You dont have javascript enabled! Please enable it!
]
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سعي بربري 62

الفصل 62
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

أرخى الفارس الإمبراطوري جسده واستقرّت أنفاسه. نظر بين شيطان السيف فيرزين ويوريتش.
“أنا عضو في منظمة الفولاذ الإمبراطوري. الشرف الذي أسعى إليه ليس شرفًا لي وحدي.”
شرف العضو شرف للمنظمة. لم يعد الفارس الإمبراطوري يرغب في الانسحاب من القتال.
“مرحبًا يا جدي، هل تعرفني؟”
قال يوريتش وهو ينظر إلى فيرزين. ابتسم فيرزين.
“بالتأكيد. كنت أراقبك وأنت تدخل وتخرج من ثكنات محاربي الشمس أيضًا.”
“ماذا، هل كنتَ تلاحقني؟ لديكَ هواية غريبة…”
غضب الفارس الإمبراطوري الذي كان يستمع إلى المحادثة.
“يا لها من وقحة! هل تعرف من تتحدث إليه؟”
“إنه مجرد رجل عجوز قوي، أليس كذلك؟ لا بد أنه كان بارعًا في استخدام النصل في أيامه.”
ضحك فيرزين من كلمات يوريتش.
“كم أنت مغرور؟ هل تجرؤ على التفوه بمثل هذا الهراء أمام الجنرال فيرزين؟”
صرخ الفارس الإمبراطوري، واتسعت عينا يوريتش عند سماع اسم فيرزين.
‘همف، حتى البرابرة لا يستطيعون إلا أن يكونوا في رهبة من الاسم الشهير لسيف الشيطان فيرزين.’
أمسك يوريتش فيرزين من كتفيه ورفعه.
“هذا الرجل العجوز هو السيف الشيطاني الشهير؟ يا إلهي، لا بد أنني سمعت اسمك مئات المرات على الأقل. إذًا، أنت قوي لهذه الدرجة، أليس كذلك؟ هل صحيح أنك أوقفت مئة رجل بمفردك على جسر؟”
كان جسد فيرزين ثقيلًا وصلبًا بالنسبة لرجل عجوز، لكن يوريتش رفعه وكأنه طفل.
” أوهوهوهو، أرجوك أن تنزلني. بجسدي، وفي سني، من المؤلم بعض الشيء أن أتحمل قوة شاب.”
” آه، خطئي، عمرك فوق السبعين، صحيح؟ إذن لا فائدة تُرجى من هذا.”
وضع يوريتش فيرزين أرضًا بابتسامة.
“ارفع سيفك أيها البربري! سأضع حدًا لتصرفاتك هنا!”
صرخ الفارس الإمبراطوري كأن صبره قد نفد. نظر يوريتش إلى الفارس الإمبراطوري، وتجاهله، ثم واصل حديثه مع فيرزن.
“سأعود حالاً بعد أن أهزم ذلك الرجل، لذا ابقَ مكانك يا رجل. لديّ الكثير من الأسئلة لك.”
قال يوريتش وهو يشير بإصبعه إلى فيرزين.بدا هذا سلوكًا متعجرفًا ووقحًا، ولم يكن ليُقبل أبدًا لو كان فارسًا إمبراطوريًا.
“لا بد أن حدة الجنرال فيرزين قد خفت مع التقدم في السن ليجد هذه الوقاحة منعشة. لن أسامحك على هذا السلوك. سأكسر رقبتك أيها البربري.”
تمتم الفارس الإمبراطوري بنية القتل. حتى السيف الخشبي قد يكون سلاحًا فتاكًا إذا استُخدم بشكل صحيح.
ووش!
مزق سيف يوريتش الهواء. بدون حدة، بدا السيف أشبه بسلاح غير حاد.
“هل تعلم أن…”
فجأة طرح يوريتش سؤالاً على خصمه.
“أغلق فمك. في الحقيقة، سأحرص على ألا تفتح فمك هذا مرة أخرى.”
” عدواني جدًا. على أي حال، في مدينتي، كنا نأكل بعض كلابنا بين الحين والآخر… لكن تلك الكلاب كانت تُدرك بسرعة وجود أي خطأ، وعندما تُدرك ذلك، تنبح بجنون. ثم نضربها حتى الموت بهراوة كهذه.”
عجز الفارس الإمبراطوري عن الكلام. بدلًا من الرد، اتخذ وضعية الذئب: وهي وضعية يرفع فيها الفارس سيفه ويمد ذراعيه إلى ارتفاع متوسط. يتطلب الحفاظ على استقامة ذراعيه قوة كبيرة، لكنها كانت وضعية ممتازة لصد هجمات الخصم والتصدي لها.
“مع ذلك، سأضربك كما ضربت تلك الكلاب.”
تقدم يوريتش للأمام بظهر منحني قليلاً وذراعيه تتأرجحان إلى الأسفل.
“يا له من موقف ضعيف عاجز عن الدفاع عن نفسه.”
زحف الفارس الإمبراطوري إلى الأمام على أطراف أصابع قدميه. وقفة يوريتش تُؤخّر الهجوم والدفاع قليلاً. لم تكن مفيدة إلا لجعله يبدو ضخمًا للترهيب.
“سأصد هجومه أولاً، ثم أكسر ساقه.”
تقدم الرجلان . ذراع يوريتش أول من تحركت.
بوو!
تصادم السيفان.
“إنه سريع.”
صُدم الفارس الإمبراطوري. تحركت ذراع يوريتش بسرعة تفوق توقعاته، وشعر بثقل حركة سيفه المتسارعة. كاد يعجز عن صد سيف يوريتش، فسقطت عليه الهجمة.

اصطدمت السلاسل وأصدرت صوت رنين واضح. بدت السلاسل المدهونة تلمع. “همف.” ارتدى يوريتش، بمساعدة فيليون، الدرع . شدّ حزامه لتوزيع وزن السلاسل على كتفيه وحوضه. وتحت الدرع، كان يرتدي ملابس جلدية لمنع السلاسل من ملامسة جلده مباشرةً. “هوب.” أخذ يوريتش نفسًا عميقًا. أخيرًا، ارتدى خوذةً على شكل دمعة، وأنزل غطاء الوجه. ضاق بصره بشدة. “رائحة المعدن.” وبينما يستنشق، عادت إليه رائحة المعدن. بدا إحساسًا غريبًا، خانقًا، وثقيلًا، لكن الغريب أنه شعر بأمان يسري في جسده. لم يكن شعورًا سيئًا. بوو! بدت السلاسل تُصدر رنينًا مع كل حركة. وفوق الدرع الشبكي، هناك عباءة ورداء يحملان شعار مملكة بوركانا. نظر يوريتش إلى فيليون، الذي بدا مستاءً. “هذا سيء.” لم يتمكن فيليون من النظر في عيون يوريتش. “السلاسل ليست محكمة النسج، وحلقاتها رقيقة، وحتى الحديد يبدو ضعيفًا. هذا أرخص ما يكون. قد تنكسر السلاسل وتغرس في لحمه، فما بالك بحمايته. لا أستطيع إرساله إلى البطولة بهذا الدرع.” تخيّل فيليون سيناريو يفشل فيه يوريتش في صد رمح المبارزة ويتلقى ضربة مباشرة. مع أن طرف الرمح غير حاد، إلا أن ضربة بقوة حصان الحرب لا تُستهان بها. فالدرع الضعيف سينكسر بسرعة، وستخترق حلقاته المكسورة طبقة الجلد وتغوص عميقًا في الجسد. “من الخطر جدًا التنافس بالدروع الرخيصة.” انتاب فيليون شعورٌ مُريب. انعقد فمه. “هل أبقى صامتًا من أجل الأمير رغم أن الخطر واضح…” فعل فيليون كل شيء من أجل الأمير. “ولكن إذا مات يوريتش بسبب طلبه، فقد ينهار الأمير معه.” نظر يوريتش إلى فيليون. شعر بمعاناة فيليون. بوو! نظر يوريتش إلى درعه. سرت قشعريرة في عموده الفقري وهو يتذكر درع المرتزقة. “الثغرات أكبر وأرق من تلك التي يرتديها المرتزقة.” المرتزقة محترفين يقاتلون لكسب عيشهم. لم تكن معداتهم رثة أبدًا، بل تُضاهي معدات جيش نظامي متوسط. بدا يوريتش محاربًا بارعًا. لديه عينان ثاقبتان تُميزان بسرعة بين الأسلحة الجيدة والسيئة، والدرع الذي يرتديه الآن بدا رديئًا. “…يوريتش، لدي شيء أريد أن أخبرك به.” قرر فيليون. لم يستطع السماح ليوريتش بدخول البطولة بهذه الطريقة. لقد قدم لباهيل الكثير حتى الآن، ولم يستطع السماح له بالتعرض للأذى. “ششش، لا بأس. صدقني يا فيليون.” وضع يوريتش إصبعه على شفة خوذة الوجه. هز رأسه وهو يوقف كلام فيليون، ثم تابع وهو يرفع إبهامه. “هذا درعٌ عظيم؛ سأرتديه جيدًا. سأكافئك بالنصر.” غطى يوريتش الدرع بعباءته. رفرفت العباءة، مطرزة بسمكة وقارب صيد على خلفية بيضاء. من خلال خوذته، أشرقت عينا يوريتش بلون ذهبي. يوريتش البربري. مع ذلك، في الوقت الحالي، كان فارسًا يمثل بوركانا. غدًا، بحلول وقت رنين جرس الظهر، سيقف يوريتش أمام المتفرجين مرة أخرى.

دفع يوريتش الفارس الإمبراطوري إلى الخلف، وسيفاهما لا يزالان مقيدَين. دُفعت ركبتا الفارس وظهره إلى الخلف، بينما أحدث السيفان صوت عالٍ.
“هاه؟ هاه؟”
دفع يوريتش الفارس الإمبراطوري بقوته، حيث انحنى جسده بالكامل إلى الخلف عندما تم دفعه للخلف.
“لا أستطيع التخلص من سيفه؛ قوته عالية.”
لو سحب سيفه، لكان سيف يوريتش سيسقط عليه مباشرةً. ولم يكن رمي سيفه خيارًا.
“لابد أن أركله.”
قبل أن يتمكن الفارس الإمبراطوري من تحريك ساقه، رفع يوريتش يده اليسرى، ولا يزال يثبت الفارس بيد واحدة فقط.
بوو!
ضرب يوريتش بقبضته رأس الفارس الإمبراطوري. ورغم أنه كبح جماح نفسه، سقط الجزء العلوي من جسده أرضًا، وبرزت عروق عينيه، فاحمرّتا.
“كاااااه!”
صرخ الفارس الإمبراطوري وهو يُقوّم جسده المتعثر. رفع سيفه لينقضّ على يوريتش. كانت حركةً عفويةً مُطلقةً ترسخت في ذهنه بعد سنواتٍ من التدريب الشاق.
“إنه مرن. أعتقد أن لقب الفارس الإمبراطوري الذي حصل عليه ليس عبثًا.”
لو ضربه يوريتش بكامل قوته، لكان الفارس قد مات من صدمة دماغية شديدة. رأس إنسان بلا خوذة لن يصمد أمام قوة يوريتش.
رفع يوريتش سيفه بهدف توجيه ضربته القاضية.
“توقف.”
ارتجف الفارس الإمبراطوري عند سماعه كلمة فيرزين. ورغم اندفاع غريزته القتالية، تمكن من إيقاف ذراعه.
“اذهب لزيارة طبيب القصر. هذه ليست ساحة معركة، هل أنت متأكد أنك تريد التضحية بحياتك هنا؟”
قال فيرزين وهو يربت على كتف الفارس.
شد الفارس على أسنانه وهو يمسك برأسه المذهول. غادر الثكنة بعد أن عبّر عن احترامه لفيرزن.
حدّق فيرزين في يوريتش. حتى مع ضبابية رؤيته، كانت قوة يوريتش الساحقة واضحة.
“إنه قوي. قوي جدًا.”
حتى بالنسبة للبربري، قوة يوريتش هائلة. أصبح فيرزين في رهبة.
“هل هذا يعني أنني نجحت؟ هل أستطيع المشاركة في بطولة المبارزة؟”
” تهانينا، لقد نجحت. قوتك تُناسب لقبك ” محطم الدروع”.”
أثنى فيرزين على يوريتش، وهز يوريتش كتفيه فرحًا.
“شكرًا على الإطراء، لكنك، من ناحية أخرى، لا تبدو بقوة لقبك “شيطان السيف”. هل صحيح أنك قاتلت مئة رجل على ذلك الجسر؟”
“مم، الأمر أشبه بأنني أوقفتُ مئة رجل، بدلًا من قتالهم. أوه، كان ذلك منذ أكثر من خمسة عقود، عندما كنتُ محاربًا شابًا مثلك ” أجاب فيرزين مبتسمًا.
“إن كنتَ قويًا لهذه الدرجة، فلننطلق. أنا وأنت. لم أخسر معركةً واحدةً في حياتي أيضًا.”
قال يوريتش وهو يلوح بسيفه، لكن فيرزين رد عليه بهزة رأسه.
“لو خضتُ معركةً معك، أنا، رجلٌ عجوز، وأنتَ في أوج عطائه، لكانت النتيجة واضحة. لا أستطيع هزيمتك، ولا أبارز أحدًا غيرك. أنا أسطورة ورمز؛ يجب ألا أخسر أبدًا.”
“هل هذه هي الطريقة التي تهرب بها من المعارك؟ هاه؟”
“تعلم أن تكون متواضعًا يا يوريتش. حتى لو كنتُ موافقًا على ذلك…”
فتح فيرزين عينيه قليلًا. أخيرًا، ظهرت عينا الرجل العجوز، وإن بدتا بالكاد. كانتا شاحبتين، داكنتين، وعليهما إعتام عدسة العين كما لو كانتا مغطاتين بحطام.
“…إن قوانين البلاط الإمبراطوري صارمة، وغالبًا ما يتم ذبح الخيول الجامحة دون أن تقول كلمة واحدة.”
“شكرًا على النصيحة يا جدي.”
ابتسم يوريتش، ورد فيرزين بضحكة عجوز كما لو أنه لم يكن شرسًا بشكل مخيف قبل ثانية واحدة فقط.
“بالطبع، كلمات الرجل العجوز ليست سوى كلمات فارغة لآذان الشباب. سوف تتعلم فقط من خلال الخبرة، تمامًا كما تعلمت كل دروسى من خلال عدد لا يحصى من الأخطاء والإخفاقات.”
” بالنسبة للمحارب، الفشل يعني الموت. لا تُتاح لنا فرص ثانية، لذا علينا أن نعيش برؤوس مرفوعة دائمًا ” ردّ يوريتش وهو يرفع سيفه.
“هذه أيضًا إحدى طرق عيش الحياة، يا يوريتش البربري. أتمنى لك كل التوفيق في بطولة المبارزة.”
استدار فيرزين ومشى بعيدًا عن يوريتش.
” انتظر، لا يزال لدي الكثير لأطلبه منك.”
حاول يوريتش إيقاف فيرزين. كان قد سمع الحكايات الأسطورية من عدة أشخاص، فأراد التأكد من صحتها.
قام فيرزين بتحريك جسده قليلاً لتجنب ذراع يوريتش.
“أنتِ مغرور. أنا متأكد أنكِ كنتِ دائمًا محط الأنظار. أنتِ قوي ومقاتل بارع، لذا ربما حصلتِ على ما تريد بسهولة. ربما أُجيب على جميع أسئلتكِ أيضًا، أو ربما تحصل عليها بقبضتك. أستطيع أن أرى حياتكِ بأكملها بعينيّ البيضاء. لماذا عليّ أن أجيب على أسئلتكِ وأُشبع فضولكِ؟”
قال فيرزين وهو يقفز للخلف.
“أيها الرجل العجوز…”
شعر يوريتش وكأنه أصبح مكشوفًا – شعر وكأنه عارٍ.
“كيف استطعتُ صد مئة رجل على ذلك الجسر؟ هل هاجمتُ معسكر العدو وحدي وعدتُ برأس قائد العدو؟ هل من الممكن حقًا تدمير قلعة بأكملها بمفردي؟ بالطبع، أنت فضولي – هذا ما تفعله الشهرة. إنها تجعل المرء يتساءل “هل هذا صحيح حقًا؟” تمامًا مثل لقبك “محطم الدروع”. وبالطبع، لن أعطيك إجاباتي. هوهوهو!”
اختفى فيرزين كما لو يهرب. أصبح لدى يوريتش طعم حامض في فمه.
“ما الذي حدث لهذا الرجل العجوز؟”
* * *
بعد سلسلة من التقلبات، نجح يوريتش في حجز مقعد له في بطولة المبارزة. عندما سمع فيليون الخبر، سُرّ وأخبر يوريتش أنه بحاجة إلى درع.
“درع كامل؟” قال يوريتش بعيون متألقة.
“لا، درع جسد، في أفضل الأحوال.” قتل فيليون أي أمل لدى يوريتش في ثانية.
غادر يوريتش وفيليون القصر وتوجها إلى الشارع المزدحم بمصانع الحدادة. كل ما رآه في هذا الزقاق هو مصانع الحدادة المليئة بالأسلحة والأدوات المعدنية.
“لقد مررنا بهذا من قبل، لكن لا يمكنك ارتداء الدروع المصممة لجسم الإنسان العادي.”
امتزجت رائحة الحديد والنار مع ورش الحدادة. بدت هذه ورشًا خاصة، وليست ورشًا إمبراطورية. لم تكن ورش الحدادة التي تتعامل مع الفولاذ الإمبراطوري تسمح للعامة بدخولها.
” درع لهذا الرجل الوسيم؟”
قال الحداد وهو ينظر حول يوريتش.
“درع كبير ولامع.”
قال يوريتش بأمل مملوء حتى الحافة، لكن الحداد رد بنظرة مترددة.
“مممم، أخشى أن يكون هذا صعبًا بعض الشيء في متجري.”
و الأمر نفسه صحيحًا بالنسبة للحدادين الآخرين.
“ليس لدينا ما يكفي من المعدن علينا.”
” لديكِ جسدٌ فريد. ليس حجمكِ فقط هو المشكلة، بل عضلاتكِ الضخمة.”
“من الممكن ذلك، ولكن ليس في الإطار الزمني الذي تريده.”
رفض الحدادون طلبهم واحدًا تلو الآخر. ازداد وجه فيليون قتامة.
“من السخيف أن يتنافس في بطولة المبارزة بدون درع؛ لن يسمحوا له حتى بالمنافسة في المقام الأول.”
كان حصان الحرب والدرع شرطين أساسيين لبطولة المبارزة. وبدونهما، كانت المنافسة مستحيلة. كان لديهم كايليوس حصان حربهم، لكن يوريتش كان ضخمًا جدًا لدرجة أنه لم يستطع حتى استئجار درع من مكان ما.
“سيكون الأمر بمثابة عار كبير على اسم الأمير إذا لم يتمكن الرجل الذي يرعاه من المنافسة لأنه لم يتمكن من العثور على درع!”
قام فيليون بمسح الشارع بيأس.
“هذا هو المكان الذي يجتمع فيه أفضل حدادين العالم! أين الحدادون المهرة؟”
من شدة الغضب والإحباط، تحدّث فيليون بوقاحة أمام الحداد. كان سلوكًا غير ناضج، لا يليق به.
“الأساتذة الحقيقيون في حدادة الإمبراطورية ” ردّ الحداد. في حدادة الإمبراطورية، يستطيع الحداد أن يحصل على كل ما يحلم به من فولاذ إمبراطوري. هناك حيث يوجد جميع الحدادين المشهورين.
“نحن جميعًا في المرتبة الثانية في صفنا بعدهم. هذه هي الحقيقة، لذا من الأفضل أن نعترف بها.”
قال الحداد بحزن.
انتشر خبرٌ سريعًا في الشوارع أن يوريتش لم يستطع إيجاد درعٍ لضخامة جسده. سمع أحد الحدادين الشائعة فجاء إليه.
“يمكنني أن أصنع لك مجموعات بسعر ثلاثة.”
“ثلاثة؟ هذا يكفي لشراء درعٍ معدني!”
عبس فيليون. تراوحت تكلفة الدروع المتسلسلة، حسب جودتها، بين عشرين وخمسين مليون شيل. ثلاثة منها تُعادل درعًا معدنيا، وإن بدت جودتها قد تكون أقل.
” سيكلف درعٌ معدنيٌّ لشخصٍ ضخمٍ مثله نفس التكلفة. لن تتمكن من تركيبه في التصاميم الحالية، وسيتطلب المزيد من الحديد ليتناسب مع حجمه. يبدو أنك في عجلة من أمرك؛ لن تجد حدادًا آخر في هامل يُنجز هذا العمل في الوقت المناسب لك ” ادعى الحداد بثقة.
“وكيف بالضبط ستتمكن من إنجاز ذلك في الوقت المحدد؟”
سأفكّك بدلتي المتسلسلتين اللتين صنعتهما وأعيد تركيبهما. سيسمح لي ذلك بصنع طقم يناسب حتى ذلك العملاق. أطلب ثمن ثلاث مجموعات مقابل جهدي.
بدا الحداد مُقنعًا، ولم يكن أمام فيليون خيار آخر. كل شيء سينهار ما لم يجدوا درعًا ليوريتش.
بعد دفع المبلغ للحداد، انتظر فيليون بفارغ الصبر لعدة أيام بينما واصل تدريب يوريتش.
“السيد فيليون، كيف تسير الاستعدادات للبطولة؟”
كلما سأله باهيل هذا السؤال، أجاب بابتسامة مصطنعة.
“كل شيء يسير على ما يرام دون أي مشكلة، يا أميري.”
وعلى عكس إجابته، أصبحت معدته تتقلب من القلق.
قبل يوم واحد من افتتاح بطولة المبارزة، وصلت مجموعة من الدروع إلى قصر السنونو.

اصطدمت السلاسل وأصدرت صوت رنين واضح. بدت السلاسل المدهونة تلمع. “همف.” ارتدى يوريتش، بمساعدة فيليون، الدرع . شدّ حزامه لتوزيع وزن السلاسل على كتفيه وحوضه. وتحت الدرع، كان يرتدي ملابس جلدية لمنع السلاسل من ملامسة جلده مباشرةً. “هوب.” أخذ يوريتش نفسًا عميقًا. أخيرًا، ارتدى خوذةً على شكل دمعة، وأنزل غطاء الوجه. ضاق بصره بشدة. “رائحة المعدن.” وبينما يستنشق، عادت إليه رائحة المعدن. بدا إحساسًا غريبًا، خانقًا، وثقيلًا، لكن الغريب أنه شعر بأمان يسري في جسده. لم يكن شعورًا سيئًا. بوو! بدت السلاسل تُصدر رنينًا مع كل حركة. وفوق الدرع الشبكي، هناك عباءة ورداء يحملان شعار مملكة بوركانا. نظر يوريتش إلى فيليون، الذي بدا مستاءً. “هذا سيء.” لم يتمكن فيليون من النظر في عيون يوريتش. “السلاسل ليست محكمة النسج، وحلقاتها رقيقة، وحتى الحديد يبدو ضعيفًا. هذا أرخص ما يكون. قد تنكسر السلاسل وتغرس في لحمه، فما بالك بحمايته. لا أستطيع إرساله إلى البطولة بهذا الدرع.” تخيّل فيليون سيناريو يفشل فيه يوريتش في صد رمح المبارزة ويتلقى ضربة مباشرة. مع أن طرف الرمح غير حاد، إلا أن ضربة بقوة حصان الحرب لا تُستهان بها. فالدرع الضعيف سينكسر بسرعة، وستخترق حلقاته المكسورة طبقة الجلد وتغوص عميقًا في الجسد. “من الخطر جدًا التنافس بالدروع الرخيصة.” انتاب فيليون شعورٌ مُريب. انعقد فمه. “هل أبقى صامتًا من أجل الأمير رغم أن الخطر واضح…” فعل فيليون كل شيء من أجل الأمير. “ولكن إذا مات يوريتش بسبب طلبه، فقد ينهار الأمير معه.” نظر يوريتش إلى فيليون. شعر بمعاناة فيليون. بوو! نظر يوريتش إلى درعه. سرت قشعريرة في عموده الفقري وهو يتذكر درع المرتزقة. “الثغرات أكبر وأرق من تلك التي يرتديها المرتزقة.” المرتزقة محترفين يقاتلون لكسب عيشهم. لم تكن معداتهم رثة أبدًا، بل تُضاهي معدات جيش نظامي متوسط. بدا يوريتش محاربًا بارعًا. لديه عينان ثاقبتان تُميزان بسرعة بين الأسلحة الجيدة والسيئة، والدرع الذي يرتديه الآن بدا رديئًا. “…يوريتش، لدي شيء أريد أن أخبرك به.” قرر فيليون. لم يستطع السماح ليوريتش بدخول البطولة بهذه الطريقة. لقد قدم لباهيل الكثير حتى الآن، ولم يستطع السماح له بالتعرض للأذى. “ششش، لا بأس. صدقني يا فيليون.” وضع يوريتش إصبعه على شفة خوذة الوجه. هز رأسه وهو يوقف كلام فيليون، ثم تابع وهو يرفع إبهامه. “هذا درعٌ عظيم؛ سأرتديه جيدًا. سأكافئك بالنصر.” غطى يوريتش الدرع بعباءته. رفرفت العباءة، مطرزة بسمكة وقارب صيد على خلفية بيضاء. من خلال خوذته، أشرقت عينا يوريتش بلون ذهبي. يوريتش البربري. مع ذلك، في الوقت الحالي، كان فارسًا يمثل بوركانا. غدًا، بحلول وقت رنين جرس الظهر، سيقف يوريتش أمام المتفرجين مرة أخرى.

اصطدمت السلاسل وأصدرت صوت رنين واضح. بدت السلاسل المدهونة تلمع.
“همف.”
ارتدى يوريتش، بمساعدة فيليون، الدرع . شدّ حزامه لتوزيع وزن السلاسل على كتفيه وحوضه. وتحت الدرع، كان يرتدي ملابس جلدية لمنع السلاسل من ملامسة جلده مباشرةً.
“هوب.”
أخذ يوريتش نفسًا عميقًا. أخيرًا، ارتدى خوذةً على شكل دمعة، وأنزل غطاء الوجه. ضاق بصره بشدة.
“رائحة المعدن.”
وبينما يستنشق، عادت إليه رائحة المعدن. بدا إحساسًا غريبًا، خانقًا، وثقيلًا، لكن الغريب أنه شعر بأمان يسري في جسده. لم يكن شعورًا سيئًا.
بوو!
بدت السلاسل تُصدر رنينًا مع كل حركة. وفوق الدرع الشبكي، هناك عباءة ورداء يحملان شعار مملكة بوركانا.
نظر يوريتش إلى فيليون، الذي بدا مستاءً.
“هذا سيء.”
لم يتمكن فيليون من النظر في عيون يوريتش.
“السلاسل ليست محكمة النسج، وحلقاتها رقيقة، وحتى الحديد يبدو ضعيفًا. هذا أرخص ما يكون. قد تنكسر السلاسل وتغرس في لحمه، فما بالك بحمايته. لا أستطيع إرساله إلى البطولة بهذا الدرع.”
تخيّل فيليون سيناريو يفشل فيه يوريتش في صد رمح المبارزة ويتلقى ضربة مباشرة. مع أن طرف الرمح غير حاد، إلا أن ضربة بقوة حصان الحرب لا تُستهان بها. فالدرع الضعيف سينكسر بسرعة، وستخترق حلقاته المكسورة طبقة الجلد وتغوص عميقًا في الجسد.
“من الخطر جدًا التنافس بالدروع الرخيصة.”
انتاب فيليون شعورٌ مُريب. انعقد فمه.
“هل أبقى صامتًا من أجل الأمير رغم أن الخطر واضح…”
فعل فيليون كل شيء من أجل الأمير.
“ولكن إذا مات يوريتش بسبب طلبه، فقد ينهار الأمير معه.”
نظر يوريتش إلى فيليون. شعر بمعاناة فيليون.
بوو!
نظر يوريتش إلى درعه. سرت قشعريرة في عموده الفقري وهو يتذكر درع المرتزقة.
“الثغرات أكبر وأرق من تلك التي يرتديها المرتزقة.”
المرتزقة محترفين يقاتلون لكسب عيشهم. لم تكن معداتهم رثة أبدًا، بل تُضاهي معدات جيش نظامي متوسط.
بدا يوريتش محاربًا بارعًا. لديه عينان ثاقبتان تُميزان بسرعة بين الأسلحة الجيدة والسيئة، والدرع الذي يرتديه الآن بدا رديئًا.
“…يوريتش، لدي شيء أريد أن أخبرك به.”
قرر فيليون. لم يستطع السماح ليوريتش بدخول البطولة بهذه الطريقة. لقد قدم لباهيل الكثير حتى الآن، ولم يستطع السماح له بالتعرض للأذى.
“ششش، لا بأس. صدقني يا فيليون.”
وضع يوريتش إصبعه على شفة خوذة الوجه. هز رأسه وهو يوقف كلام فيليون، ثم تابع وهو يرفع إبهامه.
“هذا درعٌ عظيم؛ سأرتديه جيدًا. سأكافئك بالنصر.”
غطى يوريتش الدرع بعباءته. رفرفت العباءة، مطرزة بسمكة وقارب صيد على خلفية بيضاء. من خلال خوذته، أشرقت عينا يوريتش بلون ذهبي. يوريتش البربري. مع ذلك، في الوقت الحالي، كان فارسًا يمثل بوركانا. غدًا، بحلول وقت رنين جرس الظهر، سيقف يوريتش أمام المتفرجين مرة أخرى.

دفع يوريتش الفارس الإمبراطوري إلى الخلف، وسيفاهما لا يزالان مقيدَين. دُفعت ركبتا الفارس وظهره إلى الخلف، بينما أحدث السيفان صوت عالٍ. “هاه؟ هاه؟” دفع يوريتش الفارس الإمبراطوري بقوته، حيث انحنى جسده بالكامل إلى الخلف عندما تم دفعه للخلف. “لا أستطيع التخلص من سيفه؛ قوته عالية.” لو سحب سيفه، لكان سيف يوريتش سيسقط عليه مباشرةً. ولم يكن رمي سيفه خيارًا. “لابد أن أركله.” قبل أن يتمكن الفارس الإمبراطوري من تحريك ساقه، رفع يوريتش يده اليسرى، ولا يزال يثبت الفارس بيد واحدة فقط. بوو! ضرب يوريتش بقبضته رأس الفارس الإمبراطوري. ورغم أنه كبح جماح نفسه، سقط الجزء العلوي من جسده أرضًا، وبرزت عروق عينيه، فاحمرّتا. “كاااااه!” صرخ الفارس الإمبراطوري وهو يُقوّم جسده المتعثر. رفع سيفه لينقضّ على يوريتش. كانت حركةً عفويةً مُطلقةً ترسخت في ذهنه بعد سنواتٍ من التدريب الشاق. “إنه مرن. أعتقد أن لقب الفارس الإمبراطوري الذي حصل عليه ليس عبثًا.” لو ضربه يوريتش بكامل قوته، لكان الفارس قد مات من صدمة دماغية شديدة. رأس إنسان بلا خوذة لن يصمد أمام قوة يوريتش. رفع يوريتش سيفه بهدف توجيه ضربته القاضية. “توقف.” ارتجف الفارس الإمبراطوري عند سماعه كلمة فيرزين. ورغم اندفاع غريزته القتالية، تمكن من إيقاف ذراعه. “اذهب لزيارة طبيب القصر. هذه ليست ساحة معركة، هل أنت متأكد أنك تريد التضحية بحياتك هنا؟” قال فيرزين وهو يربت على كتف الفارس. شد الفارس على أسنانه وهو يمسك برأسه المذهول. غادر الثكنة بعد أن عبّر عن احترامه لفيرزن. حدّق فيرزين في يوريتش. حتى مع ضبابية رؤيته، كانت قوة يوريتش الساحقة واضحة. “إنه قوي. قوي جدًا.” حتى بالنسبة للبربري، قوة يوريتش هائلة. أصبح فيرزين في رهبة. “هل هذا يعني أنني نجحت؟ هل أستطيع المشاركة في بطولة المبارزة؟” ” تهانينا، لقد نجحت. قوتك تُناسب لقبك ” محطم الدروع”.” أثنى فيرزين على يوريتش، وهز يوريتش كتفيه فرحًا. “شكرًا على الإطراء، لكنك، من ناحية أخرى، لا تبدو بقوة لقبك “شيطان السيف”. هل صحيح أنك قاتلت مئة رجل على ذلك الجسر؟” “مم، الأمر أشبه بأنني أوقفتُ مئة رجل، بدلًا من قتالهم. أوه، كان ذلك منذ أكثر من خمسة عقود، عندما كنتُ محاربًا شابًا مثلك ” أجاب فيرزين مبتسمًا. “إن كنتَ قويًا لهذه الدرجة، فلننطلق. أنا وأنت. لم أخسر معركةً واحدةً في حياتي أيضًا.” قال يوريتش وهو يلوح بسيفه، لكن فيرزين رد عليه بهزة رأسه. “لو خضتُ معركةً معك، أنا، رجلٌ عجوز، وأنتَ في أوج عطائه، لكانت النتيجة واضحة. لا أستطيع هزيمتك، ولا أبارز أحدًا غيرك. أنا أسطورة ورمز؛ يجب ألا أخسر أبدًا.” “هل هذه هي الطريقة التي تهرب بها من المعارك؟ هاه؟” “تعلم أن تكون متواضعًا يا يوريتش. حتى لو كنتُ موافقًا على ذلك…” فتح فيرزين عينيه قليلًا. أخيرًا، ظهرت عينا الرجل العجوز، وإن بدتا بالكاد. كانتا شاحبتين، داكنتين، وعليهما إعتام عدسة العين كما لو كانتا مغطاتين بحطام. “…إن قوانين البلاط الإمبراطوري صارمة، وغالبًا ما يتم ذبح الخيول الجامحة دون أن تقول كلمة واحدة.” “شكرًا على النصيحة يا جدي.” ابتسم يوريتش، ورد فيرزين بضحكة عجوز كما لو أنه لم يكن شرسًا بشكل مخيف قبل ثانية واحدة فقط. “بالطبع، كلمات الرجل العجوز ليست سوى كلمات فارغة لآذان الشباب. سوف تتعلم فقط من خلال الخبرة، تمامًا كما تعلمت كل دروسى من خلال عدد لا يحصى من الأخطاء والإخفاقات.” ” بالنسبة للمحارب، الفشل يعني الموت. لا تُتاح لنا فرص ثانية، لذا علينا أن نعيش برؤوس مرفوعة دائمًا ” ردّ يوريتش وهو يرفع سيفه. “هذه أيضًا إحدى طرق عيش الحياة، يا يوريتش البربري. أتمنى لك كل التوفيق في بطولة المبارزة.” استدار فيرزين ومشى بعيدًا عن يوريتش. ” انتظر، لا يزال لدي الكثير لأطلبه منك.” حاول يوريتش إيقاف فيرزين. كان قد سمع الحكايات الأسطورية من عدة أشخاص، فأراد التأكد من صحتها. قام فيرزين بتحريك جسده قليلاً لتجنب ذراع يوريتش. “أنتِ مغرور. أنا متأكد أنكِ كنتِ دائمًا محط الأنظار. أنتِ قوي ومقاتل بارع، لذا ربما حصلتِ على ما تريد بسهولة. ربما أُجيب على جميع أسئلتكِ أيضًا، أو ربما تحصل عليها بقبضتك. أستطيع أن أرى حياتكِ بأكملها بعينيّ البيضاء. لماذا عليّ أن أجيب على أسئلتكِ وأُشبع فضولكِ؟” قال فيرزين وهو يقفز للخلف. “أيها الرجل العجوز…” شعر يوريتش وكأنه أصبح مكشوفًا – شعر وكأنه عارٍ. “كيف استطعتُ صد مئة رجل على ذلك الجسر؟ هل هاجمتُ معسكر العدو وحدي وعدتُ برأس قائد العدو؟ هل من الممكن حقًا تدمير قلعة بأكملها بمفردي؟ بالطبع، أنت فضولي – هذا ما تفعله الشهرة. إنها تجعل المرء يتساءل “هل هذا صحيح حقًا؟” تمامًا مثل لقبك “محطم الدروع”. وبالطبع، لن أعطيك إجاباتي. هوهوهو!” اختفى فيرزين كما لو يهرب. أصبح لدى يوريتش طعم حامض في فمه. “ما الذي حدث لهذا الرجل العجوز؟” * * * بعد سلسلة من التقلبات، نجح يوريتش في حجز مقعد له في بطولة المبارزة. عندما سمع فيليون الخبر، سُرّ وأخبر يوريتش أنه بحاجة إلى درع. “درع كامل؟” قال يوريتش بعيون متألقة. “لا، درع جسد، في أفضل الأحوال.” قتل فيليون أي أمل لدى يوريتش في ثانية. غادر يوريتش وفيليون القصر وتوجها إلى الشارع المزدحم بمصانع الحدادة. كل ما رآه في هذا الزقاق هو مصانع الحدادة المليئة بالأسلحة والأدوات المعدنية. “لقد مررنا بهذا من قبل، لكن لا يمكنك ارتداء الدروع المصممة لجسم الإنسان العادي.” امتزجت رائحة الحديد والنار مع ورش الحدادة. بدت هذه ورشًا خاصة، وليست ورشًا إمبراطورية. لم تكن ورش الحدادة التي تتعامل مع الفولاذ الإمبراطوري تسمح للعامة بدخولها. ” درع لهذا الرجل الوسيم؟” قال الحداد وهو ينظر حول يوريتش. “درع كبير ولامع.” قال يوريتش بأمل مملوء حتى الحافة، لكن الحداد رد بنظرة مترددة. “مممم، أخشى أن يكون هذا صعبًا بعض الشيء في متجري.” و الأمر نفسه صحيحًا بالنسبة للحدادين الآخرين. “ليس لدينا ما يكفي من المعدن علينا.” ” لديكِ جسدٌ فريد. ليس حجمكِ فقط هو المشكلة، بل عضلاتكِ الضخمة.” “من الممكن ذلك، ولكن ليس في الإطار الزمني الذي تريده.” رفض الحدادون طلبهم واحدًا تلو الآخر. ازداد وجه فيليون قتامة. “من السخيف أن يتنافس في بطولة المبارزة بدون درع؛ لن يسمحوا له حتى بالمنافسة في المقام الأول.” كان حصان الحرب والدرع شرطين أساسيين لبطولة المبارزة. وبدونهما، كانت المنافسة مستحيلة. كان لديهم كايليوس حصان حربهم، لكن يوريتش كان ضخمًا جدًا لدرجة أنه لم يستطع حتى استئجار درع من مكان ما. “سيكون الأمر بمثابة عار كبير على اسم الأمير إذا لم يتمكن الرجل الذي يرعاه من المنافسة لأنه لم يتمكن من العثور على درع!” قام فيليون بمسح الشارع بيأس. “هذا هو المكان الذي يجتمع فيه أفضل حدادين العالم! أين الحدادون المهرة؟” من شدة الغضب والإحباط، تحدّث فيليون بوقاحة أمام الحداد. كان سلوكًا غير ناضج، لا يليق به. “الأساتذة الحقيقيون في حدادة الإمبراطورية ” ردّ الحداد. في حدادة الإمبراطورية، يستطيع الحداد أن يحصل على كل ما يحلم به من فولاذ إمبراطوري. هناك حيث يوجد جميع الحدادين المشهورين. “نحن جميعًا في المرتبة الثانية في صفنا بعدهم. هذه هي الحقيقة، لذا من الأفضل أن نعترف بها.” قال الحداد بحزن. انتشر خبرٌ سريعًا في الشوارع أن يوريتش لم يستطع إيجاد درعٍ لضخامة جسده. سمع أحد الحدادين الشائعة فجاء إليه. “يمكنني أن أصنع لك مجموعات بسعر ثلاثة.” “ثلاثة؟ هذا يكفي لشراء درعٍ معدني!” عبس فيليون. تراوحت تكلفة الدروع المتسلسلة، حسب جودتها، بين عشرين وخمسين مليون شيل. ثلاثة منها تُعادل درعًا معدنيا، وإن بدت جودتها قد تكون أقل. ” سيكلف درعٌ معدنيٌّ لشخصٍ ضخمٍ مثله نفس التكلفة. لن تتمكن من تركيبه في التصاميم الحالية، وسيتطلب المزيد من الحديد ليتناسب مع حجمه. يبدو أنك في عجلة من أمرك؛ لن تجد حدادًا آخر في هامل يُنجز هذا العمل في الوقت المناسب لك ” ادعى الحداد بثقة. “وكيف بالضبط ستتمكن من إنجاز ذلك في الوقت المحدد؟” سأفكّك بدلتي المتسلسلتين اللتين صنعتهما وأعيد تركيبهما. سيسمح لي ذلك بصنع طقم يناسب حتى ذلك العملاق. أطلب ثمن ثلاث مجموعات مقابل جهدي. بدا الحداد مُقنعًا، ولم يكن أمام فيليون خيار آخر. كل شيء سينهار ما لم يجدوا درعًا ليوريتش. بعد دفع المبلغ للحداد، انتظر فيليون بفارغ الصبر لعدة أيام بينما واصل تدريب يوريتش. “السيد فيليون، كيف تسير الاستعدادات للبطولة؟” كلما سأله باهيل هذا السؤال، أجاب بابتسامة مصطنعة. “كل شيء يسير على ما يرام دون أي مشكلة، يا أميري.” وعلى عكس إجابته، أصبحت معدته تتقلب من القلق. قبل يوم واحد من افتتاح بطولة المبارزة، وصلت مجموعة من الدروع إلى قصر السنونو.

أرخى الفارس الإمبراطوري جسده واستقرّت أنفاسه. نظر بين شيطان السيف فيرزين ويوريتش. “أنا عضو في منظمة الفولاذ الإمبراطوري. الشرف الذي أسعى إليه ليس شرفًا لي وحدي.” شرف العضو شرف للمنظمة. لم يعد الفارس الإمبراطوري يرغب في الانسحاب من القتال. “مرحبًا يا جدي، هل تعرفني؟” قال يوريتش وهو ينظر إلى فيرزين. ابتسم فيرزين. “بالتأكيد. كنت أراقبك وأنت تدخل وتخرج من ثكنات محاربي الشمس أيضًا.” “ماذا، هل كنتَ تلاحقني؟ لديكَ هواية غريبة…” غضب الفارس الإمبراطوري الذي كان يستمع إلى المحادثة. “يا لها من وقحة! هل تعرف من تتحدث إليه؟” “إنه مجرد رجل عجوز قوي، أليس كذلك؟ لا بد أنه كان بارعًا في استخدام النصل في أيامه.” ضحك فيرزين من كلمات يوريتش. “كم أنت مغرور؟ هل تجرؤ على التفوه بمثل هذا الهراء أمام الجنرال فيرزين؟” صرخ الفارس الإمبراطوري، واتسعت عينا يوريتش عند سماع اسم فيرزين. ‘همف، حتى البرابرة لا يستطيعون إلا أن يكونوا في رهبة من الاسم الشهير لسيف الشيطان فيرزين.’ أمسك يوريتش فيرزين من كتفيه ورفعه. “هذا الرجل العجوز هو السيف الشيطاني الشهير؟ يا إلهي، لا بد أنني سمعت اسمك مئات المرات على الأقل. إذًا، أنت قوي لهذه الدرجة، أليس كذلك؟ هل صحيح أنك أوقفت مئة رجل بمفردك على جسر؟” كان جسد فيرزين ثقيلًا وصلبًا بالنسبة لرجل عجوز، لكن يوريتش رفعه وكأنه طفل. ” أوهوهوهو، أرجوك أن تنزلني. بجسدي، وفي سني، من المؤلم بعض الشيء أن أتحمل قوة شاب.” ” آه، خطئي، عمرك فوق السبعين، صحيح؟ إذن لا فائدة تُرجى من هذا.” وضع يوريتش فيرزين أرضًا بابتسامة. “ارفع سيفك أيها البربري! سأضع حدًا لتصرفاتك هنا!” صرخ الفارس الإمبراطوري كأن صبره قد نفد. نظر يوريتش إلى الفارس الإمبراطوري، وتجاهله، ثم واصل حديثه مع فيرزن. “سأعود حالاً بعد أن أهزم ذلك الرجل، لذا ابقَ مكانك يا رجل. لديّ الكثير من الأسئلة لك.” قال يوريتش وهو يشير بإصبعه إلى فيرزين.بدا هذا سلوكًا متعجرفًا ووقحًا، ولم يكن ليُقبل أبدًا لو كان فارسًا إمبراطوريًا. “لا بد أن حدة الجنرال فيرزين قد خفت مع التقدم في السن ليجد هذه الوقاحة منعشة. لن أسامحك على هذا السلوك. سأكسر رقبتك أيها البربري.” تمتم الفارس الإمبراطوري بنية القتل. حتى السيف الخشبي قد يكون سلاحًا فتاكًا إذا استُخدم بشكل صحيح. ووش! مزق سيف يوريتش الهواء. بدون حدة، بدا السيف أشبه بسلاح غير حاد. “هل تعلم أن…” فجأة طرح يوريتش سؤالاً على خصمه. “أغلق فمك. في الحقيقة، سأحرص على ألا تفتح فمك هذا مرة أخرى.” ” عدواني جدًا. على أي حال، في مدينتي، كنا نأكل بعض كلابنا بين الحين والآخر… لكن تلك الكلاب كانت تُدرك بسرعة وجود أي خطأ، وعندما تُدرك ذلك، تنبح بجنون. ثم نضربها حتى الموت بهراوة كهذه.” عجز الفارس الإمبراطوري عن الكلام. بدلًا من الرد، اتخذ وضعية الذئب: وهي وضعية يرفع فيها الفارس سيفه ويمد ذراعيه إلى ارتفاع متوسط. يتطلب الحفاظ على استقامة ذراعيه قوة كبيرة، لكنها كانت وضعية ممتازة لصد هجمات الخصم والتصدي لها. “مع ذلك، سأضربك كما ضربت تلك الكلاب.” تقدم يوريتش للأمام بظهر منحني قليلاً وذراعيه تتأرجحان إلى الأسفل. “يا له من موقف ضعيف عاجز عن الدفاع عن نفسه.” زحف الفارس الإمبراطوري إلى الأمام على أطراف أصابع قدميه. وقفة يوريتش تُؤخّر الهجوم والدفاع قليلاً. لم تكن مفيدة إلا لجعله يبدو ضخمًا للترهيب. “سأصد هجومه أولاً، ثم أكسر ساقه.” تقدم الرجلان . ذراع يوريتش أول من تحركت. بوو! تصادم السيفان. “إنه سريع.” صُدم الفارس الإمبراطوري. تحركت ذراع يوريتش بسرعة تفوق توقعاته، وشعر بثقل حركة سيفه المتسارعة. كاد يعجز عن صد سيف يوريتش، فسقطت عليه الهجمة.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

We have detected that you are using extensions to block ads. Please support us by disabling these ads blocker.

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط