You dont have javascript enabled! Please enable it!
]
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سعي بربري 33

الفصل 33
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com  

بدا يوريتش منشغلاً بإعجاب بالمدينة والبحر وهو جالس على التل. وخلفه، كان المرتزقة يهرعون لتفكيك معسكرهم استعدادًا للرحيل.
“حافة العالم.”
كان الناس يعتقدون أن هناك جرفًا يسمى “حافة العالم” في نهاية البحر.
وكان يوريتش خارجًا على متن قارب صيد هذا الصباح.
“كان ضخمًا وواسعًا. لم أستطع رؤية نهايته مهما ابتعدنا.”
كل ما أراده يوريتش هو رؤية حافة العالم بأم عينيه، لذلك طلب من الصياد أن يأخذه إلى هناك.
“هل ترغب بالذهاب إلى حافة العالم على متن قارب كهذا؟ مستحيل! لا بد أنك من منطقة بعيدة جدًا، هاها!”
ردّ صياد القارب على طلبه بسخرية. هذا جعل يوريتش يفكّر في رميه في البحر مرارًا وتكرارًا في طريق عودتهما إلى الشاطئ.
عاد يوريتش إلى معسكر المرتزقة ظهرًا لينتظر صاحب عمله الجديد. إلا أن ذهنه يتجه نحو الأفق البعيد.
“لقد وصلوا. استعدوا جميعًا. ها هو صاحب عملنا قادم!” صرخ يوريتش وهو يحدق في مجموعة الرجال الخارجين من الطريق خلف المدينة. استطاع تمييز هوية كل منهم بدقة، رغم أنهم لا يزالون على مسافة بعيدة.
“هل جننت يا سيد فيليون؟ أتريدني أن أسافر إلى عاصمة هامل مع هؤلاء المرتزقة القذرين؟” بعد وصوله إلى معسكر المرتزقة برفقة فيليون وثلاثة حراس، قفز باهيل من الإحباط وهو يحدق بعينيه الزرقاوين.
“اهدأ يا سيدي. السفينة التي دُبِّرت لم تصل، مما يعني أن معلوماتنا ربما سُرِّبَت. وإذا الأمر كذلك، فالطريق البحري محفوف بالمخاطر. إذا سافرنا سيرًا على الأقدام مع المرتزقة فجأةً…”
“مشيًا على الأقدام؟ على الأرض مثلًا؟ أتقول لي إن عليّ المشي؟” صرخ باهيل في ذهول.
” بالطبع لا يا سيدي، لقد جهزتُ لك حصانًا. ” قال فيليون وهو يحاول تهدئة سيده الشاب: “من المفترض أن يكون السيد لوبين في طريقه مع الحصان الآن”. عبس باهيل وعقد ذراعيه ليُظهر أنه لا يزال غير راضٍ عن الوضع.
“السيد فيليون، أنا…”
“أعلم يا سيدي، بالطبع أعلم. فقط تحمّل هذا الإذلال قليلًا، وسترى قريبًا النور في نهاية هذا النفق الطويل.” أصبح فيليون على ركبتيه تقريبًا. فرك باهيل صدغه كما لو أنه أصيب فجأةً بصداع نصفي، ثم أومأ برأسه.
“أنا أثق بك يا سيد فيليون، لذلك سأفعل ما تقوله هذه المرة.”
“شكرا لك يا سيدي.”
على بعد خطوات قليلة، يوريتش والمصارعون الآخرون يراقبون محادثتهم.
” ماذا يفعلون بحق الجحيم؟” سأل يوريتش المرتزقة الآخرين كما لو أنه لا يستطيع أن يصدق ما رآه للتو.
“دعهم وشأنهم، إنه شاب نبيل. إنهم يعيشون في عالم مختلف تمامًا عنا ” هز باتشمان كتفيه بدافع العادة.
“يبدو أن هذا الطفل لن ينجو ولو ليوم واحد لو رميته في الغابة ليعتمد على نفسه. هل تعتقد أن لديه الجرأة ليضاجع امرأة، كرجل حقيقي؟” قال يوريتش بابتسامة ساخرة.
“مهلاً، من يدري؟ قد يكون مهتماً بالرجال لا بالفتيات، لذا انتبه يا يوريتش ” قال باتشمان وهو يطعن مؤخرة يوريتش بسهم رمحه.
“مقرف، لا أريد سماع هذا. اغرب عن وجهي أيها الأحمق ” ضحك يوريتش وهو يدفع باتشمان بعيدًا.
كان المرتزقة قد انتهوا من تجديد مؤنهم في المدينة، فهدموا ما تبقى من معسكرهم استعدادًا لمغادرتهم. فتح دونوفان خريطته وحدد مسارهم.
كلوب، كلوب.
انضمّ حارسٌ إلى المجموعة بحصانٍ بنيّ. كان هذا هو الحصان الذي كان باهيل سيسافر عليه.
“هذا ليس حصانًا أبيض. حتى عرفه متسخ أيضًا ” بدأ باهيل بالشكوى لحظة رؤيته الحصان البني.
“سامحني يا سيدي، كنت في عجلة من أمري لأحضر لك حصانًا…” انحنى الحارس الذي أحضر الحصان برأسه.
” مهما الأمر، فهو ما هو عليه.”
صعد باهيل على الحصان برشاقة، مُظهرًا بذلك خبرته الواسعة في التعامل مع الخيول. سيطر على الحصان بمهارة، ودار حوله.
“بسرعة، من فضلك يا قائد المرتزقة ” اندفع فيليون نحو المرتزقة. لم يُرِد أن يقضي ثانيةً أخرى في مملكة بوركانا.
بدا المرتزقة على وشك الانتهاء و يتحققون من أعدادهم قبل بدء رحلتهم إلى العاصمة.
“يوريتش، الحراس قادمون من هذا الطريق.”
ركب جنودٌ خيولهم نحو المرتزقة. توقفوا على مسافةٍ قصيرةٍ منهم وبدأوا يطرحون أسئلتهم.
“هل أخوة يوريتش ستغادر الآن؟” قال قائد الحرس بصوت مدو.
“أجل. يبدو أنه لم يكن هناك الكثير لنفعله هنا. أنا متأكد تمامًا أننا لم نُسبب أي مشاكل خلال زيارتنا. في الواقع، ألم ننفق الكثير من المال في مدينتكم؟” أجاب يوريتش. ضحك قائد الحرس، ثم أحصى عدد المرتزقة.
“حسنًا، أيها القائد يوريتش، هل يمكنني أن أسألك سؤالًا واحدًا؟”
“بالطبع.”
“لقد أتيت إلى مدينتنا مع ستة وأربعين رجلاً، والآن أصبح لديك أكثر من خمسين رجلاً.”
” استقبلنا بعض المبتدئين من مدينتك. هل هناك مشكلة في ذلك؟”
“هذا لا يتوافق مع سجل ضيوفنا. أعلم أن الأمر مُرهِق، ولكن هل تمانع لو فحصنا المرتزقة واحدًا تلو الآخر؟”
بدا قائد الحرس يتحدث بصوتٍ ودي، لكن من الواضح أن نواياه مختلفة. قبض على لجام حصانه بإحكام كما لو يستعد للتحرك في أي لحظة.
“لا يمكننا أن ندعهم يفتشوننا يا يوريتش ” قال فيليون ليوريتش. تبلل وجهه بالعرق البارد في لمح البصر.
“إذا باعنا المرتزقة، فإن كل شيء سينتهي”.
نظر فيليون بتوتر إلى المرتزقة ليرى ما سيفعلونه. لم ينطق المرتزقة بكلمة، إذ ينتظرون قائدهم ليتحدث.
” همم، لا أعتقد أن ذلك ممكن. أنت تعرف حالنا كمرتزقة – معظمنا لا يملك هويات رسمية. لسنا مرتزقة فحسب، بل إخوة لبعضنا البعض. بمجرد أن نتقبل بعضنا البعض كإخوة، لن نكشف عن أحد مهما كان.”
ضيّق يوريتش عينيه. مع أن المسافة بين الطرفين كبيرة، إلا أن التوتر أصبح واضحًا.
“هل أنت متأكد أننا لا نستطيع إجراء فحص سريع؟” سأل قائد الحرس للمرة الأخيرة، وعندها أصرّ يوريتش على إجابته. لم يكن هناك جدوى من مواصلة هذه المحادثة.
“أرى، حسنًا. رحلة آمنة، أخوة يوريتش.”
أدار قائد الحرس وحراسه خيولهم عائدين إلى مدينتهم. حدق بهم يوريتش وهم في طريق عودتهم.
“سيعودون، أليس كذلك؟” سأل يوريتش وهو ينظر إلى مرتزقته.
“بالتأكيد. سيُشكّل فرقة مطاردة ويلاحقنا. كان ذلك واضحًا على وجهه ” قال دونوفان وهو يعضّ على أسنانه بغصن. أومأ المرتزقة الآخرون موافقين.
“سنتخلى عن الطرق. سنعبر الغابات والجبال بدلاً من ذلك.”
غادر المرتزقة الطريق واختاروا الطريق الجبلي.
“جبل؟ لماذا لا نبقى على الطريق؟ ألا أدفع لك لتقاتل من أجلي؟ فقط اعتنِ بفريق المطاردة عندما يأتون ” تذمر باهيل من على حصانه البني. فيليون، الذي لم يكن يعرف كيف يتعامل مع الموقف، حاول تهدئة سيده بلسانه الفضي.
“السيد فيليون.”
بدأ المرتزقة رحلتهم. انفصل دونوفان عن الصف واقترب من فيليون.
“ما الخطب؟”
“إذا لم تفعل شيئًا بشأن فم سيدك الصغير، فقد يقطع أحدنا لسانه في منتصف الليل.”
“ه-كم هو وقح.”
“لا أحاول أن أكون وقحًا. الأمر فقط يُلامس مشاعري – أريد فقط المساعدة. كما ترى، كنتُ جنديًا بنفسي، وكان لديّ رئيسٌ يستخدم لسانه كما يشاء.”
” هل كنت جنديًا؟”
“جندي إمبراطوري، على الرغم من أنني تم تسريحي بطريقة غير مشرفة.”
كان دونوفان الجندي الإمبراطوري السابق الوحيد في فرقة المرتزقة. من النادر أن ينخرط امثاله في المرتزقة.
“تسريح غير مشرف… يا للأسف. لو كنت جنديًا إمبراطوريًا، لتلقيت معاملة جيدة. ماذا حدث؟”
ابتسم دونوفان وكشف عن أسنانه المصفرة عند سؤال فيليون. كانت ابتسامة قاتل.
“الرئيس الذي أخبرتك عنه، قتلته بنفسي، يا سيدي فيليون.”
أغلق فيليون فمه ونظر إلى ظهر دونوفان بعينين مرتعشتين. كانت كلماته تهديدًا صريحًا.
“هؤلاء المرتزقة اللعينين ليس لديهم أي نزاهة على الإطلاق.”

جرّ المرتزقة الحصانَ الميت إلى جدولٍ قريبٍ ونظّفوه. ثمّ صفّوا دمه بسرعةٍ وأزالوا أحشائه قبل تقطيع لحمه. طفا الدم والأحشاء في مجرى النهر، تاركةً وراءها أثرًا أحمر. أما بقية المرتزقة، فقد كانوا يستمتعون براحتهم. “لحم الحصان على العشاء الليلة، يا لها من وجبة خاصة.” لم يكن لحم الحصان طعامًا شائعًا، لذا المرتزقة يغنون بحماسة استعدادًا لعشائهم الخاص. حتى أن بعضهم قطع اللحم الطازج وأكله نيئًا.

لعن فيليون المرتزقة سرًا. بدا المرتزقة بالنسبة له أناسًا حقراء. ومع ذلك، يسافر معهم، وفوق كل ذلك، كان قائدهم بربريًا.
* * *
لقد مر يومان منذ أن غادرت الفرقة المدينة، والطريق أصبح أكثر وعورة.
” يا سيد باهيل، علينا التخلص من الحصان الآن. بالإضافة إلى ذلك، على الرجل أن يمشي على قدميه ” صرخ يوريتش، الذي يقود الصف، على النبيل الشاب.
اختار المرتزقة عمدًا التضاريس الوعرة للهروب من مطاردة محتملة من أي مطاردين. وبينما كانوا يصعدون درب الجبل الوعر، انقطع الطريق وأصبح التضاريس وعرة على الخيول.
“سيد باهيل، يبدو أنك ستضطر إلى ترك الحصان ” قال فيليون بحذر. عبس باهيل، الشخص الوحيد الذي يركب حصانًا.
“السيد فيليون، أخبر هؤلاء المرتزقة أن يجدوا طريقًا مختلفًا – طريقًا يستطيع حصاني أن يمر من خلاله!” لم يتزحزح باهيل عن حصانه.
“هل تعتقد أنني سأمشي؟ على هذا الطريق الجبلي الوعر؟”
شخر باهيل في حالة من عدم التصديق بينما ينظر بغطرسة حول المرتزقة.
” يوريتش، هل يمكنك أن تجد طريقًا لائقًا بما فيه الكفاية للحصان؟” توسل فيليون عمليًا.
“إذا هناك فريق مطاردة خلفنا، فسيكونون على خيولهم أيضًا. إذا اخترنا طريقًا أفضل، فسيلحقون بنا بالتأكيد، مما يعني أننا سنضطر لمواجهتهم.”
“إيهيم…”
عاد فيليون إلى سيده الشاب. بدا عليه التعرق الشديد وهو يحاول إقناعه باتباع الطريق الجبلي.
“هذا ولاءٌ كبير. لو كنتُ مكانه، لطعنته في معدته بالفعل وكنتُ قد رحلتُ منذ زمن ” قال باتشمان ساخرًا، وضحك المرتزقة الآخرون موافقين. كانوا يسخرون من صبر فيليون المحترم.
“أنت تعرف من أنا يا سيد فيليون! حتى أنت تطلب مني أن أسير بجانب هؤلاء المرتزقة، على نفس مستوى النظر. يا لها من مزحة! أفضل العودة إلى المدينة وانتظار السفينة.”
“السفينة لن تأتي يا سيدي.”
“أختي قالت إنها ستأتي لا محالة. هل تكذب أختي؟ كيف تجرؤ… هل تسخر من نسبي؟”
“هذا ليس ما قصدته…”
“لم يكن ينبغي لي أبدًا أن أستمع إليك وأتبع هؤلاء المرتزقة المتواضعين.”
نشب نقاش بسيط بين فيليون وباهل. بدا الأخير وكأنه لا ينزل عن جواده أبدًا.
“باتشمان ” يوريتش راقب الجدال، فنادى باتشمان. توقف باتشمان عن مزاحه مع المرتزقة الآخرين، وأدار رأسه لينظر إلى يوريتش.
“نعم؟”
“هل سبق لك أن جربت لحم الحصان؟”
“لا، أبدا.”
” إذن فلنتناول الحصان على العشاء الليلة.”
توترت عضلات يوريتش. توجه نحو باهيل وحصانه.
“ماذا تريد؟ لم أنسَ الإذلال الذي سببته لي. يومًا ما، سأجعلك تدفع الثمن…” رفع باهيل صوته ليخفي خوفه.
بوو!
صدر صوت حاد عندما ضربت قبضة يوريتش صدر الحصان.
“صهيل!”
أطلق الحصان صرخة وهو ينهار على الأرض. أمسك فيليون بباهيل المتساقط.
بوو!
داس يوريتش على رأس الحصان الملقى على الأرض وسحقه. تدحرجت عيناه إلى الخلف، وسقط لسانه الطويل من فمه.
“ح-حصاني؟ لقد قتلت حصاني! ماذا حدث؟ ” كاد باهيل أن يُصاب بنوبة، ثم أغلق فمه.
بوو! بوو!
سحب يوريتش فأسه وضرب به عنق الحصان مرارًا وتكرارًا، فانفجر دمه في كل مكان.
بوو!
قام يوريتش بسحب عين الحيوان بأصابعه وحفر أسنانه فيها، وأصدر صوتًا متقطعًا أثناء مضغه قطعة من مقلة العين الكبيرة.
“مقلة عين الوحش لذيذة جدًا. هل ترغب في تجربتها؟”
أخرج يوريتش مقلة العين الأخرى ورماها إلى باهيل. تراجع باهيل متعثرًا بوجهٍ مُنزعجٍ بوضوح.
“الآن سوف يصمت.”
دبّر يوريتش مشهدًا عنيفًا عمدًا. ارتجف باهيل وهو يتكئ على فيليون.
“أوه، ذلك البربري ” حاول باهيل الحفاظ على كبريائه حتى النهاية.
“لقد كدت تؤذي سيدي. لو حاولتَ فعل شيء كهذا مرة أخرى…”
صرخ فيليون في وجه يوريتش. طلب يوريتش من المرتزقة إعداد الحصان للعشاء، ثم نظر إلى فيليون.
“ثم ماذا؟ هممم؟”
“…يرجى أن تكون أكثر حذرا.”
هذا كل ما استطاع فيليون قوله. هو الطرف الأدنى في هذه العلاقة.

جرّ المرتزقة الحصانَ الميت إلى جدولٍ قريبٍ ونظّفوه. ثمّ صفّوا دمه بسرعةٍ وأزالوا أحشائه قبل تقطيع لحمه. طفا الدم والأحشاء في مجرى النهر، تاركةً وراءها أثرًا أحمر. أما بقية المرتزقة، فقد كانوا يستمتعون براحتهم. “لحم الحصان على العشاء الليلة، يا لها من وجبة خاصة.” لم يكن لحم الحصان طعامًا شائعًا، لذا المرتزقة يغنون بحماسة استعدادًا لعشائهم الخاص. حتى أن بعضهم قطع اللحم الطازج وأكله نيئًا.

جرّ المرتزقة الحصانَ الميت إلى جدولٍ قريبٍ ونظّفوه. ثمّ صفّوا دمه بسرعةٍ وأزالوا أحشائه قبل تقطيع لحمه. طفا الدم والأحشاء في مجرى النهر، تاركةً وراءها أثرًا أحمر. أما بقية المرتزقة، فقد كانوا يستمتعون براحتهم.
“لحم الحصان على العشاء الليلة، يا لها من وجبة خاصة.”
لم يكن لحم الحصان طعامًا شائعًا، لذا المرتزقة يغنون بحماسة استعدادًا لعشائهم الخاص. حتى أن بعضهم قطع اللحم الطازج وأكله نيئًا.

قطّع يوريتش لحم الحصان شرائح رفيعة، ثم ألقى بعضًا منه في فمه. بدا طعامًا شهيًا بالفعل. ” بصراحة، هذا الشاب النبيل مختلف تمامًا. أي نوع من العائلات يجب أن يكون لديك لينشأ هكذا؟ ” “إنه مغرورٌ تمامًا، لكنه لا يعرف كيف يفعل شيئًا. إنه مجرد طفل.” تبادل المرتزقة أطراف الحديث، و باهيل محور اهتمامهم. ولم ينفد منهم الكلام عن النبيل الشاب. “أوافق. يبدو أنه في عمر يوريتش تقريبًا، لكن هناك فرق شاسع بينهما، كيكي ” قال سفين ضاحكًا بخشونة. فجأةً، ساد الصمت بين المرتزقة. “عن ماذا تتحدث يا سفين؟ ماذا تقصد بأن هذين الاثنين في نفس العمر؟ يبدو أن هذا الشاب النبيل في منتصف أو أواخر مراهقته على الأكثر ” سأل باتشمان كما لو أن سفين قال شيئًا فظيعًا. فتح سفين عينيه على اتساعهما. “أليس من الواضح أن يوريتش مراهق أيضًا؟ هل أنا مخطئ يا إخوتي؟” أومأ الشماليون الآخرون برؤوسهم مُعربين عن موافقتهم على سفين. كان الجانب الطفولي والشبابي من شخصية يوريتش واضحًا لأعين الشماليين. يُكنّون له الاحترام على أي حال لأنه كان محاربًا خارقًا. “يوريتش مراهق؟ كلام فارغ. انظر إلى وجهه؛ كيف يبدو هذا وجه مراهق؟ لا بد أنه في العشرين من عمره على الأقل.” “ثم اسأله بنفسك يا باتشمان ” ابتسم سفين بثقة وهو يمضغ لحم حصانه. قفز باتشمان واقفًا. “يوريتش، كم عمرك؟” توجه باتشمان نحو يوريتش وسأله مباشرةً. انتظر الجميع في الفرقة إجابته، حتى فيليون وباهل. فكر يوريتش في الأمر لمدة ثانية وبدأ العد بأصابعه. “آه، عمري سبعة عشر عامًا هذا العام، تقريبًا.” ارتعشت ساقا باتشمان. ثبت ساقيه الضعيفتين وتماسك. “يوريتش ” قال باتشمان بوجه جاد وهو يضع يده على كتف يوريتش. “ماذا؟” “من الآن فصاعدا، سوف تناديني بالسيد باتشمان.”

قطّع يوريتش لحم الحصان شرائح رفيعة، ثم ألقى بعضًا منه في فمه. بدا طعامًا شهيًا بالفعل.
” بصراحة، هذا الشاب النبيل مختلف تمامًا. أي نوع من العائلات يجب أن يكون لديك لينشأ هكذا؟ ”
“إنه مغرورٌ تمامًا، لكنه لا يعرف كيف يفعل شيئًا. إنه مجرد طفل.”
تبادل المرتزقة أطراف الحديث، و باهيل محور اهتمامهم. ولم ينفد منهم الكلام عن النبيل الشاب.
“أوافق. يبدو أنه في عمر يوريتش تقريبًا، لكن هناك فرق شاسع بينهما، كيكي ” قال سفين ضاحكًا بخشونة. فجأةً، ساد الصمت بين المرتزقة.
“عن ماذا تتحدث يا سفين؟ ماذا تقصد بأن هذين الاثنين في نفس العمر؟ يبدو أن هذا الشاب النبيل في منتصف أو أواخر مراهقته على الأكثر ” سأل باتشمان كما لو أن سفين قال شيئًا فظيعًا. فتح سفين عينيه على اتساعهما.
“أليس من الواضح أن يوريتش مراهق أيضًا؟ هل أنا مخطئ يا إخوتي؟”
أومأ الشماليون الآخرون برؤوسهم مُعربين عن موافقتهم على سفين. كان الجانب الطفولي والشبابي من شخصية يوريتش واضحًا لأعين الشماليين. يُكنّون له الاحترام على أي حال لأنه كان محاربًا خارقًا.
“يوريتش مراهق؟ كلام فارغ. انظر إلى وجهه؛ كيف يبدو هذا وجه مراهق؟ لا بد أنه في العشرين من عمره على الأقل.”
“ثم اسأله بنفسك يا باتشمان ” ابتسم سفين بثقة وهو يمضغ لحم حصانه. قفز باتشمان واقفًا.
“يوريتش، كم عمرك؟”
توجه باتشمان نحو يوريتش وسأله مباشرةً. انتظر الجميع في الفرقة إجابته، حتى فيليون وباهل.
فكر يوريتش في الأمر لمدة ثانية وبدأ العد بأصابعه.
“آه، عمري سبعة عشر عامًا هذا العام، تقريبًا.”
ارتعشت ساقا باتشمان. ثبت ساقيه الضعيفتين وتماسك.
“يوريتش ” قال باتشمان بوجه جاد وهو يضع يده على كتف يوريتش.
“ماذا؟”
“من الآن فصاعدا، سوف تناديني بالسيد باتشمان.”

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

 

الفصل 33 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

 

لعن فيليون المرتزقة سرًا. بدا المرتزقة بالنسبة له أناسًا حقراء. ومع ذلك، يسافر معهم، وفوق كل ذلك، كان قائدهم بربريًا. * * * لقد مر يومان منذ أن غادرت الفرقة المدينة، والطريق أصبح أكثر وعورة. ” يا سيد باهيل، علينا التخلص من الحصان الآن. بالإضافة إلى ذلك، على الرجل أن يمشي على قدميه ” صرخ يوريتش، الذي يقود الصف، على النبيل الشاب. اختار المرتزقة عمدًا التضاريس الوعرة للهروب من مطاردة محتملة من أي مطاردين. وبينما كانوا يصعدون درب الجبل الوعر، انقطع الطريق وأصبح التضاريس وعرة على الخيول. “سيد باهيل، يبدو أنك ستضطر إلى ترك الحصان ” قال فيليون بحذر. عبس باهيل، الشخص الوحيد الذي يركب حصانًا. “السيد فيليون، أخبر هؤلاء المرتزقة أن يجدوا طريقًا مختلفًا – طريقًا يستطيع حصاني أن يمر من خلاله!” لم يتزحزح باهيل عن حصانه. “هل تعتقد أنني سأمشي؟ على هذا الطريق الجبلي الوعر؟” شخر باهيل في حالة من عدم التصديق بينما ينظر بغطرسة حول المرتزقة. ” يوريتش، هل يمكنك أن تجد طريقًا لائقًا بما فيه الكفاية للحصان؟” توسل فيليون عمليًا. “إذا هناك فريق مطاردة خلفنا، فسيكونون على خيولهم أيضًا. إذا اخترنا طريقًا أفضل، فسيلحقون بنا بالتأكيد، مما يعني أننا سنضطر لمواجهتهم.” “إيهيم…” عاد فيليون إلى سيده الشاب. بدا عليه التعرق الشديد وهو يحاول إقناعه باتباع الطريق الجبلي. “هذا ولاءٌ كبير. لو كنتُ مكانه، لطعنته في معدته بالفعل وكنتُ قد رحلتُ منذ زمن ” قال باتشمان ساخرًا، وضحك المرتزقة الآخرون موافقين. كانوا يسخرون من صبر فيليون المحترم. “أنت تعرف من أنا يا سيد فيليون! حتى أنت تطلب مني أن أسير بجانب هؤلاء المرتزقة، على نفس مستوى النظر. يا لها من مزحة! أفضل العودة إلى المدينة وانتظار السفينة.” “السفينة لن تأتي يا سيدي.” “أختي قالت إنها ستأتي لا محالة. هل تكذب أختي؟ كيف تجرؤ… هل تسخر من نسبي؟” “هذا ليس ما قصدته…” “لم يكن ينبغي لي أبدًا أن أستمع إليك وأتبع هؤلاء المرتزقة المتواضعين.” نشب نقاش بسيط بين فيليون وباهل. بدا الأخير وكأنه لا ينزل عن جواده أبدًا. “باتشمان ” يوريتش راقب الجدال، فنادى باتشمان. توقف باتشمان عن مزاحه مع المرتزقة الآخرين، وأدار رأسه لينظر إلى يوريتش. “نعم؟” “هل سبق لك أن جربت لحم الحصان؟” “لا، أبدا.” ” إذن فلنتناول الحصان على العشاء الليلة.” توترت عضلات يوريتش. توجه نحو باهيل وحصانه. “ماذا تريد؟ لم أنسَ الإذلال الذي سببته لي. يومًا ما، سأجعلك تدفع الثمن…” رفع باهيل صوته ليخفي خوفه. بوو! صدر صوت حاد عندما ضربت قبضة يوريتش صدر الحصان. “صهيل!” أطلق الحصان صرخة وهو ينهار على الأرض. أمسك فيليون بباهيل المتساقط. بوو! داس يوريتش على رأس الحصان الملقى على الأرض وسحقه. تدحرجت عيناه إلى الخلف، وسقط لسانه الطويل من فمه. “ح-حصاني؟ لقد قتلت حصاني! ماذا حدث؟ ” كاد باهيل أن يُصاب بنوبة، ثم أغلق فمه. بوو! بوو! سحب يوريتش فأسه وضرب به عنق الحصان مرارًا وتكرارًا، فانفجر دمه في كل مكان. بوو! قام يوريتش بسحب عين الحيوان بأصابعه وحفر أسنانه فيها، وأصدر صوتًا متقطعًا أثناء مضغه قطعة من مقلة العين الكبيرة. “مقلة عين الوحش لذيذة جدًا. هل ترغب في تجربتها؟” أخرج يوريتش مقلة العين الأخرى ورماها إلى باهيل. تراجع باهيل متعثرًا بوجهٍ مُنزعجٍ بوضوح. “الآن سوف يصمت.” دبّر يوريتش مشهدًا عنيفًا عمدًا. ارتجف باهيل وهو يتكئ على فيليون. “أوه، ذلك البربري ” حاول باهيل الحفاظ على كبريائه حتى النهاية. “لقد كدت تؤذي سيدي. لو حاولتَ فعل شيء كهذا مرة أخرى…” صرخ فيليون في وجه يوريتش. طلب يوريتش من المرتزقة إعداد الحصان للعشاء، ثم نظر إلى فيليون. “ثم ماذا؟ هممم؟” “…يرجى أن تكون أكثر حذرا.” هذا كل ما استطاع فيليون قوله. هو الطرف الأدنى في هذه العلاقة.

الفصل 33 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

We have detected that you are using extensions to block ads. Please support us by disabling these ads blocker.

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط