You dont have javascript enabled! Please enable it!
]
Switch Mode
نظرًا لتوقف عرض الإعلانات على الموقع بسبب حظره من شركات الإعلانات ، فإننا نعتمد الآن بشكل كامل على دعم قرائنا الكرام لتغطية تكاليف تشغيل الموقع وتوجيه الفائض نحو دعم المترجمين. للمساهمة ودعم الموقع عن طريق الباي بال , يمكنك النقر على الرابط التالي
paypal.me/IbrahimShazly
هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

المختلف في مدرسة السحر الثانوية 134

مؤتمر العشائر الرئيسية - الفصل 2

مؤتمر العشائر الرئيسية - الفصل 2

الفصل 2 :

8 يناير، اليوم الأول من الفصل الدراسي الجديد. ذهبت مجموعة تاتسويا المكونة من ثلاثة أشخاص إلى المدرسة قبل 30 دقيقة من الوقت المعتاد.
لم يكن ذلك بسبب نوع من حفل الافتتاح. على الرغم من أن الثلاثة أعضاء في مجلس الطلاب، إلا أن ذلك لم يكن لأنهم بحاجة إلى الاستعداد لحدث يتعلق ببداية الفصل الدراسي الجديد أيضا.
سبب ذهابهم إلى هناك في وقت مبكر هو أنهم تلقوا رسالة مباشرة من المدرسة. بالأمس، تلقى تاتسويا و ميوكي رسالة بريد إلكتروني تطلب منهما الحضور إلى مكتب المدير قبل افتتاح المدرسة.
وصل البريد الإلكتروني في فترة ما بعد الظهر. في ذلك الوقت، على الرغم من أن ميوكي لا تزال في المنزل، كان تاتسويا متجها بالفعل نحو FLT. لذلك، فقط بعد العشاء أتيحت لهم الفرصة للتحدث عن ذلك، فهموا على الفور السبب وراء الاستدعاء.
سيكون من الصعب التفكير في أي سبب آخر غير التأكيد الأخير لجمعية السحر حول مناصب تاتسويا و ميوكي حول كونهما جزءا من عائلة يوتسوبا.
مزيج من الاستجواب و التوبيخ لإبلاغ المدرسة بمعلومات كاذبة عن هوياتهم و الضغط لضمان أنهم، على الرغم من حقيقة أنهما مخطوبان، سيظلان يتصرفان باعتدال داخل أرض المدرسة. هذه الأنواع من الأشياء متوقعة. سيثبت هذا التنبؤ أنه على الفور.
أمام تاتسويا و ميوكي كان نائب المدير ياوساكا، وفي عمق المكتب، خلف مكتب مهيب، كان المدير نفسه، موموياما أزوما. في هذه الأثناء، كانت مينامي في فصلها الدراسي. البريد موجه إلى تاتسويا وميوكي فقط.
“إذن، أنت تقول إنك لم تكن تنوي أبدا إبلاغ المدرسة بمعلومات كاذبة؟”
“نعم. بما أنه تم تسجيله في سجل الأسرة، حتى الآن أنا صدقته أيضا”.
من الممكن أن يكون موموياما عابسا بسبب نبرة تاتسويا العسكرية، أو ربما ذلك بسبب موقفه الرزين، الخالي من أي توتر، والذي أعطى شعورا أنه يقترب من الوقاحة. أصبح ياوساكا مدركا تماما للتغيرات المزاجية للمدير على مر السنين و بدأ يشعر بالتوتر بنفسه بينما استمر في استجواب تاتسويا.
“إذن هذا يعني أن سجل الأسرة قد تم تزويره؟ في حالة قيام الأوصياء عليك بتزوير الأوراق الرسمية عمدا، فهناك احتمال أن يتم محوك من سجل المدرسة”.
“حول ذلك، سمعت أنك تلقيت بالفعل خطاب اعتذار من والدي بالإضافة إلى وثائق تشرح هذه القضية برمتها.”
“لقد تلقيت بالتأكيد مثل هذا الخطاب. أن هناك خطأ كتابي من والدتك الراحلة في شهادة ميلادك وأنك لم تلاحظه حتى الآن، كان هذا كل شيء. ومع ذلك، فأنا أشكك في فكرة أنه من المستحيل عدم ملاحظة مثل هذا الخطأ لمدة تصل إلى 17 عاما”.
“والدي لا يهتم بي. الآن بعد أن فكرت في الأمر، ربما ذلك لأنني لم أكن أبدا ابنه البيولوجي”.
حتى بعد سماعه عن أحد الوالدين لا يهتم أبدا بابنه، لم يتزعزع تعبير ياوساكا بشكل خاص. ذلك لأن هذا النوع من القصص، سواء في الحاضر أو الماضي، لم يكن نادرا. لذلك، لم يفكر في عذر تاتسويا على أنه كذبة.
“المدير، لا أعتقد أن تفسير شيبا-كن يحتوي على أي نقاط غريبة بشكل خاص.” لم يرد موموياما بإجابة على الفور.
“تم بالفعل تصحيح البيانات العامة، بما في ذلك سجل الأسرة. إذا أخذنا الظروف الخاصة لعائلاتهم في الاعتبار، لا أعتقد أن هناك حاجة للعقاب، ما رأيك؟”
“أنا أفهم الظروف.”
أومأ موموياما برأسه بشكل رسمي. من ناحية أخرى، أظهر ياوساكا علامات واضحة على الاسترخاء.
“في الواقع، لا أحد منكما مسؤول عن هذا. ليس مكان الفريق التعليمي لإنزال العقاب بالطرف البريء. ومع ذلك، حتى إذا تم إلغاء محوك من سجل المدرسة هذه المرة، فلا تنس ما يمكن أن تحدثه هذه الأخطاء. يرجى نقل هذا التذكير المهم إلى والديك”.
“فهمت”.
من أجل مطابقة انحناء تاتسويا، قامت ميوكي بانحناءة مهذبة أيضا.
“من الآن فصاعدا، على الرغم من أنكما مخطوبان، سأطلب منكما التصرف باعتدال داخل مبنى المدرسة. مع وضع ظروفكما الخاصة في الاعتبار، لا أخطط لمعارضة تعايشكما”.
“شكرا جزيلا.” انحنى الأشقاء تجاه موموياما مرة أخرى.
“…حتى الآن هناك الكثير من الأشياء التي تم تبريرها لأنكم أشقاء، ومع ذلك، لا تنسوا أنه من الآن فصاعدا سيُنظر إليكما على أنكما مخطوبان”.
“فهمت”.
بعد أن لفت ياوساكا انتباههما إلى هذه الحقيقة، انتهى الاستجواب و التحذير في مكتب المدير.
◊ ◊ ◊
انتهى “خطاب” نائب المدير و المدير أسرع بكثير مما هو متوقع. ومع ذلك، مقارنة بالوقت المعتاد، كان تاتسويا متأخرا قليلا في الذهاب إلى الفصل 2-E.
“آه، ها هو.”
ربما هذا هو السبب في أن إيريكا كانت تنتظر بجانب النافذة حتى وصوله.
“يو تاتسويا. لقد مرّ بعض الوقت.”
يبدو أن ليو، بعد أن علم أن تاتسويا لم يصل بعد، قد عاد إلى فصله الدراسي لفترة من الوقت. استقبله ليو من الخلف عندما مر بالفصل F.
“إيريكا، ليو، لقد مرّ وقت طويل.”
توقف تاتسويا في الردهة و أجابهما هكذا. بالمناسبة، السبب في أن اسم إيريكا هو أول ما خرج من فمه هو أنه بخلاف ذلك ستدخل إيريكا في مزاج عابس.
“تاتسويا-كن، متى عدت من طوكيو؟”
في اللحظة التي استفسرت فيها إيريكا عن ذلك، تذكر تاتسويا أنه قطع وعدا بالإبلاغ بمجرد أن ينتهي من عمله.
“قبل أربعة أيام. آسف لعدم إطلاعكم”. لم يكن تاتسويا من النوع الذي ينسى الأشياء. لنكون أكثر دقة، لم يكن قادرا على نسيان الأشياء. ومع ذلك، هذه المرة، لم يكن لديه حتى وقت الفراغ لتذكرها.
“لا بأس. ل بد أن الأمر كان صعبا جدا، أليس كذلك؟
“أعرف جيدا، لكن على أي حال، من المحتمل أن يكون الأمر أسوأ من الآن فصاعدا. لقد تجاوزتُ بالفعل الصدمة الأولية، لذا لا توجد مشكلة من ناحيتي”.
شعر تاتسويا بمفاجأة طفيفة من كلام ليو غير المتوقع. لم يكن مفاجئا على الإطلاق أن تكون إيريكا على دراية بالرسالة الأخيرة من عائلة يوتسوبا إلى بقية جمعية السحر. تم إدراج عائلة تشيبا في قائمة العائلات المختلفة التي تم إرسال نسخ مكررة من الرسالة المذكورة إليها بعد كل شيء. ومع ذلك، لم يكن لمنزل ليو أي علاقة بمجتمع السحر الياباني. في الواقع، جاءت جينات ليو السحرية من جده الذي كان لاجئا من ألمانيا، وليست لديه روابط دم مع أي عائلة ساحرة أخرى تستغلها اليابان. هذا هو السبب في أنه لا ينبغي أن يكون لديه الوسائل للحصول على معلومات من جمعية السحر ولا حتى سماع شائعات من أي من المنازل التي هي جزء منها.
هل انتشرت المعلومات عني وعن ميوكي و علاقة عائلة يوتسوبا بالفعل إلى هذا الحد … تم تقديم إجابة السؤال الذي طرحه تاتسويا على نفسه بعد ذلك بوقت قصير. بمجرد دخوله الفصل، تجمعت نظرات جميع زملائه عليه، ثم ابتعدت على الفور.
“صباح الخير.”
فهم تاتسويا بشكل أو بآخر ما يفكر فيه الآخرون، ومع ذلك، استقبل ميزوكي التي تجلس بجانبه كالمعتاد.
“آه، أمم، صباح الخير …”
كما هو متوقع، تجنبت ميزوكي عينيها على الفور بعد إعادة التحية. من الواضح أنها سمعت عن وضع تاتسويا و ميوكي.
أدار تاتسويا عينيه بعيدا عن ميزوكي و أخرج المحطة المرفقة بمكتبه. الشخصان اللذان تحدثا مع تاتسويا قبل دخوله الفصل الدراسي. أرسلت إيريكا، التي تضع مرفقها على الإطار السفلي للنافذة، و ليو الذي كان خلفها مباشرة، نظرات قلقة في طريقه. التقى تاتسويا بنظراتهما و ارتدى تعبيرا يقول “لا تقلقا”.
هذا الصباح، لم يظهر ميكيهيكو في الفصل 2-E.
◊ ◊ ◊
انتهت الفصول الصباحية. يبدو أن طريقة زملاء تاتسويا في التعامل معه كانت تجاهله قدر الإمكان.
لم يتحدث تاتسويا عادة كثيرا مع زملائه في الفصل في المقام الأول ؛ ومع ذلك، هذه هي المرة الأولى التي لا يخاطبه فيها شخص واحد لمدة نصف يوم. على الرغم من حقيقة أنه حافظ على مسافة، فقد كان من الأحداث اليومية أن يطلب منه الناس المساعدة عندما يواجهون مشاكل.
لم يهتم تاتسويا بنظرات زملائه في الفصل، حتى لو كانت مليئة بسوء النية أو العداء. إذا كانوا مستعدين لنبذه، فسيتعين عليه فقط أن يغلق و ينكر وجودهم. ليس الأمر كما لو أن تاتسويا يكره البشر. لكن في الوقت نفسه، ليس الأمر كما لو أنه يحبهم بشكل خاص ــــ بما في ذلك نفسه.
شعر تاتسويا بقوة أنه طالما ميوكي بالقرب منه، فلن يحتاج إلى أي شيء آخر. لم يكن وجود أشخاص آخرين غير ميوكي ذا أهمية حقيقية بالنسبة له، على الرغم من أنه من الأفضل وجود أشخاص من أجل عيش حياة مدرسية ممتعة، إلا أنه لم يذهب إلى أبعد من ذلك. لهذا السبب، أراد الحفاظ على علاقات جيدة على الأقل حتى لا يسمح لها بالتحول إلى علاقات عدائية واضحة. في الجو الحالي، سيكون من غير السار اتخاذ الخطوة الأولى. هذا ما اعتقده تاتسويا.
“ميزوكي، أنا ذاهب إلى غرفة مجلس الطلاب، هل يمكنك أن تنقلي ذلك إذا سأل أي شخص.”
“نعم نعم!”
أظهر صوت ميزوكي نحو تاتسويا علامات الخوف. حتى لا يفقد ميزوكي تماما، من الضروري التفاعل معها، حتى على حساب إخافتها.
لم يكن تاتسويا يكذب عندما قال إنه متجه نحو غرفة مجلس الطلاب. ومع ذلك قام بالدوران أمام الباب. ذلك لأن هونوكا و شيزوكو في الداخل.
دون فتح الباب أو استخدام “بصره العنصري”، يمكنه فهم هذا كثيرا، إذا تم فصلهما بباب واحد فقط. ستكون قصة أخرى إذا استطاعوا أن يجعلوا من الصعب ملاحظة وجودهم مثل تاتسويا، بالنسبة له، أصبح هذا عملا غير واعي، ولكن من غير المرجح أن يخفي الطلاب العاديون وجودهم على أرض المدرسة. نظرا لأن هونوكا عضو في مجلس الطلاب، فلم يكن من المستغرب أن تكون حاضرة. كان معتادا أيضا على شيزوكو لقضاء الكثير من الوقت هناك أيضا. ومع ذلك، فإن حقيقة أن الاثنتين حاضرتين في هذا اليوم بالذات مفاجئة حقا. على عكس توقعاته، لم تكن ميوكي حاضرة في غرفة مجلس الطلاب. غادر تاتسويا المكان.
سبب وجود هونوكا و شيزوكو في غرفة مجلس الطلاب هو الهروب من النظرات الغريبة التي ستتعرضان لها في غرفة الطعام. كانت حقيقة معروفة جدا في الثنوية الأولى أنهما صديقتان مقربتان لـ ميوكي. لم يكن عدد الفتيات في عامهن الثاني اللائي عرفن أيضا عن مشاعر هونوكا تجاه تاتسويا مجرد عدد قليل. للسبب نفسه، تجنبت ميوكي غرفة الطعام. أكثر من ذلك لأنها الشخص الذي تتحدث عنها الشائعات. بصفتها رئيسة مجلس الطلاب، غالبا ما تناولت ميوكي غداءها في غرفة مجلس الطلاب. اعتقد تاتسويا أن هذا سيكون هو الحال اليوم أيضا. إذا كان هناك أي شيء، فقد اعتقد تاتسويا أن الشخص الذي يريد تجنب ميوكي هي هونوكا، لكن يبدو أن الأمر عكس ذلك.
مع الأخذ في الاعتبار ما قاله لهما المدير هذا الصباح، في الوقت الحالي، اعتقد تاتسويا أنه من الأفضل تجنب تناول الغداء معا. يبدو أن ميوكي اعتقدت أن هذا سيكون ضرورة أيضا.
توصل تاتسويا إلى هذا الاقتراح بمجرد خروجهما من مكتب المدير، مرتدية تعبيرا غير راض قبلته على مضض.
لهذا السبب، لم يحددوا أي مكان اجتماع معين. ومع ذلك، من خلال تركيز حواسه ولو قليلا، سيكون تاتسويا قادرا على معرفة مكان ميوكي على الفور. لم يكن من الصعب تخيل ما تنوي القيام به أيضا، بعد تأكيد موقعها، توجه تاتسويا نحو المكان الذي كانت فيه.
باب السطح مفتوح. و بدون أدنى شك، ميوكي هناك.
على الرغم من أن الثلج لم يسقط أو أي شيء من هذا القبيل، إلا أن درجة الحرارة لا تزال في النصف الأول فقط من نطاق الرقم الواحد. إذا فكرت في الأمر، لم يكن هناك أي طالب آخر سيأتي إلى هنا بمثل هذا الطقس البارد. لقد كان مكانا جيدا لشخص يريد أن يكون بمفرده.
“آه أوني-ساما. لقد كنت في انتظارك.”
حسنا، لم يكن الأمر بالضبط “شخص يريد أن يكون بفرده” على الرغم من أنه أشبه ب “أن يكونا هما الاثنين فقط”. يبدو أن هذه خطة ميوكي منذ البداية.
“إذا كنت قد أخبرتني كنت سآتي على الفور كما تعلمين؟”
ابتسمت ميوكي بهدوء لإجابة تاتسويا.
“لا توجد طريقة لن يعرف بها أوني-ساما أين يجدني.”
بما يتناسب مع الابتسامة التي تحولت نحوه، كان جسد تاتسويا محاطا بدفء لطيف. لم يكن مجرد خياله. هذا سحر ميوكي.
“أوني-ساما، ما زلت لم تتناول الغداء بشكل صحيح؟ أرجوك اجلس هنا”.
عرضت ميوكي المقعد المجاور لها. كانت تجلس حاليا على مقعد مكون من ثلاثة أشخاص، في الطرف الأيمن منه. نظرا لأن تاتسويا يخطط في الأصل للجلوس بجانبها، فقد قبل عرضها دون أي تحفظ.
أخرجت ميوكي صندوقين بأحجام مختلفة من العبوة المعزولة التي ترتكز على حضنها. تركت الصغيرة في حضنها و قدمت الأكبر إلى تاتسويا. وغني عن القول أنها صناديق بينتو.
“إذن قمت بإعداد صناديق بينتو؟”
“نعم لقد أعددتها بعد أن ذهب أوني-ساما إلى تدريبه الصباحي. اعتقدت أنها ستكون مفيدة اليوم”.
الآن بعد أن ذكرت ذلك، تذكر تاتسويا أن مينامي كانت تحمل حقيبة كبيرة إلى حد ما بينما كانوا متجهين نحو مكتب المدير.
“أنا أرى. شكرا لك ميوكي.” اعتقد تاتسويا أنه من غير المجدي عدم التعبير عن امتنانه مسبقا. لكن هذا ليس بالضبط ما يجب أن يقوله، أو هكذا اعتقد. من المؤكد أن ميوكي أعدت صناديق بينتو لأنها توقعت ما سيحدث اليوم. وربما سبب التزام الصمت عنهم هو أنها لم تكن تريده أن يدرك مدى سوء الوضع.
“لا تذكر ذلك. ومع ذلك، يبدو أننا سننتهي بتناول الغداء معا بعد كل شيء”. لم يستطع تاتسويا إلا أن يبتسم ابتسامة ساخرة على كلمات ميوكي الممزوجة بقليل من الازدراء.
“إذا كنت قد أخبرتني عن صناديق البينتو هذا الصباح، لما اقترحت أن نأخذ وجبات الغداء بشكل منفصل.”
“يا إلهي، هل هذا صحيح؟” على الرغم من لهجتها غير الراضية، ميوكي في مزاج مبهج. ربما لأنهما، مع وضع التفاصيل الصغيرة جانبا، يتناولان الغداء هما الاثنين فقط.
ومع ذلك، في نظر تاتسويا، ربما تم خلط القليل من التبجح أيضا.
“حسنا إذن. اسمحي لي أن أتعمق”.
“من فضلك افعل.” بعد حصوله على الإذن، فتح تاتسويا غطاء صندوق البينتو. أظهرت ميوكي ابتسامة مؤذية و حملت زوجا من عيدان تناول الطعام تجاه تاتسويا.
“على أي حال، يجب ألا تكون هناك مشكلة في السماح لي بإطعامك أيضا.”
حافظت ميوكي على توازنها حتى لا تسقط صندوق البينتو في حضنها، و التقطت قطعة من غداء تاتسويا مع عيدان تناول الطعام الخاصة بها. ثم أحضرته بالقرب من فم تاتسويا.
“اسمح لي.”
بقول ذلك دون أي علامة على الذعر، حرك تاتسويا رقبته ليأكل ما كانت ميوكي تحمله بعيدان تناول الطعام دون لمسها. احمر وجه ميوكي بسرعة. أعادت ميوكي ترتيب وضعية جلوسها في حالة من الذعر و فتحت غطاء صندوق البينتو الخاص بها. بمعنى آخر، قامت للتو بحركة تدمير ذاتية.
“صندوق البينتو الذي أعدته ميوكي كما هو متوقع، لذيذ حقا.” أثناء صراحته بذلك علانية، سرق تاتسويا نظرات جانبية على وجه ميوكي. و قدّر أن المضايقة لا ينبغي أن تذهب إلى أبعد من ذلك. لقول الحقيقة، أراد حقا أن يتابع ب “ألن تطعميني لفترة أطول قليلا؟” لكنه ضبط نفسه.
“… كوننا نحن الاثنين فقط أمر رائع، ومع ذلك، فإن وجود السماء الشتوية فقط كمشهد يمكن أن يصبح محبطا للغاية. إذا تمكنا من العثور على فصل دراسي مناسب وغير مستخدم، أود الانتقال إلى هناك اعتبارا من الغد”.
لم يرغب تاتسويا في أن تأخذ هذه النكتة الصغيرة منعطفا سيئا، لذا قام بتغيير الموضوع، نظرت إليه ميوكي، التي كانت تعلق رأسها لأسفل.
“هل من المقبول بالنسبة لنا … أن نأكل معا من الغد فصاعدا؟”
“أعتقد أنه قد يكون من الأفضل القيام بذلك على هذا النحو لفترة من الوقت. على الرغم من أن الأيام التي يكون فيها لمجلس الطلاب الكثير من العمل ستكون مختلفة”.
على الرغم من أن ذلك يسير في الاتجاه المعاكس لما خططوا له هذا الصباح، إلا أن ميوكي لم تعترض.
“دعنا نجد واحدة قبل نهاية اليوم.” قبضت ميوكي يديها في قبضتيها و أعلنت ذلك بقوة.
“سأبحث عن واحدة بمفردي أيضا، لذلك لا تضغطي على نفسك بشدة.”
عند ابتسامة تاتسويا، هدأ حماس الأخت الصغرى المشتعل.
“ـــــ كيف كان الفصل A؟” بدأ تاتسويا هذه المحادثة بعد أن انتهى كلاهما من صناديق البينتو الخاصة بهما و تنظيفها.
“أعلم أنه لا يمكن فعل شيء لكنه لا يزال غير مريح. يبدو أن الجميع ينظرون إلي من بعيد و يبدو أنهم جميعا يتحدثون من وراء ظهورنا”.
“لم يخاطبني أحد اليوم أيضا.”
“لم أتمكن حتى من التحدث إلى هونوكا أو شيزوكو.”
بسماع هذا، عبس تاتسويا قليلا.
“…هل كانتا غاضبتين؟”
“طالما أتحدث إليهما مباشرة، فهما تردان ولكن … نعم. على الأقل لدي انطباع بأنهما تتجنباني”. بدت ميوكي حزينة بعض الشيء أثناء الإجابة.
“ألن يكون الأمر على ما يرام حتى لو لم نتحدثي معهما حول هذا الموضوع؟ أعتقد أنهما ستفهمان أنه لم يكن لدينا خيار في هذه المسألة”.
“…سيكون من الرائع لو كان هذا هو الحال”.
كان لابتسامة ميوكي مسحة من الحزن مختلطة فيها.
“أعتقد أنه سيكون على ما يرام. لا فائدة من القلق بشأن شيء لا يمكننا فعل أي شيء حياله”.
وضع تاتسويا يده على خد ميوكي. ضغطت ميوكي بيدها على يده وأغلقت عينيها.
“فهمت”.
“قد يحسم الوقت كل هذا من تلقاء نفسه. في الوقت الحالي، ليس إلى نقطة يجب أن نكون فيها متشائمين حيال ذلك”.
“أنا أرى … ومع ذلك، الأمر نفسه بالنسبة لك يا أوني-ساما”. وجّهت ميوكي نظرة مرحة نحو تاتسويا.
“بما أننا نتحدث عنك يا أوني-ساما، فربما يفكر أصدقاؤك في تركك وحدك “حتى يستقر الوقت على الأمور” أيضا؟ أعتقد أنه في بعض الأحيان، يجب على المرء أن يتقدم لحل هذه الأنواع من المشاكل، ألا تعتقد ذلك؟”
“لقد فهمتني.” ابتسم تاتسويا بسخرية بتعبير “لقد أصبت الهدف”.
◊ ◊ ◊
بعد عودته إلى المنزل، اتصل تاتسويا بالرقم المباشر لرئيسة عائلة يوتسوبا.
على الرغم من أنه لم يسمح لـ تاتسويا بالاتصال مباشرة ب مايا حتى ليلة رأس السنة الجديدة، إلا أن علاقتهما الحالية كانت رسميا علاقة أم و ابن.
ميوكي بجوار تاتسويا. على الرغم من أن هذا عادة هو الوقت المناسب لبدء إعداد العشاء، إلا أن ميوكي عرفت أن هذا الأمر له الأسبقية. لقد تركت عشاء الليلة في يد مينامي.
“آسفة لأنني جعلتك تنتظر. توقيت تقريرك يا تاتسويا-سان ممتاز”.
في الواقع، هذه المكالمة هي الثانية. خلال المكالمة الأولى، ظهر هاياما على الشاشة. طلب منهما معاودة الاتصال في غضون 20 دقيقة تقريبا، تعليمات اتبعها تاتسويا.
“هل لديك طلب لنا؟”
“هل تسمح لي بسماع قصتك أولا يا تاتسويا-سان؟”
على الرغم من أن تاتسويا قلق بعض الشيء بشأن الأعمال التي قد تكون لديها معهم، إلا أنه اتبع طلبها بطاعة.
“اليوم تم استدعاؤنا من قبل موموياما، مدير المدرسة الثانوية الأولى.”
بدءا من هذا، أبلغ تاتسويا عما قيل خلال اجتماعهم.
“موموياما-سينسي صارم جدا …”
تركت مايا نغمة مسلية لسبب ما. إذا حكمنا من خلال الطريقة التي تتحدث بها عنه، فمن المحتمل أنهما معارف.
“على أي حال، شكرا على الإبلاغ. لا يحتاج تاتسويا-سان إلى فعل أي شيء على وجه الخصوص”.
“كما يحلو لك.” انحنى تاتسويا و ميوكي نحو الكاميرا.
“هناك شيء أحتاج إلى إبلاغك به من جانبي.”
بعد أن نظر كلاهما إلى الأعلى، بدأت مايا في الشرح.
على ما يبدو، هم على وشك تلقي مهمة جديدة. بالتفكير في ذلك، تبنى تاتسويا موقف شخص يستمع باهتمام.
“فيما يتعلق بمسألة إخطار جمعية السحر بشأن خطوبتك، يبدو أننا تلقينا احتجاجا رسميا من عائلة إتشيجو.”
“أوبا-ساما، لماذا تفعل عائلة إتشيجو شيئا كهذا؟”
على الرغم من أن صوت ميوكي ظل هادئا على السطح، إلا أن استياء قويا كان مخفيا تحته. لم يكن فهم هذا بهذه الصعوبة من طرف تاتسويا و مايا.
“ليس من السهل قول ذلك.”
في حين أن هذا قد يكون صحيحا، إلا أن مايا لم تحتفظ به لنفسها و بدأت في الشرح. لم يكن ذلك لأنها حساسة بشأن مشاعر ميوكي التي ترددت، بل بدا أنها تستمتع تماما بمشهد ميوكي وهي تكافح من أجل إبقاء عواطفها تحت السيطرة.
“حجة عائلة إتشيجو هي أن روابط الدم وثيقة للغاية. موهبة الساحر هي ملك للأمة، ولن يكون من المفيد أن يعاني الجيل القادم من التشوهات الوراثية”.
“هكذا فقط؟”
“بالتأكيد هذا ليس كل ما في الأمر.”
تاتسويا قاطع ميوكي التي على وشك الصراخ، و قدّم إلى مايا سؤالا.
“إن الوقاية من التشوهات الجينية للأجيال القادمة ليست مصدر قلق يقتصر على السحرة. هذا هو السبب في أن القانون قد يمنع الزواج اعتمادا على درجة القرابة”.
“قد لا يكون هذا هو السبب الوحيد لكنه بالتأكيد يشكل الجزء الأكبر من اعتراضهم”.
“على العكس من ذلك، لا ينبغي أن يكون للعشائر العشر الرئيسية القدرة على التشكيك في صحة الارتباط القانوني. بالتأكيد لدى عائلة إتشيجو شيء آخر لتقوله؟ عند سماع نقطة تاتسويا، أعربت مايا عن ابتسامة راضية و أومأت برأسها.
“إنه بالضبط كما قلت. كما هو متوقع منك يا تاتسويا-سان”.
من ناحية أخرى، لم يعرب تاتسويا عن أي رضا عن الثناء.
“إذن، ماذا قالوا بالضبط؟”
“حسنا، هذا … اقترحوا أن يصبح ابنهم الأكبر خطيب ميوكي-سان”.
“يرجى الرفض!”
لإجابة مايا، ارتفع صوت ميوكي في ومضة.
“ميوكي”.
“لا بأس، تاتسويا-سان.” على الرغم من أن تاتسويا كان على وشك توبيخ ميوكي لرفع صوتها بهذه الطريقة، إلا أن مايا أظهرت تسامحا تجاه ردها اللطيف.
“من الطبيعي أن تغضب ميوكي-سان. لدي أيضا مشكلة مع حقيقة أنهم ردوا بإشعار الزواج مع اقتراح زواج خاص بهم”.
“في هذه الحالة، إجابة الرفض …؟” سألت ميوكي هذا بترقب.
“لا ليس بعد، ميوكي-سان. لا أخطط للرد على عائلة إتشيجو لفترة من الوقت”.
ومع ذلك، على عكس توقعاتها، كانت إجابة مايا “لا” خفية.
“إذا كان هذا هو الحال، ألن يتأثر موقفنا؟”
أجابت مايا على سؤال تاتسويا بإيماءة تحمل معنى “أعرف”.
“لا أنوي ترك هذا كما هو إلى الأبد. لهذا السبب لا ينبغي أن يقلق كلاكما بشأن ذلك كثيرا، حسنا”.
“لا تحركات غير حكيمة، أليس كذلك؟”
“في الواقع. أنتما الاثنان عليكما فقط تقضيا الوقت معا بسعادة كالمعتاد”.
إلى جملة مايا التي أكدت على كلمة “بسعادة”، “أوبا-ساما …” نظرت ميوكي بعيدا بتعبير محرج.
“فهمت”.
ومع ذلك، انحنى تاتسويا نحو الكاميرا مع الحفاظ على تعبير جاد.
◊ ◊ ◊
على الرغم من أنه الآن اليوم الثاني من الفصل الدراسي، لم يكن هناك تغيير في حياة تاتسويا و ميوكي الحالية في الثانوية الأولى. تردد الطلاب الآخرون في الاقتراب منهم، لكنهم لم يتمكنوا من إخفاء فضولهم. حسنا هذا ليس نوع الموقف الذي يمكن أن يتحسن في يوم واحد فقط بعد كل شيء ــــ يمكن أن يزداد الأمر سوءا بسهولة في يوم واحد.
في الأصل، لدى ميوكي ميل إلى أن تكون نجمة الثانوية الأولى. المظهر و القدرة، فقط بسبب هاتين السمتين لها وحدها، من الصعب الاقتراب منها. و الآن، تمت إضافة النسب إلى هذا المزيج. ليس فقط زملائها في الفصل و الكوهاي ولكن حتى السينباي كانوا متوترين في حضورها.
من ناحية أخرى، لم يكن عدد الأشخاص الذين شعروا في أعماق قلوبهم “بالخوف” تجاه تاتسويا مجرد عدد قليل. خوف. رعب. قلق. نوع الخوف و الرهبة و الرعب الذي قد يلهمه محارب استثنائي.
وبعد أن علموا أن تاتسويا جزء من عائلة يوتسوبا، تضخمت هذه المشاعر. الاقتراب أمر مخيف للغاية وفي الوقت نفسه، يخشون تجاهله تماما. هذا التناقض جعل الأمر يبدو وكأنهم باردين تجاهه.
الاهتمام الذي حملوه تجاههم، بالطبع، لم يكن فقط بسبب فضول طلاب المدرسة الثانوية الشباب. النجوم كونهم مركز الفضائح لم يكن شيئا جديدا. لم يستطيعوا إلا أن يكونوا فضوليين بشأن قصة الأشقاء الذين كانت لديهم علاقة جيدة جدا، وتم الكشف لاحقا عن أنهم أبناء عمومة، و انخطبوا وما زالوا، حتى الآن، يعيشون معا.
قبل بدء الفصول الصباحية. بعد وقت قصير من وصولها إلى الفصل 1-C، كانت مينامي محاطة بحشد من الناس الذين بدا أنهم يتألفون بشكل أساسي من الفتيات.
“كما قلت بالفعل، لم يتغير شيء عن قبل.”
كانت مينامي تكرر هذه الإجابة عدة مرات بالفعل منذ وصولها. تباينت إجاباتها أحيانا بين “لم يفعلوا مثل هذا الشيء” إلى “لا يسمح لي بالرد على هذا” أو حتى “آسفة لا يمكنني الإجابة”.
“إيه لكن، أنت معهما طوال اليوم، أليس كذلك؟”
“هذا يعني، عندما ينامون أيضا … أليس كذلك؟”
صرخة عالية النبرة ارتفعت من الحشد. مينامي من ناحية أخرى تنهدت تنهيدة سرية.
“كما قلت بالفعل، تاتسويا-ساما و ميوكي-ساما لا يفعلان هذه الأنواع من الأشياء أبدا.”
على الرغم من حقيقة أن مينامي تدرك جيدا أنهم لن يستمعوا، إلا أنها استمرت في الإجابة بأمانة. لقد فعلت ذلك لأنهم قد يأخذون صمتها كموافقة بخلاف ذلك. ربما فازت مثابرتها في النهاية لأن الأسئلة التالية كانت مختلفة.
“بالمناسبة ساكوراي-سان، حتى ديسمبر كنت تدعين الأشقاء شيبا ب “تاتسويا ني-ساما” و “ميوكي ني-ساما” أليس كذلك؟ هل يمكن أن تكوني يا ساكوراي-سان أيضا عضو في عائلة يوتسوبا؟”
توقفت ثرثرة الحشد الذي حول مينامي على الفور. ماذا ستجيب؟ كانوا ينتظرون بفارغ الصبر ردها.
“لقد كنت أخاطبهما بهذه الطريقة حتى الآن لأنه كان أمرا مباشرا من تاتسويا-ساما. أنا، حسنا، لدي دين تجاه عائلة يوتسوبا، لذا …”
كانت إجابتها الأصلية تشبه إلى حد كبير حقيقة أنها “كائن مكرس لخدمة عائلة يوتسوبا” لذلك قامت بتغييرها على عجل. ومع ذلك، بسبب هذا تعثرت أثناء شرحها، وهذا يخون حقا الانطباع المعطى بأنها “تخفي شيئا ما”.
“حسنا، حقا؟”
“إنها الحقيقة.” لأنها كانت حقيقة أنها تكذب، حتى الصوت الذي استخدمته لدحض شكوك الآخرين كان ضعيفا جدا. إذا كانت قد رفعت صوتها و استخدمت نبرة إنكار قوية، فربما كان من الأسهل خداع الطلاب.
“إيه … إذن فإن عائلة يوتسوبا تقوم أيضا بهذه الأنواع من الأشياء”.
هناك الكثير من الأشياء الخطيرة في عمل الساحر. لم يكن من غير المعتاد سماع تقارير عن وفاة أبناء و بنات الساحر أثناء أداء عملهم أو أداء واجباتهم. في الثانوية الأولى. لا، في هذا الفصل الدراسي C، هناك مثل هذه الحالات بالفعل. هذا هو السبب في عدم وجود أي رد فعل محرج بشكل خاص على تفسير مينامي “لقد ساعدوني”.
“ومع ذلك، نظرا لأنك تلقيت بالفعل مساعدة من عائلة يوتسوبا، فهذا يعني أنه لا يمكن اعتبارك كأنك لا علاقة لك بهم على الإطلاق، أليس كذلك؟”
قد يكون هذا هو الحال ولكن هل من الطبيعي التحقيق عن طريق سؤال الشخص المعني مباشرة باستمرار؟
“لا، ليس حقا …”
“حسنا، سيبدأ الدرس قريبا جدا! إذا لم تعودوا إلى مقاعدكم في أقرب وقت ممكن، فقد تفقدوا بضع نقاط في درجات التقييم الخاصة بكم”.
الشخص الذي أنقذ مينامي للتو من الأسئلة المتهورة للغاية من زملائها في الفصل هي الشخص التي إلى حد كبير هي الشخصية الرائدة في هذا الفصل.
“سايغوسا-سان؟ لكن لا يزال أمامنا بعض الوقت”.
ألقت طالبة واحدة نظرة على محطتها لتأكيد الساعة و أجابت كاسومي التي قاطعت الاستجواب بصوت عال من الخلف.
“سيبدأ الدرس قريبا جدا، أليس كذلك؟”
لكن كاسومي ردت على شكواها بتكرار نفس العبارة بالضبط بابتسامة.
“أنا أعتقد هذا.” لم يكن ذلك لأن ما قالته كاسومي صحيح، ولكن بدلا من ذلك، لم يكن هناك طالب يمكنه مقاومة الشعور الطاغي بأن ابتسامتها انطلقت، و بالتالي، تلاشى محيط مينامي ببطء بينما الطلاب يعودون إلى مقاعدهم في مجموعات من اثنين أو ثلاثة. طوت كاسومي ذراعيها ورأت الطلاب المتبقين قبل أن تجلس بفخر في مقعدها.
“أمم، سايغوسا-سان. شكرا جزيلا.”
أعربت مينامي عن امتنانها لظهرها.
“لا تذكري ذلك. أنا أكره هذه الأنواع من الأشياء أيضا”.
أدارت كاسومي رأسها نحو مينامي و غمزت.
خلال فترة الاستراحة، تمكنت مينامي من تجنب أن تكون مركز الحشد المعتاد. لكن ذلك فقط لأن الفترة الثانية كانت فصلا عمليا ولم يتمكنوا من القيام بذلك أثناء التحرك نحو الفصل الدراسي. لسوء الحظ، لن يكون من السهل المراوغة أثناء استراحة الغداء. عدد زملاء الدراسة الذين اعتقدوا أن هذا سيكون أفضل وقت للتحدث بحرية لم يكن مجرد واحد أو اثنين. وقف أكثر من نصف طلاب الفصل C بمجرد أن رن الجرس للإشارة إلى نهاية الفصول الصباحية.
“ساكوراي-سان، أنت ذاهبة إلى غرفة مجلس الطلاب، أليس كذلك؟ دعينا نذهب معا.”
ومع ذلك، فإن الشخص الأسرع في دعوتها كانت كاسومي.
بمعنى ما، كانت نتيجة طبيعية لأن ترتيبات الجلوس للسنة الأولى هي الترتيب الأبجدي التقليدي القائم على نوع الجنس. كان اسم عائلة كاسومي، بالطبع، “سايغوسا” بينما اسم عائلة مينامي هو “ساكوراي”. بعبارة أخرى، مقعد كاسومي أمام مينامي مباشرة. لذلك من الطبيعي حقا، بالنظر إلى رد فعل الجميع في نفس الوقت، أن تكون كاسومي أول من يصل إليها.
“آه … نعم.”
فوجئت مينامي قليلا بهذه المحادثة المفاجئة. مفاجأتها مفهومة، بعد كل شيء، على الرغم من حقيقة أنهما زملاء في الفصل لمدة تسعة أشهر حتى الآن، هذه هي المرة الأولى التي تدعوها فيها كاسومي مباشرة إلى مكان ما.
لم يكن لدى كاسومي أي شيء ضد مينامي نفسها. نظرا لأنها من معارف تاتسويا المقربين، فقد تجنبتها نوعا ما حتى الآن. و فجأة، حدث هذا. لم تكن مينامي الوحيدة التي فوجئت.
“هيا، دعينا نذهب.” بعد أن حثتها كاسومي، وصلت مينامي إلى الحقيبة التي تحتوي على صندوق البينتو الخاص بها في حالة من الذعر و وقفت من مقعدها.
“أمم سايغوسا-سان.” كانتا متجهتين نحو الدرج المؤدي إلى غرفة مجلس الطلاب عندما طابقت مينامي وتيرة كاسومي و بدأت محادثة، تعبيرها تعبير شخص لديه بعض الأسئلة.
“أمم ما الأمر؟” بعد سرقة نظرة على مينامي، أجابت كاسومي بسؤال مقتضب.
“تماما مثل الصباح، شكرا جزيلا لك على ما فعلته. ومع ذلك، هل لي أن أسأل لماذا تساعدينني”.
حتى الآن كاسومي لم تعطي مينامي أي سبب للاعتقاد بأنها تكرهها، لكن الأمر ليس كما لو أنها أعطتها أي سبب للاعتقاد بأنها تحبها أيضا. لم يكن هذا بالتأكيد مجرد انطباع من جانب مينامي. كانت حقيقة أنه لم يكن هناك أي درجة من المحادثة فوق الحد الأدنى المتوقع بين زميلي الفصل. لم تحاول مينامي نفسها أبدا التحدث بشكل استباقي إلى كاسومي، ولهذا السبب لا تزال غير قادرة على فهم السبب وراء أفعالها.
“لقد أخبرتك من قبل. أنني أكره هذه الأنواع من الأشياء”.
بدت الابتسامة التي أعطتها كاسومي نحو مينامي محرجة بعض الشيء. السبب هو أن إخبارك علنا من قبل شخص لا تعرفه جيدا في البداية، “لقد ساعدتني”، أكثر من اللازم بالنسبة لكاسومي، وبعبارة أخرى كانت خجولة.
“أعرف كيف يبدو هذا النوع من الأشياء. من المحتمل ألا يكون لديهم أي نوايا سيئة، فهم يرضون فضولهم فقط، لكن يمكن أن يصبحوا غير حساسين في بعض الأحيان”.
“أنت على حق.” لم تتأذى مينامي بسبب وابل الأسئلة المتهورة في حد ذاتها ولكن بسبب حقيقة أن هناك الكثير من الأسئلة التي لم تستطع الإجابة عليها بسبب موقفها. ومع ذلك، نظرا لأنها أرادت أيضا أن يأخذ الجانب الآخر مشاعرها في الاعتبار، لم تستطع إلا أن تومئ برأسها إلى كلمات كاسومي.
“هاه. لقد مررت أيضا ببعض التجارب السيئة”.
فهمت مينامي أنها تحاول إسعادها. أشارت كاسومي عن غير قصد إلى نفسها باستخدام “بوكو” (أنا)، وهو أمر لم تفعله أبدا في المدرسة. لم تلاحظ كاسومي خطأها. عندما وصل هذا إلى أذنيها، فوجئت مينامي قليلا، بسبب تدريبها كخادمة، تمكنت من الحفاظ على وجه مستقيم.
◊ ◊ ◊
السبت 12 يناير، كانت عطلة نهاية الأسبوع الأولى منذ بداية الفصل الدراسي الجديد.
على الرغم من أن الفصول الدراسية يوم السبت تكون في الصباح فقط، إلا أن قاعة الطعام لا تزال مفتوحة للطلاب أصحاب أنشطة النادي و أعضاء اللجنة. لدى إيريكا و ليو و ميزوكي أنشطة النادي بينما ميكيهيكو يقوم بواجباته كعضو في لجنة الأخلاق العامة، اجتمعوا جميعا في غرفة الطعام للتحضير لفترة ما بعد الظهر.
و مقارنة بالشهر الماضي، انخفض عدد الأشخاص الحاضرين خلال استراحة الغداء إلى النصف. نظرا لأن تاتسويا و ميوكي و هونوكا أعضاء في مجلس الطلاب، فيجب أن يتناولوا الغداء في غرفة مجلس الطلاب ــــ على الرغم من أنه في حالة تاتسويا و ميوكي، يبدو أنه منذ بداية الفصل الدراسي الجديد حتى أمس تناولوا غداءهم سرا في فصل دراسي آخر. هذه هي المعلومات التي سمعتها إيريكا من شيزوكو. السبب في عدم وجود الكثير من المحادثة على طاولتهم لم يكن فقط بسبب انخفاض عددهم. كانت صانعة المزاج المعتادة، إيريكا، و تعبيرها وكل إيماءة لها تنضح عمليا من الغضب.
ربما اعتقد ميكيهيكو أنه من الأفضل التفريق بسرعة، أنهى غداءه على عجل و كان على وشك الوقوف من مقعده.
“ميكي، انتظر قليلا.” ومع ذلك، فإن إيريكا التي أجبرته على الجلوس مرة أخرى أوقفت حركته ميتة في مساراتها.
“ما الأمر.” من أجل إخفاء ارتعاشه بسبب اكتشاف محاولة هروبه، أجاب بصوت قوي.
“انتظر حتى تنتهي ميزوكي من غدائها.”
بالطبع، لم تكن إيريكا من النوع الذي يتراجع بهذه السهولة. الشخص الذي هدأ جدال الاثنين بشكل مرتجف كانت ميزوكي. في النهاية، وضعت ميزوكي عيدان تناول الطعام على طبقها الذي لا يزال يحتوي على حوالي ثلث محتوياته الأصلية.
حاليا، الأربعة يجلسون بالترتيب التالي، إيريكا و ميزوكي بجانب بعضهما البعض بينما ليو أمام إيريكا.
وجهت إيريكا صوتا حادا نحو ميكيهيكو، الذي يجلس قطريا منها.
“ميكي، ماذا تفعل بالضبط؟”
“ماذا تقصدين.”
أجاب ميكيهيكو مرة أخرى بنبرة قوية، لكن صوته كان قاسيا بشكل غير طبيعي.
“أنا أرى، إذن لن تفهم ما لم أقولها مباشرة؟ في هذه الحالة سأفعل!” أرجحت إيريكا كفها على الطاولة.
لم تعر أي اهتمام على الإطلاق للنظرات العديدة التي تحولت نحوها بسبب الصوت العالي الذي أصدرته للتو.
“أنا أسألك لماذا بحق الجحيم تتجنب تاتسويا-كن!”
أصبحت غرفة الطعام صامتة على الفور. تركزت نظرات الجميع على إيريكا و ميكيهيكو. بينما بإمكان إيريكا تجاهل نظرات الآخرين، لم يكن لدى ميكيهيكو مثل هذا الرباطة.
“أنا لست حقا … أتجنبه أو أي شيء”.
“هاه؟ إذن ستلعب دور الغبي؟” تعثر ميكيهيكو في مواجهة النار التي في عيني إيريكا.
“من الواضح أنك تتجنب تاتسويا-كن، حتى لهذا الأحمق هنا.” الشخص الذي أشارت إليه إيريكا بإصبعها هو ليو.
“من تشيرين إليه بالأحمق! … ضع ذلك جانبا، ميكيهيكو. إنه تماما كما تقول هذا المسترجلة ـــــ” بعد قول ذلك، أطلق ليو فجأة صرخة.
“أوتش! أنت …! لديك شيء على حذائك!”
“لا تقلق، إنه ليس طرفا حديديا أو أي شيء من هذا القبيل.”
إذا سألت عما حدث للتو، يبدو أن إيريكا ركلت ساق ليو تحت الطاولة.
خفّ الجو قليلا. بالنسبة لـ ميزوكي و ميكيهيكو، لم يكن هذا نادرا الحدوث.
“هاه … بطريقة ما أشعر بالإرهاق”.
سمح لهم ذلك بأخذ قسط من الراحة قبل العودة مباشرة، حتى بالنسبة لـ إيريكا، كان هذا مناسبا.
“حسنا. ميكي، لأكون صادقة، لا أريد حتى أن أسمع لماذا تتجنب تاتسويا-كن. ومع ذلك، إذا كان ذلك لمجرد أن تاتسويا-كن من عائلة يوتسوبا، فهذا ليس سببا لتجنبه كما تفعل. إذا كنت تعتقد أنه كذلك، فلا فائدة من تسمية نفسك بصديقه”.
حدقت إيريكا بهدوء في عيون ميكيهيكو. ذلك لأن إيريكا كانت عدوانية للغاية لدرجة أن ميكيهيكو كان عنيدا قبل لحظات قليلة. ومع ذلك، مع تحول هذه العيون الصادقة نحوه، فإن الشعور بالذنب الذي شعر به في أعماقه لم يسمح له بالتظاهر بالجهل بعد الآن.
“…ليس لأنه عضو في عائلة يوتسوبا. لا، لنكون صادقين هذا هو أحد الأسباب. بدلا من ذلك، أشعر بالاستياء من تاتسويا لعدم إخبار أي منا من قبل”.
على الرغم من قوله إنه مستاء منه، إلا أن التعبير الذي ارتداه ميكيهيكو كان تعبيرا عن الأسف. نظرت إيريكا و ليو غريزيا إلى بعضهما البعض.
“انتظر لحظة، ميكيهيكو. ألا تعتقد أنهذا خطأ بعض الشيء؟”
استمر ليو في التحدث إلى ميكيهيكو الذي لم يستطع النظر إليه في عينيه.
“ألا تعتقد أن تاتسويا شعر بالسوء لإجباره على إخفاء هذا عنا؟ يجب أن تفهم أفضل من أي شخص آخر أن هذا نوع من التقاليد التي كان عليه الالتزام بها بشكل صحيح؟”
“ميكي”.
أرسلت إيريكا صوتا حادا يطير نحو ميكيهيكو الذي لم يظهر بعد أي رد فعل على كلمات ليو.
“لنفترض أنك سمعت عن هذا مباشرة من تاتسويا-كن، ما الذي كان سيتغير؟”
كان ميكيهيكو في حيرة من أمره. لا، حتى لو حاول الرد، لم يتمكن من تكوين إجابة متماسكة. باستخدام هذه الفرصة، ضغطت إيريكا أكثر.
“إذا كنت قد سمعت هذا من تاتسويا-كن مباشرة، فهل تعتقد أن هذا كان سينتهي بكلمة بسيطة” أوه أنا أرى”؟ هل تعتقد أنك كنت قادرا على التسكع معه كما من قبل؟ بالنظر إلى الطريقة التي تفاعلت بها مع هذه القضية، لا أعتقد حقا أن هذا هو الحال”.
لم يستطع ميكيهيكو الرد. لم يستطع حتى الخروج بكذبة مؤقتة.
“بعبارة أخرى، ميكي، أنت خائف فقط من اسم يوتسوبا.”
“…ماذا عنك يا إيريكا”.
تخلى ميكيهيكو أخيرا عن الموقف الصعب الذي قام به حتى الآن. اتخذ موقفا متحديا، و أجاب على إيريكا بصوت عبوس إلى حد ما. ومع ذلك، كان هذا سؤالا سخيفا.
“ما رأيك، بالطبع أنا مرعوبة.”
بالنسبة لـ إيريكا، الخداع بشأن نقاط ضعفها هو شيء لم تستطع فعله ببساطة.
“إنه عضو في عائلة يوتسوبا. إذا وجدنا شخصا لم يكن خائفا بعد سماع ذلك، فسيكون مجرد أحمق عملاق. لقد تجاوزنا حدود الأشياء التي يمكنك أن تسمع عنها لأول مرة و تنتهي منها”.
“إذن كيف يمكنك الاستمرار وكأن شيئا لم يحدث!؟”
“أليس هذا واضحا، لأننا أصدقاء.”
أجابت إيريكا على سؤاله وهي ترتدي نفس التعبير الذي كان لديها عندما اعترفت بأنها كانت خائفة في وقت سابق.
“عائلة يوتسوبا مخيفة. لا أحد يعرف ماذا يفعلون وهذا يجعلني غير مرتاحة. لكن لا يزال تاتسويا-كن صديقي. حتى لو كنت لا أثق في عائلة يوتسوبا، فأنا أثق في تاتسويا-كن. وهذا صحيح حتى لو كان هناك الكثير من الأشياء التي يحتاج إلى إخفائها”.
حدقت إيريكا في عيني ميكيهيكو و وجهت الضربة الأخيرة.
“في المقام الأول، هناك أشياء يخفيها ميكي عنا أيضا، وهي لا تقتصر على مجرد 10 أو 20 شيئا أيضا.”
“هذا …”
“لن أدعك تقول إن الأمر ليس كذلك. لقد كنا نتسكع لفترة طويلة بعد كل شيء”.
“……”
“هذا ينطبق علي أيضا. أشياء لا أريدكم أن تعرفوها يا رفاق، أشياء لا أخطط مطلقا لمشاركتها معكم، هناك الكثير”. نظر ميكيهيكو بعيدا بشكل محرج. والسبب هو أنه لديه بالفعل فكرة عما تشير إليه “الأشياء التي لا تريد أن يعرفوها”.
“هناك أشياء لم يستطع مشاركتها معنا؟ حسنا بالطبع، نحن لسنا متزوجين أو أي شيء، لذلك أليس هذا طبيعيا في الواقع”.
نظر ميكيهيكو بعيدا بحزن. الآن لم يكن لديه أي أعذار متبقية.
“كيف … تمكنتما يا إيريكا و ليو من العثور بسرعة على الطريقة الصحيحة للتعامل مع كل هذا؟”
خارج مجال رؤية ميكيهيكو، سرقت إيريكا نظرة على ليو.
“أعتقد أن هذا لأنني لم أواجه يوتسوبا من قبل. لا أعرف حتى مدى خطورة سحرة يوتسوبا. ومع ذلك، أنا أعرف تاتسويا. على الرغم من معرفة مدى خطورة تاتسويا، أعلم أيضا أنه يمكنني الوثوق به حتى النهاية”.
شعر ليو بالحرج من خطابه و أجبره على ابتسامة خرقاء قبل المتابعة.
“حسنا، قد يكون هذا سوء فهم. على الرغم من أنني اكتشفت ذلك بمفردي. أفهم سبب التزامه الصمت حيال ذلك و قبل كل شيء، أثق في تاتسويا لأنه صديقي. إن السماح لهذا “الاحتمال” بتدمير علاقتنا سيكون أمرا غبيا”.
“ليو … أنت رجل رائع.”
لم يكن ميكيهيكو الوحيد الذي يشاهد ليو بتعبير مندهش. إيريكا أيضا. عندما اتجه انتباه ميكيهيكو نحوها، استعادت رباطة جأشها على عجل.
“هل الأمر نفسه بالنسبة لك يا إيريكا؟”
“ليس بالضبط … حتى أنني لم أتمكن من الخروج على الفور برد الفعل المناسب. ومع ذلك، لم أكن بحاجة إلى الإسهاب في الحديث عن هذا لمدة ثلاثة أو أربعة أيام”.
علمت إيريكا بهوية تاتسويا في فبراير من العام الماضي. حتى لو كانت على علم بهذه الحقيقة، فإن الصدمة التي تلقتها بالضبط هي نفس الصدمة الأخرى. ومع ذلك، حتى لو كانت أوضاعهم مختلفة، تمكنت إيريكا من التعافي من الضرر العقلي في أقل من يوم واحد. إذا لم تتعرض إيريكا لنفس النوع من الصدمة، لكان من المستحيل عليها فهم معضلة ميكيهيكو إلى هذا الحد، هذا ما يعتقده. ومع ذلك، لم يستطع التصالح مع حقيقة أنه بينما هو متردد، هي تغلبت على الصدمة.
“…أنا أرى.” أغلق ميكيهيكو عينيه وتوقف عن كل حركة. لم يكن لموقفه صفاء شخص يتأمل، ولكن معاناة صراع داخلي.
“…أنا أفهم”. بعد فتح عينيه، أبلغ ميكيهيكو ذلك إلى إيريكا.
“أفكر أيضا في تاتسويا كصديق. سأبذل قصارى جهدي. يوم الاثنين في الأسبوع المقبل، سيتم تسوية كل شيء”.
بدا تعبير ميكيهيكو منتعشا بعض الشيء. ابتسمت إيريكا بارتياح، ثم حولت عينيها نحو ميزوكي القريبة.
“ميزوكي، هذا ينطبق عليك أيضا.”
“إيه!؟”
لم يكن رد فعل ميزوكي هو رد فعل شخص تم الترحيب به فجأة، بل كما لو أنها تفادت للتو رمحا بعرض شعرة.
“يجب أن تتوقفي عن معاملة ميوكي و تاتسويا-كن ببرود شديد. حتى ميكي قال إنه سيبذل قصارى جهده، لذا يجب أن تكوني قادرة على القيام بذلك أيضا، أليس كذلك؟”
“همم …”
“يمكنك أن تفعلي ذلك أيضا، أليس كذلك؟”
“نعم نعم … مفهوم! سأفعل شيئا حيال ذلك!”
ضغطت إيريكا بقوة على ميزوكي غير الواثقة.
“شيباتا-سان، سأبذل قصارى جهدي أيضا. دعينا نفعل ذلك معا”.
للإجابة على كلمات ميكيهيكو التشجيعية …
”… نعم! دعنا نبذل قصارى جهدنا”. أومأت ميزوكي بمرح.
توبيخ ميكيهيكو أمام ميزوكي هو خطة إيريكا. توقعت إيريكا أن يكون من الصعب إقناع ميزوكي إذا حاولت القيام بذلك بمفردها، ولهذا السبب جعلت ميكيهيكو يعد أولا بتعديل علاقته مع تاتسويا، لحملها على فعل الشيء نفسه. النتيجة تماما كما توقعت.
ومع ذلك، كما خططت، في مواجهة الشخصين اللذين أمسكا بأيديهما (عقليا) تشجيعا، أظهرت إيريكا تعبير “لا أستطيع تحمل هذا” و أدارت رأسها بعيدا.
◊ ◊ ◊
بسبب إقناع إيريكا (و ليو قليلا)، قرر ميكيهيكو و ميزوكي التخلي عن موقفهما الحالي تجاه تاتسويا و ميوكي. ومع ذلك، لم تكن محاربة مشاعرها بهذه السهولة بالنسبة لـ هونوكا.
لقد قررت بالفعل كيف ستتصرف تجاه تاتسويا في المستقبل. ومع ذلك، لم تكن قد حشدت الشجاعة للقيام بذلك بالفعل، ناهيك عن كيفية تصرفها تجاه ميوكي. فكرت هونوكا بصدق في ميوكي كصديق.
ومع ذلك، في الوقت نفسه، كانت منافسة قوية في الحب. علاوة على ذلك، كانت متقدمة عليها بخطوتين أو ثلاث خطوات بالفعل.
بعد أن وبختها شيزوكو، لم تعد تهتم بحقيقة أن تاتسويا و ميوكي قد خدعوها. بعد كل شيء، بدا الأمر وكأن تاتسويا و ميوكي نفسيهما قد خُدعا.
ومع ذلك، لم يكن من الممكن لهونوكا أن تبتسم لهما كما من قبل. بسبب سلوك هونوكا، لم تكن ميوكي نفسها تعرف كيف تتصرف و أصبح الجو محرجا بينهما، لقد كانت حلقة مفرغة. حتى الآن، هربت هونوكا من غرفة مجلس الطلاب و اتجهت متجها نحو مقر مجموعة إدارة الأندية. هونوكا هي أمينة صندوق مجلس الطلاب. السماح بميزانية تكميلية لمختلف الأندية هو جزء من وظيفتها. على هذا النحو، لم يكن هناك أي شيء غريب في زيارتها لمقر مجموعة إدارة الأندية. ومع ذلك، حتى لو لم يعتقد الناس في محيطها أنه أمر غريب – فقد عرفت هي نفسها أنها تتجنب ميوكي. حقيقة أنها تدرك هذه الحقيقة أصابتها بالاكتئاب أكثر.
كان الرئيس الحالي لمجموعة إدارة الأندية في نفس النادي مثل هونوكا، وهو أحد معارفها منذ عامهم الأول، اسمه إيغاراشي. صبي مزاجه توازن دقيقا بين اللطف و الخجل. هناك قول مأثور يقول “إنه ليس سكر ولا ملح” على الرغم من أنه في حالة إيغاراشي، يمكنك بالتأكيد القول إنه سكر.
لم يكن على ذوق هونوكا ولكن في حالتها العاطفية الحالية، كان شريكا مقبولا. لقد أصبح شخصا مناسبا للتحدث معه عندما أرادت تغيير مزاجها.
“عفوا. إنها ميتسوي من مجلس الطلاب”.
“من فضلك، يمكنك الدخول.”
بعد أن أبلغت عن زيارتها عبر الهاتف الداخلي، لم تأت الإجابة من مكبرات الصوت، تم فتح الباب و دعيت مباشرة. الطالب الذي خرج هو شيبو تاكوما في السنة الأولى. على الرغم من أنه في البداية كانت هناك الكثير من الشائعات السيئة عنه من زملائه في الفصل، إلا أن موقفه تغير بشكل كبير قرب نهاية أبريل.
تأكيده لذاته قوي كالمعتاد، لكنه لم يشعر بالحاجة إلى دفعه بعد الآن.
طموحاته و رغبته في تولي القيادة لا تزال موجودة، ولكن بإلقاء نظرة فاحصة عليه، يمكنك ملاحظة أن موقفه السابق من الرضا عن النفس قد اختفى تماما في معظمه.
حسنا، بادئ ذي بدء، لا يمكن تغيير طبيعته ذات الدم الحار بسهولة، لكنه وصل إلى نقطة يمكنه فيها الاعتذار بصدق و التفكير إذا أشرت إلى أخطائه. قبل كل شيء، يمكن لأي شخص أن يقول إنه يبذل جهدا من أجل “التغيير” و “النمو”، و بالتالي حصل على التعاطف وحتى الثقة من زملائه في الفصل. لقد تراكمت إلى درجة أنه خلال مسابقة المدارس التسعة، أصبح تلقائيا قائدا للطلاب التسعة من السنة الأولى المسجلين في فريق الثانوية الأولى.
دون أي غطرسة، زاد من قدراته بشكل مطرد. اعتبارا من اليوم، لم يعترف زملاؤه في الفصل فحسب، بل أيضا العديد من كبار الطلاب بجهوده علانية. كانت هونوكا تحمل أيضا سوء النية تجاه تاكوما في البداية بعد الحادث مع تاتسويا. ومع ذلك، في الوقت الحالي، لم يكن لديها انطباع سيء عنه. بإمكانها أن تدرك بتواضع أنه شاب واعد.
“عفوا، لدي موعد مع الرئيس إيغاراشي.”
“مع الرئيس؟ جاءت هناك قبل لحظات قليلة و اضطر إلى الخروج”.
ذكرت هونوكا أنها ستأتي قبل الخروج من غرفة مجلس الطلاب. ومع ذلك يبدو أن نوعا من المشاكل قد ارتفع. وعلى الرغم من أن جهود الرئيس السابق هاتوري قد تركزت على إلغاء وصمة العار التي تنص على أن الطلاب المتفوقين فقط هم الذين يمكنهم الوصول إلى مناصب مهمة، يبدو أن إيغاراشي له تأثير سلبي على مواقف الناس. اعتقدت هونوكا أنه سيكون من الرائع أن يكون ذلك مجرد مصادفة. على الرغم من أنها لا ينبغي أن تقلق بشأن وضع الآخرين بالنظر إلى حالتها العقلية، إلا أن هذا بلا شك من طبيعتها الجيدة في التحدث. في هذا الصدد، لم تستطع هونوكا الشكوى حقا من إيغاراشي.
“هل هو عمل عاجل؟”
بينما اعتقدت هونوكا أنه لا يمكن فعل شيء حيال ذلك  و بدأت في العودة، أوقفها صوت تاكوما.
“نعم ولكن بما أنه غير موجود اعتقدت أنني سأعود لاحقا.”
“انتظري لحظة من فضلك.”
هل تاكوما مسؤول عن الاتصالات، بدلا من ذلك أخذ سماعة الرأس اللاسلكية التي تحتوي على ميكروفون. لقد كان جهازا مدمجا بمساعدة موجات الدماغ. ارتدى سماعة الرأس و استدار نحو محطة سطح المكتب.
“هذا هو المقر الرئيسي، شيبو يتحدث … ميتسوي-سان من مجلس الطلاب هنا … نعم، فهمت. سأنقل الرسالة”.
خلع تاكوما سماعة الرأس ووقف، ثم استدار نحو هونوكا.
“ميتسوي-سينباي، طلب مني الرئيس أن أخبرك أن تنتظري إن أمكن، لأنه في طريقه.”
“في طريقه … كم من الوقت سيستغرق؟”
“لم يكن دقيقا ولكن إذا أخذنا الأمثلة السابقة في الاعتبار، فسأقول حوالي خمس دقائق.”
خمس دقائق هي تقريبا مقدار الوقت الذي تستغرقه للعودة إلى غرفة مجلس الطلاب. نظرا لأنها لم ترغب حقا في العودة إلى هناك بعد، قررت هونوكا الموافقة على اقتراح تاكوما و الانتظار.
(ومع ذلك، في هذه الأيام، لم أفعل شيئا سوى العمل خارج المكتب، لا بد أن العمل المكتبي يتراكم …)
ومع ذلك، الأمر خاصة عندما لم تفعل هونوكا أي شيء و حاصرت نفسها عن غير قصد. هذا أيضا بسبب طبيعتها.
(من المحتمل أن ينتهي الأمر في غمضة عين إذا كان تاتسويا-سان سيساعد … على الرغم من أنني لا أستطيع أن أطلب هذا منه، إلا أنه سيكون بالتأكيد محرجا …)
(ولكن، من المؤكد أن ميوكي ستتولى المهمة … حتى بدون أن أقول أي شيء، وإذا كانت ستطلب مساعدة تاتسويا-سان … إذن ألن يظنوا أنني غير ضرورية!؟) جعلت هونوكا وجهها شاحبا بنفسها.
“أمم … ميتسوي-سينباي، هل تشعرين بتوعك؟”
إذا نظرت إليها من الخارج، فستصل ثماني أو تسع مرات من أصل عشرة إلى هذا الاستنتاج. حتى لو كنت شخصا أنانيا مثل تاكوما.
“إيه!؟” ومع ذلك، في حالتها الحالية، بالطبع فإن معنى هذا السؤال سوف يطير فوق رأس هونوكا. في المقام الأول، لم تكن تفكر كثيرا بقدر ما كانت عالقة في أوهام شديدة، ولم تكن من النوع الذي يمكنه إبعاد هذا النوع من الأفكار على الفور عندما يقاطعها شخص ما.
“حقا، لا شيء.” ومع ذلك، فإن رد الفعل هذا، بغض النظر عن الطريقة التي نظرت بها إليه فهو مجرد خدعة.
اعتقد تاكوما ذلك أيضا. وفي ذهنه، أضاف تفسيره الخاص.
“ميتسوي-سينباي، كيف أقول هذا …”
“نعم؟”
“أمم … أنا أفهم تماما أن هذا ليس من شأني ولكن، حول مسألة شيبا-سينباي …”
“انتظر لحظة، شيبو-كن؟ فقط ما الذي تتحدث عنه؟”
حاولت هونوكا المرتبكة منع الكلمات من الخروج من فم تاكوما.
ومع ذلك، حتى لو كان تاكوما مخطئا بشأن حالة هونوكا، فمن المؤكد أنه لن يسيء فهمها سبب موقفها المكتئب. ذلك على وجه التحديد لأنه على حق أن هونوكا مرتبكة. ما تاكوما على وشك قوله، لم ترغب هونوكا في سماعه.
“أعتقد أنه يجب عليك التخلي عن شيبا-سينباي.”
على الرغم من ذلك، قال تاكوما ذلك.
“توقف!”
“ولكن بهذا المعدل، أنت من سيعاني يا سينباي!”
لقد غيّر تاكوما موقفه هذه الأيام، وقد تحسن سلوكه بشكل كبير. ومع ذلك، لم يتخل عن طموحه بعد. لا يزال لديه أمل في أنه كساحر واعد، من خلال جعل هونوكا حليفة له، يمكنه الاقتراب من شيزوكو في النهاية. ولكن قبل كل شيء، انجذب تاكوما إلى هونوكا.
حدث ذلك في اليوم الذي وقع فيه تاكوما بالمتاعب مع كاسومي، و انتهى به الأمر بالقتال ضد توأم سايغوسا. لقد وبّخه الكثير من الناس، لكن هونوكا مدت يد العون نحوه. بالحديث بموضوعية، كان الشيء الوحيد الذي فعلته في ذلك الوقت هو الاتكاء عليه و سؤاله “هل يمكنك الوقوف؟”، لم يكن الأمر كما لو أنها قدمت له يدها أو أي شيء.
ما بدأ بتزيين تلك الذكرى من جانب واحد لم يزدهر بعد إلى مشاعر رومانسية كاملة. لم يكن لديهم حقا العديد من المناسبات للتحدث مع بعضهما البعض أيضا حتى يكون هذا الوصف مناسبا.
على الرغم من أن اليوم، عن طريق الصدفة، كان الاثنان بمفردهما، ومن قبيل الصدفة، فقد شهد أيضا محنة هونوكا بسبب مشاعرها التي لم يتم الرد عليها. يمكنك القول أن تاكوما يلمس الدائرة.
“سينباي! أنا ــــ!” أغلقت هونوكا عينيها و غطت أذنيها بيديها. مد تاكوما ذراعه نحو يدي هونوكا.
“شيبو، ماذا تفعل …؟”
ومع ذلك، هذا هو قدر ما سيصل إليه. أوقف صوت الرئيس إيغاراشي، الذي وصل لتوه إلى المقر، تاكوما.
لم يكن إيغاراشي وحده. خرجت شيزوكو فجأة من خلفه و توقفت أمام هونوكا، و دفنت رأس هونوكا في صدرها.
“شيزوكو …؟”
“نعم.” ربتت شيزوكو بلطف على ظهر هونوكا عدة مرات لتخبرها أن كل شيء على ما يرام الآن. غادرت الصلابة جسد هونوكا. وجّهت شيزوكو عينيها الباردتين نحو تاكوما بينما لا تزال تعانق هونوكا.
“ماذا كنت تقول؟” كانت نبرة صوتها مناسبة للنظرة التي تعطيها له.
“حسنا، هذا …” كان تاكوما ينوي إنهاء جملته التي بدأت ب “أنا ـــ” بالقول “أنا قلق عليك!”.
“محاولة إغواء شخص ما عندما يشعر بالإحباط، أنت الأسوأ.” اتهمته شيزوكو. ومع ذلك، لم يكن الأمر خاطئا تماما.
السبب في أن تاكوما لم يكن قادرا على الإجابة هو بالتأكيد لأنه هو نفسه كان مدركا لذلك.
“دعينا نذهب، هونوكا؟” شيزوكو أخرجت هونوكا من مقر مجموعة إدارة الأندية. لم تخرج أي كلمة احتجاج من فم تاكوما.
إيغاراشي، الذي جاء للوفاء بوعده، لم يستطع فعل أي شيء سوى الوقوف هناك مذهولا.
◊ ◊ ◊
في ذلك اليوم، لم تعد هونوكا إلى منزلها. كالعادة كانتا عائدتين إلى المنزل من المدرسة بشكل منفصل عن تاتسويا و ميوكي، عندما وصلتا إلى المحطة شيزوكو أمرت هونوكا بالبقاء في منزلها. لم تسأل حتى عما إذا كانت على ما يرام مع ذلك. لقد كان قرارا أحادي الجانب.
ليس الأمر كما لو أن البقاء في منزل شيزوكو مزعج أو أي شيء. هي تدرك ترددها الحالي و أنها إذا تُركت بمفردها، فمن المحتمل أن تشعر بالاكتئاب بسرعة كبيرة، ولهذا السبب تم الترحيب بدعوة شيزوكو.
تناولت العشاء مع والدي شيزوكو، الذين سارعا إلى المنزل، و كالعادة دخلتا الحمام معا. ومع ذلك، بمجرد الوصول إلى هناك، لم تظهر الثرثرة المعتادة. ما اختلف عن المعتاد هو حقيقة أن شيزوكو أخذت هونوكا إلى غرفتها بعد ذلك.
لدى هونوكا غرفتها الخاصة في منزل عائلة كيتاياما. على الرغم من أنها مجرد غرفة ضيوف على الورق، إلا أن الحقيقة هي أن هذه غرفة تستخدمها هي فقط. يتناسب التصميم الداخلي مع أذواق هونوكا و يمكنك حتى العثور على ملابسها الداخلية في الخزانة. على الرغم من ذلك، لم يكن هناك الكثير من استخدام هونوكا نفسها لهذه الغرفة. عندما تبيت هونوكا، عادة ما تتسكع في غرفة شيزوكو، حتى أنها تنام هناك في الواقع. لكن شيزوكو أخذتها اليوم إلى “غرفة هونوكا”. جلست هونوكا بطاعة على سريرها، مقارنة بلحظات قليلة مضت، بينما ترتدي تعبيرا سعيدا أثناء العشاء، يطفو الآن على وجهها تعبير قاتم و مؤلم. جلست شيزوكو أمامها. ركعت على الأرض في وضعية سيزا. بالطبع، جالسة على السرير، كان وجه هونوكا أعلى. نظرت شيزوكو إلى وجه هونوكا المحبط و المتألم مباشرة.
“هونوكا”.
“أنا أعلم …”
حاولت هونوكا الهروب من نظرة شيزوكو من خلال النظر إلى الأسفل أكثر.
“ربما تشفقين علي الآن …”
بصوت مرتجف هدد بالتحول إلى بكاء في أي لحظة، قالت هونوكا ذلك.
“على الرغم من أنني بخير تماما.”
“لكنك تصنعين مثل هذا الوجه.”
“هاه …؟” رفعت هونوكا رأسها. لم يتغير تحديق شيزوكو منذ الوقت الذي جلست فيه على الأرض، لا يزال ثابتا على هونوكا.
“هونوكا، هذا الأسبوع بأكمله ارتديت مثل هذا التعبير.”
“أي نوع من التعبير …؟”
“تعبير مثير للشفقة.”
لم تستطع هونوكا إلا أن يصاب بالصدمة.
“لا يمكن أن يكون …”
“حتى أسوأ من شيبو.”
دون أن تتراجع عن أي شيء، أشارت شيزوكو إلى ذلك.
“كل من ينظر إليك في محيطك يقول الشيء نفسه.”
“لا أريد ذلك! لا أريد أن يشفق علي الآخرون!”
“لا يهم ما تعتقدين يا هونوكا. إنهم يفكرون هكذا من أجل مصلحتهم”.
شيزوكو، أمسكت بإحكام كلتا يدي هونوكا بعيدا عن تغطية عينيها، و حدقت مباشرة في عينيها.
“إنهم يظهرون التعاطف لأنهم يشفقون عليك، لكن عند القيام بذلك، يمكنهم طمأنة أنفسهم بأنهم ليسوا بائسين”.
“أنا … أنا لست بائسة!”
“همم نعم.” أومأت شيزوكو برأسها على الكلمات التي تمكنت هونوكا من الضغط عليها. طابقت هونوكا نظرة شيزوكو بمحض إرادتها.
“أعلم أنك يا هونوكا ليست بائسة. كل ما في الأمر أن الجميع لا يعرفون ذلك”. لم تكن شيزوكو تنظر إلى أي شيء سوى هونوكا طوال هذا الوقت.
“إنهم لا يعرفون عن عزيمتك يا هونوكا. إنهم لا يعرفون أنك قوية يا هونوكا”. أومأت هونوكا بعينيها.
“هذا لأنك يا هونوكا لم تظهري لهم أنك لست بائسة.”
أطلقت شيزوكو يديها و وقفت.
“هونوكا …” هذه المرة، شيزوكو هي التي تنظر من الأعلى.
“يوم الإثنين …” هونوكا بتعبير خطير على وجهها.
“أرني أنه لا يوجد سبب لأي شخص للشفقة عليك.”
دون انتظار “نعم” أو “لا” من هونوكا، غادرت شيزوكو الغرفة.
◊ ◊ ◊
الأحد 13 يناير. ذهب تاتسويا إلى FLT. لم يكن مركز تطوير الـ CAD، بعبارة أخرى القسم الثالث، مختلفا بشكل خاص عن المعتاد على الرغم من أن اليوم عطلة.
على الرغم من أن هذا المكان، كما يوحي اسمه، يدور بشكل أساسي حول تطوير الـ CAD، إلا أن تاتسويا لم يكن يعمل حاليا على تطوير CAD ولا برنامج متعلق بالـ CADs. هو يعمل على الفرن النجمي الخاص به، وهو مورد توفير الطاقة، و تصميم المصنع النموذجي للاستخدام السحري غير العسكري.
لم تكن الشركة على علم بأن تاتسويا بدأ في صنع شيء من هذا القبيل. أساسا لأنه لم يبلغ عن ذلك. بعد كل شيء، لم يكن تاتسويا موظفا في FLT بالضبط، بل باحثا متعاقدا حاليا. بمعنى أنه بصرف النظر عن بنود السرية التي عليه احترامها، لديه قدر كبير من الحرية.
نظرا لمنصبه، استفاد تاتسويا من غرفة خاصة تحت تصرفه في القسم الثالث، لذلك إذا أراد حقا القيام بالأشياء سرا، فذلك ممكن. حتى أوشياما، الذي يعتبر النصف الثاني من توراس سيلفر، لم يكن على علم بذلك بعد.
ومع ذلك، فإن مواقف الأعضاء الآخرين لم تتغير أبدا.
“آه، صباح الخير أيها السيد الشاب.”
“السيد الشاب، صباح الخير.”
أثناء توجهه نحو غرفته الخاصة، استقبل الكثير من الناس تاتسويا. كانوا على دراية بالفعل بهويته كعضو في عائلة يوتسوبا. ذلك لأن تاتسويا قد جمعهم جميعا بالفعل و أعلن هذا علنا في وقت سابق من هذا العام. ومع ذلك، لم يتغير موقفهم و خاطبوه كالمعتاد ب “السيد الشاب”. يبدو أن المناصب في القسم الثالث جذبت الأشخاص الذين أداروا ظهورهم للسلطة، لذلك ليس من المستغرب أن معرفة أنه جزء من عائلة يوتسوبا لم تؤدي إلى أي رد فعل يتجاوز “ماذا عن ذلك”.
بفضل ذلك، يمكنه التركيز على خططه لمشروعه الخاص. مشروع الاستخدام السحري غير العسكري (استخراج كل من المواد المفيدة و الضارة من المنطقة الساحلية للمحيط الهادئ باستخدام الكهرباء المولدة من الفرن النجمي)، مشروع “ESCAPES”. إنه “وسيلة الهروب” للسحرة من مصيرهم كأسلحة حية. في البداية، تم إنشاء هذا المشروع كوسيلة “للهروب” من تأثير عائلة يوتسوبا و تزويده بوسائل العيش بعد ذلك. على الرغم من أن دوافعه الآن مختلفة قليلا كجزء من عائلة يوتسوبا الرئيسية، إلا أنها لم تغير حقيقة أنه سيكون تقدما كبيرا للتطبيقات غير العسكرية للسحر. مع مفاعل الاندماج النووي الذي يعمل بالسحر، يمكن إنتاج الكهرباء و الوقود المستقرين. علاوة على ذلك، يمكن تأمين مكانة مهمة في المجتمع الصناعي فقط من خلال المنتج الثانوي لتوريد الموارد المعدنية من البحر. نتيجة لذلك، سيتمكن السحرة من إعالة أنفسهم دون إجبارهم على الالتحاق بالجيش. هذا هو التفكير الأساسي وراء مشروعه.
المصادر الحالية للطاقة الكهربائية هي الطاقة الطبيعية مثل الحرارة من أشعة الشمس و قوة الرياح و الكتلة الحيوية. نتيجة لزيادة الاعتماد على هذه الطاقة المتجددة، أصبحت الصناعات الحديثة تعتمد بشكل كبير على الظروف الجوية.
بالطبع، هذا أفضل بكثير من مجتمع يعتمد على الطاقة الأحفورية و طاقة الانشطار النووي. ومن الأهمية بالنسبة للتنمية طويلة الأجل على وجه الخصوص أن تحمي البشرية البيئة بنشاط. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن هذا أثار حالة غير مستقرة لتسليم الوقود. النظام وراء الأقمار الصناعية المدارية المجهزة بألواح شمسية ضوئية هو أيضا أحد المشاريع المخصصة لتقليل هذا الاعتماد على الظروف الجوية لإمدادات الطاقة.
يتكون المخطط التقريبي لفرن تاتسويا النجمي من أربع نقاط حاسمة: الفرن نفسه ينتج الكهرباء. ثم يستخدم هذه الطاقة الكهربائية ومن درجات الحرارة المرتفعة يخلق غاز الهيدروجين عن طريق التحليل الكهربائي. وهكذا مرة أخرى باستخدام الطاقة الكهربائية للفرن، يتم إنتاج المياه العذبة باستخدام التناضح العكسي على مياه البحر. و بالتالي فإن بقايا العملية السابقة هي مياه بحر عالية التركيز، حيث يمكن استخراج الموارد المفيدة و كذلك المواد السامة.
على الرغم من أن معرفة تاتسويا بالتكنولوجيا الصناعية ظلت على مستوى طالب في المدرسة الثانوية. لن يكون من المفيد عدم التعاون مع المتخصصين في أمور أخرى غير الفرن النجمي نفسه. على الرغم من أن تصنيع غاز الهيدروجين و جمع جميع الموارد القابلة للاستخدام في مياه البحر يمكن أن يتم مباشرة بالسحر، فإن مسؤوليات السحرة ستكون نتيجة لذلك. إن استخدام السحرة كجزء من العملية الهندسية نفسها سيكون خطأ في وسيلة الغاية، علاوة على ذلك لم يكن ما أراده تاتسويا.
(يجب أن يكون الأشخاص الذين يجب أن يتعاملوا مع المجتمع غير السحري هم المجتمع السحري نفسه. سيكون من الأسهل العثور على شركاء إذا تم استخدام اسم يوتسوبا، علاوة على ذلك سيتم تجنب معارضة جمعية السحر. لذا فإن المشكلة تكمن في اتخاذ ترتيبات ملموسة).
تم الانتهاء من العمل الأساسي بالفعل. يجب أن تكون الخطط المفاهيمية للفرن النجمي جاهزة في غضون 3 أشهر، و يمكن توقع تصميم خط الأساس في غضون نصف عام. منذ ذلك الحين، على تاتسويا أن يعترف بأنه سيحتاج إلى التعاون.
(قد يكون الأمر سريعا جدا بالنظر إلى أنني ما زلت طالبا في المدرسة الثانوية …)
لن يتمكن من العثور على أي شخص على استعداد للمشاركة بسبب صغر سنه. هذا هو أكبر سبب للقلق لدى تاتسويا في الوقت الحالي.

الفصل 2 : 8 يناير، اليوم الأول من الفصل الدراسي الجديد. ذهبت مجموعة تاتسويا المكونة من ثلاثة أشخاص إلى المدرسة قبل 30 دقيقة من الوقت المعتاد. لم يكن ذلك بسبب نوع من حفل الافتتاح. على الرغم من أن الثلاثة أعضاء في مجلس الطلاب، إلا أن ذلك لم يكن لأنهم بحاجة إلى الاستعداد لحدث يتعلق ببداية الفصل الدراسي الجديد أيضا. سبب ذهابهم إلى هناك في وقت مبكر هو أنهم تلقوا رسالة مباشرة من المدرسة. بالأمس، تلقى تاتسويا و ميوكي رسالة بريد إلكتروني تطلب منهما الحضور إلى مكتب المدير قبل افتتاح المدرسة. وصل البريد الإلكتروني في فترة ما بعد الظهر. في ذلك الوقت، على الرغم من أن ميوكي لا تزال في المنزل، كان تاتسويا متجها بالفعل نحو FLT. لذلك، فقط بعد العشاء أتيحت لهم الفرصة للتحدث عن ذلك، فهموا على الفور السبب وراء الاستدعاء. سيكون من الصعب التفكير في أي سبب آخر غير التأكيد الأخير لجمعية السحر حول مناصب تاتسويا و ميوكي حول كونهما جزءا من عائلة يوتسوبا. مزيج من الاستجواب و التوبيخ لإبلاغ المدرسة بمعلومات كاذبة عن هوياتهم و الضغط لضمان أنهم، على الرغم من حقيقة أنهما مخطوبان، سيظلان يتصرفان باعتدال داخل أرض المدرسة. هذه الأنواع من الأشياء متوقعة. سيثبت هذا التنبؤ أنه على الفور. أمام تاتسويا و ميوكي كان نائب المدير ياوساكا، وفي عمق المكتب، خلف مكتب مهيب، كان المدير نفسه، موموياما أزوما. في هذه الأثناء، كانت مينامي في فصلها الدراسي. البريد موجه إلى تاتسويا وميوكي فقط. “إذن، أنت تقول إنك لم تكن تنوي أبدا إبلاغ المدرسة بمعلومات كاذبة؟” “نعم. بما أنه تم تسجيله في سجل الأسرة، حتى الآن أنا صدقته أيضا”. من الممكن أن يكون موموياما عابسا بسبب نبرة تاتسويا العسكرية، أو ربما ذلك بسبب موقفه الرزين، الخالي من أي توتر، والذي أعطى شعورا أنه يقترب من الوقاحة. أصبح ياوساكا مدركا تماما للتغيرات المزاجية للمدير على مر السنين و بدأ يشعر بالتوتر بنفسه بينما استمر في استجواب تاتسويا. “إذن هذا يعني أن سجل الأسرة قد تم تزويره؟ في حالة قيام الأوصياء عليك بتزوير الأوراق الرسمية عمدا، فهناك احتمال أن يتم محوك من سجل المدرسة”. “حول ذلك، سمعت أنك تلقيت بالفعل خطاب اعتذار من والدي بالإضافة إلى وثائق تشرح هذه القضية برمتها.” “لقد تلقيت بالتأكيد مثل هذا الخطاب. أن هناك خطأ كتابي من والدتك الراحلة في شهادة ميلادك وأنك لم تلاحظه حتى الآن، كان هذا كل شيء. ومع ذلك، فأنا أشكك في فكرة أنه من المستحيل عدم ملاحظة مثل هذا الخطأ لمدة تصل إلى 17 عاما”. “والدي لا يهتم بي. الآن بعد أن فكرت في الأمر، ربما ذلك لأنني لم أكن أبدا ابنه البيولوجي”. حتى بعد سماعه عن أحد الوالدين لا يهتم أبدا بابنه، لم يتزعزع تعبير ياوساكا بشكل خاص. ذلك لأن هذا النوع من القصص، سواء في الحاضر أو الماضي، لم يكن نادرا. لذلك، لم يفكر في عذر تاتسويا على أنه كذبة. “المدير، لا أعتقد أن تفسير شيبا-كن يحتوي على أي نقاط غريبة بشكل خاص.” لم يرد موموياما بإجابة على الفور. “تم بالفعل تصحيح البيانات العامة، بما في ذلك سجل الأسرة. إذا أخذنا الظروف الخاصة لعائلاتهم في الاعتبار، لا أعتقد أن هناك حاجة للعقاب، ما رأيك؟” “أنا أفهم الظروف.” أومأ موموياما برأسه بشكل رسمي. من ناحية أخرى، أظهر ياوساكا علامات واضحة على الاسترخاء. “في الواقع، لا أحد منكما مسؤول عن هذا. ليس مكان الفريق التعليمي لإنزال العقاب بالطرف البريء. ومع ذلك، حتى إذا تم إلغاء محوك من سجل المدرسة هذه المرة، فلا تنس ما يمكن أن تحدثه هذه الأخطاء. يرجى نقل هذا التذكير المهم إلى والديك”. “فهمت”. من أجل مطابقة انحناء تاتسويا، قامت ميوكي بانحناءة مهذبة أيضا. “من الآن فصاعدا، على الرغم من أنكما مخطوبان، سأطلب منكما التصرف باعتدال داخل مبنى المدرسة. مع وضع ظروفكما الخاصة في الاعتبار، لا أخطط لمعارضة تعايشكما”. “شكرا جزيلا.” انحنى الأشقاء تجاه موموياما مرة أخرى. “…حتى الآن هناك الكثير من الأشياء التي تم تبريرها لأنكم أشقاء، ومع ذلك، لا تنسوا أنه من الآن فصاعدا سيُنظر إليكما على أنكما مخطوبان”. “فهمت”. بعد أن لفت ياوساكا انتباههما إلى هذه الحقيقة، انتهى الاستجواب و التحذير في مكتب المدير. ◊ ◊ ◊ انتهى “خطاب” نائب المدير و المدير أسرع بكثير مما هو متوقع. ومع ذلك، مقارنة بالوقت المعتاد، كان تاتسويا متأخرا قليلا في الذهاب إلى الفصل 2-E. “آه، ها هو.” ربما هذا هو السبب في أن إيريكا كانت تنتظر بجانب النافذة حتى وصوله. “يو تاتسويا. لقد مرّ بعض الوقت.” يبدو أن ليو، بعد أن علم أن تاتسويا لم يصل بعد، قد عاد إلى فصله الدراسي لفترة من الوقت. استقبله ليو من الخلف عندما مر بالفصل F. “إيريكا، ليو، لقد مرّ وقت طويل.” توقف تاتسويا في الردهة و أجابهما هكذا. بالمناسبة، السبب في أن اسم إيريكا هو أول ما خرج من فمه هو أنه بخلاف ذلك ستدخل إيريكا في مزاج عابس. “تاتسويا-كن، متى عدت من طوكيو؟” في اللحظة التي استفسرت فيها إيريكا عن ذلك، تذكر تاتسويا أنه قطع وعدا بالإبلاغ بمجرد أن ينتهي من عمله. “قبل أربعة أيام. آسف لعدم إطلاعكم”. لم يكن تاتسويا من النوع الذي ينسى الأشياء. لنكون أكثر دقة، لم يكن قادرا على نسيان الأشياء. ومع ذلك، هذه المرة، لم يكن لديه حتى وقت الفراغ لتذكرها. “لا بأس. ل بد أن الأمر كان صعبا جدا، أليس كذلك؟ “أعرف جيدا، لكن على أي حال، من المحتمل أن يكون الأمر أسوأ من الآن فصاعدا. لقد تجاوزتُ بالفعل الصدمة الأولية، لذا لا توجد مشكلة من ناحيتي”. شعر تاتسويا بمفاجأة طفيفة من كلام ليو غير المتوقع. لم يكن مفاجئا على الإطلاق أن تكون إيريكا على دراية بالرسالة الأخيرة من عائلة يوتسوبا إلى بقية جمعية السحر. تم إدراج عائلة تشيبا في قائمة العائلات المختلفة التي تم إرسال نسخ مكررة من الرسالة المذكورة إليها بعد كل شيء. ومع ذلك، لم يكن لمنزل ليو أي علاقة بمجتمع السحر الياباني. في الواقع، جاءت جينات ليو السحرية من جده الذي كان لاجئا من ألمانيا، وليست لديه روابط دم مع أي عائلة ساحرة أخرى تستغلها اليابان. هذا هو السبب في أنه لا ينبغي أن يكون لديه الوسائل للحصول على معلومات من جمعية السحر ولا حتى سماع شائعات من أي من المنازل التي هي جزء منها. هل انتشرت المعلومات عني وعن ميوكي و علاقة عائلة يوتسوبا بالفعل إلى هذا الحد … تم تقديم إجابة السؤال الذي طرحه تاتسويا على نفسه بعد ذلك بوقت قصير. بمجرد دخوله الفصل، تجمعت نظرات جميع زملائه عليه، ثم ابتعدت على الفور. “صباح الخير.” فهم تاتسويا بشكل أو بآخر ما يفكر فيه الآخرون، ومع ذلك، استقبل ميزوكي التي تجلس بجانبه كالمعتاد. “آه، أمم، صباح الخير …” كما هو متوقع، تجنبت ميزوكي عينيها على الفور بعد إعادة التحية. من الواضح أنها سمعت عن وضع تاتسويا و ميوكي. أدار تاتسويا عينيه بعيدا عن ميزوكي و أخرج المحطة المرفقة بمكتبه. الشخصان اللذان تحدثا مع تاتسويا قبل دخوله الفصل الدراسي. أرسلت إيريكا، التي تضع مرفقها على الإطار السفلي للنافذة، و ليو الذي كان خلفها مباشرة، نظرات قلقة في طريقه. التقى تاتسويا بنظراتهما و ارتدى تعبيرا يقول “لا تقلقا”. هذا الصباح، لم يظهر ميكيهيكو في الفصل 2-E. ◊ ◊ ◊ انتهت الفصول الصباحية. يبدو أن طريقة زملاء تاتسويا في التعامل معه كانت تجاهله قدر الإمكان. لم يتحدث تاتسويا عادة كثيرا مع زملائه في الفصل في المقام الأول ؛ ومع ذلك، هذه هي المرة الأولى التي لا يخاطبه فيها شخص واحد لمدة نصف يوم. على الرغم من حقيقة أنه حافظ على مسافة، فقد كان من الأحداث اليومية أن يطلب منه الناس المساعدة عندما يواجهون مشاكل. لم يهتم تاتسويا بنظرات زملائه في الفصل، حتى لو كانت مليئة بسوء النية أو العداء. إذا كانوا مستعدين لنبذه، فسيتعين عليه فقط أن يغلق و ينكر وجودهم. ليس الأمر كما لو أن تاتسويا يكره البشر. لكن في الوقت نفسه، ليس الأمر كما لو أنه يحبهم بشكل خاص ــــ بما في ذلك نفسه. شعر تاتسويا بقوة أنه طالما ميوكي بالقرب منه، فلن يحتاج إلى أي شيء آخر. لم يكن وجود أشخاص آخرين غير ميوكي ذا أهمية حقيقية بالنسبة له، على الرغم من أنه من الأفضل وجود أشخاص من أجل عيش حياة مدرسية ممتعة، إلا أنه لم يذهب إلى أبعد من ذلك. لهذا السبب، أراد الحفاظ على علاقات جيدة على الأقل حتى لا يسمح لها بالتحول إلى علاقات عدائية واضحة. في الجو الحالي، سيكون من غير السار اتخاذ الخطوة الأولى. هذا ما اعتقده تاتسويا. “ميزوكي، أنا ذاهب إلى غرفة مجلس الطلاب، هل يمكنك أن تنقلي ذلك إذا سأل أي شخص.” “نعم نعم!” أظهر صوت ميزوكي نحو تاتسويا علامات الخوف. حتى لا يفقد ميزوكي تماما، من الضروري التفاعل معها، حتى على حساب إخافتها. لم يكن تاتسويا يكذب عندما قال إنه متجه نحو غرفة مجلس الطلاب. ومع ذلك قام بالدوران أمام الباب. ذلك لأن هونوكا و شيزوكو في الداخل. دون فتح الباب أو استخدام “بصره العنصري”، يمكنه فهم هذا كثيرا، إذا تم فصلهما بباب واحد فقط. ستكون قصة أخرى إذا استطاعوا أن يجعلوا من الصعب ملاحظة وجودهم مثل تاتسويا، بالنسبة له، أصبح هذا عملا غير واعي، ولكن من غير المرجح أن يخفي الطلاب العاديون وجودهم على أرض المدرسة. نظرا لأن هونوكا عضو في مجلس الطلاب، فلم يكن من المستغرب أن تكون حاضرة. كان معتادا أيضا على شيزوكو لقضاء الكثير من الوقت هناك أيضا. ومع ذلك، فإن حقيقة أن الاثنتين حاضرتين في هذا اليوم بالذات مفاجئة حقا. على عكس توقعاته، لم تكن ميوكي حاضرة في غرفة مجلس الطلاب. غادر تاتسويا المكان. سبب وجود هونوكا و شيزوكو في غرفة مجلس الطلاب هو الهروب من النظرات الغريبة التي ستتعرضان لها في غرفة الطعام. كانت حقيقة معروفة جدا في الثنوية الأولى أنهما صديقتان مقربتان لـ ميوكي. لم يكن عدد الفتيات في عامهن الثاني اللائي عرفن أيضا عن مشاعر هونوكا تجاه تاتسويا مجرد عدد قليل. للسبب نفسه، تجنبت ميوكي غرفة الطعام. أكثر من ذلك لأنها الشخص الذي تتحدث عنها الشائعات. بصفتها رئيسة مجلس الطلاب، غالبا ما تناولت ميوكي غداءها في غرفة مجلس الطلاب. اعتقد تاتسويا أن هذا سيكون هو الحال اليوم أيضا. إذا كان هناك أي شيء، فقد اعتقد تاتسويا أن الشخص الذي يريد تجنب ميوكي هي هونوكا، لكن يبدو أن الأمر عكس ذلك. مع الأخذ في الاعتبار ما قاله لهما المدير هذا الصباح، في الوقت الحالي، اعتقد تاتسويا أنه من الأفضل تجنب تناول الغداء معا. يبدو أن ميوكي اعتقدت أن هذا سيكون ضرورة أيضا. توصل تاتسويا إلى هذا الاقتراح بمجرد خروجهما من مكتب المدير، مرتدية تعبيرا غير راض قبلته على مضض. لهذا السبب، لم يحددوا أي مكان اجتماع معين. ومع ذلك، من خلال تركيز حواسه ولو قليلا، سيكون تاتسويا قادرا على معرفة مكان ميوكي على الفور. لم يكن من الصعب تخيل ما تنوي القيام به أيضا، بعد تأكيد موقعها، توجه تاتسويا نحو المكان الذي كانت فيه. باب السطح مفتوح. و بدون أدنى شك، ميوكي هناك. على الرغم من أن الثلج لم يسقط أو أي شيء من هذا القبيل، إلا أن درجة الحرارة لا تزال في النصف الأول فقط من نطاق الرقم الواحد. إذا فكرت في الأمر، لم يكن هناك أي طالب آخر سيأتي إلى هنا بمثل هذا الطقس البارد. لقد كان مكانا جيدا لشخص يريد أن يكون بمفرده. “آه أوني-ساما. لقد كنت في انتظارك.” حسنا، لم يكن الأمر بالضبط “شخص يريد أن يكون بفرده” على الرغم من أنه أشبه ب “أن يكونا هما الاثنين فقط”. يبدو أن هذه خطة ميوكي منذ البداية. “إذا كنت قد أخبرتني كنت سآتي على الفور كما تعلمين؟” ابتسمت ميوكي بهدوء لإجابة تاتسويا. “لا توجد طريقة لن يعرف بها أوني-ساما أين يجدني.” بما يتناسب مع الابتسامة التي تحولت نحوه، كان جسد تاتسويا محاطا بدفء لطيف. لم يكن مجرد خياله. هذا سحر ميوكي. “أوني-ساما، ما زلت لم تتناول الغداء بشكل صحيح؟ أرجوك اجلس هنا”. عرضت ميوكي المقعد المجاور لها. كانت تجلس حاليا على مقعد مكون من ثلاثة أشخاص، في الطرف الأيمن منه. نظرا لأن تاتسويا يخطط في الأصل للجلوس بجانبها، فقد قبل عرضها دون أي تحفظ. أخرجت ميوكي صندوقين بأحجام مختلفة من العبوة المعزولة التي ترتكز على حضنها. تركت الصغيرة في حضنها و قدمت الأكبر إلى تاتسويا. وغني عن القول أنها صناديق بينتو. “إذن قمت بإعداد صناديق بينتو؟” “نعم لقد أعددتها بعد أن ذهب أوني-ساما إلى تدريبه الصباحي. اعتقدت أنها ستكون مفيدة اليوم”. الآن بعد أن ذكرت ذلك، تذكر تاتسويا أن مينامي كانت تحمل حقيبة كبيرة إلى حد ما بينما كانوا متجهين نحو مكتب المدير. “أنا أرى. شكرا لك ميوكي.” اعتقد تاتسويا أنه من غير المجدي عدم التعبير عن امتنانه مسبقا. لكن هذا ليس بالضبط ما يجب أن يقوله، أو هكذا اعتقد. من المؤكد أن ميوكي أعدت صناديق بينتو لأنها توقعت ما سيحدث اليوم. وربما سبب التزام الصمت عنهم هو أنها لم تكن تريده أن يدرك مدى سوء الوضع. “لا تذكر ذلك. ومع ذلك، يبدو أننا سننتهي بتناول الغداء معا بعد كل شيء”. لم يستطع تاتسويا إلا أن يبتسم ابتسامة ساخرة على كلمات ميوكي الممزوجة بقليل من الازدراء. “إذا كنت قد أخبرتني عن صناديق البينتو هذا الصباح، لما اقترحت أن نأخذ وجبات الغداء بشكل منفصل.” “يا إلهي، هل هذا صحيح؟” على الرغم من لهجتها غير الراضية، ميوكي في مزاج مبهج. ربما لأنهما، مع وضع التفاصيل الصغيرة جانبا، يتناولان الغداء هما الاثنين فقط. ومع ذلك، في نظر تاتسويا، ربما تم خلط القليل من التبجح أيضا. “حسنا إذن. اسمحي لي أن أتعمق”. “من فضلك افعل.” بعد حصوله على الإذن، فتح تاتسويا غطاء صندوق البينتو. أظهرت ميوكي ابتسامة مؤذية و حملت زوجا من عيدان تناول الطعام تجاه تاتسويا. “على أي حال، يجب ألا تكون هناك مشكلة في السماح لي بإطعامك أيضا.” حافظت ميوكي على توازنها حتى لا تسقط صندوق البينتو في حضنها، و التقطت قطعة من غداء تاتسويا مع عيدان تناول الطعام الخاصة بها. ثم أحضرته بالقرب من فم تاتسويا. “اسمح لي.” بقول ذلك دون أي علامة على الذعر، حرك تاتسويا رقبته ليأكل ما كانت ميوكي تحمله بعيدان تناول الطعام دون لمسها. احمر وجه ميوكي بسرعة. أعادت ميوكي ترتيب وضعية جلوسها في حالة من الذعر و فتحت غطاء صندوق البينتو الخاص بها. بمعنى آخر، قامت للتو بحركة تدمير ذاتية. “صندوق البينتو الذي أعدته ميوكي كما هو متوقع، لذيذ حقا.” أثناء صراحته بذلك علانية، سرق تاتسويا نظرات جانبية على وجه ميوكي. و قدّر أن المضايقة لا ينبغي أن تذهب إلى أبعد من ذلك. لقول الحقيقة، أراد حقا أن يتابع ب “ألن تطعميني لفترة أطول قليلا؟” لكنه ضبط نفسه. “… كوننا نحن الاثنين فقط أمر رائع، ومع ذلك، فإن وجود السماء الشتوية فقط كمشهد يمكن أن يصبح محبطا للغاية. إذا تمكنا من العثور على فصل دراسي مناسب وغير مستخدم، أود الانتقال إلى هناك اعتبارا من الغد”. لم يرغب تاتسويا في أن تأخذ هذه النكتة الصغيرة منعطفا سيئا، لذا قام بتغيير الموضوع، نظرت إليه ميوكي، التي كانت تعلق رأسها لأسفل. “هل من المقبول بالنسبة لنا … أن نأكل معا من الغد فصاعدا؟” “أعتقد أنه قد يكون من الأفضل القيام بذلك على هذا النحو لفترة من الوقت. على الرغم من أن الأيام التي يكون فيها لمجلس الطلاب الكثير من العمل ستكون مختلفة”. على الرغم من أن ذلك يسير في الاتجاه المعاكس لما خططوا له هذا الصباح، إلا أن ميوكي لم تعترض. “دعنا نجد واحدة قبل نهاية اليوم.” قبضت ميوكي يديها في قبضتيها و أعلنت ذلك بقوة. “سأبحث عن واحدة بمفردي أيضا، لذلك لا تضغطي على نفسك بشدة.” عند ابتسامة تاتسويا، هدأ حماس الأخت الصغرى المشتعل. “ـــــ كيف كان الفصل A؟” بدأ تاتسويا هذه المحادثة بعد أن انتهى كلاهما من صناديق البينتو الخاصة بهما و تنظيفها. “أعلم أنه لا يمكن فعل شيء لكنه لا يزال غير مريح. يبدو أن الجميع ينظرون إلي من بعيد و يبدو أنهم جميعا يتحدثون من وراء ظهورنا”. “لم يخاطبني أحد اليوم أيضا.” “لم أتمكن حتى من التحدث إلى هونوكا أو شيزوكو.” بسماع هذا، عبس تاتسويا قليلا. “…هل كانتا غاضبتين؟” “طالما أتحدث إليهما مباشرة، فهما تردان ولكن … نعم. على الأقل لدي انطباع بأنهما تتجنباني”. بدت ميوكي حزينة بعض الشيء أثناء الإجابة. “ألن يكون الأمر على ما يرام حتى لو لم نتحدثي معهما حول هذا الموضوع؟ أعتقد أنهما ستفهمان أنه لم يكن لدينا خيار في هذه المسألة”. “…سيكون من الرائع لو كان هذا هو الحال”. كان لابتسامة ميوكي مسحة من الحزن مختلطة فيها. “أعتقد أنه سيكون على ما يرام. لا فائدة من القلق بشأن شيء لا يمكننا فعل أي شيء حياله”. وضع تاتسويا يده على خد ميوكي. ضغطت ميوكي بيدها على يده وأغلقت عينيها. “فهمت”. “قد يحسم الوقت كل هذا من تلقاء نفسه. في الوقت الحالي، ليس إلى نقطة يجب أن نكون فيها متشائمين حيال ذلك”. “أنا أرى … ومع ذلك، الأمر نفسه بالنسبة لك يا أوني-ساما”. وجّهت ميوكي نظرة مرحة نحو تاتسويا. “بما أننا نتحدث عنك يا أوني-ساما، فربما يفكر أصدقاؤك في تركك وحدك “حتى يستقر الوقت على الأمور” أيضا؟ أعتقد أنه في بعض الأحيان، يجب على المرء أن يتقدم لحل هذه الأنواع من المشاكل، ألا تعتقد ذلك؟” “لقد فهمتني.” ابتسم تاتسويا بسخرية بتعبير “لقد أصبت الهدف”. ◊ ◊ ◊ بعد عودته إلى المنزل، اتصل تاتسويا بالرقم المباشر لرئيسة عائلة يوتسوبا. على الرغم من أنه لم يسمح لـ تاتسويا بالاتصال مباشرة ب مايا حتى ليلة رأس السنة الجديدة، إلا أن علاقتهما الحالية كانت رسميا علاقة أم و ابن. ميوكي بجوار تاتسويا. على الرغم من أن هذا عادة هو الوقت المناسب لبدء إعداد العشاء، إلا أن ميوكي عرفت أن هذا الأمر له الأسبقية. لقد تركت عشاء الليلة في يد مينامي. “آسفة لأنني جعلتك تنتظر. توقيت تقريرك يا تاتسويا-سان ممتاز”. في الواقع، هذه المكالمة هي الثانية. خلال المكالمة الأولى، ظهر هاياما على الشاشة. طلب منهما معاودة الاتصال في غضون 20 دقيقة تقريبا، تعليمات اتبعها تاتسويا. “هل لديك طلب لنا؟” “هل تسمح لي بسماع قصتك أولا يا تاتسويا-سان؟” على الرغم من أن تاتسويا قلق بعض الشيء بشأن الأعمال التي قد تكون لديها معهم، إلا أنه اتبع طلبها بطاعة. “اليوم تم استدعاؤنا من قبل موموياما، مدير المدرسة الثانوية الأولى.” بدءا من هذا، أبلغ تاتسويا عما قيل خلال اجتماعهم. “موموياما-سينسي صارم جدا …” تركت مايا نغمة مسلية لسبب ما. إذا حكمنا من خلال الطريقة التي تتحدث بها عنه، فمن المحتمل أنهما معارف. “على أي حال، شكرا على الإبلاغ. لا يحتاج تاتسويا-سان إلى فعل أي شيء على وجه الخصوص”. “كما يحلو لك.” انحنى تاتسويا و ميوكي نحو الكاميرا. “هناك شيء أحتاج إلى إبلاغك به من جانبي.” بعد أن نظر كلاهما إلى الأعلى، بدأت مايا في الشرح. على ما يبدو، هم على وشك تلقي مهمة جديدة. بالتفكير في ذلك، تبنى تاتسويا موقف شخص يستمع باهتمام. “فيما يتعلق بمسألة إخطار جمعية السحر بشأن خطوبتك، يبدو أننا تلقينا احتجاجا رسميا من عائلة إتشيجو.” “أوبا-ساما، لماذا تفعل عائلة إتشيجو شيئا كهذا؟” على الرغم من أن صوت ميوكي ظل هادئا على السطح، إلا أن استياء قويا كان مخفيا تحته. لم يكن فهم هذا بهذه الصعوبة من طرف تاتسويا و مايا. “ليس من السهل قول ذلك.” في حين أن هذا قد يكون صحيحا، إلا أن مايا لم تحتفظ به لنفسها و بدأت في الشرح. لم يكن ذلك لأنها حساسة بشأن مشاعر ميوكي التي ترددت، بل بدا أنها تستمتع تماما بمشهد ميوكي وهي تكافح من أجل إبقاء عواطفها تحت السيطرة. “حجة عائلة إتشيجو هي أن روابط الدم وثيقة للغاية. موهبة الساحر هي ملك للأمة، ولن يكون من المفيد أن يعاني الجيل القادم من التشوهات الوراثية”. “هكذا فقط؟” “بالتأكيد هذا ليس كل ما في الأمر.” تاتسويا قاطع ميوكي التي على وشك الصراخ، و قدّم إلى مايا سؤالا. “إن الوقاية من التشوهات الجينية للأجيال القادمة ليست مصدر قلق يقتصر على السحرة. هذا هو السبب في أن القانون قد يمنع الزواج اعتمادا على درجة القرابة”. “قد لا يكون هذا هو السبب الوحيد لكنه بالتأكيد يشكل الجزء الأكبر من اعتراضهم”. “على العكس من ذلك، لا ينبغي أن يكون للعشائر العشر الرئيسية القدرة على التشكيك في صحة الارتباط القانوني. بالتأكيد لدى عائلة إتشيجو شيء آخر لتقوله؟ عند سماع نقطة تاتسويا، أعربت مايا عن ابتسامة راضية و أومأت برأسها. “إنه بالضبط كما قلت. كما هو متوقع منك يا تاتسويا-سان”. من ناحية أخرى، لم يعرب تاتسويا عن أي رضا عن الثناء. “إذن، ماذا قالوا بالضبط؟” “حسنا، هذا … اقترحوا أن يصبح ابنهم الأكبر خطيب ميوكي-سان”. “يرجى الرفض!” لإجابة مايا، ارتفع صوت ميوكي في ومضة. “ميوكي”. “لا بأس، تاتسويا-سان.” على الرغم من أن تاتسويا كان على وشك توبيخ ميوكي لرفع صوتها بهذه الطريقة، إلا أن مايا أظهرت تسامحا تجاه ردها اللطيف. “من الطبيعي أن تغضب ميوكي-سان. لدي أيضا مشكلة مع حقيقة أنهم ردوا بإشعار الزواج مع اقتراح زواج خاص بهم”. “في هذه الحالة، إجابة الرفض …؟” سألت ميوكي هذا بترقب. “لا ليس بعد، ميوكي-سان. لا أخطط للرد على عائلة إتشيجو لفترة من الوقت”. ومع ذلك، على عكس توقعاتها، كانت إجابة مايا “لا” خفية. “إذا كان هذا هو الحال، ألن يتأثر موقفنا؟” أجابت مايا على سؤال تاتسويا بإيماءة تحمل معنى “أعرف”. “لا أنوي ترك هذا كما هو إلى الأبد. لهذا السبب لا ينبغي أن يقلق كلاكما بشأن ذلك كثيرا، حسنا”. “لا تحركات غير حكيمة، أليس كذلك؟” “في الواقع. أنتما الاثنان عليكما فقط تقضيا الوقت معا بسعادة كالمعتاد”. إلى جملة مايا التي أكدت على كلمة “بسعادة”، “أوبا-ساما …” نظرت ميوكي بعيدا بتعبير محرج. “فهمت”. ومع ذلك، انحنى تاتسويا نحو الكاميرا مع الحفاظ على تعبير جاد. ◊ ◊ ◊ على الرغم من أنه الآن اليوم الثاني من الفصل الدراسي، لم يكن هناك تغيير في حياة تاتسويا و ميوكي الحالية في الثانوية الأولى. تردد الطلاب الآخرون في الاقتراب منهم، لكنهم لم يتمكنوا من إخفاء فضولهم. حسنا هذا ليس نوع الموقف الذي يمكن أن يتحسن في يوم واحد فقط بعد كل شيء ــــ يمكن أن يزداد الأمر سوءا بسهولة في يوم واحد. في الأصل، لدى ميوكي ميل إلى أن تكون نجمة الثانوية الأولى. المظهر و القدرة، فقط بسبب هاتين السمتين لها وحدها، من الصعب الاقتراب منها. و الآن، تمت إضافة النسب إلى هذا المزيج. ليس فقط زملائها في الفصل و الكوهاي ولكن حتى السينباي كانوا متوترين في حضورها. من ناحية أخرى، لم يكن عدد الأشخاص الذين شعروا في أعماق قلوبهم “بالخوف” تجاه تاتسويا مجرد عدد قليل. خوف. رعب. قلق. نوع الخوف و الرهبة و الرعب الذي قد يلهمه محارب استثنائي. وبعد أن علموا أن تاتسويا جزء من عائلة يوتسوبا، تضخمت هذه المشاعر. الاقتراب أمر مخيف للغاية وفي الوقت نفسه، يخشون تجاهله تماما. هذا التناقض جعل الأمر يبدو وكأنهم باردين تجاهه. الاهتمام الذي حملوه تجاههم، بالطبع، لم يكن فقط بسبب فضول طلاب المدرسة الثانوية الشباب. النجوم كونهم مركز الفضائح لم يكن شيئا جديدا. لم يستطيعوا إلا أن يكونوا فضوليين بشأن قصة الأشقاء الذين كانت لديهم علاقة جيدة جدا، وتم الكشف لاحقا عن أنهم أبناء عمومة، و انخطبوا وما زالوا، حتى الآن، يعيشون معا. قبل بدء الفصول الصباحية. بعد وقت قصير من وصولها إلى الفصل 1-C، كانت مينامي محاطة بحشد من الناس الذين بدا أنهم يتألفون بشكل أساسي من الفتيات. “كما قلت بالفعل، لم يتغير شيء عن قبل.” كانت مينامي تكرر هذه الإجابة عدة مرات بالفعل منذ وصولها. تباينت إجاباتها أحيانا بين “لم يفعلوا مثل هذا الشيء” إلى “لا يسمح لي بالرد على هذا” أو حتى “آسفة لا يمكنني الإجابة”. “إيه لكن، أنت معهما طوال اليوم، أليس كذلك؟” “هذا يعني، عندما ينامون أيضا … أليس كذلك؟” صرخة عالية النبرة ارتفعت من الحشد. مينامي من ناحية أخرى تنهدت تنهيدة سرية. “كما قلت بالفعل، تاتسويا-ساما و ميوكي-ساما لا يفعلان هذه الأنواع من الأشياء أبدا.” على الرغم من حقيقة أن مينامي تدرك جيدا أنهم لن يستمعوا، إلا أنها استمرت في الإجابة بأمانة. لقد فعلت ذلك لأنهم قد يأخذون صمتها كموافقة بخلاف ذلك. ربما فازت مثابرتها في النهاية لأن الأسئلة التالية كانت مختلفة. “بالمناسبة ساكوراي-سان، حتى ديسمبر كنت تدعين الأشقاء شيبا ب “تاتسويا ني-ساما” و “ميوكي ني-ساما” أليس كذلك؟ هل يمكن أن تكوني يا ساكوراي-سان أيضا عضو في عائلة يوتسوبا؟” توقفت ثرثرة الحشد الذي حول مينامي على الفور. ماذا ستجيب؟ كانوا ينتظرون بفارغ الصبر ردها. “لقد كنت أخاطبهما بهذه الطريقة حتى الآن لأنه كان أمرا مباشرا من تاتسويا-ساما. أنا، حسنا، لدي دين تجاه عائلة يوتسوبا، لذا …” كانت إجابتها الأصلية تشبه إلى حد كبير حقيقة أنها “كائن مكرس لخدمة عائلة يوتسوبا” لذلك قامت بتغييرها على عجل. ومع ذلك، بسبب هذا تعثرت أثناء شرحها، وهذا يخون حقا الانطباع المعطى بأنها “تخفي شيئا ما”. “حسنا، حقا؟” “إنها الحقيقة.” لأنها كانت حقيقة أنها تكذب، حتى الصوت الذي استخدمته لدحض شكوك الآخرين كان ضعيفا جدا. إذا كانت قد رفعت صوتها و استخدمت نبرة إنكار قوية، فربما كان من الأسهل خداع الطلاب. “إيه … إذن فإن عائلة يوتسوبا تقوم أيضا بهذه الأنواع من الأشياء”. هناك الكثير من الأشياء الخطيرة في عمل الساحر. لم يكن من غير المعتاد سماع تقارير عن وفاة أبناء و بنات الساحر أثناء أداء عملهم أو أداء واجباتهم. في الثانوية الأولى. لا، في هذا الفصل الدراسي C، هناك مثل هذه الحالات بالفعل. هذا هو السبب في عدم وجود أي رد فعل محرج بشكل خاص على تفسير مينامي “لقد ساعدوني”. “ومع ذلك، نظرا لأنك تلقيت بالفعل مساعدة من عائلة يوتسوبا، فهذا يعني أنه لا يمكن اعتبارك كأنك لا علاقة لك بهم على الإطلاق، أليس كذلك؟” قد يكون هذا هو الحال ولكن هل من الطبيعي التحقيق عن طريق سؤال الشخص المعني مباشرة باستمرار؟ “لا، ليس حقا …” “حسنا، سيبدأ الدرس قريبا جدا! إذا لم تعودوا إلى مقاعدكم في أقرب وقت ممكن، فقد تفقدوا بضع نقاط في درجات التقييم الخاصة بكم”. الشخص الذي أنقذ مينامي للتو من الأسئلة المتهورة للغاية من زملائها في الفصل هي الشخص التي إلى حد كبير هي الشخصية الرائدة في هذا الفصل. “سايغوسا-سان؟ لكن لا يزال أمامنا بعض الوقت”. ألقت طالبة واحدة نظرة على محطتها لتأكيد الساعة و أجابت كاسومي التي قاطعت الاستجواب بصوت عال من الخلف. “سيبدأ الدرس قريبا جدا، أليس كذلك؟” لكن كاسومي ردت على شكواها بتكرار نفس العبارة بالضبط بابتسامة. “أنا أعتقد هذا.” لم يكن ذلك لأن ما قالته كاسومي صحيح، ولكن بدلا من ذلك، لم يكن هناك طالب يمكنه مقاومة الشعور الطاغي بأن ابتسامتها انطلقت، و بالتالي، تلاشى محيط مينامي ببطء بينما الطلاب يعودون إلى مقاعدهم في مجموعات من اثنين أو ثلاثة. طوت كاسومي ذراعيها ورأت الطلاب المتبقين قبل أن تجلس بفخر في مقعدها. “أمم، سايغوسا-سان. شكرا جزيلا.” أعربت مينامي عن امتنانها لظهرها. “لا تذكري ذلك. أنا أكره هذه الأنواع من الأشياء أيضا”. أدارت كاسومي رأسها نحو مينامي و غمزت. خلال فترة الاستراحة، تمكنت مينامي من تجنب أن تكون مركز الحشد المعتاد. لكن ذلك فقط لأن الفترة الثانية كانت فصلا عمليا ولم يتمكنوا من القيام بذلك أثناء التحرك نحو الفصل الدراسي. لسوء الحظ، لن يكون من السهل المراوغة أثناء استراحة الغداء. عدد زملاء الدراسة الذين اعتقدوا أن هذا سيكون أفضل وقت للتحدث بحرية لم يكن مجرد واحد أو اثنين. وقف أكثر من نصف طلاب الفصل C بمجرد أن رن الجرس للإشارة إلى نهاية الفصول الصباحية. “ساكوراي-سان، أنت ذاهبة إلى غرفة مجلس الطلاب، أليس كذلك؟ دعينا نذهب معا.” ومع ذلك، فإن الشخص الأسرع في دعوتها كانت كاسومي. بمعنى ما، كانت نتيجة طبيعية لأن ترتيبات الجلوس للسنة الأولى هي الترتيب الأبجدي التقليدي القائم على نوع الجنس. كان اسم عائلة كاسومي، بالطبع، “سايغوسا” بينما اسم عائلة مينامي هو “ساكوراي”. بعبارة أخرى، مقعد كاسومي أمام مينامي مباشرة. لذلك من الطبيعي حقا، بالنظر إلى رد فعل الجميع في نفس الوقت، أن تكون كاسومي أول من يصل إليها. “آه … نعم.” فوجئت مينامي قليلا بهذه المحادثة المفاجئة. مفاجأتها مفهومة، بعد كل شيء، على الرغم من حقيقة أنهما زملاء في الفصل لمدة تسعة أشهر حتى الآن، هذه هي المرة الأولى التي تدعوها فيها كاسومي مباشرة إلى مكان ما. لم يكن لدى كاسومي أي شيء ضد مينامي نفسها. نظرا لأنها من معارف تاتسويا المقربين، فقد تجنبتها نوعا ما حتى الآن. و فجأة، حدث هذا. لم تكن مينامي الوحيدة التي فوجئت. “هيا، دعينا نذهب.” بعد أن حثتها كاسومي، وصلت مينامي إلى الحقيبة التي تحتوي على صندوق البينتو الخاص بها في حالة من الذعر و وقفت من مقعدها. “أمم سايغوسا-سان.” كانتا متجهتين نحو الدرج المؤدي إلى غرفة مجلس الطلاب عندما طابقت مينامي وتيرة كاسومي و بدأت محادثة، تعبيرها تعبير شخص لديه بعض الأسئلة. “أمم ما الأمر؟” بعد سرقة نظرة على مينامي، أجابت كاسومي بسؤال مقتضب. “تماما مثل الصباح، شكرا جزيلا لك على ما فعلته. ومع ذلك، هل لي أن أسأل لماذا تساعدينني”. حتى الآن كاسومي لم تعطي مينامي أي سبب للاعتقاد بأنها تكرهها، لكن الأمر ليس كما لو أنها أعطتها أي سبب للاعتقاد بأنها تحبها أيضا. لم يكن هذا بالتأكيد مجرد انطباع من جانب مينامي. كانت حقيقة أنه لم يكن هناك أي درجة من المحادثة فوق الحد الأدنى المتوقع بين زميلي الفصل. لم تحاول مينامي نفسها أبدا التحدث بشكل استباقي إلى كاسومي، ولهذا السبب لا تزال غير قادرة على فهم السبب وراء أفعالها. “لقد أخبرتك من قبل. أنني أكره هذه الأنواع من الأشياء”. بدت الابتسامة التي أعطتها كاسومي نحو مينامي محرجة بعض الشيء. السبب هو أن إخبارك علنا من قبل شخص لا تعرفه جيدا في البداية، “لقد ساعدتني”، أكثر من اللازم بالنسبة لكاسومي، وبعبارة أخرى كانت خجولة. “أعرف كيف يبدو هذا النوع من الأشياء. من المحتمل ألا يكون لديهم أي نوايا سيئة، فهم يرضون فضولهم فقط، لكن يمكن أن يصبحوا غير حساسين في بعض الأحيان”. “أنت على حق.” لم تتأذى مينامي بسبب وابل الأسئلة المتهورة في حد ذاتها ولكن بسبب حقيقة أن هناك الكثير من الأسئلة التي لم تستطع الإجابة عليها بسبب موقفها. ومع ذلك، نظرا لأنها أرادت أيضا أن يأخذ الجانب الآخر مشاعرها في الاعتبار، لم تستطع إلا أن تومئ برأسها إلى كلمات كاسومي. “هاه. لقد مررت أيضا ببعض التجارب السيئة”. فهمت مينامي أنها تحاول إسعادها. أشارت كاسومي عن غير قصد إلى نفسها باستخدام “بوكو” (أنا)، وهو أمر لم تفعله أبدا في المدرسة. لم تلاحظ كاسومي خطأها. عندما وصل هذا إلى أذنيها، فوجئت مينامي قليلا، بسبب تدريبها كخادمة، تمكنت من الحفاظ على وجه مستقيم. ◊ ◊ ◊ السبت 12 يناير، كانت عطلة نهاية الأسبوع الأولى منذ بداية الفصل الدراسي الجديد. على الرغم من أن الفصول الدراسية يوم السبت تكون في الصباح فقط، إلا أن قاعة الطعام لا تزال مفتوحة للطلاب أصحاب أنشطة النادي و أعضاء اللجنة. لدى إيريكا و ليو و ميزوكي أنشطة النادي بينما ميكيهيكو يقوم بواجباته كعضو في لجنة الأخلاق العامة، اجتمعوا جميعا في غرفة الطعام للتحضير لفترة ما بعد الظهر. و مقارنة بالشهر الماضي، انخفض عدد الأشخاص الحاضرين خلال استراحة الغداء إلى النصف. نظرا لأن تاتسويا و ميوكي و هونوكا أعضاء في مجلس الطلاب، فيجب أن يتناولوا الغداء في غرفة مجلس الطلاب ــــ على الرغم من أنه في حالة تاتسويا و ميوكي، يبدو أنه منذ بداية الفصل الدراسي الجديد حتى أمس تناولوا غداءهم سرا في فصل دراسي آخر. هذه هي المعلومات التي سمعتها إيريكا من شيزوكو. السبب في عدم وجود الكثير من المحادثة على طاولتهم لم يكن فقط بسبب انخفاض عددهم. كانت صانعة المزاج المعتادة، إيريكا، و تعبيرها وكل إيماءة لها تنضح عمليا من الغضب. ربما اعتقد ميكيهيكو أنه من الأفضل التفريق بسرعة، أنهى غداءه على عجل و كان على وشك الوقوف من مقعده. “ميكي، انتظر قليلا.” ومع ذلك، فإن إيريكا التي أجبرته على الجلوس مرة أخرى أوقفت حركته ميتة في مساراتها. “ما الأمر.” من أجل إخفاء ارتعاشه بسبب اكتشاف محاولة هروبه، أجاب بصوت قوي. “انتظر حتى تنتهي ميزوكي من غدائها.” بالطبع، لم تكن إيريكا من النوع الذي يتراجع بهذه السهولة. الشخص الذي هدأ جدال الاثنين بشكل مرتجف كانت ميزوكي. في النهاية، وضعت ميزوكي عيدان تناول الطعام على طبقها الذي لا يزال يحتوي على حوالي ثلث محتوياته الأصلية. حاليا، الأربعة يجلسون بالترتيب التالي، إيريكا و ميزوكي بجانب بعضهما البعض بينما ليو أمام إيريكا. وجهت إيريكا صوتا حادا نحو ميكيهيكو، الذي يجلس قطريا منها. “ميكي، ماذا تفعل بالضبط؟” “ماذا تقصدين.” أجاب ميكيهيكو مرة أخرى بنبرة قوية، لكن صوته كان قاسيا بشكل غير طبيعي. “أنا أرى، إذن لن تفهم ما لم أقولها مباشرة؟ في هذه الحالة سأفعل!” أرجحت إيريكا كفها على الطاولة. لم تعر أي اهتمام على الإطلاق للنظرات العديدة التي تحولت نحوها بسبب الصوت العالي الذي أصدرته للتو. “أنا أسألك لماذا بحق الجحيم تتجنب تاتسويا-كن!” أصبحت غرفة الطعام صامتة على الفور. تركزت نظرات الجميع على إيريكا و ميكيهيكو. بينما بإمكان إيريكا تجاهل نظرات الآخرين، لم يكن لدى ميكيهيكو مثل هذا الرباطة. “أنا لست حقا … أتجنبه أو أي شيء”. “هاه؟ إذن ستلعب دور الغبي؟” تعثر ميكيهيكو في مواجهة النار التي في عيني إيريكا. “من الواضح أنك تتجنب تاتسويا-كن، حتى لهذا الأحمق هنا.” الشخص الذي أشارت إليه إيريكا بإصبعها هو ليو. “من تشيرين إليه بالأحمق! … ضع ذلك جانبا، ميكيهيكو. إنه تماما كما تقول هذا المسترجلة ـــــ” بعد قول ذلك، أطلق ليو فجأة صرخة. “أوتش! أنت …! لديك شيء على حذائك!” “لا تقلق، إنه ليس طرفا حديديا أو أي شيء من هذا القبيل.” إذا سألت عما حدث للتو، يبدو أن إيريكا ركلت ساق ليو تحت الطاولة. خفّ الجو قليلا. بالنسبة لـ ميزوكي و ميكيهيكو، لم يكن هذا نادرا الحدوث. “هاه … بطريقة ما أشعر بالإرهاق”. سمح لهم ذلك بأخذ قسط من الراحة قبل العودة مباشرة، حتى بالنسبة لـ إيريكا، كان هذا مناسبا. “حسنا. ميكي، لأكون صادقة، لا أريد حتى أن أسمع لماذا تتجنب تاتسويا-كن. ومع ذلك، إذا كان ذلك لمجرد أن تاتسويا-كن من عائلة يوتسوبا، فهذا ليس سببا لتجنبه كما تفعل. إذا كنت تعتقد أنه كذلك، فلا فائدة من تسمية نفسك بصديقه”. حدقت إيريكا بهدوء في عيون ميكيهيكو. ذلك لأن إيريكا كانت عدوانية للغاية لدرجة أن ميكيهيكو كان عنيدا قبل لحظات قليلة. ومع ذلك، مع تحول هذه العيون الصادقة نحوه، فإن الشعور بالذنب الذي شعر به في أعماقه لم يسمح له بالتظاهر بالجهل بعد الآن. “…ليس لأنه عضو في عائلة يوتسوبا. لا، لنكون صادقين هذا هو أحد الأسباب. بدلا من ذلك، أشعر بالاستياء من تاتسويا لعدم إخبار أي منا من قبل”. على الرغم من قوله إنه مستاء منه، إلا أن التعبير الذي ارتداه ميكيهيكو كان تعبيرا عن الأسف. نظرت إيريكا و ليو غريزيا إلى بعضهما البعض. “انتظر لحظة، ميكيهيكو. ألا تعتقد أنهذا خطأ بعض الشيء؟” استمر ليو في التحدث إلى ميكيهيكو الذي لم يستطع النظر إليه في عينيه. “ألا تعتقد أن تاتسويا شعر بالسوء لإجباره على إخفاء هذا عنا؟ يجب أن تفهم أفضل من أي شخص آخر أن هذا نوع من التقاليد التي كان عليه الالتزام بها بشكل صحيح؟” “ميكي”. أرسلت إيريكا صوتا حادا يطير نحو ميكيهيكو الذي لم يظهر بعد أي رد فعل على كلمات ليو. “لنفترض أنك سمعت عن هذا مباشرة من تاتسويا-كن، ما الذي كان سيتغير؟” كان ميكيهيكو في حيرة من أمره. لا، حتى لو حاول الرد، لم يتمكن من تكوين إجابة متماسكة. باستخدام هذه الفرصة، ضغطت إيريكا أكثر. “إذا كنت قد سمعت هذا من تاتسويا-كن مباشرة، فهل تعتقد أن هذا كان سينتهي بكلمة بسيطة” أوه أنا أرى”؟ هل تعتقد أنك كنت قادرا على التسكع معه كما من قبل؟ بالنظر إلى الطريقة التي تفاعلت بها مع هذه القضية، لا أعتقد حقا أن هذا هو الحال”. لم يستطع ميكيهيكو الرد. لم يستطع حتى الخروج بكذبة مؤقتة. “بعبارة أخرى، ميكي، أنت خائف فقط من اسم يوتسوبا.” “…ماذا عنك يا إيريكا”. تخلى ميكيهيكو أخيرا عن الموقف الصعب الذي قام به حتى الآن. اتخذ موقفا متحديا، و أجاب على إيريكا بصوت عبوس إلى حد ما. ومع ذلك، كان هذا سؤالا سخيفا. “ما رأيك، بالطبع أنا مرعوبة.” بالنسبة لـ إيريكا، الخداع بشأن نقاط ضعفها هو شيء لم تستطع فعله ببساطة. “إنه عضو في عائلة يوتسوبا. إذا وجدنا شخصا لم يكن خائفا بعد سماع ذلك، فسيكون مجرد أحمق عملاق. لقد تجاوزنا حدود الأشياء التي يمكنك أن تسمع عنها لأول مرة و تنتهي منها”. “إذن كيف يمكنك الاستمرار وكأن شيئا لم يحدث!؟” “أليس هذا واضحا، لأننا أصدقاء.” أجابت إيريكا على سؤاله وهي ترتدي نفس التعبير الذي كان لديها عندما اعترفت بأنها كانت خائفة في وقت سابق. “عائلة يوتسوبا مخيفة. لا أحد يعرف ماذا يفعلون وهذا يجعلني غير مرتاحة. لكن لا يزال تاتسويا-كن صديقي. حتى لو كنت لا أثق في عائلة يوتسوبا، فأنا أثق في تاتسويا-كن. وهذا صحيح حتى لو كان هناك الكثير من الأشياء التي يحتاج إلى إخفائها”. حدقت إيريكا في عيني ميكيهيكو و وجهت الضربة الأخيرة. “في المقام الأول، هناك أشياء يخفيها ميكي عنا أيضا، وهي لا تقتصر على مجرد 10 أو 20 شيئا أيضا.” “هذا …” “لن أدعك تقول إن الأمر ليس كذلك. لقد كنا نتسكع لفترة طويلة بعد كل شيء”. “……” “هذا ينطبق علي أيضا. أشياء لا أريدكم أن تعرفوها يا رفاق، أشياء لا أخطط مطلقا لمشاركتها معكم، هناك الكثير”. نظر ميكيهيكو بعيدا بشكل محرج. والسبب هو أنه لديه بالفعل فكرة عما تشير إليه “الأشياء التي لا تريد أن يعرفوها”. “هناك أشياء لم يستطع مشاركتها معنا؟ حسنا بالطبع، نحن لسنا متزوجين أو أي شيء، لذلك أليس هذا طبيعيا في الواقع”. نظر ميكيهيكو بعيدا بحزن. الآن لم يكن لديه أي أعذار متبقية. “كيف … تمكنتما يا إيريكا و ليو من العثور بسرعة على الطريقة الصحيحة للتعامل مع كل هذا؟” خارج مجال رؤية ميكيهيكو، سرقت إيريكا نظرة على ليو. “أعتقد أن هذا لأنني لم أواجه يوتسوبا من قبل. لا أعرف حتى مدى خطورة سحرة يوتسوبا. ومع ذلك، أنا أعرف تاتسويا. على الرغم من معرفة مدى خطورة تاتسويا، أعلم أيضا أنه يمكنني الوثوق به حتى النهاية”. شعر ليو بالحرج من خطابه و أجبره على ابتسامة خرقاء قبل المتابعة. “حسنا، قد يكون هذا سوء فهم. على الرغم من أنني اكتشفت ذلك بمفردي. أفهم سبب التزامه الصمت حيال ذلك و قبل كل شيء، أثق في تاتسويا لأنه صديقي. إن السماح لهذا “الاحتمال” بتدمير علاقتنا سيكون أمرا غبيا”. “ليو … أنت رجل رائع.” لم يكن ميكيهيكو الوحيد الذي يشاهد ليو بتعبير مندهش. إيريكا أيضا. عندما اتجه انتباه ميكيهيكو نحوها، استعادت رباطة جأشها على عجل. “هل الأمر نفسه بالنسبة لك يا إيريكا؟” “ليس بالضبط … حتى أنني لم أتمكن من الخروج على الفور برد الفعل المناسب. ومع ذلك، لم أكن بحاجة إلى الإسهاب في الحديث عن هذا لمدة ثلاثة أو أربعة أيام”. علمت إيريكا بهوية تاتسويا في فبراير من العام الماضي. حتى لو كانت على علم بهذه الحقيقة، فإن الصدمة التي تلقتها بالضبط هي نفس الصدمة الأخرى. ومع ذلك، حتى لو كانت أوضاعهم مختلفة، تمكنت إيريكا من التعافي من الضرر العقلي في أقل من يوم واحد. إذا لم تتعرض إيريكا لنفس النوع من الصدمة، لكان من المستحيل عليها فهم معضلة ميكيهيكو إلى هذا الحد، هذا ما يعتقده. ومع ذلك، لم يستطع التصالح مع حقيقة أنه بينما هو متردد، هي تغلبت على الصدمة. “…أنا أرى.” أغلق ميكيهيكو عينيه وتوقف عن كل حركة. لم يكن لموقفه صفاء شخص يتأمل، ولكن معاناة صراع داخلي. “…أنا أفهم”. بعد فتح عينيه، أبلغ ميكيهيكو ذلك إلى إيريكا. “أفكر أيضا في تاتسويا كصديق. سأبذل قصارى جهدي. يوم الاثنين في الأسبوع المقبل، سيتم تسوية كل شيء”. بدا تعبير ميكيهيكو منتعشا بعض الشيء. ابتسمت إيريكا بارتياح، ثم حولت عينيها نحو ميزوكي القريبة. “ميزوكي، هذا ينطبق عليك أيضا.” “إيه!؟” لم يكن رد فعل ميزوكي هو رد فعل شخص تم الترحيب به فجأة، بل كما لو أنها تفادت للتو رمحا بعرض شعرة. “يجب أن تتوقفي عن معاملة ميوكي و تاتسويا-كن ببرود شديد. حتى ميكي قال إنه سيبذل قصارى جهده، لذا يجب أن تكوني قادرة على القيام بذلك أيضا، أليس كذلك؟” “همم …” “يمكنك أن تفعلي ذلك أيضا، أليس كذلك؟” “نعم نعم … مفهوم! سأفعل شيئا حيال ذلك!” ضغطت إيريكا بقوة على ميزوكي غير الواثقة. “شيباتا-سان، سأبذل قصارى جهدي أيضا. دعينا نفعل ذلك معا”. للإجابة على كلمات ميكيهيكو التشجيعية … ”… نعم! دعنا نبذل قصارى جهدنا”. أومأت ميزوكي بمرح. توبيخ ميكيهيكو أمام ميزوكي هو خطة إيريكا. توقعت إيريكا أن يكون من الصعب إقناع ميزوكي إذا حاولت القيام بذلك بمفردها، ولهذا السبب جعلت ميكيهيكو يعد أولا بتعديل علاقته مع تاتسويا، لحملها على فعل الشيء نفسه. النتيجة تماما كما توقعت. ومع ذلك، كما خططت، في مواجهة الشخصين اللذين أمسكا بأيديهما (عقليا) تشجيعا، أظهرت إيريكا تعبير “لا أستطيع تحمل هذا” و أدارت رأسها بعيدا. ◊ ◊ ◊ بسبب إقناع إيريكا (و ليو قليلا)، قرر ميكيهيكو و ميزوكي التخلي عن موقفهما الحالي تجاه تاتسويا و ميوكي. ومع ذلك، لم تكن محاربة مشاعرها بهذه السهولة بالنسبة لـ هونوكا. لقد قررت بالفعل كيف ستتصرف تجاه تاتسويا في المستقبل. ومع ذلك، لم تكن قد حشدت الشجاعة للقيام بذلك بالفعل، ناهيك عن كيفية تصرفها تجاه ميوكي. فكرت هونوكا بصدق في ميوكي كصديق. ومع ذلك، في الوقت نفسه، كانت منافسة قوية في الحب. علاوة على ذلك، كانت متقدمة عليها بخطوتين أو ثلاث خطوات بالفعل. بعد أن وبختها شيزوكو، لم تعد تهتم بحقيقة أن تاتسويا و ميوكي قد خدعوها. بعد كل شيء، بدا الأمر وكأن تاتسويا و ميوكي نفسيهما قد خُدعا. ومع ذلك، لم يكن من الممكن لهونوكا أن تبتسم لهما كما من قبل. بسبب سلوك هونوكا، لم تكن ميوكي نفسها تعرف كيف تتصرف و أصبح الجو محرجا بينهما، لقد كانت حلقة مفرغة. حتى الآن، هربت هونوكا من غرفة مجلس الطلاب و اتجهت متجها نحو مقر مجموعة إدارة الأندية. هونوكا هي أمينة صندوق مجلس الطلاب. السماح بميزانية تكميلية لمختلف الأندية هو جزء من وظيفتها. على هذا النحو، لم يكن هناك أي شيء غريب في زيارتها لمقر مجموعة إدارة الأندية. ومع ذلك، حتى لو لم يعتقد الناس في محيطها أنه أمر غريب – فقد عرفت هي نفسها أنها تتجنب ميوكي. حقيقة أنها تدرك هذه الحقيقة أصابتها بالاكتئاب أكثر. كان الرئيس الحالي لمجموعة إدارة الأندية في نفس النادي مثل هونوكا، وهو أحد معارفها منذ عامهم الأول، اسمه إيغاراشي. صبي مزاجه توازن دقيقا بين اللطف و الخجل. هناك قول مأثور يقول “إنه ليس سكر ولا ملح” على الرغم من أنه في حالة إيغاراشي، يمكنك بالتأكيد القول إنه سكر. لم يكن على ذوق هونوكا ولكن في حالتها العاطفية الحالية، كان شريكا مقبولا. لقد أصبح شخصا مناسبا للتحدث معه عندما أرادت تغيير مزاجها. “عفوا. إنها ميتسوي من مجلس الطلاب”. “من فضلك، يمكنك الدخول.” بعد أن أبلغت عن زيارتها عبر الهاتف الداخلي، لم تأت الإجابة من مكبرات الصوت، تم فتح الباب و دعيت مباشرة. الطالب الذي خرج هو شيبو تاكوما في السنة الأولى. على الرغم من أنه في البداية كانت هناك الكثير من الشائعات السيئة عنه من زملائه في الفصل، إلا أن موقفه تغير بشكل كبير قرب نهاية أبريل. تأكيده لذاته قوي كالمعتاد، لكنه لم يشعر بالحاجة إلى دفعه بعد الآن. طموحاته و رغبته في تولي القيادة لا تزال موجودة، ولكن بإلقاء نظرة فاحصة عليه، يمكنك ملاحظة أن موقفه السابق من الرضا عن النفس قد اختفى تماما في معظمه. حسنا، بادئ ذي بدء، لا يمكن تغيير طبيعته ذات الدم الحار بسهولة، لكنه وصل إلى نقطة يمكنه فيها الاعتذار بصدق و التفكير إذا أشرت إلى أخطائه. قبل كل شيء، يمكن لأي شخص أن يقول إنه يبذل جهدا من أجل “التغيير” و “النمو”، و بالتالي حصل على التعاطف وحتى الثقة من زملائه في الفصل. لقد تراكمت إلى درجة أنه خلال مسابقة المدارس التسعة، أصبح تلقائيا قائدا للطلاب التسعة من السنة الأولى المسجلين في فريق الثانوية الأولى. دون أي غطرسة، زاد من قدراته بشكل مطرد. اعتبارا من اليوم، لم يعترف زملاؤه في الفصل فحسب، بل أيضا العديد من كبار الطلاب بجهوده علانية. كانت هونوكا تحمل أيضا سوء النية تجاه تاكوما في البداية بعد الحادث مع تاتسويا. ومع ذلك، في الوقت الحالي، لم يكن لديها انطباع سيء عنه. بإمكانها أن تدرك بتواضع أنه شاب واعد. “عفوا، لدي موعد مع الرئيس إيغاراشي.” “مع الرئيس؟ جاءت هناك قبل لحظات قليلة و اضطر إلى الخروج”. ذكرت هونوكا أنها ستأتي قبل الخروج من غرفة مجلس الطلاب. ومع ذلك يبدو أن نوعا من المشاكل قد ارتفع. وعلى الرغم من أن جهود الرئيس السابق هاتوري قد تركزت على إلغاء وصمة العار التي تنص على أن الطلاب المتفوقين فقط هم الذين يمكنهم الوصول إلى مناصب مهمة، يبدو أن إيغاراشي له تأثير سلبي على مواقف الناس. اعتقدت هونوكا أنه سيكون من الرائع أن يكون ذلك مجرد مصادفة. على الرغم من أنها لا ينبغي أن تقلق بشأن وضع الآخرين بالنظر إلى حالتها العقلية، إلا أن هذا بلا شك من طبيعتها الجيدة في التحدث. في هذا الصدد، لم تستطع هونوكا الشكوى حقا من إيغاراشي. “هل هو عمل عاجل؟” بينما اعتقدت هونوكا أنه لا يمكن فعل شيء حيال ذلك  و بدأت في العودة، أوقفها صوت تاكوما. “نعم ولكن بما أنه غير موجود اعتقدت أنني سأعود لاحقا.” “انتظري لحظة من فضلك.” هل تاكوما مسؤول عن الاتصالات، بدلا من ذلك أخذ سماعة الرأس اللاسلكية التي تحتوي على ميكروفون. لقد كان جهازا مدمجا بمساعدة موجات الدماغ. ارتدى سماعة الرأس و استدار نحو محطة سطح المكتب. “هذا هو المقر الرئيسي، شيبو يتحدث … ميتسوي-سان من مجلس الطلاب هنا … نعم، فهمت. سأنقل الرسالة”. خلع تاكوما سماعة الرأس ووقف، ثم استدار نحو هونوكا. “ميتسوي-سينباي، طلب مني الرئيس أن أخبرك أن تنتظري إن أمكن، لأنه في طريقه.” “في طريقه … كم من الوقت سيستغرق؟” “لم يكن دقيقا ولكن إذا أخذنا الأمثلة السابقة في الاعتبار، فسأقول حوالي خمس دقائق.” خمس دقائق هي تقريبا مقدار الوقت الذي تستغرقه للعودة إلى غرفة مجلس الطلاب. نظرا لأنها لم ترغب حقا في العودة إلى هناك بعد، قررت هونوكا الموافقة على اقتراح تاكوما و الانتظار. (ومع ذلك، في هذه الأيام، لم أفعل شيئا سوى العمل خارج المكتب، لا بد أن العمل المكتبي يتراكم …) ومع ذلك، الأمر خاصة عندما لم تفعل هونوكا أي شيء و حاصرت نفسها عن غير قصد. هذا أيضا بسبب طبيعتها. (من المحتمل أن ينتهي الأمر في غمضة عين إذا كان تاتسويا-سان سيساعد … على الرغم من أنني لا أستطيع أن أطلب هذا منه، إلا أنه سيكون بالتأكيد محرجا …) (ولكن، من المؤكد أن ميوكي ستتولى المهمة … حتى بدون أن أقول أي شيء، وإذا كانت ستطلب مساعدة تاتسويا-سان … إذن ألن يظنوا أنني غير ضرورية!؟) جعلت هونوكا وجهها شاحبا بنفسها. “أمم … ميتسوي-سينباي، هل تشعرين بتوعك؟” إذا نظرت إليها من الخارج، فستصل ثماني أو تسع مرات من أصل عشرة إلى هذا الاستنتاج. حتى لو كنت شخصا أنانيا مثل تاكوما. “إيه!؟” ومع ذلك، في حالتها الحالية، بالطبع فإن معنى هذا السؤال سوف يطير فوق رأس هونوكا. في المقام الأول، لم تكن تفكر كثيرا بقدر ما كانت عالقة في أوهام شديدة، ولم تكن من النوع الذي يمكنه إبعاد هذا النوع من الأفكار على الفور عندما يقاطعها شخص ما. “حقا، لا شيء.” ومع ذلك، فإن رد الفعل هذا، بغض النظر عن الطريقة التي نظرت بها إليه فهو مجرد خدعة. اعتقد تاكوما ذلك أيضا. وفي ذهنه، أضاف تفسيره الخاص. “ميتسوي-سينباي، كيف أقول هذا …” “نعم؟” “أمم … أنا أفهم تماما أن هذا ليس من شأني ولكن، حول مسألة شيبا-سينباي …” “انتظر لحظة، شيبو-كن؟ فقط ما الذي تتحدث عنه؟” حاولت هونوكا المرتبكة منع الكلمات من الخروج من فم تاكوما. ومع ذلك، حتى لو كان تاكوما مخطئا بشأن حالة هونوكا، فمن المؤكد أنه لن يسيء فهمها سبب موقفها المكتئب. ذلك على وجه التحديد لأنه على حق أن هونوكا مرتبكة. ما تاكوما على وشك قوله، لم ترغب هونوكا في سماعه. “أعتقد أنه يجب عليك التخلي عن شيبا-سينباي.” على الرغم من ذلك، قال تاكوما ذلك. “توقف!” “ولكن بهذا المعدل، أنت من سيعاني يا سينباي!” لقد غيّر تاكوما موقفه هذه الأيام، وقد تحسن سلوكه بشكل كبير. ومع ذلك، لم يتخل عن طموحه بعد. لا يزال لديه أمل في أنه كساحر واعد، من خلال جعل هونوكا حليفة له، يمكنه الاقتراب من شيزوكو في النهاية. ولكن قبل كل شيء، انجذب تاكوما إلى هونوكا. حدث ذلك في اليوم الذي وقع فيه تاكوما بالمتاعب مع كاسومي، و انتهى به الأمر بالقتال ضد توأم سايغوسا. لقد وبّخه الكثير من الناس، لكن هونوكا مدت يد العون نحوه. بالحديث بموضوعية، كان الشيء الوحيد الذي فعلته في ذلك الوقت هو الاتكاء عليه و سؤاله “هل يمكنك الوقوف؟”، لم يكن الأمر كما لو أنها قدمت له يدها أو أي شيء. ما بدأ بتزيين تلك الذكرى من جانب واحد لم يزدهر بعد إلى مشاعر رومانسية كاملة. لم يكن لديهم حقا العديد من المناسبات للتحدث مع بعضهما البعض أيضا حتى يكون هذا الوصف مناسبا. على الرغم من أن اليوم، عن طريق الصدفة، كان الاثنان بمفردهما، ومن قبيل الصدفة، فقد شهد أيضا محنة هونوكا بسبب مشاعرها التي لم يتم الرد عليها. يمكنك القول أن تاكوما يلمس الدائرة. “سينباي! أنا ــــ!” أغلقت هونوكا عينيها و غطت أذنيها بيديها. مد تاكوما ذراعه نحو يدي هونوكا. “شيبو، ماذا تفعل …؟” ومع ذلك، هذا هو قدر ما سيصل إليه. أوقف صوت الرئيس إيغاراشي، الذي وصل لتوه إلى المقر، تاكوما. لم يكن إيغاراشي وحده. خرجت شيزوكو فجأة من خلفه و توقفت أمام هونوكا، و دفنت رأس هونوكا في صدرها. “شيزوكو …؟” “نعم.” ربتت شيزوكو بلطف على ظهر هونوكا عدة مرات لتخبرها أن كل شيء على ما يرام الآن. غادرت الصلابة جسد هونوكا. وجّهت شيزوكو عينيها الباردتين نحو تاكوما بينما لا تزال تعانق هونوكا. “ماذا كنت تقول؟” كانت نبرة صوتها مناسبة للنظرة التي تعطيها له. “حسنا، هذا …” كان تاكوما ينوي إنهاء جملته التي بدأت ب “أنا ـــ” بالقول “أنا قلق عليك!”. “محاولة إغواء شخص ما عندما يشعر بالإحباط، أنت الأسوأ.” اتهمته شيزوكو. ومع ذلك، لم يكن الأمر خاطئا تماما. السبب في أن تاكوما لم يكن قادرا على الإجابة هو بالتأكيد لأنه هو نفسه كان مدركا لذلك. “دعينا نذهب، هونوكا؟” شيزوكو أخرجت هونوكا من مقر مجموعة إدارة الأندية. لم تخرج أي كلمة احتجاج من فم تاكوما. إيغاراشي، الذي جاء للوفاء بوعده، لم يستطع فعل أي شيء سوى الوقوف هناك مذهولا. ◊ ◊ ◊ في ذلك اليوم، لم تعد هونوكا إلى منزلها. كالعادة كانتا عائدتين إلى المنزل من المدرسة بشكل منفصل عن تاتسويا و ميوكي، عندما وصلتا إلى المحطة شيزوكو أمرت هونوكا بالبقاء في منزلها. لم تسأل حتى عما إذا كانت على ما يرام مع ذلك. لقد كان قرارا أحادي الجانب. ليس الأمر كما لو أن البقاء في منزل شيزوكو مزعج أو أي شيء. هي تدرك ترددها الحالي و أنها إذا تُركت بمفردها، فمن المحتمل أن تشعر بالاكتئاب بسرعة كبيرة، ولهذا السبب تم الترحيب بدعوة شيزوكو. تناولت العشاء مع والدي شيزوكو، الذين سارعا إلى المنزل، و كالعادة دخلتا الحمام معا. ومع ذلك، بمجرد الوصول إلى هناك، لم تظهر الثرثرة المعتادة. ما اختلف عن المعتاد هو حقيقة أن شيزوكو أخذت هونوكا إلى غرفتها بعد ذلك. لدى هونوكا غرفتها الخاصة في منزل عائلة كيتاياما. على الرغم من أنها مجرد غرفة ضيوف على الورق، إلا أن الحقيقة هي أن هذه غرفة تستخدمها هي فقط. يتناسب التصميم الداخلي مع أذواق هونوكا و يمكنك حتى العثور على ملابسها الداخلية في الخزانة. على الرغم من ذلك، لم يكن هناك الكثير من استخدام هونوكا نفسها لهذه الغرفة. عندما تبيت هونوكا، عادة ما تتسكع في غرفة شيزوكو، حتى أنها تنام هناك في الواقع. لكن شيزوكو أخذتها اليوم إلى “غرفة هونوكا”. جلست هونوكا بطاعة على سريرها، مقارنة بلحظات قليلة مضت، بينما ترتدي تعبيرا سعيدا أثناء العشاء، يطفو الآن على وجهها تعبير قاتم و مؤلم. جلست شيزوكو أمامها. ركعت على الأرض في وضعية سيزا. بالطبع، جالسة على السرير، كان وجه هونوكا أعلى. نظرت شيزوكو إلى وجه هونوكا المحبط و المتألم مباشرة. “هونوكا”. “أنا أعلم …” حاولت هونوكا الهروب من نظرة شيزوكو من خلال النظر إلى الأسفل أكثر. “ربما تشفقين علي الآن …” بصوت مرتجف هدد بالتحول إلى بكاء في أي لحظة، قالت هونوكا ذلك. “على الرغم من أنني بخير تماما.” “لكنك تصنعين مثل هذا الوجه.” “هاه …؟” رفعت هونوكا رأسها. لم يتغير تحديق شيزوكو منذ الوقت الذي جلست فيه على الأرض، لا يزال ثابتا على هونوكا. “هونوكا، هذا الأسبوع بأكمله ارتديت مثل هذا التعبير.” “أي نوع من التعبير …؟” “تعبير مثير للشفقة.” لم تستطع هونوكا إلا أن يصاب بالصدمة. “لا يمكن أن يكون …” “حتى أسوأ من شيبو.” دون أن تتراجع عن أي شيء، أشارت شيزوكو إلى ذلك. “كل من ينظر إليك في محيطك يقول الشيء نفسه.” “لا أريد ذلك! لا أريد أن يشفق علي الآخرون!” “لا يهم ما تعتقدين يا هونوكا. إنهم يفكرون هكذا من أجل مصلحتهم”. شيزوكو، أمسكت بإحكام كلتا يدي هونوكا بعيدا عن تغطية عينيها، و حدقت مباشرة في عينيها. “إنهم يظهرون التعاطف لأنهم يشفقون عليك، لكن عند القيام بذلك، يمكنهم طمأنة أنفسهم بأنهم ليسوا بائسين”. “أنا … أنا لست بائسة!” “همم نعم.” أومأت شيزوكو برأسها على الكلمات التي تمكنت هونوكا من الضغط عليها. طابقت هونوكا نظرة شيزوكو بمحض إرادتها. “أعلم أنك يا هونوكا ليست بائسة. كل ما في الأمر أن الجميع لا يعرفون ذلك”. لم تكن شيزوكو تنظر إلى أي شيء سوى هونوكا طوال هذا الوقت. “إنهم لا يعرفون عن عزيمتك يا هونوكا. إنهم لا يعرفون أنك قوية يا هونوكا”. أومأت هونوكا بعينيها. “هذا لأنك يا هونوكا لم تظهري لهم أنك لست بائسة.” أطلقت شيزوكو يديها و وقفت. “هونوكا …” هذه المرة، شيزوكو هي التي تنظر من الأعلى. “يوم الإثنين …” هونوكا بتعبير خطير على وجهها. “أرني أنه لا يوجد سبب لأي شخص للشفقة عليك.” دون انتظار “نعم” أو “لا” من هونوكا، غادرت شيزوكو الغرفة. ◊ ◊ ◊ الأحد 13 يناير. ذهب تاتسويا إلى FLT. لم يكن مركز تطوير الـ CAD، بعبارة أخرى القسم الثالث، مختلفا بشكل خاص عن المعتاد على الرغم من أن اليوم عطلة. على الرغم من أن هذا المكان، كما يوحي اسمه، يدور بشكل أساسي حول تطوير الـ CAD، إلا أن تاتسويا لم يكن يعمل حاليا على تطوير CAD ولا برنامج متعلق بالـ CADs. هو يعمل على الفرن النجمي الخاص به، وهو مورد توفير الطاقة، و تصميم المصنع النموذجي للاستخدام السحري غير العسكري. لم تكن الشركة على علم بأن تاتسويا بدأ في صنع شيء من هذا القبيل. أساسا لأنه لم يبلغ عن ذلك. بعد كل شيء، لم يكن تاتسويا موظفا في FLT بالضبط، بل باحثا متعاقدا حاليا. بمعنى أنه بصرف النظر عن بنود السرية التي عليه احترامها، لديه قدر كبير من الحرية. نظرا لمنصبه، استفاد تاتسويا من غرفة خاصة تحت تصرفه في القسم الثالث، لذلك إذا أراد حقا القيام بالأشياء سرا، فذلك ممكن. حتى أوشياما، الذي يعتبر النصف الثاني من توراس سيلفر، لم يكن على علم بذلك بعد. ومع ذلك، فإن مواقف الأعضاء الآخرين لم تتغير أبدا. “آه، صباح الخير أيها السيد الشاب.” “السيد الشاب، صباح الخير.” أثناء توجهه نحو غرفته الخاصة، استقبل الكثير من الناس تاتسويا. كانوا على دراية بالفعل بهويته كعضو في عائلة يوتسوبا. ذلك لأن تاتسويا قد جمعهم جميعا بالفعل و أعلن هذا علنا في وقت سابق من هذا العام. ومع ذلك، لم يتغير موقفهم و خاطبوه كالمعتاد ب “السيد الشاب”. يبدو أن المناصب في القسم الثالث جذبت الأشخاص الذين أداروا ظهورهم للسلطة، لذلك ليس من المستغرب أن معرفة أنه جزء من عائلة يوتسوبا لم تؤدي إلى أي رد فعل يتجاوز “ماذا عن ذلك”. بفضل ذلك، يمكنه التركيز على خططه لمشروعه الخاص. مشروع الاستخدام السحري غير العسكري (استخراج كل من المواد المفيدة و الضارة من المنطقة الساحلية للمحيط الهادئ باستخدام الكهرباء المولدة من الفرن النجمي)، مشروع “ESCAPES”. إنه “وسيلة الهروب” للسحرة من مصيرهم كأسلحة حية. في البداية، تم إنشاء هذا المشروع كوسيلة “للهروب” من تأثير عائلة يوتسوبا و تزويده بوسائل العيش بعد ذلك. على الرغم من أن دوافعه الآن مختلفة قليلا كجزء من عائلة يوتسوبا الرئيسية، إلا أنها لم تغير حقيقة أنه سيكون تقدما كبيرا للتطبيقات غير العسكرية للسحر. مع مفاعل الاندماج النووي الذي يعمل بالسحر، يمكن إنتاج الكهرباء و الوقود المستقرين. علاوة على ذلك، يمكن تأمين مكانة مهمة في المجتمع الصناعي فقط من خلال المنتج الثانوي لتوريد الموارد المعدنية من البحر. نتيجة لذلك، سيتمكن السحرة من إعالة أنفسهم دون إجبارهم على الالتحاق بالجيش. هذا هو التفكير الأساسي وراء مشروعه. المصادر الحالية للطاقة الكهربائية هي الطاقة الطبيعية مثل الحرارة من أشعة الشمس و قوة الرياح و الكتلة الحيوية. نتيجة لزيادة الاعتماد على هذه الطاقة المتجددة، أصبحت الصناعات الحديثة تعتمد بشكل كبير على الظروف الجوية. بالطبع، هذا أفضل بكثير من مجتمع يعتمد على الطاقة الأحفورية و طاقة الانشطار النووي. ومن الأهمية بالنسبة للتنمية طويلة الأجل على وجه الخصوص أن تحمي البشرية البيئة بنشاط. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن هذا أثار حالة غير مستقرة لتسليم الوقود. النظام وراء الأقمار الصناعية المدارية المجهزة بألواح شمسية ضوئية هو أيضا أحد المشاريع المخصصة لتقليل هذا الاعتماد على الظروف الجوية لإمدادات الطاقة. يتكون المخطط التقريبي لفرن تاتسويا النجمي من أربع نقاط حاسمة: الفرن نفسه ينتج الكهرباء. ثم يستخدم هذه الطاقة الكهربائية ومن درجات الحرارة المرتفعة يخلق غاز الهيدروجين عن طريق التحليل الكهربائي. وهكذا مرة أخرى باستخدام الطاقة الكهربائية للفرن، يتم إنتاج المياه العذبة باستخدام التناضح العكسي على مياه البحر. و بالتالي فإن بقايا العملية السابقة هي مياه بحر عالية التركيز، حيث يمكن استخراج الموارد المفيدة و كذلك المواد السامة. على الرغم من أن معرفة تاتسويا بالتكنولوجيا الصناعية ظلت على مستوى طالب في المدرسة الثانوية. لن يكون من المفيد عدم التعاون مع المتخصصين في أمور أخرى غير الفرن النجمي نفسه. على الرغم من أن تصنيع غاز الهيدروجين و جمع جميع الموارد القابلة للاستخدام في مياه البحر يمكن أن يتم مباشرة بالسحر، فإن مسؤوليات السحرة ستكون نتيجة لذلك. إن استخدام السحرة كجزء من العملية الهندسية نفسها سيكون خطأ في وسيلة الغاية، علاوة على ذلك لم يكن ما أراده تاتسويا. (يجب أن يكون الأشخاص الذين يجب أن يتعاملوا مع المجتمع غير السحري هم المجتمع السحري نفسه. سيكون من الأسهل العثور على شركاء إذا تم استخدام اسم يوتسوبا، علاوة على ذلك سيتم تجنب معارضة جمعية السحر. لذا فإن المشكلة تكمن في اتخاذ ترتيبات ملموسة). تم الانتهاء من العمل الأساسي بالفعل. يجب أن تكون الخطط المفاهيمية للفرن النجمي جاهزة في غضون 3 أشهر، و يمكن توقع تصميم خط الأساس في غضون نصف عام. منذ ذلك الحين، على تاتسويا أن يعترف بأنه سيحتاج إلى التعاون. (قد يكون الأمر سريعا جدا بالنظر إلى أنني ما زلت طالبا في المدرسة الثانوية …) لن يتمكن من العثور على أي شخص على استعداد للمشاركة بسبب صغر سنه. هذا هو أكبر سبب للقلق لدى تاتسويا في الوقت الحالي.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

We have detected that you are using extensions to block ads. Please support us by disabling these ads blocker.

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط