الفصل 23
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“مجرد مرتزق يحمل سلاحًا فولاذيًا إمبراطوريًا؟ بدأت أتساءل من أنت.”
عدّل جارسيو وضعيته. مدّ سيفه إلى مسافة متوسطة ليتخذ وضعية دفاعية. كان ينوي صد كل ضربة، وعدم تفويت أي فرصة ولو ضئيلة على يوريتش.
أنا الرابح بتأجيل هذا الأمر، لذا عليّ فقط كسب بعض الوقت. مع ذلك…
ألقى جارسيو نظرة سريعة إلى جانبه. كان أحد مرتزقته المشاركين في هجوم القلعة يركض نحوه.
“سمعتُ عظامك تنكسر بقوة ووضوح. ألم يكن ذلك مؤلمًا؟” قال يوريتش وهو يلوح بسيفه. حافظ جارسيو على تركيزه وهو يحدق في يوريتش دون أن ينطق بكلمة.
موقفه ثابت الآن. إنه يحاول كسب الوقت.
لوّح يوريتش بسيفه نحو جارسيو مرتين، لكن كان من المستحيل اختراق دفاعه. اصطدمت أسلحتهما عبثًا.
” الكونت داجلتون، يا أخي! انج بنفسك ولا تلتفتْ. سينتهي كل شيء إن أمسكوا بك! ” أشار جارسيو إلى الكونت داجلتون، الذي تردد للحظة ثم بدأ بالفرار وهو يعرج بشدة.
“همم ” تبادل يوريتش النظرات بين جارسيو والكونت داجلتون. ثم قفز فجأةً إلى الخلف، ثم اندفع نحو داجلتون.
“امسكه! إنه يتجه نحو الكونت!”
لم يستطع أحد اللحاق بيوريتش. حتى في قبيلته، لم يكن هناك محارب واحد يواكب سرعته. لم تكن هناك فرصة لهؤلاء المرتزقة، فما بالك بمن يحملون دروعًا معدنية ثقيلة تُثقلهم. كل ما استطاعوا فعله هو التفرج بلا حول ولا قوة.
“لقد حصلت عليك ” قال يوريتش وهو يمسك داجلتون من حلقه.
“يا وغد، هذا من أجل أليان!” صرخ داجلتون وهو يلمس سيفه. أمسك يوريتش بيده وكسر معصمه.
با!
“آآآآآه! ذراعي!”
“ابق ساكنًا. لا بد أن كونك نبيلًا أمرٌ رائع، أليس كذلك؟ حتى لو بدأت حربًا، يمكنك دفع ثمنها. الآن، أخبر رجالك أن يلقوا أسلحتهم.” هدد يوريتش داجلتون وهو يوجه سيفه نحو حلق النبيل الشاحب.
” يا ابن العاهرة، لقد قتلت أ-أليان! ” غرس داجلتون أظافره في ذراع يوريتش. انزعج يوريتش من مقاومته، فصفع داجلتون على وجهه. برزت بعض أسنانه من فمه وسقطت على الأرض.
“ك-كوغ ” سرعان ما انطفأت رغبة داجلتون في الانتقام، وحل محلها خوفٌ مُرتعد. أدرك أن حياته بين يدي يوريتش.
’نجحت الخطة’، فكّر دونوفان وهو يتراجع وينظر إلى يوريتش. انتهت الحرب الآن بعد أن وقع داجلتون في أسرهم.
“اسحبوا قواتكم! هيا، أخبروا قائد المرتزقة، يا كونت ” قال يوريتش، وهو ينظر إلى الكونت داجلتون وجارسيو.
“ا-الأخ جارسيو ” قال داجلتون، متوسلاً تقريبًا، بينما ينظر إلى جارسيو بيأس.
“همم، أظن أن هذا لا يترك لي خيارًا ” تمتم جارسيو وهو يحك رأسه. سار نحو يوريتش وأخيه، ممسكًا بالجانب ذي الضلوع المكسورة.
الفصل 23 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
مد جارسيو يده إلى خلف خصره لإخراج خنجر رمي.
“خنجر رمي؟ ماذا يحاول أن يفعل؟”
قام يوريتش بالاختباء خلف داجلتون كرد فعل.
بوو!
انغرز الخنجر في رقبة الكونت داجلتون، فانفجر دمه.
“ا- أخي، ماذا فعلت؟” تلعثم داجلتون في كلماته الأخيرة وهو يحدق في جارسيو.
“سأتولى منصبك ككونت لعائلة داجلتون.” بدت كلمات جارسيو هادئة. بدا الأمر كما لو أنه خطط لهذا الأمر منذ البداية. جارسيو الأسد الفضي هو الابن المهجور للكونت داجلتون السابق. كان أقل بكثير من بقية أقارب الكونت في ترتيب الخلافة، لكن فرقة المرتزقة التابعة له كانت قوية بما يكفي لقمع أي شخص يعارضه. لم يجرؤ أي من أقاربه على إزعاج الأسد الفضي النائمة.
” سقط الكونت داجلتون من على جواده في خضم المعركة. لم يُقتل ” وضع جارسيو خطته للإعلان العلني عن وفاة الكونت.
“هل ستواصل الحرب؟ سأل يوريتش وعيناه تضيقان وهو يُسقط جثة الكونت.
“لا، لا أخطط للموت بمجرد أن أصبح الكونت.”
كان جارسيو يعلم أن رجاله سينتصرون إذا استمرت المعركة. لكنه يعلم أيضًا أنه لن ينجو من المرتزق الذي يقف أمامه. علاوة على ذلك، فإن أي حركات أخرى، بضلعه المكسور، ستمزق أحشائه وتودي بحياته بنزيف داخلي.
بوووووب!
نفخ جارسيو في البوق ليشير لرجاله بالانسحاب. توقفت المعركة.
“خذني إلى الكونت مولاندو. سنعقد معاهدة سلام.”
ألقى جارسيو سلاحه وخلع درعه ليُظهر أنه لا ينوي مواصلة القتال. سحب خاتم الكونت من جسد داجلتون البارد.
“يا له من ممل! إذًا، هذه هي الحرب والسياسة في هذا المكان.” تجمدت عينا يوريتش.
الرجال هنا لا يقاتلون من أجل عائلاتهم وإخوانهم، إنما يقاتلون من أجل السلطة والجشع، حتى لو كلفهم ذلك خيانة دماءهم.
قام جارسيو بقتل أخاه غير الشقيق – بدمه – دون أن يرمش له جفن.
عاد يوريتش إلى الكونت مولاندو برفقة جارسيو.
“ماذا حدث يا يوريتش؟” سأل مولاندو،
“مات داجلتون. يبدو أن هذا الرجل سيتولى زمام الأمور.”
“د-داجلتون مات؟ ظننتُ أنني طلبتُ منك ألا تقتله يا يوريتش!” ذعر مولاندو. موت النبيل لم يكن خبرًا سارًا أبدًا، حتى لو كان أعداءً. موت النبيل دائمًا ما يُثير مشاكل جديدة، مثل استخدام أقارب النبيل المتوفى للانتقام كذريعة لمحاولة غزو.
“لم أفعل ذلك. حالما أمسكتُ به حيًا، قتل هذا الرجل أخاه ” قال يوريتش بازدراء واضح في عينيه.
“لا بد أنك جننت يا جارسيو الأسد الفضي! لقد كان أخاك – نبيلًا! وأنت قتلته…!” عبس مولاندو.
“هل تُخبرني أنك تُريد مواصلة هذه الحرب؟ يا كونت مولاندو، حتى لو مُتُّ، سيواصل رجالي قتالك. يا للعجب، سيحاولون الاستيلاء على أراضيك.”
أغلق مولاندو فمه. صحيحٌ أنه حتى الآن، رجاله تحت سيطرة مرتزقة الأسد الفضي. كانوا على قدر سمعتهم.
“الكونت داجلتون لديه ابن صغير اسمه جارسيو. هو من سيتبع خطى والده، وليس أنت.”
“لن يُشكّل ذلك مشكلةً عندما أتزوج زوجة أخي وأتبنّاه كابنٍ لي بالتبني. ربما لم يكن زواجهما في وضعٍ جيد، لذا قد تُرحّب حتى بعرضي. ” انسابت الكلمات من فم جارسيو دون تردد. لم يكن من الصعب تصوّر كيف سيكتسب جارسيو سلطته دون ضجة كبيرة. لقد وجد بالفعل طريقةً لتهدئة الاستياء المحيط به مع إضفاء الشرعية على خلافته.
” حسنًا، إذا كنت تريد أن تخلف الكونت جارسيو، يجب عليك إخفاء حقيقة أنك قتلت أخاك بيديك.”
” سأضطر إلى منع انتشار الشائعات غير الضرورية – على الأقل حتى تستقر سلطتي. مقابل صمتك، سأتنازل عن حقوقي في هذه الأرض. سنُعدّ الوثائق الآن. ألا يُجدي هذا نفعًا لنا؟ سننسى أخطاء أخي ونصبح جيرانًا صالحين.”
بدا عرض جارسيو كالموسيقى في آذان مولاندو.
” أجل… سقط الكونت داجلتون من على حصانه ولقي حتفه. سمعتُ أن مهاراته في ركوب الخيل كانت ضعيفةً جدًا قبل قليل ” قال مولاندو مبتسمًا. بدا صوته ناعمًا وعذبًا، كما لو أنه لم ينتقد أخطاء جارسيو قبل لحظة.
سارت المفاوضات بسلاسة. حرر كاتب الاتفاقية، وختم جارسيو ومولاندو الوثيقة بأختامهما. باستثناء الكونت المتوفي، كان الجميع سعداء. تمكن مولاندو من حماية أراضيه والنجاة من تهديد الكونت داجلتون. وتمكن جارسيو من المطالبة بكونتية عائلة داجلتون كوريث غير شرعي بموجب الإجراءات الرسمية.
“ربما هذا ما خطط له جارسيو منذ البداية…” فكر مولاندو في نفسه وهو ينظر إلى الجزء الخلفي من الكونت داجلتون الجديد.
“كنا نتبارز بحياتنا على المحك. كان يجب أن نعرف أسماء بعضنا على الأقل ” توقف جارسيو والتفت إلى يوريتش.
“أنا يوريتش البربري. إلى اللقاء.” قال يوريتش. لم يُعجبه جارسيو إطلاقًا. فكّر مرارًا وتكرارًا في طعنه بفأس في مؤخرة رأسه.
“لو كان عليّ فقط أن أقلق بشأن نفسي، لكنت قد فتحت جمجمته الآن.”
أدرك يوريتش أنه أصبح الآن جزءًا من فرقة المرتزقة. عليه أن يُراعي مصلحة الفرقة، لا مصلحته الشخصية فحسب. لو قتل جارسيو نزوةً، لما نجا بقية مصارعيه من الأسد الفضي.
“عندما تنتشر الكلمة بأنك قاتلت ضد مرتزقة الأسد الفضي بالتساوي، فإن قصصك ستكون بلا نهاية، يوريتش.”
اعترف جارسيو بأن يوريتش كان مرتزقًا، و ينظر إليه وذراعيه متقاطعتان.
” كنتَ تُخطط لقتل أخيك منذ البداية، أليس كذلك؟ كان من الأجدى لو أبقيتَهُ بجانبك أثناء قتالنا، لكنك أمرتَه بالهرب – كما لو كنتَ تُعطيني فرصةً للإمساك به ” قال يوريتش بنظرةٍ باردة. لقد قتل جارسيو أخاه بدافع جشعه. كان هذا فعلًا غير مقبولٍ من يوريتش.
بالنسبة ليوريتش، الأخوة تعني العيش والموت من أجل بعضنا البعض. لم يكن المقصود استخدامها كأداةٍ يمكن التخلص منها لمصلحتنا الخاصة.
لديه عينان حادتان. ما لم يمت وهو يؤدي هذه المهمة المرتزقة، فسيصبح في النهاية شخصية بارزة.
بدا يوريتش هو السبب الوحيد وراء فشل خطته. لم يكن جارسيو يخطط لقتل الكونت داجلتون اليوم. أراد الانتظار حتى يسيطروا على المنطقة قبل قتله والتستر على الأمر باعتباره حادثًا، لكن في ظل الظروف التي وجد نفسه فيها، اختار الخيار الأفضل.
“لن تفهم أبدًا أيها البربري. أخبرني الجميع أن الابن المهجور لا يمكن أن يصبح كونتًا، وأن هذا مصير الابن غير الشرعي. حسنًا، جئتُ اليوم لأتجاوز هذا المصير. كح ” قاطع الألم في ضلوعه المكسورة ضحكة جارسيو، فأمسك بصدره.
في الواقع، لم يفهم يوريتش جارسيو. هل كان لقب الكونت بهذه الأهمية لدرجة أن يخدع أخاه ويقتله؟ منعه الطعم المقزز في فمه من الكلام.
“إذا التقينا مجددًا يا جارسيو، ستموت على يدي. تذكر اسمي يا جارسيو داجلتون ” هدد يوريتش بشراسة وهو يُظهر أسنانه. ارتجف جارسيو.
“بربري. خسر شعبي أمامه نحن الشعوب المتحضرة، لكن هذا يجعلني متوترًا.”
امتدت الإمبراطورية إلى الشمال والجنوب، ولم يعد البرابرة في تلك الأراضي يشكلون مصدر قلق حيث كانوا يندمجون ببطء في الحضارة.
لم يكن أحد قادرًا على رؤية ذلك قادمًا – أنه خلف جبال السماء هناك أشخاص يتجولون في الأراضي العشبية والغابات.
هناك عالمين مقسمين بواسطة جبال السماء، و يوريتش فقط هو من يعلم بوجودهم.
الفصل 23 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات