You dont have javascript enabled! Please enable it!
]
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سعي بربري 66

الفصل 66
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

مباراة نصف النهائي التي خاضها يوريتش قد أثارت ترقب الكثير من الناس. “يرفع رمحه المبارز بذراع واحدة ويضرب خصمه!” “ما مدى قوته ليتمكن من ذلك؟ أظن أن لقب “محطم الدروع” لم يكن عبثًا.” انتظر الجمهور بفارغ الصبر مباراة المبارزة ليشهد قوة يوريتش الخارقة. كان الجمهور يعشق أي شيء يخرج عن المألوف. حتى الآن، خاض يوريتش ثلاث مباريات، انتهت جميعها بضربة واحدة. وكان الناس متشوقين لرؤية المزيد من هذا القبيل. كانت مباراة نصف النهائي جارية، وضغط يوريتش بكعبيه على جانب كايليوس. بوو! اصطدم يوريتش والفارس بقوة ووضوح. ارتجف الرجلان على جواديهما وتبادلا النظرات من طرفي نقيض. ” هاف، هاف.” أطلق يوريتش أنفاسه التي يحبسها وهو يستمع إلى هتاف الجمهور. لم يستطع إسقاط خصمه بضربة واحدة هذه المرة. “إنه قوي.” كانت مباراة نصف نهائي بطولة هامل للمبارزة، حيث تم اختيار كل متسابق بعناية من بين مجموعة كبيرة. لم يكن الرجل الذي شق طريقه إلى نصف النهائي خصمًا سهلاً. “كدتُ أكسر معصمي – قوته لا تزال بهذا القدر حتى بعد أن صددتُ رمحه. يا لها من قوة لا تُصدق.” فكّر الرجل الذي دافع بنجاح ضد هجوم يوريتش في نفسه. كان متخصصًا في حمل الدروع. حوّل رمح يوريتش بزاوية ليصدّ الهجوم. يوريتش، الذي اختبر المهارة بنفسه، أدرك عظمتها. “مذهل. لامست رأس رمحي درعه جيدًا، لكن قوتي تبددت بطريقة ما.” شدّ يوريتش لجام كايليوس وعدّله. لم يكن خصمًا عاديًا. “إنه أكثر خبرة مني. لا أعتقد أنني سأفوز بمجرد بذل قصارى جهدي.” بدا يوريتش، من الناحية الفنية، مبتدئًا في المبارزة. فرص فوزه في منافسة شريفة تعتمد على القوة الغاشمة أكبر منها في حالة اتباع استراتيجية تقنية وتحليلية، لذا كان يسعى دائمًا للفوز منذ البداية. ماذا من المفترض أن يفعل عندما واجه خصمًا من الصعب قمعه بسبب قوته الهائلة؟ “إذا كنت تعتقد أنك لا تتمتع بفرصة جيدة في الجزء المخصص للركوب، فقد يكون من الأفضل أن تتخذ موقفًا دفاعيًا وتتجه إلى المبارزة بالقدم.” يوريتش يعرف الحل بفضل فيليون، فقرر الاستماع إلى معلمه. تمسك يوريتش بدرعه بقوة وركز على الصد. لم تكن هذه هي الطريقة التي أراد بها القتال، إذ أراد أن يشعر بالريح تداعب شعره مجددًا، وهو يشعر بلذة إسقاط الخصم. ” المعركة ممتعة. إنها مثيرة.” لكن النصر فضيلة المحارب. لم يكن المال ما يراهن عليه، بل حياته. بخلاف المال، لا يمكن استعادة الحياة بعد فقدانها. بدا يوريتش محاربًا يعرف كيف يتحلى بالصبر من أجل النصر. “إن الادعاء بأنني بذلت قصارى جهدي بعد الخسارة هو مجرد عذر مثير للشفقة!” ضحك يوريتش وهو يصد رمح خصمه مرتين أخريين من خلال حمل درعه بقوة أمامه. “أشعر وكأنني أصطدم بالحائط.” من الصعب هزيمة يوريتش بجسده الضخم وعضلاته القوية. بعد ثلاث جولات من القتال على صهوة الجواد، نفخ عازف البوق نفخة طويلة في بوقه. بوووووب! نزل يوريتش والفارس عن حصانهما وأخذا سيفهما ودرعهما. “اترك الباقي لي، كايليوس.” قال يوريتش لحصانه وهو يربت عليه برفق. فتح حاجبه قليلاً ليُخرج الحرارة المحتبسة داخل خوذته، ثم أغلقها. “همف.” بعد أن أخذ نفسًا كاملاً من الهواء النقي، حدق يوريتش في خصمه. “قتال على الأرض .” بدا الأمر مختلفًا عن القتال على ظهور الخيل. لم يعد يخوض معركة غريبة بحصان ورمح مبارزة. “أنا واقف على الأرض الآن. هيا يا يوريتش ” قال يوريتش في نفسه. بوو! تقدم يوريتش خطوةً للأمام. بدا لفارسه المُعادي أن حجم يوريتش قد تضاعف منذ ترجله عن حصانه. “لقد نزلنا من على خيولنا، ولكن بطريقة أو بأخرى أصبح أكثر ترويعا الآن.” أصبح الفارس الآخر في حيرة. في معارك ركوب الخيل، كان وجود الخيول يُسكت فرسانها. أما الآن، فقد قاتلوا بقوة بشرية فقط. أصبحت قوة المحارب الخالصة ظاهرة. “وااااااه!” صرخ يوريتش وهو يضرب سيفه على درعه. ‘بربري. اللعنة.’ عبس الفارس. البرابرة بارعين في القتال البدائي. يُرهبون خصومهم حتى قبل المواجهة. بوو! اندفع يوريتش إلى الأمام بلا رحمة وأرجح سيفه بعنف. “اللعنة، هجماته تبدو بنفس الثقل الذي كانت عليه عندما على حصانه.” عبس الفارس من شدة الضربة. بدأ شعورٌ بالوخز يتراكم في ذراعه التي استخدمها لصد الضربة المتكررة. بوو! انقضّ يوريتش على الفارس بدرعه أمامه. تشابك الرجلان وفقد توازنهما. لم يكن الفارس خصمًا سهلًا على الإطلاق. حتى أثناء سقوطه، حاول طعن يوريتش في جنبه. بوو! ألقى يوريتش درعه جانبًا وأمسك بشفرة الفارس بيده. لم يكن ذلك ممكنًا إلا لأن درعه المتسلسل يحمي يده حتى أطراف أصابعه. شرينغ! انتزع الفارس النصل بلفة عنيفة. انقطعت السلاسل المحيطة بيد يوريتش والتفت عندما انقطعت حلقاتها. “هذا الدرع الرخيص اللعين!” صرخ يوريتش منزعجًا. شعر بحرقة في يده التي أمسك بها النصل. أصبح الدم يسيل منها. “جيد، لم يتبق له سوى يد واحدة لاستخدامها.” اعتقد الفارس أن يوريتش أصبح الآن قادرًا بوضوح على استخدام إحدى يديه فقط لأنه قطع بعمق في اليد الأخرى. تدحرج الرجلان متشابكين بشدة لدرجة أنهما لم يستطيعا تحريك سيوفهما. بدا هذا أمرًا شائعًا في المعارك بين مقاتلين مدرعين.

مباراة نصف النهائي التي خاضها يوريتش قد أثارت ترقب الكثير من الناس.
“يرفع رمحه المبارز بذراع واحدة ويضرب خصمه!”
“ما مدى قوته ليتمكن من ذلك؟ أظن أن لقب “محطم الدروع” لم يكن عبثًا.”
انتظر الجمهور بفارغ الصبر مباراة المبارزة ليشهد قوة يوريتش الخارقة. كان الجمهور يعشق أي شيء يخرج عن المألوف.
حتى الآن، خاض يوريتش ثلاث مباريات، انتهت جميعها بضربة واحدة. وكان الناس متشوقين لرؤية المزيد من هذا القبيل.
كانت مباراة نصف النهائي جارية، وضغط يوريتش بكعبيه على جانب كايليوس.
بوو!
اصطدم يوريتش والفارس بقوة ووضوح. ارتجف الرجلان على جواديهما وتبادلا النظرات من طرفي نقيض.
” هاف، هاف.”
أطلق يوريتش أنفاسه التي يحبسها وهو يستمع إلى هتاف الجمهور. لم يستطع إسقاط خصمه بضربة واحدة هذه المرة.
“إنه قوي.”
كانت مباراة نصف نهائي بطولة هامل للمبارزة، حيث تم اختيار كل متسابق بعناية من بين مجموعة كبيرة. لم يكن الرجل الذي شق طريقه إلى نصف النهائي خصمًا سهلاً.
“كدتُ أكسر معصمي – قوته لا تزال بهذا القدر حتى بعد أن صددتُ رمحه. يا لها من قوة لا تُصدق.”
فكّر الرجل الذي دافع بنجاح ضد هجوم يوريتش في نفسه. كان متخصصًا في حمل الدروع. حوّل رمح يوريتش بزاوية ليصدّ الهجوم. يوريتش، الذي اختبر المهارة بنفسه، أدرك عظمتها.
“مذهل. لامست رأس رمحي درعه جيدًا، لكن قوتي تبددت بطريقة ما.”
شدّ يوريتش لجام كايليوس وعدّله. لم يكن خصمًا عاديًا.
“إنه أكثر خبرة مني. لا أعتقد أنني سأفوز بمجرد بذل قصارى جهدي.”
بدا يوريتش، من الناحية الفنية، مبتدئًا في المبارزة. فرص فوزه في منافسة شريفة تعتمد على القوة الغاشمة أكبر منها في حالة اتباع استراتيجية تقنية وتحليلية، لذا كان يسعى دائمًا للفوز منذ البداية.
ماذا من المفترض أن يفعل عندما واجه خصمًا من الصعب قمعه بسبب قوته الهائلة؟
“إذا كنت تعتقد أنك لا تتمتع بفرصة جيدة في الجزء المخصص للركوب، فقد يكون من الأفضل أن تتخذ موقفًا دفاعيًا وتتجه إلى المبارزة بالقدم.”
يوريتش يعرف الحل بفضل فيليون، فقرر الاستماع إلى معلمه. تمسك يوريتش بدرعه بقوة وركز على الصد. لم تكن هذه هي الطريقة التي أراد بها القتال، إذ أراد أن يشعر بالريح تداعب شعره مجددًا، وهو يشعر بلذة إسقاط الخصم.
” المعركة ممتعة. إنها مثيرة.”
لكن النصر فضيلة المحارب. لم يكن المال ما يراهن عليه، بل حياته. بخلاف المال، لا يمكن استعادة الحياة بعد فقدانها.
بدا يوريتش محاربًا يعرف كيف يتحلى بالصبر من أجل النصر.
“إن الادعاء بأنني بذلت قصارى جهدي بعد الخسارة هو مجرد عذر مثير للشفقة!” ضحك يوريتش وهو يصد رمح خصمه مرتين أخريين من خلال حمل درعه بقوة أمامه.
“أشعر وكأنني أصطدم بالحائط.”
من الصعب هزيمة يوريتش بجسده الضخم وعضلاته القوية. بعد ثلاث جولات من القتال على صهوة الجواد، نفخ عازف البوق نفخة طويلة في بوقه.
بوووووب!
نزل يوريتش والفارس عن حصانهما وأخذا سيفهما ودرعهما.
“اترك الباقي لي، كايليوس.”
قال يوريتش لحصانه وهو يربت عليه برفق. فتح حاجبه قليلاً ليُخرج الحرارة المحتبسة داخل خوذته، ثم أغلقها.
“همف.”
بعد أن أخذ نفسًا كاملاً من الهواء النقي، حدق يوريتش في خصمه.
“قتال على الأرض .”
بدا الأمر مختلفًا عن القتال على ظهور الخيل. لم يعد يخوض معركة غريبة بحصان ورمح مبارزة.
“أنا واقف على الأرض الآن. هيا يا يوريتش ” قال يوريتش في نفسه.
بوو!
تقدم يوريتش خطوةً للأمام. بدا لفارسه المُعادي أن حجم يوريتش قد تضاعف منذ ترجله عن حصانه.
“لقد نزلنا من على خيولنا، ولكن بطريقة أو بأخرى أصبح أكثر ترويعا الآن.”
أصبح الفارس الآخر في حيرة. في معارك ركوب الخيل، كان وجود الخيول يُسكت فرسانها. أما الآن، فقد قاتلوا بقوة بشرية فقط. أصبحت قوة المحارب الخالصة ظاهرة.
“وااااااه!”
صرخ يوريتش وهو يضرب سيفه على درعه.
‘بربري. اللعنة.’
عبس الفارس. البرابرة بارعين في القتال البدائي. يُرهبون خصومهم حتى قبل المواجهة.
بوو!
اندفع يوريتش إلى الأمام بلا رحمة وأرجح سيفه بعنف.
“اللعنة، هجماته تبدو بنفس الثقل الذي كانت عليه عندما على حصانه.”
عبس الفارس من شدة الضربة. بدأ شعورٌ بالوخز يتراكم في ذراعه التي استخدمها لصد الضربة المتكررة.
بوو!
انقضّ يوريتش على الفارس بدرعه أمامه. تشابك الرجلان وفقد توازنهما.
لم يكن الفارس خصمًا سهلًا على الإطلاق. حتى أثناء سقوطه، حاول طعن يوريتش في جنبه.
بوو!
ألقى يوريتش درعه جانبًا وأمسك بشفرة الفارس بيده. لم يكن ذلك ممكنًا إلا لأن درعه المتسلسل يحمي يده حتى أطراف أصابعه.
شرينغ!
انتزع الفارس النصل بلفة عنيفة. انقطعت السلاسل المحيطة بيد يوريتش والتفت عندما انقطعت حلقاتها.
“هذا الدرع الرخيص اللعين!”
صرخ يوريتش منزعجًا. شعر بحرقة في يده التي أمسك بها النصل. أصبح الدم يسيل منها.
“جيد، لم يتبق له سوى يد واحدة لاستخدامها.”
اعتقد الفارس أن يوريتش أصبح الآن قادرًا بوضوح على استخدام إحدى يديه فقط لأنه قطع بعمق في اليد الأخرى.
تدحرج الرجلان متشابكين بشدة لدرجة أنهما لم يستطيعا تحريك سيوفهما. بدا هذا أمرًا شائعًا في المعارك بين مقاتلين مدرعين.

مباراة نصف النهائي التي خاضها يوريتش قد أثارت ترقب الكثير من الناس. “يرفع رمحه المبارز بذراع واحدة ويضرب خصمه!” “ما مدى قوته ليتمكن من ذلك؟ أظن أن لقب “محطم الدروع” لم يكن عبثًا.” انتظر الجمهور بفارغ الصبر مباراة المبارزة ليشهد قوة يوريتش الخارقة. كان الجمهور يعشق أي شيء يخرج عن المألوف. حتى الآن، خاض يوريتش ثلاث مباريات، انتهت جميعها بضربة واحدة. وكان الناس متشوقين لرؤية المزيد من هذا القبيل. كانت مباراة نصف النهائي جارية، وضغط يوريتش بكعبيه على جانب كايليوس. بوو! اصطدم يوريتش والفارس بقوة ووضوح. ارتجف الرجلان على جواديهما وتبادلا النظرات من طرفي نقيض. ” هاف، هاف.” أطلق يوريتش أنفاسه التي يحبسها وهو يستمع إلى هتاف الجمهور. لم يستطع إسقاط خصمه بضربة واحدة هذه المرة. “إنه قوي.” كانت مباراة نصف نهائي بطولة هامل للمبارزة، حيث تم اختيار كل متسابق بعناية من بين مجموعة كبيرة. لم يكن الرجل الذي شق طريقه إلى نصف النهائي خصمًا سهلاً. “كدتُ أكسر معصمي – قوته لا تزال بهذا القدر حتى بعد أن صددتُ رمحه. يا لها من قوة لا تُصدق.” فكّر الرجل الذي دافع بنجاح ضد هجوم يوريتش في نفسه. كان متخصصًا في حمل الدروع. حوّل رمح يوريتش بزاوية ليصدّ الهجوم. يوريتش، الذي اختبر المهارة بنفسه، أدرك عظمتها. “مذهل. لامست رأس رمحي درعه جيدًا، لكن قوتي تبددت بطريقة ما.” شدّ يوريتش لجام كايليوس وعدّله. لم يكن خصمًا عاديًا. “إنه أكثر خبرة مني. لا أعتقد أنني سأفوز بمجرد بذل قصارى جهدي.” بدا يوريتش، من الناحية الفنية، مبتدئًا في المبارزة. فرص فوزه في منافسة شريفة تعتمد على القوة الغاشمة أكبر منها في حالة اتباع استراتيجية تقنية وتحليلية، لذا كان يسعى دائمًا للفوز منذ البداية. ماذا من المفترض أن يفعل عندما واجه خصمًا من الصعب قمعه بسبب قوته الهائلة؟ “إذا كنت تعتقد أنك لا تتمتع بفرصة جيدة في الجزء المخصص للركوب، فقد يكون من الأفضل أن تتخذ موقفًا دفاعيًا وتتجه إلى المبارزة بالقدم.” يوريتش يعرف الحل بفضل فيليون، فقرر الاستماع إلى معلمه. تمسك يوريتش بدرعه بقوة وركز على الصد. لم تكن هذه هي الطريقة التي أراد بها القتال، إذ أراد أن يشعر بالريح تداعب شعره مجددًا، وهو يشعر بلذة إسقاط الخصم. ” المعركة ممتعة. إنها مثيرة.” لكن النصر فضيلة المحارب. لم يكن المال ما يراهن عليه، بل حياته. بخلاف المال، لا يمكن استعادة الحياة بعد فقدانها. بدا يوريتش محاربًا يعرف كيف يتحلى بالصبر من أجل النصر. “إن الادعاء بأنني بذلت قصارى جهدي بعد الخسارة هو مجرد عذر مثير للشفقة!” ضحك يوريتش وهو يصد رمح خصمه مرتين أخريين من خلال حمل درعه بقوة أمامه. “أشعر وكأنني أصطدم بالحائط.” من الصعب هزيمة يوريتش بجسده الضخم وعضلاته القوية. بعد ثلاث جولات من القتال على صهوة الجواد، نفخ عازف البوق نفخة طويلة في بوقه. بوووووب! نزل يوريتش والفارس عن حصانهما وأخذا سيفهما ودرعهما. “اترك الباقي لي، كايليوس.” قال يوريتش لحصانه وهو يربت عليه برفق. فتح حاجبه قليلاً ليُخرج الحرارة المحتبسة داخل خوذته، ثم أغلقها. “همف.” بعد أن أخذ نفسًا كاملاً من الهواء النقي، حدق يوريتش في خصمه. “قتال على الأرض .” بدا الأمر مختلفًا عن القتال على ظهور الخيل. لم يعد يخوض معركة غريبة بحصان ورمح مبارزة. “أنا واقف على الأرض الآن. هيا يا يوريتش ” قال يوريتش في نفسه. بوو! تقدم يوريتش خطوةً للأمام. بدا لفارسه المُعادي أن حجم يوريتش قد تضاعف منذ ترجله عن حصانه. “لقد نزلنا من على خيولنا، ولكن بطريقة أو بأخرى أصبح أكثر ترويعا الآن.” أصبح الفارس الآخر في حيرة. في معارك ركوب الخيل، كان وجود الخيول يُسكت فرسانها. أما الآن، فقد قاتلوا بقوة بشرية فقط. أصبحت قوة المحارب الخالصة ظاهرة. “وااااااه!” صرخ يوريتش وهو يضرب سيفه على درعه. ‘بربري. اللعنة.’ عبس الفارس. البرابرة بارعين في القتال البدائي. يُرهبون خصومهم حتى قبل المواجهة. بوو! اندفع يوريتش إلى الأمام بلا رحمة وأرجح سيفه بعنف. “اللعنة، هجماته تبدو بنفس الثقل الذي كانت عليه عندما على حصانه.” عبس الفارس من شدة الضربة. بدأ شعورٌ بالوخز يتراكم في ذراعه التي استخدمها لصد الضربة المتكررة. بوو! انقضّ يوريتش على الفارس بدرعه أمامه. تشابك الرجلان وفقد توازنهما. لم يكن الفارس خصمًا سهلًا على الإطلاق. حتى أثناء سقوطه، حاول طعن يوريتش في جنبه. بوو! ألقى يوريتش درعه جانبًا وأمسك بشفرة الفارس بيده. لم يكن ذلك ممكنًا إلا لأن درعه المتسلسل يحمي يده حتى أطراف أصابعه. شرينغ! انتزع الفارس النصل بلفة عنيفة. انقطعت السلاسل المحيطة بيد يوريتش والتفت عندما انقطعت حلقاتها. “هذا الدرع الرخيص اللعين!” صرخ يوريتش منزعجًا. شعر بحرقة في يده التي أمسك بها النصل. أصبح الدم يسيل منها. “جيد، لم يتبق له سوى يد واحدة لاستخدامها.” اعتقد الفارس أن يوريتش أصبح الآن قادرًا بوضوح على استخدام إحدى يديه فقط لأنه قطع بعمق في اليد الأخرى. تدحرج الرجلان متشابكين بشدة لدرجة أنهما لم يستطيعا تحريك سيوفهما. بدا هذا أمرًا شائعًا في المعارك بين مقاتلين مدرعين.

ضغط يوريتش على قبضته الملطخة بالدماء وضربها في جانب الفارس.
بوو!
تموجت سلسلة دروع الفارس. اخترقت لكمة قبضة يوريتش السلسلة واستقرت في القماش المبطن تحتها. لم تكن قبضته مختلفة عن الهراوة، واستخدمها لضرب السلسلة مهما بلغت إصابته.
“غاغ!”
بصق الفارس أنفاسه بعد الضربة. ثبّته يوريتش وضربه بقبضتيه عدة مرات.
“هاهاهاها.”
أوقف يوريتش يده التي كان الدم يسيل منها، و الفارس المدرع الذي تحته قد ضعف وأغمي عليه. إلا أن الدم الذي عليه معظمه من يد يوريتش المصابة.
“واو!!! محطم الدروع! محطم الدروع! ”
ذهلت الحشود من يوريتش الذي سحق الدرع بيديه العاريتين. بدا عنفًا حقيقيًا نادرًا ما رأوه من الفرسان العاديين.
رفع يوريتش ذراعه منتصراً وخرج من الساحة وسط هتافات الجماهير على ظهره.
“مممم. لم يكن نصرًا نبيلًا، لكنه نصرٌ مع ذلك.”
هز فيليون رأسه أثناء تقييمه لجرح يوريتش الذي عاد من المباراة.
“هل من المفترض أن ينكسر درعي بهذه السهولة؟ هاه؟”
أعرب يوريتش عن انزعاجه وهو يمد يده الممزقة.
“السبب هو أن السلاسل لم تكن قوية بما يكفي. لا أصدق أنها انكسرت هكذا. حتى الجلد الموجود أسفل الجزء اليدوي أرق مما رأيت. لا أصدق مدى رداءة هذه الصنعة…”
حرك فيليون لسانه وهو يسكب دلوًا من الماء النظيف على يد يوريتش. بعد أن غسل الدم، قيّم الجرح.
“الجرح عميق جدًا. سيكون من الصعب حمل سلاح أو درع في هذه الحالة.”
أصبحت يد يوريتش مشقوقة تمامًا. بدا مجرد النظر إليها مؤلمًا.
“حاول تحريك أصابعك واحدًا تلو الآخر. ممم، هذا جيد. سيشفى من تلقاء نفسه مع قسط كافٍ من الراحة. قابل الأمير الإمبراطور بالأمس، لذا الآن هو الوقت المناسب للتوقف…”
أمسك يوريتش فيليون من رقبته.
” ما الذي تتحدث عنه؟ هل تطلب مني الانسحاب لمجرد جرح في يدي؟ لم يتبقَّ لي سوى مباراة واحدة. إذا فزتُ بها، سأكون البطل.”
“لقد حصلنا بالفعل على ما أردناه، يوريتش.”
“لم أفعل. جرح كهذا سيتحسن بحلول الصباح لو بصقت عليه.”
أصبحت عينا يوريتش تتقدان بعزيمةٍ حتى فيليون شعر بها. علاوةً على ذلك، بدا يوريتش قد أنهى لتوه قتالًا، لذا بدا أكثر عدوانية.
“وصولك إلى النهائيات أمرٌ مُبهر بالفعل. سيتذكر الناس اسمك.”
“ابتعد عني. هل سيتذكرون اسمي؟ الرجل الذي لم يكن حتى البطل؟ كلام فارغ.”
“اهدأ يا يوريتش، تذكر سبب مشاركتك في هذه البطولة من البداية! لمن أتيت؟”
دفع فيليون ذراع يوريتش بعيدًا. حتى فيليون، الرجل اللطيف بطبيعته، كان فارسًا عنيدًا في نهاية المطاف. يُعطي الولاء أولوية على كل شيء، لدرجة أنه فضّله على الوفاء بالقسم الذي قطعه مع حاكم الشمس لو.
“سيد فيليون، أفهم ما تقصده. لكنني شاب، وقلبي يحترق. قد أندم على هذا طوال حياتي. لم أعش مثلك، لكنني أعرف شيئًا واحدًا: إذا كان هناك شيء تريد فعله، فعليك القيام به ما دمت قادرًا. إذا واصلت الهروب منه باختلاق الأعذار، فلن تفعل شيئًا أبدًا.”
“أوه.”
“بقي واحد فقط. اسمع يا فيليون، الجمهور يهتف باسمي. هتافات أيام المصارعة لا تُضاهي هذا.”
“منذ متى كنت متعطشًا للشهرة؟”
“ليس الأمر أنني أتوق للشهرة، بل أريد فقط أن أعرف شعور الحصول عليها.”
بدت كلمات يوريتش هادئة.
حدّق فيليون في عينيّ يوريتش. كانتا متأجّجتين، وباردتين في آنٍ واحد.
“الطفولة هي امتياز للشباب.”
مع التقدم في السن، لم يعد المرء قادرًا على المخاطرة، ونسي بطبيعة الحال حماسة الشباب. فبدلًا من تعلم شيء جديد، يفضل التمسك بما هو مألوف. ولأنهم لا يدركون شيخوختهم، فإنهم يعتبرون الشباب حماقة.
ابتسم فيليون بمرارة.
“أنت تتألق دائمًا، يوريتش.”
نظر إلى يوريتش. بدا شابًا وقويًا.
زوو!
خلع يوريتش خوذته.
“كما تفعل هذا من أجل باهيل، أنا أيضًا أفعله. لكننا مختلفان يا سيدي فيليون. قد تكون خادمه المخلص، لكنني صديقه. حياتي ليست من أجل باهيل فقط.”
“ولكن على الأقل في الوقت الحالي، يجب عليك القيام بعملك كزعيم المرتزقة الذي قمنا بتعيينه…”
فيليون رد.
“ما دام ذلك لا يتعارض مع نزاهتي، فأنا أتصرف لمصلحتي الشخصية. لو لم أفعل ذلك، لما عبرتَ أنتَ وباهيل حدود بوركانا. في الأساس، أقنعتُ فرقتي لمجرد رغبتي في رؤية العاصمة الإمبراطورية. ماذا لو لم أتبع رغباتي الشخصية وظللتُ مخلصًا لواجباتي كقائد مرتزقة؟ ربما كنا سنقتلكما أنتَ وباهيل على الفور لخداعكما لنا، ونأخذ حقيبة اللآلئ الخاصة بكما، لأن ذلك كان مكسبًا أكثر استقرارًا لنا.”
لم يكن لدى فيليون ما يقوله، فقد استفاد من نزوات يوريتش الشخصية.
“متى أصبحتَ رجلاً فصيحاً إلى هذه الدرجة؟ افعل ما يحلو لك. المباراة النهائية بعد يومين، لذا سأجد لك مرهماً جيداً.”
” ضحك فيليون ضحكة خفيفة. عناد غير الكفؤ حماقة، أما عناد الكفؤ فهو قناعة. وبالطبع، بدا يوريتش من النوع الثاني.
* * *
حدّق باهيل في تمثال اليشم ليومين. كان اليشم جوهرة خضراء داكنة، وكان خامًا غير شائع الاستخدام في صناعة المجوهرات، ناهيك عن النحت.
“تنين؟”
تمتم باهيل. على الرغم من تآكل التمثال، إلا أن التمثال الأصلي المتقن بدا دقيقًا بما يكفي للتعرف على شكل التنين. يشبه الثعبان، لكن بأطراف أمامية وقرون تشبه السحلية، ولحية تنبت من رأسه. في فمه خرزة.
بدا مخلوقًا لم يره باهيل من قبل، لكن لديه فكرة مبهمة عما يمثله. بدا شجاعًا وموقرًا. التنانين تُعبد.
“قال إنه كنز ثمين. الإمبراطور ما كان ليعطيني إياه دون سبب.”
تذكر باهيل كلمات يانتشينوس.
“هدية مقابل هدية.”
بدا الإمبراطور رجلاً فظاً لكنه عميق التفكير. لم يكن يفعل أو يقول شيئاً دون قصد.
“لا بد أن هناك شيئًا يريد إخباري به من خلال هذه القطعة. إن لم أستطع فهمه، فهذا يعني ببساطة أنني غير كفء.”
لكن باهيل لم يكن لديه إجابات. أصبح شاردا، مما أبقاه مستيقظًا طوال الليل دون نوم.
لطالما اعتقد باهيل أن معرفته هائلة. لكن هذا اليشم الذي أمامه جعل كل تلك المعرفة عديمة الفائدة. مهما حاول استخراجها من مخزون معرفته، لم يستطع ربطها بقطعة اليشم.
“تمثال من الشمال… لا بد أن تكون كنزًا يحمل الكثير من القيمة.”
فكّر باهيل في نفسه. بدا الإمبراطور يانتشينوس رجلاً طموحًا.
“هل يحاول غزو آخر أرض شمالية متبقية؟ تلك الأرض المتجمدة التي لا يمكن زراعتها حتى؟”
كرّس الإمبراطور السابق طاقته لإخضاع البرابرة المتبقين حتى لحظة وفاته. والآن، لم يبقَ من اسم البربري سوى قطعة أرض لا تنبت فيها شجيرة واحدة: أرض الشمال المتجمدة، والصحراء الحارقة في الجنوب. لم تكن هذه الأراضي صعبة الغزو فحسب، بل لم تكن تستحق عناء الاستثمار في جيشها. كان البرابرة الذين ما زالوا يعيشون في تلك الأراضي المتجمدة ينقرضون ببطء. أما من أراد البقاء فقد اندمج في الإمبراطورية.
“هذه أراضٍ لا قيمة لها. حتى لو كان لديه طموحٌ لغزو بقية الأراضي الشمالية، فهو على الأرجح لا يريد مني شيئًا. لديه من القوة ما يكفي لتحقيق ذلك.”
بدأ باهيل يقضم ظفره.
“لو كانت أختي داميا هنا بجانبي…”
لطالما اشتاق باهيل لأخته داميا في مثل هذه الأوقات. الأميرة داميا قارئة نهمة. كلما سأل باهيل سؤالاً، هي من يلجأ إليها.
“لا أستطيع أن أصدق أن عرشي على مستوى هذه التفاهات السخيفة.”
شتم باهيل. انحنى على مكتبه وأغمض عينيه للحظة، وغمرته موجة من التعب كان يكافحها.
“فاركا، فاركا، أخي الصغير. يا لك من ولدٍ صالح، ولدٌ صالح.”
حلم بأخته. أخته اللطيفة والجميلة والرائعة. بالنسبة لباهل، الذي فقد والدته في صغره، أصبحت داميا بمثابة أمه، حتى مع كونهما توأمين.
لقد كان حلمًا جميلًا من طفولته الممتعة.
“مممم.”
استيقظ باهيل وجلس بثبات. لاحظ المعطف مُلقىً على كتفيه.
“هل استيقظت؟ عليك أن تنام في سريرك ” قال يوريتش لباهيل.
جلس يوريتش على كرسي، يدرس تمثال اليشم.
“يوريتش، هل آذيت يدك؟”
نظر باهيل إلى يد يوريتش اليسرى التي أصبحت ملفوفة بضمادة من القماش.
“لا شيء، مجرد جرح صغير. على أي حال، هذا الشيء مذهل. حجمه بحجم راحة يدي فقط، لكن نقوشه معقدة للغاية.”
“حصلتُ عليه من الإمبراطور. قال إنه كنز الشمال.”
” واو، هل قابلت الإمبراطور؟ ما المكافأة؟”
“أتمنى ذلك، لكنه أشبه بعقاب. هذا التمثال لغز عليّ حله. يا إلهي، لم أرَ قطعة كهذه من قبل! إنها ليست حتى في الكتب.”
تذمر باهيل. أمال يوريتش رأسه وحدق في قطعة اليشم.
“إذا كان كنزًا شماليًا، فعليك سؤال أحد سكانه. قد لا تظن ذلك، لكن سفين يعرف الكثير في الواقع. هو أيضًا من ذوي المكانة الرفيعة بين سكان الشمال.”
اتسعت عينا باهيل.
“لماذا لم أفكر في ذلك؟”
شعر بالحزن. لقد ترك التوتر والقلق يضيقان بصره.
“يوريتش، أنت عبقري!”
صرخ باهيل وهو يقفز لأعلى ولأسفل.
” هل أدركتَ ذلك للتو؟ سأحضر سفين، انتظر هنا.”

مباراة نصف النهائي التي خاضها يوريتش قد أثارت ترقب الكثير من الناس. “يرفع رمحه المبارز بذراع واحدة ويضرب خصمه!” “ما مدى قوته ليتمكن من ذلك؟ أظن أن لقب “محطم الدروع” لم يكن عبثًا.” انتظر الجمهور بفارغ الصبر مباراة المبارزة ليشهد قوة يوريتش الخارقة. كان الجمهور يعشق أي شيء يخرج عن المألوف. حتى الآن، خاض يوريتش ثلاث مباريات، انتهت جميعها بضربة واحدة. وكان الناس متشوقين لرؤية المزيد من هذا القبيل. كانت مباراة نصف النهائي جارية، وضغط يوريتش بكعبيه على جانب كايليوس. بوو! اصطدم يوريتش والفارس بقوة ووضوح. ارتجف الرجلان على جواديهما وتبادلا النظرات من طرفي نقيض. ” هاف، هاف.” أطلق يوريتش أنفاسه التي يحبسها وهو يستمع إلى هتاف الجمهور. لم يستطع إسقاط خصمه بضربة واحدة هذه المرة. “إنه قوي.” كانت مباراة نصف نهائي بطولة هامل للمبارزة، حيث تم اختيار كل متسابق بعناية من بين مجموعة كبيرة. لم يكن الرجل الذي شق طريقه إلى نصف النهائي خصمًا سهلاً. “كدتُ أكسر معصمي – قوته لا تزال بهذا القدر حتى بعد أن صددتُ رمحه. يا لها من قوة لا تُصدق.” فكّر الرجل الذي دافع بنجاح ضد هجوم يوريتش في نفسه. كان متخصصًا في حمل الدروع. حوّل رمح يوريتش بزاوية ليصدّ الهجوم. يوريتش، الذي اختبر المهارة بنفسه، أدرك عظمتها. “مذهل. لامست رأس رمحي درعه جيدًا، لكن قوتي تبددت بطريقة ما.” شدّ يوريتش لجام كايليوس وعدّله. لم يكن خصمًا عاديًا. “إنه أكثر خبرة مني. لا أعتقد أنني سأفوز بمجرد بذل قصارى جهدي.” بدا يوريتش، من الناحية الفنية، مبتدئًا في المبارزة. فرص فوزه في منافسة شريفة تعتمد على القوة الغاشمة أكبر منها في حالة اتباع استراتيجية تقنية وتحليلية، لذا كان يسعى دائمًا للفوز منذ البداية. ماذا من المفترض أن يفعل عندما واجه خصمًا من الصعب قمعه بسبب قوته الهائلة؟ “إذا كنت تعتقد أنك لا تتمتع بفرصة جيدة في الجزء المخصص للركوب، فقد يكون من الأفضل أن تتخذ موقفًا دفاعيًا وتتجه إلى المبارزة بالقدم.” يوريتش يعرف الحل بفضل فيليون، فقرر الاستماع إلى معلمه. تمسك يوريتش بدرعه بقوة وركز على الصد. لم تكن هذه هي الطريقة التي أراد بها القتال، إذ أراد أن يشعر بالريح تداعب شعره مجددًا، وهو يشعر بلذة إسقاط الخصم. ” المعركة ممتعة. إنها مثيرة.” لكن النصر فضيلة المحارب. لم يكن المال ما يراهن عليه، بل حياته. بخلاف المال، لا يمكن استعادة الحياة بعد فقدانها. بدا يوريتش محاربًا يعرف كيف يتحلى بالصبر من أجل النصر. “إن الادعاء بأنني بذلت قصارى جهدي بعد الخسارة هو مجرد عذر مثير للشفقة!” ضحك يوريتش وهو يصد رمح خصمه مرتين أخريين من خلال حمل درعه بقوة أمامه. “أشعر وكأنني أصطدم بالحائط.” من الصعب هزيمة يوريتش بجسده الضخم وعضلاته القوية. بعد ثلاث جولات من القتال على صهوة الجواد، نفخ عازف البوق نفخة طويلة في بوقه. بوووووب! نزل يوريتش والفارس عن حصانهما وأخذا سيفهما ودرعهما. “اترك الباقي لي، كايليوس.” قال يوريتش لحصانه وهو يربت عليه برفق. فتح حاجبه قليلاً ليُخرج الحرارة المحتبسة داخل خوذته، ثم أغلقها. “همف.” بعد أن أخذ نفسًا كاملاً من الهواء النقي، حدق يوريتش في خصمه. “قتال على الأرض .” بدا الأمر مختلفًا عن القتال على ظهور الخيل. لم يعد يخوض معركة غريبة بحصان ورمح مبارزة. “أنا واقف على الأرض الآن. هيا يا يوريتش ” قال يوريتش في نفسه. بوو! تقدم يوريتش خطوةً للأمام. بدا لفارسه المُعادي أن حجم يوريتش قد تضاعف منذ ترجله عن حصانه. “لقد نزلنا من على خيولنا، ولكن بطريقة أو بأخرى أصبح أكثر ترويعا الآن.” أصبح الفارس الآخر في حيرة. في معارك ركوب الخيل، كان وجود الخيول يُسكت فرسانها. أما الآن، فقد قاتلوا بقوة بشرية فقط. أصبحت قوة المحارب الخالصة ظاهرة. “وااااااه!” صرخ يوريتش وهو يضرب سيفه على درعه. ‘بربري. اللعنة.’ عبس الفارس. البرابرة بارعين في القتال البدائي. يُرهبون خصومهم حتى قبل المواجهة. بوو! اندفع يوريتش إلى الأمام بلا رحمة وأرجح سيفه بعنف. “اللعنة، هجماته تبدو بنفس الثقل الذي كانت عليه عندما على حصانه.” عبس الفارس من شدة الضربة. بدأ شعورٌ بالوخز يتراكم في ذراعه التي استخدمها لصد الضربة المتكررة. بوو! انقضّ يوريتش على الفارس بدرعه أمامه. تشابك الرجلان وفقد توازنهما. لم يكن الفارس خصمًا سهلًا على الإطلاق. حتى أثناء سقوطه، حاول طعن يوريتش في جنبه. بوو! ألقى يوريتش درعه جانبًا وأمسك بشفرة الفارس بيده. لم يكن ذلك ممكنًا إلا لأن درعه المتسلسل يحمي يده حتى أطراف أصابعه. شرينغ! انتزع الفارس النصل بلفة عنيفة. انقطعت السلاسل المحيطة بيد يوريتش والتفت عندما انقطعت حلقاتها. “هذا الدرع الرخيص اللعين!” صرخ يوريتش منزعجًا. شعر بحرقة في يده التي أمسك بها النصل. أصبح الدم يسيل منها. “جيد، لم يتبق له سوى يد واحدة لاستخدامها.” اعتقد الفارس أن يوريتش أصبح الآن قادرًا بوضوح على استخدام إحدى يديه فقط لأنه قطع بعمق في اليد الأخرى. تدحرج الرجلان متشابكين بشدة لدرجة أنهما لم يستطيعا تحريك سيوفهما. بدا هذا أمرًا شائعًا في المعارك بين مقاتلين مدرعين.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

We have detected that you are using extensions to block ads. Please support us by disabling these ads blocker.

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط