العهد
كان الأمر سيبدو شيئًا مختلفًا لو كان برونو يعرف عن التطورات الجارية في حرب البوير الثانية، التي بدأت في عام 1899، لكنه توقع أن تحدث هذه الأمور قبل ذلك بثلاث سنوات؟ بدأ الكولونيل يتسال أن كان برونو هذا يتمتع بقدرة خارقة للعادة.
في ظل تدهور العلاقات بين الرايخ الألماني والإمبراطورية الروسية، انتهز الجيش الألماني فرصة مهمة لم تنتبه لها معظم القوى العظمى في ذلك الوقت. بتوصية من أحد المدربين في كلية الحرب البروسية، الذي استوحى الفكرة من أحد طلابه، وافقت القيادة العليا للجيش الألماني على إرسال مراقبين عسكريين إلى جنوب أفريقيا لمتابعة الحرب بين البوير المحليين والجيش الاستعماري البريطاني.
بالطبع، كان برونو أيضًا من عائلة ثرية، كانت على استعداد تام لدعمه في تكاليف تربية الطفل خلال فترة حمل هايدي وبعدها. لهذا، أُجبرت المرأة بقوة على الراحة في هذه الفترة، حتى لو كانت ترغب شخصيًا في أن تكون أكثر نشاطًا في رعاية منزلها.
ربما كانت هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها مثال حقيقي للحرب الحديثة في العالم، مع أنظمة الخنادق الواسعة، والاستخدام الواسع للمدافع الرشاشة، ونشر أنظمة المدفعية الحديثة.
لهذا الغرض، أوفد الجيش الألماني مجموعة من الضباط لمراقتة الصراع وتوثيق مشاهداتهم وتسجيل ملاحظاتهم حول احتمالية ظهور هذا النمط من الحروب مستقبلًا على الساحة الأوروبية.
“ومن هذا النبيل المتعجرف الذي تتحدث عنه؟”
بصورة غير متوقعة، كان من بين الضباط الذين أُرسلوا إلى جنوب أفريقيا، مساعدٌ لكولونيل رفيع المستوى، وهو هاينريش كوك، صديق برونو ورفيقه السابق في السلاح، الذي كان قد ترقّى حديثًا إلى رتبة ملازم أول.
—
واصل هاينريش مراقبة الصراع الجاري في المسافة من خلال منظاره، وهو يتحدث عن وقته مع برونو في الأكاديمية، وكان في صوته نبرة حنين وتذكر، رغم أنه لم يمضِ سوى عام منذ تخرجهما.
كان هاينريش يقف بعيدًا، في موقع آمن على الجانب البريطاني من الصراع، يراقب المعركة من خلال منظاره، حيث كانت الأحداث تتكشف على مسافة بعيدة كافية ليطمئن من خطر الرصاص الطائش أو القذائف العشوائية.
بدا صوته كأنه صدى قسم مُقدس، قبل أن يضيف، بصوت خافت كأنه يُخاطب مصيره:
وبينما كان الملازم الشاب يتابع المشهد، أخذ يعلّق للكولونيل الذي كان يقود بعثة المراقبة، مشيرًا إلى تطور المعركة أمامهم:
“ومن هذا النبيل المتعجرف الذي تتحدث عنه؟”
“أستعيد كل ما قلته عن ذلك النبيل المتعجرف… يبدو أن الرجل يفهم أصول الحرب بالفعل. لا يمكنني إنكار ذلك…”
كانت الحياة بسيطة خلال هذه الأيام، ووجد برونو نفسه في حالة من السلام. يتذكر يوم ولادة هايدي لطفلهما الأول، الذي لم يتم في مستشفى عام، بل في راحة منزلهما، بدعم من طبيب العائلة وطاقمه التمريضي.
أثار كلامه فضول الكولونيل الذي، بحيرة، تساءل عمّن يقصده هاينريش تحديدًا:
لو كان عليّ أن أضع سنة معينة، سأقول إنه بدأ الحديث عن هذه الأمور حوالي عام 1896. بعد كل شيء، كانت تلك سنتنا الأولى معًا في الأكاديمية …”
“ومن هذا النبيل المتعجرف الذي تتحدث عنه؟”
بصراحة، كان الرجل عبقريًا. لكن الطريقة المتعجرفة التي كان يتحدث بها جعلتنا نتعامل مع ما يقوله بحذر؟ أقصد، من يمكنه حقًا أن يتنبأ بالمستقبل وكيف ستدار الحروب بدقة كهذه؟
تجاهل هاينريش الإجابة المباشرة، محجمًا عن إخبار ضابطه الأعلى بأنه خدم سابقًا تحت قيادة برونو، الذي أصبحت شهرته تسبق اسمه بين الضباط الألمان بعد إنجازاته البارزة في الصين.
كان برونو وهايدي يفكران في اسم لطفلتهما منذ فترة، وفي النهاية قررا تسمية ابنتهما الرضيعة إيفا. كانت الطفلة تشبه والديها إلى حد كبير، تشاركهما نفس لون العينين، وستكتسب مع الوقت نفس الشعر الأشقر الذهبي.
“ومن هذا النبيل المتعجرف الذي تتحدث عنه؟”
ربما كانت هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها مثال حقيقي للحرب الحديثة في العالم، مع أنظمة الخنادق الواسعة، والاستخدام الواسع للمدافع الرشاشة، ونشر أنظمة المدفعية الحديثة.
تجاهل هاينريش أن يذكر لضابطه الأعلى أنه خدم سابقًا تحت قيادة برونو، الذي انتشرت شهرته وسمعته مثل النار بين الضباط الألمان بعد إنجازاته في الصين. حتى الآن.
ربما كان بسبب بنية هايدي الطبيعية، فقد كانت الولادة قصيرة نسبيًا وأقل ألمًا مما يكون عادةً، حيث ولدت طفلة سليمة في صباح يوم 10 سبتمبر 1901.
“ومن غيره سوى ذئب بروسيا؟ يتحدث كثيرًا عن مستقبل الحرب، لكن لم أكن أتوقع أن تتحقق وجهات نظره بهذه السرعة وبهذا الشكل… مضطر للاعتراف، بعد رؤية البوير يدافعون ضد هجوم البريطانيين للتو، أنا واثق تمامًا أن هذا الرجل يعرف أكثر عن كيفية تطور طبيعة الحرب مما يظهر.”
تفاجأ الكولونيل قليلاً من معرفة هاينريش بنجم صاعد في الجيش الألماني على المستوى الشخصي، وسرعان ما استفسر عن طبيعة الرجل.
كان برونو وهايدي يفكران في اسم لطفلتهما منذ فترة، وفي النهاية قررا تسمية ابنتهما الرضيعة إيفا. كانت الطفلة تشبه والديها إلى حد كبير، تشاركهما نفس لون العينين، وستكتسب مع الوقت نفس الشعر الأشقر الذهبي.
“أفترض من الطريقة التي تتحدث بها عن الرجل، أنك صديق للكابتن برونو فون زينتنر، أو على الأقل تعرفه؟ هل تحاول أن تقول إنه توقع التطورات التي نشهدها حاليًا؟ هل لي أن أسألك متى تحدث عن هذه الأمور تحديدًا؟”
“إيفا مع ولادتك، أقدم لكِ عهداً بأنني في السنوات القادمة، سأصنع لكِ أمة أفضل من تلك التي وُلدت فيه. لن أترك أي خطأ من الماضي يمسّك. ستنشئين في رايخ قوي، ومزدهر ، رايخ تكون ثقافته وتقاليده مصونة لألف عام قادم .”
واصل هاينريش مراقبة الصراع الجاري في المسافة من خلال منظاره، وهو يتحدث عن وقته مع برونو في الأكاديمية، وكان في صوته نبرة حنين وتذكر، رغم أنه لم يمضِ سوى عام منذ تخرجهما.
بالطبع، كان برونو أيضًا من عائلة ثرية، كانت على استعداد تام لدعمه في تكاليف تربية الطفل خلال فترة حمل هايدي وبعدها. لهذا، أُجبرت المرأة بقوة على الراحة في هذه الفترة، حتى لو كانت ترغب شخصيًا في أن تكون أكثر نشاطًا في رعاية منزلها.
“منذ سنتنا الأولى في الأكاديمية البروسية ، كان يتحدث عن كيف تتطور الحرب بسرعة، وكيف سنواجه صعوبات جديدة في العقود القادمة.
—
بصراحة، كان الرجل عبقريًا. لكن الطريقة المتعجرفة التي كان يتحدث بها جعلتنا نتعامل مع ما يقوله بحذر؟ أقصد، من يمكنه حقًا أن يتنبأ بالمستقبل وكيف ستدار الحروب بدقة كهذه؟
كانت الأمور تتحرك بسرعة خلف الكواليس. مع تدهور العلاقات بين الرايخ الألماني والإمبراطورية الروسية إلى أدنى مستوياتها، وبدء الجيش الألماني بتبني الأسلحة الرشاشة على نطاق واسع، كان برونو قد غيّر مستقبل هذا العالم تمامًا وبشكل جذري من خلال أفعاله الصغيرة نسبيًا.
لو كان عليّ أن أضع سنة معينة، سأقول إنه بدأ الحديث عن هذه الأمور حوالي عام 1896. بعد كل شيء، كانت تلك سنتنا الأولى معًا في الأكاديمية …”
خاصة أنه تم إرساله إلى جنوب أفريقيا بناءً على توصيات من أحد مدربيه في كلية الحرب البروسية، والآن، بعد التفكير في الأمر، لم يكن هناك شك أن هذا كان بسبب بعض التصريحات التي ربما أدلى بها برونو.
كان الأمر سيبدو شيئًا مختلفًا لو كان برونو يعرف عن التطورات الجارية في حرب البوير الثانية، التي بدأت في عام 1899، لكنه توقع أن تحدث هذه الأمور قبل ذلك بثلاث سنوات؟ بدأ الكولونيل يتسال أن كان برونو هذا يتمتع بقدرة خارقة للعادة.
“أفترض من الطريقة التي تتحدث بها عن الرجل، أنك صديق للكابتن برونو فون زينتنر، أو على الأقل تعرفه؟ هل تحاول أن تقول إنه توقع التطورات التي نشهدها حاليًا؟ هل لي أن أسألك متى تحدث عن هذه الأمور تحديدًا؟”
خاصة أنه تم إرساله إلى جنوب أفريقيا بناءً على توصيات من أحد مدربيه في كلية الحرب البروسية، والآن، بعد التفكير في الأمر، لم يكن هناك شك أن هذا كان بسبب بعض التصريحات التي ربما أدلى بها برونو.
كانت الحياة بسيطة خلال هذه الأيام، ووجد برونو نفسه في حالة من السلام. يتذكر يوم ولادة هايدي لطفلهما الأول، الذي لم يتم في مستشفى عام، بل في راحة منزلهما، بدعم من طبيب العائلة وطاقمه التمريضي.
أصبح شيء واضحًا تمامًا لهاينريش، وللضباط الألمان الآخرين الذين أُرسلوا لمراقبة هذا الصراع. الأسلحة الرشاشة ستصبح أداة لا تقدر بثمن في ساحة المعركة الحديثة.
وسوف يتم التوصية بتطويرها وإنتاجها فورًا للقيادة العليا الألمانية كأولوية قصوى في مشتريات الجيش الألماني المستقبلية. وهو ما سيؤدي في النهاية، خلال السنوات القادمة، إلى تبني تصاميم برونو الخاصة في هذا الصدد.
وسوف يتم التوصية بتطويرها وإنتاجها فورًا للقيادة العليا الألمانية كأولوية قصوى في مشتريات الجيش الألماني المستقبلية. وهو ما سيؤدي في النهاية، خلال السنوات القادمة، إلى تبني تصاميم برونو الخاصة في هذا الصدد.
“ومن غيره سوى ذئب بروسيا؟ يتحدث كثيرًا عن مستقبل الحرب، لكن لم أكن أتوقع أن تتحقق وجهات نظره بهذه السرعة وبهذا الشكل… مضطر للاعتراف، بعد رؤية البوير يدافعون ضد هجوم البريطانيين للتو، أنا واثق تمامًا أن هذا الرجل يعرف أكثر عن كيفية تطور طبيعة الحرب مما يظهر.”
—
كانت الأمور تتحرك بسرعة خلف الكواليس. مع تدهور العلاقات بين الرايخ الألماني والإمبراطورية الروسية إلى أدنى مستوياتها، وبدء الجيش الألماني بتبني الأسلحة الرشاشة على نطاق واسع، كان برونو قد غيّر مستقبل هذا العالم تمامًا وبشكل جذري من خلال أفعاله الصغيرة نسبيًا.
كانت الأمور تتحرك بسرعة خلف الكواليس. مع تدهور العلاقات بين الرايخ الألماني والإمبراطورية الروسية إلى أدنى مستوياتها، وبدء الجيش الألماني بتبني الأسلحة الرشاشة على نطاق واسع، كان برونو قد غيّر مستقبل هذا العالم تمامًا وبشكل جذري من خلال أفعاله الصغيرة نسبيًا.
“أفترض من الطريقة التي تتحدث بها عن الرجل، أنك صديق للكابتن برونو فون زينتنر، أو على الأقل تعرفه؟ هل تحاول أن تقول إنه توقع التطورات التي نشهدها حاليًا؟ هل لي أن أسألك متى تحدث عن هذه الأمور تحديدًا؟”
كان هذا أمرًا بدأ يشك فيه، لكنه لم يكن قادرًا على تأكيده، لأنه لم يكن مطلعًا على مثل هذه التطورات الكبيرة. وبدلاً من ذلك، ركز انتباهه على جهوده اليومية في حضور كلية الحرب البروسية، وتحقيق التفوق في امتحاناته، والعودة إلى منزله في نهاية اليوم لزوجته الحبيبة.
واصل هاينريش مراقبة الصراع الجاري في المسافة من خلال منظاره، وهو يتحدث عن وقته مع برونو في الأكاديمية، وكان في صوته نبرة حنين وتذكر، رغم أنه لم يمضِ سوى عام منذ تخرجهما.
أنجبت هايدي مؤخرًا طفلهما الأول. وبسبب هذا، استأجر برونو مؤقتًا خادمة للمساعدة في المنزل. لم يكن فقيرًا بأي حال، فبصفته كابتنًا في الجيش الألماني، كان يتلقى راتبًا لائقًا.
بالطبع، كان برونو أيضًا من عائلة ثرية، كانت على استعداد تام لدعمه في تكاليف تربية الطفل خلال فترة حمل هايدي وبعدها. لهذا، أُجبرت المرأة بقوة على الراحة في هذه الفترة، حتى لو كانت ترغب شخصيًا في أن تكون أكثر نشاطًا في رعاية منزلها.
كانت الحياة بسيطة خلال هذه الأيام، ووجد برونو نفسه في حالة من السلام. يتذكر يوم ولادة هايدي لطفلهما الأول، الذي لم يتم في مستشفى عام، بل في راحة منزلهما، بدعم من طبيب العائلة وطاقمه التمريضي.
ربما كان بسبب بنية هايدي الطبيعية، فقد كانت الولادة قصيرة نسبيًا وأقل ألمًا مما يكون عادةً، حيث ولدت طفلة سليمة في صباح يوم 10 سبتمبر 1901.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بصورة غير متوقعة، كان من بين الضباط الذين أُرسلوا إلى جنوب أفريقيا، مساعدٌ لكولونيل رفيع المستوى، وهو هاينريش كوك، صديق برونو ورفيقه السابق في السلاح، الذي كان قد ترقّى حديثًا إلى رتبة ملازم أول.
كان برونو وهايدي يفكران في اسم لطفلتهما منذ فترة، وفي النهاية قررا تسمية ابنتهما الرضيعة إيفا. كانت الطفلة تشبه والديها إلى حد كبير، تشاركهما نفس لون العينين، وستكتسب مع الوقت نفس الشعر الأشقر الذهبي.
نُقلت الطفلة الصغيرة إلى غرفة النوم الاحتياطية، حيث وضعوها في مهدها برفق. كانت هايدي تغط في نوم عميق بعد عناء الولادة، بينما اقترب برونو بخطوات بطيئة من ابنته البكر، الصغيرة التي أتت إلى هذا العالم . حدّقت إيفا بعينيها الزرقاوين الصافيتين.
كانت الأمور تتحرك بسرعة خلف الكواليس. مع تدهور العلاقات بين الرايخ الألماني والإمبراطورية الروسية إلى أدنى مستوياتها، وبدء الجيش الألماني بتبني الأسلحة الرشاشة على نطاق واسع، كان برونو قد غيّر مستقبل هذا العالم تمامًا وبشكل جذري من خلال أفعاله الصغيرة نسبيًا.
كانت الحياة بسيطة خلال هذه الأيام، ووجد برونو نفسه في حالة من السلام. يتذكر يوم ولادة هايدي لطفلهما الأول، الذي لم يتم في مستشفى عام، بل في راحة منزلهما، بدعم من طبيب العائلة وطاقمه التمريضي.
توقف برونو أمامها، شعور من خليط الحب والحزم يغمره، وكأنما اللحظة تحمل كل المعاني التي عاشها وقاتل لأجلها. انحنى نحوها، وهمس بصوت مرتجف لكنه يحمل عزماً لا يتزعزع، وعداً خرج من أعماق روحه:
رفع رأسه، وحدق في الظلام للحظة، وكأنما يرى المستقبل أمامه بأبعاده الغامضة. ثم ابتعد عن المهد، تاركًا خلفه الوعد محفورًا في قلبه، مدركًا أن الطريق الذي اختاره لن يكون سهلًا، لكنه عازم على أن يسلكه حتى النهاية، مهما كانت التضحيات .
في ظل تدهور العلاقات بين الرايخ الألماني والإمبراطورية الروسية، انتهز الجيش الألماني فرصة مهمة لم تنتبه لها معظم القوى العظمى في ذلك الوقت. بتوصية من أحد المدربين في كلية الحرب البروسية، الذي استوحى الفكرة من أحد طلابه، وافقت القيادة العليا للجيش الألماني على إرسال مراقبين عسكريين إلى جنوب أفريقيا لمتابعة الحرب بين البوير المحليين والجيش الاستعماري البريطاني.
“إيفا مع ولادتك، أقدم لكِ عهداً بأنني في السنوات القادمة، سأصنع لكِ أمة أفضل من تلك التي وُلدت فيه. لن أترك أي خطأ من الماضي يمسّك. ستنشئين في رايخ قوي، ومزدهر ، رايخ تكون ثقافته وتقاليده مصونة لألف عام قادم .”
كانت الأمور تتحرك بسرعة خلف الكواليس. مع تدهور العلاقات بين الرايخ الألماني والإمبراطورية الروسية إلى أدنى مستوياتها، وبدء الجيش الألماني بتبني الأسلحة الرشاشة على نطاق واسع، كان برونو قد غيّر مستقبل هذا العالم تمامًا وبشكل جذري من خلال أفعاله الصغيرة نسبيًا.
بصراحة، كان الرجل عبقريًا. لكن الطريقة المتعجرفة التي كان يتحدث بها جعلتنا نتعامل مع ما يقوله بحذر؟ أقصد، من يمكنه حقًا أن يتنبأ بالمستقبل وكيف ستدار الحروب بدقة كهذه؟
بدا صوته كأنه صدى قسم مُقدس، قبل أن يضيف، بصوت خافت كأنه يُخاطب مصيره:
ربما كانت هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها مثال حقيقي للحرب الحديثة في العالم، مع أنظمة الخنادق الواسعة، والاستخدام الواسع للمدافع الرشاشة، ونشر أنظمة المدفعية الحديثة.
“أقسم لكِ بهذا، تحت طائلة الموت، تحت اللعنة الأبدية إن خنتُ وعدي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبينما كان الملازم الشاب يتابع المشهد، أخذ يعلّق للكولونيل الذي كان يقود بعثة المراقبة، مشيرًا إلى تطور المعركة أمامهم:
رفع رأسه، وحدق في الظلام للحظة، وكأنما يرى المستقبل أمامه بأبعاده الغامضة. ثم ابتعد عن المهد، تاركًا خلفه الوعد محفورًا في قلبه، مدركًا أن الطريق الذي اختاره لن يكون سهلًا، لكنه عازم على أن يسلكه حتى النهاية، مهما كانت التضحيات .
تجاهل هاينريش الإجابة المباشرة، محجمًا عن إخبار ضابطه الأعلى بأنه خدم سابقًا تحت قيادة برونو، الذي أصبحت شهرته تسبق اسمه بين الضباط الألمان بعد إنجازاته البارزة في الصين.
كانت الأمور تتحرك بسرعة خلف الكواليس. مع تدهور العلاقات بين الرايخ الألماني والإمبراطورية الروسية إلى أدنى مستوياتها، وبدء الجيش الألماني بتبني الأسلحة الرشاشة على نطاق واسع، كان برونو قد غيّر مستقبل هذا العالم تمامًا وبشكل جذري من خلال أفعاله الصغيرة نسبيًا.
أثار كلامه فضول الكولونيل الذي، بحيرة، تساءل عمّن يقصده هاينريش تحديدًا:
توقف برونو أمامها، شعور من خليط الحب والحزم يغمره، وكأنما اللحظة تحمل كل المعاني التي عاشها وقاتل لأجلها. انحنى نحوها، وهمس بصوت مرتجف لكنه يحمل عزماً لا يتزعزع، وعداً خرج من أعماق روحه:
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات