5 - قائمة النهايات.
《١》
وُضِع وعي سوبارو مجددًا أمام الإحساس نفسه بأرضيةٍ باردة وقاسية.
«…»
كانت تعرف أن سوبارو ضعيف، عاجز، هش لدرجة تجعله بحاجة إلى التعلق بشيء ما ليتمكن من المضي قدمًا. كان مترددًا، فاقد الثقة.
فيما بدا صوت الوحش العملاق وكأنه يندب النهاية، جاءه صوت رقيق وجميل، متزن وسط عواصف الثلج.
مستلقٍ على ظهره، فتح عينيه وبصق التراب الذي علق في فمه. تجهم وجهه متأثرًا برائحة الأرض، وأخذ يتفحص المكان من حوله، ليجد نفسه في غرفة حجرية ذات إضاءة خافتة— عاد إلى القبر من جديد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—سوبارو.»
لقد أنهكته الأزمات حتى لم يعد يعلم الطريق الذي يسلكه، ولا الاتجاه الذي يتوجه إليه. لذلك، فكر في الاستسلام؛ أن يتخلى عن كل شيء—
عاد إلى نفس النقطة التي انتهت فيها حياته السابقة، كما لو أنه تراجع في الزمن فحسب.
عاد بصره إلى عينه اليسرى، مستعيدًا رؤيته الكاملة. شعر بالراحة لذلك، غير أن خوفًا ثقيلًا تملكه؛ خوف من أن تشهد هذه العين الجحيم مرة أخرى، وإحساسًا بالحصار وكأن الجرح الذي لم يعد موجودًا لا يزال يؤلمه.
تعمقت نظرة الألم في عينيها، وأمسكت بقميص سوبارو بتعبير يملؤه العذاب.
لكن ما كبح شعوره باليأس ومنعه من الانغماس في قناعة أنه سيصل إلى طريق مسدود آخر، كان وجود الفتاة المستلقية بجواره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شعرها الفضي الجميل انتشر على الأرض، وهي تتأوه بوجع، تلك الفتاة التي عاش معها نهايته المحتومة؛ إميليا، غارقة في عذاب المحاكمة، محبوسة في كابوس من ماضٍ لا تستطيع الإفاقة منه.
ذلك المشهد غمر قلب سوبارو بإحساس عميق بالذنب، ألم لا يُحتمل وكأنه ابتلع رصاصًا مصهورًا.
«…»
—ومع ذلك، فإن سوبارو، الذي كان يتوق إلى العقاب، لم يُمنح سوى عناقٍ لطيف يعجُّ بالغفران.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com واصلت إميليا نحيبها، تنادي اسم سوبارو مرة بعد مرة، بصوت متهدج يملأه الحزن.
بهدوء، مدَّ سوبارو أصابعه، لكن لم يلمس إميليا، بل لمس شفتيه الجافتين.
«أرجوكِ، ادعيني إليكِ، إيكيدنا…!»
في أعماق ذهنه، عادت إليه تلك اللحظة قبل العودة بالموت، عندما وضعت إميليا سوبارو المحتضر على حجرها، ولم تدرك خسارته وهي تطبع قبلة على شفتيه.
راكعًا في وسط الغرفة الحجرية، رفع سوبارو صوته، متمسكًا بأمله في لقاء الساحرة مجددًا.
لم يكن قادرًا على تخيل حالتها النفسية في اللحظة التي قبلت فيها شفتيه الغارقتين بالدماء، كما لم يستطع، وهو على أعتاب الموت، أن يحمل معه إحساسات أو مشاعر تلك اللحظة الأخيرة التي سبقت رحيله.
كان سوبارو، الذي مات وخرج من جسده، يحدِّق من علٍ في الجسد الذي فارقته الحياة. المشهد كان كريهًا على نحوٍ لا يحتمل. لم يختبر سوبارو في حياته -حتى بعد عدد الوفيات التي تجاوزت العشر مرات- مشهدًا أشد رعبًا من هذا.
كانت تلك القبلة أول قبلة بينه وبين إميليا في حياته… ولكن الموت كان قد حال بينهما.
«…»
لكن سوبارو افتقد القدمين والذراعين والفم الذي يمكنه من فعل ذلك—
استمر بالتدحرج، حتى شعر بدوار وأذنيه تؤلمانه، بينما احتكَّ رأسه بالأرض الخشنة وكأنه يحاول الهرب من العاصفة التي اجتاحت أحشاءه. أراد، ولو بقدر بسيط، أن يقلل فرصة التفكير الواعي.
لكن لو سُئل سوبارو إن كان قد ندم على الشعور بملامسة شفتيها، لأجاب بلا تردد: ”لا.“
استحضار تلك القبلة في لحظته الأخيرة كان بمثابة تأكيد جديد على إحساسه بالخطر وهو يرى إميليا تنهار نفسيًا وتصبح معتمدة كليًا عليه، هاربة من واقعها المتدهور.
مدَّ ذراعيه محاولًا التمسك بشيء، لكنه لم يتمكن من الإمساك بأي شيء. ارتطم كتفه بالأرض، وعجز عن فتح عينيه.
فقدت قدرتها على الاعتماد على باك، تحمَّلت الضغوط المتزايدة من حولها، وغياب كلمات سوبارو المطمئنة دفع عقلها إلى حافة الانهيار.
كانت جميع أفعال روزوال من أجل هذا الهدف. وإذا كان الأمر كذلك، فلدى سوبارو رد واحد فقط:
كان قد شعر بالفخر لتحقيق أفضل بداية حتى ذلك الحين، ولكن إن كان انهيار إميليا هو النتيجة…
عاد إلى نفس النقطة التي انتهت فيها حياته السابقة، كما لو أنه تراجع في الزمن فحسب.
«إذا لم أكن بجانبها… فسيحدث ذلك. لا أريد… أن أجعلها حزينة…»
سمع صوت ريم يأتي من الأمام، وكأنها تسأله باستغراب.
نظر ويلهيلم إلى وجه سوبارو الميت، ثم قبض يده ندمًا وضرب الأرض بقوة.
حتى لو استعادت توازنها مؤقتًا بعد خروجها من القبر، فإن الحديث الليلي والرسالة انقلبا ضدها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ابتلعتهم الثلوج الغزيرة، وأصبح كثيرون ضحايا لغزو الأرنب العظيم. قتل روزوال رام وغارفيل في نوبة جنون، وفي النهاية، قبلة إميليا على شفتيه كانت اللحظة الأخيرة في حياة سوبارو قبل أن يلقى حتفه.
«قـ-قبل قليل؟»
«علمت ذلك. وجب أن أعلم.»
لأول مرة، رأى سوبارو بعينيه ألم إميليا على فقدانه.
وضع يده على فمه، ليشعر بتشنج أعضائه الداخلية دفعة واحدة عند استعادة المشهد الذي طُبع في أعماق ذهنه.
بدت تلك الحياة التي عاشها سوبارو كأنها قدَّمت له أقسى المصائر وأشدها عبثية. وكأنها، بتصميم متعمد، رتَّبت إميليا، وبياتريس، وحتى إلزا وروزوال، في أقوى تكوين ممكن.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
لقد أخطأ. سوء تقدير قاتل. لا ينبغي له أن يعرف. ليس من المفترض أن يدرك ما رآه. فقد كان عليه أن يدرك—
«سأنقذ… إميليا، والملجأ، والقصر. سأنقذهم جميعًا. وإن لم أفعل…»
يجب على سوبارو أن يكون قويًا، ولا يظهر ضعفه لأحد سوى ريم.
— هل تستطيع فعل ذلك؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
— ليس الأمر سؤالًا عن قدرتي. بل عليَّ أن أفعل. وسأفعل. أنا.
«…»
لكن بكاءها كان عبثًا. جسد سوبارو الملطخ بالدماء، الملقى على بطنه فوق السرير، لم يتحرك حتى ولو بمقدار أُنملة.
كشف سوبارو عن أنيابه، وكتم ذلك الصوت الداخلي الذي تكرر كثيرًا في ذهنه. لن يسمح لنفسه بالأعذار، ولن يبحث عن طوق نجاة. أقسم عهدًا لن يتراجع عنه أبدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لقد مررت بأوقات صعبة حقًا، أليس كذلك يا سوبارو؟»
ما عليه سوى أن يسرد المشاكل، ويحدد العقبات والجدران التي تعترض طريقه، ثم يصوغ شروط انتصاره بوضوح. عليه أن يرتبها زمنيًا ويخوض التجارب مرة بعد أخرى، بقدر ما يسمح له به عقله ووقته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أن تقفي أمامي وأنتِ تبدين كأنكِ ريم! هل هذه هي قدرتكِ؟!»
حتى لو أُنهِك عقله مع كل فشل، فإنه سيظل راضيًا طالما بقيت هناك نهاية تستحق التمسك بها… مهما كانت الفظائع التي يتعين عليه مشاهدتها، مثل تلك التي رأى بعضها بالفعل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وهكذا—
«—سوبارو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—إميليا، هل أنتِ بخير؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com غمر هذا النداء قلب سوبارو الجاف بحنان عائلي وشغف حقيقي، كأنما يطفئ عطشه العاطفي.
بصراحة، لم يتذكر سوبارو الكثير من النقاشات التي جرت خلال الاجتماع. لكنه ليس بحاجة إلى تذكرها ليفهم فحواها.
مدَّ يده وهزَّ كتف الفتاة المستلقية برقة، ليعيدها إلى الواقع بلطف.
لم يكن هناك أدنى شك، الصوت الذي سمعه… كان صوته هو.
في تلك اللحظة، رأى رموشها الطويلة ترتجف، وعينيها البنفسجيتين تفتحان ببطء. عندها، اتخذ قراره.
شعر بقطرة دافئة من دموع لا ينبغي لها أن تسيل، تنحدر على وجنته.
جدد عهده داخل نفسه، عهدًا صلبًا وقويًا، لا ينكسر أبدًا.
—سأحمي إميليا وأُنقذ الجميع. حتى لو كلف ثمن ذلك حياتي.
«…»
《٢》
تمددت بقايا سوبارو على ظهره، فيما كان فارس ذو شعر أرجواني يتأمل جثته بصمت. إلى جواره، جلس فيريس منهارًا على الأرض، في حالة يرثى لها، ومن الواضح أنَّه فقد كل قوته.
في ذهنه، بدأ سوبارو بترتيب المعلومات التي لم يُتح له الوقت الكافي لاستيعابها في نهاية محاولته الأخيرة، نظرًا للفوضى التي سادت في لحظاتها الأخيرة واقتراب موته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لن يُظهر ذلك لأي شخص آخر، لا لإميليا، ولا حتى لبياتريس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان الأهم بينها هو الرجل الذي عرف بسر عودة سوبارو بعد الموت؛ روزوال إل ميزرس. وجب على سوبارو أن يدرس موقفه ويحدد أفضل طريقة لمواجهة مخططاته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أمام سوبارو الذي تهاوى حتى الموت، كانت هناك فتاة ذات شعر وردي تلفظ هذه الكلمات؛ رام.
لم يعرف روزوال أن الموت هو الشرط الذي يُفعِّل قدرة سوبارو، لكنه علم أن سوبارو يمر بدورات متكررة. ليس واضحًا ما إذا كان قد أدرك ذلك منذ وصول سوبارو إلى الملجأ أو قبل ذلك بكثير، لكن ما كشف له الحقيقة لا بد أن يكون الكتاب السحري الذي يمتلكه؛ كتاب المعرفة.
بصوت مشحون بالحدة، نقل ويلهيلم الحقائق إلى فيلكس الذي وصل للتو. وبحركة سريعة، غلف فيلكس راحة يده بتوهج أزرق، محولًا كمية كبيرة من المانا إلى طاقة علاجية صبَّها في جرح سوبارو.
هذا الكتاب السحري له نفس الأصل الذي أتى منه الكتاب الفارغ الذي تمتلكه بياتريس، وهما المجلدان الوحيدان من نوعهما في العالم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم تجبه إميليا، بل وقفت مكانها بعينين متسعتين، تائهة بين مشاعر شتى لم تستطع التعبير عنها.
لم يكن سوبارو متأكدًا مما إذا كانت محتويات الكتاب تتنبأ بالمستقبل بدقة، لكن إذا أخذ كلمات روزوال على ظاهرها، فقد تصرف روزوال وفقًا لما تمليه عليه إرشادات الكتاب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ليس الأمر… أنه لم يفكر في هذا من قبل.
تصرفاته في الملجأ وحتى تقديمه نفسه كقربان للأرنب العظيم في النهاية كانت جزءًا من التزامه التام بتعليمات الكتاب. دوافعه في هذا كانت مشابهة لما حرَّك أتباع طائفة الساحرة، من بيتلجيوس فما دونه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أ… لكـ—»
«أ-أنا… لم أكن أريد فعل ذلك، لكن إيكيدنا… كـ-كذبت عليَّ…»
لكن ثمة فرق جوهري بينهما؛ فجوة لا يمكن سدها تفصل بين كيفية التزام كل منهما بإرشادات كتبهما.
فسر بيتلجيوس النبوءات الناقصة بنفسه وتأقلم مع الظروف المتغيرة أثناء تنفيذه لأوامر الكتاب. أما روزوال، فقد التزم بحذافير تعليمات كتابه، ولا يسمح بوجود أي تناقض معها، حتى لو تطلب الأمر تكرار الأحداث مرارًا لتحقيقها.
《١٦》
ربما كان المشهد مؤلمًا إلى حد جعل رام تتخلى عن استجواب بياتريس. أطلقت تنهيدة هادئة، ثم أمالت عينيها نحو جثة سوبارو بنظرة ملؤها السخرية، وهمست بصوت خافت وهي تتأمل مصيره البائس:
كلاهما نوى الالتزام التام بكتابه، لكن دوافعهما ومنهجيتهما كانتا مختلفتين تمامًا.
كانت ضربة قديس السيف قد أنهت العالم وأعادت إصلاحه في آنٍ واحد—
ومع استعداد روزوال لاستخدام عودة سوبارو بعد الموت كوسيلة لتحقيق غايته، أصبح الموقف معه أشد خطورة مما كان مع بيتلجيوس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
ما الهدف الذي يدفع روزوال إلى اللجوء إلى هذه التطرفات؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إذا كانت تعليمات الكتاب تتطلب إنهاء الأحداث في الملجأ والقصر بالشكل الذي يريده، فإن روزوال سيعيد تلك المآسي مرارًا حتى يحصل على النتيجة المرغوبة.
《١٠》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كل شيء، كل ما حدث، كان خطأ سوبارو وحده.
إن كان الأمر كذلك، فلماذا لا يجثو سوبارو على ركبتيه ويسأل روزوال مباشرة عما كتبه الكتاب السحري؟ لماذا لا يعقد معه عهدًا صريحًا بالالتزام بما تنص عليه التعليمات، ويكرس كل قوته حتى تتحقق أمنية روزوال؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فإظهار ضعفه بكل ما أوتي من قوة هو كل ما استطاع ناتسكي سوبارو العاجز والجاهل أن يفعله.
لكن النتيجة الفعلية لاتباع روزوال للكتاب هي صنع الثلج الذي غطى الملجأ. كان المشهد الثلجي قد أثار الشكوك تجاه إميليا، وعزلتها تلك هي التي أدخلتها في دوامة من الألم النفسي.
إذا كان هذا هو مراد روزوال… إذا كان هذا ما تريده صفحات الكتاب السحري، فلا يمكن لسوبارو القبول بذلك.
غير أن ما أثار رعبه لم يكن مجرد بدء المحاكمة، بل محتواه ذاته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
أهداف سوبارو وروزوال كانت غير قابلة للتوفيق.
بالنسبة إلى سوبارو، الذي يخاطر بحياته لحمل كل شيء على عاتقه، كان روزوال قد قال له: ”حرِّر نفسك من كل شيء إلا مما هو مهم حقًا بالنسبة لك.“
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وأضاف أنه إن فعل ذلك، فسيصبح سوبارو مثله.
لكن لو سُئل سوبارو إن كان قد ندم على الشعور بملامسة شفتيها، لأجاب بلا تردد: ”لا.“
تعمقت نظرة الألم في عينيها، وأمسكت بقميص سوبارو بتعبير يملؤه العذاب.
لم يرغب سوبارو في أن يشبهه ولو قليلًا، لكن كان من الواضح أن روزوال يلتزم بكلماته، حتى لو تطلب الأمر التضحية بحياته.
نعم، كان قد قالها بالفعل. أخيرًا تمكَّن من البوح بتلك الكلمات التي طالما أراد قولها.
عبر التزامه المتعصب بتعليمات الكتاب، عزل إميليا، وكان واثقًا أن تحقيق النهاية التي يتوق إليها الكتاب ستمنحه القدرة على حماية الشيء الوحيد المهم لديه.
كانت جميع أفعال روزوال من أجل هذا الهدف. وإذا كان الأمر كذلك، فلدى سوبارو رد واحد فقط:
«هاه… هاه… ما-ما هذا…؟»
«سوبارو، هل أنت بخير؟»
«تتخلَّى عن كل شيء آخر؟ هراء. لا مجال لذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
نعم، كان قد قالها بالفعل. أخيرًا تمكَّن من البوح بتلك الكلمات التي طالما أراد قولها.
لن يسمح بإيذاء إميليا، ولا ريم، ولا رام، ولا بيترا، ولا أوتو، ولا فريدريكا، ولا سكان قرية إيرلهام، ولا سكان الملجأ، ولا ريوزو، ولا حتى غارفيل.
هذا الكتاب السحري له نفس الأصل الذي أتى منه الكتاب الفارغ الذي تمتلكه بياتريس، وهما المجلدان الوحيدان من نوعهما في العالم.
إذا سقط أي واحد منهم، ستصبح حياة سوبارو عالمًا باهتًا لا يطاق. وبالنسبة إلى سوبارو الجشع والأناني، كان هذا أمرًا لا يمكن احتماله.
«…»
«روزوال، لن أصبح مثلك.»
«لا وجود للسيدة إميليا ولا لسوبارو في هذا المكان.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لجعل هذا العهد حقيقة، على سوبارو أن يجد إجابة تتحدى تعليمات الكتاب السحري.
بينما بقي سوبارو صامتًا دون أي إجابة، واصلت إميليا الضغط بيدها المرتجفة على وجنته، تناديه بصوتٍ لا يمكن أن يصله.
ليس هناك مَن يعتمد عليه. كان عليه أن يقلق، ويحيا، ويكافح بمفرده. ولكن إن كان هناك شخص واحد يمكنه الاعتماد عليه—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
سعى إليها بشغف يائس.
«هل أستطيع الاعتماد عليك مجددًا؟…»
«هاه… هاه… ما-ما هذا…؟»
—ليس هناك سوى ساحرة واحدة في هذا العالم يمكن لسوبارو أن يبوح لها بمشكلاته.
لكن ثمة فرق جوهري بينهما؛ فجوة لا يمكن سدها تفصل بين كيفية التزام كل منهما بإرشادات كتبهما.
«لكن… ما رأيته ليس وهمًا أو شيئًا قريبًا من ذلك…»
《٣》
اقترب ويلهيلم بقلق، غير أن فيلكس هز رأسه بلطف، وأخذ يمسح بمنديل الجرح الذي سُدَّ بسترة ويلهيلم. كان الجرح قد التئم بمهارة لدرجة أن المسح لم يُبقِ أثرًا، وكأن الجرح لم يوجد يومًا.
ولهذا—
أسرع سوبارو في خطواته، متقدًا بنفاد صبر لم يعد قادرًا على احتماله.
وبينما عُرضت أمامه عوالم منتهية، الواحد تلو الآخر، لم يكن بوسع سوبارو إلا أن يستلقي على الأرض بلا حراك.
بعد عودته مع إميليا التي أكملت محاولتها في اجتياز المحاكمة داخل القبر، انتهى الاجتماع الاعتيادي في مقر إقامة ريوزو. ومع غرق الملجأ في ظلمة الليل العميق، انطلق سوبارو بجدية، يركض بمفرده.
«كم مرة… جعلتكِ تموتين؟ كم مرة… عليَّ أن أقتلكِ؟»
أدرك سوبارو تمامًا أي موتٍ يُعاد تمثيله في هذا العالم الجديد، الواقع بعد الجحيم. كان هذا مشهد موته بعد المعركة ضد بيتلجيوس.
بصراحة، لم يتذكر سوبارو الكثير من النقاشات التي جرت خلال الاجتماع. لكنه ليس بحاجة إلى تذكرها ليفهم فحواها.
مزَّق هذا الشعور حفرة في قلبه، وأشعل حرارة لا تطاق في أعماق عينيه الخفيتين. في تلك اللحظة تحديدًا، أراد أن يندفع نحو الفتاة، أن يهمس لها بكلمات مواساة. أراد أن يُوقف دموعها.
هذه المرة، عانت إميليا تحت وطأة ماضيها. وقد أظهرت عبر تفسيرات متعثرة، يمكن ملاحظة تصنُّعها بسهولة، إصرارها على مواجهة كابوسها مرة أخرى في اليوم التالي وما بعده، وسط دموعها.
سيطر تركيز شديد على فيلكس وهو يحاول إنقاذ سوبارو؛ لم يشعر بمثل هذا اليأس من قبل. أما وعي سوبارو، الذي كان يراقب من فوق، فقد غمره الأسى وهو يشاهدهم يحاولون جاهدين إنعاش جسد فارغ بلا روح.
احترم سوبارو إحساسها بالمسؤولية ونبل عزمها، لكنه علم يقينًا أنها ستفشل.
كانت ضربة قديس السيف قد أنهت العالم وأعادت إصلاحه في آنٍ واحد—
بناءً على ذلك، واسى إميليا المجروحة، شجعها برفق، ورافقها حتى ذهبت إلى النوم. بعد ذلك، عندما أتت رام لتخبره بموعده المقرر مع روزوال، تجاهلها واندفع مسرعًا خارج المنزل.
كان مشهدًا مؤلمًا. صوتٌ يكاد يقتل النفس من شدة البؤس. هذا المشهد من بين أشد اللحظات التي خشي أن يشهدها، وأكثرها قسوة على قلبه.
أفسدت تعويذات فيريس الدورة الحيوية داخل جسده بشدة، تاركة وجهه مشوَّهًا بموتٍ قاسٍ. ولولا تدخل يوليوس، لبقي سوبارو بملامحٍ مروعة في لحظة رحيله.
يلهث بصعوبة، وجبينه غارق في العرق، اتجه مباشرة نحو قبر الساحرة المضاء بنور القمر؛ هناك تكمن المفاتيح التي قد تساعده في التعامل مع الوضع الراهن، وحتى إن لم يكن كذلك، فثمة حليفة تنتظره هناك، يمكنه معها حل بعض من مشكلاته التي تؤرقه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بصوت خافت، أعاد راينهارد سيف التنين إلى غمده الأبيض مرة أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في مواجهة نظراته المليئة بالكراهية، مسحت الساحرة ذات الشعر الأبيض خصلاتها بهدوء.
خَشِيَ أن يعترضه أحد وهو في طريقه إلى القبر، لكنه لحسن حظه لم يوقفه لا ريوزو، ولا غارفيل، ولا حتى روزوال.
في تلك الليلة، للمرة الثانية، أو الثالثة إذا احتسبنا ما جرى خلال النهار، اندفع نحو القبر بلا تردد.
«أنتِ… كان يجب أن تكوني…!»
«…»
«ريم ستتحمل كل مشاعر سوبارو بدلًا منه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عند وصوله إلى المدخل، التقط أنفاسه في الممر الذي تملؤه نسائم باردة وهادئة. وبما أن المحاكمة قد انتهى لليلة، لم يعد المكان مضاءً بالنور الذي يستقبل المتحدِّين المؤهلين. ورغم ذلك، ضيَّق عينيه محاولًا تحديد مدخل قلعة الأحلام التي ينبغي أن تكون هناك.
«نوعًا ما… لكن غير صحيح… أظن. إيكيدنا تراقب المحاكمة، والمحاكمة دائمًا… تبدو كأنها حلم، لذلك… نعم.»
لكن رؤيته لم تكن جيدة بما يكفي للعثور على ذلك الباب. ومع ذلك، كان واثقًا من الكلمات التي نطقتها الساحرة…
«إذا كنت ترغب في المعرفة…»
«كنت أعلم… أنك لست ذلك الشخص… ولكن…»
قالت إيكيدنا إن هذا هو الشرط ليُدعى مرة أخرى إلى حفلة الشاي الخاصة بها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com احترم سوبارو إحساسها بالمسؤولية ونبل عزمها، لكنه علم يقينًا أنها ستفشل.
وأخبرته أيضًا أن عليه أن يجعل صوته أعلى من المرة السابقة، عندما مزقت الوحوش الشيطانية جسده بالكامل.
لم يكن حتى باك، بقوته الحقيقية المطلقة، قادرًا على زعزعة الهدوء الذي ارتسم على وجه راينهارد. بضربة واحدة من سيف التنين، كان بإمكان قديس السيف أن يشطر هذه الروح إلى نصفين.
الجواب كان واضحًا…
هل يوجد ألم أو خوف يفوق ما اختبره حينذاك، بما يكفي ليدفعه إلى الجنون؟
نعم، يوجد. الصرخة التي أطلقها هذه المرة، طلبًا للخلاص من تلك النهاية المسدودة، كانت تضاهي صرخته السابقة.
«—هذا… كذب.»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عاد بصره إلى عينه اليسرى، مستعيدًا رؤيته الكاملة. شعر بالراحة لذلك، غير أن خوفًا ثقيلًا تملكه؛ خوف من أن تشهد هذه العين الجحيم مرة أخرى، وإحساسًا بالحصار وكأن الجرح الذي لم يعد موجودًا لا يزال يؤلمه.
الأمور التي أراد معرفتها، والتحقق منها، والتفكير فيها معًا كانت بعدد لا يحصى، كنجوم السماء.
بينما اشتعلت مشاعر لا قاع لها بهدوء في عينيه، ترددت خطوات سوبارو في أرجاء الممر وهو يتقدم إلى الأمام. ومع تسرب البرد إلى جسده، وصل بعد بضع عشرات من الثواني إلى الغرفة الحجرية التي غُمرت بضوء شاحب.
سيطر تركيز شديد على فيلكس وهو يحاول إنقاذ سوبارو؛ لم يشعر بمثل هذا اليأس من قبل. أما وعي سوبارو، الذي كان يراقب من فوق، فقد غمره الأسى وهو يشاهدهم يحاولون جاهدين إنعاش جسد فارغ بلا روح.
«…»
قبل ساعة قصيرة فقط، غادر هذا المكان برفقة إميليا وقبل ساعة قصيرة أيضًا، مات سوبارو في هذا المكان نفسه، لتُعيد قدرة ”العودة بعد الموت“ تشغيل العالم من جديد.
«لا أدري… هل أنا متعب…؟ مع أنني… لم أنجز شيئًا بعد…»
في هذا المكان، حيث تلاقت معاناة سوبارو مع موته وعودته، اشتاق سوبارو إلى لقاء الساحرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في أعماق ذهنه، عادت إليه تلك اللحظة قبل العودة بالموت، عندما وضعت إميليا سوبارو المحتضر على حجرها، ولم تدرك خسارته وهي تطبع قبلة على شفتيه.
«أرجوكِ، ادعيني إليكِ، إيكيدنا…!»
إذا كان ما شاهده للتو هو المحاكمة الثاني، فإن ذلك كان أسوأ سيناريو يمكن تخيله لسوبارو.
لقد ضحى بحياته مرارًا وتكرارًا. وإن كان التخلِّي عن كبريائه كافيًا، فسيقدم حتى ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فإظهار ضعفه بكل ما أوتي من قوة هو كل ما استطاع ناتسكي سوبارو العاجز والجاهل أن يفعله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لن يُظهر ذلك لأي شخص آخر، لا لإميليا، ولا حتى لبياتريس.
كيف يمكنه أن يحصل على قلب من حديد لا يتزعزع، مهما كانت المحنة، مهما كان العذاب؟
«…»
لكن كيف له أن يحافظ على عزيمته بعد أن واجه شيئًا أفظع من الجحيم ذاته؟
راكعًا في وسط الغرفة الحجرية، رفع سوبارو صوته، متمسكًا بأمله في لقاء الساحرة مجددًا.
في ذهنه، رسم صورة للساحرة ذات الشعر الأبيض، ورتب مشاعره لتصبح جوقة تناديها، باحثًا بجنون عن أفضل احتمال يمكن أن يُقرب تلك المصائر المتشابكة.
— سوبارو ترك جروحًا عميقة ودائمة في قلوبهم.
سعى إليها بشغف يائس.
لم يرغب سوبارو في أن يشبهه ولو قليلًا، لكن كان من الواضح أن روزوال يلتزم بكلماته، حتى لو تطلب الأمر التضحية بحياته.
بكل كيانه، اشتاق إليها.
ومع استمراره في التمني دون توقف، تساقطت قطرات العرق من جبينه.
«سأنقذ… إميليا، والملجأ، والقصر. سأنقذهم جميعًا. وإن لم أفعل…»
في لحظة، جُرِد وعيه مرة أخرى، وسقط في عالم أبيض نقي.
—ثم، في لحظة.
«—إذا استمررتَ أكثر، فستكون حياتك في خطر.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—أوو».
فسر بيتلجيوس النبوءات الناقصة بنفسه وتأقلم مع الظروف المتغيرة أثناء تنفيذه لأوامر الكتاب. أما روزوال، فقد التزم بحذافير تعليمات كتابه، ولا يسمح بوجود أي تناقض معها، حتى لو تطلب الأمر تكرار الأحداث مرارًا لتحقيقها.
راكعًا في وسط الغرفة الحجرية، رفع سوبارو صوته، متمسكًا بأمله في لقاء الساحرة مجددًا.
فجأة، لمح سوبارو ضوءًا أبيض خلف جفونه المغلقة. هل كانت هلوسة؟ لا، ليست كذلك.
من حيث الأيام الفعلية، لم يكن غيابها طويلًا. بالكاد مرَّ أسبوع على رؤيتها من قبل معارفها وأهلها.
قبل أن يدرك الأمر، وجد جسده الراكع مستلقيًا على الأرض. لم يستطع تحريك أطرافه، ولم تعد شفتاه قادرتين على التنفس أو التلفظ بأي شيء. سُحب وعيه تدريجيًا بعيدًا عن الواقع.
لقد تحقق ما كان يريده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قبل أن يدرك الأمر، وجد جسده الراكع مستلقيًا على الأرض. لم يستطع تحريك أطرافه، ولم تعد شفتاه قادرتين على التنفس أو التلفظ بأي شيء. سُحب وعيه تدريجيًا بعيدًا عن الواقع.
لقد دُعي إلى قلعة الأحلام ووسط هذا، شعر سوبارو بالامتنان لهذا النذير غير المتوقع.
ومع تلاشي وعيه تدريجيًا، شعر بالراحة لأن هناك مَن يُشير إلى طريق نحو مستقبل كان مغلقًا من قبل—
استمر بالتدحرج، حتى شعر بدوار وأذنيه تؤلمانه، بينما احتكَّ رأسه بالأرض الخشنة وكأنه يحاول الهرب من العاصفة التي اجتاحت أحشاءه. أراد، ولو بقدر بسيط، أن يقلل فرصة التفكير الواعي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لماذا كان هنا؟ لماذا لاحظ وجوده هنا؟
«—انظر الحاضر المجهول».
ولكنه لم يستطع ذلك.
وفي اللحظة التي اختفى فيها وعيه تمامًا، شعر وكأنه سمع همسًا بتلك الكلمات.
《٤》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صرخ سوبارو معلنًا ذلك وهو يمد قبضته نحو تلك ”ريم“ المزيفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تأرجحت مشاعر سوبارو في داخله كأنه تحت تأثير الخمر.
لم يبق له سوى إدراكه العاجز، بلا قدرة على التدخل أو حتى إبعاد نظره عن المشهد. جريمته لم تندثر، بل بقيت شاهدةً على عذابه، فيما حقد العالم الذي تركه خلفه يمزق روحه كما لو كان مبردًا يكشطها بلا هوادة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《٢》
لم يعرف ما الذي حدث. فقدانه للوعي جاء فجأة، ولم يلبث أن وجد نفسه مستيقظًا دون سابق إنذار.
وبذلك، لن تعرف إميليا أبدًا سبب تفانيه من أجلها.
شعر بالارتباك ذاته الذي اعتاد عليه عند تنقله العشوائي بين الماضي والحاضر، حين تنشط قدرة ”العودة بعد الموت“. عقله كان في فوضى وهو يحاول التوفيق بين العالم الذي تركه في اللحظة السابقة، والعالم الجديد الذي استقبله فورًا بعد استيقاظه.
لجعل هذا العهد حقيقة، على سوبارو أن يجد إجابة تتحدى تعليمات الكتاب السحري.
لكن عندما أدرك أن هذا التشوش مألوف لديه، كان من السهل أن يستعيد هدوءه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أخذ نفسًا عميقًا وطويلًا، محاولًا تهدئة أفكاره المضطربة وقلبه الخافق. لكن ما صدمه هو أنه لم يشعر بفمه، ولا بحنجرته، ولا حتى برئتَيه، اللازمة لأخذ هذا النفس.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
«—؟»
—هو قد تأمل الحاضر المجهول.
«—سوبارو؟»
حاول أن يتحقق بيده من وجود تلك الأعضاء، ولكنه لم يستطع لمسها. كان السبب واضحًا وبسيطًا: لم يشعر بيده أيضًا. بل لم يكن الأمر مقتصرًا على يده فحسب. رأسه، جسده، كل شيء -تلك اللحظة- لم يكن له وجود مادي على الإطلاق.
انشقت الأرض تحت قبضته، وتبعثرت الشظايا مختلطة بدم سوبارو، حتى أن يده نفسها أصبحت تنزف. رفع وجهه نحو السماء، ملطخًا بالدماء، يصرخ في حزن شديد.
— كان وجوده محصورًا في وعيه فقط، كأنه عقل عارٍ بلا جسد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بعد عودته مع إميليا التي أكملت محاولتها في اجتياز المحاكمة داخل القبر، انتهى الاجتماع الاعتيادي في مقر إقامة ريوزو. ومع غرق الملجأ في ظلمة الليل العميق، انطلق سوبارو بجدية، يركض بمفرده.
وجد نفسه وعيًا منفردًا في فضاء لا متناهٍ، قادرًا فقط على الرؤية من مكان مرتفع وكأنه يُشرف على العالم من الأعلى.
تلوَّى جسده في اضطراب. وعندما استعاد إدراكه، وجد نفسه ممددًا على أرضية باردة وصلبة.
لكن ما كبح شعوره باليأس ومنعه من الانغماس في قناعة أنه سيصل إلى طريق مسدود آخر، كان وجود الفتاة المستلقية بجواره.
افتقار جسده للحم والدم ولَّد نوعًا جديدًا من التشوش، لكن باستحضار مفهوم التنفس العميق في ذهنه، حاول استعادة هدوء مصطنع في داخله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
نحَّى حيرته جانبًا، وقاوم شعور السكر الذي راوده، وركَّز بجدية على استيعاب ما يحدث. في عمق تلك الأفكار، كان يبحث عن إجابة: أين هو الآن؟ وماذا يفعل هنا؟
ومنذ تلك اللحظة، اتخذ ناتسكي سوبارو قرارًا—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تلاحقت المشاعر المتدفقة من كلاهما لتضرب قلب سوبارو بكل عنف، لكن مهما كانت جهودهما صادقة—
«—أرو».
أنَّ وهو يمسك بذقنه التي ارتطمت بالسطح البارد، ثم هزَّ رأسه ليتأكد من إحساسه بجسده. أحسَّ بيده تلامس ذقنه المصابة، ليتيقن من وجوده الجسدي. كل شيء كان في مكانه.
فجأة، جاءه صوت ضعيف، مشوش ومهشَّم.
تمددت بقايا سوبارو على ظهره، فيما كان فارس ذو شعر أرجواني يتأمل جثته بصمت. إلى جواره، جلس فيريس منهارًا على الأرض، في حالة يرثى لها، ومن الواضح أنَّه فقد كل قوته.
كان الصوت واهنًا لدرجة أن الكلمات بالكاد وصلت إلى سمعه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لا، هو مَن تخلى عنهم، هاربًا بموته الأناني، تاركًا العالم خلفه بينما هو وحده يبدأ من جديد في عالم آخر.
ومع ذلك، عرف سوبارو فورًا، وعلى نحو غريزي—
ما الهدف الذي يدفع روزوال إلى اللجوء إلى هذه التطرفات؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا يمكنكِ أن تكوني هنا.»
—هذا صوت يجب ألا يُصغي إليه، يجب ألا يلاحظه: صوت ينبغي تجاهله تمامًا.
ولكنه لم يستطع ذلك.
كان ويلهيلم جاثيًا على ركبتيه، وجسده المثخن بالجراح ينحني في خزيٍ عميق.
لم يكن يمتلك جسدًا ليدير رأسه بعيدًا، وليس بوسعه حتى أن يغلق عينيه.
رفض عقله حتى مجرد التفكير في هذا الاحتمال، خشية أن يتحطم أساس كل ما بناه لنفسه.
كان محكومًا عليه أن يُشاهد، أن يُسجل المشهد في وعيه عن قرب، وكأن الذاكرة نفسها تُفرض عليه قسرًا.
«مهلًا، لا تقل لي… هل كان ذلك المحاكمة للتو؟ ليس محاكمة الماضي… بل المحاكمة الثاني؟!»
كان أحمقًا. كان عليه أن يرحب بذلك التشوش. فقد كان شعور السكر ذاك رحمةً سماوية بذاتها—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«سوبارو.»
«كاذب… كاذب، كاذب كاذب كاذب كاذب كاذب كاذب…!»
لم يستطع سوبارو تقبُّل المشهد الذي كان يتكشف أمام عينيه، فصرخ صرخة مشوشة لا معنى لها.
تكرر الصوت، متحولًا من كلمات بالكاد مسموعة إلى نبرة تفيض بالدموع.
كان مشهدًا مؤلمًا. صوتٌ يكاد يقتل النفس من شدة البؤس. هذا المشهد من بين أشد اللحظات التي خشي أن يشهدها، وأكثرها قسوة على قلبه.
«من السهل الاستسلام.»
لماذا كان هنا؟ لماذا لاحظ وجوده هنا؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وعندما بدأت تمسح ملامح وجهه الميت شيئًا فشيئًا، تمتمت بصوت متحشرج: «لماذا…؟ لماذا عاد سوبارو… ليكون هذا مصيره؟»
لقد أخطأ. سوء تقدير قاتل. لا ينبغي له أن يعرف. ليس من المفترض أن يدرك ما رآه. فقد كان عليه أن يدرك—
—عندها، سينهار عالم ناتسكي سوبارو بالكامل.
—لو لم يفكر مطلقًا بأن هذا مستحيل الحدوث.
كانت تعرف أن سوبارو ضعيف، عاجز، هش لدرجة تجعله بحاجة إلى التعلق بشيء ما ليتمكن من المضي قدمًا. كان مترددًا، فاقد الثقة.
«كاذب! كاذب! سوبارو… أنت كاذب! كاذب—!!»
ربما كان المشهد مؤلمًا إلى حد جعل رام تتخلى عن استجواب بياتريس. أطلقت تنهيدة هادئة، ثم أمالت عينيها نحو جثة سوبارو بنظرة ملؤها السخرية، وهمست بصوت خافت وهي تتأمل مصيره البائس:
انهمرت الدموع من عيني إميليا البنفسجيتين كنافورة مفتوحة، وانهارت وهي تصرخ بصوت حاد، وكأن خيانة مريرة انكشفت أمامها.
بالنسبة إلى سوبارو، الذي يخاطر بحياته لحمل كل شيء على عاتقه، كان روزوال قد قال له: ”حرِّر نفسك من كل شيء إلا مما هو مهم حقًا بالنسبة لك.“
تأرجح شعرها الطويل بجنون، كطفلة ضائعة، وهي تبكي وتصرخ كأنها أصيبت بالجنون.
نظر ويلهيلم إلى وجه سوبارو الميت، ثم قبض يده ندمًا وضرب الأرض بقوة.
وعلى السرير، إلى جانب ريم المستلقية بلا حراك، كان جثمان سوبارو، وقد أنهى حياته بطعنة قصيرة في عنقه.
لم يكن الأمر غير متوقع تمامًا بالنظر إلى الظاهرة الغريبة التي عاشها—
《٥》
عندما سمع سوبارو صوتها الغريب، حبس أنفاسه…
—ما الذي أراه الآن بحق؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أن تقفي أمامي وأنتِ تبدين كأنكِ ريم! هل هذه هي قدرتكِ؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ليس الأمر… أنه لم يفكر في هذا من قبل.
«…»
واصلت إميليا نحيبها، تنادي اسم سوبارو مرة بعد مرة، بصوت متهدج يملأه الحزن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وعندما بدأت تمسح ملامح وجهه الميت شيئًا فشيئًا، تمتمت بصوت متحشرج: «لماذا…؟ لماذا عاد سوبارو… ليكون هذا مصيره؟»
«لكن هذا لا يعني أن التضحيات التي قُدِّمت في سبيل ذلك يمكن مسامحتها. كنتُ آمل أن أبادلَك حديثًا أطول يا ناتسكي سوبارو…»
لكن بكاءها كان عبثًا. جسد سوبارو الملطخ بالدماء، الملقى على بطنه فوق السرير، لم يتحرك حتى ولو بمقدار أُنملة.
«حتى اللحظة الأخيرة… كنت تقول أشياء لا معنى لها تمامًا…»
وبالنسبة له، مرت حقبة طويلة منذ أن أنصتت روحه لصوتها مرة أخرى.
بالطبع لم يفعل. فهذا الجسد لم يعد أكثر من جثة هامدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان سوبارو، الذي مات وخرج من جسده، يحدِّق من علٍ في الجسد الذي فارقته الحياة. المشهد كان كريهًا على نحوٍ لا يحتمل. لم يختبر سوبارو في حياته -حتى بعد عدد الوفيات التي تجاوزت العشر مرات- مشهدًا أشد رعبًا من هذا.
«…»
لأول مرة، رأى سوبارو بعينيه ألم إميليا على فقدانه.
ذلك المشهد غمر قلب سوبارو بإحساس عميق بالذنب، ألم لا يُحتمل وكأنه ابتلع رصاصًا مصهورًا.
«…»
الأمور التي أراد معرفتها، والتحقق منها، والتفكير فيها معًا كانت بعدد لا يحصى، كنجوم السماء.
نظر إلى أثاث الغرفة، وإلى الأشخاص المجتمعين فيها، وإلى جسده الميت على السرير، وكذلك إلى السبب الذي أوصله إلى هذا المصير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وأخبرته أيضًا أن عليه أن يجعل صوته أعلى من المرة السابقة، عندما مزقت الوحوش الشيطانية جسده بالكامل.
《١٢》
في تلك اللحظة، سرت فيه صدمة الفهم، كأن صاعقة ضربت وعيه؛ أدرك متى وقع هذا المشهد.
كان الأهم بينها هو الرجل الذي عرف بسر عودة سوبارو بعد الموت؛ روزوال إل ميزرس. وجب على سوبارو أن يدرس موقفه ويحدد أفضل طريقة لمواجهة مخططاته.
لكن كيف له أن يحافظ على عزيمته بعد أن واجه شيئًا أفظع من الجحيم ذاته؟
كان هذا بعد القضاء على بيتلجيوس روماني كونتي، كبير أساقفة خطايا الموت، وإنقاذ إميليا من قبضة طائفة الساحرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان محكومًا عليه أن يُشاهد، أن يُسجل المشهد في وعيه عن قرب، وكأن الذاكرة نفسها تُفرض عليه قسرًا.
تذكَّر كيف فقد أعصابه حين علم بفقدان ريم، وكيف كانت تلك اللحظة هي ما قاده إلى هذا الموت.
بعد أن أسرع إلى العاصمة واكتشف أن العالم قد محا ذكريات الجميع عن ريم التي هاجمتها طائفة الساحرة، دفعته اليأس والغضب إلى أن يغرس خنجرًا في عنقه، متمنيًا بكل جوارحه أن يستعيدها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت بياتريس… تبكي.
—لكن أمنيته لم تتحقق.
لم يكن يمتلك جسدًا ليدير رأسه بعيدًا، وليس بوسعه حتى أن يغلق عينيه.
حين عاد بالزمن بفضل ”العودة بعد الموت“، كان في لحظة أقرب إلى الحاضر مما توقَّع، مما يعني أنه فقد الفرصة لإنقاذ ريم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…هاه؟»
رغم ذلك، أقسم في قلبه ألا يستسلم، وأن يستمر في دعم إميليا، حتى لو كانت فرصته ضئيلة. ولكن—
في لحظة، جُرِد وعيه مرة أخرى، وسقط في عالم أبيض نقي.
أدرك سوبارو تمامًا أي موتٍ يُعاد تمثيله في هذا العالم الجديد، الواقع بعد الجحيم. كان هذا مشهد موته بعد المعركة ضد بيتلجيوس.
‹لم أكن أعلم… لم أرَ هذا المشهد من قبل. لم أكن أعرف… محال أن أعرف!›
فكر: إن لم يرَ الأمور على هذا النحو، إن لم يتمسك بهذا الفهم—
«—بواهه، وااا! مـ-ما هذا؟! آآآه؟!»
لم يسبق له أن شهد مثل هذا المشهد. ففي ذلك العالم، كان قد مات بالفعل.
ثم أضاف بصوت كئيب: «أنا وذلك الرجل نشترك في هذه الجريمة—».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
حتى بوجود قدرة ”العودة بعد الموت“، ليس بوسعه معرفة ما يحدث في العالم بعد وفاته. —لكن، فكر لوهلة؛ ربما لم يكن ذلك صحيحًا تمامًا.
«شكرًا جزيلًا. وأنت أيضًا رائع، سوبارو.»
بالنسبة إلى سوبارو، الذي عاد بالزمن مرارًا ليعيد صياغة المصير مقابل حياته، كان العالم الذي مات فيه مجرد نقطة عبور نحو مستقبل أمل أن يصنعه.
أدرك سوبارو تمامًا أي موتٍ يُعاد تمثيله في هذا العالم الجديد، الواقع بعد الجحيم. كان هذا مشهد موته بعد المعركة ضد بيتلجيوس.
فكر: إن لم يرَ الأمور على هذا النحو، إن لم يتمسك بهذا الفهم—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—عندها، سينهار عالم ناتسكي سوبارو بالكامل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ليس الأمر… أنه لم يفكر في هذا من قبل.
‹توقَّف… توقَّف… توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف تــو…قَّــ…ف، أرجوك، توقَّف…›
انهمرت الدموع من عيني إميليا البنفسجيتين كنافورة مفتوحة، وانهارت وهي تصرخ بصوت حاد، وكأن خيانة مريرة انكشفت أمامها.
لم يستطع سوبارو تقبُّل المشهد الذي كان يتكشف أمام عينيه، فصرخ صرخة مشوشة لا معنى لها.
«—آه، هل تستطيع الوقوف بعد كل هذا يا سوبارو؟»
ومع ذلك، لم يخرج صوته من جسده عديم الحنجرة، ولم يستطع إدارة وجهه الخالي من العيون، ولا حتى حجب الصوت عن رأسه الخالي من الأذنين. كانت نهاية هذا العالم تُنقش في وعيه، ووجوده الآن ليس أكثر من مجرد إدراك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ما الذي… لا بأس به؟ لا يمكن أن…!»
—كانت هذه عقوبة على الفعل المتهور الذي اقترفه سوبارو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
لكن كمية كبيرة من الدم كانت قد أُزهقت، والروح التي انسلت منه لم تعد موجودة.
«يا سيدة إميليا! هذا—»
«…»
بينما استمرت إميليا في البكاء والنحيب، اندفع شخص ما إلى الغرفة بصوت حاد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أكانت حقًا عوالم زائفة وُلدت من الهواجس؟ أم أن واقعه كان يلتهمه واقع آخر؟
«لا، ليس كذبًا.»
كان شعره أبيض ويرتدي زيَّ خادم أسود. هذا المكان هو قصر كروش في العاصمة الملكية، والرجل الذي وقف هناك بذهول هو ويلهيلم، ”شيطان السيف“، الذي ينتمي لهذا المكان بكل تأكيد.
تلوَّى جسده في اضطراب. وعندما استعاد إدراكه، وجد نفسه ممددًا على أرضية باردة وصلبة.
«…»
وفي تلك اللحظة، وجد وعي سوبارو المجرد نفسه على شفا الانهيار، لرؤيته ذلك المحارب المخضرم وقد أصيب بصدمة عميقة من منظر جثة سوبارو أمامه.
«سوبارو… سوبارو… أيها الكاذب… قلت إننا سنبقى معًا…»
«د-داخل… القبر…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ما الذي حدث…؟ لا، يا سيدة إميليا، سامحيني!»
اتخذت كلمات إميليا التي كانت مليئة باللوم نغمة أشبه بلعنة، وكأنها نطقت بها بمرارة عميقة. سحبها ويلهيلم بلطف بعيدًا عن جسد سوبارو، وهي لا تزال تتشبث به، ثم ترنحت وسقطت على الأرض. لكنه لم يكن معنيًا بسقوطها، فقد ركز كل انتباهه على محاولة إنقاذ سوبارو.
لجعل هذا العهد حقيقة، على سوبارو أن يجد إجابة تتحدى تعليمات الكتاب السحري.
«فيلكس! تعال بسرعة! الأمر طارئ! بالغ الأهمية!!»
هل كان في الواقع؟ أم في الحلم؟ هل كان محض وعي مجرد؟ هل يمتلك جسدًا؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
خلع ويلهيلم سترته بسرعة وضغط بها على الجرح، ووجهه الجاد ينطق بخطورة الموقف. أخذ يضرب صدر سوبارو في محاولة يائسة لإعادة قلبه إلى الحياة، بينما لطخت قطرات الدم ملامحه المريعة.
كان الدم الذي فقده سوبارو كثيرًا جدًا. وكان المحارب العجوز، الذي شهد الكثير من الموت في حياته، يعلم في أعماقه أن روح سوبارو لم تعد حاضرة. ومع ذلك، لم يتوقف عن محاولاته المحمومة لإعادته إلى الحياة.
هذه المرة، عانت إميليا تحت وطأة ماضيها. وقد أظهرت عبر تفسيرات متعثرة، يمكن ملاحظة تصنُّعها بسهولة، إصرارها على مواجهة كابوسها مرة أخرى في اليوم التالي وما بعده، وسط دموعها.
«يا عم ويل، لماذا تصرخ هكذا…؟ إيه؟»
«فيلكس، أسرع! سكين اخترقت حلقه! لا وقت نضيعه!»
بصوت مشحون بالحدة، نقل ويلهيلم الحقائق إلى فيلكس الذي وصل للتو. وبحركة سريعة، غلف فيلكس راحة يده بتوهج أزرق، محولًا كمية كبيرة من المانا إلى طاقة علاجية صبَّها في جرح سوبارو.
«إن كنت تريدني، سأكون دائمًا إلى جانبك، يا سوبارو.»
سيطر تركيز شديد على فيلكس وهو يحاول إنقاذ سوبارو؛ لم يشعر بمثل هذا اليأس من قبل. أما وعي سوبارو، الذي كان يراقب من فوق، فقد غمره الأسى وهو يشاهدهم يحاولون جاهدين إنعاش جسد فارغ بلا روح.
—فقد وعيه مرة أخرى.
«لن أضربك. لن أفعل… لكن ماذا كنتِ تحاولين فعله قبل قليل؟»
‹كفى… توقفوا. لا فائدة. لا فائدة على الإطلاق. لقد مات بالفعل…›
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما اشتعلت مشاعر لا قاع لها بهدوء في عينيه، ترددت خطوات سوبارو في أرجاء الممر وهو يتقدم إلى الأمام. ومع تسرب البرد إلى جسده، وصل بعد بضع عشرات من الثواني إلى الغرفة الحجرية التي غُمرت بضوء شاحب.
كانت النتيجة واضحة. مات سوبارو هناك.
«… ثم ستقولين لي: انهض.»
مهما حاولوا، مهما بكت إميليا، فقد انتهى الأمر؛ مات سوبارو.
نهض سوبارو بغتة، وكأن قواه عادت إليه، وصرخ، مبتعدًا عن تلك ”ريم“ الواقفة أمامه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《٣》
لقد تجاهل كل شيء. نسي ما سيحدث بعد موته، وتناسى كل من حوله، واختار أن يموت بأنانية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قبل أن يدرك الأمر، وجد جسده الراكع مستلقيًا على الأرض. لم يستطع تحريك أطرافه، ولم تعد شفتاه قادرتين على التنفس أو التلفظ بأي شيء. سُحب وعيه تدريجيًا بعيدًا عن الواقع.
«فيلكس! تعال بسرعة! الأمر طارئ! بالغ الأهمية!!»
«لن أسمح لك بالموت! مستحيل… كيف لي أن أدع مَن ساعدني يموت بهذه الطريقة؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«كيف تجرؤ على قول هذا في مثل هذا الوقت…؟ كفى عبثًا، فقط… كفى!!»
—ثم، في لحظة.
صاح ويلهيلم بينما كان يضغط بجنون على الجرح، في حين اهتز صوت فيلكس غضبًا وهو يستخدم أحنَّ أنواع السحر في العالم.
كان ضعفه هو السبب في كل مرة سابقة، والسبب في أن…
«حينما كنتُ عالقًا في طريق مسدود، متقوقعًا في حزني على الماضي… اعتقدت أنكِ ستأتين وتواسيني.»
تلاحقت المشاعر المتدفقة من كلاهما لتضرب قلب سوبارو بكل عنف، لكن مهما كانت جهودهما صادقة—
«حتى اللحظة الأخيرة… كنت تقول أشياء لا معنى لها تمامًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«فيلكس! لماذا؟! لماذا توقفت عن العلاج؟! إذا استمر الأمر هكذا، فسوف…»
«لقد انتهى، يا عم ويل. لم تبقَ هنا أي روح على الإطلاق.»
«رغم أنك قلت لي إنك تحبني…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لماذا… أنتِ…؟»
اقترب ويلهيلم بقلق، غير أن فيلكس هز رأسه بلطف، وأخذ يمسح بمنديل الجرح الذي سُدَّ بسترة ويلهيلم. كان الجرح قد التئم بمهارة لدرجة أن المسح لم يُبقِ أثرًا، وكأن الجرح لم يوجد يومًا.
رفع راينهارد سيف التنين بثقة، موجَّهًا إياه نحو الوحش الهائل.
لكن كمية كبيرة من الدم كانت قد أُزهقت، والروح التي انسلت منه لم تعد موجودة.
《٩》
«من السهل الاستسلام.»
«لماذا…؟! لماذا، سيد سوبارو…؟! كيف فعلت هذا بهذه السهولة…!»
وفجأة، وكأن أحدهم أطفأ الأنوار، انطفأ العالم الذي كان يشاهده واختفى تمامًا.
نظر ويلهيلم إلى وجه سوبارو الميت، ثم قبض يده ندمًا وضرب الأرض بقوة.
وربما خُلِقت عوالم مريحة من ذكرياته؟ ولكن كيف وصلت إليها معلومات بعد وفاته، وهي أمور لم يكن يعلمها؟
غير أن ما أثار رعبه لم يكن مجرد بدء المحاكمة، بل محتواه ذاته.
انشقت الأرض تحت قبضته، وتبعثرت الشظايا مختلطة بدم سوبارو، حتى أن يده نفسها أصبحت تنزف. رفع وجهه نحو السماء، ملطخًا بالدماء، يصرخ في حزن شديد.
فجأة، لمح سوبارو ضوءًا أبيض خلف جفونه المغلقة. هل كانت هلوسة؟ لا، ليست كذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
على النقيض من مشاعر ويلهيلم الجارفة، زفر فيلكس ببطء وقال:
«رغم أنك قلت لي إنك تحبني…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا يمكنكِ أن تكوني هنا.»
«…جبان. ضعيف. كل الناس يفقدون أحباءهم، أليس كذلك؟ …أن ترمي كل آلامك وأعبائك على الآخرين… هل تشعر بالرضا عن ذلك؟»
تذكَّر كيف فقد أعصابه حين علم بفقدان ريم، وكيف كانت تلك اللحظة هي ما قاده إلى هذا الموت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ما لا أستطيع فعله. سأكافح في سبيل عهدي حتى تلفظ حياتي أنفاسها الأخيرة… طالما بقيت على قيد الحياة.»
كلماته كانت قاسية كسخرية، ورغم ذلك، بدت اتهاماته وكأنها شفقة عميقة.
«…»
لم تجبه إميليا، بل وقفت مكانها بعينين متسعتين، تائهة بين مشاعر شتى لم تستطع التعبير عنها.
تاه وعي سوبارو وسط هذا التعقيد، غير قادر على فك ألغاز هذه المشاعر المختلطة. لكن من سلوك ويلهيلم وفيلكس، كان هناك شيء واحد واضح تمامًا:
يلهث بصعوبة، وجبينه غارق في العرق، اتجه مباشرة نحو قبر الساحرة المضاء بنور القمر؛ هناك تكمن المفاتيح التي قد تساعده في التعامل مع الوضع الراهن، وحتى إن لم يكن كذلك، فثمة حليفة تنتظره هناك، يمكنه معها حل بعض من مشكلاته التي تؤرقه.
— سوبارو ترك جروحًا عميقة ودائمة في قلوبهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
— سوبارو ترك جروحًا عميقة ودائمة في قلوبهم.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن كيف له أن يحافظ على عزيمته بعد أن واجه شيئًا أفظع من الجحيم ذاته؟
حتى في حالته الباهتة، ككيان واعٍ مجرد، اخترق هذا الإدراك أعماقه بقسوة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان ذلك الركن من العالم المحتضر يحمل بدايات النهاية، لكن ذلك الصوت لم يفتقر للحياة. وقف صاحب الصوت، شاب ذو شعر أحمر مشتعل، بجسد مرفوع ووقفة منتصبة، يواجه الوحش العملاق.
كان سوبارو يشاهد شيئًا ما. يُعرض عليه شيء ما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ما أشدَّ الأسى… حتى مع علمي بأن الأمر سينتهي هكذا، لا أستطيع تغيير النتيجة؟»
ما هذا الذي يُجبر على رؤيته؟
لقد تحقق ما كان يريده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنا لا أكنُّ لك أي ضغينة يا راينهارد. أنت… أنت بطل. وللبطل دور واحد فقط يؤديه. لا ألومك، ولا أكنُّ لك أي كراهية لأنك اخترت أن تتصالح مع هذا الواقع.»
لقد كان يُعرض عليه جُرمه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنا لا أكنُّ لك أي ضغينة يا راينهارد. أنت… أنت بطل. وللبطل دور واحد فقط يؤديه. لا ألومك، ولا أكنُّ لك أي كراهية لأنك اخترت أن تتصالح مع هذا الواقع.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كل شيء، كل ما حدث، كان خطأ سوبارو وحده.
«—رغم أنك أخبرتني…»
«شكرًا جزيلًا. وأنت أيضًا رائع، سوبارو.»
كان صوتًا واهنًا، بالكاد مسموعًا. لكنه، في سكون الغرفة الذي خلفه استسلام ويلهيلم وفيلكس، ارتطم بوعي سوبارو كأنه وتد يخترق روحه.
كان سوبارو، الذي أراد إنقاذ الآخرين، هو مَن تخلَّى عنهم في نهاية المطاف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بينما استسلم الرجلان للواقع، بقيت إميليا جالسة خلفهما، تضم ركبتيها إلى صدرها وتبكي. خدودها غطتها آثار دموع جافة، لكنها لم تهتم بذلك وهي تواصل الحديث بصوت مرتعش:
—لكن أمنيته لم تتحقق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قبل أن يدرك الأمر، وجد جسده الراكع مستلقيًا على الأرض. لم يستطع تحريك أطرافه، ولم تعد شفتاه قادرتين على التنفس أو التلفظ بأي شيء. سُحب وعيه تدريجيًا بعيدًا عن الواقع.
«رغم أنك قلت لي إنك تحبني…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وكأنُّه أراد تعميق ذلك الألم، وضع سوبارو يده على صدره، مظهرًا ضراوة تعكس روحه الجريحة.
نعم، كان قد قالها بالفعل. أخيرًا تمكَّن من البوح بتلك الكلمات التي طالما أراد قولها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إميليا، التي ابتسمت بدموعها عند سماعها، هي مَن تركها سوبارو خلفه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وفجأة، وكأن أحدهم أطفأ الأنوار، انطفأ العالم الذي كان يشاهده واختفى تمامًا.
فجأة، هاجمه ألم اختناق حاد، حيث تذكر جسده بعد غياب طويل كيف يتنفس من جديد، وبدأ قلبه ينبض بعنف كأنه يحاول إعادة ضخ الدم في عروقه.
《٦》
«… كنت أود أن أناديك صديقًا.»
«—هـ… هـ…»
《١٦》
«هل… هل أدركتِ ما كنتِ تفعلينه بي؟…»
أفاق سوبارو على ألم اصطدام وجهه بالأرض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أنَّ وهو يمسك بذقنه التي ارتطمت بالسطح البارد، ثم هزَّ رأسه ليتأكد من إحساسه بجسده. أحسَّ بيده تلامس ذقنه المصابة، ليتيقن من وجوده الجسدي. كل شيء كان في مكانه.
صاح ويلهيلم بينما كان يضغط بجنون على الجرح، في حين اهتز صوت فيلكس غضبًا وهو يستخدم أحنَّ أنواع السحر في العالم.
«د-داخل… القبر…»
لقد تحقق ما كان يريده.
تمتم بصوت مرتجف وهو ينقل بصره ليتحقق من مكانه الحالي. فجأة وجد نفسه في غرفة المحاكمة التي كان بها قبل فقدانه للوعي، دون أن يكون قد انتقل عبر الزمن أو المكان.
《٤》
استيقظ في ذعر.
لم تكن إميليا هناك. ولم يعُد بواسطة ”العودة من الموت“. لقد عاد مباشرةً بعد تحقق أمنيته.
لم يتحمل الجسد السقوط من علو شاهق، فازدهر على الأرض كزهرة من الدم. ومن الشظايا المتناثرة بوحشية، بالكاد يمكن تمييز أن هذا الجسد كان ذات يوم فتى بشعر أسود.
«لكن… ما رأيته ليس وهمًا أو شيئًا قريبًا من ذلك…»
لقد كان يُعرض عليه جُرمه.
وضع يده على فمه، ليشعر بتشنج أعضائه الداخلية دفعة واحدة عند استعادة المشهد الذي طُبع في أعماق ذهنه.
كان مشهدًا غير متوقع، عالمًا مستحيلًا، مكانًا لم يعد له وجود؛ ذلك كان بلا شك ”مشهد ما بعد موت سوبارو“.
كان سوبارو، الذي مات وخرج من جسده، يحدِّق من علٍ في الجسد الذي فارقته الحياة. المشهد كان كريهًا على نحوٍ لا يحتمل. لم يختبر سوبارو في حياته -حتى بعد عدد الوفيات التي تجاوزت العشر مرات- مشهدًا أشد رعبًا من هذا.
《١٠》
«أ… لكـ—»
كان ذلك لقاءً عابرًا ما كان يجب أن يحدث، وإنقاذًا ما كان ينبغي أن يُمنح، فقد انكشفت روح ناتسكي سوبارو بأكملها—
في اللحظة التي تكشَّفت فيها الحقيقة أمامه، بلغ اضطراب أحشائه مداه، فتقيأ ما في معدته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
خرج طعام العشاء الذي لم يعد يذكر متى تناوله مختلطًا بسوائل المعدة، مسفوحًا على الأرض. لم يكن كثيرًا، لكن شعور الغثيان خفَّ بعض الشيء بعد أن أفرغ معدته مرات عدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنا لا أكنُّ لك أي ضغينة يا راينهارد. أنت… أنت بطل. وللبطل دور واحد فقط يؤديه. لا ألومك، ولا أكنُّ لك أي كراهية لأنك اخترت أن تتصالح مع هذا الواقع.»
«هاه… هاه… ما-ما هذا…؟»
«…»
تأوه سوبارو من الألم اللاذع في حلقه جراء سوائل معدته الحمضية، غارقًا في التفكير.
«بلى، هو كذلك. لماذا ريم هنا؟ لماذا تغفر لسوبارو؟ لماذا تحتضنه؟ لأن ذلك هو الجواب على كل شيء.»
ماذا حدث بحق؟ هل سقط في موقف غريب وهو يحاول دخول قلعة الأحلام؟ بالنظر إلى المكان، كان هناك احتمال وحيد يخطر في ذهنه—
‹لم أكن أعلم… لم أرَ هذا المشهد من قبل. لم أكن أعرف… محال أن أعرف!›
«مهلًا، لا تقل لي… هل كان ذلك المحاكمة للتو؟ ليس محاكمة الماضي… بل المحاكمة الثاني؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع استعداد روزوال لاستخدام عودة سوبارو بعد الموت كوسيلة لتحقيق غايته، أصبح الموقف معه أشد خطورة مما كان مع بيتلجيوس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع استعداد روزوال لاستخدام عودة سوبارو بعد الموت كوسيلة لتحقيق غايته، أصبح الموقف معه أشد خطورة مما كان مع بيتلجيوس.
هذه الغرفة تقع داخل قبر الساحرة، حيث تقام المحاكمةات. وبعد عبور البوابة الأولى، من الطبيعي أن يواجه الثانية. لكن رغم ذلك، كان هذا التطور طبيعيًّا ومفاجئًا على حد سواء بالنسبة لسوبارو.
«إذا كنت ترغب في المعرفة…»
غير أن ما أثار رعبه لم يكن مجرد بدء المحاكمة، بل محتواه ذاته.
فقدت قدرتها على الاعتماد على باك، تحمَّلت الضغوط المتزايدة من حولها، وغياب كلمات سوبارو المطمئنة دفع عقلها إلى حافة الانهيار.
إذا كان ما شاهده للتو هو المحاكمة الثاني، فإن ذلك كان أسوأ سيناريو يمكن تخيله لسوبارو.
فجأة، هاجمه ألم اختناق حاد، حيث تذكر جسده بعد غياب طويل كيف يتنفس من جديد، وبدأ قلبه ينبض بعنف كأنه يحاول إعادة ضخ الدم في عروقه.
رأى سوبارو ”الجحيم“ مرارًا. كان مدركًا تمامًا لحقيقته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com /////
وبحثًا عن المستقبل الأمثل، عقد العزم على اجتياز ذلك الجحيم مهما تكرر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مهما حاولوا، مهما بكت إميليا، فقد انتهى الأمر؛ مات سوبارو.
‹كفى… توقفوا. لا فائدة. لا فائدة على الإطلاق. لقد مات بالفعل…›
لكن كيف له أن يحافظ على عزيمته بعد أن واجه شيئًا أفظع من الجحيم ذاته؟
《٧》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—انظر الى الحاضرالمجهول.»
تلاشى همس يوليوس بين أشجار الغابة بلا جدوى.
«ما—؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنا لا أكنُّ لك أي ضغينة يا راينهارد. أنت… أنت بطل. وللبطل دور واحد فقط يؤديه. لا ألومك، ولا أكنُّ لك أي كراهية لأنك اخترت أن تتصالح مع هذا الواقع.»
شعر سوبارو بدمه يتجمد في عروقه بينما اهتز جسده من الهلع.
قالت إيكيدنا إن هذا هو الشرط ليُدعى مرة أخرى إلى حفلة الشاي الخاصة بها.
«لن أضربك. لن أفعل… لكن ماذا كنتِ تحاولين فعله قبل قليل؟»
صوت غامض همس في أذنه فجأة، كأنه نسمة برد حادة. ومع صرخته، شُلَّت أطرافه في الحال. وفي تلك اللحظة—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقد تلاشت كل تعابير وجهها، بدت بياتريس وكأنها شاردة، فيما استمرت قطرات الدموع في الانهمار.
—فقد وعيه مرة أخرى.
«ري…م.»
«…»
مدَّ ذراعيه محاولًا التمسك بشيء، لكنه لم يتمكن من الإمساك بأي شيء. ارتطم كتفه بالأرض، وعجز عن فتح عينيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‹توقَّف… توقَّف… توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف تــو…قَّــ…ف، أرجوك، توقَّف…›
بالنسبة إلى سوبارو، الذي عاد بالزمن مرارًا ليعيد صياغة المصير مقابل حياته، كان العالم الذي مات فيه مجرد نقطة عبور نحو مستقبل أمل أن يصنعه.
سقط وعيه في هوة مظلمة، ثم تلاشى بسرعة.
لم تجبه إميليا، بل وقفت مكانها بعينين متسعتين، تائهة بين مشاعر شتى لم تستطع التعبير عنها.
—لتستمر المحاكمة، ويعاقَب ناتسكي سوبارو بما يفوق الجحيم.
《٧》
《٩》
«كأنما، حين أفكر بأشد اللحظات، وأتمنى أن يتدخل أحدهم… وكأنكِ ستكونين دائمًا موجودة… الأمور لا تسير بهذه السهولة…»
بحدَّة سطحية وأناقة آسرة، كانت الضربة التي أنهت حياته مدهشة في دقتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي اللحظة التالية، اهتزت الأرض وكأن زلزالًا ضربها، وانطلقت صدمة هائلة عبرها غيَّرت ملامح المشهد في طرفة عين.
لم يكد الدم يسيل، إذ حملت الطعنة المميتة بصمة مهارة فائقة. لكن قطرات من ذلك الدم القليل علقت بردائه الأبيض، شاهدة على الجريمة التي اقترفها الفارس.
ببطء شديد، رفعت يدها المرتعشة ولمست وجه سوبارو. دون اكتراث بما قد تلطَّخ من كفها، أخذت تمسح براحتيها العرق اليابس وآثار الدم الخفيف الذي خرج من فمه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
تمددت بقايا سوبارو على ظهره، فيما كان فارس ذو شعر أرجواني يتأمل جثته بصمت. إلى جواره، جلس فيريس منهارًا على الأرض، في حالة يرثى لها، ومن الواضح أنَّه فقد كل قوته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أن تقفي أمامي وأنتِ تبدين كأنكِ ريم! هل هذه هي قدرتكِ؟!»
«…»
بدت تلك الحياة التي عاشها سوبارو كأنها قدَّمت له أقسى المصائر وأشدها عبثية. وكأنها، بتصميم متعمد، رتَّبت إميليا، وبياتريس، وحتى إلزا وروزوال، في أقوى تكوين ممكن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في تلك اللحظة، وأثناء نظر سوبارو إلى ما وراء الجحيم ذاته، أحسَّ بوعيه يتآكل شيئًا فشيئًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بصوت خافت، أعاد راينهارد سيف التنين إلى غمده الأبيض مرة أخرى.
لم يبق له سوى إدراكه العاجز، بلا قدرة على التدخل أو حتى إبعاد نظره عن المشهد. جريمته لم تندثر، بل بقيت شاهدةً على عذابه، فيما حقد العالم الذي تركه خلفه يمزق روحه كما لو كان مبردًا يكشطها بلا هوادة.
لكنها كانت الفتاة التي، رغم معرفتها بضعفه، قالت له ذات يوم: «أنا أحبك.»
ومع ذلك، كانت هذه اللحظة ضربة أشد وطأة من كل ما سبق.
— سوبارو ترك جروحًا عميقة ودائمة في قلوبهم.
«…سو…بارو؟»
وأضاف أنه إن فعل ذلك، فسيصبح سوبارو مثله.
وسط أصوات خطوات وئيدة على العشب، اقتربت شخصية ما من دائرة الفرسان التي أحاطت بالجثة. بخطوات مترنحة، تقدمت تلك الشخصية حتى وصلت إلى الفتى المسجَّى في مركزها.
فسر بيتلجيوس النبوءات الناقصة بنفسه وتأقلم مع الظروف المتغيرة أثناء تنفيذه لأوامر الكتاب. أما روزوال، فقد التزم بحذافير تعليمات كتابه، ولا يسمح بوجود أي تناقض معها، حتى لو تطلب الأمر تكرار الأحداث مرارًا لتحقيقها.
وقفت إميليا متسمَّرة بجوار جسد سوبارو الهامد، وعلى مقربة منها وقف فارس آخر؛ يوليوس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«آنسة إميليا، من فضلك، امسحي وجهه… وجه سوبارو».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أظن أنه كان ليفضل أن تكوني أنتِ مَن يفعل ذلك، لا أنا. على الأقل، يجب أن يتم ذلك بيدكِ.»
لم يُنجز سوبارو شيئًا. ولا حتى أمرًا واحدًا.
«من السهل الاستسلام.»
ناولها يوليوس منديلًا أبيض وهو يخاطبها برفق، فيما كانت غارقة في شرود عميق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «روزوال، لن أصبح مثلك.»
لم تجبه إميليا، بل وقفت مكانها بعينين متسعتين، تائهة بين مشاعر شتى لم تستطع التعبير عنها.
ببطء شديد، رفعت يدها المرتعشة ولمست وجه سوبارو. دون اكتراث بما قد تلطَّخ من كفها، أخذت تمسح براحتيها العرق اليابس وآثار الدم الخفيف الذي خرج من فمه.
لكن لو سُئل سوبارو إن كان قد ندم على الشعور بملامسة شفتيها، لأجاب بلا تردد: ”لا.“
وعندما بدأت تمسح ملامح وجهه الميت شيئًا فشيئًا، تمتمت بصوت متحشرج:
«لماذا…؟ لماذا عاد سوبارو… ليكون هذا مصيره؟»
ومع ذلك، حتى سوبارو أدرك من النظرة الأولى مَن منهما يمتلك القوة القتالية الأعظم.
وكأنَّ الأمر لم يكن إلا خطأً ما، همست إميليا بتساؤلها، موجهةً سؤالًا لشخصٍ لن يتمكن أبدًا من الإجابة.
«إذا كانت تلك العوالم قد استمرت بعد موتي… كم مرة تركت الجميع ليموتوا؟»
الجثة الميتة لا تملك آذانًا تسمع بها، ولا فمًا يردُّ به على أي تساؤل. ووعي سوبارو، الغارق في توبيخ نفسه على جريمته، لم يملك أي قدرة على التدخل في هذا العالم.
في تلك اللحظة، وأثناء نظر سوبارو إلى ما وراء الجحيم ذاته، أحسَّ بوعيه يتآكل شيئًا فشيئًا.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتلعتهم الثلوج الغزيرة، وأصبح كثيرون ضحايا لغزو الأرنب العظيم. قتل روزوال رام وغارفيل في نوبة جنون، وفي النهاية، قبلة إميليا على شفتيه كانت اللحظة الأخيرة في حياة سوبارو قبل أن يلقى حتفه.
أدرك سوبارو تمامًا أي موتٍ يُعاد تمثيله في هذا العالم الجديد، الواقع بعد الجحيم. كان هذا مشهد موته بعد المعركة ضد بيتلجيوس.
«هل هذه المساحة العبثية… حلم إيكيدنا؟»
ومع تلاشي وعيه تدريجيًا، شعر بالراحة لأن هناك مَن يُشير إلى طريق نحو مستقبل كان مغلقًا من قبل—
بعد أن هزموا الحوت الأبيض، وفي المعركة الأولى التي واجه فيها سوبارو وقوة الحملة بيتلجيوس، لم يتمكن من كشف قدرة السيطرة التي امتلكها المجنون. سُرقت روحه وجسده، ولم يكن أمام سوبارو خيار سوى أن يستعين بقوة يوليوس وفيريس ليختار موته بنفسه، متجنبًا أسوأ السيناريوهات التي لن تتيح له حتى العودة بالموت.
ومع تلاشي وعيه تدريجيًا، شعر بالراحة لأن هناك مَن يُشير إلى طريق نحو مستقبل كان مغلقًا من قبل—
أفسدت تعويذات فيريس الدورة الحيوية داخل جسده بشدة، تاركة وجهه مشوَّهًا بموتٍ قاسٍ. ولولا تدخل يوليوس، لبقي سوبارو بملامحٍ مروعة في لحظة رحيله.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل كان ذلك عزاءً حقيقيًا لمَن تبقَّى خلفه؟
«هـ-هذا السبب… في أن الجميع… يـ-يضايقونني… حتى إيكيدنا فعلت… جعلتني أفعل هذا الشيء الفظيع… الفظيع جدًا…»
«كاذب! كاذب! سوبارو… أنت كاذب! كاذب—!!»
«السيد سوبارو… أعذرني… أنا آسف للغاية!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان ويلهيلم جاثيًا على ركبتيه، وجسده المثخن بالجراح ينحني في خزيٍ عميق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فإظهار ضعفه بكل ما أوتي من قوة هو كل ما استطاع ناتسكي سوبارو العاجز والجاهل أن يفعله.
دفع نفسه الجريحة، وبكى بصوتٍ عالٍ على موت سوبارو، فيما ارتسمت على وجهه ملامح ندمٍ ثقيل. حوله، وقف الفرسان المسنون الذين قاتلوا إلى جانب سوبارو، وقد ارتسمت على وجوههم ذات تعابير الألم الصامت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتلعتهم الثلوج الغزيرة، وأصبح كثيرون ضحايا لغزو الأرنب العظيم. قتل روزوال رام وغارفيل في نوبة جنون، وفي النهاية، قبلة إميليا على شفتيه كانت اللحظة الأخيرة في حياة سوبارو قبل أن يلقى حتفه.
كان هؤلاء رفاقه الذين شاركوا معه في مواجهة الحوت الأبيض، وأقسموا معًا أن يعودوا منتصرين إلى العاصمة الملكية. لم يستطع أيٌّ منهم الإيفاء بذلك العهد، ما أثقل قلوبهم وأدمع أعين بعضهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا يمكنكِ أن تكوني هنا.»
«ماذا؟»
حدَّق سوبارو بدهشةٍ في مدى الألم الذي خلَّفه موته في نفوسهم. وربما كانت تلك الدموع تؤلمه أكثر لأنه يشهدها الآن من عالم ما بعد الموت.
«لماذا؟»
أنَّ وهو يمسك بذقنه التي ارتطمت بالسطح البارد، ثم هزَّ رأسه ليتأكد من إحساسه بجسده. أحسَّ بيده تلامس ذقنه المصابة، ليتيقن من وجوده الجسدي. كل شيء كان في مكانه.
«لماذا جاء سوبارو ليساعدني… ليكون هذا مصيره في النهاية؟ لماذا حدث هذا؟»
إن كان الأمر كذلك، فلماذا لا يجثو سوبارو على ركبتيه ويسأل روزوال مباشرة عما كتبه الكتاب السحري؟ لماذا لا يعقد معه عهدًا صريحًا بالالتزام بما تنص عليه التعليمات، ويكرس كل قوته حتى تتحقق أمنية روزوال؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «روزوال، لن أصبح مثلك.»
بينما بقي سوبارو صامتًا دون أي إجابة، واصلت إميليا الضغط بيدها المرتجفة على وجنته، تناديه بصوتٍ لا يمكن أن يصله.
من حيث الأيام الفعلية، لم يكن غيابها طويلًا. بالكاد مرَّ أسبوع على رؤيتها من قبل معارفها وأهلها.
من ذلك المشهد الحزين، أدرك سوبارو جيدًا ما يدور في قلبها. في ذلك العالم، لم يكن قد أعطاها أي إجابة على سؤالها. وبموته، أُجِّلت الإجابة إلى الأبد.
وبذلك، لن تعرف إميليا أبدًا سبب تفانيه من أجلها.
في احتضان بارد وحنون للتدمير، غرق العالم ببطء نحو نهايته كما لو كان يخلد إلى النوم.
«—!! استمعي إليَّ!!»
«لطالما كانت طائفة الساحرة سببًا في معاناة هذا العالم. لكن قائدها، رئيس أساقفة خطيئة الكسل، قد قُضي عليه. بالنسبة للعالم، هذا انتصارٌ عظيم. ولكن…»
فيما هبت الرياح، تصدعت الأشجار المتجمدة وتكسرت، ثم تحولت إلى غبار، إذ امتصت المانا التي تحفظ وجود الغابة.
بتردد، انسكبت الكلمة بصوت مفعم بالحزن.
تحدَّث يوليوس وهو يوجه حديثه إلى جثمان سوبارو. استخدم أصابعه لينقر على غمد سيفه، وكرر الحركة مرةً تلو الأخرى، بينما ازدادت الفواصل بينها قصرًا شيئًا فشيئًا.
كان صوتًا واهنًا، بالكاد مسموعًا. لكنه، في سكون الغرفة الذي خلفه استسلام ويلهيلم وفيلكس، ارتطم بوعي سوبارو كأنه وتد يخترق روحه.
«لكن هذا لا يعني أن التضحيات التي قُدِّمت في سبيل ذلك يمكن مسامحتها. كنتُ آمل أن أبادلَك حديثًا أطول يا ناتسكي سوبارو…»
«…»
همس يوليوس بهذه الكلمات المؤلمة، ثم صرف نظره عن وجه سوبارو الميت.
«أنت بطل يا راينهارد وهذا كل مايمكنك ان تكونه.»
رفع عينيه نحو السماء التي تلونت بألوان الغروب، وغشى الحزن عينيه، وهمس بصوتٍ ضعيف:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«… كنت أود أن أناديك صديقًا.»
مدَّ يده وهزَّ كتف الفتاة المستلقية برقة، ليعيدها إلى الواقع بلطف.
تلاشى همس يوليوس بين أشجار الغابة بلا جدوى.
اهتز سيف التنين وأطلق هالة مرعبة، حتى بدا الهواء المتجمد وكأنه يتصدَّع ويصرخ طلبًا للرحمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت الفتاة ذات شعر طويل وردي فاتح، تنبعث منها هالة من الهشاشة. وجهها كان شديد الرقة، لكن ما أضفى عليها جاذبية لم يكن الجمال البارز، بل تلك البراءة اللطيفة غير المعتادة.
《٨》
إذا كان التمسك بهذا العطف، الاحتماء به، والاعتماد عليه هو ما سيقوده إلى الإجابة الصحيحة، فـ…
انطفأت أنوار المسرح فجأة، وعاد وعيه إلى الحاضر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
استيقظ في ذعر.
«… ثم ستقولين لي: انهض.»
«—بواهه، وااا! مـ-ما هذا؟! آآآه؟!»
«هل أستطيع الاعتماد عليك مجددًا؟…»
تلوَّى جسده في اضطراب. وعندما استعاد إدراكه، وجد نفسه ممددًا على أرضية باردة وصلبة.
«إن كنت تريدني، سأكون دائمًا إلى جانبك، يا سوبارو.»
في تلك الغرفة، التي كان هواؤها البارد يكاد يؤلم أنفه، أضاع سوبارو نفسه وهو يتدحرج على الأرض بلا هدف. لم يكن في حركته معنى، بل كانت محاولة بائسة للهروب من التفكير.
لم يستطع السماح لنفسه بالتفكير فيما رآه. لم يستطع أن يتحمل فكرة فهم ما جرى.
«من السهل الاستسلام.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما استسلم الرجلان للواقع، بقيت إميليا جالسة خلفهما، تضم ركبتيها إلى صدرها وتبكي. خدودها غطتها آثار دموع جافة، لكنها لم تهتم بذلك وهي تواصل الحديث بصوت مرتعش:
استمر بالتدحرج، حتى شعر بدوار وأذنيه تؤلمانه، بينما احتكَّ رأسه بالأرض الخشنة وكأنه يحاول الهرب من العاصفة التي اجتاحت أحشاءه. أراد، ولو بقدر بسيط، أن يقلل فرصة التفكير الواعي.
«—؟»
«غاه…!!»
كان ويلهيلم جاثيًا على ركبتيه، وجسده المثخن بالجراح ينحني في خزيٍ عميق.
لكن في محاولته للهروب من الواقع، ارتطم بالحائط، فانتهى تدحرجه بعنف.
كان ذلك الركن من العالم المحتضر يحمل بدايات النهاية، لكن ذلك الصوت لم يفتقر للحياة. وقف صاحب الصوت، شاب ذو شعر أحمر مشتعل، بجسد مرفوع ووقفة منتصبة، يواجه الوحش العملاق.
تمكَّن سوبارو من رؤية قطرات شفافة تتساقط من زوايا عينيها الزرقاوين على وجنتيها.
أصابته الضربة القوية في ظهره، وأصدرت عظامه صوت احتكاك مؤلم. نزفت جبهته من خدوش السطح الصلب، غير أن دموعه لم تكن بسبب الألم. بل انهمرت دموعه خزيًا من ضعفه الذي لم يفارقه.
في تلك الكلمات وحدها، عند النهاية الحتمية، ظهرت كراهية خالصة، منفصلة تمامًا عن الغضب أو الندم.
«ما—؟!»
بكى سوبارو من العار الذي شعر به تجاه نفسه الجبانة.
«هـ-هذا السبب… في أن الجميع… يـ-يضايقونني… حتى إيكيدنا فعلت… جعلتني أفعل هذا الشيء الفظيع… الفظيع جدًا…»
«…»
إلى متى سيظل ضعف ناتسكي سوبارو يطارده بلا رحمة؟
بينما بقي سوبارو صامتًا دون أي إجابة، واصلت إميليا الضغط بيدها المرتجفة على وجنته، تناديه بصوتٍ لا يمكن أن يصله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كيف يمكنه أن يحصل على قلب من حديد لا يتزعزع، مهما كانت المحنة، مهما كان العذاب؟
لكن في محاولته للهروب من الواقع، ارتطم بالحائط، فانتهى تدحرجه بعنف.
لقد كان يُعرض عليه جُرمه.
كان ضعفه هو السبب في كل مرة سابقة، والسبب في أن…
كانت الروح الجبارة التي تدفقت من السيف تنتشر في الأرجاء بشكل لا لبس فيه، معلنة عن عظمة قوته.
على النقيض من مشاعر ويلهيلم الجارفة، زفر فيلكس ببطء وقال:
«الأشياء التي ادَّعيتُ أنني لم أرَها… الأشياء التي تجاهلتها… هل هذا ما هي عليه…؟»
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل كان ذلك عزاءً حقيقيًا لمَن تبقَّى خلفه؟
ليس الأمر… أنه لم يفكر في هذا من قبل.
كانت ضربة قديس السيف قد أنهت العالم وأعادت إصلاحه في آنٍ واحد—
مع تصاعد هذا التفكير في ذهنه، رفع سوبارو وجهه بينما كان يجثو على يديه وركبتيه. نظر مباشرة إلى مَن كانت جالسة أمامه، تلك التي تسببت في كل ما حدث.
بل لقد طافت هذه الفكرة في ركن من ذهنه مرارًا، لكن خوفه حال دون مواجهتها بصدق.
أخذ نفسًا عميقًا وطويلًا، محاولًا تهدئة أفكاره المضطربة وقلبه الخافق. لكن ما صدمه هو أنه لم يشعر بفمه، ولا بحنجرته، ولا حتى برئتَيه، اللازمة لأخذ هذا النفس.
رفض عقله حتى مجرد التفكير في هذا الاحتمال، خشية أن يتحطم أساس كل ما بناه لنفسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فإذا كانت العوالم التي تركها خلفه تواصلت بعد موته، فإن كل ما فعله سوبارو سينهار في داخله.
«…»
كان سوبارو، الذي أراد إنقاذ الآخرين، هو مَن تخلَّى عنهم في نهاية المطاف.
«أليس واضحًا؟ أفعال شريرة. أنا ساحرة، كما تعلَم.»
لا، هو مَن تخلى عنهم، هاربًا بموته الأناني، تاركًا العالم خلفه بينما هو وحده يبدأ من جديد في عالم آخر.
«يا سيدة إميليا! هذا—»
كان هروبه الجبان قد أتى بثماره المريرة؛ ذلك هو جوهر ما خلق الجحيم الذي يتجاوز الجحيم نفسه.
الجميع يعاني أكثر منه. الجميع يمر بألم أكبر. لماذا على الجميع أن يعاني هكذا؟
«إذا كنت ترغب في المعرفة…»
«—تأمل الحاضر المجهول.»
وكأن الهمس قرب أذنيه كان يخبره بلا مبالاة: «لن تتمكن من الفرار.»
مستلقٍ على ظهره، فتح عينيه وبصق التراب الذي علق في فمه. تجهم وجهه متأثرًا برائحة الأرض، وأخذ يتفحص المكان من حوله، ليجد نفسه في غرفة حجرية ذات إضاءة خافتة— عاد إلى القبر من جديد.
في لحظة، جُرِد وعيه مرة أخرى، وسقط في عالم أبيض نقي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يستطع السماح لنفسه بالتفكير فيما رآه. لم يستطع أن يتحمل فكرة فهم ما جرى.
عندما تردد الهمس للمرة الثالثة، تساءل عن السبب وراء شعوره بألفة مع هذا الصوت، ثم أدرك الحقيقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بحدَّة سطحية وأناقة آسرة، كانت الضربة التي أنهت حياته مدهشة في دقتها.
لم يكن هناك أدنى شك، الصوت الذي سمعه… كان صوته هو.
«هل هذه المساحة العبثية… حلم إيكيدنا؟»
《٩》
بل لقد طافت هذه الفكرة في ركن من ذهنه مرارًا، لكن خوفه حال دون مواجهتها بصدق.
ناولها يوليوس منديلًا أبيض وهو يخاطبها برفق، فيما كانت غارقة في شرود عميق.
كانت هناك فتاة. كانت جاثمة أمام جثة تهشَّمت جمجمتها تمامًا.
لم يتحمل الجسد السقوط من علو شاهق، فازدهر على الأرض كزهرة من الدم. ومن الشظايا المتناثرة بوحشية، بالكاد يمكن تمييز أن هذا الجسد كان ذات يوم فتى بشعر أسود.
«إذًا هذا هو سبب سعيك لتدمير هذا العالم؟»
«…»
لم تكن إميليا هناك. ولم يعُد بواسطة ”العودة من الموت“. لقد عاد مباشرةً بعد تحقق أمنيته.
لم يعد سوبارو يستغرب استيقاظه بوعيه وحده.
《٢١》
مرة أخرى، انتُزع وعيه قسرًا؛ ومرة أخرى، عُرض عليه مشهد ما بعد موته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الشيء الوحيد الذي لم يستطع سوبارو توقعه هو أي مشهد موت سيُجبر على مشاهدته هذه المرة—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«حتى اللحظة الأخيرة… كنت تقول أشياء لا معنى لها تمامًا…»
مالت برأسها الصغير، وشعرها الأزرق يهتز بخفة، وهي تحاول بصعوبة أن تصوغ كلماتها المتقطعة.
أمام سوبارو الذي تهاوى حتى الموت، كانت هناك فتاة ذات شعر وردي تلفظ هذه الكلمات؛ رام.
بدا مظهرها مضطربًا، وزيَّها ممزق في أماكن عدة. تعابير وجه رام، التي كانت عادةً تسعى إلى التزام الهدوء، حملت مزيجًا معقدًا من مشاعر لا تُطاق، إلى جانب غضب مشتعِل.
أُغلقت كلماته تمامًا. لم يتمكن من قول… شيء.
«…»
لم يعكس تعبيرها الأسى على موت سوبارو بقدر ما كان غضبًا يكاد يكون غير محتمل تجاه تلك النهاية.
خَشِيَ أن يعترضه أحد وهو في طريقه إلى القبر، لكنه لحسن حظه لم يوقفه لا ريوزو، ولا غارفيل، ولا حتى روزوال.
«هل كان هذا أيضًا وفقًا لتوقعاتك، يا سيدة بياتريس؟! هل لهذا السبب عرقلتِ طريق رام؟!»
ولكن—
بطريقة غير مألوفة منها، قذفت رام اتهامات متلاحقة قبل أن تقطع كلماتها فجأة.
كانت عيناها الورديتان تتأملان جثة سوبارو وبياتريس الواقفة بجانبه. لم تعبأ رام بالأوساخ التي لوَّثت طرف تنورتها، وحدَّقت في الجسد المحطم قبل أن تنطق بكلمة واحدة:
ومنذ تلك اللحظة، اتخذ ناتسكي سوبارو قرارًا—
«لماذا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بكى سوبارو من العار الذي شعر به تجاه نفسه الجبانة.
بتردد، انسكبت الكلمة بصوت مفعم بالحزن.
حين تمتمت كارميلا بهذه الكلمات المتكسرة، أدرك سوبارو ما كان يثير غضبه منها.
وجود رام بالقرب منها لم يترك أثرًا في بياتريس؛ فقد كان نظرها مثبتًا على سوبارو الميت وحده.
انشقت الأرض تحت قبضته، وتبعثرت الشظايا مختلطة بدم سوبارو، حتى أن يده نفسها أصبحت تنزف. رفع وجهه نحو السماء، ملطخًا بالدماء، يصرخ في حزن شديد.
تمكَّن سوبارو من رؤية قطرات شفافة تتساقط من زوايا عينيها الزرقاوين على وجنتيها.
مدَّ يده وهزَّ كتف الفتاة المستلقية برقة، ليعيدها إلى الواقع بلطف.
كانت بياتريس… تبكي.
«أسألكِ، مَن أنتِ؟»
ذلك المشهد غمر قلب سوبارو بإحساس عميق بالذنب، ألم لا يُحتمل وكأنه ابتلع رصاصًا مصهورًا.
«د-داخل… القبر…»
مزَّق هذا الشعور حفرة في قلبه، وأشعل حرارة لا تطاق في أعماق عينيه الخفيتين. في تلك اللحظة تحديدًا، أراد أن يندفع نحو الفتاة، أن يهمس لها بكلمات مواساة. أراد أن يُوقف دموعها.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
مالت برأسها الصغير، وشعرها الأزرق يهتز بخفة، وهي تحاول بصعوبة أن تصوغ كلماتها المتقطعة.
لكن سوبارو افتقد القدمين والذراعين والفم الذي يمكنه من فعل ذلك—
«لكن… ما رأيته ليس وهمًا أو شيئًا قريبًا من ذلك…»
«سأنقذ… إميليا، والملجأ، والقصر. سأنقذهم جميعًا. وإن لم أفعل…»
«كنت أعلم… أنك لست ذلك الشخص… ولكن…»
«هل أستطيع الاعتماد عليك مجددًا؟…»
وقد تلاشت كل تعابير وجهها، بدت بياتريس وكأنها شاردة، فيما استمرت قطرات الدموع في الانهمار.
«أظن أنه كان ليفضل أن تكوني أنتِ مَن يفعل ذلك، لا أنا. على الأقل، يجب أن يتم ذلك بيدكِ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ربما كان المشهد مؤلمًا إلى حد جعل رام تتخلى عن استجواب بياتريس. أطلقت تنهيدة هادئة، ثم أمالت عينيها نحو جثة سوبارو بنظرة ملؤها السخرية، وهمست بصوت خافت وهي تتأمل مصيره البائس:
فيما بدا صوت الوحش العملاق وكأنه يندب النهاية، جاءه صوت رقيق وجميل، متزن وسط عواصف الثلج.
«ما هذا الحب؟ حقًا، إنها قصة ميؤوس منها.»
《١٠》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تأرجح شعرها الطويل بجنون، كطفلة ضائعة، وهي تبكي وتصرخ كأنها أصيبت بالجنون.
«—تأمَّل الحاضر المجهول.»
بإمالة طفيفة لرأسها، أبدت ريم لمسة مرحة أربكت سوبارو. وقبل أن يتمكن من قول شيء، شعر بشيء ثقيل يتساقط من صدره. هدأ تنفُّسه، واختفت تلك النبرة التشاؤمية التي كانت تسكن داخله.
تأرجحت مشاعر سوبارو في داخله كأنه تحت تأثير الخمر.
《١١》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما كان سوبارو يحاول بشدة التماسك، كان عاجزًا عن الرد. فقد استمرت نغمة ريم الحانية، وكأنها تحاول تفكيك قيود قلبه برفق، وإذابة مشاعره المتصلبة.
كانت الأجواء مصبوغة بالبياض، وسيطر البرد الشديد على العالم حتى بدا وكأن سماء الليل ذاتها قد تتجمَّد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فيما هبت الرياح، تصدعت الأشجار المتجمدة وتكسرت، ثم تحولت إلى غبار، إذ امتصت المانا التي تحفظ وجود الغابة.
الأشجار والمباني والمخلوقات الحية، وحتى العالم ذاته، بدأت تتلاشى تدريجيًا نحو ذلك المصير الأبيض.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تلك الكلمات المبتسمة، بلهجتها التي بدت غير متزامنة ولكن متناغمة تمامًا، كانت مألوفة جدًا؛ وكأن كل شيء عاد كما كان.
لم يكن الأمر غير متوقع تمامًا بالنظر إلى الظاهرة الغريبة التي عاشها—
المشهد التالي الذي وقعت عليه عين سوبارو كان نهاية العالم بعينها.
في احتضان بارد وحنون للتدمير، غرق العالم ببطء نحو نهايته كما لو كان يخلد إلى النوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ولكن—
في تلك اللحظة، سرت فيه صدمة الفهم، كأن صاعقة ضربت وعيه؛ أدرك متى وقع هذا المشهد.
«—إذًا… لقد أتيت.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع ذلك، حتى في تلك اللحظة التي تجلَّت فيها هشاشته على نحو مكشوف، لم يتسلل أدنى احتقار من صوتها. لم تفقد إيمانها به أبدًا.
صوت منخفض جعل الهواء يهتز وارتجفت الأجواء كأنها تردد أصداء الاعتراف بصدى مدوٍّ.
«—أرو».
وفي اللحظة التالية، اهتزت الأرض وكأن زلزالًا ضربها، وانطلقت صدمة هائلة عبرها غيَّرت ملامح المشهد في طرفة عين.
التفَّ وشاح حول عنقها، طويلًا إلى حد أن نهايته بدت تلامس الأرض، متناغمًا مع ملابسها البيضاء ذات الأكمام التي غطتها حتى معصميها. من هذا، استنتج سوبارو أنها شديدة التحفظ في كشف بشرتها.
اجتاحت الرياح العاتية الأشجار وأسقطتها كأنها أعمدة ثلج، وتحولت مساحة واسعة من الغابة إلى سهول جرداء مغطاة بالثلوج.
تم تسوية الغابة المتجمدة حتى لم يتبق سوى أرض مسطحة، وكان سبب هذا الدمار وحشًا رباعي الأرجل مكسوًا بفراء رمادي طويل، يُوحي بمظهره بأنه مخلوق شبيه بالسنوريات، لكنه هائل الحجم لدرجة اضطر سوبارو إلى رفع رأسه للنظر إليه.
سقط وعيه في هوة مظلمة، ثم تلاشى بسرعة.
«—آه…»
غير أن الأنياب في فم الوحش العملاق كانت مكسورة، وأنفاسه الثقيلة تنبض بإرهاق واضح. ورغم ذلك، كانت عيناه الذهبيتان اللامعتان، وهما الجزء الوحيد الذي بقي محتفظًا بقوة هائلة، تحدَّقان بثبات نحو الأمام.
ما هذا الذي يُجبر على رؤيته؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ما أشدَّ الأسى… حتى مع علمي بأن الأمر سينتهي هكذا، لا أستطيع تغيير النتيجة؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—أستطيع أن أفهم إلى حد ما ما الذي حدث… وهذا يزيد الأسف عمقًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فيما بدا صوت الوحش العملاق وكأنه يندب النهاية، جاءه صوت رقيق وجميل، متزن وسط عواصف الثلج.
كان ذلك الركن من العالم المحتضر يحمل بدايات النهاية، لكن ذلك الصوت لم يفتقر للحياة. وقف صاحب الصوت، شاب ذو شعر أحمر مشتعل، بجسد مرفوع ووقفة منتصبة، يواجه الوحش العملاق.
بالطبع لم يفعل. فهذا الجسد لم يعد أكثر من جثة هامدة.
حمل الشاب في عينيه، اللتين استحضرتا صفاء السماء الزرقاء، لمحة من الحزن الخافت وهو يحدق في الوحش.
كانت الأجواء مصبوغة بالبياض، وسيطر البرد الشديد على العالم حتى بدا وكأن سماء الليل ذاتها قد تتجمَّد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا وجود للسيدة إميليا ولا لسوبارو في هذا المكان.»
هذه المرة، عانت إميليا تحت وطأة ماضيها. وقد أظهرت عبر تفسيرات متعثرة، يمكن ملاحظة تصنُّعها بسهولة، إصرارها على مواجهة كابوسها مرة أخرى في اليوم التالي وما بعده، وسط دموعها.
«ليا تغطُّ في نوم أبدي. عالم بلا تلك الفتاة هو عالم لا أرغب في وجوده. لذا، ووفقًا للميثاق، سأجعل هذا العالم أرضًا متجمدة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《١١》
ثم أضاف بصوت كئيب: «أنا وذلك الرجل نشترك في هذه الجريمة—».
كان مذهولًا من السهولة -نعم، السهولة البالغة- التي أُعتق بها من قيوده بمجرد ابتسامة فتاة.
«…»
«إذًا هذا هو سبب سعيك لتدمير هذا العالم؟»
إلى متى سيظل ضعف ناتسكي سوبارو يطارده بلا رحمة؟
«كنت أعلم أنك ستحاول منعي. ولكن إن لم أفعل هذا، فلن يكون بالإمكان إنقاذ تلك الفتاة.»
بعد عودته مع إميليا التي أكملت محاولتها في اجتياز المحاكمة داخل القبر، انتهى الاجتماع الاعتيادي في مقر إقامة ريوزو. ومع غرق الملجأ في ظلمة الليل العميق، انطلق سوبارو بجدية، يركض بمفرده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما أجاب الوحش بصوت هادر يملؤه الغضب، هزَّ الشاب رأسه قليلًا وأمسك بمقبض السيف المثبَّت على وركه. كان غمده الأبيض يحمل آثار مخالب محفورة عليه، دليلًا على أنه السيف الأسطوري الذي خلَّفه التنين منذ زمن بعيد؛ سيف التنين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في ذلك العالم، ليس هناك سوى شخص واحد يستطيع سحب هذا السيف المتلألئ المتوهج واستخدامه: قديس السيف، راينهارد فان أستريا.
الجواب كان واضحًا…
«—ذلك لا يليق بك يا سوبارو.»
رفع راينهارد سيف التنين بثقة، موجَّهًا إياه نحو الوحش الهائل.
الصوت الهادئ الذي تردد في أذنيه بدا وكأنه يهدئ أعصابه، مما جعله يتنفس ببطء ونبضه يستقر تدريجيًا.
«لا أدري… هل أنا متعب…؟ مع أنني… لم أنجز شيئًا بعد…»
«أفهم ما يؤرقك، وأشعر بالأسى ذاته. ولكن لا أستطيع أن أسمح لك بأن تندفع بهذه المشاعر لتدمير كل شيء. عهدك هذا يجرح العالم نفسه، وهذا ما لا يمكنني غفرانه أبدًا.»
إذا كان التمسك بهذا العطف، الاحتماء به، والاعتماد عليه هو ما سيقوده إلى الإجابة الصحيحة، فـ…
التفَّ وشاح حول عنقها، طويلًا إلى حد أن نهايته بدت تلامس الأرض، متناغمًا مع ملابسها البيضاء ذات الأكمام التي غطتها حتى معصميها. من هذا، استنتج سوبارو أنها شديدة التحفظ في كشف بشرتها.
«لأنه ليس عادلًا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《٣》
أسرع سوبارو في خطواته، متقدًا بنفاد صبر لم يعد قادرًا على احتماله.
«نعم، لأنه ليس عادلًا. فالعدل هو معياري. وسيفي… وُجد لتصحيح الأخطاء. ولهذا السبب، سأقطعك هنا والآن، أيها الروح العظيمة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لكن… ما رأيته ليس وهمًا أو شيئًا قريبًا من ذلك…»
كان هناك فارق شاسع في الكتلة بين الوحش الكبير والشاب؛ بين باك وراينهارد.
«من السهل الاستسلام.»
ومع ذلك، حتى سوبارو أدرك من النظرة الأولى مَن منهما يمتلك القوة القتالية الأعظم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يكن حتى باك، بقوته الحقيقية المطلقة، قادرًا على زعزعة الهدوء الذي ارتسم على وجه راينهارد. بضربة واحدة من سيف التنين، كان بإمكان قديس السيف أن يشطر هذه الروح إلى نصفين.
كانت الروح الجبارة التي تدفقت من السيف تنتشر في الأرجاء بشكل لا لبس فيه، معلنة عن عظمة قوته.
بصوت مشحون بالحدة، نقل ويلهيلم الحقائق إلى فيلكس الذي وصل للتو. وبحركة سريعة، غلف فيلكس راحة يده بتوهج أزرق، محولًا كمية كبيرة من المانا إلى طاقة علاجية صبَّها في جرح سوبارو.
«إن لم تتحرك، أعدك بصدق أنك لن تعاني.»
«إن لم تتحرك، أعدك بصدق أنك لن تعاني.»
بالنسبة لسوبارو، الذي عاد مرارًا عبر الموت، لم يكن للزمن المادي أي معنى. ما كان يهم هو اللحظات التي خَبِرَها قلبه وروحه.
«هذا ما لا أستطيع فعله. سأكافح في سبيل عهدي حتى تلفظ حياتي أنفاسها الأخيرة… طالما بقيت على قيد الحياة.»
«تتخلَّى عن كل شيء آخر؟ هراء. لا مجال لذلك.»
«—انظر الحاضر المجهول».
اهتز سيف التنين وأطلق هالة مرعبة، حتى بدا الهواء المتجمد وكأنه يتصدَّع ويصرخ طلبًا للرحمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وعندما بدأت تمسح ملامح وجهه الميت شيئًا فشيئًا، تمتمت بصوت متحشرج: «لماذا…؟ لماذا عاد سوبارو… ليكون هذا مصيره؟»
أمام هذه القوة الهائلة، نهض الوحش الكبير على قوائمه الأمامية، مُجبرًا جسده على الوقوف، عاضًا على أنيابه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«مَن أنتِ؟»
استعد كلاهما لضربة واحدة، تلك الضربة الحاسمة الأخيرة، رغم أن النتيجة كانت واضحة سلفًا—
«عليَّ أن أمنعك من إلحاق أي أذى آخر. إن كان لا بد أن تكره أحدًا، فلتكرهني أنا.»
سقط وعيه في هوة مظلمة، ثم تلاشى بسرعة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنا لا أكنُّ لك أي ضغينة يا راينهارد. أنت… أنت بطل. وللبطل دور واحد فقط يؤديه. لا ألومك، ولا أكنُّ لك أي كراهية لأنك اخترت أن تتصالح مع هذا الواقع.»
«تـ-توقف… لا تضربني…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
لهذا السبب تمكَّن سوبارو من أن يقول بثبات إن ريم التي أمام عينيه… ليست حقيقية.
«أنت بطل يا راينهارد وهذا كل مايمكنك ان تكونه.»
وبالنسبة له، مرت حقبة طويلة منذ أن أنصتت روحه لصوتها مرة أخرى.
في تلك الكلمات وحدها، عند النهاية الحتمية، ظهرت كراهية خالصة، منفصلة تمامًا عن الغضب أو الندم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «فيلكس، أسرع! سكين اخترقت حلقه! لا وقت نضيعه!»
في اللحظة التالية، رفع راينهارد سيف التنين فوق رأسه، واندلعت ومضة ضوء واحد؛ شقَّت السماء، وامتدت الشقوق عبر الهواء نفسه، وتفتتت الأرض، ودوَّمت المانا في دوامة عاتية، وعلى طول قوس ضربته… انزلق العالم.
عندما سمع سوبارو صوتها الغريب، حبس أنفاسه…
«…»
—ليس هناك سوى ساحرة واحدة في هذا العالم يمكن لسوبارو أن يبوح لها بمشكلاته.
لم يكن الأمر غير متوقع تمامًا بالنظر إلى الظاهرة الغريبة التي عاشها—
ومع استقرار تلك الضربة العارمة، استعاد الهواء البارد الذي غطَّى العالم صفاءه.
شعرها الفضي الجميل انتشر على الأرض، وهي تتأوه بوجع، تلك الفتاة التي عاش معها نهايته المحتومة؛ إميليا، غارقة في عذاب المحاكمة، محبوسة في كابوس من ماضٍ لا تستطيع الإفاقة منه.
أصلح العالم انزلاقه، وعادت الأجزاء التي تحوَّلت إلى دوامات من المانا إلى هيئتها الصحيحة، وتبرعمت الأزهار من الأرض المحطمة، وانتشر السلام في الهواء المتصدِّع. وأخذت أشعة شمس متألقة تنهمر من السماء.
《١٨》
كانت ضربة قديس السيف قد أنهت العالم وأعادت إصلاحه في آنٍ واحد—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com واصلت إميليا نحيبها، تنادي اسم سوبارو مرة بعد مرة، بصوت متهدج يملأه الحزن.
بصوت مشحون بالحدة، نقل ويلهيلم الحقائق إلى فيلكس الذي وصل للتو. وبحركة سريعة، غلف فيلكس راحة يده بتوهج أزرق، محولًا كمية كبيرة من المانا إلى طاقة علاجية صبَّها في جرح سوبارو.
أما الوحش الهائل الذي غمرته تلك الضربة… فقد تلاشى من الوجود بلا أثر. لم يبقَ أي دليل يشير إلى الدمار، وكأن المعركة ذاتها لم تكن سوى حلم عابر.
غمر الغضب رؤيته، وأراد أن يجعل الفتاة الواقفة أمامه تدفع الثمن. الشعور بالغضب كان يحرق صدره كأنه نار مشتعلة، وصوته الخشن خرج من رئتيه المحترقتين من شدة الانفعال. ضاق ذرعًا بها.
«هـ-هذا… ليس ما كان ينبغي أن يحدث…»
بصوت خافت، أعاد راينهارد سيف التنين إلى غمده الأبيض مرة أخرى.
بناءً على ذلك، واسى إميليا المجروحة، شجعها برفق، ورافقها حتى ذهبت إلى النوم. بعد ذلك، عندما أتت رام لتخبره بموعده المقرر مع روزوال، تجاهلها واندفع مسرعًا خارج المنزل.
وفيما كانت نسمة عابرة تحرُّك خصلات شعره الأحمر، ضيَّق عينيه وهو يتأمل ضوء الشمس، ورفع وجهه نحو السماء. تشدَّدت شفتاه قليلًا، ومع زفيره، همس بصوت بالكاد يُسمع—
تركت كلماته الطرف الآخر عاجزًا عن الرد، فأطالت الفتاة النظر للحظة، ثم خفضت رأسها بهدوء، ووقفت بصمت—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—لابد أن السيدة فيلت… ستحزن.»
أغمض قديس السيف عينيه بهمسة أخيرة.
لقد أنهكته الأزمات حتى لم يعد يعلم الطريق الذي يسلكه، ولا الاتجاه الذي يتوجه إليه. لذلك، فكر في الاستسلام؛ أن يتخلى عن كل شيء—
رفع سوبارو رأسه. ومن خلال الرؤية المغبشة بدموعه، تسرَّبت ألوان الزرقة إلى بصره. مسح عينيه بعنف بكم ملابسه المتسخة، ليكشف بوضوح عن المشهد الذي كان يتوق إليه بشدة.
《١٢》
《٥》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن سوبارو متأكدًا مما إذا كانت محتويات الكتاب تتنبأ بالمستقبل بدقة، لكن إذا أخذ كلمات روزوال على ظاهرها، فقد تصرف روزوال وفقًا لما تمليه عليه إرشادات الكتاب.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
نحَّى حيرته جانبًا، وقاوم شعور السكر الذي راوده، وركَّز بجدية على استيعاب ما يحدث. في عمق تلك الأفكار، كان يبحث عن إجابة: أين هو الآن؟ وماذا يفعل هنا؟
《١٣》
«—تأمل الحاضر المجهول.»
حتى وعيه المتباطئ أدرك ما كانت تنوي فعله. تساءل عمَّا إذا كان من الصواب أن يسمح لها بذلك، أن يترك نفسه يغرق ويتلاشى ويندثر في أحضانها…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《١٤》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أكدت كارميلا تكهناته بأدب، لكن النظرة التي رمقها بها سوبارو كانت حادة.
«معاملة خشنة، لكن على الأقل أعادتك إلى وعيك. —سلطة ”العروسه عديمة الوجه“ من كارميلا تجعل ضحاياها ينسون كيفية التنفس، وفي النهاية، تجعل قلوبهم تنسى كيف تنبض.»
«—تأمل الحاضر المجهول.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنا لا أكنُّ لك أي ضغينة يا راينهارد. أنت… أنت بطل. وللبطل دور واحد فقط يؤديه. لا ألومك، ولا أكنُّ لك أي كراهية لأنك اخترت أن تتصالح مع هذا الواقع.»
《١٥》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—تأمل الحاضر المجهول.»
«…»
«الأشياء التي ادَّعيتُ أنني لم أرَها… الأشياء التي تجاهلتها… هل هذا ما هي عليه…؟»
《١٦》
وكأن الهمس قرب أذنيه كان يخبره بلا مبالاة: «لن تتمكن من الفرار.»
«—تأمل الحاضر المجهول.»
من بين أصابعه، رأى الارتباك في عينيها الزرقاوين المترددتين. حينها قال بهدوء:
《١٧》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—تأمل الحاضر المجهول.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《١٨》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—تأمل الحاضر المجهول.»
«ولم تكن لتخبرني بالتخلي عن كل شيء وتركه على عاتق ريم.»
《١٩》
«—تأمل الحاضر المجهول.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بدت تلك نبرة جميلة، تنتمي لشخص عزيز على قلبه.
《٢٠》
—هو قد تأمل الحاضر المجهول.
كان هروبه الجبان قد أتى بثماره المريرة؛ ذلك هو جوهر ما خلق الجحيم الذي يتجاوز الجحيم نفسه.
وبينما عُرضت أمامه عوالم منتهية، الواحد تلو الآخر، لم يكن بوسع سوبارو إلا أن يستلقي على الأرض بلا حراك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يعرف في تلك اللحظة أين يوجد.
حزن إميليا، وحدة بياتريس، المصائب التي حلت ببِيترا وفريدريكا، تهديد الأرنب العظيم، وغارفيل الذي كان يحمي بشدة شيئًا ما… كان يجب أن يتمكن من فعل… شيء.
هل كان في الواقع؟ أم في الحلم؟ هل كان محض وعي مجرد؟ هل يمتلك جسدًا؟
كانت النتيجة واضحة. مات سوبارو هناك.
بعد كل تلك الكوابيس المتكررة… هل يصح حتى تسميتها كوابيس؟ أم هي جريمته التي يتوجب عليه تقبُّلها؟
لم تجبه إميليا، بل وقفت مكانها بعينين متسعتين، تائهة بين مشاعر شتى لم تستطع التعبير عنها.
هل كانت مجرد أوهام احتمالية؟ أم أنه شهد فعلًا جحيمًا يتجاوز أي جحيم؟
تاه وعي سوبارو وسط هذا التعقيد، غير قادر على فك ألغاز هذه المشاعر المختلطة. لكن من سلوك ويلهيلم وفيلكس، كان هناك شيء واحد واضح تمامًا:
«…»
وربما خُلِقت عوالم مريحة من ذكرياته؟ ولكن كيف وصلت إليها معلومات بعد وفاته، وهي أمور لم يكن يعلمها؟
أكانت حقًا عوالم زائفة وُلدت من الهواجس؟ أم أن واقعه كان يلتهمه واقع آخر؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مهما يكن الجواب، فقد تلقى سوبارو ضربة هائلة على نفسيته؛ ضربة منعته من مواجهة ما حدث، من النهوض، أو حتى رفع رأسه.
ولهذا—
لم يعرف ما الذي حدث. فقدانه للوعي جاء فجأة، ولم يلبث أن وجد نفسه مستيقظًا دون سابق إنذار.
«—آه، هل تستطيع الوقوف بعد كل هذا يا سوبارو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《١٩》
سمع صوتًا بجواره، صوتًا ناعمًا يحاول بلطف أن ينقذه من شتات روحه المنهكة.
«…أنا… أ… أنا…»
ولهذا—
بدت تلك نبرة جميلة، تنتمي لشخص عزيز على قلبه.
نحَّى حيرته جانبًا، وقاوم شعور السكر الذي راوده، وركَّز بجدية على استيعاب ما يحدث. في عمق تلك الأفكار، كان يبحث عن إجابة: أين هو الآن؟ وماذا يفعل هنا؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—آه…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《١١》
شعر بقطرة دافئة من دموع لا ينبغي لها أن تسيل، تنحدر على وجنته.
كم مضى من الوقت منذ أن سمع تلك النبرة تدوي في أذنيه؟
«هـ-هذا السبب… في أن الجميع… يـ-يضايقونني… حتى إيكيدنا فعلت… جعلتني أفعل هذا الشيء الفظيع… الفظيع جدًا…»
من حيث الأيام الفعلية، لم يكن غيابها طويلًا. بالكاد مرَّ أسبوع على رؤيتها من قبل معارفها وأهلها.
لم يعكس تعبيرها الأسى على موت سوبارو بقدر ما كان غضبًا يكاد يكون غير محتمل تجاه تلك النهاية.
ومع ذلك، لم يشعر سوبارو بذلك. بدا له أن الفراق امتد لدهور.
وربما خُلِقت عوالم مريحة من ذكرياته؟ ولكن كيف وصلت إليها معلومات بعد وفاته، وهي أمور لم يكن يعلمها؟
بالنسبة لسوبارو، الذي عاد مرارًا عبر الموت، لم يكن للزمن المادي أي معنى. ما كان يهم هو اللحظات التي خَبِرَها قلبه وروحه.
تمددت بقايا سوبارو على ظهره، فيما كان فارس ذو شعر أرجواني يتأمل جثته بصمت. إلى جواره، جلس فيريس منهارًا على الأرض، في حالة يرثى لها، ومن الواضح أنَّه فقد كل قوته.
في ذهنه، بدأ سوبارو بترتيب المعلومات التي لم يُتح له الوقت الكافي لاستيعابها في نهاية محاولته الأخيرة، نظرًا للفوضى التي سادت في لحظاتها الأخيرة واقتراب موته.
وبالنسبة له، مرت حقبة طويلة منذ أن أنصتت روحه لصوتها مرة أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع استعداد روزوال لاستخدام عودة سوبارو بعد الموت كوسيلة لتحقيق غايته، أصبح الموقف معه أشد خطورة مما كان مع بيتلجيوس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«سوبارو، هل أنت بخير؟»
«ما الذي حدث…؟ لا، يا سيدة إميليا، سامحيني!»
همس الصوت برفق، مطمئنًا، مفعمًا بالحب.
تحت تلك السماء الزرقاء الصافية، كانت تلك الكلمات هي ما همست بها ريم لناتسكي سوبارو عندما سُحق تحت وطأة اليأس.
«هـ-هذا السبب… في أن الجميع… يـ-يضايقونني… حتى إيكيدنا فعلت… جعلتني أفعل هذا الشيء الفظيع… الفظيع جدًا…»
غمر هذا النداء قلب سوبارو الجاف بحنان عائلي وشغف حقيقي، كأنما يطفئ عطشه العاطفي.
لم يكن حتى باك، بقوته الحقيقية المطلقة، قادرًا على زعزعة الهدوء الذي ارتسم على وجه راينهارد. بضربة واحدة من سيف التنين، كان بإمكان قديس السيف أن يشطر هذه الروح إلى نصفين.
«لقد انتهى، يا عم ويل. لم تبقَ هنا أي روح على الإطلاق.»
امتلأت تلك الجرة الفارغة في أعماق قلبه، التي كانت تغرق في الفراغ، بالدفء.
كل ما تطلَّب الأمر كان جملة واحدة؛ كم من القوة منحته تلك الكلمات؟
«سـ-سوبارو، ماذا تقصد…؟ مَن؟ هذا أنا…!»
مرة أخرى، انتُزع وعيه قسرًا؛ ومرة أخرى، عُرض عليه مشهد ما بعد موته.
«—هذا… كذب.»
«لا، ليس كذبًا.»
«لا يمكنكِ أن تكوني هنا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—سوبارو.»
«إن كنت تريدني، سأكون دائمًا إلى جانبك، يا سوبارو.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«كأنما، حين أفكر بأشد اللحظات، وأتمنى أن يتدخل أحدهم… وكأنكِ ستكونين دائمًا موجودة… الأمور لا تسير بهذه السهولة…»
«هاه… هاه… ما-ما هذا…؟»
«…»
«لأنني دائمًا أفكر… أريد أن أكون أكثر النساء ملاءمة لسوبارو.»
بصوت مختنق، وبأنين ضعيف ومتهالك، تهاوى سوبارو تمامًا.
وكأنَّ الأمر لم يكن إلا خطأً ما، همست إميليا بتساؤلها، موجهةً سؤالًا لشخصٍ لن يتمكن أبدًا من الإجابة.
«أ-أنا… لم أكن أريد فعل ذلك، لكن إيكيدنا… كـ-كذبت عليَّ…»
ومع ذلك، حتى في تلك اللحظة التي تجلَّت فيها هشاشته على نحو مكشوف، لم يتسلل أدنى احتقار من صوتها. لم تفقد إيمانها به أبدًا.
نحَّى حيرته جانبًا، وقاوم شعور السكر الذي راوده، وركَّز بجدية على استيعاب ما يحدث. في عمق تلك الأفكار، كان يبحث عن إجابة: أين هو الآن؟ وماذا يفعل هنا؟
لأنها كانت تعرف.
كانت تعرف أن سوبارو ضعيف، عاجز، هش لدرجة تجعله بحاجة إلى التعلق بشيء ما ليتمكن من المضي قدمًا. كان مترددًا، فاقد الثقة.
ربما كان المشهد مؤلمًا إلى حد جعل رام تتخلى عن استجواب بياتريس. أطلقت تنهيدة هادئة، ثم أمالت عينيها نحو جثة سوبارو بنظرة ملؤها السخرية، وهمست بصوت خافت وهي تتأمل مصيره البائس:
لكنها كانت الفتاة التي، رغم معرفتها بضعفه، قالت له ذات يوم: «أنا أحبك.»
لكنها كانت الفتاة التي، رغم معرفتها بضعفه، قالت له ذات يوم: «أنا أحبك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—ريم.»
خَشِيَ أن يعترضه أحد وهو في طريقه إلى القبر، لكنه لحسن حظه لم يوقفه لا ريوزو، ولا غارفيل، ولا حتى روزوال.
«نعم. أنا ريم الخاصة بسوبارو.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com — ليس الأمر سؤالًا عن قدرتي. بل عليَّ أن أفعل. وسأفعل. أنا.
رفع سوبارو رأسه. ومن خلال الرؤية المغبشة بدموعه، تسرَّبت ألوان الزرقة إلى بصره. مسح عينيه بعنف بكم ملابسه المتسخة، ليكشف بوضوح عن المشهد الذي كان يتوق إليه بشدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مهما حاولوا، مهما بكت إميليا، فقد انتهى الأمر؛ مات سوبارو.
أراد أن يُخرج كل شيء، أن يكشف عن كل ما يثقل قلبه في تلك اللحظة. قبل أن يستنزف عقله بالكامل، احتاج إلى شخص بجانبه… شخص يستحق أن يحكم على خطاياه.
أمام عينيه… وقفت ريم، التي لطالما اشتاق إليها.
«ريم… أنتِ رائعة…»
«ريييم…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ما الذي… لا بأس به؟ لا يمكن أن…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نعم، أنا ريم. خادمة سوبارو المخلصة والمتفانية في كل شيء.»
لم يُنجز سوبارو شيئًا. ولا حتى أمرًا واحدًا.
«لماذا… أنتِ…؟»
هل يوجد ألم أو خوف يفوق ما اختبره حينذاك، بما يكفي ليدفعه إلى الجنون؟
أهداف سوبارو وروزوال كانت غير قابلة للتوفيق.
بإمالة طفيفة لرأسها، أبدت ريم لمسة مرحة أربكت سوبارو. وقبل أن يتمكن من قول شيء، شعر بشيء ثقيل يتساقط من صدره. هدأ تنفُّسه، واختفت تلك النبرة التشاؤمية التي كانت تسكن داخله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تأرجح شعرها الطويل بجنون، كطفلة ضائعة، وهي تبكي وتصرخ كأنها أصيبت بالجنون.
كان مذهولًا من السهولة -نعم، السهولة البالغة- التي أُعتق بها من قيوده بمجرد ابتسامة فتاة.
«ريم… أنتِ رائعة…»
«شكرًا جزيلًا. وأنت أيضًا رائع، سوبارو.»
تلك الكلمات المبتسمة، بلهجتها التي بدت غير متزامنة ولكن متناغمة تمامًا، كانت مألوفة جدًا؛ وكأن كل شيء عاد كما كان.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ذلك التبادل الحميم ترك سوبارو على شفا البكاء، غير قادر على كبح دموعه مهما حاول.
كانت تجلس على كرسي أبيض أمام طاولة بيضاء في حقل من العشب، وأسندت خدها إلى راحة يدها بابتسامة ساحرة، تنضح غموضًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بينما ما زال مستلقيًا على الأرض، اقتربت ريم وجثت أمامه، وعيناها تفيض بالحنان.
كلاهما نوى الالتزام التام بكتابه، لكن دوافعهما ومنهجيتهما كانتا مختلفتين تمامًا.
وكأن الهمس قرب أذنيه كان يخبره بلا مبالاة: «لن تتمكن من الفرار.»
«هل أنت بخير؟ هل تشعر بالتعب؟»
كان مشهدًا غير متوقع، عالمًا مستحيلًا، مكانًا لم يعد له وجود؛ ذلك كان بلا شك ”مشهد ما بعد موت سوبارو“.
«هل أستطيع الاعتماد عليك مجددًا؟…»
«لا أدري… هل أنا متعب…؟ مع أنني… لم أنجز شيئًا بعد…»
«ما—؟!»
لم يُنجز شيئًا. لم يفعل شيئًا. لم يكن يملك الحق في الشعور بالتعب.
لم يبق له سوى إدراكه العاجز، بلا قدرة على التدخل أو حتى إبعاد نظره عن المشهد. جريمته لم تندثر، بل بقيت شاهدةً على عذابه، فيما حقد العالم الذي تركه خلفه يمزق روحه كما لو كان مبردًا يكشطها بلا هوادة.
الجميع يعاني أكثر منه. الجميع يمر بألم أكبر. لماذا على الجميع أن يعاني هكذا؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—تأمل الحاضر المجهول.»
الجواب كان واضحًا…
«لم تكن لتقول لي أبدًا: ”استرح الآن“.»
«لأنني ضعيف.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
أراد أن يُسكتها بالقوة، تلك الفم المرتجفة التي تواصل بثَّ الكلمات الباكية، وأن يصبَّ غضبه عليها حتى تفهم ما فعلته—
«لأنني لا أملك القوة الكافية.»
ومع استقرار تلك الضربة العارمة، استعاد الهواء البارد الذي غطَّى العالم صفاءه.
«نوعًا ما… لكن غير صحيح… أظن. إيكيدنا تراقب المحاكمة، والمحاكمة دائمًا… تبدو كأنها حلم، لذلك… نعم.»
«…»
استعد كلاهما لضربة واحدة، تلك الضربة الحاسمة الأخيرة، رغم أن النتيجة كانت واضحة سلفًا—
هذه المرة، عانت إميليا تحت وطأة ماضيها. وقد أظهرت عبر تفسيرات متعثرة، يمكن ملاحظة تصنُّعها بسهولة، إصرارها على مواجهة كابوسها مرة أخرى في اليوم التالي وما بعده، وسط دموعها.
«لو كنتُ أقوى… لو كنتُ أذكى… لو كنتُ رجلًا يستطيع فعل المزيد… لما اضطر أحد إلى المعاناة، أو الحزن، أو المرور بتلك الأوقات الصعبة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما استسلم الرجلان للواقع، بقيت إميليا جالسة خلفهما، تضم ركبتيها إلى صدرها وتبكي. خدودها غطتها آثار دموع جافة، لكنها لم تهتم بذلك وهي تواصل الحديث بصوت مرتعش:
«تـ-توقف… لا تضربني…»
كان من الأفضل لو امتلك سوبارو القوة الكافية لحمل كل شيء على عاتقه وحده.
حزن إميليا، وحدة بياتريس، المصائب التي حلت ببِيترا وفريدريكا، تهديد الأرنب العظيم، وغارفيل الذي كان يحمي بشدة شيئًا ما… كان يجب أن يتمكن من فعل… شيء.
«لأنه ليس عادلًا؟»
كل شيء، كل ما حدث، كان خطأ سوبارو وحده.
في تلك اللحظة، وأثناء نظر سوبارو إلى ما وراء الجحيم ذاته، أحسَّ بوعيه يتآكل شيئًا فشيئًا.
ولهذا السبب، كان عليه أن يدفع ثمن ضعفه بانتقاص عمره. —هكذا اعتقد… ومع ذلك…
وأضاف أنه إن فعل ذلك، فسيصبح سوبارو مثله.
«هل أنقذتُ… أحدًا…؟»
ولكن—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«سوبارو.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
«إذا كانت تلك العوالم قد استمرت بعد موتي… كم مرة تركت الجميع ليموتوا؟»
«…»
«سوبارو.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com طريقتها في الحديث، تشتت نظراتها، الهشاشة التي أبدتها حين خفضت عينيها… كل شيء فيها كان يثير حنقه. ما الذي تحاول فعله بهذه الكلمات المرتبكة وتلك النظرة المتذمرة؟
بالنسبة إلى سوبارو، الذي يخاطر بحياته لحمل كل شيء على عاتقه، كان روزوال قد قال له: ”حرِّر نفسك من كل شيء إلا مما هو مهم حقًا بالنسبة لك.“
«كم مرة… جعلتكِ تموتين؟ كم مرة… عليَّ أن أقتلكِ؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أحبك يا سوبارو. لهذا السبب، كل شيء بخير.»
بكلمات متسارعة، وبرعب ينبع من أعماق جسده المرتعش، أقرَّ سوبارو بجرائمه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تذكَّر بكل جوارحه كيف كانت أصابعها النحيلة، ومدى دفء بشرتها حينما احتضنته بقربها، وحجم الحب الهائل الذي منحته له.
لقد قرر في قلبه ألَّا يخطئ بعد الآن، ومع ذلك، كان يسير في طريق خاطئ منذ أول خطوة. أراد لذلك الأحمق الذي لا أمل في خلاصه أن يُعاقب.
أراد أن يُخرج كل شيء، أن يكشف عن كل ما يثقل قلبه في تلك اللحظة. قبل أن يستنزف عقله بالكامل، احتاج إلى شخص بجانبه… شخص يستحق أن يحكم على خطاياه.
أمام هذه القوة الهائلة، نهض الوحش الكبير على قوائمه الأمامية، مُجبرًا جسده على الوقوف، عاضًا على أنيابه.
لقد قرر في قلبه ألَّا يخطئ بعد الآن، ومع ذلك، كان يسير في طريق خاطئ منذ أول خطوة. أراد لذلك الأحمق الذي لا أمل في خلاصه أن يُعاقب.
«ظننتُ أنكِ ستستمعين إلى ضعفي، وستجعلينني أخرج كل كلماتي الدامعة، حتى أفرغ من كل شيء…»
لم تجبه إميليا، بل وقفت مكانها بعينين متسعتين، تائهة بين مشاعر شتى لم تستطع التعبير عنها.
«—سوبارو.»
«—آه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—ومع ذلك، فإن سوبارو، الذي كان يتوق إلى العقاب، لم يُمنح سوى عناقٍ لطيف يعجُّ بالغفران.
«أليس واضحًا؟ أفعال شريرة. أنا ساحرة، كما تعلَم.»
«ري…م.»
أغمض قديس السيف عينيه بهمسة أخيرة.
«لا بأس، لا بأس يا سوبارو.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ما الذي… لا بأس به؟ لا يمكن أن…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
لم يُنجز سوبارو شيئًا. ولا حتى أمرًا واحدًا.
— هل تستطيع فعل ذلك؟
كان هناك كثيرون لا يمكن إنقاذهم إلا إذا أنقذهم سوبارو. وكثيرون كانت نهاياتهم المفجعة تنتظرهم. حتى ريم… كان يجب على سوبارو إنقاذها.
سقط وعيه في هوة مظلمة، ثم تلاشى بسرعة.
كانت هي وحدها من يحق لها لوم ناتسكي سوبارو -ذلك الأحمق الضعيف غير الكافي- على فشله.
بل لقد طافت هذه الفكرة في ركن من ذهنه مرارًا، لكن خوفه حال دون مواجهتها بصدق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنتِ… كان يجب أن تكوني…!»
«…»
«—أحبك.»
من حيث الأيام الفعلية، لم يكن غيابها طويلًا. بالكاد مرَّ أسبوع على رؤيتها من قبل معارفها وأهلها.
بمجرد أن لامست جبينها جبينه، همست بحبها بهدوء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتخذت كلمات إميليا التي كانت مليئة باللوم نغمة أشبه بلعنة، وكأنها نطقت بها بمرارة عميقة. سحبها ويلهيلم بلطف بعيدًا عن جسد سوبارو، وهي لا تزال تتشبث به، ثم ترنحت وسقطت على الأرض. لكنه لم يكن معنيًا بسقوطها، فقد ركز كل انتباهه على محاولة إنقاذ سوبارو.
فيما بدا صوت الوحش العملاق وكأنه يندب النهاية، جاءه صوت رقيق وجميل، متزن وسط عواصف الثلج.
أُغلقت كلماته تمامًا. لم يتمكن من قول… شيء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
من تلك المسافة القريبة، كانت عيناها الزرقاوان الفاتحتان، المملوءتان بحب خالص، تحاولان إغراق سوبارو بلطفها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أغمض قديس السيف عينيه بهمسة أخيرة.
«أحبك يا سوبارو. لهذا السبب، كل شيء بخير.»
لم يكن قادرًا على تخيل حالتها النفسية في اللحظة التي قبلت فيها شفتيه الغارقتين بالدماء، كما لم يستطع، وهو على أعتاب الموت، أن يحمل معه إحساسات أو مشاعر تلك اللحظة الأخيرة التي سبقت رحيله.
«هذا… ليس جوابًا…»
«ري…م.»
«بلى، هو كذلك. لماذا ريم هنا؟ لماذا تغفر لسوبارو؟ لماذا تحتضنه؟ لأن ذلك هو الجواب على كل شيء.»
لكن رؤيته لم تكن جيدة بما يكفي للعثور على ذلك الباب. ومع ذلك، كان واثقًا من الكلمات التي نطقتها الساحرة…
إذا سقط أي واحد منهم، ستصبح حياة سوبارو عالمًا باهتًا لا يطاق. وبالنسبة إلى سوبارو الجشع والأناني، كان هذا أمرًا لا يمكن احتماله.
بذراعين قويتين، احتضنت ريم، بابتسامة ساحرة، سوبارو بإحكام، حتى استطاع أن يشعر بأنفاسها القريبة.
سعى إليها بشغف يائس.
لم يتمكن من الحركة. لم يستطع حتى أن يرتعش. كانت ذراعا ريم قويتين، قويتين إلى حد جعله عاجزًا تمامًا.
«ري…م.»
«لقد مررت بأوقات صعبة حقًا، أليس كذلك يا سوبارو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ما الذي… لا بأس به؟ لا يمكن أن…!»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في تلك الغرفة، التي كان هواؤها البارد يكاد يؤلم أنفه، أضاع سوبارو نفسه وهو يتدحرج على الأرض بلا هدف. لم يكن في حركته معنى، بل كانت محاولة بائسة للهروب من التفكير.
«أن يتحمل شخص واحد كل هذا الألم… لا بد أنه كان صعبًا عليك.»
صوت غامض همس في أذنه فجأة، كأنه نسمة برد حادة. ومع صرخته، شُلَّت أطرافه في الحال. وفي تلك اللحظة—
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《١٥》
رفع سوبارو رأسه. ومن خلال الرؤية المغبشة بدموعه، تسرَّبت ألوان الزرقة إلى بصره. مسح عينيه بعنف بكم ملابسه المتسخة، ليكشف بوضوح عن المشهد الذي كان يتوق إليه بشدة.
«لا بأس. لم يعد عليك أن تمرَّ بالأشياء الحزينة وحدك بعد الآن.»
«أرجوكِ، ادعيني إليكِ، إيكيدنا…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بينما كان سوبارو يحاول بشدة التماسك، كان عاجزًا عن الرد. فقد استمرت نغمة ريم الحانية، وكأنها تحاول تفكيك قيود قلبه برفق، وإذابة مشاعره المتصلبة.
«يا عم ويل، لماذا تصرخ هكذا…؟ إيه؟»
كانت ريم قد قالت ذات يوم إن سوبارو هو بطلها.
«ريم ستتحمل كل مشاعر سوبارو بدلًا منه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —لتستمر المحاكمة، ويعاقَب ناتسكي سوبارو بما يفوق الجحيم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تذكَّر بكل جوارحه كيف كانت أصابعها النحيلة، ومدى دفء بشرتها حينما احتضنته بقربها، وحجم الحب الهائل الذي منحته له.
«…»
«ليس هناك سبب يجعلك تتحمل كل شيء وحدك يا سوبارو. دعها لريم. الآن… استرح. لا بأس أن تنام. وبعد ذلك…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقد تلاشت كل تعابير وجهها، بدت بياتريس وكأنها شاردة، فيما استمرت قطرات الدموع في الانهمار.
—عندها، سينهار عالم ناتسكي سوبارو بالكامل.
«…أنا… أ… أنا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لن يُظهر ذلك لأي شخص آخر، لا لإميليا، ولا حتى لبياتريس.
تحت تلك السماء الزرقاء الصافية، كانت تلك الكلمات هي ما همست بها ريم لناتسكي سوبارو عندما سُحق تحت وطأة اليأس.
«أرني سوبارو الذي تحبه ريم بشدة مرة أخرى.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع ذلك، لم يشعر سوبارو بذلك. بدا له أن الفراق امتد لدهور.
وضعت ريم يدها على جبين سوبارو، ونظرت مباشرة في عينيه السوداوين من مسافة قريبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تردد للحظة، ثم بدأت ملامح وجهها تقترب ببطء.
حتى وعيه المتباطئ أدرك ما كانت تنوي فعله. تساءل عمَّا إذا كان من الصواب أن يسمح لها بذلك، أن يترك نفسه يغرق ويتلاشى ويندثر في أحضانها…
كانت هي وحدها من يحق لها لوم ناتسكي سوبارو -ذلك الأحمق الضعيف غير الكافي- على فشله.
لكن كمية كبيرة من الدم كانت قد أُزهقت، والروح التي انسلت منه لم تعد موجودة.
سواء كان ذلك صوابًا أم لا، ريم ستغفر له، أليس كذلك؟
«…»
لقد تحقق ما كان يريده.
كان مشوش العواطف، وروحه الحائرة تبحث عن شخص يمدُّ له يد العون، وريم التي تفهم كل شيء عن سوبارو، كانت تنقذه مرة أخرى.
في الواقع، حين وقعت عيناه عليها، خفضت الفتاة رأسها وكأنها تخشى نظرات الرجال.
لسوبارو العاجز، الهش، والجاهل، كانت ريم تمنحه قوتها.
راكعًا في وسط الغرفة الحجرية، رفع سوبارو صوته، متمسكًا بأمله في لقاء الساحرة مجددًا.
إذا كان التمسك بهذا العطف، الاحتماء به، والاعتماد عليه هو ما سيقوده إلى الإجابة الصحيحة، فـ…
لقد أنهكته الأزمات حتى لم يعد يعلم الطريق الذي يسلكه، ولا الاتجاه الذي يتوجه إليه. لذلك، فكر في الاستسلام؛ أن يتخلى عن كل شيء—
لم يعكس تعبيرها الأسى على موت سوبارو بقدر ما كان غضبًا يكاد يكون غير محتمل تجاه تلك النهاية.
«من السهل الاستسلام.»
«هل… هل أدركتِ ما كنتِ تفعلينه بي؟…»
«ولكن…»
لم يستطع سوبارو تقبُّل المشهد الذي كان يتكشف أمام عينيه، فصرخ صرخة مشوشة لا معنى لها.
«—ذلك لا يليق بك يا سوبارو.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أكدت كارميلا تكهناته بأدب، لكن النظرة التي رمقها بها سوبارو كانت حادة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ما الذي… لا بأس به؟ لا يمكن أن…!»
سمع صوتًا.
«—سوبارو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه…؟»
سمع صوت ريم يأتي من الأمام، وكأنها تسأله باستغراب.
إضافة إلى ذلك، وجهها الذي كان على وشك أن يقترب حتى تلتقي شفاههما، وجد نفسه محجوبًا بيد سوبارو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«التنكر بهيئة الآخرين يبدو أمرًا بسيطًا مقارنةً بقدرات الساحرات الأخريات.»
من بين أصابعه، رأى الارتباك في عينيها الزرقاوين المترددتين. حينها قال بهدوء:
《١٦》
«مَن أنتِ؟»
أصابته الضربة القوية في ظهره، وأصدرت عظامه صوت احتكاك مؤلم. نزفت جبهته من خدوش السطح الصلب، غير أن دموعه لم تكن بسبب الألم. بل انهمرت دموعه خزيًا من ضعفه الذي لم يفارقه.
«إذًا هذا هو سبب سعيك لتدمير هذا العالم؟»
«…هاه؟»
«أسألكِ، مَن أنتِ؟»
أهداف سوبارو وروزوال كانت غير قابلة للتوفيق.
«سـ-سوبارو، ماذا تقصد…؟ مَن؟ هذا أنا…!»
عندما سألها بتلك النبرة المنخفضة، هزَّت ريم رأسها بخوف، وكأنها تدافع عن نفسها.
«لا بأس. لم يعد عليك أن تمرَّ بالأشياء الحزينة وحدك بعد الآن.»
تعمقت نظرة الألم في عينيها، وأمسكت بقميص سوبارو بتعبير يملؤه العذاب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com المشهد التالي الذي وقعت عليه عين سوبارو كان نهاية العالم بعينها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وكأنُّه أراد تعميق ذلك الألم، وضع سوبارو يده على صدره، مظهرًا ضراوة تعكس روحه الجريحة.
كان ذلك لقاءً عابرًا ما كان يجب أن يحدث، وإنقاذًا ما كان ينبغي أن يُمنح، فقد انكشفت روح ناتسكي سوبارو بأكملها—
《١٦》
حتى لو استعادت توازنها مؤقتًا بعد خروجها من القبر، فإن الحديث الليلي والرسالة انقلبا ضدها.
«حينما كنتُ في مأزق لا أستطيع الخروج منه، وحين تمنيت من أعماق قلبي أن يقوم أحدٌ بشيء ما من أجلي… ظننتُ أنكِ ستكونين هناك.»
لقد كان يُعرض عليه جُرمه.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تمتم بصوت مرتجف وهو ينقل بصره ليتحقق من مكانه الحالي. فجأة وجد نفسه في غرفة المحاكمة التي كان بها قبل فقدانه للوعي، دون أن يكون قد انتقل عبر الزمن أو المكان.
«حينما كنتُ عالقًا في طريق مسدود، متقوقعًا في حزني على الماضي… اعتقدت أنكِ ستأتين وتواسيني.»
«تتخلَّى عن كل شيء آخر؟ هراء. لا مجال لذلك.»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أ… لكـ—»
«ظننتُ أنكِ ستستمعين إلى ضعفي، وستجعلينني أخرج كل كلماتي الدامعة، حتى أفرغ من كل شيء…»
«سأنقذ… إميليا، والملجأ، والقصر. سأنقذهم جميعًا. وإن لم أفعل…»
«…»
الجواب كان واضحًا…
كانت هناك فتاة. كانت جاثمة أمام جثة تهشَّمت جمجمتها تمامًا.
«… ثم ستقولين لي: انهض.»
«فيلكس! تعال بسرعة! الأمر طارئ! بالغ الأهمية!!»
تحت تلك السماء الزرقاء الصافية، كانت تلك الكلمات هي ما همست بها ريم لناتسكي سوبارو عندما سُحق تحت وطأة اليأس.
إن كان الأمر كذلك، فلماذا لا يجثو سوبارو على ركبتيه ويسأل روزوال مباشرة عما كتبه الكتاب السحري؟ لماذا لا يعقد معه عهدًا صريحًا بالالتزام بما تنص عليه التعليمات، ويكرس كل قوته حتى تتحقق أمنية روزوال؟
تذكَّر بكل جوارحه كيف كانت أصابعها النحيلة، ومدى دفء بشرتها حينما احتضنته بقربها، وحجم الحب الهائل الذي منحته له.
«آنسة إميليا، من فضلك، امسحي وجهه… وجه سوبارو».
كانت تعرف أن سوبارو ضعيف، عاجز، هش لدرجة تجعله بحاجة إلى التعلق بشيء ما ليتمكن من المضي قدمًا. كان مترددًا، فاقد الثقة.
لهذا السبب تمكَّن سوبارو من أن يقول بثبات إن ريم التي أمام عينيه… ليست حقيقية.
«ما هذا الحب؟ حقًا، إنها قصة ميؤوس منها.»
«لم تكن لتقول لي أبدًا: ”استرح الآن“.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
استعد كلاهما لضربة واحدة، تلك الضربة الحاسمة الأخيرة، رغم أن النتيجة كانت واضحة سلفًا—
«ولم تكن لتخبرني بالتخلي عن كل شيء وتركه على عاتق ريم.»
«…»
فكر: إن لم يرَ الأمور على هذا النحو، إن لم يتمسك بهذا الفهم—
وعلى السرير، إلى جانب ريم المستلقية بلا حراك، كان جثمان سوبارو، وقد أنهى حياته بطعنة قصيرة في عنقه.
«لأنها، بحبها لي، جعلتني أحب نفسي. ولأنها لطيفة معي، ولأنها تحبني. في هذا العالم، لا يوجد من هو أشدُّ صرامة معي، ولا أقلُّ تساهلًا تجاهي، من ريم!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
نهض سوبارو بغتة، وكأن قواه عادت إليه، وصرخ، مبتعدًا عن تلك ”ريم“ الواقفة أمامه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com غمر هذا النداء قلب سوبارو الجاف بحنان عائلي وشغف حقيقي، كأنما يطفئ عطشه العاطفي.
ما زالت جاثية على ركبتيها، حدقت ريم في سوبارو في صمت، وقد بدا الحزن على ملامحها بسبب رفضه لها، وكأنها على وشك الانكسار في أي لحظة.
«…»
«أنت مخطئ. أرجوك، استمع إليَّ يا سوبارو! ريم… ريم فقط لم تستطع رؤية سوبارو يتألم هكذا وأرادت مساعدته… هذا كل ما في الأمر!!»
بصوت مختنق، وبأنين ضعيف ومتهالك، تهاوى سوبارو تمامًا.
قال سوبارو بحدة: «سأُريك ضعفي. سأريك عيوبي. وسأريك أيضًا كم أنا شخص حقير لا يُرجى إصلاحه. لكن الشيء الوحيد الذي لن أريك إياه هو أنني أستسلم.»
كان مشهدًا غير متوقع، عالمًا مستحيلًا، مكانًا لم يعد له وجود؛ ذلك كان بلا شك ”مشهد ما بعد موت سوبارو“.
كانت ريم قد قالت ذات يوم إن سوبارو هو بطلها.
بناءً على ذلك، واسى إميليا المجروحة، شجعها برفق، ورافقها حتى ذهبت إلى النوم. بعد ذلك، عندما أتت رام لتخبره بموعده المقرر مع روزوال، تجاهلها واندفع مسرعًا خارج المنزل.
أصلح العالم انزلاقه، وعادت الأجزاء التي تحوَّلت إلى دوامات من المانا إلى هيئتها الصحيحة، وتبرعمت الأزهار من الأرض المحطمة، وانتشر السلام في الهواء المتصدِّع. وأخذت أشعة شمس متألقة تنهمر من السماء.
ومنذ تلك اللحظة، اتخذ ناتسكي سوبارو قرارًا—
«—آه.»
—في ذلك العالم، ناتسكي سوبارو سيُظهر ضعفه لريم وحدها.
«هل… هل أدركتِ ما كنتِ تفعلينه بي؟…»
فقط أمام ريم، التي عرفت ضعفه، لكنها آمنت بأنه سيتجاوز ذلك ليصبح قويًا، كان سوبارو على استعداد لأن يكشف عن هشاشته، بلا تردد أو إخفاء.
لقد كان يُعرض عليه جُرمه.
هل كان في الواقع؟ أم في الحلم؟ هل كان محض وعي مجرد؟ هل يمتلك جسدًا؟
لن يُظهر ذلك لأي شخص آخر، لا لإميليا، ولا حتى لبياتريس.
«لطالما كانت طائفة الساحرة سببًا في معاناة هذا العالم. لكن قائدها، رئيس أساقفة خطيئة الكسل، قد قُضي عليه. بالنسبة للعالم، هذا انتصارٌ عظيم. ولكن…»
يجب على سوبارو أن يكون قويًا، ولا يظهر ضعفه لأحد سوى ريم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا، ليس كذبًا.»
«لأن هذا الضعف ملك لها. لأن ريم خاصتي هي التي تخفي ضعفي بإحكام، حتى لو شعرت برغبة في الاستسلام، لن يجد مخرجًا.»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لماذا…؟! لماذا، سيد سوبارو…؟! كيف فعلت هذا بهذه السهولة…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«اختفِ، أيتها المزيفة. لا تحاولي خداعي بوجه، وبصوت ريم التي أحبها!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—كانت هذه عقوبة على الفعل المتهور الذي اقترفه سوبارو.
صرخ سوبارو معلنًا ذلك وهو يمد قبضته نحو تلك ”ريم“ المزيفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تركت كلماته الطرف الآخر عاجزًا عن الرد، فأطالت الفتاة النظر للحظة، ثم خفضت رأسها بهدوء، ووقفت بصمت—
كانت جميع أفعال روزوال من أجل هذا الهدف. وإذا كان الأمر كذلك، فلدى سوبارو رد واحد فقط:
أصابته الضربة القوية في ظهره، وأصدرت عظامه صوت احتكاك مؤلم. نزفت جبهته من خدوش السطح الصلب، غير أن دموعه لم تكن بسبب الألم. بل انهمرت دموعه خزيًا من ضعفه الذي لم يفارقه.
«هـ-هذا… ليس ما كان ينبغي أن يحدث…»
مالت برأسها الصغير، وشعرها الأزرق يهتز بخفة، وهي تحاول بصعوبة أن تصوغ كلماتها المتقطعة.
بطريقة غير مألوفة منها، قذفت رام اتهامات متلاحقة قبل أن تقطع كلماتها فجأة.
عندما سمع سوبارو صوتها الغريب، حبس أنفاسه…
«آه…؟»
«ولم تكن لتخبرني بالتخلي عن كل شيء وتركه على عاتق ريم.»
«أ-أنا… لم أكن أريد فعل ذلك، لكن إيكيدنا… كـ-كذبت عليَّ…»
… ثم، أمام عينيه، حدث أمر أشبه بشاشة تلفاز تعطلت لتغرق في تشويش الليل الساكن. وسط ذلك التشويش، بدأت ملامح ”ريم“ تتلاشى وتذوب تدريجيًا.
مدَّ يده وهزَّ كتف الفتاة المستلقية برقة، ليعيدها إلى الواقع بلطف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت بياتريس… تبكي.
—وما تبقى واقفًا أمامه لم يكن سوى فتاة غريبة، لم يرها من قبل.
أغمض قديس السيف عينيه بهمسة أخيرة.
«…»
《٢١》
بدت تلك الحياة التي عاشها سوبارو كأنها قدَّمت له أقسى المصائر وأشدها عبثية. وكأنها، بتصميم متعمد، رتَّبت إميليا، وبياتريس، وحتى إلزا وروزوال، في أقوى تكوين ممكن.
اختفت تلك التي كانت تشبه ريم في مظهرها فحسب، وظهر مكانها وجه فتاة غريبة.
«… كنت أود أن أناديك صديقًا.»
كانت الفتاة ذات شعر طويل وردي فاتح، تنبعث منها هالة من الهشاشة. وجهها كان شديد الرقة، لكن ما أضفى عليها جاذبية لم يكن الجمال البارز، بل تلك البراءة اللطيفة غير المعتادة.
«—ذلك لا يليق بك يا سوبارو.»
سقط وعيه في هوة مظلمة، ثم تلاشى بسرعة.
التفَّ وشاح حول عنقها، طويلًا إلى حد أن نهايته بدت تلامس الأرض، متناغمًا مع ملابسها البيضاء ذات الأكمام التي غطتها حتى معصميها. من هذا، استنتج سوبارو أنها شديدة التحفظ في كشف بشرتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما اشتعلت مشاعر لا قاع لها بهدوء في عينيه، ترددت خطوات سوبارو في أرجاء الممر وهو يتقدم إلى الأمام. ومع تسرب البرد إلى جسده، وصل بعد بضع عشرات من الثواني إلى الغرفة الحجرية التي غُمرت بضوء شاحب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لن يُظهر ذلك لأي شخص آخر، لا لإميليا، ولا حتى لبياتريس.
في الواقع، حين وقعت عيناه عليها، خفضت الفتاة رأسها وكأنها تخشى نظرات الرجال.
«مَن… بحق تكونين؟»
كانت الروح الجبارة التي تدفقت من السيف تنتشر في الأرجاء بشكل لا لبس فيه، معلنة عن عظمة قوته.
«أنا… كارميلا؟… سـ-ساحرة الشهوة… تـ-تشرفت بلقائك…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان مشوش العواطف، وروحه الحائرة تبحث عن شخص يمدُّ له يد العون، وريم التي تفهم كل شيء عن سوبارو، كانت تنقذه مرة أخرى.
حين أعطت الفتاة -كارميلا- إجابتها، شعر سوبارو بنفسه يحبس أنفاسه بلا وعي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لأنها كانت تعرف.
لم يكن الأمر غير متوقع تمامًا بالنظر إلى الظاهرة الغريبة التي عاشها—
الشيء الوحيد الذي لم يستطع سوبارو توقعه هو أي مشهد موت سيُجبر على مشاهدته هذه المرة—
«هل هذه المساحة العبثية… حلم إيكيدنا؟»
غير أن ما أثار رعبه لم يكن مجرد بدء المحاكمة، بل محتواه ذاته.
«نوعًا ما… لكن غير صحيح… أظن. إيكيدنا تراقب المحاكمة، والمحاكمة دائمًا… تبدو كأنها حلم، لذلك… نعم.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
«نوعًا ما… لكن غير صحيح… أظن. إيكيدنا تراقب المحاكمة، والمحاكمة دائمًا… تبدو كأنها حلم، لذلك… نعم.»
— كان وجوده محصورًا في وعيه فقط، كأنه عقل عارٍ بلا جسد.
أكدت كارميلا تكهناته بأدب، لكن النظرة التي رمقها بها سوبارو كانت حادة.
لكن ما كبح شعوره باليأس ومنعه من الانغماس في قناعة أنه سيصل إلى طريق مسدود آخر، كان وجود الفتاة المستلقية بجواره.
بالطبع كانت كذلك؛ فهي قد اقترفت فعلًا لا يُغتفر. ومن شدَّة قلقها من تلك النظرة الصارمة، توسلت كارميلا بخوف:
بالنسبة إلى سوبارو، الذي يخاطر بحياته لحمل كل شيء على عاتقه، كان روزوال قد قال له: ”حرِّر نفسك من كل شيء إلا مما هو مهم حقًا بالنسبة لك.“
«تـ-توقف… لا تضربني…»
«لن أضربك. لن أفعل… لكن ماذا كنتِ تحاولين فعله قبل قليل؟»
لكن النتيجة الفعلية لاتباع روزوال للكتاب هي صنع الثلج الذي غطى الملجأ. كان المشهد الثلجي قد أثار الشكوك تجاه إميليا، وعزلتها تلك هي التي أدخلتها في دوامة من الألم النفسي.
«قـ-قبل قليل؟»
«أن تقفي أمامي وأنتِ تبدين كأنكِ ريم! هل هذه هي قدرتكِ؟!»
مع كارميلا، كان هذا خامس لقاء يجمع سوبارو بالساحرات اللواتي يحملن ألقاب الخطايا المميتة. وبما أن لكل ساحرة منهنَّ سلطة فريدة من نوعها، فقد خمَّن أن التحول الذي شهدته قد يكون إحدى تلك السلطات. ومع ذلك—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«التنكر بهيئة الآخرين يبدو أمرًا بسيطًا مقارنةً بقدرات الساحرات الأخريات.»
لهذا السبب تمكَّن سوبارو من أن يقول بثبات إن ريم التي أمام عينيه… ليست حقيقية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تلاحقت المشاعر المتدفقة من كلاهما لتضرب قلب سوبارو بكل عنف، لكن مهما كانت جهودهما صادقة—
«أ-أنا لم أتحول…؟ عـ-عندما ينظر إليَّ أحدهم، فإنَّ ذلك… يـ-يحدث… لأنك كنت تنظر إليَّ؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع استعداد روزوال لاستخدام عودة سوبارو بعد الموت كوسيلة لتحقيق غايته، أصبح الموقف معه أشد خطورة مما كان مع بيتلجيوس.
«ماذا؟»
لقد تجاهل كل شيء. نسي ما سيحدث بعد موته، وتناسى كل من حوله، واختار أن يموت بأنانية.
«أ-أنا… لم أكن أريد فعل ذلك، لكن إيكيدنا… كـ-كذبت عليَّ…»
كانت ضربة قديس السيف قد أنهت العالم وأعادت إصلاحه في آنٍ واحد—
حين تمتمت كارميلا بهذه الكلمات المتكسرة، أدرك سوبارو ما كان يثير غضبه منها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في احتضان بارد وحنون للتدمير، غرق العالم ببطء نحو نهايته كما لو كان يخلد إلى النوم.
طريقتها في الحديث، تشتت نظراتها، الهشاشة التي أبدتها حين خفضت عينيها… كل شيء فيها كان يثير حنقه. ما الذي تحاول فعله بهذه الكلمات المرتبكة وتلك النظرة المتذمرة؟
بمجرد أن لامست جبينها جبينه، همست بحبها بهدوء.
«هل… هل أدركتِ ما كنتِ تفعلينه بي؟…»
«…»
«إيكيدنا… قالت إن تدليلك سيكون أمرًا جيدًا، لكن… لـ-لا…»
سعى إليها بشغف يائس.
«—!! استمعي إليَّ!!»
لكن بكاءها كان عبثًا. جسد سوبارو الملطخ بالدماء، الملقى على بطنه فوق السرير، لم يتحرك حتى ولو بمقدار أُنملة.
«هـ-هذا السبب… في أن الجميع… يـ-يضايقونني… حتى إيكيدنا فعلت… جعلتني أفعل هذا الشيء الفظيع… الفظيع جدًا…»
فجأة، لمح سوبارو ضوءًا أبيض خلف جفونه المغلقة. هل كانت هلوسة؟ لا، ليست كذلك.
«هل سمعتني حينما قلت لك استمعي—؟!!»
«حينما كنتُ عالقًا في طريق مسدود، متقوقعًا في حزني على الماضي… اعتقدت أنكِ ستأتين وتواسيني.»
غمر الغضب رؤيته، وأراد أن يجعل الفتاة الواقفة أمامه تدفع الثمن. الشعور بالغضب كان يحرق صدره كأنه نار مشتعلة، وصوته الخشن خرج من رئتيه المحترقتين من شدة الانفعال. ضاق ذرعًا بها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com طريقتها في الحديث، تشتت نظراتها، الهشاشة التي أبدتها حين خفضت عينيها… كل شيء فيها كان يثير حنقه. ما الذي تحاول فعله بهذه الكلمات المرتبكة وتلك النظرة المتذمرة؟
أراد أن يُسكتها بالقوة، تلك الفم المرتجفة التي تواصل بثَّ الكلمات الباكية، وأن يصبَّ غضبه عليها حتى تفهم ما فعلته—
لكن ثمة فرق جوهري بينهما؛ فجوة لا يمكن سدها تفصل بين كيفية التزام كل منهما بإرشادات كتبهما.
«—إذا استمررتَ أكثر، فستكون حياتك في خطر.»
«…»
ومع استمراره في التمني دون توقف، تساقطت قطرات العرق من جبينه.
في تلك اللحظة، ذلك الصوت الهامس في أذنه أعاده إلى رشده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«حينما كنتُ عالقًا في طريق مسدود، متقوقعًا في حزني على الماضي… اعتقدت أنكِ ستأتين وتواسيني.»
«آآغه…؟»
كانت تلك القبلة أول قبلة بينه وبين إميليا في حياته… ولكن الموت كان قد حال بينهما.
فجأة، هاجمه ألم اختناق حاد، حيث تذكر جسده بعد غياب طويل كيف يتنفس من جديد، وبدأ قلبه ينبض بعنف كأنه يحاول إعادة ضخ الدم في عروقه.
لكن ما كبح شعوره باليأس ومنعه من الانغماس في قناعة أنه سيصل إلى طريق مسدود آخر، كان وجود الفتاة المستلقية بجواره.
«إيهاه، نغه… غواغ، هاغه…!»
هل يوجد ألم أو خوف يفوق ما اختبره حينذاك، بما يكفي ليدفعه إلى الجنون؟
«معاملة خشنة، لكن على الأقل أعادتك إلى وعيك. —سلطة ”العروسه عديمة الوجه“ من كارميلا تجعل ضحاياها ينسون كيفية التنفس، وفي النهاية، تجعل قلوبهم تنسى كيف تنبض.»
تركت كلماته الطرف الآخر عاجزًا عن الرد، فأطالت الفتاة النظر للحظة، ثم خفضت رأسها بهدوء، ووقفت بصمت—
—هو قد تأمل الحاضر المجهول.
بينما كان سوبارو يتلوى ويسعل، حاول استعادة وعيه وسط ومضات بيضاء وحمراء في ذهنه.
«…»
الصوت الهادئ الذي تردد في أذنيه بدا وكأنه يهدئ أعصابه، مما جعله يتنفس ببطء ونبضه يستقر تدريجيًا.
«هل… هل أدركتِ ما كنتِ تفعلينه بي؟…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هل أنقذه ذلك الصوت؟ وإن كان كذلك، هل ينبغي أن يقبل بذلك بأدب؟
«ماذا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مع تصاعد هذا التفكير في ذهنه، رفع سوبارو وجهه بينما كان يجثو على يديه وركبتيه. نظر مباشرة إلى مَن كانت جالسة أمامه، تلك التي تسببت في كل ما حدث.
«ما الذي كنتِ تخططين له… إيكيدنا؟»
في مواجهة نظراته المليئة بالكراهية، مسحت الساحرة ذات الشعر الأبيض خصلاتها بهدوء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت تجلس على كرسي أبيض أمام طاولة بيضاء في حقل من العشب، وأسندت خدها إلى راحة يدها بابتسامة ساحرة، تنضح غموضًا.
كشف سوبارو عن أنيابه، وكتم ذلك الصوت الداخلي الذي تكرر كثيرًا في ذهنه. لن يسمح لنفسه بالأعذار، ولن يبحث عن طوق نجاة. أقسم عهدًا لن يتراجع عنه أبدًا.
تحت تلك السماء الزرقاء الصافية، كانت تلك الكلمات هي ما همست بها ريم لناتسكي سوبارو عندما سُحق تحت وطأة اليأس.
«أليس واضحًا؟ أفعال شريرة. أنا ساحرة، كما تعلَم.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—تأمل الحاضر المجهول.»
غمزت إيكيدنا وهي تتحدث.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《١٥》
لم يستطع سوبارو تقبُّل المشهد الذي كان يتكشف أمام عينيه، فصرخ صرخة مشوشة لا معنى لها.
/////
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات