حتى الإمبراطور يثرثر
الفصل 251: حتى الإمبراطور يثرثر
قال الإمبراطور الشاب وهو يستند إلى وسادته: “والدتي تحب الهدوء”. ثم قدم له أحد الخصيان حساء عش الطائر، فشرب منه قليلًا قبل أن يعبس ويأمر بإبعاد جميع الخصيان وخادمات القصر. للحظة، عم الصمت أرجاء القاعة.
من زاوية عينه، رأى فان شيان أن هايتانغ كانت تتنصت عليهما، فابتسم ورد بجرأة: “جلالتك، المؤلفون لا يجب أن يكشفوا عن أنفسهم. أرجوك اعذرني.”
انحنى فان شيان انحناءة خفيفة وقال: “ما أوامرك، جلالتك؟”
لم يكن يجب أن يعلم أحد بشأن شياو إن، رغم أن هايتانغ قد تكون قد خمنت بعض التفاصيل. طالما أن الإمبراطور لم يكن يتحدث عن سي ليلي، كان فان شيان واثقًا بأنه لن يشعر بالذنب أو الخوف. ومع ذلك، فإن ما قاله الإمبراطور بعد ذلك كاد يُسقط فان شيان من مقعده. الليلة كانت مليئة بالمفاجآت التي لا تنتهي!
لمعت في عيني الإمبراطور لمحة من التسلية، وهو يرى هذا المسؤول الجنوبي يتصرف بكل هذا الاحترام. قال الإمبراطور: “الوزير فان، ستعود قريبًا إلى الجنوب. عليك أن تعامل الأميرة الكبرى جيدًا أثناء الرحلة.”
من زاوية عينه، رأى فان شيان أن هايتانغ كانت تتنصت عليهما، فابتسم ورد بجرأة: “جلالتك، المؤلفون لا يجب أن يكشفوا عن أنفسهم. أرجوك اعذرني.”
شعر فان شيان بصدمة طفيفة؛ فقد تذكر للتو الحدث الكبير الذي لم يكن قد أعارَه الكثير من الانتباه. مرافقة الأميرة إلى تشينغ من أجل زواجها كانت مسؤولية ضخمة لا تقبل الخطأ بأي شكل من الأشكال. خلال الأيام الماضية، جمع فان شيان معلومات عن خلفية هذه الأميرة الكبرى من يان بينغيون. كانت الأخت غير الشقيقة للإمبراطور، وُلدت من أم مختلفة وعاشت في أعماق القصر. وعلى الأرجح أن والدتها توفيت منذ زمن بعيد. وبما أن الإمبراطورة الأرملة لم تكن تحبها، انتهى بها الحال لتكون “التضحية” في هذا الزواج السياسي.
انحنى فان شيان انحناءة خفيفة وقال: “ما أوامرك، جلالتك؟”
لم يكن فان شيان يعلم سبب إثارة الإمبراطور لهذا الموضوع؛ فالإمبراطور على الأرجح لم يكن قريبًا جدًا من أخته غير الشقيقة.
حدق الإمبراطور ببرود في فان شيان الذي كان يظهر ملامح الذعر. ضرب الإمبراطور الطاولة بيده وأمر بحدة: “تحدث!”
لكن من خلال حديث الإمبراطور، أدرك فان شيان أنه أخطأ في تخمينه. تنهد الإمبراطور قائلاً: “الأميرة الكبرى لم تغادر القصر يومًا. والآن، بزواجها وانتقالها إلى الجنوب البعيد، لن أستطيع حمايتها كما ينبغي رغم موقعي.”
لمعت في عيني الإمبراطور لمحة من التسلية، وهو يرى هذا المسؤول الجنوبي يتصرف بكل هذا الاحترام. قال الإمبراطور: “الوزير فان، ستعود قريبًا إلى الجنوب. عليك أن تعامل الأميرة الكبرى جيدًا أثناء الرحلة.”
رد فان شيان بتواضع: “اطمئن، جلالتك. الأمير الأكبر في مملكتنا بطل عظيم يحظى بإعجاب الجميع. بلا شك، سيعيشان حياة طويلة يسودها الوئام. ولن يجرؤ أي مسؤول مدني في تشينغ على إهمالها.”
اتضح أن الإمبراطور معجب كبير بالقصص التي تنتمي إلى نوع “الحريم الأدبي”. رفع فان شيان يده متوسلًا: “جلالتك، لقد كتبت تلك الفصول الستين أو نحوها بدافع من نزوة فقط. لم أقرر بعد كيفية متابعة القصة.” تذكر فان شيان أيامه في دانتشو، عندما طلبت منه رو رو القصة، وكيف فكر في مشاكل تتعلق بالمسودة والتجديد وحتى الشخصيات الثانوية. كانت الأمور معقدة للغاية.
ضحك الإمبراطور ببرود وقال: “وما الفائدة من ذلك؟” ثم نظر فجأة إلى عيني فان شيان مباشرة وقال: “الوزير فان، أعتبرك صديقًا… أتمنى أنك في عاصمتك الجنوبية ستقدم نصائحك الكثيرة للأميرة وتضمن أن تعيش حياة كريمة.”
“ماذا؟” كان فان شيان قد تخلى عن أي خطط للتصرف بعنف، وحدق بغباء في وجه الإمبراطور الذي كان على بُعد سنتيمترات منه. لاحظ أن الإمبراطور وسيم، وكانت رائحته منعشة بفضل استحمامه اليومي. هايتانغ، التي كانت تراقب حماسة جلالته وذهول فان شيان، لم تستطع كبح ضحكتها.
شعر فان شيان بصدمة مرة أخرى. صديق للإمبراطور؟ لقد التقى بالإمبراطور أربع مرات فقط طوال حياته.
بينما لم يعرف فان شيان كيف خمّن الإمبراطور ذلك، إلا أنه أخيرًا أدرك ما يجري. لم يعد قادرًا على تحمل التوتر، جلس مجددًا على كرسيه، وأخذ رشفة طويلة من الشاي قبل أن يقول أي شيء.
ابتسم الإمبراطور، وكأنه قرأ أفكار فان شيان. قال: “الوزير فان، حين التقينا لأول مرة، أخبرتك أنني أستمتع بأعمالك الأدبية، لدرجة أنني أعتبرها كأنك تحدثني شخصيًا. بعد ‘حديثنا’ عبر أعمالك على مدار العام الماضي، ليس غريبًا أن أراك كصديق.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان فان شيان يتظاهر بالذعر الذي أظهره؛ لكنه في داخله ظل هادئًا. حرك إصبعه الصغير الأيسر قليلًا، لكنه تذكر أنه لم يجلب خنجره الأسود معه، خوفًا من أن تربط هايتانغ ذلك بالخلاف الذي حدث على المنحدرات.
شعر فان شيان بارتباك شديد من هذا التقدير الذي حظي به من الإمبراطور. وبينما كان يهمّ بالتعبير عن شكره، سمع صوت الإمبراطور مجددًا، هذه المرة بنبرة مشوبة بالغضب.
الفصل 251: حتى الإمبراطور يثرثر قال الإمبراطور الشاب وهو يستند إلى وسادته: “والدتي تحب الهدوء”. ثم قدم له أحد الخصيان حساء عش الطائر، فشرب منه قليلًا قبل أن يعبس ويأمر بإبعاد جميع الخصيان وخادمات القصر. للحظة، عم الصمت أرجاء القاعة.
“لكن يبدو أنك تبقي بيننا مسافة. وكونك ترفض زيارتي باستمرار…” التفت الإمبراطور مباشرة إلى عيني فان شيان وقال: “هناك أمور كثيرة تخفيها عني.”
تفاجأ فان شيان من هذا التصرف، وزاد اقتناعه بأن هذا الإمبراطور الشاب غريب الأطوار قليلًا.
شعر فان شيان باضطراب شديد وحاول التوضيح: “لدي العديد من الأمور لأهتم بها. كنت أخشى أن زياراتي قد تزعج راحة جلالتكم.”
ظهر قطرة من العرق البارد على جبين فان شيان. كان أول ما خطر بباله—هل تم كشف لقائه مع سي ليلي؟ إذا كان الأمر كذلك، وحتى لو لم يكن لدى هذا الإمبراطور أي اهتمام بالنساء، فلن يتركه يغادر شمال تشي حيًا!
نظر الإمبراطور إلى هايتانغ، التي كانت صامتة حتى تلك اللحظة، ثم ضحك فجأة وقال: “حقًا؟ ظننت أنك كنت مشغولًا مؤخرًا بالتنزه مع هايتانغ في الشوارع… والشرب.”
ظهر على وجه الإمبراطور تعبير غامض. ثم قال: “حسنًا، إذن عليك أن تعود بسرعة وتكتب فصلًا جديدًا، ولا تنسَ أن ترسل لي نسخة بالبريد.”
عند هذه الكلمات، شعرت هايتانغ بالارتباك بدورها، لكنها قالت بهدوء: “كنت أستشير السيد فان للحصول على حكمته. وتعلمت الكثير منه.”
ظهر قطرة من العرق البارد على جبين فان شيان. كان أول ما خطر بباله—هل تم كشف لقائه مع سي ليلي؟ إذا كان الأمر كذلك، وحتى لو لم يكن لدى هذا الإمبراطور أي اهتمام بالنساء، فلن يتركه يغادر شمال تشي حيًا!
هز الإمبراطور رأسه ثم عاد بنظره إلى فان شيان قائلاً: “في هذه الحالة، الوزير فان، إلى متى تنوي إخفاء ‘ذلك’ عني؟”
من زاوية عينه، رأى فان شيان أن هايتانغ كانت تتنصت عليهما، فابتسم ورد بجرأة: “جلالتك، المؤلفون لا يجب أن يكشفوا عن أنفسهم. أرجوك اعذرني.”
ظهر قطرة من العرق البارد على جبين فان شيان. كان أول ما خطر بباله—هل تم كشف لقائه مع سي ليلي؟ إذا كان الأمر كذلك، وحتى لو لم يكن لدى هذا الإمبراطور أي اهتمام بالنساء، فلن يتركه يغادر شمال تشي حيًا!
لمعت في عيني الإمبراطور لمحة من التسلية، وهو يرى هذا المسؤول الجنوبي يتصرف بكل هذا الاحترام. قال الإمبراطور: “الوزير فان، ستعود قريبًا إلى الجنوب. عليك أن تعامل الأميرة الكبرى جيدًا أثناء الرحلة.”
نظر فان شيان من زاوية عينه إلى هايتانغ، فوجد أن ملامح وجهها كانت هادئة. استجمع شجاعته وقال باحترام: “جلالتك، أخشى أنني لا أفهم ما الذي تشير إليه؟”
من زاوية عينه، رأى فان شيان أن هايتانغ كانت تتنصت عليهما، فابتسم ورد بجرأة: “جلالتك، المؤلفون لا يجب أن يكشفوا عن أنفسهم. أرجوك اعذرني.”
لم يكن يجب أن يعلم أحد بشأن شياو إن، رغم أن هايتانغ قد تكون قد خمنت بعض التفاصيل. طالما أن الإمبراطور لم يكن يتحدث عن سي ليلي، كان فان شيان واثقًا بأنه لن يشعر بالذنب أو الخوف. ومع ذلك، فإن ما قاله الإمبراطور بعد ذلك كاد يُسقط فان شيان من مقعده. الليلة كانت مليئة بالمفاجآت التي لا تنتهي!
مستحيل! مستحيل! هناك خمسة أشخاص فقط في هذا العالم يعرفون الحقيقة عن ماضي فان شيان، ولا يمكن لأي منهم أن يكشف ذلك.
قال الإمبراطور ببرود: “إذن، دعني أسألك… كيف حال ابنة عمي لين؟”
“لكن يبدو أنك تبقي بيننا مسافة. وكونك ترفض زيارتي باستمرار…” التفت الإمبراطور مباشرة إلى عيني فان شيان وقال: “هناك أمور كثيرة تخفيها عني.”
كانت كلماته كالصاعقة التي ضربت فان شيان. مثل صوت الفتاة الصغيرة التي كانت تصرخ للسماء ليلة العاصفة، وقف فان شيان مشدوهًا وغير قادر على الرد—كيف عرف الإمبراطور أن وان’er كانت ابنة عمه؟! بعبارة أخرى، هذا الإمبراطور يعرف حقيقة ماضي فان شيان!
أبداً!
مستحيل! مستحيل! هناك خمسة أشخاص فقط في هذا العالم يعرفون الحقيقة عن ماضي فان شيان، ولا يمكن لأي منهم أن يكشف ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عبس الإمبراطور وألقى نظرة على هايتانغ. ثم انحنى فجأة وهمس في أذن فان شيان: “نادي الشعر في هايتانغ، في الفصل السابع والثلاثين… ما علاقته بـهايتانغ هنا؟”
كانت المشكلة أن الإمبراطور، مع كل السلطة التي يملكها، هل يمكنه حقًا أن يكون قد اكتشف الحقيقة؟ وإلا، لماذا يسأل عن… زوجة فان شيان، التي هي ابنة عمه؟
شعر فان شيان باضطراب شديد وحاول التوضيح: “لدي العديد من الأمور لأهتم بها. كنت أخشى أن زياراتي قد تزعج راحة جلالتكم.”
حدق الإمبراطور ببرود في فان شيان الذي كان يظهر ملامح الذعر. ضرب الإمبراطور الطاولة بيده وأمر بحدة: “تحدث!”
لمعت في عيني الإمبراطور لمحة من التسلية، وهو يرى هذا المسؤول الجنوبي يتصرف بكل هذا الاحترام. قال الإمبراطور: “الوزير فان، ستعود قريبًا إلى الجنوب. عليك أن تعامل الأميرة الكبرى جيدًا أثناء الرحلة.”
أبداً!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ضحك الإمبراطور ووضع يديه على كتفي فان شيان، ثم هزه قائلاً: “الوزير فان، آه يا وزير فان! لقد جعلتني أعاني كثيرًا وأنت تخفي الأمر عني. جعلت أهل العالم يعانون كثيرًا وهم يجهلون الحقيقة.”
كان فان شيان يتظاهر بالذعر الذي أظهره؛ لكنه في داخله ظل هادئًا. حرك إصبعه الصغير الأيسر قليلًا، لكنه تذكر أنه لم يجلب خنجره الأسود معه، خوفًا من أن تربط هايتانغ ذلك بالخلاف الذي حدث على المنحدرات.
قبل فان شيان الأمر بخوف، ولم يجرؤ على قول أي شيء آخر.
قتال؟ لا فرصة له في الفوز ضد هايتانغ. هروب؟ إذا كشفت تشي الشمالية عن هويته، فإن جميع أمراء تشينغ سيلاحقونه كقطيع من النمور الجائعة، ناهيك عن النساء في القصر…
اتضح أن الإمبراطور معجب كبير بالقصص التي تنتمي إلى نوع “الحريم الأدبي”. رفع فان شيان يده متوسلًا: “جلالتك، لقد كتبت تلك الفصول الستين أو نحوها بدافع من نزوة فقط. لم أقرر بعد كيفية متابعة القصة.” تذكر فان شيان أيامه في دانتشو، عندما طلبت منه رو رو القصة، وكيف فكر في مشاكل تتعلق بالمسودة والتجديد وحتى الشخصيات الثانوية. كانت الأمور معقدة للغاية.
سعل فان شيان مرتين، وعاد الابتسام إلى وجهه. بما أن الإمبراطور قد تحدث إليه مباشرة، فهذا بالتأكيد تهديد، ولذلك قرر فان شيان الاستمرار في التظاهر بالجهل، ليستمع إلى شروط الإمبراطور. قال مبتسمًا: “جلالتك، عمَّ تتحدث؟”
ظهر على وجه الإمبراطور تعبير غامض. ثم قال: “حسنًا، إذن عليك أن تعود بسرعة وتكتب فصلًا جديدًا، ولا تنسَ أن ترسل لي نسخة بالبريد.”
وقف الإمبراطور، دون أن يكلف نفسه عناء ارتداء حذائه، وتوجه مباشرة نحو فان شيان. تحول تعبيره من الغضب الطفيف إلى مزيج من التسلية، ممتزجًا بلمحة من الإثارة والترقب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن من خلال حديث الإمبراطور، أدرك فان شيان أنه أخطأ في تخمينه. تنهد الإمبراطور قائلاً: “الأميرة الكبرى لم تغادر القصر يومًا. والآن، بزواجها وانتقالها إلى الجنوب البعيد، لن أستطيع حمايتها كما ينبغي رغم موقعي.”
تفاجأ فان شيان من هذا التصرف، وزاد اقتناعه بأن هذا الإمبراطور الشاب غريب الأطوار قليلًا.
كانت المشكلة أن الإمبراطور، مع كل السلطة التي يملكها، هل يمكنه حقًا أن يكون قد اكتشف الحقيقة؟ وإلا، لماذا يسأل عن… زوجة فان شيان، التي هي ابنة عمه؟
ضحك الإمبراطور ووضع يديه على كتفي فان شيان، ثم هزه قائلاً: “الوزير فان، آه يا وزير فان! لقد جعلتني أعاني كثيرًا وأنت تخفي الأمر عني. جعلت أهل العالم يعانون كثيرًا وهم يجهلون الحقيقة.”
قبل فان شيان الأمر بخوف، ولم يجرؤ على قول أي شيء آخر.
“ماذا؟” كان فان شيان قد تخلى عن أي خطط للتصرف بعنف، وحدق بغباء في وجه الإمبراطور الذي كان على بُعد سنتيمترات منه. لاحظ أن الإمبراطور وسيم، وكانت رائحته منعشة بفضل استحمامه اليومي. هايتانغ، التي كانت تراقب حماسة جلالته وذهول فان شيان، لم تستطع كبح ضحكتها.
وقف الإمبراطور، دون أن يكلف نفسه عناء ارتداء حذائه، وتوجه مباشرة نحو فان شيان. تحول تعبيره من الغضب الطفيف إلى مزيج من التسلية، ممتزجًا بلمحة من الإثارة والترقب.
صرخ الإمبراطور بحماس: “مستر كاو! مستر كاو! أسرع وأخبرني، هل انتهى الأمر بأخت لين مع باو يو؟”
من زاوية عينه، رأى فان شيان أن هايتانغ كانت تتنصت عليهما، فابتسم ورد بجرأة: “جلالتك، المؤلفون لا يجب أن يكشفوا عن أنفسهم. أرجوك اعذرني.”
بينما لم يعرف فان شيان كيف خمّن الإمبراطور ذلك، إلا أنه أخيرًا أدرك ما يجري. لم يعد قادرًا على تحمل التوتر، جلس مجددًا على كرسيه، وأخذ رشفة طويلة من الشاي قبل أن يقول أي شيء.
شعر فان شيان بصدمة طفيفة؛ فقد تذكر للتو الحدث الكبير الذي لم يكن قد أعارَه الكثير من الانتباه. مرافقة الأميرة إلى تشينغ من أجل زواجها كانت مسؤولية ضخمة لا تقبل الخطأ بأي شكل من الأشكال. خلال الأيام الماضية، جمع فان شيان معلومات عن خلفية هذه الأميرة الكبرى من يان بينغيون. كانت الأخت غير الشقيقة للإمبراطور، وُلدت من أم مختلفة وعاشت في أعماق القصر. وعلى الأرجح أن والدتها توفيت منذ زمن بعيد. وبما أن الإمبراطورة الأرملة لم تكن تحبها، انتهى بها الحال لتكون “التضحية” في هذا الزواج السياسي.
نظر الإمبراطور إليه وقال بحزم: “إذا لم تقرأ لي بقية حكاية الحجر اليوم، فلن أسمح لك بمغادرة القصر!”
لم يكن فان شيان يعلم سبب إثارة الإمبراطور لهذا الموضوع؛ فالإمبراطور على الأرجح لم يكن قريبًا جدًا من أخته غير الشقيقة.
تنهد فان شيان وقال: “كيف عرف جلالتك أنني من كتبها؟”
ابتسم الإمبراطور، وكأنه قرأ أفكار فان شيان. قال: “الوزير فان، حين التقينا لأول مرة، أخبرتك أنني أستمتع بأعمالك الأدبية، لدرجة أنني أعتبرها كأنك تحدثني شخصيًا. بعد ‘حديثنا’ عبر أعمالك على مدار العام الماضي، ليس غريبًا أن أراك كصديق.”
نظر الإمبراطور إلى هايتانغ التي ابتسمت وقالت: “الكتاب يُطبع فقط في مكتبة دانبو، بينما يبقى مستر كاو مجهول الهوية. لا أحد يعرف من هو سوى المكتبة. مع شهرة الكتاب، هناك عدد لا يحصى من الناس يحاولون تخمين هوية مستر كاو. السيد فان، عندما شربنا معًا قبل أيام، يبدو أنك تحدثت أكثر مما يجب. لذا قمت ببعض التخمينات. مواجهة جلالته لك اليوم كانت اختبارًا. وبما أنك اعترفت، فهذا يعني أنني كنت محقة.”
ظهر قطرة من العرق البارد على جبين فان شيان. كان أول ما خطر بباله—هل تم كشف لقائه مع سي ليلي؟ إذا كان الأمر كذلك، وحتى لو لم يكن لدى هذا الإمبراطور أي اهتمام بالنساء، فلن يتركه يغادر شمال تشي حيًا!
لم يستطع فان شيان سوى أن يبتسم بتوتر. في هذه اللحظة، لم يكن بحاجة إلى أن يُعرف كمؤلف حكاية الحجر. سماع الإمبراطور يناديه بـ”مستر كاو” بهذا الحماس جعله يكاد يعتقد أن الإمبراطور مجرد معجب آخر.
لم يكن يجب أن يعلم أحد بشأن شياو إن، رغم أن هايتانغ قد تكون قد خمنت بعض التفاصيل. طالما أن الإمبراطور لم يكن يتحدث عن سي ليلي، كان فان شيان واثقًا بأنه لن يشعر بالذنب أو الخوف. ومع ذلك، فإن ما قاله الإمبراطور بعد ذلك كاد يُسقط فان شيان من مقعده. الليلة كانت مليئة بالمفاجآت التي لا تنتهي!
بعد أن تأكد الإمبراطور من هوية الكاتب، شعر بسعادة غامرة وقال بحماسة: “أسرع وأخبرني، كم فتاة جمعها باو يو في النهاية؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان فان شيان يتظاهر بالذعر الذي أظهره؛ لكنه في داخله ظل هادئًا. حرك إصبعه الصغير الأيسر قليلًا، لكنه تذكر أنه لم يجلب خنجره الأسود معه، خوفًا من أن تربط هايتانغ ذلك بالخلاف الذي حدث على المنحدرات.
اتضح أن الإمبراطور معجب كبير بالقصص التي تنتمي إلى نوع “الحريم الأدبي”. رفع فان شيان يده متوسلًا: “جلالتك، لقد كتبت تلك الفصول الستين أو نحوها بدافع من نزوة فقط. لم أقرر بعد كيفية متابعة القصة.” تذكر فان شيان أيامه في دانتشو، عندما طلبت منه رو رو القصة، وكيف فكر في مشاكل تتعلق بالمسودة والتجديد وحتى الشخصيات الثانوية. كانت الأمور معقدة للغاية.
صرخ الإمبراطور بحماس: “مستر كاو! مستر كاو! أسرع وأخبرني، هل انتهى الأمر بأخت لين مع باو يو؟”
عبس الإمبراطور وألقى نظرة على هايتانغ. ثم انحنى فجأة وهمس في أذن فان شيان: “نادي الشعر في هايتانغ، في الفصل السابع والثلاثين… ما علاقته بـهايتانغ هنا؟”
نظر الإمبراطور إليه وقال بحزم: “إذا لم تقرأ لي بقية حكاية الحجر اليوم، فلن أسمح لك بمغادرة القصر!”
من زاوية عينه، رأى فان شيان أن هايتانغ كانت تتنصت عليهما، فابتسم ورد بجرأة: “جلالتك، المؤلفون لا يجب أن يكشفوا عن أنفسهم. أرجوك اعذرني.”
مستحيل! مستحيل! هناك خمسة أشخاص فقط في هذا العالم يعرفون الحقيقة عن ماضي فان شيان، ولا يمكن لأي منهم أن يكشف ذلك.
ظهر على وجه الإمبراطور تعبير غامض. ثم قال: “حسنًا، إذن عليك أن تعود بسرعة وتكتب فصلًا جديدًا، ولا تنسَ أن ترسل لي نسخة بالبريد.”
سعل فان شيان مرتين، وعاد الابتسام إلى وجهه. بما أن الإمبراطور قد تحدث إليه مباشرة، فهذا بالتأكيد تهديد، ولذلك قرر فان شيان الاستمرار في التظاهر بالجهل، ليستمع إلى شروط الإمبراطور. قال مبتسمًا: “جلالتك، عمَّ تتحدث؟”
قبل فان شيان الأمر بخوف، ولم يجرؤ على قول أي شيء آخر.
لم يستطع فان شيان سوى أن يبتسم بتوتر. في هذه اللحظة، لم يكن بحاجة إلى أن يُعرف كمؤلف حكاية الحجر. سماع الإمبراطور يناديه بـ”مستر كاو” بهذا الحماس جعله يكاد يعتقد أن الإمبراطور مجرد معجب آخر.
لم يكن يجب أن يعلم أحد بشأن شياو إن، رغم أن هايتانغ قد تكون قد خمنت بعض التفاصيل. طالما أن الإمبراطور لم يكن يتحدث عن سي ليلي، كان فان شيان واثقًا بأنه لن يشعر بالذنب أو الخوف. ومع ذلك، فإن ما قاله الإمبراطور بعد ذلك كاد يُسقط فان شيان من مقعده. الليلة كانت مليئة بالمفاجآت التي لا تنتهي!
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات