You dont have javascript enabled! Please enable it!
]
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سعي بربري 26

الفصل 26
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

 

زوو!
تبع يوريتش والمرتزقة الخادم إلى غرفة المعيشة.
“آه، أنت هنا.”
بدا هناك رجلان واقفين في الغرفة. أحدهما الكونت هافيلوند، والآخر قائد حرس المدينة.
بدا الكونت هافيلوند يرتدي ثوبًا أحمر مطرزًا بالذهب مع خاتم متلألئ بالأحجار الكريمة بألوان مختلفة في إصبعه.
بدا قائد الحرس أعمى في إحدى عينيه. ندبة عميقة امتدت على عينه العمياء، بينما كانت عينه الأخرى تفحص المرتزقة.
“مرحبًا، سيد اللورد ” قال يوريتش وهو يجلس أمام الكونت هافيلوند. جلد الذئب الذي لفه حول نفسه جعله يبدو شرسًا كالوحش.
“سمعت أن أخوة يوريتش التابعة لك هي المرتزقة الأكثر شهرة هذه الأيام ” علق الكونت هافيلوند بصوت هادئ ومنخفض.
“سمعتُ أن لديكم وظيفةً لنا. لهذا السبب نحن هنا.”
أمسك يوريتش بتفاحة على الطاولة وعضها.
“لا تكن فظًا أيها المرتزق. أنت في حضرة سيدنا ” قال قائد الحرس ببرود. بدا وكأنه مستعدٌّ لسحب سيفه على يوريتش في أي لحظة.
” يا كونت هافيلوند، يجب أن تُعيّن قائدًا جديدًا للحرس. هو وقحٌ جدًا! انظر إليه يُعبس في وجهي في أول لقاء لنا.”
بوو!
أخرج القائد سيفه إلى نصفه بعد سماع كلمات يوريتش.
“اسحب ما تبقى من هذا السيف، ويمكنك أن تقول وداعًا ليدك ” حذر يوريتش القائد.
“كفى يا سيد سيتون!” وبخ الكونت هافيلوند قائده. أمال سيتون رأسه قليلًا وغمد سيفه.
” هل من الوقاحة أن أكل تفاحة هنا، أم أن اكون ودودًا مع سيدك؟ أنا لستُ وقحًا، بل أبذل قصارى جهدي لأُظهر لك حسن أدبك. إن لم يُعجبك ذلك، فسنمضي. من الأفضل أن تعمل كحارس أمن وتكسب بعض المال بدلًا من ذلك ” ردّ يوريتش ونهض من مقعده.
“أعتذر عن وقاحة السير سيتون. مع ذلك، صحيح أن سلوكك يُعتبر قلة أدب من وجهة نظرنا.” طمأن الكونت هافيلوند يوريتش بهدوء، فجلس.
“أنا يوريتش، البربري. حتى في أغنيتنا. أتوقعتَ شيئًا غير هذا؟”
هناك سبب واحد فقط لاستئجار الناس لمرتزقة البرابرة: قدرتهم القتالية. حتى البرابرة الجنوبيون كانوا أقوياء للغاية إذا كانوا لائقين بما يكفي للعمل كمرتزقة. إن قدرتهم على التجول في أنحاء الإمبراطورية برهان على قوتهم. وقد أثبت يوريتش وسفين هذه القوة البربرية مرارًا وتكرارًا. السبب الوحيد الذي مكّن الإمبراطورية من غزو أراضي البرابرة هو تفوقهم في استراتيجيات القتال ومعداتهم. من حيث القوة البدنية البحتة، لم يكن أحد يتفوق على البرابرة. نادرًا ما كانت ترسانة الأسلحة المتطورة، مثل الأسلحة المصنوعة من الفولاذ الإمبراطوري والدروع الكاملة المطلية بالذهب، متاحة خارج الجيش الإمبراطوري، ولم يكن النبلاء استثناءً من هذه الندرة.
في عالم المرتزقة حيث يتوفر نفس المستوى من الأسلحة للبرابرة والرجال المتحضرين على حد سواء، أصبح تفوق البرابرة واضحًا.
“إن لقب البربري ليس شيئًا سيئًا في عالم المرتزقة.”
أومأ الكونت هافيلوند برأسه ليظهر موافقته على رأي يوريتش وفتح اقتراحه الرئيسي.
“… يمكنني أن أعرض عليك ثمانين مليون شيل كتعويض. لكن إذا قدمت مساهمة كبيرة، فسأفكر في رفعها إلى مئة. أعتقد أن هذا ليس عرضًا سيئًا لثمانية وعشرين رجلًا، أليس كذلك؟”
ازداد عدد فرقة المرتزقة بقيادة يوريتش إلى ثمانية وعشرين فردًا بعد انضمام شاب صغير، ومرتزق متجول، وقطاع طرق، وجندي متبقٍّ. راودته فكرة زيادة عدد أفراد الفرقة دفعةً واحدة، لكن كثرة الأعضاء الجدد لم تكن لتتأقلم مع المرتزقة الحاليين، بل كانت ستؤدي إلى صراع وتسلسل هرمي داخل الفرقة. كان من الأفضل إضافة عدد قليل منهم تدريجيًا لضمان نموّهم بسلاسة، كما لو كنا نضيف قطرة حبر إلى كوب ماء قطرةً قطرةً.
“بالنظر إلى أن هذه مجرد مهمة إبادة قطاع الطرق التي لن تسبب أي وفيات، فهذا ليس عرضًا سيئًا ” همس باتشمان إلى يوريتش ويده تغطي فمه.
ألقى يوريتش نظرة على المرتزقة الذين رافقوه إلى الاجتماع. لم يبدِ أيٌّ منهم اعتراضًا على العرض، إذ كان الأجر كبيرًا جدًا.
” ثمانون مليون شيل تكفينا لاستبدال جميع الأسلحة القديمة. لا يزال بعض الرجال يستخدمون نفس الأسلحة التي كانوا يستخدمونها أيام المصارعين، وسلاسل تتآكل وتصدأ أيضًا ” قال دونوفان بعد تفكير قصير في العرض. ورأى أن هذا الأجر يجب أن يكون وسيلةً لبناء مستقبلهم، لا للرفاهية والمتعة اللحظية.
“إذا أردنا أن نكون مستعدين لأي نوع من الوظائف، فنحن بحاجة إلى إعداد ترسانة ثقيلة لنصف فريقنا على الأقل.”
كان دونوفان جنديًا. يُدرك تمامًا أهمية المشاة الثقيلة، إذ كانوا العنصر الحاسم الذي يُمكّن فرقةً كاملةً من التماسك في أي معركة. الدروع التي يرفعها المحاربون بدروعهم المعدنية بمثابة جدارٍ صلب.
“رائع، سنبدأ استعداداتنا ” ابتسم يوريتش وهو ينهض.
وبعد أن غادر المرتزقة الصالة، نظر قائد الحرس سيتون إلى الكونت هافيلوند بوجه مليء بالشكوى.
” هؤلاء رجال وقحون يا سيدي. يمكننا فعل هذا دون مساعدة هؤلاء المرتزقة…”
“هذا يكفي، سيتون.”
” هؤلاء اللصوص لا ينافسون قواتنا! جنود هافيلوند الفخورون لا يحتاجون دعم هؤلاء المرتزقة، فما بالك ببربري! ” واصل سيتون كلامه. تنهد الكونت هافيلوند طويلاً.
“الجنود الفخورون الذين تتحدث عنهم هم أناس وُلدوا ونشأوا في مدينتي. إنهم أبٌ وابنٌ وحتى زوجٌ لشخصٍ ما! إذا كان توظيف هؤلاء المرتزقة “الوقحين” سيقلل من خسائر جيشنا ولو برجلٍ واحد، فأنا على استعدادٍ لدفع أي ثمنٍ يدفعونه.”
أصبح سيتون عاجزًا عن الكلام.
لم تكن إبادة قطاع الطرق عمليةً محفوفةً بالمخاطر، فحتى أكبر مجموعات قطاع الطرق لم تكن سوى حفنة من المشاغبين. ولكن بما أنها معركة، فلا بد أن يكون هناك على الأقل عدد قليل من الجنود الذين لم يعودوا إلى ديارهم. كان وجود نبيل أو سيد يهتم بشعبه كما فعل الكونت هافيلوند أمرًا نادرًا للغاية.
“هذا هو حقا السيد هافيلوند.”
لم يتمكن سيتون من قول كلمة أخرى.
“رغبتك هي أمري.”
* * *
خرج قائد الحرس سيتون وجنوده الخمسة والثمانون، إلى جانب ثمانية وعشرين مرتزقًا من جماعة يوريتش – أي ما يزيد عن مئة رجل مسلح – من بوابات القلعة. كانوا متجهين إلى الجبل حيث يُقال إن مخبأ قطاع الطرق كان موجودًا.
“من هذا؟” رأى يوريتش رجلاً لا يبدو عليه أنه ينتمي إلى الجنود. يرتدي ملابس عليها رمز الشمس على صدره، ويتجه إلى ساحة المعركة دون سلاح واحد.
“هذا كاهن. أحيانًا، يرافقون الجنود المغادرين ” أجاب باتشمان.
“كاهن؟ أوه، تقصد “شامانهم”. لماذا يأتي معنا؟”
“يتبع الجنود ليمنحوهم بركاتهم قبل المعركة أو ليقود جنازات من لا ينجو. وبدون صلواتهم التي ترشدهم إلى حضن لو، ستجوب أرواحهم العالم الحي طويلًا قبل أن تجد طريقها في النهاية إلى الشمس ” قال باتشمان وهو يمسك بقلادة الشمس المعلقة على رقبته. لطالما كان الموت موضوعًا وثيق الصلة بالمرتزقة والمصارعين، لذا كانوا بطبيعة الحال الفئة الأكثر اهتمامًا بالحياة الآخرة.
“أين نذهب بعد أن نموت؟”
نظر يوريتش إلى الكاهن بفضول.
“ربما يعرف الكثير من الأشياء إذن، أليس كذلك؟”
“الكهنة هم في الأساس علماء ” أجاب باتشمان، وتوجه يوريتش نحو الكاهن.
“مرحبًا ” لامست يدا يوريتش الخشنتان كتف الكاهن، مما جعله يرتجف.
“آه، أنت قائد المرتزقة! اسمي جوتفال ” قال الكاهن جوتفال ليوريتش وهو ينظر إليه.
تفحص يوريتش جوتفال بعناية، ولم يفوّت أي تفصيل، من ملابسه إلى حركات يديه. بدا وكأنه في أوائل العشرينات من عمره على الأكثر، لكن حتى سيتون، قائد الحرس، عامله باحترام بالغ كما لو كان رئيسه.
“اسمي يوريتش، ويبدو أنك تعرف بالفعل من أنا.”
“يسعدني لقائكم يا يوريتش. أود أن أشكركم نيابةً عن أهل مدينتي المخلصين.”
“شكرًا لي؟ على ماذا؟”
” لمحاربة قطاع الطرق من أجل الأبرياء.”
ضحك يوريتش من عدم التصديق.
“أتلقى أجرًا مقابل هذا العمل، فلا داعي لشكري. أنا أتقاضى أجرًا.”
“حتى لو كنت تتقاضى أجرًا، فإن تعريض حياتك للخطر من أجل القتال ليس أمرًا يستطيعه الجميع، ”قال جوتفال وعيناه تلمعان. انزعج يوريتش ونادى باتشمان.
“هووي، باتشمان، هل كل الكهنة فقدوا عقولهم مثل هذا الرجل؟”
انزعج باتشمان، فقاطع يوريتش بغضبٍ وسد فمه بيده.
“هاها، الأب جوتفال، هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها زعيمنا بكاهن.”
“لا بأس. أفهم أن عاداته وكلامه يختلفان عن عاداتنا وكلامنا ” ابتسم جوتفال ابتسامة خفيفة، مما أثار شعورًا غامضًا بعدم الارتياح لدى يوريتش.
“ما هذا بحق الجحيم؟”
حدّق يوريتش في جوتفال. بدا شعورًا لم يختبره من قبل.
“لماذا الرجل لطيف معي هكذا؟”
كانت كلمات جوتفال دافئة ولطيفة دون أن يطلب أي مقابل. بالنسبة ليوريتش، الذي نشأ في بيئة تُشبه فيها العلاقات الإنسانية علاقات قطيع الذئاب، بدا هذا لطفًا غير مألوف.
“يوريتش، لا أريد أن تتجول روحي في هذا العالم بعد وفاتي. لا تفعل شيئًا يُغضب حاكم الشمس – فأمثاله كرّسوا أنفسهم له.”
“أعلم. إنهم “الشامان “.”
“لقد فكرت فقط في إخبارك لأنه لا يبدو أنك تعرف على الإطلاق.”
“أنت تسخر مني مجددًا لأنني بربري، أليس كذلك؟ هذا يشبه تمامًا تلك المرة التي كذبت فيها عليّ بشأن اتساع البحر وما شابه. هل كل ما تقوله كذب؟ هاه؟”
تبادل يوريتش وباتشمان المزاح. تقدّم جوتفال أمامهما بابتسامة عريضة.
“توقف! سنخيم هنا الليلة.”
بعد سيرٍ دام نصف يوم، أوقف قائد الحرس جيشه. الجبل الذي ينشط فيه قطاع الطرق على بُعد ثلاثة أيام، مما يعني أن الجيش سيُخيّم ليلتين إضافيتين على الأقل قبل الوصول إليه.
بمجرد صدور أمر القائد، استعد الجنود للمخيم. أشعل المسؤولون عن الطبخ النيران وأخرجوا القدور والمقالي.
“مرحبًا، أي أحمق ترك قفازاته الجلدية المستعملة في الوعاء؟”
اندلعت ضجة من زاوية المرتزقة.
” أوه، كانت تلك القفازات ممزقة ومهترئة، لذلك وضعتها هناك. إنها جلد خام، ألا يجب أن نأكلها بعد غليها؟”
“هل هناك سهم عالق في رأسك؟ كل هذا التراب والقاذورات من يديك سيغلي في الحساء.”
كان الطبق الرئيسي لفرقة المرتزقة يخنةً مختلطةً من مختلف المكونات العشوائية، تُغلى معًا. أحيانًا، كانوا يرون مكونًا أو مكونين غريبين، لكن معظمها كان صالحًا للأكل.
“مرحبًا، هذا سوف يضفي نكهة رائعة على الحساء!” قال صاحب القفازات بلا مبالاة.
“امسكوا ذلك الأحمق وعلقوه رأسًا على عقب. سنأكل لحمًا بشريًا اليوم، أيها الأحمق اللعين.” استل الطاهي المرتزق سيفه غاضبًا، وتبعه الآخرون.
استلقى يوريتش مائلًا وشاهد مرتزقته يتبادلون المزاح. ثم تثاءب تثاؤبًا عميقًا.
“السيد الكاهن.”
“يمكنك أن تناديني جوتفال، يوريتش ” توقف جوتفال واستدار للرد على نداء يوريتش.
“ما هذا الذي في يدك؟”
“هذا هو الخبز لعشائي، آه!”
انتزع يوريتش الخبز من يدي جوتفال وغرز أسنانه فيه.
بوو!
شعر وكأن أسنانه القوية على وشك الانكسار. فرك يوريتش فكه مذهولاً ونظر إلى جوتفال.
” لا بد أن أسنانك قوية بشكل مدهش يا جوتفال. يُقال: لا تحكم على الكتاب من غلافه.”
” لا، لا، يُفترض بك أن تُقطّع الخبز إلى قطع صغيرة الحجم وتترك لعابك يُذيبها ببطء في فمك. هذا يجعلك تسيطر على شهيتك وجوعك وانضباطك. إنها طريقة رائعة لتدريب صبرك ” قال جوتفال وهو يُقدّم عرضًا توضيحيًا. ثمّ أعطى يوريتش قطعةً صغيرةً ليُجرّبها. رمى يوريتش الخبز في فمه لبضع دقائق، لكنّ تعبيره تغير.
” أنت تعيش حياةً مُرهقة يا جوتفال. هذا لا يُشبه الطعام، مُقرف.”
“الطعام اللذيذ يجعل جسدنا يفرح، لكن أرواحنا حزينة ” أظهر الكاهن ابتسامة هادئة.
“هل هذه هي حياة الكاهن؟”
“نحن الكهنة مُكلَّفون بواجبٍ مقدس، وهو إرشاد النفوس التي أفسدتها الشهوات الدنيوية إلى أحضان لو. لا معنى لأن نسمح لأنفسنا بالوقوع في نفس الشهوات، إذ لا سبيل لروحٍ فاسدةٍ أن تقود روحًا أخرى إلى الطريق الصحيح.”
أشرقت عينا يوريتش. أراد أن يعرف المزيد عن أسلوب حياة جوتفال. كان شيئًا لم يره أو يسمع به من قبل.
“ثم هل تعرف كيف تكتب؟”
“بالطبع.”
“علّمني الكتابة. هذا ما أعرفه حتى الآن.”
كسر يوريتش غصنًا من شجرة وكتب جميع الحروف والكلمات التي يعرفها على الأرض.
“هل يعرف هذا البربري كيف يكتب؟”
نادرًا ما اهتم البرابرة بتعلم القراءة والكتابة. لم يدرك معظمهم أهمية تدوين تاريخهم.
“هذه الكلمات التي تستخدمونها… رائعة. إنها تُمكّنكم من ترك أثرٍ عبر الزمان والمكان. كل ما تتركونه كتابيًا يُنقل دون تغيير، أليس كذلك؟”
اتسعت عينا جوتفال بعد سماع ملاحظة يوريتش. يوريتش يُدرك تمامًا أهمية وقيمة الكتابة والتسجيل.
“حتى أن معظم الأشخاص الذين يطلقون على أنفسهم اسم “المتحضرين” لا يفهمون تمامًا قيمة الكتابة، ومع ذلك فإن هذا الوثني البربري…”
الكتابة والتدوين من أهمّ مهامّ الكاهن طوال حياته. كانوا ينسخون الكتب بعناية، حرفًا حرفًا. وإلى جانب العلماء، كان الكهنة من أشدّ مُحبّي الكتابة والكتب.
“لا بد أن هذا البربري استغرق عصورًا ليتعلم ما كتبه على الأرض. لم أتخيل يومًا أن أجد شخصًا متحمسًا للتعلم في مكان كهذا! لا بد أن هذه هي إرادة لو.”
غمرت السعادة جوتفال، وأمسك بيد يوريتش بقوة. شعر وكأنه تلقى للتو مهمةً مقدسةً ووحيًا.
“تفضل بزيارتي بعد العشاء كل يوم. سأخصص وقتًا لأعلمك ”

زوو! تبع يوريتش والمرتزقة الخادم إلى غرفة المعيشة. “آه، أنت هنا.” بدا هناك رجلان واقفين في الغرفة. أحدهما الكونت هافيلوند، والآخر قائد حرس المدينة. بدا الكونت هافيلوند يرتدي ثوبًا أحمر مطرزًا بالذهب مع خاتم متلألئ بالأحجار الكريمة بألوان مختلفة في إصبعه. بدا قائد الحرس أعمى في إحدى عينيه. ندبة عميقة امتدت على عينه العمياء، بينما كانت عينه الأخرى تفحص المرتزقة. “مرحبًا، سيد اللورد ” قال يوريتش وهو يجلس أمام الكونت هافيلوند. جلد الذئب الذي لفه حول نفسه جعله يبدو شرسًا كالوحش. “سمعت أن أخوة يوريتش التابعة لك هي المرتزقة الأكثر شهرة هذه الأيام ” علق الكونت هافيلوند بصوت هادئ ومنخفض. “سمعتُ أن لديكم وظيفةً لنا. لهذا السبب نحن هنا.” أمسك يوريتش بتفاحة على الطاولة وعضها. “لا تكن فظًا أيها المرتزق. أنت في حضرة سيدنا ” قال قائد الحرس ببرود. بدا وكأنه مستعدٌّ لسحب سيفه على يوريتش في أي لحظة. ” يا كونت هافيلوند، يجب أن تُعيّن قائدًا جديدًا للحرس. هو وقحٌ جدًا! انظر إليه يُعبس في وجهي في أول لقاء لنا.” بوو! أخرج القائد سيفه إلى نصفه بعد سماع كلمات يوريتش. “اسحب ما تبقى من هذا السيف، ويمكنك أن تقول وداعًا ليدك ” حذر يوريتش القائد. “كفى يا سيد سيتون!” وبخ الكونت هافيلوند قائده. أمال سيتون رأسه قليلًا وغمد سيفه. ” هل من الوقاحة أن أكل تفاحة هنا، أم أن اكون ودودًا مع سيدك؟ أنا لستُ وقحًا، بل أبذل قصارى جهدي لأُظهر لك حسن أدبك. إن لم يُعجبك ذلك، فسنمضي. من الأفضل أن تعمل كحارس أمن وتكسب بعض المال بدلًا من ذلك ” ردّ يوريتش ونهض من مقعده. “أعتذر عن وقاحة السير سيتون. مع ذلك، صحيح أن سلوكك يُعتبر قلة أدب من وجهة نظرنا.” طمأن الكونت هافيلوند يوريتش بهدوء، فجلس. “أنا يوريتش، البربري. حتى في أغنيتنا. أتوقعتَ شيئًا غير هذا؟” هناك سبب واحد فقط لاستئجار الناس لمرتزقة البرابرة: قدرتهم القتالية. حتى البرابرة الجنوبيون كانوا أقوياء للغاية إذا كانوا لائقين بما يكفي للعمل كمرتزقة. إن قدرتهم على التجول في أنحاء الإمبراطورية برهان على قوتهم. وقد أثبت يوريتش وسفين هذه القوة البربرية مرارًا وتكرارًا. السبب الوحيد الذي مكّن الإمبراطورية من غزو أراضي البرابرة هو تفوقهم في استراتيجيات القتال ومعداتهم. من حيث القوة البدنية البحتة، لم يكن أحد يتفوق على البرابرة. نادرًا ما كانت ترسانة الأسلحة المتطورة، مثل الأسلحة المصنوعة من الفولاذ الإمبراطوري والدروع الكاملة المطلية بالذهب، متاحة خارج الجيش الإمبراطوري، ولم يكن النبلاء استثناءً من هذه الندرة. في عالم المرتزقة حيث يتوفر نفس المستوى من الأسلحة للبرابرة والرجال المتحضرين على حد سواء، أصبح تفوق البرابرة واضحًا. “إن لقب البربري ليس شيئًا سيئًا في عالم المرتزقة.” أومأ الكونت هافيلوند برأسه ليظهر موافقته على رأي يوريتش وفتح اقتراحه الرئيسي. “… يمكنني أن أعرض عليك ثمانين مليون شيل كتعويض. لكن إذا قدمت مساهمة كبيرة، فسأفكر في رفعها إلى مئة. أعتقد أن هذا ليس عرضًا سيئًا لثمانية وعشرين رجلًا، أليس كذلك؟” ازداد عدد فرقة المرتزقة بقيادة يوريتش إلى ثمانية وعشرين فردًا بعد انضمام شاب صغير، ومرتزق متجول، وقطاع طرق، وجندي متبقٍّ. راودته فكرة زيادة عدد أفراد الفرقة دفعةً واحدة، لكن كثرة الأعضاء الجدد لم تكن لتتأقلم مع المرتزقة الحاليين، بل كانت ستؤدي إلى صراع وتسلسل هرمي داخل الفرقة. كان من الأفضل إضافة عدد قليل منهم تدريجيًا لضمان نموّهم بسلاسة، كما لو كنا نضيف قطرة حبر إلى كوب ماء قطرةً قطرةً. “بالنظر إلى أن هذه مجرد مهمة إبادة قطاع الطرق التي لن تسبب أي وفيات، فهذا ليس عرضًا سيئًا ” همس باتشمان إلى يوريتش ويده تغطي فمه. ألقى يوريتش نظرة على المرتزقة الذين رافقوه إلى الاجتماع. لم يبدِ أيٌّ منهم اعتراضًا على العرض، إذ كان الأجر كبيرًا جدًا. ” ثمانون مليون شيل تكفينا لاستبدال جميع الأسلحة القديمة. لا يزال بعض الرجال يستخدمون نفس الأسلحة التي كانوا يستخدمونها أيام المصارعين، وسلاسل تتآكل وتصدأ أيضًا ” قال دونوفان بعد تفكير قصير في العرض. ورأى أن هذا الأجر يجب أن يكون وسيلةً لبناء مستقبلهم، لا للرفاهية والمتعة اللحظية. “إذا أردنا أن نكون مستعدين لأي نوع من الوظائف، فنحن بحاجة إلى إعداد ترسانة ثقيلة لنصف فريقنا على الأقل.” كان دونوفان جنديًا. يُدرك تمامًا أهمية المشاة الثقيلة، إذ كانوا العنصر الحاسم الذي يُمكّن فرقةً كاملةً من التماسك في أي معركة. الدروع التي يرفعها المحاربون بدروعهم المعدنية بمثابة جدارٍ صلب. “رائع، سنبدأ استعداداتنا ” ابتسم يوريتش وهو ينهض. وبعد أن غادر المرتزقة الصالة، نظر قائد الحرس سيتون إلى الكونت هافيلوند بوجه مليء بالشكوى. ” هؤلاء رجال وقحون يا سيدي. يمكننا فعل هذا دون مساعدة هؤلاء المرتزقة…” “هذا يكفي، سيتون.” ” هؤلاء اللصوص لا ينافسون قواتنا! جنود هافيلوند الفخورون لا يحتاجون دعم هؤلاء المرتزقة، فما بالك ببربري! ” واصل سيتون كلامه. تنهد الكونت هافيلوند طويلاً. “الجنود الفخورون الذين تتحدث عنهم هم أناس وُلدوا ونشأوا في مدينتي. إنهم أبٌ وابنٌ وحتى زوجٌ لشخصٍ ما! إذا كان توظيف هؤلاء المرتزقة “الوقحين” سيقلل من خسائر جيشنا ولو برجلٍ واحد، فأنا على استعدادٍ لدفع أي ثمنٍ يدفعونه.” أصبح سيتون عاجزًا عن الكلام. لم تكن إبادة قطاع الطرق عمليةً محفوفةً بالمخاطر، فحتى أكبر مجموعات قطاع الطرق لم تكن سوى حفنة من المشاغبين. ولكن بما أنها معركة، فلا بد أن يكون هناك على الأقل عدد قليل من الجنود الذين لم يعودوا إلى ديارهم. كان وجود نبيل أو سيد يهتم بشعبه كما فعل الكونت هافيلوند أمرًا نادرًا للغاية. “هذا هو حقا السيد هافيلوند.” لم يتمكن سيتون من قول كلمة أخرى. “رغبتك هي أمري.” * * * خرج قائد الحرس سيتون وجنوده الخمسة والثمانون، إلى جانب ثمانية وعشرين مرتزقًا من جماعة يوريتش – أي ما يزيد عن مئة رجل مسلح – من بوابات القلعة. كانوا متجهين إلى الجبل حيث يُقال إن مخبأ قطاع الطرق كان موجودًا. “من هذا؟” رأى يوريتش رجلاً لا يبدو عليه أنه ينتمي إلى الجنود. يرتدي ملابس عليها رمز الشمس على صدره، ويتجه إلى ساحة المعركة دون سلاح واحد. “هذا كاهن. أحيانًا، يرافقون الجنود المغادرين ” أجاب باتشمان. “كاهن؟ أوه، تقصد “شامانهم”. لماذا يأتي معنا؟” “يتبع الجنود ليمنحوهم بركاتهم قبل المعركة أو ليقود جنازات من لا ينجو. وبدون صلواتهم التي ترشدهم إلى حضن لو، ستجوب أرواحهم العالم الحي طويلًا قبل أن تجد طريقها في النهاية إلى الشمس ” قال باتشمان وهو يمسك بقلادة الشمس المعلقة على رقبته. لطالما كان الموت موضوعًا وثيق الصلة بالمرتزقة والمصارعين، لذا كانوا بطبيعة الحال الفئة الأكثر اهتمامًا بالحياة الآخرة. “أين نذهب بعد أن نموت؟” نظر يوريتش إلى الكاهن بفضول. “ربما يعرف الكثير من الأشياء إذن، أليس كذلك؟” “الكهنة هم في الأساس علماء ” أجاب باتشمان، وتوجه يوريتش نحو الكاهن. “مرحبًا ” لامست يدا يوريتش الخشنتان كتف الكاهن، مما جعله يرتجف. “آه، أنت قائد المرتزقة! اسمي جوتفال ” قال الكاهن جوتفال ليوريتش وهو ينظر إليه. تفحص يوريتش جوتفال بعناية، ولم يفوّت أي تفصيل، من ملابسه إلى حركات يديه. بدا وكأنه في أوائل العشرينات من عمره على الأكثر، لكن حتى سيتون، قائد الحرس، عامله باحترام بالغ كما لو كان رئيسه. “اسمي يوريتش، ويبدو أنك تعرف بالفعل من أنا.” “يسعدني لقائكم يا يوريتش. أود أن أشكركم نيابةً عن أهل مدينتي المخلصين.” “شكرًا لي؟ على ماذا؟” ” لمحاربة قطاع الطرق من أجل الأبرياء.” ضحك يوريتش من عدم التصديق. “أتلقى أجرًا مقابل هذا العمل، فلا داعي لشكري. أنا أتقاضى أجرًا.” “حتى لو كنت تتقاضى أجرًا، فإن تعريض حياتك للخطر من أجل القتال ليس أمرًا يستطيعه الجميع، ”قال جوتفال وعيناه تلمعان. انزعج يوريتش ونادى باتشمان. “هووي، باتشمان، هل كل الكهنة فقدوا عقولهم مثل هذا الرجل؟” انزعج باتشمان، فقاطع يوريتش بغضبٍ وسد فمه بيده. “هاها، الأب جوتفال، هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها زعيمنا بكاهن.” “لا بأس. أفهم أن عاداته وكلامه يختلفان عن عاداتنا وكلامنا ” ابتسم جوتفال ابتسامة خفيفة، مما أثار شعورًا غامضًا بعدم الارتياح لدى يوريتش. “ما هذا بحق الجحيم؟” حدّق يوريتش في جوتفال. بدا شعورًا لم يختبره من قبل. “لماذا الرجل لطيف معي هكذا؟” كانت كلمات جوتفال دافئة ولطيفة دون أن يطلب أي مقابل. بالنسبة ليوريتش، الذي نشأ في بيئة تُشبه فيها العلاقات الإنسانية علاقات قطيع الذئاب، بدا هذا لطفًا غير مألوف. “يوريتش، لا أريد أن تتجول روحي في هذا العالم بعد وفاتي. لا تفعل شيئًا يُغضب حاكم الشمس – فأمثاله كرّسوا أنفسهم له.” “أعلم. إنهم “الشامان “.” “لقد فكرت فقط في إخبارك لأنه لا يبدو أنك تعرف على الإطلاق.” “أنت تسخر مني مجددًا لأنني بربري، أليس كذلك؟ هذا يشبه تمامًا تلك المرة التي كذبت فيها عليّ بشأن اتساع البحر وما شابه. هل كل ما تقوله كذب؟ هاه؟” تبادل يوريتش وباتشمان المزاح. تقدّم جوتفال أمامهما بابتسامة عريضة. “توقف! سنخيم هنا الليلة.” بعد سيرٍ دام نصف يوم، أوقف قائد الحرس جيشه. الجبل الذي ينشط فيه قطاع الطرق على بُعد ثلاثة أيام، مما يعني أن الجيش سيُخيّم ليلتين إضافيتين على الأقل قبل الوصول إليه. بمجرد صدور أمر القائد، استعد الجنود للمخيم. أشعل المسؤولون عن الطبخ النيران وأخرجوا القدور والمقالي. “مرحبًا، أي أحمق ترك قفازاته الجلدية المستعملة في الوعاء؟” اندلعت ضجة من زاوية المرتزقة. ” أوه، كانت تلك القفازات ممزقة ومهترئة، لذلك وضعتها هناك. إنها جلد خام، ألا يجب أن نأكلها بعد غليها؟” “هل هناك سهم عالق في رأسك؟ كل هذا التراب والقاذورات من يديك سيغلي في الحساء.” كان الطبق الرئيسي لفرقة المرتزقة يخنةً مختلطةً من مختلف المكونات العشوائية، تُغلى معًا. أحيانًا، كانوا يرون مكونًا أو مكونين غريبين، لكن معظمها كان صالحًا للأكل. “مرحبًا، هذا سوف يضفي نكهة رائعة على الحساء!” قال صاحب القفازات بلا مبالاة. “امسكوا ذلك الأحمق وعلقوه رأسًا على عقب. سنأكل لحمًا بشريًا اليوم، أيها الأحمق اللعين.” استل الطاهي المرتزق سيفه غاضبًا، وتبعه الآخرون. استلقى يوريتش مائلًا وشاهد مرتزقته يتبادلون المزاح. ثم تثاءب تثاؤبًا عميقًا. “السيد الكاهن.” “يمكنك أن تناديني جوتفال، يوريتش ” توقف جوتفال واستدار للرد على نداء يوريتش. “ما هذا الذي في يدك؟” “هذا هو الخبز لعشائي، آه!” انتزع يوريتش الخبز من يدي جوتفال وغرز أسنانه فيه. بوو! شعر وكأن أسنانه القوية على وشك الانكسار. فرك يوريتش فكه مذهولاً ونظر إلى جوتفال. ” لا بد أن أسنانك قوية بشكل مدهش يا جوتفال. يُقال: لا تحكم على الكتاب من غلافه.” ” لا، لا، يُفترض بك أن تُقطّع الخبز إلى قطع صغيرة الحجم وتترك لعابك يُذيبها ببطء في فمك. هذا يجعلك تسيطر على شهيتك وجوعك وانضباطك. إنها طريقة رائعة لتدريب صبرك ” قال جوتفال وهو يُقدّم عرضًا توضيحيًا. ثمّ أعطى يوريتش قطعةً صغيرةً ليُجرّبها. رمى يوريتش الخبز في فمه لبضع دقائق، لكنّ تعبيره تغير. ” أنت تعيش حياةً مُرهقة يا جوتفال. هذا لا يُشبه الطعام، مُقرف.” “الطعام اللذيذ يجعل جسدنا يفرح، لكن أرواحنا حزينة ” أظهر الكاهن ابتسامة هادئة. “هل هذه هي حياة الكاهن؟” “نحن الكهنة مُكلَّفون بواجبٍ مقدس، وهو إرشاد النفوس التي أفسدتها الشهوات الدنيوية إلى أحضان لو. لا معنى لأن نسمح لأنفسنا بالوقوع في نفس الشهوات، إذ لا سبيل لروحٍ فاسدةٍ أن تقود روحًا أخرى إلى الطريق الصحيح.” أشرقت عينا يوريتش. أراد أن يعرف المزيد عن أسلوب حياة جوتفال. كان شيئًا لم يره أو يسمع به من قبل. “ثم هل تعرف كيف تكتب؟” “بالطبع.” “علّمني الكتابة. هذا ما أعرفه حتى الآن.” كسر يوريتش غصنًا من شجرة وكتب جميع الحروف والكلمات التي يعرفها على الأرض. “هل يعرف هذا البربري كيف يكتب؟” نادرًا ما اهتم البرابرة بتعلم القراءة والكتابة. لم يدرك معظمهم أهمية تدوين تاريخهم. “هذه الكلمات التي تستخدمونها… رائعة. إنها تُمكّنكم من ترك أثرٍ عبر الزمان والمكان. كل ما تتركونه كتابيًا يُنقل دون تغيير، أليس كذلك؟” اتسعت عينا جوتفال بعد سماع ملاحظة يوريتش. يوريتش يُدرك تمامًا أهمية وقيمة الكتابة والتسجيل. “حتى أن معظم الأشخاص الذين يطلقون على أنفسهم اسم “المتحضرين” لا يفهمون تمامًا قيمة الكتابة، ومع ذلك فإن هذا الوثني البربري…” الكتابة والتدوين من أهمّ مهامّ الكاهن طوال حياته. كانوا ينسخون الكتب بعناية، حرفًا حرفًا. وإلى جانب العلماء، كان الكهنة من أشدّ مُحبّي الكتابة والكتب. “لا بد أن هذا البربري استغرق عصورًا ليتعلم ما كتبه على الأرض. لم أتخيل يومًا أن أجد شخصًا متحمسًا للتعلم في مكان كهذا! لا بد أن هذه هي إرادة لو.” غمرت السعادة جوتفال، وأمسك بيد يوريتش بقوة. شعر وكأنه تلقى للتو مهمةً مقدسةً ووحيًا. “تفضل بزيارتي بعد العشاء كل يوم. سأخصص وقتًا لأعلمك ”

 

 

 

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

We have detected that you are using extensions to block ads. Please support us by disabling these ads blocker.

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط