You dont have javascript enabled! Please enable it!
]
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سعي بربري 29

الفصل 29
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

انغرزت السهام في ذراعيه وساقيه، وأطلق يوريتش صرخة مغلية. “آ … ” زأر وهو يكسر السهام البارزة من أطرافه. أطلق فأسه على المحاربين المقتربين ليسحق جماجمهم. ثم اندفع ليقضي على الأعداء بالفأس الذي كان لا يزال في يده وسيفًا منحنيًا سرقه من العدو. كان السيف المنحني سلاحًا متخصصًا في القطع، وبفضل قوته الهائلة، كان قويًا بما يكفي ليجعل حتى من يحملون الدروع يتعثرون. “جانبه مفتوح.” اندفع محارب من الثعابين من الخلف، مستهدفًا جانب يوريتش. كاد سيفه أن يصيب يوريتش بمسارٍ دقيق. بوو! ضرب يوريتش بمرفقه على الجزء المسطح من النصل الذي كان في طريقه إلى جانبه، مما أدى إلى انحراف مساره نحو فخذه بدلاً من ذلك. “كيف رد فعله…؟” شهق المحارب. “هذا يؤلم!” بوو! ثار يوريتش وضرب بقبضته وجه المحارب بقوة. انهارت عظام وجهه، وبرزت مقلتا عينيه من محجريهما تحت الضغط. يعرج. بدا يوريتش يعرج على ساقه اليسرى. “لقد تمكنت من حماية جانبي من التعرض للقطع المفتوح، ولكن الجرح في ساقي عميق.” كانت حركته هي ما أبقته حيًا في مواجهة هذا الكمّ الهائل من قطاع الطرق. كان يُسقط قطاع الطرق واحدًا تلو الآخر وهو يتسلل بين حلقتهم كالثعبان، لكن ساقه اليسرى الآن لم تعد تتحرك كما يشاء. في كل مرة يُثبت قدمه اليسرى، بدأ الدم يسيل من الجرح بينما يتسع. لم يستهِن محاربو الثعبان بيوريتش، بل أحاطوا به بحذر، إذ العديد من إخوتهم قد لقوا حتفهم على يد البرابرة. “إنه قوي.” لكن لا أحد يستطيع تحمّل سيلٍ من الشفرات القادمة إليه في آنٍ واحد من جميع الجهات، مهما بلغت مهارته. ففي النهاية، للرجل ذراعان فقط. الاستراتيجية الأهم عند مواجهة عدة أعداء بمفردك هي اختيار الأعداء واحدًا تلو الآخر مع تجنب الهجمات المشتركة قدر الإمكان. كانت القدرة على الحركة مفتاح هذه الاستراتيجية، لكن يوريتش فقدها. في هذه المرحلة، كان في عداد الأموات.

محاربو الثعبان هم من نفوا من قبل الإمبراطورية. رفضوا التخلي عن دينهم واختاروا أن يعيشوا حياةً هاربين كقطاع طرق بعد أن صنّفتهم الإمبراطورية طائفةً.
“لن ينتظرنا إلا الأبدية بعد نزع الجسد ” تمتم أحد محاربيهم وهو ينظر إلى أعدائه. لم يتبقَّ منهم سوى خمسة.
“دعونا نقضي عليهم ونخرج من هنا بسرعة.”
عليهم الانتقام لأخيهم الراحل. توقعوا أن يكون قتل يوريتش سهلاً وسريعًا.
بوو!
أدرك محاربو الثعبان سريعًا أن الأمر ليس كذلك على الإطلاق. فرغم أن عشرين منهم كانوا يحيطون بيوريتش، إلا أنهم لم يتمكنوا من الاقتراب منه.
“إنه ذو خبرة في القتال في الغابة.”
تمكن يوريتش من تفادي السهام من خلال التسلل إلى داخل وخارج الأشجار المحيطة به، وهزم الأعداء عندما اقتربوا منه واحدًا تلو الآخر.
“لا نشعر بأننا نتمتع بالأفضلية، يبدو الأمر كما لو أنه يسحبنا إلى مستنقعه”.
أحاط الثعابين بيوريتش بحذر. أدركوا أن الهجوم عليه واحدًا تلو الآخر كان في صالحه. فخططوا للهجوم من جميع الجهات.
“هاه، الآن أنتم تستخدمون عقولكم، أيها الأوغاد ذوو الوشم الثعباني.”
قطاع الطرق معظمهم من أتباع الثعابين، لكن بعضهم كانوا أناسًا عاديين اختاروا حياة السرقة بعد أن سئموا من مشاق حياتهم، وكان معظمهم عبيدًا هاربين. أظهر انضمامهم إلى أتباع الثعابين مدى انحطاط مكانتهم. لم يرغب أحدٌ في الانضمام إلى هذا الدين إلا إذا لم يكن لديه خيار آخر.
أصحاب وشم الثعبان أقوياء. أما البقية… فهم ليسوا كذلك.
دارت عينا يوريتش بسرعة، يمسحان محيطه ويحددان مواقع أعدائه. كان يتصور بوضوح أين وكيف يختبئ ويقاتل. كان القتال في الغابة روتينًا يوميًا بالنسبة له.
” هاف.”
بدا يوريتش غارقًا في أنفاسه. فقد قتل أربعة من قطاع الطرق، بينما لقي جميع الجنود الذين رافقوه في مهمة التعقب حتفهم.
“إنه أنا فقط الآن.”
الموت يتنفس بجانب عنقه، وسرت قشعريرة في عموده الفقري.
“تعال هنا، يوريتش.”
“لا يوجد مكان راحة أبدي لنا.”
“نحن نتجول فقط في عالم الأحياء.”
شعر وكأنّ الأرواح الشريرة تهمس في أذنيه. هزّ رأسه نافيًا ليتخلص من الأصوات.
“لابد أنني أفقد عقلي.”
حدّق يوريتش. انقضّ عليه محاربو الثعبان دفعةً واحدة. تسلّق شجرةً بفأسه كمعول. بعد أن وصل إلى منتصف الشجرة، قفز إلى الخلف وفوق الأعداء ليهبط خلفهم. في لحظة، انفلت من قبضتهم وأصبح خلفهم. بدت حركةً عبقريةً.
بوو!
تدحرج يوريتش على الأرض وجرح أرجل المحاربين. تبعت حركته صرخاتٌ، فصوب الرماة نحوه.
بوو!
خرجت سهام من الظلام. لفّ يوريتش وجهه وبطنه.
بوو!

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بدا أن هناك بريق في عيني يوريتش وهو يتأمل رغباته. حقل القمح الذهبي، والأرض المحترقة، والبحر الشاسع، ونهاية العالم. “هناك!” بوووووب! بوق الإخوة. * * * “هل مازلت على قيد الحياة يا يوريتش؟” قال باتشمان وهو ينظر إلى يوريتش على الأرض. ” لا أشعر أنني سأبقى كذلك طويلًا ” أجاب يوريتش وهو يدفع الجثث بعيدًا. في اللحظة الأخيرة، انقضّ اللصوص عليه دفعةً واحدة. تدحرج على الأرض، متشبثًا بحياته. “لقد عشت.” بدا يوريتش محظوظًا. لو تأخر رجاله ولو دقيقة واحدة، لما نجا من قطاع الطرق. “لا تقتلوهم. علينا إعدامهم علنًا في الساحة، هؤلاء اللصوص اللعينون ” قال الجنود وهم يربطون اللصوص الأسرى. نجحت الإبادة. لم يكن مخبأهم بعيدًا، لكن من الصعب العثور عليه بسبب ضيق مدخل الكهف. سُحِبَ قطاع الطرق بالحبال، وسخر منهم الجنود وأهانوهم بالتبول على رؤوسهم والبصق على وجوههم. “كم قتلتَ بمفردك؟ قائدنا المذهل، هاها!” علق باتشمان وهو ينظر إلى جثث قطاع الطرق. الجثث التي يُفترض أنها من فعل يوريتش متناثرة في أرجاء المكان. “لم ينجو من كل هؤلاء اللصوص فحسب، بل تمكن من القضاء على بعضهم. هل هو حقًا وحش؟ ”فكّر قائد الحرس سيتون في نفسه وهو ينظر إلى المرتزق الجريح. لم ينجُ أيٌّ من الجنود الذين أرسلهم معه من اللصوص. كانوا جميعًا أمواتًا أمامه، بينما كانت جثث اللصوص ملقاة على طول طريق هروب يوريتش. “لقد قتل أربعة أو خمسة منهم على الأقل أثناء مطاردته.” اندهش سيتون بشدة. بدا يوريتش محاربًا ذا مهارة استثنائية. شعر بقرابة المحارب أكثر منه بالنفور بسبب اختلافهما كبربري ورجل متحضر. تمتم سيتون وهو يُنظّف ساحة المعركة: “لم تكن أغاني الشعراء مجرد ثرثرة”. لقد أسر اللصوص وجمع الغنائم من مخبئهم. بدا يوريتش يتلقى العلاج. في ظل حالته الصحية، لم يكن أحد ليستغرب إن فقد وعيه فجأةً. “عضّ، هذا سيؤلمك ” حذّر باتشمان يوريتش وهو يُحضر ملقطًا. ثم شرع في نزع رؤوس الأسهم التي كانت مغروسة في أطرافه. “مم ” شد يوريتش على أسنانه وهو يرتجف. “هل تريد شيئًا لتعضه؟” “لا، لا أحتاجه. فقط أعطني شرابًا ” أجاب يوريتش وهو يُسخّن شفرته على نار المخيم. سيُغلق جرحه بحرق لحمه معًا.

انغرزت السهام في ذراعيه وساقيه، وأطلق يوريتش صرخة مغلية.
“آ … ”
زأر وهو يكسر السهام البارزة من أطرافه. أطلق فأسه على المحاربين المقتربين ليسحق جماجمهم. ثم اندفع ليقضي على الأعداء بالفأس الذي كان لا يزال في يده وسيفًا منحنيًا سرقه من العدو. كان السيف المنحني سلاحًا متخصصًا في القطع، وبفضل قوته الهائلة، كان قويًا بما يكفي ليجعل حتى من يحملون الدروع يتعثرون.
“جانبه مفتوح.”
اندفع محارب من الثعابين من الخلف، مستهدفًا جانب يوريتش. كاد سيفه أن يصيب يوريتش بمسارٍ دقيق.
بوو!
ضرب يوريتش بمرفقه على الجزء المسطح من النصل الذي كان في طريقه إلى جانبه، مما أدى إلى انحراف مساره نحو فخذه بدلاً من ذلك.
“كيف رد فعله…؟”
شهق المحارب.
“هذا يؤلم!”
بوو!
ثار يوريتش وضرب بقبضته وجه المحارب بقوة. انهارت عظام وجهه، وبرزت مقلتا عينيه من محجريهما تحت الضغط.
يعرج.
بدا يوريتش يعرج على ساقه اليسرى.
“لقد تمكنت من حماية جانبي من التعرض للقطع المفتوح، ولكن الجرح في ساقي عميق.”
كانت حركته هي ما أبقته حيًا في مواجهة هذا الكمّ الهائل من قطاع الطرق. كان يُسقط قطاع الطرق واحدًا تلو الآخر وهو يتسلل بين حلقتهم كالثعبان، لكن ساقه اليسرى الآن لم تعد تتحرك كما يشاء. في كل مرة يُثبت قدمه اليسرى، بدأ الدم يسيل من الجرح بينما يتسع.
لم يستهِن محاربو الثعبان بيوريتش، بل أحاطوا به بحذر، إذ العديد من إخوتهم قد لقوا حتفهم على يد البرابرة.
“إنه قوي.”
لكن لا أحد يستطيع تحمّل سيلٍ من الشفرات القادمة إليه في آنٍ واحد من جميع الجهات، مهما بلغت مهارته. ففي النهاية، للرجل ذراعان فقط.
الاستراتيجية الأهم عند مواجهة عدة أعداء بمفردك هي اختيار الأعداء واحدًا تلو الآخر مع تجنب الهجمات المشتركة قدر الإمكان. كانت القدرة على الحركة مفتاح هذه الاستراتيجية، لكن يوريتش فقدها. في هذه المرحلة، كان في عداد الأموات.

حاول يوريتش التراجع ببطء، لكن دائرة العدو أحاطت به. وكان يُصاب بسهام الرماة كلما أطل من بين الأشجار. بوو! بدأ يوريتش يرى أشياءً غريبة. في الظلام، رأى الأرواح الشريرة تُلوّح له كأنها تنتظر انضمامه إليها. كانت تلك الأرواح الشريرة التي تجوب عالم الأحياء بلا راحة أبدية. لم يكن يوريتش يخاف الموت، بل يخاف من التجول الأبدي الذي سيأتي بعده. “هاهاها.” أطلق ضحكة مكتومة. غرز أصابعه في جرح فخذه ولطخها بدمه. تسلل الألم عبر عموده الفقري وصولاً إلى دماغه، فأفاقه فجأة.

حاول يوريتش التراجع ببطء، لكن دائرة العدو أحاطت به. وكان يُصاب بسهام الرماة كلما أطل من بين الأشجار.
بوو!
بدأ يوريتش يرى أشياءً غريبة. في الظلام، رأى الأرواح الشريرة تُلوّح له كأنها تنتظر انضمامه إليها. كانت تلك الأرواح الشريرة التي تجوب عالم الأحياء بلا راحة أبدية.
لم يكن يوريتش يخاف الموت، بل يخاف من التجول الأبدي الذي سيأتي بعده.
“هاهاها.”
أطلق ضحكة مكتومة. غرز أصابعه في جرح فخذه ولطخها بدمه. تسلل الألم عبر عموده الفقري وصولاً إلى دماغه، فأفاقه فجأة.

وبينما جسده ينفتح، ظهرت رؤوس الأسهم واحدًا تلو الآخر. عددها أربعة. “هذا كل شيء، صحيح؟ أنت من يحمل سهامًا في أطرافه، لكنني أنا من يتصبب عرقًا هنا ” سأل باتشمان وهو يمسح العرق المتصبب من جبينه. ثم عقّم الملاقط الملطخة بالدماء ومرّرها إلى الشخص التالي. فوو! وجّه يوريتش النصل المتوهج إلى فخذه. بدا صوت التلامس أشبه بصوت شواء اللحم. “يا إلهي، هذا يؤلمني بشدة.” حتى يوريتش لم يكن محصنًا من الألم. أسنانه بدأت ترتجف . “اشرب هذا. هذا سيُشعرك بتحسن ” قال جوتفال، الذي وجد نفسه بطريقة ما بجانب يوريتش. كان يُوزّع شيئًا على جميع الجرحى. “ما هذا؟” سأل يوريتش بعد النظر إلى السائل الموجود داخل الكوب. “إنه نبيذ مغلي بالعسل والقرفة. مفيد لاستعادة طاقتك بعد فقدان الكثير من الدم.” رعاية الرجال المُنهكين والمُصابين من مهام الكاهن، وكانوا على دراية واسعة بمجالات عديدة. “هذا لا طعم له مثل النبيذ ” قال يوريتش بعد تذوق المشروب. “هذا لأنه تم غليه.” “هممم.” دفأ الشراب أحشائه، وجعله يشعر بالدفء والنعاس، وشعر وكأنه على وشك النوم. “الثعبان … أرى أن بعضهم لا يزال موجودًا. إنهم طائفة شريرة معروفة ” تمتم جوتفال بعبوس. “هل هم سيئون؟” سأل يوريتش وهو يحاول إبقاء عينيه الناعستين مفتوحتين. “يختطفون الأطفال ويستخدمونهم كقرابين. بعد مراسمهم، يتشاركون لحمهم.” “حقًا؟ همم، لحم الإنسان ليس جيدًا للأكل. هل طعم الأطفال مختلف؟” قال يوريتش دون تفكير. حدق جوتفال في يوريتش بنظرة جامدة. ” هل جربت لحم الإنسان؟” بعد أن رأى يوريتش رد فعل الكاهن، أدرك أنه أخطأ في كلامه، فابتسم ابتسامةً محرجة. وقرر عدم الإجابة على السؤال. ” يا لو، أرجوك اغفر للخطاة. أنر الجاهلين بنورك واهدهم إلى الطريق الصحيح… ” صلى جوتفال في يأس. “مرحبًا جوتفال، أعتقد أن هذا يُجدي نفعًا. إنه يُدفئني ويُشعرني بالنعاس ” قال يوريتش وهو يرفع كوبه الفارغ. ثم استند إلى شجرة وأغمض عينيه. تمايل رأسه وهو ينام ببطء. بعد أن هدأت كل هذه الضجة، تلاشى التوتر في جسده فجأةً وغاب عن الوعي. بقي أربعة من محاربي الثعبان. حدقوا بيوريتش وأيديهم مقيدة. أصبح مصير اللص الأسير محتومًا. لم يكن بانتظارهم سوى إعدامهم في ساحة البلدة، حيث سيموتون ميتة بشعة ليكونوا عبرة لغيرهم. حتى بعد الموت، لن يهدأ لهم بال، إذ ستُعلق رؤوسهم المقطوعة على أبواب القلعة كإشارة تحذير لبقية اللصوص. “يا إلهي، ما هذا؟ آه!” صرخ أحد الجنود الذين يحملون الغنائم عندما فتح إحدى الجرار، وخرجت منها مجموعة من الثعابين.

بإمكانه أن يتذوق الموت نفسه وهو يلعق الدم من أصابعه.
“لا يزال هناك أشياء أريد أن أراها. ”

انزلق أحد الثعابين عبر العشب، مباشرة نحو يوريتش النائم. سسس! التفت الثعبان للحظة ثم قفز على يوريتش. يستهدف حلقه. عادةً، بدا يوريتش ليستيقظ من الاضطراب، لكنه أصبح غارقًا تمامًا في حالة لاوعيه. ” آه ” تأوه جوتفال. حاول إبعاد الثعبان بيده اليمنى، لكن الثعبان عضّه ولم يُفلته. “الأب جوتفال!” صرخ أحد الجنود وهو يقطع الثعبان. “هذه ثعابين سامة!” بدأ الجنود الذين تعرضوا للدغات الثعابين السامة يسقطون على الأرض مع خروج الرغوة من أفواههم. “اربطوا ذراعي من فضلكم!” توسل جوتفال وهو يمد ذراعه الملدغة. مزّق الجنود طرف رداء الكاهن وربطوه حول ذراعه بإحكام لقطع الدورة الدموية. كان ذراع جوتفال يتورم ويتغير لونه بسبب السم. “لقد كانوا حقا ثعابين سامة.” تبددت الفوضى تدريجيًا مع اصطياد الثعابين واحدًا تلو الآخر. وقد تم تكميم أفواه جميع محاربي الثعابين لمنعهم من إصدار أي أصوات أخرى. ” ماذا حدث بحق الجحيم…؟” استيقظ يوريتش بابتسامة مريرة عندما أخبره أحد الجنود بالخبر. “لقد تعرض الأب جوتفال للدغة ثعبان سام أثناء محاولته منعه من لدغك.” في البداية، بدا الأمر وكأنه مزحة سخيفة. ثم رأى يوريتش ابتسامة الكاهن المحرجة، وأدرك أنها الحقيقة. “هذا الرجل الضعيف… هو…” نظر يوريتش إلى ذراع جوتفال، وعبس من لدغة الثعبان وساعد الكاهن المربوط بإحكام. وسرعان ما استشاط غضبًا من نفسه لتهاونه في الحذر. “اللعنة!” ركل يوريتش الشجرة التي يتكئ عليها بساقه المصابة. “لا بأس يا يوريتش، لن أموت من هذا ” قال جوتفال بهدوء، محاولًا طمأنة البربري الغاضب. حدق به يوريتش بغضب. “لكنك سوف تفقد هذا الذراع ” قال يوريتش. ضحك جوتفال فقط، ولكن بشكل محرج.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

بدا أن هناك بريق في عيني يوريتش وهو يتأمل رغباته. حقل القمح الذهبي، والأرض المحترقة، والبحر الشاسع، ونهاية العالم.
“هناك!”
بوووووب!
بوق الإخوة.
* * *
“هل مازلت على قيد الحياة يا يوريتش؟” قال باتشمان وهو ينظر إلى يوريتش على الأرض.
” لا أشعر أنني سأبقى كذلك طويلًا ” أجاب يوريتش وهو يدفع الجثث بعيدًا. في اللحظة الأخيرة، انقضّ اللصوص عليه دفعةً واحدة. تدحرج على الأرض، متشبثًا بحياته.
“لقد عشت.”
بدا يوريتش محظوظًا. لو تأخر رجاله ولو دقيقة واحدة، لما نجا من قطاع الطرق.
“لا تقتلوهم. علينا إعدامهم علنًا في الساحة، هؤلاء اللصوص اللعينون ” قال الجنود وهم يربطون اللصوص الأسرى. نجحت الإبادة. لم يكن مخبأهم بعيدًا، لكن من الصعب العثور عليه بسبب ضيق مدخل الكهف.
سُحِبَ قطاع الطرق بالحبال، وسخر منهم الجنود وأهانوهم بالتبول على رؤوسهم والبصق على وجوههم.
“كم قتلتَ بمفردك؟ قائدنا المذهل، هاها!” علق باتشمان وهو ينظر إلى جثث قطاع الطرق. الجثث التي يُفترض أنها من فعل يوريتش متناثرة في أرجاء المكان.
“لم ينجو من كل هؤلاء اللصوص فحسب، بل تمكن من القضاء على بعضهم. هل هو حقًا وحش؟ ”فكّر قائد الحرس سيتون في نفسه وهو ينظر إلى المرتزق الجريح. لم ينجُ أيٌّ من الجنود الذين أرسلهم معه من اللصوص. كانوا جميعًا أمواتًا أمامه، بينما كانت جثث اللصوص ملقاة على طول طريق هروب يوريتش.
“لقد قتل أربعة أو خمسة منهم على الأقل أثناء مطاردته.”
اندهش سيتون بشدة. بدا يوريتش محاربًا ذا مهارة استثنائية. شعر بقرابة المحارب أكثر منه بالنفور بسبب اختلافهما كبربري ورجل متحضر.
تمتم سيتون وهو يُنظّف ساحة المعركة: “لم تكن أغاني الشعراء مجرد ثرثرة”. لقد أسر اللصوص وجمع الغنائم من مخبئهم.
بدا يوريتش يتلقى العلاج. في ظل حالته الصحية، لم يكن أحد ليستغرب إن فقد وعيه فجأةً.
“عضّ، هذا سيؤلمك ” حذّر باتشمان يوريتش وهو يُحضر ملقطًا. ثم شرع في نزع رؤوس الأسهم التي كانت مغروسة في أطرافه.
“مم ” شد يوريتش على أسنانه وهو يرتجف.
“هل تريد شيئًا لتعضه؟”
“لا، لا أحتاجه. فقط أعطني شرابًا ” أجاب يوريتش وهو يُسخّن شفرته على نار المخيم. سيُغلق جرحه بحرق لحمه معًا.

حاول يوريتش التراجع ببطء، لكن دائرة العدو أحاطت به. وكان يُصاب بسهام الرماة كلما أطل من بين الأشجار. بوو! بدأ يوريتش يرى أشياءً غريبة. في الظلام، رأى الأرواح الشريرة تُلوّح له كأنها تنتظر انضمامه إليها. كانت تلك الأرواح الشريرة التي تجوب عالم الأحياء بلا راحة أبدية. لم يكن يوريتش يخاف الموت، بل يخاف من التجول الأبدي الذي سيأتي بعده. “هاهاها.” أطلق ضحكة مكتومة. غرز أصابعه في جرح فخذه ولطخها بدمه. تسلل الألم عبر عموده الفقري وصولاً إلى دماغه، فأفاقه فجأة.

وبينما جسده ينفتح، ظهرت رؤوس الأسهم واحدًا تلو الآخر. عددها أربعة.
“هذا كل شيء، صحيح؟ أنت من يحمل سهامًا في أطرافه، لكنني أنا من يتصبب عرقًا هنا ” سأل باتشمان وهو يمسح العرق المتصبب من جبينه. ثم عقّم الملاقط الملطخة بالدماء ومرّرها إلى الشخص التالي.
فوو!
وجّه يوريتش النصل المتوهج إلى فخذه. بدا صوت التلامس أشبه بصوت شواء اللحم.
“يا إلهي، هذا يؤلمني بشدة.”
حتى يوريتش لم يكن محصنًا من الألم. أسنانه بدأت ترتجف .
“اشرب هذا. هذا سيُشعرك بتحسن ” قال جوتفال، الذي وجد نفسه بطريقة ما بجانب يوريتش. كان يُوزّع شيئًا على جميع الجرحى.
“ما هذا؟” سأل يوريتش بعد النظر إلى السائل الموجود داخل الكوب.
“إنه نبيذ مغلي بالعسل والقرفة. مفيد لاستعادة طاقتك بعد فقدان الكثير من الدم.”
رعاية الرجال المُنهكين والمُصابين من مهام الكاهن، وكانوا على دراية واسعة بمجالات عديدة.
“هذا لا طعم له مثل النبيذ ” قال يوريتش بعد تذوق المشروب.
“هذا لأنه تم غليه.”
“هممم.”
دفأ الشراب أحشائه، وجعله يشعر بالدفء والنعاس، وشعر وكأنه على وشك النوم.
“الثعبان … أرى أن بعضهم لا يزال موجودًا. إنهم طائفة شريرة معروفة ” تمتم جوتفال بعبوس.
“هل هم سيئون؟” سأل يوريتش وهو يحاول إبقاء عينيه الناعستين مفتوحتين.
“يختطفون الأطفال ويستخدمونهم كقرابين. بعد مراسمهم، يتشاركون لحمهم.”
“حقًا؟ همم، لحم الإنسان ليس جيدًا للأكل. هل طعم الأطفال مختلف؟” قال يوريتش دون تفكير. حدق جوتفال في يوريتش بنظرة جامدة.
” هل جربت لحم الإنسان؟”
بعد أن رأى يوريتش رد فعل الكاهن، أدرك أنه أخطأ في كلامه، فابتسم ابتسامةً محرجة. وقرر عدم الإجابة على السؤال.
” يا لو، أرجوك اغفر للخطاة. أنر الجاهلين بنورك واهدهم إلى الطريق الصحيح… ” صلى جوتفال في يأس.
“مرحبًا جوتفال، أعتقد أن هذا يُجدي نفعًا. إنه يُدفئني ويُشعرني بالنعاس ” قال يوريتش وهو يرفع كوبه الفارغ. ثم استند إلى شجرة وأغمض عينيه. تمايل رأسه وهو ينام ببطء. بعد أن هدأت كل هذه الضجة، تلاشى التوتر في جسده فجأةً وغاب عن الوعي.
بقي أربعة من محاربي الثعبان. حدقوا بيوريتش وأيديهم مقيدة.
أصبح مصير اللص الأسير محتومًا. لم يكن بانتظارهم سوى إعدامهم في ساحة البلدة، حيث سيموتون ميتة بشعة ليكونوا عبرة لغيرهم. حتى بعد الموت، لن يهدأ لهم بال، إذ ستُعلق رؤوسهم المقطوعة على أبواب القلعة كإشارة تحذير لبقية اللصوص.
“يا إلهي، ما هذا؟ آه!” صرخ أحد الجنود الذين يحملون الغنائم عندما فتح إحدى الجرار، وخرجت منها مجموعة من الثعابين.

تفرقت الثعابين بسرعة، وبينما تفعل ذلك، ضغط محاربو الثعابين على شفاههم معًا وأطلقوا الصفير ونقروا بألسنتهم، مما أدى إلى إصدار أصوات غريبة.
“هسهسة، هسهسة!”
فجأةً، تحوّلت الثعابين إلى عدوانية، كما لو تستجيب لأصوات محاربي الثعابين. قفزت وعضّت الجنود القريبين منها.
“آ …
“غطوا أفواههم الآن!”
قام الجنود بتكميم أفواه الثعابين، ولكن العديد من الرجال كانوا قد تعرضوا للعض بالفعل قبل أن يتمكنوا من إيقاف الصفير.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بدا أن هناك بريق في عيني يوريتش وهو يتأمل رغباته. حقل القمح الذهبي، والأرض المحترقة، والبحر الشاسع، ونهاية العالم. “هناك!” بوووووب! بوق الإخوة. * * * “هل مازلت على قيد الحياة يا يوريتش؟” قال باتشمان وهو ينظر إلى يوريتش على الأرض. ” لا أشعر أنني سأبقى كذلك طويلًا ” أجاب يوريتش وهو يدفع الجثث بعيدًا. في اللحظة الأخيرة، انقضّ اللصوص عليه دفعةً واحدة. تدحرج على الأرض، متشبثًا بحياته. “لقد عشت.” بدا يوريتش محظوظًا. لو تأخر رجاله ولو دقيقة واحدة، لما نجا من قطاع الطرق. “لا تقتلوهم. علينا إعدامهم علنًا في الساحة، هؤلاء اللصوص اللعينون ” قال الجنود وهم يربطون اللصوص الأسرى. نجحت الإبادة. لم يكن مخبأهم بعيدًا، لكن من الصعب العثور عليه بسبب ضيق مدخل الكهف. سُحِبَ قطاع الطرق بالحبال، وسخر منهم الجنود وأهانوهم بالتبول على رؤوسهم والبصق على وجوههم. “كم قتلتَ بمفردك؟ قائدنا المذهل، هاها!” علق باتشمان وهو ينظر إلى جثث قطاع الطرق. الجثث التي يُفترض أنها من فعل يوريتش متناثرة في أرجاء المكان. “لم ينجو من كل هؤلاء اللصوص فحسب، بل تمكن من القضاء على بعضهم. هل هو حقًا وحش؟ ”فكّر قائد الحرس سيتون في نفسه وهو ينظر إلى المرتزق الجريح. لم ينجُ أيٌّ من الجنود الذين أرسلهم معه من اللصوص. كانوا جميعًا أمواتًا أمامه، بينما كانت جثث اللصوص ملقاة على طول طريق هروب يوريتش. “لقد قتل أربعة أو خمسة منهم على الأقل أثناء مطاردته.” اندهش سيتون بشدة. بدا يوريتش محاربًا ذا مهارة استثنائية. شعر بقرابة المحارب أكثر منه بالنفور بسبب اختلافهما كبربري ورجل متحضر. تمتم سيتون وهو يُنظّف ساحة المعركة: “لم تكن أغاني الشعراء مجرد ثرثرة”. لقد أسر اللصوص وجمع الغنائم من مخبئهم. بدا يوريتش يتلقى العلاج. في ظل حالته الصحية، لم يكن أحد ليستغرب إن فقد وعيه فجأةً. “عضّ، هذا سيؤلمك ” حذّر باتشمان يوريتش وهو يُحضر ملقطًا. ثم شرع في نزع رؤوس الأسهم التي كانت مغروسة في أطرافه. “مم ” شد يوريتش على أسنانه وهو يرتجف. “هل تريد شيئًا لتعضه؟” “لا، لا أحتاجه. فقط أعطني شرابًا ” أجاب يوريتش وهو يُسخّن شفرته على نار المخيم. سيُغلق جرحه بحرق لحمه معًا.

انزلق أحد الثعابين عبر العشب، مباشرة نحو يوريتش النائم.
سسس!
التفت الثعبان للحظة ثم قفز على يوريتش. يستهدف حلقه. عادةً، بدا يوريتش ليستيقظ من الاضطراب، لكنه أصبح غارقًا تمامًا في حالة لاوعيه.
” آه ” تأوه جوتفال. حاول إبعاد الثعبان بيده اليمنى، لكن الثعبان عضّه ولم يُفلته.
“الأب جوتفال!” صرخ أحد الجنود وهو يقطع الثعبان.
“هذه ثعابين سامة!”
بدأ الجنود الذين تعرضوا للدغات الثعابين السامة يسقطون على الأرض مع خروج الرغوة من أفواههم.
“اربطوا ذراعي من فضلكم!” توسل جوتفال وهو يمد ذراعه الملدغة. مزّق الجنود طرف رداء الكاهن وربطوه حول ذراعه بإحكام لقطع الدورة الدموية. كان ذراع جوتفال يتورم ويتغير لونه بسبب السم.
“لقد كانوا حقا ثعابين سامة.”
تبددت الفوضى تدريجيًا مع اصطياد الثعابين واحدًا تلو الآخر. وقد تم تكميم أفواه جميع محاربي الثعابين لمنعهم من إصدار أي أصوات أخرى.
” ماذا حدث بحق الجحيم…؟” استيقظ يوريتش بابتسامة مريرة عندما أخبره أحد الجنود بالخبر.
“لقد تعرض الأب جوتفال للدغة ثعبان سام أثناء محاولته منعه من لدغك.”
في البداية، بدا الأمر وكأنه مزحة سخيفة. ثم رأى يوريتش ابتسامة الكاهن المحرجة، وأدرك أنها الحقيقة.
“هذا الرجل الضعيف… هو…”
نظر يوريتش إلى ذراع جوتفال، وعبس من لدغة الثعبان وساعد الكاهن المربوط بإحكام. وسرعان ما استشاط غضبًا من نفسه لتهاونه في الحذر.
“اللعنة!” ركل يوريتش الشجرة التي يتكئ عليها بساقه المصابة.
“لا بأس يا يوريتش، لن أموت من هذا ” قال جوتفال بهدوء، محاولًا طمأنة البربري الغاضب. حدق به يوريتش بغضب.
“لكنك سوف تفقد هذا الذراع ” قال يوريتش.
ضحك جوتفال فقط، ولكن بشكل محرج.

انغرزت السهام في ذراعيه وساقيه، وأطلق يوريتش صرخة مغلية. “آ … ” زأر وهو يكسر السهام البارزة من أطرافه. أطلق فأسه على المحاربين المقتربين ليسحق جماجمهم. ثم اندفع ليقضي على الأعداء بالفأس الذي كان لا يزال في يده وسيفًا منحنيًا سرقه من العدو. كان السيف المنحني سلاحًا متخصصًا في القطع، وبفضل قوته الهائلة، كان قويًا بما يكفي ليجعل حتى من يحملون الدروع يتعثرون. “جانبه مفتوح.” اندفع محارب من الثعابين من الخلف، مستهدفًا جانب يوريتش. كاد سيفه أن يصيب يوريتش بمسارٍ دقيق. بوو! ضرب يوريتش بمرفقه على الجزء المسطح من النصل الذي كان في طريقه إلى جانبه، مما أدى إلى انحراف مساره نحو فخذه بدلاً من ذلك. “كيف رد فعله…؟” شهق المحارب. “هذا يؤلم!” بوو! ثار يوريتش وضرب بقبضته وجه المحارب بقوة. انهارت عظام وجهه، وبرزت مقلتا عينيه من محجريهما تحت الضغط. يعرج. بدا يوريتش يعرج على ساقه اليسرى. “لقد تمكنت من حماية جانبي من التعرض للقطع المفتوح، ولكن الجرح في ساقي عميق.” كانت حركته هي ما أبقته حيًا في مواجهة هذا الكمّ الهائل من قطاع الطرق. كان يُسقط قطاع الطرق واحدًا تلو الآخر وهو يتسلل بين حلقتهم كالثعبان، لكن ساقه اليسرى الآن لم تعد تتحرك كما يشاء. في كل مرة يُثبت قدمه اليسرى، بدأ الدم يسيل من الجرح بينما يتسع. لم يستهِن محاربو الثعبان بيوريتش، بل أحاطوا به بحذر، إذ العديد من إخوتهم قد لقوا حتفهم على يد البرابرة. “إنه قوي.” لكن لا أحد يستطيع تحمّل سيلٍ من الشفرات القادمة إليه في آنٍ واحد من جميع الجهات، مهما بلغت مهارته. ففي النهاية، للرجل ذراعان فقط. الاستراتيجية الأهم عند مواجهة عدة أعداء بمفردك هي اختيار الأعداء واحدًا تلو الآخر مع تجنب الهجمات المشتركة قدر الإمكان. كانت القدرة على الحركة مفتاح هذه الاستراتيجية، لكن يوريتش فقدها. في هذه المرحلة، كان في عداد الأموات.

 

حاول يوريتش التراجع ببطء، لكن دائرة العدو أحاطت به. وكان يُصاب بسهام الرماة كلما أطل من بين الأشجار. بوو! بدأ يوريتش يرى أشياءً غريبة. في الظلام، رأى الأرواح الشريرة تُلوّح له كأنها تنتظر انضمامه إليها. كانت تلك الأرواح الشريرة التي تجوب عالم الأحياء بلا راحة أبدية. لم يكن يوريتش يخاف الموت، بل يخاف من التجول الأبدي الذي سيأتي بعده. “هاهاها.” أطلق ضحكة مكتومة. غرز أصابعه في جرح فخذه ولطخها بدمه. تسلل الألم عبر عموده الفقري وصولاً إلى دماغه، فأفاقه فجأة.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

 

انزلق أحد الثعابين عبر العشب، مباشرة نحو يوريتش النائم. سسس! التفت الثعبان للحظة ثم قفز على يوريتش. يستهدف حلقه. عادةً، بدا يوريتش ليستيقظ من الاضطراب، لكنه أصبح غارقًا تمامًا في حالة لاوعيه. ” آه ” تأوه جوتفال. حاول إبعاد الثعبان بيده اليمنى، لكن الثعبان عضّه ولم يُفلته. “الأب جوتفال!” صرخ أحد الجنود وهو يقطع الثعبان. “هذه ثعابين سامة!” بدأ الجنود الذين تعرضوا للدغات الثعابين السامة يسقطون على الأرض مع خروج الرغوة من أفواههم. “اربطوا ذراعي من فضلكم!” توسل جوتفال وهو يمد ذراعه الملدغة. مزّق الجنود طرف رداء الكاهن وربطوه حول ذراعه بإحكام لقطع الدورة الدموية. كان ذراع جوتفال يتورم ويتغير لونه بسبب السم. “لقد كانوا حقا ثعابين سامة.” تبددت الفوضى تدريجيًا مع اصطياد الثعابين واحدًا تلو الآخر. وقد تم تكميم أفواه جميع محاربي الثعابين لمنعهم من إصدار أي أصوات أخرى. ” ماذا حدث بحق الجحيم…؟” استيقظ يوريتش بابتسامة مريرة عندما أخبره أحد الجنود بالخبر. “لقد تعرض الأب جوتفال للدغة ثعبان سام أثناء محاولته منعه من لدغك.” في البداية، بدا الأمر وكأنه مزحة سخيفة. ثم رأى يوريتش ابتسامة الكاهن المحرجة، وأدرك أنها الحقيقة. “هذا الرجل الضعيف… هو…” نظر يوريتش إلى ذراع جوتفال، وعبس من لدغة الثعبان وساعد الكاهن المربوط بإحكام. وسرعان ما استشاط غضبًا من نفسه لتهاونه في الحذر. “اللعنة!” ركل يوريتش الشجرة التي يتكئ عليها بساقه المصابة. “لا بأس يا يوريتش، لن أموت من هذا ” قال جوتفال بهدوء، محاولًا طمأنة البربري الغاضب. حدق به يوريتش بغضب. “لكنك سوف تفقد هذا الذراع ” قال يوريتش. ضحك جوتفال فقط، ولكن بشكل محرج.

انغرزت السهام في ذراعيه وساقيه، وأطلق يوريتش صرخة مغلية. “آ … ” زأر وهو يكسر السهام البارزة من أطرافه. أطلق فأسه على المحاربين المقتربين ليسحق جماجمهم. ثم اندفع ليقضي على الأعداء بالفأس الذي كان لا يزال في يده وسيفًا منحنيًا سرقه من العدو. كان السيف المنحني سلاحًا متخصصًا في القطع، وبفضل قوته الهائلة، كان قويًا بما يكفي ليجعل حتى من يحملون الدروع يتعثرون. “جانبه مفتوح.” اندفع محارب من الثعابين من الخلف، مستهدفًا جانب يوريتش. كاد سيفه أن يصيب يوريتش بمسارٍ دقيق. بوو! ضرب يوريتش بمرفقه على الجزء المسطح من النصل الذي كان في طريقه إلى جانبه، مما أدى إلى انحراف مساره نحو فخذه بدلاً من ذلك. “كيف رد فعله…؟” شهق المحارب. “هذا يؤلم!” بوو! ثار يوريتش وضرب بقبضته وجه المحارب بقوة. انهارت عظام وجهه، وبرزت مقلتا عينيه من محجريهما تحت الضغط. يعرج. بدا يوريتش يعرج على ساقه اليسرى. “لقد تمكنت من حماية جانبي من التعرض للقطع المفتوح، ولكن الجرح في ساقي عميق.” كانت حركته هي ما أبقته حيًا في مواجهة هذا الكمّ الهائل من قطاع الطرق. كان يُسقط قطاع الطرق واحدًا تلو الآخر وهو يتسلل بين حلقتهم كالثعبان، لكن ساقه اليسرى الآن لم تعد تتحرك كما يشاء. في كل مرة يُثبت قدمه اليسرى، بدأ الدم يسيل من الجرح بينما يتسع. لم يستهِن محاربو الثعبان بيوريتش، بل أحاطوا به بحذر، إذ العديد من إخوتهم قد لقوا حتفهم على يد البرابرة. “إنه قوي.” لكن لا أحد يستطيع تحمّل سيلٍ من الشفرات القادمة إليه في آنٍ واحد من جميع الجهات، مهما بلغت مهارته. ففي النهاية، للرجل ذراعان فقط. الاستراتيجية الأهم عند مواجهة عدة أعداء بمفردك هي اختيار الأعداء واحدًا تلو الآخر مع تجنب الهجمات المشتركة قدر الإمكان. كانت القدرة على الحركة مفتاح هذه الاستراتيجية، لكن يوريتش فقدها. في هذه المرحلة، كان في عداد الأموات.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

We have detected that you are using extensions to block ads. Please support us by disabling these ads blocker.

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط