You dont have javascript enabled! Please enable it!
]
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سعي بربري 57

الفصل 57
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

“السيد فيليون… اعتقدت أنني أخبرتك أن تتأكد من أن يوريتش لن يوقع نفسه في مشكلة…” قال باهيل، الذي خرج إلى مدخل البوابة بعد سماعه الضجة، لفيليون. شهق بعد أن رأى ما فعله يوريتش وهز رأسه. “يوريتش، ماذا فعلت بحق الجحيم؟” هناك رجلان معلقان بعمود. كانا منكمشين كأنهما بلا مفاصل، و دماؤهما وبرازهما تتساقط على العمود مكونةً بركة تحتهما. “أنا آسف، سموك.” لم يستطع فيليون أن يعبّر عن نفسه. شعر بالمسؤولية عن عجزه عن إيقاف يوريتش. ” لا بأس، هذا ما هو عليه. آه ” أخذ باهيل أنفاسًا عميقةً ليكبح الغثيان المتزايد. “إنه بالتأكيد ليس مشهدًا جميلًا للرؤية ” قال فيليون وهو يعبس. انضم باهيل وفيليون إلى بقية فرقة المرتزقة وانتظرا بدء محاكمة المبارزة. ازداد الحشد اتساعًا بعد انتشار خبر المحاكمة. “ابتعد، وابق هناك!” وظل الجنود يدفعون الحشد إلى الوراء، أما أولئك الذين تم دفعهم بعيدًا فقد وجدوا هياكل أطول لمشاهدة المبارزة منها، مثل تسلق الأشجار. “لماذا يقاتلون؟” “على ما يبدو، قام قائد البوابة بتعيين بعض الأشخاص لتنفيذ عملية اغتيال.” انتشرت التكهنات بين الحضور الغفير. صر أوبير المتوتر على أسنانه بقلق. “اللعنة، انظر ماذا جلبه لي ذلك الأحمق جريمان.” حدّق أوبير في جريمان المُعلّق بالعمود. كان وجهه شاحبًا، وكان من الواضح أنه لن يبقى على قيد الحياة طويلًا، حتى نهاية اليوم. كان من المُعجزة تقريبًا كيف ظلّ يتنفس وجسده مُتكوّرًا كالورق. “إنه أمر قاسٍ بالفعل، لكنها مهارة مذهلة، واو.” أبدى عددٌ لا بأس به من الحضور إعجابهم بالمنظر. وكلما تأملوه، ازدادوا تشويقًا بدلًا من قسوته. “استمر، يوريتش.” “شق حنجرته.” “هذا الدرع الكامل لا يعد شيئًا بالنسبة له، أليس كذلك؟” “حسنًا، هذا صحيح، لكن ليس لقائدنا يوريتش. أليس كذلك؟” اجتمع المرتزقة حول يوريتش وهتفوا له. كانوا يعرفون سبب ما فعله. “على الرغم من أنه لم يتقاضى أجرًا مقابل القيام بذلك، إلا أن يوريتش انتقم لدونوفان.” نشأت رابطة المرتزقة على أساس المال. ورغم أنهم يُسمون أنفسهم إخوة، إلا أنها لم تكن رابطةً كرابطة الجيش أو القبيلة. بدا يوريتش الرجل الوحيد في الفرقة الذي تصرف بنزاهةٍ لأخوته، واصبح كل فردٍ في فرقة المرتزقة مُلهمًا منه. “حتى لو كنت أنا من يتعرض للهجوم، فإن يوريتش سوف ينتقم لي دائمًا.” بدت الفكرة مُريحة. لم يدع يوريتش مرتزقته يموتون ظلماً قط. حتى عندما قُتل عدد قليل منهم نتيجةً لمكر فيليون، كرّم موتهم بقطع أصابع الكاذب عقاباً لهم. “يوريتش، الدروع ذات اللوحة الكاملة من الصعب التعامل معها.” قال سفين وهو يجول بنظره في المنطقة: “كان ممثل أوبير مُجهزًا بدرعه الكامل. ورغم أنه من جيل سابق، إلا أن قدرته الدفاعية لا تُضاهى بالدروع العادية. كان هذا الدرع ذروة ترسانة الأسلحة الحديثة”. “لقد قاتلت رجلاً يرتدي ذلك الشيء الفولاذي من قبل ” قال يوريتش بإيجاز بينما يتذكر الفارس الذي التقى به في جبال السماء. ‘فوردجال آرتن.’ لم ينسى يوريتش اسمه. “لن تنجح هجماتك المعتادة عليه.” سفين يدرك قوة الدروع الكاملة. هجمات الفرسان المسلحين به كابوس حقيقي، إذ انحناءة الدروع ومرونتها تُبطل مفعول أي نوع من الرماح والسيوف. “ليس الأمر كما لو أنه لا يملك أي ثغرات، أليس كذلك؟ لا داعي للقلق. يموت الناس بطعنة واحدة ” قال يوريتش وهو ينظر إلى الأمام. رأى خصمه مرتديًا درعًا كاملًا. في الظهيرة، كانت الشمس ساطعة فوق الرؤوس، والظلال في أقصر حالاتها. فتح حاكم الشمس عينيه على مصراعيهما، ونظر إلى العالم من أعلى. أما الخائفون منه، فقد اختبأوا في الظلال القصيرة. لقد ازداد عدد الحضور بقدر ما استطاعوا عند سماع خبر المبارزة، حتى أن بعضهم يبيع الوجبات الخفيفة بأسعار مخفضة مع لافتات. “فلتبدأ المبارزة المقدسة باسم لو!” صرخ هارفالد محارب الشمس. “ريموند!!!!” صرخ الجنود على جانب البوابة بينما خرج ريموند، مُسلّحًا بدرعه المعدني الكامل. رافق كل خطوة صوتُ اصطدام هذا الدرع المعدني. “إن الدروع الكاملة مذهلة بالفعل.” الشعور بصفائح معدنية تحيط بجسمك. ضاق بصرُك وضعف حواسك. ‘ولكن بمجرد أن تفهم قدرة الدرع، يبدأ الاختناق في الشعور بالراحة.’ شعور المعدن السميك الآمن الذي يحمي جسدك بالكامل. شعورٌ بترابط الدرع والجلد. كان كافيًا لمحو أي خوف من السيوف. كاد أن يجعله يشعر بالقوة. كان شعور الفولاذ مُبهجًا. كان ريموند يرتدي درعًا كاملًا كتدريبٍ له في أيام خدمته كمساعد. وكانت مساعدة سيده في ارتداء الدرع وخلعه من واجباته كمساعد. ولذلك، كان ريموند مُلِمًّا بتركيبة الدرع. لو لم يمت سيدي، لربما أصبحتُ فارسًا. ربما كنتُ لأحصل على وسام الإمبراطورية الفولاذية أو أحظى بدرعي الكامل الخاص. مع أنه كان مجرد جندي في الحامية، إلا أنه حلم يومًا بأن يصبح فارسًا عظيمًا. نشأ وهو يسمع حكايات معركة شيطان السيف فيرزين، حتى أنه تظاهر بأنه هو بسيفه الخشبي وهو يلعب مع أصدقائه في الأزقة. “لكن الآن، في هذه اللحظة، أنا أيضًا فارس يرتدي درعًا كاملًا.” سار ريموند بفخرٍ كفارس. استقبل هتافات زملائه الجنود بصمتٍ مهيب. ” هاف، هاف.” عادَتْ أنفاسُه التي خرجتْ من فمه برائحةِ الفولاذ. نظرَ ريموند حولَ الحشدِ بنظرةٍ ضيقة. ربما يكون بعضهم من النبلاء أو ذوي النفوذ. قد يرون قدراتي ويقبلونني تابعًا لهم. عاد رايموند يحلم. كانت هذه المبارزة فرصة له. “سأعرض عليهم كل ما لدي” في أيام خدمته كمساعد، كان ريموند يتدرب بلا انقطاع. كان صارمًا جدًا مع نفسه. كانت أيامه الذهبية عندما راوده حلم أن يصبح فارسًا. هذا الجهد أكسبه مكانة بارزة كواحد من أقوى جنود حامية البوابة. لم يعد بإمكانك أن تصبح فارسًا بقتل البرابرة. تلك الأيام ولّت منذ زمن. كان إخضاع ما تبقى من البرابرة قبل عقد من الزمان آخر فرصة للمقاتلين لبناء سمعة طيبة. أما الآن، فقد أصبح من الصعب الحصول على لقب فارس من خلال المعارك، إذ لم تعد هناك ساحات معارك يستطيع الجنود ترك بصماتهم فيها. لم يتبقَّ سوى نزاعات صغيرة على الأراضي بين النبلاء. “لكن اليوم سأقتل ذلك البربري وأظهر نفسي أمام كل هؤلاء النبلاء.” أصبح رايموند مصمما. تقدم يوريتش البربري أيضًا بسيفه المسلول. كان بربريًا يرتدي معطفًا من الفرو بدلًا من الدرع. بدا جسده المكشوف جلدًا مكشوفًا وعضلاته مليئة بالندوب. من الواضح أنه محارب ذو خبرة عالية. “هذه هي مهارة المبارزة للفارس.” أمسك ريموند سيفه بكلتا يديه ورفعه عالياً. انبعثت قوة مهيبة من خلال درعه. ” آه، وضعية البومة. إنها وضعية رائعة. لن يشكك فيه أحد لو وصف نفسه بالفارس.” لقد أعجب الحضور بموقف ريموند الذي أطلق عليه اسم موقف البومة، لأنه يشبه بومة تخطف فأرًا. “لقد تم رفع سيفه، ولكن من الصعب العثور على فجوة في درعه للتصويب عليها.” ضيّق يوريتش عينيه.

“السيد فيليون… اعتقدت أنني أخبرتك أن تتأكد من أن يوريتش لن يوقع نفسه في مشكلة…”
قال باهيل، الذي خرج إلى مدخل البوابة بعد سماعه الضجة، لفيليون. شهق بعد أن رأى ما فعله يوريتش وهز رأسه.
“يوريتش، ماذا فعلت بحق الجحيم؟”
هناك رجلان معلقان بعمود. كانا منكمشين كأنهما بلا مفاصل، و دماؤهما وبرازهما تتساقط على العمود مكونةً بركة تحتهما.
“أنا آسف، سموك.”
لم يستطع فيليون أن يعبّر عن نفسه. شعر بالمسؤولية عن عجزه عن إيقاف يوريتش.
” لا بأس، هذا ما هو عليه. آه ” أخذ باهيل أنفاسًا عميقةً ليكبح الغثيان المتزايد.
“إنه بالتأكيد ليس مشهدًا جميلًا للرؤية ” قال فيليون وهو يعبس.
انضم باهيل وفيليون إلى بقية فرقة المرتزقة وانتظرا بدء محاكمة المبارزة. ازداد الحشد اتساعًا بعد انتشار خبر المحاكمة.
“ابتعد، وابق هناك!”
وظل الجنود يدفعون الحشد إلى الوراء، أما أولئك الذين تم دفعهم بعيدًا فقد وجدوا هياكل أطول لمشاهدة المبارزة منها، مثل تسلق الأشجار.
“لماذا يقاتلون؟”
“على ما يبدو، قام قائد البوابة بتعيين بعض الأشخاص لتنفيذ عملية اغتيال.”
انتشرت التكهنات بين الحضور الغفير. صر أوبير المتوتر على أسنانه بقلق.
“اللعنة، انظر ماذا جلبه لي ذلك الأحمق جريمان.”
حدّق أوبير في جريمان المُعلّق بالعمود. كان وجهه شاحبًا، وكان من الواضح أنه لن يبقى على قيد الحياة طويلًا، حتى نهاية اليوم. كان من المُعجزة تقريبًا كيف ظلّ يتنفس وجسده مُتكوّرًا كالورق.
“إنه أمر قاسٍ بالفعل، لكنها مهارة مذهلة، واو.”
أبدى عددٌ لا بأس به من الحضور إعجابهم بالمنظر. وكلما تأملوه، ازدادوا تشويقًا بدلًا من قسوته.
“استمر، يوريتش.”
“شق حنجرته.”
“هذا الدرع الكامل لا يعد شيئًا بالنسبة له، أليس كذلك؟”
“حسنًا، هذا صحيح، لكن ليس لقائدنا يوريتش. أليس كذلك؟”
اجتمع المرتزقة حول يوريتش وهتفوا له. كانوا يعرفون سبب ما فعله.
“على الرغم من أنه لم يتقاضى أجرًا مقابل القيام بذلك، إلا أن يوريتش انتقم لدونوفان.”
نشأت رابطة المرتزقة على أساس المال. ورغم أنهم يُسمون أنفسهم إخوة، إلا أنها لم تكن رابطةً كرابطة الجيش أو القبيلة. بدا يوريتش الرجل الوحيد في الفرقة الذي تصرف بنزاهةٍ لأخوته، واصبح كل فردٍ في فرقة المرتزقة مُلهمًا منه.
“حتى لو كنت أنا من يتعرض للهجوم، فإن يوريتش سوف ينتقم لي دائمًا.”
بدت الفكرة مُريحة. لم يدع يوريتش مرتزقته يموتون ظلماً قط. حتى عندما قُتل عدد قليل منهم نتيجةً لمكر فيليون، كرّم موتهم بقطع أصابع الكاذب عقاباً لهم.
“يوريتش، الدروع ذات اللوحة الكاملة من الصعب التعامل معها.”
قال سفين وهو يجول بنظره في المنطقة: “كان ممثل أوبير مُجهزًا بدرعه الكامل. ورغم أنه من جيل سابق، إلا أن قدرته الدفاعية لا تُضاهى بالدروع العادية. كان هذا الدرع ذروة ترسانة الأسلحة الحديثة”.
“لقد قاتلت رجلاً يرتدي ذلك الشيء الفولاذي من قبل ” قال يوريتش بإيجاز بينما يتذكر الفارس الذي التقى به في جبال السماء.
‘فوردجال آرتن.’
لم ينسى يوريتش اسمه.
“لن تنجح هجماتك المعتادة عليه.”
سفين يدرك قوة الدروع الكاملة. هجمات الفرسان المسلحين به كابوس حقيقي، إذ انحناءة الدروع ومرونتها تُبطل مفعول أي نوع من الرماح والسيوف.
“ليس الأمر كما لو أنه لا يملك أي ثغرات، أليس كذلك؟ لا داعي للقلق. يموت الناس بطعنة واحدة ” قال يوريتش وهو ينظر إلى الأمام. رأى خصمه مرتديًا درعًا كاملًا.
في الظهيرة، كانت الشمس ساطعة فوق الرؤوس، والظلال في أقصر حالاتها. فتح حاكم الشمس عينيه على مصراعيهما، ونظر إلى العالم من أعلى. أما الخائفون منه، فقد اختبأوا في الظلال القصيرة.
لقد ازداد عدد الحضور بقدر ما استطاعوا عند سماع خبر المبارزة، حتى أن بعضهم يبيع الوجبات الخفيفة بأسعار مخفضة مع لافتات.
“فلتبدأ المبارزة المقدسة باسم لو!”
صرخ هارفالد محارب الشمس.
“ريموند!!!!”
صرخ الجنود على جانب البوابة بينما خرج ريموند، مُسلّحًا بدرعه المعدني الكامل. رافق كل خطوة صوتُ اصطدام هذا الدرع المعدني.
“إن الدروع الكاملة مذهلة بالفعل.”
الشعور بصفائح معدنية تحيط بجسمك. ضاق بصرُك وضعف حواسك.
‘ولكن بمجرد أن تفهم قدرة الدرع، يبدأ الاختناق في الشعور بالراحة.’
شعور المعدن السميك الآمن الذي يحمي جسدك بالكامل. شعورٌ بترابط الدرع والجلد. كان كافيًا لمحو أي خوف من السيوف. كاد أن يجعله يشعر بالقوة. كان شعور الفولاذ مُبهجًا.
كان ريموند يرتدي درعًا كاملًا كتدريبٍ له في أيام خدمته كمساعد. وكانت مساعدة سيده في ارتداء الدرع وخلعه من واجباته كمساعد. ولذلك، كان ريموند مُلِمًّا بتركيبة الدرع.
لو لم يمت سيدي، لربما أصبحتُ فارسًا. ربما كنتُ لأحصل على وسام الإمبراطورية الفولاذية أو أحظى بدرعي الكامل الخاص.
مع أنه كان مجرد جندي في الحامية، إلا أنه حلم يومًا بأن يصبح فارسًا عظيمًا. نشأ وهو يسمع حكايات معركة شيطان السيف فيرزين، حتى أنه تظاهر بأنه هو بسيفه الخشبي وهو يلعب مع أصدقائه في الأزقة.
“لكن الآن، في هذه اللحظة، أنا أيضًا فارس يرتدي درعًا كاملًا.”
سار ريموند بفخرٍ كفارس. استقبل هتافات زملائه الجنود بصمتٍ مهيب.
” هاف، هاف.”
عادَتْ أنفاسُه التي خرجتْ من فمه برائحةِ الفولاذ. نظرَ ريموند حولَ الحشدِ بنظرةٍ ضيقة.
ربما يكون بعضهم من النبلاء أو ذوي النفوذ. قد يرون قدراتي ويقبلونني تابعًا لهم.
عاد رايموند يحلم. كانت هذه المبارزة فرصة له.
“سأعرض عليهم كل ما لدي”
في أيام خدمته كمساعد، كان ريموند يتدرب بلا انقطاع. كان صارمًا جدًا مع نفسه. كانت أيامه الذهبية عندما راوده حلم أن يصبح فارسًا. هذا الجهد أكسبه مكانة بارزة كواحد من أقوى جنود حامية البوابة.
لم يعد بإمكانك أن تصبح فارسًا بقتل البرابرة. تلك الأيام ولّت منذ زمن.
كان إخضاع ما تبقى من البرابرة قبل عقد من الزمان آخر فرصة للمقاتلين لبناء سمعة طيبة. أما الآن، فقد أصبح من الصعب الحصول على لقب فارس من خلال المعارك، إذ لم تعد هناك ساحات معارك يستطيع الجنود ترك بصماتهم فيها. لم يتبقَّ سوى نزاعات صغيرة على الأراضي بين النبلاء.
“لكن اليوم سأقتل ذلك البربري وأظهر نفسي أمام كل هؤلاء النبلاء.”
أصبح رايموند مصمما.
تقدم يوريتش البربري أيضًا بسيفه المسلول. كان بربريًا يرتدي معطفًا من الفرو بدلًا من الدرع. بدا جسده المكشوف جلدًا مكشوفًا وعضلاته مليئة بالندوب. من الواضح أنه محارب ذو خبرة عالية.
“هذه هي مهارة المبارزة للفارس.”
أمسك ريموند سيفه بكلتا يديه ورفعه عالياً. انبعثت قوة مهيبة من خلال درعه.
” آه، وضعية البومة. إنها وضعية رائعة. لن يشكك فيه أحد لو وصف نفسه بالفارس.”
لقد أعجب الحضور بموقف ريموند الذي أطلق عليه اسم موقف البومة، لأنه يشبه بومة تخطف فأرًا.
“لقد تم رفع سيفه، ولكن من الصعب العثور على فجوة في درعه للتصويب عليها.”
ضيّق يوريتش عينيه.

“السيد فيليون… اعتقدت أنني أخبرتك أن تتأكد من أن يوريتش لن يوقع نفسه في مشكلة…” قال باهيل، الذي خرج إلى مدخل البوابة بعد سماعه الضجة، لفيليون. شهق بعد أن رأى ما فعله يوريتش وهز رأسه. “يوريتش، ماذا فعلت بحق الجحيم؟” هناك رجلان معلقان بعمود. كانا منكمشين كأنهما بلا مفاصل، و دماؤهما وبرازهما تتساقط على العمود مكونةً بركة تحتهما. “أنا آسف، سموك.” لم يستطع فيليون أن يعبّر عن نفسه. شعر بالمسؤولية عن عجزه عن إيقاف يوريتش. ” لا بأس، هذا ما هو عليه. آه ” أخذ باهيل أنفاسًا عميقةً ليكبح الغثيان المتزايد. “إنه بالتأكيد ليس مشهدًا جميلًا للرؤية ” قال فيليون وهو يعبس. انضم باهيل وفيليون إلى بقية فرقة المرتزقة وانتظرا بدء محاكمة المبارزة. ازداد الحشد اتساعًا بعد انتشار خبر المحاكمة. “ابتعد، وابق هناك!” وظل الجنود يدفعون الحشد إلى الوراء، أما أولئك الذين تم دفعهم بعيدًا فقد وجدوا هياكل أطول لمشاهدة المبارزة منها، مثل تسلق الأشجار. “لماذا يقاتلون؟” “على ما يبدو، قام قائد البوابة بتعيين بعض الأشخاص لتنفيذ عملية اغتيال.” انتشرت التكهنات بين الحضور الغفير. صر أوبير المتوتر على أسنانه بقلق. “اللعنة، انظر ماذا جلبه لي ذلك الأحمق جريمان.” حدّق أوبير في جريمان المُعلّق بالعمود. كان وجهه شاحبًا، وكان من الواضح أنه لن يبقى على قيد الحياة طويلًا، حتى نهاية اليوم. كان من المُعجزة تقريبًا كيف ظلّ يتنفس وجسده مُتكوّرًا كالورق. “إنه أمر قاسٍ بالفعل، لكنها مهارة مذهلة، واو.” أبدى عددٌ لا بأس به من الحضور إعجابهم بالمنظر. وكلما تأملوه، ازدادوا تشويقًا بدلًا من قسوته. “استمر، يوريتش.” “شق حنجرته.” “هذا الدرع الكامل لا يعد شيئًا بالنسبة له، أليس كذلك؟” “حسنًا، هذا صحيح، لكن ليس لقائدنا يوريتش. أليس كذلك؟” اجتمع المرتزقة حول يوريتش وهتفوا له. كانوا يعرفون سبب ما فعله. “على الرغم من أنه لم يتقاضى أجرًا مقابل القيام بذلك، إلا أن يوريتش انتقم لدونوفان.” نشأت رابطة المرتزقة على أساس المال. ورغم أنهم يُسمون أنفسهم إخوة، إلا أنها لم تكن رابطةً كرابطة الجيش أو القبيلة. بدا يوريتش الرجل الوحيد في الفرقة الذي تصرف بنزاهةٍ لأخوته، واصبح كل فردٍ في فرقة المرتزقة مُلهمًا منه. “حتى لو كنت أنا من يتعرض للهجوم، فإن يوريتش سوف ينتقم لي دائمًا.” بدت الفكرة مُريحة. لم يدع يوريتش مرتزقته يموتون ظلماً قط. حتى عندما قُتل عدد قليل منهم نتيجةً لمكر فيليون، كرّم موتهم بقطع أصابع الكاذب عقاباً لهم. “يوريتش، الدروع ذات اللوحة الكاملة من الصعب التعامل معها.” قال سفين وهو يجول بنظره في المنطقة: “كان ممثل أوبير مُجهزًا بدرعه الكامل. ورغم أنه من جيل سابق، إلا أن قدرته الدفاعية لا تُضاهى بالدروع العادية. كان هذا الدرع ذروة ترسانة الأسلحة الحديثة”. “لقد قاتلت رجلاً يرتدي ذلك الشيء الفولاذي من قبل ” قال يوريتش بإيجاز بينما يتذكر الفارس الذي التقى به في جبال السماء. ‘فوردجال آرتن.’ لم ينسى يوريتش اسمه. “لن تنجح هجماتك المعتادة عليه.” سفين يدرك قوة الدروع الكاملة. هجمات الفرسان المسلحين به كابوس حقيقي، إذ انحناءة الدروع ومرونتها تُبطل مفعول أي نوع من الرماح والسيوف. “ليس الأمر كما لو أنه لا يملك أي ثغرات، أليس كذلك؟ لا داعي للقلق. يموت الناس بطعنة واحدة ” قال يوريتش وهو ينظر إلى الأمام. رأى خصمه مرتديًا درعًا كاملًا. في الظهيرة، كانت الشمس ساطعة فوق الرؤوس، والظلال في أقصر حالاتها. فتح حاكم الشمس عينيه على مصراعيهما، ونظر إلى العالم من أعلى. أما الخائفون منه، فقد اختبأوا في الظلال القصيرة. لقد ازداد عدد الحضور بقدر ما استطاعوا عند سماع خبر المبارزة، حتى أن بعضهم يبيع الوجبات الخفيفة بأسعار مخفضة مع لافتات. “فلتبدأ المبارزة المقدسة باسم لو!” صرخ هارفالد محارب الشمس. “ريموند!!!!” صرخ الجنود على جانب البوابة بينما خرج ريموند، مُسلّحًا بدرعه المعدني الكامل. رافق كل خطوة صوتُ اصطدام هذا الدرع المعدني. “إن الدروع الكاملة مذهلة بالفعل.” الشعور بصفائح معدنية تحيط بجسمك. ضاق بصرُك وضعف حواسك. ‘ولكن بمجرد أن تفهم قدرة الدرع، يبدأ الاختناق في الشعور بالراحة.’ شعور المعدن السميك الآمن الذي يحمي جسدك بالكامل. شعورٌ بترابط الدرع والجلد. كان كافيًا لمحو أي خوف من السيوف. كاد أن يجعله يشعر بالقوة. كان شعور الفولاذ مُبهجًا. كان ريموند يرتدي درعًا كاملًا كتدريبٍ له في أيام خدمته كمساعد. وكانت مساعدة سيده في ارتداء الدرع وخلعه من واجباته كمساعد. ولذلك، كان ريموند مُلِمًّا بتركيبة الدرع. لو لم يمت سيدي، لربما أصبحتُ فارسًا. ربما كنتُ لأحصل على وسام الإمبراطورية الفولاذية أو أحظى بدرعي الكامل الخاص. مع أنه كان مجرد جندي في الحامية، إلا أنه حلم يومًا بأن يصبح فارسًا عظيمًا. نشأ وهو يسمع حكايات معركة شيطان السيف فيرزين، حتى أنه تظاهر بأنه هو بسيفه الخشبي وهو يلعب مع أصدقائه في الأزقة. “لكن الآن، في هذه اللحظة، أنا أيضًا فارس يرتدي درعًا كاملًا.” سار ريموند بفخرٍ كفارس. استقبل هتافات زملائه الجنود بصمتٍ مهيب. ” هاف، هاف.” عادَتْ أنفاسُه التي خرجتْ من فمه برائحةِ الفولاذ. نظرَ ريموند حولَ الحشدِ بنظرةٍ ضيقة. ربما يكون بعضهم من النبلاء أو ذوي النفوذ. قد يرون قدراتي ويقبلونني تابعًا لهم. عاد رايموند يحلم. كانت هذه المبارزة فرصة له. “سأعرض عليهم كل ما لدي” في أيام خدمته كمساعد، كان ريموند يتدرب بلا انقطاع. كان صارمًا جدًا مع نفسه. كانت أيامه الذهبية عندما راوده حلم أن يصبح فارسًا. هذا الجهد أكسبه مكانة بارزة كواحد من أقوى جنود حامية البوابة. لم يعد بإمكانك أن تصبح فارسًا بقتل البرابرة. تلك الأيام ولّت منذ زمن. كان إخضاع ما تبقى من البرابرة قبل عقد من الزمان آخر فرصة للمقاتلين لبناء سمعة طيبة. أما الآن، فقد أصبح من الصعب الحصول على لقب فارس من خلال المعارك، إذ لم تعد هناك ساحات معارك يستطيع الجنود ترك بصماتهم فيها. لم يتبقَّ سوى نزاعات صغيرة على الأراضي بين النبلاء. “لكن اليوم سأقتل ذلك البربري وأظهر نفسي أمام كل هؤلاء النبلاء.” أصبح رايموند مصمما. تقدم يوريتش البربري أيضًا بسيفه المسلول. كان بربريًا يرتدي معطفًا من الفرو بدلًا من الدرع. بدا جسده المكشوف جلدًا مكشوفًا وعضلاته مليئة بالندوب. من الواضح أنه محارب ذو خبرة عالية. “هذه هي مهارة المبارزة للفارس.” أمسك ريموند سيفه بكلتا يديه ورفعه عالياً. انبعثت قوة مهيبة من خلال درعه. ” آه، وضعية البومة. إنها وضعية رائعة. لن يشكك فيه أحد لو وصف نفسه بالفارس.” لقد أعجب الحضور بموقف ريموند الذي أطلق عليه اسم موقف البومة، لأنه يشبه بومة تخطف فأرًا. “لقد تم رفع سيفه، ولكن من الصعب العثور على فجوة في درعه للتصويب عليها.” ضيّق يوريتش عينيه.

واجه الرجلان بعضهما البعض. تحركا جانبيًا محافظين على المسافة بينهما.
تقدم ريموند خطوةً إلى الأمام وأنزل ذراعه. صوّب شفرته نحو كتف يوريتش.
بوو!
اصطدم الرجلان بصوتٍ معدنيٍّ واضح. رفع يوريتش سيفه ليصدّ نصل ريموند. انطلق الرجلان، اللذان تبادلا مواقعهما بعد هجومهما الأول ودفاعهما، عن الأرض باتجاه بعضهما البعض.
“همف.”
بعد أن أخذ نفسًا عميقًا، أطلق يوريتش سلسلة من الضربات. كانت هجومًا متفجرًا بكلتا يديه، وكان ريموند منشغلًا بصد ضرباته بلف سيفه.
“ما هذه السرعة الهجومية المرعبة.”
تراجع ريموند. لو لم يكن يرتدي درعًا كاملًا، لكان قد قُتل في مكان ما بهجومين متتاليين.
“ههه، هذا الدرع لا يزال قويًا كما كان دائمًا. سيفي ينزلق عن سطحه.”
قال يوريتش وهو ينفض العرق عن وجهه: “لقد سدد ضربةً قويةً عدة مرات، لكن نصل سيفه انزلق عن درعه المغطى بالكامل. لو كان خصمه يرتدي درعًا معدنيًا، لكسر يوريتش إما الدرع المعدني أو عظمه”. أصبحت عيناه تشتعلان رغبةً.
‘درع.’
بدا يوريتش أيضًا مُدركًا تمامًا لأهمية الدروع. فالشماليون المتفوقون جسديًا لم يرتدوها عبثًا. فمهما بلغت قوة الإنسان، لم يكن بمنأى عن تمزيق لحمه ونزيفه.
“إذا كنت سأرتدي درعًا، فمن الأفضل أن يكون الأفضل.”
لم يكن مجرد سلسلة ة كافية لإشباع شهيته.
“همف!”
أطلق يوريتش فأسًا في هجوم مفاجئ. حاول إسقاط خوذة ريموند كما فعل عندما هزم الفارس في جبال السماء.
بوو!
“يا لها من خدعة ضعيفة!”
مدّ ريموند سيفه أمامه وصد الفأس الطائر. كان تركيزه في أوج عطائه. استطاع أن يرى حتى أدق حركة في أطراف أصابع يوريتش من خلال بصره الضيق.
“هذا لا يسير بالطريقة التي كنت أعتقدها.”
ضحك يوريتش وهو يهز كتفيه. انفرجت أسنانه الشرسة.
“بربري غبي.”
ضحك ريموند ساخرًا من يوريتش. بدت اسلحتهم على مستويات مختلفة. عادةً، لمحاربة درع كامل، كان الخنجر سلاحًا ثانويًا لطعن العدو. من الصعب ضربه بسيف طويل وسميك.
“دوري.”
أطلق رايموند العنان لمهاراته التي كان يصقلها لأكثر من عقد من الزمان.
” واو!”
انفجر الحشد حماسًا. كانت مهارات ريموند في المبارزة أعلى من المتوسط. في الواقع، تفوق حتى على بعض الفرسان.
’إنه ماهر جدًا. سيكون جنديًا مفيدًا.’
كانت أنظار النبلاء متجهة نحو ريموند، تمامًا كما كان يأمل ريموند.
“إيه؟”
اتسعت عينا يوريتش. أمسك رايموند بشفرة يوريتش بيده.
“كيوغ.”
قام رايموند بنفس الشيء عندما حاول كبح يوريتش عن طريق الاستيلاء على سيفه.
“لماذا هو قوي جدا؟”
بدا ريموند مُصِرًّا. شعر وكأن أصابعه على وشك الانهيار، لكنه لم يُفلت السيف. لكن ذلك أدى إلى جرّه من قِبل يوريتش. ومع فقدان توازنه، نشأت فجوة.
“لقد حاولت الاستيلاء على سيفي، ولكنك حفرت قبرك بنفسك، بدلا من ذلك.”
بوو!
ضرب يوريتش رأس ريموند بطرف فأسه الخلفي، فطار نصل فأسه مع تحطم مقبضه.
“اللعنة، المقبض لا يستطيع التعامل مع قوتي.”
أدرك يوريتش أن ضربته لم تكن كافية للقضاء على رايموند.
“أوه.”
تأوه رايموند. تردد صدى ضربة فأس يوريتش عبر صفيحة الخوذة الفولاذية وصولاً إلى رأسه. ومع ذلك، نجحت الخوذة في امتصاص معظم القوة وحمايته من الإغماء.
“لقد فزتُ. فأسه مكسور، وأنا امسك سيفه. لا سبيل له لمهاجمتي الآن.”
ضحك ريموند وسط ألمه. كان واثقًا من انتصاره. كان يحمل نصل يوريتش بيده اليسرى وسيفه بيده اليمنى.
“كن ذبيحة من أجل صعودي، أيها البربري!”
رايموند، الذي يتعثر من أثر الضربة على رأسه، نظر إلى الأعلى برغبة واحدة تملأ قلبه. ثم لاحظ أن يده اليسرى أصبحت أخف وزنًا. لقد ترك يوريتش سيفه.
” ترك سيفك؟ سلاحك الوحيد؟”
تخلى يوريتش عن السيف الذي أمسكه ريموند. أمسك برقبة ريموند بكلتا يديه دون تردد. بدا واثقًا بقوته البدنية.
“واووه!”
صرخ يوريتش وهو يسحب رأس رايموند إلى أسفل ويرفع ركبته إلى الأعلى.
معجب.
آخر ما رآه ريموند هو ركبة يوريتش. صدمته الصدمة عندما انهار الدرع الرقيق نسبيًا لوجه الخوذة.
“هاه؟”
أُصيب الجمهور بالذهول. حُسمت المبارزة بركلة ركبة واحدة. سال الدم من خوذة رايموند الساقط. من الواضح أنه مات.
انهار يوريتش على الأرض، وأطلق نفسًا عميقًا. تصاعد أنفاسه الخشنة كالدخان وهو يمسك ركبته المصابة وينهض.
“هذا الدرع المعدني قوي حقًا، على الرغم من أنه ليس قويًا مثل جسدي.”
قال يوريتش بينما كسر الحشد صمته وهتف. بدا الضجيج كافيًا لهزّ البوابة بأكملها.
“من هو هذا الرجل؟”
” اسمه يوريتش؟ من أين جاء هذا البربري؟”
أصبح النبلاء الذين كانوا مهتمين برايموند يتجاذبون أطراف الحديث بصدمة.
“أثبت حاكم الشمس لو براءة جريمان. أوبير، الذي كذب على لو، سينال العقاب المناسب.”
وبعد أن تأكد هارفالد من وفاة رايموند، أعلن ذلك رسميا.

واجه الرجلان بعضهما البعض. تحركا جانبيًا محافظين على المسافة بينهما. تقدم ريموند خطوةً إلى الأمام وأنزل ذراعه. صوّب شفرته نحو كتف يوريتش. بوو! اصطدم الرجلان بصوتٍ معدنيٍّ واضح. رفع يوريتش سيفه ليصدّ نصل ريموند. انطلق الرجلان، اللذان تبادلا مواقعهما بعد هجومهما الأول ودفاعهما، عن الأرض باتجاه بعضهما البعض. “همف.” بعد أن أخذ نفسًا عميقًا، أطلق يوريتش سلسلة من الضربات. كانت هجومًا متفجرًا بكلتا يديه، وكان ريموند منشغلًا بصد ضرباته بلف سيفه. “ما هذه السرعة الهجومية المرعبة.” تراجع ريموند. لو لم يكن يرتدي درعًا كاملًا، لكان قد قُتل في مكان ما بهجومين متتاليين. “ههه، هذا الدرع لا يزال قويًا كما كان دائمًا. سيفي ينزلق عن سطحه.” قال يوريتش وهو ينفض العرق عن وجهه: “لقد سدد ضربةً قويةً عدة مرات، لكن نصل سيفه انزلق عن درعه المغطى بالكامل. لو كان خصمه يرتدي درعًا معدنيًا، لكسر يوريتش إما الدرع المعدني أو عظمه”. أصبحت عيناه تشتعلان رغبةً. ‘درع.’ بدا يوريتش أيضًا مُدركًا تمامًا لأهمية الدروع. فالشماليون المتفوقون جسديًا لم يرتدوها عبثًا. فمهما بلغت قوة الإنسان، لم يكن بمنأى عن تمزيق لحمه ونزيفه. “إذا كنت سأرتدي درعًا، فمن الأفضل أن يكون الأفضل.” لم يكن مجرد سلسلة ة كافية لإشباع شهيته. “همف!” أطلق يوريتش فأسًا في هجوم مفاجئ. حاول إسقاط خوذة ريموند كما فعل عندما هزم الفارس في جبال السماء. بوو! “يا لها من خدعة ضعيفة!” مدّ ريموند سيفه أمامه وصد الفأس الطائر. كان تركيزه في أوج عطائه. استطاع أن يرى حتى أدق حركة في أطراف أصابع يوريتش من خلال بصره الضيق. “هذا لا يسير بالطريقة التي كنت أعتقدها.” ضحك يوريتش وهو يهز كتفيه. انفرجت أسنانه الشرسة. “بربري غبي.” ضحك ريموند ساخرًا من يوريتش. بدت اسلحتهم على مستويات مختلفة. عادةً، لمحاربة درع كامل، كان الخنجر سلاحًا ثانويًا لطعن العدو. من الصعب ضربه بسيف طويل وسميك. “دوري.” أطلق رايموند العنان لمهاراته التي كان يصقلها لأكثر من عقد من الزمان. ” واو!” انفجر الحشد حماسًا. كانت مهارات ريموند في المبارزة أعلى من المتوسط. في الواقع، تفوق حتى على بعض الفرسان. ’إنه ماهر جدًا. سيكون جنديًا مفيدًا.’ كانت أنظار النبلاء متجهة نحو ريموند، تمامًا كما كان يأمل ريموند. “إيه؟” اتسعت عينا يوريتش. أمسك رايموند بشفرة يوريتش بيده. “كيوغ.” قام رايموند بنفس الشيء عندما حاول كبح يوريتش عن طريق الاستيلاء على سيفه. “لماذا هو قوي جدا؟” بدا ريموند مُصِرًّا. شعر وكأن أصابعه على وشك الانهيار، لكنه لم يُفلت السيف. لكن ذلك أدى إلى جرّه من قِبل يوريتش. ومع فقدان توازنه، نشأت فجوة. “لقد حاولت الاستيلاء على سيفي، ولكنك حفرت قبرك بنفسك، بدلا من ذلك.” بوو! ضرب يوريتش رأس ريموند بطرف فأسه الخلفي، فطار نصل فأسه مع تحطم مقبضه. “اللعنة، المقبض لا يستطيع التعامل مع قوتي.” أدرك يوريتش أن ضربته لم تكن كافية للقضاء على رايموند. “أوه.” تأوه رايموند. تردد صدى ضربة فأس يوريتش عبر صفيحة الخوذة الفولاذية وصولاً إلى رأسه. ومع ذلك، نجحت الخوذة في امتصاص معظم القوة وحمايته من الإغماء. “لقد فزتُ. فأسه مكسور، وأنا امسك سيفه. لا سبيل له لمهاجمتي الآن.” ضحك ريموند وسط ألمه. كان واثقًا من انتصاره. كان يحمل نصل يوريتش بيده اليسرى وسيفه بيده اليمنى. “كن ذبيحة من أجل صعودي، أيها البربري!” رايموند، الذي يتعثر من أثر الضربة على رأسه، نظر إلى الأعلى برغبة واحدة تملأ قلبه. ثم لاحظ أن يده اليسرى أصبحت أخف وزنًا. لقد ترك يوريتش سيفه. ” ترك سيفك؟ سلاحك الوحيد؟” تخلى يوريتش عن السيف الذي أمسكه ريموند. أمسك برقبة ريموند بكلتا يديه دون تردد. بدا واثقًا بقوته البدنية. “واووه!” صرخ يوريتش وهو يسحب رأس رايموند إلى أسفل ويرفع ركبته إلى الأعلى. معجب. آخر ما رآه ريموند هو ركبة يوريتش. صدمته الصدمة عندما انهار الدرع الرقيق نسبيًا لوجه الخوذة. “هاه؟” أُصيب الجمهور بالذهول. حُسمت المبارزة بركلة ركبة واحدة. سال الدم من خوذة رايموند الساقط. من الواضح أنه مات. انهار يوريتش على الأرض، وأطلق نفسًا عميقًا. تصاعد أنفاسه الخشنة كالدخان وهو يمسك ركبته المصابة وينهض. “هذا الدرع المعدني قوي حقًا، على الرغم من أنه ليس قويًا مثل جسدي.” قال يوريتش بينما كسر الحشد صمته وهتف. بدا الضجيج كافيًا لهزّ البوابة بأكملها. “من هو هذا الرجل؟” ” اسمه يوريتش؟ من أين جاء هذا البربري؟” أصبح النبلاء الذين كانوا مهتمين برايموند يتجاذبون أطراف الحديث بصدمة. “أثبت حاكم الشمس لو براءة جريمان. أوبير، الذي كذب على لو، سينال العقاب المناسب.” وبعد أن تأكد هارفالد من وفاة رايموند، أعلن ذلك رسميا.

واجه الرجلان بعضهما البعض. تحركا جانبيًا محافظين على المسافة بينهما. تقدم ريموند خطوةً إلى الأمام وأنزل ذراعه. صوّب شفرته نحو كتف يوريتش. بوو! اصطدم الرجلان بصوتٍ معدنيٍّ واضح. رفع يوريتش سيفه ليصدّ نصل ريموند. انطلق الرجلان، اللذان تبادلا مواقعهما بعد هجومهما الأول ودفاعهما، عن الأرض باتجاه بعضهما البعض. “همف.” بعد أن أخذ نفسًا عميقًا، أطلق يوريتش سلسلة من الضربات. كانت هجومًا متفجرًا بكلتا يديه، وكان ريموند منشغلًا بصد ضرباته بلف سيفه. “ما هذه السرعة الهجومية المرعبة.” تراجع ريموند. لو لم يكن يرتدي درعًا كاملًا، لكان قد قُتل في مكان ما بهجومين متتاليين. “ههه، هذا الدرع لا يزال قويًا كما كان دائمًا. سيفي ينزلق عن سطحه.” قال يوريتش وهو ينفض العرق عن وجهه: “لقد سدد ضربةً قويةً عدة مرات، لكن نصل سيفه انزلق عن درعه المغطى بالكامل. لو كان خصمه يرتدي درعًا معدنيًا، لكسر يوريتش إما الدرع المعدني أو عظمه”. أصبحت عيناه تشتعلان رغبةً. ‘درع.’ بدا يوريتش أيضًا مُدركًا تمامًا لأهمية الدروع. فالشماليون المتفوقون جسديًا لم يرتدوها عبثًا. فمهما بلغت قوة الإنسان، لم يكن بمنأى عن تمزيق لحمه ونزيفه. “إذا كنت سأرتدي درعًا، فمن الأفضل أن يكون الأفضل.” لم يكن مجرد سلسلة ة كافية لإشباع شهيته. “همف!” أطلق يوريتش فأسًا في هجوم مفاجئ. حاول إسقاط خوذة ريموند كما فعل عندما هزم الفارس في جبال السماء. بوو! “يا لها من خدعة ضعيفة!” مدّ ريموند سيفه أمامه وصد الفأس الطائر. كان تركيزه في أوج عطائه. استطاع أن يرى حتى أدق حركة في أطراف أصابع يوريتش من خلال بصره الضيق. “هذا لا يسير بالطريقة التي كنت أعتقدها.” ضحك يوريتش وهو يهز كتفيه. انفرجت أسنانه الشرسة. “بربري غبي.” ضحك ريموند ساخرًا من يوريتش. بدت اسلحتهم على مستويات مختلفة. عادةً، لمحاربة درع كامل، كان الخنجر سلاحًا ثانويًا لطعن العدو. من الصعب ضربه بسيف طويل وسميك. “دوري.” أطلق رايموند العنان لمهاراته التي كان يصقلها لأكثر من عقد من الزمان. ” واو!” انفجر الحشد حماسًا. كانت مهارات ريموند في المبارزة أعلى من المتوسط. في الواقع، تفوق حتى على بعض الفرسان. ’إنه ماهر جدًا. سيكون جنديًا مفيدًا.’ كانت أنظار النبلاء متجهة نحو ريموند، تمامًا كما كان يأمل ريموند. “إيه؟” اتسعت عينا يوريتش. أمسك رايموند بشفرة يوريتش بيده. “كيوغ.” قام رايموند بنفس الشيء عندما حاول كبح يوريتش عن طريق الاستيلاء على سيفه. “لماذا هو قوي جدا؟” بدا ريموند مُصِرًّا. شعر وكأن أصابعه على وشك الانهيار، لكنه لم يُفلت السيف. لكن ذلك أدى إلى جرّه من قِبل يوريتش. ومع فقدان توازنه، نشأت فجوة. “لقد حاولت الاستيلاء على سيفي، ولكنك حفرت قبرك بنفسك، بدلا من ذلك.” بوو! ضرب يوريتش رأس ريموند بطرف فأسه الخلفي، فطار نصل فأسه مع تحطم مقبضه. “اللعنة، المقبض لا يستطيع التعامل مع قوتي.” أدرك يوريتش أن ضربته لم تكن كافية للقضاء على رايموند. “أوه.” تأوه رايموند. تردد صدى ضربة فأس يوريتش عبر صفيحة الخوذة الفولاذية وصولاً إلى رأسه. ومع ذلك، نجحت الخوذة في امتصاص معظم القوة وحمايته من الإغماء. “لقد فزتُ. فأسه مكسور، وأنا امسك سيفه. لا سبيل له لمهاجمتي الآن.” ضحك ريموند وسط ألمه. كان واثقًا من انتصاره. كان يحمل نصل يوريتش بيده اليسرى وسيفه بيده اليمنى. “كن ذبيحة من أجل صعودي، أيها البربري!” رايموند، الذي يتعثر من أثر الضربة على رأسه، نظر إلى الأعلى برغبة واحدة تملأ قلبه. ثم لاحظ أن يده اليسرى أصبحت أخف وزنًا. لقد ترك يوريتش سيفه. ” ترك سيفك؟ سلاحك الوحيد؟” تخلى يوريتش عن السيف الذي أمسكه ريموند. أمسك برقبة ريموند بكلتا يديه دون تردد. بدا واثقًا بقوته البدنية. “واووه!” صرخ يوريتش وهو يسحب رأس رايموند إلى أسفل ويرفع ركبته إلى الأعلى. معجب. آخر ما رآه ريموند هو ركبة يوريتش. صدمته الصدمة عندما انهار الدرع الرقيق نسبيًا لوجه الخوذة. “هاه؟” أُصيب الجمهور بالذهول. حُسمت المبارزة بركلة ركبة واحدة. سال الدم من خوذة رايموند الساقط. من الواضح أنه مات. انهار يوريتش على الأرض، وأطلق نفسًا عميقًا. تصاعد أنفاسه الخشنة كالدخان وهو يمسك ركبته المصابة وينهض. “هذا الدرع المعدني قوي حقًا، على الرغم من أنه ليس قويًا مثل جسدي.” قال يوريتش بينما كسر الحشد صمته وهتف. بدا الضجيج كافيًا لهزّ البوابة بأكملها. “من هو هذا الرجل؟” ” اسمه يوريتش؟ من أين جاء هذا البربري؟” أصبح النبلاء الذين كانوا مهتمين برايموند يتجاذبون أطراف الحديث بصدمة. “أثبت حاكم الشمس لو براءة جريمان. أوبير، الذي كذب على لو، سينال العقاب المناسب.” وبعد أن تأكد هارفالد من وفاة رايموند، أعلن ذلك رسميا.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

We have detected that you are using extensions to block ads. Please support us by disabling these ads blocker.

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط