الفصل 950: الفارس والإمبراطور
عاش الفارس بي شان في جزيرة بوهينيا لفترة طويلة، وكان يزور أرض الكنوز باستمرار. وكان الأباطرة الضعفاء قد اعتادوا على هيمنته! هذا وضعًا شائعًا في الجزيرة، إذ لم يكن الفرسان والأباطرة متساوين بأي حال من الأحوال.
كان الفرسان ذوو الطباع الطيبة يتحركون ببطء إلى مكان ما، و الأباطرة هناك يرحلون، ومع ذلك، إذا واجهوا عدوانيين مثل الفارس بي شان، فلن يتمكنوا إلا من تحملهم. بدا هذا شائعًا جدًا .
نظر الفارس بي شان إلى الإنسان أمامه وسخر منه ” أتتنمر عليك؟ أنا أكره البشر بطبيعتي، ولهذا السبب أتنمر عليك. ماذا بوسعك أن تفعل؟ هل تجرؤ على عدم احترامي كإمبراطور؟”
” نعم، فعلتُ ذلك للتو، وسأستمر في فعله. ماذا تريد أن تفعل حيال ذلك؟ ” نظر لوه فنغ إلى الفارس، حاملاً بلورة حاكم اللهب.
أصبح الصمت يسود المكان.
ألف مطر مع الدم على شفتيه، وكذلك غيره من الأقوياء من الأجناس، كلهم استداروا لمشاهدة.
“لم أرى هذا” قال أحدهم.
“إنه جديد.”
“انظر، واحد غبي آخر.”
” ليس مُستغربًا على الإطلاق. يظنون أنهم تحت حماية قانون طائفة الحكام الأسلاف، وأن الفرسان لا يستطيعون إيذاءهم. علاوة على ذلك، فإن الكثير من الوافدين الجدد هم من أعراق مختلفة، ولا يطيقون هذا الوضع. الفارس بي شان عدائي تجاه البشر ومتهور. من الطبيعي أن يتحداه الوافدون الجدد،لكنه سيعرف كيف يتصرف بعد ذلك. ”
“دعونا نرى ما هو نوع القتال الذي سيخوضه الجديد.”
“من الذكاء أن يحمل بلورة حاكم اللهب بين يديه. بهذه الطريقة، يمكنه تخويف بي شان. إذا قتلت البلورة الإنسان، سيموت بي شان معه.”
كان الأقوياء من حولهم يراقبون من بعيد. معظمهم أباطرة، وبعضهم فرسان كون.
******
على قمة الجبل، مسح لوه فنغ شفتيه ونظر إلى فارس الكون .
“مذهل!” قال الفارس بي شان، ونظر إلى لوه فنغ من الأعلى. منزعجًا، ولكنه في الوقت نفسه، مهتم. لم يصادف إمبراطورًا بشريًا يجرؤ على مواجهته مباشرةً منذ زمن طويل. “أيها الإنسان، هل تعلم أنني فارس كون؟”
“أجل ” قال لوه فنغ وهو يحدق به. “ولكن ماذا في ذلك؟”
“ألا تعتقد أنه يجب عليك احترامي؟” قال الفارس بي شان.
“لماذا يحترم الضعيف القوي؟” أجاب لوه فنغ. “لأن الضعفاء يخشون أن يقتلهم القوي، ويُعجبون بقوته. يبدو أنني لا أحبك إطلاقًا. لا داعي للخوف منك وسط بحيرة الشفق القطبي ذي الألوان الخمسة. إذًا، أخبرني، لماذا أُبجّلك؟”
انفجر الفارس بي شان ضاحكًا، فتردد صداه بين الجبال. التفت الأقوى ليشاهدوه.
“بالتأكيد، لا داعي للخوف مني هنا.” ثني الفارس بي شان شفتيه وأضاف: “لكن يا بني، عليك أن تعلم أيضًا أنك لن تبقى هنا إلى الأبد. لقد رأيتك، والآن أعرف رائحتك. أنت تعلم ما قد يحدث إذا وجدتك في الخارج. ألا تعتقد أن ما تفعله غبي؟”
حدق لوه فنغ في الفارس بي شان.
” انسَ الأمر” قال ألف مطر، متواصلًا مع لوه فنغ عن بُعد. “لا تُزعج فارسًا من فرسان الكون. لطالما اعتاد فرسان الكون على التبجيل، ونحن لسنا بمستوى فرسانهم. لقد تجاوز الفارس بي شان الحدود هذه المرة، لكن لا يسعنا إلا أن نتحمل. ليس من الجيد أن نتشاجر مع فرسان الكون.”
شكرًا لك، ألف مطر، رد لوه فنغ.
لم يرتعب لوه فنغ إطلاقًا وهو ينظر إلى الفارس بي شان. كان سيد الكون ذئب السماء الجبار قد نشر خبر إمبراطور نهر الشفرة، وهناك عدد لا يحصى من المخلوقات في الكون يحاولون اغتياله. مكافآت الأعراق العليا مغرية لعدد كبير من فرسان الكون، وربما بعض سادة الكون. لهذا السبب اختار لوه فنغ الاختباء هنا.
قال لوه فنغ: “العديد من الأعراق العليا تحاول قتلي. لماذا عليّ أن أتحملك؟ علاوة على ذلك، أنت مجرد فارس عادي، وعندما أصبح خالدًا، سيصبح جسدي، الوحش ذي القرون الذهبية، أقوى من البشر بآلاف المرات، ويمكنه ارتداء درع القوة.”
لم يُرِد لوه فنغ أن يُعاني من هذا. بما أن خبر إمبراطور نهر الشفرة أصبح معروفًا للكون أجمع، وبما أن إمبراطور جو جو قد تعرف عليه مُسبقًا، فلن تبقى هويته سرًا في أرض الميراث طويلًا. فلماذا إذن يتحمل هذا؟ مقارنةً بنظرات التفوق، لم يكن الفارس بي شان هذا شيئًا يُذكر.
أومأ لوه فنغ برأسه. “أنت محق، سأجعل من فارس الكون عدوًا لي إن وقفت ضدك، وقد يكون هذا غباءً. مع ذلك، لقد وقفت ضدك . أخبرني ماذا أفعل؟”
أصبح الفارس بي شان مذهولاً، فلم يرَ مثله من قبل. “مثير للاهتمام.”
” بي شان، لقد واجهت أخيرًا حفنة!” جاء صوت مدوي من فارس من عرق آخر من جبل بعيد.
“الوافد البشري الجديد لا يهتم بك على الإطلاق!” قال آخر.
وأضاف صوت ثالث: “اقتله وابنِ سمعتك!”
بدأ ثلاثة فرسان من الكون يضحكون، وأصواتهم تتردد في السماء. أما الأباطرة الذين كانوا يشاهدون، فقد كانوا يهمسون لبعضهم البعض.
بدأ ألف مطر يمسك رأسه، مختبئًا بعيدًا. “يا للهول، لقد جنّ الإنسان.”
أحيانًا، هناك بعض الوافدين الجدد العنيدين، لكن هم عادةً ما كانوا يُقرّون بالهزيمة فورًا. هذه المرة، على العكس، كان الوافد الجديد متهورًا للغاية. لم يتمكن أيٌّ من الأباطرة من التعرّف على لوه فنغ، لكنهم جميعًا اعتبروا الإنسان متهورًا.
سمع الفارس بي شان ضحكات الفرسان الآخرين، فتغير وجهه. فهم، كفرسان كون، يهتمون بمظهرهم أكثر. هناك العديد من فرسان الكون في طائفة الحكام الأسلاف، وكانوا مقسمين حسب تحالفاتهم. على سبيل المثال، كان فرسان الكون البشريون مجموعة، وفرسان الكون من تحالف المدن التسع يشكلون مجموعة أخرى. في تلك اللحظة، كان فرسان الكون من مجموعة أخرى يضحكون عليه.
هنغ!
ألقى الفارس بي شان نظرة باردة على لوه فنغ، وأحاطه بقوة شرسة. تعامل لوه فنغ مع هذه القوة ببرود.
“يا لك من شجاعة!” قال الفارس بي شان. “لطالما كرهتُ البشر، وأكرهك أكثر بعد ما حدث هنا. الآن، ستركع وتُدمّر نصف جسدك السماوي، وسأتظاهر وكأن شيئًا من هذا لم يحدث.”
نظر لوه فنغ إلى الفارس بي شان. “أتريدني أن أدمر نصف جسدي السماوي وأركع للاعتذار؟ أنت رحيم جدًا. ماذا لو عصيتك؟ هل ستقتلني في الخارج إن سنحت لك الفرصة؟ أنا خائف جدًا.” نظر إليه لوه فنغ بسخرية. “أنا خائف جدًا! سأتذكر هذا إن كنت خائفًا، وسأنتقم. أنت من عشيرة فانغ تشوي، أليس كذلك؟”
أصبح الفارس بي شان أكثر فأكثر عدائية، و أصبح ألف مطر خائفًا حتى الموت.
“فقط اعتذر،” حثّ ألف مطر. “فقط…”
قال الفارس بي شان بصوتٍ خافت: “يا إنسان، أنا معجب بشجاعتك. تذكر، أنا الفارس بي شان. اختبئ في بحيرة الشفق القطبي ذي الألوان الخمسة لأطول فترة ممكنة.”
هنغ!
سخر لوه فنغ. لديه سببٌ لهذا الاحتقار. لو الفارس بي شان يعلم أنه إمبراطور نهر الشفرة، لما تجرأ على الذهاب ضده.
استطاعت عشيرة فانغ تشوي تحمّل غضب البشر، الذين يُقدّرون المواهب الخارقة. لو فعل ذلك، لعانت العشيرة بأكملها بسببه، وبالتالي، لن تجرؤ إلا القوى المُساوية لتحالف هونغ على إيذاء لوه فنغ.
على قمة الجبل، لم يُخفض الفارس بي شان ولا لوه فنغ رأسيهما. من المستحيل عليهما فعل ذلك.
هنغ!
همهم الفارس بي شان واستعد للطيران بعيدًا.
“بي شان ” جاء صوت.
ظهرَ شخصٌ أبيضُ كالثلجِ بجانبِ الجبلِ، طولُه ثلاثةُ أقدام. جسدُه مُتَخَثِّرًا كقطعةِ ثلجٍ، وفي داخلِهِ الكثيرُ من شظايا الجليدِ. كانَ يبدو كإنسانٍ، يرتدي درعًا جليديًا. بدا أقوى من الفارس بي شان.
“الإمبراطور تشو تشونغ!” أصبح وجه الفارس بي شان مظلمًا.
” بي شان ” قال الرجل ذو الدرع الجليدي بابتسامة ساخرة. “أعلم أنك لا تتفق مع البشر، لكنه وصل للتو. هل يجب عليك أن تكون قاسيًا معه إلى هذه الدرجة؟ أنا هنا فقط لأخبرك أن ترفق بالإمبراطور.”
انبهر لوه فنغ. لم يستطع إلا أن يحدق في الرجل ذي الدرع الجليدي. إمبراطور؟ الرجل ذو الدرع الجليدي أمامه كان إمبراطورًا؟
“ألف مطر، من هو؟” سأل لوه فنغ ألف مطر.
لم يكن ألف مطر مستعدًا لسؤال لوه فنغ،لكنه أجاب: “هذا الإمبراطور تشو تشونغ، أحد الأباطرة الثلاثة في جزيرة بوهينيا”. يُشاع أنه مخلوق فريد من نوعه في الكون، وأن طول جسده الأصلي يزيد عن 40 ألف ميل. جسده أقوى بخمسة آلاف مرة من جسدنا كإمبراطور فقط، وهو أقوى من الكثير من فرسان الكون العاديين. علاوة على ذلك، فإن تقنياته استثنائية. حصل على كنزين ثمينين من طائفة الحكام الأسلاف، التي دربته خصيصًا. فرسان الكون العاديون ليسوا ندًا له. ”
رمش لوه فنغ ونظر إلى الإمبراطور تشو تشونغ أمامه.
“شكل حياة فريد؟” فكّر لوه فنغ.“ طوله أكثر من 40,000 ميل؟ 5,000 مرة؟”
الفصل 950: الفارس والإمبراطور عاش الفارس بي شان في جزيرة بوهينيا لفترة طويلة، وكان يزور أرض الكنوز باستمرار. وكان الأباطرة الضعفاء قد اعتادوا على هيمنته! هذا وضعًا شائعًا في الجزيرة، إذ لم يكن الفرسان والأباطرة متساوين بأي حال من الأحوال. كان الفرسان ذوو الطباع الطيبة يتحركون ببطء إلى مكان ما، و الأباطرة هناك يرحلون، ومع ذلك، إذا واجهوا عدوانيين مثل الفارس بي شان، فلن يتمكنوا إلا من تحملهم. بدا هذا شائعًا جدًا . نظر الفارس بي شان إلى الإنسان أمامه وسخر منه ” أتتنمر عليك؟ أنا أكره البشر بطبيعتي، ولهذا السبب أتنمر عليك. ماذا بوسعك أن تفعل؟ هل تجرؤ على عدم احترامي كإمبراطور؟” ” نعم، فعلتُ ذلك للتو، وسأستمر في فعله. ماذا تريد أن تفعل حيال ذلك؟ ” نظر لوه فنغ إلى الفارس، حاملاً بلورة حاكم اللهب. أصبح الصمت يسود المكان. ألف مطر مع الدم على شفتيه، وكذلك غيره من الأقوياء من الأجناس، كلهم استداروا لمشاهدة. “لم أرى هذا” قال أحدهم. “إنه جديد.” “انظر، واحد غبي آخر.” ” ليس مُستغربًا على الإطلاق. يظنون أنهم تحت حماية قانون طائفة الحكام الأسلاف، وأن الفرسان لا يستطيعون إيذاءهم. علاوة على ذلك، فإن الكثير من الوافدين الجدد هم من أعراق مختلفة، ولا يطيقون هذا الوضع. الفارس بي شان عدائي تجاه البشر ومتهور. من الطبيعي أن يتحداه الوافدون الجدد،لكنه سيعرف كيف يتصرف بعد ذلك. ” “دعونا نرى ما هو نوع القتال الذي سيخوضه الجديد.” “من الذكاء أن يحمل بلورة حاكم اللهب بين يديه. بهذه الطريقة، يمكنه تخويف بي شان. إذا قتلت البلورة الإنسان، سيموت بي شان معه.” كان الأقوياء من حولهم يراقبون من بعيد. معظمهم أباطرة، وبعضهم فرسان كون. ****** على قمة الجبل، مسح لوه فنغ شفتيه ونظر إلى فارس الكون . “مذهل!” قال الفارس بي شان، ونظر إلى لوه فنغ من الأعلى. منزعجًا، ولكنه في الوقت نفسه، مهتم. لم يصادف إمبراطورًا بشريًا يجرؤ على مواجهته مباشرةً منذ زمن طويل. “أيها الإنسان، هل تعلم أنني فارس كون؟” “أجل ” قال لوه فنغ وهو يحدق به. “ولكن ماذا في ذلك؟” “ألا تعتقد أنه يجب عليك احترامي؟” قال الفارس بي شان. “لماذا يحترم الضعيف القوي؟” أجاب لوه فنغ. “لأن الضعفاء يخشون أن يقتلهم القوي، ويُعجبون بقوته. يبدو أنني لا أحبك إطلاقًا. لا داعي للخوف منك وسط بحيرة الشفق القطبي ذي الألوان الخمسة. إذًا، أخبرني، لماذا أُبجّلك؟” انفجر الفارس بي شان ضاحكًا، فتردد صداه بين الجبال. التفت الأقوى ليشاهدوه. “بالتأكيد، لا داعي للخوف مني هنا.” ثني الفارس بي شان شفتيه وأضاف: “لكن يا بني، عليك أن تعلم أيضًا أنك لن تبقى هنا إلى الأبد. لقد رأيتك، والآن أعرف رائحتك. أنت تعلم ما قد يحدث إذا وجدتك في الخارج. ألا تعتقد أن ما تفعله غبي؟” حدق لوه فنغ في الفارس بي شان. ” انسَ الأمر” قال ألف مطر، متواصلًا مع لوه فنغ عن بُعد. “لا تُزعج فارسًا من فرسان الكون. لطالما اعتاد فرسان الكون على التبجيل، ونحن لسنا بمستوى فرسانهم. لقد تجاوز الفارس بي شان الحدود هذه المرة، لكن لا يسعنا إلا أن نتحمل. ليس من الجيد أن نتشاجر مع فرسان الكون.” شكرًا لك، ألف مطر، رد لوه فنغ. لم يرتعب لوه فنغ إطلاقًا وهو ينظر إلى الفارس بي شان. كان سيد الكون ذئب السماء الجبار قد نشر خبر إمبراطور نهر الشفرة، وهناك عدد لا يحصى من المخلوقات في الكون يحاولون اغتياله. مكافآت الأعراق العليا مغرية لعدد كبير من فرسان الكون، وربما بعض سادة الكون. لهذا السبب اختار لوه فنغ الاختباء هنا. قال لوه فنغ: “العديد من الأعراق العليا تحاول قتلي. لماذا عليّ أن أتحملك؟ علاوة على ذلك، أنت مجرد فارس عادي، وعندما أصبح خالدًا، سيصبح جسدي، الوحش ذي القرون الذهبية، أقوى من البشر بآلاف المرات، ويمكنه ارتداء درع القوة.” لم يُرِد لوه فنغ أن يُعاني من هذا. بما أن خبر إمبراطور نهر الشفرة أصبح معروفًا للكون أجمع، وبما أن إمبراطور جو جو قد تعرف عليه مُسبقًا، فلن تبقى هويته سرًا في أرض الميراث طويلًا. فلماذا إذن يتحمل هذا؟ مقارنةً بنظرات التفوق، لم يكن الفارس بي شان هذا شيئًا يُذكر. أومأ لوه فنغ برأسه. “أنت محق، سأجعل من فارس الكون عدوًا لي إن وقفت ضدك، وقد يكون هذا غباءً. مع ذلك، لقد وقفت ضدك . أخبرني ماذا أفعل؟” أصبح الفارس بي شان مذهولاً، فلم يرَ مثله من قبل. “مثير للاهتمام.” ” بي شان، لقد واجهت أخيرًا حفنة!” جاء صوت مدوي من فارس من عرق آخر من جبل بعيد. “الوافد البشري الجديد لا يهتم بك على الإطلاق!” قال آخر. وأضاف صوت ثالث: “اقتله وابنِ سمعتك!” بدأ ثلاثة فرسان من الكون يضحكون، وأصواتهم تتردد في السماء. أما الأباطرة الذين كانوا يشاهدون، فقد كانوا يهمسون لبعضهم البعض. بدأ ألف مطر يمسك رأسه، مختبئًا بعيدًا. “يا للهول، لقد جنّ الإنسان.” أحيانًا، هناك بعض الوافدين الجدد العنيدين، لكن هم عادةً ما كانوا يُقرّون بالهزيمة فورًا. هذه المرة، على العكس، كان الوافد الجديد متهورًا للغاية. لم يتمكن أيٌّ من الأباطرة من التعرّف على لوه فنغ، لكنهم جميعًا اعتبروا الإنسان متهورًا. سمع الفارس بي شان ضحكات الفرسان الآخرين، فتغير وجهه. فهم، كفرسان كون، يهتمون بمظهرهم أكثر. هناك العديد من فرسان الكون في طائفة الحكام الأسلاف، وكانوا مقسمين حسب تحالفاتهم. على سبيل المثال، كان فرسان الكون البشريون مجموعة، وفرسان الكون من تحالف المدن التسع يشكلون مجموعة أخرى. في تلك اللحظة، كان فرسان الكون من مجموعة أخرى يضحكون عليه. هنغ! ألقى الفارس بي شان نظرة باردة على لوه فنغ، وأحاطه بقوة شرسة. تعامل لوه فنغ مع هذه القوة ببرود. “يا لك من شجاعة!” قال الفارس بي شان. “لطالما كرهتُ البشر، وأكرهك أكثر بعد ما حدث هنا. الآن، ستركع وتُدمّر نصف جسدك السماوي، وسأتظاهر وكأن شيئًا من هذا لم يحدث.” نظر لوه فنغ إلى الفارس بي شان. “أتريدني أن أدمر نصف جسدي السماوي وأركع للاعتذار؟ أنت رحيم جدًا. ماذا لو عصيتك؟ هل ستقتلني في الخارج إن سنحت لك الفرصة؟ أنا خائف جدًا.” نظر إليه لوه فنغ بسخرية. “أنا خائف جدًا! سأتذكر هذا إن كنت خائفًا، وسأنتقم. أنت من عشيرة فانغ تشوي، أليس كذلك؟” أصبح الفارس بي شان أكثر فأكثر عدائية، و أصبح ألف مطر خائفًا حتى الموت. “فقط اعتذر،” حثّ ألف مطر. “فقط…” قال الفارس بي شان بصوتٍ خافت: “يا إنسان، أنا معجب بشجاعتك. تذكر، أنا الفارس بي شان. اختبئ في بحيرة الشفق القطبي ذي الألوان الخمسة لأطول فترة ممكنة.” هنغ! سخر لوه فنغ. لديه سببٌ لهذا الاحتقار. لو الفارس بي شان يعلم أنه إمبراطور نهر الشفرة، لما تجرأ على الذهاب ضده. استطاعت عشيرة فانغ تشوي تحمّل غضب البشر، الذين يُقدّرون المواهب الخارقة. لو فعل ذلك، لعانت العشيرة بأكملها بسببه، وبالتالي، لن تجرؤ إلا القوى المُساوية لتحالف هونغ على إيذاء لوه فنغ. على قمة الجبل، لم يُخفض الفارس بي شان ولا لوه فنغ رأسيهما. من المستحيل عليهما فعل ذلك. هنغ! همهم الفارس بي شان واستعد للطيران بعيدًا. “بي شان ” جاء صوت. ظهرَ شخصٌ أبيضُ كالثلجِ بجانبِ الجبلِ، طولُه ثلاثةُ أقدام. جسدُه مُتَخَثِّرًا كقطعةِ ثلجٍ، وفي داخلِهِ الكثيرُ من شظايا الجليدِ. كانَ يبدو كإنسانٍ، يرتدي درعًا جليديًا. بدا أقوى من الفارس بي شان. “الإمبراطور تشو تشونغ!” أصبح وجه الفارس بي شان مظلمًا. ” بي شان ” قال الرجل ذو الدرع الجليدي بابتسامة ساخرة. “أعلم أنك لا تتفق مع البشر، لكنه وصل للتو. هل يجب عليك أن تكون قاسيًا معه إلى هذه الدرجة؟ أنا هنا فقط لأخبرك أن ترفق بالإمبراطور.” انبهر لوه فنغ. لم يستطع إلا أن يحدق في الرجل ذي الدرع الجليدي. إمبراطور؟ الرجل ذو الدرع الجليدي أمامه كان إمبراطورًا؟ “ألف مطر، من هو؟” سأل لوه فنغ ألف مطر. لم يكن ألف مطر مستعدًا لسؤال لوه فنغ،لكنه أجاب: “هذا الإمبراطور تشو تشونغ، أحد الأباطرة الثلاثة في جزيرة بوهينيا”. يُشاع أنه مخلوق فريد من نوعه في الكون، وأن طول جسده الأصلي يزيد عن 40 ألف ميل. جسده أقوى بخمسة آلاف مرة من جسدنا كإمبراطور فقط، وهو أقوى من الكثير من فرسان الكون العاديين. علاوة على ذلك، فإن تقنياته استثنائية. حصل على كنزين ثمينين من طائفة الحكام الأسلاف، التي دربته خصيصًا. فرسان الكون العاديون ليسوا ندًا له. ” رمش لوه فنغ ونظر إلى الإمبراطور تشو تشونغ أمامه. “شكل حياة فريد؟” فكّر لوه فنغ.“ طوله أكثر من 40,000 ميل؟ 5,000 مرة؟”
الفصل 950: الفارس والإمبراطور عاش الفارس بي شان في جزيرة بوهينيا لفترة طويلة، وكان يزور أرض الكنوز باستمرار. وكان الأباطرة الضعفاء قد اعتادوا على هيمنته! هذا وضعًا شائعًا في الجزيرة، إذ لم يكن الفرسان والأباطرة متساوين بأي حال من الأحوال. كان الفرسان ذوو الطباع الطيبة يتحركون ببطء إلى مكان ما، و الأباطرة هناك يرحلون، ومع ذلك، إذا واجهوا عدوانيين مثل الفارس بي شان، فلن يتمكنوا إلا من تحملهم. بدا هذا شائعًا جدًا . نظر الفارس بي شان إلى الإنسان أمامه وسخر منه ” أتتنمر عليك؟ أنا أكره البشر بطبيعتي، ولهذا السبب أتنمر عليك. ماذا بوسعك أن تفعل؟ هل تجرؤ على عدم احترامي كإمبراطور؟” ” نعم، فعلتُ ذلك للتو، وسأستمر في فعله. ماذا تريد أن تفعل حيال ذلك؟ ” نظر لوه فنغ إلى الفارس، حاملاً بلورة حاكم اللهب. أصبح الصمت يسود المكان. ألف مطر مع الدم على شفتيه، وكذلك غيره من الأقوياء من الأجناس، كلهم استداروا لمشاهدة. “لم أرى هذا” قال أحدهم. “إنه جديد.” “انظر، واحد غبي آخر.” ” ليس مُستغربًا على الإطلاق. يظنون أنهم تحت حماية قانون طائفة الحكام الأسلاف، وأن الفرسان لا يستطيعون إيذاءهم. علاوة على ذلك، فإن الكثير من الوافدين الجدد هم من أعراق مختلفة، ولا يطيقون هذا الوضع. الفارس بي شان عدائي تجاه البشر ومتهور. من الطبيعي أن يتحداه الوافدون الجدد،لكنه سيعرف كيف يتصرف بعد ذلك. ” “دعونا نرى ما هو نوع القتال الذي سيخوضه الجديد.” “من الذكاء أن يحمل بلورة حاكم اللهب بين يديه. بهذه الطريقة، يمكنه تخويف بي شان. إذا قتلت البلورة الإنسان، سيموت بي شان معه.” كان الأقوياء من حولهم يراقبون من بعيد. معظمهم أباطرة، وبعضهم فرسان كون. ****** على قمة الجبل، مسح لوه فنغ شفتيه ونظر إلى فارس الكون . “مذهل!” قال الفارس بي شان، ونظر إلى لوه فنغ من الأعلى. منزعجًا، ولكنه في الوقت نفسه، مهتم. لم يصادف إمبراطورًا بشريًا يجرؤ على مواجهته مباشرةً منذ زمن طويل. “أيها الإنسان، هل تعلم أنني فارس كون؟” “أجل ” قال لوه فنغ وهو يحدق به. “ولكن ماذا في ذلك؟” “ألا تعتقد أنه يجب عليك احترامي؟” قال الفارس بي شان. “لماذا يحترم الضعيف القوي؟” أجاب لوه فنغ. “لأن الضعفاء يخشون أن يقتلهم القوي، ويُعجبون بقوته. يبدو أنني لا أحبك إطلاقًا. لا داعي للخوف منك وسط بحيرة الشفق القطبي ذي الألوان الخمسة. إذًا، أخبرني، لماذا أُبجّلك؟” انفجر الفارس بي شان ضاحكًا، فتردد صداه بين الجبال. التفت الأقوى ليشاهدوه. “بالتأكيد، لا داعي للخوف مني هنا.” ثني الفارس بي شان شفتيه وأضاف: “لكن يا بني، عليك أن تعلم أيضًا أنك لن تبقى هنا إلى الأبد. لقد رأيتك، والآن أعرف رائحتك. أنت تعلم ما قد يحدث إذا وجدتك في الخارج. ألا تعتقد أن ما تفعله غبي؟” حدق لوه فنغ في الفارس بي شان. ” انسَ الأمر” قال ألف مطر، متواصلًا مع لوه فنغ عن بُعد. “لا تُزعج فارسًا من فرسان الكون. لطالما اعتاد فرسان الكون على التبجيل، ونحن لسنا بمستوى فرسانهم. لقد تجاوز الفارس بي شان الحدود هذه المرة، لكن لا يسعنا إلا أن نتحمل. ليس من الجيد أن نتشاجر مع فرسان الكون.” شكرًا لك، ألف مطر، رد لوه فنغ. لم يرتعب لوه فنغ إطلاقًا وهو ينظر إلى الفارس بي شان. كان سيد الكون ذئب السماء الجبار قد نشر خبر إمبراطور نهر الشفرة، وهناك عدد لا يحصى من المخلوقات في الكون يحاولون اغتياله. مكافآت الأعراق العليا مغرية لعدد كبير من فرسان الكون، وربما بعض سادة الكون. لهذا السبب اختار لوه فنغ الاختباء هنا. قال لوه فنغ: “العديد من الأعراق العليا تحاول قتلي. لماذا عليّ أن أتحملك؟ علاوة على ذلك، أنت مجرد فارس عادي، وعندما أصبح خالدًا، سيصبح جسدي، الوحش ذي القرون الذهبية، أقوى من البشر بآلاف المرات، ويمكنه ارتداء درع القوة.” لم يُرِد لوه فنغ أن يُعاني من هذا. بما أن خبر إمبراطور نهر الشفرة أصبح معروفًا للكون أجمع، وبما أن إمبراطور جو جو قد تعرف عليه مُسبقًا، فلن تبقى هويته سرًا في أرض الميراث طويلًا. فلماذا إذن يتحمل هذا؟ مقارنةً بنظرات التفوق، لم يكن الفارس بي شان هذا شيئًا يُذكر. أومأ لوه فنغ برأسه. “أنت محق، سأجعل من فارس الكون عدوًا لي إن وقفت ضدك، وقد يكون هذا غباءً. مع ذلك، لقد وقفت ضدك . أخبرني ماذا أفعل؟” أصبح الفارس بي شان مذهولاً، فلم يرَ مثله من قبل. “مثير للاهتمام.” ” بي شان، لقد واجهت أخيرًا حفنة!” جاء صوت مدوي من فارس من عرق آخر من جبل بعيد. “الوافد البشري الجديد لا يهتم بك على الإطلاق!” قال آخر. وأضاف صوت ثالث: “اقتله وابنِ سمعتك!” بدأ ثلاثة فرسان من الكون يضحكون، وأصواتهم تتردد في السماء. أما الأباطرة الذين كانوا يشاهدون، فقد كانوا يهمسون لبعضهم البعض. بدأ ألف مطر يمسك رأسه، مختبئًا بعيدًا. “يا للهول، لقد جنّ الإنسان.” أحيانًا، هناك بعض الوافدين الجدد العنيدين، لكن هم عادةً ما كانوا يُقرّون بالهزيمة فورًا. هذه المرة، على العكس، كان الوافد الجديد متهورًا للغاية. لم يتمكن أيٌّ من الأباطرة من التعرّف على لوه فنغ، لكنهم جميعًا اعتبروا الإنسان متهورًا. سمع الفارس بي شان ضحكات الفرسان الآخرين، فتغير وجهه. فهم، كفرسان كون، يهتمون بمظهرهم أكثر. هناك العديد من فرسان الكون في طائفة الحكام الأسلاف، وكانوا مقسمين حسب تحالفاتهم. على سبيل المثال، كان فرسان الكون البشريون مجموعة، وفرسان الكون من تحالف المدن التسع يشكلون مجموعة أخرى. في تلك اللحظة، كان فرسان الكون من مجموعة أخرى يضحكون عليه. هنغ! ألقى الفارس بي شان نظرة باردة على لوه فنغ، وأحاطه بقوة شرسة. تعامل لوه فنغ مع هذه القوة ببرود. “يا لك من شجاعة!” قال الفارس بي شان. “لطالما كرهتُ البشر، وأكرهك أكثر بعد ما حدث هنا. الآن، ستركع وتُدمّر نصف جسدك السماوي، وسأتظاهر وكأن شيئًا من هذا لم يحدث.” نظر لوه فنغ إلى الفارس بي شان. “أتريدني أن أدمر نصف جسدي السماوي وأركع للاعتذار؟ أنت رحيم جدًا. ماذا لو عصيتك؟ هل ستقتلني في الخارج إن سنحت لك الفرصة؟ أنا خائف جدًا.” نظر إليه لوه فنغ بسخرية. “أنا خائف جدًا! سأتذكر هذا إن كنت خائفًا، وسأنتقم. أنت من عشيرة فانغ تشوي، أليس كذلك؟” أصبح الفارس بي شان أكثر فأكثر عدائية، و أصبح ألف مطر خائفًا حتى الموت. “فقط اعتذر،” حثّ ألف مطر. “فقط…” قال الفارس بي شان بصوتٍ خافت: “يا إنسان، أنا معجب بشجاعتك. تذكر، أنا الفارس بي شان. اختبئ في بحيرة الشفق القطبي ذي الألوان الخمسة لأطول فترة ممكنة.” هنغ! سخر لوه فنغ. لديه سببٌ لهذا الاحتقار. لو الفارس بي شان يعلم أنه إمبراطور نهر الشفرة، لما تجرأ على الذهاب ضده. استطاعت عشيرة فانغ تشوي تحمّل غضب البشر، الذين يُقدّرون المواهب الخارقة. لو فعل ذلك، لعانت العشيرة بأكملها بسببه، وبالتالي، لن تجرؤ إلا القوى المُساوية لتحالف هونغ على إيذاء لوه فنغ. على قمة الجبل، لم يُخفض الفارس بي شان ولا لوه فنغ رأسيهما. من المستحيل عليهما فعل ذلك. هنغ! همهم الفارس بي شان واستعد للطيران بعيدًا. “بي شان ” جاء صوت. ظهرَ شخصٌ أبيضُ كالثلجِ بجانبِ الجبلِ، طولُه ثلاثةُ أقدام. جسدُه مُتَخَثِّرًا كقطعةِ ثلجٍ، وفي داخلِهِ الكثيرُ من شظايا الجليدِ. كانَ يبدو كإنسانٍ، يرتدي درعًا جليديًا. بدا أقوى من الفارس بي شان. “الإمبراطور تشو تشونغ!” أصبح وجه الفارس بي شان مظلمًا. ” بي شان ” قال الرجل ذو الدرع الجليدي بابتسامة ساخرة. “أعلم أنك لا تتفق مع البشر، لكنه وصل للتو. هل يجب عليك أن تكون قاسيًا معه إلى هذه الدرجة؟ أنا هنا فقط لأخبرك أن ترفق بالإمبراطور.” انبهر لوه فنغ. لم يستطع إلا أن يحدق في الرجل ذي الدرع الجليدي. إمبراطور؟ الرجل ذو الدرع الجليدي أمامه كان إمبراطورًا؟ “ألف مطر، من هو؟” سأل لوه فنغ ألف مطر. لم يكن ألف مطر مستعدًا لسؤال لوه فنغ،لكنه أجاب: “هذا الإمبراطور تشو تشونغ، أحد الأباطرة الثلاثة في جزيرة بوهينيا”. يُشاع أنه مخلوق فريد من نوعه في الكون، وأن طول جسده الأصلي يزيد عن 40 ألف ميل. جسده أقوى بخمسة آلاف مرة من جسدنا كإمبراطور فقط، وهو أقوى من الكثير من فرسان الكون العاديين. علاوة على ذلك، فإن تقنياته استثنائية. حصل على كنزين ثمينين من طائفة الحكام الأسلاف، التي دربته خصيصًا. فرسان الكون العاديون ليسوا ندًا له. ” رمش لوه فنغ ونظر إلى الإمبراطور تشو تشونغ أمامه. “شكل حياة فريد؟” فكّر لوه فنغ.“ طوله أكثر من 40,000 ميل؟ 5,000 مرة؟”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات