الفصل 876 – المتلقي
تيان تشن، الذي شعر بالندم والخوف بعد رؤية لوه فنغ يسحب أقوى بلورة حاكم اللهب، شعر بالارتياح عندما اكتشف أنه سقط في مخرج، تاركًا الفضاء تمامًا.
“لقد نجوت!” قال بحماس.
” حظي ليس سيئًا، فقد نجحتُ سابقًا في التعاون مع تشي مانغ للسيطرة على حدّ الإمبراطور. ظننتُ أن ذلك كان كافيًا، والآن، حتى مع قيام يانغ بإخراج أقوى بلورة حاكم لهب في اللحظة الأخيرة، قبل وفاته مباشرةً، من كان يتوقع ظهور مخرجٍ في تلك اللحظة ليسحبه… ويسمح لي بمواصلة حياتي!
“حظ.”
كان تيان تشن يحتفل في داخله، وبعد ذلك فكر ” هل هذا هو المكان الذي يبدأ فيه عصرى؟”
رغم فشل خطته ضد لوه فنغ، مما كشف حقيقته، لم يقلق أو يندم. فبالمقارنة مع الحفاظ على حياته، ما قيمة وجود عدو آخر له؟
” لديّ عبدان محدودان، وتشي مانغ الذي يقارب قوتي. في خضم هذه الحرب المسعورة، أستطيع استخدام هذه القوة لأجني ثروةً أكبر… ثروةً هائلةً تُعزز قوتي أكثر! مع هذه القوة، هل سأظل أخشى إمبراطور نهر الشفرة؟ض
“هممم!”
” بما أنني فشلت في هذه الخطة، فهناك ثلاثة إمبراطور حد أخرى في الجانب الشيطاني، ويجب عليّ التعامل مع تشي مانغ و السهم الثقيل. ” اتخذ قرارًا على الفور. “سأترك الجانب الشيطاني أولًا يتعامل مع تشو وو و السهم الثقيل، ثم سأستخدمهما سرًا للتخلص من حد الإمبراطور الشيطاني الذي ليس تحت سيطرتي.”
هذه خطته المثالية. مع ذلك، حتى لو قتل حد الإمبراطور الثلاثة، فسيكون دخله صادمًا .
إذا بإمكانه السيطرة على روح شخص آخر، فسيكون هذا يوم حظه.
“سيدي!” اندفع السهم الثقيل نحوه.
وينغ!
انهار المخرج الذي هرب منه لوه فنغ.
“سيدي!” نادى السهم الثقيل. مع ذلك، لم يكن الأمر جنونيًا كما من قبل، على الأقل لم يكن سيده في خطر.
…
بدا لوه فنغ غارقًا في تلك الطاقة الغامضة، عاجزًا عن المقاومة وهو يعبر المخرج. كان النداء يتردد في ذهنه: “يا صغير، تعال!”
بعد دخوله المخرج، لم يظهر في مكان محظور آخر، بل طار على مسار ملون.
هوا هوا…
مسار جميل.
بدا لوه فنغ يلتف حوله ويطير باستمرار. انحرف الفضاء من حوله، فرأى نجومًا ضخمةً مُختومةً حول أعمدةٍ ضخمة. هناك كنوزٌ كثيرةٌ ذات طاقاتٍ جبارة، لكن لوه فنغ لم يستطع رؤيتها بوضوح.
“السهم الثقيل، السهم الثقيل.” نادى لوه فنغ عقليًا على السهم الثقيل.
كان العبد الروحي وسيدته مرتبطين بأرواحهم.
طالما لم تكن المسافة بينهما كبيرة، بإمكانهما التواصل عبر أرواحهما. ولأنهما لا يزالان داخل برج النجوم، مهما كانت المسافة بينهما، فبفضل قوة روحيهما، بإمكانهما التواصل بسهولة.
“سيدي، هل أنت بخير؟” سأل السهم الثقيل.
” أنا بخير. تذكر، تيان تشن شرير. حاول قتلي سابقًا وكدتُ أموت… وأظن أن تشي مانغ، من الجانب الشيطاني، لديه اتفاق معه. على أي حال، أخبر تشو وو بهذا واهرب بأسرع ما يمكن. اختلط بالبشر الآخرين وتحمّل الأمر. غادروا الفضاء وبرج النجوم أولًا، وانتظر عودتي. ”
“نعم سيدي.”
لوه فنغ استرخى قليلا.
لم يكن الأمر أنه لا يريد الانتقام،لكنه حاول إنقاذ تيان تشن، لكنه استُغل وكاد يُقتل! مهما كان الفاعل… سيرغبون بالانتقام بالتأكيد، لكن تيان تشن في النهاية لا يزال بشريًا.
مع تهديد نظام الجيش، لم يجرؤ لوه فنغ على الذهاب ضد حليف!
قتل حليف يعني الموت، وسيؤدي إلى تضافر جهود أعداد كبيرة من البشر لاغتياله. حتى معلمه، زعيم مدينة الفوضى البدائية، لن يتمكن من إنقاذه. ففي النهاية، هذا هو النظام الصارم الذي وضعه البشر والأجناس الأخرى التي لا تُحصى، فكيف له أن يعارضه؟
“لا أستطيع أن أذهب ضد النظام العسكري.”
“لكن هناك ثغرات.” فكّر لوه فنغ. “مثلما يعتمد نظام الجيش على المسح الضوئي لمراقبة المعارك قبل اتخاذ قراراته. ويعتمد المسح الضوئي على أجهزة المسح. هذه الأجهزة لها حدود بطبيعة الحال، تمامًا كما حدث عندما حاولتُ إنقاذ تيان تشن سابقًا، فزاد سرًا قوة السقوط… لا توجد طريقة لقياس ذلك من خلال هذه الأجهزة.”
“ومع ذلك، فإن تيان تشن…”
“عاملتك كأخٍ وحاولت قتلي. إن لم أقتلك، فكيف سأجد السلام؟” بدا لوه فنغ يثور في داخله. “نظام الجيش سلطة تأديبية على الجنود. عندما أختار التقاعد لاحقًا، لن أكون جنديًا في المعسكر البشري بعد الآن. مع أن هذا يعني أن بإمكان المحاربين البشريين الآخرين قتلي دون أي عواقب، إلا أنني أستطيع فعل الشيء نفسه…”
لقد تم وضع علامة على تيان تشن للموت في عقل لوه فنغ.
…
هناك أفكار كثيرة دارت في ذهنه بينما يتم جلبه بواسطة الطاقة الغامضة، وهو يطير عبر المسارات المشوهة.
فووو!
الطاقة الغامضة تفرقت.
طار لوه فنغ من الممر وهبط على الأرض. استدار كالريشة ووقف بهدوء.
“هذا …” نظر حوله.
بدا هذا ضريحًا ضخمًا غامضًا. يحمله تسعة أعمدة، يزيد ارتفاع كل منها عن عشرة آلاف كيلومتر. في الهواء، هناك العديد من النجوم المختومة. بدت هذه النجوم المختومة التي لا تُحصى وكأنها مجرة فوق الضريح بأكمله.
يبدو أن هذا الضريح يطفو في الوسط بين عدد لا يحصى من النجوم المختومة.
“هذا؟” نظر إليه.
في الأفق، جلس ظلٌّ. له جسدٌ طويلٌ كالثعبان، ونصفه العلويّ بشريّ. لحيته الأرجوانيّة منسدلة، وجفونه مُتدلّيةٌ برفق. مع ذلك، فإنّ الضغط الهائل الذي يُصدره جعل أيّ شخصٍ حوله يستسلم بشكلٍ طبيعيّ.
كانت طاقته هائلة ولا نهاية لها، ورغم أنها لم تكن عنيفة، إلا أنها لم تسمح بأي مقاومة.
“يا صغير.” سمع صوتًا قديمًا منه ” تعال إلى هنا.”
“إنه هو، هو من أحضرني إلى هنا.” فكّر لوه فنغ. “ويا له من ضغط مُرعب! هذا أقوى بكثير من الفارس شي هو، بل ويقترب حتى من قادة مدينة الفوضى البدائية. هل هو كائن بمستوى سيد الكون؟”
لقد فهم لوه فنغ هذه النقطة على الأقل.
عندما وقف أمام هذا الكائن، بدا مثل نملة ليس لها أي قوة على الإطلاق.
وبما أن الأمر كذلك، من الأفضل أن يطيع فقط.
…
داخل الضريح المنتصب وسط النجوم المختومة التي لا تُحصى، وقف شخصان. أحدهما إنسان بجسد ثعبان، والآخر لوه فنغ.
توجه لوه فنغ نحوه.
“يبدو هذا الخبير كإنسان.” فكّر. “لكن الأجناس الأربعة العليا لم تسيطر بعد على برج النجوم. كيف لهذا الكائن أن يبقى هنا ويناديني؟” بدا هذا الرجل الثعباني الوحشي كواحد من الأجناس العديدة.
مثل رجل القرد، رجل الذئب، رجل الثعبان وما إلى ذلك، كانوا يعتبرون جميعًا جزءًا من الإنسانية.
“شيخ.” انحنى لوه فنغ باحترام.
“يجلس!”
وأشار الكائن القديم القوي إلى الأرض.
“نعم.” جلس لوه فنغ بجانبه على الفور.
“هل أنت مُمتلئ بالريبة؟” نظر إليه الخبير وابتسم. “أتتساءل لماذا يناديك البرج ولا تستطيع أن تصبح سيده؟ أتتساءل لماذا قابلت حارسًا محظورًا قويًا كهذا لحظة وصولك، بل وتتساءل حتى عن سقوط النجم المختوم؟”
صدم لوه فنغ.
هل هذا الكائن يعلم حتى أن برج النجوم يناديه؟
“نعم، لدي الكثير من الأسئلة، من فضلك أنرني.” أجاب لوه فنغ باحترام.
“لقد انتظرتك طويلاً جدًا.” تنهد الكائن. “بالطبع، عادةً ما أترك نسخةً مني هنا، ولا أهرع إلى هنا شخصيًا إلا عندما أعرف أنك هنا. آه… لم أقدم نفسي بعد. اسمي بو تي، أنا حارس برج النجوم، وأنا أيضًا من سيرحب بك هنا.”
صدم لوه فنغ ” أنت لست منشئ البرج؟ أنا …”
“أتتساءل عمن ترك لك الدليل؟ أتتساءل عمن بنى برج النجوم؟” نظر إليه بو تي مبتسمًا. “ههه، أنا أول خادم لمشكل برج النجوم. مع ذلك، على مر السنين، أصبحتُ سيدًا للكون… كان سيدي كريمًا بما يكفي ليقبلني تلميذًا له.”
“أنا تلميذه الأول.”
“زعيم عرق يان شين هو تلميذه الثاني.”
” لديه أتباع كثر، لكن تلميذين فقط. كنت محظوظًا، لأني اتبعته لأطول فترة. بفضل قوتي وعاطفته، كان لي الحق في أن أصبح تلميذه، لكن عرق يان شين وعرق أهل الأرض، هما جوهر ما سكب فيه المعلم روحه. ” نظر بو تي إلى لوه فنغ. “هناك مرشحان آخران من الأرض قبل فشلهما، وأنت الثالث. أتيت إلى هنا بعد 8.2 مليار سنة من الثاني. إذا نجحت، ستكون مثل قائد عرق يان شين، ستصبح قائد عرق أهل الأرض، التلميذ الثالث للمعلم! إذا فشلت، ستكون مثل الاثنين اللذين سبقاك. الموت وحده ينتظرك!”
أصيب لوه فنغ بالذهول.
هناك مرشحان قبله؟ هل هو الثالث الذي جاء بعد 8.2 مليار سنة؟
زعيم عرق يان شين؟ زعيم عرق سكان الأرض؟
“زعيم عرق يان شين , بو تي… من معلمهم؟”
“صانع الدليل المجهول وبرج النجوم، الذي أنتج خصيصًا سلالة يان شين وسلالة سكان الأرض؟ هل هو مُنشئ دوجو الفأس الضخم؟” خطرت بباله أفكارٌ كثيرة.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات