الفصل 879: وقت طويل
بدا ألم تمزق روحه سبباً في ارتعاش جسده.
“هذا الألم لا يزال أضعف بكثير مما كان متوقعا.”
“من المفترض أن يكون مستوى الألم قريبًا من مستوى امتصاصي لبلورة نهر الدم رقم 110. ”حافظ لوه فنغ على هدوئه. أما بالنسبة لعتبة الألم، فقبل آلاف السنين، عندما لا يزال ضعيفًا في عالم نهر الدم، شعر بأن الألم الناتج عن امتصاص البلورة الأولى وحدها لا يُطاق، ومع ذلك، مع نموه، ازدادت حالته النفسية قوةً.
ومع ذلك، مع امتصاصه المزيد من بلورات نهر الدم، ازداد الألم بشكل طبيعي. في ذلك الوقت، كان قد انهار مرات لا تُحصى من الألم، وعلى مدى آلاف السنين، ازدادت عتبته أكثر فأكثر. حاليًا، يحتوي مخلب الوحش ذي القرون الذهبية الأيمن وظهره على ما مجموعه 165 بلورة!
“إنه سهل.”
رغم أن جسده ارتجف قليلاً، إلا أنه ما زال قادراً على الابتسام.
لحسن الحظ، من حيث حالته العقلية، كان قد وصل إلى حدّ معرفة الذات. مع أن هذا كان أدنى المستويات الثلاثة، إلا أنه كان يُمثّل حالته الراهنة. وكما أكّدت البراءة على اقتران القوة باللطف، فإنّ “الشمول” شمل كل شيء.
شُرِحَت المستويات الثلاثة على هذا النحو. المستوى الأول هو التمسك بالنفس بغباء، دون أي مهارة، والاعتماد على القوة والمثابرة فقط. أشبه بحجرٍ يقاوم تيارًا متدفقًا، يُصقل مرارًا وتكرارًا.
المستوى الثاني يتطلب مهارة. معرفة متى تكون لينًا ومتى تكون قاسيًا، وفي النهاية دمج الاثنين، ومقاومة أي قوة ضده بشكل طبيعي.
وكان المستوى الثالث فوقهم جميعا.
لكن…
السبب الوحيد لكون المستويين الثاني والثالث أعلى من الأول، كان بسبب المهارة المشاركة وهناك تأثير تضخيم.
قوة إرادة الروح نفسها، التي تُدرك البراءة والاندماج التام، قادرة على تحمّل الضغط والأوهام، وتحمّل هجمات الروح بعشرة أضعاف أو مئات أضعاف. إذا بلغ المرء مستوى شمول الكل، فإن قدرته على تحمّل كل هذا ستزداد مئات أو آلاف أضعاف.
لكن هذا الاندماج البلوري لم يكن له علاقة باللين أو الصلابة، ولم يكن يشمل شيئًا. كان يمزج البلورة بالروح. كل ما على المرء فعله هو تحمل الألم! وفي ذلك الوقت، كانت الحالات النفسية عديمة الفائدة… كل شيء يعتمد على مثابرة المرء وقدرته على تحمل الألم!
هذا الألم من داخل الروح.
ليس أوهامًا أو من مصادر خارجية!
ينغ يانغ؟
تشمل كل شيء؟
بدا هذا الألم نابعًا من الداخل، وليس من نوبة، بل ألم حقيقي ناتج عن اندماج روحه مع البلورة! بدا لوه فنغ يجتاز حدود المستوى الأول طوال هذه المدة، يُصقل نفسه باستمرار ويتحمل الألم بقسوة. لطالما شُحذت حالته النفسية إلى درجة الألم الماسي.
…
اندمجت بلورة برج النجوم تدريجيًا مع روحه ببطء شديد. ومع ازدياد مستوى الاندماج تدريجيًا، تبعه الألم تلقائيًا!
سنة واحدة، سنتان، ثلاث سنوات…عشر سنوات، عشرون، ثلاثون…
في غمضة عين، مرت 60 عامًا.
وبينما يتحمّل الألم، استمرّ في دراسة تمثال الحاكم الوحش وقوانينه. حتى أنّه تواصل مع العالم الافتراضي والتقى بعائلته.
******
في السنة الحادية والستين، تضاعف مستوى الألم مقارنة بالسابق.
لوه فنغ، الذي كان متفائلاً في البداية، بدأ يشعر بالقلق. “سرعة تفاقم هذا الألم أسرع من المتوقع. كنتُ أستطيع تحمّله بسهولة في البداية، لكنه ازداد بشدة خلال 60 عامًا. إذا استمرّ على هذا المنوال… فلن أتمكن من تحمّله لأكثر من 3000 عام.”
“ماذا أفعل؟”
“اسقط؟”
“لا.” فتح عينيه، ونظر إلى بو تي الذي يجلس متقاطع الساقين بجانبه.
“عليّ أن أنجو، عليّ أن أنجح وأصبح قائدًا للبشرية.” فكّر لوه فنغ. وبينما يتحمّل الألم الشديد، وضع خطته بسرعة.
“صقل روحي!”
“منذ ولادتي وحتى الآن، لم أعش سوى بضعة آلاف من السنين. أما بالنسبة لتدريب حالتي العقلية، فستستمر هذه العملية لما لا يقل عن 3300 عام. وخلال هذه الأعوام الـ 3300، قد تتحسن حالتي العقلية أكثر! لكن مستوى النمو لا يزال غير كافٍ… عليّ البحث عن أسرع طريقة!”
فكر لوه فنغ، وتوصل عقله إلى العديد من أساليب تدريب الحالة العقلية.
في الواقع، فإن تحمل الألم الشديد وحده كان بمثابة شكل من أشكال التدريب، ومن شأنه أن يجعل الشخص أكثر تصميماً.
“ليس كافيا، مجرد استخدام الألم لصقل نفسي ليس كافيا.”
“أحتاج إلى طريقة أسرع.”
من الولادة حتى اليوم.
في أول مئتي عام، كان تدريبه على الحالة العقلية يسير على ما يرام. أما في آلاف السنين اللاحقة، فرغم ارتفاعه بشكل ملحوظ مع مرور الوقت، إلا أنه كان أبطأ بكثير من ذي قبل من حيث السرعة.
القلبُ صادقٌ، نقيٌّ، وصادق! حينها فقط تحدثُ المعجزة! آمنَ لوه فنغ بإحدى التجارب التي شاركها أحدُ أسلافِ الصين.
صحيح. في الطبيعة وفي الفضيلة.
نقي. لا يوجد أي تشتيت.
صادق، لديه قلب صادق.
هذا هو الطريق لإطلاق العنان لروح الإنسان.
قد تبدو النظرية بسيطة، تمامًا كما لو أن باحثًا ركّز على البحث فقط، دون أي تشتيت داخلي، سينغمس تمامًا في ذاته، وستُزوّده روحه بطاقة كافية للنمو. ستتحسن النتائج والكفاءة عشرات المرات، بل مئات المرات.
“لقد تحملتُ الألمَ طوالَ ستين عامًا، ومع ذلك، تأثرتُ به ولم أستطعْ تحمّلَ الألم.” فكّر لوه فنغ.
“من الآن فصاعدا.”
” سأبدأ بدراسة طريق الحاكم الوحش، وأركز عليه تمامًا. مهما الأمر مؤلمًا، لن أدعه يؤثر عليّ. سيكون قلبي نقيًا ومُركزًا على الدراسة فقط.” فكر لوه فنغ.
…
بدا لوه فنغ يقظًا في أوقات الهدو، ويخطط للمستقبل. شعر بالخطر المحدق. تحت هذا الضغط اللامتناهي والألم الشديد، انغمس في دراسة طريق الحاكم الوحش.
قد يبدو أن كونك صادقًا ونقيًا أمرًا سهلاً، لكن القيام بذلك كان صعبًا للغاية!
بدون ألم شديد، بدا لوه فنغ قادرًا على الاستمرار بسهولة، لكن من الصعب ألا يتأثر به. حتى مع إرادته القوية، كان الألم يشتت انتباهه .
وسوف يصرفه الضغط الهابط عديم الشكل أيضًا.
…
لكن شيئًا فشيئًا، نسي الأمر تمامًا. تخلى عن الألم، مهما اشتدّ، وركز على طريق الحاكم الوحش…
فقط في العزلة، يمكن للروح أن تطلق العنان لقوتها!
والقلب الطاهر والصادق، وخاصة الذي يستطيع أن يظل على هذا الحال رغم الألم، فإنه ينتج طاقة لا نهاية لها، مما يسمح له بالمثابرة…
******
العالم الافتراضي، في أعلى قمم جزيرة الرعد، داخل ضريح مغطى بطاقة هائلة.
كان زعيم مدينة الفوضى البدائية قلقًا بشأن شؤونه الخاصة لمئات السنين، وقد استراح أخيرًا. استدعى لوه فنغ، راغبًا في اختباره ومعرفة وضعه.
“هل قطع اتصاله بالعالم الافتراضي حقًا؟ بل ترك لي ردًا آليًا يقول إنه يتدرب؟ ”جلس على العرش وضحك.
منذ أن بدأ لوه فنغ بقبول الميراث، عهد إلى عائلته بمهام عديدة، لكنه لم يجرؤ على إزعاج زعيم المدينة، حتى لو أرسل بريدًا. بل كان يُعِدّ ردًا آليًا، بمجرد أن يُرسل زعيم المدينة طلبًا أو بريدًا، يُرد عليه فورًا.
“نظام جيش حروب المنطقة الخارجية.”
“متى وأين كانت آخر مرة اتصل فيها تلميذي لوه فنغ بالكون الافتراضي؟” جلس زعيم المدينة على عرشه وقال للفضاء أمامه.
“زعيم مدينة الفوضى البدائية.”
“كان آخر اتصال للوه فنغ بالكون الافتراضي في برج النجوم ”
“برج النجوم؟” أومأ زعيم المدينة برأسه.
قبل مئات السنين، سقط النجم المختوم. سعى أكثر من 100,000 إمبراطور للنجاة، وسقط منهم حوالي 8,000. كان سقوط إمبراطور أمرًا بالغ الصعوبة، فمع سقوط هذا العدد الكبير دفعة واحدة، انتشر الخبر على نطاق واسع، وهزّ الكون بأسره. أما النجم المختوم، فيُقال إنه هبط على أحد أباطرة عرق تشي هو من أعراق الكون البعيد.
“لوه فنغ، عندما تدخل العالم الافتراضي، تعالَ لرؤيتي فورًا. ”أرسل زعيم المدينة أمرًا إلى لوه فنغ. لم يكن يعلم أن تلميذه يواجه حاليًا محنةً مروعة.
…
بينما روحه تتألم بشدة، انغمس لوه فنغ في دراسة مسار الحاكم الوحش. خلال هذه الفترة، بدأ وعيه وقوة إرادته ينموان بسرعة دون وعي منه… وكان التأثير مفيدًا للغاية. على الرغم من نمو عقله، إلا أن الألم ازداد حدة بمرور الوقت.
لقد أصبح مستوى الألم أكبر من نمو روحه!
100 سنة، 200، 300…800، 900 سنة…
في غمضة عين، مرت ألف سنة.
بدا لوه فنغ يتمتع في البداية بميزة هائلة ضد الألم، ومع ذلك، حتى ألف عام من التدريب لم تستطع مواكبة تزايد الألم، فقد اقترب من أقصى قدراته. إذا استمر هذا، خشي لوه فنغ ألا يتجاوز بالكاد ألفي عام.
عندما يحدث ذلك، في اللحظة التي يتجاوز فيها حده، فإن وعيه وقوة إرادته سوف تنهار، وسوف تجعل البلورة روحه تنهار …
سوف يسقط!
بالطبع، هناك فوائد غير متوقعة من هذا التدريب الذي استمر ألف عام. فقد أثمرت أكثر من ألف عام من الصقل والانغماس في مسار الحاكم الوحش عن مكاسب معينة. فبمجرد حضوره كالحاكم الوحش، وصل إلى المستوى التاسع عشر من الجسر السماوي. ومن المؤسف أن فهمه للشريعة لم يُسهم في هذا الميراث الذي يُحدد الحياة أو الموت.
…
رغم الخطر الذي واجهه، ظلت روحه غارقة فيه تمامًا. بروح نقية وصادقة، لم يشعر بالخطر.
لو لم يفعل ذلك، فإن روحه لن تنمو بهذه السرعة خلال هذه السنوات.
1600 سنة، 1700، 1800، 1900…
ازداد ألم روحه رعبًا، حتى أنه تجاوز بكثير امتصاص البلورة ١٦٥، وكاد أن ينهي حياته، ومع ذلك، ظل غارقًا في طريق الحاكم الوحش. ما لم يصل الألم إلى حدٍّ يُؤثر على حالته، لم يشعر بالخطر.
قلب نقي وحقيقي، بدون أي تشتيتات أخرى.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات