الفصل 880: الأمل واليأس
2000 سنة، 2100، 2200…
ارتفع مستوى اندماج الكريستالة مع روحه أكثر فأكثر، مما زاد من شدة الألم. لم يكن هذا مجرد ألم عادي، بل تمزق للروح. عند العتبة الأخيرة، ستتمزق الروح تمامًا! ومع اقترابها من الحد الأقصى، ركّز لوه فنغ ذهنه، مما ساعده على تحسين حالته النفسية بشكل أكبر، وتحسّن بشكل أسرع.
2300 سنة، 2400، 2500، 2600…
“لقد مرت 2600 سنة.”
داخل الضريح، وسط النجوم المختومة، جلس لوه فنغ متربعًا، غارقًا في العرق والدم. تحت وطأة هذا الألم، كانت قطرات الدم تتساقط، وجسده كله يرتجف. مع ذلك، هناك شعور قوي بالصلابة في تعبيره، ولم يتأثر بهذا الألم.
“المرشحان من الماضي، الأول دام في السلطة 2600 سنة، والثاني 3300 سنة.”
” كان كلاهما عبقريين في عصرهما، وكانا من النخبة الاستثنائية من أبناء الأرض. من حيث المواجهات، كان الأول الأقوى، و في مستوى البراءة، ومع ذلك لم يدم سوى 2600 عام. أما الثاني ف أضعف قليلاً، بل أضعف من لوه فنغ، ومع ذلك، وصلت حالته العقلية إلى مستوى شمول الجميع. وفي النهاية، سقط هو الآخر. هناك العديد ممن يتمتعون بحالات ذهنية قوية في تاريخ الأرض. عددهم لا يُحصى في المستوى الأول، وكثيرون في المستوى الثاني، وكثر في المستوى الثالث. ”
تنهد بو تي في داخله.
لقد قال معلمه، الخبير الذي دعم الجنس الأرضي من قبل…
لم تكن الحالات الثلاث أعلى أو أدنى من بعضها البعض، بل تمثل ثلاثة مسارات مختلفة.
معرفة الذات والتمسك بها، معرفة القوة والثقة المطلقة! مهما حدث، سيظل المرء مؤمنًا بنفسه ولن يتزعزع. مع ذلك، كان نمو هذا المسار هو الأصعب، دون أي عوامل خارجية، معتمدًا كليًا على قوة الإرادة.
، كان يعني ذلك العناد الشديد. مثل هذا الشخص سيعاني بسهولة.
مع ذلك، لن يتبع هذا المحارب الجموع، بل سيكون قويًا داخليا. حتى عندما ينتقده ويوبخه الكثيرون، لن يتغير. هذا أكثر المسارات إرهاقًا على الإطلاق…
البراءة والإنسان والطبيعة كواحد.
بإمكان مثل هذا الشخص أن يكسب احترام الكثيرين، و من الصعب أن يحمل المرء ضغينة تجاهه، إذ كان يرى ما وراء أرواح تريليونات الأرواح. في التاريخ، اعتُبر الكثير منهم قديسين.
كان يؤمن بشمول الكون، وبأنه لا يستطيع تجاوزه. لم يكتفِ بالسير مع التيار، بل أراد أن يستوعب كل شيء.
كان هؤلاء المحاربون يمتلكون قلوبًا كبيرة.
مع طموح لا نهاية له، اصبح الإيمان مرعبًا.
…
ثلاثة مسارات.
السبب الذي جعل أهل الأرض يعتبرون كل مستوى أعلى من الآخر هو أنهم لم ينتجوا كائنًا عظيمًا حقيقيًا.
في التاريخ، هناك كثيرون ممن بلغوا ذروة معرفة الذات، وبعد أن واجهوا انتكاسات لا تُحصى، حدثت تغييرات هائلة في التاريخ نفسه. لقد أدركوا من خلال أنفسهم، وأدركوا في النهاية أن التوفيق هو الطريق، وأن فرض طريقهم بالكامل كان مُبالغًا فيه.
ومن هنا أصبح الإنسان والطبيعة واحدًا، وهو ما يسمى بالمستوى المثالي.
وبعد ذلك، لم يعودوا يعانون، ولم يعودوا يتصادمون، بل أصبحوا موضع عبادة من قبل الكثيرين.
…
وبعد أن سلكوا هذا الطريق الثاني لفترة طويلة، ستكون لديهم رؤى أعمق.
ولم يكتفوا بالإنسان والطبيعة كشيء واحد، بل أرادوا أن يضموا كل شيء، و هذا هو المستوى الثالث.
في تاريخ الأرض، كل من بلغ المستوى الثالث بنى دولًا أو طوائف. إجمالًا، كانوا جميعًا من أسمى مخلوقات الأرض. هذا القلب الذي يتسع للجميع مكّنهم من تجاوز أي نكسة والتقدم في أي موقف.
ورغم أن مؤهلاتهم قد لا تضاهي مؤهلات الآخرين، إلا أنهم مع العزيمة والتحسن المستمر، تمكنوا من الوصول إلى القمة!
…
ثلاثة مسارات، مستويات مختلفة.
وكان الثالث هو الأقوى، ثم الثاني تلاه، ثم الأول كان الأصعب.
ومن هنا انتشر هذا المفهوم عبر أجيال الأرض… وكان الجهل كذلك. مع ذلك، سيسخر أي كائن عظيم… أو محارب مُطلق من هذا، إذ يعلم أن الطريق مختلف تمامًا. ما الفائدة من مقارنة هذين؟
…
” ليصمد لأكثر من ٢٦٠٠ عام، قلبه قويٌّ حقًا. ” قال بو تي: “في مواجهة هذا الألم المُدمّر، يجب أن يكون لديه قلبٌ قويٌّ وإرادةٌ قويةٌ للمضي قدمًا. حينها فقط سيصمد طويلًا… سيعتمد الأمر فقط على قوة قلبه.”
هناك العديد من المحاربين الشجعان في التاريخ الصيني الذين انهاروا تحت وطأة التعذيب.
رغم ولائهم، لا يسعنا إلا أن نقول إن قدرة تحملهم للألم لم تُصقل بعد. وأن أساليب تدريبهم لم تكن قوية بما يكفي. أما بالنسبة لهذا الألم الذي يخترق الروح، والذي يستمر لآلاف السنين… فمن يتحمله؟ أما بالنسبة للأبطال العاديين من الماضي، فبضعة آلاف من السنين من العزلة كفيلة بإصابتهم بالجنون، ناهيك عما يمر به لوه فنغ الآن…
******
بينما يتحمل التعذيب، أجبر نفسه على عدم التأثر بأي شيء، وانغمس في دراسة مسار الحاكم الوحش.
في السنة 2800…
وصل مستوى الألم العالي أخيرًا إلى حده الحقيقي، مما أثر على دراسته.
“لا تزعجني.”
“روور!”
في عالمه الداخلي، نظر الوحش ذي القرون الذهبية إلى التمثال ونسخه.
كأي عالم من الأرض، حتى في المرض والألم، يواصلون أبحاثهم. حتى وإن كانوا متأثرين ومشتتين، سيواصلون عملهم. لوه فنغ، الذي انغمس داخليا لأكثر من ألفي عام، قد تعمق فيه لدرجة أنه رغم تأثره، كان يتجاهله !
ألم؟ أبعده، واصل دراسته!
تشتيت؟ ضعه جانبًا!
قلبٌ نقيٌّ، في وجه الخطر، أنتج طاقةً وقوةً غامضتين، مكّنته من تخطّي الألم. وفي كلّ مرّةٍ فعل ذلك، سمح لقلبه بالاستقرار. كان يُقوّيه تدريجيًا… وكانت سرعة نموّه أسرع من ذي قبل.
هكذا تمامًا…تمسك لوه فنغ.
2900 سنة، 3000، 3100 سنة، 3200…
ازدادت قدرته على تحمّل الألم مع مرور الوقت. قوة روحه على تحمّل هذا الألم المتصاعد، هذا الألم الذي لم يستطع تهدئته، بل استمرّ في الاندماج معه. مع ذلك، استمرّ الألم في التفاقم. كما لو أن المرء بعد أن يُثبّت نفسه بعيدًا عن المشتتات لفترة طويلة، سيُصاب بالتعب في النهاية ويعجز عن الحركة. مهما بلغت قوة معتقداته، سيصل المرء إلى حدّ، والنتيجة… الموت!
“هل هذه هي النهاية؟” جلس بو تي متربعًا، ونظر إلى لوه فنغ المرتجف، المغطى بالعرق والدم. ارتعش جسده من الألم، أحيانًا بجنون، وأحيانًا أخرى…
جسده كله يرتجف بجنون.
“إنه متعب.”
“يا طفلي، فقط استسلم.”
” حتى لو سقطتَ ولم يُعِدْكَ مُعَلِّمُكَ الحياة، فبفضلِ إرادتِكَ القويةِ فقط، سأُعيدُ الزمانَ والمكانَ لإحيائك. مع أنَّكَ قد تخسرُ الكثير، إلا أنَّ عمليةَ تعرّفِ برجِ النجومِ على مالكِهِ صعبةٌ للغاية. في ذلك الوقت، عندما اندمجَ البرجُ مع ذلك الضوءِ المُلوَّن، لم يكن لدى المُعَلِّمِ أيُّ ضمانٍ، ربما… حتى لو أنتجَ عِرقُ الأرضِ كائناتٍ استثنائيةً بشكلٍ لا يُصدَّق، فلن ينجحَ الأمرُ. إذا فشلتِ الثلاثةُ الأولى، فقد تستمرُّ حتى الرابعةُ والخامسةُ وهكذا. من يدري متى سيُغيِّرُ المُعَلِّمُ رأيَه ولن يُجبرَ برجَ النجومِ هذا على التعرّفِ على مالكِهِ. ”
تنهد بو تي،
كان سيدًا للكون، كائنًا من أعلى قمم الكون الشاسع. كان قادرًا على رؤية روح لوه فنغ بسهولة، و يعلم أن لوه فنغ قد بلغ حدوده.
“لا تزعجني!”
“لا تُزعجني!!!” بدا لوه فنغ لا يزال غارقًا تمامًا في دراسة طريق الحاكم الوحش. في مواجهة الألم الشديد الذي كان يُقاطعه باستمرار، صرخ في داخله غاضبًا: “لا تُزعجني، لا أحد يستطيع إزعاجي، ولن يُزعجني أحد!”
فووو!
تغيير مفاجئ!
إذا قيل إن إرادته ووعيه قد شُحذا في السابق ليصبحا ماسة، صلبة وثاقبة بشكل لا يُصدق، فقد وصلا، على مدار 3200 عام من التدريب، إلى مستوى آخر وأصبحا ماسة أكثر كثافة من ذي قبل. تمامًا كما لو وُضعا في مكان تحت ضغط شديد، كما لو أن نجمًا يتحول إلى نجم نيوتروني.
الوعي وقوة الإرادة، لها تطور لا يصدق!
تم إدخال الماس إلى نواة الذرة.
“استمر.” انتاب لوه فنغ شعورٌ لم يسبق له مثيل. كأنه وصل إلى أقصى درجات التعب، لكن تجاوزه منحه قوةً أكبر! كان الألم قد عطّل دراسته سابقًا، وضربه بقوة حتى وصل إلى أقصى حد. أما الآن، فقد تلاشى تمامًا ولم يُبدِ أي مقاومة.
…
“ماذا!”
في الضريح، نظر بو تي الذي يراقب العملية بأكملها إلى روح لوه فنغ واكتشف التطور بشكل طبيعي.
“كيف تغيرت؟”
“كيف حدث هذا، لم يحدث هذا للاثنين اللذين سبقاه. وخاصةً الثاني، فقد صمد 3300 عام قبل أن يسقط، ولم يحدث شيء كهذا قط.” صُدم بو تي. “صحيح، المرشحان، أحدهما في البراءة والآخر في شمول الكل. لديهما طريقتان مختلفتان في التعامل مع الألم. البراءة ستجعله يعتاد الألم ويذوب معه. شمول الكل… سيذوب حتى الألم. مع ذلك، كان كلاهما مخطئًا. مخطئًا بمعنى أن هذا ليس ألمًا من شيء، بل هو بلورة تختلط بالروح. هذا ليس وهمًا، بل شيء حقيقي!”
“في حين أن أساليبهم قد تدفع أرواحهم إلى الحد الأقصى لعدم الشعور بالألم.”
“ومع ذلك، بدون مقاومته، لا يمكنهم قمعه. قوتهم لقمعه بشكل طبيعي لن تكون كافية. لأنهم اندمجوا معه، فقد احتضنوه.”
واختار لوه فنغ أن يقاوم! يقاوم الألم تمامًا ويكبته، دون أن يدمجه أو يحيط به أبدًا.
“بينما قد يشعر بألم أكثر.”
” أليست هذه طريقةً لتدريب المستوى الأول من معرفة الذات؟ دفع إرادته إلى أقصى حدودها أدى في النهاية إلى التطور، مما أدى إلى قفزة هائلة. ” قال بو تي وهو يلهث.
لقد أعطت قفزة هائلة إلى الأمام لوه فنغ مجالًا كبيرًا للمناورة.
3300 سنة…3900…
4000…
4,300…4.900…
استمرت البلورة في الاندماج معه، وتزايد الألم تدريجيًا. مع أن التطور السابق منح لوه فنغ حريةً واسعة، إلا أنه على مدار الألفي عام الماضية، اقترب أخيرًا من حدوده.
“هل لا توجد طريقة لبرج النجوم هذا للتعرف على مالكه؟”
“هل كانت الـ 3200 سنة الماضية مجرد النصف الأول؟” صُدم بو تي أيضًا، لأن أطول فترة صمود لمرشح قبله كانت 3300 سنة فقط. لم يكن أحد يعلم كم ستستغرق هذه العملية.
لم يفعلها أحد.
لم يكن أحد يعرف الحد… سواء بو تي أو ذلك الخبير من قبل.
“إذا فشل لوه فنغ، فكم عدد المرشحين الآخرين الذين سيحتاجون إلى النجاح؟” أصبح مليئًا بالقلق.
الفصل 880: الأمل واليأس 2000 سنة، 2100، 2200… ارتفع مستوى اندماج الكريستالة مع روحه أكثر فأكثر، مما زاد من شدة الألم. لم يكن هذا مجرد ألم عادي، بل تمزق للروح. عند العتبة الأخيرة، ستتمزق الروح تمامًا! ومع اقترابها من الحد الأقصى، ركّز لوه فنغ ذهنه، مما ساعده على تحسين حالته النفسية بشكل أكبر، وتحسّن بشكل أسرع. 2300 سنة، 2400، 2500، 2600… “لقد مرت 2600 سنة.” داخل الضريح، وسط النجوم المختومة، جلس لوه فنغ متربعًا، غارقًا في العرق والدم. تحت وطأة هذا الألم، كانت قطرات الدم تتساقط، وجسده كله يرتجف. مع ذلك، هناك شعور قوي بالصلابة في تعبيره، ولم يتأثر بهذا الألم. “المرشحان من الماضي، الأول دام في السلطة 2600 سنة، والثاني 3300 سنة.” ” كان كلاهما عبقريين في عصرهما، وكانا من النخبة الاستثنائية من أبناء الأرض. من حيث المواجهات، كان الأول الأقوى، و في مستوى البراءة، ومع ذلك لم يدم سوى 2600 عام. أما الثاني ف أضعف قليلاً، بل أضعف من لوه فنغ، ومع ذلك، وصلت حالته العقلية إلى مستوى شمول الجميع. وفي النهاية، سقط هو الآخر. هناك العديد ممن يتمتعون بحالات ذهنية قوية في تاريخ الأرض. عددهم لا يُحصى في المستوى الأول، وكثيرون في المستوى الثاني، وكثر في المستوى الثالث. ” تنهد بو تي في داخله. لقد قال معلمه، الخبير الذي دعم الجنس الأرضي من قبل… لم تكن الحالات الثلاث أعلى أو أدنى من بعضها البعض، بل تمثل ثلاثة مسارات مختلفة. معرفة الذات والتمسك بها، معرفة القوة والثقة المطلقة! مهما حدث، سيظل المرء مؤمنًا بنفسه ولن يتزعزع. مع ذلك، كان نمو هذا المسار هو الأصعب، دون أي عوامل خارجية، معتمدًا كليًا على قوة الإرادة. ، كان يعني ذلك العناد الشديد. مثل هذا الشخص سيعاني بسهولة. مع ذلك، لن يتبع هذا المحارب الجموع، بل سيكون قويًا داخليا. حتى عندما ينتقده ويوبخه الكثيرون، لن يتغير. هذا أكثر المسارات إرهاقًا على الإطلاق… البراءة والإنسان والطبيعة كواحد. بإمكان مثل هذا الشخص أن يكسب احترام الكثيرين، و من الصعب أن يحمل المرء ضغينة تجاهه، إذ كان يرى ما وراء أرواح تريليونات الأرواح. في التاريخ، اعتُبر الكثير منهم قديسين. كان يؤمن بشمول الكون، وبأنه لا يستطيع تجاوزه. لم يكتفِ بالسير مع التيار، بل أراد أن يستوعب كل شيء. كان هؤلاء المحاربون يمتلكون قلوبًا كبيرة. مع طموح لا نهاية له، اصبح الإيمان مرعبًا. … ثلاثة مسارات. السبب الذي جعل أهل الأرض يعتبرون كل مستوى أعلى من الآخر هو أنهم لم ينتجوا كائنًا عظيمًا حقيقيًا. في التاريخ، هناك كثيرون ممن بلغوا ذروة معرفة الذات، وبعد أن واجهوا انتكاسات لا تُحصى، حدثت تغييرات هائلة في التاريخ نفسه. لقد أدركوا من خلال أنفسهم، وأدركوا في النهاية أن التوفيق هو الطريق، وأن فرض طريقهم بالكامل كان مُبالغًا فيه. ومن هنا أصبح الإنسان والطبيعة واحدًا، وهو ما يسمى بالمستوى المثالي. وبعد ذلك، لم يعودوا يعانون، ولم يعودوا يتصادمون، بل أصبحوا موضع عبادة من قبل الكثيرين. … وبعد أن سلكوا هذا الطريق الثاني لفترة طويلة، ستكون لديهم رؤى أعمق. ولم يكتفوا بالإنسان والطبيعة كشيء واحد، بل أرادوا أن يضموا كل شيء، و هذا هو المستوى الثالث. في تاريخ الأرض، كل من بلغ المستوى الثالث بنى دولًا أو طوائف. إجمالًا، كانوا جميعًا من أسمى مخلوقات الأرض. هذا القلب الذي يتسع للجميع مكّنهم من تجاوز أي نكسة والتقدم في أي موقف. ورغم أن مؤهلاتهم قد لا تضاهي مؤهلات الآخرين، إلا أنهم مع العزيمة والتحسن المستمر، تمكنوا من الوصول إلى القمة! … ثلاثة مسارات، مستويات مختلفة. وكان الثالث هو الأقوى، ثم الثاني تلاه، ثم الأول كان الأصعب. ومن هنا انتشر هذا المفهوم عبر أجيال الأرض… وكان الجهل كذلك. مع ذلك، سيسخر أي كائن عظيم… أو محارب مُطلق من هذا، إذ يعلم أن الطريق مختلف تمامًا. ما الفائدة من مقارنة هذين؟ … ” ليصمد لأكثر من ٢٦٠٠ عام، قلبه قويٌّ حقًا. ” قال بو تي: “في مواجهة هذا الألم المُدمّر، يجب أن يكون لديه قلبٌ قويٌّ وإرادةٌ قويةٌ للمضي قدمًا. حينها فقط سيصمد طويلًا… سيعتمد الأمر فقط على قوة قلبه.” هناك العديد من المحاربين الشجعان في التاريخ الصيني الذين انهاروا تحت وطأة التعذيب. رغم ولائهم، لا يسعنا إلا أن نقول إن قدرة تحملهم للألم لم تُصقل بعد. وأن أساليب تدريبهم لم تكن قوية بما يكفي. أما بالنسبة لهذا الألم الذي يخترق الروح، والذي يستمر لآلاف السنين… فمن يتحمله؟ أما بالنسبة للأبطال العاديين من الماضي، فبضعة آلاف من السنين من العزلة كفيلة بإصابتهم بالجنون، ناهيك عما يمر به لوه فنغ الآن… ****** بينما يتحمل التعذيب، أجبر نفسه على عدم التأثر بأي شيء، وانغمس في دراسة مسار الحاكم الوحش. في السنة 2800… وصل مستوى الألم العالي أخيرًا إلى حده الحقيقي، مما أثر على دراسته. “لا تزعجني.” “روور!” في عالمه الداخلي، نظر الوحش ذي القرون الذهبية إلى التمثال ونسخه. كأي عالم من الأرض، حتى في المرض والألم، يواصلون أبحاثهم. حتى وإن كانوا متأثرين ومشتتين، سيواصلون عملهم. لوه فنغ، الذي انغمس داخليا لأكثر من ألفي عام، قد تعمق فيه لدرجة أنه رغم تأثره، كان يتجاهله ! ألم؟ أبعده، واصل دراسته! تشتيت؟ ضعه جانبًا! قلبٌ نقيٌّ، في وجه الخطر، أنتج طاقةً وقوةً غامضتين، مكّنته من تخطّي الألم. وفي كلّ مرّةٍ فعل ذلك، سمح لقلبه بالاستقرار. كان يُقوّيه تدريجيًا… وكانت سرعة نموّه أسرع من ذي قبل. هكذا تمامًا…تمسك لوه فنغ. 2900 سنة، 3000، 3100 سنة، 3200… ازدادت قدرته على تحمّل الألم مع مرور الوقت. قوة روحه على تحمّل هذا الألم المتصاعد، هذا الألم الذي لم يستطع تهدئته، بل استمرّ في الاندماج معه. مع ذلك، استمرّ الألم في التفاقم. كما لو أن المرء بعد أن يُثبّت نفسه بعيدًا عن المشتتات لفترة طويلة، سيُصاب بالتعب في النهاية ويعجز عن الحركة. مهما بلغت قوة معتقداته، سيصل المرء إلى حدّ، والنتيجة… الموت! “هل هذه هي النهاية؟” جلس بو تي متربعًا، ونظر إلى لوه فنغ المرتجف، المغطى بالعرق والدم. ارتعش جسده من الألم، أحيانًا بجنون، وأحيانًا أخرى… جسده كله يرتجف بجنون. “إنه متعب.” “يا طفلي، فقط استسلم.” ” حتى لو سقطتَ ولم يُعِدْكَ مُعَلِّمُكَ الحياة، فبفضلِ إرادتِكَ القويةِ فقط، سأُعيدُ الزمانَ والمكانَ لإحيائك. مع أنَّكَ قد تخسرُ الكثير، إلا أنَّ عمليةَ تعرّفِ برجِ النجومِ على مالكِهِ صعبةٌ للغاية. في ذلك الوقت، عندما اندمجَ البرجُ مع ذلك الضوءِ المُلوَّن، لم يكن لدى المُعَلِّمِ أيُّ ضمانٍ، ربما… حتى لو أنتجَ عِرقُ الأرضِ كائناتٍ استثنائيةً بشكلٍ لا يُصدَّق، فلن ينجحَ الأمرُ. إذا فشلتِ الثلاثةُ الأولى، فقد تستمرُّ حتى الرابعةُ والخامسةُ وهكذا. من يدري متى سيُغيِّرُ المُعَلِّمُ رأيَه ولن يُجبرَ برجَ النجومِ هذا على التعرّفِ على مالكِهِ. ” تنهد بو تي، كان سيدًا للكون، كائنًا من أعلى قمم الكون الشاسع. كان قادرًا على رؤية روح لوه فنغ بسهولة، و يعلم أن لوه فنغ قد بلغ حدوده. “لا تزعجني!” “لا تُزعجني!!!” بدا لوه فنغ لا يزال غارقًا تمامًا في دراسة طريق الحاكم الوحش. في مواجهة الألم الشديد الذي كان يُقاطعه باستمرار، صرخ في داخله غاضبًا: “لا تُزعجني، لا أحد يستطيع إزعاجي، ولن يُزعجني أحد!” فووو! تغيير مفاجئ! إذا قيل إن إرادته ووعيه قد شُحذا في السابق ليصبحا ماسة، صلبة وثاقبة بشكل لا يُصدق، فقد وصلا، على مدار 3200 عام من التدريب، إلى مستوى آخر وأصبحا ماسة أكثر كثافة من ذي قبل. تمامًا كما لو وُضعا في مكان تحت ضغط شديد، كما لو أن نجمًا يتحول إلى نجم نيوتروني. الوعي وقوة الإرادة، لها تطور لا يصدق! تم إدخال الماس إلى نواة الذرة. “استمر.” انتاب لوه فنغ شعورٌ لم يسبق له مثيل. كأنه وصل إلى أقصى درجات التعب، لكن تجاوزه منحه قوةً أكبر! كان الألم قد عطّل دراسته سابقًا، وضربه بقوة حتى وصل إلى أقصى حد. أما الآن، فقد تلاشى تمامًا ولم يُبدِ أي مقاومة. … “ماذا!” في الضريح، نظر بو تي الذي يراقب العملية بأكملها إلى روح لوه فنغ واكتشف التطور بشكل طبيعي. “كيف تغيرت؟” “كيف حدث هذا، لم يحدث هذا للاثنين اللذين سبقاه. وخاصةً الثاني، فقد صمد 3300 عام قبل أن يسقط، ولم يحدث شيء كهذا قط.” صُدم بو تي. “صحيح، المرشحان، أحدهما في البراءة والآخر في شمول الكل. لديهما طريقتان مختلفتان في التعامل مع الألم. البراءة ستجعله يعتاد الألم ويذوب معه. شمول الكل… سيذوب حتى الألم. مع ذلك، كان كلاهما مخطئًا. مخطئًا بمعنى أن هذا ليس ألمًا من شيء، بل هو بلورة تختلط بالروح. هذا ليس وهمًا، بل شيء حقيقي!” “في حين أن أساليبهم قد تدفع أرواحهم إلى الحد الأقصى لعدم الشعور بالألم.” “ومع ذلك، بدون مقاومته، لا يمكنهم قمعه. قوتهم لقمعه بشكل طبيعي لن تكون كافية. لأنهم اندمجوا معه، فقد احتضنوه.” واختار لوه فنغ أن يقاوم! يقاوم الألم تمامًا ويكبته، دون أن يدمجه أو يحيط به أبدًا. “بينما قد يشعر بألم أكثر.” ” أليست هذه طريقةً لتدريب المستوى الأول من معرفة الذات؟ دفع إرادته إلى أقصى حدودها أدى في النهاية إلى التطور، مما أدى إلى قفزة هائلة. ” قال بو تي وهو يلهث. لقد أعطت قفزة هائلة إلى الأمام لوه فنغ مجالًا كبيرًا للمناورة. 3300 سنة…3900… 4000… 4,300…4.900… استمرت البلورة في الاندماج معه، وتزايد الألم تدريجيًا. مع أن التطور السابق منح لوه فنغ حريةً واسعة، إلا أنه على مدار الألفي عام الماضية، اقترب أخيرًا من حدوده. “هل لا توجد طريقة لبرج النجوم هذا للتعرف على مالكه؟” “هل كانت الـ 3200 سنة الماضية مجرد النصف الأول؟” صُدم بو تي أيضًا، لأن أطول فترة صمود لمرشح قبله كانت 3300 سنة فقط. لم يكن أحد يعلم كم ستستغرق هذه العملية. لم يفعلها أحد. لم يكن أحد يعرف الحد… سواء بو تي أو ذلك الخبير من قبل. “إذا فشل لوه فنغ، فكم عدد المرشحين الآخرين الذين سيحتاجون إلى النجاح؟” أصبح مليئًا بالقلق.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات