المغادرة
في ذلك الوقت، في عالم نهر الدم، اعتمد جسد عشيرة موشا على السفينة الآلية لسرقة عالم نهر الدم، وجمعوا بشكل عشوائي ما يقرب من 10000 بلورة من نهر الدم.
رغم أن جسد الوحش ذي القرون الذهبية أضخم بكثير من الوحش البري تشي نيو، إلا أنه بالكاد استطاع امتصاص ما يصل إلى 97 بلورة نهر دم، و نية القتل الناتجة عن أي بلورة تُمتص بعد ذلك مرعبة للغاية، ولم تستطع إرادة لوه فنغ تحملها. لذلك، اضطر آنذاك إلى التوقف مؤقتًا والانتظار بهدوء حتى يحدث اختراق في المستقبل.
“وراثته هي مذكرة الشيطان، أثناء تدريبي كان يختبر قدرتي على التحمل باستمرار، وكان عامل تدريب ضخم لقوة إرادتي.”
“وهذا الميراث يُستخدم لتغيير روح المرء، وقد زاد بالفعل من سيطرتي على روحي بأكثر من عشرة أضعاف.” فكر لوه فنغ ” بالإضافة إلى هذه السنوات الاثنتي عشرة، لم يتوقف تدريب حالتي العقلية أبدًا.”
كان تدريب الحالة العقلية مختلفًا تمامًا عن تدريب الأشياء الأخرى.
مثل فهم قانون الأصل وتقنيات الدراسة، فإن هذه تتطلب قدرًا كبيرًا من التركيز والطاقة وما إلى ذلك.
لكن الحالة العقلية لم تكن تتطلب الكثير، بل الأمر يتعلق أكثر بوضع النفس في الحالة الذهنية الصحيحة.
على سبيل المثال، أثناء المعركة، على الشخص أن يجمع نفسه، وإلا فإن فقدان السيطرة على عواطفه أثناء المعركة سيؤدي إلى فقدان 70-80% فقط من القوة.
ومثل حاكم الرعد وهونغ، وصل تدريبهم على الحالة العقلية إلى مستوى عالٍ جدًا، مهما كان الموقف معقدًا، فلن يؤثر ذلك على حالتهم إطلاقًا. بل ستظل قدراتهم القتالية تتألق! قد يتجاوز آخرون قدراتهم المعتادة في ظروف خاصة، ومع ذلك، أشخاص مثل هونغ قادرين على إطلاق 200% من قوتهم في أي وقت!
هذا مع الحالة الذهنية الصحيحة، مما يسمح للشخص بإطلاق قوته على مستوى متطرف.
بالطبع…
فيما يتعلق بتدريب الحالة العقلية، هونغ قد وصل بالفعل إلى مستوى عالٍ في تاريخ الصين! حتى حاكم الرعد، حالته العقلية أضعف بقليل من هونغ ولوه فنغ… أضعف من حاكم الرعد بقليل.
لحسن الحظ، لوه فنغ لديه هونغ وحاكم الرعد، الشخصيتان العظيمتان لتعليمه وإرشاده، وبالتالي حالته العقلية تتحسن دائمًا.
لم يكن لتدريب الحالة العقلية علاقة كبيرة بكمية الوقت المستغرق.
وبعض المحاربين الذين يتدربون، ويريدون الوصول إلى الخالد، عليهم أن يتدربوا لمدة عشرات الآلاف من السنين على الأقل، وبعضهم يتطلب ملايين السنين!
لكن فيما يتعلق بتدريب الحالة العقلية، كانت عشر سنوات فقط كافية للوصول إلى مستوى عالٍ للغاية. ففي نهاية المطاف، لم يتجاوز عمر الصينيين القدماء المئة عام.
12 سنة!
على مدار هذه الاثنتي عشرة سنة، تحسّن لوه فنغ بشكل ملحوظ. من المؤسف أنه لا يزال في قمة مستوياته العقلية الثلاث، ولكنه لا يزال في قمة المستوى الأول، وبالطبع، من حيث قوة الإرادة وحدها، بدا قويًا للغاية بالفعل.
…
كان لوه فنغ واقفا في الساحة الهادئة.
في عالمه الداخلي.
سلسلة الجبال الضخمة مثل الوحش ذي القرون الذهبية ، عيونها الذهبية الضخمة أكبر من بركتين تحدق في المخلب المتقشر الأيمن، تقع بلورة نهر الدم داخليا.
“رقم 99!”
انقبض المخلب الأيمن وقطع مخلب حاد راحة اليد، على الفور تمزقت الحراشف وتم التحكم في بلورة نهر الدم الصغيرة تلك بواسطة طاقة روح الوحش في الجرح، من اللمسة، تدفقت طاقة بلا شكل على الفور في جسم الوحش ذي القرون الذهبية.
“رروو!”
رفع رأسه وأطلق عواءً مؤلمًا.
لقد بدا هذا صدامًا بين نية القتل وقوة الإرادة!
اجتاحته نية قتل لا حدود لها، كأنها مركبات حربية لا تُحصى تعوي وتشق طريقها بقوة. كانت إرادة لوه فنغ مكثفة وحادة كالسيف، تدافع ضد الهجمات الكثيرة. هذا الصراع بين الإرادة، حتى مع امتلاك المرء الكثير من القوة والقدرة، لن يُحسّن الوضع إطلاقًا.
“يجب علي أن أفوز بالتأكيد!”
“بالتأكيد يمكنني الفوز، هذه النية القاتلة لا يمكنها هزيمتي، لا يمكنها الوصول إلي!” صرخت إرادة لوه فنغ.
مرارا وتكرارا، المثابرة…
فجأة، تراجعت نية القتل الشرسة أصلاً كالنهر، وعادت إلى الوراء بسرعة. في الوقت نفسه، بدأت بلورة نهر الدم، الموجودة في مخلب الوحش ذي القرون الذهبية الأيمن، بالتدفق بطاقة نهر الدم، ودخلت الطاقة باستمرار إلى المخلب الأيمن، مُغيرةً مرة أخرى مخلب الوحش الأيمن المرعب.
الألم، مرة أخرى هوجم!
لا يمكن للمرء إلا أن يتخيل مقدار الألم الذي جلبته البلورة 99 معها، فقد تسببت في اصطدام الوحش ذي القرون الذهبية بجنون بالأرض، وتمزيق سلاسل الجبال، مهما بدا الأمر مؤلمًا … لم يستطع إلا أن يتحمله.
وأخيرا خف الألم.
لقد اندمجت البلورة رقم 99 بشكل كامل مع مخلبه الأيمن.
عواء… رفع الوحش ذي القرون الذهبية رأسه وهدر بسعادة، وتردد صدى عواءه في جميع أنحاء العالم الداخلي اللامتناهي.
رفع مخلبه الأيمن قليلاً، مما أدى إلى تحفيز بلورة نهر الدم القوية داخله وعلى الفور بدأ المخلب في الخضوع للتغيير، بدأت عظامه وحراشفه وعضلاته وما إلى ذلك، حتى أدق خلاياه، في التطور داخليا، وشكل على الفور المخلب الذهبي الداكن وعليه العديد من النقوش الصغيرة المعقدة باللون الأحمر الدموي.
غطت النقوش المخلب الأيمن بأكمله، وانضمت لتشكل صورة لحيوان يزئر.
“ما هذه الصورة الغريبة!”
في السابق، عندما امتص بنجاح البلورة رقم 98، فإن صورة النقش الحمراء الدموية للمخلب الأيمن التي ظهرت لم تكن تبدو على الإطلاق مثل هذا الوحش الذي يزئر، ومع ذلك عندما مرت البلورة رقم 99، فقد أضافت ما يصل إلى مائة نقش آخر تم دمجها وجعلت النقوش المتناثرة في الأصل أكثر اكتمالاً من ذي قبل.
وقد شكلت النقوش وحشًا كاملاً، يشبه إلى حد كبير وحش تمثال حاكم الوحش.
الفرق الوحيد هو…
ليس له قرن واحد مثل تمثال حاكم الوحش! ولأنه يفتقد القرن… يبدو أن هذه الصورة المنقوشة بلون الدم الأحمر لم تكتمل بعد.
“أعتقد أنه عندما أستوعب بنجاح الـ 100، سيكون الأمر مكتملًا.”
“همم، سأحاول وأرى إن كنتُ سأمتص بلورة نهر الدم رقم ١٠٠ بنجاح.” سحب الوحش ذي القرون الذهبية بلورة أخرى، محاولًا امتصاصها مجددًا…
******
داخل الساحة.
وقف لوه فنغ في الساحة، وكانت الأرض الحجرية بجانبه مغطاة بالدماء، و ذلك الدم الذي بصقه جسد الأرض من الألم أثناء امتصاص بلورة نهر الدم رقم 99 في وقت سابق.
“هو!”
“كان امتصاص البلورة رقم 100 فشلاً ذريعاً.” مسح لوه فنغ العرق عن جبينه ” كان امتصاص البلورة رقم 100 النهائي صعباً للغاية، أعتقد أن الأمر سيستغرق بضع سنوات أخرى بعد أن ترتفع إرادتي أكثر قبل أن ينجح.”
كان امتصاص البلورة رقم 99 ناجحًا، أما البلورة رقم 100 فكانت فاشلة، ومع ذلك لوه فنغ لا يزال متحمسًا للغاية.
لأنه وفقًا للنقش الأحمر الظاهر على مخلبه الأيمن، ذلك الوحش . بدا هذا الوحش مشابهًا تمامًا لتمثال حاكم الوحش، إلا أنه يفتقد قرنًا.
“بلورة نهر الدم ” إنها مرتبطة بالفعل بحاكم الوحش الأسطوري لعالم نهر الدم.” فكر لوه فنغ ” سواء محارب دم، أو محارب أسود، أو طاقة نهر الدم التي يطلقها الوحش ذي القرون الذهبية ، فإنهم جميعًا مرتبطون بحاكم الوحش.”
“هممم.”
وأعتقد أنه بعد امتصاص البلورة المئة بنجاح، سيظهر القرن. وبعد اكتمال الصورة… قد تكون هناك مفاجأة كبيرة. كان لوه فنغ مسرورًا، ونظر حوله في الساحة، فلم يكن هناك أي كائنات حية سواه، أما في الأسفل، ففي عالم الهاوية العميق، هناك تريليونات من الوحوش.
عدد لا يحصى من الوحوش، حتى الوحوش الضخمة التي لا تموت، هناك الكثير منهم.
“حان وقت العودة!”
تشوه جسد لوه فنغ.
سو!
تحول بجسد موشا، فصار فجأةً دبًا جليديًا. دب جليد بسيط ولطيف، ينظر حوله ويندفع بعنف نحوه.
هو!
اجتاز دب الجليد حاجز الضوء الأبيض فورًا، ونظر إلى عالم الهاوية اللامتناهي في الأسفل، بوحوشه التي لا تُحصى. وبصوتٍ خافت، هبط على الجليد، ثم عاد واقفًا بغباء. لم يبدُ أن الوحوش الغبية المحيطة به قد لاحظته.
“همم؟” نظر الدب الجليدي إلى القصور الـ 32 العائمة أعلاه ” آه، هل كل الـ 32 منهم لديهم الحاجز الأبيض؟”
وبعد ذلك، بدأ الضوء الذي يحمي قصر لوه فنغ يتبدد ببطء.
“يبدو أن القصور الـ 31 الأخرى جميعها تضم كائنات حية تقبل الميراث.” نظر دب الجليد ” على أي حال، لقد قبلتُ ما أستطيع، ولا أستطيع الحصول على المزيد. همم، حان وقت استغلال الوقت والرحيل!”
نظر الدب الجليدي حوله.
في عالم الهاوية العميقة الباردة الشاسعة، أينما نظر، بدا الأمر وكأنه لا نهاية له، كانت مليئة بوحوش لا نهاية لها، و عدد الوحوش لا يصدق.
“كيف… كيف يمكنني الخروج؟” بدا الدب الجليدي لوه فنغ مذهولًا.
“كيف دخلت وكيف أذهب؟”
في ذلك الوقت، بفضل ركلة مو لوه، دخل الحفرة وسقط في عالم الهاوية العميق، ولكن، هل عليه أن يطير خارج الحفرة ليغادر؟
“منطقة الحفرة العميقة مليئة بوحوش ضخمة من المستوى الخالد. كل واحد منهم يراقب ثقوبًا عديدة في آن واحد، الوحوش الخالدة وحدها، طاقتها الابتلاعية مرعبة. من الأفضل ألا أعبث . ”تذكر لوه فنغ.
المنطقة بأكملها تحت الحفر مليئة بالوحوش الخالدة.
وبينما لوه فنغ في هيئة دب جليدي، لم يرَ أي وحش آخر يطير إلى الثقوب.
“حتى الوحوش الأخرى لا تطير إلى الجحور. ما لم يفعلوه، لا أستطيع فعله.” فكر لوه فنغ.
…
وبعد ذلك، بدأ الدب الجليدي على الفور في استكشاف عالم الهاوية العميقة، ولكن بعد 3 أيام، لم يتمكن بعد من العثور على طريقة لمغادرة المنطقة، و شعر بالقلق.
“سأتبع اتجاهًا واحدًا فقط وأستمر في المشي!”
“لا أعتقد أنني لن أصل إلى النهاية!”
بدأ الدب الجليدي بالسير في اتجاه واحد، يركض ويطير أحيانًا ملايين الكيلومترات، ويتعثر أحيانًا ويمشي، هكذا تمامًا، سار أبعد فأبعد، تدريجيًا، أصبحت الوحوش التي يمكنه رؤيتها أقل.
“متى سأخرج من هذا المكان؟”
تمتم الدب الجليدي لوه فنغ، واستمر في المضي قدمًا في اتجاه واحد، وحصل على عدد قليل جدًا من الوحوش في نطاق رؤيته لدرجة أنه لن يلاحظ سوى واحد في بعض الأحيان.
“روور!”
انتشرت على الفور مذكرة شيطانية مرعبة في المنطقة، ولم يرتجف الدب الجليدي لوه فنغ إلا قليلاً.
على الرغم من أنه كان تحولًا لجسد عشيرة موشا، إلا أن النواة داخل الدب الجليدي لا تزال لوه فنغ بعد كل شيء، و النواة مخفية داخل الروح، وبطبيعة الحال سوف تتأثر بمذكرة الشيطان.
“يجب أن تكون هذه المذكرة الشيطانية قادرة على التأثير على محارب سيد العالم ذي المستوى الأدنى.”
“مذكرة الشيطان؟”
توقف الدب الجليدي فجأة، كانت عيناه تحدقان على نطاق واسع، مليئة بالعواطف الإنسانية ” هناك أخيرا مذكرة الشيطان !!!”
بعد أن تجول في عالم الهاوية العميقة لفترة طويلة، لم يكتشف مذكرة شيطانية واحدة.
“اللعنة!”
“لقد واجهت أخيرًا مذكرة الشيطان.”
أصبح الدب الجليدي لوه فنغ متحمسًا بشكل لا يصدق، متحمسًا للغاية لدرجة أنه شعر وكأنه يريد البكاء.
“أكتشفت مذكرة شيطانيةً هنا، انا على وشك الخروج من عالم الهاوية العميقة.” أصبح دبُّ الجليد متحمسًا للغاية لدرجة أنه أصبح ضبابيًا على الفور وهو يطير، وفي نفسٍ واحدٍ طار مئات الآلاف من الكيلومترات، وأخيرًا رأى جدرانًا جليديةً حجريةً شاسعة، حيث هناك كهوفٌ عديدة.
“الكهوف المألوفة، الكهوف التي أعشقها كثيرًا.”
لوح الدب الجليدي بمخالبه الضخمة بحماس وطار على الفور عبر أحد الكهوف.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات