You dont have javascript enabled! Please enable it!
]
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سعي بربري 32

الفصل 32
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“يا لك من حقير… أنت ” كان الرجل في منتصف العمر يكبت غضبه بالقوة، الأمر الذي وجده يوريتش مضحكًا للغاية وجعله يصفع ركبته.
“لننسى ما حدث سابقًا. كان أمرًا شخصيًا، أليس كذلك؟ على أي حال، ماذا حدث لسيدك الصغير؟ ألم يأتِ معك؟”
” وانا من كنتُ سعيدًا لأنني التقيتُ أخيرًا بفرقة مرتزقة.” نظر الرجل إلى السقف بوجهٍ يملؤه القلق. تنهد بعمق ونظر إلى يوريتش والمرتزقة.
“ما رأيك أن تُعرّف بنفسك أولًا؟ إن لم نعجبك، يمكنك المغادرة، لكن يبدو أنك الشخص اليائس هنا ” قال يوريتش وهو يعقد ذراعيه. جعله موقفه يرتعش من الإحباط.
“اسمي كوبا فيليون، وهو السيد فيليون بالنسبة لك. ‘سيد’ ” أكد على لقبه كسيد.
“ه …””
“لا، لا يجب عليّ ذلك. عليّ تحمّل أي نوع من الإهانة من أجله.”
قمع فيليون إحباطه وحدق في عينيه.
“أريدك أن ترافق سيدي إلى عاصمة هامل.”
تمتم المرتزقة.
“ليس لدينا خيول، لذا نسافر سيرًا على الأقدام إلى كل مكان. والمشي إلى العاصمة هامل سيستغرق ثلاثة أشهر. إذا حدث أي ظرفطارئ، فقد يستغرق الأمر نصف عام تقريبًا ” عبس باتشمان.
“لا حاجة للخيول. فقط ضمّنا إلى مجموعتك المرتزقة وانقلنا دون أن يلاحظ أحد، وبشكل طبيعي قدر الإمكان.”
حدق فيليون في المرتزقة بنظرة مكثفة.
“هذه فرصة لا تأتي كثيرًا. يجب ألا أضيعها.”
كان فيليون مُلِمًّا بأغنية “أخوة يوريتش”. أي فرقة مرتزقة تُغنّى أغنيةً عنها تضمن مهارةً عالية.
“أكره الاعتراف بذلك، لكن هذا الرجل هزمني كطفل. أعلم أنه رجل قوي.”
لدى فيليون شيء أكثر أهمية من كبريائه.
“ستكون تكلفة هذا الطلب ضخمة، هل تعتقد أنك قادر على تحمل الدفعة الأولى؟”
“هل أستطيع تحمل الأمر؟ دفعتي الأولى ستكون أكثر من كافية لك.”
أخرج فيليون كيسًا ووضعه على الطاولة. بحجم قبضة اليد فقط.
“هل تمزح؟ هذا المبلغ من الذهب لا يكفينا حتى لشهر واحد، ناهيك عن دفعة أولى…” توقف دونوفان في منتصف جملته وهو يوبخ الرجل في منتصف عمره. حدق به المرتزقة الآخرون بدهشة.
“هذه لآلئ، وليست عملات ذهبية.”
صمت المرتزقة. يوريتش الوحيد الذي لم يكن يعلم ما يحدث.
“ما هذا؟ هل هو غالي الثمن؟” قال يوريتش وهو يُخرج لؤلؤة من الكيس. لفت بريقها الباهر انتباهه. أخرج لسانه ليتذوقها، لكن باتشمان أوقفه.
“انتبه يا يوريتش، لؤلؤة بهذا الحجم تساوي بسهولة أكثر من عشرة ملايين شيل. إنها جوهرة البحر.”
بدا باتشمان، الذي كان صيادًا، يعرف قيمة اللؤلؤ أكثر من أي شخص آخر في الغرفة. ومع ذلك، لدى المرتزقة الآخرين فكرة عن قيمته.
“لقد أحضرت حقيبة مليئة بالمجوهرات، وليس العملات الذهبية.”
أعاد يوريتش اللؤلؤة إلى الحقيبة ونظر إلى مرتزقته. أصبح الجميع متجمدين في أماكنهم.
“سنأخذ لحظةً للنقاش فيما بيننا، يا سيدي فيليون ” قال دونوفان وهو يُرشد فيليون إلى الخارج. قبل أن يغادر، قال فيليون للمرتزقة بنظرة قلق.
“النزاهة هي أهم ما يصنع المرتزق.”
لم يستجب المرتزقة، واضطر فيليون إلى الانتظار خارج الخيمة حتى انتهاء مناقشتهم.
“يوريتش، هذه مهمة ضخمة. إنها لا تشبه الأعمال العادية التي كنا نقوم بها ” قال دونوفان وهو يعود إلى الخيمة. يوريتش وحده لم يكن يعلم مدى أهمية هذا الأمر.
“اللآلئ التي أحضرها للتو تساوي أكثر من مئة مليون شيل. سيكون هناك على الأقل عدد قليل من المشاركين في هذه المهمة ” قال باتشمان وهو يسند ذقنه على يده.
” أليس هذا أمرًا جيدًا؟ لماذا أنتم خائفون إلى هذا الحد؟ ” نظر يوريتش من مرتزق إلى آخر.
“الأجور المرتفعة تعني مخاطرة عالية. ستكون هناك أطراف عديدة متورطة في هذا يا يوريتش. الأمر ليس مجرد قتال بسيط كما اعتدنا. سمعت ما قاله فيليون، أليس كذلك؟ لقد أكد على “النزاهة”. إنه يقول إنه يجب إبقاء الأمر سرًا طوال الوقت ” شرح باتشمان بهدوء ليوريتش.
“إذا كانت المهمة تتطلب عددًا كبيرًا من الرؤساء… فالأفضل تجنبها يا يوريتش. لا يهمني، لكن لدينا الكثير من المرتزقة الشباب ذوي المستقبل المشرق في فرقتنا.” نظّف سفين لحيته. كان يفعل ذلك دائمًا عندما يقلق بشأن أمر ما.
“ماذا تعتقد، دونوفان؟”
ضرب دونوفان بقبضته على الطاولة.
بوو!
“مع أنني أكره الاعتراف بذلك، لكن يوريتش محق. ما الذي تخشونه جميعًا؟ إن المخاطرة بحياتنا من أجل المال هي ما نفعله كمصارعين ومرتزقة. ما الفرق بين العمل في عدة وظائف صغيرة وجني القليل، وبين إنجاز وظيفة كبيرة وكسب كل ذلك دفعة واحدة؟ ماذا، هل أنتم جميعًا سعداء بكسب القليل لبقية حياتكم؟ هاه؟ ” أبدى دونوفان إحباطه. هز باتشمان كتفيه ونظر إلى سفين، وهو ما رآه دونوفان.
“باتشمان، توقف عن البحث عن آراء الآخرين. أنت هكذا منذ أن كنا مصارعين. دائمًا ما تختبئ وراء ظهور الآخرين لأنك لا تريد تحمل أي مسؤولية. لماذا لا نقطع عضوك الذكري هنا والآن؟”
سخر دونوفان من باتشمان، الذي حدق في عينيه وضحك ببرود.
“لقد كنتَ نمرًا بلا أنياب منذ أن تولى يوريتش القيادة، أليس كذلك؟ لا يُخيفني توبيخك، يا سيد “الوجه السابق” للفرقة ” ردّ باتشمان.
“يا له من ألم!” فكّر يوريتش في نفسه وهو ينظر إلى المرتزقة المتحمسين. أما علاقته بدونوفان، فكانت أفضل بكثير مما كانت عليه أيام المصارعين. لم يعودا عدائيين كما كانا في السابق.
“ لكن هذين الاثنين لديهما أسوأ علاقة. ”

 

في النهاية، كان باتشمان هو من اختار يوريتش ليُطيح دونوفان من عرشه. كانت علاقتهما تتدهور يومًا بعد يوم.
“يوريتش، قل هذه الكلمات فقط، وسأقطع رأسي الرجلين وألقيهما في حظيرة الخنازير ” قال سفين ضاحكًا. لم يستطع أحد أن يميز إن يمزح أم هو جاد.
“سواءٌ قاتلوا بشجاعةٍ أم لا، فهذا لا يعنيني، ولكن إن لم نتوصل إلى قرار، فـ…” أمال يوريتش رأسه في تفكيرٍ عميق. ثم نقر أصابعه.
“لنستمر في تقاليدنا. اجمعوا الإخوة.”
من تقاليد أخوة يوريتش حسم أي نقاشات بناءً على رغبة الأغلبية. ورغم وجود تسلسل هرمي تقني، كانوا متساوين في الواقع. التصويت تصويت، سواءً أكان من قائد الفرقة أم من مرتزق مبتدئ.
“تجمعوا. سنصوّت.”
نشر المرتزقة الخبر وتجمعوا في وسط معسكرهم. شرع يوريتش في شرح الوضع والخيارات المتاحة دون إغفال أي تفاصيل، وتبادل المرتزقة الآراء.
“إنها وظيفة مشكوك فيها، ولكنها ذات أجر جيد.”
لم يكن أحد يعلم مدى خطورة هذه الوظيفة. قد لا يتطلب الأمر منهم سوى السفر إلى العاصمة والحصول على أجر. قد يكون الأمر أسهل مما يظنون.

الفصل 32 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ “يا لك من حقير… أنت ” كان الرجل في منتصف العمر يكبت غضبه بالقوة، الأمر الذي وجده يوريتش مضحكًا للغاية وجعله يصفع ركبته. “لننسى ما حدث سابقًا. كان أمرًا شخصيًا، أليس كذلك؟ على أي حال، ماذا حدث لسيدك الصغير؟ ألم يأتِ معك؟” ” وانا من كنتُ سعيدًا لأنني التقيتُ أخيرًا بفرقة مرتزقة.” نظر الرجل إلى السقف بوجهٍ يملؤه القلق. تنهد بعمق ونظر إلى يوريتش والمرتزقة. “ما رأيك أن تُعرّف بنفسك أولًا؟ إن لم نعجبك، يمكنك المغادرة، لكن يبدو أنك الشخص اليائس هنا ” قال يوريتش وهو يعقد ذراعيه. جعله موقفه يرتعش من الإحباط. “اسمي كوبا فيليون، وهو السيد فيليون بالنسبة لك. ‘سيد’ ” أكد على لقبه كسيد. “ه …”” “لا، لا يجب عليّ ذلك. عليّ تحمّل أي نوع من الإهانة من أجله.” قمع فيليون إحباطه وحدق في عينيه. “أريدك أن ترافق سيدي إلى عاصمة هامل.” تمتم المرتزقة. “ليس لدينا خيول، لذا نسافر سيرًا على الأقدام إلى كل مكان. والمشي إلى العاصمة هامل سيستغرق ثلاثة أشهر. إذا حدث أي ظرفطارئ، فقد يستغرق الأمر نصف عام تقريبًا ” عبس باتشمان. “لا حاجة للخيول. فقط ضمّنا إلى مجموعتك المرتزقة وانقلنا دون أن يلاحظ أحد، وبشكل طبيعي قدر الإمكان.” حدق فيليون في المرتزقة بنظرة مكثفة. “هذه فرصة لا تأتي كثيرًا. يجب ألا أضيعها.” كان فيليون مُلِمًّا بأغنية “أخوة يوريتش”. أي فرقة مرتزقة تُغنّى أغنيةً عنها تضمن مهارةً عالية. “أكره الاعتراف بذلك، لكن هذا الرجل هزمني كطفل. أعلم أنه رجل قوي.” لدى فيليون شيء أكثر أهمية من كبريائه. “ستكون تكلفة هذا الطلب ضخمة، هل تعتقد أنك قادر على تحمل الدفعة الأولى؟” “هل أستطيع تحمل الأمر؟ دفعتي الأولى ستكون أكثر من كافية لك.” أخرج فيليون كيسًا ووضعه على الطاولة. بحجم قبضة اليد فقط. “هل تمزح؟ هذا المبلغ من الذهب لا يكفينا حتى لشهر واحد، ناهيك عن دفعة أولى…” توقف دونوفان في منتصف جملته وهو يوبخ الرجل في منتصف عمره. حدق به المرتزقة الآخرون بدهشة. “هذه لآلئ، وليست عملات ذهبية.” صمت المرتزقة. يوريتش الوحيد الذي لم يكن يعلم ما يحدث. “ما هذا؟ هل هو غالي الثمن؟” قال يوريتش وهو يُخرج لؤلؤة من الكيس. لفت بريقها الباهر انتباهه. أخرج لسانه ليتذوقها، لكن باتشمان أوقفه. “انتبه يا يوريتش، لؤلؤة بهذا الحجم تساوي بسهولة أكثر من عشرة ملايين شيل. إنها جوهرة البحر.” بدا باتشمان، الذي كان صيادًا، يعرف قيمة اللؤلؤ أكثر من أي شخص آخر في الغرفة. ومع ذلك، لدى المرتزقة الآخرين فكرة عن قيمته. “لقد أحضرت حقيبة مليئة بالمجوهرات، وليس العملات الذهبية.” أعاد يوريتش اللؤلؤة إلى الحقيبة ونظر إلى مرتزقته. أصبح الجميع متجمدين في أماكنهم. “سنأخذ لحظةً للنقاش فيما بيننا، يا سيدي فيليون ” قال دونوفان وهو يُرشد فيليون إلى الخارج. قبل أن يغادر، قال فيليون للمرتزقة بنظرة قلق. “النزاهة هي أهم ما يصنع المرتزق.” لم يستجب المرتزقة، واضطر فيليون إلى الانتظار خارج الخيمة حتى انتهاء مناقشتهم. “يوريتش، هذه مهمة ضخمة. إنها لا تشبه الأعمال العادية التي كنا نقوم بها ” قال دونوفان وهو يعود إلى الخيمة. يوريتش وحده لم يكن يعلم مدى أهمية هذا الأمر. “اللآلئ التي أحضرها للتو تساوي أكثر من مئة مليون شيل. سيكون هناك على الأقل عدد قليل من المشاركين في هذه المهمة ” قال باتشمان وهو يسند ذقنه على يده. ” أليس هذا أمرًا جيدًا؟ لماذا أنتم خائفون إلى هذا الحد؟ ” نظر يوريتش من مرتزق إلى آخر. “الأجور المرتفعة تعني مخاطرة عالية. ستكون هناك أطراف عديدة متورطة في هذا يا يوريتش. الأمر ليس مجرد قتال بسيط كما اعتدنا. سمعت ما قاله فيليون، أليس كذلك؟ لقد أكد على “النزاهة”. إنه يقول إنه يجب إبقاء الأمر سرًا طوال الوقت ” شرح باتشمان بهدوء ليوريتش. “إذا كانت المهمة تتطلب عددًا كبيرًا من الرؤساء… فالأفضل تجنبها يا يوريتش. لا يهمني، لكن لدينا الكثير من المرتزقة الشباب ذوي المستقبل المشرق في فرقتنا.” نظّف سفين لحيته. كان يفعل ذلك دائمًا عندما يقلق بشأن أمر ما. “ماذا تعتقد، دونوفان؟” ضرب دونوفان بقبضته على الطاولة. بوو! “مع أنني أكره الاعتراف بذلك، لكن يوريتش محق. ما الذي تخشونه جميعًا؟ إن المخاطرة بحياتنا من أجل المال هي ما نفعله كمصارعين ومرتزقة. ما الفرق بين العمل في عدة وظائف صغيرة وجني القليل، وبين إنجاز وظيفة كبيرة وكسب كل ذلك دفعة واحدة؟ ماذا، هل أنتم جميعًا سعداء بكسب القليل لبقية حياتكم؟ هاه؟ ” أبدى دونوفان إحباطه. هز باتشمان كتفيه ونظر إلى سفين، وهو ما رآه دونوفان. “باتشمان، توقف عن البحث عن آراء الآخرين. أنت هكذا منذ أن كنا مصارعين. دائمًا ما تختبئ وراء ظهور الآخرين لأنك لا تريد تحمل أي مسؤولية. لماذا لا نقطع عضوك الذكري هنا والآن؟” سخر دونوفان من باتشمان، الذي حدق في عينيه وضحك ببرود. “لقد كنتَ نمرًا بلا أنياب منذ أن تولى يوريتش القيادة، أليس كذلك؟ لا يُخيفني توبيخك، يا سيد “الوجه السابق” للفرقة ” ردّ باتشمان. “يا له من ألم!” فكّر يوريتش في نفسه وهو ينظر إلى المرتزقة المتحمسين. أما علاقته بدونوفان، فكانت أفضل بكثير مما كانت عليه أيام المصارعين. لم يعودا عدائيين كما كانا في السابق. “ لكن هذين الاثنين لديهما أسوأ علاقة. ”

رفع المرتزقة أيديهم واحدًا تلو الآخر. وسرعان ما أيد الأغلبية قبول الوظيفة.
“حسنًا، النتيجة واضحة. أي مرتزق سيرفض وظيفةً براتبٍ كهذا؟” قال دونوفان بلا مبالاة.
المرتزقة رجال يسعون وراء المال، ورجالًا يقتلون من أجله. ما يميزهم عن قطاع الطرق العاديين هو نزاهتهم. أما المرتزق الذي لا يفعل ذلك، فلا يختلف عن قطاع الطرق.
* * *
وافق أخوة يوريتش بقيادة يوريتش على تولي المهمة واستمرت في مفاوضاتها مع فيليون.
” الرجل الذي سترافقه هو السيد باهيل، الابن الثالث لبيت إلكريشا. جمعوا ثروتهم من صناعة اللؤلؤ…”
“لا أهتم بكل ما يتعلق بـ”العائلة”، لذا أخبرنا فقط لماذا يحتاج إلى حمايتنا. نحن، أخوة يوريتش، سنتولى الأمر، ولن نخون ثقتك. حتى لو اضطررنا للتراجع لأن الأمر يفوق طاقتنا، فلن نبوح بكلمة عن هذا لأحد. أقسم باسم لو ” قال يوريتش لفيليون. أصبح وجهه جادًا، دون أي تلميح إلى البهجة.
“اسم لو؟” نظر فيليون إلى يوريتش بوجهٍ مُستَحير. كانت كلمات الأغنية “يوريتش البربري”. البربري يعني عمليًا الوثنيين.
” أنا مؤمنٌ بالشمس. يمكنك الوثوق بي ” طمأن يوريتش فيليون بإظهاره قلادته.
تطلّع فيليون لحظةً للصلاة، مُعربًا عن ارتياحه. أصبح ارتياحه كبيرًا لأن الشخص الذي يُفاوضه يتبع دينه.
“أرى، إذًا لقد عُمِّدتَ… السيد باهيل هاربٌ بسبب نزاعٍ على الميراث. ترك سيدنا الراحل معظم ثروته للسيد باهيل، مع أنه كان ابنه الثالث. لم يرق هذا لأبنائه الآخرين. قادوا جيوشهم للاستيلاء على قصر بيت إلكريشا وأسروا السيد باهيل. حتى أتباع العائلة المخلصون أداروا له ظهورهم، وذهب الأبناء الآخرون إلى حد التلاعب بوصية السيد الراحل قبل تقديمها إلى البلاط الملكي.”
“إذن، لهذا السبب يهرب. هل لديه حلٌّ بعد وصوله إلى العاصمة؟”
” والدة السيد باهيل هي ساريان، الزوجة الثانية للسيد الراحل، أما الأبناء الآخرون فهم أبناء الزوجة الأولى. وهم إخوته غير الأشقاء.”
بدأ رأس يوريتش يؤلمه وعقد حاجبيه.
“لماذا الأمر معقد جدًا؟”
“هكذا تسير الأمور في عالم النبلاء. دعه يُكمل.”
ألقى فيليون نظرة على المرتزقة واستمر.
” شقيق ساريان والدة السيد باهيل عضو في منظمة الفولاذ الإمبراطوري. نخطط لبدء حرب رسمية بمساعدته. ونحن على ثقة بأنه سيمد يد العون لابن أخيه في مساعيه لاستعادة حقوقه.”
“إذن، إنه مجرد نزاع على الميراث. أنتم النبلاء دائمًا سواء – لا تكترثون لمن هم أدنى منكم والذين يموتون في سبيل حروبكم.” أطلق باتشمان النار على فيليون. هو نفسه اضطر إلى الفرار من وطنه بعد كل هذا الاستغلال من النبلاء.
في معركة بين العائلات النبيلة، عامة الناس هم الخاسرين الأكبر. لم يكن يهمهم من أصبح سيدًا، إذ لم يكن له تأثير يُذكر على حياتهم.
“اصمت يا باتشمان ” علق يوريتش بشدة.
رد باتشمان على ذلك بالنقر على لسانه.
“كانت خطتنا الأصلية هي ركوب سفينة رتبتها لنا ومغادرة مملكة بوركانا نهائيًا، لكنها لم تصل. إما أنهم لم يتمكنوا من تزويدنا بمعلومات جديدة، أو ربما حدث أمرٌ ما. حينها سمعتُ بالصدفة أن المرتزقة كانوا في المدينة. على أي حال، قررتُ أنه من الأفضل السفر برًا.”
بعد سماع القصة كاملة، نظر يوريتش إلى المرتزقة الآخرين. أومأوا برؤوسهم، معتقدين أنه لا داعي للقلق.
“ماذا عن أجورنا؟”
هذا أكبر سؤال يراود المرتزقة. فقد رأوا بالفعل دفعة أولى من اللؤلؤ تُقدر قيمتها بأكثر من مئة مليون شيل. كان مبلغًا كبيرًا بلا شك، لكن ليس بالنسبة للمسافة وطول رحلتهم.
“سأدفع لك ثلاثة أضعاف المبلغ المُقدّم لثلاثة أشهر من السفر. ولكل شهر إضافي، سأضيف كيسًا آخر من اللؤلؤ.”
أصبحت أفواه المرتزقة معلقة. بدا الأمر وكأنه مبلغ عالي من المال.
“باتشمان، هل يمكنك إجراء الحساب؟ أنا سيء في الأرقام ” قال يوريتش وهو يرفع يده.
“باعتبار أنها نفس كيس اللؤلؤ كدفعة أولى، وبتوزيعها على ثلاثة أشهر… سنحصل على أربعة أو خمسمائة مليون شيل. الآن، لو تقاسمناها فيما بيننا… ” انفرجت شفتا باتشمان. طوى أصابعه وفتحها مرارًا وتكرارًا.
“بما أن الأجر يشمل نفقاتنا، فإننا نحصل على عشرة ملايين شيل للشخص الواحد في أحسن الأحوال. هل هذه مزحة؟ عشرة ملايين فقط مقابل ثلاثة أشهر من العمل الشاق؟ هاه؟”
رفع باتشمان يديه في الهواء، مما أثار استفزاز المرتزقة الآخرين.
“بوووو! هذا غير منطقي، مستحيل!”
“عشرة ملايين لثلاثة أشهر من العمل؟ ارحلوا من هنا!”
تظاهر باتشمان وكأنه يستمع إلى الشكاوى، ثم نظر إلى فيليون.
“سيد فيليون، هل تسمع هذا؟ يبدو أن هذا ليس كافيًا.”
أصبحت التجاعيد في وجه فيليون أعمق.
“سأضيف بدل مخاطرة. كيس لآلئ آخر لكل معركة…”
“اجعل مبلغ بدل المخاطرة مستحقة الدفع فورًا بعد كل معركة ” قال يوريتش، قاطعًا فيليون.
“ليس لدي الكثير من اللآلئ معي.”
دون أن يلاحظ، فقد فيليون السيطرة على المفاوضات. أصبح يُستغلّ كقطعة ثروة في يد يوريتش.
“حسنًا، إذن أقسم باسم لو، إن خالفت قسمك، ستصبح شبحًا يجوب عالم الأحياء إلى الأبد. النزاهة تنطبق أيضًا على صاحب العمل، وليس علينا نحن المرتزقة فقط.”
“أقسم باسم لو أنني لن أنكث عهدنا. إن أخلّت بنزاهتنا، فسأقبل بكل سرور عقاب روحي، روح كوبا فيليون، التي تجوب عالم الأحياء إلى الأبد.”
عزز فيليون قسمه بالصلاة على قلادة الشمس الخاصة بيوريتش.
“حسنًا يا عم فيليون. أحضر سيدك الشاب ظهر الغد ” قال يوريتش وقد خفّ التوتر عن وجهه. خرج فيليون من معسكر المرتزقة بخطى واسعة ووجهه يبدو عليه التعب. بعد أن مشى قليلًا، نظر إلى السماء. بدت النجوم تتلألأ.
“حسنًا، أعتقد أن الأمر نجح. لقد وجدتُ بعض الأشخاص لمرافقة سيدي.”
ترنح ظهر الفارس المخلص من التعب. لقد خاطر بحياته من أجل هذه المهمة.

رفع المرتزقة أيديهم واحدًا تلو الآخر. وسرعان ما أيد الأغلبية قبول الوظيفة. “حسنًا، النتيجة واضحة. أي مرتزق سيرفض وظيفةً براتبٍ كهذا؟” قال دونوفان بلا مبالاة. المرتزقة رجال يسعون وراء المال، ورجالًا يقتلون من أجله. ما يميزهم عن قطاع الطرق العاديين هو نزاهتهم. أما المرتزق الذي لا يفعل ذلك، فلا يختلف عن قطاع الطرق. * * * وافق أخوة يوريتش بقيادة يوريتش على تولي المهمة واستمرت في مفاوضاتها مع فيليون. ” الرجل الذي سترافقه هو السيد باهيل، الابن الثالث لبيت إلكريشا. جمعوا ثروتهم من صناعة اللؤلؤ…” “لا أهتم بكل ما يتعلق بـ”العائلة”، لذا أخبرنا فقط لماذا يحتاج إلى حمايتنا. نحن، أخوة يوريتش، سنتولى الأمر، ولن نخون ثقتك. حتى لو اضطررنا للتراجع لأن الأمر يفوق طاقتنا، فلن نبوح بكلمة عن هذا لأحد. أقسم باسم لو ” قال يوريتش لفيليون. أصبح وجهه جادًا، دون أي تلميح إلى البهجة. “اسم لو؟” نظر فيليون إلى يوريتش بوجهٍ مُستَحير. كانت كلمات الأغنية “يوريتش البربري”. البربري يعني عمليًا الوثنيين. ” أنا مؤمنٌ بالشمس. يمكنك الوثوق بي ” طمأن يوريتش فيليون بإظهاره قلادته. تطلّع فيليون لحظةً للصلاة، مُعربًا عن ارتياحه. أصبح ارتياحه كبيرًا لأن الشخص الذي يُفاوضه يتبع دينه. “أرى، إذًا لقد عُمِّدتَ… السيد باهيل هاربٌ بسبب نزاعٍ على الميراث. ترك سيدنا الراحل معظم ثروته للسيد باهيل، مع أنه كان ابنه الثالث. لم يرق هذا لأبنائه الآخرين. قادوا جيوشهم للاستيلاء على قصر بيت إلكريشا وأسروا السيد باهيل. حتى أتباع العائلة المخلصون أداروا له ظهورهم، وذهب الأبناء الآخرون إلى حد التلاعب بوصية السيد الراحل قبل تقديمها إلى البلاط الملكي.” “إذن، لهذا السبب يهرب. هل لديه حلٌّ بعد وصوله إلى العاصمة؟” ” والدة السيد باهيل هي ساريان، الزوجة الثانية للسيد الراحل، أما الأبناء الآخرون فهم أبناء الزوجة الأولى. وهم إخوته غير الأشقاء.” بدأ رأس يوريتش يؤلمه وعقد حاجبيه. “لماذا الأمر معقد جدًا؟” “هكذا تسير الأمور في عالم النبلاء. دعه يُكمل.” ألقى فيليون نظرة على المرتزقة واستمر. ” شقيق ساريان والدة السيد باهيل عضو في منظمة الفولاذ الإمبراطوري. نخطط لبدء حرب رسمية بمساعدته. ونحن على ثقة بأنه سيمد يد العون لابن أخيه في مساعيه لاستعادة حقوقه.” “إذن، إنه مجرد نزاع على الميراث. أنتم النبلاء دائمًا سواء – لا تكترثون لمن هم أدنى منكم والذين يموتون في سبيل حروبكم.” أطلق باتشمان النار على فيليون. هو نفسه اضطر إلى الفرار من وطنه بعد كل هذا الاستغلال من النبلاء. في معركة بين العائلات النبيلة، عامة الناس هم الخاسرين الأكبر. لم يكن يهمهم من أصبح سيدًا، إذ لم يكن له تأثير يُذكر على حياتهم. “اصمت يا باتشمان ” علق يوريتش بشدة. رد باتشمان على ذلك بالنقر على لسانه. “كانت خطتنا الأصلية هي ركوب سفينة رتبتها لنا ومغادرة مملكة بوركانا نهائيًا، لكنها لم تصل. إما أنهم لم يتمكنوا من تزويدنا بمعلومات جديدة، أو ربما حدث أمرٌ ما. حينها سمعتُ بالصدفة أن المرتزقة كانوا في المدينة. على أي حال، قررتُ أنه من الأفضل السفر برًا.” بعد سماع القصة كاملة، نظر يوريتش إلى المرتزقة الآخرين. أومأوا برؤوسهم، معتقدين أنه لا داعي للقلق. “ماذا عن أجورنا؟” هذا أكبر سؤال يراود المرتزقة. فقد رأوا بالفعل دفعة أولى من اللؤلؤ تُقدر قيمتها بأكثر من مئة مليون شيل. كان مبلغًا كبيرًا بلا شك، لكن ليس بالنسبة للمسافة وطول رحلتهم. “سأدفع لك ثلاثة أضعاف المبلغ المُقدّم لثلاثة أشهر من السفر. ولكل شهر إضافي، سأضيف كيسًا آخر من اللؤلؤ.” أصبحت أفواه المرتزقة معلقة. بدا الأمر وكأنه مبلغ عالي من المال. “باتشمان، هل يمكنك إجراء الحساب؟ أنا سيء في الأرقام ” قال يوريتش وهو يرفع يده. “باعتبار أنها نفس كيس اللؤلؤ كدفعة أولى، وبتوزيعها على ثلاثة أشهر… سنحصل على أربعة أو خمسمائة مليون شيل. الآن، لو تقاسمناها فيما بيننا… ” انفرجت شفتا باتشمان. طوى أصابعه وفتحها مرارًا وتكرارًا. “بما أن الأجر يشمل نفقاتنا، فإننا نحصل على عشرة ملايين شيل للشخص الواحد في أحسن الأحوال. هل هذه مزحة؟ عشرة ملايين فقط مقابل ثلاثة أشهر من العمل الشاق؟ هاه؟” رفع باتشمان يديه في الهواء، مما أثار استفزاز المرتزقة الآخرين. “بوووو! هذا غير منطقي، مستحيل!” “عشرة ملايين لثلاثة أشهر من العمل؟ ارحلوا من هنا!” تظاهر باتشمان وكأنه يستمع إلى الشكاوى، ثم نظر إلى فيليون. “سيد فيليون، هل تسمع هذا؟ يبدو أن هذا ليس كافيًا.” أصبحت التجاعيد في وجه فيليون أعمق. “سأضيف بدل مخاطرة. كيس لآلئ آخر لكل معركة…” “اجعل مبلغ بدل المخاطرة مستحقة الدفع فورًا بعد كل معركة ” قال يوريتش، قاطعًا فيليون. “ليس لدي الكثير من اللآلئ معي.” دون أن يلاحظ، فقد فيليون السيطرة على المفاوضات. أصبح يُستغلّ كقطعة ثروة في يد يوريتش. “حسنًا، إذن أقسم باسم لو، إن خالفت قسمك، ستصبح شبحًا يجوب عالم الأحياء إلى الأبد. النزاهة تنطبق أيضًا على صاحب العمل، وليس علينا نحن المرتزقة فقط.” “أقسم باسم لو أنني لن أنكث عهدنا. إن أخلّت بنزاهتنا، فسأقبل بكل سرور عقاب روحي، روح كوبا فيليون، التي تجوب عالم الأحياء إلى الأبد.” عزز فيليون قسمه بالصلاة على قلادة الشمس الخاصة بيوريتش. “حسنًا يا عم فيليون. أحضر سيدك الشاب ظهر الغد ” قال يوريتش وقد خفّ التوتر عن وجهه. خرج فيليون من معسكر المرتزقة بخطى واسعة ووجهه يبدو عليه التعب. بعد أن مشى قليلًا، نظر إلى السماء. بدت النجوم تتلألأ. “حسنًا، أعتقد أن الأمر نجح. لقد وجدتُ بعض الأشخاص لمرافقة سيدي.” ترنح ظهر الفارس المخلص من التعب. لقد خاطر بحياته من أجل هذه المهمة.

 

في النهاية، كان باتشمان هو من اختار يوريتش ليُطيح دونوفان من عرشه. كانت علاقتهما تتدهور يومًا بعد يوم. “يوريتش، قل هذه الكلمات فقط، وسأقطع رأسي الرجلين وألقيهما في حظيرة الخنازير ” قال سفين ضاحكًا. لم يستطع أحد أن يميز إن يمزح أم هو جاد. “سواءٌ قاتلوا بشجاعةٍ أم لا، فهذا لا يعنيني، ولكن إن لم نتوصل إلى قرار، فـ…” أمال يوريتش رأسه في تفكيرٍ عميق. ثم نقر أصابعه. “لنستمر في تقاليدنا. اجمعوا الإخوة.” من تقاليد أخوة يوريتش حسم أي نقاشات بناءً على رغبة الأغلبية. ورغم وجود تسلسل هرمي تقني، كانوا متساوين في الواقع. التصويت تصويت، سواءً أكان من قائد الفرقة أم من مرتزق مبتدئ. “تجمعوا. سنصوّت.” نشر المرتزقة الخبر وتجمعوا في وسط معسكرهم. شرع يوريتش في شرح الوضع والخيارات المتاحة دون إغفال أي تفاصيل، وتبادل المرتزقة الآراء. “إنها وظيفة مشكوك فيها، ولكنها ذات أجر جيد.” لم يكن أحد يعلم مدى خطورة هذه الوظيفة. قد لا يتطلب الأمر منهم سوى السفر إلى العاصمة والحصول على أجر. قد يكون الأمر أسهل مما يظنون.

 

الفصل 32 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ “يا لك من حقير… أنت ” كان الرجل في منتصف العمر يكبت غضبه بالقوة، الأمر الذي وجده يوريتش مضحكًا للغاية وجعله يصفع ركبته. “لننسى ما حدث سابقًا. كان أمرًا شخصيًا، أليس كذلك؟ على أي حال، ماذا حدث لسيدك الصغير؟ ألم يأتِ معك؟” ” وانا من كنتُ سعيدًا لأنني التقيتُ أخيرًا بفرقة مرتزقة.” نظر الرجل إلى السقف بوجهٍ يملؤه القلق. تنهد بعمق ونظر إلى يوريتش والمرتزقة. “ما رأيك أن تُعرّف بنفسك أولًا؟ إن لم نعجبك، يمكنك المغادرة، لكن يبدو أنك الشخص اليائس هنا ” قال يوريتش وهو يعقد ذراعيه. جعله موقفه يرتعش من الإحباط. “اسمي كوبا فيليون، وهو السيد فيليون بالنسبة لك. ‘سيد’ ” أكد على لقبه كسيد. “ه …”” “لا، لا يجب عليّ ذلك. عليّ تحمّل أي نوع من الإهانة من أجله.” قمع فيليون إحباطه وحدق في عينيه. “أريدك أن ترافق سيدي إلى عاصمة هامل.” تمتم المرتزقة. “ليس لدينا خيول، لذا نسافر سيرًا على الأقدام إلى كل مكان. والمشي إلى العاصمة هامل سيستغرق ثلاثة أشهر. إذا حدث أي ظرفطارئ، فقد يستغرق الأمر نصف عام تقريبًا ” عبس باتشمان. “لا حاجة للخيول. فقط ضمّنا إلى مجموعتك المرتزقة وانقلنا دون أن يلاحظ أحد، وبشكل طبيعي قدر الإمكان.” حدق فيليون في المرتزقة بنظرة مكثفة. “هذه فرصة لا تأتي كثيرًا. يجب ألا أضيعها.” كان فيليون مُلِمًّا بأغنية “أخوة يوريتش”. أي فرقة مرتزقة تُغنّى أغنيةً عنها تضمن مهارةً عالية. “أكره الاعتراف بذلك، لكن هذا الرجل هزمني كطفل. أعلم أنه رجل قوي.” لدى فيليون شيء أكثر أهمية من كبريائه. “ستكون تكلفة هذا الطلب ضخمة، هل تعتقد أنك قادر على تحمل الدفعة الأولى؟” “هل أستطيع تحمل الأمر؟ دفعتي الأولى ستكون أكثر من كافية لك.” أخرج فيليون كيسًا ووضعه على الطاولة. بحجم قبضة اليد فقط. “هل تمزح؟ هذا المبلغ من الذهب لا يكفينا حتى لشهر واحد، ناهيك عن دفعة أولى…” توقف دونوفان في منتصف جملته وهو يوبخ الرجل في منتصف عمره. حدق به المرتزقة الآخرون بدهشة. “هذه لآلئ، وليست عملات ذهبية.” صمت المرتزقة. يوريتش الوحيد الذي لم يكن يعلم ما يحدث. “ما هذا؟ هل هو غالي الثمن؟” قال يوريتش وهو يُخرج لؤلؤة من الكيس. لفت بريقها الباهر انتباهه. أخرج لسانه ليتذوقها، لكن باتشمان أوقفه. “انتبه يا يوريتش، لؤلؤة بهذا الحجم تساوي بسهولة أكثر من عشرة ملايين شيل. إنها جوهرة البحر.” بدا باتشمان، الذي كان صيادًا، يعرف قيمة اللؤلؤ أكثر من أي شخص آخر في الغرفة. ومع ذلك، لدى المرتزقة الآخرين فكرة عن قيمته. “لقد أحضرت حقيبة مليئة بالمجوهرات، وليس العملات الذهبية.” أعاد يوريتش اللؤلؤة إلى الحقيبة ونظر إلى مرتزقته. أصبح الجميع متجمدين في أماكنهم. “سنأخذ لحظةً للنقاش فيما بيننا، يا سيدي فيليون ” قال دونوفان وهو يُرشد فيليون إلى الخارج. قبل أن يغادر، قال فيليون للمرتزقة بنظرة قلق. “النزاهة هي أهم ما يصنع المرتزق.” لم يستجب المرتزقة، واضطر فيليون إلى الانتظار خارج الخيمة حتى انتهاء مناقشتهم. “يوريتش، هذه مهمة ضخمة. إنها لا تشبه الأعمال العادية التي كنا نقوم بها ” قال دونوفان وهو يعود إلى الخيمة. يوريتش وحده لم يكن يعلم مدى أهمية هذا الأمر. “اللآلئ التي أحضرها للتو تساوي أكثر من مئة مليون شيل. سيكون هناك على الأقل عدد قليل من المشاركين في هذه المهمة ” قال باتشمان وهو يسند ذقنه على يده. ” أليس هذا أمرًا جيدًا؟ لماذا أنتم خائفون إلى هذا الحد؟ ” نظر يوريتش من مرتزق إلى آخر. “الأجور المرتفعة تعني مخاطرة عالية. ستكون هناك أطراف عديدة متورطة في هذا يا يوريتش. الأمر ليس مجرد قتال بسيط كما اعتدنا. سمعت ما قاله فيليون، أليس كذلك؟ لقد أكد على “النزاهة”. إنه يقول إنه يجب إبقاء الأمر سرًا طوال الوقت ” شرح باتشمان بهدوء ليوريتش. “إذا كانت المهمة تتطلب عددًا كبيرًا من الرؤساء… فالأفضل تجنبها يا يوريتش. لا يهمني، لكن لدينا الكثير من المرتزقة الشباب ذوي المستقبل المشرق في فرقتنا.” نظّف سفين لحيته. كان يفعل ذلك دائمًا عندما يقلق بشأن أمر ما. “ماذا تعتقد، دونوفان؟” ضرب دونوفان بقبضته على الطاولة. بوو! “مع أنني أكره الاعتراف بذلك، لكن يوريتش محق. ما الذي تخشونه جميعًا؟ إن المخاطرة بحياتنا من أجل المال هي ما نفعله كمصارعين ومرتزقة. ما الفرق بين العمل في عدة وظائف صغيرة وجني القليل، وبين إنجاز وظيفة كبيرة وكسب كل ذلك دفعة واحدة؟ ماذا، هل أنتم جميعًا سعداء بكسب القليل لبقية حياتكم؟ هاه؟ ” أبدى دونوفان إحباطه. هز باتشمان كتفيه ونظر إلى سفين، وهو ما رآه دونوفان. “باتشمان، توقف عن البحث عن آراء الآخرين. أنت هكذا منذ أن كنا مصارعين. دائمًا ما تختبئ وراء ظهور الآخرين لأنك لا تريد تحمل أي مسؤولية. لماذا لا نقطع عضوك الذكري هنا والآن؟” سخر دونوفان من باتشمان، الذي حدق في عينيه وضحك ببرود. “لقد كنتَ نمرًا بلا أنياب منذ أن تولى يوريتش القيادة، أليس كذلك؟ لا يُخيفني توبيخك، يا سيد “الوجه السابق” للفرقة ” ردّ باتشمان. “يا له من ألم!” فكّر يوريتش في نفسه وهو ينظر إلى المرتزقة المتحمسين. أما علاقته بدونوفان، فكانت أفضل بكثير مما كانت عليه أيام المصارعين. لم يعودا عدائيين كما كانا في السابق. “ لكن هذين الاثنين لديهما أسوأ علاقة. ”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

 

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

We have detected that you are using extensions to block ads. Please support us by disabling these ads blocker.

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط