5 - قائمة النهايات.
《١》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كلماته كانت قاسية كسخرية، ورغم ذلك، بدت اتهاماته وكأنها شفقة عميقة.
ولكنه لم يستطع ذلك.
وُضِع وعي سوبارو مجددًا أمام الإحساس نفسه بأرضيةٍ باردة وقاسية.
«…»
ولهذا السبب، كان عليه أن يدفع ثمن ضعفه بانتقاص عمره. —هكذا اعتقد… ومع ذلك…
كل ما تطلَّب الأمر كان جملة واحدة؛ كم من القوة منحته تلك الكلمات؟
مستلقٍ على ظهره، فتح عينيه وبصق التراب الذي علق في فمه. تجهم وجهه متأثرًا برائحة الأرض، وأخذ يتفحص المكان من حوله، ليجد نفسه في غرفة حجرية ذات إضاءة خافتة— عاد إلى القبر من جديد.
أراد أن يُسكتها بالقوة، تلك الفم المرتجفة التي تواصل بثَّ الكلمات الباكية، وأن يصبَّ غضبه عليها حتى تفهم ما فعلته—
عاد إلى نفس النقطة التي انتهت فيها حياته السابقة، كما لو أنه تراجع في الزمن فحسب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وفي تلك اللحظة، وجد وعي سوبارو المجرد نفسه على شفا الانهيار، لرؤيته ذلك المحارب المخضرم وقد أصيب بصدمة عميقة من منظر جثة سوبارو أمامه.
عاد بصره إلى عينه اليسرى، مستعيدًا رؤيته الكاملة. شعر بالراحة لذلك، غير أن خوفًا ثقيلًا تملكه؛ خوف من أن تشهد هذه العين الجحيم مرة أخرى، وإحساسًا بالحصار وكأن الجرح الذي لم يعد موجودًا لا يزال يؤلمه.
لكن ما كبح شعوره باليأس ومنعه من الانغماس في قناعة أنه سيصل إلى طريق مسدود آخر، كان وجود الفتاة المستلقية بجواره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد قرر في قلبه ألَّا يخطئ بعد الآن، ومع ذلك، كان يسير في طريق خاطئ منذ أول خطوة. أراد لذلك الأحمق الذي لا أمل في خلاصه أن يُعاقب.
شعرها الفضي الجميل انتشر على الأرض، وهي تتأوه بوجع، تلك الفتاة التي عاش معها نهايته المحتومة؛ إميليا، غارقة في عذاب المحاكمة، محبوسة في كابوس من ماضٍ لا تستطيع الإفاقة منه.
لكنها كانت الفتاة التي، رغم معرفتها بضعفه، قالت له ذات يوم: «أنا أحبك.»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي اللحظة التي اختفى فيها وعيه تمامًا، شعر وكأنه سمع همسًا بتلك الكلمات.
بهدوء، مدَّ سوبارو أصابعه، لكن لم يلمس إميليا، بل لمس شفتيه الجافتين.
لكن رؤيته لم تكن جيدة بما يكفي للعثور على ذلك الباب. ومع ذلك، كان واثقًا من الكلمات التي نطقتها الساحرة…
في أعماق ذهنه، عادت إليه تلك اللحظة قبل العودة بالموت، عندما وضعت إميليا سوبارو المحتضر على حجرها، ولم تدرك خسارته وهي تطبع قبلة على شفتيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الأمور التي أراد معرفتها، والتحقق منها، والتفكير فيها معًا كانت بعدد لا يحصى، كنجوم السماء.
لم يكن قادرًا على تخيل حالتها النفسية في اللحظة التي قبلت فيها شفتيه الغارقتين بالدماء، كما لم يستطع، وهو على أعتاب الموت، أن يحمل معه إحساسات أو مشاعر تلك اللحظة الأخيرة التي سبقت رحيله.
«تـ-توقف… لا تضربني…»
كانت تلك القبلة أول قبلة بينه وبين إميليا في حياته… ولكن الموت كان قد حال بينهما.
«كيف تجرؤ على قول هذا في مثل هذا الوقت…؟ كفى عبثًا، فقط… كفى!!»
«…»
لكن لو سُئل سوبارو إن كان قد ندم على الشعور بملامسة شفتيها، لأجاب بلا تردد: ”لا.“
في تلك اللحظة، وأثناء نظر سوبارو إلى ما وراء الجحيم ذاته، أحسَّ بوعيه يتآكل شيئًا فشيئًا.
استحضار تلك القبلة في لحظته الأخيرة كان بمثابة تأكيد جديد على إحساسه بالخطر وهو يرى إميليا تنهار نفسيًا وتصبح معتمدة كليًا عليه، هاربة من واقعها المتدهور.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《٣》
نظر إلى أثاث الغرفة، وإلى الأشخاص المجتمعين فيها، وإلى جسده الميت على السرير، وكذلك إلى السبب الذي أوصله إلى هذا المصير.
فقدت قدرتها على الاعتماد على باك، تحمَّلت الضغوط المتزايدة من حولها، وغياب كلمات سوبارو المطمئنة دفع عقلها إلى حافة الانهيار.
كان مشهدًا غير متوقع، عالمًا مستحيلًا، مكانًا لم يعد له وجود؛ ذلك كان بلا شك ”مشهد ما بعد موت سوبارو“.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صرخ سوبارو معلنًا ذلك وهو يمد قبضته نحو تلك ”ريم“ المزيفة.
كان قد شعر بالفخر لتحقيق أفضل بداية حتى ذلك الحين، ولكن إن كان انهيار إميليا هو النتيجة…
وفي تلك اللحظة، وجد وعي سوبارو المجرد نفسه على شفا الانهيار، لرؤيته ذلك المحارب المخضرم وقد أصيب بصدمة عميقة من منظر جثة سوبارو أمامه.
«إذا لم أكن بجانبها… فسيحدث ذلك. لا أريد… أن أجعلها حزينة…»
«نعم، لأنه ليس عادلًا. فالعدل هو معياري. وسيفي… وُجد لتصحيح الأخطاء. ولهذا السبب، سأقطعك هنا والآن، أيها الروح العظيمة.»
حتى لو استعادت توازنها مؤقتًا بعد خروجها من القبر، فإن الحديث الليلي والرسالة انقلبا ضدها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ابتلعتهم الثلوج الغزيرة، وأصبح كثيرون ضحايا لغزو الأرنب العظيم. قتل روزوال رام وغارفيل في نوبة جنون، وفي النهاية، قبلة إميليا على شفتيه كانت اللحظة الأخيرة في حياة سوبارو قبل أن يلقى حتفه.
«حتى اللحظة الأخيرة… كنت تقول أشياء لا معنى لها تمامًا…»
لأنها كانت تعرف.
«علمت ذلك. وجب أن أعلم.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بدت تلك الحياة التي عاشها سوبارو كأنها قدَّمت له أقسى المصائر وأشدها عبثية. وكأنها، بتصميم متعمد، رتَّبت إميليا، وبياتريس، وحتى إلزا وروزوال، في أقوى تكوين ممكن.
«لا بأس، لا بأس يا سوبارو.»
«سأنقذ… إميليا، والملجأ، والقصر. سأنقذهم جميعًا. وإن لم أفعل…»
هل كانت مجرد أوهام احتمالية؟ أم أنه شهد فعلًا جحيمًا يتجاوز أي جحيم؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قال سوبارو بحدة: «سأُريك ضعفي. سأريك عيوبي. وسأريك أيضًا كم أنا شخص حقير لا يُرجى إصلاحه. لكن الشيء الوحيد الذي لن أريك إياه هو أنني أستسلم.»
— هل تستطيع فعل ذلك؟
غمزت إيكيدنا وهي تتحدث.
— ليس الأمر سؤالًا عن قدرتي. بل عليَّ أن أفعل. وسأفعل. أنا.
—ومع ذلك، فإن سوبارو، الذي كان يتوق إلى العقاب، لم يُمنح سوى عناقٍ لطيف يعجُّ بالغفران.
كشف سوبارو عن أنيابه، وكتم ذلك الصوت الداخلي الذي تكرر كثيرًا في ذهنه. لن يسمح لنفسه بالأعذار، ولن يبحث عن طوق نجاة. أقسم عهدًا لن يتراجع عنه أبدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وفجأة، وكأن أحدهم أطفأ الأنوار، انطفأ العالم الذي كان يشاهده واختفى تمامًا.
ما عليه سوى أن يسرد المشاكل، ويحدد العقبات والجدران التي تعترض طريقه، ثم يصوغ شروط انتصاره بوضوح. عليه أن يرتبها زمنيًا ويخوض التجارب مرة بعد أخرى، بقدر ما يسمح له به عقله ووقته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حتى لو أُنهِك عقله مع كل فشل، فإنه سيظل راضيًا طالما بقيت هناك نهاية تستحق التمسك بها… مهما كانت الفظائع التي يتعين عليه مشاهدتها، مثل تلك التي رأى بعضها بالفعل.
«—هذا… كذب.»
وهكذا—
«—إميليا، هل أنتِ بخير؟»
لم تكن إميليا هناك. ولم يعُد بواسطة ”العودة من الموت“. لقد عاد مباشرةً بعد تحقق أمنيته.
مرة أخرى، انتُزع وعيه قسرًا؛ ومرة أخرى، عُرض عليه مشهد ما بعد موته.
مدَّ يده وهزَّ كتف الفتاة المستلقية برقة، ليعيدها إلى الواقع بلطف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وجد نفسه وعيًا منفردًا في فضاء لا متناهٍ، قادرًا فقط على الرؤية من مكان مرتفع وكأنه يُشرف على العالم من الأعلى.
في تلك اللحظة، رأى رموشها الطويلة ترتجف، وعينيها البنفسجيتين تفتحان ببطء. عندها، اتخذ قراره.
«—إذا استمررتَ أكثر، فستكون حياتك في خطر.»
بدت تلك الحياة التي عاشها سوبارو كأنها قدَّمت له أقسى المصائر وأشدها عبثية. وكأنها، بتصميم متعمد، رتَّبت إميليا، وبياتريس، وحتى إلزا وروزوال، في أقوى تكوين ممكن.
جدد عهده داخل نفسه، عهدًا صلبًا وقويًا، لا ينكسر أبدًا.
— سوبارو ترك جروحًا عميقة ودائمة في قلوبهم.
«…سو…بارو؟»
—سأحمي إميليا وأُنقذ الجميع. حتى لو كلف ثمن ذلك حياتي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《٢》
إلى متى سيظل ضعف ناتسكي سوبارو يطارده بلا رحمة؟
في ذهنه، بدأ سوبارو بترتيب المعلومات التي لم يُتح له الوقت الكافي لاستيعابها في نهاية محاولته الأخيرة، نظرًا للفوضى التي سادت في لحظاتها الأخيرة واقتراب موته.
كان الأهم بينها هو الرجل الذي عرف بسر عودة سوبارو بعد الموت؛ روزوال إل ميزرس. وجب على سوبارو أن يدرس موقفه ويحدد أفضل طريقة لمواجهة مخططاته.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
سواء كان ذلك صوابًا أم لا، ريم ستغفر له، أليس كذلك؟
لم يعرف روزوال أن الموت هو الشرط الذي يُفعِّل قدرة سوبارو، لكنه علم أن سوبارو يمر بدورات متكررة. ليس واضحًا ما إذا كان قد أدرك ذلك منذ وصول سوبارو إلى الملجأ أو قبل ذلك بكثير، لكن ما كشف له الحقيقة لا بد أن يكون الكتاب السحري الذي يمتلكه؛ كتاب المعرفة.
سواء كان ذلك صوابًا أم لا، ريم ستغفر له، أليس كذلك؟
هذا الكتاب السحري له نفس الأصل الذي أتى منه الكتاب الفارغ الذي تمتلكه بياتريس، وهما المجلدان الوحيدان من نوعهما في العالم.
كان صوتًا واهنًا، بالكاد مسموعًا. لكنه، في سكون الغرفة الذي خلفه استسلام ويلهيلم وفيلكس، ارتطم بوعي سوبارو كأنه وتد يخترق روحه.
استمر بالتدحرج، حتى شعر بدوار وأذنيه تؤلمانه، بينما احتكَّ رأسه بالأرض الخشنة وكأنه يحاول الهرب من العاصفة التي اجتاحت أحشاءه. أراد، ولو بقدر بسيط، أن يقلل فرصة التفكير الواعي.
لم يكن سوبارو متأكدًا مما إذا كانت محتويات الكتاب تتنبأ بالمستقبل بدقة، لكن إذا أخذ كلمات روزوال على ظاهرها، فقد تصرف روزوال وفقًا لما تمليه عليه إرشادات الكتاب.
وُضِع وعي سوبارو مجددًا أمام الإحساس نفسه بأرضيةٍ باردة وقاسية.
«هل أستطيع الاعتماد عليك مجددًا؟…»
تصرفاته في الملجأ وحتى تقديمه نفسه كقربان للأرنب العظيم في النهاية كانت جزءًا من التزامه التام بتعليمات الكتاب. دوافعه في هذا كانت مشابهة لما حرَّك أتباع طائفة الساحرة، من بيتلجيوس فما دونه.
«ماذا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع استعداد روزوال لاستخدام عودة سوبارو بعد الموت كوسيلة لتحقيق غايته، أصبح الموقف معه أشد خطورة مما كان مع بيتلجيوس.
لكن ثمة فرق جوهري بينهما؛ فجوة لا يمكن سدها تفصل بين كيفية التزام كل منهما بإرشادات كتبهما.
«…»
«لأن هذا الضعف ملك لها. لأن ريم خاصتي هي التي تخفي ضعفي بإحكام، حتى لو شعرت برغبة في الاستسلام، لن يجد مخرجًا.»
فسر بيتلجيوس النبوءات الناقصة بنفسه وتأقلم مع الظروف المتغيرة أثناء تنفيذه لأوامر الكتاب. أما روزوال، فقد التزم بحذافير تعليمات كتابه، ولا يسمح بوجود أي تناقض معها، حتى لو تطلب الأمر تكرار الأحداث مرارًا لتحقيقها.
—لو لم يفكر مطلقًا بأن هذا مستحيل الحدوث.
ومنذ تلك اللحظة، اتخذ ناتسكي سوبارو قرارًا—
كلاهما نوى الالتزام التام بكتابه، لكن دوافعهما ومنهجيتهما كانتا مختلفتين تمامًا.
سقط وعيه في هوة مظلمة، ثم تلاشى بسرعة.
ومع استعداد روزوال لاستخدام عودة سوبارو بعد الموت كوسيلة لتحقيق غايته، أصبح الموقف معه أشد خطورة مما كان مع بيتلجيوس.
«سوبارو.»
سيطر تركيز شديد على فيلكس وهو يحاول إنقاذ سوبارو؛ لم يشعر بمثل هذا اليأس من قبل. أما وعي سوبارو، الذي كان يراقب من فوق، فقد غمره الأسى وهو يشاهدهم يحاولون جاهدين إنعاش جسد فارغ بلا روح.
ما الهدف الذي يدفع روزوال إلى اللجوء إلى هذه التطرفات؟
إذا كانت تعليمات الكتاب تتطلب إنهاء الأحداث في الملجأ والقصر بالشكل الذي يريده، فإن روزوال سيعيد تلك المآسي مرارًا حتى يحصل على النتيجة المرغوبة.
إن كان الأمر كذلك، فلماذا لا يجثو سوبارو على ركبتيه ويسأل روزوال مباشرة عما كتبه الكتاب السحري؟ لماذا لا يعقد معه عهدًا صريحًا بالالتزام بما تنص عليه التعليمات، ويكرس كل قوته حتى تتحقق أمنية روزوال؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بعد أن أسرع إلى العاصمة واكتشف أن العالم قد محا ذكريات الجميع عن ريم التي هاجمتها طائفة الساحرة، دفعته اليأس والغضب إلى أن يغرس خنجرًا في عنقه، متمنيًا بكل جوارحه أن يستعيدها.
لكن النتيجة الفعلية لاتباع روزوال للكتاب هي صنع الثلج الذي غطى الملجأ. كان المشهد الثلجي قد أثار الشكوك تجاه إميليا، وعزلتها تلك هي التي أدخلتها في دوامة من الألم النفسي.
«غاه…!!»
إذا كان هذا هو مراد روزوال… إذا كان هذا ما تريده صفحات الكتاب السحري، فلا يمكن لسوبارو القبول بذلك.
أهداف سوبارو وروزوال كانت غير قابلة للتوفيق.
بالنسبة إلى سوبارو، الذي يخاطر بحياته لحمل كل شيء على عاتقه، كان روزوال قد قال له: ”حرِّر نفسك من كل شيء إلا مما هو مهم حقًا بالنسبة لك.“
«هاه… هاه… ما-ما هذا…؟»
وأضاف أنه إن فعل ذلك، فسيصبح سوبارو مثله.
لهذا السبب تمكَّن سوبارو من أن يقول بثبات إن ريم التي أمام عينيه… ليست حقيقية.
لم يرغب سوبارو في أن يشبهه ولو قليلًا، لكن كان من الواضح أن روزوال يلتزم بكلماته، حتى لو تطلب الأمر التضحية بحياته.
«ما الذي كنتِ تخططين له… إيكيدنا؟»
عبر التزامه المتعصب بتعليمات الكتاب، عزل إميليا، وكان واثقًا أن تحقيق النهاية التي يتوق إليها الكتاب ستمنحه القدرة على حماية الشيء الوحيد المهم لديه.
لقد قرر في قلبه ألَّا يخطئ بعد الآن، ومع ذلك، كان يسير في طريق خاطئ منذ أول خطوة. أراد لذلك الأحمق الذي لا أمل في خلاصه أن يُعاقب.
كانت جميع أفعال روزوال من أجل هذا الهدف. وإذا كان الأمر كذلك، فلدى سوبارو رد واحد فقط:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com /////
«تتخلَّى عن كل شيء آخر؟ هراء. لا مجال لذلك.»
عندما سمع سوبارو صوتها الغريب، حبس أنفاسه…
وفي تلك اللحظة، وجد وعي سوبارو المجرد نفسه على شفا الانهيار، لرؤيته ذلك المحارب المخضرم وقد أصيب بصدمة عميقة من منظر جثة سوبارو أمامه.
لن يسمح بإيذاء إميليا، ولا ريم، ولا رام، ولا بيترا، ولا أوتو، ولا فريدريكا، ولا سكان قرية إيرلهام، ولا سكان الملجأ، ولا ريوزو، ولا حتى غارفيل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—أحبك.»
إذا سقط أي واحد منهم، ستصبح حياة سوبارو عالمًا باهتًا لا يطاق. وبالنسبة إلى سوبارو الجشع والأناني، كان هذا أمرًا لا يمكن احتماله.
«روزوال، لن أصبح مثلك.»
كان الأهم بينها هو الرجل الذي عرف بسر عودة سوبارو بعد الموت؛ روزوال إل ميزرس. وجب على سوبارو أن يدرس موقفه ويحدد أفضل طريقة لمواجهة مخططاته.
لجعل هذا العهد حقيقة، على سوبارو أن يجد إجابة تتحدى تعليمات الكتاب السحري.
وجود رام بالقرب منها لم يترك أثرًا في بياتريس؛ فقد كان نظرها مثبتًا على سوبارو الميت وحده.
«…»
ليس هناك مَن يعتمد عليه. كان عليه أن يقلق، ويحيا، ويكافح بمفرده. ولكن إن كان هناك شخص واحد يمكنه الاعتماد عليه—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هل أستطيع الاعتماد عليك مجددًا؟…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إضافة إلى ذلك، وجهها الذي كان على وشك أن يقترب حتى تلتقي شفاههما، وجد نفسه محجوبًا بيد سوبارو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com — ليس الأمر سؤالًا عن قدرتي. بل عليَّ أن أفعل. وسأفعل. أنا.
—ليس هناك سوى ساحرة واحدة في هذا العالم يمكن لسوبارو أن يبوح لها بمشكلاته.
«أن يتحمل شخص واحد كل هذا الألم… لا بد أنه كان صعبًا عليك.»
《٣》
أسرع سوبارو في خطواته، متقدًا بنفاد صبر لم يعد قادرًا على احتماله.
بعد عودته مع إميليا التي أكملت محاولتها في اجتياز المحاكمة داخل القبر، انتهى الاجتماع الاعتيادي في مقر إقامة ريوزو. ومع غرق الملجأ في ظلمة الليل العميق، انطلق سوبارو بجدية، يركض بمفرده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بصراحة، لم يتذكر سوبارو الكثير من النقاشات التي جرت خلال الاجتماع. لكنه ليس بحاجة إلى تذكرها ليفهم فحواها.
إذا كان التمسك بهذا العطف، الاحتماء به، والاعتماد عليه هو ما سيقوده إلى الإجابة الصحيحة، فـ…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتخذت كلمات إميليا التي كانت مليئة باللوم نغمة أشبه بلعنة، وكأنها نطقت بها بمرارة عميقة. سحبها ويلهيلم بلطف بعيدًا عن جسد سوبارو، وهي لا تزال تتشبث به، ثم ترنحت وسقطت على الأرض. لكنه لم يكن معنيًا بسقوطها، فقد ركز كل انتباهه على محاولة إنقاذ سوبارو.
هذه المرة، عانت إميليا تحت وطأة ماضيها. وقد أظهرت عبر تفسيرات متعثرة، يمكن ملاحظة تصنُّعها بسهولة، إصرارها على مواجهة كابوسها مرة أخرى في اليوم التالي وما بعده، وسط دموعها.
لكن لو سُئل سوبارو إن كان قد ندم على الشعور بملامسة شفتيها، لأجاب بلا تردد: ”لا.“
احترم سوبارو إحساسها بالمسؤولية ونبل عزمها، لكنه علم يقينًا أنها ستفشل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إضافة إلى ذلك، وجهها الذي كان على وشك أن يقترب حتى تلتقي شفاههما، وجد نفسه محجوبًا بيد سوبارو.
بناءً على ذلك، واسى إميليا المجروحة، شجعها برفق، ورافقها حتى ذهبت إلى النوم. بعد ذلك، عندما أتت رام لتخبره بموعده المقرر مع روزوال، تجاهلها واندفع مسرعًا خارج المنزل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
يلهث بصعوبة، وجبينه غارق في العرق، اتجه مباشرة نحو قبر الساحرة المضاء بنور القمر؛ هناك تكمن المفاتيح التي قد تساعده في التعامل مع الوضع الراهن، وحتى إن لم يكن كذلك، فثمة حليفة تنتظره هناك، يمكنه معها حل بعض من مشكلاته التي تؤرقه.
كان ضعفه هو السبب في كل مرة سابقة، والسبب في أن…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما استسلم الرجلان للواقع، بقيت إميليا جالسة خلفهما، تضم ركبتيها إلى صدرها وتبكي. خدودها غطتها آثار دموع جافة، لكنها لم تهتم بذلك وهي تواصل الحديث بصوت مرتعش:
خَشِيَ أن يعترضه أحد وهو في طريقه إلى القبر، لكنه لحسن حظه لم يوقفه لا ريوزو، ولا غارفيل، ولا حتى روزوال.
ومع ذلك، لم يخرج صوته من جسده عديم الحنجرة، ولم يستطع إدارة وجهه الخالي من العيون، ولا حتى حجب الصوت عن رأسه الخالي من الأذنين. كانت نهاية هذا العالم تُنقش في وعيه، ووجوده الآن ليس أكثر من مجرد إدراك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أرني سوبارو الذي تحبه ريم بشدة مرة أخرى.»
في تلك الليلة، للمرة الثانية، أو الثالثة إذا احتسبنا ما جرى خلال النهار، اندفع نحو القبر بلا تردد.
لم يعرف ما الذي حدث. فقدانه للوعي جاء فجأة، ولم يلبث أن وجد نفسه مستيقظًا دون سابق إنذار.
«…»
وكأنَّ الأمر لم يكن إلا خطأً ما، همست إميليا بتساؤلها، موجهةً سؤالًا لشخصٍ لن يتمكن أبدًا من الإجابة.
عند وصوله إلى المدخل، التقط أنفاسه في الممر الذي تملؤه نسائم باردة وهادئة. وبما أن المحاكمة قد انتهى لليلة، لم يعد المكان مضاءً بالنور الذي يستقبل المتحدِّين المؤهلين. ورغم ذلك، ضيَّق عينيه محاولًا تحديد مدخل قلعة الأحلام التي ينبغي أن تكون هناك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com استحضار تلك القبلة في لحظته الأخيرة كان بمثابة تأكيد جديد على إحساسه بالخطر وهو يرى إميليا تنهار نفسيًا وتصبح معتمدة كليًا عليه، هاربة من واقعها المتدهور.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن رؤيته لم تكن جيدة بما يكفي للعثور على ذلك الباب. ومع ذلك، كان واثقًا من الكلمات التي نطقتها الساحرة…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إذا كنت ترغب في المعرفة…»
وفجأة، وكأن أحدهم أطفأ الأنوار، انطفأ العالم الذي كان يشاهده واختفى تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قالت إيكيدنا إن هذا هو الشرط ليُدعى مرة أخرى إلى حفلة الشاي الخاصة بها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—رغم أنك أخبرتني…»
وأخبرته أيضًا أن عليه أن يجعل صوته أعلى من المرة السابقة، عندما مزقت الوحوش الشيطانية جسده بالكامل.
كشف سوبارو عن أنيابه، وكتم ذلك الصوت الداخلي الذي تكرر كثيرًا في ذهنه. لن يسمح لنفسه بالأعذار، ولن يبحث عن طوق نجاة. أقسم عهدًا لن يتراجع عنه أبدًا.
هل يوجد ألم أو خوف يفوق ما اختبره حينذاك، بما يكفي ليدفعه إلى الجنون؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‹توقَّف… توقَّف… توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف تــو…قَّــ…ف، أرجوك، توقَّف…›
وفي تلك اللحظة، وجد وعي سوبارو المجرد نفسه على شفا الانهيار، لرؤيته ذلك المحارب المخضرم وقد أصيب بصدمة عميقة من منظر جثة سوبارو أمامه.
نعم، يوجد. الصرخة التي أطلقها هذه المرة، طلبًا للخلاص من تلك النهاية المسدودة، كانت تضاهي صرخته السابقة.
أمام عينيه… وقفت ريم، التي لطالما اشتاق إليها.
بتردد، انسكبت الكلمة بصوت مفعم بالحزن.
«…»
«ري…م.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي اللحظة التالية، اهتزت الأرض وكأن زلزالًا ضربها، وانطلقت صدمة هائلة عبرها غيَّرت ملامح المشهد في طرفة عين.
الأمور التي أراد معرفتها، والتحقق منها، والتفكير فيها معًا كانت بعدد لا يحصى، كنجوم السماء.
كيف يمكنه أن يحصل على قلب من حديد لا يتزعزع، مهما كانت المحنة، مهما كان العذاب؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أكدت كارميلا تكهناته بأدب، لكن النظرة التي رمقها بها سوبارو كانت حادة.
بينما اشتعلت مشاعر لا قاع لها بهدوء في عينيه، ترددت خطوات سوبارو في أرجاء الممر وهو يتقدم إلى الأمام. ومع تسرب البرد إلى جسده، وصل بعد بضع عشرات من الثواني إلى الغرفة الحجرية التي غُمرت بضوء شاحب.
تأرجحت مشاعر سوبارو في داخله كأنه تحت تأثير الخمر.
انشقت الأرض تحت قبضته، وتبعثرت الشظايا مختلطة بدم سوبارو، حتى أن يده نفسها أصبحت تنزف. رفع وجهه نحو السماء، ملطخًا بالدماء، يصرخ في حزن شديد.
قبل ساعة قصيرة فقط، غادر هذا المكان برفقة إميليا وقبل ساعة قصيرة أيضًا، مات سوبارو في هذا المكان نفسه، لتُعيد قدرة ”العودة بعد الموت“ تشغيل العالم من جديد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في هذا المكان، حيث تلاقت معاناة سوبارو مع موته وعودته، اشتاق سوبارو إلى لقاء الساحرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أرجوكِ، ادعيني إليكِ، إيكيدنا…!»
لكن النتيجة الفعلية لاتباع روزوال للكتاب هي صنع الثلج الذي غطى الملجأ. كان المشهد الثلجي قد أثار الشكوك تجاه إميليا، وعزلتها تلك هي التي أدخلتها في دوامة من الألم النفسي.
لقد ضحى بحياته مرارًا وتكرارًا. وإن كان التخلِّي عن كبريائه كافيًا، فسيقدم حتى ذلك.
«ما هذا الحب؟ حقًا، إنها قصة ميؤوس منها.»
فإظهار ضعفه بكل ما أوتي من قوة هو كل ما استطاع ناتسكي سوبارو العاجز والجاهل أن يفعله.
《١》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
راكعًا في وسط الغرفة الحجرية، رفع سوبارو صوته، متمسكًا بأمله في لقاء الساحرة مجددًا.
في ذهنه، رسم صورة للساحرة ذات الشعر الأبيض، ورتب مشاعره لتصبح جوقة تناديها، باحثًا بجنون عن أفضل احتمال يمكن أن يُقرب تلك المصائر المتشابكة.
《١٢》
«لقد انتهى، يا عم ويل. لم تبقَ هنا أي روح على الإطلاق.»
سعى إليها بشغف يائس.
هذه الغرفة تقع داخل قبر الساحرة، حيث تقام المحاكمةات. وبعد عبور البوابة الأولى، من الطبيعي أن يواجه الثانية. لكن رغم ذلك، كان هذا التطور طبيعيًّا ومفاجئًا على حد سواء بالنسبة لسوبارو.
بكل كيانه، اشتاق إليها.
《٩》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com المشهد التالي الذي وقعت عليه عين سوبارو كان نهاية العالم بعينها.
ومع استمراره في التمني دون توقف، تساقطت قطرات العرق من جبينه.
—ثم، في لحظة.
سمع صوتًا.
في هذا المكان، حيث تلاقت معاناة سوبارو مع موته وعودته، اشتاق سوبارو إلى لقاء الساحرة.
«—أوو».
إذا كان التمسك بهذا العطف، الاحتماء به، والاعتماد عليه هو ما سيقوده إلى الإجابة الصحيحة، فـ…
أسرع سوبارو في خطواته، متقدًا بنفاد صبر لم يعد قادرًا على احتماله.
فجأة، لمح سوبارو ضوءًا أبيض خلف جفونه المغلقة. هل كانت هلوسة؟ لا، ليست كذلك.
قبل أن يدرك الأمر، وجد جسده الراكع مستلقيًا على الأرض. لم يستطع تحريك أطرافه، ولم تعد شفتاه قادرتين على التنفس أو التلفظ بأي شيء. سُحب وعيه تدريجيًا بعيدًا عن الواقع.
وسط أصوات خطوات وئيدة على العشب، اقتربت شخصية ما من دائرة الفرسان التي أحاطت بالجثة. بخطوات مترنحة، تقدمت تلك الشخصية حتى وصلت إلى الفتى المسجَّى في مركزها.
لقد تحقق ما كان يريده.
فسر بيتلجيوس النبوءات الناقصة بنفسه وتأقلم مع الظروف المتغيرة أثناء تنفيذه لأوامر الكتاب. أما روزوال، فقد التزم بحذافير تعليمات كتابه، ولا يسمح بوجود أي تناقض معها، حتى لو تطلب الأمر تكرار الأحداث مرارًا لتحقيقها.
«بلى، هو كذلك. لماذا ريم هنا؟ لماذا تغفر لسوبارو؟ لماذا تحتضنه؟ لأن ذلك هو الجواب على كل شيء.»
لقد دُعي إلى قلعة الأحلام ووسط هذا، شعر سوبارو بالامتنان لهذا النذير غير المتوقع.
«ما الذي كنتِ تخططين له… إيكيدنا؟»
«—أوو».
ومع تلاشي وعيه تدريجيًا، شعر بالراحة لأن هناك مَن يُشير إلى طريق نحو مستقبل كان مغلقًا من قبل—
«—انظر الحاضر المجهول».
«—آه…»
وفي اللحظة التي اختفى فيها وعيه تمامًا، شعر وكأنه سمع همسًا بتلك الكلمات.
«—آه، هل تستطيع الوقوف بعد كل هذا يا سوبارو؟»
《٤》
«…»
تأرجحت مشاعر سوبارو في داخله كأنه تحت تأثير الخمر.
«تتخلَّى عن كل شيء آخر؟ هراء. لا مجال لذلك.»
لم يعرف ما الذي حدث. فقدانه للوعي جاء فجأة، ولم يلبث أن وجد نفسه مستيقظًا دون سابق إنذار.
مزَّق هذا الشعور حفرة في قلبه، وأشعل حرارة لا تطاق في أعماق عينيه الخفيتين. في تلك اللحظة تحديدًا، أراد أن يندفع نحو الفتاة، أن يهمس لها بكلمات مواساة. أراد أن يُوقف دموعها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شعر بالارتباك ذاته الذي اعتاد عليه عند تنقله العشوائي بين الماضي والحاضر، حين تنشط قدرة ”العودة بعد الموت“. عقله كان في فوضى وهو يحاول التوفيق بين العالم الذي تركه في اللحظة السابقة، والعالم الجديد الذي استقبله فورًا بعد استيقاظه.
لكن ثمة فرق جوهري بينهما؛ فجوة لا يمكن سدها تفصل بين كيفية التزام كل منهما بإرشادات كتبهما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن عندما أدرك أن هذا التشوش مألوف لديه، كان من السهل أن يستعيد هدوءه.
في ذهنه، بدأ سوبارو بترتيب المعلومات التي لم يُتح له الوقت الكافي لاستيعابها في نهاية محاولته الأخيرة، نظرًا للفوضى التي سادت في لحظاتها الأخيرة واقتراب موته.
أخذ نفسًا عميقًا وطويلًا، محاولًا تهدئة أفكاره المضطربة وقلبه الخافق. لكن ما صدمه هو أنه لم يشعر بفمه، ولا بحنجرته، ولا حتى برئتَيه، اللازمة لأخذ هذا النفس.
بالنسبة إلى سوبارو، الذي عاد بالزمن مرارًا ليعيد صياغة المصير مقابل حياته، كان العالم الذي مات فيه مجرد نقطة عبور نحو مستقبل أمل أن يصنعه.
«—؟»
حاول أن يتحقق بيده من وجود تلك الأعضاء، ولكنه لم يستطع لمسها. كان السبب واضحًا وبسيطًا: لم يشعر بيده أيضًا. بل لم يكن الأمر مقتصرًا على يده فحسب. رأسه، جسده، كل شيء -تلك اللحظة- لم يكن له وجود مادي على الإطلاق.
اختفت تلك التي كانت تشبه ريم في مظهرها فحسب، وظهر مكانها وجه فتاة غريبة.
— كان وجوده محصورًا في وعيه فقط، كأنه عقل عارٍ بلا جسد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وعندما بدأت تمسح ملامح وجهه الميت شيئًا فشيئًا، تمتمت بصوت متحشرج: «لماذا…؟ لماذا عاد سوبارو… ليكون هذا مصيره؟»
… ثم، أمام عينيه، حدث أمر أشبه بشاشة تلفاز تعطلت لتغرق في تشويش الليل الساكن. وسط ذلك التشويش، بدأت ملامح ”ريم“ تتلاشى وتذوب تدريجيًا.
وجد نفسه وعيًا منفردًا في فضاء لا متناهٍ، قادرًا فقط على الرؤية من مكان مرتفع وكأنه يُشرف على العالم من الأعلى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
افتقار جسده للحم والدم ولَّد نوعًا جديدًا من التشوش، لكن باستحضار مفهوم التنفس العميق في ذهنه، حاول استعادة هدوء مصطنع في داخله.
كان مشهدًا مؤلمًا. صوتٌ يكاد يقتل النفس من شدة البؤس. هذا المشهد من بين أشد اللحظات التي خشي أن يشهدها، وأكثرها قسوة على قلبه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بصوت خافت، أعاد راينهارد سيف التنين إلى غمده الأبيض مرة أخرى.
نحَّى حيرته جانبًا، وقاوم شعور السكر الذي راوده، وركَّز بجدية على استيعاب ما يحدث. في عمق تلك الأفكار، كان يبحث عن إجابة: أين هو الآن؟ وماذا يفعل هنا؟
«—هذا… كذب.»
«—أرو».
بطريقة غير مألوفة منها، قذفت رام اتهامات متلاحقة قبل أن تقطع كلماتها فجأة.
فجأة، جاءه صوت ضعيف، مشوش ومهشَّم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان الصوت واهنًا لدرجة أن الكلمات بالكاد وصلت إلى سمعه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ما لا أستطيع فعله. سأكافح في سبيل عهدي حتى تلفظ حياتي أنفاسها الأخيرة… طالما بقيت على قيد الحياة.»
ومع ذلك، عرف سوبارو فورًا، وعلى نحو غريزي—
«نعم، لأنه ليس عادلًا. فالعدل هو معياري. وسيفي… وُجد لتصحيح الأخطاء. ولهذا السبب، سأقطعك هنا والآن، أيها الروح العظيمة.»
—هذا صوت يجب ألا يُصغي إليه، يجب ألا يلاحظه: صوت ينبغي تجاهله تمامًا.
ولكنه لم يستطع ذلك.
شعرها الفضي الجميل انتشر على الأرض، وهي تتأوه بوجع، تلك الفتاة التي عاش معها نهايته المحتومة؛ إميليا، غارقة في عذاب المحاكمة، محبوسة في كابوس من ماضٍ لا تستطيع الإفاقة منه.
لم يكن يمتلك جسدًا ليدير رأسه بعيدًا، وليس بوسعه حتى أن يغلق عينيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أمام سوبارو الذي تهاوى حتى الموت، كانت هناك فتاة ذات شعر وردي تلفظ هذه الكلمات؛ رام.
كانت ضربة قديس السيف قد أنهت العالم وأعادت إصلاحه في آنٍ واحد—
كان محكومًا عليه أن يُشاهد، أن يُسجل المشهد في وعيه عن قرب، وكأن الذاكرة نفسها تُفرض عليه قسرًا.
كان سوبارو، الذي أراد إنقاذ الآخرين، هو مَن تخلَّى عنهم في نهاية المطاف.
كان أحمقًا. كان عليه أن يرحب بذلك التشوش. فقد كان شعور السكر ذاك رحمةً سماوية بذاتها—
وبينما عُرضت أمامه عوالم منتهية، الواحد تلو الآخر، لم يكن بوسع سوبارو إلا أن يستلقي على الأرض بلا حراك.
«كاذب… كاذب، كاذب كاذب كاذب كاذب كاذب كاذب…!»
«لأنني ضعيف.»
تكرر الصوت، متحولًا من كلمات بالكاد مسموعة إلى نبرة تفيض بالدموع.
نحَّى حيرته جانبًا، وقاوم شعور السكر الذي راوده، وركَّز بجدية على استيعاب ما يحدث. في عمق تلك الأفكار، كان يبحث عن إجابة: أين هو الآن؟ وماذا يفعل هنا؟
كان مشهدًا مؤلمًا. صوتٌ يكاد يقتل النفس من شدة البؤس. هذا المشهد من بين أشد اللحظات التي خشي أن يشهدها، وأكثرها قسوة على قلبه.
حتى لو أُنهِك عقله مع كل فشل، فإنه سيظل راضيًا طالما بقيت هناك نهاية تستحق التمسك بها… مهما كانت الفظائع التي يتعين عليه مشاهدتها، مثل تلك التي رأى بعضها بالفعل.
لماذا كان هنا؟ لماذا لاحظ وجوده هنا؟
لقد أخطأ. سوء تقدير قاتل. لا ينبغي له أن يعرف. ليس من المفترض أن يدرك ما رآه. فقد كان عليه أن يدرك—
في لحظة، جُرِد وعيه مرة أخرى، وسقط في عالم أبيض نقي.
—لو لم يفكر مطلقًا بأن هذا مستحيل الحدوث.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الشيء الوحيد الذي لم يستطع سوبارو توقعه هو أي مشهد موت سيُجبر على مشاهدته هذه المرة—
«كاذب! كاذب! سوبارو… أنت كاذب! كاذب—!!»
انشقت الأرض تحت قبضته، وتبعثرت الشظايا مختلطة بدم سوبارو، حتى أن يده نفسها أصبحت تنزف. رفع وجهه نحو السماء، ملطخًا بالدماء، يصرخ في حزن شديد.
انهمرت الدموع من عيني إميليا البنفسجيتين كنافورة مفتوحة، وانهارت وهي تصرخ بصوت حاد، وكأن خيانة مريرة انكشفت أمامها.
تأرجح شعرها الطويل بجنون، كطفلة ضائعة، وهي تبكي وتصرخ كأنها أصيبت بالجنون.
كم مضى من الوقت منذ أن سمع تلك النبرة تدوي في أذنيه؟
وعلى السرير، إلى جانب ريم المستلقية بلا حراك، كان جثمان سوبارو، وقد أنهى حياته بطعنة قصيرة في عنقه.
《٥》
—عندها، سينهار عالم ناتسكي سوبارو بالكامل.
«—لابد أن السيدة فيلت… ستحزن.»
—ما الذي أراه الآن بحق؟
«سوبارو، هل أنت بخير؟»
«…»
«نعم، لأنه ليس عادلًا. فالعدل هو معياري. وسيفي… وُجد لتصحيح الأخطاء. ولهذا السبب، سأقطعك هنا والآن، أيها الروح العظيمة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
واصلت إميليا نحيبها، تنادي اسم سوبارو مرة بعد مرة، بصوت متهدج يملأه الحزن.
الجواب كان واضحًا…
بتردد، انسكبت الكلمة بصوت مفعم بالحزن.
لكن بكاءها كان عبثًا. جسد سوبارو الملطخ بالدماء، الملقى على بطنه فوق السرير، لم يتحرك حتى ولو بمقدار أُنملة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com — ليس الأمر سؤالًا عن قدرتي. بل عليَّ أن أفعل. وسأفعل. أنا.
بدت تلك الحياة التي عاشها سوبارو كأنها قدَّمت له أقسى المصائر وأشدها عبثية. وكأنها، بتصميم متعمد، رتَّبت إميليا، وبياتريس، وحتى إلزا وروزوال، في أقوى تكوين ممكن.
بالطبع لم يفعل. فهذا الجسد لم يعد أكثر من جثة هامدة.
كان سوبارو، الذي مات وخرج من جسده، يحدِّق من علٍ في الجسد الذي فارقته الحياة. المشهد كان كريهًا على نحوٍ لا يحتمل. لم يختبر سوبارو في حياته -حتى بعد عدد الوفيات التي تجاوزت العشر مرات- مشهدًا أشد رعبًا من هذا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لأول مرة، رأى سوبارو بعينيه ألم إميليا على فقدانه.
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
وقفت إميليا متسمَّرة بجوار جسد سوبارو الهامد، وعلى مقربة منها وقف فارس آخر؛ يوليوس.
«…»
«آآغه…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
نظر إلى أثاث الغرفة، وإلى الأشخاص المجتمعين فيها، وإلى جسده الميت على السرير، وكذلك إلى السبب الذي أوصله إلى هذا المصير.
كان ضعفه هو السبب في كل مرة سابقة، والسبب في أن…
في تلك اللحظة، سرت فيه صدمة الفهم، كأن صاعقة ضربت وعيه؛ أدرك متى وقع هذا المشهد.
في تلك اللحظة، وأثناء نظر سوبارو إلى ما وراء الجحيم ذاته، أحسَّ بوعيه يتآكل شيئًا فشيئًا.
كان هذا بعد القضاء على بيتلجيوس روماني كونتي، كبير أساقفة خطايا الموت، وإنقاذ إميليا من قبضة طائفة الساحرة.
تذكَّر كيف فقد أعصابه حين علم بفقدان ريم، وكيف كانت تلك اللحظة هي ما قاده إلى هذا الموت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما اشتعلت مشاعر لا قاع لها بهدوء في عينيه، ترددت خطوات سوبارو في أرجاء الممر وهو يتقدم إلى الأمام. ومع تسرب البرد إلى جسده، وصل بعد بضع عشرات من الثواني إلى الغرفة الحجرية التي غُمرت بضوء شاحب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما استمرت إميليا في البكاء والنحيب، اندفع شخص ما إلى الغرفة بصوت حاد.
بعد أن أسرع إلى العاصمة واكتشف أن العالم قد محا ذكريات الجميع عن ريم التي هاجمتها طائفة الساحرة، دفعته اليأس والغضب إلى أن يغرس خنجرًا في عنقه، متمنيًا بكل جوارحه أن يستعيدها.
كان هروبه الجبان قد أتى بثماره المريرة؛ ذلك هو جوهر ما خلق الجحيم الذي يتجاوز الجحيم نفسه.
—لكن أمنيته لم تتحقق.
حين عاد بالزمن بفضل ”العودة بعد الموت“، كان في لحظة أقرب إلى الحاضر مما توقَّع، مما يعني أنه فقد الفرصة لإنقاذ ريم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أرني سوبارو الذي تحبه ريم بشدة مرة أخرى.»
«لا بأس. لم يعد عليك أن تمرَّ بالأشياء الحزينة وحدك بعد الآن.»
رغم ذلك، أقسم في قلبه ألا يستسلم، وأن يستمر في دعم إميليا، حتى لو كانت فرصته ضئيلة. ولكن—
لم يبق له سوى إدراكه العاجز، بلا قدرة على التدخل أو حتى إبعاد نظره عن المشهد. جريمته لم تندثر، بل بقيت شاهدةً على عذابه، فيما حقد العالم الذي تركه خلفه يمزق روحه كما لو كان مبردًا يكشطها بلا هوادة.
‹لم أكن أعلم… لم أرَ هذا المشهد من قبل. لم أكن أعرف… محال أن أعرف!›
ولهذا السبب، كان عليه أن يدفع ثمن ضعفه بانتقاص عمره. —هكذا اعتقد… ومع ذلك…
لم يسبق له أن شهد مثل هذا المشهد. ففي ذلك العالم، كان قد مات بالفعل.
حتى بوجود قدرة ”العودة بعد الموت“، ليس بوسعه معرفة ما يحدث في العالم بعد وفاته. —لكن، فكر لوهلة؛ ربما لم يكن ذلك صحيحًا تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بالنسبة إلى سوبارو، الذي عاد بالزمن مرارًا ليعيد صياغة المصير مقابل حياته، كان العالم الذي مات فيه مجرد نقطة عبور نحو مستقبل أمل أن يصنعه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يسبق له أن شهد مثل هذا المشهد. ففي ذلك العالم، كان قد مات بالفعل.
فكر: إن لم يرَ الأمور على هذا النحو، إن لم يتمسك بهذا الفهم—
تمكَّن سوبارو من رؤية قطرات شفافة تتساقط من زوايا عينيها الزرقاوين على وجنتيها.
—عندها، سينهار عالم ناتسكي سوبارو بالكامل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
خلع ويلهيلم سترته بسرعة وضغط بها على الجرح، ووجهه الجاد ينطق بخطورة الموقف. أخذ يضرب صدر سوبارو في محاولة يائسة لإعادة قلبه إلى الحياة، بينما لطخت قطرات الدم ملامحه المريعة.
‹توقَّف… توقَّف… توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف تــو…قَّــ…ف، أرجوك، توقَّف…›
ولهذا—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
لم يستطع سوبارو تقبُّل المشهد الذي كان يتكشف أمام عينيه، فصرخ صرخة مشوشة لا معنى لها.
ومع ذلك، لم يخرج صوته من جسده عديم الحنجرة، ولم يستطع إدارة وجهه الخالي من العيون، ولا حتى حجب الصوت عن رأسه الخالي من الأذنين. كانت نهاية هذا العالم تُنقش في وعيه، ووجوده الآن ليس أكثر من مجرد إدراك.
في تلك الكلمات وحدها، عند النهاية الحتمية، ظهرت كراهية خالصة، منفصلة تمامًا عن الغضب أو الندم.
—كانت هذه عقوبة على الفعل المتهور الذي اقترفه سوبارو.
«هـ-هذا… ليس ما كان ينبغي أن يحدث…»
«يا سيدة إميليا! هذا—»
بينما استمرت إميليا في البكاء والنحيب، اندفع شخص ما إلى الغرفة بصوت حاد.
التفَّ وشاح حول عنقها، طويلًا إلى حد أن نهايته بدت تلامس الأرض، متناغمًا مع ملابسها البيضاء ذات الأكمام التي غطتها حتى معصميها. من هذا، استنتج سوبارو أنها شديدة التحفظ في كشف بشرتها.
الشيء الوحيد الذي لم يستطع سوبارو توقعه هو أي مشهد موت سيُجبر على مشاهدته هذه المرة—
كان شعره أبيض ويرتدي زيَّ خادم أسود. هذا المكان هو قصر كروش في العاصمة الملكية، والرجل الذي وقف هناك بذهول هو ويلهيلم، ”شيطان السيف“، الذي ينتمي لهذا المكان بكل تأكيد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وفي تلك اللحظة، وجد وعي سوبارو المجرد نفسه على شفا الانهيار، لرؤيته ذلك المحارب المخضرم وقد أصيب بصدمة عميقة من منظر جثة سوبارو أمامه.
«مهلًا، لا تقل لي… هل كان ذلك المحاكمة للتو؟ ليس محاكمة الماضي… بل المحاكمة الثاني؟!»
«سوبارو… سوبارو… أيها الكاذب… قلت إننا سنبقى معًا…»
«ما الذي حدث…؟ لا، يا سيدة إميليا، سامحيني!»
شعر بالارتباك ذاته الذي اعتاد عليه عند تنقله العشوائي بين الماضي والحاضر، حين تنشط قدرة ”العودة بعد الموت“. عقله كان في فوضى وهو يحاول التوفيق بين العالم الذي تركه في اللحظة السابقة، والعالم الجديد الذي استقبله فورًا بعد استيقاظه.
اتخذت كلمات إميليا التي كانت مليئة باللوم نغمة أشبه بلعنة، وكأنها نطقت بها بمرارة عميقة. سحبها ويلهيلم بلطف بعيدًا عن جسد سوبارو، وهي لا تزال تتشبث به، ثم ترنحت وسقطت على الأرض. لكنه لم يكن معنيًا بسقوطها، فقد ركز كل انتباهه على محاولة إنقاذ سوبارو.
«فيلكس! تعال بسرعة! الأمر طارئ! بالغ الأهمية!!»
«—تأمل الحاضر المجهول.»
خلع ويلهيلم سترته بسرعة وضغط بها على الجرح، ووجهه الجاد ينطق بخطورة الموقف. أخذ يضرب صدر سوبارو في محاولة يائسة لإعادة قلبه إلى الحياة، بينما لطخت قطرات الدم ملامحه المريعة.
«كاذب… كاذب، كاذب كاذب كاذب كاذب كاذب كاذب…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تأرجح شعرها الطويل بجنون، كطفلة ضائعة، وهي تبكي وتصرخ كأنها أصيبت بالجنون.
كان الدم الذي فقده سوبارو كثيرًا جدًا. وكان المحارب العجوز، الذي شهد الكثير من الموت في حياته، يعلم في أعماقه أن روح سوبارو لم تعد حاضرة. ومع ذلك، لم يتوقف عن محاولاته المحمومة لإعادته إلى الحياة.
《٢١》
«يا عم ويل، لماذا تصرخ هكذا…؟ إيه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لماذا كان هنا؟ لماذا لاحظ وجوده هنا؟
«فيلكس، أسرع! سكين اخترقت حلقه! لا وقت نضيعه!»
بصوت مشحون بالحدة، نقل ويلهيلم الحقائق إلى فيلكس الذي وصل للتو. وبحركة سريعة، غلف فيلكس راحة يده بتوهج أزرق، محولًا كمية كبيرة من المانا إلى طاقة علاجية صبَّها في جرح سوبارو.
سيطر تركيز شديد على فيلكس وهو يحاول إنقاذ سوبارو؛ لم يشعر بمثل هذا اليأس من قبل. أما وعي سوبارو، الذي كان يراقب من فوق، فقد غمره الأسى وهو يشاهدهم يحاولون جاهدين إنعاش جسد فارغ بلا روح.
«ما أشدَّ الأسى… حتى مع علمي بأن الأمر سينتهي هكذا، لا أستطيع تغيير النتيجة؟»
«لم تكن لتقول لي أبدًا: ”استرح الآن“.»
‹كفى… توقفوا. لا فائدة. لا فائدة على الإطلاق. لقد مات بالفعل…›
سمع صوتًا.
«تتخلَّى عن كل شيء آخر؟ هراء. لا مجال لذلك.»
كانت النتيجة واضحة. مات سوبارو هناك.
«—!! استمعي إليَّ!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مهما حاولوا، مهما بكت إميليا، فقد انتهى الأمر؛ مات سوبارو.
لقد تجاهل كل شيء. نسي ما سيحدث بعد موته، وتناسى كل من حوله، واختار أن يموت بأنانية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—أحبك.»
«لن أسمح لك بالموت! مستحيل… كيف لي أن أدع مَن ساعدني يموت بهذه الطريقة؟!»
«—بواهه، وااا! مـ-ما هذا؟! آآآه؟!»
«كيف تجرؤ على قول هذا في مثل هذا الوقت…؟ كفى عبثًا، فقط… كفى!!»
لكن ثمة فرق جوهري بينهما؛ فجوة لا يمكن سدها تفصل بين كيفية التزام كل منهما بإرشادات كتبهما.
أراد أن يُخرج كل شيء، أن يكشف عن كل ما يثقل قلبه في تلك اللحظة. قبل أن يستنزف عقله بالكامل، احتاج إلى شخص بجانبه… شخص يستحق أن يحكم على خطاياه.
صاح ويلهيلم بينما كان يضغط بجنون على الجرح، في حين اهتز صوت فيلكس غضبًا وهو يستخدم أحنَّ أنواع السحر في العالم.
مرة أخرى، انتُزع وعيه قسرًا؛ ومرة أخرى، عُرض عليه مشهد ما بعد موته.
تلاحقت المشاعر المتدفقة من كلاهما لتضرب قلب سوبارو بكل عنف، لكن مهما كانت جهودهما صادقة—
وبذلك، لن تعرف إميليا أبدًا سبب تفانيه من أجلها.
«إذًا هذا هو سبب سعيك لتدمير هذا العالم؟»
«فيلكس! لماذا؟! لماذا توقفت عن العلاج؟! إذا استمر الأمر هكذا، فسوف…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما كان سوبارو يحاول بشدة التماسك، كان عاجزًا عن الرد. فقد استمرت نغمة ريم الحانية، وكأنها تحاول تفكيك قيود قلبه برفق، وإذابة مشاعره المتصلبة.
«لقد انتهى، يا عم ويل. لم تبقَ هنا أي روح على الإطلاق.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن ثمة فرق جوهري بينهما؛ فجوة لا يمكن سدها تفصل بين كيفية التزام كل منهما بإرشادات كتبهما.
اقترب ويلهيلم بقلق، غير أن فيلكس هز رأسه بلطف، وأخذ يمسح بمنديل الجرح الذي سُدَّ بسترة ويلهيلم. كان الجرح قد التئم بمهارة لدرجة أن المسح لم يُبقِ أثرًا، وكأن الجرح لم يوجد يومًا.
وضع يده على فمه، ليشعر بتشنج أعضائه الداخلية دفعة واحدة عند استعادة المشهد الذي طُبع في أعماق ذهنه.
لكن كمية كبيرة من الدم كانت قد أُزهقت، والروح التي انسلت منه لم تعد موجودة.
كان مشهدًا مؤلمًا. صوتٌ يكاد يقتل النفس من شدة البؤس. هذا المشهد من بين أشد اللحظات التي خشي أن يشهدها، وأكثرها قسوة على قلبه.
《١٢》
«لماذا…؟! لماذا، سيد سوبارو…؟! كيف فعلت هذا بهذه السهولة…!»
نظر ويلهيلم إلى وجه سوبارو الميت، ثم قبض يده ندمًا وضرب الأرض بقوة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن سوبارو متأكدًا مما إذا كانت محتويات الكتاب تتنبأ بالمستقبل بدقة، لكن إذا أخذ كلمات روزوال على ظاهرها، فقد تصرف روزوال وفقًا لما تمليه عليه إرشادات الكتاب.
انشقت الأرض تحت قبضته، وتبعثرت الشظايا مختلطة بدم سوبارو، حتى أن يده نفسها أصبحت تنزف. رفع وجهه نحو السماء، ملطخًا بالدماء، يصرخ في حزن شديد.
يجب على سوبارو أن يكون قويًا، ولا يظهر ضعفه لأحد سوى ريم.
على النقيض من مشاعر ويلهيلم الجارفة، زفر فيلكس ببطء وقال:
«…جبان. ضعيف. كل الناس يفقدون أحباءهم، أليس كذلك؟ …أن ترمي كل آلامك وأعبائك على الآخرين… هل تشعر بالرضا عن ذلك؟»
كلماته كانت قاسية كسخرية، ورغم ذلك، بدت اتهاماته وكأنها شفقة عميقة.
«هل كان هذا أيضًا وفقًا لتوقعاتك، يا سيدة بياتريس؟! هل لهذا السبب عرقلتِ طريق رام؟!»
تاه وعي سوبارو وسط هذا التعقيد، غير قادر على فك ألغاز هذه المشاعر المختلطة. لكن من سلوك ويلهيلم وفيلكس، كان هناك شيء واحد واضح تمامًا:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تلك الكلمات المبتسمة، بلهجتها التي بدت غير متزامنة ولكن متناغمة تمامًا، كانت مألوفة جدًا؛ وكأن كل شيء عاد كما كان.
— سوبارو ترك جروحًا عميقة ودائمة في قلوبهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه…؟»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إضافة إلى ذلك، وجهها الذي كان على وشك أن يقترب حتى تلتقي شفاههما، وجد نفسه محجوبًا بيد سوبارو.
حتى في حالته الباهتة، ككيان واعٍ مجرد، اخترق هذا الإدراك أعماقه بقسوة.
«سـ-سوبارو، ماذا تقصد…؟ مَن؟ هذا أنا…!»
كان سوبارو يشاهد شيئًا ما. يُعرض عليه شيء ما.
ما هذا الذي يُجبر على رؤيته؟
كان قد شعر بالفخر لتحقيق أفضل بداية حتى ذلك الحين، ولكن إن كان انهيار إميليا هو النتيجة…
ما عليه سوى أن يسرد المشاكل، ويحدد العقبات والجدران التي تعترض طريقه، ثم يصوغ شروط انتصاره بوضوح. عليه أن يرتبها زمنيًا ويخوض التجارب مرة بعد أخرى، بقدر ما يسمح له به عقله ووقته.
لقد كان يُعرض عليه جُرمه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—رغم أنك أخبرتني…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
نحَّى حيرته جانبًا، وقاوم شعور السكر الذي راوده، وركَّز بجدية على استيعاب ما يحدث. في عمق تلك الأفكار، كان يبحث عن إجابة: أين هو الآن؟ وماذا يفعل هنا؟
كان صوتًا واهنًا، بالكاد مسموعًا. لكنه، في سكون الغرفة الذي خلفه استسلام ويلهيلم وفيلكس، ارتطم بوعي سوبارو كأنه وتد يخترق روحه.
امتلأت تلك الجرة الفارغة في أعماق قلبه، التي كانت تغرق في الفراغ، بالدفء.
بينما استسلم الرجلان للواقع، بقيت إميليا جالسة خلفهما، تضم ركبتيها إلى صدرها وتبكي. خدودها غطتها آثار دموع جافة، لكنها لم تهتم بذلك وهي تواصل الحديث بصوت مرتعش:
سمع صوت ريم يأتي من الأمام، وكأنها تسأله باستغراب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«رغم أنك قلت لي إنك تحبني…!»
«…»
—ثم، في لحظة.
نعم، كان قد قالها بالفعل. أخيرًا تمكَّن من البوح بتلك الكلمات التي طالما أراد قولها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
إميليا، التي ابتسمت بدموعها عند سماعها، هي مَن تركها سوبارو خلفه.
«سوبارو، هل أنت بخير؟»
هل يوجد ألم أو خوف يفوق ما اختبره حينذاك، بما يكفي ليدفعه إلى الجنون؟
وفجأة، وكأن أحدهم أطفأ الأنوار، انطفأ العالم الذي كان يشاهده واختفى تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《٦》
«—هـ… هـ…»
ما عليه سوى أن يسرد المشاكل، ويحدد العقبات والجدران التي تعترض طريقه، ثم يصوغ شروط انتصاره بوضوح. عليه أن يرتبها زمنيًا ويخوض التجارب مرة بعد أخرى، بقدر ما يسمح له به عقله ووقته.
فجأة، لمح سوبارو ضوءًا أبيض خلف جفونه المغلقة. هل كانت هلوسة؟ لا، ليست كذلك.
أفاق سوبارو على ألم اصطدام وجهه بالأرض.
أنَّ وهو يمسك بذقنه التي ارتطمت بالسطح البارد، ثم هزَّ رأسه ليتأكد من إحساسه بجسده. أحسَّ بيده تلامس ذقنه المصابة، ليتيقن من وجوده الجسدي. كل شيء كان في مكانه.
تحدَّث يوليوس وهو يوجه حديثه إلى جثمان سوبارو. استخدم أصابعه لينقر على غمد سيفه، وكرر الحركة مرةً تلو الأخرى، بينما ازدادت الفواصل بينها قصرًا شيئًا فشيئًا.
في احتضان بارد وحنون للتدمير، غرق العالم ببطء نحو نهايته كما لو كان يخلد إلى النوم.
«د-داخل… القبر…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تمتم بصوت مرتجف وهو ينقل بصره ليتحقق من مكانه الحالي. فجأة وجد نفسه في غرفة المحاكمة التي كان بها قبل فقدانه للوعي، دون أن يكون قد انتقل عبر الزمن أو المكان.
«مهلًا، لا تقل لي… هل كان ذلك المحاكمة للتو؟ ليس محاكمة الماضي… بل المحاكمة الثاني؟!»
لم تكن إميليا هناك. ولم يعُد بواسطة ”العودة من الموت“. لقد عاد مباشرةً بعد تحقق أمنيته.
استيقظ في ذعر.
«…»
«لكن… ما رأيته ليس وهمًا أو شيئًا قريبًا من ذلك…»
ما الهدف الذي يدفع روزوال إلى اللجوء إلى هذه التطرفات؟
وضع يده على فمه، ليشعر بتشنج أعضائه الداخلية دفعة واحدة عند استعادة المشهد الذي طُبع في أعماق ذهنه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت الفتاة ذات شعر طويل وردي فاتح، تنبعث منها هالة من الهشاشة. وجهها كان شديد الرقة، لكن ما أضفى عليها جاذبية لم يكن الجمال البارز، بل تلك البراءة اللطيفة غير المعتادة.
كان مشهدًا غير متوقع، عالمًا مستحيلًا، مكانًا لم يعد له وجود؛ ذلك كان بلا شك ”مشهد ما بعد موت سوبارو“.
وهكذا—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أ… لكـ—»
استيقظ في ذعر.
في اللحظة التي تكشَّفت فيها الحقيقة أمامه، بلغ اضطراب أحشائه مداه، فتقيأ ما في معدته.
«…»
خرج طعام العشاء الذي لم يعد يذكر متى تناوله مختلطًا بسوائل المعدة، مسفوحًا على الأرض. لم يكن كثيرًا، لكن شعور الغثيان خفَّ بعض الشيء بعد أن أفرغ معدته مرات عدة.
خَشِيَ أن يعترضه أحد وهو في طريقه إلى القبر، لكنه لحسن حظه لم يوقفه لا ريوزو، ولا غارفيل، ولا حتى روزوال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن سوبارو متأكدًا مما إذا كانت محتويات الكتاب تتنبأ بالمستقبل بدقة، لكن إذا أخذ كلمات روزوال على ظاهرها، فقد تصرف روزوال وفقًا لما تمليه عليه إرشادات الكتاب.
«هاه… هاه… ما-ما هذا…؟»
تأوه سوبارو من الألم اللاذع في حلقه جراء سوائل معدته الحمضية، غارقًا في التفكير.
كيف يمكنه أن يحصل على قلب من حديد لا يتزعزع، مهما كانت المحنة، مهما كان العذاب؟
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
ماذا حدث بحق؟ هل سقط في موقف غريب وهو يحاول دخول قلعة الأحلام؟ بالنظر إلى المكان، كان هناك احتمال وحيد يخطر في ذهنه—
—ومع ذلك، فإن سوبارو، الذي كان يتوق إلى العقاب، لم يُمنح سوى عناقٍ لطيف يعجُّ بالغفران.
«مهلًا، لا تقل لي… هل كان ذلك المحاكمة للتو؟ ليس محاكمة الماضي… بل المحاكمة الثاني؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com — ليس الأمر سؤالًا عن قدرتي. بل عليَّ أن أفعل. وسأفعل. أنا.
هذه الغرفة تقع داخل قبر الساحرة، حيث تقام المحاكمةات. وبعد عبور البوابة الأولى، من الطبيعي أن يواجه الثانية. لكن رغم ذلك، كان هذا التطور طبيعيًّا ومفاجئًا على حد سواء بالنسبة لسوبارو.
في اللحظة التي تكشَّفت فيها الحقيقة أمامه، بلغ اضطراب أحشائه مداه، فتقيأ ما في معدته.
غير أن ما أثار رعبه لم يكن مجرد بدء المحاكمة، بل محتواه ذاته.
إذا كان ما شاهده للتو هو المحاكمة الثاني، فإن ذلك كان أسوأ سيناريو يمكن تخيله لسوبارو.
استيقظ في ذعر.
رأى سوبارو ”الجحيم“ مرارًا. كان مدركًا تمامًا لحقيقته.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
وبحثًا عن المستقبل الأمثل، عقد العزم على اجتياز ذلك الجحيم مهما تكرر.
ما عليه سوى أن يسرد المشاكل، ويحدد العقبات والجدران التي تعترض طريقه، ثم يصوغ شروط انتصاره بوضوح. عليه أن يرتبها زمنيًا ويخوض التجارب مرة بعد أخرى، بقدر ما يسمح له به عقله ووقته.
لكن كيف له أن يحافظ على عزيمته بعد أن واجه شيئًا أفظع من الجحيم ذاته؟
«—انظر الى الحاضرالمجهول.»
حين تمتمت كارميلا بهذه الكلمات المتكسرة، أدرك سوبارو ما كان يثير غضبه منها.
«—إذًا… لقد أتيت.»
«ما—؟!»
لأول مرة، رأى سوبارو بعينيه ألم إميليا على فقدانه.
شعر سوبارو بدمه يتجمد في عروقه بينما اهتز جسده من الهلع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com المشهد التالي الذي وقعت عليه عين سوبارو كان نهاية العالم بعينها.
صوت غامض همس في أذنه فجأة، كأنه نسمة برد حادة. ومع صرخته، شُلَّت أطرافه في الحال. وفي تلك اللحظة—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《١٧》
—فقد وعيه مرة أخرى.
فجأة، هاجمه ألم اختناق حاد، حيث تذكر جسده بعد غياب طويل كيف يتنفس من جديد، وبدأ قلبه ينبض بعنف كأنه يحاول إعادة ضخ الدم في عروقه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما كان سوبارو يتلوى ويسعل، حاول استعادة وعيه وسط ومضات بيضاء وحمراء في ذهنه.
مدَّ ذراعيه محاولًا التمسك بشيء، لكنه لم يتمكن من الإمساك بأي شيء. ارتطم كتفه بالأرض، وعجز عن فتح عينيه.
«لا وجود للسيدة إميليا ولا لسوبارو في هذا المكان.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لا، هو مَن تخلى عنهم، هاربًا بموته الأناني، تاركًا العالم خلفه بينما هو وحده يبدأ من جديد في عالم آخر.
سقط وعيه في هوة مظلمة، ثم تلاشى بسرعة.
—لتستمر المحاكمة، ويعاقَب ناتسكي سوبارو بما يفوق الجحيم.
«ما أشدَّ الأسى… حتى مع علمي بأن الأمر سينتهي هكذا، لا أستطيع تغيير النتيجة؟»
《٧》
بحدَّة سطحية وأناقة آسرة، كانت الضربة التي أنهت حياته مدهشة في دقتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يكد الدم يسيل، إذ حملت الطعنة المميتة بصمة مهارة فائقة. لكن قطرات من ذلك الدم القليل علقت بردائه الأبيض، شاهدة على الجريمة التي اقترفها الفارس.
تمددت بقايا سوبارو على ظهره، فيما كان فارس ذو شعر أرجواني يتأمل جثته بصمت. إلى جواره، جلس فيريس منهارًا على الأرض، في حالة يرثى لها، ومن الواضح أنَّه فقد كل قوته.
وفي تلك اللحظة، وجد وعي سوبارو المجرد نفسه على شفا الانهيار، لرؤيته ذلك المحارب المخضرم وقد أصيب بصدمة عميقة من منظر جثة سوبارو أمامه.
«…»
—وما تبقى واقفًا أمامه لم يكن سوى فتاة غريبة، لم يرها من قبل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن سوبارو متأكدًا مما إذا كانت محتويات الكتاب تتنبأ بالمستقبل بدقة، لكن إذا أخذ كلمات روزوال على ظاهرها، فقد تصرف روزوال وفقًا لما تمليه عليه إرشادات الكتاب.
في تلك اللحظة، وأثناء نظر سوبارو إلى ما وراء الجحيم ذاته، أحسَّ بوعيه يتآكل شيئًا فشيئًا.
لم يتحمل الجسد السقوط من علو شاهق، فازدهر على الأرض كزهرة من الدم. ومن الشظايا المتناثرة بوحشية، بالكاد يمكن تمييز أن هذا الجسد كان ذات يوم فتى بشعر أسود.
لم يبق له سوى إدراكه العاجز، بلا قدرة على التدخل أو حتى إبعاد نظره عن المشهد. جريمته لم تندثر، بل بقيت شاهدةً على عذابه، فيما حقد العالم الذي تركه خلفه يمزق روحه كما لو كان مبردًا يكشطها بلا هوادة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—ريم.»
ومع ذلك، كانت هذه اللحظة ضربة أشد وطأة من كل ما سبق.
سمع صوتًا بجواره، صوتًا ناعمًا يحاول بلطف أن ينقذه من شتات روحه المنهكة.
«…سو…بارو؟»
وسط أصوات خطوات وئيدة على العشب، اقتربت شخصية ما من دائرة الفرسان التي أحاطت بالجثة. بخطوات مترنحة، تقدمت تلك الشخصية حتى وصلت إلى الفتى المسجَّى في مركزها.
— كان وجوده محصورًا في وعيه فقط، كأنه عقل عارٍ بلا جسد.
وقفت إميليا متسمَّرة بجوار جسد سوبارو الهامد، وعلى مقربة منها وقف فارس آخر؛ يوليوس.
«آنسة إميليا، من فضلك، امسحي وجهه… وجه سوبارو».
«…»
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل كان ذلك عزاءً حقيقيًا لمَن تبقَّى خلفه؟
«أظن أنه كان ليفضل أن تكوني أنتِ مَن يفعل ذلك، لا أنا. على الأقل، يجب أن يتم ذلك بيدكِ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com طريقتها في الحديث، تشتت نظراتها، الهشاشة التي أبدتها حين خفضت عينيها… كل شيء فيها كان يثير حنقه. ما الذي تحاول فعله بهذه الكلمات المرتبكة وتلك النظرة المتذمرة؟
ومع تلاشي وعيه تدريجيًا، شعر بالراحة لأن هناك مَن يُشير إلى طريق نحو مستقبل كان مغلقًا من قبل—
ناولها يوليوس منديلًا أبيض وهو يخاطبها برفق، فيما كانت غارقة في شرود عميق.
لم تجبه إميليا، بل وقفت مكانها بعينين متسعتين، تائهة بين مشاعر شتى لم تستطع التعبير عنها.
ببطء شديد، رفعت يدها المرتعشة ولمست وجه سوبارو. دون اكتراث بما قد تلطَّخ من كفها، أخذت تمسح براحتيها العرق اليابس وآثار الدم الخفيف الذي خرج من فمه.
لم يكن قادرًا على تخيل حالتها النفسية في اللحظة التي قبلت فيها شفتيه الغارقتين بالدماء، كما لم يستطع، وهو على أعتاب الموت، أن يحمل معه إحساسات أو مشاعر تلك اللحظة الأخيرة التي سبقت رحيله.
وعندما بدأت تمسح ملامح وجهه الميت شيئًا فشيئًا، تمتمت بصوت متحشرج:
«لماذا…؟ لماذا عاد سوبارو… ليكون هذا مصيره؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وكأنَّ الأمر لم يكن إلا خطأً ما، همست إميليا بتساؤلها، موجهةً سؤالًا لشخصٍ لن يتمكن أبدًا من الإجابة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في ذهنه، رسم صورة للساحرة ذات الشعر الأبيض، ورتب مشاعره لتصبح جوقة تناديها، باحثًا بجنون عن أفضل احتمال يمكن أن يُقرب تلك المصائر المتشابكة.
الجثة الميتة لا تملك آذانًا تسمع بها، ولا فمًا يردُّ به على أي تساؤل. ووعي سوبارو، الغارق في توبيخ نفسه على جريمته، لم يملك أي قدرة على التدخل في هذا العالم.
لكن ما كبح شعوره باليأس ومنعه من الانغماس في قناعة أنه سيصل إلى طريق مسدود آخر، كان وجود الفتاة المستلقية بجواره.
«…»
أدرك سوبارو تمامًا أي موتٍ يُعاد تمثيله في هذا العالم الجديد، الواقع بعد الجحيم. كان هذا مشهد موته بعد المعركة ضد بيتلجيوس.
إذا سقط أي واحد منهم، ستصبح حياة سوبارو عالمًا باهتًا لا يطاق. وبالنسبة إلى سوبارو الجشع والأناني، كان هذا أمرًا لا يمكن احتماله.
همس الصوت برفق، مطمئنًا، مفعمًا بالحب.
بعد أن هزموا الحوت الأبيض، وفي المعركة الأولى التي واجه فيها سوبارو وقوة الحملة بيتلجيوس، لم يتمكن من كشف قدرة السيطرة التي امتلكها المجنون. سُرقت روحه وجسده، ولم يكن أمام سوبارو خيار سوى أن يستعين بقوة يوليوس وفيريس ليختار موته بنفسه، متجنبًا أسوأ السيناريوهات التي لن تتيح له حتى العودة بالموت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن سوبارو متأكدًا مما إذا كانت محتويات الكتاب تتنبأ بالمستقبل بدقة، لكن إذا أخذ كلمات روزوال على ظاهرها، فقد تصرف روزوال وفقًا لما تمليه عليه إرشادات الكتاب.
لم يُنجز سوبارو شيئًا. ولا حتى أمرًا واحدًا.
أفسدت تعويذات فيريس الدورة الحيوية داخل جسده بشدة، تاركة وجهه مشوَّهًا بموتٍ قاسٍ. ولولا تدخل يوليوس، لبقي سوبارو بملامحٍ مروعة في لحظة رحيله.
«—هذا… كذب.»
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل كان ذلك عزاءً حقيقيًا لمَن تبقَّى خلفه؟
كانت هناك فتاة. كانت جاثمة أمام جثة تهشَّمت جمجمتها تمامًا.
«السيد سوبارو… أعذرني… أنا آسف للغاية!»
كان ويلهيلم جاثيًا على ركبتيه، وجسده المثخن بالجراح ينحني في خزيٍ عميق.
اجتاحت الرياح العاتية الأشجار وأسقطتها كأنها أعمدة ثلج، وتحولت مساحة واسعة من الغابة إلى سهول جرداء مغطاة بالثلوج.
دفع نفسه الجريحة، وبكى بصوتٍ عالٍ على موت سوبارو، فيما ارتسمت على وجهه ملامح ندمٍ ثقيل. حوله، وقف الفرسان المسنون الذين قاتلوا إلى جانب سوبارو، وقد ارتسمت على وجوههم ذات تعابير الألم الصامت.
كان هؤلاء رفاقه الذين شاركوا معه في مواجهة الحوت الأبيض، وأقسموا معًا أن يعودوا منتصرين إلى العاصمة الملكية. لم يستطع أيٌّ منهم الإيفاء بذلك العهد، ما أثقل قلوبهم وأدمع أعين بعضهم.
لأول مرة، رأى سوبارو بعينيه ألم إميليا على فقدانه.
حدَّق سوبارو بدهشةٍ في مدى الألم الذي خلَّفه موته في نفوسهم. وربما كانت تلك الدموع تؤلمه أكثر لأنه يشهدها الآن من عالم ما بعد الموت.
عندما سألها بتلك النبرة المنخفضة، هزَّت ريم رأسها بخوف، وكأنها تدافع عن نفسها.
«لماذا جاء سوبارو ليساعدني… ليكون هذا مصيره في النهاية؟ لماذا حدث هذا؟»
بينما بقي سوبارو صامتًا دون أي إجابة، واصلت إميليا الضغط بيدها المرتجفة على وجنته، تناديه بصوتٍ لا يمكن أن يصله.
من ذلك المشهد الحزين، أدرك سوبارو جيدًا ما يدور في قلبها. في ذلك العالم، لم يكن قد أعطاها أي إجابة على سؤالها. وبموته، أُجِّلت الإجابة إلى الأبد.
«كنت أعلم أنك ستحاول منعي. ولكن إن لم أفعل هذا، فلن يكون بالإمكان إنقاذ تلك الفتاة.»
وبذلك، لن تعرف إميليا أبدًا سبب تفانيه من أجلها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سقط وعيه في هوة مظلمة، ثم تلاشى بسرعة.
«لطالما كانت طائفة الساحرة سببًا في معاناة هذا العالم. لكن قائدها، رئيس أساقفة خطيئة الكسل، قد قُضي عليه. بالنسبة للعالم، هذا انتصارٌ عظيم. ولكن…»
هذه المرة، عانت إميليا تحت وطأة ماضيها. وقد أظهرت عبر تفسيرات متعثرة، يمكن ملاحظة تصنُّعها بسهولة، إصرارها على مواجهة كابوسها مرة أخرى في اليوم التالي وما بعده، وسط دموعها.
تحدَّث يوليوس وهو يوجه حديثه إلى جثمان سوبارو. استخدم أصابعه لينقر على غمد سيفه، وكرر الحركة مرةً تلو الأخرى، بينما ازدادت الفواصل بينها قصرًا شيئًا فشيئًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هناك فارق شاسع في الكتلة بين الوحش الكبير والشاب؛ بين باك وراينهارد.
فكر: إن لم يرَ الأمور على هذا النحو، إن لم يتمسك بهذا الفهم—
«لكن هذا لا يعني أن التضحيات التي قُدِّمت في سبيل ذلك يمكن مسامحتها. كنتُ آمل أن أبادلَك حديثًا أطول يا ناتسكي سوبارو…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《١٩》
همس يوليوس بهذه الكلمات المؤلمة، ثم صرف نظره عن وجه سوبارو الميت.
«ظننتُ أنكِ ستستمعين إلى ضعفي، وستجعلينني أخرج كل كلماتي الدامعة، حتى أفرغ من كل شيء…»
رفع عينيه نحو السماء التي تلونت بألوان الغروب، وغشى الحزن عينيه، وهمس بصوتٍ ضعيف:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هناك فارق شاسع في الكتلة بين الوحش الكبير والشاب؛ بين باك وراينهارد.
«… كنت أود أن أناديك صديقًا.»
«…»
—هذا صوت يجب ألا يُصغي إليه، يجب ألا يلاحظه: صوت ينبغي تجاهله تمامًا.
تلاشى همس يوليوس بين أشجار الغابة بلا جدوى.
《٨》
«—تأمَّل الحاضر المجهول.»
انطفأت أنوار المسرح فجأة، وعاد وعيه إلى الحاضر.
الشيء الوحيد الذي لم يستطع سوبارو توقعه هو أي مشهد موت سيُجبر على مشاهدته هذه المرة—
استيقظ في ذعر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت ريم قد قالت ذات يوم إن سوبارو هو بطلها.
«—بواهه، وااا! مـ-ما هذا؟! آآآه؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لقد مررت بأوقات صعبة حقًا، أليس كذلك يا سوبارو؟»
تلوَّى جسده في اضطراب. وعندما استعاد إدراكه، وجد نفسه ممددًا على أرضية باردة وصلبة.
في تلك اللحظة، وأثناء نظر سوبارو إلى ما وراء الجحيم ذاته، أحسَّ بوعيه يتآكل شيئًا فشيئًا.
«رغم أنك قلت لي إنك تحبني…!»
في تلك الغرفة، التي كان هواؤها البارد يكاد يؤلم أنفه، أضاع سوبارو نفسه وهو يتدحرج على الأرض بلا هدف. لم يكن في حركته معنى، بل كانت محاولة بائسة للهروب من التفكير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إن لم تتحرك، أعدك بصدق أنك لن تعاني.»
لم يستطع السماح لنفسه بالتفكير فيما رآه. لم يستطع أن يتحمل فكرة فهم ما جرى.
«كيف تجرؤ على قول هذا في مثل هذا الوقت…؟ كفى عبثًا، فقط… كفى!!»
كانت ضربة قديس السيف قد أنهت العالم وأعادت إصلاحه في آنٍ واحد—
استمر بالتدحرج، حتى شعر بدوار وأذنيه تؤلمانه، بينما احتكَّ رأسه بالأرض الخشنة وكأنه يحاول الهرب من العاصفة التي اجتاحت أحشاءه. أراد، ولو بقدر بسيط، أن يقلل فرصة التفكير الواعي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع استعداد روزوال لاستخدام عودة سوبارو بعد الموت كوسيلة لتحقيق غايته، أصبح الموقف معه أشد خطورة مما كان مع بيتلجيوس.
«غاه…!!»
هذا الكتاب السحري له نفس الأصل الذي أتى منه الكتاب الفارغ الذي تمتلكه بياتريس، وهما المجلدان الوحيدان من نوعهما في العالم.
لكن في محاولته للهروب من الواقع، ارتطم بالحائط، فانتهى تدحرجه بعنف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أصابته الضربة القوية في ظهره، وأصدرت عظامه صوت احتكاك مؤلم. نزفت جبهته من خدوش السطح الصلب، غير أن دموعه لم تكن بسبب الألم. بل انهمرت دموعه خزيًا من ضعفه الذي لم يفارقه.
بكى سوبارو من العار الذي شعر به تجاه نفسه الجبانة.
—هو قد تأمل الحاضر المجهول.
ومع تلاشي وعيه تدريجيًا، شعر بالراحة لأن هناك مَن يُشير إلى طريق نحو مستقبل كان مغلقًا من قبل—
إلى متى سيظل ضعف ناتسكي سوبارو يطارده بلا رحمة؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كيف يمكنه أن يحصل على قلب من حديد لا يتزعزع، مهما كانت المحنة، مهما كان العذاب؟
وجود رام بالقرب منها لم يترك أثرًا في بياتريس؛ فقد كان نظرها مثبتًا على سوبارو الميت وحده.
«لن أسمح لك بالموت! مستحيل… كيف لي أن أدع مَن ساعدني يموت بهذه الطريقة؟!»
كان ضعفه هو السبب في كل مرة سابقة، والسبب في أن…
«الأشياء التي ادَّعيتُ أنني لم أرَها… الأشياء التي تجاهلتها… هل هذا ما هي عليه…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ليس الأمر… أنه لم يفكر في هذا من قبل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«آنسة إميليا، من فضلك، امسحي وجهه… وجه سوبارو».
بل لقد طافت هذه الفكرة في ركن من ذهنه مرارًا، لكن خوفه حال دون مواجهتها بصدق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي اللحظة التي اختفى فيها وعيه تمامًا، شعر وكأنه سمع همسًا بتلك الكلمات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بصوت خافت، أعاد راينهارد سيف التنين إلى غمده الأبيض مرة أخرى.
رفض عقله حتى مجرد التفكير في هذا الاحتمال، خشية أن يتحطم أساس كل ما بناه لنفسه.
فإذا كانت العوالم التي تركها خلفه تواصلت بعد موته، فإن كل ما فعله سوبارو سينهار في داخله.
لقد دُعي إلى قلعة الأحلام ووسط هذا، شعر سوبارو بالامتنان لهذا النذير غير المتوقع.
كان سوبارو، الذي أراد إنقاذ الآخرين، هو مَن تخلَّى عنهم في نهاية المطاف.
لا، هو مَن تخلى عنهم، هاربًا بموته الأناني، تاركًا العالم خلفه بينما هو وحده يبدأ من جديد في عالم آخر.
فيما هبت الرياح، تصدعت الأشجار المتجمدة وتكسرت، ثم تحولت إلى غبار، إذ امتصت المانا التي تحفظ وجود الغابة.
كان هروبه الجبان قد أتى بثماره المريرة؛ ذلك هو جوهر ما خلق الجحيم الذي يتجاوز الجحيم نفسه.
«لقد انتهى، يا عم ويل. لم تبقَ هنا أي روح على الإطلاق.»
كانت تلك القبلة أول قبلة بينه وبين إميليا في حياته… ولكن الموت كان قد حال بينهما.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
أهداف سوبارو وروزوال كانت غير قابلة للتوفيق.
هل كانت مجرد أوهام احتمالية؟ أم أنه شهد فعلًا جحيمًا يتجاوز أي جحيم؟
وكأن الهمس قرب أذنيه كان يخبره بلا مبالاة: «لن تتمكن من الفرار.»
في لحظة، جُرِد وعيه مرة أخرى، وسقط في عالم أبيض نقي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أ… لكـ—»
ما زالت جاثية على ركبتيها، حدقت ريم في سوبارو في صمت، وقد بدا الحزن على ملامحها بسبب رفضه لها، وكأنها على وشك الانكسار في أي لحظة.
عندما تردد الهمس للمرة الثالثة، تساءل عن السبب وراء شعوره بألفة مع هذا الصوت، ثم أدرك الحقيقة.
لم يكن هناك أدنى شك، الصوت الذي سمعه… كان صوته هو.
عند وصوله إلى المدخل، التقط أنفاسه في الممر الذي تملؤه نسائم باردة وهادئة. وبما أن المحاكمة قد انتهى لليلة، لم يعد المكان مضاءً بالنور الذي يستقبل المتحدِّين المؤهلين. ورغم ذلك، ضيَّق عينيه محاولًا تحديد مدخل قلعة الأحلام التي ينبغي أن تكون هناك.
《٩》
كانت هناك فتاة. كانت جاثمة أمام جثة تهشَّمت جمجمتها تمامًا.
وُضِع وعي سوبارو مجددًا أمام الإحساس نفسه بأرضيةٍ باردة وقاسية.
لم يتحمل الجسد السقوط من علو شاهق، فازدهر على الأرض كزهرة من الدم. ومن الشظايا المتناثرة بوحشية، بالكاد يمكن تمييز أن هذا الجسد كان ذات يوم فتى بشعر أسود.
وهكذا—
«…»
أمام عينيه… وقفت ريم، التي لطالما اشتاق إليها.
«هـ-هذا السبب… في أن الجميع… يـ-يضايقونني… حتى إيكيدنا فعلت… جعلتني أفعل هذا الشيء الفظيع… الفظيع جدًا…»
لم يعد سوبارو يستغرب استيقاظه بوعيه وحده.
حتى وعيه المتباطئ أدرك ما كانت تنوي فعله. تساءل عمَّا إذا كان من الصواب أن يسمح لها بذلك، أن يترك نفسه يغرق ويتلاشى ويندثر في أحضانها…
كانت تعرف أن سوبارو ضعيف، عاجز، هش لدرجة تجعله بحاجة إلى التعلق بشيء ما ليتمكن من المضي قدمًا. كان مترددًا، فاقد الثقة.
مرة أخرى، انتُزع وعيه قسرًا؛ ومرة أخرى، عُرض عليه مشهد ما بعد موته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الشيء الوحيد الذي لم يستطع سوبارو توقعه هو أي مشهد موت سيُجبر على مشاهدته هذه المرة—
—فقد وعيه مرة أخرى.
«حتى اللحظة الأخيرة… كنت تقول أشياء لا معنى لها تمامًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان مشوش العواطف، وروحه الحائرة تبحث عن شخص يمدُّ له يد العون، وريم التي تفهم كل شيء عن سوبارو، كانت تنقذه مرة أخرى.
أمام سوبارو الذي تهاوى حتى الموت، كانت هناك فتاة ذات شعر وردي تلفظ هذه الكلمات؛ رام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
بدا مظهرها مضطربًا، وزيَّها ممزق في أماكن عدة. تعابير وجه رام، التي كانت عادةً تسعى إلى التزام الهدوء، حملت مزيجًا معقدًا من مشاعر لا تُطاق، إلى جانب غضب مشتعِل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
نعم، كان قد قالها بالفعل. أخيرًا تمكَّن من البوح بتلك الكلمات التي طالما أراد قولها.
لم يعكس تعبيرها الأسى على موت سوبارو بقدر ما كان غضبًا يكاد يكون غير محتمل تجاه تلك النهاية.
«هل كان هذا أيضًا وفقًا لتوقعاتك، يا سيدة بياتريس؟! هل لهذا السبب عرقلتِ طريق رام؟!»
كشف سوبارو عن أنيابه، وكتم ذلك الصوت الداخلي الذي تكرر كثيرًا في ذهنه. لن يسمح لنفسه بالأعذار، ولن يبحث عن طوق نجاة. أقسم عهدًا لن يتراجع عنه أبدًا.
إميليا، التي ابتسمت بدموعها عند سماعها، هي مَن تركها سوبارو خلفه.
بطريقة غير مألوفة منها، قذفت رام اتهامات متلاحقة قبل أن تقطع كلماتها فجأة.
—هذا صوت يجب ألا يُصغي إليه، يجب ألا يلاحظه: صوت ينبغي تجاهله تمامًا.
كانت عيناها الورديتان تتأملان جثة سوبارو وبياتريس الواقفة بجانبه. لم تعبأ رام بالأوساخ التي لوَّثت طرف تنورتها، وحدَّقت في الجسد المحطم قبل أن تنطق بكلمة واحدة:
هل أنقذه ذلك الصوت؟ وإن كان كذلك، هل ينبغي أن يقبل بذلك بأدب؟
أنَّ وهو يمسك بذقنه التي ارتطمت بالسطح البارد، ثم هزَّ رأسه ليتأكد من إحساسه بجسده. أحسَّ بيده تلامس ذقنه المصابة، ليتيقن من وجوده الجسدي. كل شيء كان في مكانه.
«لماذا؟»
«—رغم أنك أخبرتني…»
بتردد، انسكبت الكلمة بصوت مفعم بالحزن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وجود رام بالقرب منها لم يترك أثرًا في بياتريس؛ فقد كان نظرها مثبتًا على سوبارو الميت وحده.
تمكَّن سوبارو من رؤية قطرات شفافة تتساقط من زوايا عينيها الزرقاوين على وجنتيها.
كانت بياتريس… تبكي.
استعد كلاهما لضربة واحدة، تلك الضربة الحاسمة الأخيرة، رغم أن النتيجة كانت واضحة سلفًا—
«كم مرة… جعلتكِ تموتين؟ كم مرة… عليَّ أن أقتلكِ؟»
ذلك المشهد غمر قلب سوبارو بإحساس عميق بالذنب، ألم لا يُحتمل وكأنه ابتلع رصاصًا مصهورًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أكانت حقًا عوالم زائفة وُلدت من الهواجس؟ أم أن واقعه كان يلتهمه واقع آخر؟
مزَّق هذا الشعور حفرة في قلبه، وأشعل حرارة لا تطاق في أعماق عينيه الخفيتين. في تلك اللحظة تحديدًا، أراد أن يندفع نحو الفتاة، أن يهمس لها بكلمات مواساة. أراد أن يُوقف دموعها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن سوبارو افتقد القدمين والذراعين والفم الذي يمكنه من فعل ذلك—
تمكَّن سوبارو من رؤية قطرات شفافة تتساقط من زوايا عينيها الزرقاوين على وجنتيها.
«كنت أعلم… أنك لست ذلك الشخص… ولكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وقد تلاشت كل تعابير وجهها، بدت بياتريس وكأنها شاردة، فيما استمرت قطرات الدموع في الانهمار.
في تلك اللحظة، وأثناء نظر سوبارو إلى ما وراء الجحيم ذاته، أحسَّ بوعيه يتآكل شيئًا فشيئًا.
ربما كان المشهد مؤلمًا إلى حد جعل رام تتخلى عن استجواب بياتريس. أطلقت تنهيدة هادئة، ثم أمالت عينيها نحو جثة سوبارو بنظرة ملؤها السخرية، وهمست بصوت خافت وهي تتأمل مصيره البائس:
«من السهل الاستسلام.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ماذا حدث بحق؟ هل سقط في موقف غريب وهو يحاول دخول قلعة الأحلام؟ بالنظر إلى المكان، كان هناك احتمال وحيد يخطر في ذهنه—
«ما هذا الحب؟ حقًا، إنها قصة ميؤوس منها.»
《١٠》
«التنكر بهيئة الآخرين يبدو أمرًا بسيطًا مقارنةً بقدرات الساحرات الأخريات.»
«—تأمَّل الحاضر المجهول.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وجد نفسه وعيًا منفردًا في فضاء لا متناهٍ، قادرًا فقط على الرؤية من مكان مرتفع وكأنه يُشرف على العالم من الأعلى.
《١١》
«مَن… بحق تكونين؟»
كانت الأجواء مصبوغة بالبياض، وسيطر البرد الشديد على العالم حتى بدا وكأن سماء الليل ذاتها قد تتجمَّد.
«كاذب… كاذب، كاذب كاذب كاذب كاذب كاذب كاذب…!»
فيما هبت الرياح، تصدعت الأشجار المتجمدة وتكسرت، ثم تحولت إلى غبار، إذ امتصت المانا التي تحفظ وجود الغابة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أن تقفي أمامي وأنتِ تبدين كأنكِ ريم! هل هذه هي قدرتكِ؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الأشجار والمباني والمخلوقات الحية، وحتى العالم ذاته، بدأت تتلاشى تدريجيًا نحو ذلك المصير الأبيض.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—تأمل الحاضر المجهول.»
المشهد التالي الذي وقعت عليه عين سوبارو كان نهاية العالم بعينها.
إذا كان ما شاهده للتو هو المحاكمة الثاني، فإن ذلك كان أسوأ سيناريو يمكن تخيله لسوبارو.
في احتضان بارد وحنون للتدمير، غرق العالم ببطء نحو نهايته كما لو كان يخلد إلى النوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ولكن—
«—إذًا… لقد أتيت.»
«لكن هذا لا يعني أن التضحيات التي قُدِّمت في سبيل ذلك يمكن مسامحتها. كنتُ آمل أن أبادلَك حديثًا أطول يا ناتسكي سوبارو…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—أستطيع أن أفهم إلى حد ما ما الذي حدث… وهذا يزيد الأسف عمقًا.»
صوت منخفض جعل الهواء يهتز وارتجفت الأجواء كأنها تردد أصداء الاعتراف بصدى مدوٍّ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت بياتريس… تبكي.
وفي اللحظة التالية، اهتزت الأرض وكأن زلزالًا ضربها، وانطلقت صدمة هائلة عبرها غيَّرت ملامح المشهد في طرفة عين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
اجتاحت الرياح العاتية الأشجار وأسقطتها كأنها أعمدة ثلج، وتحولت مساحة واسعة من الغابة إلى سهول جرداء مغطاة بالثلوج.
تم تسوية الغابة المتجمدة حتى لم يتبق سوى أرض مسطحة، وكان سبب هذا الدمار وحشًا رباعي الأرجل مكسوًا بفراء رمادي طويل، يُوحي بمظهره بأنه مخلوق شبيه بالسنوريات، لكنه هائل الحجم لدرجة اضطر سوبارو إلى رفع رأسه للنظر إليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعر سوبارو بدمه يتجمد في عروقه بينما اهتز جسده من الهلع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم. أنا ريم الخاصة بسوبارو.»
غير أن الأنياب في فم الوحش العملاق كانت مكسورة، وأنفاسه الثقيلة تنبض بإرهاق واضح. ورغم ذلك، كانت عيناه الذهبيتان اللامعتان، وهما الجزء الوحيد الذي بقي محتفظًا بقوة هائلة، تحدَّقان بثبات نحو الأمام.
نظر إلى أثاث الغرفة، وإلى الأشخاص المجتمعين فيها، وإلى جسده الميت على السرير، وكذلك إلى السبب الذي أوصله إلى هذا المصير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ما أشدَّ الأسى… حتى مع علمي بأن الأمر سينتهي هكذا، لا أستطيع تغيير النتيجة؟»
لكن النتيجة الفعلية لاتباع روزوال للكتاب هي صنع الثلج الذي غطى الملجأ. كان المشهد الثلجي قد أثار الشكوك تجاه إميليا، وعزلتها تلك هي التي أدخلتها في دوامة من الألم النفسي.
«—أستطيع أن أفهم إلى حد ما ما الذي حدث… وهذا يزيد الأسف عمقًا.»
فيما بدا صوت الوحش العملاق وكأنه يندب النهاية، جاءه صوت رقيق وجميل، متزن وسط عواصف الثلج.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما استمرت إميليا في البكاء والنحيب، اندفع شخص ما إلى الغرفة بصوت حاد.
كان ذلك الركن من العالم المحتضر يحمل بدايات النهاية، لكن ذلك الصوت لم يفتقر للحياة. وقف صاحب الصوت، شاب ذو شعر أحمر مشتعل، بجسد مرفوع ووقفة منتصبة، يواجه الوحش العملاق.
«د-داخل… القبر…»
حمل الشاب في عينيه، اللتين استحضرتا صفاء السماء الزرقاء، لمحة من الحزن الخافت وهو يحدق في الوحش.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بعد أن أسرع إلى العاصمة واكتشف أن العالم قد محا ذكريات الجميع عن ريم التي هاجمتها طائفة الساحرة، دفعته اليأس والغضب إلى أن يغرس خنجرًا في عنقه، متمنيًا بكل جوارحه أن يستعيدها.
تمددت بقايا سوبارو على ظهره، فيما كان فارس ذو شعر أرجواني يتأمل جثته بصمت. إلى جواره، جلس فيريس منهارًا على الأرض، في حالة يرثى لها، ومن الواضح أنَّه فقد كل قوته.
«لا وجود للسيدة إميليا ولا لسوبارو في هذا المكان.»
شعر بقطرة دافئة من دموع لا ينبغي لها أن تسيل، تنحدر على وجنته.
«ليا تغطُّ في نوم أبدي. عالم بلا تلك الفتاة هو عالم لا أرغب في وجوده. لذا، ووفقًا للميثاق، سأجعل هذا العالم أرضًا متجمدة.»
—ما الذي أراه الآن بحق؟
ثم أضاف بصوت كئيب: «أنا وذلك الرجل نشترك في هذه الجريمة—».
بصراحة، لم يتذكر سوبارو الكثير من النقاشات التي جرت خلال الاجتماع. لكنه ليس بحاجة إلى تذكرها ليفهم فحواها.
ليس هناك مَن يعتمد عليه. كان عليه أن يقلق، ويحيا، ويكافح بمفرده. ولكن إن كان هناك شخص واحد يمكنه الاعتماد عليه—
«إذًا هذا هو سبب سعيك لتدمير هذا العالم؟»
أصلح العالم انزلاقه، وعادت الأجزاء التي تحوَّلت إلى دوامات من المانا إلى هيئتها الصحيحة، وتبرعمت الأزهار من الأرض المحطمة، وانتشر السلام في الهواء المتصدِّع. وأخذت أشعة شمس متألقة تنهمر من السماء.
«كنت أعلم أنك ستحاول منعي. ولكن إن لم أفعل هذا، فلن يكون بالإمكان إنقاذ تلك الفتاة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما أجاب الوحش بصوت هادر يملؤه الغضب، هزَّ الشاب رأسه قليلًا وأمسك بمقبض السيف المثبَّت على وركه. كان غمده الأبيض يحمل آثار مخالب محفورة عليه، دليلًا على أنه السيف الأسطوري الذي خلَّفه التنين منذ زمن بعيد؛ سيف التنين.
في ذلك العالم، ليس هناك سوى شخص واحد يستطيع سحب هذا السيف المتلألئ المتوهج واستخدامه: قديس السيف، راينهارد فان أستريا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عاد بصره إلى عينه اليسرى، مستعيدًا رؤيته الكاملة. شعر بالراحة لذلك، غير أن خوفًا ثقيلًا تملكه؛ خوف من أن تشهد هذه العين الجحيم مرة أخرى، وإحساسًا بالحصار وكأن الجرح الذي لم يعد موجودًا لا يزال يؤلمه.
رفع راينهارد سيف التنين بثقة، موجَّهًا إياه نحو الوحش الهائل.
أمام هذه القوة الهائلة، نهض الوحش الكبير على قوائمه الأمامية، مُجبرًا جسده على الوقوف، عاضًا على أنيابه.
قالت إيكيدنا إن هذا هو الشرط ليُدعى مرة أخرى إلى حفلة الشاي الخاصة بها.
«أفهم ما يؤرقك، وأشعر بالأسى ذاته. ولكن لا أستطيع أن أسمح لك بأن تندفع بهذه المشاعر لتدمير كل شيء. عهدك هذا يجرح العالم نفسه، وهذا ما لا يمكنني غفرانه أبدًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لأنه ليس عادلًا؟»
تصرفاته في الملجأ وحتى تقديمه نفسه كقربان للأرنب العظيم في النهاية كانت جزءًا من التزامه التام بتعليمات الكتاب. دوافعه في هذا كانت مشابهة لما حرَّك أتباع طائفة الساحرة، من بيتلجيوس فما دونه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نعم، لأنه ليس عادلًا. فالعدل هو معياري. وسيفي… وُجد لتصحيح الأخطاء. ولهذا السبب، سأقطعك هنا والآن، أيها الروح العظيمة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان هناك فارق شاسع في الكتلة بين الوحش الكبير والشاب؛ بين باك وراينهارد.
ومع ذلك، حتى سوبارو أدرك من النظرة الأولى مَن منهما يمتلك القوة القتالية الأعظم.
«أ-أنا… لم أكن أريد فعل ذلك، لكن إيكيدنا… كـ-كذبت عليَّ…»
لم يكن حتى باك، بقوته الحقيقية المطلقة، قادرًا على زعزعة الهدوء الذي ارتسم على وجه راينهارد. بضربة واحدة من سيف التنين، كان بإمكان قديس السيف أن يشطر هذه الروح إلى نصفين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت الروح الجبارة التي تدفقت من السيف تنتشر في الأرجاء بشكل لا لبس فيه، معلنة عن عظمة قوته.
إميليا، التي ابتسمت بدموعها عند سماعها، هي مَن تركها سوبارو خلفه.
«إن لم تتحرك، أعدك بصدق أنك لن تعاني.»
هل كانت مجرد أوهام احتمالية؟ أم أنه شهد فعلًا جحيمًا يتجاوز أي جحيم؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ماذا حدث بحق؟ هل سقط في موقف غريب وهو يحاول دخول قلعة الأحلام؟ بالنظر إلى المكان، كان هناك احتمال وحيد يخطر في ذهنه—
«هذا ما لا أستطيع فعله. سأكافح في سبيل عهدي حتى تلفظ حياتي أنفاسها الأخيرة… طالما بقيت على قيد الحياة.»
«—انظر الى الحاضرالمجهول.»
اهتز سيف التنين وأطلق هالة مرعبة، حتى بدا الهواء المتجمد وكأنه يتصدَّع ويصرخ طلبًا للرحمة.
أمام هذه القوة الهائلة، نهض الوحش الكبير على قوائمه الأمامية، مُجبرًا جسده على الوقوف، عاضًا على أنيابه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يستطع السماح لنفسه بالتفكير فيما رآه. لم يستطع أن يتحمل فكرة فهم ما جرى.
استعد كلاهما لضربة واحدة، تلك الضربة الحاسمة الأخيرة، رغم أن النتيجة كانت واضحة سلفًا—
«نعم، لأنه ليس عادلًا. فالعدل هو معياري. وسيفي… وُجد لتصحيح الأخطاء. ولهذا السبب، سأقطعك هنا والآن، أيها الروح العظيمة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«عليَّ أن أمنعك من إلحاق أي أذى آخر. إن كان لا بد أن تكره أحدًا، فلتكرهني أنا.»
«أنا لا أكنُّ لك أي ضغينة يا راينهارد. أنت… أنت بطل. وللبطل دور واحد فقط يؤديه. لا ألومك، ولا أكنُّ لك أي كراهية لأنك اخترت أن تتصالح مع هذا الواقع.»
ما زالت جاثية على ركبتيها، حدقت ريم في سوبارو في صمت، وقد بدا الحزن على ملامحها بسبب رفضه لها، وكأنها على وشك الانكسار في أي لحظة.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هناك فارق شاسع في الكتلة بين الوحش الكبير والشاب؛ بين باك وراينهارد.
«أنت بطل يا راينهارد وهذا كل مايمكنك ان تكونه.»
«لن أسمح لك بالموت! مستحيل… كيف لي أن أدع مَن ساعدني يموت بهذه الطريقة؟!»
في تلك الكلمات وحدها، عند النهاية الحتمية، ظهرت كراهية خالصة، منفصلة تمامًا عن الغضب أو الندم.
في اللحظة التالية، رفع راينهارد سيف التنين فوق رأسه، واندلعت ومضة ضوء واحد؛ شقَّت السماء، وامتدت الشقوق عبر الهواء نفسه، وتفتتت الأرض، ودوَّمت المانا في دوامة عاتية، وعلى طول قوس ضربته… انزلق العالم.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
ذلك التبادل الحميم ترك سوبارو على شفا البكاء، غير قادر على كبح دموعه مهما حاول.
«…»
كلاهما نوى الالتزام التام بكتابه، لكن دوافعهما ومنهجيتهما كانتا مختلفتين تمامًا.
«أنتِ… كان يجب أن تكوني…!»
ومع استقرار تلك الضربة العارمة، استعاد الهواء البارد الذي غطَّى العالم صفاءه.
«ليس هناك سبب يجعلك تتحمل كل شيء وحدك يا سوبارو. دعها لريم. الآن… استرح. لا بأس أن تنام. وبعد ذلك…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《١٥》
أصلح العالم انزلاقه، وعادت الأجزاء التي تحوَّلت إلى دوامات من المانا إلى هيئتها الصحيحة، وتبرعمت الأزهار من الأرض المحطمة، وانتشر السلام في الهواء المتصدِّع. وأخذت أشعة شمس متألقة تنهمر من السماء.
كانت تجلس على كرسي أبيض أمام طاولة بيضاء في حقل من العشب، وأسندت خدها إلى راحة يدها بابتسامة ساحرة، تنضح غموضًا.
كانت ضربة قديس السيف قد أنهت العالم وأعادت إصلاحه في آنٍ واحد—
أما الوحش الهائل الذي غمرته تلك الضربة… فقد تلاشى من الوجود بلا أثر. لم يبقَ أي دليل يشير إلى الدمار، وكأن المعركة ذاتها لم تكن سوى حلم عابر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بصوت خافت، أعاد راينهارد سيف التنين إلى غمده الأبيض مرة أخرى.
بصوت خافت، أعاد راينهارد سيف التنين إلى غمده الأبيض مرة أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‹توقَّف… توقَّف… توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف توقَّف تــو…قَّــ…ف، أرجوك، توقَّف…›
وفيما كانت نسمة عابرة تحرُّك خصلات شعره الأحمر، ضيَّق عينيه وهو يتأمل ضوء الشمس، ورفع وجهه نحو السماء. تشدَّدت شفتاه قليلًا، ومع زفيره، همس بصوت بالكاد يُسمع—
كانت الأجواء مصبوغة بالبياض، وسيطر البرد الشديد على العالم حتى بدا وكأن سماء الليل ذاتها قد تتجمَّد.
«—لابد أن السيدة فيلت… ستحزن.»
كان ويلهيلم جاثيًا على ركبتيه، وجسده المثخن بالجراح ينحني في خزيٍ عميق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بدت تلك نبرة جميلة، تنتمي لشخص عزيز على قلبه.
أغمض قديس السيف عينيه بهمسة أخيرة.
هل كان في الواقع؟ أم في الحلم؟ هل كان محض وعي مجرد؟ هل يمتلك جسدًا؟
مدَّ ذراعيه محاولًا التمسك بشيء، لكنه لم يتمكن من الإمساك بأي شيء. ارتطم كتفه بالأرض، وعجز عن فتح عينيه.
《١٢》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ما لا أستطيع فعله. سأكافح في سبيل عهدي حتى تلفظ حياتي أنفاسها الأخيرة… طالما بقيت على قيد الحياة.»
«—تأمل الحاضر المجهول.»
انشقت الأرض تحت قبضته، وتبعثرت الشظايا مختلطة بدم سوبارو، حتى أن يده نفسها أصبحت تنزف. رفع وجهه نحو السماء، ملطخًا بالدماء، يصرخ في حزن شديد.
رغم ذلك، أقسم في قلبه ألا يستسلم، وأن يستمر في دعم إميليا، حتى لو كانت فرصته ضئيلة. ولكن—
《١٣》
لم يرغب سوبارو في أن يشبهه ولو قليلًا، لكن كان من الواضح أن روزوال يلتزم بكلماته، حتى لو تطلب الأمر التضحية بحياته.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
نظر إلى أثاث الغرفة، وإلى الأشخاص المجتمعين فيها، وإلى جسده الميت على السرير، وكذلك إلى السبب الذي أوصله إلى هذا المصير.
《١٤》
انهمرت الدموع من عيني إميليا البنفسجيتين كنافورة مفتوحة، وانهارت وهي تصرخ بصوت حاد، وكأن خيانة مريرة انكشفت أمامها.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
«عليَّ أن أمنعك من إلحاق أي أذى آخر. إن كان لا بد أن تكره أحدًا، فلتكرهني أنا.»
《١٥》
غمزت إيكيدنا وهي تتحدث.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
«أفهم ما يؤرقك، وأشعر بالأسى ذاته. ولكن لا أستطيع أن أسمح لك بأن تندفع بهذه المشاعر لتدمير كل شيء. عهدك هذا يجرح العالم نفسه، وهذا ما لا يمكنني غفرانه أبدًا.»
《١٦》
«—تأمل الحاضر المجهول.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《١٧》
كل ما تطلَّب الأمر كان جملة واحدة؛ كم من القوة منحته تلك الكلمات؟
«نعم، لأنه ليس عادلًا. فالعدل هو معياري. وسيفي… وُجد لتصحيح الأخطاء. ولهذا السبب، سأقطعك هنا والآن، أيها الروح العظيمة.»
«—تأمل الحاضر المجهول.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《١٨》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《١٩》
«—تأمل الحاضر المجهول.»
كشف سوبارو عن أنيابه، وكتم ذلك الصوت الداخلي الذي تكرر كثيرًا في ذهنه. لن يسمح لنفسه بالأعذار، ولن يبحث عن طوق نجاة. أقسم عهدًا لن يتراجع عنه أبدًا.
《١٩》
—كانت هذه عقوبة على الفعل المتهور الذي اقترفه سوبارو.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
كان هؤلاء رفاقه الذين شاركوا معه في مواجهة الحوت الأبيض، وأقسموا معًا أن يعودوا منتصرين إلى العاصمة الملكية. لم يستطع أيٌّ منهم الإيفاء بذلك العهد، ما أثقل قلوبهم وأدمع أعين بعضهم.
وأضاف أنه إن فعل ذلك، فسيصبح سوبارو مثله.
《٢٠》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حين أعطت الفتاة -كارميلا- إجابتها، شعر سوبارو بنفسه يحبس أنفاسه بلا وعي.
—هو قد تأمل الحاضر المجهول.
‹كفى… توقفوا. لا فائدة. لا فائدة على الإطلاق. لقد مات بالفعل…›
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت الفتاة ذات شعر طويل وردي فاتح، تنبعث منها هالة من الهشاشة. وجهها كان شديد الرقة، لكن ما أضفى عليها جاذبية لم يكن الجمال البارز، بل تلك البراءة اللطيفة غير المعتادة.
وبينما عُرضت أمامه عوالم منتهية، الواحد تلو الآخر، لم يكن بوسع سوبارو إلا أن يستلقي على الأرض بلا حراك.
«—أوو».
لم يعرف في تلك اللحظة أين يوجد.
لكن النتيجة الفعلية لاتباع روزوال للكتاب هي صنع الثلج الذي غطى الملجأ. كان المشهد الثلجي قد أثار الشكوك تجاه إميليا، وعزلتها تلك هي التي أدخلتها في دوامة من الألم النفسي.
«…»
هل كان في الواقع؟ أم في الحلم؟ هل كان محض وعي مجرد؟ هل يمتلك جسدًا؟
《١》
بعد كل تلك الكوابيس المتكررة… هل يصح حتى تسميتها كوابيس؟ أم هي جريمته التي يتوجب عليه تقبُّلها؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هل كانت مجرد أوهام احتمالية؟ أم أنه شهد فعلًا جحيمًا يتجاوز أي جحيم؟
أنَّ وهو يمسك بذقنه التي ارتطمت بالسطح البارد، ثم هزَّ رأسه ليتأكد من إحساسه بجسده. أحسَّ بيده تلامس ذقنه المصابة، ليتيقن من وجوده الجسدي. كل شيء كان في مكانه.
وربما خُلِقت عوالم مريحة من ذكرياته؟ ولكن كيف وصلت إليها معلومات بعد وفاته، وهي أمور لم يكن يعلمها؟
كان هذا بعد القضاء على بيتلجيوس روماني كونتي، كبير أساقفة خطايا الموت، وإنقاذ إميليا من قبضة طائفة الساحرة.
أكانت حقًا عوالم زائفة وُلدت من الهواجس؟ أم أن واقعه كان يلتهمه واقع آخر؟
مهما يكن الجواب، فقد تلقى سوبارو ضربة هائلة على نفسيته؛ ضربة منعته من مواجهة ما حدث، من النهوض، أو حتى رفع رأسه.
«…»
ولهذا—
«—آه، هل تستطيع الوقوف بعد كل هذا يا سوبارو؟»
وجود رام بالقرب منها لم يترك أثرًا في بياتريس؛ فقد كان نظرها مثبتًا على سوبارو الميت وحده.
سمع صوتًا بجواره، صوتًا ناعمًا يحاول بلطف أن ينقذه من شتات روحه المنهكة.
خلع ويلهيلم سترته بسرعة وضغط بها على الجرح، ووجهه الجاد ينطق بخطورة الموقف. أخذ يضرب صدر سوبارو في محاولة يائسة لإعادة قلبه إلى الحياة، بينما لطخت قطرات الدم ملامحه المريعة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ليس الأمر… أنه لم يفكر في هذا من قبل.
بدت تلك نبرة جميلة، تنتمي لشخص عزيز على قلبه.
الشيء الوحيد الذي لم يستطع سوبارو توقعه هو أي مشهد موت سيُجبر على مشاهدته هذه المرة—
لم يستطع سوبارو تقبُّل المشهد الذي كان يتكشف أمام عينيه، فصرخ صرخة مشوشة لا معنى لها.
«—آه…»
ذلك المشهد غمر قلب سوبارو بإحساس عميق بالذنب، ألم لا يُحتمل وكأنه ابتلع رصاصًا مصهورًا.
شعر بقطرة دافئة من دموع لا ينبغي لها أن تسيل، تنحدر على وجنته.
كم مضى من الوقت منذ أن سمع تلك النبرة تدوي في أذنيه؟
كان صوتًا واهنًا، بالكاد مسموعًا. لكنه، في سكون الغرفة الذي خلفه استسلام ويلهيلم وفيلكس، ارتطم بوعي سوبارو كأنه وتد يخترق روحه.
«نوعًا ما… لكن غير صحيح… أظن. إيكيدنا تراقب المحاكمة، والمحاكمة دائمًا… تبدو كأنها حلم، لذلك… نعم.»
من حيث الأيام الفعلية، لم يكن غيابها طويلًا. بالكاد مرَّ أسبوع على رؤيتها من قبل معارفها وأهلها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ومع ذلك، لم يشعر سوبارو بذلك. بدا له أن الفراق امتد لدهور.
«—هـ… هـ…»
«هل كان هذا أيضًا وفقًا لتوقعاتك، يا سيدة بياتريس؟! هل لهذا السبب عرقلتِ طريق رام؟!»
بالنسبة لسوبارو، الذي عاد مرارًا عبر الموت، لم يكن للزمن المادي أي معنى. ما كان يهم هو اللحظات التي خَبِرَها قلبه وروحه.
لن يسمح بإيذاء إميليا، ولا ريم، ولا رام، ولا بيترا، ولا أوتو، ولا فريدريكا، ولا سكان قرية إيرلهام، ولا سكان الملجأ، ولا ريوزو، ولا حتى غارفيل.
وبالنسبة له، مرت حقبة طويلة منذ أن أنصتت روحه لصوتها مرة أخرى.
«سوبارو، هل أنت بخير؟»
مدَّ يده وهزَّ كتف الفتاة المستلقية برقة، ليعيدها إلى الواقع بلطف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
همس الصوت برفق، مطمئنًا، مفعمًا بالحب.
«… ثم ستقولين لي: انهض.»
غمر هذا النداء قلب سوبارو الجاف بحنان عائلي وشغف حقيقي، كأنما يطفئ عطشه العاطفي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
امتلأت تلك الجرة الفارغة في أعماق قلبه، التي كانت تغرق في الفراغ، بالدفء.
‹لم أكن أعلم… لم أرَ هذا المشهد من قبل. لم أكن أعرف… محال أن أعرف!›
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كل ما تطلَّب الأمر كان جملة واحدة؛ كم من القوة منحته تلك الكلمات؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—أستطيع أن أفهم إلى حد ما ما الذي حدث… وهذا يزيد الأسف عمقًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تذكَّر بكل جوارحه كيف كانت أصابعها النحيلة، ومدى دفء بشرتها حينما احتضنته بقربها، وحجم الحب الهائل الذي منحته له.
«—هذا… كذب.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بصراحة، لم يتذكر سوبارو الكثير من النقاشات التي جرت خلال الاجتماع. لكنه ليس بحاجة إلى تذكرها ليفهم فحواها.
«لا، ليس كذبًا.»
«لا يمكنكِ أن تكوني هنا.»
بصراحة، لم يتذكر سوبارو الكثير من النقاشات التي جرت خلال الاجتماع. لكنه ليس بحاجة إلى تذكرها ليفهم فحواها.
لأنها كانت تعرف.
«إن كنت تريدني، سأكون دائمًا إلى جانبك، يا سوبارو.»
جدد عهده داخل نفسه، عهدًا صلبًا وقويًا، لا ينكسر أبدًا.
«كأنما، حين أفكر بأشد اللحظات، وأتمنى أن يتدخل أحدهم… وكأنكِ ستكونين دائمًا موجودة… الأمور لا تسير بهذه السهولة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لماذا كان هنا؟ لماذا لاحظ وجوده هنا؟
«لأنني دائمًا أفكر… أريد أن أكون أكثر النساء ملاءمة لسوبارو.»
لم يكن يمتلك جسدًا ليدير رأسه بعيدًا، وليس بوسعه حتى أن يغلق عينيه.
بصوت مختنق، وبأنين ضعيف ومتهالك، تهاوى سوبارو تمامًا.
«ري…م.»
سواء كان ذلك صوابًا أم لا، ريم ستغفر له، أليس كذلك؟
ومع ذلك، حتى في تلك اللحظة التي تجلَّت فيها هشاشته على نحو مكشوف، لم يتسلل أدنى احتقار من صوتها. لم تفقد إيمانها به أبدًا.
«—تأمل الحاضر المجهول.»
لأنها كانت تعرف.
كانت تعرف أن سوبارو ضعيف، عاجز، هش لدرجة تجعله بحاجة إلى التعلق بشيء ما ليتمكن من المضي قدمًا. كان مترددًا، فاقد الثقة.
ما عليه سوى أن يسرد المشاكل، ويحدد العقبات والجدران التي تعترض طريقه، ثم يصوغ شروط انتصاره بوضوح. عليه أن يرتبها زمنيًا ويخوض التجارب مرة بعد أخرى، بقدر ما يسمح له به عقله ووقته.
لكنها كانت الفتاة التي، رغم معرفتها بضعفه، قالت له ذات يوم: «أنا أحبك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《٢》
كانت الروح الجبارة التي تدفقت من السيف تنتشر في الأرجاء بشكل لا لبس فيه، معلنة عن عظمة قوته.
«—ريم.»
«كأنما، حين أفكر بأشد اللحظات، وأتمنى أن يتدخل أحدهم… وكأنكِ ستكونين دائمًا موجودة… الأمور لا تسير بهذه السهولة…»
«نعم. أنا ريم الخاصة بسوبارو.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《١٥》
رفع سوبارو رأسه. ومن خلال الرؤية المغبشة بدموعه، تسرَّبت ألوان الزرقة إلى بصره. مسح عينيه بعنف بكم ملابسه المتسخة، ليكشف بوضوح عن المشهد الذي كان يتوق إليه بشدة.
أمام عينيه… وقفت ريم، التي لطالما اشتاق إليها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان الصوت واهنًا لدرجة أن الكلمات بالكاد وصلت إلى سمعه.
«ريييم…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نعم، أنا ريم. خادمة سوبارو المخلصة والمتفانية في كل شيء.»
«آآغه…؟»
لقد كان يُعرض عليه جُرمه.
«لماذا… أنتِ…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بكل كيانه، اشتاق إليها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في تلك اللحظة، ذلك الصوت الهامس في أذنه أعاده إلى رشده.
بإمالة طفيفة لرأسها، أبدت ريم لمسة مرحة أربكت سوبارو. وقبل أن يتمكن من قول شيء، شعر بشيء ثقيل يتساقط من صدره. هدأ تنفُّسه، واختفت تلك النبرة التشاؤمية التي كانت تسكن داخله.
لكن رؤيته لم تكن جيدة بما يكفي للعثور على ذلك الباب. ومع ذلك، كان واثقًا من الكلمات التي نطقتها الساحرة…
كان مذهولًا من السهولة -نعم، السهولة البالغة- التي أُعتق بها من قيوده بمجرد ابتسامة فتاة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يستطع السماح لنفسه بالتفكير فيما رآه. لم يستطع أن يتحمل فكرة فهم ما جرى.
كلاهما نوى الالتزام التام بكتابه، لكن دوافعهما ومنهجيتهما كانتا مختلفتين تمامًا.
«ريم… أنتِ رائعة…»
وفي تلك اللحظة، وجد وعي سوبارو المجرد نفسه على شفا الانهيار، لرؤيته ذلك المحارب المخضرم وقد أصيب بصدمة عميقة من منظر جثة سوبارو أمامه.
… ثم، أمام عينيه، حدث أمر أشبه بشاشة تلفاز تعطلت لتغرق في تشويش الليل الساكن. وسط ذلك التشويش، بدأت ملامح ”ريم“ تتلاشى وتذوب تدريجيًا.
«شكرًا جزيلًا. وأنت أيضًا رائع، سوبارو.»
تكرر الصوت، متحولًا من كلمات بالكاد مسموعة إلى نبرة تفيض بالدموع.
تلك الكلمات المبتسمة، بلهجتها التي بدت غير متزامنة ولكن متناغمة تمامًا، كانت مألوفة جدًا؛ وكأن كل شيء عاد كما كان.
ذلك التبادل الحميم ترك سوبارو على شفا البكاء، غير قادر على كبح دموعه مهما حاول.
بينما ما زال مستلقيًا على الأرض، اقتربت ريم وجثت أمامه، وعيناها تفيض بالحنان.
«هل أنت بخير؟ هل تشعر بالتعب؟»
لقد تجاهل كل شيء. نسي ما سيحدث بعد موته، وتناسى كل من حوله، واختار أن يموت بأنانية.
«لا أدري… هل أنا متعب…؟ مع أنني… لم أنجز شيئًا بعد…»
تحت تلك السماء الزرقاء الصافية، كانت تلك الكلمات هي ما همست بها ريم لناتسكي سوبارو عندما سُحق تحت وطأة اليأس.
لم يُنجز شيئًا. لم يفعل شيئًا. لم يكن يملك الحق في الشعور بالتعب.
الجميع يعاني أكثر منه. الجميع يمر بألم أكبر. لماذا على الجميع أن يعاني هكذا؟
«التنكر بهيئة الآخرين يبدو أمرًا بسيطًا مقارنةً بقدرات الساحرات الأخريات.»
الجواب كان واضحًا…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لأنني ضعيف.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إذا كانت تعليمات الكتاب تتطلب إنهاء الأحداث في الملجأ والقصر بالشكل الذي يريده، فإن روزوال سيعيد تلك المآسي مرارًا حتى يحصل على النتيجة المرغوبة.
«…»
ومع استقرار تلك الضربة العارمة، استعاد الهواء البارد الذي غطَّى العالم صفاءه.
«لأنني لا أملك القوة الكافية.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
«لو كنتُ أقوى… لو كنتُ أذكى… لو كنتُ رجلًا يستطيع فعل المزيد… لما اضطر أحد إلى المعاناة، أو الحزن، أو المرور بتلك الأوقات الصعبة…»
هل كان في الواقع؟ أم في الحلم؟ هل كان محض وعي مجرد؟ هل يمتلك جسدًا؟
«اختفِ، أيتها المزيفة. لا تحاولي خداعي بوجه، وبصوت ريم التي أحبها!!»
كان من الأفضل لو امتلك سوبارو القوة الكافية لحمل كل شيء على عاتقه وحده.
«هل أنقذتُ… أحدًا…؟»
حزن إميليا، وحدة بياتريس، المصائب التي حلت ببِيترا وفريدريكا، تهديد الأرنب العظيم، وغارفيل الذي كان يحمي بشدة شيئًا ما… كان يجب أن يتمكن من فعل… شيء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كل شيء، كل ما حدث، كان خطأ سوبارو وحده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يعرف في تلك اللحظة أين يوجد.
ولهذا السبب، كان عليه أن يدفع ثمن ضعفه بانتقاص عمره. —هكذا اعتقد… ومع ذلك…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هل أنقذتُ… أحدًا…؟»
«أنا… كارميلا؟… سـ-ساحرة الشهوة… تـ-تشرفت بلقائك…»
«سوبارو.»
«ظننتُ أنكِ ستستمعين إلى ضعفي، وستجعلينني أخرج كل كلماتي الدامعة، حتى أفرغ من كل شيء…»
«إذا كانت تلك العوالم قد استمرت بعد موتي… كم مرة تركت الجميع ليموتوا؟»
لقد أنهكته الأزمات حتى لم يعد يعلم الطريق الذي يسلكه، ولا الاتجاه الذي يتوجه إليه. لذلك، فكر في الاستسلام؛ أن يتخلى عن كل شيء—
«سوبارو.»
نعم، كان قد قالها بالفعل. أخيرًا تمكَّن من البوح بتلك الكلمات التي طالما أراد قولها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وكأنُّه أراد تعميق ذلك الألم، وضع سوبارو يده على صدره، مظهرًا ضراوة تعكس روحه الجريحة.
«كم مرة… جعلتكِ تموتين؟ كم مرة… عليَّ أن أقتلكِ؟»
شعر بالارتباك ذاته الذي اعتاد عليه عند تنقله العشوائي بين الماضي والحاضر، حين تنشط قدرة ”العودة بعد الموت“. عقله كان في فوضى وهو يحاول التوفيق بين العالم الذي تركه في اللحظة السابقة، والعالم الجديد الذي استقبله فورًا بعد استيقاظه.
بكلمات متسارعة، وبرعب ينبع من أعماق جسده المرتعش، أقرَّ سوبارو بجرائمه.
أراد أن يُخرج كل شيء، أن يكشف عن كل ما يثقل قلبه في تلك اللحظة. قبل أن يستنزف عقله بالكامل، احتاج إلى شخص بجانبه… شخص يستحق أن يحكم على خطاياه.
ثم أضاف بصوت كئيب: «أنا وذلك الرجل نشترك في هذه الجريمة—».
لقد قرر في قلبه ألَّا يخطئ بعد الآن، ومع ذلك، كان يسير في طريق خاطئ منذ أول خطوة. أراد لذلك الأحمق الذي لا أمل في خلاصه أن يُعاقب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—سوبارو.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تذكَّر بكل جوارحه كيف كانت أصابعها النحيلة، ومدى دفء بشرتها حينما احتضنته بقربها، وحجم الحب الهائل الذي منحته له.
«…»
«—آه.»
—ومع ذلك، فإن سوبارو، الذي كان يتوق إلى العقاب، لم يُمنح سوى عناقٍ لطيف يعجُّ بالغفران.
خرج طعام العشاء الذي لم يعد يذكر متى تناوله مختلطًا بسوائل المعدة، مسفوحًا على الأرض. لم يكن كثيرًا، لكن شعور الغثيان خفَّ بعض الشيء بعد أن أفرغ معدته مرات عدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ري…م.»
بينما ما زال مستلقيًا على الأرض، اقتربت ريم وجثت أمامه، وعيناها تفيض بالحنان.
«لا بأس، لا بأس يا سوبارو.»
«…»
كان ذلك الركن من العالم المحتضر يحمل بدايات النهاية، لكن ذلك الصوت لم يفتقر للحياة. وقف صاحب الصوت، شاب ذو شعر أحمر مشتعل، بجسد مرفوع ووقفة منتصبة، يواجه الوحش العملاق.
«ما الذي… لا بأس به؟ لا يمكن أن…!»
«ري…م.»
لم يُنجز سوبارو شيئًا. ولا حتى أمرًا واحدًا.
كان أحمقًا. كان عليه أن يرحب بذلك التشوش. فقد كان شعور السكر ذاك رحمةً سماوية بذاتها—
كان هناك كثيرون لا يمكن إنقاذهم إلا إذا أنقذهم سوبارو. وكثيرون كانت نهاياتهم المفجعة تنتظرهم. حتى ريم… كان يجب على سوبارو إنقاذها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت هي وحدها من يحق لها لوم ناتسكي سوبارو -ذلك الأحمق الضعيف غير الكافي- على فشله.
نهض سوبارو بغتة، وكأن قواه عادت إليه، وصرخ، مبتعدًا عن تلك ”ريم“ الواقفة أمامه.
حتى في حالته الباهتة، ككيان واعٍ مجرد، اخترق هذا الإدراك أعماقه بقسوة.
«أنتِ… كان يجب أن تكوني…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—أحبك.»
بمجرد أن لامست جبينها جبينه، همست بحبها بهدوء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
كان أحمقًا. كان عليه أن يرحب بذلك التشوش. فقد كان شعور السكر ذاك رحمةً سماوية بذاتها—
أراد أن يُخرج كل شيء، أن يكشف عن كل ما يثقل قلبه في تلك اللحظة. قبل أن يستنزف عقله بالكامل، احتاج إلى شخص بجانبه… شخص يستحق أن يحكم على خطاياه.
أُغلقت كلماته تمامًا. لم يتمكن من قول… شيء.
من تلك المسافة القريبة، كانت عيناها الزرقاوان الفاتحتان، المملوءتان بحب خالص، تحاولان إغراق سوبارو بلطفها.
«أحبك يا سوبارو. لهذا السبب، كل شيء بخير.»
«هذا… ليس جوابًا…»
«بلى، هو كذلك. لماذا ريم هنا؟ لماذا تغفر لسوبارو؟ لماذا تحتضنه؟ لأن ذلك هو الجواب على كل شيء.»
إميليا، التي ابتسمت بدموعها عند سماعها، هي مَن تركها سوبارو خلفه.
بذراعين قويتين، احتضنت ريم، بابتسامة ساحرة، سوبارو بإحكام، حتى استطاع أن يشعر بأنفاسها القريبة.
لم يتمكن من الحركة. لم يستطع حتى أن يرتعش. كانت ذراعا ريم قويتين، قويتين إلى حد جعله عاجزًا تمامًا.
حتى لو استعادت توازنها مؤقتًا بعد خروجها من القبر، فإن الحديث الليلي والرسالة انقلبا ضدها.
«…»
«لقد مررت بأوقات صعبة حقًا، أليس كذلك يا سوبارو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أن يتحمل شخص واحد كل هذا الألم… لا بد أنه كان صعبًا عليك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
«…»
بمجرد أن لامست جبينها جبينه، همست بحبها بهدوء.
«لا بأس. لم يعد عليك أن تمرَّ بالأشياء الحزينة وحدك بعد الآن.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《١٩》
أفسدت تعويذات فيريس الدورة الحيوية داخل جسده بشدة، تاركة وجهه مشوَّهًا بموتٍ قاسٍ. ولولا تدخل يوليوس، لبقي سوبارو بملامحٍ مروعة في لحظة رحيله.
بينما كان سوبارو يحاول بشدة التماسك، كان عاجزًا عن الرد. فقد استمرت نغمة ريم الحانية، وكأنها تحاول تفكيك قيود قلبه برفق، وإذابة مشاعره المتصلبة.
هل كانت مجرد أوهام احتمالية؟ أم أنه شهد فعلًا جحيمًا يتجاوز أي جحيم؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com المشهد التالي الذي وقعت عليه عين سوبارو كان نهاية العالم بعينها.
«ريم ستتحمل كل مشاعر سوبارو بدلًا منه.»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《١٢》
«ليس هناك سبب يجعلك تتحمل كل شيء وحدك يا سوبارو. دعها لريم. الآن… استرح. لا بأس أن تنام. وبعد ذلك…»
«…أنا… أ… أنا…»
«أرني سوبارو الذي تحبه ريم بشدة مرة أخرى.»
«… ثم ستقولين لي: انهض.»
قالت إيكيدنا إن هذا هو الشرط ليُدعى مرة أخرى إلى حفلة الشاي الخاصة بها.
وضعت ريم يدها على جبين سوبارو، ونظرت مباشرة في عينيه السوداوين من مسافة قريبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صرخ سوبارو معلنًا ذلك وهو يمد قبضته نحو تلك ”ريم“ المزيفة.
تردد للحظة، ثم بدأت ملامح وجهها تقترب ببطء.
«…»
«…»
حتى وعيه المتباطئ أدرك ما كانت تنوي فعله. تساءل عمَّا إذا كان من الصواب أن يسمح لها بذلك، أن يترك نفسه يغرق ويتلاشى ويندثر في أحضانها…
حاول أن يتحقق بيده من وجود تلك الأعضاء، ولكنه لم يستطع لمسها. كان السبب واضحًا وبسيطًا: لم يشعر بيده أيضًا. بل لم يكن الأمر مقتصرًا على يده فحسب. رأسه، جسده، كل شيء -تلك اللحظة- لم يكن له وجود مادي على الإطلاق.
سواء كان ذلك صوابًا أم لا، ريم ستغفر له، أليس كذلك؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com المشهد التالي الذي وقعت عليه عين سوبارو كان نهاية العالم بعينها.
«كيف تجرؤ على قول هذا في مثل هذا الوقت…؟ كفى عبثًا، فقط… كفى!!»
كان مشوش العواطف، وروحه الحائرة تبحث عن شخص يمدُّ له يد العون، وريم التي تفهم كل شيء عن سوبارو، كانت تنقذه مرة أخرى.
غير أن الأنياب في فم الوحش العملاق كانت مكسورة، وأنفاسه الثقيلة تنبض بإرهاق واضح. ورغم ذلك، كانت عيناه الذهبيتان اللامعتان، وهما الجزء الوحيد الذي بقي محتفظًا بقوة هائلة، تحدَّقان بثبات نحو الأمام.
لسوبارو العاجز، الهش، والجاهل، كانت ريم تمنحه قوتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إذا كان التمسك بهذا العطف، الاحتماء به، والاعتماد عليه هو ما سيقوده إلى الإجابة الصحيحة، فـ…
«هل كان هذا أيضًا وفقًا لتوقعاتك، يا سيدة بياتريس؟! هل لهذا السبب عرقلتِ طريق رام؟!»
لقد أنهكته الأزمات حتى لم يعد يعلم الطريق الذي يسلكه، ولا الاتجاه الذي يتوجه إليه. لذلك، فكر في الاستسلام؛ أن يتخلى عن كل شيء—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«من السهل الاستسلام.»
«سوبارو… سوبارو… أيها الكاذب… قلت إننا سنبقى معًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ولكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقد تلاشت كل تعابير وجهها، بدت بياتريس وكأنها شاردة، فيما استمرت قطرات الدموع في الانهمار.
«—ذلك لا يليق بك يا سوبارو.»
《١٧》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سمع صوتًا.
«تـ-توقف… لا تضربني…»
كانت تعرف أن سوبارو ضعيف، عاجز، هش لدرجة تجعله بحاجة إلى التعلق بشيء ما ليتمكن من المضي قدمًا. كان مترددًا، فاقد الثقة.
«—سوبارو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان محكومًا عليه أن يُشاهد، أن يُسجل المشهد في وعيه عن قرب، وكأن الذاكرة نفسها تُفرض عليه قسرًا.
سمع صوت ريم يأتي من الأمام، وكأنها تسأله باستغراب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —لتستمر المحاكمة، ويعاقَب ناتسكي سوبارو بما يفوق الجحيم.
إضافة إلى ذلك، وجهها الذي كان على وشك أن يقترب حتى تلتقي شفاههما، وجد نفسه محجوبًا بيد سوبارو.
«—تأمَّل الحاضر المجهول.»
من بين أصابعه، رأى الارتباك في عينيها الزرقاوين المترددتين. حينها قال بهدوء:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«مَن أنتِ؟»
—لو لم يفكر مطلقًا بأن هذا مستحيل الحدوث.
«…هاه؟»
«علمت ذلك. وجب أن أعلم.»
ببطء شديد، رفعت يدها المرتعشة ولمست وجه سوبارو. دون اكتراث بما قد تلطَّخ من كفها، أخذت تمسح براحتيها العرق اليابس وآثار الدم الخفيف الذي خرج من فمه.
«أسألكِ، مَن أنتِ؟»
كانت الأجواء مصبوغة بالبياض، وسيطر البرد الشديد على العالم حتى بدا وكأن سماء الليل ذاتها قد تتجمَّد.
«سـ-سوبارو، ماذا تقصد…؟ مَن؟ هذا أنا…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما سألها بتلك النبرة المنخفضة، هزَّت ريم رأسها بخوف، وكأنها تدافع عن نفسها.
بطريقة غير مألوفة منها، قذفت رام اتهامات متلاحقة قبل أن تقطع كلماتها فجأة.
تعمقت نظرة الألم في عينيها، وأمسكت بقميص سوبارو بتعبير يملؤه العذاب.
«أسألكِ، مَن أنتِ؟»
لكن كمية كبيرة من الدم كانت قد أُزهقت، والروح التي انسلت منه لم تعد موجودة.
وكأنُّه أراد تعميق ذلك الألم، وضع سوبارو يده على صدره، مظهرًا ضراوة تعكس روحه الجريحة.
كان ذلك لقاءً عابرًا ما كان يجب أن يحدث، وإنقاذًا ما كان ينبغي أن يُمنح، فقد انكشفت روح ناتسكي سوبارو بأكملها—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعر سوبارو بدمه يتجمد في عروقه بينما اهتز جسده من الهلع.
«حينما كنتُ في مأزق لا أستطيع الخروج منه، وحين تمنيت من أعماق قلبي أن يقوم أحدٌ بشيء ما من أجلي… ظننتُ أنكِ ستكونين هناك.»
تم تسوية الغابة المتجمدة حتى لم يتبق سوى أرض مسطحة، وكان سبب هذا الدمار وحشًا رباعي الأرجل مكسوًا بفراء رمادي طويل، يُوحي بمظهره بأنه مخلوق شبيه بالسنوريات، لكنه هائل الحجم لدرجة اضطر سوبارو إلى رفع رأسه للنظر إليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
من حيث الأيام الفعلية، لم يكن غيابها طويلًا. بالكاد مرَّ أسبوع على رؤيتها من قبل معارفها وأهلها.
«حينما كنتُ عالقًا في طريق مسدود، متقوقعًا في حزني على الماضي… اعتقدت أنكِ ستأتين وتواسيني.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع ذلك، لم يشعر سوبارو بذلك. بدا له أن الفراق امتد لدهور.
«…»
«ظننتُ أنكِ ستستمعين إلى ضعفي، وستجعلينني أخرج كل كلماتي الدامعة، حتى أفرغ من كل شيء…»
«سوبارو.»
كان ويلهيلم جاثيًا على ركبتيه، وجسده المثخن بالجراح ينحني في خزيٍ عميق.
«…»
«… ثم ستقولين لي: انهض.»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تحت تلك السماء الزرقاء الصافية، كانت تلك الكلمات هي ما همست بها ريم لناتسكي سوبارو عندما سُحق تحت وطأة اليأس.
تذكَّر بكل جوارحه كيف كانت أصابعها النحيلة، ومدى دفء بشرتها حينما احتضنته بقربها، وحجم الحب الهائل الذي منحته له.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن سوبارو متأكدًا مما إذا كانت محتويات الكتاب تتنبأ بالمستقبل بدقة، لكن إذا أخذ كلمات روزوال على ظاهرها، فقد تصرف روزوال وفقًا لما تمليه عليه إرشادات الكتاب.
لهذا السبب تمكَّن سوبارو من أن يقول بثبات إن ريم التي أمام عينيه… ليست حقيقية.
كان هذا بعد القضاء على بيتلجيوس روماني كونتي، كبير أساقفة خطايا الموت، وإنقاذ إميليا من قبضة طائفة الساحرة.
«لم تكن لتقول لي أبدًا: ”استرح الآن“.»
«أظن أنه كان ليفضل أن تكوني أنتِ مَن يفعل ذلك، لا أنا. على الأقل، يجب أن يتم ذلك بيدكِ.»
«التنكر بهيئة الآخرين يبدو أمرًا بسيطًا مقارنةً بقدرات الساحرات الأخريات.»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في ذلك العالم، ليس هناك سوى شخص واحد يستطيع سحب هذا السيف المتلألئ المتوهج واستخدامه: قديس السيف، راينهارد فان أستريا.
«ولم تكن لتخبرني بالتخلي عن كل شيء وتركه على عاتق ريم.»
«—أرو».
«…»
لكن في محاولته للهروب من الواقع، ارتطم بالحائط، فانتهى تدحرجه بعنف.
«لأنها، بحبها لي، جعلتني أحب نفسي. ولأنها لطيفة معي، ولأنها تحبني. في هذا العالم، لا يوجد من هو أشدُّ صرامة معي، ولا أقلُّ تساهلًا تجاهي، من ريم!!»
انهمرت الدموع من عيني إميليا البنفسجيتين كنافورة مفتوحة، وانهارت وهي تصرخ بصوت حاد، وكأن خيانة مريرة انكشفت أمامها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
نهض سوبارو بغتة، وكأن قواه عادت إليه، وصرخ، مبتعدًا عن تلك ”ريم“ الواقفة أمامه.
أما الوحش الهائل الذي غمرته تلك الضربة… فقد تلاشى من الوجود بلا أثر. لم يبقَ أي دليل يشير إلى الدمار، وكأن المعركة ذاتها لم تكن سوى حلم عابر.
حزن إميليا، وحدة بياتريس، المصائب التي حلت ببِيترا وفريدريكا، تهديد الأرنب العظيم، وغارفيل الذي كان يحمي بشدة شيئًا ما… كان يجب أن يتمكن من فعل… شيء.
ما زالت جاثية على ركبتيها، حدقت ريم في سوبارو في صمت، وقد بدا الحزن على ملامحها بسبب رفضه لها، وكأنها على وشك الانكسار في أي لحظة.
افتقار جسده للحم والدم ولَّد نوعًا جديدًا من التشوش، لكن باستحضار مفهوم التنفس العميق في ذهنه، حاول استعادة هدوء مصطنع في داخله.
«أنت مخطئ. أرجوك، استمع إليَّ يا سوبارو! ريم… ريم فقط لم تستطع رؤية سوبارو يتألم هكذا وأرادت مساعدته… هذا كل ما في الأمر!!»
هل يوجد ألم أو خوف يفوق ما اختبره حينذاك، بما يكفي ليدفعه إلى الجنون؟
قال سوبارو بحدة: «سأُريك ضعفي. سأريك عيوبي. وسأريك أيضًا كم أنا شخص حقير لا يُرجى إصلاحه. لكن الشيء الوحيد الذي لن أريك إياه هو أنني أستسلم.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع ذلك، حتى في تلك اللحظة التي تجلَّت فيها هشاشته على نحو مكشوف، لم يتسلل أدنى احتقار من صوتها. لم تفقد إيمانها به أبدًا.
كانت ريم قد قالت ذات يوم إن سوبارو هو بطلها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «فيلكس، أسرع! سكين اخترقت حلقه! لا وقت نضيعه!»
ومنذ تلك اللحظة، اتخذ ناتسكي سوبارو قرارًا—
—في ذلك العالم، ناتسكي سوبارو سيُظهر ضعفه لريم وحدها.
حتى لو أُنهِك عقله مع كل فشل، فإنه سيظل راضيًا طالما بقيت هناك نهاية تستحق التمسك بها… مهما كانت الفظائع التي يتعين عليه مشاهدتها، مثل تلك التي رأى بعضها بالفعل.
فقط أمام ريم، التي عرفت ضعفه، لكنها آمنت بأنه سيتجاوز ذلك ليصبح قويًا، كان سوبارو على استعداد لأن يكشف عن هشاشته، بلا تردد أو إخفاء.
«رغم أنك قلت لي إنك تحبني…!»
لن يُظهر ذلك لأي شخص آخر، لا لإميليا، ولا حتى لبياتريس.
«ما أشدَّ الأسى… حتى مع علمي بأن الأمر سينتهي هكذا، لا أستطيع تغيير النتيجة؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وكأنُّه أراد تعميق ذلك الألم، وضع سوبارو يده على صدره، مظهرًا ضراوة تعكس روحه الجريحة.
يجب على سوبارو أن يكون قويًا، ولا يظهر ضعفه لأحد سوى ريم.
ولهذا السبب، كان عليه أن يدفع ثمن ضعفه بانتقاص عمره. —هكذا اعتقد… ومع ذلك…
«لأن هذا الضعف ملك لها. لأن ريم خاصتي هي التي تخفي ضعفي بإحكام، حتى لو شعرت برغبة في الاستسلام، لن يجد مخرجًا.»
«…»
وضعت ريم يدها على جبين سوبارو، ونظرت مباشرة في عينيه السوداوين من مسافة قريبة.
《١٤》
«اختفِ، أيتها المزيفة. لا تحاولي خداعي بوجه، وبصوت ريم التي أحبها!!»
«—تأمل الحاضر المجهول.»
صرخ سوبارو معلنًا ذلك وهو يمد قبضته نحو تلك ”ريم“ المزيفة.
تذكَّر كيف فقد أعصابه حين علم بفقدان ريم، وكيف كانت تلك اللحظة هي ما قاده إلى هذا الموت.
تركت كلماته الطرف الآخر عاجزًا عن الرد، فأطالت الفتاة النظر للحظة، ثم خفضت رأسها بهدوء، ووقفت بصمت—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أرني سوبارو الذي تحبه ريم بشدة مرة أخرى.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هـ-هذا… ليس ما كان ينبغي أن يحدث…»
تاه وعي سوبارو وسط هذا التعقيد، غير قادر على فك ألغاز هذه المشاعر المختلطة. لكن من سلوك ويلهيلم وفيلكس، كان هناك شيء واحد واضح تمامًا:
《٥》
مالت برأسها الصغير، وشعرها الأزرق يهتز بخفة، وهي تحاول بصعوبة أن تصوغ كلماتها المتقطعة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما سمع سوبارو صوتها الغريب، حبس أنفاسه…
«آه…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أرني سوبارو الذي تحبه ريم بشدة مرة أخرى.»
… ثم، أمام عينيه، حدث أمر أشبه بشاشة تلفاز تعطلت لتغرق في تشويش الليل الساكن. وسط ذلك التشويش، بدأت ملامح ”ريم“ تتلاشى وتذوب تدريجيًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—وما تبقى واقفًا أمامه لم يكن سوى فتاة غريبة، لم يرها من قبل.
«عليَّ أن أمنعك من إلحاق أي أذى آخر. إن كان لا بد أن تكره أحدًا، فلتكرهني أنا.»
—في ذلك العالم، ناتسكي سوبارو سيُظهر ضعفه لريم وحدها.
《٢١》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
اختفت تلك التي كانت تشبه ريم في مظهرها فحسب، وظهر مكانها وجه فتاة غريبة.
كانت الفتاة ذات شعر طويل وردي فاتح، تنبعث منها هالة من الهشاشة. وجهها كان شديد الرقة، لكن ما أضفى عليها جاذبية لم يكن الجمال البارز، بل تلك البراءة اللطيفة غير المعتادة.
«لكن هذا لا يعني أن التضحيات التي قُدِّمت في سبيل ذلك يمكن مسامحتها. كنتُ آمل أن أبادلَك حديثًا أطول يا ناتسكي سوبارو…»
التفَّ وشاح حول عنقها، طويلًا إلى حد أن نهايته بدت تلامس الأرض، متناغمًا مع ملابسها البيضاء ذات الأكمام التي غطتها حتى معصميها. من هذا، استنتج سوبارو أنها شديدة التحفظ في كشف بشرتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ماذا حدث بحق؟ هل سقط في موقف غريب وهو يحاول دخول قلعة الأحلام؟ بالنظر إلى المكان، كان هناك احتمال وحيد يخطر في ذهنه—
«إذا كنت ترغب في المعرفة…»
في الواقع، حين وقعت عيناه عليها، خفضت الفتاة رأسها وكأنها تخشى نظرات الرجال.
بصوت مشحون بالحدة، نقل ويلهيلم الحقائق إلى فيلكس الذي وصل للتو. وبحركة سريعة، غلف فيلكس راحة يده بتوهج أزرق، محولًا كمية كبيرة من المانا إلى طاقة علاجية صبَّها في جرح سوبارو.
«نوعًا ما… لكن غير صحيح… أظن. إيكيدنا تراقب المحاكمة، والمحاكمة دائمًا… تبدو كأنها حلم، لذلك… نعم.»
«مَن… بحق تكونين؟»
«أنا… كارميلا؟… سـ-ساحرة الشهوة… تـ-تشرفت بلقائك…»
هل أنقذه ذلك الصوت؟ وإن كان كذلك، هل ينبغي أن يقبل بذلك بأدب؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حين أعطت الفتاة -كارميلا- إجابتها، شعر سوبارو بنفسه يحبس أنفاسه بلا وعي.
لأنها كانت تعرف.
لم يكن الأمر غير متوقع تمامًا بالنظر إلى الظاهرة الغريبة التي عاشها—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
وهكذا—
«هل هذه المساحة العبثية… حلم إيكيدنا؟»
«نوعًا ما… لكن غير صحيح… أظن. إيكيدنا تراقب المحاكمة، والمحاكمة دائمًا… تبدو كأنها حلم، لذلك… نعم.»
«لم تكن لتقول لي أبدًا: ”استرح الآن“.»
«…»
«أنت بطل يا راينهارد وهذا كل مايمكنك ان تكونه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أكدت كارميلا تكهناته بأدب، لكن النظرة التي رمقها بها سوبارو كانت حادة.
«لأنني دائمًا أفكر… أريد أن أكون أكثر النساء ملاءمة لسوبارو.»
بالطبع كانت كذلك؛ فهي قد اقترفت فعلًا لا يُغتفر. ومن شدَّة قلقها من تلك النظرة الصارمة، توسلت كارميلا بخوف:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بكى سوبارو من العار الذي شعر به تجاه نفسه الجبانة.
«تـ-توقف… لا تضربني…»
«…»
«لن أضربك. لن أفعل… لكن ماذا كنتِ تحاولين فعله قبل قليل؟»
أفسدت تعويذات فيريس الدورة الحيوية داخل جسده بشدة، تاركة وجهه مشوَّهًا بموتٍ قاسٍ. ولولا تدخل يوليوس، لبقي سوبارو بملامحٍ مروعة في لحظة رحيله.
في تلك الغرفة، التي كان هواؤها البارد يكاد يؤلم أنفه، أضاع سوبارو نفسه وهو يتدحرج على الأرض بلا هدف. لم يكن في حركته معنى، بل كانت محاولة بائسة للهروب من التفكير.
«قـ-قبل قليل؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وأخبرته أيضًا أن عليه أن يجعل صوته أعلى من المرة السابقة، عندما مزقت الوحوش الشيطانية جسده بالكامل.
«أن تقفي أمامي وأنتِ تبدين كأنكِ ريم! هل هذه هي قدرتكِ؟!»
«لا وجود للسيدة إميليا ولا لسوبارو في هذا المكان.»
مع كارميلا، كان هذا خامس لقاء يجمع سوبارو بالساحرات اللواتي يحملن ألقاب الخطايا المميتة. وبما أن لكل ساحرة منهنَّ سلطة فريدة من نوعها، فقد خمَّن أن التحول الذي شهدته قد يكون إحدى تلك السلطات. ومع ذلك—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يعرف في تلك اللحظة أين يوجد.
«التنكر بهيئة الآخرين يبدو أمرًا بسيطًا مقارنةً بقدرات الساحرات الأخريات.»
لكن ثمة فرق جوهري بينهما؛ فجوة لا يمكن سدها تفصل بين كيفية التزام كل منهما بإرشادات كتبهما.
«إن لم تتحرك، أعدك بصدق أنك لن تعاني.»
«أ-أنا لم أتحول…؟ عـ-عندما ينظر إليَّ أحدهم، فإنَّ ذلك… يـ-يحدث… لأنك كنت تنظر إليَّ؟»
«ريم… أنتِ رائعة…»
«ماذا؟»
《١٦》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أ-أنا… لم أكن أريد فعل ذلك، لكن إيكيدنا… كـ-كذبت عليَّ…»
صوت غامض همس في أذنه فجأة، كأنه نسمة برد حادة. ومع صرخته، شُلَّت أطرافه في الحال. وفي تلك اللحظة—
كانت النتيجة واضحة. مات سوبارو هناك.
حين تمتمت كارميلا بهذه الكلمات المتكسرة، أدرك سوبارو ما كان يثير غضبه منها.
«هذا… ليس جوابًا…»
نظر إلى أثاث الغرفة، وإلى الأشخاص المجتمعين فيها، وإلى جسده الميت على السرير، وكذلك إلى السبب الذي أوصله إلى هذا المصير.
طريقتها في الحديث، تشتت نظراتها، الهشاشة التي أبدتها حين خفضت عينيها… كل شيء فيها كان يثير حنقه. ما الذي تحاول فعله بهذه الكلمات المرتبكة وتلك النظرة المتذمرة؟
بل لقد طافت هذه الفكرة في ركن من ذهنه مرارًا، لكن خوفه حال دون مواجهتها بصدق.
«هل… هل أدركتِ ما كنتِ تفعلينه بي؟…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فإظهار ضعفه بكل ما أوتي من قوة هو كل ما استطاع ناتسكي سوبارو العاجز والجاهل أن يفعله.
بطريقة غير مألوفة منها، قذفت رام اتهامات متلاحقة قبل أن تقطع كلماتها فجأة.
«إيكيدنا… قالت إن تدليلك سيكون أمرًا جيدًا، لكن… لـ-لا…»
تصرفاته في الملجأ وحتى تقديمه نفسه كقربان للأرنب العظيم في النهاية كانت جزءًا من التزامه التام بتعليمات الكتاب. دوافعه في هذا كانت مشابهة لما حرَّك أتباع طائفة الساحرة، من بيتلجيوس فما دونه.
«—!! استمعي إليَّ!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هـ-هذا السبب… في أن الجميع… يـ-يضايقونني… حتى إيكيدنا فعلت… جعلتني أفعل هذا الشيء الفظيع… الفظيع جدًا…»
مالت برأسها الصغير، وشعرها الأزرق يهتز بخفة، وهي تحاول بصعوبة أن تصوغ كلماتها المتقطعة.
ولكنه لم يستطع ذلك.
«هل سمعتني حينما قلت لك استمعي—؟!!»
غمر الغضب رؤيته، وأراد أن يجعل الفتاة الواقفة أمامه تدفع الثمن. الشعور بالغضب كان يحرق صدره كأنه نار مشتعلة، وصوته الخشن خرج من رئتيه المحترقتين من شدة الانفعال. ضاق ذرعًا بها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لو كنتُ أقوى… لو كنتُ أذكى… لو كنتُ رجلًا يستطيع فعل المزيد… لما اضطر أحد إلى المعاناة، أو الحزن، أو المرور بتلك الأوقات الصعبة…»
أراد أن يُسكتها بالقوة، تلك الفم المرتجفة التي تواصل بثَّ الكلمات الباكية، وأن يصبَّ غضبه عليها حتى تفهم ما فعلته—
«أنا… كارميلا؟… سـ-ساحرة الشهوة… تـ-تشرفت بلقائك…»
«—إذا استمررتَ أكثر، فستكون حياتك في خطر.»
هذا الكتاب السحري له نفس الأصل الذي أتى منه الكتاب الفارغ الذي تمتلكه بياتريس، وهما المجلدان الوحيدان من نوعهما في العالم.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في تلك اللحظة، ذلك الصوت الهامس في أذنه أعاده إلى رشده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انطفأت أنوار المسرح فجأة، وعاد وعيه إلى الحاضر.
«آآغه…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فجأة، هاجمه ألم اختناق حاد، حيث تذكر جسده بعد غياب طويل كيف يتنفس من جديد، وبدأ قلبه ينبض بعنف كأنه يحاول إعادة ضخ الدم في عروقه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أكدت كارميلا تكهناته بأدب، لكن النظرة التي رمقها بها سوبارو كانت حادة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لماذا…؟! لماذا، سيد سوبارو…؟! كيف فعلت هذا بهذه السهولة…!»
«إيهاه، نغه… غواغ، هاغه…!»
في تلك الكلمات وحدها، عند النهاية الحتمية، ظهرت كراهية خالصة، منفصلة تمامًا عن الغضب أو الندم.
«معاملة خشنة، لكن على الأقل أعادتك إلى وعيك. —سلطة ”العروسه عديمة الوجه“ من كارميلا تجعل ضحاياها ينسون كيفية التنفس، وفي النهاية، تجعل قلوبهم تنسى كيف تنبض.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بينما كان سوبارو يتلوى ويسعل، حاول استعادة وعيه وسط ومضات بيضاء وحمراء في ذهنه.
بعد كل تلك الكوابيس المتكررة… هل يصح حتى تسميتها كوابيس؟ أم هي جريمته التي يتوجب عليه تقبُّلها؟
الصوت الهادئ الذي تردد في أذنيه بدا وكأنه يهدئ أعصابه، مما جعله يتنفس ببطء ونبضه يستقر تدريجيًا.
—في ذلك العالم، ناتسكي سوبارو سيُظهر ضعفه لريم وحدها.
انشقت الأرض تحت قبضته، وتبعثرت الشظايا مختلطة بدم سوبارو، حتى أن يده نفسها أصبحت تنزف. رفع وجهه نحو السماء، ملطخًا بالدماء، يصرخ في حزن شديد.
هل أنقذه ذلك الصوت؟ وإن كان كذلك، هل ينبغي أن يقبل بذلك بأدب؟
وعلى السرير، إلى جانب ريم المستلقية بلا حراك، كان جثمان سوبارو، وقد أنهى حياته بطعنة قصيرة في عنقه.
«لا بأس، لا بأس يا سوبارو.»
مع تصاعد هذا التفكير في ذهنه، رفع سوبارو وجهه بينما كان يجثو على يديه وركبتيه. نظر مباشرة إلى مَن كانت جالسة أمامه، تلك التي تسببت في كل ما حدث.
«ما الذي كنتِ تخططين له… إيكيدنا؟»
في مواجهة نظراته المليئة بالكراهية، مسحت الساحرة ذات الشعر الأبيض خصلاتها بهدوء.
تاه وعي سوبارو وسط هذا التعقيد، غير قادر على فك ألغاز هذه المشاعر المختلطة. لكن من سلوك ويلهيلم وفيلكس، كان هناك شيء واحد واضح تمامًا:
كانت تجلس على كرسي أبيض أمام طاولة بيضاء في حقل من العشب، وأسندت خدها إلى راحة يدها بابتسامة ساحرة، تنضح غموضًا.
«أليس واضحًا؟ أفعال شريرة. أنا ساحرة، كما تعلَم.»
«—تأمل الحاضر المجهول.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في تلك اللحظة، ذلك الصوت الهامس في أذنه أعاده إلى رشده.
غمزت إيكيدنا وهي تتحدث.
سواء كان ذلك صوابًا أم لا، ريم ستغفر له، أليس كذلك؟
/////
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
لقد أنهكته الأزمات حتى لم يعد يعلم الطريق الذي يسلكه، ولا الاتجاه الذي يتوجه إليه. لذلك، فكر في الاستسلام؛ أن يتخلى عن كل شيء—
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات