You dont have javascript enabled! Please enable it!
]
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سعي بربري 28

الفصل 28
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

 

“تبدأ أراضيهم من هنا. الجبال والغابات تكره المتطفلين ” قال سفين وهو يتنفس بعمق. كانت فرقة الإبادة تتسلق الجبل، باحثةً عن مخبأ قطاع الطرق في المنطقة.
“إذا لم نتمكن من العثور على مخبئهم قبل غروب الشمس، فسوف يضربوننا مرة أخرى بغارة ليلية أخرى.”
أسفرت غارة الليلة الماضية عن إصابة ثلاثة جنود، واضطر ستة آخرون لمغادرة المجموعة لإعادتهم إلى المدينة. وتقلص عدد فرقة الإبادة بعشرة رجال، بمن فيهم المرتزق القتيل.
“هناك حوالي ثلاثين قطاع طرق. ليس عددهم كبيرًا ” قال سيتون وهو ينادي على مساعده والمرتزقة.
“لدى قطاع الطرق مجموعة من رجال الجبال الأكفاء. إذا خدعنا أنفسنا وظننا أننا نفوقهم عددًا، فقد يبيدوننا ” قال يوريتش وهو يمضغ اللحم المجفف. عبس سيتون.
“لا تقل أي شيء يمكن أن يحبطنا.”
“لا، أنا جاد. حاولتُ تتبع آثارهم صباح اليوم التالي للغارة، لكن آثارهم اختفت تمامًا في منتصف الطريق. أنا صياد، وقد طاردتُ حيوانات برية لمدة تصل إلى أربعة أيام وليالٍ. ضياعي لهم يعني أنهم يعرفون كيف يستغلون الجبل لصالحهم ” قال يوريتش بهدوء.
” إذًا، ليسوا قطاع طرق هواة…” فكّر سيتون وهو يضع ذقنه على قبضته. إذا عادت المجموعة بخسائر فادحة، فستُعتبر المهمة فاشلة حتى لو نجحوا في إبادة قطاع الطرق. كانت هذه في الواقع إبادة، وليست حربًا. كانت مسؤولية قائد الحرس ضمان عودته إلى المدينة دون خسارة أيٍّ من رجاله.
“نقول إن قطاع الطرق على الأرجح يضمون برابرة وصيادين في مجموعتهم، يا قائد الحرس. لو كانوا مجموعة من الفلاحين الجائعين، لما فكروا حتى في مهاجمتنا بهذه الطريقة ” قال دونوفان من خلف الكواليس.
“هذا كل ما أعرفه. من الصعب علينا التحرك إلا إذا عرفنا مكان مخبئهم بالضبط…”
كان العثور على اللصوص أصعب بكثير مما كان متوقعًا. لم يتمكنوا من تقسيم المجموعة لأن ذلك سيُعرّضهم لمزيد من الكمائن.
سأبحث عن المخبأ؛ فقط أعيرني بعض الجنود ذوي الرشاقة المناسبة. بل أفضل لو كانوا صيادين.
ضيّق سيتون عينيه بناءً على طلب يوريتش.
“هل أنت واثق؟ ألم تقل للتو إنك لم تتمكن من العثور عليهم لأن آثارهم اختفت؟”
“أعني، لا أستطيع أن أجعل مسارًا مكسورًا يظهر بطريقة سحرية. لستُ بارعًا في الصيد، أليس كذلك؟ لكنني أعلم أن اللصوص قد استمتعوا كثيرًا، وأنهم على الأرجح سيحاولون ذلك مرة أخرى. حينها سأطاردهم.”
أومأ سيتون برأسه موافقًا على فكرة يوريتش. اختار بضعة جنود، إما صيادين أو رياضيين بحتًا، لإعارتهم له. بدوا مرعوبين من البرابرة.
مع مرور النهار، نصب رجال مكافحة الحشرات المنهكون معسكرهم مرة أخرى، هذه المرة مع عدة مراقبين حول محيط الموقع لمنع تكرار نفس النتيجة غير المتوقعة. بدا يوريتش وفريق البحث قد استيقظوا لتوهم من نومهم طوال اليوم. لم يرتدوا أي دروع، ولم يكن لديهم سوى الحد الأدنى من المعدات.
“زعيم المرتزقة، هل تعتقد أنهم سيهاجمون مرة أخرى؟” سأل أحد رجال سيتون يوريتش، الذي ينفض الغبار عن شفرة فأسه بالفحم لإخفاء الانعكاسات.
“كانوا متسلقي جبال ماهرين جدًا. أنا متأكد من أنهم سيعودون لمحاولة أخرى، لأنهم واثقون من أنه حتى لو فشلوا بطريقة ما، فلن يُقبض عليهم. هذا ما كنت سأفعله على أي حال. أوه، ودعوني فقط يوريتش، جيسفا.”
كان جيسفا صيادًا قبل أن يصبح جنديًا. بعد أن سئم من حياة الصيد المضطربة، اجتاز امتحان التأهيل ليصبح حارسًا للمدينة، وفي النهاية أصبح جنديًا في هافيلوند.
“حسنًا يا يوريتش ” أجاب جيسفا. أصبح هو وأربعة جنود آخرين تحت قيادة يوريتش.
“ههه، لم أتخيل يومًا أني سأصطاد في الجبال هنا ” ابتسم يوريتش. أصبح متحمسًا للعودة للصيد بعد انقطاع طويل، بغض النظر عمّا يصطاده؛ حيوانًا كان أم إنسانًا. مجرد مطاردة شيء ما يُثير حماسه – دم الصياد يتدفق في قلب يوريتش.
“أنا أيضًا كنتُ صيادًا يا يوريتش. ظننتُ أن لديّ موهبةً أيضًا. كلما صعدتُ الجبال، كنتُ أعودُ دائمًا بصيدٍ – مهما طال الزمن.”
تحدث يوريتش وجيسفا. على أي حال، لم يكن هناك الكثير ليفعلاه أثناء انتظارهما للغارة.
“لكن مهنة الصيد لم تكن مُجزية مقارنةً بالمخاطرة التي تصاحبها، خاصةً مع تدفق الفراء والجلود من الشمال والجنوب، مما قضى على ما تبقى لي من دخل. وكنت قد تزوجتُ مؤخرًا أيضًا، فأدركتُ أنني يجب أن أفعل شيئًا. كنتُ بحاجة إلى دخل ثابت لإطعام زوجتي وأولادي.”
تنهد جيسفا، الأمر الذي دفع يوريتش إلى توجيه كل انتباهه إليه.
“لماذا جاء كل هذا الفراء والجلود من الجنوب والشمال؟”
“مع استقرار فتوحات الإمبراطورية، ازداد البرابرة تحضرًا – ربما تعرف عن هذا أكثر مني، أليس كذلك؟ على أي حال، كان بين البرابرة العديد من الصيادين الممتازين، وكانوا يُصدّرون منتجاتهم إلى الإمبراطورية عبر التجار.”
“آه، أرى!” قال يوريتش. هز جيسفا كتفه واستمر.
” حينها سمعتُ عن تجنيد الحرس في هافيلوند، والباقي تاريخ. الحياة كجندي في هافيلوند جيدة جدًا، خاصةً بالمقارنة مع المناطق والمدن المحيطة. يعاملوننا معاملة حسنة، ولا داعي للقلق بشأن تدبير أمورنا. علاوة على ذلك، زوجتي حامل الآن بطفلنا الثالث، وستلد قريبًا…”
وضع يوريتش يده على فم جيسفا.
“ش … ”
“أ-هل الأعداء هنا؟”
هز يوريتش رأسه.
“الأشخاص الذين يتحدثون عن عائلاتهم في مواقف مثل هذه يموتون دائمًا في المعركة – على الأقل في تجربتي.”
بدا يوريتش مُحقًا. أومأ جيسفا موافقًا.
“إذن، ربما لا يجب أن أتحدث عن عائلتي بعد الآن. لا أريد أن أجلب أي سوء حظ قبل رحلة صيدنا، هاها ” ضحك جيسفا.
” “كنت أشعر بالقلق بشأن كونه بربريًا، ولكن الآن بعد أن أصبحنا نتحدث بهذه الطريقة، أعتقد أننا نتفق بشكل جيد.”
تحسنت الأجواء. في البداية، شعر جيسفا بالخوف من يوريتش بعد أن رأته يضرب جنديين بيديه العاريتين كما لو كانا حيوانين.
“إنه ليس عنيفًا على الإطلاق، ويبدو صغيرًا جدًا أيضًا. وهو أيضًا مستمع جيد.”
اعتقد جيسفا الآن أن مهمة الصيد هذه ستنجح مع يوريتش. فقد نشأت بينهما رابطة قوية من خلال ثرثرتهما. فالرابطة بين الحلفاء عنصر أساسي في نجاح المهمة. وكان يوريتش وجيسفا يدركان ذلك.
“إنهم هنا!”
بوووووب!
أطلق المراقب بوق الإنذار. وخلافًا لليلة الأولى، كان الجنود قد جهّزوا دروعهم إلى جانبهم، أو كانوا يتحصنون أثناء استراحتهم. لم يُفاجأ أحدٌ بالغارة هذه المرة.
“أين الطريق؟ ألقوا المشاعل!” صرخ المبدّون وهم يفتشون المنطقة. أما قطاع الطرق، الذين لم يحققوا شيئًا من هذه الغارة، فانصرفوا دون ندم يُذكر. لم يأتوا بتوقعات كبيرة أصلًا.
“دعونا نذهب، يا أصدقائي.”
طارد يوريتش والجنود قطاع الطرق. حافظوا على مسافة بينهم وهم يتتبعون أثر فريستهم. وبفضل لياقة الجنود البدنية، تمكنوا من مطاردة قطاع الطرق بلا هوادة.
” هاف، هاف.”
وبمرور الوقت، أصبح تنفس الجنود أكثر خشونة في حين أصبح قطاع الطرق أسرع.
“قدرتهم على التحمل جيدة بشكل غير عادي بالنسبة لمجموعة من قطاع الطرق ”
نظر يوريتش إلى الجنود. سيكون من الصعب جرّهم وملاحقة قطاع الطرق في آنٍ واحد.
“خذ وقتك. سأكسر الأغصان في طريقك لأبقيك على المسار الصحيح ” قال يوريتش.
اتسعت عينا جيسفا مع اتساع خطوات يوريتش. تفوق على الجنود في لمح البصر.
“وهنا كنت أفكر بأنني متسلق جيد… إنه في الأساس حيوان – ذئب.”
أبقى يوريتش خطواته مخفية بينما كان يقترب من قطاع الطرق دون إضاعة أي وقت.
بوو!
أثناء مطاردته، قام بكسر أغصان الشجرة باستخدام قطعة من الجلد ملفوفة حولها لإخفاء صوت كسرها.
“إنهم في حالة بدنية جيدة مثل محاربينا في القبيلة.”
شعر يوريتش بوجود خطب ما. كان المتحضرون ضعفاء مقارنةً بأبناء قبيلته. كان من الغريب أن يتمتع بعض قطاع الطرق بقدرات بدنية عالية كهذه.
“لا أحد كان قادرًا على متابعتهم غيري.”
قفز يوريتش من صخرة إلى أخرى. بدا مخبأ اللصوص في مكان أكثر وعورة مما كان يتخيل.
شششش.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

سرت قشعريرة أسفل عمود يوريتش الفقري وارتعش شعره.
بوو!
قفز يوريتش إلى الصخرة التي تحته. كان بعض شعره قد قُص.
” لقد تفاديت ذلك جيدًا ” قال له الرجل الذي هاجم يوريتش. بدا الجزء العلوي من جسده مغطى بوشوم غريبة.
“هل كنت تعلم أنني كنت أتبعك؟” سأل يوريتش وهو يحرك فؤوسه.
“شعرت بحكة في مؤخرة رأسي، لذلك عرفت أن أحدهم يتبعني.”
بدا الرجل الذي لديه الوشم يحمل سيفًا، وهو سلاح لم يره يوريتش من قبل.
“يجب أن أقتله بسرعة.”
بدا يوريتش في موقفٍ غير مؤاتٍ. هناك احتمالٌ كبيرٌ أن يكون أيُّ شخصٍ ينضمُّ إلى مواجهتهم الآن عدوًّا لا حليفًا. قد يكون مخبأُ قطاع الطرق قريبًا.
بوو!
حرك يوريتش فؤوسه بخفة وانطلق للأمام محدثًا صوتًا كإشارة. الفؤوس المزدوجة تخصص يوريتش. استخدم قوته الغاشمة لمهاجمة عدوه بلا هوادة.
بوو! بوو!
اصطدمت الأسلحة المعدنية وأطلقت جمرًا أضاء المكان لفترة وجيزة. وظهر وشم الرجل بوضوح أكبر في الضوء.
‘ثعبان؟’
بدا وشم الرجل عبارة عن ثعبان يلف جسده بالكامل.
“همف!”
سكب يوريتش قوته في ذراعيه ولوح بالفؤوس بكل قوته.
بوو!
كانت القوة البربرية ليوريتش كافية لضرب السيف إلى الخلف.
حبال!
فأسه الثاني قطع بعمق في رقبة الرجل الموشوم.
“غاا.”
سقط الرجل أرضًا، مُمسكًا برقبته النازفة. نظر إلى يوريتش في ذهول.
“أنا قوي جدًا.”
هز يوريتش كتفيه وأمسك الرجل من شعره قبل أن ينزل بفأسه على مؤخرة رقبته.
” يا إلهي، لقد أفسد هذا فأسي!” تذمر يوريتش وهو ينظر إلى فأسه المحطم. لم يكن قادرًا على تحمل قوة السيف المنحني.
“الفولاذ الإمبراطوري هو الأفضل حقًا للأسلحة.”

ندم على ترك سيفه الفولاذي الإمبراطوري، ظنًا منه أنه سيُزعجه. كان النصل المصنوع من الفولاذ الإمبراطوري سيفي بالغرض حتى بعد معركة كهذه، ولهذا السبب كان مطلوبًا بشدة بين جميع المحاربين. صحيحٌ أنه كان باهظ الثمن ونادرًا، لكنه كان يستحق كل هذا العناء. “لقد تمكنا أخيرًا من اللحاق بك.” تمكن جيسفا والمتتبعون الآخرون من اللحاق بـ يوريتش. “هذا رمز الثعبان. لا بد أنه بربري جنوبي ” قال أحد الجنود بعد رؤية وشم الثعبان على الجثة. “الثعبان؟” كرر يوريتش. ” إنها ديانة جنوبية بغيضة تستخدم الأطفال كقرابين. إنهم ليسوا مجرد زنادقة، بل طائفة دينية. حتى معظم الجنوبيين ينظرون إليهم باستياء. إنهم أناس مقززون، ” قال الجندي وبصق على جثة الرجل الموشوم. عادةً ما يقبل أهل الحضارة ديانات زنادقة أخرى، لكن ديانة الثعبان مكروهة. ششششش. أحس يوريتش بتشنج آخر في شعره. “هؤلاء الرجال جادون.” فجأةً، أحاط عدة رجال آخرين، يحملون وشم الثعبان نفسه، بيوريتش والمتعقبين. لم يستطع يوريتش اكتشاف وجودهم إلا بعد أن اقتربوا جدًا. رأوا جثة رفيقهم على الأرض فعقدوا حاجبيهم. “ههه، إذًا لديكم رفقة أيضًا؟” ضحك يوريتش ضحكة مكتومة. عددهم أكثر من عشرة. “متى حاصرونا؟” فزع جيسفا وسحب سيفه. لم يكن هناك سوى خمسة منهم: يوريتش، وثلاثة من المتعقبين، وهو نفسه. كانوا يواجهون أكثر من ضعف عددهم. “انفخي في البوق يا جيسفا. ليس أمامنا خيار سوى الصمود حتى يصل الدعم.” أخرج جيسفا البوق ووضعه على شفتيه. وما إن همّ بنفخ الإشارة حتى سال الدم من صدره. ‘سهم.’ خرج قطاع طرق يحملون سهامًا من بين الشجيرات. كانوا جزءًا من عصابة قطاع الطرق، رغم أنهم لم يحملوا وشم الثعبان. “إذن، إنه حوالي العشرين الآن.” رفع يوريتش جيسفا المحتضر بينما يفحص الأعداء المتزايدين. سعل جيسفا الدم الذي يغرق مجرى الهواء لديه. “أرأيتَ، أخبرتُكَ أن الناسَ يموتونَ بعدَ الحديثِ عن عائلاتِهم قبلَ المعركةِ مباشرةً ” ابتسمَ يوريتشُ ابتسامةً مُرّة. كانَ جيسفا قد كاد أن يموتَ، فاستخدمَ يوريتشُ جثتَه كدرع. لم يُصِبْهِ الرماةُ رميةً واضحةً. “آه، أوه.” أصبح الجنود الذين جاؤوا في مهمة التعقب يرتجفون خوفًا. وكان تطويقهم يزيد من شعورهم بالذعر. “اصرخوا بأعلى صوتكم وأنتم تقاتلون. علينا أن نرسل إشارة إلى رجالنا.” ألقى يوريتش نظرة على ما حوله. الميزة الوحيدة التي استطاع استغلالها هي ظلام الغابة. “هاه، إذن هناك فرصة حقيقية أن أموت هنا.” ارتعشت زوايا فمه. أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره. “آآآآآه—!” زأر يوريتش. تردد صدى صوته المدوي عبر الجبل. لم تكن هناك حاجة للبوق. كرر صدى الجبل زئيره. خاض يوريتش حروبًا قبلية عديدة، ولم يكن دائمًا منتصرًا. هناك أوقات اضطر فيها للتراجع، وفي أحيان أخرى كان في موقف ضعف. علّمه موت إخوته كيف ينجو في ساحة المعركة. تراجع ببطء، يشق طريقه بين الأشجار. في هذه المرحلة، لم يعد قادرًا على رعاية الجنود الآخرين. كان الحفاظ على حياته مهمة شاقة. “تعالوا إليّ، وسأقطع رأس أول من يفعل ذلك ” هدد يوريتش قطاع الطرق وهو يكشر عن أنيابه. كان ترهيبه كافيًا لجعل الرجال الموشومين يترددون للحظة. كانت كل الظروف ضده، لكن على الأقل كان الوقت في صالح يوريتش. كان باقي الجيش في طريقه بالتأكيد بعد سماع زئير يوريتش. كان قطاع الطرق هم من ضاقت بهم السبل. اندفعوا نحو يوريتش والجنود. أمسك يوريتش بالفأسين في يديه ونظر إلى الأعداء المهاجمين. “ماذا سيحدث لو متُّ هنا؟ أين ستذهب روحي؟ هل سأصبح روحًا شريرة حقًا؟” ضحك من سخافة فكره.

ندم على ترك سيفه الفولاذي الإمبراطوري، ظنًا منه أنه سيُزعجه. كان النصل المصنوع من الفولاذ الإمبراطوري سيفي بالغرض حتى بعد معركة كهذه، ولهذا السبب كان مطلوبًا بشدة بين جميع المحاربين. صحيحٌ أنه كان باهظ الثمن ونادرًا، لكنه كان يستحق كل هذا العناء.
“لقد تمكنا أخيرًا من اللحاق بك.” تمكن جيسفا والمتتبعون الآخرون من اللحاق بـ يوريتش.
“هذا رمز الثعبان. لا بد أنه بربري جنوبي ” قال أحد الجنود بعد رؤية وشم الثعبان على الجثة.
“الثعبان؟” كرر يوريتش.
” إنها ديانة جنوبية بغيضة تستخدم الأطفال كقرابين. إنهم ليسوا مجرد زنادقة، بل طائفة دينية. حتى معظم الجنوبيين ينظرون إليهم باستياء. إنهم أناس مقززون، ” قال الجندي وبصق على جثة الرجل الموشوم. عادةً ما يقبل أهل الحضارة ديانات زنادقة أخرى، لكن ديانة الثعبان مكروهة.
ششششش.
أحس يوريتش بتشنج آخر في شعره.
“هؤلاء الرجال جادون.”
فجأةً، أحاط عدة رجال آخرين، يحملون وشم الثعبان نفسه، بيوريتش والمتعقبين. لم يستطع يوريتش اكتشاف وجودهم إلا بعد أن اقتربوا جدًا. رأوا جثة رفيقهم على الأرض فعقدوا حاجبيهم.
“ههه، إذًا لديكم رفقة أيضًا؟” ضحك يوريتش ضحكة مكتومة. عددهم أكثر من عشرة.
“متى حاصرونا؟” فزع جيسفا وسحب سيفه. لم يكن هناك سوى خمسة منهم: يوريتش، وثلاثة من المتعقبين، وهو نفسه. كانوا يواجهون أكثر من ضعف عددهم.
“انفخي في البوق يا جيسفا. ليس أمامنا خيار سوى الصمود حتى يصل الدعم.”
أخرج جيسفا البوق ووضعه على شفتيه. وما إن همّ بنفخ الإشارة حتى سال الدم من صدره.
‘سهم.’
خرج قطاع طرق يحملون سهامًا من بين الشجيرات. كانوا جزءًا من عصابة قطاع الطرق، رغم أنهم لم يحملوا وشم الثعبان.
“إذن، إنه حوالي العشرين الآن.”
رفع يوريتش جيسفا المحتضر بينما يفحص الأعداء المتزايدين.
سعل جيسفا الدم الذي يغرق مجرى الهواء لديه.
“أرأيتَ، أخبرتُكَ أن الناسَ يموتونَ بعدَ الحديثِ عن عائلاتِهم قبلَ المعركةِ مباشرةً ” ابتسمَ يوريتشُ ابتسامةً مُرّة. كانَ جيسفا قد كاد أن يموتَ، فاستخدمَ يوريتشُ جثتَه كدرع. لم يُصِبْهِ الرماةُ رميةً واضحةً.
“آه، أوه.”
أصبح الجنود الذين جاؤوا في مهمة التعقب يرتجفون خوفًا. وكان تطويقهم يزيد من شعورهم بالذعر.
“اصرخوا بأعلى صوتكم وأنتم تقاتلون. علينا أن نرسل إشارة إلى رجالنا.”
ألقى يوريتش نظرة على ما حوله. الميزة الوحيدة التي استطاع استغلالها هي ظلام الغابة.
“هاه، إذن هناك فرصة حقيقية أن أموت هنا.”
ارتعشت زوايا فمه. أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره.
“آآآآآه—!”
زأر يوريتش. تردد صدى صوته المدوي عبر الجبل. لم تكن هناك حاجة للبوق. كرر صدى الجبل زئيره.
خاض يوريتش حروبًا قبلية عديدة، ولم يكن دائمًا منتصرًا. هناك أوقات اضطر فيها للتراجع، وفي أحيان أخرى كان في موقف ضعف. علّمه موت إخوته كيف ينجو في ساحة المعركة.
تراجع ببطء، يشق طريقه بين الأشجار. في هذه المرحلة، لم يعد قادرًا على رعاية الجنود الآخرين. كان الحفاظ على حياته مهمة شاقة.
“تعالوا إليّ، وسأقطع رأس أول من يفعل ذلك ” هدد يوريتش قطاع الطرق وهو يكشر عن أنيابه. كان ترهيبه كافيًا لجعل الرجال الموشومين يترددون للحظة.
كانت كل الظروف ضده، لكن على الأقل كان الوقت في صالح يوريتش. كان باقي الجيش في طريقه بالتأكيد بعد سماع زئير يوريتش. كان قطاع الطرق هم من ضاقت بهم السبل. اندفعوا نحو يوريتش والجنود.
أمسك يوريتش بالفأسين في يديه ونظر إلى الأعداء المهاجمين.
“ماذا سيحدث لو متُّ هنا؟ أين ستذهب روحي؟ هل سأصبح روحًا شريرة حقًا؟”
ضحك من سخافة فكره.

الفصل 28 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

 

 

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

 

الفصل 28 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

We have detected that you are using extensions to block ads. Please support us by disabling these ads blocker.

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط