الفصل 968: ثقب دوديبينما جهاز الكشف يبحث بسرعة عن المخاطر المخفية، وقف لوه فنغ ساكنًا، ولم يقم بأي حركات متهورة.فكّر لوه فنغ قائلاً:“ لديّ خياران: أولاً، يُمكنني استكشاف هذا المكان المجهول وإيجاد مخرج. ثانياً، يُمكنني العودة إلى مملكة البشر عبر نقل المملكة السماوية، ثم إلى جزيرة بوهينيا، ثم إلى فضاء البُعد التاسع.”بعيون حادة كالشفرات، تفحص لوه فنغ محيطه. بدا الجو هادئًا هنا. باستثناء النباتات الجميلة، لم تكن هناك أي مخلوقات أخرى.”سأخرج بمفردي!” قال. “سأنجح إذا كنت حذرًا. وفقًا لتعليمات طائفة الحكام الأسلاف للورثة، هذا المكان ليس خطيرًا. لا أريد إضاعة عشرات الأيام بالرحيل من جزيرة بوهينيا مرة أخرى. بحلول ذلك الوقت، أخشى أنني سأضطر إلى عبور تلك المنطقة الفارغة مرة أخرى. ماذا لو أُرسلت إلى هذا المكان مرة أخرى؟”سرعان ما ظهرت مجموعة كبيرة من البيانات على شاشة كمّ لوه فنغ الواقي. خفض لوه فنغ رأسه لينظر إليها.”كل شيء يبدو طبيعيًا ” قال لوه فنغ، ثم عبس قليلًا. “سأغادر إذًا.”اختار لوه فنغ اتجاهًا وطار عبر السماء.******”تم العثور على ثقب دودي طبيعي ” نبه الكاشف لوه فنغ فجأة.”ثقب دودي طبيعي؟” قال لوه فنغ. يطير كشعاع ضوء، لكنه تباطأ على الفور. نظر إلى الخريطة المعروضة على الكاشف للتحقق من الموقع، واندفع نحو الثقب الدودي. بعد أن طار لعشرات الملايين من الأميال، وصل لوه فنغ إلى جبل. حدّق في الفضاء المشوه قليلاً أمامه.”ثقب دودي هنا؟” قال.كانت الثقوب الدودية شائعة في أرجاء الكون. كل منها يربط بين مكانين، ويمتد أحيانًا لمسافات شاسعة. إذا دخل أحدهم ثقبًا دوديًا، فسيظهر فجأةً في الطرف المقابل.من الطبيعي العثور على ثقب دودي في الفضاء العميق، لكن من غير المعتاد رؤيته في المنطقة السرية.”إلى أين يؤدي هذا الثقب الدودي؟” تساءل لوه فنغ.فكّر، ثم خطرت له فكرة. طار تيار هواء أسود، وتكثّف ليُشكّل رجلاً مفتول العضلات – جسد لوه فنغ من عشيرة موشا.”حتى لو تم تدمير جسد موشا هذا ” قال ” يمكنني تكثيف جسد آخر وإرساله إلى هنا عن طريق النقل في المملكة السماوية.”نظرًا لأن لوه فنغ كان جامعًا للرموز، فإن عبيد روحه يمكنهم بسهولة استشعاره عن بعد. جسد موشا حذرًا في البداية، ولكن بعد ذلك طار إلى ثقب الدودة.******في اللحظة التي عبر فيها جسد موشا ثقب الدودة، وصل على الفور إلى مكان آخر.”ماذا؟” قال جسد موشا، وهو ينظر إلى حوض ضخم أمامه.بين ثنايا الحوض بحيرةٌ يزيد عرضها عن 6000 ميل. وفوق البحيرة، طفت قمةٌ مخروطية الشكل يزيد ارتفاعها عن 600 ميل.”بحيرة؟ وقمة عائمة؟” قال جسد موشا. دهش قليلاً عندما اكتشف أنه يستطيع استشعار موقع جسده الأرضي بسهولة. “سماوي الأرضي على بُعد أقل من ستة مليارات ميل من هنا على الأرجح.”بدت المسافة بينهما قصيرة جدًا لدرجة أن جسد موشا كان قادرًا على الوصول إلى إلهه الأرضي عن طريق النقل الآني.******استمر جسد لوه فنغ في الطيران. علم بالوضع على الجانب الآخر من ثقب الدودة، لكنه لم يُسرع في التحقيق. هناك أمور أخرى يجب الاهتمام بها.وبعد لحظات، نبهه جهاز الكشف قائلا: “تم العثور على ثقب دودي طبيعي آخر”.”واحد آخر؟” أصبح لوه فنغ مذهولًا.طار نحو الموقع الذي أشار إليه الكاشف. هذا الثقب الدودي في نهر. لم يجرؤ لوه فنغ على دخول النهر بتهور. بل استدعى جسده جسد موشا وتركه يحاول.غاص جسد موشا في النهر.”لا يوجد شيء خاص في الماء بخلاف كثافته العالية ” أكد موشا بسرعة.باستخدام قوته العالم، قام لوه فنغ بتكثيف وعاء طيني كبير وملأه بمياه النهر.”سأدرسه بعد أن أغادر هذا المكان” قال لنفسه.ذهب جسد موشا الخاص به إلى ثقب الدودة في النهر.******كان الطرف الآخر من ثقب الدودة مغمورًا أيضًا تحت الماء. ارتسمت على وجه موشا الذهول وهو يصعد إلى سطح الماء وينظر حوله.”يا للهول…”ظهرت قمة مخروطية الشكل فوق البحيرة الشاسعة، والتي كانت محصورة داخل حوض يشبه الحفرة.”انتهى الثقب الدودي الأول على شاطئ البحيرة” قال جسد موشا ” بينما انتهى الثاني في البحيرة. ويؤدي الثقبان الدوديان إلى نفس المكان”. جسد موشا في حيرة.******اندهش لوه فنغ من نتائج جثة موشا، فواصل تقدمه، وسرعان ما وجد ثقبًا دوديًا ثالثًا. هذه المرة، عبر جثة موشا الثقب الدودي واكتشف أنه يؤدي إلى ضفة أخرى من البحيرة.بينما واصل لوه فنغ طريقه، ظهر ثقب دودي آخر، أدى إلى سطح البحيرة. واكتشف تسعة ثقوب دودية واحدة تلو الأخرى. في النهاية، توقف لوه فنغ عن الطيران، فانتقل إلى ضفاف البحيرة.”يا له من أمر غريب!” قال. وقف بجانب البحيرة، يتأمل القمة المخروطية العائمة أمامه. “الثقوب الدودية التسعة جميعها تؤدي إلى هنا. ربما هذا ما يجعل هذا المكان الخطير مميزًا.””تم العثور على 10081 ثقب دودي ” حسبما ذكر جهاز الكشف.نظر لوه فنغ إلى الشاشة على جهازه، بعينين واسعتين. “ماذا؟”أشارت الشاشة إلى مواقع الثقوب الدودية. ما أثار ارتجافه هو أن الثقوب الدودية الـ ١٠,٠٨١ بدت وكأنها مُرتبة كخلية نحل عملاقة غطت القمة المخروطية الشكل بالكامل. شكلت نمطًا مشابهًا لنواة حياة جسده موشا، التي احتوت على ١٠,٠٨١ سطحًا مقطوعًا منقوشًا بنقوش قانونية معقدة للغاية تُمثل قوانين الفضاء.”كلما كان المكان فريدًا ” قال لوه فنغ ” كلما زادت احتمالية احتوائه على كنوز. والعكس صحيح؛ فالمكان المليء بالكنوز يكون بطبيعته خطيرًا.”مرّ العديد من الورثة على مرّ العصور بنفس التجربة. وإن عثر أحدهم على كنوز في مكان ما دون أن يواجه أي خطر، فذلك لأن عظماء الماضي قد واجهوا المخاطر مسبقًا.نظر لوه فنغ إلى القمة المخروطية. شعر أنها الأكثر إثارة للريبة، لكنه لم يستطع دخولها بمفرده. ماذا لو هناك كائن حي خطير وفريد مثل الحوت البارد يعيش داخل القمة، وأثار دخول لوه فنغ قلقه؟ إذا ابتلع الحوت جسد لوه فنغ الأرضي، فسيكون من الصعب عليه استعادة أجنحة شي وو ولؤلؤة البرج.قال لوه فنغ ” اذهب واكتشف إلى أين تؤدي هذه الثقوب الدودية البالغ عددها 10081″.فوو!طار جسد موشا على الفور نحو ثقب دودي واحد في الهواء.******بعد دخول ثقب الدودة، وصل جسد موشا إلى الطرف الآخر بسرعة. كانت صحراء صامتة على بُعد حوالي ١٩ مليار ميل من البحيرة.عاد جسد موشا إلى البحيرة ودخل إلى ثقب دودي آخر.بينما جسد موشا يستكشف الثقوب الدودية بسرعة، أصبح لوه فنغ تدريجيًا أكثر درايةً بالوضع في هذا المكان الغامض. كل هذه الثقوب الدودية قادت إلى مواقع عديدة داخل هذا المكان الغريب. كان أبعدها على بُعد حوالي 75 مليار ميل من هنا. ما أثار دهشة لوه فنغ أكثر من أي شيء آخر هو أنه وجد في ثلاث مناطق دروعًا محطمة وأسلحة مكسورة، ولكن دون كنوز.قال وهو يحمل قطعة درع مكسورة: “للورثة مكانة خاصة. من المرجح جدًا أن يمتلكوا كنوزًا. تشير هذه القطع المكسورة عديمة القيمة من الدروع إلى أن بعض أشكال الحياة، ربما ورثة، كانت موجودة هنا، ومع ذلك، لم يُترك كنز ثمين واحد – ولا حتى خاتم عالم – وراءهم… ربما سرق بعض الناجين أو سكان هذا المكان الغامض هذه الكنوز. أشك في وجود العديد من الورثة هنا. لو كانوا موجودين، لكانت المعلومات عن هذا المكان أكثر أهمية. إذا كان الناجون موجودين، فلماذا لا يرسلون معلومات استخباراتية عن هذا المكان الغامض؟”فكر لوه فنغ في الأمر.فوو!تراجع لوه فنغ على عجل . عبر ثقب دودي مكاني، تراجع إلى موقع يبعد أكثر من ستة مليارات ميل.”على سماوي الأرضي أن يبتعد عن هذا ” اختتم حديثه. “سأرسل جسد موشا لاستكشاف المكان.”******طار موشا نحو القمة المخروطية العائمة في الهواء ورصدها. ووفقًا لجهاز الكشف، هناك 10,081 كهفًا موزعة بكثافة على الجبل. ولأن ارتفاع كل كهف كان لا يتجاوز 10 أو 12 قدمًا، بدت هذه الكهوف ضئيلة الأهمية مقارنةً بالقمة.سووش.طار جسد موشا داخل كهف واحد.”لا شيء سوى الحجارة” قال .عندما أمسك موشا بأحد الحجارة، امتلأ جدار الكهف فجأةً بخطوط من الضوء الفضي. شعر جسد موشا وكأن قوةً جبارة هاجمته بشراسةٍ شديدةٍ حتى تمزق جسده. ثم، مع تدفق تيارٍ من الهواء الأسود، استعاد موشا عافيته.”ما هذا؟” صرخ. حدّق موشا، وهو في حالة ذهول، في الجدار الذي بدا طبيعيًا. “كل حجر فيه جزء لا يتجزأ. يبدو الجدار… حيًا. طاقة ذروة سيد العالم لديّ ضعيفة نوعًا ما. أتساءل ماذا سيحدث لو جاء جسدي الأرضي والتقط الأحجار.”واصل جسد موشا التحرك للأمام بحذر.بدا الكهف هادئًا وعميقًا للغاية، وكانت التموجات المكانية هنا غريبة بعض الشيء. لم تكن هناك أي نباتات ظاهرة، فقط الجدار الفارغ داخل الكهف.بعد مئات الأميال سيرًا على الأقدام، وصل موشا أخيرًا إلى المنطقة المركزية للقمة المخروطية. في وسطها، هناك بركة مقسمة إلى خمس برك أصغر. كان لون الماء في كل بركة مختلفًا، وكانت كل بركة تُصدر هالات قوية وفريدة، مثل هالة اللهب وهالة ذهبية حادة. فوق البركة ذات الألوان الخمسة، هناك شقوق مكانية عديدة تظهر وتختفي مرارًا وتكرارًا.داخل الشقوق المكانية – المُرتَّبة كخلية نحل عملاقة ومذهلة – هناك بلورة كروية الشكل مُعلَّقة في الهواء. كان بها 10,081 سطحًا مُقطَّعًا، بدا بعضها وكأنه يتدفق كالماء، بينما قفز بعضها الآخر كاللهب الشفاف، أو نما كالنباتات.”كنز” قال جسد موشا بجسده، وهو يحدق في البلورة الكروية باهتمام. “ولكن أين المخاطر؟”حتى الأحمق سيدرك أن هذه البلورة غير التقليدية كنز، وأن البركة ذات الألوان الخمسة تحتها استثنائية، لكن جسد موشا لم يجرؤ على الاقتراب من البلورة بتهور. من الواضح أن هذا المكان الغامض غير مستقر؛ فقد أحدثت البلورة الكروية شقوقًا عديدة في المنطقة، وإذا انفجرت طاقتها بالكامل، فستدمر جسد موشا في لحظة.وفقًا لفهم لوه فنغ للمنطقة السرية، فبالإضافة إلى خطر الكنز نفسه، هناك عادةً مخاطر إضافية. راقب موشا بحذر البركة ذات الألوان الخمسة، والكرة البلورية، والهدوء المحيط به، والقمة بأكملها التي بدت وكأنها تنبض بالحياة.
الفصل 968: ثقب دوديبينما جهاز الكشف يبحث بسرعة عن المخاطر المخفية، وقف لوه فنغ ساكنًا، ولم يقم بأي حركات متهورة.فكّر لوه فنغ قائلاً:“ لديّ خياران: أولاً، يُمكنني استكشاف هذا المكان المجهول وإيجاد مخرج. ثانياً، يُمكنني العودة إلى مملكة البشر عبر نقل المملكة السماوية، ثم إلى جزيرة بوهينيا، ثم إلى فضاء البُعد التاسع.”بعيون حادة كالشفرات، تفحص لوه فنغ محيطه. بدا الجو هادئًا هنا. باستثناء النباتات الجميلة، لم تكن هناك أي مخلوقات أخرى.”سأخرج بمفردي!” قال. “سأنجح إذا كنت حذرًا. وفقًا لتعليمات طائفة الحكام الأسلاف للورثة، هذا المكان ليس خطيرًا. لا أريد إضاعة عشرات الأيام بالرحيل من جزيرة بوهينيا مرة أخرى. بحلول ذلك الوقت، أخشى أنني سأضطر إلى عبور تلك المنطقة الفارغة مرة أخرى. ماذا لو أُرسلت إلى هذا المكان مرة أخرى؟”سرعان ما ظهرت مجموعة كبيرة من البيانات على شاشة كمّ لوه فنغ الواقي. خفض لوه فنغ رأسه لينظر إليها.”كل شيء يبدو طبيعيًا ” قال لوه فنغ، ثم عبس قليلًا. “سأغادر إذًا.”اختار لوه فنغ اتجاهًا وطار عبر السماء.******”تم العثور على ثقب دودي طبيعي ” نبه الكاشف لوه فنغ فجأة.”ثقب دودي طبيعي؟” قال لوه فنغ. يطير كشعاع ضوء، لكنه تباطأ على الفور. نظر إلى الخريطة المعروضة على الكاشف للتحقق من الموقع، واندفع نحو الثقب الدودي. بعد أن طار لعشرات الملايين من الأميال، وصل لوه فنغ إلى جبل. حدّق في الفضاء المشوه قليلاً أمامه.”ثقب دودي هنا؟” قال.كانت الثقوب الدودية شائعة في أرجاء الكون. كل منها يربط بين مكانين، ويمتد أحيانًا لمسافات شاسعة. إذا دخل أحدهم ثقبًا دوديًا، فسيظهر فجأةً في الطرف المقابل.من الطبيعي العثور على ثقب دودي في الفضاء العميق، لكن من غير المعتاد رؤيته في المنطقة السرية.”إلى أين يؤدي هذا الثقب الدودي؟” تساءل لوه فنغ.فكّر، ثم خطرت له فكرة. طار تيار هواء أسود، وتكثّف ليُشكّل رجلاً مفتول العضلات – جسد لوه فنغ من عشيرة موشا.”حتى لو تم تدمير جسد موشا هذا ” قال ” يمكنني تكثيف جسد آخر وإرساله إلى هنا عن طريق النقل في المملكة السماوية.”نظرًا لأن لوه فنغ كان جامعًا للرموز، فإن عبيد روحه يمكنهم بسهولة استشعاره عن بعد. جسد موشا حذرًا في البداية، ولكن بعد ذلك طار إلى ثقب الدودة.******في اللحظة التي عبر فيها جسد موشا ثقب الدودة، وصل على الفور إلى مكان آخر.”ماذا؟” قال جسد موشا، وهو ينظر إلى حوض ضخم أمامه.بين ثنايا الحوض بحيرةٌ يزيد عرضها عن 6000 ميل. وفوق البحيرة، طفت قمةٌ مخروطية الشكل يزيد ارتفاعها عن 600 ميل.”بحيرة؟ وقمة عائمة؟” قال جسد موشا. دهش قليلاً عندما اكتشف أنه يستطيع استشعار موقع جسده الأرضي بسهولة. “سماوي الأرضي على بُعد أقل من ستة مليارات ميل من هنا على الأرجح.”بدت المسافة بينهما قصيرة جدًا لدرجة أن جسد موشا كان قادرًا على الوصول إلى إلهه الأرضي عن طريق النقل الآني.******استمر جسد لوه فنغ في الطيران. علم بالوضع على الجانب الآخر من ثقب الدودة، لكنه لم يُسرع في التحقيق. هناك أمور أخرى يجب الاهتمام بها.وبعد لحظات، نبهه جهاز الكشف قائلا: “تم العثور على ثقب دودي طبيعي آخر”.”واحد آخر؟” أصبح لوه فنغ مذهولًا.طار نحو الموقع الذي أشار إليه الكاشف. هذا الثقب الدودي في نهر. لم يجرؤ لوه فنغ على دخول النهر بتهور. بل استدعى جسده جسد موشا وتركه يحاول.غاص جسد موشا في النهر.”لا يوجد شيء خاص في الماء بخلاف كثافته العالية ” أكد موشا بسرعة.باستخدام قوته العالم، قام لوه فنغ بتكثيف وعاء طيني كبير وملأه بمياه النهر.”سأدرسه بعد أن أغادر هذا المكان” قال لنفسه.ذهب جسد موشا الخاص به إلى ثقب الدودة في النهر.******كان الطرف الآخر من ثقب الدودة مغمورًا أيضًا تحت الماء. ارتسمت على وجه موشا الذهول وهو يصعد إلى سطح الماء وينظر حوله.”يا للهول…”ظهرت قمة مخروطية الشكل فوق البحيرة الشاسعة، والتي كانت محصورة داخل حوض يشبه الحفرة.”انتهى الثقب الدودي الأول على شاطئ البحيرة” قال جسد موشا ” بينما انتهى الثاني في البحيرة. ويؤدي الثقبان الدوديان إلى نفس المكان”. جسد موشا في حيرة.******اندهش لوه فنغ من نتائج جثة موشا، فواصل تقدمه، وسرعان ما وجد ثقبًا دوديًا ثالثًا. هذه المرة، عبر جثة موشا الثقب الدودي واكتشف أنه يؤدي إلى ضفة أخرى من البحيرة.بينما واصل لوه فنغ طريقه، ظهر ثقب دودي آخر، أدى إلى سطح البحيرة. واكتشف تسعة ثقوب دودية واحدة تلو الأخرى. في النهاية، توقف لوه فنغ عن الطيران، فانتقل إلى ضفاف البحيرة.”يا له من أمر غريب!” قال. وقف بجانب البحيرة، يتأمل القمة المخروطية العائمة أمامه. “الثقوب الدودية التسعة جميعها تؤدي إلى هنا. ربما هذا ما يجعل هذا المكان الخطير مميزًا.””تم العثور على 10081 ثقب دودي ” حسبما ذكر جهاز الكشف.نظر لوه فنغ إلى الشاشة على جهازه، بعينين واسعتين. “ماذا؟”أشارت الشاشة إلى مواقع الثقوب الدودية. ما أثار ارتجافه هو أن الثقوب الدودية الـ ١٠,٠٨١ بدت وكأنها مُرتبة كخلية نحل عملاقة غطت القمة المخروطية الشكل بالكامل. شكلت نمطًا مشابهًا لنواة حياة جسده موشا، التي احتوت على ١٠,٠٨١ سطحًا مقطوعًا منقوشًا بنقوش قانونية معقدة للغاية تُمثل قوانين الفضاء.”كلما كان المكان فريدًا ” قال لوه فنغ ” كلما زادت احتمالية احتوائه على كنوز. والعكس صحيح؛ فالمكان المليء بالكنوز يكون بطبيعته خطيرًا.”مرّ العديد من الورثة على مرّ العصور بنفس التجربة. وإن عثر أحدهم على كنوز في مكان ما دون أن يواجه أي خطر، فذلك لأن عظماء الماضي قد واجهوا المخاطر مسبقًا.نظر لوه فنغ إلى القمة المخروطية. شعر أنها الأكثر إثارة للريبة، لكنه لم يستطع دخولها بمفرده. ماذا لو هناك كائن حي خطير وفريد مثل الحوت البارد يعيش داخل القمة، وأثار دخول لوه فنغ قلقه؟ إذا ابتلع الحوت جسد لوه فنغ الأرضي، فسيكون من الصعب عليه استعادة أجنحة شي وو ولؤلؤة البرج.قال لوه فنغ ” اذهب واكتشف إلى أين تؤدي هذه الثقوب الدودية البالغ عددها 10081″.فوو!طار جسد موشا على الفور نحو ثقب دودي واحد في الهواء.******بعد دخول ثقب الدودة، وصل جسد موشا إلى الطرف الآخر بسرعة. كانت صحراء صامتة على بُعد حوالي ١٩ مليار ميل من البحيرة.عاد جسد موشا إلى البحيرة ودخل إلى ثقب دودي آخر.بينما جسد موشا يستكشف الثقوب الدودية بسرعة، أصبح لوه فنغ تدريجيًا أكثر درايةً بالوضع في هذا المكان الغامض. كل هذه الثقوب الدودية قادت إلى مواقع عديدة داخل هذا المكان الغريب. كان أبعدها على بُعد حوالي 75 مليار ميل من هنا. ما أثار دهشة لوه فنغ أكثر من أي شيء آخر هو أنه وجد في ثلاث مناطق دروعًا محطمة وأسلحة مكسورة، ولكن دون كنوز.قال وهو يحمل قطعة درع مكسورة: “للورثة مكانة خاصة. من المرجح جدًا أن يمتلكوا كنوزًا. تشير هذه القطع المكسورة عديمة القيمة من الدروع إلى أن بعض أشكال الحياة، ربما ورثة، كانت موجودة هنا، ومع ذلك، لم يُترك كنز ثمين واحد – ولا حتى خاتم عالم – وراءهم… ربما سرق بعض الناجين أو سكان هذا المكان الغامض هذه الكنوز. أشك في وجود العديد من الورثة هنا. لو كانوا موجودين، لكانت المعلومات عن هذا المكان أكثر أهمية. إذا كان الناجون موجودين، فلماذا لا يرسلون معلومات استخباراتية عن هذا المكان الغامض؟”فكر لوه فنغ في الأمر.فوو!تراجع لوه فنغ على عجل . عبر ثقب دودي مكاني، تراجع إلى موقع يبعد أكثر من ستة مليارات ميل.”على سماوي الأرضي أن يبتعد عن هذا ” اختتم حديثه. “سأرسل جسد موشا لاستكشاف المكان.”******طار موشا نحو القمة المخروطية العائمة في الهواء ورصدها. ووفقًا لجهاز الكشف، هناك 10,081 كهفًا موزعة بكثافة على الجبل. ولأن ارتفاع كل كهف كان لا يتجاوز 10 أو 12 قدمًا، بدت هذه الكهوف ضئيلة الأهمية مقارنةً بالقمة.سووش.طار جسد موشا داخل كهف واحد.”لا شيء سوى الحجارة” قال .عندما أمسك موشا بأحد الحجارة، امتلأ جدار الكهف فجأةً بخطوط من الضوء الفضي. شعر جسد موشا وكأن قوةً جبارة هاجمته بشراسةٍ شديدةٍ حتى تمزق جسده. ثم، مع تدفق تيارٍ من الهواء الأسود، استعاد موشا عافيته.”ما هذا؟” صرخ. حدّق موشا، وهو في حالة ذهول، في الجدار الذي بدا طبيعيًا. “كل حجر فيه جزء لا يتجزأ. يبدو الجدار… حيًا. طاقة ذروة سيد العالم لديّ ضعيفة نوعًا ما. أتساءل ماذا سيحدث لو جاء جسدي الأرضي والتقط الأحجار.”واصل جسد موشا التحرك للأمام بحذر.بدا الكهف هادئًا وعميقًا للغاية، وكانت التموجات المكانية هنا غريبة بعض الشيء. لم تكن هناك أي نباتات ظاهرة، فقط الجدار الفارغ داخل الكهف.بعد مئات الأميال سيرًا على الأقدام، وصل موشا أخيرًا إلى المنطقة المركزية للقمة المخروطية. في وسطها، هناك بركة مقسمة إلى خمس برك أصغر. كان لون الماء في كل بركة مختلفًا، وكانت كل بركة تُصدر هالات قوية وفريدة، مثل هالة اللهب وهالة ذهبية حادة. فوق البركة ذات الألوان الخمسة، هناك شقوق مكانية عديدة تظهر وتختفي مرارًا وتكرارًا.داخل الشقوق المكانية – المُرتَّبة كخلية نحل عملاقة ومذهلة – هناك بلورة كروية الشكل مُعلَّقة في الهواء. كان بها 10,081 سطحًا مُقطَّعًا، بدا بعضها وكأنه يتدفق كالماء، بينما قفز بعضها الآخر كاللهب الشفاف، أو نما كالنباتات.”كنز” قال جسد موشا بجسده، وهو يحدق في البلورة الكروية باهتمام. “ولكن أين المخاطر؟”حتى الأحمق سيدرك أن هذه البلورة غير التقليدية كنز، وأن البركة ذات الألوان الخمسة تحتها استثنائية، لكن جسد موشا لم يجرؤ على الاقتراب من البلورة بتهور. من الواضح أن هذا المكان الغامض غير مستقر؛ فقد أحدثت البلورة الكروية شقوقًا عديدة في المنطقة، وإذا انفجرت طاقتها بالكامل، فستدمر جسد موشا في لحظة.وفقًا لفهم لوه فنغ للمنطقة السرية، فبالإضافة إلى خطر الكنز نفسه، هناك عادةً مخاطر إضافية. راقب موشا بحذر البركة ذات الألوان الخمسة، والكرة البلورية، والهدوء المحيط به، والقمة بأكملها التي بدت وكأنها تنبض بالحياة.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات