الفصل 55
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“مرحبًا، دونوفان، هل مازلت على قيد الحياة؟” دخل يوريتش الخيمة فرأى دونوفان مُستلقيًا على الأرض. كان وجهه منتفخًا ومنتفخًا. لم يكن هناك أي جزء طبيعي من جسده، حتى أنه يرتدي جبيرة لتثبيت ذراعه المكسورة. “اغرب عن وجهي. لا يهمني إن تركتني هنا أم أخذتني. افعل ما تشاء.” قال دونوفان وهو يبصق دمًا. حتى في هذه الحالة، عيناه، اللتان كانتا نصف مغلقتين من التورم، لا تزالان تحملان البغض. “لن يتراجع بسبب هذا.” يوريتش يعرف دونوفان جيدًا. بدا رجلًا ينهض دائمًا إلا إذا قُتل. “هل رأيت وجوه الأشخاص الذين فعلوا هذا بك؟” سأل يوريتش وهو يجلس بجانب دونوفان. ” أمسكوا بي من الخلف. هربوا بعد أن وضعوا كيسًا على رأسي وضربوني ضربًا مبرحًا. يا إلهي، ربما كان هذا بواسطة…” “أعلم، ربما كان ذلك من فعل قائد البوابة. حتى الآن، كان منشغلاً بإهانتك طوال العشاء.” “أوبير، ذلك الوغد! كان يجب أن أقتله منذ زمن. لا أصدق أنني تركته حيًا لمجرد أنني شعرت بالشفقة عليه لأنه كان رئيسي الذي يتوسل لإنقاذ حياته.” ” هذا الوغد أصبح الآن قائد البوابة هنا، وعلينا إحضار باهيل إلى العاصمة. أم نقاتل قائد البوابة هنا؟ نقتل جميع الحاميات ونهرب؟” ضحك يوريتش. انضم إليه دونوفان، ولكن فقط حتى تأوه من الألم. ” انسَ كلامك الفارغ وركز على إنجاز العمل. لقد خاطرتُ بحياتي من أجل هذه الوظيفة، ولا أنوي أن أدع شيئًا كهذا يُفسد كل شيء.” بالكاد استطاع دونوفان النهوض. كان يعارض فكرة الانخراط في عمل له علاقة بالعائلة المالكة، لكنه قطع شوطًا طويلًا. من العبث إفساد المهمة الآن. “مكافأة من الملك.” بدا كافيا لتغيير حياة مرتزق عادي. “وضعتُ بعض الرجال على أهبة الاستعداد، تحسبًا لأي طارئ. ركّز فقط على التحسن، لأنكَ إن لم تستطع المواكبة، فسأتركك خلفي ” قال يوريتش وهو يغادر الخيمة. لم يكن دونوفان قادرًا على التحرك لفترة من الوقت، لذلك لا بد من حمله في عربة. ” تعرّض نائب قائد فرقة المرتزقة لدينا للهجوم. لا أستطيع الجلوس هنا مكتوفي الأيدي ” تمتم يوريتش وهو يغادر معسكر المرتزقة. فيليون، الذي وصل متأخرًا لحظة واحدة، بحث بشكل يائس عن يوريتش، لكن المرتزقة الآخرين لم يعرفوا إلى أين ذهب. “من فضلك لا تفعل أي شيء سيئ، يوريتش، من فضلك!” صلى فيليون، وهو يحرك قدميه. أمام البوابة خيام صغيرة. سكانها هم القوافل والمسافرون الذين ينتظرون دورهم عند تفتيش البوابة، والبغايا اللواتي يكسبن أموالهن منهم، واللصوص الصغار الذين استهدفوا هؤلاء الرجال. هناك أسباب كافية لتوخي الحذر الشديد أمام البوابة. توجه يوريتش إلى الجزء الأعمق من الخيام. ” أيها البربري هناك، ماذا عن نصف عملة ذهبية؟” قالت امرأة ذات وجه لائق ليوريتش وهي تحدق فيه بشهوة. “تعالي إلى هنا، سأفعل ذلك مقابل عشرة آلاف شيل ” قال المرأة التي بدأت التجاعيد تظهر على وجهها. “لا تهتم حتى بهؤلاء النساء. تعالَ هنا، بِقطعة ذهبية واحدة ” قالت راقصة الخيام المتجولة ليوريتش بابتسامة فاتنة. “ابتعدوا عني، أنا لست في مزاج جيد.” أطلقت العاهرات لعناتهن على نبرة يوريتش العدوانية. “يا له من أحمق! إن لم تكن ستفعل بنا شيئًا، فلماذا أنت هنا؟” حدق يوريتش في العاهرات دون الإجابة على أسئلتهن. “أنا متأكد أنكم تعرفون رجلاً تعرض للضرب هنا سابقًا. هل يعرف أحد شيئًا عن ذلك؟” ضحكت العاهرات فيما بينهن. فتش يوريتش جيبه الداخلي وأخرج حفنة من العملات الذهبية. “أوه، العملات الذهبية التي أفلتت من يدي تبحث عن مالك جديد.” رمى يوريتش إحدى العملات الذهبية بيده الأخرى. أطلقت العاهرات أنينًا خافتًا كما لو كنّ مسكونات بالعملة الذهبية اللامعة. “أعرف المرأة التي خدمته ” قالت المرأة ذات الوجه المتجعد. يبدو أنه رغم شيخوختها، لا يزال لديها بعض الزبائن الذين يطلبون خدمتها. ” أوه، أجل؟ لو أحضرتني إليها، قد تسقط هذه العملة الذهبية من يدي.” اتبع يوريتش قيادة العجوز ليتوغل في عمق قرية البغايا. بدت بعيدة جدًا عن البوابة، وكان جوها مشؤومًا. في إحدى الزوايا، هناك مجموعة من الرجال، بدا واضحًا أنهم مجرمون من وجوههم وطباعهم. كانوا مجتمعين حول نار المخيم. “كيكي، هذا الرجل لديه عملات ذهبية!” ركضت النساء خلف الرجال وهم يكشفون عن يوريتش. نهض الرجال ذوو المظهر القوي حاملين سلاحًا غير حاد في أيديهم.” “مرحبًا سيدي. اترك ما لديك هنا واذهب. سنسمح لك بالمرور دون أي مشاكل.” هناك ستة رجال. شدّوا أكتافهم في محاولة لتهديد يوريتش. “خذها.” حكّ يوريتش رأسه، ثم أسقط كيس نقوده الذهبية على الأرض. تقدم أحد الرجال إلى الأمام ومدّ يده إلى الكيس. بوو! داس يوريتش على ذراع الرجل. انثنت الذراع إلى الخلف. “أوووه!!” أمسك الرجل بذراعه المطوية وصرخ. نظر يوريتش إلى الرجال الباقين مرة أخرى وحرك يده. “هيا، أسرع. العملات الذهبية هنا على الأرض.” أحاط الرجال بيوريتش حاملين أسلحةً حادةً في أيديهم. بدا هذا سلاحًا مألوفًا لدى تجار البشر. “لو سلمتَ العملات المعدنية دون ضجة، لعدتَ إلى المنزل دون جرحٍ واحد؛ يا للعار! أنت من جلبتَ هذا على نفسك أيها البربري.” ضحك يوريتش بصوت عالٍ على كلمات الرجل. “همف!” اندفع أحد الرجال نحو يوريتش. انتزع منه سلاحه الحاد. “آه؟” حدّق الرجل الذي جُرِّد من سلاحه في يوريتش بنظرة حيرة. انغرست قبضة يوريتش في وجه الرجل، فانكمشت عيناه. “أوه!” الرجل الآخر الذي أمسك بيوريتش من الخلف رفع سلاحه الحاد عالياً. ووش. استدار يوريتش على قدمه اليمنى وسدد ركلته في جانب الرجل بقوة دورانه. بوو! صدر صوت عال. الرجل الذي أُصيب في جانب جسده تدحرج على الأرض مُصدرًا صرخة. “إيهيم، هممم.” تسلل الرجال إلى الوراء. اثنان منهم قُتلا في لمح البصر. حدسهم أخبرهم أن البربري الذي يقف أمامهم ليس بربريًا عاديًا. “هل مازلت تريد هذا؟ العملات الذهبية؟ قال يوريتش وهو يرفع الحقيبة من الأرض بطرف قدمه. “نحن بخير!” هزّ الرجال المتبقون رؤوسهم وهم يستعيدون الجرحى. كانوا قد دسوا ذيولهم بين أرجلهم. “لا، لا. أنتم تحبون العملات الذهبية، أليس كذلك؟ يجب أن يكون لديكم ما تحبونه.” قال يوريتش للرجال وهو يتجه نحوهم، يربت على ظهره: “يا إلهي!”. ارتعب الرجال، ونظروا إلى يوريتش بنفس التعبير على وجوههم. “نعتذر يا سيدي المحارب! أرجوك سامحني هذه المرة فقط.” ” سأعطيك هذه العملات الذهبية. لماذا أنت خائف هكذا؟” قال يوريتش مبتسمًا وهو يربت بخفة على خدود الرجال. أخرج بضع عملات ذهبية من حقيبته وناول كل واحد منهم واحدة. “لماذا تفعل هذا؟” لم يفهم الرجال سبب فعل يوريتش هذا. أمال يوريتش رأسه وابتسم. “أنتم تحبون العملات الذهبية، أليس كذلك؟ وأنا أيضًا.” أمسك يوريتش بأكتاف الرجال حتى لا يتمكنوا من الهرب. هناك كدمات زرقاء على أكتافهم. “من هو هذا الوغد البربري المجنون؟” أصبح الرجال يرتجفون من الخوف. “سأعطيك هذه العملات الذهبية – وهو شيء يحبه الجميع – لذا فقط ابحث لي عن شخص.” هز يوريتش حقيبة العملات الذهبية التي ترن فيها. “… ايجاد شخص؟” جذب صوت العملات الذهبية انتباه الرجال. “إذا وجدتم من أبحث عنه، فهذه العملات لكم. أنتم أيضًا تُحبون حاكم الشمس، أليس كذلك؟ أقسم لحاكم الشمس لو، إن وجدتم من أبحث عنه، فسأدفع لكم مبلغًا مُرضيًا من العملات الذهبية. ” تبادل الرجال النظرات في وجوه بعضهم البعض وأومأوا برؤوسهم بشكل جماعي. “من تبحث عنه؟” “أنا أبحث عن أبناء العاهرة الذين تجرأوا على ضرب “أخي”.” صر يوريتش على أسنانه. لم تكن علاقته الشخصية مع دونوفان تهمه. ما يهمه هو أن دونوفان عضو في أخوة يوريتش، وأنه نائب زعيمهم الذي عيّنه يوريتش بنفسه. شقيقه دونوفان قد تعرض للضرب المبرح حتى كاد أن يموت، ولم يكن لدى يوريتش أي نية لاستخدام مهمة باهيل كذريعة للتغاضي عن الانتهاك. “هذه طريقتي.” أحضر الرجال المعلومات إلى يوريتش في لمح البصر وأخذوا عملاته الذهبية. * * * “يا إلهي، أعتقد أن ضلوعي مكسورة. لقد قاوم بشدة.” همس المتشردون الأربعة في مكان ما على أطراف قرية الخيام. بدت أجسادهم مغطاة بالكدمات. “لو تركناه يقاتلنا كما ينبغي، لكنا نحن من نتعرض للضرب. دخل في حالة قتال بمجرد ضربنا له، حتى عندما كان يضاجع تلك العاهرة.” “لكننا ضربناه . سيموت اليوم أو غدًا على أي حال.” ضحك المتشردون. كانوا رجالًا يعيشون يومًا بيوم بالتسول والقيام بسرقات صغيرة حول البوابات. “حسنًا، لقد أخبرونا ألا نقتله. هل تعتقد أننا بالغنا؟” “إيه، مهما يكن.” مُشردو البوابات أشخاص مجهولي الهوية. معظمهم مُجرمون أو هاربون. الخيام خارج البوابة مُكوّنة من أناس كثيري التنقل، مما يعني أن حتى الجنود لم يتمكنوا من السيطرة عليهم جيدًا. ******** بدأ المتشردون يلمسون العملات الذهبية التي حصلوا عليها كدفعة أولى لعملهم. كافية لمضاجعة مجموعة من النساء وقضاء أيامهم في الشراب لفترة. “هل أنتم متأكدون من عدم وجود أحد يتبعنا؟ أشعر بذلك في أعماقي ” قال المتشرد ذو الحس السليم لمجموعته. ضغطوا على أغطية رؤوسهم وانفصلوا على خطة للالتقاء في المكان المحدد. “آ …”” ارتجف المتشردون عند سماعهم صرخة قريبة. بدا صوتًا مألوفًا. ’لقد تبعنا أحدهم، على أي حال. لا بد أن الآخرين قد أُلقي القبض عليهم.’ تحرك المتشرد بقلق. صرخة زميله جعلته يرتجف. بالطبع، لم يكن ينوي إنقاذه. “سأحصل على بقية المبلغ وأخرج من هنا.” أسرع المتشرد بخطواته نحو مكان اللقاء. “هل أنا أول من وصل إلى هنا؟ أم أن الآخرين أُلقي القبض عليهم…؟”
“مرحبًا، دونوفان، هل مازلت على قيد الحياة؟”
دخل يوريتش الخيمة فرأى دونوفان مُستلقيًا على الأرض. كان وجهه منتفخًا ومنتفخًا. لم يكن هناك أي جزء طبيعي من جسده، حتى أنه يرتدي جبيرة لتثبيت ذراعه المكسورة.
“اغرب عن وجهي. لا يهمني إن تركتني هنا أم أخذتني. افعل ما تشاء.” قال دونوفان وهو يبصق دمًا. حتى في هذه الحالة، عيناه، اللتان كانتا نصف مغلقتين من التورم، لا تزالان تحملان البغض.
“لن يتراجع بسبب هذا.”
يوريتش يعرف دونوفان جيدًا. بدا رجلًا ينهض دائمًا إلا إذا قُتل.
“هل رأيت وجوه الأشخاص الذين فعلوا هذا بك؟” سأل يوريتش وهو يجلس بجانب دونوفان.
” أمسكوا بي من الخلف. هربوا بعد أن وضعوا كيسًا على رأسي وضربوني ضربًا مبرحًا. يا إلهي، ربما كان هذا بواسطة…”
“أعلم، ربما كان ذلك من فعل قائد البوابة. حتى الآن، كان منشغلاً بإهانتك طوال العشاء.”
“أوبير، ذلك الوغد! كان يجب أن أقتله منذ زمن. لا أصدق أنني تركته حيًا لمجرد أنني شعرت بالشفقة عليه لأنه كان رئيسي الذي يتوسل لإنقاذ حياته.”
” هذا الوغد أصبح الآن قائد البوابة هنا، وعلينا إحضار باهيل إلى العاصمة. أم نقاتل قائد البوابة هنا؟ نقتل جميع الحاميات ونهرب؟”
ضحك يوريتش. انضم إليه دونوفان، ولكن فقط حتى تأوه من الألم.
” انسَ كلامك الفارغ وركز على إنجاز العمل. لقد خاطرتُ بحياتي من أجل هذه الوظيفة، ولا أنوي أن أدع شيئًا كهذا يُفسد كل شيء.”
بالكاد استطاع دونوفان النهوض. كان يعارض فكرة الانخراط في عمل له علاقة بالعائلة المالكة، لكنه قطع شوطًا طويلًا. من العبث إفساد المهمة الآن.
“مكافأة من الملك.”
بدا كافيا لتغيير حياة مرتزق عادي.
“وضعتُ بعض الرجال على أهبة الاستعداد، تحسبًا لأي طارئ. ركّز فقط على التحسن، لأنكَ إن لم تستطع المواكبة، فسأتركك خلفي ” قال يوريتش وهو يغادر الخيمة.
لم يكن دونوفان قادرًا على التحرك لفترة من الوقت، لذلك لا بد من حمله في عربة.
” تعرّض نائب قائد فرقة المرتزقة لدينا للهجوم. لا أستطيع الجلوس هنا مكتوفي الأيدي ” تمتم يوريتش وهو يغادر معسكر المرتزقة.
فيليون، الذي وصل متأخرًا لحظة واحدة، بحث بشكل يائس عن يوريتش، لكن المرتزقة الآخرين لم يعرفوا إلى أين ذهب.
“من فضلك لا تفعل أي شيء سيئ، يوريتش، من فضلك!” صلى فيليون، وهو يحرك قدميه.
أمام البوابة خيام صغيرة. سكانها هم القوافل والمسافرون الذين ينتظرون دورهم عند تفتيش البوابة، والبغايا اللواتي يكسبن أموالهن منهم، واللصوص الصغار الذين استهدفوا هؤلاء الرجال. هناك أسباب كافية لتوخي الحذر الشديد أمام البوابة.
توجه يوريتش إلى الجزء الأعمق من الخيام.
” أيها البربري هناك، ماذا عن نصف عملة ذهبية؟” قالت امرأة ذات وجه لائق ليوريتش وهي تحدق فيه بشهوة.
“تعالي إلى هنا، سأفعل ذلك مقابل عشرة آلاف شيل ” قال المرأة التي بدأت التجاعيد تظهر على وجهها.
“لا تهتم حتى بهؤلاء النساء. تعالَ هنا، بِقطعة ذهبية واحدة ” قالت راقصة الخيام المتجولة ليوريتش بابتسامة فاتنة.
“ابتعدوا عني، أنا لست في مزاج جيد.”
أطلقت العاهرات لعناتهن على نبرة يوريتش العدوانية.
“يا له من أحمق! إن لم تكن ستفعل بنا شيئًا، فلماذا أنت هنا؟”
حدق يوريتش في العاهرات دون الإجابة على أسئلتهن.
“أنا متأكد أنكم تعرفون رجلاً تعرض للضرب هنا سابقًا. هل يعرف أحد شيئًا عن ذلك؟”
ضحكت العاهرات فيما بينهن. فتش يوريتش جيبه الداخلي وأخرج حفنة من العملات الذهبية.
“أوه، العملات الذهبية التي أفلتت من يدي تبحث عن مالك جديد.”
رمى يوريتش إحدى العملات الذهبية بيده الأخرى. أطلقت العاهرات أنينًا خافتًا كما لو كنّ مسكونات بالعملة الذهبية اللامعة.
“أعرف المرأة التي خدمته ” قالت المرأة ذات الوجه المتجعد. يبدو أنه رغم شيخوختها، لا يزال لديها بعض الزبائن الذين يطلبون خدمتها.
” أوه، أجل؟ لو أحضرتني إليها، قد تسقط هذه العملة الذهبية من يدي.”
اتبع يوريتش قيادة العجوز ليتوغل في عمق قرية البغايا. بدت بعيدة جدًا عن البوابة، وكان جوها مشؤومًا. في إحدى الزوايا، هناك مجموعة من الرجال، بدا واضحًا أنهم مجرمون من وجوههم وطباعهم. كانوا مجتمعين حول نار المخيم.
“كيكي، هذا الرجل لديه عملات ذهبية!”
ركضت النساء خلف الرجال وهم يكشفون عن يوريتش. نهض الرجال ذوو المظهر القوي حاملين سلاحًا غير حاد في أيديهم.”
“مرحبًا سيدي. اترك ما لديك هنا واذهب. سنسمح لك بالمرور دون أي مشاكل.”
هناك ستة رجال. شدّوا أكتافهم في محاولة لتهديد يوريتش.
“خذها.”
حكّ يوريتش رأسه، ثم أسقط كيس نقوده الذهبية على الأرض. تقدم أحد الرجال إلى الأمام ومدّ يده إلى الكيس.
بوو!
داس يوريتش على ذراع الرجل. انثنت الذراع إلى الخلف.
“أوووه!!”
أمسك الرجل بذراعه المطوية وصرخ. نظر يوريتش إلى الرجال الباقين مرة أخرى وحرك يده.
“هيا، أسرع. العملات الذهبية هنا على الأرض.”
أحاط الرجال بيوريتش حاملين أسلحةً حادةً في أيديهم. بدا هذا سلاحًا مألوفًا لدى تجار البشر.
“لو سلمتَ العملات المعدنية دون ضجة، لعدتَ إلى المنزل دون جرحٍ واحد؛ يا للعار! أنت من جلبتَ هذا على نفسك أيها البربري.”
ضحك يوريتش بصوت عالٍ على كلمات الرجل.
“همف!”
اندفع أحد الرجال نحو يوريتش. انتزع منه سلاحه الحاد.
“آه؟”
حدّق الرجل الذي جُرِّد من سلاحه في يوريتش بنظرة حيرة. انغرست قبضة يوريتش في وجه الرجل، فانكمشت عيناه.
“أوه!”
الرجل الآخر الذي أمسك بيوريتش من الخلف رفع سلاحه الحاد عالياً.
ووش.
استدار يوريتش على قدمه اليمنى وسدد ركلته في جانب الرجل بقوة دورانه.
بوو!
صدر صوت عال. الرجل الذي أُصيب في جانب جسده تدحرج على الأرض مُصدرًا صرخة.
“إيهيم، هممم.”
تسلل الرجال إلى الوراء. اثنان منهم قُتلا في لمح البصر. حدسهم أخبرهم أن البربري الذي يقف أمامهم ليس بربريًا عاديًا.
“هل مازلت تريد هذا؟ العملات الذهبية؟
قال يوريتش وهو يرفع الحقيبة من الأرض بطرف قدمه.
“نحن بخير!”
هزّ الرجال المتبقون رؤوسهم وهم يستعيدون الجرحى. كانوا قد دسوا ذيولهم بين أرجلهم.
“لا، لا. أنتم تحبون العملات الذهبية، أليس كذلك؟ يجب أن يكون لديكم ما تحبونه.”
قال يوريتش للرجال وهو يتجه نحوهم، يربت على ظهره: “يا إلهي!”. ارتعب الرجال، ونظروا إلى يوريتش بنفس التعبير على وجوههم.
“نعتذر يا سيدي المحارب! أرجوك سامحني هذه المرة فقط.”
” سأعطيك هذه العملات الذهبية. لماذا أنت خائف هكذا؟” قال يوريتش مبتسمًا وهو يربت بخفة على خدود الرجال. أخرج بضع عملات ذهبية من حقيبته وناول كل واحد منهم واحدة.
“لماذا تفعل هذا؟”
لم يفهم الرجال سبب فعل يوريتش هذا. أمال يوريتش رأسه وابتسم.
“أنتم تحبون العملات الذهبية، أليس كذلك؟ وأنا أيضًا.”
أمسك يوريتش بأكتاف الرجال حتى لا يتمكنوا من الهرب. هناك كدمات زرقاء على أكتافهم.
“من هو هذا الوغد البربري المجنون؟” أصبح الرجال يرتجفون من الخوف.
“سأعطيك هذه العملات الذهبية – وهو شيء يحبه الجميع – لذا فقط ابحث لي عن شخص.”
هز يوريتش حقيبة العملات الذهبية التي ترن فيها.
“… ايجاد شخص؟”
جذب صوت العملات الذهبية انتباه الرجال.
“إذا وجدتم من أبحث عنه، فهذه العملات لكم. أنتم أيضًا تُحبون حاكم الشمس، أليس كذلك؟ أقسم لحاكم الشمس لو، إن وجدتم من أبحث عنه، فسأدفع لكم مبلغًا مُرضيًا من العملات الذهبية. ”
تبادل الرجال النظرات في وجوه بعضهم البعض وأومأوا برؤوسهم بشكل جماعي.
“من تبحث عنه؟”
“أنا أبحث عن أبناء العاهرة الذين تجرأوا على ضرب “أخي”.”
صر يوريتش على أسنانه. لم تكن علاقته الشخصية مع دونوفان تهمه. ما يهمه هو أن دونوفان عضو في أخوة يوريتش، وأنه نائب زعيمهم الذي عيّنه يوريتش بنفسه. شقيقه دونوفان قد تعرض للضرب المبرح حتى كاد أن يموت، ولم يكن لدى يوريتش أي نية لاستخدام مهمة باهيل كذريعة للتغاضي عن الانتهاك.
“هذه طريقتي.”
أحضر الرجال المعلومات إلى يوريتش في لمح البصر وأخذوا عملاته الذهبية.
* * *
“يا إلهي، أعتقد أن ضلوعي مكسورة. لقد قاوم بشدة.”
همس المتشردون الأربعة في مكان ما على أطراف قرية الخيام. بدت أجسادهم مغطاة بالكدمات.
“لو تركناه يقاتلنا كما ينبغي، لكنا نحن من نتعرض للضرب. دخل في حالة قتال بمجرد ضربنا له، حتى عندما كان يضاجع تلك العاهرة.”
“لكننا ضربناه . سيموت اليوم أو غدًا على أي حال.”
ضحك المتشردون. كانوا رجالًا يعيشون يومًا بيوم بالتسول والقيام بسرقات صغيرة حول البوابات.
“حسنًا، لقد أخبرونا ألا نقتله. هل تعتقد أننا بالغنا؟”
“إيه، مهما يكن.”
مُشردو البوابات أشخاص مجهولي الهوية. معظمهم مُجرمون أو هاربون. الخيام خارج البوابة مُكوّنة من أناس كثيري التنقل، مما يعني أن حتى الجنود لم يتمكنوا من السيطرة عليهم جيدًا.
********
بدأ المتشردون يلمسون العملات الذهبية التي حصلوا عليها كدفعة أولى لعملهم. كافية لمضاجعة مجموعة من النساء وقضاء أيامهم في الشراب لفترة.
“هل أنتم متأكدون من عدم وجود أحد يتبعنا؟ أشعر بذلك في أعماقي ” قال المتشرد ذو الحس السليم لمجموعته. ضغطوا على أغطية رؤوسهم وانفصلوا على خطة للالتقاء في المكان المحدد.
“آ …””
ارتجف المتشردون عند سماعهم صرخة قريبة. بدا صوتًا مألوفًا.
’لقد تبعنا أحدهم، على أي حال. لا بد أن الآخرين قد أُلقي القبض عليهم.’
تحرك المتشرد بقلق. صرخة زميله جعلته يرتجف. بالطبع، لم يكن ينوي إنقاذه.
“سأحصل على بقية المبلغ وأخرج من هنا.”
أسرع المتشرد بخطواته نحو مكان اللقاء.
“هل أنا أول من وصل إلى هنا؟ أم أن الآخرين أُلقي القبض عليهم…؟”
كان المتشرد يجر قدميه بقلق داخل حظيرة فوضوية كانت تُستخدم سابقًا كمحطة، لكنها الآن مهجورة. تناثر روث الخيول الجاف على الأرض.
زوو!
انفتحت أبواب الحظيرة، وأخرج المتشرد، الذي في حالة تأهب قصوى، خنجره.
“هل أتيتَ بمفردك؟ أظن أنه من العدل ألا تثق بي. تفضل، هذا باقي المبلغ. أقسمتُ باسم لو، لذا عليّ بالطبع أن أعطيك إياه. لا أريد أن أتجول في هذا العالم بعد وفاتي.”
“لحسن الحظ، العميل وحده. توجه” نحو المتشرد وسلّمه المال.
“ههه، سررتُ بالعمل معك يا سيدي الكريم.” ابتسم المتشرد كأنه لم يخشَ قط. غمرته فكرة أخذ كل المال لنفسه فرحًا.
“همف، لا أريد رؤية هؤلاء الرجال مرة أخرى أبدًا.”
بعد انتهاء العمل، حاول العميل مغادرة المكان بأسرع ما يمكن. مدّ يده إلى الباب ليغادر الحظيرة.
بوو!
انكسر الباب الخشبي عندما اخترقت يدٌ كبيرةٌ الألواحَ وأمسكَت بحلقِ الزبون. دخلَ بربريٌّ مُغطّىً بدماءِ شخصٍ آخر إلى الحظيرةِ، وعيناه تُحدّقانِ بشراسة.
“أوه!”
خدش العميل ذراع البربري بقلق. قذف البربري العميل على الحائط وحدق في المتشرد.
“يااااه!”
صرخ المتشرد رعبًا. ولسوء الحظ، رأى الأشياء المعلقة بحزام البربري.
“رؤوس!”
رُبطت رؤوس زملائه المقطوعة حول خصر البربري. استخدم شعرهم كحبال، وربطها حول خصره.
“أوه.”
جرّ البربري متشردًا آخر، كان نصف ميت في تلك اللحظة، إلى الحظيرة. كان هو من أفشى كل شيء عن مكان اللقاء مع عميلهم.
“يا لك من أحمق! أخبرته أين سنلتقي!”
صرخ المتشرد المرتجف على زميله، لكن زميله الذي وقع في قبضة البربري لم يستطع الرد حيث تم قطع رأسه مباشرة بعد السؤال.
“الآن وجدتكم جميعًا ” قال يوريتش البربري وهو يقطع رأس المتشرد الذي قاده إلى الحظيرة. ربط الرأس المقطوع حديثًا حول خصره لينضم إلى الرؤوس الأخرى.
“يا لك من بربري!”
صرخ المتشرد. ضحك يوريتش ووجهه غارق في الدم وهو يلوّح بفأسه.
“سوف تنضم إليهم قريبًا، لذا لا تكن قاسيًا للغاية.”
حاول المتشرد الهرب، لكن الفأس الذي أطلقه يوريتش تجاهه مزق كاحله.
“كيوغ، كاغ!”
حاول المتشرد الفرار عرجًا إلى بر الأمان. لكن يوريتش أمسك بساقه الأخرى وكسرها بوحشية.
كسر.
“آ …””
أبعد يوريتش المتشرد المعاق، وأدار رأسه إلى العميل الذي طلب كل شيء.
“أنت! هل تعرف من أنا؟ ابتعد عني فورًا!” صرخ العميل وهو يسحب سيفه. سحب يوريتش سيفه الفولاذي الإمبراطوري بسرعة وصدّ العميل. انفصل السيف عن كف صاحب العمل وعلق في سقف الحظيرة.
العميل، الذي تم نزع سلاحه في غمضة عين، نظر إلى يوريتش بوجه مذهول.
” لا أعرف، ولست مهتمًا. كل ما أحتاجه هو أفواهكم، لذا سأحطم كل شيء آخر ” قال يوريتش وهو يمسك بأطراف العميل ويكسرها بقوة. أصبح المتشرد يرتجف في زاوية الحظيرة.
بوو!
صدر صوتٌ مرعبٌ في الحظيرة. تمنى المتشرد لو يغيب عن الوعي. لم يُصدّق ما رآه بعينيه. إنسانٌ حيٌّ يُطوى كتمثالٍ خشبي.
“بربري…”
تمتم المتشرد. صلى إلى حاكم الشمس وهو يتخلى عن كل شيء.
كان المتشرد يجر قدميه بقلق داخل حظيرة فوضوية كانت تُستخدم سابقًا كمحطة، لكنها الآن مهجورة. تناثر روث الخيول الجاف على الأرض. زوو! انفتحت أبواب الحظيرة، وأخرج المتشرد، الذي في حالة تأهب قصوى، خنجره. “هل أتيتَ بمفردك؟ أظن أنه من العدل ألا تثق بي. تفضل، هذا باقي المبلغ. أقسمتُ باسم لو، لذا عليّ بالطبع أن أعطيك إياه. لا أريد أن أتجول في هذا العالم بعد وفاتي.” “لحسن الحظ، العميل وحده. توجه” نحو المتشرد وسلّمه المال. “ههه، سررتُ بالعمل معك يا سيدي الكريم.” ابتسم المتشرد كأنه لم يخشَ قط. غمرته فكرة أخذ كل المال لنفسه فرحًا. “همف، لا أريد رؤية هؤلاء الرجال مرة أخرى أبدًا.” بعد انتهاء العمل، حاول العميل مغادرة المكان بأسرع ما يمكن. مدّ يده إلى الباب ليغادر الحظيرة. بوو! انكسر الباب الخشبي عندما اخترقت يدٌ كبيرةٌ الألواحَ وأمسكَت بحلقِ الزبون. دخلَ بربريٌّ مُغطّىً بدماءِ شخصٍ آخر إلى الحظيرةِ، وعيناه تُحدّقانِ بشراسة. “أوه!” خدش العميل ذراع البربري بقلق. قذف البربري العميل على الحائط وحدق في المتشرد. “يااااه!” صرخ المتشرد رعبًا. ولسوء الحظ، رأى الأشياء المعلقة بحزام البربري. “رؤوس!” رُبطت رؤوس زملائه المقطوعة حول خصر البربري. استخدم شعرهم كحبال، وربطها حول خصره. “أوه.” جرّ البربري متشردًا آخر، كان نصف ميت في تلك اللحظة، إلى الحظيرة. كان هو من أفشى كل شيء عن مكان اللقاء مع عميلهم. “يا لك من أحمق! أخبرته أين سنلتقي!” صرخ المتشرد المرتجف على زميله، لكن زميله الذي وقع في قبضة البربري لم يستطع الرد حيث تم قطع رأسه مباشرة بعد السؤال. “الآن وجدتكم جميعًا ” قال يوريتش البربري وهو يقطع رأس المتشرد الذي قاده إلى الحظيرة. ربط الرأس المقطوع حديثًا حول خصره لينضم إلى الرؤوس الأخرى. “يا لك من بربري!” صرخ المتشرد. ضحك يوريتش ووجهه غارق في الدم وهو يلوّح بفأسه. “سوف تنضم إليهم قريبًا، لذا لا تكن قاسيًا للغاية.” حاول المتشرد الهرب، لكن الفأس الذي أطلقه يوريتش تجاهه مزق كاحله. “كيوغ، كاغ!” حاول المتشرد الفرار عرجًا إلى بر الأمان. لكن يوريتش أمسك بساقه الأخرى وكسرها بوحشية. كسر. “آ …”” أبعد يوريتش المتشرد المعاق، وأدار رأسه إلى العميل الذي طلب كل شيء. “أنت! هل تعرف من أنا؟ ابتعد عني فورًا!” صرخ العميل وهو يسحب سيفه. سحب يوريتش سيفه الفولاذي الإمبراطوري بسرعة وصدّ العميل. انفصل السيف عن كف صاحب العمل وعلق في سقف الحظيرة. العميل، الذي تم نزع سلاحه في غمضة عين، نظر إلى يوريتش بوجه مذهول. ” لا أعرف، ولست مهتمًا. كل ما أحتاجه هو أفواهكم، لذا سأحطم كل شيء آخر ” قال يوريتش وهو يمسك بأطراف العميل ويكسرها بقوة. أصبح المتشرد يرتجف في زاوية الحظيرة. بوو! صدر صوتٌ مرعبٌ في الحظيرة. تمنى المتشرد لو يغيب عن الوعي. لم يُصدّق ما رآه بعينيه. إنسانٌ حيٌّ يُطوى كتمثالٍ خشبي. “بربري…” تمتم المتشرد. صلى إلى حاكم الشمس وهو يتخلى عن كل شيء.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات