” داس يوريتش على رأس أليان واستعاد فأسه من صدر أليان. “لقد هرب قائدكم بدونكم، أيها الفاشلون اللعينون!” صرخ يوريتش وهو ينظر خلفه. بدأ رجال داجلتون بالفرار في حالة من الفوضى، بينما ألقى بعضهم أسلحتهم واستسلموا. “وااااه!” أصبحت معنويات جيش الكونت مولاندو في أوجها. طاردوا الخاسرين وهم يهتفون بصيحات المعركة. قرر يوريتش البقاء، وظل يحدق في ساحة المعركة بصمت. أين تذهب أرواحهم؟ إلى حاكم الشمس؟ لتتقمص؟ تساءل يوريتش عن مدى روعة رؤية الأرواح بعينيه. أراد أن يعرف ما ينتظره في نهاية الموت. “ه- هل انتصرنا؟ انتصرنا! حمينا أرضنا، يا له من أمر عظيم! ههه!” ضحك مولاندو مندهشًا. وبعد أن استجمع قواه، أخبر أتباعه. “عامل هؤلاء المرتزقة بكل احترام. عاملهم كضيوفنا الكرام!”

انحنى يوريتش لالتقاط حصاة على الأرض.
بوو!
رمى الحصاة على الحصان، فأصابت عينه مباشرة.
“صهيل!”
قاومت الخيول وهي تُفاجأ بالهجوم غير المتوقع. انتهز يوريتش الفرصة وضرب أرجل سيدهم.
” آآ …
هبط السيد، الذي فقد أرجله، من على خيوله وتدحرج على الأرض. تجاهله يوريتش ونظر إلى الأمام.
“أعتقد أن هذا هو الكونت داجلتون.”
من الواضح من هو الكونت من النظر إلى عباءته الملونة. أخرج يوريتش فأسه.
“هل أضرب حصانه ليسقط أرضًا؟ أم أضرب رأسه بالمقبض ليفقد وعيه؟”
بينما تردد يوريتش للحظة، استدار الكونت داجلتون بحصانه ليهرب من المكان. هذه فرصته الوحيدة للهرب.
“همف ” زفر يوريتش وأطلق فأسه.
بوو!
توقفت الفأس أسرع مما كان متوقعًا. تدخّل أحدهم لووقف تقدمها.
“أليان!” صرخ الكونت داجلتون باسم حبيبه. أليان، حبيبه، أخذ الفأس مكانه. لكن للأسف، انغرس الفأس في صدره.
“اليااااااان!”
حاول داجلتون أن يدير حصانه وهو ينادي باسم حبيبه. نظر أليان إلى الكونت بعينيه المحتضرتين.
“انطلق يا كونتي. أحبك…” لفظ أليان أنفاسه الأخيرة وسقط أرضًا. حدق داجلتون في يوريتش بعينيه المليئتين بالغضب والدموع.
“سأنتقم لك يا أليان، يا حبيبي! أعدك، أعدك!”
حفّز داجلتون حصانه وانطلق. حتى يوريتش لم يستطع الركض بسرعة الحصان.
“اللعنة، لقد هرب.”
داس يوريتش على رأس أليان واستعاد فأسه من صدر أليان.
“لقد هرب قائدكم بدونكم، أيها الفاشلون اللعينون!” صرخ يوريتش وهو ينظر خلفه. بدأ رجال داجلتون بالفرار في حالة من الفوضى، بينما ألقى بعضهم أسلحتهم واستسلموا.
“وااااه!”
أصبحت معنويات جيش الكونت مولاندو في أوجها. طاردوا الخاسرين وهم يهتفون بصيحات المعركة. قرر يوريتش البقاء، وظل يحدق في ساحة المعركة بصمت.
أين تذهب أرواحهم؟ إلى حاكم الشمس؟ لتتقمص؟
تساءل يوريتش عن مدى روعة رؤية الأرواح بعينيه. أراد أن يعرف ما ينتظره في نهاية الموت.
“ه- هل انتصرنا؟ انتصرنا! حمينا أرضنا، يا له من أمر عظيم! ههه!” ضحك مولاندو مندهشًا. وبعد أن استجمع قواه، أخبر أتباعه.
“عامل هؤلاء المرتزقة بكل احترام. عاملهم كضيوفنا الكرام!”

بوم! “وااااه!” ” واو!” اشتبك الجيشان. دوّت أصوات ارتطام الدروع ببعضها، وتقاتل المحاربون بشراسة. تداخلت الصرخات والصيحات، وانتشرت رائحة الدم في أرجاء الميدان. سقط العديد من الضحايا بلا حول ولا قوة. “هيا بنا نجني بعض المال!” صرخ يوريتش. تقدم المرتزقة الذين كانوا يقودون الجناح الأيسر. “لم أخض حربًا منذ زمن طويل ” تقدم سفين بخطى ثقيلة بفأسه ذي اليدين. مع كل حركة من ذراعه، يسحق أحد رجال داجلتون. غمرته روح الشمال. كان سفين محاربًا شماليًا كافح حتى جنود الإمبراطورية لهزيمة ساحته لعشر سنوات. حتى مع ترسانتهم المتهالكة وبيئتهم المتهالكة، نجا محاربو الشمال بفضل بنيتهم الجسدية القوية وعقليتهم الشجاعة. “هيا، هاجمني. أرسلني إلى حقل السيوف، هاهاهاها!” اندفع سفين من التشكيل وانقضّ على أعدائه. انعكست في عينيه جنونه وهو يشقّ رماح الأعداء كأنه يطلب الموت. “حقل السيوف، فكّر يوريتش وهو ينظر إلى سفين المهاجم. لم يكن يخشى الموت ليقينه بأنه سيصل إلى جنته. “اتبعوا سفين! لقد تحطم تشكيلهم!” لم يُفوِّت دونوفان الفرصة وأصدر أوامره للمرتزقة. كان جنود داجلتون عديمو الحماس في حالة من الذعر عندما انقضَّ عليهم سفين المضطرب. لم يكن هناك مزارع واحد في العالم يجرؤ على الوقوف أمام شمالي ضخم يهاجمهم بفأس ذي حدين. “مرتزقتهم يدمرون تشكيلتنا، الكونت داجلتون!” “أرى ذلك! أليان، أرسل المشاة الثقيلة إلى هناك!” أمر داجلتون رجاله. تقدم الرجال المدججون بالسلاح نحو يوريتش ومرتزقته. حدق بهم الرجال ذوو الدروع المعدنية. كانت دروعهم الخشبية مغلفة بجلد وحواف معدنية لزيادة متانتها، وكان تشكيلهم المتراص كتفًا بكتف متناسقًا. “هؤلاء هم محاربوهم الرئيسيون،” قال يوريتش وهو يشعر بقشعريرة في ذراعيه. يشعر بمعركة الحياة أو الموت الوشيكة، ولا أحد يعلم من سيخرج حيًا. “امنحنا الحياة والنصر يا لو.” سُمع صوت الدعاء. في ساحة المعركة، لم يكن هناك ما يُعتمد عليه سوى أجسادهم ودروعهم. “إذا لو في صفنا، فسننجو من هذا!” صرخ باتشمان وهو يُقبّل قلادته. رفع رمحه وتقدم نحو ساحة المعركة. ” حسنًا، حسنًا، هيا بنا يا رفاقي الشباب!” أومأ سفين برأسه ولعق بقع الدم حول فمه. “واوووو!” تقدم المرتزقة بلا خوف نحو المشاة الثقيلة لداجلتون. “الموت يتنفس بالقرب من رقبتي.” طعن يوريتش أعداءه بسيفه الفولاذي الإمبراطوري. اخترق طرف السيف الحادّ كلاً من الدرع البريدي والبطانة الجلدية التي تحته، بفضل قوة يوريتش الهائلة. “كيو!” سعل الرجل ذو السترة البريدية دمًا ونظر إلى يوريتش. لا تزال نيران المعركة عالقة في عينيه الدامعتين. “هؤلاء الرجال لن يتوقفوا عن القتال حتى تسقط رؤوسهم.” لم يكن يوريتش هاويًا. يعلم أن أي محارب مُدرّب جيدًا يُقاتل حتى يتوقف أنفاسه تمامًا. كان عليه التأكد من موت محاربين كهؤلاء تمامًا قبل الانتقال إلى التالي. بوو!

الفصل 19 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ بدأت المعركة لتحديد حاكم الأراضي الزراعية. حرّك الكونت داجلتون قواته تدريجيًا استعدادًا للمعركة. نظر إلى جيشه، وكان واثقًا من انتصاره. ” يا مولاندو، أيها الأحمق. هل ظننتَ حقًا أن توظيف بعض المرتزقة المجهولين سيقلب الموازين لصالحك؟ ” الجيش بقيادة الكونت داجلتون يضم أكثر من خمسين جنديًا مدججين بالسلاح، أي أكثر من نصف جيشه بأكمله. “ربما لم تكن لديك أي فكرة أن أخي غير الشقيق زعيم فرقة مرتزقة.” من بين الخمسين رجلاً المدججين بالسلاح، كان عشرون منهم مرتزقة مستأجرين من مرتزقة الأسد الفضي. أبقى داجلتون وأخوه غير الشقيق اتصالاتهما سريةً لإخفاء قوة جيشهما عن الكونت مولاندو. “ستصبح هذه المزرعة ملكنا قريبًا، يا كونتي ” قال أحد أتباع داجلتون، وهو رجل ذو مظهر لطيف إلى حد ما بالنسبة لرجل، له بصوت هادئ. ” يا أليان، هذه الحرب من أجلك. سأهديكَ تلك المزرعة بعد أن أستولي عليها من الكونت مولاندو ” قال داجلتون بمودة. الاثنان في علاقة مثلية، وهو أمرٌ شائعٌ في مجتمع النبلاء. احمرّ وجه أليان ونظر بعيدًا للحظة، ثم قال: ” لم أكن أعلم أن قائد مرتزقة الأسد الفضي هو أخوك غير الشقيق. لقد حالفنا الحظ. ” [ المترجم: كونتي دلع كونت، زي حمادة حمودي مثلا، علاقة نجسة ملناش دعوة بيهم ] “قبل عشر سنوات، هرب من منزله مع عشرة شبان آخرين. من كان ليتوقع أن يصبح قائد فرقة مرتزقة؟ بالتأكيد لا.” ” مرتزقة الأسد الفضي من أشهر فرق المرتزقة. قد لا يكون عددهم كبيرًا، لكن قوتهم… سمعت قصصهم بنفسي عدة مرات. تقول الشائعات إن الجيش الإمبراطوري حاول تجنيدهم كوحدة نظامية. ” “لقد تخلى عنه والدنا، لكن علاقتنا جيدة. قضينا وقتًا طويلًا نلعب معًا خلال نشأتنا.” “يا كونتي، أرجوك تراجع للحظة. أعتقد أن هناك سهامًا تتجه نحونا، ”قال أليان وهو يسحب داجلتون برفق. مع تقارب المسافة بين الجيشين، بدأت السهام تتطاير. سقط بعض رجال داجلتون أرضًا بعد إصابتهم. “همم، ينقصنا عدد الرماة. من الأفضل أن نهاجمهم بسيوفهم.” استل الكونت داجلتون سيفه. أخذ نفسًا عميقًا وصاح بأعلى صوته. ” هيااا!” صرخ رجاله مع زعيمهم. “إنهم قادمون! جيش داجلتون قادم!” خرج جنودٌ يحملون دروعًا من معسكر الكونت مولاندو. ابتلعوا بصعوبةٍ وهم يستعدون للاشتباك الوشيك. “لدى داجلتون ضعف عدد المشاة الثقيلة لدينا. ما هذا بحق الجحيم؟ كيف حدث هذا؟” صرخ مولاندو وهو يعبس من شدة الإحباط. عجز أتباعه عن الكلام عند سؤاله. لقد هُزموا في حرب المعلومات التي سبقت معركتهم. في معركة أصغر حجمًا كهذه، عدد الرجال المدججين بالسلاح هو الفيصل. لم تكن معدات المجندين الهزيلة كافيةً لإلحاق أي ضرر يُذكر بدروعهم المتينة. “لو لم نوظف هؤلاء المرتزقة، لانتهى أمرنا قبل أن نبدأ،” فكّر مولاندو وهو ينظر إلى مرتزقة يوريتش على الجناح الأيسر. حتى بينهم، لم يكن سوى عدد قليل منهم مدججين بالسلاح. ورغم أنهم كانوا محاربين متمرسين، إلا أن معظمهم كان لا يزال مسلحًا بأسلحة خفيفة. “لدينا أرقام مماثلة، ولكننا متفوقون بوضوح.”

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

We have detected that you are using extensions to block ads. Please support us by disabling these ads blocker.

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط