الخروف السمين
أومأ لوه فنغ وركع بجانب الليزر E9، والتقط قطعة العمل الآلية البسيطة.
لمس منحوتته الفريدة، التي تشبه إلى حد كبير سفينته الهرمية الفضية البيضاء، ومع ذلك، شعر أن مادة مدفع الليزر هذا أفضل قليلاً. قد يبدو مجرد مسدس، لكنه أكثر رعباً من مسدسات الأرض.
قطر فوهة المسدس مترًا واحدًا فقط. في الكون الشاسع، كانت بعض مدافع السفن الرئيسية في الكون، يتراوح قطر فوهات مدافعها بين مئات وآلاف الأمتار على الأقل.
هذا المدفع الذي يبلغ قطر فوهته متر واحد، يعتبر في الكون مجرد مسدس.
“لوه فنغ، هذا مسدس ليزر من سلسلة E9 xth 122، لا يمكن صنعه إلا بواسطة الآلات. يتميز بحجمه الصغير وسرعة تعبئته.” تواصل باباتا في ذهنه. “يجب أن تعلم أن الأسلحة التكنولوجية، حتى وإن كانت البشرية بارعة فيها، فإن أقصى ما يمكنها صنعه هو سلاح قادر على قتل سيد عالم من المستوى التاسع. أما صنع واحد لقتل خالد، فلا تستطيع البشرية صنعه.”
أومأ لوه فنغ برأسه.
في الواقع، من سيد العالم إلى الخالد، كان ذلك تطوراً في جوهره.
لا يمكن للبشرية على الأكثر إنتاج سبائك من الفئة E، أما الفئة F فهي معادن مُنتجة بالفعل في الكون. كذلك، فإن صناعة الأسلحة أمرٌ مشابه، فبعد الوصول إلى الفئة E، لم تُكتشف أي طريقة لإحداث اختراق يُمكّن من صنع أسلحة أقوى.
الآلات مختلفة!
الآلات هي أصل تكنولوجيا الكون، و جميع سكانها عبارة عن ذكاء اصطناعي حي.
حتى أنهم قد يتمكنون من صنع أسلحة قادرة على قتل الخالدين!
بإمكانهم إنتاج سبائك مماثلة للدرجة F! و هذه السبائك ذات جودة أفضل من المعادن النقية من نفس الدرجة.
كما كان لوه فنغ على متن سفينة يون مو آنذاك، حين رأى جثة الإنسان الآلي الخالد، كانت تلك الجثة عبارة عن هيكل معدني بسيط. حتى تلك السبيكة تُضاهي معادن الفئة F، وأن يصل هيكل معدني إلى هذا المستوى من المرونة والمتانة والكمال، بدا أمرًا لا يُصدق.
هذا شيءٌ لم يستطع فعله إلا الإنسان الآلي. لم يستطع أيُّ جنسٍ آخر فعله.
“سلاحٌ قادرٌ على قتلِ الخالدين، لا يستطيعُ صنعُه إلا الآلي.” تابع باباتا: “بالطبع، هذه الأسلحةِ باهظةُ الثمن. حتى القليلُ من الآليين الخالدين يستطيعون امتلاكَ مثل هذه الأسلحةِ المرعبة.”
أومأ لوه فنغ برأسه.
سفينته الآلية مُجهزة بمدفع ليزر من الفئة E3 ومدمر نجمي. على الرغم من قوة مدمر النجوم الهائلة، إلا أن وقت تحضيره كان طويلاً جدًا، ولم يكن مناسبًا للقتال القريب ولأنه ضخم جدًا، لم يكن مناسبًا لحمله.
نفس القوة، كلما قلّت، زادت التكلفة! كلما قلّت مدة التحضير، زادت التكلفة!
“هذا المسدس من الفئة E9، صغيرٌ جدًا ومدة تعبئته قصيرة، ويُقال إنه لعنةٌ على سادة العالم. ” قال باباتا: “حتى بين الآلات، هذا نادر. لم يحصل معلمك في ذلك الوقت على مثل هذا العنصر.”
“كم ستكون التكلفة؟” سأل لوه فنغ.
“سعره حوالي 5000 عنصر مختلط. ” قال باباتا: “بالنسبة للخالدين، لا يُعتبر باهظ الثمن، لكن المشكلة أنه يُعتبر قطعة نادرة. حتى مع المال، يصعب شراؤه، إلا إذا كان المرء مستعدًا لدفع أضعاف سعره الأصلي”.
“هل هو باهظ الثمن؟” حدق لوه فنغ.
تكلفة 5000 عنصر مختلط أكثر من تكلفة سفينة آلية.
“صحيح، يُمكن اعتبار هذا المسدس الليزري إرثًا عائليًا.” قال باباتا. “تخيل أن لديك واحدًا من هذا النوع في عائلتك. لو طار عدوٌّ من سادة العالم إلى منطقتك، فبمجرد أن يلتقط نظام أمن المجرة أمره، لن تحتاج سوى 0.1 ثانية للاستعداد، وبمجرد اقترابه، اقتله برصاصة واحدة. لن يكون سيد العالم قادرًا على الرد!”
أومأ لوه فنغ برأسه.
أجل.
كان مُدمر النجوم قويًا، إلا أنه استغرق 60 ثانية لتخزين الطاقة قبل إطلاقه. بسرعة سيد العالم، ثانية واحدة كافية ليقطع عشرات الآلاف من الكيلومترات للوصول إلى مقر الإقليم. لذا، لا يُمكن اعتبار مُدمر النجوم إلا سلاحًا مُدمرًا أثناء الهجوم! أما مسدس الليزر E9، سواءً كان محمولًا أو كنزًا للعرق أو الوطن، فقد كان رائعًا!
“من اليوم فصاعدا…” فرك لوه فنغ المسدس في يده، وشعر ببرودة السلاح.
“لقد حصلت على ورقة رابحة أخرى.”
“سرعة جسد موشا اللحظية مذهلة. باستخدامه المسدس من الفئة E9 وسرعته المذهلة، يصبح البقاء على قيد الحياة لمدة ٠.١ ثانية أمرًا سهلًا للغاية، بمجرد مرورها… أستطيع قتل العدو بضربة واحدة!”
…
أبقى لوه فنغ المسدس في خاتمه، وبعد ذلك قام بفحص الجسم المتجمد.
رغم أن الجليد المحيط قد ذاب وغلى بسبب ارتفاع درجات الحرارة، إلا أنه جبل الشيطان ! سرعان ما وصل البرد من حوله إلى كل مكان، وفي غضون عشر ثوانٍ، تجمدت المياه المغلية مجددًا وتحولت إلى جليد وشكّل البخار المحيط طبقة جليدية أيضًا.
“يي!” خطوته الوحيدة اخترقت الجليد وأخذ الخاتم من جسد با توو.
“أتساءل ما الذي يحمله.” استخدم لوه فنغ طاقة روحه لغزوه ومسحه.
من وجهة نظر لوه فنغ، لم تُغريه الكنوز العادية إطلاقًا. ثروة عائلة با تو بأكملها بعيدة كل البعد عن كونها مغرية.
“آه، هناك أكثر من 3000 علامة سوداء هنا.” سُرّ لوه فنغ بدهشة هذا العدد الكبير من العلامات السوداء. طفت العلامات أمامه، سوداء وضخمة، كل واحدة منها تُمثّل حياةً على مستوى الكون على الأقل.
أكثر من 3000!
“جبل الشيطان، يُمثل حقًا فرصة جديدة للحياة.” هز لوه فنغ رأسه. “أتمنى ألا تصبح بطاقتي غنيمة لشخص آخر.” لوح بيده، وسحب جميع البطاقات.
بما في ذلك هذه المكافأة غير المتوقعة.
جمع ما مجموعه 4320 علامة سوداء.
…
سو!
طار لوه فنغ بسرعة إلى السفينة الآلية البعيدة وفحصها بعناية، الخدوش التي سببتها طلقة الليزر في وقت سابق قد اختفت بالفعل تقريبًا وبدا وكأنها جديدة مرة أخرى.
“يبدو أنه سيعود مثاليًا بعد قليل. تجديد ذاكرة هذه السبيكة ليس سيئًا.” أثنى لوه فنغ عليه. “باباتا، احتفظ بها في مخزنك.”
“مفهوم.”
اختفت على الفور السفينة الآلية التي سقطت وتجمد سطحها.
داخل الكهوف، بدا لوه فنغ مثل نملة تحمل شفرة وتتقدم بسرعة إلى الأمام.
“حتى الأسد الذي يصطاد أرنبًا عليه أن يبذل قصارى جهده!”
“إذا واجهتُ خصمًا مُزعجًا، فسألجأ فورًا إلى جسد عشيرة موشا لتسوية الأمر.” مشى لوه فنغ وفكّر في المعركة السابقة. سبب تعرضه لهذا الخطر سابقًا هو أنه لم يُعامل مستوى المجال التاسع كخصم في البداية، مما أدى إلى هذا الخطر.
وبينما يمشي، عبس.
“باباتا.” صرخ لوه فنغ في داخله. “ذلك المقاتل الذي أراد قتلي، صرخ: “أنت هو. حتى أنه أخرج مسدس ليزر من الفئة E9، نادرًا ما يمتلكه حتى الخالدون…”
“أولًا، كان ذلك المقاتل من سكان المحيط الأصليين من فئة 9 نجوم. نظريًا، لم يكن بإمكانه الحصول على ذلك السلاح. ” قال باباتا: “للحصول على ذلك السلاح، ربما من الخالدين. وواحدًا ذا تاريخ عريق! ولم يقل “أنت” إلا عندما رأى كرمة السحابة، إلى جانب سيد العالم الذي كان يطاردك من قبل…”
“من كل شيء، أستطيع أن أستنتج، أن شخصية ضخمة تحاول قتلك!”
“أعطى هذا الشخص مسدس الليزر إلى سيد المجال المستوى التاسع وأخبره عن أسلحتك… وجود كرمة السحابة لسيد المجال المستوى التاسع.”
“وسيد العالم الذي جاء خلفك من قبل، الذي يحرس هذا الكهف، يجب أن يكون هو نفسه.”
“ومن هذا أستطيع أن أستنتج!”
“هذا الشخص الذي يريد قتلك، ربما دبر لقتلك أكثر من شخص. هناك سادة عالم وسادة مجال مسلحون بمسدس الليزر.” شرح باباتا.
حدق لوه فنغ.
من يريد قتله؟
لم يشعر بأنه أساء إلى أحد.
“الشخصيات القوية التي تريد قتلك غالبًا ما يكون لديها ضغينة من المستوى الأعلى.” أوضح باباتا ” أعتقد أن هناك ثلاثة أنواع: الأول هو صراع طائفي، والثاني هو ضغينة شخصية، والثالث هو صراع عرقي.”
“بما أن كل فارس في شركة الكون الافتراضي يملك طائفته الخاصة، فستنتمي في النهاية إلى طائفة فارس الشفرات التسعة. إذا اشتدت معارك الطائفة، واعتبرك أحدهم تهديدًا محتملًا، فسيحاول انتهاز الفرصة للتخلص منك. مع ذلك، فإن هذا النوع من الاغتيالات العبقرية حقير للغاية، ولا بد أن الخلافات بين الطوائف كبيرة جدًا.
السبب الثاني هو الحقد الشخصي. أنت تلميذ الإمبراطور يان الحقيقي . أي شخص يحمل ضغينة تجاه يان الحقيقي قد يأتي خلفك وبالمثل، من يجرؤ على فعل مثل هذا لا بد أن يحمل ضغينة كبيرة، وإلا لما أقدم على مثل هذه المخاطرة.”
السبب الأخير هو معارك الأعراق. يخوض الجنس البشري معارك ضارية مع أعراق أخرى، وربما غزت بعض المحاربين أعراقًا أخرى لاغتيال عباقرة آخرين، وهذا أمر شائع.
أومأ لوه فنغ برأسه.
ثلاثة احتمالات.
“لوه فنغ، مع ازدياد قوتك وارتفاع مكانتك، قد تُسيء للآخرين دون علمك، أو قد يُريدون قتلك دون سبب وجيه. ستستمر هذه الأعداد في الارتفاع. ” قال باباتا: “لذا عليك أن تكون أكثر حذرًا.”
“همم.” أومأ لوه فنغ برأسه.
لم يستطع أن يموت!
بمجرد وفاته، سيتغير أساس البشر الضعيف على الأرض على الفور. ستجذب شركة بينج هاي، الغنية بشكل مذهل، انتباه الآخرين بسرعة، وستكون نتائجها غير متوقعة. فرغم أنها تابعة لشركة الكون الافتراضي، إلا أن الشركة ضخمة جدًا، وتضم العديد من الشركات والمؤسسات داخلها.
هذه قوة أكبر حتى من دولة كونية.
…
أصبح لوه فنغ أكثر حذرًا وهو يتقدم. أي شخص يقابله من سيد مجال من المستوى السابع فما فوق، كان يغير بسرعة مع جسد عشيرة موشا، وأي شخص أدنى منه، يستخدم جسده الأرضي ليتحرك بسرعة.
على الرغم من أنه أصبح حذرًا، إلا أن قتل الآخرين من الصعب تجنبه.
وبسرعة كبيرة، وصل عدد علامته السوداء إلى 4831.
…
في اليوم الخامس والسبعين من وصوله إلى جبل الشيطان.
سار لوه فنغ، حاملاً شفرة ظل الدم، في الممرات الباردة. فجأةً، حدّق في الأفق، على بُعد أكثر من 90 كيلومترًا، هناك شابان من مستوى الكون يرفعان مقعدًا فاخرًا مصنوعًا يدويًا. يرقد فيه رجلٌ نحيفٌ كعنزة، يُصدر صوت شخير بين الحين والآخر، وإلى جانبه خمسة شبان آخرين يتبعونه.
“هل هو؟” حدق لوه فنغ ” الرجل العجوز الشاذ؟”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات