الزراعة، الشرب، الحديث، وتقرير المستقبل
الفصل 247: الزراعة، الشرب، الحديث، وتقرير المستقبل
بطبيعة الحال، لم يكن بإمكان فان شيان أن يخبر هايتانغ بحدسه. أخذ نفسًا عميقًا باردًا لا إراديًا، كما لو كان يعاني من ألم في الأسنان. نظرت هايتانغ إليه دون أن تقول شيئًا، ثم تابعت سيرها على طول نهر يوتشوان. بعد مسافة قصيرة، وصلا إلى حديقة صغيرة محاطة بسياج من الخيزران وبوابة صغيرة. كان هناك بئر على جانب الفناء، وطاولة حجرية تحت الظل في الجهة الغربية. كانت هناك كتاكيت صغيرة صفراء اللون تلتقط الحبوب بصمت من الأرض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعر فان شيان بالتعب وبدأ يشعر بالحر. ملأ دلوا من البئر وغمس رأسه فيه، وأخذ جرعة كبيرة من الماء. عندما لمس الماء وجهه، لمح هايتانغ بطرف عينه ووجد أنها ماهرة حقًا في الاعتناء بحديقتها، وافترض أن هذا العمل كان جزءًا من حياتها لسنوات عديدة.
كانت هذه الحديقة حيث تزرع هايتانغ خضرواتها.
نظرت إليه هايتانغ بتعجب وقالت: “سيد فان، كيف يمكن لشخص مثلك، الموهوب والمشهور في كل مكان، أن يفتقر إلى الأصدقاء؟”
هز فان شيان رأسه بابتسامة.
“لا يمكن مقارنة شخص بآخر. لأكون صادقًا، دائمًا ما تعطين انطباعًا بأنك قريبة من الطبيعة. لكن عندما أقارن هذا المكان الأنيق والمصقول مع تلك الزرائب النتنة في الريف، أدركت أخيرًا أن زراعة الخضروات وتربية الدجاج يتطلبان عناية واهتمامًا خاصًا.”
منذ أن غادر فان شيان داندو، لم يعمل في التربة. حمل المجرفة لم يكن مريحًا بالنسبة له كحمل خنجر. وعندما سقى النباتات، لم يكن بالكفاءة التي كان عليها عند رش مسحوق السموم. في النهاية، مع كل عثراته، أصبح مجرد متفرج. رغم ذلك، كان منهكًا ومبللًا بالعرق، والبخار يتصاعد من رأسه.
رغم أن كلمات فان شيان بدت وكأنها مديح، إلا أنها كانت تحتوي على نقد ضمني. كل ما كان بإمكان هايتانغ فعله هو أن تضحك.
“هل ظننت أنني سأكتفي بالتجول في شانغجينغ؟ لدي أوامر من سيدي ومطالب من القصر، لذلك كان عليّ أن أجد حديقة صغيرة هادئة بالقرب من هنا.”
“كان هذا مشروب الحبوب الخمسة”، قالت هايتانج، “أرقى مشروب في العالم. وما زلت غير راضٍ، يا سيدي فان؟”
ضحك فان شيان.
“أنا فقط قلق من أن شين تشونغ خطط لإعطائك أرضًا لزراعة الخضروات لتسبب المتاعب للنبلاء المحليين.”
[1] فان شيان اقتبس من “سجلات المؤرخ الكبير” لسما تشيان. [2] فان شيان اقتبس من “في التعلم” لشيونزي. [3] تساو شيويه تشين هو مؤلف رواية “حلم الغرفة الحمراء.”
ردت هايتانغ ببرود:
“لا أعرف شيئًا عن ذلك، وليس لدي طريقة لمعرفة ذلك.”
كانت هذه الحديقة حيث تزرع هايتانغ خضرواتها.
كانت تتحدث بهدوء، وفان شيان استمع بهدوء. هذا كان جانبًا يعجبه في هايتانغ. رغم أهميتها الكبيرة في مملكة تشي الشمالية، إلا أنها لم تتصرف بتصنع. لم تكن متعجرفة أو مريرة، ولم تحاول أن تبقى غير مبالية بكل شيء. ببساطة، كانت تفعل ما يحلو لها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعر فان شيان بالتعب وبدأ يشعر بالحر. ملأ دلوا من البئر وغمس رأسه فيه، وأخذ جرعة كبيرة من الماء. عندما لمس الماء وجهه، لمح هايتانغ بطرف عينه ووجد أنها ماهرة حقًا في الاعتناء بحديقتها، وافترض أن هذا العمل كان جزءًا من حياتها لسنوات عديدة.
قبل حفل عيد ميلاد الإمبراطورة الأرملة، كان من الصعب إيجاد بعض الوقت الحر. لكن فان شيان نجح في التخلص من مزاجه الكئيب مؤقتًا. قام برفع أكمامه، ولفّ ساقي سرواله، وأخذ أدوات من حجر الشحذ، وبدأ بمساعدة هايتانغ في قلب التربة.
رأى صاحب الفندق أنه كان في مزاج سيئ، وقرر على الفور عدم الموافقة على خطته الأصلية بطلب توقيع من خالد الشعر، ومنحه كوبًا آخر من أجود أنواع نبيذ الأرز في شمال تشي.
قام بتقسيم الأرض الصفراء الناعمة إلى نصفين، ثم أخذ وعاء مليئًا بالدخن، وبدأ بنثر الحبوب على الأرض، مثل “ملك التنين الجشع”، تاركًا الكتاكيت تتبعه بحماس في أنحاء الحديقة.
كان مطعم فندق الصنوبر هو المطعم الأكثر شهرة وهدوءًا وفخامة في شانغجينج. اليوم، كان لديه ضيف مميز. كان الضيف ثريًا، لذا كان مالك فندق الصنوبر ينتظر بالخارج، بعد أن طلب باحترام من جميع رعاة المطعم المغادرة، تاركًا وراءه ثلاثة طوابق هادئة وخالية.
انحنت هايتانغ لرعاية أشجار الفاكهة. ابتسمت على عبث فان شيان، لكنها سرعان ما لفت انتباهها ساقه اليسرى.
جلس فان شيان على أحد الكراسي المتكئة، وقبل كوب الشاي المثلج الذي قدمته له هايتانغ. بعد رشفة، وضع الكوب جانبًا. أغمض عينيه واستسلم لقيلولة بعد الظهر، مسترخيًا كما لو كان في منزله.
شعر فان شيان بالتعب وبدأ يشعر بالحر. ملأ دلوا من البئر وغمس رأسه فيه، وأخذ جرعة كبيرة من الماء. عندما لمس الماء وجهه، لمح هايتانغ بطرف عينه ووجد أنها ماهرة حقًا في الاعتناء بحديقتها، وافترض أن هذا العمل كان جزءًا من حياتها لسنوات عديدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد حظي بفرصة جديدة للحياة، وقابل المحسنين، وكانت لديه أم جمعت الحسنات الخفية، مما سمح له بالعيش بسهولة، والحصول على ثروة طائلة بفضل مساعدتها الكبيرة.
منذ أن غادر فان شيان داندو، لم يعمل في التربة. حمل المجرفة لم يكن مريحًا بالنسبة له كحمل خنجر. وعندما سقى النباتات، لم يكن بالكفاءة التي كان عليها عند رش مسحوق السموم. في النهاية، مع كل عثراته، أصبح مجرد متفرج. رغم ذلك، كان منهكًا ومبللًا بالعرق، والبخار يتصاعد من رأسه.
كانت هذه الحديقة حيث تزرع هايتانغ خضرواتها.
عند الظهيرة، وضعت هايتانغ كرسيين متكئين تحت مظلة من العنب، حيث كانت الأوراق الخضراء الكبيرة تحجب أشعة الشمس تمامًا.
“يا له من هراء.” قال فان شيان بصوت مرتفع، وهو يضرب الوعاء الخزفي بعيدان الطعام. ومع ذلك، لم ينكسر الوعاء.
جلس فان شيان على أحد الكراسي المتكئة، وقبل كوب الشاي المثلج الذي قدمته له هايتانغ. بعد رشفة، وضع الكوب جانبًا. أغمض عينيه واستسلم لقيلولة بعد الظهر، مسترخيًا كما لو كان في منزله.
الفصل 247: الزراعة، الشرب، الحديث، وتقرير المستقبل بطبيعة الحال، لم يكن بإمكان فان شيان أن يخبر هايتانغ بحدسه. أخذ نفسًا عميقًا باردًا لا إراديًا، كما لو كان يعاني من ألم في الأسنان. نظرت هايتانغ إليه دون أن تقول شيئًا، ثم تابعت سيرها على طول نهر يوتشوان. بعد مسافة قصيرة، وصلا إلى حديقة صغيرة محاطة بسياج من الخيزران وبوابة صغيرة. كان هناك بئر على جانب الفناء، وطاولة حجرية تحت الظل في الجهة الغربية. كانت هناك كتاكيت صغيرة صفراء اللون تلتقط الحبوب بصمت من الأرض.
ابتسمت هايتانغ وهي تنظر إليه، ثم مسحت العرق من جبينها بقطعة قماش مربوطة على رأسها، واستلقت بدورها.
رد فان شيان بثقة: “لن أتحدث عن الصداقة الآن، لكن على الأقل أجد الراحة برفقتك.”
جلس الكرسيان المصنوعان من الخيزران تحت المظلة، ونسيم بارد مر عليهما وهما يستريحان.
قالت هايتانغ: “لست معتادة على هذا الحديث الملتوي.”
بعد فترة من الصمت، قطعت هايتانغ السكون فجأة وقالت:
“أنت شخص غريب الأطوار.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جلس الكرسيان المصنوعان من الخيزران تحت المظلة، ونسيم بارد مر عليهما وهما يستريحان.
“وأنتِ غريبة أيضًا.” أجاب فان شيان وعيناه ما زالتا مغلقتين. “حتى الآن، لم أتمكن من فهمك.”
تنهد هايتانج. نهض فان شيان من الكرسي وتمدد. “أنا جائع.”
شعرت هايتانغ براحة أكبر في الحديث معه بعد أن زالت الشكليات بينهما. ابتسمت وسألت:
“لماذا تريد فهم الآخرين؟ وماذا يعني أن تفهم شخصًا؟”
رد فان شيان بثقة: “لن أتحدث عن الصداقة الآن، لكن على الأقل أجد الراحة برفقتك.”
رد فان شيان بابتسامة خفيفة:
“هناك أشياء يفعلها الناس لتحقيق أهداف واضحة ومحددة. لكنني لا أعرف ما هو هدفك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ضحك فان شيان. “…لا أستطيع أن أخبرك.”
“هدفي؟” لوحت هايتانغ بغطاء رأسها كأنها تروح عن نفسها.
“لماذا يحتاج العيش إلى هدف؟”
هز فان شيان رأسه بابتسامة. “لا يمكن مقارنة شخص بآخر. لأكون صادقًا، دائمًا ما تعطين انطباعًا بأنك قريبة من الطبيعة. لكن عندما أقارن هذا المكان الأنيق والمصقول مع تلك الزرائب النتنة في الريف، أدركت أخيرًا أن زراعة الخضروات وتربية الدجاج يتطلبان عناية واهتمامًا خاصًا.”
أجاب فان شيان:
“الحياة قد لا تحتاج إلى هدف، لكن كل ما نفعله، وكل الأهداف التي نسعى لتحقيقها، نقوم بها لنتمكن من العيش.”
انقطع فان شيان فجأة عن أفكاره، مصدومًا. كان يعلم أنه حتى لو كان في حالة سُكر تام، فلن يتمكن أبدًا من كشف السر لأي شخص. ولكن… لماذا قالت هايتانغ ذلك؟
قالت هايتانغ:
“لست معتادة على هذا الحديث الملتوي.”
أجابت هايتانغ بهدوء: “في السير على طريق المحارب، يجب أولًا تقوية القلب، لأن قوة الآخرين لا يمكن الاعتماد عليها إلى الأبد.”
ضحك فان شيان وقال:
“أنا فقط أحب التحدث معكِ. يجعلكِ الحديث أشعر وكأنني أعيش حقًا، وليس مجرد شخص مسيطر عليه بهدف البقاء على قيد الحياة.”
كان طعم نبيذ الحبوب الخمسة يذكره بـ “قاعة تشينغيو” وعائلة “يي”. كان طعمًا مرتبطًا شخصيًا بفان شيان. لم يكن يرغب في شربه في ذلك اليوم.
“ما زلت تتحدث بكلام فارغ.” ردت هايتانغ.
كان مطعم فندق الصنوبر هو المطعم الأكثر شهرة وهدوءًا وفخامة في شانغجينج. اليوم، كان لديه ضيف مميز. كان الضيف ثريًا، لذا كان مالك فندق الصنوبر ينتظر بالخارج، بعد أن طلب باحترام من جميع رعاة المطعم المغادرة، تاركًا وراءه ثلاثة طوابق هادئة وخالية.
ابتسم فان شيان وقال:
“أنا فقط أحب طريقتك في التعامل مع الأمور.” ثم ضحك وأضاف:
“الأشخاص أمثالنا الذين ليس لديهم أصدقاء دائمًا يبحثون عن شخص للتحدث إليه.”
تألقت عينا هايتانغ.
نظرت إليه هايتانغ بتعجب وقالت:
“سيد فان، كيف يمكن لشخص مثلك، الموهوب والمشهور في كل مكان، أن يفتقر إلى الأصدقاء؟”
“لا أستطيع فهمك أبدًا،” قالت هايتانغ وهي تنظر إلى فان شيان الثمل وهو نائم على الطاولة كطفل صغير. ابتسمت وقالت: “كنت دائمًا أرغب في مقابلة تساو شيويه تشين.” [3]
توقف فان شيان للحظة وقال:
“لأن كل من حولي مرتبطون بمصالحي الخاصة. أنا لا أجد السلام إلا عندما أكون معكِ.”
إذا ذهب إلى المعبد، فستكون حياته في خطر. ولكن ماذا سيحدث للأشخاص الذين يريد حمايتهم؟ وإذا لم يذهب، فلن يعرف أبدًا ما حدث قبل كل تلك السنوات. كان فان شيان يشعر بالإحباط. في السابق، عندما لم يكن يعرف، كان يتمنى لو استطاع حفر جمجمة شياو إن لاستخراج أسراره. أما الآن، وبعد أن عرف، فقد تمنى لو أنه لم يكتشف السر أبدًا.
ابتسمت هايتانغ وقالت:
“هل تريد أن تكون صديقي، سيد فان؟”
“هناك الكثير يحدث في هذا العالم، حيث يأتي كل إنسان ويذهب مدفوعًا بمصالحه الخاصة،” قال فان شيان بسخرية. “هايتانغ، أنتِ تسيرين في طريق السماء، قريبة من الطبيعة، تقدرين الناس. ومع ذلك، لا تعرفين أنهم ببساطة يتصرفون من أجل مصلحتهم الخاصة. لا أريد أن أحتل أراضي جديدة، وأريد أن يعيش الناس حياة أكثر سهولة، لكن يجب أن أعيش حياة أسهل أولاً. إذا أردت أن يعيش الناس حياة أفضل، فعلي أن أسيطر على السلطة لنفسي. ولكن في البيروقراطية والمحاكم الملكية لهذا العالم، إذا كنتَ في موقع عالٍ، فكيف يمكنك أن تعيش بسهولة؟” [1]
رد فان شيان بثقة:
“لن أتحدث عن الصداقة الآن، لكن على الأقل أجد الراحة برفقتك.”
تنهد فان شيان بعمق وأفرغ كأسه. “هايتانغ، أنت لا تصغين لي. ثَملي معي.”
“ماذا لو أردت شيئا آخر منك؟”
هز فان شيان رأسه بابتسامة. “لا يمكن مقارنة شخص بآخر. لأكون صادقًا، دائمًا ما تعطين انطباعًا بأنك قريبة من الطبيعة. لكن عندما أقارن هذا المكان الأنيق والمصقول مع تلك الزرائب النتنة في الريف، أدركت أخيرًا أن زراعة الخضروات وتربية الدجاج يتطلبان عناية واهتمامًا خاصًا.”
“لن تحاول” أجاب فان شيان بثقة.
انحنت هايتانغ لرعاية أشجار الفاكهة. ابتسمت على عبث فان شيان، لكنها سرعان ما لفت انتباهها ساقه اليسرى.
“يبدو أنك نسيت العداوة الموجودة بيننا.”
عند الظهيرة، وضعت هايتانغ كرسيين متكئين تحت مظلة من العنب، حيث كانت الأوراق الخضراء الكبيرة تحجب أشعة الشمس تمامًا.
“لا يهم. على الأقل إذا جاء شخص ما ليقتلني الآن، فسوف تساعدني.” الطبيعة الجريئة التي كان فان شيان يخفيها لفترة طويلة قد انزلقت أخيرًا.
أخذ فان شيان رشفة وأومأ برأسه.
“سيد فان، لطالما كنت فضوليتا… حول السبب الدقيق الذي جعلك ترغب في القدوم إلى الشمال.” ضحكت هايتانج ونظرت إليه. لم تكن شؤون البيروقراطية الجنوبية سرية تمامًا في الشمال، لذا بالطبع كانت تعرف ما يحدث مع عائلة الإمبراطور.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ردت هايتانغ ببرود: “لا أعرف شيئًا عن ذلك، وليس لدي طريقة لمعرفة ذلك.”
ضحك فان شيان. “…لا أستطيع أن أخبرك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد حظي بفرصة جديدة للحياة، وقابل المحسنين، وكانت لديه أم جمعت الحسنات الخفية، مما سمح له بالعيش بسهولة، والحصول على ثروة طائلة بفضل مساعدتها الكبيرة.
تنهد هايتانج. نهض فان شيان من الكرسي وتمدد. “أنا جائع.”
“لن تحاول” أجاب فان شيان بثقة.
“هناك أرز في المنزل، وهناك ماء في البئر، وهناك خضروات في الحديقة”، أجابت هايتانج. “ساعد نفسك”.
إذا ذهب إلى المعبد، فستكون حياته في خطر. ولكن ماذا سيحدث للأشخاص الذين يريد حمايتهم؟ وإذا لم يذهب، فلن يعرف أبدًا ما حدث قبل كل تلك السنوات. كان فان شيان يشعر بالإحباط. في السابق، عندما لم يكن يعرف، كان يتمنى لو استطاع حفر جمجمة شياو إن لاستخراج أسراره. أما الآن، وبعد أن عرف، فقد تمنى لو أنه لم يكتشف السر أبدًا.
تنهد فان شيان وقال “عندما يقول رجل إنه جائع لأي امرأة ليست زوجته، فإنه يعني… أنه يحتاج إلى بعض النبيذ”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هذا أمرًا شائعًا في حياة المثقفين، ولهذا قالت هايتانغ تلك الكلمات بدافع التعبير عن رأيها، محاولة حث فان شيان على التفكير في الناس والبسطاء. كانت دائمًا تؤمن بأن فان شيان، في أعماقه، مجرد عالم.
كان مطعم فندق الصنوبر هو المطعم الأكثر شهرة وهدوءًا وفخامة في شانغجينج. اليوم، كان لديه ضيف مميز. كان الضيف ثريًا، لذا كان مالك فندق الصنوبر ينتظر بالخارج، بعد أن طلب باحترام من جميع رعاة المطعم المغادرة، تاركًا وراءه ثلاثة طوابق هادئة وخالية.
“يبدو أنك نسيت العداوة الموجودة بيننا.”
لقد فوجئ موظفو المطعم بطبيعة الحال، لكن رئيسهم لم يقدم لهم أي تفسير. كان لديه مخبرون في أعلى مستويات البلاط الملكي، وكان يعرف هوية الرجل والمرأة القادمين. كان الرجل خالداً للشعر من الجنوب، وكانت المرأة معلمة الإمبراطور نفسه. كان بإمكانهما معًا التجول بسهولة حول القصر نفسه، ناهيك عن المطعم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ردت هايتانغ ببرود: “لا أعرف شيئًا عن ذلك، وليس لدي طريقة لمعرفة ذلك.”
في غرفة خاصة تطل على الشارع، حدق فان شيان في الطريق بالخارج بينما كان يشرب من كأس النبيذ الخاص به. بعد أن شرب ثلاثة أكواب، كان لا يزال عابسًا، ودعا صاحب النزل ليحضر له كأسًا جديدًا.
كانت هذه الحديقة حيث تزرع هايتانغ خضرواتها.
رأى صاحب الفندق أنه كان في مزاج سيئ، وقرر على الفور عدم الموافقة على خطته الأصلية بطلب توقيع من خالد الشعر، ومنحه كوبًا آخر من أجود أنواع نبيذ الأرز في شمال تشي.
بدأ يغني بهدوء: “الشباب لا يعرف طعم القلق…” كان يطرق وعاء الشراب بعيدان طعامه أثناء الغناء. كانت هذه أول أغنية “نسخها” بعد ولادته من جديد. وعندما استذكر ذلك الوقت، ازدادت مشاعره تعقيدًا.
أخذ فان شيان رشفة وأومأ برأسه.
ردت هايتانغ بجديّة: “قتل شياو إن كان سيُنقذ أرواح الآلاف. ماذا يمكننا أن نفعل سوى الاختيار؟”
“كان هذا مشروب الحبوب الخمسة”، قالت هايتانج، “أرقى مشروب في العالم. وما زلت غير راضٍ، يا سيدي فان؟”
“لن تحاول” أجاب فان شيان بثقة.
“أنا أحب النبيذ القوي”، قال فان”لكنني لا أرغب في شرب نبيذ الحبوب الخمسة الآن، لأن هناك طعمًا معينًا له يجعلني أشعر بعدم الراحة.”
ضحك فان شيان وقال: “أنا فقط أحب التحدث معكِ. يجعلكِ الحديث أشعر وكأنني أعيش حقًا، وليس مجرد شخص مسيطر عليه بهدف البقاء على قيد الحياة.”
كان طعم نبيذ الحبوب الخمسة يذكره بـ “قاعة تشينغيو” وعائلة “يي”. كان طعمًا مرتبطًا شخصيًا بفان شيان. لم يكن يرغب في شربه في ذلك اليوم.
ابتسمت هايتانغ وقالت: “هل تريد أن تكون صديقي، سيد فان؟”
ظلّت هايتانغ صامتة، تراقب فان شيان وهو يشرب حتى آخر قطرة. كانت عيناها تزدادان بريقًا وكأنها تراقب شيئًا يثير اهتمامها.
لكن الضغط جاء من المحادثة التي جرت في ذلك الكهف. جعلت كلمات تشين بينغبينغ فان شيان يضع نصب عينيه أهدافًا عظيمة. والآن بعد أن عرف مكان المعبد، أدرك أنه عليه أن يتحمل هذا العبء وحده. السر الذي أثقل كاهل شياو إن لعقود سيظل يثقل كاهل فان شيان لعقود أخرى.
مع تقدم السكر عليه تدريجيًا، أصبحت نظرة فان شيان ضبابية، وابتسامته أوسع. “أمر مضحك، أليس كذلك؟ أعيش حياة مليئة بالنعيم، ومع ذلك أبدو وكأنني أغرق في أحزاني.”
لكن الضغط جاء من المحادثة التي جرت في ذلك الكهف. جعلت كلمات تشين بينغبينغ فان شيان يضع نصب عينيه أهدافًا عظيمة. والآن بعد أن عرف مكان المعبد، أدرك أنه عليه أن يتحمل هذا العبء وحده. السر الذي أثقل كاهل شياو إن لعقود سيظل يثقل كاهل فان شيان لعقود أخرى.
بدأ يغني بهدوء: “الشباب لا يعرف طعم القلق…” كان يطرق وعاء الشراب بعيدان طعامه أثناء الغناء. كانت هذه أول أغنية “نسخها” بعد ولادته من جديد. وعندما استذكر ذلك الوقت، ازدادت مشاعره تعقيدًا.
لكن فان شيان لم يكن يمتلك عقلية السياسي، ولا فلسفة الحكيم الطاوي. فقال بسخرية: “إذا كان مئة شخص على وشك الموت، وكان بإمكانك إنقاذ 51 منهم بقتل 49، هل ستقتلهم؟”
غنى مرة أخرى بصوت منخفض:
“اترك إرثًا، اترك إرثًا، وستلتقي بمُحسن؛ كن وفيًا لأمك، كن وفيًا لأمك، وادخر حسناتك الخفية. اقض حياتك في مساعدة المحتاجين ودعم الفقراء. لا تحب المال كما كنت أفعل، وانسَ جسدك ودمك. لأن السماء تقرر ما يُعطى ويُسلب، وما يُضاعف ويُقسم.”
ضحك فان شيان. “أنا فقط قلق من أن شين تشونغ خطط لإعطائك أرضًا لزراعة الخضروات لتسبب المتاعب للنبلاء المحليين.”
كانت هذه الأغنية التي غنتها “جيا تشياوجي” في رواية “حلم الغرفة الحمراء” بعنوان “اترك إرثًا.”
ثم أضاف فان شيان بهدوء، وكأن شيئًا ما أضاء داخله: “إذن، نحن الاثنين بلا قلب.”
تألقت عينا هايتانغ.
انحنت هايتانغ لرعاية أشجار الفاكهة. ابتسمت على عبث فان شيان، لكنها سرعان ما لفت انتباهها ساقه اليسرى.
تنهد فان شيان بعمق وأفرغ كأسه. “هايتانغ، أنت لا تصغين لي. ثَملي معي.”
لكن فان شيان لم يكن يمتلك عقلية السياسي، ولا فلسفة الحكيم الطاوي. فقال بسخرية: “إذا كان مئة شخص على وشك الموت، وكان بإمكانك إنقاذ 51 منهم بقتل 49، هل ستقتلهم؟”
لماذا أراد أن يسكر؟ هناك العديد من الأسباب التي تجعل الرجال يسكرون—وأعظمها الحزن، أو الإحساس بوطأة ضغوط الحياة. خلال رحلته إلى الشمال، حصل فان شيان على سر المعبد، عزز الصداقة بين دولتين، ونجح في تنظيم شبكة التجسس في الشمال. من أي زاوية، كان يجب أن يكون سعيدًا. لكن لسبب ما، كان يشعر بالحزن. من أين جاء هذا الضغط؟
لكن فان شيان لم يكن يمتلك عقلية السياسي، ولا فلسفة الحكيم الطاوي. فقال بسخرية: “إذا كان مئة شخص على وشك الموت، وكان بإمكانك إنقاذ 51 منهم بقتل 49، هل ستقتلهم؟”
كانت الحقيقة بسيطة: حزنه كان بسبب قلبه القلق. في ذلك الكهف الجبلي، أخبر شياو إن أنه مسافر في هذا العالم، لذا كان ينظر إلى هذا العالم دائمًا بعيون زائر مؤقت. حتى بعد 18 عامًا من التجارب، شعر دائمًا بمسافة تفصله عن هذا العالم. لو لم يكن لديه وان’er أو أخته أو وو تشو، لكان فان شيان قد تخلى عن الحذر وعاش بسعادة في هذا العالم.
هز فان شيان رأسه بابتسامة. “لا يمكن مقارنة شخص بآخر. لأكون صادقًا، دائمًا ما تعطين انطباعًا بأنك قريبة من الطبيعة. لكن عندما أقارن هذا المكان الأنيق والمصقول مع تلك الزرائب النتنة في الريف، أدركت أخيرًا أن زراعة الخضروات وتربية الدجاج يتطلبان عناية واهتمامًا خاصًا.”
لكن الضغط جاء من المحادثة التي جرت في ذلك الكهف. جعلت كلمات تشين بينغبينغ فان شيان يضع نصب عينيه أهدافًا عظيمة. والآن بعد أن عرف مكان المعبد، أدرك أنه عليه أن يتحمل هذا العبء وحده. السر الذي أثقل كاهل شياو إن لعقود سيظل يثقل كاهل فان شيان لعقود أخرى.
رفعت هايتانغ رأسها، وقد ظهر بعض الدهشة في عينيها.
إذا ذهب إلى المعبد، فستكون حياته في خطر. ولكن ماذا سيحدث للأشخاص الذين يريد حمايتهم؟ وإذا لم يذهب، فلن يعرف أبدًا ما حدث قبل كل تلك السنوات. كان فان شيان يشعر بالإحباط. في السابق، عندما لم يكن يعرف، كان يتمنى لو استطاع حفر جمجمة شياو إن لاستخراج أسراره. أما الآن، وبعد أن عرف، فقد تمنى لو أنه لم يكتشف السر أبدًا.
لكن فان شيان لم يكن يمتلك عقلية السياسي، ولا فلسفة الحكيم الطاوي. فقال بسخرية: “إذا كان مئة شخص على وشك الموت، وكان بإمكانك إنقاذ 51 منهم بقتل 49، هل ستقتلهم؟”
لضمان سلامته، ربما كان عليه العودة إلى العاصمة والاستمرار في الاستمتاع بالنجاح الذي حققه في الأعمال والبيروقراطية، مع إبقاء سر المعبد مدفونًا بداخله إلى الأبد. لكن هذا السر سيظل يشكل مصدر قلق له دائمًا. لقد كره كيف أنه لا يستطيع نسيان والدته، يي تشينغمي، التي كانت من لحمه ودمه. ولهذا السبب لم يكن يرغب في شرب نبيذ الحبوب الخمسة. حتى أنه شعر برغبة في أخذ الكأس الزجاجي بين يديه ورميه إلى الأرض ليحطمه إلى قطع.
جلس فان شيان على أحد الكراسي المتكئة، وقبل كوب الشاي المثلج الذي قدمته له هايتانغ. بعد رشفة، وضع الكوب جانبًا. أغمض عينيه واستسلم لقيلولة بعد الظهر، مسترخيًا كما لو كان في منزله.
كان الأمر كما لو أن كلمات “تشياوجي” في حلم الغرفة الحمراء قد كُتبت خصيصًا له.
لكن فان شيان لم يكن يمتلك عقلية السياسي، ولا فلسفة الحكيم الطاوي. فقال بسخرية: “إذا كان مئة شخص على وشك الموت، وكان بإمكانك إنقاذ 51 منهم بقتل 49، هل ستقتلهم؟”
لقد حظي بفرصة جديدة للحياة، وقابل المحسنين، وكانت لديه أم جمعت الحسنات الخفية، مما سمح له بالعيش بسهولة، والحصول على ثروة طائلة بفضل مساعدتها الكبيرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جلس الكرسيان المصنوعان من الخيزران تحت المظلة، ونسيم بارد مر عليهما وهما يستريحان.
“اترك إرثًا، واستمتع بما تبقى من حياتك.” ولكن كيف كان من المفترض أن يستمتع بما تبقى من حياته؟
شرب فان شيان كأسًا أخرى من النبيذ ونظر إليها. سأل بلطف: “هل تعلمين لماذا؟”
“اقضِ حياتك في مساعدة المحتاجين ودعم الفقراء،” قالت هايتانغ ببطء، وقد بدا لمعان في عينيها وكأنها ترى إلى أعماق قلبه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جلس الكرسيان المصنوعان من الخيزران تحت المظلة، ونسيم بارد مر عليهما وهما يستريحان.
انقطع فان شيان فجأة عن أفكاره، مصدومًا. كان يعلم أنه حتى لو كان في حالة سُكر تام، فلن يتمكن أبدًا من كشف السر لأي شخص. ولكن… لماذا قالت هايتانغ ذلك؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ردت هايتانغ ببرود: “لا أعرف شيئًا عن ذلك، وليس لدي طريقة لمعرفة ذلك.”
في الواقع، لم تكن هايتانغ تقصد شيئًا خاصًا. كانت تنظر إلى تعبير فان شيان، الذي بدا مهووسًا ومشتتًا، وتذكرت ما سمعته عن تلك الليلة في قاعة المآدب في تشينغ، عندما ظهر “الخالد في الشعر” للعالم كأنه مجنون وغير منضبط. افترضت أن فان شيان قد شرع بالفعل في طريقه في الحياة، لكنه أصبح منهكًا ومُحبطًا، وأن نجاحه الكبير كان بلا معنى بالنسبة له.
رد فان شيان بابتسامة خفيفة: “هناك أشياء يفعلها الناس لتحقيق أهداف واضحة ومحددة. لكنني لا أعرف ما هو هدفك.”
كان هذا أمرًا شائعًا في حياة المثقفين، ولهذا قالت هايتانغ تلك الكلمات بدافع التعبير عن رأيها، محاولة حث فان شيان على التفكير في الناس والبسطاء. كانت دائمًا تؤمن بأن فان شيان، في أعماقه، مجرد عالم.
عند سماع كلماته المليئة بالمرارة، كانت هايتانغ مصدومة للحظة. “أنتَ تحمل سلطة كبيرة يا فان شيان. لا تنسَ أبدًا أن الأخلاق يجب أن تكون شعارك.”
“هناك الكثير يحدث في هذا العالم، حيث يأتي كل إنسان ويذهب مدفوعًا بمصالحه الخاصة،” قال فان شيان بسخرية. “هايتانغ، أنتِ تسيرين في طريق السماء، قريبة من الطبيعة، تقدرين الناس. ومع ذلك، لا تعرفين أنهم ببساطة يتصرفون من أجل مصلحتهم الخاصة. لا أريد أن أحتل أراضي جديدة، وأريد أن يعيش الناس حياة أكثر سهولة، لكن يجب أن أعيش حياة أسهل أولاً. إذا أردت أن يعيش الناس حياة أفضل، فعلي أن أسيطر على السلطة لنفسي. ولكن في البيروقراطية والمحاكم الملكية لهذا العالم، إذا كنتَ في موقع عالٍ، فكيف يمكنك أن تعيش بسهولة؟” [1]
لكن الضغط جاء من المحادثة التي جرت في ذلك الكهف. جعلت كلمات تشين بينغبينغ فان شيان يضع نصب عينيه أهدافًا عظيمة. والآن بعد أن عرف مكان المعبد، أدرك أنه عليه أن يتحمل هذا العبء وحده. السر الذي أثقل كاهل شياو إن لعقود سيظل يثقل كاهل فان شيان لعقود أخرى.
عند سماع كلماته المليئة بالمرارة، كانت هايتانغ مصدومة للحظة. “أنتَ تحمل سلطة كبيرة يا فان شيان. لا تنسَ أبدًا أن الأخلاق يجب أن تكون شعارك.”
“مهاراتي القتالية ليست بمستوى مهاراتك،” قال فان شيان. “لكن لو كان الأمر معركة حقيقية حتى الموت، لما استطعت قتلي بسهولة.”
“يا له من هراء.” قال فان شيان بصوت مرتفع، وهو يضرب الوعاء الخزفي بعيدان الطعام. ومع ذلك، لم ينكسر الوعاء.
“يا له من هراء.” قال فان شيان بصوت مرتفع، وهو يضرب الوعاء الخزفي بعيدان الطعام. ومع ذلك، لم ينكسر الوعاء.
“ما يميز الإنسان عن الحيوان قليل جدًا،” قالت هايتانغ وهي لا تزال عابسة. “فقط إحساسنا بالعدل. أنتَ وأنا من دولتين مختلفتين، لكن سواء كان الناس من تشينغ أو من تشي، فهم جميعًا كائنات حية فريدة. إذا كنتَ تقدر العدالة، فان شيان، فلا تنسَ أن تفعل كل ما بوسعك لمنع الحرب من الاندلاع مرة أخرى عندما تعود إلى وطنك.”
جلس فان شيان على أحد الكراسي المتكئة، وقبل كوب الشاي المثلج الذي قدمته له هايتانغ. بعد رشفة، وضع الكوب جانبًا. أغمض عينيه واستسلم لقيلولة بعد الظهر، مسترخيًا كما لو كان في منزله.
بالنسبة لهايتانغ، كان هدفها السامي واضحًا: أن يضع الجميع أسلحتهم جانبًا. كان هذا هو الهدف الذي تخيل فان شيان أنها تسعى لتحقيقه. هدف يبدو نبيلًا للغاية، وإذا قاله أي شخص آخر، ربما شعر بعدم الارتياح. لكن عندما نطقت هايتانغ به، بدا الأمر طبيعيًا وغير متكلف، مما منحه شعورًا بالثقة.
لم يعد فان شيان يرغب في التفكير في هذه الأمور المملة. وبشكل مفاجئ، غيّر الموضوع قائلًا بجفاف: “ما الفرق الكبير بين الإنسان والحيوان؟ الإنسان ببساطة أفضل في طلب المساعدة من الآخرين.” [2]
ضحك فان شيان، لكن نبرة صوته كانت تحمل أثرًا من السخرية. “إذن، هل كان شياو إن كائنًا حيًا؟”
[1] فان شيان اقتبس من “سجلات المؤرخ الكبير” لسما تشيان. [2] فان شيان اقتبس من “في التعلم” لشيونزي. [3] تساو شيويه تشين هو مؤلف رواية “حلم الغرفة الحمراء.”
ردت هايتانغ بجديّة: “قتل شياو إن كان سيُنقذ أرواح الآلاف. ماذا يمكننا أن نفعل سوى الاختيار؟”
“في الأيام القادمة، سيكون الجنوب مسرحًا عظيمًا لتُظهر مواهبك يا فان شيان. بما أنك لا ترغب في الحرب، فأنت صديقي. آمل أن يأتي اليوم الذي تتخلى فيه عن المجد، وتتصرف بضمير حي لصالح الناس البسطاء. الطريق الصحيح لا يُسلك إلا بخطى متواضعة.”
لو هرب شياو إن من السجن والتقى بـ شانغ شانهو، لكانوا سيعززون قوتهم بشكل كبير. وإذا كُشف سر المعبد، فإن الطموحات العظيمة للإمبراطور الشاب لمملكة تشي قد تُغرق العالم في عقود من الحرب. لذا، كان لديها وجهة نظر.
لو هرب شياو إن من السجن والتقى بـ شانغ شانهو، لكانوا سيعززون قوتهم بشكل كبير. وإذا كُشف سر المعبد، فإن الطموحات العظيمة للإمبراطور الشاب لمملكة تشي قد تُغرق العالم في عقود من الحرب. لذا، كان لديها وجهة نظر.
لكن فان شيان لم يكن يمتلك عقلية السياسي، ولا فلسفة الحكيم الطاوي. فقال بسخرية: “إذا كان مئة شخص على وشك الموت، وكان بإمكانك إنقاذ 51 منهم بقتل 49، هل ستقتلهم؟”
لكن الضغط جاء من المحادثة التي جرت في ذلك الكهف. جعلت كلمات تشين بينغبينغ فان شيان يضع نصب عينيه أهدافًا عظيمة. والآن بعد أن عرف مكان المعبد، أدرك أنه عليه أن يتحمل هذا العبء وحده. السر الذي أثقل كاهل شياو إن لعقود سيظل يثقل كاهل فان شيان لعقود أخرى.
ظلّت هايتانغ صامتة لفترة طويلة.
قبل حفل عيد ميلاد الإمبراطورة الأرملة، كان من الصعب إيجاد بعض الوقت الحر. لكن فان شيان نجح في التخلص من مزاجه الكئيب مؤقتًا. قام برفع أكمامه، ولفّ ساقي سرواله، وأخذ أدوات من حجر الشحذ، وبدأ بمساعدة هايتانغ في قلب التربة.
ثم أضاف فان شيان بهدوء، وكأن شيئًا ما أضاء داخله: “إذن، نحن الاثنين بلا قلب.”
لو هرب شياو إن من السجن والتقى بـ شانغ شانهو، لكانوا سيعززون قوتهم بشكل كبير. وإذا كُشف سر المعبد، فإن الطموحات العظيمة للإمبراطور الشاب لمملكة تشي قد تُغرق العالم في عقود من الحرب. لذا، كان لديها وجهة نظر.
لم يعد فان شيان يرغب في التفكير في هذه الأمور المملة. وبشكل مفاجئ، غيّر الموضوع قائلًا بجفاف: “ما الفرق الكبير بين الإنسان والحيوان؟ الإنسان ببساطة أفضل في طلب المساعدة من الآخرين.” [2]
انقطع فان شيان فجأة عن أفكاره، مصدومًا. كان يعلم أنه حتى لو كان في حالة سُكر تام، فلن يتمكن أبدًا من كشف السر لأي شخص. ولكن… لماذا قالت هايتانغ ذلك؟
رفعت هايتانغ رأسها، وقد ظهر بعض الدهشة في عينيها.
رأى صاحب الفندق أنه كان في مزاج سيئ، وقرر على الفور عدم الموافقة على خطته الأصلية بطلب توقيع من خالد الشعر، ومنحه كوبًا آخر من أجود أنواع نبيذ الأرز في شمال تشي.
“مهاراتي القتالية ليست بمستوى مهاراتك،” قال فان شيان. “لكن لو كان الأمر معركة حقيقية حتى الموت، لما استطعت قتلي بسهولة.”
أخذ فان شيان رشفة وأومأ برأسه.
أومأت هايتانغ برأسها دون اعتراض.
كلمات هايتانغ، رغم أنها لم تصل جميعها إلى أعماق قلبه، إلا أنها أثّرت فيه بطريقة ما. لم تغضب هايتانغ من عدم اهتمامه الكامل بما قالته. لكنها عندما سمعت تلك الكلمتين، شعرت بشيء من الارتباك. نظرت في عيني فان شيان، التي كانت تبدو ثملة، لكنها لاحظت فيها إصرارًا واضحًا. فجأة شعرت هايتانغ ببعض الانزعاج.
شرب فان شيان كأسًا أخرى من النبيذ ونظر إليها. سأل بلطف: “هل تعلمين لماذا؟”
“هناك الكثير يحدث في هذا العالم، حيث يأتي كل إنسان ويذهب مدفوعًا بمصالحه الخاصة،” قال فان شيان بسخرية. “هايتانغ، أنتِ تسيرين في طريق السماء، قريبة من الطبيعة، تقدرين الناس. ومع ذلك، لا تعرفين أنهم ببساطة يتصرفون من أجل مصلحتهم الخاصة. لا أريد أن أحتل أراضي جديدة، وأريد أن يعيش الناس حياة أكثر سهولة، لكن يجب أن أعيش حياة أسهل أولاً. إذا أردت أن يعيش الناس حياة أفضل، فعلي أن أسيطر على السلطة لنفسي. ولكن في البيروقراطية والمحاكم الملكية لهذا العالم، إذا كنتَ في موقع عالٍ، فكيف يمكنك أن تعيش بسهولة؟” [1]
ثم أجاب بنفسه: “لأنني أجيد الاستفادة من كل الوسائل المتاحة لي.”
لقد مُنح فرصة ثانية للحياة، لكنه لم يكن يعرف يومًا ماذا يفعل بها. حتى تلك اللحظة. شعر فان شيان، على الرغم من السكر، بنوع من الوضوح الذهني. نظر إلى هايتانغ وقال بهدوء: “شكرًا لك.”
أجابت هايتانغ بهدوء: “في السير على طريق المحارب، يجب أولًا تقوية القلب، لأن قوة الآخرين لا يمكن الاعتماد عليها إلى الأبد.”
“كان هذا مشروب الحبوب الخمسة”، قالت هايتانج، “أرقى مشروب في العالم. وما زلت غير راضٍ، يا سيدي فان؟”
هز فان شيان رأسه. “الرجل العادل لا يُظهر بالضرورة عدالته. لكن من يسعى للاستفادة من الآخرين قد لا يكون بالضرورة شخصًا غير أخلاقي. الرجل العادل يقف ليجني الكثير. إذا كانت أهدافه صحيحة، فما أهمية الوسائل التي يستخدمها؟”
كانت تتحدث بهدوء، وفان شيان استمع بهدوء. هذا كان جانبًا يعجبه في هايتانغ. رغم أهميتها الكبيرة في مملكة تشي الشمالية، إلا أنها لم تتصرف بتصنع. لم تكن متعجرفة أو مريرة، ولم تحاول أن تبقى غير مبالية بكل شيء. ببساطة، كانت تفعل ما يحلو لها.
عندما قال هذا، شعر فان شيان ببعض الحيرة. كانت محادثتهما قد انحرفت عن مسارها، لكنها لامست بالصدفة أعماق أفكاره الشخصية. وكأن شعاعًا من الضوء أصاب قلبه فجأة، وفهم مشاعره الحقيقية. هل كان فارغًا من الداخل؟ أم أنه مليء بالمشاعر؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أنا أحب النبيذ القوي”، قال فان”لكنني لا أرغب في شرب نبيذ الحبوب الخمسة الآن، لأن هناك طعمًا معينًا له يجعلني أشعر بعدم الراحة.”
لقد مُنح فرصة ثانية للحياة، لكنه لم يكن يعرف يومًا ماذا يفعل بها. حتى تلك اللحظة. شعر فان شيان، على الرغم من السكر، بنوع من الوضوح الذهني. نظر إلى هايتانغ وقال بهدوء: “شكرًا لك.”
نظرت إليه هايتانغ بتعجب وقالت: “سيد فان، كيف يمكن لشخص مثلك، الموهوب والمشهور في كل مكان، أن يفتقر إلى الأصدقاء؟”
كلمات هايتانغ، رغم أنها لم تصل جميعها إلى أعماق قلبه، إلا أنها أثّرت فيه بطريقة ما. لم تغضب هايتانغ من عدم اهتمامه الكامل بما قالته. لكنها عندما سمعت تلك الكلمتين، شعرت بشيء من الارتباك. نظرت في عيني فان شيان، التي كانت تبدو ثملة، لكنها لاحظت فيها إصرارًا واضحًا. فجأة شعرت هايتانغ ببعض الانزعاج.
انقطع فان شيان فجأة عن أفكاره، مصدومًا. كان يعلم أنه حتى لو كان في حالة سُكر تام، فلن يتمكن أبدًا من كشف السر لأي شخص. ولكن… لماذا قالت هايتانغ ذلك؟
“في الأيام القادمة، سيكون الجنوب مسرحًا عظيمًا لتُظهر مواهبك يا فان شيان. بما أنك لا ترغب في الحرب، فأنت صديقي. آمل أن يأتي اليوم الذي تتخلى فيه عن المجد، وتتصرف بضمير حي لصالح الناس البسطاء. الطريق الصحيح لا يُسلك إلا بخطى متواضعة.”
شعرت هايتانغ براحة أكبر في الحديث معه بعد أن زالت الشكليات بينهما. ابتسمت وسألت: “لماذا تريد فهم الآخرين؟ وماذا يعني أن تفهم شخصًا؟”
وضع فان شيان كأس النبيذ برفق على الطاولة. “لا تقلقي. سأسير على الطريق.”
تألقت عينا هايتانغ.
كانت هايتانغ، باستثناء كو هي، أعظم محاربة في شمال تشي. وجود امرأة رائعة كهذه تحميه بدّد كل الشكوك التي كانت تملأ عقله.
شعرت هايتانغ براحة أكبر في الحديث معه بعد أن زالت الشكليات بينهما. ابتسمت وسألت: “لماذا تريد فهم الآخرين؟ وماذا يعني أن تفهم شخصًا؟”
كان فان شيان يشرب بلا توقف. وبينما رفض نبيذ الحبوب الخمسة بتصرف طفولي، إلا أنه شرب كمية لا بأس بها من نبيذ الأرز. الآن، كان حلقه جافًا ويحترق، وعقله أصبح بطيئًا ومشوشًا. مسترخيًا ومبتهجًا، انحنى فوق الطاولة.
شرب فان شيان كأسًا أخرى من النبيذ ونظر إليها. سأل بلطف: “هل تعلمين لماذا؟”
“لا أستطيع فهمك أبدًا،” قالت هايتانغ وهي تنظر إلى فان شيان الثمل وهو نائم على الطاولة كطفل صغير. ابتسمت وقالت: “كنت دائمًا أرغب في مقابلة تساو شيويه تشين.” [3]
أخذ فان شيان رشفة وأومأ برأسه.
[1] فان شيان اقتبس من “سجلات المؤرخ الكبير” لسما تشيان.
[2] فان شيان اقتبس من “في التعلم” لشيونزي.
[3] تساو شيويه تشين هو مؤلف رواية “حلم الغرفة الحمراء.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعر فان شيان بالتعب وبدأ يشعر بالحر. ملأ دلوا من البئر وغمس رأسه فيه، وأخذ جرعة كبيرة من الماء. عندما لمس الماء وجهه، لمح هايتانغ بطرف عينه ووجد أنها ماهرة حقًا في الاعتناء بحديقتها، وافترض أن هذا العمل كان جزءًا من حياتها لسنوات عديدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ظلّت هايتانغ صامتة لفترة طويلة.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات