You dont have javascript enabled! Please enable it!
]
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سعي بربري 36

الفصل 36
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

 

بدا الجو باردًا. لم يُغيّر كون باهيل فردًا من العائلة المالكة شيئًا، و المرتزقة مستعدين لقتله هو ورجاله المخلصين في أي لحظة.
“اقتلوهم جميعًا. قد تتفاقم الأمور إذا تورطنا مع العائلة المالكة. لنتجاوز الأمر ونعبر الحدود بأسرع ما يمكن ” اقترح دونوفان، ففتح فيليون فمه بقلق.
“ب- بعد إتمام هذه المهمة، مكافأة ضخمة تنتظرك! سيدنا هو وريث مملكة بوركانا – أنت في الواقع ترافق الملك المستقبلي!” صرخ فيليون بيأس.
“لا يهمني إن هو من العائلة المالكة أم لا، لقد خدعتنا مرة. علاوة على ذلك، أنت مجرد فرد من العائلة المالكة. ربما كانت الأمور ستكون مختلفة لو كنت إمبراطورًا.”
ضحك المرتزقة. يعلمون أنه حتى ملك مملكة صغيرة لا يُستهان به، ولو يقفون أمام ملك حقيقي رسمي، لكانوا الآن على الأرض ينحنون طلبًا للرحمة. لكن المرتزقة أصحاب الحق والسلطة في تلك اللحظة.
“لن ننتهك كرامتنا حتى لو قتلنا فيليون وباهيل هنا. هما أول من انتهكاها.”
لو، حاكم الشمس، لم يُعاقب المرتزقة لهذا السبب تحديدًا. كذب فيليون باسم لو، بالإضافة إلى نكثه وعده بالنزاهة. لم يكن هناك ما يُزعج ضمائر المرتزقة بوجود لو في صفهم.
“عليك أن تدفع ثمن نزاهتك يا سيد فيليون ” قال يوريتش، مناديًا فيليون بلقبه “سيد” لأول مرة. بدأ فيليون يرتجف خوفًا.
بوو!
توجه يوريتش نحو فيليون وجلس أمامه. حدقت عيناه الصفراوان في فيليون.
“أرجوك يا يوريتش، خذ أميرنا إلى عاصمة هامل ” قال فيليون بصوت خافت. أجاب يوريتش همسًا خافتًا لم يسمعه المرتزقة الآخرون.
” بهذا المعدل، سيثور إخوتي غضبًا. بما أنك كنت أول من نقض الوعد، فسيريدون قتلك أنت وأميرك الصغير. يأخذون أيضًا كل ممتلكاتكم – أموالكم ولآلئكم. إن كنت حقًا تريد حماية سيدك الصغير، فعليك أن تدفع ثمن ما فعلت بشيء يستحق غفران إخوتي.”
اتسعت عينا فيليون عند سماع كلمات يوريتش، إذ لم يكن ما توقع سماعه. بدا صوته ودودًا، بعيدًا كل البعد عن الغضب الذي توقعه.
“هذا الرجل يريد الاستمرار في العمل. لكن إن كان كذلك، فلماذا كشف سري للمرتزقة الآخرين؟”
بدت تصرفات يوريتش متناقضة، لكن فيليون لم يكن مهتمًا بفهم نواياه في الوقت الحالي.
“مهما الأمر جيدًا، طالما يمكنك إحضار الأمير فاركا…”
أطرق فيليون رأسه. يعلم أنه كذب بالفعل مستخدمًا روحه كعاقبة.
“سيد فيليون، لا أفهم الأمر إطلاقًا. لماذا تُبالغ في حماية هذا الطفل غير الناضج؟”
” إنه من العائلة المالكة ووريث المملكة. هذا وحده جدير بولائي يا يوريتش.”
“لا، من وجهة نظري، هذه مجرد مزحة. باتشمان، كم أخًا فقدنا؟” استدار يوريتش ليسأل باتشمان، وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة مريرة.
“لدينا ثلاثة قتلى. انتظر، لا، أربعة. مات شخص آخر للتو.”
بعد سماع عدد القتلى، التفت يوريتش لينظر إلى فيليون مرة أخرى.
“هل أنت أعسر أم أيمن؟”
بدا فيليون يعلم ما ينتظره. فخلع القفاز من يده اليمنى ووضعه أمامه.
“حسنا.”
دار فأس يوريتش في يده بينما فيليون يتوقع الألم بعينيه المغلقتين.
بوو!
تم قطع أصابع اليد اليمنى لفيليون واحدا تلو الآخر.
“همف ”
كتم فيليون تأوهه بكل قوته بينما سقطت أصابعه على الأرض.
“ا-السيد فيليون…”
أطلق باهيل، الذي يراقب المشهد وهو يتكشف في رعب، سيلاً من الدموع عندما انهار على الأرض.
“لا بأس يا أميري، ابقَ هناك ” تمكن فيليون من إظهار ابتسامة رغم أن العرق يتصبب على وجهه. لم يبقَ في يده اليمنى سوى إبهام واحد. مشهدًا غريبًا.
“أنا، هل هذا كل شيء؟ هل نحن بخير الآن؟” ارتجف فيليون بشدة وهو يحاول إيقاف النزيف في يده. التفت يوريتش إلى باتشمان مرة أخرى وسأله.
“باتشمان، كم عدد الجرحى؟ أولئك الذين ينزفون بوضوح.”
“همم، لدينا خمسة مع مجموعة من الضمادات حولهم.”
تحول وجه فيليون إلى اللون الشاحب عندما رأى نظرة يوريتش تصرخ “أحتاج إلى المزيد من الدم”.
” عليكَ أن تُريق نفس القدر من الدماء الذي أراقه إخوتي، ألا تعتقد ذلك؟” قال يوريتش وكأنه يجد في هذا تسلية. انتاب فيليون قشعريرة بعد رؤية ابتسامة يوريتش المخيفة.
ببو!
جرح يوريتش ظهر فيليون. وبينما طرف شفرته يشق طريقه ببطء على الجلد السميك، أصاب فيليون ألم حاد وواضح. خمسة خطوط من العلامات الدموية امتدت على ظهره.
“السيد فيليون!”
هرع حراسه لمساعدته. بدا وجهه شاحبًا.
” من فضلك، استمر بمرافقة أميرنا ” قال فيليون وهو يكاد يصطدم بوجهه بالأرض. بدا إصراره كافيًا لجعل حتى المرتزقة يقفون في رهبة وعدم تصديق.
“لا أحتاج إلى حراسةٍ من حيواناتٍ كهؤلاء الرجال يا سيدي فيليون! يمكننا فعل هذا بمفردنا، يمكنك حمايتي!” صرخ باهيل. أصبح يحتقر يوريتش والمرتزقة. بعد أن رأى ما فعلوه بخادمه المخلص، أراد قتلهم في الحال.
بعد أن تجاوز العقاب الشديد، تعثر فيليون نحو باهيل، ورفع يده في الهواء.
“اغفر لي وقاحتي يا أميري.”
بوو!
تدفق الدم من فم باهيل عندما استنفد فيليون آخر ما تبقى من قوته في صفع سيده الشاب على وجهه.
“سيد فيليون، لقد ضربتني! كيف تجرؤ على ضربي؟”
بوو!
وضع فيليون يده على باهيل مرة أخرى، فانتفخ خده بسرعة.
” عليك أن تواجه الحقيقة يا أميري! هل تعتقد حقًا أننا نستطيع الهروب من هذه المملكة بمفردنا؟ حتى لو تخليت عن كل أصابعي – لا، رأسي، سيكون ذلك مستحيلًا.”
صرخ فيليون وهو يدفع بيده اليمنى الملطخة بالدماء في وجه باهيل. كان الدم لا يزال يسيل من المقطع العرضي المقطوع حيث بدا العظم الشاحب ظاهرًا والعضلات الوردية ترتعش.
” آه!” أرخى باهيل ذقنه وهو يتقيأ. بدا قيئه مزيجًا من الدموع والمخاط.
“بفضل لو، صادفنا فرقة المرتزقة هذه. لو لم نوظفهم، لكنا قد قضينا عليهم منذ زمن طويل ” فكّر فيليون في نفسه وهو يتحمّل الألم. حتى بعد المعاناة التي مرّ بها، كان يعتقد أن قراره كان صائبًا. كانت بوركانا مملكة صغيرة هادئة، نادرًا ما يُرى فيها المرتزقة. لقد كان تمكّنهم من مواجهة فرقة قوية بما يكفي لصدّ فرقة المطاردة بمثابة معجزة، لذا كان عليه أن يكذب أي كذبة تُقنعهم بالعمل معه.
“أريد الاستمرار في العمل. إذا اعترض أحد، فليتحدث الآن، وإلا فلنتبع تقاليدنا ونصوت ” قال يوريتش وهو ينظر حول مرتزقته. انشغل المرتزقة بالدردشة فيما بينهم.
“لقد اوقفنا المطاردة على أي حال. مكافأة مرافقة أحد أفراد العائلة المالكة ستكون جنونية.”
“يجب علينا على الأقل معرفة جميع التفاصيل إذا أردنا فعل ذلك. لماذا يُطرد أمير من مملكته؟”
“اقتلوهم وخذوا أموالهم. ثم سنمضي في طريقنا بسعادة.”
تباينت الآراء حول المرتزقة، إلا أن الإجماع على قتل صاحب عملهم والاستيلاء على ما يملكونه.
شعر باهيل بالدوار. كان يسمع أصوات المعدن، وصوت اصطدام المعدن جعل قلبه يرتجف خوفًا.
“سوف أموت بهذه السرعة.”
انتفض خده الذي ضربه فيليون. لم يُصفع من قبل، ولا حتى من الملك. لم يكن هناك أي شعور حقيقي.
بوو!
علق شيء ما في فم باهيل.

 

بصق سنه على الأرض.
’لقد صفعتَ أحدَ الملوك حتى كسرتَ سنَّه. أنت حقًا حارس وفيٌّ يا سيدي فيليون’، هكذا ارتسمت على وجهه ابتسامة، ومسح باهيل الدمَ حول فمه.
“…اسمي فاركا أنيو بوركانا.”
بعد أن تقيأ بغزارة، رفع باهيل ذقنه، ثم شد على أسنانه وقبضتيه. حوّل المرتزقة انتباههم إلى الأمير.
” فإن الدوق هارماتي، عمي ووصي المملكة، يتطلع إلى العرش. لم يفق والدي الملك من غيبوبته منذ عام، لذا سينتقل العرش إليّ عندما أبلغ السادسة عشرة. يريد الوصي، الدوق هارماتي، قتلي قبل ذلك، لأنه بدون وريث الدم، سينتقل العرش إليه بطبيعة الحال، الوصي الحالي وشقيق الملك. ”
لم يكن سياق العمل مختلفًا كثيرًا، باستثناء حقيقة أن الأمر تطور من كونه يتعلق بعائلة نبيلة واحدة إلى نزاع ملكي.
“إذا خضعتُ لمراسم بلوغي السادسة عشرة في الإمبراطورية، وعدتُ إلى بوركانا برفقة القوات الإمبراطورية، فلن يتمكن الدوق هارماتي من ملاحقتي. أنا الوريث الشرعي الوحيد لعرش بوركانا، لذا عندما أتولى العرش…”
ألقى باهيل نظرة على فيليون، ثم عاد لينظر إلى المرتزقة.
“… ستُكافأ وتُعامل بما يليق بمنصبي كملك بوركانا. أقسم بذلك باسم لو، حاكم الشمس. ” أخرج باهيل قلادته الشمس وقبّلها. من حنث بقسمه مع حاكم عوقب بعذاب أبدي في الآخرة. أما فيليون، الذي فعل ذلك بالفعل، فقد أصبحت روحه الآن ملوثة. ”
“يا لو الرحيم والكريم، من فضلك ضع في اعتبارك الولاء الذي أظهره السير فيليون واغفر خطيئته.”
أدرك باهيل حقيقةً مُريعة. أدرك عظمة التضحية التي قدّمها فيليون من أجله، وأن فقدان الجسد لا يُقارن بالألم الذي سيُعانيه في الآخرة. كان مصير روحه أن تُصبح روحًا شريرة تجوب عالم الأحياء بلا خلاص.
“هل سمعتَ ذلك؟ الملك التالي يعد بمكافأة باسم لو ” ابتسم يوريتش. أصبحت فكرة قتل صاحب العمل ونهبه تتلاشى تدريجيًا.
“هذه فرصة لتغيير الحياة.”
لم تكن فرص كهذه سهلة المنال. كان مقدرًا للبشر أن يقضوا حياتهم يتدحرجون في التراب حتى الموت. وهكذا سارت الأمور.
“لقد وعد صاحب السمو الملكي بنفسه بذلك، لذا أريد إنهاء المهمة.”
“نفس الشيء هنا.”
“من يدري؟ ربما يمنحنا أرضًا زراعية لنستقر فيها. ملكٌ قادرٌ على فعل ذلك، أليس كذلك؟”
واحدًا تلو الآخر، رفع المرتزقة أيديهم مؤيدين إتمام المهمة. ووعد باهيل بالمكافآت التي طلبها كل مرتزق – مال لمن أراد الدفع، وأرض لمن أرادها.
تنفس فيليون والحراس. لقد نجوا.
“هذا ما أتحدث عنه يا أميري. أحسنت ” هدّأ فيليون الأمير وهو يربت على رأسه بيده اليسرى. لو لم يكن باهيل قد وعد المرتزقة بالمكافآت بدافع الحقد والعناد، لكانوا قد قتلوهم جميعًا انتقامًا.
“سيد فيليون، سيُكافأ ولائك بالتأكيد. عندما أصبح ملكًا، سأبذل كل ما في وسعي لأجعل البابا يغفر لك خطيئتك. لن أسمح لروحك أن تتجول في هذا العالم. أقسم باسم لو…”
أوقف فيليون باهيل في منتصف الجملة وهز رأسه.
“الحلف باسم لو أمرٌ يفعله من لا ثقة بينهم. كلمتك وحدها تكفيني يا أمير.”
وضع باهيل يديه على صدره وفتح فمه بينما غطت الدموع عينيه.
“أقسم لك إذن باسمي الخاص، وليس باسم لو.”
* * *
كان فيليون يتلقى العلاج من أحد الحراس. مسح الحارس الدم الجاف عن ظهره ووضع مرهمًا عليه.
“الجرح سطحيٌّ بشكلٍ مُفاجئٍ مقارنةً بكمية النزيف ” قال الحارس وهو يُضمّد الجرح. انحنى فيليون للأمام والخلف ليشعر بخطورة الجرح.
“لقد قطع الجلد فقط. العضلات سليمة.”
بدا مجرد تمزق طويل في ظهره، بدا كجرح غائر. لم تكن إصابة كبيرة.
“يوريتش، أنت رجل ذكي.”
أعاد فيليون تقييمه ليوريتش، فوجد أنه أذكى بكثير مما كان يظن في البداية.
“ما زلتُ لا أفهم لماذا أخبر المرتزقة الآخرين بكذبتي. أراد تنفيذ المهمة على أي حال، لذا كل ما كان عليه فعله لمنع كل هذه الضجة هو أن يخفي الأمر عن نفسه.”
بدا تصرف يوريتش مثيرا للشكوك.

بصق سنه على الأرض. ’لقد صفعتَ أحدَ الملوك حتى كسرتَ سنَّه. أنت حقًا حارس وفيٌّ يا سيدي فيليون’، هكذا ارتسمت على وجهه ابتسامة، ومسح باهيل الدمَ حول فمه. “…اسمي فاركا أنيو بوركانا.” بعد أن تقيأ بغزارة، رفع باهيل ذقنه، ثم شد على أسنانه وقبضتيه. حوّل المرتزقة انتباههم إلى الأمير. ” فإن الدوق هارماتي، عمي ووصي المملكة، يتطلع إلى العرش. لم يفق والدي الملك من غيبوبته منذ عام، لذا سينتقل العرش إليّ عندما أبلغ السادسة عشرة. يريد الوصي، الدوق هارماتي، قتلي قبل ذلك، لأنه بدون وريث الدم، سينتقل العرش إليه بطبيعة الحال، الوصي الحالي وشقيق الملك. ” لم يكن سياق العمل مختلفًا كثيرًا، باستثناء حقيقة أن الأمر تطور من كونه يتعلق بعائلة نبيلة واحدة إلى نزاع ملكي. “إذا خضعتُ لمراسم بلوغي السادسة عشرة في الإمبراطورية، وعدتُ إلى بوركانا برفقة القوات الإمبراطورية، فلن يتمكن الدوق هارماتي من ملاحقتي. أنا الوريث الشرعي الوحيد لعرش بوركانا، لذا عندما أتولى العرش…” ألقى باهيل نظرة على فيليون، ثم عاد لينظر إلى المرتزقة. “… ستُكافأ وتُعامل بما يليق بمنصبي كملك بوركانا. أقسم بذلك باسم لو، حاكم الشمس. ” أخرج باهيل قلادته الشمس وقبّلها. من حنث بقسمه مع حاكم عوقب بعذاب أبدي في الآخرة. أما فيليون، الذي فعل ذلك بالفعل، فقد أصبحت روحه الآن ملوثة. ” “يا لو الرحيم والكريم، من فضلك ضع في اعتبارك الولاء الذي أظهره السير فيليون واغفر خطيئته.” أدرك باهيل حقيقةً مُريعة. أدرك عظمة التضحية التي قدّمها فيليون من أجله، وأن فقدان الجسد لا يُقارن بالألم الذي سيُعانيه في الآخرة. كان مصير روحه أن تُصبح روحًا شريرة تجوب عالم الأحياء بلا خلاص. “هل سمعتَ ذلك؟ الملك التالي يعد بمكافأة باسم لو ” ابتسم يوريتش. أصبحت فكرة قتل صاحب العمل ونهبه تتلاشى تدريجيًا. “هذه فرصة لتغيير الحياة.” لم تكن فرص كهذه سهلة المنال. كان مقدرًا للبشر أن يقضوا حياتهم يتدحرجون في التراب حتى الموت. وهكذا سارت الأمور. “لقد وعد صاحب السمو الملكي بنفسه بذلك، لذا أريد إنهاء المهمة.” “نفس الشيء هنا.” “من يدري؟ ربما يمنحنا أرضًا زراعية لنستقر فيها. ملكٌ قادرٌ على فعل ذلك، أليس كذلك؟” واحدًا تلو الآخر، رفع المرتزقة أيديهم مؤيدين إتمام المهمة. ووعد باهيل بالمكافآت التي طلبها كل مرتزق – مال لمن أراد الدفع، وأرض لمن أرادها. تنفس فيليون والحراس. لقد نجوا. “هذا ما أتحدث عنه يا أميري. أحسنت ” هدّأ فيليون الأمير وهو يربت على رأسه بيده اليسرى. لو لم يكن باهيل قد وعد المرتزقة بالمكافآت بدافع الحقد والعناد، لكانوا قد قتلوهم جميعًا انتقامًا. “سيد فيليون، سيُكافأ ولائك بالتأكيد. عندما أصبح ملكًا، سأبذل كل ما في وسعي لأجعل البابا يغفر لك خطيئتك. لن أسمح لروحك أن تتجول في هذا العالم. أقسم باسم لو…” أوقف فيليون باهيل في منتصف الجملة وهز رأسه. “الحلف باسم لو أمرٌ يفعله من لا ثقة بينهم. كلمتك وحدها تكفيني يا أمير.” وضع باهيل يديه على صدره وفتح فمه بينما غطت الدموع عينيه. “أقسم لك إذن باسمي الخاص، وليس باسم لو.” * * * كان فيليون يتلقى العلاج من أحد الحراس. مسح الحارس الدم الجاف عن ظهره ووضع مرهمًا عليه. “الجرح سطحيٌّ بشكلٍ مُفاجئٍ مقارنةً بكمية النزيف ” قال الحارس وهو يُضمّد الجرح. انحنى فيليون للأمام والخلف ليشعر بخطورة الجرح. “لقد قطع الجلد فقط. العضلات سليمة.” بدا مجرد تمزق طويل في ظهره، بدا كجرح غائر. لم تكن إصابة كبيرة. “يوريتش، أنت رجل ذكي.” أعاد فيليون تقييمه ليوريتش، فوجد أنه أذكى بكثير مما كان يظن في البداية. “ما زلتُ لا أفهم لماذا أخبر المرتزقة الآخرين بكذبتي. أراد تنفيذ المهمة على أي حال، لذا كل ما كان عليه فعله لمنع كل هذه الضجة هو أن يخفي الأمر عن نفسه.” بدا تصرف يوريتش مثيرا للشكوك.

بعد أن انتهى من وجبته، توجه يوريتش نحو فيليون. أشار فيليون للحراس بالانصراف لإفساح المجال لمحادثة خاصة.
” اذهب واحصل على بعض اللحوم، لقد فقدت الكثير من الدماء ” قال يوريتش كما لو أنه لم يكن سبب كل هذا النزيف.
“أعلم أنه من الغريب أن أقول هذا للشخص الذي عذبني، لكن شكرًا لك، يوريتش.” أومأ فيليون برأسه لإظهار احترامه.
“أفهم سبب كذبك. لو أخبرتنا منذ البداية أنك في مهمة ملكية، لما قبلنا المهمة. بفضل كذبك وصلنا إلى هذه المرحلة. لذا، في النهاية، يبدو أن حكمك كان صائبًا ” ضحك يوريتش. حتى دونوفان، الذي كان أول من صوّت لصالح هذه المهمة في البداية، رغب في الرحيل بمجرد أن انكشف أنها تتعلق بالعائلة المالكة. إلى هذا الحد وصلت الأمور إلى حد الخطورة والتعقيد بالنسبة للمرتزقة.
“لقد تمكنت من إقناع إخوتي فقط لأننا كنا نقوم بالمهمة بالفعل.”
نظر يوريتش إلى يد فيليون اليمنى. بعد فقدانه أربعة أصابع من إحدى يديه، انتهت حياته كمحارب.
“حاول ألا تُكثر من لومك. لقد انتهكت النزاهة. كون الوظيفة مختلفة عن الوصف يُشبه انقلاب المرتزقة على صاحب العمل. كان من العدل لو كسرتُ جمجمة سيدك نصفين أمامك مباشرةً ” قال يوريتش وهو يعبث بأنفه. هناك دمٌ مُتخثّر داخل أنفه، فاستخرجه وقذفه في النار.
“لا لوم عليّ. في الحقيقة، أعتقد أنك تركتني أفلت من العقاب بسهولة. لكن هل لي أن أسألك سؤالاً؟”
“إذا قلت لا، هل لن تسأل؟”
جعل كلام يوريتش فيليون يضحك على الرغم من جسده المؤلم.
“إذا كنتَ ترغب في الاحتفاظ بالوظيفة، فلماذا فضحتني على المرتزقة الآخرين؟ مرة أخرى، لا ألومك على ذلك، أنا فقط فضولي.”
“هذا صحيح، أريد إنهاء هذه المهمة لأنني أريد رؤية عاصمة الإمبراطورية. إذا ذهبتُ إلى هناك برفقة أحد النبلاء، فأنا متأكد من أنني سأتمكن من رؤية المزيد من العاصمة التي تُسمونها مركز العالم أكثر مما لو زارتها فرقة المرتزقة بمفردنا. في الواقع، بما أنكم من العائلة المالكة، ألا يعني هذا أنني سأتمكن من رؤية الإمبراطور نفسه؟ صحيح؟” أصبحت كلمات يوريتش أسرع، ولمعت عيناه كعيني طفل صغير.
“إذا كنت ترغب في ذلك، يمكنني مساعدتك في رؤية الإمبراطور من بعيد في الجمهور الملكي.”
“كانت قصور وقلاع النبلاء التي قابلتها مذهلة. لا أستطيع تخيل روعة وصية الإمبراطور، يا إلهي. أراهن أنها مليئة بالعجائب.” ضحك يوريتش وهو يضرب ركبتيه. سيف الفولاذي الإمبراطوري الذي أصبح كنز يوريتش أيضًا شيئ لا يمكن العثور عليه إلا في ورشة الإمبراطور.
“هذا الرجل…”
أحس فيليون بحماسة يوريتش. بدت رغبة طفل خالصة.
“أرغب بشدة في الذهاب إلى عاصمة الإمبراطورية، خاصةً إذا برفقة أحد النبلاء. مع ذلك، لا أنوي الكذب على إخوتي أو خيانتهم من أجل رغباتي الشخصية. هذا كل شيء. أدركتُ أنكم خنتم ثقتنا، وكان من واجبي إبلاغ إخوتي.”
بدا الأمر بسيطًا. بدا يوريتش صادقًا. لم يكذب بشأن رغبته في رؤية العاصمة، ولم يُخلّ بواجبه تجاه إخوته.
“واضح وبسيط ”
فجأة اكتسب فيليون التنوير.
“هذا الرجل جدير بالثقة. مع أنه بربري، إلا أنه يفي بقسمه وواجباته. ربما يكون محبوبًا لدى لو أكثر من رجل مثلي يكذب باسمه دون عقاب.”
أصبح فيليون معجبًا بالرجل الذي قطع أصابعه. بدا الأمر مثيرًا للسخرية.

بصق سنه على الأرض. ’لقد صفعتَ أحدَ الملوك حتى كسرتَ سنَّه. أنت حقًا حارس وفيٌّ يا سيدي فيليون’، هكذا ارتسمت على وجهه ابتسامة، ومسح باهيل الدمَ حول فمه. “…اسمي فاركا أنيو بوركانا.” بعد أن تقيأ بغزارة، رفع باهيل ذقنه، ثم شد على أسنانه وقبضتيه. حوّل المرتزقة انتباههم إلى الأمير. ” فإن الدوق هارماتي، عمي ووصي المملكة، يتطلع إلى العرش. لم يفق والدي الملك من غيبوبته منذ عام، لذا سينتقل العرش إليّ عندما أبلغ السادسة عشرة. يريد الوصي، الدوق هارماتي، قتلي قبل ذلك، لأنه بدون وريث الدم، سينتقل العرش إليه بطبيعة الحال، الوصي الحالي وشقيق الملك. ” لم يكن سياق العمل مختلفًا كثيرًا، باستثناء حقيقة أن الأمر تطور من كونه يتعلق بعائلة نبيلة واحدة إلى نزاع ملكي. “إذا خضعتُ لمراسم بلوغي السادسة عشرة في الإمبراطورية، وعدتُ إلى بوركانا برفقة القوات الإمبراطورية، فلن يتمكن الدوق هارماتي من ملاحقتي. أنا الوريث الشرعي الوحيد لعرش بوركانا، لذا عندما أتولى العرش…” ألقى باهيل نظرة على فيليون، ثم عاد لينظر إلى المرتزقة. “… ستُكافأ وتُعامل بما يليق بمنصبي كملك بوركانا. أقسم بذلك باسم لو، حاكم الشمس. ” أخرج باهيل قلادته الشمس وقبّلها. من حنث بقسمه مع حاكم عوقب بعذاب أبدي في الآخرة. أما فيليون، الذي فعل ذلك بالفعل، فقد أصبحت روحه الآن ملوثة. ” “يا لو الرحيم والكريم، من فضلك ضع في اعتبارك الولاء الذي أظهره السير فيليون واغفر خطيئته.” أدرك باهيل حقيقةً مُريعة. أدرك عظمة التضحية التي قدّمها فيليون من أجله، وأن فقدان الجسد لا يُقارن بالألم الذي سيُعانيه في الآخرة. كان مصير روحه أن تُصبح روحًا شريرة تجوب عالم الأحياء بلا خلاص. “هل سمعتَ ذلك؟ الملك التالي يعد بمكافأة باسم لو ” ابتسم يوريتش. أصبحت فكرة قتل صاحب العمل ونهبه تتلاشى تدريجيًا. “هذه فرصة لتغيير الحياة.” لم تكن فرص كهذه سهلة المنال. كان مقدرًا للبشر أن يقضوا حياتهم يتدحرجون في التراب حتى الموت. وهكذا سارت الأمور. “لقد وعد صاحب السمو الملكي بنفسه بذلك، لذا أريد إنهاء المهمة.” “نفس الشيء هنا.” “من يدري؟ ربما يمنحنا أرضًا زراعية لنستقر فيها. ملكٌ قادرٌ على فعل ذلك، أليس كذلك؟” واحدًا تلو الآخر، رفع المرتزقة أيديهم مؤيدين إتمام المهمة. ووعد باهيل بالمكافآت التي طلبها كل مرتزق – مال لمن أراد الدفع، وأرض لمن أرادها. تنفس فيليون والحراس. لقد نجوا. “هذا ما أتحدث عنه يا أميري. أحسنت ” هدّأ فيليون الأمير وهو يربت على رأسه بيده اليسرى. لو لم يكن باهيل قد وعد المرتزقة بالمكافآت بدافع الحقد والعناد، لكانوا قد قتلوهم جميعًا انتقامًا. “سيد فيليون، سيُكافأ ولائك بالتأكيد. عندما أصبح ملكًا، سأبذل كل ما في وسعي لأجعل البابا يغفر لك خطيئتك. لن أسمح لروحك أن تتجول في هذا العالم. أقسم باسم لو…” أوقف فيليون باهيل في منتصف الجملة وهز رأسه. “الحلف باسم لو أمرٌ يفعله من لا ثقة بينهم. كلمتك وحدها تكفيني يا أمير.” وضع باهيل يديه على صدره وفتح فمه بينما غطت الدموع عينيه. “أقسم لك إذن باسمي الخاص، وليس باسم لو.” * * * كان فيليون يتلقى العلاج من أحد الحراس. مسح الحارس الدم الجاف عن ظهره ووضع مرهمًا عليه. “الجرح سطحيٌّ بشكلٍ مُفاجئٍ مقارنةً بكمية النزيف ” قال الحارس وهو يُضمّد الجرح. انحنى فيليون للأمام والخلف ليشعر بخطورة الجرح. “لقد قطع الجلد فقط. العضلات سليمة.” بدا مجرد تمزق طويل في ظهره، بدا كجرح غائر. لم تكن إصابة كبيرة. “يوريتش، أنت رجل ذكي.” أعاد فيليون تقييمه ليوريتش، فوجد أنه أذكى بكثير مما كان يظن في البداية. “ما زلتُ لا أفهم لماذا أخبر المرتزقة الآخرين بكذبتي. أراد تنفيذ المهمة على أي حال، لذا كل ما كان عليه فعله لمنع كل هذه الضجة هو أن يخفي الأمر عن نفسه.” بدا تصرف يوريتش مثيرا للشكوك.

 

بصق سنه على الأرض. ’لقد صفعتَ أحدَ الملوك حتى كسرتَ سنَّه. أنت حقًا حارس وفيٌّ يا سيدي فيليون’، هكذا ارتسمت على وجهه ابتسامة، ومسح باهيل الدمَ حول فمه. “…اسمي فاركا أنيو بوركانا.” بعد أن تقيأ بغزارة، رفع باهيل ذقنه، ثم شد على أسنانه وقبضتيه. حوّل المرتزقة انتباههم إلى الأمير. ” فإن الدوق هارماتي، عمي ووصي المملكة، يتطلع إلى العرش. لم يفق والدي الملك من غيبوبته منذ عام، لذا سينتقل العرش إليّ عندما أبلغ السادسة عشرة. يريد الوصي، الدوق هارماتي، قتلي قبل ذلك، لأنه بدون وريث الدم، سينتقل العرش إليه بطبيعة الحال، الوصي الحالي وشقيق الملك. ” لم يكن سياق العمل مختلفًا كثيرًا، باستثناء حقيقة أن الأمر تطور من كونه يتعلق بعائلة نبيلة واحدة إلى نزاع ملكي. “إذا خضعتُ لمراسم بلوغي السادسة عشرة في الإمبراطورية، وعدتُ إلى بوركانا برفقة القوات الإمبراطورية، فلن يتمكن الدوق هارماتي من ملاحقتي. أنا الوريث الشرعي الوحيد لعرش بوركانا، لذا عندما أتولى العرش…” ألقى باهيل نظرة على فيليون، ثم عاد لينظر إلى المرتزقة. “… ستُكافأ وتُعامل بما يليق بمنصبي كملك بوركانا. أقسم بذلك باسم لو، حاكم الشمس. ” أخرج باهيل قلادته الشمس وقبّلها. من حنث بقسمه مع حاكم عوقب بعذاب أبدي في الآخرة. أما فيليون، الذي فعل ذلك بالفعل، فقد أصبحت روحه الآن ملوثة. ” “يا لو الرحيم والكريم، من فضلك ضع في اعتبارك الولاء الذي أظهره السير فيليون واغفر خطيئته.” أدرك باهيل حقيقةً مُريعة. أدرك عظمة التضحية التي قدّمها فيليون من أجله، وأن فقدان الجسد لا يُقارن بالألم الذي سيُعانيه في الآخرة. كان مصير روحه أن تُصبح روحًا شريرة تجوب عالم الأحياء بلا خلاص. “هل سمعتَ ذلك؟ الملك التالي يعد بمكافأة باسم لو ” ابتسم يوريتش. أصبحت فكرة قتل صاحب العمل ونهبه تتلاشى تدريجيًا. “هذه فرصة لتغيير الحياة.” لم تكن فرص كهذه سهلة المنال. كان مقدرًا للبشر أن يقضوا حياتهم يتدحرجون في التراب حتى الموت. وهكذا سارت الأمور. “لقد وعد صاحب السمو الملكي بنفسه بذلك، لذا أريد إنهاء المهمة.” “نفس الشيء هنا.” “من يدري؟ ربما يمنحنا أرضًا زراعية لنستقر فيها. ملكٌ قادرٌ على فعل ذلك، أليس كذلك؟” واحدًا تلو الآخر، رفع المرتزقة أيديهم مؤيدين إتمام المهمة. ووعد باهيل بالمكافآت التي طلبها كل مرتزق – مال لمن أراد الدفع، وأرض لمن أرادها. تنفس فيليون والحراس. لقد نجوا. “هذا ما أتحدث عنه يا أميري. أحسنت ” هدّأ فيليون الأمير وهو يربت على رأسه بيده اليسرى. لو لم يكن باهيل قد وعد المرتزقة بالمكافآت بدافع الحقد والعناد، لكانوا قد قتلوهم جميعًا انتقامًا. “سيد فيليون، سيُكافأ ولائك بالتأكيد. عندما أصبح ملكًا، سأبذل كل ما في وسعي لأجعل البابا يغفر لك خطيئتك. لن أسمح لروحك أن تتجول في هذا العالم. أقسم باسم لو…” أوقف فيليون باهيل في منتصف الجملة وهز رأسه. “الحلف باسم لو أمرٌ يفعله من لا ثقة بينهم. كلمتك وحدها تكفيني يا أمير.” وضع باهيل يديه على صدره وفتح فمه بينما غطت الدموع عينيه. “أقسم لك إذن باسمي الخاص، وليس باسم لو.” * * * كان فيليون يتلقى العلاج من أحد الحراس. مسح الحارس الدم الجاف عن ظهره ووضع مرهمًا عليه. “الجرح سطحيٌّ بشكلٍ مُفاجئٍ مقارنةً بكمية النزيف ” قال الحارس وهو يُضمّد الجرح. انحنى فيليون للأمام والخلف ليشعر بخطورة الجرح. “لقد قطع الجلد فقط. العضلات سليمة.” بدا مجرد تمزق طويل في ظهره، بدا كجرح غائر. لم تكن إصابة كبيرة. “يوريتش، أنت رجل ذكي.” أعاد فيليون تقييمه ليوريتش، فوجد أنه أذكى بكثير مما كان يظن في البداية. “ما زلتُ لا أفهم لماذا أخبر المرتزقة الآخرين بكذبتي. أراد تنفيذ المهمة على أي حال، لذا كل ما كان عليه فعله لمنع كل هذه الضجة هو أن يخفي الأمر عن نفسه.” بدا تصرف يوريتش مثيرا للشكوك.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

بعد أن انتهى من وجبته، توجه يوريتش نحو فيليون. أشار فيليون للحراس بالانصراف لإفساح المجال لمحادثة خاصة. ” اذهب واحصل على بعض اللحوم، لقد فقدت الكثير من الدماء ” قال يوريتش كما لو أنه لم يكن سبب كل هذا النزيف. “أعلم أنه من الغريب أن أقول هذا للشخص الذي عذبني، لكن شكرًا لك، يوريتش.” أومأ فيليون برأسه لإظهار احترامه. “أفهم سبب كذبك. لو أخبرتنا منذ البداية أنك في مهمة ملكية، لما قبلنا المهمة. بفضل كذبك وصلنا إلى هذه المرحلة. لذا، في النهاية، يبدو أن حكمك كان صائبًا ” ضحك يوريتش. حتى دونوفان، الذي كان أول من صوّت لصالح هذه المهمة في البداية، رغب في الرحيل بمجرد أن انكشف أنها تتعلق بالعائلة المالكة. إلى هذا الحد وصلت الأمور إلى حد الخطورة والتعقيد بالنسبة للمرتزقة. “لقد تمكنت من إقناع إخوتي فقط لأننا كنا نقوم بالمهمة بالفعل.” نظر يوريتش إلى يد فيليون اليمنى. بعد فقدانه أربعة أصابع من إحدى يديه، انتهت حياته كمحارب. “حاول ألا تُكثر من لومك. لقد انتهكت النزاهة. كون الوظيفة مختلفة عن الوصف يُشبه انقلاب المرتزقة على صاحب العمل. كان من العدل لو كسرتُ جمجمة سيدك نصفين أمامك مباشرةً ” قال يوريتش وهو يعبث بأنفه. هناك دمٌ مُتخثّر داخل أنفه، فاستخرجه وقذفه في النار. “لا لوم عليّ. في الحقيقة، أعتقد أنك تركتني أفلت من العقاب بسهولة. لكن هل لي أن أسألك سؤالاً؟” “إذا قلت لا، هل لن تسأل؟” جعل كلام يوريتش فيليون يضحك على الرغم من جسده المؤلم. “إذا كنتَ ترغب في الاحتفاظ بالوظيفة، فلماذا فضحتني على المرتزقة الآخرين؟ مرة أخرى، لا ألومك على ذلك، أنا فقط فضولي.” “هذا صحيح، أريد إنهاء هذه المهمة لأنني أريد رؤية عاصمة الإمبراطورية. إذا ذهبتُ إلى هناك برفقة أحد النبلاء، فأنا متأكد من أنني سأتمكن من رؤية المزيد من العاصمة التي تُسمونها مركز العالم أكثر مما لو زارتها فرقة المرتزقة بمفردنا. في الواقع، بما أنكم من العائلة المالكة، ألا يعني هذا أنني سأتمكن من رؤية الإمبراطور نفسه؟ صحيح؟” أصبحت كلمات يوريتش أسرع، ولمعت عيناه كعيني طفل صغير. “إذا كنت ترغب في ذلك، يمكنني مساعدتك في رؤية الإمبراطور من بعيد في الجمهور الملكي.” “كانت قصور وقلاع النبلاء التي قابلتها مذهلة. لا أستطيع تخيل روعة وصية الإمبراطور، يا إلهي. أراهن أنها مليئة بالعجائب.” ضحك يوريتش وهو يضرب ركبتيه. سيف الفولاذي الإمبراطوري الذي أصبح كنز يوريتش أيضًا شيئ لا يمكن العثور عليه إلا في ورشة الإمبراطور. “هذا الرجل…” أحس فيليون بحماسة يوريتش. بدت رغبة طفل خالصة. “أرغب بشدة في الذهاب إلى عاصمة الإمبراطورية، خاصةً إذا برفقة أحد النبلاء. مع ذلك، لا أنوي الكذب على إخوتي أو خيانتهم من أجل رغباتي الشخصية. هذا كل شيء. أدركتُ أنكم خنتم ثقتنا، وكان من واجبي إبلاغ إخوتي.” بدا الأمر بسيطًا. بدا يوريتش صادقًا. لم يكذب بشأن رغبته في رؤية العاصمة، ولم يُخلّ بواجبه تجاه إخوته. “واضح وبسيط ” فجأة اكتسب فيليون التنوير. “هذا الرجل جدير بالثقة. مع أنه بربري، إلا أنه يفي بقسمه وواجباته. ربما يكون محبوبًا لدى لو أكثر من رجل مثلي يكذب باسمه دون عقاب.” أصبح فيليون معجبًا بالرجل الذي قطع أصابعه. بدا الأمر مثيرًا للسخرية.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

We have detected that you are using extensions to block ads. Please support us by disabling these ads blocker.

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط