5 - قائمة النهايات.
《١》
كانت جميع أفعال روزوال من أجل هذا الهدف. وإذا كان الأمر كذلك، فلدى سوبارو رد واحد فقط:
«مهلًا، لا تقل لي… هل كان ذلك المحاكمة للتو؟ ليس محاكمة الماضي… بل المحاكمة الثاني؟!»
وُضِع وعي سوبارو مجددًا أمام الإحساس نفسه بأرضيةٍ باردة وقاسية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
أهداف سوبارو وروزوال كانت غير قابلة للتوفيق.
«نوعًا ما… لكن غير صحيح… أظن. إيكيدنا تراقب المحاكمة، والمحاكمة دائمًا… تبدو كأنها حلم، لذلك… نعم.»
مستلقٍ على ظهره، فتح عينيه وبصق التراب الذي علق في فمه. تجهم وجهه متأثرًا برائحة الأرض، وأخذ يتفحص المكان من حوله، ليجد نفسه في غرفة حجرية ذات إضاءة خافتة— عاد إلى القبر من جديد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما كان سوبارو يحاول بشدة التماسك، كان عاجزًا عن الرد. فقد استمرت نغمة ريم الحانية، وكأنها تحاول تفكيك قيود قلبه برفق، وإذابة مشاعره المتصلبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عاد إلى نفس النقطة التي انتهت فيها حياته السابقة، كما لو أنه تراجع في الزمن فحسب.
عاد بصره إلى عينه اليسرى، مستعيدًا رؤيته الكاملة. شعر بالراحة لذلك، غير أن خوفًا ثقيلًا تملكه؛ خوف من أن تشهد هذه العين الجحيم مرة أخرى، وإحساسًا بالحصار وكأن الجرح الذي لم يعد موجودًا لا يزال يؤلمه.
لقد كان يُعرض عليه جُرمه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تلاحقت المشاعر المتدفقة من كلاهما لتضرب قلب سوبارو بكل عنف، لكن مهما كانت جهودهما صادقة—
لكن ما كبح شعوره باليأس ومنعه من الانغماس في قناعة أنه سيصل إلى طريق مسدود آخر، كان وجود الفتاة المستلقية بجواره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سمع صوت ريم يأتي من الأمام، وكأنها تسأله باستغراب.
شعرها الفضي الجميل انتشر على الأرض، وهي تتأوه بوجع، تلك الفتاة التي عاش معها نهايته المحتومة؛ إميليا، غارقة في عذاب المحاكمة، محبوسة في كابوس من ماضٍ لا تستطيع الإفاقة منه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—تأمل الحاضر المجهول.»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لماذا…؟! لماذا، سيد سوبارو…؟! كيف فعلت هذا بهذه السهولة…!»
«أليس واضحًا؟ أفعال شريرة. أنا ساحرة، كما تعلَم.»
بهدوء، مدَّ سوبارو أصابعه، لكن لم يلمس إميليا، بل لمس شفتيه الجافتين.
سمع صوتًا.
اهتز سيف التنين وأطلق هالة مرعبة، حتى بدا الهواء المتجمد وكأنه يتصدَّع ويصرخ طلبًا للرحمة.
في أعماق ذهنه، عادت إليه تلك اللحظة قبل العودة بالموت، عندما وضعت إميليا سوبارو المحتضر على حجرها، ولم تدرك خسارته وهي تطبع قبلة على شفتيه.
كشف سوبارو عن أنيابه، وكتم ذلك الصوت الداخلي الذي تكرر كثيرًا في ذهنه. لن يسمح لنفسه بالأعذار، ولن يبحث عن طوق نجاة. أقسم عهدًا لن يتراجع عنه أبدًا.
تكرر الصوت، متحولًا من كلمات بالكاد مسموعة إلى نبرة تفيض بالدموع.
لم يكن قادرًا على تخيل حالتها النفسية في اللحظة التي قبلت فيها شفتيه الغارقتين بالدماء، كما لم يستطع، وهو على أعتاب الموت، أن يحمل معه إحساسات أو مشاعر تلك اللحظة الأخيرة التي سبقت رحيله.
تكرر الصوت، متحولًا من كلمات بالكاد مسموعة إلى نبرة تفيض بالدموع.
كانت تلك القبلة أول قبلة بينه وبين إميليا في حياته… ولكن الموت كان قد حال بينهما.
«…»
حاول أن يتحقق بيده من وجود تلك الأعضاء، ولكنه لم يستطع لمسها. كان السبب واضحًا وبسيطًا: لم يشعر بيده أيضًا. بل لم يكن الأمر مقتصرًا على يده فحسب. رأسه، جسده، كل شيء -تلك اللحظة- لم يكن له وجود مادي على الإطلاق.
لكن لو سُئل سوبارو إن كان قد ندم على الشعور بملامسة شفتيها، لأجاب بلا تردد: ”لا.“
استحضار تلك القبلة في لحظته الأخيرة كان بمثابة تأكيد جديد على إحساسه بالخطر وهو يرى إميليا تنهار نفسيًا وتصبح معتمدة كليًا عليه، هاربة من واقعها المتدهور.
«—ريم.»
فقدت قدرتها على الاعتماد على باك، تحمَّلت الضغوط المتزايدة من حولها، وغياب كلمات سوبارو المطمئنة دفع عقلها إلى حافة الانهيار.
—لو لم يفكر مطلقًا بأن هذا مستحيل الحدوث.
كان قد شعر بالفخر لتحقيق أفضل بداية حتى ذلك الحين، ولكن إن كان انهيار إميليا هو النتيجة…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فإظهار ضعفه بكل ما أوتي من قوة هو كل ما استطاع ناتسكي سوبارو العاجز والجاهل أن يفعله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إذا لم أكن بجانبها… فسيحدث ذلك. لا أريد… أن أجعلها حزينة…»
—ومع ذلك، فإن سوبارو، الذي كان يتوق إلى العقاب، لم يُمنح سوى عناقٍ لطيف يعجُّ بالغفران.
حتى لو استعادت توازنها مؤقتًا بعد خروجها من القبر، فإن الحديث الليلي والرسالة انقلبا ضدها.
تصرفاته في الملجأ وحتى تقديمه نفسه كقربان للأرنب العظيم في النهاية كانت جزءًا من التزامه التام بتعليمات الكتاب. دوافعه في هذا كانت مشابهة لما حرَّك أتباع طائفة الساحرة، من بيتلجيوس فما دونه.
ابتلعتهم الثلوج الغزيرة، وأصبح كثيرون ضحايا لغزو الأرنب العظيم. قتل روزوال رام وغارفيل في نوبة جنون، وفي النهاية، قبلة إميليا على شفتيه كانت اللحظة الأخيرة في حياة سوبارو قبل أن يلقى حتفه.
غمر الغضب رؤيته، وأراد أن يجعل الفتاة الواقفة أمامه تدفع الثمن. الشعور بالغضب كان يحرق صدره كأنه نار مشتعلة، وصوته الخشن خرج من رئتيه المحترقتين من شدة الانفعال. ضاق ذرعًا بها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صرخ سوبارو معلنًا ذلك وهو يمد قبضته نحو تلك ”ريم“ المزيفة.
«علمت ذلك. وجب أن أعلم.»
رفض عقله حتى مجرد التفكير في هذا الاحتمال، خشية أن يتحطم أساس كل ما بناه لنفسه.
بدت تلك الحياة التي عاشها سوبارو كأنها قدَّمت له أقسى المصائر وأشدها عبثية. وكأنها، بتصميم متعمد، رتَّبت إميليا، وبياتريس، وحتى إلزا وروزوال، في أقوى تكوين ممكن.
«إذًا هذا هو سبب سعيك لتدمير هذا العالم؟»
«سأنقذ… إميليا، والملجأ، والقصر. سأنقذهم جميعًا. وإن لم أفعل…»
— هل تستطيع فعل ذلك؟
اقترب ويلهيلم بقلق، غير أن فيلكس هز رأسه بلطف، وأخذ يمسح بمنديل الجرح الذي سُدَّ بسترة ويلهيلم. كان الجرح قد التئم بمهارة لدرجة أن المسح لم يُبقِ أثرًا، وكأن الجرح لم يوجد يومًا.
مهما يكن الجواب، فقد تلقى سوبارو ضربة هائلة على نفسيته؛ ضربة منعته من مواجهة ما حدث، من النهوض، أو حتى رفع رأسه.
— ليس الأمر سؤالًا عن قدرتي. بل عليَّ أن أفعل. وسأفعل. أنا.
《٢١》
«—أوو».
كشف سوبارو عن أنيابه، وكتم ذلك الصوت الداخلي الذي تكرر كثيرًا في ذهنه. لن يسمح لنفسه بالأعذار، ولن يبحث عن طوق نجاة. أقسم عهدًا لن يتراجع عنه أبدًا.
كان هناك كثيرون لا يمكن إنقاذهم إلا إذا أنقذهم سوبارو. وكثيرون كانت نهاياتهم المفجعة تنتظرهم. حتى ريم… كان يجب على سوبارو إنقاذها.
ما عليه سوى أن يسرد المشاكل، ويحدد العقبات والجدران التي تعترض طريقه، ثم يصوغ شروط انتصاره بوضوح. عليه أن يرتبها زمنيًا ويخوض التجارب مرة بعد أخرى، بقدر ما يسمح له به عقله ووقته.
حتى لو أُنهِك عقله مع كل فشل، فإنه سيظل راضيًا طالما بقيت هناك نهاية تستحق التمسك بها… مهما كانت الفظائع التي يتعين عليه مشاهدتها، مثل تلك التي رأى بعضها بالفعل.
كشف سوبارو عن أنيابه، وكتم ذلك الصوت الداخلي الذي تكرر كثيرًا في ذهنه. لن يسمح لنفسه بالأعذار، ولن يبحث عن طوق نجاة. أقسم عهدًا لن يتراجع عنه أبدًا.
ومع ذلك، لم يخرج صوته من جسده عديم الحنجرة، ولم يستطع إدارة وجهه الخالي من العيون، ولا حتى حجب الصوت عن رأسه الخالي من الأذنين. كانت نهاية هذا العالم تُنقش في وعيه، ووجوده الآن ليس أكثر من مجرد إدراك.
وهكذا—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بعد أن أسرع إلى العاصمة واكتشف أن العالم قد محا ذكريات الجميع عن ريم التي هاجمتها طائفة الساحرة، دفعته اليأس والغضب إلى أن يغرس خنجرًا في عنقه، متمنيًا بكل جوارحه أن يستعيدها.
هل كان في الواقع؟ أم في الحلم؟ هل كان محض وعي مجرد؟ هل يمتلك جسدًا؟
«—إميليا، هل أنتِ بخير؟»
«ما الذي حدث…؟ لا، يا سيدة إميليا، سامحيني!»
مدَّ يده وهزَّ كتف الفتاة المستلقية برقة، ليعيدها إلى الواقع بلطف.
تمكَّن سوبارو من رؤية قطرات شفافة تتساقط من زوايا عينيها الزرقاوين على وجنتيها.
في تلك اللحظة، رأى رموشها الطويلة ترتجف، وعينيها البنفسجيتين تفتحان ببطء. عندها، اتخذ قراره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وجد نفسه وعيًا منفردًا في فضاء لا متناهٍ، قادرًا فقط على الرؤية من مكان مرتفع وكأنه يُشرف على العالم من الأعلى.
جدد عهده داخل نفسه، عهدًا صلبًا وقويًا، لا ينكسر أبدًا.
«أنتِ… كان يجب أن تكوني…!»
—سأحمي إميليا وأُنقذ الجميع. حتى لو كلف ثمن ذلك حياتي.
《٤》
《٢》
— سوبارو ترك جروحًا عميقة ودائمة في قلوبهم.
في ذهنه، بدأ سوبارو بترتيب المعلومات التي لم يُتح له الوقت الكافي لاستيعابها في نهاية محاولته الأخيرة، نظرًا للفوضى التي سادت في لحظاتها الأخيرة واقتراب موته.
بطريقة غير مألوفة منها، قذفت رام اتهامات متلاحقة قبل أن تقطع كلماتها فجأة.
كان الأهم بينها هو الرجل الذي عرف بسر عودة سوبارو بعد الموت؛ روزوال إل ميزرس. وجب على سوبارو أن يدرس موقفه ويحدد أفضل طريقة لمواجهة مخططاته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يعرف روزوال أن الموت هو الشرط الذي يُفعِّل قدرة سوبارو، لكنه علم أن سوبارو يمر بدورات متكررة. ليس واضحًا ما إذا كان قد أدرك ذلك منذ وصول سوبارو إلى الملجأ أو قبل ذلك بكثير، لكن ما كشف له الحقيقة لا بد أن يكون الكتاب السحري الذي يمتلكه؛ كتاب المعرفة.
وفيما كانت نسمة عابرة تحرُّك خصلات شعره الأحمر، ضيَّق عينيه وهو يتأمل ضوء الشمس، ورفع وجهه نحو السماء. تشدَّدت شفتاه قليلًا، ومع زفيره، همس بصوت بالكاد يُسمع—
سواء كان ذلك صوابًا أم لا، ريم ستغفر له، أليس كذلك؟
هذا الكتاب السحري له نفس الأصل الذي أتى منه الكتاب الفارغ الذي تمتلكه بياتريس، وهما المجلدان الوحيدان من نوعهما في العالم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يكن سوبارو متأكدًا مما إذا كانت محتويات الكتاب تتنبأ بالمستقبل بدقة، لكن إذا أخذ كلمات روزوال على ظاهرها، فقد تصرف روزوال وفقًا لما تمليه عليه إرشادات الكتاب.
حتى وعيه المتباطئ أدرك ما كانت تنوي فعله. تساءل عمَّا إذا كان من الصواب أن يسمح لها بذلك، أن يترك نفسه يغرق ويتلاشى ويندثر في أحضانها…
تصرفاته في الملجأ وحتى تقديمه نفسه كقربان للأرنب العظيم في النهاية كانت جزءًا من التزامه التام بتعليمات الكتاب. دوافعه في هذا كانت مشابهة لما حرَّك أتباع طائفة الساحرة، من بيتلجيوس فما دونه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقد تلاشت كل تعابير وجهها، بدت بياتريس وكأنها شاردة، فيما استمرت قطرات الدموع في الانهمار.
لكن ثمة فرق جوهري بينهما؛ فجوة لا يمكن سدها تفصل بين كيفية التزام كل منهما بإرشادات كتبهما.
فسر بيتلجيوس النبوءات الناقصة بنفسه وتأقلم مع الظروف المتغيرة أثناء تنفيذه لأوامر الكتاب. أما روزوال، فقد التزم بحذافير تعليمات كتابه، ولا يسمح بوجود أي تناقض معها، حتى لو تطلب الأمر تكرار الأحداث مرارًا لتحقيقها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أكدت كارميلا تكهناته بأدب، لكن النظرة التي رمقها بها سوبارو كانت حادة.
كلاهما نوى الالتزام التام بكتابه، لكن دوافعهما ومنهجيتهما كانتا مختلفتين تمامًا.
«لطالما كانت طائفة الساحرة سببًا في معاناة هذا العالم. لكن قائدها، رئيس أساقفة خطيئة الكسل، قد قُضي عليه. بالنسبة للعالم، هذا انتصارٌ عظيم. ولكن…»
ذلك المشهد غمر قلب سوبارو بإحساس عميق بالذنب، ألم لا يُحتمل وكأنه ابتلع رصاصًا مصهورًا.
ومع استعداد روزوال لاستخدام عودة سوبارو بعد الموت كوسيلة لتحقيق غايته، أصبح الموقف معه أشد خطورة مما كان مع بيتلجيوس.
ما الهدف الذي يدفع روزوال إلى اللجوء إلى هذه التطرفات؟
إذا كانت تعليمات الكتاب تتطلب إنهاء الأحداث في الملجأ والقصر بالشكل الذي يريده، فإن روزوال سيعيد تلك المآسي مرارًا حتى يحصل على النتيجة المرغوبة.
ولكنه لم يستطع ذلك.
إن كان الأمر كذلك، فلماذا لا يجثو سوبارو على ركبتيه ويسأل روزوال مباشرة عما كتبه الكتاب السحري؟ لماذا لا يعقد معه عهدًا صريحًا بالالتزام بما تنص عليه التعليمات، ويكرس كل قوته حتى تتحقق أمنية روزوال؟
لكن النتيجة الفعلية لاتباع روزوال للكتاب هي صنع الثلج الذي غطى الملجأ. كان المشهد الثلجي قد أثار الشكوك تجاه إميليا، وعزلتها تلك هي التي أدخلتها في دوامة من الألم النفسي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إذا كان هذا هو مراد روزوال… إذا كان هذا ما تريده صفحات الكتاب السحري، فلا يمكن لسوبارو القبول بذلك.
تحت تلك السماء الزرقاء الصافية، كانت تلك الكلمات هي ما همست بها ريم لناتسكي سوبارو عندما سُحق تحت وطأة اليأس.
«… ثم ستقولين لي: انهض.»
أهداف سوبارو وروزوال كانت غير قابلة للتوفيق.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
بالنسبة إلى سوبارو، الذي يخاطر بحياته لحمل كل شيء على عاتقه، كان روزوال قد قال له: ”حرِّر نفسك من كل شيء إلا مما هو مهم حقًا بالنسبة لك.“
بكلمات متسارعة، وبرعب ينبع من أعماق جسده المرتعش، أقرَّ سوبارو بجرائمه.
وأضاف أنه إن فعل ذلك، فسيصبح سوبارو مثله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
تم تسوية الغابة المتجمدة حتى لم يتبق سوى أرض مسطحة، وكان سبب هذا الدمار وحشًا رباعي الأرجل مكسوًا بفراء رمادي طويل، يُوحي بمظهره بأنه مخلوق شبيه بالسنوريات، لكنه هائل الحجم لدرجة اضطر سوبارو إلى رفع رأسه للنظر إليه.
لم يرغب سوبارو في أن يشبهه ولو قليلًا، لكن كان من الواضح أن روزوال يلتزم بكلماته، حتى لو تطلب الأمر التضحية بحياته.
لكن كيف له أن يحافظ على عزيمته بعد أن واجه شيئًا أفظع من الجحيم ذاته؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عبر التزامه المتعصب بتعليمات الكتاب، عزل إميليا، وكان واثقًا أن تحقيق النهاية التي يتوق إليها الكتاب ستمنحه القدرة على حماية الشيء الوحيد المهم لديه.
كانت جميع أفعال روزوال من أجل هذا الهدف. وإذا كان الأمر كذلك، فلدى سوبارو رد واحد فقط:
افتقار جسده للحم والدم ولَّد نوعًا جديدًا من التشوش، لكن باستحضار مفهوم التنفس العميق في ذهنه، حاول استعادة هدوء مصطنع في داخله.
«تتخلَّى عن كل شيء آخر؟ هراء. لا مجال لذلك.»
«لا، ليس كذبًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com احترم سوبارو إحساسها بالمسؤولية ونبل عزمها، لكنه علم يقينًا أنها ستفشل.
لن يسمح بإيذاء إميليا، ولا ريم، ولا رام، ولا بيترا، ولا أوتو، ولا فريدريكا، ولا سكان قرية إيرلهام، ولا سكان الملجأ، ولا ريوزو، ولا حتى غارفيل.
كان ضعفه هو السبب في كل مرة سابقة، والسبب في أن…
إذا سقط أي واحد منهم، ستصبح حياة سوبارو عالمًا باهتًا لا يطاق. وبالنسبة إلى سوبارو الجشع والأناني، كان هذا أمرًا لا يمكن احتماله.
«روزوال، لن أصبح مثلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لجعل هذا العهد حقيقة، على سوبارو أن يجد إجابة تتحدى تعليمات الكتاب السحري.
من بين أصابعه، رأى الارتباك في عينيها الزرقاوين المترددتين. حينها قال بهدوء:
ليس هناك مَن يعتمد عليه. كان عليه أن يقلق، ويحيا، ويكافح بمفرده. ولكن إن كان هناك شخص واحد يمكنه الاعتماد عليه—
تأرجحت مشاعر سوبارو في داخله كأنه تحت تأثير الخمر.
«هل أستطيع الاعتماد عليك مجددًا؟…»
ومع استمراره في التمني دون توقف، تساقطت قطرات العرق من جبينه.
—ليس هناك سوى ساحرة واحدة في هذا العالم يمكن لسوبارو أن يبوح لها بمشكلاته.
《٣》
بحدَّة سطحية وأناقة آسرة، كانت الضربة التي أنهت حياته مدهشة في دقتها.
جدد عهده داخل نفسه، عهدًا صلبًا وقويًا، لا ينكسر أبدًا.
أسرع سوبارو في خطواته، متقدًا بنفاد صبر لم يعد قادرًا على احتماله.
تذكَّر كيف فقد أعصابه حين علم بفقدان ريم، وكيف كانت تلك اللحظة هي ما قاده إلى هذا الموت.
بعد عودته مع إميليا التي أكملت محاولتها في اجتياز المحاكمة داخل القبر، انتهى الاجتماع الاعتيادي في مقر إقامة ريوزو. ومع غرق الملجأ في ظلمة الليل العميق، انطلق سوبارو بجدية، يركض بمفرده.
اختفت تلك التي كانت تشبه ريم في مظهرها فحسب، وظهر مكانها وجه فتاة غريبة.
لجعل هذا العهد حقيقة، على سوبارو أن يجد إجابة تتحدى تعليمات الكتاب السحري.
بصراحة، لم يتذكر سوبارو الكثير من النقاشات التي جرت خلال الاجتماع. لكنه ليس بحاجة إلى تذكرها ليفهم فحواها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أصلح العالم انزلاقه، وعادت الأجزاء التي تحوَّلت إلى دوامات من المانا إلى هيئتها الصحيحة، وتبرعمت الأزهار من الأرض المحطمة، وانتشر السلام في الهواء المتصدِّع. وأخذت أشعة شمس متألقة تنهمر من السماء.
هذه المرة، عانت إميليا تحت وطأة ماضيها. وقد أظهرت عبر تفسيرات متعثرة، يمكن ملاحظة تصنُّعها بسهولة، إصرارها على مواجهة كابوسها مرة أخرى في اليوم التالي وما بعده، وسط دموعها.
احترم سوبارو إحساسها بالمسؤولية ونبل عزمها، لكنه علم يقينًا أنها ستفشل.
«أنت مخطئ. أرجوك، استمع إليَّ يا سوبارو! ريم… ريم فقط لم تستطع رؤية سوبارو يتألم هكذا وأرادت مساعدته… هذا كل ما في الأمر!!»
أدرك سوبارو تمامًا أي موتٍ يُعاد تمثيله في هذا العالم الجديد، الواقع بعد الجحيم. كان هذا مشهد موته بعد المعركة ضد بيتلجيوس.
بناءً على ذلك، واسى إميليا المجروحة، شجعها برفق، ورافقها حتى ذهبت إلى النوم. بعد ذلك، عندما أتت رام لتخبره بموعده المقرر مع روزوال، تجاهلها واندفع مسرعًا خارج المنزل.
«لن أسمح لك بالموت! مستحيل… كيف لي أن أدع مَن ساعدني يموت بهذه الطريقة؟!»
لقد تحقق ما كان يريده.
يلهث بصعوبة، وجبينه غارق في العرق، اتجه مباشرة نحو قبر الساحرة المضاء بنور القمر؛ هناك تكمن المفاتيح التي قد تساعده في التعامل مع الوضع الراهن، وحتى إن لم يكن كذلك، فثمة حليفة تنتظره هناك، يمكنه معها حل بعض من مشكلاته التي تؤرقه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
خَشِيَ أن يعترضه أحد وهو في طريقه إلى القبر، لكنه لحسن حظه لم يوقفه لا ريوزو، ولا غارفيل، ولا حتى روزوال.
بكلمات متسارعة، وبرعب ينبع من أعماق جسده المرتعش، أقرَّ سوبارو بجرائمه.
لم يعرف روزوال أن الموت هو الشرط الذي يُفعِّل قدرة سوبارو، لكنه علم أن سوبارو يمر بدورات متكررة. ليس واضحًا ما إذا كان قد أدرك ذلك منذ وصول سوبارو إلى الملجأ أو قبل ذلك بكثير، لكن ما كشف له الحقيقة لا بد أن يكون الكتاب السحري الذي يمتلكه؛ كتاب المعرفة.
في تلك الليلة، للمرة الثانية، أو الثالثة إذا احتسبنا ما جرى خلال النهار، اندفع نحو القبر بلا تردد.
حتى في حالته الباهتة، ككيان واعٍ مجرد، اخترق هذا الإدراك أعماقه بقسوة.
«…»
«…»
كانت الأجواء مصبوغة بالبياض، وسيطر البرد الشديد على العالم حتى بدا وكأن سماء الليل ذاتها قد تتجمَّد.
عند وصوله إلى المدخل، التقط أنفاسه في الممر الذي تملؤه نسائم باردة وهادئة. وبما أن المحاكمة قد انتهى لليلة، لم يعد المكان مضاءً بالنور الذي يستقبل المتحدِّين المؤهلين. ورغم ذلك، ضيَّق عينيه محاولًا تحديد مدخل قلعة الأحلام التي ينبغي أن تكون هناك.
«معاملة خشنة، لكن على الأقل أعادتك إلى وعيك. —سلطة ”العروسه عديمة الوجه“ من كارميلا تجعل ضحاياها ينسون كيفية التنفس، وفي النهاية، تجعل قلوبهم تنسى كيف تنبض.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما استسلم الرجلان للواقع، بقيت إميليا جالسة خلفهما، تضم ركبتيها إلى صدرها وتبكي. خدودها غطتها آثار دموع جافة، لكنها لم تهتم بذلك وهي تواصل الحديث بصوت مرتعش:
لكن رؤيته لم تكن جيدة بما يكفي للعثور على ذلك الباب. ومع ذلك، كان واثقًا من الكلمات التي نطقتها الساحرة…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «روزوال، لن أصبح مثلك.»
«إذا كنت ترغب في المعرفة…»
«…»
قالت إيكيدنا إن هذا هو الشرط ليُدعى مرة أخرى إلى حفلة الشاي الخاصة بها.
وأخبرته أيضًا أن عليه أن يجعل صوته أعلى من المرة السابقة، عندما مزقت الوحوش الشيطانية جسده بالكامل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هل يوجد ألم أو خوف يفوق ما اختبره حينذاك، بما يكفي ليدفعه إلى الجنون؟
«آنسة إميليا، من فضلك، امسحي وجهه… وجه سوبارو».
نعم، يوجد. الصرخة التي أطلقها هذه المرة، طلبًا للخلاص من تلك النهاية المسدودة، كانت تضاهي صرخته السابقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بعد أن أسرع إلى العاصمة واكتشف أن العالم قد محا ذكريات الجميع عن ريم التي هاجمتها طائفة الساحرة، دفعته اليأس والغضب إلى أن يغرس خنجرًا في عنقه، متمنيًا بكل جوارحه أن يستعيدها.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com — ليس الأمر سؤالًا عن قدرتي. بل عليَّ أن أفعل. وسأفعل. أنا.
الأمور التي أراد معرفتها، والتحقق منها، والتفكير فيها معًا كانت بعدد لا يحصى، كنجوم السماء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن سوبارو متأكدًا مما إذا كانت محتويات الكتاب تتنبأ بالمستقبل بدقة، لكن إذا أخذ كلمات روزوال على ظاهرها، فقد تصرف روزوال وفقًا لما تمليه عليه إرشادات الكتاب.
نعم، يوجد. الصرخة التي أطلقها هذه المرة، طلبًا للخلاص من تلك النهاية المسدودة، كانت تضاهي صرخته السابقة.
بينما اشتعلت مشاعر لا قاع لها بهدوء في عينيه، ترددت خطوات سوبارو في أرجاء الممر وهو يتقدم إلى الأمام. ومع تسرب البرد إلى جسده، وصل بعد بضع عشرات من الثواني إلى الغرفة الحجرية التي غُمرت بضوء شاحب.
قبل ساعة قصيرة فقط، غادر هذا المكان برفقة إميليا وقبل ساعة قصيرة أيضًا، مات سوبارو في هذا المكان نفسه، لتُعيد قدرة ”العودة بعد الموت“ تشغيل العالم من جديد.
كان ذلك الركن من العالم المحتضر يحمل بدايات النهاية، لكن ذلك الصوت لم يفتقر للحياة. وقف صاحب الصوت، شاب ذو شعر أحمر مشتعل، بجسد مرفوع ووقفة منتصبة، يواجه الوحش العملاق.
في هذا المكان، حيث تلاقت معاناة سوبارو مع موته وعودته، اشتاق سوبارو إلى لقاء الساحرة.
… ثم، أمام عينيه، حدث أمر أشبه بشاشة تلفاز تعطلت لتغرق في تشويش الليل الساكن. وسط ذلك التشويش، بدأت ملامح ”ريم“ تتلاشى وتذوب تدريجيًا.
«أنا… كارميلا؟… سـ-ساحرة الشهوة… تـ-تشرفت بلقائك…»
«أرجوكِ، ادعيني إليكِ، إيكيدنا…!»
«ما هذا الحب؟ حقًا، إنها قصة ميؤوس منها.»
لقد ضحى بحياته مرارًا وتكرارًا. وإن كان التخلِّي عن كبريائه كافيًا، فسيقدم حتى ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في ذلك العالم، ليس هناك سوى شخص واحد يستطيع سحب هذا السيف المتلألئ المتوهج واستخدامه: قديس السيف، راينهارد فان أستريا.
فإظهار ضعفه بكل ما أوتي من قوة هو كل ما استطاع ناتسكي سوبارو العاجز والجاهل أن يفعله.
كان مشهدًا مؤلمًا. صوتٌ يكاد يقتل النفس من شدة البؤس. هذا المشهد من بين أشد اللحظات التي خشي أن يشهدها، وأكثرها قسوة على قلبه.
«…»
كان شعره أبيض ويرتدي زيَّ خادم أسود. هذا المكان هو قصر كروش في العاصمة الملكية، والرجل الذي وقف هناك بذهول هو ويلهيلم، ”شيطان السيف“، الذي ينتمي لهذا المكان بكل تأكيد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
راكعًا في وسط الغرفة الحجرية، رفع سوبارو صوته، متمسكًا بأمله في لقاء الساحرة مجددًا.
بصوت مختنق، وبأنين ضعيف ومتهالك، تهاوى سوبارو تمامًا.
في ذهنه، رسم صورة للساحرة ذات الشعر الأبيض، ورتب مشاعره لتصبح جوقة تناديها، باحثًا بجنون عن أفضل احتمال يمكن أن يُقرب تلك المصائر المتشابكة.
كان أحمقًا. كان عليه أن يرحب بذلك التشوش. فقد كان شعور السكر ذاك رحمةً سماوية بذاتها—
سعى إليها بشغف يائس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بكل كيانه، اشتاق إليها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي اللحظة التالية، اهتزت الأرض وكأن زلزالًا ضربها، وانطلقت صدمة هائلة عبرها غيَّرت ملامح المشهد في طرفة عين.
《١》
ومع استمراره في التمني دون توقف، تساقطت قطرات العرق من جبينه.
فكر: إن لم يرَ الأمور على هذا النحو، إن لم يتمسك بهذا الفهم—
«…»
—ثم، في لحظة.
«—أوو».
«—ريم.»
«—انظر الحاضر المجهول».
فجأة، لمح سوبارو ضوءًا أبيض خلف جفونه المغلقة. هل كانت هلوسة؟ لا، ليست كذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com من ذلك المشهد الحزين، أدرك سوبارو جيدًا ما يدور في قلبها. في ذلك العالم، لم يكن قد أعطاها أي إجابة على سؤالها. وبموته، أُجِّلت الإجابة إلى الأبد.
قبل أن يدرك الأمر، وجد جسده الراكع مستلقيًا على الأرض. لم يستطع تحريك أطرافه، ولم تعد شفتاه قادرتين على التنفس أو التلفظ بأي شيء. سُحب وعيه تدريجيًا بعيدًا عن الواقع.
«لأن هذا الضعف ملك لها. لأن ريم خاصتي هي التي تخفي ضعفي بإحكام، حتى لو شعرت برغبة في الاستسلام، لن يجد مخرجًا.»
لأنها كانت تعرف.
لقد تحقق ما كان يريده.
لقد دُعي إلى قلعة الأحلام ووسط هذا، شعر سوبارو بالامتنان لهذا النذير غير المتوقع.
افتقار جسده للحم والدم ولَّد نوعًا جديدًا من التشوش، لكن باستحضار مفهوم التنفس العميق في ذهنه، حاول استعادة هدوء مصطنع في داخله.
«غاه…!!»
ومع تلاشي وعيه تدريجيًا، شعر بالراحة لأن هناك مَن يُشير إلى طريق نحو مستقبل كان مغلقًا من قبل—
«—انظر الحاضر المجهول».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان مشوش العواطف، وروحه الحائرة تبحث عن شخص يمدُّ له يد العون، وريم التي تفهم كل شيء عن سوبارو، كانت تنقذه مرة أخرى.
«…»
وفي اللحظة التي اختفى فيها وعيه تمامًا، شعر وكأنه سمع همسًا بتلك الكلمات.
《٤》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تذكَّر بكل جوارحه كيف كانت أصابعها النحيلة، ومدى دفء بشرتها حينما احتضنته بقربها، وحجم الحب الهائل الذي منحته له.
تأرجحت مشاعر سوبارو في داخله كأنه تحت تأثير الخمر.
«—انظر الحاضر المجهول».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن عندما أدرك أن هذا التشوش مألوف لديه، كان من السهل أن يستعيد هدوءه.
لم يعرف ما الذي حدث. فقدانه للوعي جاء فجأة، ولم يلبث أن وجد نفسه مستيقظًا دون سابق إنذار.
سواء كان ذلك صوابًا أم لا، ريم ستغفر له، أليس كذلك؟
‹لم أكن أعلم… لم أرَ هذا المشهد من قبل. لم أكن أعرف… محال أن أعرف!›
شعر بالارتباك ذاته الذي اعتاد عليه عند تنقله العشوائي بين الماضي والحاضر، حين تنشط قدرة ”العودة بعد الموت“. عقله كان في فوضى وهو يحاول التوفيق بين العالم الذي تركه في اللحظة السابقة، والعالم الجديد الذي استقبله فورًا بعد استيقاظه.
《١٤》
«أ-أنا… لم أكن أريد فعل ذلك، لكن إيكيدنا… كـ-كذبت عليَّ…»
لكن عندما أدرك أن هذا التشوش مألوف لديه، كان من السهل أن يستعيد هدوءه.
《٧》
أخذ نفسًا عميقًا وطويلًا، محاولًا تهدئة أفكاره المضطربة وقلبه الخافق. لكن ما صدمه هو أنه لم يشعر بفمه، ولا بحنجرته، ولا حتى برئتَيه، اللازمة لأخذ هذا النفس.
«هـ-هذا… ليس ما كان ينبغي أن يحدث…»
«…»
«—؟»
حاول أن يتحقق بيده من وجود تلك الأعضاء، ولكنه لم يستطع لمسها. كان السبب واضحًا وبسيطًا: لم يشعر بيده أيضًا. بل لم يكن الأمر مقتصرًا على يده فحسب. رأسه، جسده، كل شيء -تلك اللحظة- لم يكن له وجود مادي على الإطلاق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
— كان وجوده محصورًا في وعيه فقط، كأنه عقل عارٍ بلا جسد.
«لم تكن لتقول لي أبدًا: ”استرح الآن“.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com دفع نفسه الجريحة، وبكى بصوتٍ عالٍ على موت سوبارو، فيما ارتسمت على وجهه ملامح ندمٍ ثقيل. حوله، وقف الفرسان المسنون الذين قاتلوا إلى جانب سوبارو، وقد ارتسمت على وجوههم ذات تعابير الألم الصامت.
وجد نفسه وعيًا منفردًا في فضاء لا متناهٍ، قادرًا فقط على الرؤية من مكان مرتفع وكأنه يُشرف على العالم من الأعلى.
«نعم، أنا ريم. خادمة سوبارو المخلصة والمتفانية في كل شيء.»
افتقار جسده للحم والدم ولَّد نوعًا جديدًا من التشوش، لكن باستحضار مفهوم التنفس العميق في ذهنه، حاول استعادة هدوء مصطنع في داخله.
وجود رام بالقرب منها لم يترك أثرًا في بياتريس؛ فقد كان نظرها مثبتًا على سوبارو الميت وحده.
《١٨》
نحَّى حيرته جانبًا، وقاوم شعور السكر الذي راوده، وركَّز بجدية على استيعاب ما يحدث. في عمق تلك الأفكار، كان يبحث عن إجابة: أين هو الآن؟ وماذا يفعل هنا؟
كان مذهولًا من السهولة -نعم، السهولة البالغة- التي أُعتق بها من قيوده بمجرد ابتسامة فتاة.
«—أرو».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بكى سوبارو من العار الذي شعر به تجاه نفسه الجبانة.
فجأة، جاءه صوت ضعيف، مشوش ومهشَّم.
كان الصوت واهنًا لدرجة أن الكلمات بالكاد وصلت إلى سمعه.
مستلقٍ على ظهره، فتح عينيه وبصق التراب الذي علق في فمه. تجهم وجهه متأثرًا برائحة الأرض، وأخذ يتفحص المكان من حوله، ليجد نفسه في غرفة حجرية ذات إضاءة خافتة— عاد إلى القبر من جديد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ومع ذلك، عرف سوبارو فورًا، وعلى نحو غريزي—
«مَن أنتِ؟»
《١٦》
—هذا صوت يجب ألا يُصغي إليه، يجب ألا يلاحظه: صوت ينبغي تجاهله تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ولكنه لم يستطع ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ولكنه لم يستطع ذلك.
لم يكن يمتلك جسدًا ليدير رأسه بعيدًا، وليس بوسعه حتى أن يغلق عينيه.
«…»
كان محكومًا عليه أن يُشاهد، أن يُسجل المشهد في وعيه عن قرب، وكأن الذاكرة نفسها تُفرض عليه قسرًا.
كان صوتًا واهنًا، بالكاد مسموعًا. لكنه، في سكون الغرفة الذي خلفه استسلام ويلهيلم وفيلكس، ارتطم بوعي سوبارو كأنه وتد يخترق روحه.
بالطبع لم يفعل. فهذا الجسد لم يعد أكثر من جثة هامدة.
كان أحمقًا. كان عليه أن يرحب بذلك التشوش. فقد كان شعور السكر ذاك رحمةً سماوية بذاتها—
وُضِع وعي سوبارو مجددًا أمام الإحساس نفسه بأرضيةٍ باردة وقاسية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«كاذب… كاذب، كاذب كاذب كاذب كاذب كاذب كاذب…!»
«شكرًا جزيلًا. وأنت أيضًا رائع، سوبارو.»
تكرر الصوت، متحولًا من كلمات بالكاد مسموعة إلى نبرة تفيض بالدموع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《٦》
كان مشهدًا مؤلمًا. صوتٌ يكاد يقتل النفس من شدة البؤس. هذا المشهد من بين أشد اللحظات التي خشي أن يشهدها، وأكثرها قسوة على قلبه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يستطع السماح لنفسه بالتفكير فيما رآه. لم يستطع أن يتحمل فكرة فهم ما جرى.
لم يكن قادرًا على تخيل حالتها النفسية في اللحظة التي قبلت فيها شفتيه الغارقتين بالدماء، كما لم يستطع، وهو على أعتاب الموت، أن يحمل معه إحساسات أو مشاعر تلك اللحظة الأخيرة التي سبقت رحيله.
لماذا كان هنا؟ لماذا لاحظ وجوده هنا؟
«…»
مهما يكن الجواب، فقد تلقى سوبارو ضربة هائلة على نفسيته؛ ضربة منعته من مواجهة ما حدث، من النهوض، أو حتى رفع رأسه.
لقد أخطأ. سوء تقدير قاتل. لا ينبغي له أن يعرف. ليس من المفترض أن يدرك ما رآه. فقد كان عليه أن يدرك—
《٩》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com احترم سوبارو إحساسها بالمسؤولية ونبل عزمها، لكنه علم يقينًا أنها ستفشل.
—لو لم يفكر مطلقًا بأن هذا مستحيل الحدوث.
أخذ نفسًا عميقًا وطويلًا، محاولًا تهدئة أفكاره المضطربة وقلبه الخافق. لكن ما صدمه هو أنه لم يشعر بفمه، ولا بحنجرته، ولا حتى برئتَيه، اللازمة لأخذ هذا النفس.
لم يرغب سوبارو في أن يشبهه ولو قليلًا، لكن كان من الواضح أن روزوال يلتزم بكلماته، حتى لو تطلب الأمر التضحية بحياته.
«كاذب! كاذب! سوبارو… أنت كاذب! كاذب—!!»
ولكن—
أفاق سوبارو على ألم اصطدام وجهه بالأرض.
انهمرت الدموع من عيني إميليا البنفسجيتين كنافورة مفتوحة، وانهارت وهي تصرخ بصوت حاد، وكأن خيانة مريرة انكشفت أمامها.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل كان ذلك عزاءً حقيقيًا لمَن تبقَّى خلفه؟
تأرجح شعرها الطويل بجنون، كطفلة ضائعة، وهي تبكي وتصرخ كأنها أصيبت بالجنون.
وعلى السرير، إلى جانب ريم المستلقية بلا حراك، كان جثمان سوبارو، وقد أنهى حياته بطعنة قصيرة في عنقه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تأرجح شعرها الطويل بجنون، كطفلة ضائعة، وهي تبكي وتصرخ كأنها أصيبت بالجنون.
《٥》
—ما الذي أراه الآن بحق؟
سقط وعيه في هوة مظلمة، ثم تلاشى بسرعة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
من حيث الأيام الفعلية، لم يكن غيابها طويلًا. بالكاد مرَّ أسبوع على رؤيتها من قبل معارفها وأهلها.
واصلت إميليا نحيبها، تنادي اسم سوبارو مرة بعد مرة، بصوت متهدج يملأه الحزن.
سواء كان ذلك صوابًا أم لا، ريم ستغفر له، أليس كذلك؟
لكن بكاءها كان عبثًا. جسد سوبارو الملطخ بالدماء، الملقى على بطنه فوق السرير، لم يتحرك حتى ولو بمقدار أُنملة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«السيد سوبارو… أعذرني… أنا آسف للغاية!»
بالطبع لم يفعل. فهذا الجسد لم يعد أكثر من جثة هامدة.
كان سوبارو، الذي مات وخرج من جسده، يحدِّق من علٍ في الجسد الذي فارقته الحياة. المشهد كان كريهًا على نحوٍ لا يحتمل. لم يختبر سوبارو في حياته -حتى بعد عدد الوفيات التي تجاوزت العشر مرات- مشهدًا أشد رعبًا من هذا.
«سأنقذ… إميليا، والملجأ، والقصر. سأنقذهم جميعًا. وإن لم أفعل…»
ببطء شديد، رفعت يدها المرتعشة ولمست وجه سوبارو. دون اكتراث بما قد تلطَّخ من كفها، أخذت تمسح براحتيها العرق اليابس وآثار الدم الخفيف الذي خرج من فمه.
لأول مرة، رأى سوبارو بعينيه ألم إميليا على فقدانه.
«…»
نظر إلى أثاث الغرفة، وإلى الأشخاص المجتمعين فيها، وإلى جسده الميت على السرير، وكذلك إلى السبب الذي أوصله إلى هذا المصير.
في تلك اللحظة، سرت فيه صدمة الفهم، كأن صاعقة ضربت وعيه؛ أدرك متى وقع هذا المشهد.
كان هذا بعد القضاء على بيتلجيوس روماني كونتي، كبير أساقفة خطايا الموت، وإنقاذ إميليا من قبضة طائفة الساحرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
جدد عهده داخل نفسه، عهدًا صلبًا وقويًا، لا ينكسر أبدًا.
تذكَّر كيف فقد أعصابه حين علم بفقدان ريم، وكيف كانت تلك اللحظة هي ما قاده إلى هذا الموت.
بعد أن أسرع إلى العاصمة واكتشف أن العالم قد محا ذكريات الجميع عن ريم التي هاجمتها طائفة الساحرة، دفعته اليأس والغضب إلى أن يغرس خنجرًا في عنقه، متمنيًا بكل جوارحه أن يستعيدها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنا لا أكنُّ لك أي ضغينة يا راينهارد. أنت… أنت بطل. وللبطل دور واحد فقط يؤديه. لا ألومك، ولا أكنُّ لك أي كراهية لأنك اخترت أن تتصالح مع هذا الواقع.»
رفع راينهارد سيف التنين بثقة، موجَّهًا إياه نحو الوحش الهائل.
—لكن أمنيته لم تتحقق.
«د-داخل… القبر…»
حين عاد بالزمن بفضل ”العودة بعد الموت“، كان في لحظة أقرب إلى الحاضر مما توقَّع، مما يعني أنه فقد الفرصة لإنقاذ ريم.
أدرك سوبارو تمامًا أي موتٍ يُعاد تمثيله في هذا العالم الجديد، الواقع بعد الجحيم. كان هذا مشهد موته بعد المعركة ضد بيتلجيوس.
رغم ذلك، أقسم في قلبه ألا يستسلم، وأن يستمر في دعم إميليا، حتى لو كانت فرصته ضئيلة. ولكن—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عندما تردد الهمس للمرة الثالثة، تساءل عن السبب وراء شعوره بألفة مع هذا الصوت، ثم أدرك الحقيقة.
سواء كان ذلك صوابًا أم لا، ريم ستغفر له، أليس كذلك؟
‹لم أكن أعلم… لم أرَ هذا المشهد من قبل. لم أكن أعرف… محال أن أعرف!›
لم يكد الدم يسيل، إذ حملت الطعنة المميتة بصمة مهارة فائقة. لكن قطرات من ذلك الدم القليل علقت بردائه الأبيض، شاهدة على الجريمة التي اقترفها الفارس.
«هل أنت بخير؟ هل تشعر بالتعب؟»
لم يسبق له أن شهد مثل هذا المشهد. ففي ذلك العالم، كان قد مات بالفعل.
وكأن الهمس قرب أذنيه كان يخبره بلا مبالاة: «لن تتمكن من الفرار.»
حتى بوجود قدرة ”العودة بعد الموت“، ليس بوسعه معرفة ما يحدث في العالم بعد وفاته. —لكن، فكر لوهلة؛ ربما لم يكن ذلك صحيحًا تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بالنسبة إلى سوبارو، الذي عاد بالزمن مرارًا ليعيد صياغة المصير مقابل حياته، كان العالم الذي مات فيه مجرد نقطة عبور نحو مستقبل أمل أن يصنعه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«حينما كنتُ عالقًا في طريق مسدود، متقوقعًا في حزني على الماضي… اعتقدت أنكِ ستأتين وتواسيني.»
فكر: إن لم يرَ الأمور على هذا النحو، إن لم يتمسك بهذا الفهم—
—عندها، سينهار عالم ناتسكي سوبارو بالكامل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
‹توقَّف… توقَّف… توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف تــو…قَّــ…ف، أرجوك، توقَّف…›
استيقظ في ذعر.
لم يستطع سوبارو تقبُّل المشهد الذي كان يتكشف أمام عينيه، فصرخ صرخة مشوشة لا معنى لها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بصوت خافت، أعاد راينهارد سيف التنين إلى غمده الأبيض مرة أخرى.
ومع ذلك، لم يخرج صوته من جسده عديم الحنجرة، ولم يستطع إدارة وجهه الخالي من العيون، ولا حتى حجب الصوت عن رأسه الخالي من الأذنين. كانت نهاية هذا العالم تُنقش في وعيه، ووجوده الآن ليس أكثر من مجرد إدراك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—كانت هذه عقوبة على الفعل المتهور الذي اقترفه سوبارو.
نعم، يوجد. الصرخة التي أطلقها هذه المرة، طلبًا للخلاص من تلك النهاية المسدودة، كانت تضاهي صرخته السابقة.
تاه وعي سوبارو وسط هذا التعقيد، غير قادر على فك ألغاز هذه المشاعر المختلطة. لكن من سلوك ويلهيلم وفيلكس، كان هناك شيء واحد واضح تمامًا:
«يا سيدة إميليا! هذا—»
«…»
هذه الغرفة تقع داخل قبر الساحرة، حيث تقام المحاكمةات. وبعد عبور البوابة الأولى، من الطبيعي أن يواجه الثانية. لكن رغم ذلك، كان هذا التطور طبيعيًّا ومفاجئًا على حد سواء بالنسبة لسوبارو.
بينما استمرت إميليا في البكاء والنحيب، اندفع شخص ما إلى الغرفة بصوت حاد.
لكن في محاولته للهروب من الواقع، ارتطم بالحائط، فانتهى تدحرجه بعنف.
«إن كنت تريدني، سأكون دائمًا إلى جانبك، يا سوبارو.»
كان شعره أبيض ويرتدي زيَّ خادم أسود. هذا المكان هو قصر كروش في العاصمة الملكية، والرجل الذي وقف هناك بذهول هو ويلهيلم، ”شيطان السيف“، الذي ينتمي لهذا المكان بكل تأكيد.
«—آه.»
وفي تلك اللحظة، وجد وعي سوبارو المجرد نفسه على شفا الانهيار، لرؤيته ذلك المحارب المخضرم وقد أصيب بصدمة عميقة من منظر جثة سوبارو أمامه.
«…»
«سوبارو… سوبارو… أيها الكاذب… قلت إننا سنبقى معًا…»
«ما الذي حدث…؟ لا، يا سيدة إميليا، سامحيني!»
لكن في محاولته للهروب من الواقع، ارتطم بالحائط، فانتهى تدحرجه بعنف.
اتخذت كلمات إميليا التي كانت مليئة باللوم نغمة أشبه بلعنة، وكأنها نطقت بها بمرارة عميقة. سحبها ويلهيلم بلطف بعيدًا عن جسد سوبارو، وهي لا تزال تتشبث به، ثم ترنحت وسقطت على الأرض. لكنه لم يكن معنيًا بسقوطها، فقد ركز كل انتباهه على محاولة إنقاذ سوبارو.
«فيلكس! تعال بسرعة! الأمر طارئ! بالغ الأهمية!!»
هذه الغرفة تقع داخل قبر الساحرة، حيث تقام المحاكمةات. وبعد عبور البوابة الأولى، من الطبيعي أن يواجه الثانية. لكن رغم ذلك، كان هذا التطور طبيعيًّا ومفاجئًا على حد سواء بالنسبة لسوبارو.
كان هروبه الجبان قد أتى بثماره المريرة؛ ذلك هو جوهر ما خلق الجحيم الذي يتجاوز الجحيم نفسه.
خلع ويلهيلم سترته بسرعة وضغط بها على الجرح، ووجهه الجاد ينطق بخطورة الموقف. أخذ يضرب صدر سوبارو في محاولة يائسة لإعادة قلبه إلى الحياة، بينما لطخت قطرات الدم ملامحه المريعة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان الصوت واهنًا لدرجة أن الكلمات بالكاد وصلت إلى سمعه.
كان الدم الذي فقده سوبارو كثيرًا جدًا. وكان المحارب العجوز، الذي شهد الكثير من الموت في حياته، يعلم في أعماقه أن روح سوبارو لم تعد حاضرة. ومع ذلك، لم يتوقف عن محاولاته المحمومة لإعادته إلى الحياة.
«ما الذي كنتِ تخططين له… إيكيدنا؟»
«يا عم ويل، لماذا تصرخ هكذا…؟ إيه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com همس يوليوس بهذه الكلمات المؤلمة، ثم صرف نظره عن وجه سوبارو الميت.
«فيلكس، أسرع! سكين اخترقت حلقه! لا وقت نضيعه!»
بصوت مشحون بالحدة، نقل ويلهيلم الحقائق إلى فيلكس الذي وصل للتو. وبحركة سريعة، غلف فيلكس راحة يده بتوهج أزرق، محولًا كمية كبيرة من المانا إلى طاقة علاجية صبَّها في جرح سوبارو.
سيطر تركيز شديد على فيلكس وهو يحاول إنقاذ سوبارو؛ لم يشعر بمثل هذا اليأس من قبل. أما وعي سوبارو، الذي كان يراقب من فوق، فقد غمره الأسى وهو يشاهدهم يحاولون جاهدين إنعاش جسد فارغ بلا روح.
في احتضان بارد وحنون للتدمير، غرق العالم ببطء نحو نهايته كما لو كان يخلد إلى النوم.
‹كفى… توقفوا. لا فائدة. لا فائدة على الإطلاق. لقد مات بالفعل…›
لم يعرف روزوال أن الموت هو الشرط الذي يُفعِّل قدرة سوبارو، لكنه علم أن سوبارو يمر بدورات متكررة. ليس واضحًا ما إذا كان قد أدرك ذلك منذ وصول سوبارو إلى الملجأ أو قبل ذلك بكثير، لكن ما كشف له الحقيقة لا بد أن يكون الكتاب السحري الذي يمتلكه؛ كتاب المعرفة.
كانت النتيجة واضحة. مات سوبارو هناك.
—لو لم يفكر مطلقًا بأن هذا مستحيل الحدوث.
في تلك الغرفة، التي كان هواؤها البارد يكاد يؤلم أنفه، أضاع سوبارو نفسه وهو يتدحرج على الأرض بلا هدف. لم يكن في حركته معنى، بل كانت محاولة بائسة للهروب من التفكير.
مهما حاولوا، مهما بكت إميليا، فقد انتهى الأمر؛ مات سوبارو.
《٩》
«ري…م.»
لقد تجاهل كل شيء. نسي ما سيحدث بعد موته، وتناسى كل من حوله، واختار أن يموت بأنانية.
يجب على سوبارو أن يكون قويًا، ولا يظهر ضعفه لأحد سوى ريم.
«لن أسمح لك بالموت! مستحيل… كيف لي أن أدع مَن ساعدني يموت بهذه الطريقة؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«كيف تجرؤ على قول هذا في مثل هذا الوقت…؟ كفى عبثًا، فقط… كفى!!»
حتى وعيه المتباطئ أدرك ما كانت تنوي فعله. تساءل عمَّا إذا كان من الصواب أن يسمح لها بذلك، أن يترك نفسه يغرق ويتلاشى ويندثر في أحضانها…
حمل الشاب في عينيه، اللتين استحضرتا صفاء السماء الزرقاء، لمحة من الحزن الخافت وهو يحدق في الوحش.
صاح ويلهيلم بينما كان يضغط بجنون على الجرح، في حين اهتز صوت فيلكس غضبًا وهو يستخدم أحنَّ أنواع السحر في العالم.
وفيما كانت نسمة عابرة تحرُّك خصلات شعره الأحمر، ضيَّق عينيه وهو يتأمل ضوء الشمس، ورفع وجهه نحو السماء. تشدَّدت شفتاه قليلًا، ومع زفيره، همس بصوت بالكاد يُسمع—
تلاحقت المشاعر المتدفقة من كلاهما لتضرب قلب سوبارو بكل عنف، لكن مهما كانت جهودهما صادقة—
نهض سوبارو بغتة، وكأن قواه عادت إليه، وصرخ، مبتعدًا عن تلك ”ريم“ الواقفة أمامه.
في تلك اللحظة، رأى رموشها الطويلة ترتجف، وعينيها البنفسجيتين تفتحان ببطء. عندها، اتخذ قراره.
«فيلكس! لماذا؟! لماذا توقفت عن العلاج؟! إذا استمر الأمر هكذا، فسوف…»
«لقد انتهى، يا عم ويل. لم تبقَ هنا أي روح على الإطلاق.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «سوبارو.»
اقترب ويلهيلم بقلق، غير أن فيلكس هز رأسه بلطف، وأخذ يمسح بمنديل الجرح الذي سُدَّ بسترة ويلهيلم. كان الجرح قد التئم بمهارة لدرجة أن المسح لم يُبقِ أثرًا، وكأن الجرح لم يوجد يومًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مالت برأسها الصغير، وشعرها الأزرق يهتز بخفة، وهي تحاول بصعوبة أن تصوغ كلماتها المتقطعة.
لكن كمية كبيرة من الدم كانت قد أُزهقت، والروح التي انسلت منه لم تعد موجودة.
«لماذا…؟! لماذا، سيد سوبارو…؟! كيف فعلت هذا بهذه السهولة…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مدَّ يده وهزَّ كتف الفتاة المستلقية برقة، ليعيدها إلى الواقع بلطف.
نظر ويلهيلم إلى وجه سوبارو الميت، ثم قبض يده ندمًا وضرب الأرض بقوة.
أفسدت تعويذات فيريس الدورة الحيوية داخل جسده بشدة، تاركة وجهه مشوَّهًا بموتٍ قاسٍ. ولولا تدخل يوليوس، لبقي سوبارو بملامحٍ مروعة في لحظة رحيله.
أما الوحش الهائل الذي غمرته تلك الضربة… فقد تلاشى من الوجود بلا أثر. لم يبقَ أي دليل يشير إلى الدمار، وكأن المعركة ذاتها لم تكن سوى حلم عابر.
انشقت الأرض تحت قبضته، وتبعثرت الشظايا مختلطة بدم سوبارو، حتى أن يده نفسها أصبحت تنزف. رفع وجهه نحو السماء، ملطخًا بالدماء، يصرخ في حزن شديد.
«إن كنت تريدني، سأكون دائمًا إلى جانبك، يا سوبارو.»
على النقيض من مشاعر ويلهيلم الجارفة، زفر فيلكس ببطء وقال:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أكانت حقًا عوالم زائفة وُلدت من الهواجس؟ أم أن واقعه كان يلتهمه واقع آخر؟
«…جبان. ضعيف. كل الناس يفقدون أحباءهم، أليس كذلك؟ …أن ترمي كل آلامك وأعبائك على الآخرين… هل تشعر بالرضا عن ذلك؟»
«ما هذا الحب؟ حقًا، إنها قصة ميؤوس منها.»
كلماته كانت قاسية كسخرية، ورغم ذلك، بدت اتهاماته وكأنها شفقة عميقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع ذلك، حتى في تلك اللحظة التي تجلَّت فيها هشاشته على نحو مكشوف، لم يتسلل أدنى احتقار من صوتها. لم تفقد إيمانها به أبدًا.
تاه وعي سوبارو وسط هذا التعقيد، غير قادر على فك ألغاز هذه المشاعر المختلطة. لكن من سلوك ويلهيلم وفيلكس، كان هناك شيء واحد واضح تمامًا:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
— سوبارو ترك جروحًا عميقة ودائمة في قلوبهم.
«سـ-سوبارو، ماذا تقصد…؟ مَن؟ هذا أنا…!»
«—أوو».
«…»
ببطء شديد، رفعت يدها المرتعشة ولمست وجه سوبارو. دون اكتراث بما قد تلطَّخ من كفها، أخذت تمسح براحتيها العرق اليابس وآثار الدم الخفيف الذي خرج من فمه.
حتى في حالته الباهتة، ككيان واعٍ مجرد، اخترق هذا الإدراك أعماقه بقسوة.
حتى لو استعادت توازنها مؤقتًا بعد خروجها من القبر، فإن الحديث الليلي والرسالة انقلبا ضدها.
كان سوبارو يشاهد شيئًا ما. يُعرض عليه شيء ما.
ما هذا الذي يُجبر على رؤيته؟
لقد كان يُعرض عليه جُرمه.
استعد كلاهما لضربة واحدة، تلك الضربة الحاسمة الأخيرة، رغم أن النتيجة كانت واضحة سلفًا—
«—رغم أنك أخبرتني…»
«—تأمل الحاضر المجهول.»
بإمالة طفيفة لرأسها، أبدت ريم لمسة مرحة أربكت سوبارو. وقبل أن يتمكن من قول شيء، شعر بشيء ثقيل يتساقط من صدره. هدأ تنفُّسه، واختفت تلك النبرة التشاؤمية التي كانت تسكن داخله.
كان صوتًا واهنًا، بالكاد مسموعًا. لكنه، في سكون الغرفة الذي خلفه استسلام ويلهيلم وفيلكس، ارتطم بوعي سوبارو كأنه وتد يخترق روحه.
—ومع ذلك، فإن سوبارو، الذي كان يتوق إلى العقاب، لم يُمنح سوى عناقٍ لطيف يعجُّ بالغفران.
بينما استسلم الرجلان للواقع، بقيت إميليا جالسة خلفهما، تضم ركبتيها إلى صدرها وتبكي. خدودها غطتها آثار دموع جافة، لكنها لم تهتم بذلك وهي تواصل الحديث بصوت مرتعش:
«إيهاه، نغه… غواغ، هاغه…!»
«رغم أنك قلت لي إنك تحبني…!»
«…»
وقفت إميليا متسمَّرة بجوار جسد سوبارو الهامد، وعلى مقربة منها وقف فارس آخر؛ يوليوس.
نعم، كان قد قالها بالفعل. أخيرًا تمكَّن من البوح بتلك الكلمات التي طالما أراد قولها.
إميليا، التي ابتسمت بدموعها عند سماعها، هي مَن تركها سوبارو خلفه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وفجأة، وكأن أحدهم أطفأ الأنوار، انطفأ العالم الذي كان يشاهده واختفى تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وسط أصوات خطوات وئيدة على العشب، اقتربت شخصية ما من دائرة الفرسان التي أحاطت بالجثة. بخطوات مترنحة، تقدمت تلك الشخصية حتى وصلت إلى الفتى المسجَّى في مركزها.
《٦》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—هـ… هـ…»
كان هناك كثيرون لا يمكن إنقاذهم إلا إذا أنقذهم سوبارو. وكثيرون كانت نهاياتهم المفجعة تنتظرهم. حتى ريم… كان يجب على سوبارو إنقاذها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إضافة إلى ذلك، وجهها الذي كان على وشك أن يقترب حتى تلتقي شفاههما، وجد نفسه محجوبًا بيد سوبارو.
أفاق سوبارو على ألم اصطدام وجهه بالأرض.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
لأول مرة، رأى سوبارو بعينيه ألم إميليا على فقدانه.
أنَّ وهو يمسك بذقنه التي ارتطمت بالسطح البارد، ثم هزَّ رأسه ليتأكد من إحساسه بجسده. أحسَّ بيده تلامس ذقنه المصابة، ليتيقن من وجوده الجسدي. كل شيء كان في مكانه.
《٨》
نعم، يوجد. الصرخة التي أطلقها هذه المرة، طلبًا للخلاص من تلك النهاية المسدودة، كانت تضاهي صرخته السابقة.
«د-داخل… القبر…»
تمتم بصوت مرتجف وهو ينقل بصره ليتحقق من مكانه الحالي. فجأة وجد نفسه في غرفة المحاكمة التي كان بها قبل فقدانه للوعي، دون أن يكون قد انتقل عبر الزمن أو المكان.
«علمت ذلك. وجب أن أعلم.»
لم تكن إميليا هناك. ولم يعُد بواسطة ”العودة من الموت“. لقد عاد مباشرةً بعد تحقق أمنيته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بكل كيانه، اشتاق إليها.
«حتى اللحظة الأخيرة… كنت تقول أشياء لا معنى لها تمامًا…»
«لكن… ما رأيته ليس وهمًا أو شيئًا قريبًا من ذلك…»
«السيد سوبارو… أعذرني… أنا آسف للغاية!»
وضع يده على فمه، ليشعر بتشنج أعضائه الداخلية دفعة واحدة عند استعادة المشهد الذي طُبع في أعماق ذهنه.
«هذا… ليس جوابًا…»
كان مشهدًا غير متوقع، عالمًا مستحيلًا، مكانًا لم يعد له وجود؛ ذلك كان بلا شك ”مشهد ما بعد موت سوبارو“.
يلهث بصعوبة، وجبينه غارق في العرق، اتجه مباشرة نحو قبر الساحرة المضاء بنور القمر؛ هناك تكمن المفاتيح التي قد تساعده في التعامل مع الوضع الراهن، وحتى إن لم يكن كذلك، فثمة حليفة تنتظره هناك، يمكنه معها حل بعض من مشكلاته التي تؤرقه.
«أ… لكـ—»
«…»
نظر إلى أثاث الغرفة، وإلى الأشخاص المجتمعين فيها، وإلى جسده الميت على السرير، وكذلك إلى السبب الذي أوصله إلى هذا المصير.
في اللحظة التي تكشَّفت فيها الحقيقة أمامه، بلغ اضطراب أحشائه مداه، فتقيأ ما في معدته.
لم يكن الأمر غير متوقع تمامًا بالنظر إلى الظاهرة الغريبة التي عاشها—
خرج طعام العشاء الذي لم يعد يذكر متى تناوله مختلطًا بسوائل المعدة، مسفوحًا على الأرض. لم يكن كثيرًا، لكن شعور الغثيان خفَّ بعض الشيء بعد أن أفرغ معدته مرات عدة.
«كم مرة… جعلتكِ تموتين؟ كم مرة… عليَّ أن أقتلكِ؟»
«إيهاه، نغه… غواغ، هاغه…!»
«هاه… هاه… ما-ما هذا…؟»
ذلك المشهد غمر قلب سوبارو بإحساس عميق بالذنب، ألم لا يُحتمل وكأنه ابتلع رصاصًا مصهورًا.
تأوه سوبارو من الألم اللاذع في حلقه جراء سوائل معدته الحمضية، غارقًا في التفكير.
«تـ-توقف… لا تضربني…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رأى سوبارو ”الجحيم“ مرارًا. كان مدركًا تمامًا لحقيقته.
ماذا حدث بحق؟ هل سقط في موقف غريب وهو يحاول دخول قلعة الأحلام؟ بالنظر إلى المكان، كان هناك احتمال وحيد يخطر في ذهنه—
«هل هذه المساحة العبثية… حلم إيكيدنا؟»
«مهلًا، لا تقل لي… هل كان ذلك المحاكمة للتو؟ ليس محاكمة الماضي… بل المحاكمة الثاني؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وجد نفسه وعيًا منفردًا في فضاء لا متناهٍ، قادرًا فقط على الرؤية من مكان مرتفع وكأنه يُشرف على العالم من الأعلى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هذه الغرفة تقع داخل قبر الساحرة، حيث تقام المحاكمةات. وبعد عبور البوابة الأولى، من الطبيعي أن يواجه الثانية. لكن رغم ذلك، كان هذا التطور طبيعيًّا ومفاجئًا على حد سواء بالنسبة لسوبارو.
غير أن ما أثار رعبه لم يكن مجرد بدء المحاكمة، بل محتواه ذاته.
سواء كان ذلك صوابًا أم لا، ريم ستغفر له، أليس كذلك؟
إذا كان ما شاهده للتو هو المحاكمة الثاني، فإن ذلك كان أسوأ سيناريو يمكن تخيله لسوبارو.
حتى بوجود قدرة ”العودة بعد الموت“، ليس بوسعه معرفة ما يحدث في العالم بعد وفاته. —لكن، فكر لوهلة؛ ربما لم يكن ذلك صحيحًا تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رأى سوبارو ”الجحيم“ مرارًا. كان مدركًا تمامًا لحقيقته.
في اللحظة التالية، رفع راينهارد سيف التنين فوق رأسه، واندلعت ومضة ضوء واحد؛ شقَّت السماء، وامتدت الشقوق عبر الهواء نفسه، وتفتتت الأرض، ودوَّمت المانا في دوامة عاتية، وعلى طول قوس ضربته… انزلق العالم.
كانت جميع أفعال روزوال من أجل هذا الهدف. وإذا كان الأمر كذلك، فلدى سوبارو رد واحد فقط:
وبحثًا عن المستقبل الأمثل، عقد العزم على اجتياز ذلك الجحيم مهما تكرر.
غمزت إيكيدنا وهي تتحدث.
لكن كيف له أن يحافظ على عزيمته بعد أن واجه شيئًا أفظع من الجحيم ذاته؟
لكنها كانت الفتاة التي، رغم معرفتها بضعفه، قالت له ذات يوم: «أنا أحبك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—انظر الى الحاضرالمجهول.»
حتى في حالته الباهتة، ككيان واعٍ مجرد، اخترق هذا الإدراك أعماقه بقسوة.
«ما—؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تمكَّن سوبارو من رؤية قطرات شفافة تتساقط من زوايا عينيها الزرقاوين على وجنتيها.
شعر سوبارو بدمه يتجمد في عروقه بينما اهتز جسده من الهلع.
—ليس هناك سوى ساحرة واحدة في هذا العالم يمكن لسوبارو أن يبوح لها بمشكلاته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
صوت غامض همس في أذنه فجأة، كأنه نسمة برد حادة. ومع صرخته، شُلَّت أطرافه في الحال. وفي تلك اللحظة—
《٤》
—فقد وعيه مرة أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما استسلم الرجلان للواقع، بقيت إميليا جالسة خلفهما، تضم ركبتيها إلى صدرها وتبكي. خدودها غطتها آثار دموع جافة، لكنها لم تهتم بذلك وهي تواصل الحديث بصوت مرتعش:
مدَّ ذراعيه محاولًا التمسك بشيء، لكنه لم يتمكن من الإمساك بأي شيء. ارتطم كتفه بالأرض، وعجز عن فتح عينيه.
—سأحمي إميليا وأُنقذ الجميع. حتى لو كلف ثمن ذلك حياتي.
«هـ-هذا السبب… في أن الجميع… يـ-يضايقونني… حتى إيكيدنا فعلت… جعلتني أفعل هذا الشيء الفظيع… الفظيع جدًا…»
سقط وعيه في هوة مظلمة، ثم تلاشى بسرعة.
—لتستمر المحاكمة، ويعاقَب ناتسكي سوبارو بما يفوق الجحيم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《٧》
«لكن… ما رأيته ليس وهمًا أو شيئًا قريبًا من ذلك…»
بحدَّة سطحية وأناقة آسرة، كانت الضربة التي أنهت حياته مدهشة في دقتها.
لم يعكس تعبيرها الأسى على موت سوبارو بقدر ما كان غضبًا يكاد يكون غير محتمل تجاه تلك النهاية.
لم يكد الدم يسيل، إذ حملت الطعنة المميتة بصمة مهارة فائقة. لكن قطرات من ذلك الدم القليل علقت بردائه الأبيض، شاهدة على الجريمة التي اقترفها الفارس.
غمزت إيكيدنا وهي تتحدث.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تمددت بقايا سوبارو على ظهره، فيما كان فارس ذو شعر أرجواني يتأمل جثته بصمت. إلى جواره، جلس فيريس منهارًا على الأرض، في حالة يرثى لها، ومن الواضح أنَّه فقد كل قوته.
«هل… هل أدركتِ ما كنتِ تفعلينه بي؟…»
«حينما كنتُ عالقًا في طريق مسدود، متقوقعًا في حزني على الماضي… اعتقدت أنكِ ستأتين وتواسيني.»
«…»
في تلك اللحظة، وأثناء نظر سوبارو إلى ما وراء الجحيم ذاته، أحسَّ بوعيه يتآكل شيئًا فشيئًا.
غمر الغضب رؤيته، وأراد أن يجعل الفتاة الواقفة أمامه تدفع الثمن. الشعور بالغضب كان يحرق صدره كأنه نار مشتعلة، وصوته الخشن خرج من رئتيه المحترقتين من شدة الانفعال. ضاق ذرعًا بها.
لم يبق له سوى إدراكه العاجز، بلا قدرة على التدخل أو حتى إبعاد نظره عن المشهد. جريمته لم تندثر، بل بقيت شاهدةً على عذابه، فيما حقد العالم الذي تركه خلفه يمزق روحه كما لو كان مبردًا يكشطها بلا هوادة.
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
لأنها كانت تعرف.
ومع ذلك، كانت هذه اللحظة ضربة أشد وطأة من كل ما سبق.
الشيء الوحيد الذي لم يستطع سوبارو توقعه هو أي مشهد موت سيُجبر على مشاهدته هذه المرة—
«…سو…بارو؟»
الصوت الهادئ الذي تردد في أذنيه بدا وكأنه يهدئ أعصابه، مما جعله يتنفس ببطء ونبضه يستقر تدريجيًا.
وسط أصوات خطوات وئيدة على العشب، اقتربت شخصية ما من دائرة الفرسان التي أحاطت بالجثة. بخطوات مترنحة، تقدمت تلك الشخصية حتى وصلت إلى الفتى المسجَّى في مركزها.
«بلى، هو كذلك. لماذا ريم هنا؟ لماذا تغفر لسوبارو؟ لماذا تحتضنه؟ لأن ذلك هو الجواب على كل شيء.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وقفت إميليا متسمَّرة بجوار جسد سوبارو الهامد، وعلى مقربة منها وقف فارس آخر؛ يوليوس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع ذلك، حتى في تلك اللحظة التي تجلَّت فيها هشاشته على نحو مكشوف، لم يتسلل أدنى احتقار من صوتها. لم تفقد إيمانها به أبدًا.
عاد إلى نفس النقطة التي انتهت فيها حياته السابقة، كما لو أنه تراجع في الزمن فحسب.
«آنسة إميليا، من فضلك، امسحي وجهه… وجه سوبارو».
فجأة، لمح سوبارو ضوءًا أبيض خلف جفونه المغلقة. هل كانت هلوسة؟ لا، ليست كذلك.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أظن أنه كان ليفضل أن تكوني أنتِ مَن يفعل ذلك، لا أنا. على الأقل، يجب أن يتم ذلك بيدكِ.»
كانت هي وحدها من يحق لها لوم ناتسكي سوبارو -ذلك الأحمق الضعيف غير الكافي- على فشله.
«لا أدري… هل أنا متعب…؟ مع أنني… لم أنجز شيئًا بعد…»
ناولها يوليوس منديلًا أبيض وهو يخاطبها برفق، فيما كانت غارقة في شرود عميق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حاول أن يتحقق بيده من وجود تلك الأعضاء، ولكنه لم يستطع لمسها. كان السبب واضحًا وبسيطًا: لم يشعر بيده أيضًا. بل لم يكن الأمر مقتصرًا على يده فحسب. رأسه، جسده، كل شيء -تلك اللحظة- لم يكن له وجود مادي على الإطلاق.
لم تجبه إميليا، بل وقفت مكانها بعينين متسعتين، تائهة بين مشاعر شتى لم تستطع التعبير عنها.
«فيلكس! لماذا؟! لماذا توقفت عن العلاج؟! إذا استمر الأمر هكذا، فسوف…»
لقد أنهكته الأزمات حتى لم يعد يعلم الطريق الذي يسلكه، ولا الاتجاه الذي يتوجه إليه. لذلك، فكر في الاستسلام؛ أن يتخلى عن كل شيء—
ببطء شديد، رفعت يدها المرتعشة ولمست وجه سوبارو. دون اكتراث بما قد تلطَّخ من كفها، أخذت تمسح براحتيها العرق اليابس وآثار الدم الخفيف الذي خرج من فمه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وعندما بدأت تمسح ملامح وجهه الميت شيئًا فشيئًا، تمتمت بصوت متحشرج:
«لماذا…؟ لماذا عاد سوبارو… ليكون هذا مصيره؟»
وكأنَّ الأمر لم يكن إلا خطأً ما، همست إميليا بتساؤلها، موجهةً سؤالًا لشخصٍ لن يتمكن أبدًا من الإجابة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «فيلكس، أسرع! سكين اخترقت حلقه! لا وقت نضيعه!»
الجثة الميتة لا تملك آذانًا تسمع بها، ولا فمًا يردُّ به على أي تساؤل. ووعي سوبارو، الغارق في توبيخ نفسه على جريمته، لم يملك أي قدرة على التدخل في هذا العالم.
كان مشهدًا غير متوقع، عالمًا مستحيلًا، مكانًا لم يعد له وجود؛ ذلك كان بلا شك ”مشهد ما بعد موت سوبارو“.
«…»
«—انظر الحاضر المجهول».
أدرك سوبارو تمامًا أي موتٍ يُعاد تمثيله في هذا العالم الجديد، الواقع بعد الجحيم. كان هذا مشهد موته بعد المعركة ضد بيتلجيوس.
لكن في محاولته للهروب من الواقع، ارتطم بالحائط، فانتهى تدحرجه بعنف.
بعد أن هزموا الحوت الأبيض، وفي المعركة الأولى التي واجه فيها سوبارو وقوة الحملة بيتلجيوس، لم يتمكن من كشف قدرة السيطرة التي امتلكها المجنون. سُرقت روحه وجسده، ولم يكن أمام سوبارو خيار سوى أن يستعين بقوة يوليوس وفيريس ليختار موته بنفسه، متجنبًا أسوأ السيناريوهات التي لن تتيح له حتى العودة بالموت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أفسدت تعويذات فيريس الدورة الحيوية داخل جسده بشدة، تاركة وجهه مشوَّهًا بموتٍ قاسٍ. ولولا تدخل يوليوس، لبقي سوبارو بملامحٍ مروعة في لحظة رحيله.
أسرع سوبارو في خطواته، متقدًا بنفاد صبر لم يعد قادرًا على احتماله.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل كان ذلك عزاءً حقيقيًا لمَن تبقَّى خلفه؟
«—تأمَّل الحاضر المجهول.»
«السيد سوبارو… أعذرني… أنا آسف للغاية!»
«—هـ… هـ…»
كان ويلهيلم جاثيًا على ركبتيه، وجسده المثخن بالجراح ينحني في خزيٍ عميق.
لكن كيف له أن يحافظ على عزيمته بعد أن واجه شيئًا أفظع من الجحيم ذاته؟
دفع نفسه الجريحة، وبكى بصوتٍ عالٍ على موت سوبارو، فيما ارتسمت على وجهه ملامح ندمٍ ثقيل. حوله، وقف الفرسان المسنون الذين قاتلوا إلى جانب سوبارو، وقد ارتسمت على وجوههم ذات تعابير الألم الصامت.
كان هؤلاء رفاقه الذين شاركوا معه في مواجهة الحوت الأبيض، وأقسموا معًا أن يعودوا منتصرين إلى العاصمة الملكية. لم يستطع أيٌّ منهم الإيفاء بذلك العهد، ما أثقل قلوبهم وأدمع أعين بعضهم.
إذا سقط أي واحد منهم، ستصبح حياة سوبارو عالمًا باهتًا لا يطاق. وبالنسبة إلى سوبارو الجشع والأناني، كان هذا أمرًا لا يمكن احتماله.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
حدَّق سوبارو بدهشةٍ في مدى الألم الذي خلَّفه موته في نفوسهم. وربما كانت تلك الدموع تؤلمه أكثر لأنه يشهدها الآن من عالم ما بعد الموت.
خلع ويلهيلم سترته بسرعة وضغط بها على الجرح، ووجهه الجاد ينطق بخطورة الموقف. أخذ يضرب صدر سوبارو في محاولة يائسة لإعادة قلبه إلى الحياة، بينما لطخت قطرات الدم ملامحه المريعة.
«لماذا جاء سوبارو ليساعدني… ليكون هذا مصيره في النهاية؟ لماذا حدث هذا؟»
بينما بقي سوبارو صامتًا دون أي إجابة، واصلت إميليا الضغط بيدها المرتجفة على وجنته، تناديه بصوتٍ لا يمكن أن يصله.
«أنت مخطئ. أرجوك، استمع إليَّ يا سوبارو! ريم… ريم فقط لم تستطع رؤية سوبارو يتألم هكذا وأرادت مساعدته… هذا كل ما في الأمر!!»
من ذلك المشهد الحزين، أدرك سوبارو جيدًا ما يدور في قلبها. في ذلك العالم، لم يكن قد أعطاها أي إجابة على سؤالها. وبموته، أُجِّلت الإجابة إلى الأبد.
«نعم، أنا ريم. خادمة سوبارو المخلصة والمتفانية في كل شيء.»
وبذلك، لن تعرف إميليا أبدًا سبب تفانيه من أجلها.
«لطالما كانت طائفة الساحرة سببًا في معاناة هذا العالم. لكن قائدها، رئيس أساقفة خطيئة الكسل، قد قُضي عليه. بالنسبة للعالم، هذا انتصارٌ عظيم. ولكن…»
تحدَّث يوليوس وهو يوجه حديثه إلى جثمان سوبارو. استخدم أصابعه لينقر على غمد سيفه، وكرر الحركة مرةً تلو الأخرى، بينما ازدادت الفواصل بينها قصرًا شيئًا فشيئًا.
«ما هذا الحب؟ حقًا، إنها قصة ميؤوس منها.»
«لكن هذا لا يعني أن التضحيات التي قُدِّمت في سبيل ذلك يمكن مسامحتها. كنتُ آمل أن أبادلَك حديثًا أطول يا ناتسكي سوبارو…»
همس يوليوس بهذه الكلمات المؤلمة، ثم صرف نظره عن وجه سوبارو الميت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان محكومًا عليه أن يُشاهد، أن يُسجل المشهد في وعيه عن قرب، وكأن الذاكرة نفسها تُفرض عليه قسرًا.
رفع عينيه نحو السماء التي تلونت بألوان الغروب، وغشى الحزن عينيه، وهمس بصوتٍ ضعيف:
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
«… كنت أود أن أناديك صديقًا.»
كان هذا بعد القضاء على بيتلجيوس روماني كونتي، كبير أساقفة خطايا الموت، وإنقاذ إميليا من قبضة طائفة الساحرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في ذلك العالم، ليس هناك سوى شخص واحد يستطيع سحب هذا السيف المتلألئ المتوهج واستخدامه: قديس السيف، راينهارد فان أستريا.
تلاشى همس يوليوس بين أشجار الغابة بلا جدوى.
ولهذا السبب، كان عليه أن يدفع ثمن ضعفه بانتقاص عمره. —هكذا اعتقد… ومع ذلك…
《٨》
انطفأت أنوار المسرح فجأة، وعاد وعيه إلى الحاضر.
«إيهاه، نغه… غواغ، هاغه…!»
تصرفاته في الملجأ وحتى تقديمه نفسه كقربان للأرنب العظيم في النهاية كانت جزءًا من التزامه التام بتعليمات الكتاب. دوافعه في هذا كانت مشابهة لما حرَّك أتباع طائفة الساحرة، من بيتلجيوس فما دونه.
استيقظ في ذعر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—بواهه، وااا! مـ-ما هذا؟! آآآه؟!»
رفض عقله حتى مجرد التفكير في هذا الاحتمال، خشية أن يتحطم أساس كل ما بناه لنفسه.
تلوَّى جسده في اضطراب. وعندما استعاد إدراكه، وجد نفسه ممددًا على أرضية باردة وصلبة.
«هـ-هذا… ليس ما كان ينبغي أن يحدث…»
في تلك الغرفة، التي كان هواؤها البارد يكاد يؤلم أنفه، أضاع سوبارو نفسه وهو يتدحرج على الأرض بلا هدف. لم يكن في حركته معنى، بل كانت محاولة بائسة للهروب من التفكير.
لم يستطع السماح لنفسه بالتفكير فيما رآه. لم يستطع أن يتحمل فكرة فهم ما جرى.
مالت برأسها الصغير، وشعرها الأزرق يهتز بخفة، وهي تحاول بصعوبة أن تصوغ كلماتها المتقطعة.
استمر بالتدحرج، حتى شعر بدوار وأذنيه تؤلمانه، بينما احتكَّ رأسه بالأرض الخشنة وكأنه يحاول الهرب من العاصفة التي اجتاحت أحشاءه. أراد، ولو بقدر بسيط، أن يقلل فرصة التفكير الواعي.
كان سوبارو، الذي مات وخرج من جسده، يحدِّق من علٍ في الجسد الذي فارقته الحياة. المشهد كان كريهًا على نحوٍ لا يحتمل. لم يختبر سوبارو في حياته -حتى بعد عدد الوفيات التي تجاوزت العشر مرات- مشهدًا أشد رعبًا من هذا.
«غاه…!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان سوبارو يشاهد شيئًا ما. يُعرض عليه شيء ما.
شعرها الفضي الجميل انتشر على الأرض، وهي تتأوه بوجع، تلك الفتاة التي عاش معها نهايته المحتومة؛ إميليا، غارقة في عذاب المحاكمة، محبوسة في كابوس من ماضٍ لا تستطيع الإفاقة منه.
لكن في محاولته للهروب من الواقع، ارتطم بالحائط، فانتهى تدحرجه بعنف.
—هذا صوت يجب ألا يُصغي إليه، يجب ألا يلاحظه: صوت ينبغي تجاهله تمامًا.
«…»
أصابته الضربة القوية في ظهره، وأصدرت عظامه صوت احتكاك مؤلم. نزفت جبهته من خدوش السطح الصلب، غير أن دموعه لم تكن بسبب الألم. بل انهمرت دموعه خزيًا من ضعفه الذي لم يفارقه.
أُغلقت كلماته تمامًا. لم يتمكن من قول… شيء.
بكى سوبارو من العار الذي شعر به تجاه نفسه الجبانة.
الجثة الميتة لا تملك آذانًا تسمع بها، ولا فمًا يردُّ به على أي تساؤل. ووعي سوبارو، الغارق في توبيخ نفسه على جريمته، لم يملك أي قدرة على التدخل في هذا العالم.
بدت تلك الحياة التي عاشها سوبارو كأنها قدَّمت له أقسى المصائر وأشدها عبثية. وكأنها، بتصميم متعمد، رتَّبت إميليا، وبياتريس، وحتى إلزا وروزوال، في أقوى تكوين ممكن.
إلى متى سيظل ضعف ناتسكي سوبارو يطارده بلا رحمة؟
كيف يمكنه أن يحصل على قلب من حديد لا يتزعزع، مهما كانت المحنة، مهما كان العذاب؟
«—إذًا… لقد أتيت.»
كان ضعفه هو السبب في كل مرة سابقة، والسبب في أن…
لن يسمح بإيذاء إميليا، ولا ريم، ولا رام، ولا بيترا، ولا أوتو، ولا فريدريكا، ولا سكان قرية إيرلهام، ولا سكان الملجأ، ولا ريوزو، ولا حتى غارفيل.
«الأشياء التي ادَّعيتُ أنني لم أرَها… الأشياء التي تجاهلتها… هل هذا ما هي عليه…؟»
مالت برأسها الصغير، وشعرها الأزرق يهتز بخفة، وهي تحاول بصعوبة أن تصوغ كلماتها المتقطعة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بدت تلك نبرة جميلة، تنتمي لشخص عزيز على قلبه.
ليس الأمر… أنه لم يفكر في هذا من قبل.
وعلى السرير، إلى جانب ريم المستلقية بلا حراك، كان جثمان سوبارو، وقد أنهى حياته بطعنة قصيرة في عنقه.
«كنت أعلم… أنك لست ذلك الشخص… ولكن…»
بل لقد طافت هذه الفكرة في ركن من ذهنه مرارًا، لكن خوفه حال دون مواجهتها بصدق.
عندما سمع سوبارو صوتها الغريب، حبس أنفاسه…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رفض عقله حتى مجرد التفكير في هذا الاحتمال، خشية أن يتحطم أساس كل ما بناه لنفسه.
كان من الأفضل لو امتلك سوبارو القوة الكافية لحمل كل شيء على عاتقه وحده.
فإذا كانت العوالم التي تركها خلفه تواصلت بعد موته، فإن كل ما فعله سوبارو سينهار في داخله.
بل لقد طافت هذه الفكرة في ركن من ذهنه مرارًا، لكن خوفه حال دون مواجهتها بصدق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه…؟»
كان سوبارو، الذي أراد إنقاذ الآخرين، هو مَن تخلَّى عنهم في نهاية المطاف.
«—رغم أنك أخبرتني…»
لا، هو مَن تخلى عنهم، هاربًا بموته الأناني، تاركًا العالم خلفه بينما هو وحده يبدأ من جديد في عالم آخر.
كان هروبه الجبان قد أتى بثماره المريرة؛ ذلك هو جوهر ما خلق الجحيم الذي يتجاوز الجحيم نفسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
«—تأمل الحاضر المجهول.»
«لا وجود للسيدة إميليا ولا لسوبارو في هذا المكان.»
وكأن الهمس قرب أذنيه كان يخبره بلا مبالاة: «لن تتمكن من الفرار.»
«كاذب… كاذب، كاذب كاذب كاذب كاذب كاذب كاذب…!»
في لحظة، جُرِد وعيه مرة أخرى، وسقط في عالم أبيض نقي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما تردد الهمس للمرة الثالثة، تساءل عن السبب وراء شعوره بألفة مع هذا الصوت، ثم أدرك الحقيقة.
لكن سوبارو افتقد القدمين والذراعين والفم الذي يمكنه من فعل ذلك—
لم يكن هناك أدنى شك، الصوت الذي سمعه… كان صوته هو.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
《٩》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
كلاهما نوى الالتزام التام بكتابه، لكن دوافعهما ومنهجيتهما كانتا مختلفتين تمامًا.
كانت هناك فتاة. كانت جاثمة أمام جثة تهشَّمت جمجمتها تمامًا.
لم يتحمل الجسد السقوط من علو شاهق، فازدهر على الأرض كزهرة من الدم. ومن الشظايا المتناثرة بوحشية، بالكاد يمكن تمييز أن هذا الجسد كان ذات يوم فتى بشعر أسود.
استيقظ في ذعر.
«لماذا جاء سوبارو ليساعدني… ليكون هذا مصيره في النهاية؟ لماذا حدث هذا؟»
«…»
ومع ذلك، لم يخرج صوته من جسده عديم الحنجرة، ولم يستطع إدارة وجهه الخالي من العيون، ولا حتى حجب الصوت عن رأسه الخالي من الأذنين. كانت نهاية هذا العالم تُنقش في وعيه، ووجوده الآن ليس أكثر من مجرد إدراك.
لم يعد سوبارو يستغرب استيقاظه بوعيه وحده.
«إن كنت تريدني، سأكون دائمًا إلى جانبك، يا سوبارو.»
«سوبارو… سوبارو… أيها الكاذب… قلت إننا سنبقى معًا…»
مرة أخرى، انتُزع وعيه قسرًا؛ ومرة أخرى، عُرض عليه مشهد ما بعد موته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في تلك اللحظة، ذلك الصوت الهامس في أذنه أعاده إلى رشده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن عندما أدرك أن هذا التشوش مألوف لديه، كان من السهل أن يستعيد هدوءه.
الشيء الوحيد الذي لم يستطع سوبارو توقعه هو أي مشهد موت سيُجبر على مشاهدته هذه المرة—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«حتى اللحظة الأخيرة… كنت تقول أشياء لا معنى لها تمامًا…»
«اختفِ، أيتها المزيفة. لا تحاولي خداعي بوجه، وبصوت ريم التي أحبها!!»
ولكن—
أمام سوبارو الذي تهاوى حتى الموت، كانت هناك فتاة ذات شعر وردي تلفظ هذه الكلمات؛ رام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما استسلم الرجلان للواقع، بقيت إميليا جالسة خلفهما، تضم ركبتيها إلى صدرها وتبكي. خدودها غطتها آثار دموع جافة، لكنها لم تهتم بذلك وهي تواصل الحديث بصوت مرتعش:
— كان وجوده محصورًا في وعيه فقط، كأنه عقل عارٍ بلا جسد.
بدا مظهرها مضطربًا، وزيَّها ممزق في أماكن عدة. تعابير وجه رام، التي كانت عادةً تسعى إلى التزام الهدوء، حملت مزيجًا معقدًا من مشاعر لا تُطاق، إلى جانب غضب مشتعِل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يعكس تعبيرها الأسى على موت سوبارو بقدر ما كان غضبًا يكاد يكون غير محتمل تجاه تلك النهاية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هل كان هذا أيضًا وفقًا لتوقعاتك، يا سيدة بياتريس؟! هل لهذا السبب عرقلتِ طريق رام؟!»
بطريقة غير مألوفة منها، قذفت رام اتهامات متلاحقة قبل أن تقطع كلماتها فجأة.
كانت النتيجة واضحة. مات سوبارو هناك.
كانت عيناها الورديتان تتأملان جثة سوبارو وبياتريس الواقفة بجانبه. لم تعبأ رام بالأوساخ التي لوَّثت طرف تنورتها، وحدَّقت في الجسد المحطم قبل أن تنطق بكلمة واحدة:
«ري…م.»
لقد تجاهل كل شيء. نسي ما سيحدث بعد موته، وتناسى كل من حوله، واختار أن يموت بأنانية.
«لماذا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بتردد، انسكبت الكلمة بصوت مفعم بالحزن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
وجود رام بالقرب منها لم يترك أثرًا في بياتريس؛ فقد كان نظرها مثبتًا على سوبارو الميت وحده.
«—سوبارو؟»
كانت تلك القبلة أول قبلة بينه وبين إميليا في حياته… ولكن الموت كان قد حال بينهما.
تمكَّن سوبارو من رؤية قطرات شفافة تتساقط من زوايا عينيها الزرقاوين على وجنتيها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
كانت بياتريس… تبكي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ذلك التبادل الحميم ترك سوبارو على شفا البكاء، غير قادر على كبح دموعه مهما حاول.
ذلك المشهد غمر قلب سوبارو بإحساس عميق بالذنب، ألم لا يُحتمل وكأنه ابتلع رصاصًا مصهورًا.
مزَّق هذا الشعور حفرة في قلبه، وأشعل حرارة لا تطاق في أعماق عينيه الخفيتين. في تلك اللحظة تحديدًا، أراد أن يندفع نحو الفتاة، أن يهمس لها بكلمات مواساة. أراد أن يُوقف دموعها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا يمكنكِ أن تكوني هنا.»
لكن سوبارو افتقد القدمين والذراعين والفم الذي يمكنه من فعل ذلك—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«كنت أعلم… أنك لست ذلك الشخص… ولكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
وقد تلاشت كل تعابير وجهها، بدت بياتريس وكأنها شاردة، فيما استمرت قطرات الدموع في الانهمار.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—تأمل الحاضر المجهول.»
ربما كان المشهد مؤلمًا إلى حد جعل رام تتخلى عن استجواب بياتريس. أطلقت تنهيدة هادئة، ثم أمالت عينيها نحو جثة سوبارو بنظرة ملؤها السخرية، وهمست بصوت خافت وهي تتأمل مصيره البائس:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «روزوال، لن أصبح مثلك.»
«ما هذا الحب؟ حقًا، إنها قصة ميؤوس منها.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بكلمات متسارعة، وبرعب ينبع من أعماق جسده المرتعش، أقرَّ سوبارو بجرائمه.
《١٠》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—تأمَّل الحاضر المجهول.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《٣》
《١١》
«…»
كانت الأجواء مصبوغة بالبياض، وسيطر البرد الشديد على العالم حتى بدا وكأن سماء الليل ذاتها قد تتجمَّد.
«…»
فيما هبت الرياح، تصدعت الأشجار المتجمدة وتكسرت، ثم تحولت إلى غبار، إذ امتصت المانا التي تحفظ وجود الغابة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
انهمرت الدموع من عيني إميليا البنفسجيتين كنافورة مفتوحة، وانهارت وهي تصرخ بصوت حاد، وكأن خيانة مريرة انكشفت أمامها.
الأشجار والمباني والمخلوقات الحية، وحتى العالم ذاته، بدأت تتلاشى تدريجيًا نحو ذلك المصير الأبيض.
《٩》
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…هاه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما كان سوبارو يحاول بشدة التماسك، كان عاجزًا عن الرد. فقد استمرت نغمة ريم الحانية، وكأنها تحاول تفكيك قيود قلبه برفق، وإذابة مشاعره المتصلبة.
المشهد التالي الذي وقعت عليه عين سوبارو كان نهاية العالم بعينها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في تلك اللحظة، ذلك الصوت الهامس في أذنه أعاده إلى رشده.
في احتضان بارد وحنون للتدمير، غرق العالم ببطء نحو نهايته كما لو كان يخلد إلى النوم.
إذا سقط أي واحد منهم، ستصبح حياة سوبارو عالمًا باهتًا لا يطاق. وبالنسبة إلى سوبارو الجشع والأناني، كان هذا أمرًا لا يمكن احتماله.
ولكن—
التفَّ وشاح حول عنقها، طويلًا إلى حد أن نهايته بدت تلامس الأرض، متناغمًا مع ملابسها البيضاء ذات الأكمام التي غطتها حتى معصميها. من هذا، استنتج سوبارو أنها شديدة التحفظ في كشف بشرتها.
«—إذًا… لقد أتيت.»
لم يعرف ما الذي حدث. فقدانه للوعي جاء فجأة، ولم يلبث أن وجد نفسه مستيقظًا دون سابق إنذار.
صوت منخفض جعل الهواء يهتز وارتجفت الأجواء كأنها تردد أصداء الاعتراف بصدى مدوٍّ.
بدا مظهرها مضطربًا، وزيَّها ممزق في أماكن عدة. تعابير وجه رام، التي كانت عادةً تسعى إلى التزام الهدوء، حملت مزيجًا معقدًا من مشاعر لا تُطاق، إلى جانب غضب مشتعِل.
لم تجبه إميليا، بل وقفت مكانها بعينين متسعتين، تائهة بين مشاعر شتى لم تستطع التعبير عنها.
وفي اللحظة التالية، اهتزت الأرض وكأن زلزالًا ضربها، وانطلقت صدمة هائلة عبرها غيَّرت ملامح المشهد في طرفة عين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
اجتاحت الرياح العاتية الأشجار وأسقطتها كأنها أعمدة ثلج، وتحولت مساحة واسعة من الغابة إلى سهول جرداء مغطاة بالثلوج.
الجميع يعاني أكثر منه. الجميع يمر بألم أكبر. لماذا على الجميع أن يعاني هكذا؟
لم يكن هناك أدنى شك، الصوت الذي سمعه… كان صوته هو.
تم تسوية الغابة المتجمدة حتى لم يتبق سوى أرض مسطحة، وكان سبب هذا الدمار وحشًا رباعي الأرجل مكسوًا بفراء رمادي طويل، يُوحي بمظهره بأنه مخلوق شبيه بالسنوريات، لكنه هائل الحجم لدرجة اضطر سوبارو إلى رفع رأسه للنظر إليه.
«—آه.»
«…»
غير أن الأنياب في فم الوحش العملاق كانت مكسورة، وأنفاسه الثقيلة تنبض بإرهاق واضح. ورغم ذلك، كانت عيناه الذهبيتان اللامعتان، وهما الجزء الوحيد الذي بقي محتفظًا بقوة هائلة، تحدَّقان بثبات نحو الأمام.
«ما أشدَّ الأسى… حتى مع علمي بأن الأمر سينتهي هكذا، لا أستطيع تغيير النتيجة؟»
«—أستطيع أن أفهم إلى حد ما ما الذي حدث… وهذا يزيد الأسف عمقًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هل سمعتني حينما قلت لك استمعي—؟!!»
صوت منخفض جعل الهواء يهتز وارتجفت الأجواء كأنها تردد أصداء الاعتراف بصدى مدوٍّ.
فيما بدا صوت الوحش العملاق وكأنه يندب النهاية، جاءه صوت رقيق وجميل، متزن وسط عواصف الثلج.
«لأنني ضعيف.»
كان ذلك الركن من العالم المحتضر يحمل بدايات النهاية، لكن ذلك الصوت لم يفتقر للحياة. وقف صاحب الصوت، شاب ذو شعر أحمر مشتعل، بجسد مرفوع ووقفة منتصبة، يواجه الوحش العملاق.
وسط أصوات خطوات وئيدة على العشب، اقتربت شخصية ما من دائرة الفرسان التي أحاطت بالجثة. بخطوات مترنحة، تقدمت تلك الشخصية حتى وصلت إلى الفتى المسجَّى في مركزها.
حمل الشاب في عينيه، اللتين استحضرتا صفاء السماء الزرقاء، لمحة من الحزن الخافت وهو يحدق في الوحش.
«لا وجود للسيدة إميليا ولا لسوبارو في هذا المكان.»
فقدت قدرتها على الاعتماد على باك، تحمَّلت الضغوط المتزايدة من حولها، وغياب كلمات سوبارو المطمئنة دفع عقلها إلى حافة الانهيار.
«ليا تغطُّ في نوم أبدي. عالم بلا تلك الفتاة هو عالم لا أرغب في وجوده. لذا، ووفقًا للميثاق، سأجعل هذا العالم أرضًا متجمدة.»
لكن النتيجة الفعلية لاتباع روزوال للكتاب هي صنع الثلج الذي غطى الملجأ. كان المشهد الثلجي قد أثار الشكوك تجاه إميليا، وعزلتها تلك هي التي أدخلتها في دوامة من الألم النفسي.
ثم أضاف بصوت كئيب: «أنا وذلك الرجل نشترك في هذه الجريمة—».
مرة أخرى، انتُزع وعيه قسرًا؛ ومرة أخرى، عُرض عليه مشهد ما بعد موته.
«إذًا هذا هو سبب سعيك لتدمير هذا العالم؟»
《١٤》
صوت منخفض جعل الهواء يهتز وارتجفت الأجواء كأنها تردد أصداء الاعتراف بصدى مدوٍّ.
«كنت أعلم أنك ستحاول منعي. ولكن إن لم أفعل هذا، فلن يكون بالإمكان إنقاذ تلك الفتاة.»
مدَّ يده وهزَّ كتف الفتاة المستلقية برقة، ليعيدها إلى الواقع بلطف.
«هاه… هاه… ما-ما هذا…؟»
عندما أجاب الوحش بصوت هادر يملؤه الغضب، هزَّ الشاب رأسه قليلًا وأمسك بمقبض السيف المثبَّت على وركه. كان غمده الأبيض يحمل آثار مخالب محفورة عليه، دليلًا على أنه السيف الأسطوري الذي خلَّفه التنين منذ زمن بعيد؛ سيف التنين.
في ذلك العالم، ليس هناك سوى شخص واحد يستطيع سحب هذا السيف المتلألئ المتوهج واستخدامه: قديس السيف، راينهارد فان أستريا.
«أفهم ما يؤرقك، وأشعر بالأسى ذاته. ولكن لا أستطيع أن أسمح لك بأن تندفع بهذه المشاعر لتدمير كل شيء. عهدك هذا يجرح العالم نفسه، وهذا ما لا يمكنني غفرانه أبدًا.»
رفع راينهارد سيف التنين بثقة، موجَّهًا إياه نحو الوحش الهائل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أحبك يا سوبارو. لهذا السبب، كل شيء بخير.»
«لماذا؟»
«أفهم ما يؤرقك، وأشعر بالأسى ذاته. ولكن لا أستطيع أن أسمح لك بأن تندفع بهذه المشاعر لتدمير كل شيء. عهدك هذا يجرح العالم نفسه، وهذا ما لا يمكنني غفرانه أبدًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لأنه ليس عادلًا؟»
«نعم، لأنه ليس عادلًا. فالعدل هو معياري. وسيفي… وُجد لتصحيح الأخطاء. ولهذا السبب، سأقطعك هنا والآن، أيها الروح العظيمة.»
كان هناك فارق شاسع في الكتلة بين الوحش الكبير والشاب؛ بين باك وراينهارد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تحت تلك السماء الزرقاء الصافية، كانت تلك الكلمات هي ما همست بها ريم لناتسكي سوبارو عندما سُحق تحت وطأة اليأس.
ومع ذلك، حتى سوبارو أدرك من النظرة الأولى مَن منهما يمتلك القوة القتالية الأعظم.
—سأحمي إميليا وأُنقذ الجميع. حتى لو كلف ثمن ذلك حياتي.
لم يكن حتى باك، بقوته الحقيقية المطلقة، قادرًا على زعزعة الهدوء الذي ارتسم على وجه راينهارد. بضربة واحدة من سيف التنين، كان بإمكان قديس السيف أن يشطر هذه الروح إلى نصفين.
«لكن… ما رأيته ليس وهمًا أو شيئًا قريبًا من ذلك…»
كانت الروح الجبارة التي تدفقت من السيف تنتشر في الأرجاء بشكل لا لبس فيه، معلنة عن عظمة قوته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إن لم تتحرك، أعدك بصدق أنك لن تعاني.»
«تتخلَّى عن كل شيء آخر؟ هراء. لا مجال لذلك.»
«هذا ما لا أستطيع فعله. سأكافح في سبيل عهدي حتى تلفظ حياتي أنفاسها الأخيرة… طالما بقيت على قيد الحياة.»
اهتز سيف التنين وأطلق هالة مرعبة، حتى بدا الهواء المتجمد وكأنه يتصدَّع ويصرخ طلبًا للرحمة.
الشيء الوحيد الذي لم يستطع سوبارو توقعه هو أي مشهد موت سيُجبر على مشاهدته هذه المرة—
أمام هذه القوة الهائلة، نهض الوحش الكبير على قوائمه الأمامية، مُجبرًا جسده على الوقوف، عاضًا على أنيابه.
«كم مرة… جعلتكِ تموتين؟ كم مرة… عليَّ أن أقتلكِ؟»
«…»
استعد كلاهما لضربة واحدة، تلك الضربة الحاسمة الأخيرة، رغم أن النتيجة كانت واضحة سلفًا—
«إن كنت تريدني، سأكون دائمًا إلى جانبك، يا سوبارو.»
«…»
«عليَّ أن أمنعك من إلحاق أي أذى آخر. إن كان لا بد أن تكره أحدًا، فلتكرهني أنا.»
إلى متى سيظل ضعف ناتسكي سوبارو يطارده بلا رحمة؟
《١٧》
«أنا لا أكنُّ لك أي ضغينة يا راينهارد. أنت… أنت بطل. وللبطل دور واحد فقط يؤديه. لا ألومك، ولا أكنُّ لك أي كراهية لأنك اخترت أن تتصالح مع هذا الواقع.»
تمكَّن سوبارو من رؤية قطرات شفافة تتساقط من زوايا عينيها الزرقاوين على وجنتيها.
كان الدم الذي فقده سوبارو كثيرًا جدًا. وكان المحارب العجوز، الذي شهد الكثير من الموت في حياته، يعلم في أعماقه أن روح سوبارو لم تعد حاضرة. ومع ذلك، لم يتوقف عن محاولاته المحمومة لإعادته إلى الحياة.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنت بطل يا راينهارد وهذا كل مايمكنك ان تكونه.»
تركت كلماته الطرف الآخر عاجزًا عن الرد، فأطالت الفتاة النظر للحظة، ثم خفضت رأسها بهدوء، ووقفت بصمت—
«…»
في تلك الكلمات وحدها، عند النهاية الحتمية، ظهرت كراهية خالصة، منفصلة تمامًا عن الغضب أو الندم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عاد بصره إلى عينه اليسرى، مستعيدًا رؤيته الكاملة. شعر بالراحة لذلك، غير أن خوفًا ثقيلًا تملكه؛ خوف من أن تشهد هذه العين الجحيم مرة أخرى، وإحساسًا بالحصار وكأن الجرح الذي لم يعد موجودًا لا يزال يؤلمه.
في اللحظة التالية، رفع راينهارد سيف التنين فوق رأسه، واندلعت ومضة ضوء واحد؛ شقَّت السماء، وامتدت الشقوق عبر الهواء نفسه، وتفتتت الأرض، ودوَّمت المانا في دوامة عاتية، وعلى طول قوس ضربته… انزلق العالم.
«…»
وفي تلك اللحظة، وجد وعي سوبارو المجرد نفسه على شفا الانهيار، لرؤيته ذلك المحارب المخضرم وقد أصيب بصدمة عميقة من منظر جثة سوبارو أمامه.
لم يكن يمتلك جسدًا ليدير رأسه بعيدًا، وليس بوسعه حتى أن يغلق عينيه.
ومع استقرار تلك الضربة العارمة، استعاد الهواء البارد الذي غطَّى العالم صفاءه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com استحضار تلك القبلة في لحظته الأخيرة كان بمثابة تأكيد جديد على إحساسه بالخطر وهو يرى إميليا تنهار نفسيًا وتصبح معتمدة كليًا عليه، هاربة من واقعها المتدهور.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم. أنا ريم الخاصة بسوبارو.»
أصلح العالم انزلاقه، وعادت الأجزاء التي تحوَّلت إلى دوامات من المانا إلى هيئتها الصحيحة، وتبرعمت الأزهار من الأرض المحطمة، وانتشر السلام في الهواء المتصدِّع. وأخذت أشعة شمس متألقة تنهمر من السماء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت ضربة قديس السيف قد أنهت العالم وأعادت إصلاحه في آنٍ واحد—
في تلك الكلمات وحدها، عند النهاية الحتمية، ظهرت كراهية خالصة، منفصلة تمامًا عن الغضب أو الندم.
أما الوحش الهائل الذي غمرته تلك الضربة… فقد تلاشى من الوجود بلا أثر. لم يبقَ أي دليل يشير إلى الدمار، وكأن المعركة ذاتها لم تكن سوى حلم عابر.
حين تمتمت كارميلا بهذه الكلمات المتكسرة، أدرك سوبارو ما كان يثير غضبه منها.
بصوت خافت، أعاد راينهارد سيف التنين إلى غمده الأبيض مرة أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لماذا…؟! لماذا، سيد سوبارو…؟! كيف فعلت هذا بهذه السهولة…!»
«ليس هناك سبب يجعلك تتحمل كل شيء وحدك يا سوبارو. دعها لريم. الآن… استرح. لا بأس أن تنام. وبعد ذلك…»
وفيما كانت نسمة عابرة تحرُّك خصلات شعره الأحمر، ضيَّق عينيه وهو يتأمل ضوء الشمس، ورفع وجهه نحو السماء. تشدَّدت شفتاه قليلًا، ومع زفيره، همس بصوت بالكاد يُسمع—
غمزت إيكيدنا وهي تتحدث.
«—لابد أن السيدة فيلت… ستحزن.»
أغمض قديس السيف عينيه بهمسة أخيرة.
«ما—؟!»
«…»
《١٢》
«نوعًا ما… لكن غير صحيح… أظن. إيكيدنا تراقب المحاكمة، والمحاكمة دائمًا… تبدو كأنها حلم، لذلك… نعم.»
«—تأمل الحاضر المجهول.»
«نعم، أنا ريم. خادمة سوبارو المخلصة والمتفانية في كل شيء.»
《١٣》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لن يُظهر ذلك لأي شخص آخر، لا لإميليا، ولا حتى لبياتريس.
تكرر الصوت، متحولًا من كلمات بالكاد مسموعة إلى نبرة تفيض بالدموع.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
《١٤》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان مشوش العواطف، وروحه الحائرة تبحث عن شخص يمدُّ له يد العون، وريم التي تفهم كل شيء عن سوبارو، كانت تنقذه مرة أخرى.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《١٥》
ذلك التبادل الحميم ترك سوبارو على شفا البكاء، غير قادر على كبح دموعه مهما حاول.
وبذلك، لن تعرف إميليا أبدًا سبب تفانيه من أجلها.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
《١٦》
فقط أمام ريم، التي عرفت ضعفه، لكنها آمنت بأنه سيتجاوز ذلك ليصبح قويًا، كان سوبارو على استعداد لأن يكشف عن هشاشته، بلا تردد أو إخفاء.
كانت هناك فتاة. كانت جاثمة أمام جثة تهشَّمت جمجمتها تمامًا.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
《١٧》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قال سوبارو بحدة: «سأُريك ضعفي. سأريك عيوبي. وسأريك أيضًا كم أنا شخص حقير لا يُرجى إصلاحه. لكن الشيء الوحيد الذي لن أريك إياه هو أنني أستسلم.»
«—تأمل الحاضر المجهول.»
«…»
《١٨》
نحَّى حيرته جانبًا، وقاوم شعور السكر الذي راوده، وركَّز بجدية على استيعاب ما يحدث. في عمق تلك الأفكار، كان يبحث عن إجابة: أين هو الآن؟ وماذا يفعل هنا؟
«—تأمل الحاضر المجهول.»
《١٩》
لقد تجاهل كل شيء. نسي ما سيحدث بعد موته، وتناسى كل من حوله، واختار أن يموت بأنانية.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
مع تصاعد هذا التفكير في ذهنه، رفع سوبارو وجهه بينما كان يجثو على يديه وركبتيه. نظر مباشرة إلى مَن كانت جالسة أمامه، تلك التي تسببت في كل ما حدث.
«آنسة إميليا، من فضلك، امسحي وجهه… وجه سوبارو».
《٢٠》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—هو قد تأمل الحاضر المجهول.
وبينما عُرضت أمامه عوالم منتهية، الواحد تلو الآخر، لم يكن بوسع سوبارو إلا أن يستلقي على الأرض بلا حراك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن رؤيته لم تكن جيدة بما يكفي للعثور على ذلك الباب. ومع ذلك، كان واثقًا من الكلمات التي نطقتها الساحرة…
لم يعرف في تلك اللحظة أين يوجد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتخذت كلمات إميليا التي كانت مليئة باللوم نغمة أشبه بلعنة، وكأنها نطقت بها بمرارة عميقة. سحبها ويلهيلم بلطف بعيدًا عن جسد سوبارو، وهي لا تزال تتشبث به، ثم ترنحت وسقطت على الأرض. لكنه لم يكن معنيًا بسقوطها، فقد ركز كل انتباهه على محاولة إنقاذ سوبارو.
هل كان في الواقع؟ أم في الحلم؟ هل كان محض وعي مجرد؟ هل يمتلك جسدًا؟
بعد كل تلك الكوابيس المتكررة… هل يصح حتى تسميتها كوابيس؟ أم هي جريمته التي يتوجب عليه تقبُّلها؟
«—تأمل الحاضر المجهول.»
هل كانت مجرد أوهام احتمالية؟ أم أنه شهد فعلًا جحيمًا يتجاوز أي جحيم؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وربما خُلِقت عوالم مريحة من ذكرياته؟ ولكن كيف وصلت إليها معلومات بعد وفاته، وهي أمور لم يكن يعلمها؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—تأمل الحاضر المجهول.»
أكانت حقًا عوالم زائفة وُلدت من الهواجس؟ أم أن واقعه كان يلتهمه واقع آخر؟
«كنت أعلم… أنك لست ذلك الشخص… ولكن…»
مهما يكن الجواب، فقد تلقى سوبارو ضربة هائلة على نفسيته؛ ضربة منعته من مواجهة ما حدث، من النهوض، أو حتى رفع رأسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ولهذا—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—أستطيع أن أفهم إلى حد ما ما الذي حدث… وهذا يزيد الأسف عمقًا.»
«—آه، هل تستطيع الوقوف بعد كل هذا يا سوبارو؟»
أراد أن يُسكتها بالقوة، تلك الفم المرتجفة التي تواصل بثَّ الكلمات الباكية، وأن يصبَّ غضبه عليها حتى تفهم ما فعلته—
سمع صوتًا بجواره، صوتًا ناعمًا يحاول بلطف أن ينقذه من شتات روحه المنهكة.
«…»
بدت تلك نبرة جميلة، تنتمي لشخص عزيز على قلبه.
«—آه…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شعر بقطرة دافئة من دموع لا ينبغي لها أن تسيل، تنحدر على وجنته.
كم مضى من الوقت منذ أن سمع تلك النبرة تدوي في أذنيه؟
من حيث الأيام الفعلية، لم يكن غيابها طويلًا. بالكاد مرَّ أسبوع على رؤيتها من قبل معارفها وأهلها.
ومع ذلك، لم يشعر سوبارو بذلك. بدا له أن الفراق امتد لدهور.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما كان سوبارو يحاول بشدة التماسك، كان عاجزًا عن الرد. فقد استمرت نغمة ريم الحانية، وكأنها تحاول تفكيك قيود قلبه برفق، وإذابة مشاعره المتصلبة.
بالنسبة لسوبارو، الذي عاد مرارًا عبر الموت، لم يكن للزمن المادي أي معنى. ما كان يهم هو اللحظات التي خَبِرَها قلبه وروحه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان مشوش العواطف، وروحه الحائرة تبحث عن شخص يمدُّ له يد العون، وريم التي تفهم كل شيء عن سوبارو، كانت تنقذه مرة أخرى.
في تلك الكلمات وحدها، عند النهاية الحتمية، ظهرت كراهية خالصة، منفصلة تمامًا عن الغضب أو الندم.
وبالنسبة له، مرت حقبة طويلة منذ أن أنصتت روحه لصوتها مرة أخرى.
ومع ذلك، عرف سوبارو فورًا، وعلى نحو غريزي—
«سوبارو، هل أنت بخير؟»
ومع استقرار تلك الضربة العارمة، استعاد الهواء البارد الذي غطَّى العالم صفاءه.
همس الصوت برفق، مطمئنًا، مفعمًا بالحب.
لم يرغب سوبارو في أن يشبهه ولو قليلًا، لكن كان من الواضح أن روزوال يلتزم بكلماته، حتى لو تطلب الأمر التضحية بحياته.
غمر هذا النداء قلب سوبارو الجاف بحنان عائلي وشغف حقيقي، كأنما يطفئ عطشه العاطفي.
امتلأت تلك الجرة الفارغة في أعماق قلبه، التي كانت تغرق في الفراغ، بالدفء.
ما الهدف الذي يدفع روزوال إلى اللجوء إلى هذه التطرفات؟
«كنت أعلم… أنك لست ذلك الشخص… ولكن…»
كل ما تطلَّب الأمر كان جملة واحدة؛ كم من القوة منحته تلك الكلمات؟
كم مضى من الوقت منذ أن سمع تلك النبرة تدوي في أذنيه؟
«معاملة خشنة، لكن على الأقل أعادتك إلى وعيك. —سلطة ”العروسه عديمة الوجه“ من كارميلا تجعل ضحاياها ينسون كيفية التنفس، وفي النهاية، تجعل قلوبهم تنسى كيف تنبض.»
«—هذا… كذب.»
«لا، ليس كذبًا.»
نعم، كان قد قالها بالفعل. أخيرًا تمكَّن من البوح بتلك الكلمات التي طالما أراد قولها.
«لا يمكنكِ أن تكوني هنا.»
بدا مظهرها مضطربًا، وزيَّها ممزق في أماكن عدة. تعابير وجه رام، التي كانت عادةً تسعى إلى التزام الهدوء، حملت مزيجًا معقدًا من مشاعر لا تُطاق، إلى جانب غضب مشتعِل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إن كنت تريدني، سأكون دائمًا إلى جانبك، يا سوبارو.»
نعم، يوجد. الصرخة التي أطلقها هذه المرة، طلبًا للخلاص من تلك النهاية المسدودة، كانت تضاهي صرخته السابقة.
حتى لو استعادت توازنها مؤقتًا بعد خروجها من القبر، فإن الحديث الليلي والرسالة انقلبا ضدها.
«كأنما، حين أفكر بأشد اللحظات، وأتمنى أن يتدخل أحدهم… وكأنكِ ستكونين دائمًا موجودة… الأمور لا تسير بهذه السهولة…»
بالنسبة لسوبارو، الذي عاد مرارًا عبر الموت، لم يكن للزمن المادي أي معنى. ما كان يهم هو اللحظات التي خَبِرَها قلبه وروحه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ليس الأمر… أنه لم يفكر في هذا من قبل.
«لأنني دائمًا أفكر… أريد أن أكون أكثر النساء ملاءمة لسوبارو.»
ما هذا الذي يُجبر على رؤيته؟
«لا بأس، لا بأس يا سوبارو.»
بصوت مختنق، وبأنين ضعيف ومتهالك، تهاوى سوبارو تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ومع ذلك، حتى في تلك اللحظة التي تجلَّت فيها هشاشته على نحو مكشوف، لم يتسلل أدنى احتقار من صوتها. لم تفقد إيمانها به أبدًا.
وضع يده على فمه، ليشعر بتشنج أعضائه الداخلية دفعة واحدة عند استعادة المشهد الذي طُبع في أعماق ذهنه.
لأنها كانت تعرف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت تعرف أن سوبارو ضعيف، عاجز، هش لدرجة تجعله بحاجة إلى التعلق بشيء ما ليتمكن من المضي قدمًا. كان مترددًا، فاقد الثقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكنها كانت الفتاة التي، رغم معرفتها بضعفه، قالت له ذات يوم: «أنا أحبك.»
«—ريم.»
حتى وعيه المتباطئ أدرك ما كانت تنوي فعله. تساءل عمَّا إذا كان من الصواب أن يسمح لها بذلك، أن يترك نفسه يغرق ويتلاشى ويندثر في أحضانها…
وضع يده على فمه، ليشعر بتشنج أعضائه الداخلية دفعة واحدة عند استعادة المشهد الذي طُبع في أعماق ذهنه.
«نعم. أنا ريم الخاصة بسوبارو.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لماذا… أنتِ…؟»
فيما بدا صوت الوحش العملاق وكأنه يندب النهاية، جاءه صوت رقيق وجميل، متزن وسط عواصف الثلج.
رفع سوبارو رأسه. ومن خلال الرؤية المغبشة بدموعه، تسرَّبت ألوان الزرقة إلى بصره. مسح عينيه بعنف بكم ملابسه المتسخة، ليكشف بوضوح عن المشهد الذي كان يتوق إليه بشدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت عيناها الورديتان تتأملان جثة سوبارو وبياتريس الواقفة بجانبه. لم تعبأ رام بالأوساخ التي لوَّثت طرف تنورتها، وحدَّقت في الجسد المحطم قبل أن تنطق بكلمة واحدة:
تركت كلماته الطرف الآخر عاجزًا عن الرد، فأطالت الفتاة النظر للحظة، ثم خفضت رأسها بهدوء، ووقفت بصمت—
أمام عينيه… وقفت ريم، التي لطالما اشتاق إليها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com احترم سوبارو إحساسها بالمسؤولية ونبل عزمها، لكنه علم يقينًا أنها ستفشل.
«…»
«ريييم…»
حين تمتمت كارميلا بهذه الكلمات المتكسرة، أدرك سوبارو ما كان يثير غضبه منها.
«نعم، أنا ريم. خادمة سوبارو المخلصة والمتفانية في كل شيء.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان مشوش العواطف، وروحه الحائرة تبحث عن شخص يمدُّ له يد العون، وريم التي تفهم كل شيء عن سوبارو، كانت تنقذه مرة أخرى.
«لماذا… أنتِ…؟»
لم يستطع سوبارو تقبُّل المشهد الذي كان يتكشف أمام عينيه، فصرخ صرخة مشوشة لا معنى لها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بإمالة طفيفة لرأسها، أبدت ريم لمسة مرحة أربكت سوبارو. وقبل أن يتمكن من قول شيء، شعر بشيء ثقيل يتساقط من صدره. هدأ تنفُّسه، واختفت تلك النبرة التشاؤمية التي كانت تسكن داخله.
كل ما تطلَّب الأمر كان جملة واحدة؛ كم من القوة منحته تلك الكلمات؟
كان مذهولًا من السهولة -نعم، السهولة البالغة- التي أُعتق بها من قيوده بمجرد ابتسامة فتاة.
«ريم… أنتِ رائعة…»
«شكرًا جزيلًا. وأنت أيضًا رائع، سوبارو.»
«سـ-سوبارو، ماذا تقصد…؟ مَن؟ هذا أنا…!»
تلك الكلمات المبتسمة، بلهجتها التي بدت غير متزامنة ولكن متناغمة تمامًا، كانت مألوفة جدًا؛ وكأن كل شيء عاد كما كان.
بصوت مختنق، وبأنين ضعيف ومتهالك، تهاوى سوبارو تمامًا.
ذلك التبادل الحميم ترك سوبارو على شفا البكاء، غير قادر على كبح دموعه مهما حاول.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بينما ما زال مستلقيًا على الأرض، اقتربت ريم وجثت أمامه، وعيناها تفيض بالحنان.
كان مذهولًا من السهولة -نعم، السهولة البالغة- التي أُعتق بها من قيوده بمجرد ابتسامة فتاة.
«كاذب… كاذب، كاذب كاذب كاذب كاذب كاذب كاذب…!»
«هل أنت بخير؟ هل تشعر بالتعب؟»
صاح ويلهيلم بينما كان يضغط بجنون على الجرح، في حين اهتز صوت فيلكس غضبًا وهو يستخدم أحنَّ أنواع السحر في العالم.
«لا أدري… هل أنا متعب…؟ مع أنني… لم أنجز شيئًا بعد…»
لم يُنجز شيئًا. لم يفعل شيئًا. لم يكن يملك الحق في الشعور بالتعب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ما لا أستطيع فعله. سأكافح في سبيل عهدي حتى تلفظ حياتي أنفاسها الأخيرة… طالما بقيت على قيد الحياة.»
الجميع يعاني أكثر منه. الجميع يمر بألم أكبر. لماذا على الجميع أن يعاني هكذا؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان مشوش العواطف، وروحه الحائرة تبحث عن شخص يمدُّ له يد العون، وريم التي تفهم كل شيء عن سوبارو، كانت تنقذه مرة أخرى.
الجواب كان واضحًا…
«لأنني ضعيف.»
«…»
وفجأة، وكأن أحدهم أطفأ الأنوار، انطفأ العالم الذي كان يشاهده واختفى تمامًا.
«لأنني لا أملك القوة الكافية.»
«…»
في احتضان بارد وحنون للتدمير، غرق العالم ببطء نحو نهايته كما لو كان يخلد إلى النوم.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان هناك كثيرون لا يمكن إنقاذهم إلا إذا أنقذهم سوبارو. وكثيرون كانت نهاياتهم المفجعة تنتظرهم. حتى ريم… كان يجب على سوبارو إنقاذها.
«لو كنتُ أقوى… لو كنتُ أذكى… لو كنتُ رجلًا يستطيع فعل المزيد… لما اضطر أحد إلى المعاناة، أو الحزن، أو المرور بتلك الأوقات الصعبة…»
«هل أنت بخير؟ هل تشعر بالتعب؟»
وربما خُلِقت عوالم مريحة من ذكرياته؟ ولكن كيف وصلت إليها معلومات بعد وفاته، وهي أمور لم يكن يعلمها؟
كان من الأفضل لو امتلك سوبارو القوة الكافية لحمل كل شيء على عاتقه وحده.
حزن إميليا، وحدة بياتريس، المصائب التي حلت ببِيترا وفريدريكا، تهديد الأرنب العظيم، وغارفيل الذي كان يحمي بشدة شيئًا ما… كان يجب أن يتمكن من فعل… شيء.
《٩》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كل شيء، كل ما حدث، كان خطأ سوبارو وحده.
— كان وجوده محصورًا في وعيه فقط، كأنه عقل عارٍ بلا جسد.
«كاذب! كاذب! سوبارو… أنت كاذب! كاذب—!!»
ولهذا السبب، كان عليه أن يدفع ثمن ضعفه بانتقاص عمره. —هكذا اعتقد… ومع ذلك…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ولكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعر سوبارو بدمه يتجمد في عروقه بينما اهتز جسده من الهلع.
«هل أنقذتُ… أحدًا…؟»
«أسألكِ، مَن أنتِ؟»
«مَن أنتِ؟»
«سوبارو.»
فإذا كانت العوالم التي تركها خلفه تواصلت بعد موته، فإن كل ما فعله سوبارو سينهار في داخله.
«إذا كانت تلك العوالم قد استمرت بعد موتي… كم مرة تركت الجميع ليموتوا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وجد نفسه وعيًا منفردًا في فضاء لا متناهٍ، قادرًا فقط على الرؤية من مكان مرتفع وكأنه يُشرف على العالم من الأعلى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أن تقفي أمامي وأنتِ تبدين كأنكِ ريم! هل هذه هي قدرتكِ؟!»
«سوبارو.»
حمل الشاب في عينيه، اللتين استحضرتا صفاء السماء الزرقاء، لمحة من الحزن الخافت وهو يحدق في الوحش.
«كم مرة… جعلتكِ تموتين؟ كم مرة… عليَّ أن أقتلكِ؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بكلمات متسارعة، وبرعب ينبع من أعماق جسده المرتعش، أقرَّ سوبارو بجرائمه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أراد أن يُخرج كل شيء، أن يكشف عن كل ما يثقل قلبه في تلك اللحظة. قبل أن يستنزف عقله بالكامل، احتاج إلى شخص بجانبه… شخص يستحق أن يحكم على خطاياه.
في الواقع، حين وقعت عيناه عليها، خفضت الفتاة رأسها وكأنها تخشى نظرات الرجال.
أراد أن يُخرج كل شيء، أن يكشف عن كل ما يثقل قلبه في تلك اللحظة. قبل أن يستنزف عقله بالكامل، احتاج إلى شخص بجانبه… شخص يستحق أن يحكم على خطاياه.
لقد قرر في قلبه ألَّا يخطئ بعد الآن، ومع ذلك، كان يسير في طريق خاطئ منذ أول خطوة. أراد لذلك الأحمق الذي لا أمل في خلاصه أن يُعاقب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com همس يوليوس بهذه الكلمات المؤلمة، ثم صرف نظره عن وجه سوبارو الميت.
«—سوبارو.»
شعر بقطرة دافئة من دموع لا ينبغي لها أن تسيل، تنحدر على وجنته.
«—آه.»
ذلك التبادل الحميم ترك سوبارو على شفا البكاء، غير قادر على كبح دموعه مهما حاول.
—ومع ذلك، فإن سوبارو، الذي كان يتوق إلى العقاب، لم يُمنح سوى عناقٍ لطيف يعجُّ بالغفران.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ري…م.»
«—آه…»
«—!! استمعي إليَّ!!»
«لا بأس، لا بأس يا سوبارو.»
يلهث بصعوبة، وجبينه غارق في العرق، اتجه مباشرة نحو قبر الساحرة المضاء بنور القمر؛ هناك تكمن المفاتيح التي قد تساعده في التعامل مع الوضع الراهن، وحتى إن لم يكن كذلك، فثمة حليفة تنتظره هناك، يمكنه معها حل بعض من مشكلاته التي تؤرقه.
«ما الذي… لا بأس به؟ لا يمكن أن…!»
«—أوو».
لم يُنجز سوبارو شيئًا. ولا حتى أمرًا واحدًا.
كان هناك كثيرون لا يمكن إنقاذهم إلا إذا أنقذهم سوبارو. وكثيرون كانت نهاياتهم المفجعة تنتظرهم. حتى ريم… كان يجب على سوبارو إنقاذها.
عندما أجاب الوحش بصوت هادر يملؤه الغضب، هزَّ الشاب رأسه قليلًا وأمسك بمقبض السيف المثبَّت على وركه. كان غمده الأبيض يحمل آثار مخالب محفورة عليه، دليلًا على أنه السيف الأسطوري الذي خلَّفه التنين منذ زمن بعيد؛ سيف التنين.
كانت هي وحدها من يحق لها لوم ناتسكي سوبارو -ذلك الأحمق الضعيف غير الكافي- على فشله.
«اختفِ، أيتها المزيفة. لا تحاولي خداعي بوجه، وبصوت ريم التي أحبها!!»
«أنتِ… كان يجب أن تكوني…!»
لقد أنهكته الأزمات حتى لم يعد يعلم الطريق الذي يسلكه، ولا الاتجاه الذي يتوجه إليه. لذلك، فكر في الاستسلام؛ أن يتخلى عن كل شيء—
«—آه…»
«—أحبك.»
سقط وعيه في هوة مظلمة، ثم تلاشى بسرعة.
بمجرد أن لامست جبينها جبينه، همست بحبها بهدوء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
الجميع يعاني أكثر منه. الجميع يمر بألم أكبر. لماذا على الجميع أن يعاني هكذا؟
ومع ذلك، عرف سوبارو فورًا، وعلى نحو غريزي—
أُغلقت كلماته تمامًا. لم يتمكن من قول… شيء.
استمر بالتدحرج، حتى شعر بدوار وأذنيه تؤلمانه، بينما احتكَّ رأسه بالأرض الخشنة وكأنه يحاول الهرب من العاصفة التي اجتاحت أحشاءه. أراد، ولو بقدر بسيط، أن يقلل فرصة التفكير الواعي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com واصلت إميليا نحيبها، تنادي اسم سوبارو مرة بعد مرة، بصوت متهدج يملأه الحزن.
من تلك المسافة القريبة، كانت عيناها الزرقاوان الفاتحتان، المملوءتان بحب خالص، تحاولان إغراق سوبارو بلطفها.
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com دفع نفسه الجريحة، وبكى بصوتٍ عالٍ على موت سوبارو، فيما ارتسمت على وجهه ملامح ندمٍ ثقيل. حوله، وقف الفرسان المسنون الذين قاتلوا إلى جانب سوبارو، وقد ارتسمت على وجوههم ذات تعابير الألم الصامت.
«أحبك يا سوبارو. لهذا السبب، كل شيء بخير.»
«هذا… ليس جوابًا…»
إذا كان ما شاهده للتو هو المحاكمة الثاني، فإن ذلك كان أسوأ سيناريو يمكن تخيله لسوبارو.
«بلى، هو كذلك. لماذا ريم هنا؟ لماذا تغفر لسوبارو؟ لماذا تحتضنه؟ لأن ذلك هو الجواب على كل شيء.»
«لو كنتُ أقوى… لو كنتُ أذكى… لو كنتُ رجلًا يستطيع فعل المزيد… لما اضطر أحد إلى المعاناة، أو الحزن، أو المرور بتلك الأوقات الصعبة…»
بذراعين قويتين، احتضنت ريم، بابتسامة ساحرة، سوبارو بإحكام، حتى استطاع أن يشعر بأنفاسها القريبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يتمكن من الحركة. لم يستطع حتى أن يرتعش. كانت ذراعا ريم قويتين، قويتين إلى حد جعله عاجزًا تمامًا.
ببطء شديد، رفعت يدها المرتعشة ولمست وجه سوبارو. دون اكتراث بما قد تلطَّخ من كفها، أخذت تمسح براحتيها العرق اليابس وآثار الدم الخفيف الذي خرج من فمه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لقد مررت بأوقات صعبة حقًا، أليس كذلك يا سوبارو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
ومع ذلك، عرف سوبارو فورًا، وعلى نحو غريزي—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
«أن يتحمل شخص واحد كل هذا الألم… لا بد أنه كان صعبًا عليك.»
«—أرو».
«…»
ومع ذلك، عرف سوبارو فورًا، وعلى نحو غريزي—
«لا بأس. لم يعد عليك أن تمرَّ بالأشياء الحزينة وحدك بعد الآن.»
بذراعين قويتين، احتضنت ريم، بابتسامة ساحرة، سوبارو بإحكام، حتى استطاع أن يشعر بأنفاسها القريبة.
بينما كان سوبارو يحاول بشدة التماسك، كان عاجزًا عن الرد. فقد استمرت نغمة ريم الحانية، وكأنها تحاول تفكيك قيود قلبه برفق، وإذابة مشاعره المتصلبة.
كان الأهم بينها هو الرجل الذي عرف بسر عودة سوبارو بعد الموت؛ روزوال إل ميزرس. وجب على سوبارو أن يدرس موقفه ويحدد أفضل طريقة لمواجهة مخططاته.
«ريم ستتحمل كل مشاعر سوبارو بدلًا منه.»
غمر الغضب رؤيته، وأراد أن يجعل الفتاة الواقفة أمامه تدفع الثمن. الشعور بالغضب كان يحرق صدره كأنه نار مشتعلة، وصوته الخشن خرج من رئتيه المحترقتين من شدة الانفعال. ضاق ذرعًا بها.
«…»
«إن كنت تريدني، سأكون دائمًا إلى جانبك، يا سوبارو.»
«ليس هناك سبب يجعلك تتحمل كل شيء وحدك يا سوبارو. دعها لريم. الآن… استرح. لا بأس أن تنام. وبعد ذلك…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…أنا… أ… أنا…»
فقدت قدرتها على الاعتماد على باك، تحمَّلت الضغوط المتزايدة من حولها، وغياب كلمات سوبارو المطمئنة دفع عقلها إلى حافة الانهيار.
«أرني سوبارو الذي تحبه ريم بشدة مرة أخرى.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ولكن…»
وضعت ريم يدها على جبين سوبارو، ونظرت مباشرة في عينيه السوداوين من مسافة قريبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تردد للحظة، ثم بدأت ملامح وجهها تقترب ببطء.
بالنسبة إلى سوبارو، الذي عاد بالزمن مرارًا ليعيد صياغة المصير مقابل حياته، كان العالم الذي مات فيه مجرد نقطة عبور نحو مستقبل أمل أن يصنعه.
حتى وعيه المتباطئ أدرك ما كانت تنوي فعله. تساءل عمَّا إذا كان من الصواب أن يسمح لها بذلك، أن يترك نفسه يغرق ويتلاشى ويندثر في أحضانها…
أخذ نفسًا عميقًا وطويلًا، محاولًا تهدئة أفكاره المضطربة وقلبه الخافق. لكن ما صدمه هو أنه لم يشعر بفمه، ولا بحنجرته، ولا حتى برئتَيه، اللازمة لأخذ هذا النفس.
سواء كان ذلك صوابًا أم لا، ريم ستغفر له، أليس كذلك؟
كان مشوش العواطف، وروحه الحائرة تبحث عن شخص يمدُّ له يد العون، وريم التي تفهم كل شيء عن سوبارو، كانت تنقذه مرة أخرى.
لسوبارو العاجز، الهش، والجاهل، كانت ريم تمنحه قوتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إذا كان التمسك بهذا العطف، الاحتماء به، والاعتماد عليه هو ما سيقوده إلى الإجابة الصحيحة، فـ…
«ظننتُ أنكِ ستستمعين إلى ضعفي، وستجعلينني أخرج كل كلماتي الدامعة، حتى أفرغ من كل شيء…»
لقد أنهكته الأزمات حتى لم يعد يعلم الطريق الذي يسلكه، ولا الاتجاه الذي يتوجه إليه. لذلك، فكر في الاستسلام؛ أن يتخلى عن كل شيء—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أكانت حقًا عوالم زائفة وُلدت من الهواجس؟ أم أن واقعه كان يلتهمه واقع آخر؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فإظهار ضعفه بكل ما أوتي من قوة هو كل ما استطاع ناتسكي سوبارو العاجز والجاهل أن يفعله.
«من السهل الاستسلام.»
«ولكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—ذلك لا يليق بك يا سوبارو.»
«يا عم ويل، لماذا تصرخ هكذا…؟ إيه؟»
سمع صوتًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«التنكر بهيئة الآخرين يبدو أمرًا بسيطًا مقارنةً بقدرات الساحرات الأخريات.»
«—سوبارو؟»
«تتخلَّى عن كل شيء آخر؟ هراء. لا مجال لذلك.»
نعم، كان قد قالها بالفعل. أخيرًا تمكَّن من البوح بتلك الكلمات التي طالما أراد قولها.
سمع صوت ريم يأتي من الأمام، وكأنها تسأله باستغراب.
يلهث بصعوبة، وجبينه غارق في العرق، اتجه مباشرة نحو قبر الساحرة المضاء بنور القمر؛ هناك تكمن المفاتيح التي قد تساعده في التعامل مع الوضع الراهن، وحتى إن لم يكن كذلك، فثمة حليفة تنتظره هناك، يمكنه معها حل بعض من مشكلاته التي تؤرقه.
إضافة إلى ذلك، وجهها الذي كان على وشك أن يقترب حتى تلتقي شفاههما، وجد نفسه محجوبًا بيد سوبارو.
بالطبع كانت كذلك؛ فهي قد اقترفت فعلًا لا يُغتفر. ومن شدَّة قلقها من تلك النظرة الصارمة، توسلت كارميلا بخوف:
من بين أصابعه، رأى الارتباك في عينيها الزرقاوين المترددتين. حينها قال بهدوء:
كان قد شعر بالفخر لتحقيق أفضل بداية حتى ذلك الحين، ولكن إن كان انهيار إميليا هو النتيجة…
«مَن أنتِ؟»
في تلك اللحظة، وأثناء نظر سوبارو إلى ما وراء الجحيم ذاته، أحسَّ بوعيه يتآكل شيئًا فشيئًا.
«…هاه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أسألكِ، مَن أنتِ؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان سوبارو يشاهد شيئًا ما. يُعرض عليه شيء ما.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
«سـ-سوبارو، ماذا تقصد…؟ مَن؟ هذا أنا…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما سألها بتلك النبرة المنخفضة، هزَّت ريم رأسها بخوف، وكأنها تدافع عن نفسها.
بصوت مشحون بالحدة، نقل ويلهيلم الحقائق إلى فيلكس الذي وصل للتو. وبحركة سريعة، غلف فيلكس راحة يده بتوهج أزرق، محولًا كمية كبيرة من المانا إلى طاقة علاجية صبَّها في جرح سوبارو.
تعمقت نظرة الألم في عينيها، وأمسكت بقميص سوبارو بتعبير يملؤه العذاب.
أفاق سوبارو على ألم اصطدام وجهه بالأرض.
وكأنُّه أراد تعميق ذلك الألم، وضع سوبارو يده على صدره، مظهرًا ضراوة تعكس روحه الجريحة.
«—سوبارو؟»
كان ذلك لقاءً عابرًا ما كان يجب أن يحدث، وإنقاذًا ما كان ينبغي أن يُمنح، فقد انكشفت روح ناتسكي سوبارو بأكملها—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يسبق له أن شهد مثل هذا المشهد. ففي ذلك العالم، كان قد مات بالفعل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لماذا…؟! لماذا، سيد سوبارو…؟! كيف فعلت هذا بهذه السهولة…!»
«حينما كنتُ في مأزق لا أستطيع الخروج منه، وحين تمنيت من أعماق قلبي أن يقوم أحدٌ بشيء ما من أجلي… ظننتُ أنكِ ستكونين هناك.»
أمام هذه القوة الهائلة، نهض الوحش الكبير على قوائمه الأمامية، مُجبرًا جسده على الوقوف، عاضًا على أنيابه.
«…»
«…»
«حينما كنتُ عالقًا في طريق مسدود، متقوقعًا في حزني على الماضي… اعتقدت أنكِ ستأتين وتواسيني.»
«…»
—ليس هناك سوى ساحرة واحدة في هذا العالم يمكن لسوبارو أن يبوح لها بمشكلاته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لماذا… أنتِ…؟»
«ظننتُ أنكِ ستستمعين إلى ضعفي، وستجعلينني أخرج كل كلماتي الدامعة، حتى أفرغ من كل شيء…»
تأرجحت مشاعر سوبارو في داخله كأنه تحت تأثير الخمر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تمتم بصوت مرتجف وهو ينقل بصره ليتحقق من مكانه الحالي. فجأة وجد نفسه في غرفة المحاكمة التي كان بها قبل فقدانه للوعي، دون أن يكون قد انتقل عبر الزمن أو المكان.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—لابد أن السيدة فيلت… ستحزن.»
«… ثم ستقولين لي: انهض.»
تركت كلماته الطرف الآخر عاجزًا عن الرد، فأطالت الفتاة النظر للحظة، ثم خفضت رأسها بهدوء، ووقفت بصمت—
تحت تلك السماء الزرقاء الصافية، كانت تلك الكلمات هي ما همست بها ريم لناتسكي سوبارو عندما سُحق تحت وطأة اليأس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وأخبرته أيضًا أن عليه أن يجعل صوته أعلى من المرة السابقة، عندما مزقت الوحوش الشيطانية جسده بالكامل.
تذكَّر بكل جوارحه كيف كانت أصابعها النحيلة، ومدى دفء بشرتها حينما احتضنته بقربها، وحجم الحب الهائل الذي منحته له.
لهذا السبب تمكَّن سوبارو من أن يقول بثبات إن ريم التي أمام عينيه… ليست حقيقية.
«لم تكن لتقول لي أبدًا: ”استرح الآن“.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع ذلك، لم يشعر سوبارو بذلك. بدا له أن الفراق امتد لدهور.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ولم تكن لتخبرني بالتخلي عن كل شيء وتركه على عاتق ريم.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
الشيء الوحيد الذي لم يستطع سوبارو توقعه هو أي مشهد موت سيُجبر على مشاهدته هذه المرة—
«لأنها، بحبها لي، جعلتني أحب نفسي. ولأنها لطيفة معي، ولأنها تحبني. في هذا العالم، لا يوجد من هو أشدُّ صرامة معي، ولا أقلُّ تساهلًا تجاهي، من ريم!!»
«إذا لم أكن بجانبها… فسيحدث ذلك. لا أريد… أن أجعلها حزينة…»
نهض سوبارو بغتة، وكأن قواه عادت إليه، وصرخ، مبتعدًا عن تلك ”ريم“ الواقفة أمامه.
«—!! استمعي إليَّ!!»
ما زالت جاثية على ركبتيها، حدقت ريم في سوبارو في صمت، وقد بدا الحزن على ملامحها بسبب رفضه لها، وكأنها على وشك الانكسار في أي لحظة.
«أنت مخطئ. أرجوك، استمع إليَّ يا سوبارو! ريم… ريم فقط لم تستطع رؤية سوبارو يتألم هكذا وأرادت مساعدته… هذا كل ما في الأمر!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تأرجح شعرها الطويل بجنون، كطفلة ضائعة، وهي تبكي وتصرخ كأنها أصيبت بالجنون.
قال سوبارو بحدة: «سأُريك ضعفي. سأريك عيوبي. وسأريك أيضًا كم أنا شخص حقير لا يُرجى إصلاحه. لكن الشيء الوحيد الذي لن أريك إياه هو أنني أستسلم.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت ريم قد قالت ذات يوم إن سوبارو هو بطلها.
حتى في حالته الباهتة، ككيان واعٍ مجرد، اخترق هذا الإدراك أعماقه بقسوة.
ومنذ تلك اللحظة، اتخذ ناتسكي سوبارو قرارًا—
ما الهدف الذي يدفع روزوال إلى اللجوء إلى هذه التطرفات؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
—في ذلك العالم، ناتسكي سوبارو سيُظهر ضعفه لريم وحدها.
التفَّ وشاح حول عنقها، طويلًا إلى حد أن نهايته بدت تلامس الأرض، متناغمًا مع ملابسها البيضاء ذات الأكمام التي غطتها حتى معصميها. من هذا، استنتج سوبارو أنها شديدة التحفظ في كشف بشرتها.
فقط أمام ريم، التي عرفت ضعفه، لكنها آمنت بأنه سيتجاوز ذلك ليصبح قويًا، كان سوبارو على استعداد لأن يكشف عن هشاشته، بلا تردد أو إخفاء.
ذلك المشهد غمر قلب سوبارو بإحساس عميق بالذنب، ألم لا يُحتمل وكأنه ابتلع رصاصًا مصهورًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لن يُظهر ذلك لأي شخص آخر، لا لإميليا، ولا حتى لبياتريس.
«…»
يجب على سوبارو أن يكون قويًا، ولا يظهر ضعفه لأحد سوى ريم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تركت كلماته الطرف الآخر عاجزًا عن الرد، فأطالت الفتاة النظر للحظة، ثم خفضت رأسها بهدوء، ووقفت بصمت—
«لأن هذا الضعف ملك لها. لأن ريم خاصتي هي التي تخفي ضعفي بإحكام، حتى لو شعرت برغبة في الاستسلام، لن يجد مخرجًا.»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com غمر هذا النداء قلب سوبارو الجاف بحنان عائلي وشغف حقيقي، كأنما يطفئ عطشه العاطفي.
«اختفِ، أيتها المزيفة. لا تحاولي خداعي بوجه، وبصوت ريم التي أحبها!!»
تصرفاته في الملجأ وحتى تقديمه نفسه كقربان للأرنب العظيم في النهاية كانت جزءًا من التزامه التام بتعليمات الكتاب. دوافعه في هذا كانت مشابهة لما حرَّك أتباع طائفة الساحرة، من بيتلجيوس فما دونه.
كانت تلك القبلة أول قبلة بينه وبين إميليا في حياته… ولكن الموت كان قد حال بينهما.
صرخ سوبارو معلنًا ذلك وهو يمد قبضته نحو تلك ”ريم“ المزيفة.
«هل أنقذتُ… أحدًا…؟»
تركت كلماته الطرف الآخر عاجزًا عن الرد، فأطالت الفتاة النظر للحظة، ثم خفضت رأسها بهدوء، ووقفت بصمت—
فسر بيتلجيوس النبوءات الناقصة بنفسه وتأقلم مع الظروف المتغيرة أثناء تنفيذه لأوامر الكتاب. أما روزوال، فقد التزم بحذافير تعليمات كتابه، ولا يسمح بوجود أي تناقض معها، حتى لو تطلب الأمر تكرار الأحداث مرارًا لتحقيقها.
عندما سمع سوبارو صوتها الغريب، حبس أنفاسه…
«هـ-هذا… ليس ما كان ينبغي أن يحدث…»
صوت منخفض جعل الهواء يهتز وارتجفت الأجواء كأنها تردد أصداء الاعتراف بصدى مدوٍّ.
مالت برأسها الصغير، وشعرها الأزرق يهتز بخفة، وهي تحاول بصعوبة أن تصوغ كلماتها المتقطعة.
عندما سمع سوبارو صوتها الغريب، حبس أنفاسه…
«—آه.»
كان ذلك لقاءً عابرًا ما كان يجب أن يحدث، وإنقاذًا ما كان ينبغي أن يُمنح، فقد انكشفت روح ناتسكي سوبارو بأكملها—
«آه…؟»
«كم مرة… جعلتكِ تموتين؟ كم مرة… عليَّ أن أقتلكِ؟»
نظر ويلهيلم إلى وجه سوبارو الميت، ثم قبض يده ندمًا وضرب الأرض بقوة.
… ثم، أمام عينيه، حدث أمر أشبه بشاشة تلفاز تعطلت لتغرق في تشويش الليل الساكن. وسط ذلك التشويش، بدأت ملامح ”ريم“ تتلاشى وتذوب تدريجيًا.
—وما تبقى واقفًا أمامه لم يكن سوى فتاة غريبة، لم يرها من قبل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com همس يوليوس بهذه الكلمات المؤلمة، ثم صرف نظره عن وجه سوبارو الميت.
كل ما تطلَّب الأمر كان جملة واحدة؛ كم من القوة منحته تلك الكلمات؟
《٢١》
《٨》
إذا سقط أي واحد منهم، ستصبح حياة سوبارو عالمًا باهتًا لا يطاق. وبالنسبة إلى سوبارو الجشع والأناني، كان هذا أمرًا لا يمكن احتماله.
اختفت تلك التي كانت تشبه ريم في مظهرها فحسب، وظهر مكانها وجه فتاة غريبة.
كانت الفتاة ذات شعر طويل وردي فاتح، تنبعث منها هالة من الهشاشة. وجهها كان شديد الرقة، لكن ما أضفى عليها جاذبية لم يكن الجمال البارز، بل تلك البراءة اللطيفة غير المعتادة.
لكن لو سُئل سوبارو إن كان قد ندم على الشعور بملامسة شفتيها، لأجاب بلا تردد: ”لا.“
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
التفَّ وشاح حول عنقها، طويلًا إلى حد أن نهايته بدت تلامس الأرض، متناغمًا مع ملابسها البيضاء ذات الأكمام التي غطتها حتى معصميها. من هذا، استنتج سوبارو أنها شديدة التحفظ في كشف بشرتها.
مهما يكن الجواب، فقد تلقى سوبارو ضربة هائلة على نفسيته؛ ضربة منعته من مواجهة ما حدث، من النهوض، أو حتى رفع رأسه.
‹لم أكن أعلم… لم أرَ هذا المشهد من قبل. لم أكن أعرف… محال أن أعرف!›
في الواقع، حين وقعت عيناه عليها، خفضت الفتاة رأسها وكأنها تخشى نظرات الرجال.
ولهذا—
«مَن… بحق تكونين؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنا… كارميلا؟… سـ-ساحرة الشهوة… تـ-تشرفت بلقائك…»
حين أعطت الفتاة -كارميلا- إجابتها، شعر سوبارو بنفسه يحبس أنفاسه بلا وعي.
لم تجبه إميليا، بل وقفت مكانها بعينين متسعتين، تائهة بين مشاعر شتى لم تستطع التعبير عنها.
لم يكن الأمر غير متوقع تمامًا بالنظر إلى الظاهرة الغريبة التي عاشها—
بتردد، انسكبت الكلمة بصوت مفعم بالحزن.
كانت الأجواء مصبوغة بالبياض، وسيطر البرد الشديد على العالم حتى بدا وكأن سماء الليل ذاتها قد تتجمَّد.
«هل هذه المساحة العبثية… حلم إيكيدنا؟»
«نوعًا ما… لكن غير صحيح… أظن. إيكيدنا تراقب المحاكمة، والمحاكمة دائمًا… تبدو كأنها حلم، لذلك… نعم.»
«…»
«أ-أنا… لم أكن أريد فعل ذلك، لكن إيكيدنا… كـ-كذبت عليَّ…»
أكدت كارميلا تكهناته بأدب، لكن النظرة التي رمقها بها سوبارو كانت حادة.
لأول مرة، رأى سوبارو بعينيه ألم إميليا على فقدانه.
بالطبع كانت كذلك؛ فهي قد اقترفت فعلًا لا يُغتفر. ومن شدَّة قلقها من تلك النظرة الصارمة، توسلت كارميلا بخوف:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عاد بصره إلى عينه اليسرى، مستعيدًا رؤيته الكاملة. شعر بالراحة لذلك، غير أن خوفًا ثقيلًا تملكه؛ خوف من أن تشهد هذه العين الجحيم مرة أخرى، وإحساسًا بالحصار وكأن الجرح الذي لم يعد موجودًا لا يزال يؤلمه.
«إذًا هذا هو سبب سعيك لتدمير هذا العالم؟»
«تـ-توقف… لا تضربني…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صرخ سوبارو معلنًا ذلك وهو يمد قبضته نحو تلك ”ريم“ المزيفة.
«لن أضربك. لن أفعل… لكن ماذا كنتِ تحاولين فعله قبل قليل؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت بياتريس… تبكي.
«قـ-قبل قليل؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أن تقفي أمامي وأنتِ تبدين كأنكِ ريم! هل هذه هي قدرتكِ؟!»
«—؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أكانت حقًا عوالم زائفة وُلدت من الهواجس؟ أم أن واقعه كان يلتهمه واقع آخر؟
مع كارميلا، كان هذا خامس لقاء يجمع سوبارو بالساحرات اللواتي يحملن ألقاب الخطايا المميتة. وبما أن لكل ساحرة منهنَّ سلطة فريدة من نوعها، فقد خمَّن أن التحول الذي شهدته قد يكون إحدى تلك السلطات. ومع ذلك—
«لأنني دائمًا أفكر… أريد أن أكون أكثر النساء ملاءمة لسوبارو.»
«التنكر بهيئة الآخرين يبدو أمرًا بسيطًا مقارنةً بقدرات الساحرات الأخريات.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أ-أنا لم أتحول…؟ عـ-عندما ينظر إليَّ أحدهم، فإنَّ ذلك… يـ-يحدث… لأنك كنت تنظر إليَّ؟»
«ما الذي حدث…؟ لا، يا سيدة إميليا، سامحيني!»
«ماذا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com غمر هذا النداء قلب سوبارو الجاف بحنان عائلي وشغف حقيقي، كأنما يطفئ عطشه العاطفي.
«أ-أنا… لم أكن أريد فعل ذلك، لكن إيكيدنا… كـ-كذبت عليَّ…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com استحضار تلك القبلة في لحظته الأخيرة كان بمثابة تأكيد جديد على إحساسه بالخطر وهو يرى إميليا تنهار نفسيًا وتصبح معتمدة كليًا عليه، هاربة من واقعها المتدهور.
حين تمتمت كارميلا بهذه الكلمات المتكسرة، أدرك سوبارو ما كان يثير غضبه منها.
طريقتها في الحديث، تشتت نظراتها، الهشاشة التي أبدتها حين خفضت عينيها… كل شيء فيها كان يثير حنقه. ما الذي تحاول فعله بهذه الكلمات المرتبكة وتلك النظرة المتذمرة؟
وربما خُلِقت عوالم مريحة من ذكرياته؟ ولكن كيف وصلت إليها معلومات بعد وفاته، وهي أمور لم يكن يعلمها؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هل… هل أدركتِ ما كنتِ تفعلينه بي؟…»
«إيكيدنا… قالت إن تدليلك سيكون أمرًا جيدًا، لكن… لـ-لا…»
عاد إلى نفس النقطة التي انتهت فيها حياته السابقة، كما لو أنه تراجع في الزمن فحسب.
«—!! استمعي إليَّ!!»
لم يستطع سوبارو تقبُّل المشهد الذي كان يتكشف أمام عينيه، فصرخ صرخة مشوشة لا معنى لها.
«هـ-هذا السبب… في أن الجميع… يـ-يضايقونني… حتى إيكيدنا فعلت… جعلتني أفعل هذا الشيء الفظيع… الفظيع جدًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حزن إميليا، وحدة بياتريس، المصائب التي حلت ببِيترا وفريدريكا، تهديد الأرنب العظيم، وغارفيل الذي كان يحمي بشدة شيئًا ما… كان يجب أن يتمكن من فعل… شيء.
«هل سمعتني حينما قلت لك استمعي—؟!!»
ليس هناك مَن يعتمد عليه. كان عليه أن يقلق، ويحيا، ويكافح بمفرده. ولكن إن كان هناك شخص واحد يمكنه الاعتماد عليه—
غمر الغضب رؤيته، وأراد أن يجعل الفتاة الواقفة أمامه تدفع الثمن. الشعور بالغضب كان يحرق صدره كأنه نار مشتعلة، وصوته الخشن خرج من رئتيه المحترقتين من شدة الانفعال. ضاق ذرعًا بها.
وبحثًا عن المستقبل الأمثل، عقد العزم على اجتياز ذلك الجحيم مهما تكرر.
أراد أن يُسكتها بالقوة، تلك الفم المرتجفة التي تواصل بثَّ الكلمات الباكية، وأن يصبَّ غضبه عليها حتى تفهم ما فعلته—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ليا تغطُّ في نوم أبدي. عالم بلا تلك الفتاة هو عالم لا أرغب في وجوده. لذا، ووفقًا للميثاق، سأجعل هذا العالم أرضًا متجمدة.»
«—تأمل الحاضر المجهول.»
«—إذا استمررتَ أكثر، فستكون حياتك في خطر.»
«…»
«هل أستطيع الاعتماد عليك مجددًا؟…»
في تلك اللحظة، ذلك الصوت الهامس في أذنه أعاده إلى رشده.
شعر بالارتباك ذاته الذي اعتاد عليه عند تنقله العشوائي بين الماضي والحاضر، حين تنشط قدرة ”العودة بعد الموت“. عقله كان في فوضى وهو يحاول التوفيق بين العالم الذي تركه في اللحظة السابقة، والعالم الجديد الذي استقبله فورًا بعد استيقاظه.
«فيلكس! تعال بسرعة! الأمر طارئ! بالغ الأهمية!!»
«آآغه…؟»
«سوبارو… سوبارو… أيها الكاذب… قلت إننا سنبقى معًا…»
«إذا كانت تلك العوالم قد استمرت بعد موتي… كم مرة تركت الجميع ليموتوا؟»
فجأة، هاجمه ألم اختناق حاد، حيث تذكر جسده بعد غياب طويل كيف يتنفس من جديد، وبدأ قلبه ينبض بعنف كأنه يحاول إعادة ضخ الدم في عروقه.
«إذا كانت تلك العوالم قد استمرت بعد موتي… كم مرة تركت الجميع ليموتوا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ما لا أستطيع فعله. سأكافح في سبيل عهدي حتى تلفظ حياتي أنفاسها الأخيرة… طالما بقيت على قيد الحياة.»
«إيهاه، نغه… غواغ، هاغه…!»
الأمور التي أراد معرفتها، والتحقق منها، والتفكير فيها معًا كانت بعدد لا يحصى، كنجوم السماء.
«معاملة خشنة، لكن على الأقل أعادتك إلى وعيك. —سلطة ”العروسه عديمة الوجه“ من كارميلا تجعل ضحاياها ينسون كيفية التنفس، وفي النهاية، تجعل قلوبهم تنسى كيف تنبض.»
الأشجار والمباني والمخلوقات الحية، وحتى العالم ذاته، بدأت تتلاشى تدريجيًا نحو ذلك المصير الأبيض.
بينما كان سوبارو يتلوى ويسعل، حاول استعادة وعيه وسط ومضات بيضاء وحمراء في ذهنه.
سواء كان ذلك صوابًا أم لا، ريم ستغفر له، أليس كذلك؟
الصوت الهادئ الذي تردد في أذنيه بدا وكأنه يهدئ أعصابه، مما جعله يتنفس ببطء ونبضه يستقر تدريجيًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في تلك الليلة، للمرة الثانية، أو الثالثة إذا احتسبنا ما جرى خلال النهار، اندفع نحو القبر بلا تردد.
هل أنقذه ذلك الصوت؟ وإن كان كذلك، هل ينبغي أن يقبل بذلك بأدب؟
—كانت هذه عقوبة على الفعل المتهور الذي اقترفه سوبارو.
مع تصاعد هذا التفكير في ذهنه، رفع سوبارو وجهه بينما كان يجثو على يديه وركبتيه. نظر مباشرة إلى مَن كانت جالسة أمامه، تلك التي تسببت في كل ما حدث.
«ما الذي كنتِ تخططين له… إيكيدنا؟»
في مواجهة نظراته المليئة بالكراهية، مسحت الساحرة ذات الشعر الأبيض خصلاتها بهدوء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ما لا أستطيع فعله. سأكافح في سبيل عهدي حتى تلفظ حياتي أنفاسها الأخيرة… طالما بقيت على قيد الحياة.»
مستلقٍ على ظهره، فتح عينيه وبصق التراب الذي علق في فمه. تجهم وجهه متأثرًا برائحة الأرض، وأخذ يتفحص المكان من حوله، ليجد نفسه في غرفة حجرية ذات إضاءة خافتة— عاد إلى القبر من جديد.
كانت تجلس على كرسي أبيض أمام طاولة بيضاء في حقل من العشب، وأسندت خدها إلى راحة يدها بابتسامة ساحرة، تنضح غموضًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أليس واضحًا؟ أفعال شريرة. أنا ساحرة، كما تعلَم.»
«نوعًا ما… لكن غير صحيح… أظن. إيكيدنا تراقب المحاكمة، والمحاكمة دائمًا… تبدو كأنها حلم، لذلك… نعم.»
غمزت إيكيدنا وهي تتحدث.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هاه… هاه… ما-ما هذا…؟»
/////
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
بصوت مشحون بالحدة، نقل ويلهيلم الحقائق إلى فيلكس الذي وصل للتو. وبحركة سريعة، غلف فيلكس راحة يده بتوهج أزرق، محولًا كمية كبيرة من المانا إلى طاقة علاجية صبَّها في جرح سوبارو.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات