الفصل 979: سماء وأرض أخرىفي اللحظة التي دخل فيها لوه فنغ دوامة البُعد التاسع، شعر بتيار هائل ممزق لم يرَ له مثيلًا من قبل. شعر وكأنه عالق تحت رحى تطحن الحبوب. تشقق جسده، وتشوه وجهه.أدرك لوه فنغ مرعوبًا: “التيار وحده كفيل بإبادتي. نجم الفقمة!”سو!ظهر نجم ختم – كنز ختم بداخله مساحة – وتسلل لوه فنغ إليه. طالما اختبأ فيه، ستضعف الهجمات الخارجية بشكل كبير، ومع ذلك، لهذا عيب كبير. بما أن نجم الختم لا يستطيع الطيران بسرعة أو المراوغة بشكل مستقل، فقد يتمكن الأعداء من الإمساك به. هذا جعله عديم الفائدة عمليًا عند محاولة تجنب مطارد، مثل الفرار من إمبراطور مرآة اللحاء.بدا عالمًا بديعًا داخل النجم. تألقت أشعة من الضوء الذهبي في السماء فوق الأرض الصلبة اللامتناهية. دمج لوه فنغ عقله مع النجم، واستخدم قوته الروحية لاكتشاف العالم الخارجي المحيط به.إنه مثل ثقوب الدودة في المنطقة السرية ” فكر لوه فنغ.في السابق، تم إرسال ثقب دودي إلى المسبح ذي الخمسة ألوان، ولحسن الحظ، حصل على قلب الفضاء نتيجة لذلك.”حسنا، أنا هنا” قال .لكن بينما شعر لوه فنغ بثبات المحيط، تفحص العالم الخارجي، فخفق قلبه. أحس بوضوح بجيشٍ من أشكال حياة أعراق أخرى، جميعهم بأجساد حمراء ضخمة وقرون دامية. بدا أنهم من نفس عرق الفارس الكون الذي طارد إمبراطور مرآة اللحاء.فجأة، طارت فرقة من المحاربين الأقرب إلى بوابة الدوامة نحوها، واقتربت من نجم الختم.”هاه؟ شيء ثمين؟” قال أحدهم.”ما هي قيمته؟” قال آخر.وعندما شعروا بقوة روحية تمر عبر أجسادهم، بدأوا جميعًا بالهدير بعنف.”غازي من جنس آخر!””الأجناس الأخرى المتعدية!”سو!اختفى النجم، وتم استبداله على الفور برجل ذو درع فضي وأجنحة فضية.نظر لوه فنغ حوله فرأى ثلاثمائة محارب، جميعهم مقاتلون خالدون. لدى الزعيم طاقة هائلة كاد أن يكون إمبراطورًا لا يُقهر.شعر لوه فنغ بالخدر. حتى البشرية لم تكن قادرة على نشر ثلاثمائة مقاتل خالد لحماية منطقة واحدة.” أن تكون فرقة عشوائية متمركزة هنا بهذه القوة…” فكر وهو ينظر حوله بدهشة.“ بحسب معرفتي بهذا المكان، هذه ليست الدوامة الوحيدة في محيط البُعد التاسع. أتساءل إن جميعها تحت حراسة مشددة إلى هذه الدرجة.”أصبح العديد من المحاربين ذوي القرون الدموية متحمسين – مثل الحيوانات المفترسة في وجود الفريسة.”آسف ” قال لوه فنغ. “لا أستطيع البقاء هنا.”سو!هز لوه فنغ جناحه وبدأ في الطيران بعيدًا.”دخيل!” صرخ أحدهم.”أسرعوا! لاحقوه!” صاح الزعيم. “الفريق الأول والثاني اتبعوني! الفريق الثالث ابقوا هنا!”رووررووروفجأة، طار ظل دموي تلو الآخر إلى السماء، وهدر واندفع نحو لوه فنغ.بمجرد أن اخترق لوه فنغ المحيط، شعر بفارقٍ شاسع بين العالم الخارجي والسماء والأرض، اللتين تختلفان اختلافًا كبيرًا عن المناطق الأخرى في فضاء البُعد التاسع. تألقت النجوم في السماء، وانتشر ضبابٌ ضبابيٌّ دمويٌّ في الهواء، مانحًا السماء والأرض قوةً لا مثيل لها.”المقاومة قوية جدًا!” قال.فجأة، أدرك أن القوة الغريبة هنا أوقفت تموج الفضاء تمامًا، وبالتالي قمعت نقل المملكة السماوية.”لا انتقال آني…!” تمتم في ذهول. “لا نقل في المملكة السماوية!”أخيرًا، أدرك لوه فنغ لماذا لا يمكن حتى لكائناتٍ عظيمةٍ بمستوى الفارس الكون الوصول إلى هنا إلا عبر دوامة البُعد التاسع. النقل الآني في المملكة السماوية مستحيل.روور”هاهاها!”هبت أصوات ضاحكة بقوة لا تنضب على آذان لوه فنغ. التفت إلى الوراء فرأى حشدًا من الأشخاص الملطخين بالدماء يندفعون نحوه.”غزاة أجانب!” صرخ الزعيم. “هذه السماء وهذه الأرض ملكٌ لنا. ما دمتَ تُقمع بشدة هنا، فنحنُ غيرُ متأثرين. لا سبيلَ لكَ للهرب!”بإمكان لوه فنغ أن يشعر بالضباب الدموي الذي يكبح تموجات الفضاء، ومع ذلك طارت هذه المخلوقات دون أن تتأثر.”أنتم، مجرد مقاتلين خالدين، تريدون اللحاق بي؟” قال لوه فنغ.هنغ!انطلقت أجنحته شي وو عبر الهواء، مما تسبب في اضطراب الفضاء مع زيادة سرعته، وانطلق بعيدا.******لم يستطع المحاربون سوى مشاهدة الدخيل وهو يبتعد أكثر فأكثر. وسرعان ما أصبح بقعة فضية صغيرة، ثم اختفى. وقفوا هناك، في حيرة من أمرهم، يحدقون في بعضهم البعض.“كيف يُمكنه أن يكون بهذه السرعة؟” سأل بعضهم بعضًا. “إنه مجرد مقاتل خالد من عرق أجنبي. كيف يُمكنه أن يكون أسرع منا هنا في وطننا؟”لم يكن المحاربون الخالدون الثلاثمائة مستعدين لهذا. كانوا يتمتعون بخبرة واسعة في التعامل مع الغزاة الأجانب. كانت سرعة المقاتلين الخالدين من الأعراق الأخرى تنخفض بشكل حاد عند دخولهم وطنهم، مما سمح لهم بتجاوز أي دخيل بسهولة. لو كان فارسًا من الكون، لأبلغوا عنه فورًا وطلبوا من فرسان الكون من عرقهم تولي الأمر، لكن هذا المقاتل مجرد مقاتل خالد عادي.”اللعنة!” صرخ أكبر المحاربين ذوي القرون الدموية. “لقد تركنا مقاتلًا خالدًا من جنس آخر يهرب!”نظر المحاربون إلى قائدهم. “ماذا نفعل يا قائد؟ والآن؟”صرخ الشكل الضخم ” نحن نبلغ عما حدث، بالطبع ! إلا إذا كنت تريد الموت!”******أشرقت النجوم في السماء، وقد خفت بريقها بفعل الضباب الدموي الذي خيّم على الأرض. غطّت الجبال والجداول والغابات الأرض. عندما شعر لوه فنغ أخيرًا بالثقة في أنه قد تجنّب الثلاثمائة محارب، تباطأ وتوقف ونظر حوله.” عالمٌ كبيرٌ جدًا” قال . “لقد قطعتُ ستة مليارات ميلٍ ولم أصادف أيَّ أشكالٍ أخرى من الحياة. لا بدَّ أن هذا الجنسَ يضمُّ عددًا قليلًا من المخلوقات، لكنَّها جميعًا قويةٌ بشكلٍ لا يُصدَّق.”جلس وساقاه متقاطعتان.” لا انتقال آني ولا نقل في المملكة السماوية ” فكر. هذا يعني أنني لا أستطيع الهروب من هنا. كل ما عليّ فعله هو انتظار أن يُقتلني هذا الجنس كحمل ينتظر الذبح!قام لوه فنغ بفحص إحداثياته واكتشف، بشكل غريب، أن هذه السماء والأرض كانتا في قاع محيط البُعد التاسع.”أنا في قلب محيط البعد التاسع ” تمتم في نفسه. “حسب إحداثياتي، لا يزال داخل فضاء البعد التاسع.”“مع أنني لا أستطيع الانتقال الآني، إلا أن جسدي موشا يستطيع استخدام تقنية موهبته “المجال” للدخول ““ فكر.” ما دام جسد موشا غير مُطارد، فسيتمكن من الوصول إلى هنا دون أي مشكلة.”قال: “سأنتظر هنا أولاً. لقد ظلّ جسد موشا يطفو لفترة طويلة وهو يقترب من شجرة العالم، ولم يتبقَّ سوى شهر واحد قبل أن يصل إلى المرحلة النهائية من المهمة”.فكر لوه فنغ في الوضع لبعض الوقت وخلص إلى أن ما حدث من حوله خارج سيطرته، في حين كان واثقًا من أن جسد موشا يمكنه الحصول على غصن وورقة من شجرة العالم هذه المرة.”لا أستطيع الاستسلام الآن ” قرر. “علاوة على ذلك، الهروب غير مضمون، حتى لو دخل جسد موشا الآن. عليّ التواصل مع معلمي أولًا.”******تمامًا كما اتصل لوه فنغ بزعيم مدينة الفوضى البدائية من خلال الكون الافتراضي، كان أعضاء العرق الأصلي يتواصلون مع بعضهم البعض من خلال العالم الافتراضي الذي أنشأوه في فضاء البُعد التاسع.في قصر فخم في مدينة قديمة في وسط فضاء البُعد التاسع، كان الفارس الكون الضخم ذو الدرع الأسود يصرخ بغضب.”غزاة أجانب؟ لا يمكنك حتى الإمساك بمقاتل خالد من عرق آخر! اتبعوني يا أبنائي!””نعم يا سيدي الجنرال!”قاد الفارس الكون الضخم فريقًا من النخبة مكونًا من عشرة محاربين للهروب من المدينة.”ما ما توه ” قال صوت داخل رأس الفارس الكون.ارتجف جسده التقي قبل أن يتوقف، وتبعه المحاربون خلفه.”الجنرال؟” قال المحاربون في حيرة.” الأمير” قال الفارس الكون الضخم بصوت عميق.”الأمير؟”انطلق جميع المحاربين النخبة العشرة برتبة نقيب. زحفوا بسرعة، برفقة قائدهم، بينما طارت عشرات المخلوقات من أعلى قصر في المدينة القديمة. ثلاثة منهم كانوا أقوياء بشكل لا يُصدق. وصلوا إلى المجموعة في لمح البصر.”صاحب السمو ” قال الجنرال ذو مستوى الفارس الكون، وانحنى لإظهار الاحترام.”صاحب السمو ” ردد العشرة محاربين خلفه وهم يركعون.كان لقائد المخلوقات التي وصلت لتوها وجهٌ وسيمٌ مُغطى بنقوش حمراء. كان يرتدي درعًا فاخرًا من الذهب والأحمر، يُشعّ بموجةٍ قويةٍ لا يُمكن أن تأتي إلا من كنزٍ حقيقي. كان أميرًا، وقد تميّز عن جميع أبناء جنسه. بدا كما لو من جنسٍ مختلفٍ تمامًا.”الجنرال ما ما توه ” قال الأمير بصوتٍ عذب. “سمعتُ للتو أن فريقًا تحت قيادتك عثر على غازٍ أجنبي. إنه مجرد مقاتلٍ خالد، ومع ذلك تمكن من الفرار من فريقك؟””نعم، جلالتك ” أجاب الجنرال الضخم باحترام.”مثير للاهتمام ” تابع الأمير. “مقاتل خالد بهذه القوة. سمعتُ أن من بين ورثة طائفة الحكام الأسلاف، بعض المقاتلين الخالدين أقوياء. أنا أيضًا خالد. من الأفضل؟ أتساءل. هو أم أنا…؟””لديك قوة لا تُقهر يا صاحب السمو ” أجاب الجنرال ما ما تو. “هذا الغازي ليس نداً لك”.قال الأمير: “لا يمكننا الاستهانة بالأجناس الأخرى. قُد الطريق. هيا بنا نطارد هذا المقاتل الخالد من جنس آخر.””أممم…” أصبح الجنرال الضخم في حالة ذهول.”أنت خائف من أن أتعرض للخطر؟” سأل الأمير.”لا، هذا ليس ما قصدته، جلالتك ” أجاب الجنرال.همم! جميع إخوتي الـ ١٠٧ ما زالوا على قيد الحياة” قال الأمير بثقة. “ما مدى خطورة ذلك؟ انطلق.””نعم، جلالتك” قال الجنرال، ولم يكن أمامه خيار سوى اتباع الأوامر.سو! غادر الكائنات العظيمة لمطاردة هذا المقاتل الخالد إلى جانب أميرهم.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات